Professional Documents
Culture Documents
311
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
رﻗم اﻟﻌدد اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ 16 ﻣﺟﻠد10 :ﻋدد02 :اﻟﺳﻧﺔ 2018
ﻣﻘدﻣﺔ
ﯾﻧدرج ﻧص اﻟﻣﺎدة 16ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ 2016ﺿﻣن أﺣﻛﺎم
اﻟدﺳﺗور اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻓرﻋﺎ ﻣن ﻓروع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻷﻧﻪ أﻋﻠﻰ ﻧص ﻓﻲ اﻟﻬرم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ،
ﻓﻬو ﯾﻌﺎﻟﺞ ﻣواﺿﯾﻊ وﯾﺗﻧﺎول ﻣﺟﺎﻻت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺳﯾﺎدة واﻟﺳﻠطﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﻫذا اﻟﻧص
أﯾﺿﺎ ﺿﻣن أﺣﻛﺎم اﻟﺑﺎب اﻷول ،اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑـ ـ" :اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
اﻟﺟزاﺋري" ﻣن اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ،اﻟﻣﻌﻧون ﺑ ـ" :اﻟدوﻟﺔ".
رﻏم ﺗﻌرض دﺳﺗور 1996إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺗﻌدﯾﻼت ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ﻛﺎن أوﻟﻬﺎ ﺗﻌدﯾل ﺳﻧﺔ
1
إﻻ أن 2002ﺛم ﺗﻼﻩ ﺗﻌدﯾل ﺟزﺋﻲ آﺧر ﺳﻧﺔ 2008وأﺧﯾ ار ﺗﻌدﯾل ﺳﻧﺔ 2016
ﻧص اﻟﻣﺎدة 16ﻟم ﯾﻣﺳﻬﺎ أي ﺗﻌدﯾل ﻓﻲ أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ وﻻ ﻓﻲ ﻣﺿﻣوﻧﻬﺎ ،ﺑل ﻣﺳﻬﺎ ﺗﻌدﯾل
ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗرﺗﯾب اﻟﺷﻛﻠﻲ أي اﻧﺗﻘل رﻗﻣﻬﺎ ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 15ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻣن دﺳﺗور
1996إﻟﻰ رﻗم 16ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري اﻟﺣﺎﻟﻲ .2016
ورﺟوﻋﺎ إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 16اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼﻩ واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
"اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻫﻲ اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟوﻻﯾﺔ.
اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻘﺎﻋدﯾﺔ".
ﺗﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻣن ﻓﻘرﺗﯾن ،ﺑﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر ﻛﻼﻫﻣﺎ ﻗﺎﻋدة ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ آﻣرة ،وﻫذا ﻣﺎ
ﯾﺳﺗﺷف ﻣن ﺧﻼل ﻣﺿﻣوﻧﻬﺎ ،وأﻟﻔﺎظﻬﺎ ،وﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻸﻓراد ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ أو
اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺗ ﻬﺎ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﺟﺎءت
ﺳﻬﻠﺔ ،وواﺿﺣﺔ ﻓﻲ أﻟﻔﺎظﻬﺎ وﻣﻌﺎﻧﯾﻬﺎ ،وﻫذا ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ،ﺧﺎﺻﯾﺔ ﺗﻧﻔرد ﺑﻬﺎ ﺟﻣﯾﻊ
312
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
رﻗم اﻟﻌدد اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ 16 ﻣﺟﻠد10 :ﻋدد02 :اﻟﺳﻧﺔ 2018
دﺳﺎﺗﯾر دول اﻟﻌﺎﻟم ،ﻷن اﻟدﺳﺎﺗﯾر ﺗﺿﻊ اﻟﺑﻧود اﻟﻌرﯾﺿﺔ واﻟﻌﺑﺎرات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،اﻟواﺿﺣﺔ
ﻓﻲ أﻟﻔﺎظﻬﺎ ،ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻔﻬﻣﻬﺎ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻧﺎس.
ﻛﻣﺎ أن أﺣﻛﺎم ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻋﺎﻟﺟت ﻓﻛرة ﻫﺎﻣﺔ ﺗﺗﺟﺳد ﻓﻲ اﻟﺗﻛرﯾس اﻟدﺳﺗوري
ﻟﻣﺑدأ اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،وﻻﺳﯾﻣﺎ أن اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ ﺗﻌد أﺳﺎﺳﺎ ﻣﺗﯾﻧﺎ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻪ
اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،وﻧظﺎﻣﺎ إدارﯾﺎ ﻟﺗﺳﯾﯾر ﺷؤون اﻟدوﻟﺔ ﻻ ﯾﺳﺗﻐﻧﻰ ﻋﻧﻪ وﯾﻣﻛﻧﻧﺎ
اﻟﻘول أﻧﻬﺎ أﺿﺣت ﻣﻌﯾﺎ ار ﻣﻬﻣﺎ ﻣن ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻗﯾﺎس اﻟﺣﻛم اﻟراﺷد ﻓﻲ أﯾﺔ دوﻟﺔ ،2ﻓﺑﻣﺎ أن
اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ وﺣدة اﻷﻣﺔ واﻟﺷﻌب وﻋﻠﻰ أﺳﻠوب اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
اﻟﻣوﺣدة اﻷﻗﺎﻟﯾم ،ﻓﺈن إﻧﺷﺎء ﻫذﻩ اﻷﺟﻬزة اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﺑﻠدﯾﺔ ﻛﺎﻧت أو وﻻﯾﺔ ﻣﺎ ﻫو إﻻ ﺗﻧظﯾم ﻻﻣرﻛزي ،ﻓرﺟوﻋﺎ ﻣﺛﻼ إﻟﻰ اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﺈن
إﻧﺷﺎءﻫﺎ ﯾﺗم ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺿرورات ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻣن أﺟل
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺑﻼد ﻓﻬﻲ ﺗُﻧﺷﺄ وﺗﻠﻐﻰ ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون أﻣﺎ اﺳﻣﻬﺎ وﻣرﻛزﻫﺎ ﻓﻬو ﯾﺣدد
ﺑﻣوﺟب ﻣرﺳوم ،3ﻛﻣﺎ أن إ ﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻓراد ﯾﻌد أﺣد أﻫم اﻷﺳس اﻟﺗﻲ
ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﻧظﯾم ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم واﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري ﺑوﺟﻪ ﺧﺎص ،وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺣﺎﺟﺎت
اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوﺳﯾﻊ وﺗطوﯾر ﻻﻣﺗﻧﺎﻩ ﻓﻘد أﺻﺑﺢ ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻣﻛن ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﺷﺑﺎﻋﻬﺎ
ﺑﺎﻷﺳﻠوب اﻟﺗﻘﻠﯾدي اﻟﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣرﻛزﯾﺔ اﻹدارة ،ﻟذا ﺑدأ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ أﺳﺎﻟﯾب
أﻛﺛر ﻓﺎﻋﻠﯾـ ـﺔ وﻛﻔﺎءة ﻓﻲ إ ﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻻدارة وذﻟك
ﺗﺳﻬﯾﻼ وﺗﯾﺳﯾ ار ﻟﻠوﺻول إﻟﯾﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن أو اﻟﻣﺗﻠﻘﯾن ﻟﺗﻠك اﻟﺧدﻣﺎت ،وﻟﻬذا ﺑدأ
اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﺗﻘرﯾب اﻹدارة ﻣن اﻟﻣواطن وأﻣﺎﻛن ﺗواﺟدﻫم ،4ﻓﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟورﻗﺔ
اﻟﺑﺣﺛﯾﺔ ﻧﺣﺎول اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﺗﻛرﯾس اﻹطﺎر اﻟدﺳﺗوري واﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ
ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ وﺣدة اﻟدوﻟﺔ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن طرح اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :ﻛﯾف
ﺟﺳد اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ؟ أو ﺑﺎﻷﺣرى ،ﻫل وﻓق اﻟﻣؤﺳس
اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ إرﺳﺎء ﻣﻘوﻣﺎت وأﺳس اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ؟.
أوﻻ :ﺗﻛرﯾس اﻹطﺎر اﻟدﺳﺗوري ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ
ﻛرﺳت أﺣﻛﺎم ﻧص اﻟﻣﺎدة 16ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ
اﻷوﻟﻰ ﻣﺻطﻠﺢ "اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ" ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺷﻛل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة اﻷﺳﺎس اﻟدﺳﺗوري
313
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
رﻗم اﻟﻌدد اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ 16 ﻣﺟﻠد10 :ﻋدد02 :اﻟﺳﻧﺔ 2018
ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،وﺑﻬذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ،ﺗﺷﻛل ﻗﺎﻋدة اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ،ﻷن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﺟزء ﻻ ﯾﺗﺟ أز ﻣﻧﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻠﺑﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﻟدوﻟﺔ ﻓﺑﺻﻼﺣﻬﺎ ﺗﺻﻠﺢ اﻟدوﻟﺔ ،ﻟذا ﻓﺈن ﻛل ﺷﻲء ﯾﺗوق ﻋﻠﻰ ﻣدى ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ وﻣرﻫون
ﺑﻛﻔﺎءات اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن إطﺎرات ﻣﻧﺗﺧﺑﺔ ودرﺟﺔ اﻟﺗوازن اﻟﻘﺎﺋم ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن ﻫذﻩ
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت.5
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻣن ﺧﻼل أﺣﻛﺎم ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﺷﺎﻣﻼ ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت
اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،ﻟﻛن ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ أن ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻗد ﺳﺑق أن وردت
ﺑﻬذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 15ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ ،2016وﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻔﻘرة
اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣﻧﻪ واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " :ﺗﺷﺟﻊ اﻟدوﻟﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ " ،وأن ﺗﺳﻣﯾﺎﺗﻬﺎ ﺗﻌددت ﻓﻲ ﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟدول ﻣن دوﻟﺔ إﻟﻰ
أﺧرى وذﻟك ﺣﺳب درﺟﺔ اﻷﺧذ ﺑﻬﺎ واﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻓﻔﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ اﺻطﻠﺢ ﻋﻠﻰ
ﺗﺳﻣﯾﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺣﻛم اﻟﻣﺣﻠﻲ وﺑﻌض اﻟدول اﻟﺗﻲ اﺗﺑﻌت ﻧظﺎﻣﻬﺎ ﻧظ ار ﻟﺗﻣﺗﻌﻬﺎ ﺑﺎﺳﺗﻘﻼل
واﺳﻊ ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ إﻟﻰ درﺟﺔ ﺗﺷﺑﯾﻬﻬﺎ ﺑﺎﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ
ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،6وﻫﻧﺎك ﻣن أطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺻطﻠﺢ اﻹدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ
ﺗﻣﯾﯾ از ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻧﺟد ﻣﺻطﻠﺢ
اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻣﻧﺗﺧﺑﺔ أو اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻻﻋﺗراف ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺟزء ﻣن إﻗﻠﯾم اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ
ﻓﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟﻘﯾﺎم ﺑرﻋﺎﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗرف ﺑﻬﺎ
اﻟﻣﺷرع ﻟﻬذا اﻹﻗﻠﯾم ﻋن طرﯾق ﻣراﻓﻘﻪ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﺗﺣدﯾدﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ إطﺎر
ﺗﺣدﯾد اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت وﺻﻼﺣﯾﺎت اﻹدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﻧﻘول أن اﺗﺳﺎع وظﺎﺋف
اﻟدوﻟﺔ واﻷﺧذ ﺑﻣﺑﺎدئ اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ واﻟﺣرص ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ
ﺗﺣﺳﯾن أداء اﻻدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻻﻗﺗراب أﻛﺛر ﻓﺄﻛﺛر ﻣن اﻟﻣواطﻧﯾن اﻧﻌﻛس ﺑﺄﺛﺎرﻩ اﻟﻛﺑﯾرة
ﻋﻠﻰ أﻏﻠب دول اﻟﻌﺎﻟم ،ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ اﻧﺗﺷﺎر وظﻬور ﻧظﺎم اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو
اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،أو اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﺗﻲ وردت ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 16ﻣن
اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ ،2016اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ إﺷراك اﻟﻣواطﻧﯾن ﻓﻲ إدارة ﺷؤوﻧﻬم
314
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
رﻗم اﻟﻌدد اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ 16 ﻣﺟﻠد10 :ﻋدد02 :اﻟﺳﻧﺔ 2018
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻣﻧﺗﺧﺑﺔ ،7وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﻣﺎ ﻧﺳﺗﻧﺗﺟﻪ أﯾﺿﺎ ﻣن ﺧﻼل أﺣﻛﺎم
ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ،أﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻷدﻧﻰ ،أن ﺗﺣﺗرم أﺣﻛﺎم اﻟدﺳﺗور ﻓﻲ
ﻣﺿﻣوﻧﻪ وﻟﻔظﻪ.
إن ﻫذا اﻷﺳﺎس اﻟدﺳﺗوري ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺣﺻن اﻟﺣﺻﯾن ﻟﻣﺑدأ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻘﺑل أي ﺗﻌدﯾل أو ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﺻطﻠﺢ وﻓﻲ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣذﻛورة إﻻ
ﺑﺗﻌدﯾل دﺳﺗوري ،ﺗﻐﯾر ﻓﺣوى أﺣﻛﺎم ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ،8وﻛﺄﺣﺳن ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻗرار
اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 2000اﻟذي أﻟﻐﻰ ﺻراﺣﺔ اﻷﻣر رﻗم 15_97اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻛﺑرى ،ﺑﺗداﻋﯾﺎت أﻧﻪ ﻣﺧﺎﻟف ﺗﻣﺎﻣﺎ ،ﻟﻔﺣوى أﺣﻛﺎم ﻧص اﻟﻣﺎدة 15
ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري ﻟﺳﻧﺔ 1996وﻫﻲ ﻧﻔﺳﻬﺎ أﺣﻛﺎم ﻧص اﻟﻣﺎدة 16ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ،
ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﻫﻧﺎك ﻣﺻطﻠﺢ ﻓﻲ أﺣﻛﺎم ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة اﺳﻣﻪ ﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻛﺑرى" ،ﺑل
ﯾوﺟد ﻣﺻطﻠﺢ "اﻟوﻻﯾﺔ" وﻣﺻطﻠﺢ "اﻟﺑﻠدﯾﺔ" ﻓﻘط ،دون ﺳواﻫﻣﺎ ﺑﺣﯾث ﻫذﯾن
اﻟﻣﺻطﻠﺣﯾن واردﯾن ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ،وﻟﯾس ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل .9
زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ذﻟك أن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،اﻟﺻﺎدرة ﺗطﺑﯾﻘﺎ
ﻷﺣﻛﺎم ﻧص اﻟﻣﺎدة 16اﺣﺗرﻣت أﺣﻛﺎم ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ،ﻓﻲ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻣﺿﻣون:
. 1ﻓﻲ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ
ﻣن ﺧﻼل ﻗراءﺗﻧﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ 10_11وﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ 07_12ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ
ﻣدى اﺣﺗرام اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن ﻟﻠﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻣﻛرس ﺿﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ 2016
ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،10_11اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 22ﺟوان 2011اﻟﻣﺗﻌﻠق
10
واﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،07_12اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 21ﻓﯾﻔري 2012اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑﻠدﯾﺔ
11
أن أﺣﻛﺎم ﻫذﯾن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن ،ﻓﻲ ﺗﺳﻣﯾﺗﻬﻣﺎ ،اﺣﺗرﻣﺎ ﻛذﻟك اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻣﻛرس ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ
ﻓﻲ أﺣﻛﺎم ﻧص اﻟﻣﺎدة 16ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ،وﯾﺳﺗﺷف ذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﺑﺎرة
"اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑﻠدﯾﺔ" واﻟﻌﺑﺎرة اﻷﺧرى" اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ" وﻟم ﯾﻧﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺻطﻠﺢ آﺧر
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻣﺎ دﺳﺗورﯾﺗﯾن .
.2ﻓﻲ اﻟﻣﺿﻣون
315
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
رﻗم اﻟﻌدد اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ 16 ﻣﺟﻠد10 :ﻋدد02 :اﻟﺳﻧﺔ 2018
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن أﺣﻛﺎم ﻣواد ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ رﻗم 10_11اﻟﻣذﻛور أﻋﻼﻩ وﻛذا أﺣﻛﺎم
ﻣواد ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ رﻗم 07_12اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺷف ﻣﻧﻬﻣﺎ أﻧﻬﻣﺎ ﻛرﺳﺗﺎ ﻣﺻطﻠﺢ "اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ" دون ﻣﺻطﻠﺢ آﺧر ،ﺣﯾث اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن أﺣﻛﺎم ﻧص اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ رﻗم 10_11واﻟﺗﻲ ﺗﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ
اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻋدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ...إﻟﺦ "وﻛذﻟك أﺣﻛﺎم ﻧص اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ
رﻗم ،07_ 12واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ":اﻟوﻻﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ...إﻟﺦ"،
ﻧﻼﺣظ أن ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻣﺎدﺗﯾن ﻛرﺳﺗﺎ ذﻟك اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻓﻲ ﻣﺿﻣوﻧﻬﻣﺎ إﻻ أﻧﻪ ﯾﻌﺎب ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ
ﻣن ﺣﯾث أن ذﻛر ﻣﺻطﻠﺢ "اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ" ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺗﺎرة وﺗﺎرة أﺧرى
أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ اﻟﺟﻣﻊ ﺑل ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ اﻟﻣﻔرد ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻌطﯾﻧﺎ
آﺧر ،ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﺄن اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟوارد ﻓﻲ ﻛﻼ اﻟﻣﺎدﺗﯾن ﯾﻔﯾد ﺑﺄن ﻫﻧﺎك
ﺗﻔﺳﯾ ار ا
ﺟﻣﺎﻋﺔ إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ واﺣدة دون ﺳواﻫﺎ ،وﻫذا ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ ﺑل ﯾوﺟد إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺑﻠدﯾﺔ،
اﻟوﻻﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻻ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ أﺣﻛﺎم ﻧص اﻟﻣﺎدة ،16ﻋﻠﻰ ﻫذا
اﻷﺳﺎس ﯾﺟب إﻋﺎدة ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻛﻼ ﻣن أﺣﻛﺎم ﻧص اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ رﻗم
10_11وﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ 07_12ﺑﺎﺳﺗﺑدال ﻣﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطﻠﺢ "اﻟﺟﻣﺎﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ"،
ﺑﻣﺻطﻠﺢ "اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ".12
إن ﻣﺎ ﯾﺟب اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ ،أﻧﻪ إذا ﻗﺎرﻧﺎ أﺣﻛﺎم ﻧص اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻟﺑﻠدﯾﺔ رﻗم 10_11وﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ 07_12ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ،ﻧﻼﺣظ أﻧﻬﻣﺎ ﺟﺎءﺗﺎ ﻋﻠﻰ
ﺻﻔﺔ اﻟﺟﻣﻊ ،وﻟﯾس ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ اﻟﻣﻔرد ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻧص ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ
أﺣﻛﺎم ﻧص اﻟﻣﺎدة 16اﻟﻣذﻛورة آﻧﻔﺎ.
ﻛﻣﺎ ﯾﻼﺣظ أﯾﺿﺎ ﻣن ﺧﻼل أﺣﻛﺎم اﻟدﺳﺗور ،ﻗﺑل ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 2016
ﻛﺎن ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻣﺻطﻠﺣﺎ واﺣدا وﻫو "اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ" ،إﻻ أﻧﻪ ﺑﻌد ﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور
ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 2016أﺻﺑﺢ ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻣﺻطﻠﺢ "اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ" ﻓﻲ أﺣﻛﺎم ﻧص اﻟﻣﺎدة
،16وﻛذﻟك ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻣﺻطﻠﺢ "اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ" ﻓﻲ أﺣﻛﺎم ﻧص اﻟﻣﺎدة 15ﻣﻧﻪ
ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﻛﻼ اﻟﻣﺻطﻠﺣﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺑدأ وﻣن
ﺣﯾث اﻟﻣﺿﻣون ،ﺑﺣﯾث ﻧﺟد أن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﯾﻘﺗﺻر دورﻫﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺎ ﺗﻌﻠق
316
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
رﻗم اﻟﻌدد اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ 16 ﻣﺟﻠد10 :ﻋدد02 :اﻟﺳﻧﺔ 2018
ﺑﺎﻷﻣور اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﻣور واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺗﻛون ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻹدارة
اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،أي ﻟﻬﺎ ﺳﻠطﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ،ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﺳﺗﻘﻼل ﻛﻠﻲ ،ﻣﻣﺎ
ﯾﺟﻌل ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ ﯾﻘﺗرب ﺑﺎﻟﺣﻛم اﻟﻣﺣﻠﻲ ،ﺑﯾﻧﻣ ـﺎ اﻟﺟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻓﺎﺳﺗﻘﻼﻟﻬﺎ
ﻧﺳﺑﻲ ،أي ﻟﻬﺎ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺳﻠطﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻋﻠﻰ أﺳﺎس
ﺧﺿوﻋﻬﺎ ﻟﻺدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،أو ﻣﻣﺛﻠﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻠﻲ ،ﻷﻧﻬﺎ وﺟدت ﻓﻲ إطﺎر
ﻣﺑدأ وﺣدة اﻟدوﻟﺔ أو ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟدوﻟﺔ اﻟﺑﺳﯾطﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ وﺟدت اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ
ﻓﻲ إطﺎر اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣرﻛﺑﺔ .
ﻛﺗﺣﺻﯾل ﺣﺎﺻل أن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﺗوﺟد ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﺳﺎﺋرة ﻧﺣو
طرﯾق اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،ﺗوﺟد ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻌطﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ
اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻣﻘوﻣﺎت اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ واﻟﺣﻛم اﻟراﺷد .13
ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ،ﻓﺈن اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻷﺻﺢ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻫو ﻣﺻطﻠﺢ "اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ" ﻷن ﺧدﻣﺎﺗﻬﺎ ﺗﻘدم ﻋﻠﻰ إﻗﻠﯾم ﻣﻌﯾن ﺗﺎرة ،وﺗﺎرة أﺧرى أﻧﻬﺎ ﺗﻣﺎرس
اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺑدأ وﺣ ــدة اﻟدوﻟﺔ وأﺣﺳن دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك أن ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ أورد
ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻣﻌﻧون "ﺑﺎﻟدوﻟﺔ" .
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ،إن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ،ﻋﻧدﻣﺎ ﻛرس ﻣﺻطﻠﺢ "اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ" ،ﻣﺎ ﻫو إﻻ اﻧﺗﺻﺎر ﻋﺎﻟﻣﻲ ﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻛل دول اﻟﻌﺎﻟم
ﻛرﺳت اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ ،وﻻﺳﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﺗراﺟﻊ دور اﻟدوﻟﺔ ﻣن دوﻟﺔ ﺣﺎرﺳﺔ إﻟﻰ دوﻟﺔ ﻣﺗدﺧﻠﺔ،
ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ازدﯾﺎد وﺗﻌدد ﻓﻲ اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ أﻟﻘﯾت ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﺻﺑﺣت
ﻫﻧﺎك ﺧدﻣﺎت وطﻧﯾﺔ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،وﺧدﻣﺎت ﻣﺣﻠﯾﺔ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺟﻣﺎﻋـ ـ ـ ــﺎت
اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ وﻋﻠﯾﻪ ﻻ ﯾﺧﻠو أي ﺗﻧظﯾم إداري اﻟﯾوم ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻣﻣﺎ
ﯾﺟﺳد ﻣﺻطﻠﺢ "ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ" ،14وﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﺣﺗﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺑﻧﻲ ﻫذا
اﻟﻣﺻطﻠﺢ ،ﻟﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن دور ﻓﻌﺎل ورﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻋدة اﻟدوﻟﺔ ،ﻓﻲ ﺗﺄدﯾﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ وﻣﺎ
ﯾﻣﻛن اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ أن ﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ واﻟﻬﯾﺋﺎت
اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ ﻟﻪ ﻣﻌﯾﺎر ﻣﻬم ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﻣدى وﺟود ﻻﻣرﻛزﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧـ ـ ـ ــظﺎم
اﻹداري ﻟدوﻟﺔ ﻣﺎ وﺗﺟﻌل اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣن اﻟﻣرﻛز اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة وﺟود ﺷؤون ﻣﺣﻠﯾﺔ
317
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
رﻗم اﻟﻌدد اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ 16 ﻣﺟﻠد10 :ﻋدد02 :اﻟﺳﻧﺔ 2018
ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﺷؤون اﻟوطﻧﯾﺔ وﺗﺗﻣﯾز ﻋﻧﻬﺎ وﻫﻲ رﻛن ﻣن أرﻛﺎن اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ ﻏﯾر أن
ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة ﻏﺎﻣﺿﺔ وﻣﺑﻬﻣﺔ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر إذ أﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﻣﻌﯾﺎر ﻣﺎدي وارد ﻓﻲ
15
. ﻣؤﻟﻔﺎت اﻟﻔﻘﻪ اﻻداري ﻟﻠﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻣﺎ ﻫو ﻗوﻣﻲ وﻣﺎ ﻫو ﻣﺣﻠﻲ
ﻓﺟوﻫر اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ أن ﯾﻌﻬد اﻟﻰ أﺑﻧﺎء اﻟوﺣدة اﻹدارﯾﺔ ﺑﺄن ﯾﺷﺑﻌوا
ﺣﺎﺟﯾﺎﺗﻬم اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم ﻓﻼ ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﻌﺗرف اﻟﻣﺷرع ﺑﺄن ﺛﻣﺔ ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣﺗﻣﯾزة
ٕواﻧﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﺷرف ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣن ﯾﻬﻣﻬم اﻷﻣر ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم ،وﻟﻣﺎ ﻛﺎن
ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ أﺑﻧﺎء اﻹﻗﻠﯾم أن ﯾﻘوﻣوا ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم ﻣﺑﺎﺷرة ﻓﺈﻧﻪ ﻣن
16
. اﻟﻣﺗﻌﯾن أن ﯾﻘوﻣوا ﺑذﻟك ﻣن ﯾﻧﺗﺧﺑوﻧﻪ ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﻬم
وﻣﺎ زاد ﻣن ﻗﯾﻣﺔ ودور اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،ورﺷﺔ اﻹﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﯾرة ،ﺑﺣﯾث أﻛد رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻓﻲ
ﺧطﺎﺑﻪ اﻟﻣوﺟﻪ ﻟﻸﻣﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 15أﻓرﯾل 2011ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟﻌزم ،ﻋﻠﻰ ﺗطوﯾر ورﻗﻲ
ﻣﺳﺗوى اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،ﺣﺗﻰ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺣﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق رﺿﺎ وآﻣﺎل اﻟﻣواطن
اﻟﻣﺣﻠﻲ ،وﺗوﻓﯾر ﺟو ﯾﺳودﻩ اﻟﺗﻔﺎﻫم ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،وﻫذا ﻣﺎ ﻟﻣﺳﻧﺎﻩ ﻓﻲ ﺧطﺎﺑﻪ " ...ﻓﻲ إطﺎر
ﻻﻣرﻛزﯾﺔ أوﺳﻊ ،وأﻛﺛر ﻧﺟﺎﻋﺔ ،وﺣﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻰ ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻣواطﻧـ ـ ـ ـ ـون طرﻓﺎ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ
اﻟﻘ ار ارت ،اﻟﺗﻲ ﺗﺧص ﺣﯾﺎﺗﻬم اﻟﯾوﻣﯾﺔ ،وﺑﯾﺋﺗﻬم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،ﻻﺑد
ﻣن ﻣﺿﺎﻋﻔﺔ ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺧﺑﺔ وﺗﻣﻛﯾﻧﻬﺎ ﻣن اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺑﺷرﯾﺔ
واﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ.17 "...
واﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك أﻧﻪ ﺗم ﺗﻛرﯾس إﺻﻼح ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻗﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـون
10_11اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 16ﺟوان 2011ﻛﺗﺗوﯾﺞ ﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ ،ﺗم إﺻﻼح
اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺟواﻧب اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣواطﻧﯾن وآﻟﯾﺎت اﻟﺣﻛم اﻟرﺷﯾد
وﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ واﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ .18
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻫو اﻵﺧر ﻣﺳﺗﻪ ﺑﻌض اﻟﺗﻌدﯾﻼت
وأﻫﻣﻬﺎ ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻗﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟوﻻﯾﺔ ،رﻏم ﻫذﻩ اﻟﺗﻌدﯾﻼت إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺑﻘﻰ
ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ وﻻ ﺗﻔﻲ اﻟﻐرض ﻓﺑﻘﺎء اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺷددة وﻫذا ﻣﺎ ﺳوف ﯾﺗم ﺗوﺿﯾﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻪ
318
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
رﻗم اﻟﻌدد اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ 16 ﻣﺟﻠد10 :ﻋدد02 :اﻟﺳﻧﺔ 2018
ﻓﯾﻣ ـﺎ ﺑﻌد ،ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹ ﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟدوﻟﺔ ﻫو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﺣﺎﺟز اﻟذي ﯾﻘف دون
ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻐرض اﻟذي أﻧﺷﺄت ﻷﺟﻠﻪ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة.
ﻛﻣﺎ ﻣﻧﺢ اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ 2016ﻷول ﻣرة ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﯾداع ﻣﺷﺎرﯾﻊ
اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺣﻠﻲ وﺗﻬﯾﺋﺔ اﻹﻗﻠﯾم واﻟﺗﻘﺳﯾم اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻣﻛﺗب ﻣﺟﻠس
اﻷﻣﺔ ،وﻟﯾس إﻟﻰ ﻣﻛﺗب اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ،ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻌﻣوﻻ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﻓﻲ
دﺳﺗور ،1996وﻫذا ﻣﺎ ﻧﺳﺗﺷﻔﻪ ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ أﺣﻛﺎم ﻧص اﻟﻣﺎدة 137اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ
ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ 2016واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ":ﺗودع ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻘواﻧﯾن
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺣﻠﻲ وﺗﻬﯾﺋﺔ اﻹﻗﻠﯾـ ـ ـ ـ ـم واﻟﺗﻘﺳﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻣﻛﺗب ﻣﺟﻠس
اﻷﻣﺔ" ،وﻫ ـ ـ ـ ــذا ﺷﻲء إﯾﺟﺎﺑﻲ ،وﻻﺳﯾﻣﺎ أن ﺛﻠث أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﯾﺗم اﻧﺗﺧﺎﺑﻬم ﻋن
طرﯾق اﻻﻗﺗراع ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻟﺳري ﺑﻣﻘﻌدﯾن ﻋن ﻛل وﻻﯾﺔ ،ﻣن ﺑﯾن أﻋﺿﺎء
اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﺑﻠدﯾﺔ وأﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟوﻻﺋﯾﺔ ،وذﻟك ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ
اﻟﻣﺎدة 118اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ ،2016ﻓﻬؤﻻء اﻟﺛﻠـ ـ ـ ـ ـ ــث
اﻟﻣﻧﺗﺧﺑﯾن ﻟﻬم ﺧﺑرة ،وﺗﺟرﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﺳﯾﯾر اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ .
وﺗﺑﻌﺎ ﻷﺣﻛﺎم ﻧص اﻟﻣﺎدة 16ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ،وﻛذﻟك ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ
اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﺑﺎدرت ﺑﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﺗﻬدف أﺳﺎﺳﺎ
ﻟوﺿﻊ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟدﻋﺎﺋم ﻟﺗﻌﻣﯾق اﻟﻣﻣﺎرﺳـ ــﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ وﺗﻌزﯾز ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺗرﻗﯾﺔ
وﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت اﻹﻧﺳﺎن واﻟﻣواطن ٕواﺷراك اﻟﻣﺟﺗﻣـ ـ ــﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم واﻹدارة
واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ واﻟﻣﺗﺟددة وذﻟك ﺗﻛرﯾس ﻟﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺣﻛم اﻟرﺷﯾد ﻓﻲ اﻟدوﻟـ ـ ـ ـ ــﺔ
اﻟﻣﻌﺎﺻرة وﺗﻛﯾﯾف وﻣﻼﺋﻣﺔ ﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻟﺟﻣﻬوري اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ﻣﻊ اﻟﺿواﺑط واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر
اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺣﻛم اﻟرﺷﯾد وﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ،19إذ ﺗم ﺻدور ﻗﺎﻧون
اﻟﺑﻠدﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ ،إذ أن ﻫذﯾن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن ﯾﺣﻛﻣﺎن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ :
_ ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ رﻗم : 10_11
ﯾﺣﺗوي ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ 213ﻣﺎدة ،ﻣﻧﻬﺎ 83ﻣﺎدة ﻣﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻧظﯾم ﻣﻊ
وﺟود 245ﻣﺻطﻠﺢ "اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي" ،وﻫذا ﻟﺗﻣﻛﯾﻧﻪ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑدورﻩ ﻋﻠﻰ أﻛﻣل
وﺟﻪ ،وﻣد ﯾد اﻟﻌون ﻟﻠﻣواطﻧﯾن ﻓﻲ ﺗﺟﺳﯾد اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟطﻣوﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗطﻠ ـ ـﻌون ﺑﻬﺎ،
319
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
رﻗم اﻟﻌدد اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ 16 ﻣﺟﻠد10 :ﻋدد02 :اﻟﺳﻧﺔ 2018
320
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
رﻗم اﻟﻌدد اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ 16 ﻣﺟﻠد10 :ﻋدد02 :اﻟﺳﻧﺔ 2018
321
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
رﻗم اﻟﻌدد اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ 16 ﻣﺟﻠد10 :ﻋدد02 :اﻟﺳﻧﺔ 2018
322
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
رﻗم اﻟﻌدد اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ 16 ﻣﺟﻠد10 :ﻋدد02 :اﻟﺳﻧﺔ 2018
323
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
رﻗم اﻟﻌدد اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ 16 ﻣﺟﻠد10 :ﻋدد02 :اﻟﺳﻧﺔ 2018
ﺗﻣﺎرس ﻋﻠﯾﻬﺎ رﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ وأﻋﻣﺎﻟﻬﺎ وﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺎﺗﻬﺎ وﻫﻲ رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺗﻌددة اﻟﻣظﺎﻫر
،26ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أﺧﺿﻌﻬﺎ إﻟﻰ رﻗﺎﺑﺔ ﺻﺎرﻣﺔ ﻣﺳﺗوﺣﺎة ﻣن اﻟﻧﻣوذج
اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ﺑﺣﯾث ﺟﺎء ﺑﺻور اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑﻠدﯾﺔ
ﻛﺎﻧت أو وﻻﯾﺔ ﺷدﯾدة وواﺳﻌﺔ ،27ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﺟﻬض اﻟدور اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻣﻧﺗﺧب ﻓﻼ
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺟﺎﻟس اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﺑﻠدﯾﺔ أن ﺗﺣﻘق اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻠﻲ دون أن
ﺗﻛون ﻟﻬﺎ اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار.28
إن ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﻣﻛن إﯾﺟﺎزﻩ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻵﺗﯾﺔ:
أ .ﻣن ﺣﯾث اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟوﺻﺎﺋﯾﺔ :
ﻧﺣﺎول ﻫﻧﺎ ﺗوﺿﯾﺢ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟوﺻﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻼ ﻣن اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟوﻻﯾﺔ
ﻣﻊ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻬﺎ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣﻊ ﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ.
_ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟوﺻﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻠدﯾﺔ:
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن أﺣﻛﺎم ﻣواد ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ رﻗم 10_11ﻓﺈن اﻟواﻟﻲ ﻫو اﻟﺷﺧص
اﻟﻣؤﻫل ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟوﺻﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ،ورﺋﯾﺳﻪ
ﺑﺣﯾث ﺷددت ،ووﺳﻌت ﻣن اﻟرﻗﺎﺑ ﺔ اﻟوﺻﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ أﺻﺑﺢ اﻟواﻟﻲ ،ﻫو اﻟﺳﯾد ﻓﻲ
ﺗﺳﯾﯾر ﺷؤون اﻟﺑﻠدﯾﺔ ،ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ،ﻷﻧﻪ ﯾﻣﺛل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وﻫذا ﻣن أﺟل
اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ وﺣدة اﻟدوﻟﺔ ،ﻣﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﻘول ،أن اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﻫﯾﺋﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ
ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،29وﻣن ﻫﻧﺎ ﻓﺈن اﻟواﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺟزاﺋري ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣرﻣوﻗﺔ
وﻣرﻛ از ﻣدﻋﻣﺎ ﺑوﺳﺎﺋل ﺗﺄﺛﯾر ﻣﺗﻧوﻋﺔ وﻣﺗﻌددة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻣﻧﺗﺧﺑﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻣرﻛز
اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻣرﻛزﻩ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟواﻟﻲ ﯾﺣوز ﻓﻲ ﯾدﻩ وﺳﺎﺋل ﻓﻌﺎﻟﺔ ،30وﻻ
ﯾﻣﻠك رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي أﯾﺔ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟواﻟﻲ.
_ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟوﺻﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوﻻﯾﺔ :
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن أﺣﻛﺎم ﻣواد ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ رﻗم 07_12إن وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ
واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،ﻫو اﻟﺷﺧص اﻟﻣؤﻫل ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟوﺻﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوﻻﺋﻲ ،ورﺋﯾﺳﻪ ،ﻛﺄﺻل ﻋﺎم وﻛﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ،وﻓﻲ ﺣدود ﺿﯾﻘﺔ ﯾﻣﺎرس
اﻟواﻟﻲ أﯾﺿﺎ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟوﺻﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوﻻﺋﻲ ،وﻫذا ﻣن أﺟل ﺗﺷﺟﯾﻊ
324
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
رﻗم اﻟﻌدد اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ 16 ﻣﺟﻠد10 :ﻋدد02 :اﻟﺳﻧﺔ 2018
ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻛزي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻠﻲ ،وﺗﻐﻠﯾب اﻟﻣﺗطﻠب اﻹداري ﻋﻠﻰ
ﺣﺳﺎب اﻟﻣﺗطﻠب اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ،وﺟﻌل اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوﻻﺋﻲ ،ورﺋﯾﺳﻪ ﻓﻲ ﻣوﻗﻊ ﻣﻧﻔذ
ﻟﻠﺗﻌﻠﯾﻣﺎت واﻟﺗوﺟﯾﻬﺎت ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣرﻛزي ،وﺧﺎﺿﻊ ،وﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ.
ﻻﺳﯾﻣﺎ أن ﺗوﺟﻪ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻓﻲ دﻋم ﺳﻠطﺔ اﻟواﻟﻲ ،ﻟﻬذا ﻓﺈن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾﺗﻣﺗﻊ
ﺑﻣرﻛز رﺋﯾﺳﻲ ﻣﺗﻣﯾز ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ أو اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ.
ب .ﻣن ﺣﯾث اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت:
رﺟوﻋﺎ إﻟﻰ أﺣﻛﺎم ﻣواد ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ رﻗم ،10_11وﻛذا أﺣﻛﺎم ﻣواد ﻗﺎﻧون
اﻟوﻻﯾﺔ رﻗم 07_12اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺻﻼﺣﯾﺎت ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟوﻻﯾﺔ ،ﯾﺗﺿﺢ أﻧﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎ ﻻ
ﺗﻣﻧﺢ ﺻﻼﺣﯾﺎت ﺗﻘرﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺎﻟس اﻟﻣﻧﺗﺧﺑﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،وﻻ ﺗﻣﻧﺢ ﻟﻬﺎ أﯾﺔ ﺳﻠطﺔ ﻓﻲ
ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ،ﺑل ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺎت ﺷﻛﻠﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺳﺗﺷف ﻣن ﺧﻼل
اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ "ﯾﺑﺎدر"" ،ﯾﺳﺎﻫم"" ،ﯾﻘﺗرح"" ،ﯾﺳﺎﻋد"" ،ﯾﺷﺟﻊ" ،ﻓﻬذﻩ
اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت ،ﺗوﺣﻲ ﺑﺄن اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻣﻧﺗﺧﺑﺔ ﻟﯾﺳت ﻟﻬﺎ أﯾﺔ ﺳﻠطﺔ ،أو ﻗرار ،ﺑل
اﻟﺳﻠطﺔ واﻟﻘرار ﻓﻲ ﯾد اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،أو ﻣﻣﺛﻠﯾﻬﺎ ،إن ﺟل اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ
ﻟﻬم ﻻ ﺗﻣﺎرس ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ ﻓﻛﺎﻧت أﻛﺑر ﻣﻣﺎ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻪ اﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻬﺎ وﻣواردﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎ
وﻣﺎ زاد ﺣدة اﻟوﺻﺎﯾﺔ اﻟﺷدﯾدة واﻟﺗﻘﯾد ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘرار اﻟﻣﻔروض ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛل ﻫذا أﺛر ﺳﻠﺑﺎ
ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬوم وأداء اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ اﻻدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺻورﯾﺔ دون اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت
31
وﻣن ﻫﻧﺎ ﻧﺟد ﻏﯾﺎب ﻣﻌﯾﺎر واﺿﺢ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺷؤون اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،ﻓﺈن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻓﻌﻠﯾﺎ
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻣدى ﻧﯾﺔ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن ﻫذا اﻟﺟزء أو ذﻟك ﻟﻸﺟﻬزة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ
،ﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌبء ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وﺗﺣﻘﯾق اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ واﻷﻣر ﻓﻲ ﻫذا وذﻟك
ﻣرﺗﺑط ﺑﻣدى ﺗطور اﻹ دارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ وﻣدى ﻗدرة أﺟﻬزﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذا اﻟﺣد إﻟﻰ ذﻟك
32
. ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ
ﻛﻣﺎ ﯾﻼﺣظ أﯾﺿﺎ أن ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ رﻗم ،07_12ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻣﺻطﻠﺢ "ﺳﻠطﺎت
اﻟواﻟﻲ" ،ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻷول ،ﻣن اﻟﺑﺎب اﻟﺛﺎﻟث ،ﻓﻬذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ،أﻗوى ﻣن ﻣﺻطﻠﺢ
"ﺻﻼﺣﯾﺎت" ،زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻣﻧﺢ ﻟﻠواﻟﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻧﺳﯾق
اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،اﻟرﻗﺎﺑﺔ ،اﻟﺗﻧﺷﯾط ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ ،ﻫذا إن دل ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ،إﻧﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ ﻫﯾﻣﻧﺔ ﻫذا
325
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
رﻗم اﻟﻌدد اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ 16 ﻣﺟﻠد10 :ﻋدد02 :اﻟﺳﻧﺔ 2018
اﻷﺧﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوﻻﺋﻲ ﻣن أﺟل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑدأ اﻟﻣذﻛور أﻋﻼﻩ
وﺟﻌل اﻟوﻻﯾﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ داﺋرة إدارﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﻣرﻛزة ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ .
ﻋﻼوة أﻋﻼﻩ ﺑﺷﺄن ﺻﻼﺣﯾﺎت رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل
اﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﺗﺑﻘﻰ ﺷﻛﻠﯾﺔ ﺻورﯾﺔ أي ﻻ ﯾﻣﻠك ﻫذا اﻷﺧﯾر اﻵﻟﯾ ـ ـ ـﺎت اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻹﻋداد
اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ،ﻷن ﻗ اررات رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻧﻔذ إﻻ ﺑﻌد اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺻﻔﺔ ﺻرﯾﺣﺔ ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟوﺻﯾﺔ ) اﻟواﻟﻲ ( ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻣن ﺟﻬﺔ
أﺧرى أن ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﯾﻠﻌب دو ار ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ ﻣراﻗﺑﺔ ﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺑﻠدﯾﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﺗؤﻛدﻩ
أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 210ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ رﻗم .3310-11
أﺿف إﻟﻰ ذﻟك ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﻧظر ﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻧﻔﺗﺎح اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﺳﯾﺎﺳﺔ ﺧوﺻﺻﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺗﻲ
ﺗﻘﻠﺻت ﺑﻛﺛﯾر ،ا
ﺗﺑﻧﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ.34
ﻛﻣﺎ أن ﺻﻼﺣﯾﺎت رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻛﺛﯾرة
ﺟدا ،إذا ﻣﺎ ﺗﻣت ﻣﻘﺎرﻧﺗﻬﺎ ﺑﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻠﺑﻠدﯾﺔ ،وﻫذا ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ،أن
ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ اﻷوﻟﻰ ،ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ ﺗﺣت رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،وﻣﻣﺛﻠﯾﻬﺎ.
زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻓﺈن ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻠﺑﻠدﯾﺔ ﯾﺗﻘﺎﺳﻣﻬﺎ ﻣﻊ اﻷﻣﯾن
اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺑﻠدﯾﺔ ،أي ﻻ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ ﺑﻣﻔردﻩ ،وﻻ ﯾﻣﺎرﺳﻬﺎ ﺑﻛل ﺣرﯾﺔ أﯾﺿﺎ ،وﻫذا إن دل ﻋﻠﻰ
ﺷﻲء إﻧﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ ﻋزم اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ وﺣدة اﻟدوﻟﺔ وﺟﻌل اﻟﺑﻠدﯾﺔ
ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ اﻣﺗداد ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،وﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻗوﻟﻪ ﻓﻲ اﻷﺧﯾر أن ﺟﻣود اﻷﺟﻬزة
ﺟز ﻣﻧﻪ إﻟﻰ اﻟﺗواﺟد اﻟداﺋم واﻟﻣطﻠق ﻟﺳﻠطﺔ اﻟوﺻﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل
اﻻدارﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﯾﻌود أ
ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر وﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﺟﺎﻻت إﻟﻰ درﺟﺔ اﻟﺗﺻدﯾق اﻟﺿﻣﻧﻲ اﻟﻣﻧﺻوص
ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،وﻫﻧﺎ اﻟﻣﺳؤوﻟون ﻻ ﯾﻘوﻣون ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﺑﺄي ﻋﻣل إﻻ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣواﻓﻘﺔ
ﺻرﯾﺣﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟوﺻﯾﺔ .35
ﺛﺎﻟﺛﺎ :دﺳﺗرة ﺑﻌض ﻣواﺿﯾﻊ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري -اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ
ﻧﻣوذﺟﺎ:
326
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
رﻗم اﻟﻌدد اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ 16 ﻣﺟﻠد10 :ﻋدد02 :اﻟﺳﻧﺔ 2018
ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻘﻬﺎ وﻗﺿﺎء ،أن اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﻗﺎﻧون ﻏﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر ﻣﻘﻧن،
أي ﻏﯾر ﻣوﺟود ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ واﺣدة ،ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري
واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎ ﺋﻲ ،ﻫذا راﺟﻊ ﻟﻛوﻧﻪ ﺣدﯾث اﻟﻧﺷﺄة ،أي ظﻬر ﻓﻲ أواﺧر اﻟﻌﺻر
اﻟﺣدﯾث ،ﺑﻔﺿل ﻣﺟﻬودات ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﻋﺎم .36 1872
ﺑﺎﻹ ﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ،أﻧﻪ ﯾﻬﺗم ﺑﺄﻋﻣﺎل وﻧﺷﺎطﺎت اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك
أن ﻧﺷﺎط اﻹدارة ﯾﻣﺗﺎز ﺑﺎﻟﻣروﻧﺔ واﻟﺗطور ،أي ﻛل ﻣﺎ ﺻﻠﺢ اﻟﯾوم ﻗد ﻻ ﯾﻛون ﻛذﻟك
ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ،ﻟم ﯾﺗم ﺗدوﯾن أﺳس وﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﻣﻣﺎ
أﺻﺑﺣت ﻗواﻋدﻩ ﻣﺟﻬوﻟﺔ ﻻ ﯾﻌرﻓ ـ ـ ـ ـ ـﻬﺎ إﻻ اﻟﻣﺗﺧﺻص ﻓﻲ ﻋﻠـ ـم اﻹدارة ،أو ﻣن
ﻣﺎرﺳﻬﺎ ،ﻣﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻏﻣوض ﻣواﺿﯾﻊ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ٕواﺑﻬﺎﻣﻬﺎ وﺗﻌﻘﯾدﻫﺎ ،ﻓﻲ
أوﺳﺎط رﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧون واﻟﻘﺿﺎء واﻷﻓراد ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء ،ﻣﻣﺎ اﺿطر ﻓﻲ أواﺧر اﻟﻘرن
اﻟﺗﺎﺳﻊ اﻟﻌﺷر ،إﻟﻰ ﺗدوﯾن ،وﺗوﺛﯾق ﺑﻌض ﻗواﻋدﻩ وﻣواﺿﯾﻌﻪ ،ﻣن أﺟل إزاﻟﺔ اﻟﻛﺳوف
اﻟﺟزﺋﻲ ﻋﻠﯾﻪ وﺗوﺿﯾﺢ اﻟرؤﯾﺔ ﺑﺷﺄﻧﻪ وﺗﺳﻬﯾل اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻋﻠﻰ رﺟﺎل اﻟﻘﺿﺎء ﻟﺗطﺑﯾق
أﺣﻛﺎﻣﻪ ،وﻋﻠﯾﻪ ﺳﺎﯾر اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري واﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ،ﺑﺎﻗﻲ ﺗﺷرﯾﻌﺎت دول
اﻟﻌﺎﻟم ،ﻓﻲ إرﺳﺎء ﻣﻌﺎﻟم اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري وﻗواﻋدﻩ ،إذ ﺗم ﺗﻘﻧﯾن ﻗواﻋد ﻗﺎﻧون
اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ،ﻗﺎﻧون اﻷﺣزاب ،ﻗﺎﻧون اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ،ﻗﺎﻧون اﻹﻋﻼم ،وﻛذا ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾـ ـ ـ ـ ـﺔ،
وﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ .
ﺑﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 16ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ،ﻧﻣوذﺟﺎ ﻓﻲ
ﺗدوﯾن ،وﺗﻘﻧﯾن أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري وﻗواﻋدﻩ ،ﻷن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ
ﻣوﺿوع ﻣن ﻣواﺿﯾﻊ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﻫذا وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن أﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ
ﺻدر ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم ﻧص اﻟﻣﺎدة
ا رﻗم ،10_11وأﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ رﻗم 07_12
16ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري.
ﺧﺎﺗﻣﺔ :
ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ،أن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻓﻲ أﺣﻛﺎم ﻧص اﻟﻣﺎدة 16
ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ ّ ،2016ﻛرس ﺑﻛل وﺿوح ﻣﺻطﻠﺢ "اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ
اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ" ،وﺑﻬذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﺳﺎﯾر ﺗﺷرﯾﻌﺎت دول اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ ﺗﺑﻧﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ،
327
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
رﻗم اﻟﻌدد اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ 16 ﻣﺟﻠد10 :ﻋدد02 :اﻟﺳﻧﺔ 2018
ﺑﺣﯾث أدرك اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻬذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ،وﻣﺎ
ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن ﻣﻌﺎن وأﻟﻔﺎظ ،ﻷن ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ أﺻﺑﺢ اﻟﯾوم وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﺻر ،اﻟﻣﻌﯾﺎر
اﻟذي ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﯾﻪ ﻟﻣﻌرﻓﺔ دوﻟﺔ ﻣﺎ دﯾﻣﻘراطﯾﺔ أم ﻻ ،ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺗم ﺗﺑﻧﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ اﻹداري ،ﻓﻬﻲ دوﻟﺔ دﯾﻣﻘراطﯾﺔ ،أﻣﺎ إذا ﻟم ﺗﺗﺑن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻟﯾﺳت ﺑدوﻟﺔ دﯾﻣﻘراطﯾﺔ.
ﻷن دور اﻟد وﻟﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﺻر ،ﺗﺣول ﻣن دوﻟﺔ ﺣﺎرﺳﺔ ،إﻟﻰ دوﻟﺔ ﻣﺗدﺧﻠﺔ
ﺑﺣﯾث أﺻﺑﺣت ﺗﺗدﺧل ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺟﺎﻻت ،ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻟم ﺗﺳﺗطﻊ أن ﺗﻘوم
ﺑﺟﻣﯾﻊ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ووظﺎﺋﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوطﻧﻲ ،أو ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻣﻣﺎ
أﺻﺑﺢ ﻟزوﻣﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟوطﻧﯾﺔ وﺗﺗرك اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣن
اﺧﺗﺻﺎص وﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ.
ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ،ﺗﺑﻧﻰ اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻣﺻطﻠﺢ "اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ"
ﻓﻲ أﺣﻛﺎم ﻧص اﻟﻣﺎدة ،16واﺳﺗﻧﺎدا ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﺻدرت أﺣﻛـ ـﺎم ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ رﻗم
،10_11وﻛذا أﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ رﻗم .07_12
إﻻ أن ﻛﻼ ﻣن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري واﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺣرﺻﺎ ،ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓـ ـ ــظﺔ
ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ وﺣدة اﻟدوﻟﺔ ،ﻣن ﺣﯾث ﺗﻘﻠﯾص ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ،
وﻣن ﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺔ أﺧرى ﺗوﺳﯾﻊ وﺗﺷدﯾد اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟوﺻﺎﺋﯾﺔ ،ﻣن أﺟل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ
وﺣدة اﻟدوﻟﺔ.
اﻟﻬواﻣـــــش
328
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
رﻗم اﻟﻌدد اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ 16 ﻣﺟﻠد10 :ﻋدد02 :اﻟﺳﻧﺔ 2018
329
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
رﻗم اﻟﻌدد اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ 16 ﻣﺟﻠد10 :ﻋدد02 :اﻟﺳﻧﺔ 2018
330
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
رﻗم اﻟﻌدد اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ 16 ﻣﺟﻠد10 :ﻋدد02 :اﻟﺳﻧﺔ 2018
-26ﺳﻌﺎد طﯾﺑﻲ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق،
ﻓرع اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،2009-2008 ،1ص.139،
- 27راﺟﻊ :ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص.145،
- 28راﺟﻊ :ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص 199.
– 29أﻧظر :ﻋﻼء اﻟدﯾن اﻟﻌﺷﻲ ،ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻗﺎﻧون رﻗم 10_11اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻟﺑﻠدﯾﺔ ،دار اﻟﻬدى ﻟﻠﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ،2011 ،ص 53وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ .
-30راﺟﻊ :أﺣﻣد ﺳﻲ ﯾوﺳف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .40 – 35
-31راﺟﻊ :ﻧور اﻟﻬدى روﺑﺣﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .112
- 32راﺟﻊ :ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص .117
- 33أﻧظر :ﻋﻠﻲ ﺑﻠﻐﺎﻟم ،اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوﻻﺋﻲ ﻓﻲ ظل اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 07_12اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻓرع اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر01
،2016_2015 ،ص 135 ،وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ.
– 34راﺟﻊ :ﺑﻼل ﺑﻠﻐﺎﻟم ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 75
- 35راﺟﻊ :ﺳﻌﺎد طﯾﺑﻲ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ص،
.145
– 36أﻧظر :ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،دار رﯾﺣﺎﻧﺔ ،اﻟﺟزاﺋر 1999 ،ص
.178
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
331
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
رﻗم اﻟﻌدد اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ 16 ﻣﺟﻠد10 :ﻋدد02 :اﻟﺳﻧﺔ 2018
332
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
رﻗم اﻟﻌدد اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ 16 ﻣﺟﻠد10 :ﻋدد02 :اﻟﺳﻧﺔ 2018
333
ISSN: 1112-9336 ﻣﺟﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻣﯾﺔ
رﻗم اﻟﻌدد اﻟﺗﺳﻠﺳﻠﻲ 16 ﻣﺟﻠد10 :ﻋدد02 :اﻟﺳﻧﺔ 2018
334