Professional Documents
Culture Documents
من الاعتراف إلى التبرير
من الاعتراف إلى التبرير
يتوزع االهتمام الفلسفي لمدرسة فرانكفورت على مساحات زمنية ومنعطفات فكرية متباينة .بدأت أولى
شرارتها منذ تأسيس معهد البحث السوسيولوجي ( )Institut für Sozialforschungسنة
،1923حيث عرفت المدرسة خالل هذه السيرورة اهتمامات متباينة على مستوى مباحثها الفلسفية.
لقد اهتم الجيل األول بإعادة بناء الفكر الماركسي ،وانعطف الجيل الثاني نحو نظرية الفعل التواصلي،
وحط الجيل الثالث رحاله الفلسفي في قارة االعتراف ،أما الجيل الرابع ،فقد توج مسار المدرسة من
خالل االنفتاح على براديغم التبرير (.)Justification
لكن ،ما يميز مسار المدرسة خالل رحلتها الفلسفية ،هو بداية تأسيس لحضور خطاب فلسفي نسوي،
خاصة مع الجيل الثالث ،كطرف أساسي في المعادلة الفلسفية للمدرسة النقدية .ويبدو أن المساهمة
النظرية للمرأة ،تعكس فعال تمرديا ضد مؤسسة اإلقصاء التي دأب على ترسيخها فالسفة المدرسة .وقد
بلغ اإلقصاء ذروته في كتاب ” التحول البنيوي للفضاء العمومي ” حيث تجاهل هابرماس (
) -1929حكاية المرأة.
لم يقف تميز الجيل الثالث عند عتبة النظرية السياسية النسوية ،بل امتد إلى خلق نوع من التصدع
في السيادة الجغرافية .فلم يعد االنتماء الفكري للمدرسة النقدية رهينا بجغرافية المكان ،بل حدث تمرد
على أغالل الحدود من خالل إفصاح الخطاب الفلسفي عن انتمائه إلى المدرسة النقدية خارج الحدود
الجغرافية .
إن ما يشد رهانات الجيل الثالث ،كتميز إضافي آخر ،هو االنخراط الجماعي في إعادة بناء النظرية
النقدية ،وهو تقليد رسخه هابرماس من خالل مشروعه التواصلي .لكن ،الجيل الثالث فتح أفقا نظريا
جديدا وراح يتحدث عن مشروع نقدي يقوم على إعادة إعادة بناء النظرية النقدية االجتماعية.
في هذا السياق من التحوالت والرهانات يمكن القول ،إذا كان هابرماس قد أحدث منعطفا تداوليا ،فإن
الجيل الثالث أحدث منعطفا جغرافيا ،احتضن من خالله أعضاء خارج الحدود لمقاربة مباحث تشكل
عالمة فارقة في مسار الجيل الثالث للمدرسة النقدية ،األمر يتعلق ببراديغم االعتراف ،حيث انشغل
أعضاء النظرية النقدية بتكثيف ال ُعدّ ة المفاهيمية والرؤية المنهجية ،من أجل صوغ تصور نقدي يجيب
عن إشكالية االندماج االجتماعي للهويات ،بوصفه مأزقا عالقا في ثنايا النسق السياسي الليبرالي .
عن هذا اإلشكال ،تطالعنا أطروحة نقدية تعكس تميزها على مستوى النظر ،األمر يتعلق
بإشكالية االعتراف .ونخص بالذكر ،في هذا الصدد ،أطروحة نانسي فريزر)Nancy Fraser(
التي انخرطت كصوت نسوي من خارج الحدود األلمانية ،في حوار نقدي مع أكسيل هونتAxel(
.)Honnethولقد أثمر هذا الحوار ،الذي ُجمع في كتاب مشترك تحت عنوان ” إعادة التوزيع أو
االعتراف ؟ ،“ عن اختالفات نظرية هامة ،لكنها اختالفات عائلية بين أفراد تجمعهم النظرية النقدية
كقرابة دموية.
وجه أكسيل هونت تحية خاصة إلى راينر فورست )Rainer Forst( لكونه انخرط ،كطرف
ثالث ،في هذا الجدل الثنائي الذي دار بينه وبين فريزر .وبذلك تكون المساهمة التي أدلى بها فورست
قد كشفت عن قارة ثالثة لالعتراف P،وفي نفس اآلن فتحت أفقا جديدا نحو ترسيخ اإلنصاف التبريري في
معادلة االعتراف.
تالحقنا أسئلة ،تترابط في وحدة موضوعية ،من خالل هذا الحوار النقدي بين أعضاء النظرية النقدية،
األمر الذي يدعو إلى حصرها فيما يلي :هل يمكن اختزال براديغم االعتراف في ُبعد يخص العدالة أم
في ُب عد يخص التحقق الذاتي ؟ وهل االعتراف يغتني دالليا عندما يتحرر من أسر االختزال ويروم الجمع
بين عدالة التوزيع الثقافي وعدالة التوزيع االقتصادي؟ وهل يمكن بناء براديغم االعتراف خارج ثنائية
الثقافة واالقتصاد ؟
ميزان العدل :إعادة تخييل الفضاء السياسي في عصر العولمة ()2009
أما أكسيل هونت ،فقد ولد ( 18يوليو )1949بإسن ( )Essenغرب ألمانيا .درس الفلسفة
والسوسيولوجية في مناطق عديدة بألمانيا ،مثل بون ( )Bonnوبوخوم ( )Bchumوبرلين (
)Berlinوميونيخ ( .)Munichمنذ سنة 2001وهو يعمل مديرا في معهد البحث
السوسيولوجي خلفا ألستاذه هابرماس .كما أنه منذ سنة 2011يشغل منصب أستاذ الفلسفة المعاصرة
بجامعة فرانكفورت وجامعة كولومبيا .ويقترن اسمه اآلن ،في إطار الفلسفة النقدية االجتماعية،
بمشروع االعتراف.
سياقات العدالة :الفلسفة السياسية بمعزل عن النزعة الليبرالية والنزعة الجماعاتية (
)2002
إن المشاكل التي يعرفها المجتمع األمريكي ( العنصرية ،االستغالل ،اإلقصاء ،االحتقار…) يتعذر على
الخطاب الماركسي ،كإطار للتحليل الطبقي ،أن يستوعب في جوفه النظري التحوالت االجتماعية التي
تنفلت من كل تحديد طبقي .في المقابل ،فإن الحركات االحتجاجية الثقافية التي تجوب الشوارع األمريكية
وتطالب برفع االحتقار واإلقصاء عن هويات ثقافية منبوذة ،ال تستطيع إيجاد مخرج منصف لمطالب
االندماج االجتماعي.
فأمام هذا اإلحراج النظري ،يظل السؤال :هل يجب االنخراط في سياسة االعتراف أم في سياسة إعادة
التوزيع االقتصادي؟ في سياسة طبقية أم في سياسة الهوية ؟ في التعدد الثقافي أم في الديمقراطية
االجتماعية ؟
تحاول فريزر بناء براديغم الخالص ،من خالل ثنائية االعتراف واالقتصاد السياسي .فال االعتراف لوحده
قادر على رفع الظلم وتحقيق عدالة اجتماعية منصفة ،وال االقتصاد لوحده قادر على حماية المساواة
االقتصادية .تتطلب العدالة ،من أجل تحقيقها ،نسقا موحدا يجمع في تركيبة متكاملة بين إعادة
التوزيع االقتصادي واالعتراف.
وعلى هذا األساس ،ترى فريزر بأن التيار الذي يحتمي خلف إعادة التوزيع االقتصادي ويحتقر التعدد
الثقافي ،باعتباره وعيا مشوشا وكابحا للعدالة االجتماعية ،يقع تحت ” النقائض المغلوطة “[.]3
وكذلك الشأن بالنسبة للتيار المدافع عن االعتراف الثقافي ويتجاهل االقتصاد السياسي .
لكن ،السؤال الذي يمكن أن يعترض مشروع المزاوجة بين الثقافي والسياسي هو :هل يمكن لوظيفة
االعتراف أن تعيق وظيفة إعادة التوزيع ؟ وهل سلطة إعادة التوزيع يمكن أن تسلب سلطة االعتراف ؟
تقترح فريزر ،على المستوى المنهجي ،الفصل بين إعادة التوزيع واالعتراف .وبالرغم من أن
البراديغمين معا يشكالن واجهة لمقاومة الظلم االجتماعي .فإن الفصل بينهما يعد ضروريا ،من وجهة
نظر التحليل النقدي ،على األقل للكشف عن بؤر التوتر .ففي منطق الفصل ،تكون فريزر قد “أضاءت
منطقهما [ االعتراف واالقتصاد] الخاص ،وساهمت في حل بعض اإلحراجات السياسية في وقتنا
الراهن”[ .]4معنى هذا ،أن ثنائية االعتراف واالقتصاد ،ال يجب النظر إليها كماهيات ثابتة تتغذى من
فلسفة الذات ،وإنما يجب النظر إليها كمواقع تمتاز بالمرونة والسالسة.
انطالقا من هذا المنظور ،تسعى فريزر Pإلى تصنيف نماذج مثالية للداللة على أهمية الفصل التحليلي بين
براديغم إعادة التوزيع االقتصادي وبراديغم االعتراف الثقافي .ويمكن تصنيف هذه النماذج على الشكل
التالي:
نموذج مثالي ،يخص فئة تتعرض لالستغالل االقتصادي بسبب سوء التوزيع ،األمر الذي
يتطلب ،إلنصاف هذه الفئة ،هدم البنيات الطبقية الرأسمالية وتجاوز االستغالل الطبقي ،لتتناسب هذه
الفئة (الطبقة العاملة) مع عدالة إعادة التوزيع االقتصادي.
نموذج مثالي ،يتحرك ضمن إطار ثقافي .فهذا النموذج ،ليس سوى فئة محتقرة على مستوى
الجنساني (المثليين ومتحولي الجنس والسحاقيات وهرمافروديث… ) تشتغل تحت تأثير التأويل
والتمثيل ،وليس تحت تأثير الصراع الطبقي .والحل الذي يمكن أن تنشده هذه الفئة ،هو عدالة
االعتراف وليس عدالة إعادة التوزيع االقتصادي .فالغيرية الجنسية كسلطة معيارية ،تنزع الحماية
االجتماعية عن هذه الفئة ،فتتعرض للعنف والتحرش واإلهانة والسب… ولهذا ،فإن بنية االعتراف
الثقافي تعتبر مخرجا لتجاوز بنية االحتقار االجتماعي .والمثال الذي تسوقه فريزر ،يتعلق بإطار بنكي
من أصول أفرو-أمريكية يتعذر عليه أن يستقل سيارة األجرة بشارع وول ستريت ،في حين عامل
أبيض مطرود من شركة السيارات يستقل بسهولة سيارة األجرة .
نموذج مثالي ،صعب التحديد ،لكونه يتشكل من مجموعات المتجانسة (مجموعات مختلطة)
تتمركز في الوسط وتجمع بين االعتراف وإعادة التوزيع االقتصادي .فالمرأة العاملة مثال ،تعاني من
بنية االستغالل التي تتمظهر في تقسيم العمل ،بحيث تجمع بين وظيفتها المهنية خارج البيت
(االستغالل االقتصادي) ومهمة تربوية ومنزلية داخل البيت (مشكلة االعتراف) .كما أن نفس
الوضعية تسري على المجموعات المثلية ( …)Homosexualوللخروج من هذه الوضعية،
يلزم الترابط بين االعتراف وإعادة التوزيع االقتصادي.
وبهذه اإلستراتيجية ،التي تقوم على الفصل والترابط ،تكون فريزر قد قامت بتدعيم أطروحة
“النزعة االشتراكية ،على المستوى االقتصادي ،والتفكيكية على المستوى الثقافي ،وكالهما يشكالن
تناغما جيدا للتخفيف من حدة اإلحراج الذي يمس المجموعات المختلطة “[.]5
فعلى هذا المستوى ،فإن مسارات العدالة االجتماعية تتطلب هدم بنية االستغالل (المجموعة المثالية
األولى) ،أو تفكيك البنية الثقافية (المجموعة المثالية الثانية) أو الجمع بين الترابط االشتراكي والتفكيكي
(المجموعة المثالية الثالثة).
إن المسح ” الطبوغرافي ” الذي قامت به فريزر للجماعات المجتمعية ،مكنها من وضع اليد على بؤر
تستدعي تدخال لمعالجة انزالقات االعتراف واالقتصاد .فاالعتراف يروم بناء عدالة اجتماعية ،ولذلك
يجب ربط االعتراف بالعدالة وبالواجب األخالقي ،إذ ال يمكن ربط االعتراف بحالة وجدانية نفسية
وذاتية ،أو بشعور الخير والحاجة اإلنسانية ،فكل “محاولة لتبرير مقاصد االعتراف التي تعلن عن الخير
وتحقيق الذات ،فهي طائفية “[ .]6في المقابل ،فإن التوزيع االقتصادي ال يتطلب توزيعا جائرا يجهز
على الهياكل التنظيمية للتوزيع .ترمي رهانات فريزر إلى اإلنصاف والتفاعل والمساواة ،وهذه المطالب
ال تتحقق خارج المؤسسات الثقافية واالقتصادية ،بحيث تنظر فريزر إلى االعتراف كمؤسسة للقيم
الثقافية التي عملت على ترسيخ معايير االحترام واإلساءة ،التقدير وعدم التقدير ،الغيرية الجنسية
والمثلية…وعلى هذا األساس ،تقترح فريزر إحداث إصالح وتحويل ( تجاور فريزر بين الوضعية
التصحيحية والوضعية التحويلية(*) ) للبنية المؤسساتية لالعتراف واالقتصاد ،من أجل بناء عدالة
اجتماعية خارج معايير البنية النسقية الليبرالية .فإذن ،ما المفاهيم المركزية التي تعتبرها فريزر أساس
بناء عدالة االعتراف وعدالة التوزيع ؟
مبدأ المناصفة التشاركية)Parity of Participation(
تقول فريزر إن ” األساس المعياري لتصوري ،هو بناء مناصفة تشاركية ]7[“ أي ،بناء عدالة
تقوم على إجراءات تسمح بالتفاعل االجتماعي .وتفترض “المناصفة التشاركية” قيما أخالقيا متساوية
تشمل الجميع ،كما أنها معيار كوني يحتضن كل الشركاء في العملية التفاعلية ،بحيث “يجب على جميع
المتحاورين من حيث المبدأ التمتع بفرص متساوية للتعبير عن وجهات نظرهم ووضع القضايا على
جدول أعمالهم “[ .]8فمبدأ المناصفة ،بوصفها تجسيدا لقيم العدالة االجتماعية ،هو ذلك المعنى الماثل
في التوزيع المادي للموارد االقتصادية الذي يقوم على خلفية معايير قانونية شكلية .وهذا البعد ،يندرج
في إطار “الشروط الموضوعية للمناصفة التشاركية“ ،التي تقطع مع كل األشكال التبعية االقتصادية
واالستغالل المادي وإبعاد كل ما يشكل تفقيرا واستغالال ُم َمأسسا للواقع االجتماعي.
تراهن فريزر على مبدأ ” المناصفة التشاركية ،“ بسبب تملص الليبرالية الجديدة من تفعيل األسس
التفاعلية لهذا المبدأ ،ألنها ترى في االعتراف وإعادة التوزيع مكونين ينتميان إلى ” اإلثنية ” وليس
إلى االختالف .وكذلك بسبب ،غياب نموذج اشتراكي يتمتع بالمصداقية والفعالية الديمقراطية في تثبيت
عدالة التوزيع واالعتراف.
لم يعد مفهوم الطبقة يجيب عن حاجيات معيارية ونفسية لفئات مجتمعية عديدة .فالتطورات التي
عرفتها الحركات االجتماعية ،خاصة أواخر القرن العشرين ،جعلتها تتحلل من قبضة االختزال الطبقي.
واالختزال ،ال يعني سوى ممارسة الصمت وإخفاء مطالب ثقافية لالختالف .ولهذا ،فإن الحركات
االجتماعية باتت مطالبة ،أكثر من أي وقت مضى ،بفتح جبهات المقاومة والصراع .لكن هذه المرة ليس
على أرضية“ الصراع الطبقي” بل على أرضية “الصراع من أجل االعتراف” و “الصراع من أجل
إعادة التوزيع االقتصادي ” .
تعقيب وردود :هونت /فريزر
يعتبر كل من هونت وفريزر P،بـأن االعتراف مبحث أساسي إلعادة بناء النظرية النقدية .لكنهما
يموضعان االعتراف بشكل مختلف .يقترح هونت إطارا أحاديا لالعتراف ويستبعد من دائرة اهتمامه
إطارا آخر .ال يستهوي هونت البعد االقتصادي كطرف معادل لالعتراف ،ألن آلية السوق الرأسمالي تقع
في محيط االعتراف .ومن ثمة ،ف “االعتراف وحده كاف للقبض على كل عجز معياري للمجتمع
المعاصر وعلى كل السيرورات االجتماعية وكل التحديات السياسية التي تواجه أولئك الذين يسعون إلى
التغيير”[ .]11في المقابل ،ترى فريزر بأن االعتراف وحده ” بعيد عن فهم مجمل الحياة األخالقية “[
]12وتضيف قائلة ” االعتراف ،بالنسبة لي بعد حاسم ،لكنه بالنظر إلى العدالة االجتماعية ،فإنه بعد
محدود “[.]13
ففي الوقت الذي تعتبر فيه فريزر أن ” المناصفة التشاركية ” تشكل األساس النظري إلشكالية عدالة
االعتراف ،فإن هونت يرى في هذا المبدأ مجرد إعادة إنتاج لذلك “الخطأ الفادح الذي سقطت فيه
النظرية الماركسية”[ ]14لما ركزت تصورها المادي حول البروليتارية كطبقة أحادية الجانب .وهنا
تكون النظرية التقليدية قد أساءت إلى االعتراف ،ألنها ركزت فقط على مفهوم المصلحة.
ينطلق هونت من التقسيم الثالثي الذي يقوم عليه االعتراف ،وهو تقسيم يشكل تفاعال واندماجا
اجتماعيا :الحب– القانون– التضامن .يسترجع بذلك هونت نفس التقسيم الثالثي الهيغلي :األسرة-
المجتمع المدني -الدولة .ومن خالل هذا التقسيم ،يكون هونت قد احتوى كل انفالت محتمل من شأنه أن
ينتصب ،تحت هذه الذريعة أو تلك ،كبؤرة أساسية تدعي لنفسها القدرة على معالجة الخلل المجتمعي .لم
يفكر هونت ولم يخطر على باله قط ،أن يمسك باالحتقار كبراديغم منفلت من أعمال هيغل
وميد )*( ويستعين به كإطار نظري مواز لالعتراف .وبالرغم ،من أن مفعوالت االحتقار تمارس خدشا
وجرحا في ” الذات التي طورها الفرد في إطار التبادل البينذاتي “[ ،]15فإن التجاوز واالنعطاف،
اللذين سجلهما هونت ،من أجل بناء نظرية االحتقار ،ظال في إطار عالقات اجتماعية وفي إطار براديغم
االعتراف.
يعتبر هونت أن الشكل األولي للتفاعل االجتماعي ،هو الحب الذي يقوم على الحياة األخالقية الطبيعية.
والحب يجسد تفاعال طبيعيا ،ألنه يقوم على احتياجات الفرد الملموسة .وبذلك يتمظهر الحب كشكل من
أشكال االعتراف و ” يندرج في إطار الروابط العاطفية القوية بين عدد محدود من األشخاص ،سواء
على مستوى العالقات الشبقية أو الصداقة أو األسرة “[.]16
أما الجانب القانوني في عملية االعتراف ،أو لنقل االعتراف القانوني يتطلب تحديد العالقة بين الذات
واآلخر .فالذات كحاملة للقانون يجب أن تكون على وعي بالمعايير االجتماعية لتبدي اعترافا باآلخر من
حيث إنه حامل لنفس المعايير والقوانين .وبما أن الذوات ” تخضع لنفس القانون ،فإن الذوات القانونية
تعترف تعاضديا ببعضها البعض كأشخاص قادرين على حمل حكم عقالني ومستقل حول المعايير
األخالقية “[. ]17
أما فيما يخص التضامن أو التقدير ،فإنه ينشأ من خالل ” تجربة المقاومة المشتركة ضد القمع
السياسي “[]18الذي تتعرض له الجماعة .وهذا الشكل من التضامن ،يولد عالقات بينذاتية وتقديرية
بين األشخاص ،حسب القدرات والمؤهالت التي يتميز بها كل شخص إزاء القيم المشتركة .
تشكل هذه العناصر الثالثة ،أرضية ثقافية ممتازة لمعالجة كل القضايا المجتمعية (الدينية واإلثنية
والعنصرية والظلم واالستغالل… ) التي تنتصب في وجه النظرية النقدية كمرجعية امبريقية .وأي
مشكل يخص عدالة التوزيع االقتصادي يجب فهمه في إطار النموذج المعياري لالعتراف .إن المنعطف
النظري لالعتراف يتجاوز الثقب التصوري لمفهوم الطبقة البروليتارية التي تتوحد تحت إطار جماعة
مشتركة تحركها مصالح ذاتية نفعية .ومن شأن هذا التصور المادي ،أن يضفي تشويشا على براديغم
االعتراف.
يؤاخذ هونت على فريزر تصنيفها للنماذج المثالية ،حسب أطروحة ” الرمزي ” و ” المادي “ ،فينفلت
من هذا التصنيف نماذج ال تحظى بالدعاية اإلعالمية في الفضاء العمومي .فالهويات االجتماعية التي
تعاني من شدة البؤس توجد خارج الفضاء العام السياسي .وبالرغم من انخراط هذه الهويات في إطار
حركات مدنية تحررية ،فهي تقبع دوما على الهامش وال تثير اهتمام النظرية النقدية .تدعم فريزر
الحركات االجتماعية المرئية التي تحظى بشرعية الصراع والمقاومة والفعل .لقد تجاهلت فريزر
“العديد من الصراعات االجتماعية التي تنشأ على ظالل الفضاء السياسي العمومي”[ .]19نذكر من
أهمها :حقوق الديانات الجديدة ،النزعات األصولية ،النزعات المحلية ،اإلثنية البيضاء…هذا التجاهل
للحركات الالمرئية يعني أن الحركات المرئية تشكل مركز الصراع االجتماعي.
يدفع هونت بسياسة االعتراف إلى مداها القصوى ،من أجل احتضان حركات اجتماعية تقليدية ممتدة في
ثنايا التاريخ ،منذ مائتي سنة ،لكنها أصبحت قوية بين 1800إلى .1960على عكس فريزر ،فإنها
تتجاهل هذه الحركات التقليدية “من أجل الوصول إلى فكرة مفادها أن الصراع من أجل االعتراف ظاهرة
تاريخية جديدة “[. ]20
ترى فريزر P،أن ما تقدم به هونت أسقطه ضحية فشل مزعج ،ألنه اختزل كل اإلشكاالت المجتمعية في
ثقافة االعتراف فقط .لقد فشل في تأمين مصداقية المرجعية اإلمبريقية للنظرية النقدية .فانغمس في
التعالي على حساب المحايث ،فأنتج بذلك سيكولوجية أخالقية لالعتراف على حساب السوسيولوجية
السياسية .لم يهتم هونت بالتجربة السياسية لمعاناة الهويات ،وهو بذلك يأخذ مسافة محترمة عن مجال
الصراعات السياسية والمقاومات النضالية .لقد سقط الفضاء العممومي الشعبي أو المتعدد ،كعمق
استراتيجي من حسابات هونت ،ولم ينتبه إلى مطالب الحركات االحتجاجية الغاضبة التي تسعى إلى
بلورة قرارات منصفة الحتواء المعاناة السياسية المجتمعية .يبدو أن هونت غير متأثر بمطالب
وقرارات الفضاء العمومي السياسي ،حيث تتفاعل تجربة المعاناة واإلحساس بالظلم .فإستراتيجيته تقوم
على “دمج النظرية النقدية بسيكولوجية أخالقية للمعاناة ما قبل سياسية “[ ،]21إنه يبحث عن معاناة
لم تعرف طريقها بعد إلى التسييس .ليس ثمة سيكولوجية أخالقية مستقلة ،فالحياة اليومية رحلة ممتدة
من المعاناة ،األمر الذي يتطلب مناصفة تشاركية الحتواء االستياء االجتماعي .ففي “المجتمعات
الديمقراطية ال يوجد جدار يعزل الحياة اليومية عن النزاعات السياسية التي يعرفها الفضاء العمومي “[
.]22
تعيب فريزر على هونت مقاربته لالعتراف من خالل تبنيه “نموذج هوياتي بنفحات هيغيلية ،حيث يدرك
االعتراف كتطور أساسي للوعي الذاتي”[ .]23تعارض فريزر النموذج الهوياتي بالنموذج القانوني.
وهذا التعارض يفضي إلى أن النموذج األول موغل في الذاتية والطائفية ،ألنه يتشكل تحت روابط
عاطفية ونزوعات شعورية .في حين ،يتشبث النموذج الثاني ببناء عدالة اجتماعيةُ م َمأسسة ،يشكل
الفضاء العمومي والمناصفة التشاركية قوامها .تنتقد فريزر المنحى السيكولوجي ،ألنه يختزل الظلم
بكافة أشكاله في مواقف شخصية وفردية ويسقط بذلك في النزعة االختزالية الثقافوية.
يمكن نعت المقاربة النقدية لفريزر ،كونها ال تأسيسية .على عكس مقاربة هونت التي تبحث عن نقطة
مركزية إلضاءة مجال االعتراف .تتوزع مقاربة فريزر Pنحو مراكز عديدة ،بحيث ال تقف عند شاطئ و
ال ترسو عند مرفأ ،إنها جانحة على الدوام نحو التعدد .في حين أن النظرية النقدية كما يتصورها هونت
“عبارة عن صرح نظري ُبني بشكل مدهش من األسفل إلى األعلى “[.]24
تعقيب وردود :فورست /فريزر
من باب إغناء هذا النقاش الذي يدور حول موضوع االعتراف ،يتدخل راينر فورست معقبا :هل تتطلب
سلط العدالة توزيعا ماديا أو ثقافيا ؟
تقوم النظرية النقدية لدى فورست على نقد “سلطة المعيار” االجتماعي ،أي نقد العالقات السلطوية.
فعندما “ينخرط الشعب في صراعات ضد الالعدالة ،فإنه يصارع أشكاال من السيطرة “[ .]25وقد
يساهم هذا النقد في منح فرص تعبيرية وفي انبثاق عدالة اجتماعية جديدة تشمل ضحايا سوء التوزيع
الثقافي واالقتصادي .ويعتبرالتبرير ) Justification ( بؤرة مركزية لبناء هذا الرهان النظري
النقدي .
إن الشخص الذي يطالب بالتبرير ،هو ذلك الشخص الذي يقع خارج التوزيع واإلنتاج ،كما أنه عرضة
لممارسات احتقارية تخدش كرامته .وعليه ،فالجهات المسؤولة عن هذا الفعل ،أكانت سلطات سياسية
أو اجتماعية ،يجب أن تقدم تبريرات عن ممارسات اقترفتها وخلفت آثارا مادية ونفسية على ضحايا
سلبوا من حقهم في الكالم والفعل ،كما تعرضوا لإلهانة وعدم االحترام .
ُ
يبدو أن فورست يدافع عن سياق االعتراف في إطار فضاء التبرير .وبهذا المعنى ،فإن فورست يعيد
للسؤال الفلسفي اإلغريقي وجاهته :ما علل األشياء ومبادئها ؟ إنه يطالب بأصل الفعل وال يتوجه إلى
نتائج الفعل .فالمسألة تبدأ بسؤال مركزي“ :من يضع األسئلة ومن يمتلك سلطة اإلجابة ؟”[.]26
لما تتحدث فريزر عن سوء التوزيع ،كشكل من أشكال الظلم االجتماعي ،فإنها تطالب بتفعيل
مبدأ المناصفة التشاركية من أجل سيادة اإلنصاف االجتماعي .لكن ،فورست ال يروقه ربط العدالة
بمبدأ المناصفة التشاركية ،وإنما يربط العدالة بسياسة التبرير ،ولذلك يراهن على أن “األسئلة في
إطار الفلسفة السياسية يجب أن تبدأ بالتبرير ، ]27[“ طالما أن البؤرة األساسية في التوزيع لم
تكشف عن تبريراتها.
ال يجب على الجماعة السياسية أن تضع مسألة التوزيع في مربع البحث عن األسباب .فالبحث عن
األسباب ال يشخص الوضعية القلقة لعدالة االعتراف .فالنظام التبريري ال ينطلق من هذه األسئلة :لماذا
هذا التوزيع وليس ذاك؟ أو لماذا هذه الجماعة تملك دون الجماعة األخرى؟ إن الهاجس االقتصادي
والسياسي واالجتماعيللتبرير ،يتجه صوب تحديد الجهة المالكة أو الجهة الموزعة للخيرات .ثم ،يسأل
عن دعاويها المعيارية ؟ وكيف تتمثل صورة الهامش المنزوع من حقوقه؟ …
إن أزمة التوزيع بشقيه االقتصادي والسياسي ،تعود حسب فورست ،إلى صياغة سلطة معيارية خارج
اإلرادة التبريرية للجماعة .والسلطة على هذا النحو هي ” قاعدة بدون تبرير“[ .]28فالجماعة من
حقها أن تنخرط في مطالبة تبريرات معقولة وعادلة وملموسة ،ألن النظام المعياري ال يكتسي
شرعيته السياسية واالجتماعية ،إال من خالل تبريرُ م َمأسس .فالتوزيع المأمول هو توزيع “سلطة
المعيار“ ،ألن السلطة ال تتمركز في جهة ما (السلطة التقليدية) وال تمتد في ثنايا المجتمع بصورة خفية
(السلطة التوزيعية) ،إنما السلطة “معياري محايد “[ .]29يعني ،أن السلطة يجب أن تندرج في سياق
االعتراف ،ولذلك فهي ” ليست بجيدة وال بسيئة “[]30طالما أنها محايدة .
في هذا المسعى ،يقدم لنا فورست مثال الكعكعة :لنفترض أن ربة بيت تتأهب لتقسيم كعكعة ،فالبد أن
تسـأل نفسها عن كيفية التوزيع ؟ وفي هذه اللحظة ،البد أن نتساءل من جهتنا :هل السلطة حاضرة
لحظة التوزيع أم قبل التوزيع ؟ ثم ،من لعب دور األم ؟ ومن كان وراء إنتاج الكعكعة ؟ ومن
“ حدد بنيات اإلنتاج والتوزيع؟ “… إنها أسئلة انطولوجية ووظيفية وأخالقية ،تتعلق أوال ،بكيفية وجود
الشيء ،ثم بوظيفة الفاعل االجتماعي أو السياسي .وأخيرا بالمسؤولية األخالقية.
يحرص فورست على توزيع الخيرات وفق “إجراءات تبريرية مؤسسة”[ ،]31لتحديد المسؤولية.
تبدأ األسئلة لما يدرك الشخص أنه يرزح تحت ثقل معايير أو ممارسات مؤسساتيةُ ،تسيد نظامها
المعياري ضدا على إرادات أشخاص ،مما يدفعهم إلى طلب افتحاص صالحية هذه المعايير مع إمكانية
رفضها أو إعادة تحديدها .فالمعيار ال يكتسي شرعيته إال على أرضية تبريرية .ولهذا يؤكد فورست
على أنه“ يجب على المعايير أن تكون دائما مبررة وفي توافق مع دعاوى الصالحية “[.]32
يتطلب مبدأ التبرير كواجب أخالقي ،معيار ” التبادلية والتعميم” (Reciprocity and
.)Generalityتعني التبادلية أنه “ال يمكن ألي أحد أن يرفض مطالب خاصة باآلخرين “[
. ]33أما التعميم ،فإنه يعني تلك المعقولية التي تحظى باتفاق الجميع ،أي “أن تكون دعاوى
القواعد األساسية العامة ذات صالحية مشتركة “[ .]34إن معيار “التبادلية والتعميم” يجب أن يكون
خطابيا .ففي إطار التوزيع ،فالعالقة بين المتحاورين تتوزع حول قضايا تخص ” من ( ” الملكية )
أو “كيف” (كيفية التوزيع ) ،ألن مثل هذه األسئلة ترمي فقط إلى الحصول على مبدأ المساواة وتكافؤ
الفرص .أما بخصوص إعادة بناء الحجج ،التي يفترضها المبدأ الخطابي الهابرماسي ،فإنه ينطلق من
شروط أخالقية جماعية لتبرير معيار “أحسن حجة“ .لكن ،سلطة التبرير الخطابي الذي يفترضه
فورست ،يختلف مع هذه المسارات التي تسعى إلى بناء افتراضات خطابية أو إلى بناء مبدأ الخطاب .
يتوجه فورست نحو بناء خطاب أخالقي (الحق في التبرير) نظير خطاب السلطة (سلطة المعيار) .وفي
خضم هذه السيرروة التي تتطلع إلى االعتراف ،تتبلور األسئلة التالية ” :لماذا فعلت هذا بي ؟ ” أو ”
لماذا هذا القانون وليس قانونا آخر؟ ” أو ” لماذا هذه الصياغة وليست صياغة أخرى؟”… وهذه
األسئلة تتطلب معنيين :معنى يخص طلب تفسير حقيقي “ماذا سبب لي فعلك ؟ “ .ومعنى يتطلب تبريرا
أخالقيا ” لماذا فكرت في هذا ؟ ” .فإذن ” ،كل شخص أخالقي له حق الفيتو ضد أفعال أو معايير
غير مبررة أخالقيا .كما له الحق في أن يثبت ويطالب باألسباب المالئمة “[. ]35
إن معيار ” التبادلية والتعميم” بوصفه معيارا خطابيا (طلب وتقديم التبرير) شكل “منعطفا سياسيا”
إزاء النظرية النقدية للعدالة بوصفها نقدا للعالقات التبريرية .وعلى هذا األساس ،فإن “العدالة ،أوال
وقبل كل شيء ،نهاية سيطرة تعسفية غير مبررة “[.]36
ففي إطار الردود التي تبديها فريزر حول تعقيبات فورست ،فإنها ترى أن نقط االلتقاء بينهما كثيرة
من بينها:
يجب أن تكون النظرية النقدية منفتحة على سياقات االعتراف ،وفي نفس اآلن أحادية
المعيار ” .أتفق مع فورست أن النظرية النقدية للمجتمع المعاصر ينبغي أن تكون نظريا اجتماعية
ومعياريا أحادية ومتعددة األبعاد “[. ]37
تسمح المقاربة الخطابية لكل المتضررين بالمشاركة وتبادل الحجج .
إن الخطاب النقدي اليوم يتوجه إلى محاصرة كل أشكال الظلم ،سواء في بعده األحادي أو الثنائي أو
التعددي .فالجماعات السياسية مطالبة بتكثيف الجهد ،من أجل تغيير موازين قوة المعيار وصالحيته،
سواء لفائدة أحسن حجة ،أو لفائدة منطق التبرير ،او لفائدة التشارك … فهذه الرهانات المتعددة ،إنما
تسعى إلى مواجهة الثقوب التصورية الليبرالية .ذلك أن النسق الليبرالي تقوم إستراتيجيته الصماء على
خلق ظواهر اجتماعية قلقة تتفاعل امتداداتها داخل وخارج سيادتها الترابية.
لم تعرف النظرية النقدية انعطافات فلسفية ،بالقدر الذي عرفته مع هابرماس (النظرية التواصلية) ومع
هونت (نظرية االعتراف) ومع فريزر (االعتراف السياسي واالقتصادي) ومع فورست (نظرية اإلنصاف
التبريري) .وبهذا المعنى ،تكون النظرية النقدية قد اغتنت من جراء تحوالت هامة لحقت بناءها النظري
االجتماعي ،األمر الذي مكنها من السفر نحو جغرافيات عديدة ،فاستقبلت بإعجاب شديد.
المصادر والمراجع:
Rainer Forst.First-Things-
First.Redistribution;Recognition and Justification.in.Adding
to Injury:Nancy Fraser Debates Her Critics.Edited by.Kevin
Olson.Verso.2008
:مواقع الكترونية
Estelle Ferrarese. Nancy Fraser ou la théorie du «
prendre part ».in.http://www.laviedesidees.fr/Nancy-Fraser-
ou-la-theorie-du-prendre-part.html.PDF
Le Goff Alice. The Political Theory of
Recognition.Revue Du MAUSS Permanente (9 Decembre
2007).in. http://www.journaldumauss.net/?The-Political-
Theory-of
Vincent Casanova et Gaelle Krikorian.Entretien avec
Nancy Fraser, Devenir
Pairs.in. http://www.vacarme.org/article2005.html
Ferrarese Estelle, Nancy Fraser ou la théorie du « ]1[
prendre part ».p.1.in. http://www.laviedesidees.fr/Nancy-
Fraser-ou-la-theorie-du-prendre-part.html.PDF
Casanova Vincent et Gaelle Krikorian.Entretien avec ]2[
Nancy Fraser, Devenir Pairs.in.
http://www.vacarme.org/article2005.html
Nancy Fraser.Justice Interrupus :Critical Reflections on ]3[
.The ‘Postsocial’ Condition.Routledge.1997.p.188
Nancy Fraser.Qu’est-ce que la justice sociale ? ]4[
Reconnaissance et redistribution. Trad.par.Estelle Ferrarese.
.La découverte.2005.p.15
.Ibid.p.40 ]5[
.Ibid.p.50 ]6[
. في حين الوضعية التحويلية تسعى إلى التحرر،(*) ترمي الوضعية التصحيحية إلى إعادة االعتبار
في، فإن اإلستراتيجية التصحيحية تقود إلى الدفاع عن كرامة الهويات المثلية،فإذا أخذنا حالة المثلية
، الغيرية الجنسية في مقابل المثلية:حين أن اإلستراتيجية التحويلية تسعى إلى تفكيك المعيار الثنائي
إن الحلول التصحيحية تجهز، وعموما يمكن القول.) تحقيقهQueer( وهذا الذي تود حركة كوير
. فإنها تروم إحداث انعطافات وتغييرات جذرية، أما الحلول التحويلية.على االختالف وتجمده
Nancy Fraser and Axel Honneth. Redistribution or ]7[
Recognition ? A Political-Philosophical Exchange.Trans.Toel
Glob,Tames Ingran and Christiane
.Wilke.Verso.London.2003.p.36
Nancy Fraser.Transnationalizing The Public Sphere:On ]8[
The Legitimacy and Efficacity of Public Sphere Opinion in
Post-Westphalian World.in.Identities,Affiliation and
Allegiances.Edit.by.Seyla Benhabib and Danille
.Petranovic.Cambridge University Press,2007.p.61
Nancy Fraser.Fortunes of Feminism: From State-Managed ]9[
.Capitalism to Neoliberal Crisis.Verso.2013.p.166
Nancy Fraser and Axel Honneth. Redistribution or ]10[
.Recognition? op.cit.p.27
Nancy Fraser.Distorted Beyond all Recognition:A ]11[
Rejoinder to Axel Honneth.in. Redistribution or Recognition ?
A Political-Philosophical Exchange.Edit.by.Fraser and
Honneth.Trans.Toel Glob,Tames Ingran and Christiane
.Wilke.Verso.London.2003.p.199
.Ibid.199 ]12[
.Ibid.199 ]13[
Nancy Fraser and l Honneth Axel. Redistribution or ]14[
.Recognition?.op.cit.p.124
) فيلسوف أمريكي1863 – 1931( )George Herbert Mead ( (*) هربت ميد
من أعماله “الحركات. ويعتبر واحدا من مؤسسي علم النفس االجتماعي.وعالم اجتماع ومحلل نفساني
…”الحاضر الفكرية في القرن التاسع عشر” و ” فلسفة
Honneth Axel.La lutte pour la reconnaissance.Traduit ]15[
.de l’Allemand par.Pierre Rusch.Edition.Cerf.2010.p.115
.Ibid.p.117 ]16[
.Ibid.p.134 ]17[
.Ibid.p.156 ]18[
Axel Honneth. Redistribution as Recognation: A ]19[
Response To Nancy Fraser.in. Redistribution or
.Recognition?.op.cit.p.122
.Ibid.124 ]20[
Nancy Fraser.Distorted Beyond all ]21[
.Recognition.op.cit.p.203
.Ibid.p.199 ]22[
Alice Le Goff. The Political Theory of Recognition.Revue ]23[
Du MAUSS Permanente (9 Decembre 2007).in.
http://www.journaldumauss.net/?The-Political-Theory-of
Nancy Fraser.Distorted Beyond all ]24[
.Recognition.op.cit.p.207
Rainer Forst. Justification and Critique:Towards a ]25[
Critical Theory of Politics.Trans.by.Ciaran Cronin.Polity
.Press.2011.p.21
.Ibid.p.1 ]26[
.Ibid.p.2 ]27[
.Ibid.34 ]28[
.Ibid.p.7 ]29[
.Ibid.p.7 ]30[
Forst Rainer.The Right to Justification: Elements of a ]31[
Constructivist Theory of Justice.Trans.Teffrey Flynn.
.Columbia University Press.2007.p.34
.Ibid.p.3 ]32[
.Ibid.6 ]33[
.Ibid.6 ]34[
.Forst Rainer.The Right to Justification.op.cit.21 ]35[
Forst Rainer.First-Things- ]36[
First.Redistribution;Recognition and Justification.in.Adding
to Injury:Nancy Fraser Debates Her Critics.Edited by.Kevin
.Olson.Verso.2008.p.315
Nancy Fraser. Prioritizing Justice as Paticipatory Parity. ]37[
A Reply To Kompridis and Forst.in. Adding to
.Injury.op.cit.337
.Ibid.p.336 ]38[
.Ibid.p.339 ]39[
.Ibid.p.339 ]40[
Fraser Nancy.Prioritizing Justice as Participatory Parity.A
Reply To Kompridis and Forst.in.Adding Insult to
.Injury .op.cit.p.318
.Ibid.p.345]42[
*باحث في الفلسفة السياسية المعاصرة