Professional Documents
Culture Documents
71676179
71676179
)ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ(
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ ﺗﻜﻤﻠﺔ
ﳌﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
ﺇﻋﺪﺍﺩ :ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺔ
ﺣﻨﺎﻥ ﳏﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﻋﻠﻰ
ﺑﻜﻼﺭﻳﻮﺱ ﺍﳊﻘﻮﻕ -ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﻴﻠﲔ
ﺩﺑﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ -ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳋﺮﻃﻮﻡ
ﺇﺷﺮﺍﻑ
ﺩ :ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﺣﺴﻦ ﺳﻴﺪ
ﺭﺋﻴﺲ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳋﺎﺹ
ﻳﻮﻧﻴﻮ 2008ﻡ
2
ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﲪﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ
)اﻟﻨﻮر(21:
أ
اﻹهــﺪاء
إﱃ ...واﻟﺪي،،،
إﱃ ...روﺣﻪ
اﻟﻄﺎهﺮة
*****
إﱃ...
آﻞ
ﻣﻦ ﻣﺪ ﱄ ﻳﺪ اﻟﻌﻮن،،،
ب
ﺷﻜﺮ وﻋﺮﻓﺎن
ﺷﻜﺮي وﺣﻤﺪي ﷲ اﻷول واﻵﺧﺮ واﺻﻠﻲ واﺳ ﻠﻢ أزآ ﻰ ﺻ ﻼة
وأﺑﺮآﻬﺎ وأﻃﻴﺒﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﻴﺪﻧﺎ وﻣﻮﻻﻧ ﺎ )ﻣﺤﻤ ﺪ ﺑ ﻦ ﻋﺒ ﺪ اﷲ( رﺳ ﻮل
اﷲ وﺧﺎﺗﻢ اﻟﻨﺒﻴﻴﻦ وﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ وأﺻﺤﺎﺑﻪ واﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ.
أﺳﻤﻲ ﺁﻳﺎت اﻟﺸﻜﺮ واﻟﻌﺮﻓﺎن أزﺟﻴﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺪآﺘﻮر اﻟﺮﺷﻴﺪ ﺣﺴﻦ
ﺳﻴﺪ ﻟﻜﺮﻳﻢ ﺗﻔ ﻀﻠﻪ ﺑﺎﻹﺷ ﺮاف ﻋﻠ ﻰ ه ﺬﻩ اﻟﺪراﺳ ﺔ وﻟﻤ ﺎ ﻗﺪﻣ ﻪ ﻟ ﻲ ﻣ ﻦ
وﻗﺘﻪ وﻋﻠﻤﻪ وﺧﺒﺮﺗﻪ ﻓﻠﻪ آﺜﻴﺮ اﻣﺘﻨﺎﻧﻲ
آﻤﺎ أﺧﺺ ﺑﺎﻟ ﺸﻜﺮ واﻟﺘﻘ ﺪﻳﺮ آ ﻞ اﻟ ﺰﻣﻼء اﻟ ﺬﻳﻦ ﺁزروﻧ ﻲ ﻋﻠ ﻰ
إﻧﺠ ﺎز ه ﺬﻩ اﻟﺪراﺳ ﺔ وﻻ ﻳﻔ ﻮﺗﻨﻲ أن أﺗﻘ ﺪم ﺑ ﺸﻜﺮي اﻟﺨ ﺎﻟﺺ ﻟﻸﺳ ﺘﺎذ
ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺘﻴﺠﺎﻧﻲ اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪ ﺑﻜﻠﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻧﻘﻼ.
واﻟﺸﻜﺮ ﻣﻮﺻﻮل إﻟﻰ أﺳﺮة آﻞ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺒﺔ آﻠﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻟﺨﺮﻃﻮم واﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﻤﺮآﺰﻳﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺮﺑﺎط اﻟﻮﻃﻨﻲ وﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟ ﺴﻠﻄﺔ
اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ وﻣﻜﺘﺒﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻨﻴﻠﻴﻦ.
ﻓﻠﻬﻢ ﻣﻨﻲ ﺟﻤﻴﻌًﺎ اﻟﺸﻜﺮ واﻟﺘﻘﺪﻳﺮ وﺟﺰاهﻢ اﷲ ﻋﻨﻲ ﺧﻴﺮ اﻟﺠﺰاء
اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ
ج
ﻣﻠﺨﺺ ﺍﻟﺒﺤﺚ
ﻣﺒﺪﺃ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ -ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴل– ﻤﺒﺩﺃ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻭﻫﻭ
ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺄﺨﺫ ﺒﻪ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺤـﺎﻟﻲ
ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ،ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨـﺎﺌﻲ
ﻤﻜﺎﻨﻴﹰﺎ ﻫﻭ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ .ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﺘﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﺴـﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﻤﺘﺯﺍﻴـﺩﺓ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺩﻭﺍﻡ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺇﺘﺒﺎﻉ ﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻌﻴﻨﻲ ،ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻫـﻭ ﺇﺘﺒـﺎﻉ ﻟﻔﻜـﺭﺓ
ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺭﺍﺠﻊ ﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤـﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ
ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﻲ.
ﺘﻬﺩﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺒﺭﺍﺯ ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﺘـﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤﺒـﺩﺃ ﻭﺘﻭﻀـﻴﺢ
ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ.
ﻭﻗﺩ ﺍﻗﺘﻀﺕ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﻘﺴﻴﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻓﺼﻭل ﺭﺌﻴـﺴﻴﺔ ﻭﺨﺎﺘﻤـﺔ.
ﻓﺎﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل ﺘﻨﺎﻭل ﻤﺒﺩﺃ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻭﺘﻁﺒﻴﻘﻪ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺘﻨـﺎﻭل ﺍﻟﻔـﺼل
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﺒﺩﺃ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻓﻘﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟـﺴﺎﻟﺒﺔ
ﻟﻠﻤﺒﺩﺃ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﺘﻡ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨـﺎﺌﻲ ﻓـﻲ ﺍﻟـﺸﺭﻴﻌﺔ
ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﻭﺍﺨﺘﺘﻤﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺒﺨﺎﺘﻤﺔ ﺃﺠﻤﻠﺕ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻭﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺎﺕ.
ﻭﻗﺩ ﺨﻠﺼﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺘﻲ-:
-1ﻭﺠﻭﺏ ﺘﻌﺩﻴل ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (2)6ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ ،ﺒﺤﻴﺙ ﻻ
ل ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺒﺎﻟﺒﺭﺍﺀﺓ ﻟﻌﺩﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌل ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ
ﻴﺤﻭ ّ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ،ﺩﻭﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺨﻀﻊ
ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻌل ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺒﺎﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺒﺎﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﺔ.
-2ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﻘﻴﻴﺩ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﺨﺎﺭﺝ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺒﻭﺠﻭﺏ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺇﺫﻥ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ.
د
Abstract
The Principle of territoriality of Criminal Law:
A comparative study
ﻩ
ﺍﶈﺘﻮﻳـﺎﺕ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀــﻭﻉ
ﺃ ﺍﻵﻴﺔ
ﺏ ﺍﻹﻫﺩﺍﺀ
ﺝ ﺍﻟﺸﻜﺭ ﻭﺍﻟﻌﺭﻓﺎﻥ
ﺩ ﻤﻠﺨﺹ ﺍﻟﺒﺤﺙ
ﻫـ Abstract
ﺍﻟﻤﺤﺘﻭﻴﺎﺕ
ﻭ
1 ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل
4 ﻤﺒﺩﺃ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻭﺘﻁﺒﻴﻘﻪ
6 0ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﻤﺎﻫﻴﺔ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻤﺒﺭﺭﺍﺘﻪ ﻭﻨﺘﺎﺌﺠﻪ
11 0ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ
22 0ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻤﻜﺎﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ
27 ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ
29 0ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﻤﺒﺩﺃ ﻋﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ
34 0ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﺒﺩﺃ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ
0ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻗﻴﻭﺩ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ
ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ
39
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ
46 ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ
و
48 0ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ
51 0ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻨﻴﺔ
0ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺤﺼﺎﻨﺔ ﺭﺅﺴﺎﺀ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻌﺜـﺎﺕ
ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ
54
66 0ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﻨﻅﺎﻡ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ
ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ
76 ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ
80 0ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ
ز
ﻣﻘﺪﻣــﺔ
1
ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻷﺨﺩ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺤﺩﻩ ﻻ ﻴﻜﻔﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴـﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴـﺔ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ،ﻟﺫﺍ ﺘﻠﺠﺄ ﺍﻟﺩﻭل ﻋﺎﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴـﺔ
ﻜﻤﺒﺩﺃ ﺃﺼﻠﻲ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻲ ﻟﺴﺭﻴﺎﻥ ﻗﺎﻨﻭﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ،ﺜﻡ ﺘﻜﻤﻠﻪ ﺒﺎﻟﻤﺒﺎﺩﺉ
ﺍﻷﺨﺭﻯ.
ﻭﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻓﻘﺩ ﺍﺨﺘﺭﺕ ﻤﺒﺩﺃ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺭﺍﺠﺢ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﻜﺄﺴﺎﺱ ﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻲ ﻟﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨـﺎﺌﻲ،
ﻤﻭﻀﻭﻋﹰﺎ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻟﻠﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻜﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺘﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺩﻭل
ﻟﺘﻜﻤﻠﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ،ﺜﻡ ﻋﻘﺏ ﺫﻟﻙ ﺘﻭﻀﻴﺢ ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻲ ﻟﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ
ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ.
ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ:
ﻭﻗﺩ ﺍﻨﺘﻬﺠﺕ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻭﺼﻔﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠـﻲ ﺍﻟﻤﻘـﺎﺭﻥ ﻭﺫﻟـﻙ
ﺒﺎﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﺁﺭﺍﺀ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻀﻌﻲ ﻭﺍﻟـﺴﻭﺍﺒﻕ ﺍﻟﻘـﻀﺎﺌﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﻭﺭﺓ ﻭﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﺸﻭﺭﺓ ﻭﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺜﻡ ﻋﺭﺽ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤـﺫﺍﻫﺏ
ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﻟﺘﻭﻀﻴﺢ ﻤﺎ ﻴﻭﺠﺩ ﻤﻥ ﺃﻭﺠﻪ ﺨﻼﻑ.
ﺨﻁﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ:
ﺘﺄﺴﻴﺴﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﻓﻘﺩ ﺭﺃﻴﺕ ﺘﻘﺴﻴﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻓﺼﻭل
ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ-:
ﺍﻷﻭﻝ :ﻤﺒﺩﺃ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻭﺘﻁﺒﻴﻘﻪ. ﺍﻟﻔﺼﻞ
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﻤﺎﻫﻴﺔ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻤﺒﺭﺭﺍﺘﻪ ﻭﻨﺘﺎﺌﺠﻪ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻤﻜﺎﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ.
ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ. ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﻤﺒﺩﺃ ﻋﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ.
2
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﺒﺩﺃ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻗﻴﻭﺩ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ.
ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ. ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ:
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻨﻴﺔ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟـﺙ :ﺤﺼﺎﻨﺔ ﺭﺅﺴﺎﺀ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﺠﻨﺒﻴـﺔ ﻭﺍﻟﺒﻌﺜـﺎﺕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴـﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﻨﻅﺎﻡ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ.
ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻻﺴﻼﻤﻴﺔ. ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ:
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺘﻁﺒﻴﻕ
ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻤﺒﻌﻭﺙ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﻭﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ
ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ ﻓﻘﺩ ﺃﺠﻤﻠﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻭﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺎﺕ.
ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺔ
ﻴﻭﻨﻴﻭ2008 /ﻡ
3
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ
ﻣﺒﺪﺃ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ
ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﻪ
4
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
ﻣﺒﺪﺃ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﻪ
5
ﻴﻌﻨﻲ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻴﺴﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﺭﺘﻜﺏ ﺩﺍﺨل ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻤﺭﺘﻜﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺃﻭ ﻤﻜﺎﻥ ﻭﺠـﻭﺩﻩ،
ﻭﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻀﺭﺕ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ .ﻭﻫﻭ ﻴـﺴﺭﻯ ﺩﺍﺨـل
ﺤﺩﻭﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﻭﺤﺩﻩ ﻭﻻ ﻴﺘﻌﺩﺍﻩ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺃﻗﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﺨﺭﻯ.
ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻨﻪ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﺹ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺘﻨﺘﻬﻲ
ﺒﺎﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﺭﺽ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺴﻴﺎﺩﺘﻬﺎ .ﻭﻤﺅﺩﻯ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺘﻁﺒﻴـﻕ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻴﺴﺘﻭﺠﺏ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺜﻡ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ.
ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﺴﻴﺘﻡ ﺘﻘﺴﻴﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﻤﺒﺎﺤﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ-:
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﻤﺎﻫﻴﺔ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻤﺒﺭﺭﺍﺘﻪ ﻭﻨﺘﺎﺌﺠﻪ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻤﻜﺎﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ.
6
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ
ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻣﺒـﺪﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻣﱪﺭﺍﺗﻪ ﻭﻧﺘﺎﺋﺠﻪ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﻤﺒﺩﺌﻴﹰﺎ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﺒﻼﺩ ،ﻜﻨﺘﻴﺠﺔ ﺤﺘﻤﻴﺔ ﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬـﺎ،
ﺇﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﻤﺎ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨـﺎﺌﻲ ﻟﺘﻠـﻙ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ .ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ .1
ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻟﻤﺒﺩﺃ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺤﺩﻫﺎ ﺘﺨﺘﺹ ﺒﺎﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻘﻊ ﻤـﻥ ﺠـﺭﺍﺌﻡ
ﺩﺍﺨل ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺘﺩﺨل ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل .2ﻓﻬﻭ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﻭﺠﻭﺏ ﺘﻁﺒﻴـﻕ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﻥ ﺘﻅﻠﻬﻡ ﺴﻤﺎﺀ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ،ﺒﺼﺭﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻡ ﺃﻭ
ﺠﻨﺴﻬﻡ ﺃﻭ ﻤﻌﺘﻘﺩﻫﻡ ﺃﻭ ﻤﺭﻜﺯﻫﻡ ﺍﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻭﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﻘﻴﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ
ﻼ ﺃﻭ ﻭﺠﺩﻭﺍ ﺒﻪ ﻋﺭﻀﺎﹰ؛ ﻭﻻﻴﻘﺒل ﻤﻥ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺍﻟﻭﺍﻓﺩ ﺤﺩﻴﺜﹰﺎ ﺍﻹﺤﺘﺠـﺎﺝ ﺒﺠﻬﻠـﻪ
ﺃﺼ ﹰ
ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻭ ﺒﺄﻥ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺒﻠﺩﻩ ﻻ ﺘﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌل ،ﻷﻥ ﺍﻟﺠﻬل ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻟﻴﺱ ﺒﻌﺫﺭ .3
ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻀﻲ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺒﻭﺠﻭﺏ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻓﻌﺎل
ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ،ﺒﺼﺭﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻀﺭﺕ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﺃﻱ ﺴﻭﺍﺀ ﻫﺩﺩﺕ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺼﺎﺤﺒﺔ ﺍﻟـﺴﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺃﻭ ﻫﺩﺩﺕ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﺠﻨﺒﻴﺔ .4
ﻭﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻫﻭ ﺘﺄﻜﻴﺩ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ ﻟﻠﺩﻭﻟـﺔ ﻭﻟﻘـﻀﺎﺌﻬﺎ
ﻭﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺤﻴﺎل ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬـﺎ .ﻓﻌﻠـﻰ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺇﻗﺭﺍﺭ ﺍﻷﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﻼﻤﺔ ﺃﺭﻭﺍﺤﻬﻡ ﻭﺃﻤـﻭﺍﻟﻬﻡ،
ﻭﺃﻥ ﺘﻤﻨﻊ ﺃﻱ ﺘﻌﺩ ﺃﻭ ﻀﺭﺭ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻨﺘﺞ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺸﻜل ﻜﺎﻥ .5
/ 1ﺟﻨﺪي ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ -اﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ – اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ – ص – 592اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ – دار اﻟﻤﺆﻟﻔﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ – 1360هـ -
1942م.
/ 2د .ﻣﺒﺎرك ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻨﻮﻳﺒﺖ – ﺷﺮح اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاء اﻟﻜﻮﻳﺘﻲ – ص – 92اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ – 1997م .
/ 3د .ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻴﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻮض – ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﻣﻌﻠﻘًﺎ ﻋﻠﻴﻪ – ص – 7ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎهﺮة واﻟﻜﺘﺎب اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ -اﻟﻘﺎهﺮة – 1979م.
/ 4د .ﻋﻤﺮ ﺳﺎﻟﻢ – دروس ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت -اﻟﻘﺴﻢ اﻟﻌﺎم – ا ﻟﺠﺰء اﻷول – ص 1991 – 37م 1992 -م.
/ 5د .آﻤﺎل أﻧﻮر ﻣﺤﻤﺪ – ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻜﺎن – ص – 27دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ -اﻟﻘﺎهﺮة – 1965م.
7
ﻤﺒﺭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ-:
ﻴﻘﻭﻡ ﻤﺒﺩﺃ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺴـﺱ ﺩﻭﻟﻴـﺔ ﻭﻤﺒـﺭﺭﺍﺕ ﻋﻘﺎﺒﻴـﺔ
ﻭﺇﺠﺭﺍﺌﻴﺔ-:
ﺃﻭ ﹰﻻ :ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ-:
ﻴﺭﺘﻜﺯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺩﺃ ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺒـﻴﻥ ﺍﻟـﺩﻭل.
ﻓﺎﻟﺩﻭﻟﺔ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﻋﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﻭﺠﺩﻭﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺘﺠﻤﻊ ﺒـﺸﺭﻱ،
ﺒﺈﻨﻔﺭﺍﺩﻫﺎ ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺴﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ،ﻭﺘﺤﺘﻜﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﺎﺕ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﻷﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺍﻟﺘﺩﺨل ﻓﻲ ﺸﺅﻭﻨﻬﺎ .ﻓﺎﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺘﻌﻨﻲ
ﺍﺤﺘﻜﺎﺭ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻷﻨﺸﻁﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﻭﺤـﺩﻫﺎ
ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻤﻭﻅﻔﻴﻬﺎ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻭﺍﻟﻘـﻀﺎﺀ ﻋﻠـﻰ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬـﺎ ،ﻭﻻ
ﻴﺘﺼﻭﺭ ﻨﺯﻭل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﺎﺕ ﺴﻴﺎﺩﺘﻬﺎ ﻷﻱ ﺴﻠﻁﺔ ﺃﺠﻨﺒﻴﺔ ﻭﺇﻻ ﻓﻘﺩﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ
ﺴﻴﺎﺩﺘﻬﺎ .1
ﺜﺎﻨﻴ ﹰﺎ :ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺭﺩﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ-:
ﺇﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﺸﻜل ﺇﻋﺘﺩﺍﺀﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﻠﺤﺔ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﺇﻀﻁﺭﺍﺒﹰﺎ ﻓـﻲ ﻨﻅـﺎﻡ
ﻭﺃﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻤﻥ ﺤﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒل ﻤﻥ ﻭﺍﺠﺒﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺘـﻭﻟﻰ ﻤﻌﺎﻗﺒـﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ .2ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤـﺩﺙ ﻓﻴـﻪ ﺃﺜﺭﻫـﺎ،
ﻭﺘﻅﻬﺭ ﻓﻴﻪ ﻤﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺴﺨﻁ ﻟﻺﺨﻼل ﺒﺎﻷﻤﻥ ﻭﺍﻹﺴﺘﺨﻔﺎﻑ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻓﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺘﻡ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﻭﻴﻭﻗﻊ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ،ﺘﻬﺩﺌﺔ ﻟﻠﺨﻭﺍﻁﺭ ﻭﺇﻗﺘﺼﺎﺼﹰﺎ ﻤﻨﻪ ﻭﺇﺭﻫﺎﺒﹰﺎ ﻟﻐﻴﺭﻩ
ﻤﻥ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻤﻴﻭل ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺘﻜﻭﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﻨﻔﻌﹰﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻟﻘﺭﺒﻬـﺎ ﺇﻟـﻰ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻭﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .3
ﺜﺎﻟﺜ ﹰﺎ :ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺤﺴﻥ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ-:
/ 1ﻓﻲ هﺬا اﻟﺼﺪد راﺟﻊ د .أﺣﻤﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﺳﺮور – اﻟﻮﺳﻴﻂ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت -اﻟﻘﺴﻢ اﻟﻌﺎم – ص 101وﻣﺎ ﺑﻌﺪهﺎ -اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ –
دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ -اﻟﻘﺎهﺮة – 1989م .
/ 2د .ﻣﺤﻤﻮد ﻣﺤﻤﻮد ﻣﺼﻄﻔﻰ – ﺷﺮح ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت -اﻟﻘﺴﻢ اﻟﻌﺎم – ص – 112اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ– دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ -اﻟﻘﺎهﺮة –
1969م.
/ 3د .آﻤﺎل أﻧﻮر ﻣﺤﻤﺪ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .31
8
ﻓﺈﻥ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺃﺩﻨﻰ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ،ﺇﺫ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﺃﺩﻟﺔ ﺍﻹﺜﺒـﺎﺕ
ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﻭﻴﺴﻬل ﻟﻠﻤﺤﻘﻕ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺈﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴـﻕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ،
ﻭﻴﺴﻬل ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺇﺴﺘﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺸﻬﻭﺩ ﻭﺍﻹﻨﺘﻘﺎل ﻟﻠﻤﻌﺎﻴﻨﺔ ﻭﺍﻹﻟﻤـﺎﻡ ﺒﻅـﺭﻭﻑ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺒﺎﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻭﺃﺩﻨﺎﻫﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ .1ﻭﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻜل ﺫﻟﻙ ،ﻓﺈﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻻ ﻴﺨﻠﻭ ﻤـﻥ
ﻓﺎﺌﺩﺓ ﻟﻠﻤﺘﻬﻡ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﻟﻠﻘﻀﺎﺓ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺤﺎﻜﻤﻭﻨﻪ ،ﻓﺎﻟﻤﺘﻬﻡ ﻤﻥ ﻤﺼﻠﺤﺘﻪ ﺃﻥ ﻴﺤـﺎﻜﻡ ﻭﻓﻘـﹰﺎ
ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻔﺘﺭﺽ ﻋﻠﻤﻪ ﺒﻘﺎﻨﻭﻨﻬﺎ ،ﻭﺇﻻ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺁﺨﺭ ﺨـﺭﻭﺝ
ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺩﺓ )ﻻ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﻻ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺇﻻ ﺒﻨﺹ( ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻴﻁﺒﻘﻭﻥ
ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻠﻤﻭﻥ ﺒﻪ ﺩﻭﻥ ﺴﻭﺍﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ .2
ﻫﺫﻩ ﺍﻹﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺒﺭﺭﺍﺕ ،ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴـﺔ ﻓـﻲ
ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺴﻭﺍﺀ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﺃﻭ ﻀﻤﻨﹰﺎ ﻜﻤﺒﺩﺃ ﻋﺎﻡ .3
ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﻤﺒــﺩﺃ-:
ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻥ
ﻴﻭﺠﺩ ﺩﺍﺨل ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻜل ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﺩﺍﺨل ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ،ﻓﺈﻥ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻴﺴﺭﻱ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﻭﺤﺩﻩ ﻭﻻ ﻴﺘﻌﺩﺍﻩ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺃﻗـﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟـﺩﻭل
ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻭﺇﻻ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺇﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﻭل ﻤﻥ ﺴﻴﺎﺩﺓ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ﻴﻘﻭﻡ ﺃﺴﺎﺴﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺒﻴﻥ ﺍﻟـﺩﻭل ﻭﺍﻹﺤﺘـﺭﺍﻡ ﺍﻟﻤﺘﺒـﺎﺩل
ﻟﺴﻴﺎﺩﺘﻬﺎ .4ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻨﺘﻴﺠﺘﻴﻥ ﻫﻤﺎ-:
ﺍﻷﻭﻟﻰ :ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻭﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﺸﺎﻤل ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻜل
ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺤﺩﻩ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻁﺒﻕ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﻭﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ،ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻤـﺎ ﺘـﺭﺍﻩ ﻻﺯﻤـﹰﺎ
ﻟﻤﺼﻠﺤﺘﻬﺎ ،ﻭﺃﻥ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻨﻬﺎ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ،ﻜﻤـﺎ ﺃﻥ
ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺤﺩﺩ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨـﻲ ﺍﺴـﺘﺒﻌﺎﺩ
/ 1د .ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﻘﻬﻮﺟﻲ – ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت -اﻟﻘﺴﻢ اﻟﻌﺎم – ص – 87اﻟﺪار اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ – 1988م.
/ 2د .ﺳﻠﻴﻤﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻨﻌﻢ – اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت – ص – 100دار اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻟﻠﻨﺸﺮ -اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ – 2001م.
/ 3د .آﻤﺎل أﻧﻮر ﻣﺤﻤﺪ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .35
/ 4د .أﺣﻤﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﺳﺮور – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .103
9
ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺃﻱ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺠﻨﺎﺌﻲ ﺃﺠﻨﺒﻲ ﺩﺍﺨل ﺤﺩﻭﺩ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﻜـﺎﻥ ﺫﻟـﻙ ﻋـﻥ
ﻁﺭﻴﻕ ﻤﺤﺎﻜﻤﻬﺎ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ،ﻭﺇﻻ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺎﺩﺘﻬﺎ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ .1
ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﺴﻠﺒﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻻ ﻴﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﺭﺘﻜﺏ ﺨﺎﺭﺝ ﺤﺩﻭﺩ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﺃﻱ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﺃﻴـﹰﺎ ﻜﺎﻨـﺕ ﺠﻨـﺴﻴﺔ
ﻼ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺫﺍﺘﻪ،
ﻤﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﺃﻭ ﺼﻔﺘﻪ ﻜﺫﻟﻙ ،ﻤﺎ ﺩﺍﻤﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺘﺨﻀﻊ ﺃﺼ ﹰ
ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﻜﺒﺕ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ،2ﻷﻥ ﺤـﻕ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺏ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻅﻬﺭﹰﺍ ﻟﺴﻴﺎﺩﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ.
ﻭﻗﺩ ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻜﻤﺒﺩﺃ ﺃﺴﺎﺴﻲ ﻟﺘﻁﺒﻴـﻕ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ،ﺤﻴﺙ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (1)5ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺘﻲ-:3
" ﺘﺴﺭﻯ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺇﺭﺘﻜﺒﺕ ﻜﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﺒﻌـﻀﻬﺎ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ".
ﻭﻤﺅﺩﻱ ﻨﺹ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻁﺒﻕ ﺩﺍﺨل
ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ،ﻭﻴﺴﺘﺒﻌﺩ ﺒﺫﻟﻙ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺃﻱ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﺠﻨﺒﻲ ﺁﺨﺭ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟـﺴﻭﺩﺍﻨﻲ
ﻴﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﺭﺘﻜﺒﺕ ﻜﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ،ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅـﺭ ﻋـﻥ
ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻤﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﻭﺠﻭﺩﻩ ،ﺃﻱ ﺴـﻭﺍﺀ
ﻜﺎﻥ ﻤﻭﺠﻭﺩﹰﺍ ﺩﺍﺨل ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺃﻭ ﺨﺎﺭﺠﻪ ،ﻭﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﻤـﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺩﺩﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ .ﻓﻤﻌﻴﺎﺭ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻫﻭ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻜﻠﻴـﹰﺎ ﺃﻭ
ﺠﺯﺌﻴﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ.
ﻭﻗﺩ ﺃﻜﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻓﻲ ﻋـﺩﺩ ﻤـﻥ
ﺍﻟﺴﻭﺍﺒﻕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻀﺩ ﺠﻨﻴﺘﺕ ﺘﻴﺭﻱ :4
ﻨﺸﺄ ﻨﺯﺍﻉ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﻭﺯﻭﺠﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ )ﺍﻟﺸﺎﻜﻲ( ﺤﻭل ﺤـﻀﺎﻨﺔ ﻁﻔﻠﻬﻤـﺎ،
ﻭﻨﻅﺭ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﺃﺼﺩﺭﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﻭﺘﻴﺭ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻗﺭﺍﺭﻫـﺎ ﺒـﺄﻥ
ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﻀﺎﻨﺔ ﻟﻠﺸﺎﻜﻲ ،ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﻁﻔل ﺒﻤﻨﺯل ﺠﺩﻴﻪ )ﻭﺍﻟﺩﻱ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ( ﻭﺴﻠﻡ
10
ﺍﻟﻁﻔل ﻟﻠﺸﺎﻜﻲ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﺕ ﺃﻥ ﺘﺄﺨﺫ ﺍﻟﻁﻔـل ﻭﺘﻐـﺎﺩﺭ ﻓﺭﻨـﺴﺎ ﺇﻟـﻰ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ .ﺤﻀﺭ ﻭﺍﻟﺩ ﺍﻟﻁﻔل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﻓﺘﺢ ﺒﻼﻏﹰﺎ ﻀﺩ ﺯﻭﺠﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ )ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ(
ﺒﺘﻬﻤﺔ ﺍﻻﺨﺘﻁﺎﻑ.
ﺫﻜﺭﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﺽ ﺤﻜﻤﻬﺎ )ﺇﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻗﺩ ﺍﺭﺘﻜﺒﺕ ﺨـﺎﺭﺝ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﺤﻀﺭﺕ ﻟﻠﺴﻭﺩﺍﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ ،ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ
ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻴﻨﻌﻘﺩ ﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﻓﺭﻨﺴﺎ -ﺒﻠﺩ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤـﺔ ﻭﺍﻟـﺸﺎﻜﻲ ﻭﻤﺤـل
ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ -ﻭﺇﻥ ﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻟﻴﺱ ﻟﺩﻴﻬﺎ ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻟﻨﻅﺭ
ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﻭﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﻤﻭﺍﻁﻨﻭﻫﺎ(.
ﻭﺍﺴﺘﻁﺭﺩﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻗﺎﺌﻠﺔ )ﺇﻥ ﻗـﺎﻨﻭﻥ ﻋﻘﻭﺒـﺎﺕ ﺍﻟـﺴﻭﺩﺍﻥ ﻤﺤﻠـﻲ
ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺃﺴﻭﺓ ﺒﻐﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻭﻻ ﻴﺘﻌﺩﻯ ﻨﻁﺎﻕ
ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﻪ ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺒﺤﺩﻭﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﺠﺘﻬـﺎﺩ ﺃﻭ
ﻓﻬﻡ(.
ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﻨﻔﺱ ﻤﺎ ﺃﻜﺩﺘﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻀﺩ ﻋﻤﺎﺩ
ﺃﺤﻤﺩ ﻫﻭﻴﻠﻠﻭ ﻭﺁﺨﺭﻴﻥ ،1ﻭﻗﻀﻴﺔ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻀﺩ ﻏﺴﺎﻥ ﺃﺒﻭ ﺭﺯﻕ ﻭﺁﺨﺭﻴﻥ .2
11
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ
ﺇﻗﻠﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟـﺔ
ﻗﻠﻴل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺘﺤﺩﺩ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺘﻜﺘﻔﻲ ﺒﺎﻟﻨﺹ ﻋﻠﻰ
ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺘﺎﺭﻜﺔ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،1ﻭﻴﺩﺨل ﻓـﻲ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ ،ﺤﻴﺙ ﻟﻡ ﻴﺤﺩﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ
ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻨﺹ ﻓﻘﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (2)5ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ -:2
" ﻷﻏﺭﺍﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻤﺠﺎﻟﻪ ﺍﻟﺠـﻭﻱ ﻭﻤﻴﺎﻫـﻪ
ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻭﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻴﺔ ﺃﻴﻨﻤﺎ ﻭﺠﺩﺕ ".
ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﺈﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺭﻗﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺽ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﺘﺹ ﺒﻬﺎ ﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﻟﺘﻤﺎﺭﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﻨـﺸﺎﻁﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴـﻭﻱ ﻋﻠـﻰ ﻭﺠـﻪ ﺍﻟـﺩﻭﺍﻡ
ﻭﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ .3
ﻭﺘﻘﺘﺼﺭ ﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻴﺭﺘﻜﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻋﻠـﻰ
ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ .ﻭﻟﻜﻥ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻋﻠﻰ ﺇﻁﻼﻗﻪ ﻻ ﻴﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺩﻭل ﻭﺴـﻴﺎﺩﺘﻬﺎ،
ﻭﻗﺩ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﻓﻼﺕ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ،ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﻟـﻡ ﺘﺤـﺼﺭ
ﺴﻴﺎﺩﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻭﺤﺩﻩ ،ﺒل ﺇﻤﺘﺩ ﻨﻅﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺃﻭﺴﻊ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺤﺘـﻰ
ﺘﻜﻔل ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ .ﻭﻗﺩ ﺍﺭﺘﻜﺯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﻤﻅﺎﻫﺭﻩ ﻋﻠـﻰ
ﺘﺼﻭﺭ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﻨﻁﺎﻕ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﺤﺩﻭﺩﻩ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺘﺼﻭﺭ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤل ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤـل ﺠﻨـﺴﻴﺘﻬﺎ ،4ﻭﺒﺎﻟﺘـﺎﻟﻲ
ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺇﻗﻠﻴﻤﹰﺎ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺤﻜﻤﹰﺎ .5
12
ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ-:
ﻼ ﻤﻥ ﻋﻨﺼﺭﻴﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﻴﻥ ﻻﺯﻤﻴﻥ ﻫﻤﺎ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒـﺭﻱ ﻭﺍﻹﻗﻠـﻴﻡ
ﻭﻴﺘﻜﻭﻥ ﺃﺼ ﹰ
ﺍﻟﺠﻭﻱ ﻭﻗﺩ ﻴﺸﻤل ﻋﻨﺼﺭ ﺜﺎﻟﺙ ﻫﻭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺠﺩ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻺﻗﻠـﻴﻡ
ﺍﻟﺒﺭﻱ ﺸﻭﺍﻁﺊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ.
-1ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒـﺭﻱ-:
ﻫﻭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﻴﺎﺒﺱ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻀﻤﻪ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻭﻤﺎ ﻴﻨﻁـﻭﻱ
ﺘﺤﺘﻪ ﻭﻤﺎ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ .1
ﻜﻤﺎ ﻴﺸﻤل ﺃﻴﻀﹰﺎ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻌﺫﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﺩﺍﺨل ﺇﻗﻠﻴﻡ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺠﺭﺕ ﻋﺎﺩﺓ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﻁﻠﻘـﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬـﺎ
ﺍﺼﻁﻼﺡ )ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ( .2
ﻭﻗﺩ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (1)5ﻤﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤـﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤـﻲ ﻭﺍﻟﻤﻨﻁﻘـﺔ ﺍﻟﻤﺠـﺎﻭﺭﺓ
ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺩﺓ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ 1958ﻡ ،3ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﺤﺼﻭﺭﺓ ﺒﻴﻥ ﺨﻁ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟـﺫﻱ
ﻴﺒﺩﺃ ﻤﻨﻪ ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﺴﺎﺤل ﺠﺯﺀﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻨﺼﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻵﺘﻲ-:
" ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﻭﺍﺠﻪ ﻟﻠﺒﺭ ﻤﻥ ﺨﻁ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻟﻘﻴـﺎﺱ ﺍﻟﺒﺤـﺭ
ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﺠﺯﺀﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ".
ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﻜﺩﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 8ﻤﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤـﺩﺓ ﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤـﺎﺭ ﻟـﺴﻨﺔ
1982ﻡ 4ﺇﺫ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ -:
" 000ﺘﺸﻜل ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﻭﺍﺠﻪ ﻟﻠﺒﺭ ﻤﻥ ﺨﻁ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻟﻠﺒﺤﺭ
ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ".
ﻫﺫﺍ ﻭﻗﺩ ﺘﻀﻤﻨﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 4ﻤﻥ ﻗـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭﺍﻹﻗﻠﻴﻤـﻲ ﻭﺍﻟﺠـﺭﻑ ﺍﻟﻘـﺎﺭﻱ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1970ﻡ ،ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺒﺄﻥ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ
/ 1د .ﺣﺎﻣﺪ ﺳﻠﻄﺎن – اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ وﻗﺖ اﻟﺴﻠﻢ – ص – 476اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ – دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ – 1962م.
/ 2د .ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺮﺣﺎن – اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﻌﺎم – ص – 323دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ – 1969م.
/ 3ﺻﺎدﻗﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺴﻮدان ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 61ﻟﺴﻨﺔ 1970م.
/ 4ﺻﺎدﻗﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺴﻮدان ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻷﻣﺮ اﻟﻤﺆﻗﺖ رﻗﻢ 34ﻟﺴﻨﺔ 1984م.
13
ﺃﻨﻪ-:
" ﻷﻏﺭﺍﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟـﺴﻭﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﻴـﺎﻩ
ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﺔ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﻭﺘﺸﻤل ﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ-:
ﺃ -ﺍﻟﻤﻭﺍﻨﻲ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻰﺀ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺴﻲ،
ﺏ -ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺨﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﻁﻭل ﺴﻭﺍﺤل ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ،
ﻼ
ﺝ -ﻤﻴﺎﻩ ﺃﻱ ﻀﺤﻀﺎﺡ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺒﺭ ﻻ ﻴﺒﻌﺩ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺃﺜﻨـﻲ ﻋـﺸﺭ ﻤـﻴ ﹰ
ﺒﺤﺭﻴﹰﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﺭ ﺃﻭ ﻋﻥ ﺃﻴﺔ ﺠﺯﻴﺭﺓ ﺴﻭﺩﺍﻨﻴﺔ،
ﺩ -ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﺭ ﻭﺃﻴﺔ ﺠﺯﻴﺭﺓ ﺴﻭﺩﺍﻨﻴﺔ ﻭﻻ ﺘﺒﻌﺩ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺃﺜﻨﻲ ﻋـﺸﺭ
ﻼ ﺒﺤﺭﻴﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺭ،
ﻤﻴ ﹰ
ﻫــ -ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺭ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺒﻌﺩ ﻋﻥ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﺄﻜﺜﺭ ﻤـﻥ
ﻼ ﺒﺤﺭﻴﹰﺎ ".
ﺃﺜﻨﻲ ﻋﺸﺭ ﻤﻴ ﹰ
ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺤﻜﻡ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﺭﻱ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ،ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻴﻜـﻭﻥ
ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻴﺎﻫﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ،ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻓﻲ ﺸﻲﺀ ﻋﻥ
ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﺍﻟﺒﺭﻱ .1
-2ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ-:
ﻫﻭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﺎﻭﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﺭﻱ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺘﺩ ﺇﻟﻰ
ﻤﺴﺎﻓﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻴﻨﺤﺼﺭ ﺒﻴﻥ ﺃﻋﺎﻟﻲ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺨﻁﻭﻁ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﺘـﻲ
ﻴﻘﺎﺱ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻭﻴﻌﺭﻑ ﺒﺈﺴﻡ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭ ﻭﻤـﺎ
ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻤﻴﺎﺕ .2
ﻭﻗﺩ ﺃﺠﻤﻌﺕ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻘﺩﺕ ﺨﻼل ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺤﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺒﺤﺎﺭﻫﺎ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ،ﻓﻌﻨﺩ ﺼﺩﻭﺭ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ
ﺍﻟﺒﺤﺭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﺴﻨﺔ 1958ﻡ ،ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 1ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺘﻲ-:
/ 1د .ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺤﺎج ﺣﻤﻮد – اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﺒﺤﺎر – ص – 91ﺷﺮآﺔ ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻷدﻳﺐ اﻟﺒﻐﺪادﻳﺔ اﻟﻤﺤﺪودة -ﺑﻐﺪاد – 1990م.
/ 2د .ﻣﺄﻣﻮن ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻼﻣﺔ – ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت -اﻟﻘﺴﻢ اﻟﻌﺎم – ص – 72اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ – دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ -اﻟﻘﺎهﺮة – 1990م.
14
" -1ﺘﻤﺘﺩ ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﺍﻟﺒﺭﻱ ﻭﻤﻴﺎﻫﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﺇﻟـﻰ ﺤـﺯﺍﻡ
ﺒﺤﺭﻱ ﻤﻼﺼﻕ ﻟﺸﻭﺍﻁﺌﻬﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﺎﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ".
ﻜﻤﺎ ﺘﻡ ﺍﻟﻨﺹ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻟـﺴﻨﺔ
1982ﻡ ،ﺤﻴﺙ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 2ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ-:
" -1ﺘﻤﺘﺩ ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺤﻠﻴﺔ ﺨﻠﻑ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﺍﻷﺭﻀﻲ ﻭﻤﻴﺎﻫﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴـﺔ-
ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﺭﺨﺒﻴﻠﻴﺔ -ﺨﻠﻑ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻷﺭﺨﺒﻴﻠﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺤﺯﺍﻡ ﺒﺤـﺭﻱ ﻴﺠﺎﻭﺭﻫـﺎ
ﻴﻌﺭﻑ ﺒﺎﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ".
ﻗﺩ ﺩﺭﺝ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺇﺒﺘﺩﺍﺀﹰﺍ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻟﺴﻨﺔ 1974ﻡ ،ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻨﺹ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﺴﻭﺍﺤل ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺘﻌﺩ ﺠﺯﺀﹰﺍ ﻤـﻥ
ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺘﻤﺘﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ .1
ﻓﻘﺩ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (2)5ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ-:
" ﻷﻏﺭﺍﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻤﺠﺎﻟﻪ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﻭﻤﻴﺎﻫﻪ
ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻭﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻴﺔ ﺃﻴﻨﻤﺎ ﻭﺠﺩﺕ ".
ﻭﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻉ ﺒﺤﺭﻫﺎ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻤﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﺫﺍﺘﻪ ﻭﻫـﺫﺍ
ﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﺸﺎﺭﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﺴﻨﺔ ،1958ﺤﻴـﺙ
ﻨﺼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 2ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ-:
" ﺘﻤﺘﺩ ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺤﻠﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﺠﻭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻠﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤـﻲ
ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻉ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻭﺒﺎﻁﻥ ﺃﺭﻀﻪ ".
ﺃﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻤﺩﻯ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ،ﻓﻘﺩ ﺇﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﺄﻥ
ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ،ﺃﻱ ﺇﻟﻰ ﺁﺨـﺭ
ﺍﻟﻤﺭﻤﻰ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺼل ﺇﻟﻴﻪ ﻀﺭﺒﺔ ﺍﻟﻤﺩﻓﻊ ﻭﻫﻭ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻤﻴﺎل ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗﺕ ،ﻋﻠﻰ
ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﻟﻡ ﻴﻜﺴﺏ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﺯﻤﺔ ﺇﻻ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺤﺩﹰﺍ ﺃﺩﻨﻰ ،ﺃﻤﺎ
ﺍﻟﺤﺩ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻓﻅل ﻤﺤل ﺨﻼﻑ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭل .ﻭﺠﺎﺀﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﺴﻨﺔ 1958ﻡ ،ﺨﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﻱ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻟﻌﺭﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻭﺒﻘﻲ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ،
ﺒﺄﻥ ﺘﺤﺩﺩ ﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺒﻬﺎ ﻤﺩﻯ ﺒﺤﺭﻫﺎ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ،ﻭﺘﺤﺘﺭﻡ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺩ
/ 1اﻟﻤﺎدة (2)3ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﻟﺴﻨﺔ 1974م ،واﻟﻤﺎدة (2)3ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﻟﺴﻨﺔ 1983م.
15
ﺃﻭ ﻻ ﺘﻘﺭﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻴﺎل ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺘﺒﻌﹰﺎ ﻟﻠﻅـﺭﻭﻑ ﻭﻤﻘﺘـﻀﻴﺎﺕ ﺍﻟـﺴﻴﺎﺴﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ .1
ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1984ﻡ ﺼﺩﺭﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ،ﻭﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﻼ ﺒﺤﺭﻴﺎ ً.2
ﺍﻟﺤﺩ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻻﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻻ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﺃﺜﻨﻲ ﻋﺸﺭ ﻤﻴ ﹰ
ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻻ ﺘﺤﺩﺩ ﻋﺎﺩﺓ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺘﺘﺭﻙ ﺫﻟﻙ ﻟﻠﻘﻭﺍﻨﻴﻥ
ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ .3
ﻭﺍﺘﺴﺎﻗﹰﺎ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﺤﺩﺩ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﺠﺭﻑ ﺍﻟﻘـﺎﺭﻱ ﺍﻟـﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻟـﺴﻨﺔ
ﻼ ﺒﺤﺭﻴﺎﹰ ،ﺤﻴﺙ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 5
1970ﻡ ،ﻋﺭﺽ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺒﺄﺜﻨﻲ ﻋﺸﺭ ﻤﻴ ﹰ
ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ-:
ﻼ ﺒﺤﺭﻴﹰﺎ 4ﻓﻲ
" ﻴﻤﺘﺩ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺎﻓﺔ ﺃﺜﻨﻲ ﻋﺸﺭ ﻤﻴ ﹰ
ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺒﺤﺭ ،ﺘﻘﺎﺱ ﻤﻥ ﺨﻁ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ،ﻜﻤﺎ ﻫـﻭ ﻤﻭﻀـﺢ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺨـﺭﺍﺌﻁ ﺫﺍﺕ
ﺍﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻓﻲ ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ".
-3ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺠﻭﻱ-:
ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﻫﻭ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻠﻭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﺭﻱ ﻭﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤـﻲ
ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ .5
ﻭﻟﻡ ﺘﻁﺭﺡ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﺠﻭﻱ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻤﺢ ﻓﻴـﻪ ﺒﺎﺴـﺘﻌﻤﺎل
ﺍﻟﺠﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﻴﺭﺍﻥ ﻭﺍﻻﺘﺼﺎل ﺍﻟﻼﺴﻠﻜﻲ .ﻭﻗﺩ ﺃﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺤـﻕ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﺠﻭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻠﻭ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ .ﻭﺃﻫﻡ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻴل ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﺼﺩﺩ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺭﺭ ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻠﻭ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ،ﻭﺘﻘﺎﺒﻠﻬﺎ
ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﻨﻔﻲ ﻫﺫﺍ ﻭﺘﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﻴﺄﺨﺫ ﺤﻜﻡ ﺃﻋﺎﻟﻲ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻻ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ
ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺜﺎﻟﺜﺔ ﺘﺫﻫﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﻴﺄﺨﺫ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻓﻼ ﺘﺘﻤﺘﻊ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﻤﻌﻴﻥ ﻤﻥ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ
ﻭﻤﺎ ﻴﻌﻠﻭ ﺫﻟﻙ ﻴﻌﺩ ﺤﺭﹰﺍ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺩﻭل .6
16
ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻌﺭﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺃﺴﺘﻘﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺒﺴﻴﺎﺩﺓ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻁﺒﻘﺎﺕ
ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻠﻭ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﺍﻟﺒﺭﻱ ﻭﺒﺤﺭﻫﺎ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ،1ﻭﻗﺩ ﺃﻗـﺭﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴـﺔ ﺒـﺎﺭﻴﺱ
ﻟﻠﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ 13ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1919ﻡ ،ﻤﺎ ﺃﺴـﺘﻘﺭ ﻋﻠﻴـﻪ ﺍﻟﻌـﺭﻑ
ﺍﻟﺩﻭﻟﻰ ﺤﻴﺙ ﻨﺼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 1ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ-:
" ﻟﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﻭﺍﻻﻨﻔﺭﺍﺩﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻠﻭ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ
ﺍﻟﺒﺭﻱ ،ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﺭﻱ ﻟﻠﻤﺴﺘﻌﻤﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﻌﻠـﻭ
ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺸﺎﻁﺌﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻻ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺭﺘﻔﺎﻉ ".
ﻭﺃﻜﺩﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺸﻴﻜﺎﻏﻭ ﺒﺸﺄﻥ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻁﻴـﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤـﺩﻨﻲ ﺍﻟـﺩﻭﻟﻲ
ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺩﺓ ﻓﻲ 7ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1944ﻡ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺤﻠﺕ ﻤﺤﻼﺇﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﺎﺭﻴﺱ ،ﺤﻴﺙ ﻨﺼﺕ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 1ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ-:
" ﺘﻌﺘﺭﻑ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﺓ ﺃﻥ ﻟﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ
ﺍﻟﺠﻭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻠﻭ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ".
ﻭﺘﻤﺸﻴﹰﺎ ﻤﻊ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﺤﺭﺹ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺘﺄﻜﻴﺩ
ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺠﻭﻱ ،ﺤﻴﺙ ﻨﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (2)5ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨـﺎﺌﻲ
ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺠﺯﺀﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﺠﻭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻠﻭ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﺍﻷﺭﻀﻴﺔ ﻟﻠﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﻬﺎ.
ﻭﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻬﺎﺌل ،ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺇﻁﻼﻕ ﺍﻟﺼﻭﺍﺭﻴﺦ ﻋﺎﺒﺭﺓ ﺍﻟﻘﺎﺭﺍﺕ
ﻭﺍﻷﻗﻤﺎﺭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﻔﻀﺎﺌﻴﺔ ،ﺃﺼﺩﺭﺕ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻸﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ،ﻓـﻲ
19ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1966ﻡ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ،ﺘﻜﻭﻥ ﺃﺴﺎﺴﹰﺎ ﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺘﻨﻅﻡ ﺍﺴﺘﻐﻼل
ﻭﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺩﻭل ﻟﻠﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻭ ،ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻤﺭ ﻭﺍﻟﻜﻭﺍﻜﺏ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻭﻗـﺩ
ﺃﺒﺭﻤﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﻓﻲ 27ﻴﻨﺎﻴﺭ ﺴﻨﺔ 1967ﻡ ،ﻭﻁﺒﻘﹰﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 2ﻤﻨﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺠﻭ
ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻜﻭﺍﻜﺏ ﻭﺃﺠﺭﺍﻡ ﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﺘﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﻓـﻼ ﺘﻜـﻭﻥ
ﻼ ﻟﻠﺘﻤﻠﻙ ﺒﺄﻱ ﻭﺴﻴﻠﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 8ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺨـﻀﻭﻉ ﻤﺭﺍﻜـﺏ
ﻤﺤ ﹰ
ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﻭﻤﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻁﻠﻘﺘﻬﺎ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺴﻭﺍﺀ ﻭﺠﺩﺕ ﻓﻲ
ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻜﻭﺍﻜﺏ .ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﻟﻡ ﺘﺤﺩﺩ
17
ﻤﺩﻯ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻤﺘﻰ ﻴﺒﺩﺃ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻷﻋﻠﻰ ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﻭﺠـﺩ ﺃﻱ
ﻋﺭﻑ ﺃﻭ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻴﺤﺩﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺩﻯ .1
ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺤﻜﻤﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ-:
ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻠﺤﻕ ﺤﻜﻤﹰﺎ ﺒﺈﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﻤﺩﻟﻭﻟﻪ ﺒﺎﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ
ﺃﻭﺭﺩﻨﺎﻩ ﺴﺎﺒﻘﺎﹰ ،ﻭﻴﺸﻤل ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤل ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤل
ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ،2ﻭﺍﺘﺴﺎﻗﹰﺎ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (2)5ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ،
ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ -:3
" ﻷﻏﺭﺍﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻤﺠﺎﻟﻪ ﺍﻟﺠـﻭﻱ ﻭﻤﻴﺎﻫـﻪ
ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻭﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻴﺔ ﺃﻴﻨﻤﺎ ﻭﺠﺩﺕ ".
ﻭﺘﻌﺩ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻭﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺒﺈﻁﻼﻕ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩﹰﺍ ﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤل ﺠﻨـﺴﻴﺘﻬﺎ،
ﻭﺫﻟﻙ ﻤﺘﻰ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻰ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻤﺘﻰ
ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﺠﻭﻱ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﺠﻭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻠـﻭ ﺍﻟﺒﺤـﺭ
ﺍﻟﻌﺎﻡ .ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺘﺨﻀﻊ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺘﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻭﺍﻟﻁـﺎﺌﺭﺍﺕ ﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤل ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺒﺈﻁﻼﻕ ﻭﺩﻭﻥ ﺃﺩﻨﻰ ﻗﻴﺩ ﻭﺒﺼﺭﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋـﻥ ﺠﻨـﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﻁﺎﻗﻡ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻁـﺎﺌﺭﺓ ﺃﻭ ﻤـﻥ ﺒـﻴﻥ
ﺭﻜﺎﺒﻬﺎ ،ﻭﻫﻭ ﺤل ﺘﻜﺎﺩ ﺘﻌﺘﺭﻑ ﺒﻪ ﻜل ﺍﻟﺩﻭل .4
ﻭﻟﻜﻥ ﺘﻨﺸﺄ ﺍﻟﺼﻌﻭﺒﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﻔﻥ ﻭﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ
ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﺠﻭﻱ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﺇﺫ ﻴﺜﻭﺭ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅل ﺤﻭل ﻤﺩﻯ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺤﻜﻤـﹰﺎ ﻤـﻥ
ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﺤﻴﺙ ﻴﺘﺼﻭﺭ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺒﻴﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺒﻊ ﻟﻬـﺎ
ﻭﻗﺎﻨﻭﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺴﻨﻔﺼﻠﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ-:
-1ﺍﻟﺴﻔــﻥ-:
18
ﺠﺭﻯ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﺸﺄﻥ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺠﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻰ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﻏﻴﺭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺒﻊ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ.
ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤــﺔ-:
ﻭﻫﻲ ﺘﺸﻤل ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﺤﺭﺒﻴﺔ ﻭﺴﻔﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﺨﺩﻤﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،1ﻭﺍﻟﺴﻔﻥ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻻ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺫﺍﺕ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺭ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻫـﻲ ﻋـﺩﻡ ﺠـﻭﺍﺯ
ﺇﺨﻀﺎﻋﻬﺎ ﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺩﻭﻟﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺒﻊ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻓﻼ ﻴﺤﻕ ﻷﻱ ﺩﻭﻟـﺔ ﻏﻴـﺭ
ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻤﺭﻓﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﻔﺘﻴﺸﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﺨﻀﺎﻋﻬﺎ ﻟﻘـﻀﺎﺌﻬﺎ،
ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻜﺎﻥ ﻭﺠﺩﺕ ﻓﻴﻪ ﻭﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ،ﺴﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻭﻗﺕ ﺍﻟـﺴﻠﻡ
ﻭﻭﻗﺕ ﺍﻟﺤﺭﺏ ،ﻭﻻ ﻴﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺃﻱ ﻗﻴﺩ ﺃﻭ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ .2
ﻭﻴﻌﻭﺩ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺒﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﻋﻠﻰ ﻅﻬﺭ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺇﻟـﻰ ﻗﺎﺌـﺩﻫﺎ
ﻭﺤﺩﻩ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﺇﻟﻰ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﺤـﺭﻱ ﺇﻥ
ﺇﻗﺘﻀﺕ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺫﻟﻙ ،ﻭﻴﻌﻭﺩ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻟﻪ ﻭﻟﺤﻜﻭﻤﺘﻪ .3
ﻭﺘﻤﺘﺩ ﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻜﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﻁﺎﻗﻤﻬﺎ ﻋﻨﺩ ﻭﺠﻭﺩﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﻅﻬﺭﻫـﺎ،
ﺃﻤﺎ ﻋﻨﺩ ﻨﺯﻭﻟﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺭ ﻓﺈﻥ ﻤﺎ ﺠﺭﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ،ﻫﻭ ﺘﻤﺘﻌﻬﻡ ﺒﺎﻟﺤـﺼﺎﻨﺔ
ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻨﺯﻭﻟﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺭ ﺒﺼﻔﺔ ﺭﺴﻤﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﺯﻴﻬﻡ ﺍﻟﺭﺴـﻤﻲ ﻷﺩﺍﺀ ﺨﺩﻤـﺔ ﻤﺘﻌﻠﻘـﺔ
ﺒﺎﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻨﺯﻭﻟﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺭ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﻏﻴﺭ ﺭﺴـﻤﻴﺔ ،ﻓـﺈﻨﻬﻡ ﻴﺨـﻀﻌﻭﻥ
ﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﻋﻨﺩ ﺍﺭﺘﻜﺎﺒﻬﻡ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ .4
ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ-:
/ 1د .ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺎﻓﻆ ﻏﺎﻧﻢ– اﻷﺻﻮل اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﻌﺎم– ص –282اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ – ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻧﻬﻀﺔ ﻣﺼﺮ -اﻟﻘﺎهﺮة – 1955م.
/ 2د .ﺳﺎﻣﻲ ﺟﻨﻴﻨﺔ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .327 ،321
/ 3د .ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺤﺎج ﺣﻤﻮد – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .98
/ 4ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺟﻊ – ص .99
19
ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﻤﻤﻠﻭﻜﺔ ﻷﻓﺭﺍﺩ ﺃﻭ ﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﻭﻤﺨﺼﺼﺔ ﻷﻏﺭﺍﺽ ﺘﺠﺎﺭﻴﺔ ﺃﻭ
ﻷﻏﺭﺍﺽ ﺨﺎﺼﺔ .1
ﻭﺘﺨﻀﻊ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻰ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻤﺭﻓﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ )ﺒﻤﺒﺩﺃ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ( ،ﻭﻻ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﺜﻼﺙ ﻭﻫﻲ :ﺇﺫﺍ ﺘﻌﺩﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟـﺴﻔﻴﻨﺔ،
ﻜﺄﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺍﺭﺘﻜﺒﺕ ﻤﻥ ﺃﻭ ﻀﺩ ﺸﺨﺹ ﺃﺠﻨﺒﻲ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﺃﻭ ﻜﺎﻥ ﻤـﻥ ﺸـﺄﻥ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﺎﻷﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ،ﺃﻭ ﻁﻠﺏ ﺭﺒﺎﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺃﻭ ﻗﻨﺼل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺘﺭﻓﻊ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﻤﻥ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﺤﺭﻱ ﺍﻟﺘﺩﺨل .ﻭﻗـﺩ ﻨـﺸﺄﺕ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﺜﻡ ﺠﺭﻯ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺏ ﺩﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻬﺎ ،ﻓﻴﻤﺎ ﻋـﺩﺍ
ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻨﺠﻠﻭﺴﻜﺴﻭﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻯ ﺨﻀﻭﻉ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ
ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ .2
ﻭﻗﺩ ﺃﻗﺭﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻰ ﻭﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﺴﻨﺔ 1958ﻡ ،ﻤﺎ ﺠﺭﻯ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﺭﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻓﻲ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻤﻥ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ
ﻤﺘﻥ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ ﺩﻭﻟـﺔ
ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻤﺭﻓﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻭﻋﺩﻡ ﺨﻀﻭﻉ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺩﻡ ﺫﻜﺭﻫﺎ ،ﻭﺃﻀﺎﻓﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺤﺎﻟـﺔ
ﺭﺍﺒﻌﺔ ﻭﻫﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺘﺩﺨل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟـﺴﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺒﺤـﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤـﻲ
ﻀﺭﻭﺭﻴﹰﺎ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻻﺘﺠﺎﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﺒﺎﻟﻤﺨﺩﺭﺍﺕ .3
ﻭﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺒﺤﺭﻯ ﻗﺒل ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺃﻴﺔ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺠﻨﺎﺌﻴـﺔ ﺒﺎﻟﻨـﺴﺒﺔ
ﻟﻠﺴﻔﻥ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ،ﺃﻥ ﺘﺨﻁﺭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻤﺭﻓـﻭﻉ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺇﺫﺍ ﻁﻠﺏ ﺭﺒﺎﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺫﻟﻙ ،ﻭﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺨﻁﺎﺭ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ
ﺍﻟﻌﺎﺠﻠﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ .4
/ 1د .ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺎﻓﻆ ﻏﺎﻧﻢ – ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﻌﺎم – ص – 455اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ – ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻧﻬﻀﺔ ﻣﺼﺮ -اﻟﻘﺎهﺮة – 1964م.
/ 2د .ﻣﺤﻤﻮد ﻧﺠﻴﺐ ﺣﺴﻨﻲ – ﺷﺮح ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت -اﻟﻘﺴﻢ اﻟﻌﺎم – ص – 126دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ -اﻟﻘﺎهﺮة – 1982م .د .ﺳﺎﻣﻲ
ﺟﻨﻴﻨﺔ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .323 ،322
/ 3اﻟﻤﺎدة (1)19ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺒﺤﺮ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ واﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﺴﻨﺔ 1958م .وهﻲ ﺗﻄﺎﺑﻖ اﻟﻤﺎدة 27ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﻘﺎﻧﻮن
اﻟﺒﺤﺎرﻟﺴﻨﺔ 1982م.
/ 4اﻟﻤﺎدة (3)19ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺒﺤﺮ اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ واﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﺠﺎورة ﻟﺴﻨﺔ 1958م.
20
ﻭﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻴﺔ ﺠﺯﺀ ﻻ ﻴﺘﺠـﺯﺃ ﻤـﻥ ﺍﻹﻗﻠـﻴﻡ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ،1ﻨﺠﺩﻩ ﻗﺩ ﺃﺨﺫ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻤﺭﻓﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻓـﺈﻥ
ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻤﺘﻨﻬﺎ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻜﺎﻥ ﻭﺠـﺩﺕ ﻓﻴـﻪ
ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ،ﺃﻱ ﺴﻭﺍﺀ ﻭﺠﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺃﻋﺎﻟﻲ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﺃﻭ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﺨﺭﻯ.
-2ﺍﻟﻁﺎﺌـﺭﺍﺕ-:
ﻭﻴﻔﺭﻕ ﺒﺸﺄﻨﻬﺎ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ:
ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ-:
ﻭﻫﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺘﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻤﺭﻜﻴﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﺒﻭﻟﻴﺴﻴﺔ .2
ﻭﺘﺨﻀﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺒﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺃﻴـﹰﺎ ﻜـﺎﻥ
ﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺓ ،ﻭﻻ ﻴﺤﻕ ﻟﺴﻁﺎﺕ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺯﻴﺎﺭﺘﻬـﺎ ﺃﻭ ﺘﻔﺘﻴـﺸﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴـﺎﻡ
ﻨﺤﻭﻫﺎ ﺒﺄﻱ ﻋﻤل ﻤﻥ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺤﻜﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﺴﻔﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻤﺎﺩﺍﻡ
ﺃﻥ ﻤﺭﻭﺭﻫﺎ ﻓﻭﻕ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﻨﺯﻭﻟﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﻜﺎﻥ ﺒﺘﺼﺭﻴﺢ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻜـﺎﻥ
ﻨﺯﻭﻟﻬﺎ ﺒﺩﻭﻥ ﺘﺼﺭﻴﺢ ﺃﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺩ ﺃﺭﻏﻤﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺯﻭل ﻟﺘﺤﻠﻴﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﺠﻭﻱ
ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺒﻐﻴﺭ ﺇﺫﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ .3
ﻭﺘﻤﺘﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﻜﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﻁﺎﻗﻡ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺓ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﻘﻊ ﻤـﻨﻬﻡ
ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺓ ،ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺒﺴﺒﺏ ﻗﻴﺎﻤﻬﻡ ﺒﻌﻤﻠﻬﻡ ﺍﻟﺭﺴﻤﻲ .4
ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ-:
ﺘﺒﺎﻴﻨﺕ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺒﺸﺄﻥ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠـﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺘﺭﺘﻜﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﺘﻥ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺘﺤﻠﻴﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨـﺭﻯ،
ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺘﻌﻁﻲ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤل ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺓ ﺠﻨـﺴﻴﺘﻬﺎ
/ 1اﻟﻤﺎدة (1)5ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1991م.
/ 2ورد هﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة )3ب( ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺷﻴﻜﺎﻏﻮ ﺑﺸﺄن اﻟﻄﻴﺮان اﻟﻤﺪﻧﻲ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1944م.
/ 3د .ﻋﻠﻲ ﺻﺎدق أﺑﻮهﻴﻒ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .447
/ 4د .آﻤﺎل أﻧﻮر ﻣﺤﻤﺪ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .112
21
ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ )ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺓ( .1ﺇﻻ ﺃﻥ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺘـﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺘﺨـﻭل ﻟﻨﻔـﺴﻬﺎ
ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﹰﺎ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﹰﺎ ﺒﻨﻅﺭ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺘﻥ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ
ﺘﺤﻠﻴﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﺎﺏ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺓ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﻤﻌﻴﻨﺔ
ﺍﻟﺤﺼﺭ .2 ﺘﺤﺩﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل
ﻭﻋﻨﺩ ﺇﻨﻌﻘﺎﺩ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻁﻭﻜﻴﻭ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻭﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﺔ
ﻋﻠﻰ ﻤﺘﻥ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﻓﻲ 14ﺴﺒﺘﻤﺒﺭ ﺴﻨﺔ 1963ﻡ ،ﻨﺼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (1)3ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ
1
ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺩﻭﻟﺔ ﺘﺴﺠﻴل ﺃﻥ ﻜل ﻤﺎ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻤﺘﻥ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺓ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻁﻴﺭﺍﻨﻬﺎ
ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺓ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﻏﻴﺭ ﺤﺎﻟﺔ ﻁﻴﺭﺍﻥ ﺃﻱ ﻫﺎﺒﻁﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻤﻠﺔ
ﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ،ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻁﺎﺭ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺎ ﻴﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺌﻡ ،ﻜﻤـﺎ ﻻ
ﻴﺠﻭﺯ ﻁﺒﻘﹰﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 4ﻤﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻁﻭﻜﻴﻭ ﻟﺴﻨﺔ 1963ﻡ ،ﻟﺩﻭﻟﺔ ﻏﻴﺭ ﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻟﺘـﺴﺠﻴل
ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﺭﺘﻜﺒﺕ ﻋﻠﻰ ﻤـﺘﻥ ﺍﻟﻁـﺎﺌﺭﺓ ﺃﺜﻨـﺎﺀ
ﻁﻴﺭﺍﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻵﺘﻴﺔ-:
-1ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻟﻠﺠﺭﻴﻤﺔ ﺃﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ.
-2ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺘﻜﺒﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﺃﻭ ﻀﺩ ﺃﺤﺩ ﺭﻋﺎﻴﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻥ
ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﺍﺌﻤﺔ ﺒﻬﺎ.
-3ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻌﻜـﺭ ﺼـﻔﻭ
ﺍﻷﻤﻥ ﺒﻬﺎ.
-4ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼـﺔ
ﺒﻬﺎ.
-5ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﻴﻘﺘﻀﻴﻪ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺩﻭﻟﻲ ،ﺍﻟﺘﺯﻤﺕ ﺒـﻪ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ
ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ.
ﻭﻗﺩ ﺃﻋﻁﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ،ﻓﻴﻤـﺎ ﻴﺘﻌﻠـﻕ
ﺒﺎﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻤﺘﻥ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻜﺎﻥ ﻭﺠﺩﺕ ﻓﻴﻪ ،ﺇﺫ ﻨـﺹ
22
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (2)5ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻰ ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻷﻏﺭﺍﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻴﺔ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﻤﻥ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺃﻴﻨﻤﺎ ﻭﺠﺩﺕ.
/ 1وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻄﺎﺋﺮة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻃﻴﺮان وﻓﻘًﺎ ﻟﻨﺺ اﻟﻤﺎدة (3)1ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻃﻮآﻴﻮ ﻟﺴﻨﺔ 1963م ،ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺔ إﻃﻼق ﻗﻮﺗﻬﺎ اﻟﻤﺤﺮآﺔ ﺑﻐﺮض
اﻹﻗﻼع ﺣﺘﻰ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻜﺘﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻬﺒﻮط.
23
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻣﻜﺎﻥ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﳉﺮﳝﺔ
ﻴﻘﻭﻡ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤـﻲ
ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ،ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻭﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺩﺍﺨل ﺤﺩﻭﺩﻫﺎ
ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ .ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻴﻁﺒﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻤﺭﺘﻜـﺏ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺃﻭ ﻤﻜﺎﻥ ﻭﺠﻭﺩﻩ ﻭﻗﺕ ﺍﺭﺘﻜﺎﺒﻬﺎ.
ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﻤﻜﺎﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻓﻴﻪ ﺭﻜﻨﻬـﺎ ﺍﻟﻤـﺎﺩﻯ ﺃﻭ
ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﻜﻥ .ﻭﺇﺫﺍ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺭﻜﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺒﺠﻤﻴﻊ ﻋﻨﺎﺼﺭﻩ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻌـل
ﻭﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻭﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﻤﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺒﻐﻴـﺭ ﺸـﻙ
ﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺘﺤﻘﻕ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺃﺤﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺘﺤﻘﻘﺕ ﺒﻘﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺃﻭ ﺃﻗﺎﻟﻴﻡ ﺩﻭل ﺃﺨﺭﻯ ،ﻜﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻲ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﻤﻌـﻴﻥ
ﻭﺤﺩﻭﺙ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺨﺎﺭﺝ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ،ﻓﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﺩ ﺒﻪ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﻟﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ؟.
ﻻ ﺘﻀﻊ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﻨﺼﹰﺎ ﻴﺤﺩﺩ ﻤﻜﺎﻥ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺘﺘﺭﻙ ﺫﻟﻙ
ﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ،ﻭﻗﺩ ﻨﺸﺄﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﺩﺓ ﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻭﻫﻲ -:1
-1ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻲ-:
ﻴﺫﻫﺏ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﻫـﻭ ﺍﻟﻤﻜـﺎﻥ
ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻲ ﻻ ﻤﻜﺎﻥ ﺤﺩﻭﺙ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ،ﻷﻥ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﻤﻜﺎﻥ
ﺤﺩﻭﺙ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺴﻭﻑ ﻴﻀﻊ ﻋﻘﺒﺎﺕ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﺠـﺎﻨﻲ ﻻ
ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺤﺩﺙ ﻓﻴﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺴﻭﻑ ﺘﺘﻐﻴـﺭ
ﺒﺴﺒﺏ ﻻ ﺩﺨل ﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﻓﻴﻪ.
/ 1ﻓﻲ هﺬا اﻟﺼﺪد أﻧﻈﺮ د .ﻣﺤﻤﺪ آﺎﻣﻞ ﻣﺮﺳﻲ ود .اﻟﺴﻌﻴﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ – ﺷﺮح ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﻤﺼﺮي اﻟﺠﺪﻳﺪ – اﻟﺠﺰء اﻷول – ص
– 146 ،145اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ – ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻣﺼﺮ -اﻟﻘﺎهﺮة 1365هـ1946 -م .د .آﻤﺎل أﻧﻮر ﻣﺤﻤﺪ– ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ– ص 90وﻣﺎ ﺑﻌﺪهﺎ.
24
ﻭﻗﺩ ﻭﺍﺠﻬﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻨﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ،ﻷﻨﻬـﺎ ﺘﺘﻨﺎﺴـﻰ ﻤﻜـﺎﻥ
ﺤﺼﻭل ﺍﻟﻀﺭﺭ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻗﻌﺕ ﻓﻴﻪ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻲ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ
ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺼﺩ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﺇﺤﺩﺍﺜﻬﺎ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺜﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤـﺸﺎﻋﺭ ﺘـﺄﺜﻴﺭﹰﺍ ﻴـﺴﺘﻭﺠﺏ
ﺍﻟﺭﺩﻉ ،ﺃﻤﺎ ﻤﻜﺎﻥ ﺤﺼﻭل ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﻓﻠﻡ ﻴﻜﻥ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺤﺩﺜﺕ ﻓﻴـﻪ ﻤـﺴﺒﺒﺎﺕ
ﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺤﺩﺜﺕ ﻓﻴﻪ ﻨﺘﻴﺠﺘﻬﺎ
ﺍﻟﻀﺭﺭ .ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺃﻨﻬﺎ ﻭﻗﻌﺕ ﻓﻌ ﹰ
ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ .ﻭﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﺈﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﺤﺼﻭل ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺼﺩ
ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﺃﻥ ﻴﺤﺩﺙ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻟﻠﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻪ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﺤـﺘﺞ ﺒﺠﻬﻠـﻪ
ﺒﻘﺎﻨﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ.
-2ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠـﺔ-:
ﻭﻫﻲ ﺘﻨﺎﺩﻱ ﺒﻔﻜﺭﺓ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻲ ﺒﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺤﺩﺜﺕ ﻓﻴﻪ ﻨﺘﻴﺠﺔ
ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻲ .ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻭﺍﺠﻬﺕ ﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﻨﻘﺩ ﺸـﺩﻴﺩﺓ،
ﻓﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﻟﻸﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﻨﻘﺩ ﺁﺨﺭ ﻭﻫـﻭ ﺃﻥ
ﻤﺴﺎﻴﺭﺓ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻋﺩﻡ ﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﺌﺒﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺎل
ﻓﻲ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺸﺭﻭﻉ.
-3ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁﺔ-:
ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﺭﺍﺠﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩ ﺍﻵﻥ ،ﻫﻭ ﺃﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ،
ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﻓﻴﻪ ﺒﺎﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻲ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺤﺩﺜﺕ
ﻓﻴﻪ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺘﺄﺨﺫ ﺒﺎﻟﻤﻌﻴﺎﺭﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ﻤﻌﹰﺎ.
ﻭﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﻌﺩ ﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻭﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ،
ﻭﻜل ﻤﻜﺎﻥ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﻓﻴﻪ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻟﻠﻔﻌل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻜﻭﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﻠﻘﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺘﺼل ﻤﺎﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻭﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ .1
25
ﻓﻲ ﺘﺄﻴﻴﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻭﻨﻘﺩ ﺍﻷﺭﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ 1
ﻭﺫﻜﺭ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﻨﺠﻴﺏ ﺤﺴﻨﻲ
ﺘﺤﺩﺩ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﻤﻜﺎﻥ ﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻲ ﻭﺤﺩﻩ ﺃﻭ ﻤﻜﺎﻥ ﺘﺤﻘـﻕ
ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻭﺤﺩﻫﺎ ) ﺃﻨﻪ ﻻ ﻤﺒﺭﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﺘﺭﺠﻴﺢ ﺃﺤﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﻋﻠـﻰ
ﺴﻭﺍﻩ ،ﻓﺎﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻗﺩ ﺃﺨﻠﺕ ﺒﺎﻷﻤﻥ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻜﺎﻥ ﺘﺤﻘﻕ ﻓﻴﻪ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺭﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤـﺎﺩﻱ،
ﻭﻫﻲ ﺒﺫﻟﻙ ﻤﺴﺎﺱ ﺒﺴﻴﺎﺩﺓ ﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺴﻠﻁﺎﻥ .ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌـﺩﺩ
ﻓﻲ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺩ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻀﺭﻭﺭﻱ ﻟﺘﻔﺎﺩﻱ ﻓﺭﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ
ﺇﺫﺍ ﻗﻠﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻻ ﺘﻌﺩ ﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺘﺤﻘﻕ ﻓﻴﻪ ﺭﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺒﺄﻜﻤﻠﻪ.
ﺃﻭ ﻗﻠﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﻌﺩ ﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﻓﻲ ﺃﺤﺩ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﺯﺍﺀ ﺭﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﻟﻡ
ﺘﻜﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺼﺎﺤﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺫﺍﺕ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ ﺘﻭﻗﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ .ﻭﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﺘﻌﺩﺩ ﻏﻴﺭ ﺫﻱ ﻀﺭﺭ ﻷﻥ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺘﻘﺭﺭ ﻋﺩﻡ ﺠﻭﺍﺯ ﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺸﺨﺹ ﻤﻥ
ﺃﺠل ﻓﻌل ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻗﺩ ﻭﻗﻌﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﻔﻌل ﻨﻔﺴﻪ (.
ﻜﺫﻟﻙ ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺠﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﻭﻅﻬﺭ
ﻓﻴﻪ ﻗﺼﺩﻩ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﺇﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻭﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻜﻤﺎ ﻭﻴـﺴﻬل ﻓﻴـﻪ ﺍﻟﻘﻴـﺎﻡ
ﺒﺈﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ ﻤﻤـﺎ
ﻻ ﺒﻨﻅﺎﻡ ﻭﺃﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻓﻜﻼ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻴﻥ ﺘﻭﻓﺭﺕ ﻓﻴﻪ ﻤﺒﺭﺭﺍﺕ ﺘﻭﻟﻲ ﻤﺤﺎﻜﻤﺔ
ﺃﺤﺩﺙ ﺇﺨﻼ ﹰ
ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ.
ﻋﻠﻰ ﺇﻨﻪ ﺭﻏﻡ ﺇﻨﺘﺸﺎﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻤﻥ
ﺃﻨﺼﺎﺭﻫﺎ ﻭﺠﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﻭ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﻭﺍﺴﻊ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩﻩ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﻫﻨـﺎﻙ
ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺘﺤﺩﺙ ﻭﻗﺎﺌﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﻓﻲ ﺃﺯﻤﻨﺔ ﻭﺃﻤﻜﻨﺔ ﻤﺘﻔﺭﻗﺔ ،ﻭﻟﻬﺫﺍ ﺫﻫﺒﻭﺍ ﺇﻟـﻰ ﺘﺤﺩﻴـﺩ
ﻤﻜﺎﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺤﺩﺙ ﻓﻴﻪ ﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ،ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻗﻌﺕ
ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﻭﻨﺔ ﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ،ﻭﺃﻁﻠﻘﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﺴﻡ )ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸـﺭ(
ﻭﻗﺼﺩﻭﺍ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺇﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻷﻤﻜﻨﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﻴﻨﺘﻘل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﻨـﻲ ﻋﻠﻴـﻪ
ﻭﺘﺤﺩﺙ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺼﺩﻫﺎ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ .2
26
ﻭﻗﺩ ﺃﺨﺫ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁﺔ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﻜـﺎﻥ ﺍﺭﺘﻜـﺎﺏ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﺤﻴﺙ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (1)5ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ -:1
" ﺘﺴﺭﻱ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﺭﺘﻜﺒﺕ ﻜﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﺒﻌـﻀﻬﺎ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ".
ﻭﻁﺒﻘﹰﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟـﺴﻭﺩﺍﻥ ،ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻌـﺕ
ﺒﻜﺎﻤل ﺭﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ،ﺃﻭ ﺘﺤﻘﻕ ﺃﺤﺩ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺭﻜﻥ ﺍﻟﻤـﺎﺩﻱ ﻓﺤـﺴﺏ
ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ،ﻜﺄﻥ ﻴﺤﺩﺙ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺘﺤﺩﺙ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻓﻲ
ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﺱ ،ﺃﻭ ﻴﺤﺩﺙ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺠﺭﺍﻤـﻲ ﻭﺍﻟﻨﺘﻴﺠـﺔ ﻜﻼﻫﻤـﺎ ﺨـﺎﺭﺝ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ،ﻟﻜﻥ ﺼﻠﺔ ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﺘﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ،ﺒل ﻴﻜﻔﻲ ﺤﺩﻭﺙ ﺠﺯﺀ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻲ ﺃﻭ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺤﺘﻰ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ.
ﻓﺎﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺍﻜﺘﻔﻰ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟـﺴﻭﺩﺍﻥ
ﺤﺘﻰ ﺘﺨﻀﻊ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﺄﻜﻤﻠﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﻤﻭﺠـﻭﺩﹰﺍ
ﻼ ﺃﺼﻠﻴﹰﺎ ﻟﻠﺠﺭﻴﻤﺔ ﺃﻭ ﺸﺭﻴﻜﹰﺎ ﻓﻴﻬـﺎ .ﻭﻟـﻡ
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺃﻭ ﻜﺎﻥ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ،ﻓﺎﻋ ﹰ
ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺎ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻤﻌﺎﻗﺒﹰﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻁﺒﻘﹰﺎ ﻷﺤﻜـﺎﻡ ﻗـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺒل ﻴﻜﻔﻲ ﺍﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻴﺸﻜل ﺠﺭﻴﻤـﺔ ﺃﻭ
ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻁﺒﻘﹰﺎ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ.
ﻭﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺘﺨﺭﺝ ﻤـﻥ ﻨﻁـﺎﻕ ﺍﺨﺘـﺼﺎﺼﻬﺎ ﺃﻓﻌـﺎل
ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻌﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ،2ﺇﻻ ﺃﻨﻨﺎ ﻨﺠـﺩ ﺃﻥ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻜﻤﺎ ﻴﺴﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻌﺎل ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﺨـﺎﺭﺝ ﺍﻟـﺴﻭﺩﺍﻥ ﺇﺫﺍ
ﺍﺭﺘﻜﺒﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ،ﻴﺴﺭﻱ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻌﺎل ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒـﺔ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﻟﻭ ﻭﻗﻌﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ )1-6ﺏ(
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺀ ﺒﻬﺎ-:
" ﺘﺴﺭﻱ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺸﺨﺹ ﻴﺭﺘﻜﺏ-:
27
ﻼ ﻤﺸﺘﺭﻜﹰﺎ ﻓﻲ ﻓﻌل ﻴﺭﺘﻜﺏ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻴﻌﺩ ﺠﺭﻴﻤـﺔ
ﺏ -ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻓﻌ ﹰ
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ".
ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺃﺸﺘﺭﻁ ﻟﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻋﻠـﻰ ﺃﻓﻌـﺎل
ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ،ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻴـﺸﻜل ﺠﺭﻴﻤـﺔ
ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻭﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺘﻭﺴﻌﹰﺎ ﻤﺤﻤﻭﺩﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ
ﻤﻜﺎﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻜﺸﺭﻁ ﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ،ﻴﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﻀﺭﻭﺭﺍﺕ ﻤﻜﺎﻓﺤـﺔ
ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻐﻠﺏ ﺃﻥ ﺘﺘﻭﺯﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ
ﺩﻭﻟﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺘﺴﻕ ﻤﻊ ﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺃﻓﻌﺎل ﺍﻹﺸﺘﺭﺍﻙ ﻜﺎﻹﺘﻔـﺎﻕ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻭﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺽ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻭﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺒﺫﺍﺘﻬﺎ.
ﻭﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﻻ ﻴﻜﺘﻤل ﻭﺼﻔﻬﺎ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻨﻲ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻭﻗـﻊ ﺍﻟـﺴﻠﻭﻙ
ﺍﻟﻤﻜﻭﻥ ﻟﻬﺎ ﻤﺭﺘﻴﻥ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﻜﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻹﻋﺘﻴﺎﺩ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻭﻗﻌﺕ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺃﻜﺜﺭ ﻤـﻥ ﺩﻭﻟـﺔ
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺇﺨﺘﻠﻑ ﺒﺸﺄﻨﻬﺎ ،ﻓﺫﻫﺏ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺘﻭﻓﺭ ﺍﻹﻋﺘﻴﺎﺩ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ
ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻨﻭﻨﻬﺎ ﻻ ﻴﻨﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﻭﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻹﻜﺘﻔﺎﺀ ﺒﺘﻭﻓﺭ ﻓﻌل ﻭﺍﺤﺩ ﻤـﻥ
ﺃﻓﻌﺎل ﺍﻹﻋﺘﻴﺎﺩ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺤﺘﻰ ﻴﻘﺎل ﺒﺈﻨﻁﺒﺎﻕ ﻗﺎﻨﻭﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﻭﺫﻫﺏ
ﺭﺃﻱ ﺁﺨﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺈﻨﻁﺒﺎﻕ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﺃﻓﻌـﺎل
ﺍﻹﻋﺘﻴﺎﺩ ﺒﺤﺠﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﻘﻊ ﺒﻬﺎ ﻤﻨﻅﻭﺭﹰﺍ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﺴﺒﻘﻪ ﻤﻥ ﺃﻓﻌﺎل .1ﻭﺘﻁﺒﻴﻘﹰﺎ ﻟﻤـﺎ
ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (1)5ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻜﻔﻲ ﻭﻗﻭﻉ ﻓﻌل ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﺃﻓﻌـﺎل
ﺍﻹﻋﺘﻴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻟﻴﻨﻁﺒﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ.
ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺘﻨﻔﻴـﺫ ﺍﻟـﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻤﻜـﻭﻥ
ﻟﺭﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻓﺘﺭﺓ ﺯﻤﻨﻴﺔ ﻗﺩ ﺘﻁﻭل ﺃﻭ ﺘﻘﺼﺭ ،2ﻴﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺤﺎﻟـﺔ
ﺍﻹﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ،ﺤﺘﻰ ﻴﺴﺭﻱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﺄﻜﻤﻠﻬﺎ.
28
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﱐ
ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﳌﺒﺪﺃ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ
29
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﳌﺒﺪﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ
ﻴﻘﻀﻲ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺸﻘﻪ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﺒﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺩﺍﺨل
ﺤﺩﻭﺩ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺤﺩﻩ ،ﻭﻻ ﺴﻠﻁﺎﻥ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺩﻭﻟـﺔ
ﺃﺨﺭﻯ .ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻭﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺼل ﺘﻤﺩ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﺩﻭل ﻨﻁﺎﻕ ﻗﺎﻨﻭﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨـﺎﺌﻲ
ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﺨﺎﺭﺝ ﺤﺩﻭﺩ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺇﻤﺎ ﻟﻤـﺴﺎﺱ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺒﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﻋﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ،ﺃﻭ ﻻﻨﺘﻤﺎﺀ
ﻤﺭﺘﻜﺒﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺇﻟﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻌـﺭﻑ ﺒﻤﺒـﺩﺃ ﺸﺨـﺼﻴﺔ ﺍﻟـﻨﺹ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﻴﻭﺩ ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﻤﺭﺍﻋﺎﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺸـﺌﺔ
ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ.
ﺘﺒﻌﹰﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﺴﻴﺘﻡ ﺘﻘﺴﻴﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ-:
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﻤﺒﺩﺃ ﻋﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﺒﺩﺃ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﻗﻴﻭﺩ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ.
30
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ
ﻣﺒﺪﺃ ﻋﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ
ﻴﻌﻨﻲ ﻤﺒﺩﺃ ﻋﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻋﻠـﻰ ﻜـل
ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﻤﺱ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ،ﺃﻴﹰﺎ ﻜـﺎﻥ ﻤﻜـﺎﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺒﻬـﺎ ﻭﺠﻨـﺴﻴﺔ ﻤـﻥ
ﺍﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ،ﻭﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﻌﺎﻗﺒﹰﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﻓﻴﻬﺎ .ﻭﺫﻟﻙ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ -ﺨﻼﻓﹰﺎ ﻟﻤﺎ ﻴﻘـﺭﺭﻩ
ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ -ﻴﻤﺘﺩ ﻟﻴﺸﻤل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻭﻟﻭ ﻭﻗﻌﺕ ﺨﺎﺭﺝ ﻨﻁﺎﻗﻬﺎ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤـﻲ ﻭﺩﻭﻥ
ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﺭﺘﻜﺒﻬﺎ .ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻀﺎﺒﻁ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺴـﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟـﻨﺹ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻬﺩﺭﻫﺎ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺩﻭﻥ ﺇﺴﺘﻠﺯﺍﻡ ﺃﻱ ﺸﺭﻁ ﺁﺨﺭ ﻴﺘﻌﻠـﻕ
ﺒﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﺃﻭ ﺒﺸﺨﺹ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ .1
ﻤﺒﺭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ-:
ﻴﺴﺘﻨﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﻀﺩ ﻜﺎﻓـﺔ ﺼـﻭﺭ
ﺍﻹﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻭﻟﻭ ﻭﻗﻌﺕ ﺨﺎﺭﺝ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ،2ﺇﺫ ﺃﻥ ﻫﻨـﺎﻙ
ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻭﻗﻭﻋﻬﺎ ﺨﺎﺭﺝ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺸـﺄﻨﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﻜﻴﺎﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺘﻬﺩﻴﺩ ﺃﻤﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻹﺨﻼل ﺒﺴﻤﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴـﺔ ،ﻭﻤـﻥ ﺜـﻡ
ﻴﺼﺒﺢ ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺨﺹ ﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،3ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺃﻨـﻪ
ﻗﻠﻤﺎ ﺘﺠﺩ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺇﻫﺘﻤﺎﻤﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ .4
ﻭﻟﻜﻥ ﺭﻏﻡ ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻴﻠﺕ ﻓﻲ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻭﺭﻏﻡ ﺃﻨﻪ ﻤﻌﺘﺭﻑ ﺒﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﻅﻤﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ،ﻓﻘﺩ ﺘﻡ ﺍﻹﻋﺘﺭﺍﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺎﻗﺸﺘﻪ ﻭﺃﻫﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻹﻨﺘﻘﺎﺩﺍﺕ -:5
/ 1د .ﻣﺤﻤﻮد ﻧﺠﻴﺐ ﺣﺴﻨﻲ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص ،133د .ﻣﺄﻣﻮن ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻼﻣﺔ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .75
/ 2د .أﺣﻤﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﺳﺮور – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ -ص .121
/ 3د .ﻋﻠﻲ أﺣﻤﺪ راﺷﺪ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .87
/ 4د .ﻣﺤﻤﻮد ﻣﺤﻤﻮد ﻣﺼﻄﻔﻰ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .120
/ 5د .آﻤﺎل أﻧﻮر ﻣﺤﻤﺪ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .231 ،230
31
-1ﺇﻥ ﻓﻜﺭﺓ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻫﻲ ﻓﻜﺭﺓ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻟﻴﺱ ﻟﻬﺎ
ﺤﺩﻭﺩ ،ﺇﺫ ﻻ ﺘﻭﺠﺩ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻻ ﺘﺴﺒﺏ ﻀﺭﺭﹰﺍ ﻷﻴﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟـﻙ ﺴـﻴﻜﻭﻥ
ﻼ ﻜل ﺒﻘﺎﻉ ﺍﻷﺭﺽ.
ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺸﺎﻤ ﹰ
-2ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻗﻴل ﺇﻨﻪ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺤﺩ ﻤﻥ ﺨﻁﻭﺭﺓ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺒﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻷﻓﻌـﺎل ﺍﻟﺘـﻲ
ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺤﺼﺭ ،ﻓﻬل ﻴﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﻓـﻲ ﺍﻟﺨـﺎﺭﺝ ﺃﻭ
ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺤﺩﺙ ﻀﺭﺭ ﻓﻌﻠﻲ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﻴﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻨﺄﺨﺫ ﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ؟.
-3ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺘﺭﻜﻨﺎ ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺴﻠﻁﺔ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﻓـﺈﻥ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ ﻟﻥ ﻴﺨﻠﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺤﻜﻡ ﻭﻋﺩﻡ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺘﻘﺩﻴﺭﹰﺍ ﺼﺤﻴﺤﺎﹰ ،ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻴﺭﻤـﺯ
ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻨﺎﻨﻴﺔ ﻭﻴﻔﺘﻘﺭ ﺇﻟﻰ ﻀﺎﺒﻁ.
-4ﻭﺃﺨﻴﺭﹰﺍ ﻜﻴﻑ ﻴﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻋﻥ ﻓﻌل ﻏﻴﺭ ﻤﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻤﺤل
ﺍﺭﺘﻜﺎﺒﻪ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺠﺭﻴﻤﺔ.
ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻹﻋﺘﺭﺍﻀﺎﺕ ﻟﻡ ﺘﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻴل ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ،ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﻤـﺎ ﻤـﻥ
ﺸﻙ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺨﻁﻴﺭﺓ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻀﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻀـﺩ ﻤـﺼﺎﻟﺤﻬﺎ
ﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ ،ﻭﻻ ﺸﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﻓﻲ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺘﻀﻊ ﺤﺩﻭﺩﹰﺍ ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟـﻭﻁﻨﻲ ﻻ
ﻴﺘﺨﻁﺎﻫﺎ ﺇﻤﺎ ﺒﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺤﺼﺭ ﻭﺇﻤﺎ ﺒﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤـﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘـﺩﻯ
ﻋﻠﻴﻬﺎ .1
ﻭﻗﺩ ﺤﺩﺩ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﻀﻊ -ﻭﻓﻘـﹰﺎ ﻟﻤﺒـﺩﺃ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴـﺔ-
ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ )1-6ﺃ( ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨـﺎﺌﻲ ﻟـﺴﻨﺔ 1991ﻡ،
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺘﻲ -:2
" ﺘﺴﺭﻱ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺸﺨﺹ ﻴﺭﺘﻜﺏ-:
ﻼ ﺃﺼﻠﻴﹰﺎ ﺃﻭ ﺸﺭﻴﻜﹰﺎ ﻓـﻲ ﺠﺭﻴﻤـﺔ ﻤـﻥ
ﻼ ﻴﺠﻌﻠﻪ ﻓﺎﻋ ﹰ
ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻓﻌ ﹰ ﺃ-
ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ-:
ﻻ :ﺍﻟﻤﻭﺠﻬﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ.
ﺃﻭ ﹰ
ﺜﺎﻨﻴﹰﺎ :ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻅﺎﻤﻴﺔ.
32
ﺜﺎﻟﺜﹰﺎ :ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺘﺯﻴﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺃﻭ ﺒﺘﺯﻴﻴﻑ ﻁﻭﺍﺒﻊ ﺍﻹﻴﺭﺍﺩﺍﺕ ﺇﺫﺍ ﻭﺠـﺩ
ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ".
ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺘﻤﺩ ﻓﻲ ﻭﻻﻴﺔ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻟﺘـﺴﺭﻱ ﺨـﺎﺭﺝ
ﻨﻁﺎﻕ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺸﺨﺹ ﻴﺭﺘﻜﺏ ﺃﻭ ﻴﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺫﻜـﺭﺕ
ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺤﺼﺭ ﻭﻫﻲ-:
-1ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﻭﺠﻬﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ -:ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻨﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨـﺎﻤﺱ
ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ )ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ (57 – 50ﻭﺘﺸﻤل ﺠﺭﺍﺌﻡ :ﺘﻘﻭﻴﺽ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
،(50ﺇﺜﺎﺭﺓ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻀﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،(51ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺩﻭﻟﺔ ﻤﻌﺎﺩﻴﺔ )ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ ،(52
ﺍﻟﺘﺠﺴﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،(53ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺒﻬﺭﺏ ﺃﺴﺭﻯ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻭﻤﺴﺎﻋﺩﺘﻬﻡ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
،(54ﺇﻓﺸﺎﺀ ﻭﺇﺴﺘﻼﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺩﺍﺕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،(55ﺇﻓﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،(56ﺩﺨﻭل ﻭﺘﺼﻭﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ .(57
-2ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻅﺎﻤﻴﺔ -:ﻭﻗﺩ ﺘﻡ ﺍﻟﻨﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟـﺴﺎﺩﺱ
ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ )ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ (62 -58ﻭﺘﺸﻤل ﺠﺭﺍﺌﻡ :ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤـﺭﺩ )ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ
،(58ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻭﺇﻴﻭﺍﺀ ﺍﻟﻬـﺎﺭﺏ )ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ ،(59
ﺇﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺯﻱ ﻭﺍﻟﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻓﻴﻬﺎ )ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ ،(60ﺍﻟﺘـﺩﺭﻴﺏ ﻏﻴـﺭ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،(61ﺇﺜﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺒﺎﻟﺘﺫﻤﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻅﺎﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺽ ﻋﻠﻰ
ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﻤﺎ ﻴﺨل ﺒﺎﻟﻨﻅﺎﻡ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ .(62
-3ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﺯﻴﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ -:ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒـﺎﺏ ﺍﻟﺜـﺎﻨﻲ
ﻋﺸﺭ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (117ﻭﻫﻲ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺼﻨﺎﻋﺔ ﻋﻤﻠﺔ ﻤﻌﺩﻨﻴـﺔ ﺃﻭ ﻭﺭﻗﻴـﺔ
ﻤﺘﺩﺍﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺩﻭﻥ ﺇﺫﻥ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺃﻭ ﺘﺯﻴﻴﻔﻬـﺎ ﺒﻘـﺼﺩ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺒﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺈﺩﺨﺎل ﻋﻤﻠﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺯﻴﻔﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺃﻭ ﺇﺨﺭﺍﺠﻬﺎ ﻤﻨﻪ ﺃﻭ
ﻁﺭﺤﻬﺎ ﻟﻠﺘﺩﺍﻭل ﺃﻭ ﺤﻴﺎﺯﺘﻬﺎ ﺒﻘﺼﺩ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺒﻬﺎ.
-4ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﺯﻴﻴﻑ ﻁﻭﺍﺒﻊ ﺍﻹﻴﺭﺍﺩﺍﺕ -:ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﺸﺭ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (118ﻭﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺼﻨﺎﻋﺔ ﻁﻭﺍﺒﻊ ﺍﻟﺩﻤﻐﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺭﻴﺩ
ﺃﻭ ﺃﻱ ﻁﻭﺍﺒﻊ ﺇﻴﺭﺍﺩﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺩﻭﻥ ﺇﺫﻥ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺃﻭ ﺘﺯﻴﻴﻔﻬﺎ ﺒﻘﺼﺩ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤـل ﺒﻬـﺎ ﺃﻭ
33
ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺈﺩﺨﺎﻟﻬﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺯﻴﻔﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺃﻭ ﻁﺭﺤﻬﺎ ﻟﻠﺘﺩﺍﻭل ﺃﻭ ﺤﻴﺎﺯﺘﻬﺎ ﺒﻘـﺼﺩ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺒﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺴﺅ ﻗﺼﺩ ﺒﺈﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻁﻭﺍﺒﻊ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺴﺒﻕ ﺇﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ.
ﺇﻥ ﻤﺎ ﻴﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺃﻨﻬﺎ ﻜﻠﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺨﻁـﺭﺓ ﺇﺫ ﺃﻨﻬـﺎ ﺘﻤـﺱ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺼﻤﻴﻡ ﻜﻴﺎﻨﻬﺎ ﻭﺃﻫﻡ ﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ،ﻤﻤﺎ ﺤﺘﻡ ﺃﻥ ﻴﺘﺴﻊ ﻨﻁﺎﻕ ﺘﻁﺒﻴـﻕ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﻴﺸﻤﻠﻬﺎ ،ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﻻ ﺘﻬﺘﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺕ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬـﺎ ﺒﺎﻟﻤﻌﺎﻗﺒـﺔ
ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻭﺒﺈﺴﺘﻘﺭﺍﺀ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ )1-6ﺃ( ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻴﺴﺭﻱ ﻋﻠـﻰ ﻫـﺫﻩ
ﻼ ﺃﺼﻠﻴﹰﺎ ﺃﻭ ﺸﺭﻴﻜﺎﹰ ،ﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺍﻟﺠﻨـﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﺠﻨﺒﻴـﺎﹰ،
ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﻤﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﻓﺎﻋ ﹰ
ﻭﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻌﺎﻗﺒﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻁﺒﻘﹰﺎ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻭﻗﻌﺕ ﻓﻴﻬـﺎ
ﺃﻭ ﻻ ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺍﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﻤﻭﺠﻭﺩﹰﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻟﻜﻰ ﻴـﺴﺭﻱ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﻋﺩﺍ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺘﺯﻴﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺃﻭ ﺘﺯﻴﻴﻑ ﻁﻭﺍﺒﻊ ﺍﻹﻴـﺭﺍﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘـﻲ
ﺍﺨﺘﺼﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺒﺸﺭﻁ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﺒﺎﻟﻌﺩﻡ ﻻ ﻴﻤﺘﺩ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻟﻴﺸﻤﻠﻬﺎ.
ﻭﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻌﻤﻠﺔ ﻭﻁﻭﺍﺒﻊ ﺍﻹﻴﺭﺍﺩﺍﺕ ﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻤـﺩ ﻨﻁـﺎﻕ
ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻻ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻓﻘﻁ ﻋﻠﻰ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺘﻘﻠﻴﺩ )ﺼـﻨﻊ(
ﻭﺘﺯﻴﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺃﻭ ﻁﻭﺍﺒﻊ ﺍﻹﻴﺭﺍﺩﺍﺕ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘـﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟـﺴﺎﺒﻘﺔ،
ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﻤﺘﺩ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻟﻴﺸﻤل ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺤﻴﺎﺯﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺯﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﻁﻭﺍﺒﻊ ﺍﻹﻴﺭﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺯﻴﻔـﺔ
ﺒﻘﺼﺩ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﺒﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺘﺭﻭﻴﺠﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺈﺩﺨﺎﻟﻬﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺯﻴﻔﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ،ﺃﻭ
ﺇﺨﺭﺍﺠﻬﺎ ﻤﻨﻪ ،ﺃﻭ ﺇﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻁﻭﺍﺒﻊ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺴﺒﻕ ﺇﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ.
ﻜﻤﺎ ﻴﻼﺤﻅ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺇﺸﺘﺭﻁ ﻟـﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺘﺯﻴﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺃﻭ ﺘﺯﻴﻴﻑ ﻁﻭﺍﺒﻊ ﺍﻹﻴﺭﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﺨـﺎﺭﺝ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻌﻤﻠﺔ ﻤﺘﺩﺍﻭﻟﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟـﺴﻭﺩﺍﻥ ﺃﻭ ﺒﻁﻭﺍﺒـﻊ
ﺍﻹﻴﺭﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﺘﺸﻜل ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺇﻋﺘﺩﺍﺀﹰﺍ ﺼﺭﻴﺤﹰﺎ ﻭﻤﺒﺎﺸﺭﹰﺍ ﻋﻠـﻰ
ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻭﺴﻊ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻤـﻥ ﻨﻁـﺎﻕ ﺘﻁﺒﻴـﻕ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻟﻴﺴﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺘﺯﻴﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺃﻭ ﺘﺯﻴﻴﻑ ﻁﻭﺍﺒـﻊ ﺍﻹﻴـﺭﺍﺩﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻏﻴـﺭ ﻤﺘﺩﺍﻭﻟـﺔ ﻓـﻰ
34
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺃﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﻁﻭﺍﺒﻊ ﺍﻹﻴﺭﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺘﺯﻴﻴﻔﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻴﺔ
ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﻻ ﻴﺤﻤل ﺍﻟﺠﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺸﺭﻁ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻁﻠﺒـﻪ ﺍﻟﻤـﺸﺭﻉ
ﻟﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻫﻭ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ،ﺃﻱ ﺃﻥ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺃﺨﺫ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺘﺯﻴﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻠـﺔ ﺃﻭ ﺒﺘﺯﻴﻴـﻑ ﻁﻭﺍﺒـﻊ
ﺍﻹﻴﺭﺍﺩﺍﺕ )ﺒﻤﺒﺩﺃ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ( ،1ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﺴـﻊ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤـﺸﺭﻉ ﺘﻤﻠﻴـﻪ
ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻹﺠﺭﺍﻡ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﺠـﺭﺍﺌﻡ
ﺘﻬﺩﺩ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ،ﻓﻬﻰ ﺘﺸﻜل ﺇﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻟﻜل ﺍﻟﺩﻭل ﻭﻤـﻥ
ﻀﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ.
/ 1ﻳﻌﻨﻰ ﻣﺒﺪأ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﻨﺺ اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ وﺟﻮب ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻋﻠﻰ آ ﻞ ﺟﺮﻳﻤ ﺔ ﻳﻘ ﺒﺾ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺮﺗﻜﺒﻬ ﺎ داﺧ ﻞ إﻗﻠ ﻴﻢ اﻟﺪوﻟ ﺔ أﻳ ًﺎ
آﺎن اﻹﻗﻠﻴﻢ اﻟﺬي ارﺗﻜﺒﺖ ﻓﻴﻪ وأﻳًﺎ آﺎﻧﺖ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﻣﺮﺗﻜﺒﻬﺎ ،ﻓﻬﺬا اﻟﻤﺒﺪأ ﻳﻘﺮر ﻟﻠ ﻨﺺ اﻟﺠﻨ ﺎﺋﻲ ﻧﻄﺎﻗ ًﺎ ﻣﺘ ﺴﻌًﺎ ﻳﻜ ﺎد ﻳﻤﺘ ﺪ إﻟ ﻰ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳ ﺮﻩ ،إذ ﻻ
ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻤﻜﺎن ارﺗﻜﺎب اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ أو ﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻣﻦ ارﺗﻜﺒﻬﺎ إﻋﺘﺒﺎراً ،وﻻ ﻳﺸﺘﺮط ﺳﻮى أن ﻳﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﻲ ﻓﻲ إﻗﻠﻴﻢ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻄﺒﻖ
ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﻧﻮﻧﻬﺎ .إﻻ أن اﻷﺧﺬ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﺒﺪأ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﻨﺎزع ﺧﻄﻴﺮ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺪول اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ
اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﻬﻢ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ آﻠﻬﺎ ،ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻌﺪ ﻣﺮﺗﻜﺒﻬﺎ ﻣﻌﺘﺪﻳًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣ ﺸﺘﺮآﺔ ﻟﻜ ﻞ اﻟ ﺪول ،آﺠ ﺮاﺋﻢ ﺗﺰﻳﻴ ﻒ اﻟﻌﻤﻠ ﺔ واﻹﺗﺠ ﺎر
ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺸﺮوع ﻓﻲ اﻟﻤﺨﺪرات واﻟﻘﺮﺻﻨﺔ واﻹﺗﺠﺎر ﻓﻲ اﻟﺮﻗﻴﻖ.
د .ﻣﺤﻤﻮد ﻧﺠﻴﺐ ﺣﺴﻨﻲ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .140 ،139
35
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ
ﻣﺒﺪﺃ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ
ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻜل
ﻤﻥ ﻴﺤﻤل ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺃﻴﹰﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﻭﺠﻭﺩﻩ .1
ﻭﻟﻤﺒﺩﺃ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻭﺠﻬﺎﻥ :ﺇﻴﺠﺎﺒﻲ ﻭﺴﻠﺒﻲ ،ﻓﺎﻹﻴﺠـﺎﺒﻲ ﻴﻌﻨـﻲ
ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺸﺨﺹ ﻴﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺒﺼﺭﻑ ﺍﻟﻨﻅـﺭ
ﻋﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﻭﻗﻭﻉ ﺠﺭﻴﻤﺘﻪ ﻭﺃﻴﹰﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﻭﻴﻌﺭﻑ ﻫﺫﺍ
ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ .2
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻟﻠﻤﺒﺩﺃ ﻓﻴﻌﻨﻲ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻜـل
ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻨﺘﻤﻴﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻤﺭﺘﻜـﺏ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺃﺠﻨﺒﻴﹰﺎ ﻭﺍﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﺨﺎﺭﺝ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﻌـﺭﻑ ﺒﻤﺒـﺩﺃ ﺍﻟﺸﺨـﺼﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ .3ﻭﻗﺩ ﺇﻨﺘﻘﺩ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴـﺎﺱ ﺃﻥ
ﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﺘﺒﺭﺭ ﺇﻤﺘﺩﺍﺩ ﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻌﺒﺭ ﻋـﻥ
ﻋﺩﻡ ﺜﻘﺔ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺄﺨﺫ ﺒﻪ ﺒﺎﻷﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﺨـﺭﻯ ،ﺇﺫ ﻻ
ﻴﺴﻭﻍ ﺍﻹﻓﺘﺭﺍﺽ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﻻ ﺘﻭﻓﺭ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﻸﺠﻨﺒﻲ
ﺒﺎﻟﻘﺩﺭ ﺍﻟﺫﻯ ﺘﻭﻓﺭﻩ ﻟﻠﻭﻁﻨﻲ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﺘﺄﺨﺫ ﺒﻪ ﺴﻭﻯ ﻗﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ .4ﻭﻗﺩ ﺇﺘﺒﻊ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻨﻬﺞ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻓﻠﻡ ﻴﻭﺭﺩ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ.
ﻤﺒﺭﺭﺍﺕ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ-:
ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻓﻬﻭ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺇﻟـﻰ ﺘﺠﻨـﺏ ﺇﻓـﻼﺕ
ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﻤل ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺜـﻡ
ﻋﺎﺩ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﺩﻭﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ -ﻁﺒﻘﹰﺎ ﻟﻤﺒـﺩﺃ
36
ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ -ﺃﻥ ﺘﻌﺎﻗﺒﻪ ﻷﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺭﺘﻜﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺘﺴﻠﻴﻤﻪ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﺠﺭﻴﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ
ﻓﻲ ﻨﻅﺎﻡ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺭﻋﺎﻴﺎﻫﺎ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨـﺭﻯ ﺘﻁﻠـﺏ
ﺘﺴﻠﻴﻤﻬﻡ ﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺘﻬﻡ ﺃﻭ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﻋﻠﻴﻬﻡ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻭﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻻ ﺘـﺴﺘﻁﻴﻊ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻡ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻌﺎﻗﺒﻪ ،ﺇﺫ ﺃﻨﻪ ﻗـﺩ ﻏـﺎﺩﺭ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬـﺎ.
ﻭﺒﺫﻟﻙ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻀﻤﺎﻥ ﻋﺩﻡ ﺇﻓﻼﺕ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺘﺘﻭﻟﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﻤل ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻤﻌﺎﻗﺒﺘﻪ .1ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻨﺠﺩ ﺍﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻴﻜﻤل ﻗﺎﻋﺩﺓ
ﻋﺩﻡ ﺠﻭﺍﺯ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻟﺭﻋﺎﻴﺎﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﻜﺒﻭﺍ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ ﻓـﻲ
ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ .2
ﻜﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺇﻋﻁﺎﺌﻬﺎ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺇﻟﺯﺍﻡ ﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻬﺎ ﺒﺎﻟـﺴﻠﻭﻙ
ﺍﻟﻤﻁﺎﺒﻕ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺃﻴﻨﻤﺎ ﻭﺠﺩﻭﺍ ﻤﻤﺎ ﻴﻘﻭﻱ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟـﻭﻁﻨﻲ ﻭﺍﻟﻘـﻴﻡ ﺍﻟﺘـﻲ
ﻴﺤﻤﻴﻬﺎ ،3ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻓﻀ ﹰ
ﻼ ﻋﻤﺎ ﺘﺤﻘﻘﻪ ﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻬﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺠـﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘـﻲ
ﻴﺭﺘﻜﺒﻭﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻤﻥ ﺘﻌﺎﻭﻥ ﺩﻭﻟﻲ ﻤﻁﻠﻭﺏ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻹﺠﺭﺍﻡ ،ﻓﺈﻥ ﺍﺭﺘﻜـﺎﺏ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻴﺴﺊ ﺇﻟﻰ ﺴﻤﻌﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ،ﻭﻤﻌﺎﻗﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﻭﻁﻨـﻪ
ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻴﺭﻀﻲ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ .4
ﻭﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻜﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻴﺘﻴﺢ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺘﻤﻰ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﺃﻥ ﺘﺭﺩﻋﻪ ﺒﺘﻭﻗﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺘﺘﻘﻲ ﺒﺫﻟﻙ ﺨﻁﺭﻩ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﺘﺭﻜﻬﺎ ﻟﻤﺠـﺭﻡ
ﻴﺘﺠﻭل ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻋﻘﺎﺏ ﻗﺩ ﻴﻬﺩﺩ ﺃﻤﻨﻬﺎ .5
ﻟﻜل ﺫﻟﻙ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺘﺄﺨﺫ ﺒﺎﻟﻤﺒﺩﺃ ﻜﻤﺎ ﻴﺄﺨﺫ ﺒـﻪ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺇﺫ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 7ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ -:6
ﻼ ﺃﺼـﻠﻴﹰﺎ ﺃﻭ
ﻼ ﻴﺠﻌﻠﻪ ﻓﺎﻋ ﹰ
" ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻜل ﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻓﻌ ﹰ
ﺸﺭﻴﻜﹰﺎ ﻓﻲ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺇﺫﺍ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﻜـﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌـل
37
ﻴﺸﻜل ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺜﺒﺕ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﺤﻭﻜﻡ ﺃﻤـﺎﻡ
ﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﺨﺘﺼﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ،ﻭﺇﺴﺘﻭﻓﻰ ﻋﻘﻭﺒﺘﻪ ،ﺃﻭ ﺒﺭﺃﺘﻪ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ".
ﻓﺎﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺇﺴﺘﻠﺯﻡ ﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺇﺴﺘﻨﺎﺩﹰﺍ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ
ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﺘﻭﻓﺭ ﺸﺭﻭﻁ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺘﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﻤﺎ ﻴﻨﺎﺩﻯ ﺒﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﻫﻲ-:
-1ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ:
ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﻫﻭ ﺃﺴﺎﺱ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻷﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﻭﻁﻨﻴﹰﺎ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻤـﺕ
ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﻭﻗﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺇﺫ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺘﻴﺴﺭﹰﺍ ﺘﺴﻠﻴﻤﻪ ﺃﻭ ﺇﺒﻌﺎﺩﻩ .ﻭﺍﻟﻌﺒﺭﺓ ﺒﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﻭﻗﺕ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ،1ﻓﻴﺨﻀﻊ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﻴﺤﻤل ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻴﺔ ﻭﻗﺕ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﻭﻟﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﺤﻤﻠﻬﺎ ﻗﺒل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺃﻭ ﻓﻘﺩﻫﺎ ﺒﻌـﺩ
ﻼ ﻟﻠﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻴﺔ ﻭﻗﺕ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ
ﺍﺭﺘﻜﺎﺒﻪ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﻭﻻ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻪ ﻤﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺤﺎﻤ ﹰ
ﻼ ﻷﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻁﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﻟﻭ ﺇﻜﺘﺴﺒﻬﺎ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ .ﻭﻴﺴﺘﻭﻯ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺤﺎﻤ ﹰ
ﺇﺤﺩﺍﻫﺎ ﻫﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻴﺔ.
-2ﺇﺯﺩﻭﺍﺝ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ:
ﻓﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻴﺸﻜل ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺃﺤﻜـﺎﻡ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻭﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺫﻟﻙ ﺴﻭﺍﺀ ﻜـﺎﻥ ﺍﻟﺠـﺎﻨﻲ
ﻼ ﺍﺼﻠﻴﹰﺎ ﺃﻡ ﺸﺭﻴﻜﹰﺎ .ﻓﻼ ﻴﺴﺭﻱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﺎ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ
ﻓﺎﻋ ﹰ
ﻻ ﻴﻌﺩ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻁﺒﻘﹰﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻤﻌﺎﻗﺒًﹰﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻁﺒﻘـﹰﺎ ﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺄﺸﺩ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﺴﺭﻱ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤـﺎ ﺍﺭﺘﻜـﺏ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻤﺒﺎﺡ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻟـﻭ ﻜـﺎﻥ ﻴﻌﺘﺒـﺭ ﺠﺭﻴﻤـﺔ
ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ.
ﻭﻋﻠﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻗﺩ ﺠﻌل ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻟﻭﻁﻨﻰ ﺃﺜﺭﹰﺍ ﻤﻠﺯﻤـﹰﺎ
ﻟﻠﻭﻁﻨﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﻴﻥ ﺒﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﻌﺎﻗﺒﹰﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻓﻘـﹰﺎ ﻟﻠﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻓﻼ ﻤﺤل ﻹﺨﻀﺎﻋﻬﻡ ﻟﻠﻌﻘﺎﺏ ﺒﺎﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﺠﻨﺒﻲ ،2ﻜﺫﻟﻙ ﻓﺄﻥ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻤﻥ
ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺒﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ﻫﻲ ﺘﺠﻨﺏ ﺇﻓﻼﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺏ
38
ﺒﻔﺭﺍﺭﻩ ﻤﻥ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺠﺭﻴﻤﺘﻪ ،ﻭﻻ ﻤﺤل ﻟﺫﻟﻙ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺘﻠﻙ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻻ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻔﻌل ،1ﻜﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠـﻰ ﺴـﻤﻌﺔ
ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺘﻨﺘﻔﻲ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﺒﺎﺡ ﻁﺒﻘﹰﺎ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﻓﻴﻬﺎ .2
ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 7ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺘﻁﻠﺏ ﻓﻘﻁ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﻌـل ﻤﺠﺭﻤـﹰﺎ
ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻰ ﻭﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻼ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻹﺨﺘﻼﻑ ﻜل ﻤـﻥ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﻥ ﺤﻭل ﺘﻜﻴﻴﻑ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻲ ،ﻓﻠﻭ ﻜﺎﻥ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﺠﺭﻤﹰﺎ ﻓـﻲ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺘﺤﺕ ﻭﺼﻑ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻤﻐﺎﻴﺭ ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻭﻗـﻊ
ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ.
ﻜﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺩﺭﺠﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺴﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺤﺘﻰ ﺘﺨﻀﻊ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺇﻜﺘﻔﻰ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺇﺴﺒﺎﻍ ﻭﺼﻑ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﻡ
ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻭﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘـﻲ
ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﻴﻁﺒﻕ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ.
ﻭﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ ،ﻟﻡ ﺘـﺸﺘﺭﻁ
ﺇﺯﺩﻭﺍﺝ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻭﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻌل ،ﻭﺇﻨﻤـﺎ
ﺇﻜﺘﻔﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺒﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻁﺒﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟـﺴﻭﺩﺍﻨﻲ
ﻓﻘﻁ ﺤﺘﻰ ﻴﺴﺭﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻤﺒﺎﺡ ﻁﺒﻘﹰﺎ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ
ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ.
-3ﺃﻥ ﻴﻌﻭﺩ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ:
ﺇﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﻤـﺸﺭﻉ ﺍﻟـﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻹﻋﻤـﺎل ﻤﺒـﺩﺃ ﺍﻟﺸﺨـﺼﻴﺔ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴـﺔ ﺃﻥ
ﻴﻌﻭﺩ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﺭﺘﻜﺎﺒﻪ ﺠﺭﻴﻤﺘﻪ ،ﻓﺈﻥ ﻅل ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻓـﻼ ﺘﺠـﻭﺯ
ﻤﺤﺎﻜﻤﺘﻪ ﻏﻴﺎﺒﻴﹰﺎ.
ﻭﻋﻠﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻋﻭﺩﺓ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺩﻭﻟﺘﻪ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﻌﺩﻩ ﻋـﻥ ﻴـﺩ
ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻻ ﻴﺘﻴﺴﺭ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺘﺴﻠﻴﻤﻪ ﺃﻭ ﺇﺒﻌﺎﺩﻩ ،ﻓﻼ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺒﺩ
39
ﻤﻥ ﻤﺤﺎﻜﻤﺘﻪ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﻔﻠﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻅل ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻓﻔﻲ ﻭﺴﻊ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ
ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﺘﻭﻟﻰ ﻤﺤﺎﻜﻤﺘﻪ ﻭﻋﻘﺎﺒﻪ .1
ﻭﺍﻟﻌﺒﺭﺓ ﻫﻲ ﻓﻲ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺩﻭﻟﺘﻪ ﻭﻗﺕ ﺘﺤﺭﻴﻙ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ
ﻗﺒﻠﻪ ﻭﻻ ﻋﺒﺭﺓ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺒﺈﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺤﻀﻭﺭﻩ ﺠﻠﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﺸﺭﻁ
ﻋﻭﺩﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺩﻭﻟﺘﻪ ﻫﻭ ﺸﺭﻁ ﻹﻨﻌﻘﺎﺩ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻟﻴﺱ ﺸﺭﻁ
ﺇﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ .2
ﻓﺈﺫﺍ ﺒﺩﺃﺕ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﻗﺩ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻓﻬﻲ
ﻻ ﺘﺒﻁل ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺒﻤﻐﺎﺩﺭﺘﻪ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺇﺸﺘﺭﻁ ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ -ﻭﻗـﺩ
ﺘﺤﻘﻘﺕ -ﻭﻟﻡ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺒﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﺤﺘﻰ ﺘﻨﺘﻬﻲ ﻤﺤﺎﻜﻤﺘﻪ ،ﻭﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻤﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺃﻥ
ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﺇﺨﺘﻴﺎﺭﻴﺔ ﺃﻡ ﺇﺠﺒﺎﺭﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ
ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻤﻥ ﺇﺸﺘﺭﺍﻁ ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﻓﻲ ﻜﻠﺘﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻥ.
ﻭﺍﻟﻤﻼﺤﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺃﻨﻬﺎ ﺨﻼﻓﹰﺎ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ ،ﻟﻡ
ﺘﺸﺘﺭﻁ ﻋﻭﺩﺓ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺤﺘﻰ ﺘﺘﻡ ﻤﺤﺎﻜﻤﺘﻪ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻴﺔ.
ﻭﻗﺩ ﺃﻀﺎﻓﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 7ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺸﺭﻁﹰﺎ ﺁﺨـﺭ ﻭﻫـﻭ ﺃﻥ ﻻ ﻴﻜـﻭﻥ
ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﻗﺩ ﺤﻭﻜﻡ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﺨﺘﺼﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﺇﺴﺘﻭﻓﻰ ﻋﻘﻭﺒﺘـﻪ ﺃﻭ ﺒﺭﺃﺘـﻪ
ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ،ﻭﻤﻨﻌﹰﺎ ﻟﻠﺘﻜﺭﺍﺭ ﺴﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﻋﻨﺩ ﺘﻨـﺎﻭل ﻗﻴـﻭﺩ ﺇﻗﺎﻤـﺔ
ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ.
40
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻗﻴﻮﺩ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺍﳉﻨﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ
ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﳌﺮﺗﻜﺒﺔ ﰲ ﺍﳋﺎﺭﺝ
/ 1د .أﺣﻤﺪ ﻋﻠﻲ إﺑﺮاهﻴﻢ ﺣﻤﻮ -ﻣﺒﺪﺋﻲ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ واﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ اﻟﺴﻮداﻧﻲ– ص –111اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ– 2002م.
/ 2ﺗﻘﺎﺑﻞ اﻟﻤﺎدة (3)4ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﻟﺴﻨﺔ 1974م ،واﻟﻤﺎدة (3)4ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﻟﺴﻨﺔ 1983م.
/ 3اﻟﻤﺎدة (1)5ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1991م.
/ 4اﻟﻤﺎدة )1-6أ( ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن.
/ 5اﻟﻤﺎدة 7ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻘﺎﻧﻮن.
41
ﻭﻴﺘﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻴﺩ ﻓﻲ ﻋﺩﻡ ﺠﻭﺍﺯ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻀـﺩ ﺃﻱ ﺸـﺨﺹ
ﺍﺭﺘﻜﺏ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﺤﺎﻜﻤﺘﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ،
ﺇﺫﺍ ﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻗﺩ ﺤﻭﻜﻡ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﺨﺘﺼﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ،ﻭﺒﺭﺃﺘـﻪ
ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻭ ﺤﻜﻤﺕ ﺒﺈﺩﺍﻨﺘﻪ ﻭﺃﺴﺘﻭﻓﻰ ﻋﻘﻭﺒﺘﻪ.
ﻭﻋﻠﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻴﺩ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻻ ﺘﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻋﻥ ﻓﻌل ﻭﺍﺤـﺩ
ﻤﺭﺘﻴﻥ .1ﻭﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻴﺩ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟـﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻰ ﺭﺘﺒﻬـﺎ ﺍﻟﻤـﺸﺭﻉ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻟﻠﺤﻜﻡ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ،ﻓﻬﻭ ﻴﻨﻁﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺭﺍﻑ ﺒﻘﻭﺓ ﺍﻟﺸﻰﺀ ﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻡ ﻓﻴﻪ ﻟﻠﺤﻜﻡ
ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ،ﺃﻱ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺴﺒﺒﹰﺎ ﻻﻨﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻥ ﺘﻘﺎﻡ ﺩﻋﻭﻯ
ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻋﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﻨﻔﺴﻪ.
ﻭﻴﺸﺘﺭﻁ ﻟﺘﻭﻓﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻴﺩ ﺸﺭﻭﻁ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻫﻲ-:
-1ﺃﻥ ﺘﺘﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﺨﺘﺼﺔ-:
ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﺨﺘﺼﺔ ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤـﺘﻬﻡ ﺃﻤـﺎﻡ
ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻴﺔ ،ﻭﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﺨﺘﺼﺔ ﻗﺩ ﺠﺎﺀ ﻋﺎﻤـﹰﺎ
ﺃﻱ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﺨﺘﺼﺔ ﻤﻜﺎﻨﻴﹰﺎ ﻭﻨﻭﻋﻴﺎﹰ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤـﺸﺭﻉ ﺘﻁﻠـﺏ ﺃﻥ
ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﺨﺘﺼﺔ ﻭﻟﻡ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﻓﻴﺴﺘﻭﻯ ﺃﻥ ﺘـﺘﻡ
ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﻤل ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﺴﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ.
ﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ-:
-2ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻓﺎﺼ ﹰ
ﻓﺎﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﺸﺘﺭﻁ ﺍﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤـﺎﻜﻡ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴـﺔ ﻗﺎﻀـﻴﹰﺎ
ﻼ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺴﺎﺒﻘﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺼل
ﺒﺎﻟﺒﺭﺍﺀﺓ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﻨﺔ ،ﺃﻱ ﻓﺎﺼ ﹰ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ،ﻜﻤﺎ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻗﺎﻀﻴﹰﺎ ﺒﺸﻁﺏ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺃﻭ ﺒﻌﺩﻡ ﻗﺒﻭﻟﻬﺎ ﻟـﺴﺒﺏ
ﺸﻜﻠﻲ ﻜﻌﺩﻡ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻨﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺒﺎﻟﺘﻘﺎﺩﻡ ﺃﻭ ﺼﺩﻭﺭ ﻋﻔﻭ ﻋﺎﻡ ﻓﻼ
ﻼ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ
ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻘﻴﺩ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﺸﺘﺭﺍﻁ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻓﺎﺼ ﹰ
ﺼﺎﺩﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﺠﻨﺒﻴﺔ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺼﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴـﺔ
ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻤﻥ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ،ﻜﻘﺭﺍﺭ ﺤﻔﻅ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴـﺔ ﺃﻭ ﺸـﻁﺒﻬﺎ ﻻ
42
ﺘﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺃﻴﹰﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ .ﻭﻫﺫﺍ ﻤـﺎ ﺃﻜﺩﺘـﻪ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻀﺩ ﻋﻤﺎﺩ ﻤـﺼﻁﻔﻰ ﻤﺤﻤـﺩ ،1ﺤﻴـﺙ
ﻗﺭﺭﺕ ﺍﻵﺘﻰ-:
)ﻻ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻷﻴﺔ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻨﻭﻋﻬﺎ ﻴﺘﻡ ﺍﺘﺨﺎﺫﻫﺎ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨـﺭﻯ ﺇﻻ
ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﻗﺩ ﺇﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﻰ ﺤﻜﻡ ﺤﻴﺙ ﺘﺘﺩﺨل ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻭﺼﺭﻴﺤﺔ ﻓـﻲ ﻗـﻭﺍﻨﻴﻥ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻷﻤﺭ(.
ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻗﺎﻀﻴﹰﺎ ﺒﺎﻟﺒﺭﺍﺀﺓ ﻓﺈﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (2)6ﻗﺩ ﺠـﺎﺀ ﻤﻁﻠﻘـﹰﺎ ﻓـﻲ
ﻋﺒﺎﺭﺘﻪ ،ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﻨﻪ ﺃﻥ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﺒﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻴﻤﻨﻊ ﺇﻗﺎﻤﺔ
ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺃﻴﹰﺎ ﻜﺎﻥ ﺴﺒﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﺭﺍﺀﺓ ،ﺃﻯ ﺴـﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨـﺕ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﺒﺭﺍﺀﺓ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻜﻌﺩﻡ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﻜﻔﺎﻴﺔ ﺍﻷﺩﻟـﺔ
ﻋﻠﻰ ﻨﺴﺒﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ،ﺃﻡ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺒﺤﺘﺔ ﻜﻌﺩﻡ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺏ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌل ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺠﻨﺒﻰ.
ﻭﻟﻜﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺴﺒﺏ ﺍﻟﺒﺭﺍﺀﺓ ﻫﻭ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌـل
ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ،ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻟﻡ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺤـﺎﻻﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺭﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ،ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ
ﺍﻟﻔﻌل ﻤﻌﺎﻗﺒﹰﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻭﺍﺤـﺩﺓ ﻭﻫـﻲ
ﺨﻀﻭﻉ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻌل ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺒﺎﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ،ﻓﻔﻲ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻴﺤﺩﺙ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﺒﺭﺍﺀﺓ ﺃﺜﺭﻩ ﻓﻲ ﻋﺩﻡ ﺠﻭﺍﺯ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ،
ﺇﺫ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺘﺨﻠﻑ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻠﺯﻡ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺘﻭﻓﺭﻫﺎ ﺤﺘﻲ ﻴﺨﻀﻊ ﺍﻟﻔﻌل
ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ،ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻭﻫﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺨـﻀﻊ ﻓﻴﻬـﺎ ﺍﻟﻔﻌـل
ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺒﺎﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ -ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻜﻔﺎﻋـل
ﺃﺼﻠﻲ ﺃﻭ ﺸﺭﻴﻙ ﻓﻲ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﺭﺘﻜﺒﺕ ﻜﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟـﺴﻭﺩﺍﻥ -ﺃﻭ ﺒـﺎﻟﺘﻁﺒﻴﻕ
ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﺔ ،ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻡ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺎ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﻤﻌﺎﻗﺒﹰﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻓﻘﹰﺎ
ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ.
43
ﻭﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻨﺭﻯ ﻭﺠﻭﺏ ﺘﻌﺩﻴل ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (2)6ﻤﻥ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺤـﺎﻟﻲ
ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﺤﻭل ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺒﺎﻟﺒﺭﺍﺀﺓ ﻟﻌﺩﻡ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺏ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻔﻌل ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺩﻭﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻭل
ﺒﻐﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻴﻌﻨﻲ ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺸﺭﻁ ﻟﻡ ﻴﺘﻁﻠﺒﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻔﻌل.
ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻗﺎﻀﻴﹰﺎ ﺒﺎﻹﺩﺍﻨﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻡ
ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﺭﺩ ﺒﻌﻘﻭﺒﺔ ﻴﻌﺭﻓﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺃﻭ ﺘﺘﻨﺎﺴﺏ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴـﻨﺹ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜـﻭﻡ
ﺒﻬﺎ ،ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﺩﻨﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﻴﺤﺘﻤل ﺃﻥ ﻴﺤﻜـﻡ ﺒﻬـﺎ ﻭﻓﻘـﹰﺎ
ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ.
-3ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺎﺘ ﹰﺎ-:
ﻟﻡ ﻴﻭﻀﺢ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ.
ﺇﻻ ﺇﻨﻨﺎ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺇﻨﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﺓ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻡ ﻓﻴـﻪ ﻏﻴـﺭ
ﻤﺘﺼﻭﺭ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺼﺩﺭ ﺤﻜﻡ ﺒﺎﺕ ،ﺃﻱ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﺒل ﻟﻠﻁﻌﻥ ﺒﺄﻱ ﻁﺭﻴﻕ.
ﻓﻴﺠﺏ ﻟﻜﻰ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻘﻴﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺒﺎﺘـﺎﹰ،
ﻷﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺒﺎﺕ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻨﻘﻀﻲ ﺒﻪ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻭﻻ ﻴﺠﻴـﺯ ﺍﻟﺭﺠـﻭﻉ ﺇﻟـﻰ
ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻤﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ.
ﻭﻴﺭﺠﻊ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺎﺘﹰﺎ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﺒﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻰ
ﺃﺼﺩﺭﺕ ﻤﺤﺎﻜﻤﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ،ﻓﺎﻟﺤﻜﻡ ﻗﺩ ﺼﺩﺭ ﺘﻁﺒﻴﻘﹰﺎ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ ﻓـﻼ ﻴﺠـﻭﺯ
ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭﻩ ﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺤﻜﻡ .1
-4ﺇﺴﺘﻴﻔﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻡ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺎﻹﺩﺍﻨﺔ-:
ﺇﺴﺘﻠﺯﻡ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻜﺘﻔﻲ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺘﻭﻓﺭ ﻗﻭﺓ ﺍﻟـﺸﻲﺀ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻡ ﻓﻴﻪ ﻟﻠﺤﻜﻡ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺎﻹﺩﺍﻨﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﻔﻠـﺕ ﺍﻟﺠـﺎﻨﻲ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻟﻤﺠﺭﺩ ﺃﻨﻪ ﺃﺩﻴﻥ ﻁﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻟﻡ ﺘﻨﻔﺫ ﻋﻠﻴﻪ .ﻓﻼ ﻴﺤـﻭل ﺤﻜـﻡ ﺍﻹﺩﺍﻨـﺔ
ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜـﺎﻥ
44
ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﻗﺩ ﺇﺴﺘﻭﻓﻰ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻡ ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﻹﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺠﻨﺒـﻲ.
ﻓﺈﺫﺍ ﺴﻘﻁﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺒﻤﻀﻲ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺃﻭ ﺼﺩﺭ ﻋﻔﻭ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﻟﻭ ﺒﻌﺩ ﺇﺴﺘﻴﻔﺎﺀ ﺠـﺯﺀ
ﻤﻨﻬﺎ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ.
ﻭﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻴﺩ ﻭﺭﺩ ﻷﻭل ﻤﺭﺓ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻟﺴﻨﺔ 1974ﻡ ،ﻤﻤﺎ
ﻴﻌﻨﻲ ﺇﻨﻪ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻜﺎﻥ ﻴﺠﻭﺯ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺍﻟـﺸﺨﺹ
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻋﻥ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻗﺩ ﺘﻤـﺕ
ﻤﺤﺎﻜﻤﺘﻪ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﺇﺴﺘﻭﻓﻰ ﻋﻘﻭﺒﺘﻪ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺘﻌﺎﺭﺽ ﻤﻊ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻋﻥ ﻓﻌل ﻭﺍﺤﺩ ﻤﺭﺘﻴﻥ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻘﺹ ﻓـﻲ ﺘﻠـﻙ
ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺘﺩﺍﺭﻜﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻟﺴﻨﺔ 1974ﻡ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ،ﻓﻘﻴـﺩ
ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺒـﺄﻻ ﻴﻜـﻭﻥ
ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﻗﺩ ﺤﻭﻜﻡ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﺨﺘﺼﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﺇﺴﺘﻭﻓﻰ ﻋﻘﻭﺒﺘﻪ ﺃﻭ ﺒﺭﺃﺘﻪ ﺘﻠﻙ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ.
ﻭﻜﺎﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻟﺴﻨﺔ 1983ﻡ ﻭﺴﺎﺒﻘﻪ ﻟﺴﻨﺔ 1974ﻡ ،ﻴﻨﺼﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺩ
ﺁﺨﺭ ﻭﻫﻭ ﻭﺠﻭﺏ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺇﺫﻥ ﻤﻜﺘﻭﺏ ﻤـﻥ ﺭﺌـﻴﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴـﺔ ﺃﻭ ﻤـﻥ
ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﻔﻭﺽ ﻟﻪ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﺫﻟﻙ ﺍﻹﺫﻥ ﻗﺒل ﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺃﻱ ﺸﺨﺹ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﺨﺎﺭﺝ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻌﺎﻗﺒﺘﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ،ﻓﻘـﺩ ﻭﺭﺩ ﻓـﻲ
ﺫﻴل ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (3)4ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻟﺴﻨﺔ ،1983ﺘﻨﺒﻴﻬﹰﺎ ﻤﻀﻤﻭﻨﻪ ﺃﻨـﻪ ﻟﻠﺤـﺼﻭل
ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺫﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 147
ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1983ﻡ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺘﻲ -:1
" ﻻ ﻴﻘﺩﻡ ﺃﻱ ﺸﺨﺹ ﻟﻠﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 4ﺃﻭ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺩ ﺍﻟـﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻔﺼﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﺩﻯ ﻋﺸﺭ )ﺸﺎﻤﻠﺔ( ﻤﻥ ﻗـﺎﻨﻭﻥ ﻋﻘﻭﺒـﺎﺕ ﺍﻟـﺴﻭﺩﺍﻥ ﺃﻭ
ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1973ﻡ ،ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺇﺫﻥ ﻤﻜﺘﻭﺏ ﻤـﻥ
ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻔﻭﺽ ﻟﻪ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﺫﻟﻙ ﺍﻹﺫﻥ ﻭﻴﺠﻭﺯ ﻟﺭﺌﻴﺱ
ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺃﻥ ﻴﺸﻜل ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺃﻤﺭ ﻤﻨﻪ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺃﻱ ﻤﺘﻬﻡ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺃﻱ
/ 1ﺗﻘﺎﺑﻞ اﻟﻤﺎدة 131ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1925م ،واﻟﻤﺎدة 131ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1974م.
45
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼﻭل ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺃﻤـﻥ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ".
ﻭﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻟﺴﻨﺔ 1925ﻡ ،ﻭﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻴـﺩ ﺇﻻ
ﺇﻨﻪ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 131ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ 1925ﻡ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﺨﺎﻟﻴﹰﺎ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻴﺩ ﻜـﺫﻟﻙ ﺒﺎﺴـﺘﻌﺭﺍﺽ ﻗـﺎﻨﻭﻥ
ﻼ ﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 147
ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ ،ﻨﺠﺩ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻨﺼﹰﺎ ﻤﻘﺎﺒ ﹰ
ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1983ﻡ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 131ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1974ﻡ ،ﻭﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1925ﻡ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻤـﺸﺭﻉ
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻟﻡ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺒﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤـﺼﻭل
ﻋﻠﻰ ﺇﺫﻥ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻗﺒل ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺘﺨﻀﻊ ﻓﻘﻁ ﻟﻠﻘﻴﻭﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 35ﻤﻥ ﻗـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺘﻲ-:
" ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ-:
ﺃ -ﺒﻭﺴﺎﻁﺔ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺇﻻ ﺒﺈﺫﻥ ﻤﻥ ﻭﻜﻴل ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻵﺘﻴﺔ-:
)ﺃﻭ ﹰﻻ( ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺒﺽ ﺒﺩﻭﻥ ﺃﻤﺭ.
)ﺜﺎﻨﻴﹰﺎ( ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻤﻭﻅﻑ ﻋﺎﻡ.
ﺏ -ﺇﻻ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺇﺫﻥ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻵﺘﻴﺔ :
)ﺃﻭ ﹰﻻ( ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
)ﺜﺎﻨﻴﹰﺎ( ﺍﻟﻤﺨﻠﺔ ﺒﺴﻴﺭ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ.
)ﺜﺎﻟﺜﹰﺎ( ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﻭﺯ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ.
)ﺭﺍﺒﻌﹰﺎ( ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺹ ﺃﻱ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺸﺘﺭﺍﻁ ﺍﻹﺫﻥ ﻓﻴﻬﺎ.
ﺝ -ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺃﻱ ﺸﺨﺹ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﺤﺼﺎﻨﺔ ﺇﺠﺭﺍﺌﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺇﻻ ﻭﻓﻘـﹰﺎ
ﻹﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ".
ﻭﻨﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻴﺠـﻭﺯ ﺇﻗﺎﻤـﺔ ﺍﻟـﺩﻋﻭﻯ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺒﺈﺘﺒﺎﻉ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺩ
ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻓﻘﻁ ﻭﺩﻭﻥ ﺍﺴﺘﻠﺯﺍﻡ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺇﺫﻥ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ.
46
ﻭﻨﻌﺘﻘﺩ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﻴﻌﺩ ﻗﺼﻭﺭﹰﺍ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ
ﺃﻤﺭ ﻻ ﻴﺨﻠﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻗﺔ ﻭﺍﻟﺼﻌﻭﺒﺔ ،ﻭﻗﺩ ﺘﺩﻋﻭ ﺒﻌﺽ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻐﺎﻀﻲ ﻋﻨﻪ،
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻜﻠﻔﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺃﻜﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﺌﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴـﺔ
ﺍﻟﻤﻨﺘﻅﺭ ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﺒﺈﻗﺎﻤﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﻓﻀل ﺘﺭﻙ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻜﻠﻪ ﺇﻟـﻰ
ﺠﻬﺔ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﻲ ﺍﻷﻗﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻥ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻭﺍﻟﻤﻼﺒﺴﺎﺕ ﻭﺍﻹﻨﺘﻬﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺭﺃﻱ ﺤﺼﻴﻑ
ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﺇﻗﺎﻤﺘﻬﺎ.
47
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﳌﺒﺪﺃ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ
48
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﳌﺒﺪﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ
ﺇﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺸﻘﻪ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻲ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺄﻥ ﻴﺴﺭﻱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻋﻠـﻰ
ﻜل ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﺩﺍﺨل ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﺩﻭﻥ ﺘﻔﺭﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﻤﺭﺘﻜﺒﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠـﺭﺍﺌﻡ،
ﻓﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ .ﻭﻟﻜﻥ
ﺜﻤﺔ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺍﻟـﺩﻭﻟﻲ ﺘﻘـﻀﻲ
ﺒﺎﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻤﻤﻥ ﺘﻭﻓﺭﺕ ﻓﻴﻬﻡ ﺼﻔﺎﺕ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤـﻥ ﺘﻁﺒﻴـﻕ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﻻ ﺘﻌـﺩ ﺠـﺭﺍﺌﻡ ﻭﻓﻘـﹰﺎ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻭﻟﻭ ﺍﺭﺘﻜﺒﻭﺍ ﺩﺍﺨل ﺤﺩﻭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺃﻓﻌـﺎ ﹰ
ﻟﻨﺼﻭﺼﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺴﺘﻤﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ
ﻭﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺴﺘﻤﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ.
ﺇﻥ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺘﺘﻤﺜـل ﻓـﻲ ﺍﺴـﺘﺜﻨﺎﺀ
ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺒﻌﺽ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ ،ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻨﻴﺔ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻓﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺤـﺼﺎﻨﺔ ﺭﺅﺴـﺎﺀ
ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻭﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺒﻌﺜﺎﺕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻘﻭﺍﺕ
ﺍﻟﺤﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻭﻨﻅﺎﻡ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ.
ﺘﺒﻌﹰﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﺴﻴﺘﻡ ﺘﻘﺴﻴﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﻟﺘﻨﺎﻭل ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺴـﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟـﺴﺎﻟﺒﺔ ﻟﻠﻤﺒـﺩﺃ
ﺒﺸﻘﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ-:
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺒﺭﻟﻤﺎﻨﻴﺔ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺤﺼﺎﻨﺔ ﺭﺅﺴﺎﺀ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻌﺜـﺎﺕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴـﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﻨﻅﺎﻡ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ.
49
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ
ﺍﺳﺘﺜﻨــﺎﺀ ﺍﻟﻮﻻﻳــﺎﺕ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴـﺔ
ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﺜﻨﻰ
ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺒﻌﺽ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ،ﻓﺎﻟﻤﺎﺩﺓ (3)5ﻤﻥ ﻫـﺫﺍ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺘﻰ-:
" ﻻ ﺘﺴﺭﻯ ﺃﺤﻜـﺎﻡ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺩ (1)146 ،(1)139 ،126 ،85 ،79 ،(1)78ﻭ)(2
ﻭ) 171،(1)168 ،157،(3ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻗﺭﺭﺕ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺘـﺸﺭﻴﻌﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺨﻼﻑ ﺫﻟﻙ ﺃﻭ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﺘﻁﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ".
ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻨﺎﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﻫﻲ :ﺸـﺭﺏ
ﺍﻟﺨﻤﺭ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،((1)78ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻤﺭ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،(79ﺒﻴﻊ ﺍﻟﻤﻴﺘـﺔ )ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ ،(85
ﺍﻟﺭﺩﺓ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،(126ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺘﺴﺒﻴﺏ ﺍﻟﺠﺭﺍﺡ ﺍﻟﻌﻤﺩ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،((1)139ﻋﻘﻭﺒـﺔ ﺍﻟﺯﻨـﺎ
)ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (1)146ﻭ) (2ﻭ) ،((3ﺍﻟﻘﺫﻑ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،(157ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﺤﺭﺍﺒﺔ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ،((1)168
ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﺴﺭﻗﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺔ )ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ .(171
ﻭﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﻨﺠﺩ ﺃﻨﻬﺎ ﻜﻠﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﺼﺒﻐﺔ ﺩﻴﻨﻴﺔ ﺃﻤﺎ ﻓﻰ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ،ﻓﺎﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﺴﺘﺜﻨﻰ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴـﺔ ﻤـﻥ ﺘﻁﺒﻴـﻕ ﺍﻟﻨـﺼﻭﺹ
ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ،ﻓﺄﺒﺎﺡ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺩ ﺘﺠﺭﻴﻤﻬﺎ ﻤﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ
ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻌﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺍﺴﺘﺜﻨﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﺘﻁﺒﻴـﻕ
ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ.
ﻓﺎﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻡ ﻴﺠﺭﻡ ﺸﺭﺏ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻭﺤﻴﺎﺯﺘﻬﺎ ﻭﺼﻨﻌﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴـﺔ
ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻤﺭﺘﻜﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻁﻨﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺘﻌﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎل
ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻌﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ .ﻜﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺠﺭﻡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻓﻰ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﺒـﺎﻟﺒﻴﻊ ﺃﻭ
ﺍﻟﺸﺭﺍﺀ ﺃﻭ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺭﻭﻴﺞ ﻟﻬﺎ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺒﻴﻊ ﻟﺤﻡ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﺃﻭ ﻋﺭﻀﻪ ﻟﻠﺒﻴﻊ ﺃﻭ
ﺘﻘﺩﻴﻤﻪ ﻜﻐﺫﺍﺀ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﻓﻰ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ.ﻜﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺭﻭﻴﺞ ﻟﻠﺨﺭﻭﺝ ﻋﻥ ﻤﻠـﺔ
50
ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺭﺓ ﺒﺎﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻨﻬﺎ ﻻ ﻴﻌﺩ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ،ﺒﻴﻨﻤـﺎ
ﺘﻌﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺇﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﻤﺴﻠﻡ.
ﻜﻤﺎ ﺍﺴﺘﺜﻨﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﺠـﺭﺍﺌﻡ ﺘـﺴﺒﻴﺏ
ﺍﻟﺠﺭﺍﺡ ﺍﻟﻌﻤﺩ ﻭﺍﻟﺯﻨﺎ ﻭﺍﻟﺤﺭﺍﺒﺔ ﻭﺍﻟﺴﺭﻗﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺔ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻓـﻰ
ﺍﻟﺠﺭﺍﺡ ﺍﻟﻌﻤﺩ ﻭﺍﻟﺤﺩ ﻓﻰ ﺍﻟﺯﻨﺎ ﻭﺍﻟﺤﺭﺍﺒﺔ ﻭﺍﻟﺴﺭﻗﺔ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻗﺩ
ﺃﺒﺎﺡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻓﻰ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻨﺠﺩﻩ ﻗﺩ ﻭﻀﻊ ﻟﻬﺎ ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﺘﻌﺯﻴﺭﻴـﺔ
ﺒﺩﻴﻠﺔ ﺘﻭﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻴﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﻓﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ .1
ﻭﻴﻼﺤﻅ ﻫﻨﺎ ﺇﻥ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻴﺸﻤل ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﻴﻥ ﺃﻱ ﺇﻨـﻪ
ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺇﻗﻠﻴﻤﻲ ﻻ ﺸﺨﺼﻲ.
ﻭﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻟﻠﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺘﻠـﻙ ﺍﻷﺤﻜـﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﻘﻭﺒـﺎﺕ
ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺠﺎﺀ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺘﻭﺼﻴﺎﺕ ﻭﻤﻘﺭﺭﺍﺕ ﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺤـﻭل ﻗـﻀﺎﻴﺎ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ،2ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﻌل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻗﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄ ﻭﺍﻟﺘﻁﺒﻴـﻕ ﻤـﻊ
ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺃﻋﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ 29ﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻭﺼـﻴﺎﺕ
ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺘﻲ-:
" ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻗﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄ ﻭﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ ﺘﺭﺍﻋـﻰ
ﺃﻋﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ".
ﻭﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﻨﺠﺩ ﺇﻨﻬﻡ ﻤﻊ ﺇﺨﺘﻼﻑ ﺃﻋﺭﺍﻓﻬﻡ ﻭﺜﻘـﺎﻓﺘﻬﻡ
ﻓﺈﻥ ﻤﻌﻅﻤﻬﻡ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ.
ﺇﻻ ﺇﻨﻨﺎ ﻨﺠﺩ ﺇﻥ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺫﺍﺕ
ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻟﻴﺱ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀﹰﺍ ﻤﻁﻠﻘﹰﺎ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻭﻀﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺤﺩﻭﺩﹰﺍ ﻫﻲ-:
-1ﺇﻨﻪ ﻤﺅﻗﺕ:
ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﺴﺘﺜﻨﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺩ ﺇﻟـﻰ
ﺤﻴﻥ ﺇﻜﺘﻤﺎل ﺃﺠﻬﺯﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻔﺩﺭﺍﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺭﻴـﺭ ﺒـﺸﺄﻥ ﺍﻷﺤﻜـﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﻘﻭﺒـﺎﺕ
3
ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻨﺎﺓ ،ﻭﺘﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺤﻴﻨﺫﺍﻙ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﻨﺹ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ (3)5
51
ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻰ ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ ﺒﺴﻠﻁﺔ ﺘﻘﺩﻴﺭﻴﺔ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤـﻭﺍﺩ ﺍﻟﻤـﺴﺘﺜﻨﺎﺓ،
ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻠﻐﻲ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻭﺘﺄﺨﺫ ﺒﺄﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﻜﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﺒﺩﻟﻬﺎ ﺒﺄﻱ
ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺃﺨﺭﻯ.
-2ﺇﻨﻪ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﻤﺘﻬﻡ ﺃﻥ ﻴﻁﻠﺏ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻨﺎﺓ ﻋﻠﻴﻪ:
ﺤﺭﺹ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﺩﻡ ﺘﻌﺭﻴﺽ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻟﻠﻔﺘﻨﺔ ﻓﻰ ﺩﻴﻨﻪ ﻟﺫﻟﻙ ﺃﻋﻁﺎﻩ
ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻰ ﻁﻠﺏ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻭﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻨﺎﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺘﻜـﺏ ﻤـﺎ
ﻴﺨﺎﻟﻔﻬﺎ ﻓﻰ ﺃﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ،1ﻜﻤﺎ ﺃﻋﻁﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻰ ﻁﻠـﺏ ﺘﻁﺒﻴـﻕ
ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻭﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺇﺫ ﻗﺩ ﻴﺭﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﺍﻟﻤﻨﺸﻭﺩﺓ .2
/ 1د .ﻋﻮض اﻟﺤﺴﻦ اﻟﻨﻮر – ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ واﻟﻤﻮاﺛﻴﻖ اﻟﺪوﻟﻴﺔ – ص
– 203اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ – 1999م.
/ 2د .ﻋﻠﻲ أﺣﻤﺪ إﺑﺮاهﻴﻢ ﺣﻤﻮ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .115
52
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ
ﺍﳊﺼﺎﻧﺔ ﺍﻟﱪﳌﺎﻧﻴﺔ
53
ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻟﻲ ﻟﺴﻨﺔ 2005ﻡ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 100ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ-:
" ﻴﻜﻭﻥ ﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴـﺭ ﻋـﻥ ﺁﺭﺍﺌﻬـﻡ
ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺩﻭﻥ ﻗﻴﺩ ﺴﻭﻯ ﻤﺎ ﺘﻔﺭﻀﻪ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻻﺌﺤﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻤﻌﻨـﻲ،
ﻭﻻ ﺘﺘﺨﺫ ﻀﺩﻫﻡ ﺃﻴﺔ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭﻻ ﻴﺴﺄل ﺃﻱ ﻤﻨﻬﻡ ﺃﻤـﺎﻡ ﺃﻱ ﻤﺤﻜﻤـﺔ ﻓﻘـﻁ
ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺃﻭ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺒﺩﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺘﺄﺩﻴﺔ ﻤﻬﺎﻤﻪ ".
ﻓﻔﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻗﺭﺭ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﺤﺼﺎﻨﺔ ﻀﺩ
ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻘﻊ ﻤﻨﻬﻡ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺘﻌﺒﻴـﺭﻫﻡ ﻋـﻥ ﺁﺭﺍﺌﻬـﻡ
ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻡ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺒﺎﻟﻘﻭل ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ،ﻓﻼ ﻴﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻌـﻀﻭ
ﺇﺫﺍ ﺍﻨﻁﻭﻯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻜﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺴﺏ ﺃﻭ ﺇﻫﺎﻨـﺔ ﺴـﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺽ ﻀﺩﻫﺎ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻌﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺒـﺴﺒﺏ ﺃﺩﺍﺀ
ﺍﻟﻌﻀﻭ ﻟﻌﻤﻠﻪ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﻲ.
ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﻻ ﺘﻌﻔﻲ ﻋﻀﻭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘـﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴـﺔ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻌﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺇﻨﻬـﺎ ﻗﺎﺼـﺭﺓ ﻋﻠـﻰ
ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺘﻐﻁﻲ ﻓﻘﻁ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ
ﺍﻟﺭﺃﻯ ﻭﻻ ﺘﻤﺘﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻘﻊ ﺨﺎﺭﺝ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ،ﻜﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻀﺭﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺘل
ﺴﻭﺍﺀ ﻭﻗﻌﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺃﻭ ﺨﺎﺭﺠﻬﺎ ،ﻓﻼ ﻴﻌﻔﻰ ﺍﻟﻌﻀﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤـﺴﺌﻭﻟﻴﺔ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻓﻰ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ،ﻭﻴﺠﻭﺯ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻓﻰ ﻤﻭﺍﺠﻬﺘﻪ ﺒﺸﺄﻥ ﺘﻠﻙ
ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﻜﺩﺘﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻀﺩ ﺠﻌﻔﺭ ﻤﺤﻤﺩ
ﻋﻠﻲ ﺃﺸﻘﻴﺭ 1ﺤﻴﺙ ﻗﺭﺭﺕ ﺍﻵﺘﻲ-:
) ﺇﻥ ﻋﻀﻭ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻟﻴﺱ ﻟﻪ ﺃﻱ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﻴـﺔ ﻀـﺩ
ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺨﻁﻴﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﺒﺽ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻤﺭ ﻗﺒﺽ ﺤﺘﻲ ﻭﻟﻭ ﻭﻗﻌﺕ ﺃﺤـﺩﺍﺙ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺩﺍﺨل ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻨﻔﺴﻪ (.
أي ﺻﻮت أﻋﻄﺎﻩ ﻓﻲ أي ﻣﻦ اﻟﻤﺠﻠﺴﻴﻦ أو ﻓ ﻲ أي ﻟﺠﻨ ﺔ ﻣ ﻦ ﻟﺠﺎﻧ ﻪ ﻧ ﺸﺮ أو ﻟ ﻢ ﻳﻨ ﺸﺮ " .وه ﻲ ﺗﻘﺎﺑ ﻞ اﻟﻤ ﺎدة 57ﻣ ﻦ دﺳ ﺘﻮر اﻟ ﺴﻮدان ﻟ ﺴﻨﺔ
،1964واﻟﻤﺎدة 133ﻣﻦ دﺳﺘﻮر اﻟﺴﻮدان اﻟﺪاﺋﻢ ﺳﻨﺔ 1973م ،واﻟﻤﺎدة (3)71ﻣ ﻦ دﺳ ﺘﻮر اﻟ ﺴﻮدان اﻹﻧﺘﻘ ﺎﻟﻲ ﻟ ﺴﻨﺔ 1985م ،واﻟﻤ ﺎدة 82
ﻣﻦ دﺳﺘﻮر ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﺴﻮدان ﻟﺴﻨﺔ 1998م.
54
ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﺭﺍﻋﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺇﺫﻥ ﻤﻥ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﻗﺒـل
ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺃﻯ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻤﻥ ﻗﺒﺽ ﻭﺘﻔﺘﻴﺵ ﻭﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﻀﺩﻩ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺩﺍ ﺤﺎﻻﺕ
ﺍﻟﺘﻠﺒﺱ ﺒﺎﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻗﺭﺭﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 92ﻤﻥ ﺩﺴﺘﻭﺭ ﺠﻤﻬﻭﺭﻴـﺔ ﺍﻟـﺴﻭﺩﺍﻥ
ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻟﻲ ﻟﺴﻨﺔ 2005ﻡ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ -:1
" ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻓﻰ ﻏﻴﺭ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻠﺒﺱ ،ﺇﺘﺨﺎﺫ ﺃﻯ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻀﺩ ﻋـﻀﻭ
ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺇﺘﺨﺎﺫ ﺃﻯ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻀﺒﻁ ﺒﺤﻘﻪ ﺃﻭ ﺒﺤﻕ ﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺘـﻪ
ﺩﻭﻥ ﺇﺫﻥ ﻤﻥ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ".
ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻗﺭﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻵﻨﻔﺔ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻫﻰ ﻤﺠﺭﺩ ﺤﺼﺎﻨﺔ ﺇﺠﺭﺍﺌﻴـﺔ
ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﻭﺠﻭﺏ ﺃﺨﺫ ﺇﺫﻥ ﻤﻥ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﻗﺒل ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺃﻯ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺠﻨﺎﺌﻴﺔ
ﻓﻰ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﻋﻀﻭ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻤﻴﺔ ،ﻭﻻ ﺘﻌﻨﻲ ﻋـﺩﻡ ﺨـﻀﻭﻋﻪ ﻹﺤﻜـﺎﻡ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ.
55
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺣﺼﺎﻧﺔ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻌﺜﺎﺕ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳊﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ
56
ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﻀﻬﺎ ﺘﺴﺘﻌﻴﺩ ﻭﻻﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺯﻭل ﻋﻨﻪ ﻭﺼـﻑ
ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ .1
ﻭﺘﻤﺘﺩ ﺤﺼﺎﻨﺔ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻭﻓﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺍﻓﻘﻪ ﻭﺃﻓـﺭﺍﺩ ﻋﺎﺌﻠﺘـﻪ
ﺍﻟﻤﻘﺭﺒﻴﻥ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻡ ،ﻓﺎﻟﺭﺍﺠﺢ ﺇﻨﻪ ﻟﺯﻭﺠـﺔ ﺭﺌـﻴﺱ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺯﻭﺝ ﺭﺌﻴﺴﺘﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺴﺎﺌﺭ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻷﺴﺭﺓ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺒـﺫﺍﺕ ﺤـﺼﺎﻨﺔ
ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﺔ ،ﺃﻤﺎ ﺒﺎﻗﻲ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﻭﺍﻟﺤﺎﺸﻴﺔ ﻓﻠﻬﻡ ﺤﺼﺎﻨﺔ ﺃﻋـﻀﺎﺀ ﺍﻟـﺴﻠﻙ
ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺸﺭﻁ ﺇﺒﻼﻍ ﺃﺴﻤﺎﺌﻬﻡ ﻗﺒل ﺍﻟﺯﻴﺎﺭﺓ ﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ .2
ﻭﻴﻨﺘﻬﻲ ﺘﻤﺘﻊ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ،ﺇﺫﺍ ﺯﺍل ﻋﻨﻪ ﻭﺼﻑ ﺭﺌـﻴﺱ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺒﺘﻨﺎﺯﻟﻪ ﺃﻡ ﺒﻌﺯﻟﻪ ﺃﻡ ﺒﺈﻨﺘﻬﺎﺀ ﻤﺩﺓ ﺭﺌﺎﺴﺘﻪ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻟﻴﺱ
ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺎ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﺩﻭل ﻤﻥ ﺃﻥ ﺘﺤﺘﻔﻅ ﻟﻪ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺠﺎﻤﻠﺔ .3
ﺜﺎﻨﻴ ًﹰﺎ :ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ-:
ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺒﻌﺜﺎﺕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻠﻌﺭﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺒﺤﺼﺎﻨﺎﺕ ﺸﺨـﺼﻴﺔ
ﻭﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ،ﺘﺴﺘﻤﺩ ﺃﺴﺎﺴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺘﻠﺘﺯﻡ ﻜـل ﺩﻭﻟـﺔ ﺒﺈﺤﺘﺭﺍﻤﻬـﺎ.
ﻭﺘﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺒﻌﻬﺎ ﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﻟـﻀﻤﺎﻥ ﺘﻤﺘـﻊ ﺍﻟﻤﺒﻌـﻭﺜﻴﻥ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴـﻴﻴﻥ
ﺒﺤﺼﺎﻨﺎﺘﻬﻡ ،ﻓﺒﻌﺽ ﺍﻟﺩﻭل ﺘﻜﺘﻔﻲ ﺒﺎﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺭﺩﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻓـﻲ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ،ﻭﺍﻟﺒﻌﺽ ﺍﻵﺨﺭ ﻴﺼﺩﺭ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ
ﺤﺩﻭﺩ ﻤﺎ ﻴﻘﺭﺭﻩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﻫﻨﺎﻟﻙ ﻓﺎﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺘﻴﻥ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ
ﻨﻅﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻤﺎ ﺩﺍﻤﺕ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻤﻜﻔﻭﻟﺔ ﻭﻤﺤﺘﺭﻤـﺔ .4ﻭﻓـﻰ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻨﻅـﻡ ﺍﻟﺤـﺼﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴـﻴﺔ ﻓـﻰ ﻗـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺎﺕ ﻭﺍﻹﻤﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﻟﺴﻨﺔ 1956ﻡ.
ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻴﻨﺎ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺒﺭﻤـﺔ ﻓـﻲ 18ﺃﺒﺭﻴـل ﺴـﻨﺔ
1961ﻡ ،5ﺃﻫﻡ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺘﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺘﺩﻭﻴﻥ ﻟﻠﻌﺭﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺤـﺼﺎﻨﺎﺕ
57
ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ .ﻭﻗﺩ ﺃﻜﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻘﺩﻤﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺴـﺘﻤﺭﺍﺭ ﻗﻭﺍﻋـﺩ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺭﻓﻲ ﻓﻲ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﻨﻅﻤﻬﺎ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺼﺭﺍﺤﺔ.
ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻠﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ-:
ﻫﺫﺍ ﻭﻗﺩ ﺇﺨﺘﻠﻔﺕ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺤﻭل ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻠﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ،ﻭﻨﺸﺄﺕ
ﻓﻲ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻋﺩﺓ ﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺃﻫﻤﻬﺎ -:1
-1ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻹﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ-:
ﻭﻤﻀﻤﻭﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺒﻌﻭﺙ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﺤﻴﻨﻤﺎ ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤـﺩ
ﻟﺩﻴﻬﺎ ﻴﻔﺘﺭﺽ ﻭﻜﺄﻨﻪ ﻻ ﻴﺯﺍل ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺩﻭﻟﺘﻪ ،ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻴﺴﺘﻘل ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻁﻠﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴـﺔ
ﻭﻻ ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻟﺩﻴﻬﺎ ﻭﻴﺴﺘﻤﺭ ﺨﺎﻀﻌﹰﺎ ﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺩﻭﻟﺘﻪ .ﻭﺒﺎﻟﻤﺜل ﻴﻌﺩ
ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﺇﻤﺘﺩﺍﺩ ﻹﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﻭﻜﺄﻨﻪ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻓـﻲ
ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻟﺩﻴﻬﺎ .ﻭﻗﺩ ﺍﻨﺘﻘﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀﹰﺍ ﻋﻠﻲ ﺃﻨﻬـﺎ ﺘـﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟـﻰ
ﺇﻓﺘﺭﺍﺽ ﺨﺎﻁﺊ ﻭﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺤﺔ.
-2ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ-:
ﻭﺘﺭﺘﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻤﺘـﻊ
ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﻌﻭﺙ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﻭﺘﻤﺜﻴﻠﻪ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺫﺍﺕ ﺴﻴﺎﺩﺓ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻟﺩﻴﻬﺎ ،ﻭﺘﺩﻤﺞ
ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺤﺼﺎﻨﺘﻪ ﻓﻲ ﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﺜﻠﻬﺎ ،ﻓﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﻜل ﻤﺎ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﻪ ﺍﻟﺩﻭل ﻓـﻲ
ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺒﻌﻀﻌﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺽ .ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻻ ﺘﻔﺴﺭ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻤﺘـﻊ ﺒﻬـﺎ
ﺍﻟﻤﺒﻌﻭﺙ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﺨﺎﺭﺝ ﻨﻁﺎﻕ ﻋﻤﻠﻪ.
-3ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ-:
ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺘﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﺃﻤـﺭ ﻀـﺭﻭﺭﻱ ﻟﻤﺒﺎﺸـﺭﺓ
ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﺒﺩﻭﻥ ﻋﻭﺍﺌﻕ ،ﻭﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﻤﻘﺭﺭﺓ ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﻭﻟـﻴﺱ
ﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﺍﻟﻤﺒﻌﻭﺙ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ.
ﻭﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻴﻨﺎ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1961ﻡ ،ﻨﺠﺩﻫﺎ ﻗﺩ ﺃﺨﺫﺕ
ﺒﻨﻅﺭﻴﺔ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﻭﺒﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ،ﺇﺫ
/ 1د .ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺮﺣﺎن – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .867د .ﺣﺎﻣﺪ ﺳﻠﻄﺎن ود.ﻋﺎﺋﺸﺔ راﺗﺐ ود .ﺻﻼح اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺎﻣﺮ – اﻟﻘﺎﻧﻮن
اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﻌﺎم – ص – 185اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ – دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ – 1962م .د .آﻤﺎل أﻧﻮر ﻣﺤﻤﺪ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .66 ،65
58
ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻤﻘﺩﻤﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻟﻴﺱ ﻫﻭ ﺇﻓﺎﺩﺓ ﺍﻷﻓـﺭﺍﺩ ﺒـل
ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻔﻌﺎل ﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﺒﻌﺜﺎﺕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﺒﻭﺼﻔﻬﺎ ﻤﻤﺜﻠﺔ ﻟﻠﺩﻭل.
ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ-:
/1ﺤﺼﺎﻨﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻭﻤﺴﺘﻨﺩﺍﺘﻬﺎ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ-:
ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ،ﻋﺩﻡ ﺠـﻭﺍﺯ ﺍﻟﺘﻌـﺭﺽ ﻟـﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﻌﺜـﺔ
ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ،1ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺴﻁﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺩﺨﻭل ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺇﻻ ﺒﺄﺫﻥ ﻤـﻥ ﺭﺌـﻴﺱ
ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺃﻭ ﺃﺜﺎﺜﺎﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﺎ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﻤﻭﺠـﻭﺩﺓ
ﻼ ﻟﻠﺘﻔﺘﻴﺵ ﺃﻭ ﺍﻹﺴﺘﻴﻼﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺠﺯ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴـﺫ .2
ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﻤﺤ ﹰ
ﻜﺫﻟﻙ ﺘﻤﺘﺩ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺤﻔﻭﻅﺎﺕ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﻭﻭﺜﺎﺌﻘﻬﺎ ،ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﺘﻌـﺭﺽ ﻟﻬـﺎ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺕ ﻭﺃﻴﻨﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ .3ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﻬﺎ ﻭﻟﻭ
ﺒﻌﺩ ﺇﻨﺘﻬﺎﺀ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ،ﻜﺫﻟﻙ ﻭﻟﻭ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﺒﻤﺒﺎﻨﻲ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ.
ﻜﻤﺎ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﺍﻟﻤﺭﺍﺴﻼﺕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺒﻌﺜﺔ ،ﻜﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﺠـﻭﺯ ﻓـﺘﺢ
ﺍﻟﺤﻘﻴﺒﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺤﺠﺯﻫﺎ ،ﻭﻴﺘﻤﺘﻊ ﺤﺎﻤﻠﻬﺎ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺸﺨـﺼﻴﺔ ﻓـﻼ ﻴﺠـﻭﺯ
ﺍﻟﻘﺒﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﺇﻋﺘﻘﺎﻟﻪ .4
ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻻ ﺘﻤﺘﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﺒﻌﺩ ﻤﻤﺎ ﻫـﻭ
ﻀﺭﻭﺭﻱ ﻭﻻﺯﻡ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﻘﺭ ﺍﻟﺒﻌﺜـﺔ ﻭﻀـﻤﺎﻥ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻔﻌـﺎل ﻟﻭﻅـﺎﺌﻑ ﺍﻟﺒﻌﺜـﺔ
ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ .5
/2ﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻤﺒﻌﻭﺙ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ-:
ﺒﺤﺼﺎﻨﺔ ﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﻘﺒﺽ ﻋﻠﻴـﻪ ﺃﻭ 6
ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﻤﺒﻌﻭﺙ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ
ﺇﻋﺘﻘﺎﻟﻪ ،7ﻜﻤﺎ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ
ﻟﺩﻴﻬﺎ ،ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﺘﺭﻓﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﺠﻬﺎﺕ ﻗﻀﺎﺌﻬﺎ ﻭﻻ ﺃﻥ ﺘﻁﺒـﻕ
/ 1وﻓﻘًﺎ ﻟﻠﻤﺎدة )1ح( ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻴﻨﺎ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1961م ،ﻓﺈن دار اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ وأﺟﺰاء اﻷﺑﻨﻴﺔ
واﻷراﺿﻲ اﻟﻤﻠﺤﻘﺔ ﺑﻬﺎ اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ أﻏﺮاض اﻟﺒﻌﺜﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺰل رﺋﻴﺲ اﻟﺒﻌﺜﺔ ﺳﻮاء آﺎﻧﺖ اﻟﺒﻌﺜﺔ ﺗﺸﻐﻞ هﺬﻩ ااﻷﻣﺎآﻦ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﻋﻦ
ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻤﻠﻚ أم ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻹﻳﺠﺎر.
/ 2اﻟﻤﺎدة 22ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻴﻨﺎ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1961م.
/ 3اﻟﻤﺎدة 24ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ.
/ 4اﻟﻤﺎدة 27ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ.
/ 5د .ﺣﺎﻣﺪ ﺳﻠﻄﺎن ود .ﻋﺎﺋﺸﺔ راﺗﺐ ود .ﺻﻼح اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺎﻣﺮ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .187
/ 6اﻟﻤﺒﻌﻮث اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ آﻤﺎ ﻋﺮﻓﺘﻪ اﻟﻤﺎدة )1هـ( ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻴﻨﺎ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1961م ،هﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﺒﻌﺜﺔ أو أﺣﺪ ﻣﻮﻇﻔﻴﻬﺎ
اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﻴﻦ.
/ 7اﻟﻤﺎدة 29ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻴﻨﺎ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1961م.
59
ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻭﺍﻨﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺤﺼﺎﻨﺔ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﺘﻐﻁﻲ ﻜﺎﻓﺔ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﻤﺒﻌﻭﺙ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ،
ﺴﻭﺍﺀ ﺇﺭﺘﺒﻁﺕ ﺒﺄﺩﺍﺌﻪ ﻷﻋﻤﺎل ﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ﺃﻭ ﺒﻤﺒﺎﺸﺭﺘﻪ ﻟﺤﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ .1
ﻭﻟﻜﻥ ﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻋﺩﻡ ﺇﺘﺒﺎﻉ ﺍﻟﻤﺒﻌﻭﺙ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ
ﻟﺩﻴﻬﺎ ﻤﺒﺎﺡ ﻟﻪ ،ﺒل ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺤﺘﺭﺍﻡ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭﺃﻨﻅﻤﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،2ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺨـﺎﻟﻑ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻓﺈﻨﻪ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻠﻌﺭﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺘﻘﻭﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻟﺩﻴﻬﺎ ﺒﺘﺒﻠﻴﻎ ﺍﻷﻤـﺭ ﺇﻟـﻰ
ﺩﻭﻟﺘﻪ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺠﻭﺯﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻌﺘﺒﺭﻩ ﺸﺨﺼﹰﺎ ﻏﻴﺭﻤﺭﻏﻭﺏ ﻓﻴﻪ )(Persona non grata
ﻭﺘﻁﻠﺏ ﺇﺴﺘﺩﻋﺎﺌﻪ .ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﻨﺹ ﺇﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻴﻨﺎ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ
1961ﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺭﺍﺠﺢ ﻓﻲ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺃﻨﻪ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻟﺩﻴﻬﺎ
ﺘﻜﻠﻴﻔﻪ ﺒﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﻨﺴﻭﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺠﺴﻴﻤﹰﺎ ﺨﻁﻴﺭﺍﹰ ،ﺒل ﻭﻴﺠﻭﺯ ﻟﻬـﺎ
ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﺼﻭﻯ ﺃﻥ ﺘﺘﺠﺎﻫـل ﺤـﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻤﺒﻌـﻭﺙ
ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﻭﺘﻘﻭﻡ ﺒﺎﻟﻘﺒﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﻨﺴﻭﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻴﻘﺘﻀﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻹﺠـﺭﺍﺀ
ﻟﺩﻓﻊ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻟﺩﻴﻬﺎ ﻴﻘﻑ ﻋﻨﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤـﺩ ،ﻓـﻼ
ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺘﺤﺎﻜﻤﻪ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺤﺎﻜﻤﻬﺎ ،ﺒل ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺘﺴﻠﻴﻤﻪ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻘﺒﺽ ﻋﻠﻴـﻪ ﺇﻟـﻰ
ﺴﻠﻁﺎﺕ ﺩﻭﻟﺘﻪ ﻟﺘﺘﻭﻟﻰ ﻫﻲ ﻤﺤﺎﻜﻤﺘﻪ .3
ﻭﺘﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﻌﻭﺙ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ
ﻤﺴﻜﻨﻪ ﺒﻤﻨﺄﻯ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻟﺩﻴﻬﺎ ،ﻓﻼ ﻴﺠـﻭﺯ
ﻼ ﻟﻠﺘﻔﺘـﻴﺵ ﺃﻭ
ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺩﺨﻭﻟﻪ ﺇﻻ ﺒﺈﺫﻥ ﻤﻨﻪ ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﺠـﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﻜـﻭﻥ ﻤﺤـ ﹰ
ﺍﻹﺴﺘﻴﻼﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺠﺯ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ،ﻜﻤﺎ ﺘﺘﻤﺘـﻊ ﺒﺎﻟﺤـﺼﺎﻨﺔ ﺃﻴـﻀﹰﺎ ﺃﻤﻭﺍﻟـﻪ ﻭﺃﻭﺭﺍﻗـﻪ
ﻭﻤﺭﺍﺴﻼﺘﻪ .4
ﻭﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻤﻤﻨﻭﺤﺔ ﻟﻠﻤﺒﻌﻭﺙ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺃﺴﺭﺘﻪ ﻤﻥ ﺃﻫل
ﺒﻴﺘﻪ ﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻁﻨﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻟﺩﻴﻬﺎ .5
60
/3ﺤﺼﺎﻨﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻭﺃﺴﺭﻫﻡ-:
ﺃ -ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻭﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﻭﻥ ﻭﺍﻟﻔﻨﻴﻭﻥ:
ﻭﻴﺘﻤﺘﻌﻭﻥ ﺒﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺒﻌﻭﺙ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺃﻓﺭﺍﺩ
ﺃﺴﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺒﻴﺘﻬﻡ ﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻁﻨﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻟﺩﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻥ
ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﺍﺌﻤﺔ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻁﻨﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ
ﻟﺩﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﺍﺌﻤﺔ ﻓﻼ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﻘﺩﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺴﻤﺢ ﺒـﻪ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻟﺩﻴﻬﺎ .1
ﺏ -ﻤﺴﺘﺨﺩﻭﺍ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ:
ﻴﺘﻤﺘﻊ ﻤﺴﺘﺨﺩﻤﻭﺍ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﻓﻘﻁ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻤﻭﻥ ﺒﻬﺎ
ﻓﻲ ﻨﻁﺎﻕ ﻭﻅﺎﺌﻔﻬﻡ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﻤﻥ ﺭﻋﺎﻴﺎ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻟـﺩﻴﻬﺎ ﺃﻭ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻗﺎﻤﺔ ﺩﺍﺌﻤﺔ ﻭﺇﻻ ﻓﻼ ﻴﺘﻤﺘﻌﻭﻥ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺇﻻ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﺘـﺴﻤﺢ ﺒـﻪ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻟﺩﻴﻬﺎ .2
ﺝ -ﺍﻟﺨﺩﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻭﻥ ﻟﺩﻱ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ-:
ﻭﻫﺅﻻﺀ ﻻ ﻴﺘﻤﻌﻭﻥ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺇﻻ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﺘﺴﻤﺢ ﺒﻪ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤـﺩ ﻟـﺩﻴﻬﺎ،
ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ .3
ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ-:
ﻴﻘﻀﻲ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺒﺄﻥ ﻻ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ
ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺒﺩﺃ ﻓﻴﻪ ﺒﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻤﻬﻤﺘﻪ ﺍﻟﺭﺴـﻤﻴﺔ .ﻏﻴـﺭ ﺃﻥ ﺍﻟـﺩﻭل
ﺘﺴﺎﻤﺤﹰﺎ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﻤﺠﺎﻤﻠﺔ ﺘﺠﻴﺯ ﺘﻤﺘﻌﻪ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺩﺨﻭﻟﻪ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﻟﺘﻭﻟﻲ ﻤﻬـﺎﻡ
ﻤﻨﺼﺒﻪ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺇﻋﻼﻥ ﺘﻌﻴﻴﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻴﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﻴﺘﻔﻕ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻭﺠﻭﺩﹰﺍ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻟﺩﻴﻬﺎ ،4ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﺨﺫﺕ ﺒـﻪ
ﺃﻴﻀﹰﺎ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻴﻨﺎ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1961ﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (1)39ﻤﻨﻬﺎ.
61
ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻨﺘﻬﻲ ﻤﻬﻤﺔ ﻤﻥ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤـﺩ
ﻟﺩﻴﻬﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺘﻤﺘﻌﻪ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﻴﻨﺘﻬﻲ ﺒﻤﻐﺎﺩﺭﺘﻪ ﻹﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﺃﻭ ﺒﻌﺩ ﺇﻨﻘﻀﺎﺀ ﻓﺘﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﻥ
ﺘﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺒﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ،ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﺘﺴﺘﻤﺭ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﻰ
ﻗﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺁﺩﺍﺌﻪ ﻟﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ .1
ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻭﻓﺎﺓ ﺃﺤﺩ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺃﺴﺭﺘﻪ ﻴـﺴﺘﻤﺭﻭﻥ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﻤﺘـﻊ
ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﺤﻘﻭﻨﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﺇﻨﻘﻀﺎﺀ ﻓﺘﺭﺓ ﻤﻌﻘﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﻥ ﺘﻤﻨﺢ ﻟﻬﻡ ﻟﻤﻐـﺎﺩﺭﺓ
ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻟﺩﻴﻬﺎ . 2
ﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻤﺒﻌﻭﺙ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻟﺩﻴﻬﺎ-:
ﺇﺫﺍ ﺘﻁﻠﺏ ﻭﺼﻭل ﺍﻟﻤﺒﻌﻭﺙ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﺇﻟﻰ ﻤﻘﺭ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤـﺩ
ﻟﺩﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﻭﺩﺘﻪ ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻟﺘﻪ ﺃﻭ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻤﺒﺎﺸﺭﺘﻪ ﻷﻋﻤﺎل ﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ﺍﻟﻤﺭﻭﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ
ﺒﺈﻗﻠﻴﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﺜﺎﻟﺜﺔ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺘﻤﻨﺤﻪ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ
ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺭﻭﺭ ﻭﻴﺴﺭﻱ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺃﺴﺭﺘﻪ ﺍﻟـﺫﻴﻥ
ﻴﺘﻤﺘﻌﻭﻥ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ،ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﺭﺍﻓﻘﻴﻥ ﻟﻪ ﺃﻭ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻘﻬﻡ ﺇﻟﻴـﻪ
ﺃﻭ ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻕ ﻋﻭﺩﺘﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺒﻠﺩﻫﻡ .3
ﻜﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺃﻥ ﺘﻤﻨﺢ ﺠﻤﻴﻊ ﺇﻨـﻭﺍﻉ ﺍﻟﻤﺭﺍﺴـﻼﺕ ﺍﻟﺭﺴـﻤﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺭﺴل ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺤﻘﺎﺌﺏ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻤـﺭﻭﺭﻫﻡ ﻓـﻲ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬـﺎ ﻨﻔـﺱ
ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻟﺩﻴﻬﺎ ﺍﻥ ﺘﻤﻨﺤﻬﺎ ﻟﻬﻡ .4
ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻹﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺘﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻭﺠـﻭﺩ ﺍﻷﺸـﺨﺎﺹ ﺃﻭ
ﻟﻤﺭﺍﺴﻼﺕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﺏ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ .5
ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ-:
ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ،ﺇﻻ ﺇﻨﻪ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﺼﺭﻴﺤﹰﺎ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺤﻭﺍل .6ﻭﻨﻅﺭﹰﺍ ﻻﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﻤﻘﺭﺭﺓ ﻟﻀﻤﺎﻥ
ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻔﻌﺎل ﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻤﻥ ﻴﺘﻤﺘـﻊ ﺒﻬـﺎ ﺍﻟﺘﻨـﺎﺯل
62
ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﻴﻘﺘﺼﺭ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺜـﺔ ﺒﺎﻟﻨـﺴﺒﺔ
ﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ،ﻭﻟﻬﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﺃﻥ ﻴﺘﻨﺎﺯل ﺒﺈﺴﻡ ﺒﻼﺩﻩ ﻋﻥ ﺤﺼﺎﻨﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ
ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﻭﻋﺎﺌﻼﺘﻬﻡ .1
ﺜﺎﻟﺜ ﹰﺎ :ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ-:
ﻟﻴﺴﺕ ﻟﻠﺒﻌﺜﺎﺕ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﺃﻱ ﺼﻔﺔ ﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻻ ﺘﻤﺜل ﺩﻭﻟﻬﺎ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺘﻘﻭﻡ ﻓﻘﻁ
ﺒﻤﺎ ﺘﻭﻜﻠﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺩﺍﺨل ﺤﺩﻭﺩ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﺎﺘﻬﺎ ﻜﻭﻜﻴﻠﺔ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠـﻰ
ﺫﻟﻙ ﻋﺩﻡ ﺘﻤﺘﻌﻬﺎ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ .ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﺠﺭﻯ ﺍﻟﻌـﺭﻑ ﺍﻟـﺩﻭﻟﻲ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻹﻋﺘﺭﺍﻑ ﻟﻬﺎ ﺒﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺎﺕ ﺒﻘﺼﺩ ﺘﺄﻤﻴﻥ ﺁﺩﺍﺌﻬﺎ ﻷﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻀل ﻭﺠﻪ ﻨﻴﺎﺒﺔ
ﻋﻥ ﺩﻭﻟﻬﺎ .2ﻭﻗﺩ ﺃﻗﺭﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻴﻨﺎ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺩﺓ ﻓﻲ 24ﺃﺒﺭﻴل ﺴـﻨﺔ
1963ﻡ ،3ﻤﺎ ﺠﺭﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﺭﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﺩ ﻤﺎﻟﺕ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺘﻭﺴـﻊ ﻓـﻲ
ﻤﻀﻤﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺎﺕ ،ﻭﻗﺩ ﻨﺼﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻘﺩﻤﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﻤﻥ
ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﻟﻴﺱ ﻫﻭ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺒل ﻫﻭ ﺘـﺄﻤﻴﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺒﻌﺜـﺎﺕ ﺍﻟﻘﻨـﺼﻠﻴﺔ
ﻷﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻀل ﻭﺠﻪ ﻨﻴﺎﺒﺔ ﻋﻥ ﺩﻭﻟﻬﻡ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻜﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺇﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻗﻭﺍﻋﺩ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺭﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻰ ﻟﻡ ﺘﻔﺼل ﻓﻴﻬﺎ ﻨﺼﻭﺹ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺼﺭﺍﺤﺔ.
ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ-:
-1ﺤﺼﺎﻨﺔ ﻤﺒﺎﻨﻲ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ-:
ﺘﺘﻤﺘﻊ ﻤﺒﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﺒﺎﻟﺤﺭﻤﺔ ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻟﻤﻭﻓـﺩ ﺇﻟﻴﻬـﺎ
ﺍﻟﺩﺨﻭل ﻓﻰ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﻤﺨﺼﺹ ﻤﻥ ﻤﺒﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﻷﻋﻤـﺎل ﺍﻟﺒﻌﺜـﺔ ﺍﻟﻘﻨـﺼﻠﻴﺔ ﺇﻻ
ﺒﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﻓﺩﺓ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻴﻨﻴﺒﻪ ﺃﻭ ﺒﻤﻭﺍﻓﻘﺔ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺒﻌﺜـﺔ
ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﻓﺩﺓ ،4ﻜﻤﺎ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻤﺤﻔﻭﻅﺎﺕ ﻭﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺒﻌﺜـﺔ
ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﺎ ﻓﻰ ﺃﻯ ﻭﻗﺕ ﻭﺃﻴﻨﻤﺎ ﻭﺠـﺩﺕ ،5ﻭﺒﺎﻟﻤﺜـل ﺘﺘﻤﺘـﻊ
ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺴﻼﺕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ،ﻜﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻓﺘﺢ ﺃﻭ ﺤﺠﺯ ﺍﻟﺤﻘﻴﺒﺔ
ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺤﺎﻤﻠﻬﺎ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﻘﺒﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﺤﺠﺯﻩ .6
63
-2ﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﻭﻥ-:
ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﻭﻥ 1ﺒﺤﺼﺎﻨﺔ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﻋﺭﻀﺔ
ﻟﻠﻘﺒﺽ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺒﺱ ﺍﻹﺤﺘﻴﺎﻁﻲ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺠﻨﺎﻴﺔ ﺨﻁﻴﺭﺓ ﻭﺒﻌﺩ ﺼﺩﻭﺭ ﻗـﺭﺍﺭ ﻤـﻥ
ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ،2ﻜﻤﺎ ﻴﺘﻤﺘﻌﻭﻥ ﺒﺎﻟﺤـﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻘـﻀﺎﺌﻴﺔ ﻓﻴﻤـﺎ ﻴﺨـﺘﺹ
ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﻓﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﻜﺎﻤﻠﺔ ،ﺒل ﻗﺎﺼـﺭﺓ
ﻓﻘﻁ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻘﻭﻤﻭﻥ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺃﻋﻤﺎل ﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻭﻅﻴﻔﺘﻬﻡ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ .3
ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ-:
ﻴﺘﻤﺘﻊ ﻜل ﻋﻀﻭ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻤﻤﻨﻭﺤﺔ ﻟﻪ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺩﺨﻭﻟـﻪ
ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﻓﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺒﻘﺼﺩ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻤﻘﺭ ﻋﻤﻠﻪ ﺃﻭ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺘﺴﻠﻤﻪ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻓﻰ
ﻼ ﻓﻰ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﻓﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻭﻋﻨـﺩ ﺇﻨﺘﻬـﺎﺀ
ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻭﺠﻭﺩﹰﺍ ﺃﺼ ﹰ
ﻤﻬﻤﺔ ﻋﻀﻭ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﻴﻨﺘﻬﻰ ﻋﺎﺩﺓ ﺘﻤﺘﻌﻪ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﻐﺎﺩﺭ ﻓﻴﻪ
ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﻓﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﻨﺩ ﺇﻨﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻤﻬﻠﺔ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻤﻨﺢ ﻟﻪ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻐـﺭﺽ.
ﺇﻻ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺘﻅل ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﻰ ﻗﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﻀﻭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻭﻅـﻑ
ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻲ ﺒﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺘﺄﺩﻴﺔ ﻤﻬﺎﻡ ﻭﻅﻴﻔﺘﻪ .4
ﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﻭﻥ ﻓﻰ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﻓﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ-:
ﺇﺫﺍ ﻤﺭ ﻋﻀﻭ ﻗﻨﺼﻠﻲ ﺃﻭ ﻭﺠﺩ ﻓﻰ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﺜﺎﻟﺜﺔ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺘﻭﺠﻬﻪ ﻟﺘﻭﻟﻲ ﻤﻬـﺎﻡ
ﻤﻨﺼﺒﻪ ﺃﻭ ﻋﻭﺩﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﻓﺩﺓ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺃﻥ ﺘﻤﻨﺤﻪ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺘـﻲ
ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﻓﺩﺓ ﺃﻥ ﺘﻤﻨﺤﻪ ﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﻗﺩ ﺘﻠﺯﻡ ﻟﺘﺄﻤﻴﻥ ﻤﺭﻭﺭﻩ ﺃﻭ ﻋﻭﺩﺘﻪ ،ﻜﻤﺎ
ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻤﻨﺢ ﺍﻟﻤﺭﺍﺴﻼﺕ ﻭﻜﺎﻓﺔ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻹﺘﺼﺎﻻﺕ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﺏ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ
ﻭﺤﺎﻤﻠﻴﻬﺎ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻤﺭﻭﺭﻫﻡ ﺒﺈﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﻓﺩ ﺇﻟﻴﻬـﺎ
ﺃﻥ ﺘﻤﻨﺤﻬﺎ ﻟﻬﻡ ،ﻭﺘﺠﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻹﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜـﺔ ﻭﻟـﻭ ﻜـﺎﻥ ﻭﺠـﻭﺩ
ﺍﻟﻤﺭﺍﺴﻼﺕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻘﺎﺌﺏ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﻭﺤﺎﻤﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ .5
/ 1اﻟﻌﻀﻮ اﻟﻘﻨﺼﻠﻲ وﻓﻘًﺎ ﻟﻠﻤﺎدة )1د( ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻴﻨﺎ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1963م ،ﻳﻌﻨﻲ أي ﺷﺨﺺ ﻳﻜﻮن ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺼﻔﺔ ﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ
أﻋﻤﺎل ﻗﻨﺼﻠﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ رﺋﻴﺲ اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ.
/ 2اﻟﻤﺎدة 41ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻴﻨﺎ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1963م.
/ 3اﻟﻤﺎدة (1)43ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ.
/ 4اﻟﻤﺎدة 53ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ.
/ 5اﻟﻤﺎدة 54ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ.
64
ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ-:
ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﻓﺩﺓ ﺃﻥ ﺘﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻴﺠـﺏ ﺃﻥ
ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﺼﺭﻴﺤﹰﺎ ﻓﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻜﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺒﻠﻎ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ
ﺍﻟﻤﻭﻓﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ .1
ﺭﺍﺒﻌ ﹰﺎ :ﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ-:
2
ﻭﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻜﺠﺎﻤﻌﺔ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻜﻬﻴﺌﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ
ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ 3ﻭﺃﻤﻭﺍﻟﻬﺎ ﻭﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺘﻬﺎ ﺍﻴﹰﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻜﺎﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺤﺎﺌﺯﻫﺎ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ
ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺘﺹ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ،ﻜﻤﺎ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﻤﺒﺎﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻐﻠﻬﺎ ﺒﺎﻟﺤﺭﻤﺔ ﻓﻼ ﻴﺠـﻭﺯ
ﺘﻔﺘﻴﺸﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻹﺴﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻤﺼﺎﺩﺭﺘﻬﺎ ،ﻭﺒﺎﻟﻤﺜل ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻟﻠﻤﺤﻔﻭﻅـﺎﺕ
ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻭﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻠﻜﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﺤﻭﺯﻫﺎ ﺃﻴﹰﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻜﺎﻨﻬﺎ .4
ﻜﺫﻟﻙ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﻤﻤﺜﻠﻭﺍ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺒﻌﺔ
ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺩﻋﻭ ﺇﻟﻰ ﻋﻘﺩﻫﺎ ﻭﺃﻴﻀﹰﺎ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻭﻓﺩﻭﻥ ﻓﻲ
ﻤﻬﻤﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ،ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺘﻤﻭﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺸﺨـﺼﻴﺔ ﺃﺜﻨـﺎﺀ
ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻬﻡ ﻟﻭﻅﺎﺌﻔﻬﻡ ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﻘﺒﺽ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺃﻭ ﺤﺠﺯﻫﻡ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺘﻤﺘﻌﻭﻥ ﺒﺎﻟﺤـﺼﺎﻨﺔ
ﻀﺩ ﺍﻟﺨﻀﻭﻉ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺼﺩﺭ ﻋﻨﻬﻡ ﺒﺴﺒﺏ ﻗﻴﺎﻤﻬﻡ ﺒﺄﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ .5
ﻭﻫﻡ ﻴﻅﻠﻭﻥ ﺤﺘﻰ ﺒﻌﺩ ﺯﻭﺍل ﺼﻔﺘﻬﻡ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﻤـﺄﻤﻭﺭﻴﺘﻬﻡ ﻤﺘﻤﺘﻌـﻴﻥ ﺒﺎﻟﺤـﺼﺎﻨﺔ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺼﺩﺭ ﻋﻨﻬﻡ ﺒﺴﺒﺏ ﻗﻴﺎﻤﻬﻡ ﺒﺄﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻤـﺩﺓ ﺘﻤﺜـﻴﻠﻬﻡ ﻟـﺩﻭﻟﻬﻡ
ﺒﻬﻴﺌﺎﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﻤﺩﺓ ﻗﻴﺎﻤﻬﻡ ﺒﻤﺄﻤﻭﺭﻴﺘﻬﻡ .6
65
ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻻ ﺘﻤـﻨﺢ ﻟﻤﻤﺜﻠـﻲ ﺍﻟـﺩﻭل ﺍﻷﻋـﻀﺎﺀ
ﻟﻤﺼﻠﺤﺘﻬﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻭﻟﻜﻥ ﻀﻤﺎﻨﹰﺎ ﻟﺘﻤﺘﻌﻬﻡ ﺒﻜﺎﻤل ﺇﺴﺘﻘﻼﻟﻬﻡ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﻷﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ
ﺒﺎﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﻋـﻀﺎﺀ ﻓـﻰ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤـﺔ ﺭﻓـﻊ
ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﻋﻥ ﻤﻤﺜﻠﻴﻬﺎ ﻜﻠﻤﺎ ﺭﺃﺕ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺘﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﺘﺤﻘﻴـﻕ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟـﺔ ﻭﺃﻥ
ﺭﻓﻌﻬﺎ ﻻ ﻴﺅﺜﺭ ﻓﻰ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻪ ﻤﻨﺤﺕ .1
ﻜﺫﻟﻙ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺍﻷﻤﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻭﻤـﺴﺎﻋﺩﻴﻪ ﻭﺃﻓـﺭﺍﺩ ﺃﺴـﺭﻫﻡ
ﻭﺍﻷﻤﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻷﻤﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﻭﻥ ﻭﺍﻟﻤﻭﻅﻔـﻭﻥ ﺍﻟﺭﺌﻴـﺴﻴﻭﻥ
ﻭﺃﻓﺭﺍﺩ ﺃﺴﺭﻫﻡ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻓﻰ ﻜل ﻤﺎ ﻴﺼﺩﺭ ﻋﻨﻬﻡ ،ﺴﻭﺍﺀ ﻜـﺎﻥ
ﺒﺴﺒﺏ ﺁﺩﺍﺌﻬﻡ ﻷﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺘﻬﻡ ﻟﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ،2ﺃﻤﺎ ﺒﻘﻴﺔ ﻤـﻭﻅﻔﻲ
ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻭﻤﻭﻅﻔﻲ ﺍﻷﻤﺎﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﻼ ﻴﺘﻤﺘﻌﻭﻥ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ
ﺇﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺼﺩﺭ ﻋﻨﻬﻡ ﺒﺼﻔﺘﻬﻡ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ .3
ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺘﻤﻨﺢ ﻟﻤﻭﻅﻔﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﺘﺤﻘﻴﻘﹰﺎ ﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﻭﻟﻴﺱ
ﺘﺤﻘﻴﻘﹰﺎ ﻟﻤﺼﺎﻟﺤﻬﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﻊ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﻋﻥ ﺃﻱ
ﻤﻭﻅﻑ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺤﺎﻟﺔ ﻴﺭﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺘﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻭﺇﻥ ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺭﻓﻌﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻹﻀﺭﺍﺭ ﺒﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ .4
ﺨﺎﻤﺴ ًﹰﺎ :ﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﺒﻌﺜﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ-:
ﺨﻼﻓﹰﺎ ﻟﻠﺒﻌﺜﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻤﺔ ﻓﻘﺩ ﺘﺄﺘﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺒﻌﺜﻪ ﺨﺎﺼﺔ ﻟﻐﺭﺽ ﻤﺤـﺩﺩ
ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺴﻴﺎﺴﻴﹰﺎ ﺍﻭ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻴﹰﺎ ﺃﻭ ﺘﺠﺎﺭﻴﺎﹰ ،ﻭﻗﺩ ﻴﺘﺤﺩﺩ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻷﻋﻀﺎﺀ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺇﺘﻔﺎﻕ ﺜﻨﺎﺌﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺘﻴﻥ ،ﺍﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺘﻭﻓﺭ ﻫـﺫﺍ ﺍﻹﺘﻔـﺎﻕ ﻓﻴﺘﻌـﻴﻥ
ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻜﻲ ﻴﺤﺴﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ .5
/ 1اﻟﻤﺎدة (14)14ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﺰاﻳﺎ وﺣﺼﺎﻧﺎت اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﺴﻨﺔ 1946م .واﻟﻤﺎدة 14ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﺰاﻳﺎ وﺣﺼﺎﻧﺎت ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول
اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1953م.
/ 2اﻟﻤﺎدة (19)5ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﺰاﻳﺎ وﺣﺼﺎﻧﺎت اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﺴﻨﺔ 1946م .واﻟﻤﺎدة 22ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﺰاﻳﺎ وﺣﺼﺎﻧﺎت ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻟﺴﻨﺔ 1953م.
/ 3اﻟﻤﺎدة (18)5ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﺰاﻳﺎ وﺣﺼﺎﻧﺎت اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﺴﻨﺔ 1946م .واﻟﻤﺎدة )16أ( ﻣﻦ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﺰاﻳﺎ وﺣﺼﺎﻧﺎت ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول
اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1953م.
/ 4اﻟﻤﺎدة (20)5ﻣﻦ إﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﺰاﻳﺎ وﺣﺼﺎﻧﺎت اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﺴﻨﺔ 1946م .واﻟﻤﺎدة 23ﻣﻦ إﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﺰاﻳﺎ وﺣﺼﺎﻧﺎت ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻟﺴﻨﺔ 1953م.
/ 5د .أﺣﻤﺪ ﻓﺘﺤﻲ ﺳﺮور – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .139
66
ﻭﻴﻘﺭﺭ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭﺠﻭﺏ ﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﺒﻌﺜﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﻤﻭﻓﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﻬﻤﺔ
ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻜﺎﻤﻠﺔ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺜﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻓﺩﺓ ﻷﺩﺍﺀ ﻤﻬﺎﻡ ﻏﻴﺭ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﻓﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﺎﺩﺓ ﺒﻤﻨﺤﻬﺎ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘـﺴﻬﻴﻼﺕ ،ﻭﻫـﻲ
ﺘﻤﻠﻙ ﺴﻠﻁﺔ ﺘﻘﺩﻴﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ .1
ﺴﺎﺩﺴ ﹰﺎ :ﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ-:
ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺭﺍﺒﻁﻭﻥ ﻋﻠـﻰ ﺇﻗﻠـﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ
ﺒﺤﺼﺎﻨﺔ ﺘﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﺨﻀﻭﻋﻬﻡ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺘـﺸﻤل ﺠﻤﻴـﻊ
ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻤﻨﻬﻡ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺁﺩﺍﺌﻬﻡ ﻷﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﺃﻭ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻬﻡ ،ﻓﺈﺫﺍ
ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻨﺒﺘﺔ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺒﺄﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻭﻗﻌﺕ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ
ﻟﻬﻡ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻁﺒﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺤﺴﺏ ﺍﻷﺼل ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻴﻔﺔ .2
ﻭﻋﻠﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺭﺒﻴﺔ ﺘﻤﺜل ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺒﻌﻬـﺎ
ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﻘﺘﻀﻴﻪ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻤﻥ ﺨﻀﻭﻉ ﺭﺠـﺎل ﺍﻟﻘـﻭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺭﺒﻴـﺔ
ﻟﺭﺅﺴﺎﺌﻬﻡ ﻭﺤﺩﻫﻡ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤل ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻬﻡ ،ﻭﻜﻭﻥ ﺘـﺩﺨل
ﻼ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ .3
ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻤﺨ ﹰ
ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺎﺕ ﻭﺍﻹﻤﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﻟﺴﻨﺔ 1956ﻡ ﻭﺍﻟﺠﺩﻭل ﺍﻟﻤﻠﺤـﻕ
ﺒﻪ ،ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻗﺩ ﻤﻨﺢ ﺍﻟﺒﻌﺜﺎﺕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴـﻴﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴـﺔ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌـﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴـﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺒﻌﻭﺜﻴﻥ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﻴﻥ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﻜﺒﺎﺭ ﻤﻭﻅﻔﻲ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴـﺔ،
ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻤل ﻜﺎﻓﺔ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ،ﺃﻤﺎ ﺒﻘﻴـﺔ ﻤـﻭﻅﻔﻲ
ﻭﻤﺴﺘﺨﺩﻤﻲ ﺍﻟﺒﻌﺜﺎﺕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻤﻤﻨﻭﺤﺔ
ﻟﻬﻡ ﺘﻨﺤﺼﺭ ﻓﻰ ﻨﻁﺎﻕ ﺃﺩﺁﺌﻬﻡ ﻷﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻭﻻ ﺘﺸﻤل ﺘﺼﺭﻓﺎﺘﻬﻡ ﺨﺎﺭﺝ ﺇﻁـﺎﺭ
ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺭﺴﻤﻲ .4ﻭﺒﻬﺫﺍ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﺒﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺎﺕ ﻭﺍﻻﻤﺘﻴﺎﺯﺍﺕ
ﻟﺴﻨﺔ 1956ﻡ ﻗﺩ ﺠﺎﺀﺕ ﻤﺘﻭﺍﻓﻘﺔ ﻤﻊ ﻤﺎ ﻴﻘﺭﺭﻩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺭﻓﻲ.
/ 1د .ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺎﻓﻆ ﻏﺎﻧﻢ – ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﻌﺎم – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .196
/ 2د .ﺳﻠﻴﻤﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻨﻌﻢ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .125 ،124د .رﻣﺴﻴﺲ ﺑﻬﻨﺎم – اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ – ص – 215ﻣﻨﺸﺄة
اﻟﻤﻌﺎرف ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ 1995 -م.
/ 3د .ﻣﺤﻤﻮد ﻧﺠﻴﺐ ﺣﺴﻦ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .131
/ 4اﻟﻤﺎدة 2ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺤﺼﺎﻧﺎت واﻻﻣﺘﻴﺎزات ﻟﺴﻨﺔ 1956م.
67
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ
ﻧﻈـﺎﻡ ﺗﺴﻠﻴـﻢ ﺍﺮﻣـﲔ
ﻤﺎﻫﻴﺔ ﻨﻅﺎﻡ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ-:
ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭل ﻤﻥ ﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﺃﻥ ﺘﻘﺒل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ
ﻋﻥ ﺸﺨﺹ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﺎ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﻁﻠﺒﻪ ﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺘﻪ ﻋﻥ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﻨﺴﺒﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ
ﺃﻭ ﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﻗﻀﺕ ﺒﻬﺎ ﻤﺤﺎﻜﻤﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻫﻲ
ﺼﺎﺤﺒﺔ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺃﻭ ﺍﻷﻓﻀل ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺃﻭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ .1
ﻓﺎﺌﺩﺘﻪ ﻭﻤﺒﺭﺭﺍﺘﻪ-:
ﺘﺒﺩﻭ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﻨﻅﺎﻡ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﻀﻤﺎﻥ ﻋﺩﻡ ﺇﻓﻼﺕ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺏ
ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻭ ﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﻻ ﻴﺘﻴﺢ ﺘﻨﻅﻴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻤﺤﺎﻜﻤﺘﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﺠـﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺇﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﺃﻭ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻷﺠﻨﺒﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻀـﺩﻩ ،2ﺇﺫ ﺒﻐﻴـﺭ
ﺘﺴﻠﻴﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻔﻠﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ،ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻤﺠﺎﻓﺎﺓ ﻟﻤﺎ ﺘﻘﺘﻀﻴﻪ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻭﻟﻤـﺎ
ﺘﻤﻠﻴﻪ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻀﺎﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﻤﻥ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ .3
ﻤﺼﺎﺩﺭ ﻨﻅﺎﻡ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ-:
ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺒﻬﺎ ﻋﻨﺩ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺭ
ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻤﺎ ﺯﺍل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻗﻭﺍﻋﺩﻩ ﻭﺃﺤﻜﺎﻤـﻪ ﻭﺁﺜـﺎﺭﻩ ﻻ
ﻴﺠﻤﻌﻪ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻤﻭﺤﺩ ﻋﺎﻡ ﺘﻘﺒﻠﻪ ﺍﻟﺩﻭل ﺠﻤﻴﻌﹰﺎ ﻭﺘﻠﺘﺯﻡ ﺒﻪ ،ﺒل ﻴﺨﻀﻊ ﺍﻹﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﻪ ﺒﺼﻔﺔ
ﺃﺼﻠﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﺘﻘﻀﻲ ﺒﻪ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﺭﻤﻬﺎ ﺍﻟﺩﻭل ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬـﺎ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﻨـﺎﻙ ﻤـﻥ
ﺍﻟﺩﻭل ﻤﺎ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻭﺸﺭﻭﻁﻪ ﻓـﻲ ﻗـﻭﺍﻨﻴﻥ ﺨﺎﺼـﺔ ﺩﺍﺨﻠﻴـﺔ
68
ﺘﺼﺩﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺘﻘﻴﺩ ﺤﻕ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤـﺔ ﺍﻟﺘـﻰ ﻭﻀـﻌﺘﻬﺎ،
ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻻ ﻴﺴﻭﻍ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺴﻠﻡ ﻤﺠﺭﻤﹰﺎ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ
ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﻻ ﻴﺴﻭﻍ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻌﻘﺩ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﻓﻴﻬﺎ ﺤﺩﻭﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ،
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺘﻘﺒل ﻋﻨﺩ ﺍﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻨـﺩ ﺍﻨﻌـﺩﺍﻡ ﺍﻟﺘـﺸﺭﻴﻊ
ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻁﺒﻘﹰﺎ ﻟﻤﺎ ﺍﺴﺘﻘﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﺭﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻤﻊ
ﺍﺸﺘﺭﺍﻁ )ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺒﺎﻟﻤﺜل( ،ﺒل ﻗﺩ ﻴﻘﺒل ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺒﻐﻴﺭ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ .ﻭﻤـﻥ
ﻫﺫﺍ ﻴﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻴﺴﺘﻤﺩ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻭﺸﺭﻭﻁﻪ ﺒﺼﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺇﻤﺎ ﻤـﻥ
ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺭﻤﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺃﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﻤـﻥ ﺍﻟﻌـﺭﻑ
ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ .1
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻴﻨﻅﻡ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻭﻗﻭﺍﻋﺩ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠـﺭﻤﻴﻥ
ﻟﺴﻨﺔ 1957ﻡ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺘﻁﺒﻕ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺒﻴﻥ ﺤﻜﻭﻤـﺔ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺠﻨﺒﻴﺔ ﺒﺸﺄﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ،ﺇﺫ ﻨﺼﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (1)4ﻤﻨﻪ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻵﺘﻲ-:
" ﺇﺫﺍ ﺘﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺒﻴﻥ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﺃﻴﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺠﻨﺒﻴﺔ ﺒﺸﺄﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ
ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﺍﻟﻬﺎﺭﺒﻴﻥ ﻓﻴﺠﻭﺯ ﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺃﻥ ﻴﻘﺭﺭ ﺒﺄﻤﺭ ﻴﻨـﺸﺭ ﻓـﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴـﺩﺓ
ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ،ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻓﻕ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺃﻭ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ
ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻷﻤﺭ ".
ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻗﺒﻭل ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﻠـﻰ ﺃﺴـﺎﺱ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺒﺎﻟﻤﺜل ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺘﺄﻜﻴﺩﹰﺍ ﻟﺫﻟﻙ ﺃﻭﺭﺩﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ
ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺩل ﻀﺩ ﻤﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻬﺎﺩﻯ ﺃﺤﻤﺩ 2ﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
" 000ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺒﺎﻟﻤﺜل ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠـﺭﻤﻴﻥ ﻟـﺴﻨﺔ
1957ﻡ ،ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻁﻠـﺏ
ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺠﻨﺒﻴﺔ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﻤﺠﺭﻡ ﻫﺎﺭﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ ﺒـﺸﺄﻥ
/ 1د .ﻋﻠﻲ أﺣﻤﺪ راﺷﺪ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص . 99د .ﺳﻠﻴﻤﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻨﻌﻢ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .150
1999) / 2م( ﻣﺠﻠﺔ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ ،ص .102
69
ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﺍﻟﻬﺎﺭﺒﻴﻥ ﻓﻲ ﻏﻴﺭ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻌﻤﻭل ﺒﻪ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ
ﻏﻴﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭﻻ ﻴﻌﻭل ﻋﻠﻴﻬﺎ ".
ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻘﺩﺕ ﺒﻴﻥ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﻓﻲ
ﻤﺠﺎل ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ،ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﺍﻟﻤﺒﺭﻤﺔ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ
1984ﻡ ،1ﻭﺘﻨﻅﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻤﻨﻬﺎ.
ﻭﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 69ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﺯﺍﻤﻴﺔ ﺃﺤﻜﺎﻤﻬﺎ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﺓ،
ﻭﻋﺩﻡ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﻁﺭﻓﻴﻥ ﺃﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﺨﺎﻟﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻓﻰ ﺤﺎﻟﺔ
ﺘﻌﺎﺭﺽ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻤﻊ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺃﻱ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺴﺎﺒﻘﻪ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻁﺒﻕ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻷﻜﺜﺭ
ﺘﺤﻘﻴﻘﹰﺎ ﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﻡ.
ﺸﺭﻭﻁ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ-:
ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻭﻤﺎ ﺇﺴـﺘﻘﺭ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﺭﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺸﺭﻭﻁ ﻴﺠﺏ ﺘﻭﻓﺭﻫﺎ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘـﺴﻠﻴﻡ ،ﻭﻫـﻲ
ﺸﺭﻭﻁ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺘﺴﻠﻴﻤﻪ ﻭﺸﺭﻭﻁ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ
ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ.
ﺃﻭ ﹰﻻ :ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺘﺴﻠﻴﻤﻪ-:
ﺍﻷﺼل ﻫﻭ ﺠﻭﺍﺯ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺃﻯ ﺸﺨﺹ ﺇﻟﺘﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﺒﻌﺩ ﺇﺭﺘﻜﺎﺒﻪ ﺠﺭﻴﻤﺔ
ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺘﻪ ﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻤﻘﻀﻲ ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ
ﻤﻥ ﻤﺤﺎﻜﻤﻬﺎ .2ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀﺍﻥ ﻴﻤﺘﻨﻊ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻭﻫﻤﺎ:
-1ﺭﻋﺎﻴﺎ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ-:
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺒﻪ ﻟﺩﻯ ﺃﻏﻠﺏ ﺩﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﺘﺴﻠﻴﻡ ﺃﺤﺩ
ﺭﻋﺎﻴﺎﻫﺎ .ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻴﺠﺩ ﻤﺼﺩﺭﻩ ﺃﺤﻴﺎﻨﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺩﺴـﺘﻭﺭﻴﺔ ﺤﻴـﺙ ﺘـﺅﺜﺭ
ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺩﻭل ﺭﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﻤﺼﺎﻑ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﺇﻤﻌﺎﻨﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻗﺩ ﻴﺠﺩ
ﻤﺼﺩﺭﻩ ﻓﻲ ﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻹﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﻗﺩ ﻴﺘـﺭﻙ ﺇﻟـﻰ
ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﻌﺭﻑ .3
/ 1ﺻﺎدﻗﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺴﻮدان ﻋﻠﻰ هﺬﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 41ﻟﺴﻨﺔ 1405هـ.
/ 2ﺟﻨﺪي ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻠﻚ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .594
/ 3د .ﺳﻠﻴﻤﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻨﻌﻢ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .159
70
ﻭﺍﻟﻌﺒﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺄﺨﺫ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﻋﺩﻡ ﺠﻭﺍﺯ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺭﻋﺎﻴﺎ ﺒﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ
ﻭﻗﺕ ﺇﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﺠﻨـﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺠﺄ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺠﺭﻴﻤﺘﻪ ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﺘـﺴﻠﻴﻤﻪ ،ﻭﻻ
ﻴﻜﻭﻥ ﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺠﻨﺴﻴﺘﻪ ﺃﻱ ﺃﺜﺭ ﺭﺠﻌﻲ .1
ﻭﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1984ﻡ ،ﻨﺠﺩﻫﺎ ﻗﺩ
ﺃﺠﺎﺯﺕ ﻟﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﺓ ﺃﻥ ﺘﻤﺘﻨﻊ ﻋﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺭﻋﺎﻴﺎﻫﺎ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ
ﺘﺘﻌﻬﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﺘﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﺨﺘﺼﺎﺼﻬﺎ ﺒﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻹﺘﻬﺎﻡ ﻀﺩ ﻤﻥ ﻴﺭﺘﻜﺏ ﻤـﻨﻬﻡ
ﻟﺩﻯ ﺃﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﺓ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﻤﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺘﻴﻥ
ﺒﻌﻘﻭﺒﺔ ﺴﺎﻟﺒﺔ ﻟﻠﺤﺭﻴﺔ ﻤﺩﺘﻬﺎ ﺴﻨﺔ ﺃﻭ ﺒﻌﻘﻭﺒﺔ ﺃﺸﺩ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﺠﻨـﺴﻴﺔ ﻓـﻲ
ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ .2
ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1984ﻡ ،ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺠـﻭﺍﺯ
ﺍﻹﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺭﻋﺎﻴﺎ ﻭﻟﻡ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺠﻭﺍﺯ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺭﻋﺎﻴﺎ ،ﻤﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻨﻪ
ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻴﺠﻭﺯ ﻷﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﻁﺭﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺭﻋﺎﻴﺎﻫﺎ
ﻜﻤﺎ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻬﺎ ﺘﺴﻠﻴﻤﻬﻡ.
ﻭﺒﺈﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻟﺴﻨﺔ 1957ﻡ ،ﻨﺠﺩ ﺃﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﻫﻨﺎﻙ ﻨﺹ
ﻴﻘﻀﻲ ﺒﻌﺩﻡ ﺠﻭﺍﺯ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺭﻋﺎﻴﺎ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻴﻴﻥ ،ﻤﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻨﻪ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟـﺴﻭﺩﺍﻨﻲ
ﻴﺠﻭﺯ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻨﺴﻭﺏ ﺇﻟﻴﻪ
ﺍﺭﺘﻜﺎﺒﻬﺎ ﺃﻭ ﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﻗﻀﻲ ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻨـﺎﻙ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴـﺔ ﺒـﺸﺄﻥ ﺘـﺴﻠﻴﻡ
ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻁﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ.
-2ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺨﺎﻀﻌﻴﻥ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ-:
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺨﺎﻀﻌﻴﻥ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﺭﻴﻤـﺔ
ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺇﻟﻴﻬـﺎ ﺍﻟﺘـﺴﻠﻴﻡ ﻤﻬﻤـﺎ ﻜﺎﻨـﺕ
ﺠﻨﺴﻴﺘﻬﻡ ،ﻭﻋﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﻨﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺃﻨﻪ ﻻ ﺨـﻭﻑ ﻤـﻥ ﺇﻓـﻼﺕ
ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺃﻨﻪ ﺴﻴﺤﺎﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺤﺎل .3
71
ﻭﺒﺈﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻰ ﻟﺴﻨﺔ 1984ﻡ ،ﻨﺠـﺩ
ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺠﻭﺍﺯ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻷﺸـﺨﺎﺹ ﺍﻟﺨﺎﻀـﻌﻴﻥ ﺒﺎﻟﻨـﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﺭﻴﻤـﺔ
ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ
ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻗﺩ ﺍﺭﺘﻜﺒﺕ ﻓـﻲ ﺇﻗﻠـﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ
ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ،ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﺠﺎﺯﺕ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻓﻲ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ ﺃﻴـﻀﹰﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨـﺕ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻗﺩ ﺃﻀﺭﺕ ﺒﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻁﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺘـﻨﺹ
ﻋﻠﻰ ﺘﺘﺒﻊ ﻤﺭﺘﻜﺒﻲ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻭﻤﻌﺎﻗﺒﺘﻬﻡ .1
ﻭﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻟﺴﻨﺔ 1957ﻡ ،ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻗﺩ
ﺃﺠﺎﺯ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﺍﻟﻬﺎﺭﺏ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺨﺎﻀﻌﺔ
ﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻴﺔ .2
ﺜﺎﻨﻴ ﹰﺎ :ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ-:
ﺒﻭﺠﻪ ﻋﺎﻡ ﻟﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻤـﻥ ﺃﺠﻠﻬـﺎ
ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻵﺘﻴﺔ-:
-1ﺃﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻤﺎ ﺠﺭﻯ ﺍﻟﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻓﻴﻪ-:
ﺘﻜﺎﺩ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺭﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺘﺠﻤـﻊ ﻋﻠـﻰ
ﺇﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﻁﺎﺌﻔﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻤﻥ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻫﻲ-:
ﺃ -ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ-:
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ﻋﻤﻭﻤﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﻤﺒﺩﺃ ﻋﺩﻡ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻤـﻥ
ﺃﺠل ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺘﺤﺭﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺒﻭﺠﻪ ﻋﺎﻡ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻷﺸـﺨﺎﺹ ﺒـﺴﺒﺏ
ﺍﺭﺘﻜﺎﺒﻬﻡ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺘﺤﺭﻤﻪ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل .3
ﻭﻗﺩ ﺃﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺇﺭﺠﺎﻉ ﺁﺭﺍﺌﻬﻡ ﺇﻟﻰ
ﻤﺫﻫﺒﻴﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﻴﻥ :ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻭﻴﺭﻯ ﺃﻨﺼﺎﺭﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺭﺓ ﺒﺎﻟﺒﺎﻋﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﺭﺽ
ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺼﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﻓﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻤﺘﻰ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﻋـﺙ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﺃﻭ
ﺍﻟﻐﺭﺽ ﻤﻨﻬﺎ ﺴﻴﺎﺴﻴﹰﺎ ﺒﺼﺭﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻫﺩﺭﺘﻬﺎ .ﻭﺍﻟﻤـﺫﻫﺏ
72
ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭﻴﺭﻯ ﺃﻨﺼﺎﺭﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺭﺓ ﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭﺼﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ،ﻓﺘـﺼﺒﺢ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻤﺘﻰ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻭﺠﻬﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺒﺈﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺴﻠﻁﺔ ﻋﺎﻤﺔ .1
ﻭﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ،ﻓﻬـﻲ
ﻭﺤﺩﻫﺎ ﺼﺎﺤﺒﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺘﻘﺭﺭ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻓﺘﻤﺘﻨﻊ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ
ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﺎﺩﻴﺔ ﻓﺘﺠﻴﺏ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ .2
ﻭﻗﺩ ﺃﻗﺭﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1984ﻡ ،ﻤﺒﺩﺃ ﻋﺩﻡ
ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﻭﺠﻌﻠﺕ ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤـﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨـﺕ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺃﻡ ﻏﻴﺭ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ .3
ﻜﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﻴﺠﺯ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﺍﻟﻬﺎﺭﺏ ﻷﻴﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺠﻨﺒﻴـﺔ ﺇﺫﺍ
ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺫﺍﺕ ﺼﺒﻐﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﺒل ﺃﻨﻪ ﻟـﻡ ﻴﺠـﺯ
ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺇﺫﺍ ﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺠﺭﻴﻤﺔ
ﺫﺍﺕ ﺼﺒﻐﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ .4
ﺇﻻ ﺇﻨﻨﺎ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻟﺴﻨﺔ 1957ﻡ ﻟـﻡ ﻴﻌـﺭﻑ ﺍﻟﺠـﺭﺍﺌﻡ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ ﻨﺠﺩﻩ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻟـﻡ ﻴﻌﺭﻓﻬـﺎ ﻭﺇﻨﻤـﺎ
ﺃﻭﺭﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺤﺼﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﻭﺠﻬﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ.
ﺏ -ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ-:
ﺠﺭﻯ ﺍﻟﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺘﻠﻙ
ﻻ ﺒﺄﺤﺩ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ،ﻜﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻔﺭﺍﺭ ﻤﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ
ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺜل ﺇﺨﻼ ﹰ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ .5
ﻭﻗﺩ ﺃﻗﺭﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1984ﻡ ،ﻤﺒﺩﺃ ﻋﺩﻡ
ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ،6ﻜﻤﺎ ﺃﻗﺭﻩ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺤﻴﻥ
ﻨﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 3ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻟﺴﻨﺔ 1957ﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻻ ﺘﺸﻤل ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺒﻤﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ.
73
-2ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻤﻨﺴﻭﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺘﺴﻠﻴﻤﻪ ﻤﺠﺭﻤـ ﹰﺎ ﺒﻤﻘﺘـﻀﻰ
ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺘﻴﻥ-:
ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﺸﺭﻁ ﺇﺯﺩﻭﺍﺝ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﻡ ،ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌل
ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻪ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻤﻌﺎﻗﺒﹰﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻁﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ
ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﻤـﻥ ﺍﻟﺘـﺴﻠﻴﻡ ﻫـﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤـﺔ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻤﻘﻀﻲ ﺒﻬﺎ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻁﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ،ﻭﻻ ﻤﺤـل
ﻟﻪ ﺇﺫﺍ ﺇﻨﺘﻔﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻐﺭﺽ ،1ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻟـﻴﺱ ﻟﻬـﺎ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻤﺅﻜﺩﺓ ﺃﻭ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻓﻲ ﺇﺠﺎﺒﺔ ﻁﻠـﺏ ﺍﻟﺘـﺴﻠﻴﻡ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨـﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ
ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻻ ﻭﺠﻭﺩ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻨﻬﺎ .2
ﻭﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻰ ﻟﺴﻨﺔ 1984ﻡ ،ﻨﺠﺩﻫﺎ ﻗﺩ
ﺇﺴﺘﻠﺯﻤﺕ ﻟﻭﺠﻭﺏ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻹﺘﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﻭﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺘﺴﻠﻴﻤﻪ ﺃﻭ
ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻀﺩﻩ ،ﻋﻥ ﺃﻓﻌﺎل ﻤﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﻤﻘﺘﻀﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻁﺎﻟﺒﺔ
ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﻏﻴﺭ ﻤﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺒﻤﻘﺘﻀﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺃﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﻟﻴﺱ ﻟﻬﺎ
ﻨﻅﻴﺭ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻭﺍﺠﺒﹰﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜـﺎﻥ
ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺘﺴﻠﻴﻤﻪ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻁﻨﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻁﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﻁﻨﻲ ﺩﻭﻟـﺔ
ﺃﺨﺭﻯ ﺘﻘﺭﺭ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ .3
ﺃﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻘﺎﻨﻭﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻟﺴﻨﺔ 1957ﻡ ،ﻓﻘﺩ ﺃﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﺎﻗﺒﹰﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﻤﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻤﻭل ﺒـﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﻗﺕ ﺍﺭﺘﻜﺎﺒﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻤﺎﺩﺓ 3ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠـﺭﻤﻴﻥ ﻟـﺴﻨﺔ 1957ﻡ،
ﻓﺴﺭﺕ ﻋﺒﺎﺭﺓ ) ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ( ﺒﺄﻨﻬﺎ ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻔﻌـل ﺍﻟـﺫﻱ ﻟـﻭ
ﺍﺭﺘﻜﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ،ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺎﻟﺴﺠﻥ ﻤﺩﺓ ﻻ ﺘﻘـل ﻋـﻥ ﺴـﻨﺔ
ﺒﻤﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻌﻤﻭل ﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﻗﺕ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﻔﻌل.
74
-3ﺃﻥ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬـﺎ ﺍﻟﺘـﺴﻠﻴﻡ ﺩﺭﺠـﺔ ﻤﻌﻴﻨـﺔ ﻤـﻥ
ﺍﻟﺠﺴﺎﻤﺔ-:
ﻓﻼ ﺘﻜﻭﻥ ﺴﺒﺒﹰﺎ ﻟﻠﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﻌﻘﻭﺒـﺎﺕ ﺨﻔﻴﻔـﺔ،
ﻷﻥ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﻠﺯﻤﻪ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻤﻥ ﻗﺒﺽ ﻭﺤﺒﺱ ﺇﺤﺘﻴﺎﻁﻲ ﻭﺘﺭﺤﻴل ﻻ ﻴﺘﻨﺎﺴﺏ ﺤﻴﻨﺌﺫ ﻤـﻊ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﻭﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺩﺓ ﺤﺩ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻟﻬﺎ .1
ﻭﻗﺩ ﺩﺭﺠﺕ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺩﻴـﺩ
ﺠﺴﺎﻤﺔ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻗﺎﺌﻤﺔ ﺤﺼﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﺠﻨﺎﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﻨﺢ ﺍﻟﺠـﺎﺌﺯ ﻤـﻥ ﺃﺠﻠﻬـﺎ
ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻤﺘﺒﻌﹰﺎ ﻟﻤﺎ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﻤﺸﺎﻜل ﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﻋـﺩﻡ
ﻜﻔﺎﻴﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻭﺍﺌﻡ ﺃﺤﻴﺎﻨﹰﺎ ﺃﻭ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ ،ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻫﺠﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻭﺃﺼﺒﺢ ﺘﺤﺩﻴﺩ
ﺠﺴﺎﻤﺔ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺇﺸﺘﺭﺍﻁ ﺤﺩ ﺃﺩﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻟﻬﺎ .2
ﻭﻭﻓﻘﹰﺎ ﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1984ﻡ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻟﻭﺠﻭﺏ
ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺍﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻤﻌﺎﻗﺒﺎ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﺒﻌﻘﻭﺒـﺔ
ﺴﺎﻟﺒﺔ ﻟﻠﺤﺭﻴﺔ ﻤﺩﺘﻬﺎ ﺴﻨﺔ ﺃﻭ ﺒﻌﻘﻭﺒﺔ ﺃﺸﺩ ﻓﻲ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻁﺎﻟﺒـﺔ ﺍﻟﺘـﺴﻠﻴﻡ
ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻤﻥ ﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻁﺎﻟﺒﺔ
ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﻌﻘﻭﺒﺔ ﺴﺎﻟﺒﺔ ﻟﻠﺤﺭﻴﺔ ﻟﻤﺩﺓ ﺴﻨﺔ ﺃﻭ ﺒﻌﻘﻭﺒﺔ ﺃﺸﺩ .3
ﻜﺫﻟﻙ ﺘﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺃﻥ ﻴﻜـﻭﻥ
ﺍﻟﺤﺩ ﺍﻷﺩﻨﻰ ﻟﻠﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺴﺠﻥ ﻤﺩﺓ ﻻ ﺘﻘل ﻋﻥ ﺴﻨﺔ ﺒﻤﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﻤﻌﻤﻭل ﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻭﻗﺕ ﺍﺭﺘﻜﺎﺒﻬﺎ .4
ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ-:
ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻋﻤل ﻤﻥ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻓﻼ ﺘﺒﺎﺸـﺭﻩ ﺇﻻ ﺍﻟـﺴﻠﻁﺔ
ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻴﺔ ﻟﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻁﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺇﻟﻴﻬـﺎ ﺍﻟﺘـﺴﻠﻴﻡ ﻭﺒـﺎﻟﻁﺭﻕ
ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ ،ﻓﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻁﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻁﻠﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠـﻭﺏ ﺇﻟﻴﻬـﺎ
75
ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﻭﺘﺸﻔﻊ ﻁﻠﺒﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺒﺎﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻔـﺼل
ﻓﻴﻪ .1
ﻭﻴﺭﺠﻊ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻭﻟﻰ ﻓﺤﺹ ﻁﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻓﻲ ﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ
ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ ،ﻭﻫﻲ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﻤﻥ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺩﻭل
ﺘﺘﺒﻊ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺤﻴﺙ ﺘﺘﻭﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻴﺔ ﻓﺤﺹ ﻁﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺘﺤﺕ ﺭﻗﺎﺒﺔ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎﹰ ،ﻭﻓﻲ ﻅل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺘﹸﻤﻨﻊ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﻱ ﺘـﺩﺨل
ﺃﻭ ﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﻭﺘﻜﺎﺩ ﺘﻨﻌﺩﻡ ﻓﻴﻪ ﻀﻤﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺘﺴﻠﻴﻤﻪ ﻜﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺤـﻀﻭﺭ
ﻤﺤﺎﻡ ﻭﺍﻹﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻤﻠﻑ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻭﺇﺴﺘﺠﻭﺍﺒﻪ ﺃﻤﺎﻡ ﻗﺎﻀﻲ ﻭﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻁﻌـﻥ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺩﻭل ﺘﺘﺒﻊ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﺤﻴﺙ ﺘﺘﻭﻟﻰ ﺍﻟـﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻘـﻀﺎﺌﻴﺔ ﻓﺤـﺹ
ﻁﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ،ﻭﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺒﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺘﺨﻭل ﻟﻠﺠﻬﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﺘـﻭﻟﻰ
ﻓﺤﺹ ﻁﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺴﻠﻁﺔ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻓﻲ ﻓﺤﺹ ﻁﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻬﺎ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ
ﻭﻟﻤﺎ ﺃﺒﺭﻤﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ،ﺜﻡ ﺘﺼﺩﺭ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻗﺭﺍﺭﻫﺎ ﻓﺈﻥ ﻜﺎﻥ ﺒﺭﻓﺽ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺘﻘﻴﺩﺕ
ﺒﻪ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻴﺔ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺒﺠﻭﺍﺯﻩ ﻓﻠﻬﺫﻩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺘـﺴﻠﻡ ﺃﻭ
ﻻ ﺘﺴﻠﻡ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺩﻭل ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺘﺒﻊ ﻨﻅﺎﻤﹰﺎ ﻭﺴﻁﹰﺎ ﻓﺘﺄﺨﺫ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻴﺔ ﺭﺃﻱ ﺍﻟـﺴﻠﻁﺔ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻟﻜﻥ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﺘﻘﻴﺩ ﻓـﻲ ﺘـﺼﺭﻓﻬﺎ ﺒﻬـﺫﺍ
ﺍﻟﺭﺃﻱ.2
ﻭﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻟﺴﻨﺔ 1957ﻡ ،ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻗـﺩ ﺠﻌـل
ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ ﺴﻠﻁﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻤﺤﺸﻭﺩﺓ ﻀـﺩ ﺍﻟﻤـﺘﻬﻡ ﻭﺍﻷﺴـﺎﺱ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻤﻼﺤﻘﺘﻪ ﺜﻡ ﺇﺼﺩﺍﺭ ﻗﺭﺍﺭﻩ ﺇﻤﺎ ﺒﺴﺠﻥ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﺍﻟﻬﺎﺭﺏ ﺭﻴﺜﻤﺎ ﻴﺼﺩﺭ ﻭﺯﻴـﺭ
ﺍﻟﻌﺩل ﺃﻤﺭﹰﺍ ﺒﺸﺄﻨﻪ ﻋﻨﺩ ﻭﺠﻭﺩ ﺘﻬﻤﺔ ﻤﺒﺩﺌﻴﺔ ﻭﻓﻕ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺃﻭ ﺜﺒﻭﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜـﻡ
ﻗﺩ ﺼﺩﺭ ﻓﻲ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺤﺴﺏ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟـﺴﻭﺩﺍﻥ ،ﺃﻭ ﺒـﺎﻹﻓﺭﺍﺝ ﻋـﻥ
ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﺍﻟﻬﺎﺭﺏ ﻋﻨﺩ ﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺘﻬﻤﺔ ﻤﺒﺩﺌﻴﺔ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﻜﻔﺎﻴﺔ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻹﺜﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜـﻡ
ﻗﺩ ﺼﺩﺭ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻓﻲ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻌﺩل ﺍﻟﺘﻘﻴﺩ ﺒﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ
ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺒﺎﻹﻓﺭﺍﺝ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﺍﻟﻬﺎﺭﺏ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺒﺴﺠﻨﻪ ﺭﻴﺜﻤﺎ ﻴﺼﺩﺭ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻌﺩل
76
ﺃﻤﺭﹰﺍ ﺒﺸﺄﻨﻪ ﻓﺈﻥ ﻟﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻌﺩل ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺴﻠﻁﺔ ﺘﻘﺩﻴﺭﻴﺔ ﻓـﻲ ﺃﻥ ﻴـﺼﺩﺭ ﺃﻤـﺭﹰﺍ
ﺒﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﺍﻟﻬﺎﺭﺏ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴﺭﻓﺽ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ،1ﻭﻤﻥ ﺫﻟـﻙ ﻴﺘـﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤـﺸﺭﻉ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻗﺩ ﺃﺨﺫ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻔﺤﺹ ﻁﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺒﺎﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ.
ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ-:
ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻜﻡ ﻨﻅﺎﻡ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺭﺘﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻫـﻭ
ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ )ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺘﺨﺼﻴﺹ( ﺴﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﺸـﻘﻪ ﺍﻟﻤﻭﻀـﻭﻋﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺨـﺼﻲ،
ﻭﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻤﻌﻅﻡ ﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ .2
ﻭﻤﺅﺩﻯ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺘﺨﺼﻴﺹ ﻓﻲ ﺸﻘﻪ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻲ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻠﻡ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﺃﻥ ﺘﺤﺎﻜﻤﻪ ﺤﻀﻭﺭﻴﹰﺎ ﺃﻭ ﺘﻨﻔﺫ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺇﻻ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺴـﻠﻡ
ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ .3ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺸﻘﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻤﺅﺩﺍﻩ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺴـﻠﻡ ﺇﻟﻴﻬـﺎ
ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﺘﺴﻠﻴﻤﻪ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺘﻪ ﻋﻥ ﻓﻌل ﺴﺎﺒﻕ ﻭﻗﻊ ﻤﻨﻪ ﻗﺒل ﺍﻟﺘـﺴﻠﻴﻡ
ﺍﻷﻭل ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺇﺨﻁﺎﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻠﻤﺘﻪ ﻭﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻤﻭﺍﻓﻘﺘﻬﺎ .4
ﻭﺍﻟﻌﻠﺔ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﺩﺃ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﻴﺘﺼل ﺒﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ،
ﻭﻫﻲ ﻻ ﺘﻘﺒل ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﺇﻻ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺎﻫﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﻴﺭﺒﻁﻬﺎ ﺒﺎﻟﺩﻭﻟﺔ ﻁﺎﻟﺒـﺔ
ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺃﻭ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﻟﻠﻌﺭﻑ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺜﺎﺒﺕ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﻭﺍﻓﻕ ﻋﻠﻰ
ﻼ ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﻓﺤﺹ ﻜل ﺤﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺘﻭﻓﺭ ﺸـﺭﻭﻁ ﻤﻌﻴﻨـﺔ
ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻓﻌ ﹰ
ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺘﺠﺎﻭﺯﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻠﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺭﻡ ﻓﻲ ﻤﺤﺎﻜﻤﺘﻬﺎ ﻟﻪ ﺃﻭ
ﻓﻲ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩ ﺒﻤﺎ ﺸﻤﻠﻪ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ،ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﻔﻭﺕ ﺒﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻠﻤﺘﻪ ﻓﺭﺼﺔ ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺘﻭﻓﺭ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻭﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﺒﺎﻟﻨـﺴﺒﺔ
ﻟﻤﺎ ﺘﻌﺩﻯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ .5
ﻭﻗﺩ ﻨﺼﺕ ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻰ ﻟـﺴﻨﺔ 1984ﻡ ،ﻋﻠـﻰ
ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺘﺨﺼﻴﺹ ،6ﻜﻤﺎ ﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ )5ﺝ( ﻤـﻥ ﻗـﺎﻨﻭﻥ
ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻟﺴﻨﺔ 1957ﻡ.
77
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ
ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
78
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ
ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
/ 1ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﻋﻮدة – اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻘﺎرﻧًﺎ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻮﺿﻌﻲ – ص – 274اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة – 1409هـ.
/ 2د .وهﺒﺔ اﻟﺰﺣﻴﻠﻲ – ﺁﺛﺎر اﻟﺤﺮب ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ – ص – 66اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ – اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ – 1385هـ 1965 -م.
/ 3ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﻋﻮدة – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .275
/ 4اﻟﻜﺎﺳﺎﻧﻲ – ﺑﺪاﺋﻊ اﻟﺼﻨﺎﺋﻊ – اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ – ص –311اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ – دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮﺑﻰ -ﺑﻴﺮوت – 1982م.
79
ﻭﻗﺩ ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻥ :ﺍﻷﻭل ﻴﺸﻤل ﻜل ﺒﻼﺩ ﺍﻹﺴـﻼﻡ ﻭﻴـﺴﻤﻰ
)ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ( ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻴﺸﻤل ﻜل ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻭﻴﺴﻤﻰ )ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ(؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺴﻡ
ﺍﻷﻭل ﻴﺠﺏ ﻓﻴﻪ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻼ ﻴﺠﺏ ﻓﻴﻪ ﺘﻁﺒﻴﻘﻬـﺎ
ﻟﻌﺩﻡ ﺇﻤﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻕ .1ﻭﻟﻜﻥ ﻤﺘﻰ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻡ ﻤﻥ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﻭﻤﺘﻰ ﻴﻌﺘﺒـﺭ
ﻤﻥ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ؟.
ﻴﺭﻯ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻤﺎﻟﻙ ﻭﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺘﺼﻴﺭ ﺩﺍﺭ ﺇﺴﻼﻡ ﺒﺈﻗﺎﻤﺔ ﺸـﻌﺎﺌﺭ
ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻨﻘﻁﻌﺕ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺸﻌﺎﺌﺭ ﻭﺯﺍل ﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺩﺍﺭ
ﺤﺭﺏ ،2ﻭﻗﺩ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺤﺎﺸﻴﺔ ﺍﻟﺩﺴﻭﻗﻲ 00000)3ﻷﻥ ﺒﻼﺩ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻻ ﺘـﺼﻴﺭ ﺩﺍﺭ
ﺤﺭﺏ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺇﺴﺘﻴﻼﺌﻬﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒل ﺤﺘﻲ ﺘﻨﻘﻁﻊ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺸﻌﺎﺌﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺃﻤﺎ ﻤـﺎ
ﺩﺍﻤﺕ ﺸﻌﺎﺌﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺃﻭ ﻏﺎﻟﺒﻬﺎ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻼ ﺘﺼﻴﺭ ﺩﺍﺭ ﺤﺭﺏ(.
ﺃﻤﺎ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺍﻟﺤﻨﻔﻲ ﻓﻘﺩ ﺍﺘﻔﻘﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺘﺼﻴﺭ ﺩﺍﺭ ﺇﺴـﻼﻡ
ﺒﻅﻬﻭﺭ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﺍﺨﺘﻠﻔﻭﺍ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴـﻼﻡ ﺃﻨﻬـﺎ ﺒﻤـﺎﺫﺍ ﺘـﺼﻴﺭ ﺩﺍﺭ
ﺤﺭﺏ 4؟.
ﻗﺎل ﺃﺒﻭ ﺤﻨﻴﻔﺔ ﺇﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺼﻴﺭ ﺩﺍﺭ ﺤﺭﺏ ﺇﻻ ﺒﺘﺤﻘﻕ ﺜﻼﺜﺔ ﺸﺭﻭﻁ ﻭﻫﻲ :ﻅﻬﻭﺭ
ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺘﺎﺨﻤﺔ ﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ،ﻭﺃﻥ ﻻ ﻴﺒﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺴﻠﻡ ﻭﻻ ﺫﻤﻲ
ﺁﻤﻨﹰﺎ ﺒﺎﻷﻤﺎﻥ ﺍﻷﻭل ﻭﻫﻭ ﺃﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ،ﻭﻗﺎل ﺃﺒﻭ ﻴﻭﺴﻑ ﻭﻤﺤﻤﺩ ﺇﻨﻬﺎ ﺘـﺼﻴﺭ ﺩﺍﺭ
ﺤﺭﺏ ﺒﻅﻬﻭﺭ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﻓﻴﻬﺎ.
ﻭﻨﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺒﻲ ﺤﻨﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻤﻌﻨـﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴـﻼﻡ
ﻭﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻭﻭﻻﻴﺘﻪ ﻓﺈﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺁﻤﻨﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟـﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘـﻲ
ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺄﻤﺎﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻷﻭل ﻓﺎﻟﺩﺍﺭ ﺩﺍﺭ ﺇﺴﻼﻡ ،ﺃﻤﺎ ﺃﺒﻲ ﻴﻭﺴﻑ ﻭﻤﺤﻤﺩ ﻓﻴﻨﻅـﺭﺍﻥ
ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﻅﻡ ،ﻓﺈﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﺎﻟﺩﺍﺭ ﺩﺍﺭ ﺇﺴﻼﻡ ،ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻏﻴﺭ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ
ﻓﺎﻟﺩﺍﺭ ﺩﺍﺭ ﺤﺭﺏ .ﻭﻨﻤﻴل ﺇﻟﻰ ﺘﺭﺠﻴﺢ ﺭﺃﻱ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺒﻲ ﺤﻨﻴﻔﺔ ﺇﺫ ﺇﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺘﻌﺩ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺭﺃﻴﻪ ﺩﺍﺭ ﺇﺴﻼﻡ ،ﻷﻥ ﺴﻜﺎﻨﻬﺎ ﻴﻌﻴﺸﻭﻥ ﺒﺄﻤﺎﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻷﻭل ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ
/ 1ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﻋﻮدة – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .275د .وهﺒﺔ اﻟﺰﺣﻴﻠﻲ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .169
/ 2د .وهﺒﺔ اﻟﺰﺣﻴﻠﻲ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .173
/ 3ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺮﻓﺔ اﻟﺪﺳﻮﻗﻲ – ﺣﺎﺷﻴﺔ اﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮح اﻟﻜﺒﻴﺮ– ص – 188اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ – دار اﻟﻔﻜﺮ -ﺑﻴﺮوت.
/ 4اﻟﻜﺎﺳﺎﻧﻲ – اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .130اﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ – ﺣﺎﺷﻴﺔ اﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ – اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ – ص –175 ،174
اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ – دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ -ﺑﻴﺮوت – 1386هـ.
80
ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻻ ﻴﻁﺒﻘﻭﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﺃﻤﺎ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺭﺃﻱ ﺃﺒﻲ ﻴﻭﺴﻑ ﻭﻤﺤﻤﺩ ﻓـﺈﻥ
ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﻁﺒﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻻ ﺘﻌﺩ ﺩﺍﺭ ﺇﺴﻼﻡ ﺒـل
ﺩﺍﺭ ﺤﺭﺏ.
ﻭﺴﻜﺎﻥ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻨﻭﻋﺎﻥ :ﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﻭﻫﻡ ﻜل ﻤﻥ ﺁﻤﻥ ﺒﺎﻟﺩﻴﻥ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻰ،
ﻭﺫﻤﻴﻭﻥ ﻭﻫﻡ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻘﻴﻤﻭﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺩﺍﺌﻤﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﻟﻬﻡ ﺒﻤﻭﺠﺏ
ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺫﻤﺔ ﺍﻷﻤﺎﻥ ﺍﻟﺩﺍﺌﻡ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒل ﺒﺫل ﺍﻟﺠﺯﻴﺔ ﻭﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺄﺤﻜﺎﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ .ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ
ﻤﻌﺼﻭﻤﻭ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﺍﻟﻤﺎل ﺒﺈﻴﻤﺎﻨﻬﻡ ،ﻭﺍﻟﺫﻤﻴﻭﻥ ﻤﻌﺼﻭﻤﻭ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﺍﻷﻤﻭﺍل ﺒﺄﻤﺎﻨﻬﻡ .1
ﻭﺴﻜﺎﻥ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺇﻤﺎ ﺤﺭﺒﻴﻭﻥ ﺃﻭ ﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ،ﻭﺍﻟﺤﺭﺒﻴﻭﻥ ﻫـﻡ ﺴـﻜﺎﻥ ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻻ ﻴﺩﻴﻨﻭﻥ ﺒﺎﻹﺴﻼﻡ ،ﻭﻫﻡ ﻏﻴﺭ ﻤﻌﺼﻭﻤﻭ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﺍﻷﻤﻭﺍل ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻜـﻥ
ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻭﺒﻴﻥ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﻬﺩ ﺃﻭ ﻫﺩﻨﺔ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺩﺨل ﺍﻟﺤﺭﺒﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺈﺫﻥ ﺃﻭ ﺃﻤﺎﻥ
ﺨﺎﺹ ﺃﻭ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺩ ﻷﻤﺭ ﻴﻨﺼﺭﻑ ﺒﺎﻨﻘﻀﺎﺌﻪ ﻓﻬﻭ ﻤﺴﺘﺄﻤﻥ ،ﻭﻴﺜﺒﺕ ﻟﻪ ﺍﻷﻤـﺎﻥ
ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﻤﺎﻟﻪ .ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻘﻴﻤﻭﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻭﻟﻡ ﻴﻬﺎﺠﺭﻭﺍ ﺇﻟـﻰ ﺩﺍﺭ
ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻬﻡ ﻋﻨﺩ ﻤﺎﻟﻙ ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺃﺤﻤﺩ ﻜﺄﻯ ﻤﺴﻠﻡ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴـﻼﻡ ﺘﻌـﺼﻡ
ﺒﺈﺴﻼﻤﻬﻡ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻭﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﻭﻟﻭ ﺃﻨﻬﻡ ﻤﻘﻴﻤﻭﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﺭﻯ ﺃﺒﻭ ﺤﻨﻴﻔـﺔ
ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻘﻴﻤﻭﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻭﻟﻡ ﻴﻬﺎﺠﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴـﻼﻡ ﻏﻴـﺭ
ﻤﻌﺼﻭﻤﻴﻥ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺇﺴﻼﻤﻬﻡ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻋﻨﺩ ﺃﺒﻲ ﺤﻨﻴﻔﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﺒﺎﻹﺴـﻼﻡ ﻭﺤـﺩﻩ
ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﻌﺼﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻋﻨﺩﻩ ﺒﻌﺼﻤﺔ ﺍﻟﺩﺍﺭ ﻭﻤﻨﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺩﺓ ﻤﻥ ﻗﻭﺓ ﺍﻟﻤـﺴﻠﻤﻴﻥ
ﻭﺠﻤﺎﻋﺘﻬﻡ ،ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻻ ﻤﻨﻌﺔ ﻟﻪ ﻭﻻ ﻗﻭﺓ ﻓﻼ ﻋﺼﻤﺔ ﻟﻪ .2
ﺘﺒﻌﹰﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﺴﻴﺘﻡ ﺘﻘﺴﻴﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻤﺒﺎﺤﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل :ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ.
/ 1اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ – اﻟﻤﻐﻨﻲ – اﻟﺠﺰء اﻟﺘﺎﺳﻊ – ص 263وﻣﺎ ﺑﻌﺪهﺎ – اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ – دار اﻟﻔﻜﺮ -ﺑﻴﺮوت – 1405هـ .اﻟﻜﺎﺳﺎﻧﻲ – اﻟﺠﺰء
اﻟﺴﺎﺑﻊ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص 102وﻣﺎ ﺑﻌﺪهﺎ .اﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .168اﻟﺤﻄﺎب – ﻣﻮاهﺐ اﻟﺠﻠﻴﻞ – اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ –
ص – 360اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ – دار اﻟﻔﻜﺮ -ﺑﻴﺮوت – 1398هـ .اﻟﺸﻴﺮازي – اﻟﻤﻬﺬب – اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ – دار اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ -ﺑﻴﺮوت – ص
253وﻣﺎ ﺑﻌﺪهﺎ.
/ 2اﻟﻜﺎﺳﺎﻧﻲ – اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .252 ،132اﺑﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .165اﻟﺤﻄ ﺎب – ﻣﺮﺟ ﻊ ﺳ ﺎﺑﻖ –
ص .360اﻟﺠﺼﺎص – أﺣﻜﺎم اﻟﻘﺮﺁن – اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ– ص – 216دار إﺣﻴﺎء اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ -ﺑﻴﺮوت – 1405هـ .ﻋﺒﺪ اﻟﻘ ﺎدر ﻋ ﻮدة
– ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .278
81
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺘﻁﺒﻴﻕ
ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ.
ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻤﺒﻌﻭﺙ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﻭﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ
ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ.
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ
ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻊ ﰲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﺍﺘﻔﻕ ﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺘﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﻜـل ﺍﻟﺠـﺭﺍﺌﻡ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﻤﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﻤﺴﻠﻤﹰﺎ ﺃﻭ ﺫﻤﻴﺎﹰ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻤﻠـﺯﻡ
ﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﺇﺴﻼﻤﻪ ﺒﺄﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺫﻤﻲ ﺇﻟﺘﺯﻡ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺇﻟﺘﺯﺍﻤﹰﺎ
ﺩﺍﺌﻤﹰﺎ ﺒﻘﺒﻭﻟﻪ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺫﻤﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻡ .ﺇﻻ ﺃﻥ ﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺃﺒﺎﺡ ﻟﻠﺫﻤﻲ ﺸﺭﺏ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻭﺃﻜل
ﻟﺤﻡ ﺍﻟﺨﻨﺯﻴﺭ ﻷﻨﻪ ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺃﻨﻪ ﻻ ﺤﺭﻤﺔ ﻓﻴﻬﻤﺎ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻴﻤﻨﻊ ﻤﻥ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺫﻟﻙ ﺃﻭ ﺒﻴﻌﻪ ﻓﻲ
ﺍﺴﻭﺍﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﺇﻻ ﻋﺯﺭ.
82
ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺴﺭﺨﺴﻲ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ )1ﻷﻥ ﺍﻟﺫﻤﻲ ﺇﻟﺘـﺯﻡ ﺃﺤﻜـﺎﻡ
ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻼﺕ ﻓﺈﻨﻪ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺩﺍﺭﻨﺎ ،ﻓﻴﻘﺎﻡ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻜﻠﻬﺎ ﺇﻻ
ﺤﺩ ﺍﻟﺨﻤﺭ ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺤﺭﻤﺔ ﺸﺭﺒﻪ ،ﻭﺒﺩﻭﻥ ﺇﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺤﺭﻤﺔ ﻻ ﻴﺘﻘﺭﺭ ﺍﻟﺴﺒﺏ(.
ﻭﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺃﻫل ﺍﻟﺫﻤﺔ )2ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻤﺎﻟﻙ ﻭﺃﺼﺤﺎﺒﻪ ﺭﺤﻤﻬـﻡ ﺍﷲ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻘﺎﻟﻭﺍ ﻴﻨﺘﻘﺽ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺒﺎﻟﻘﺘﺎل ﺃﻭ ﻤﻨﻊ ﺍﻟﺠﺯﻴﺔ ﺃﻭ 00000ﻭﺃﻤﺎ ﻗﻁـﻊ ﺍﻟﻁﺭﻴـﻕ
ﻭﺍﻟﺴﺭﻗﺔ ﻭﻨﺤﻭﻫﻤﺎ ﻓﺤﻜﻤﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻴﻘﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺩ ﻜﻤﺎ ﻴﻘﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ(،
ﻜﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺝ ﻭﺍﻷﻜﻠﻴل )3ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﺫﻤﻴﻭﻥ ﺍﻟﺴﺎﻜﻨﻭﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﺨﻤـﺭ
ﻭﺍﻟﺨﻨﺯﻴﺭ ﻭﺘﻜﺴﺭ ﺇﻥ ﻅﻬﺭﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻴﺅﺩﺏ ﺍﻟﺴﻜﺭﺍﻥ(.
ﻭﻗﺎل ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ )4ﺃﻤﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﻘﺘﺎل ﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﻭﺘﻭﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺤﺘﻰ
ﻴﻌﻁﻭﺍ ﺍﻟﺠﺯﻴﺔ ﻋﻥ ﻴﺩ ﻭﻫﻡ ﺼﺎﻏﺭﻭﻥ ﻗﺎل ﻭﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺃﻥ ﺘﻭﺨﺫ ﻤﻨﻬﻡ ﺍﻟﺠﺯﻴﺔ ﻭﺘﺠﺭﻱ
ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ( ،ﻜﻤﺎﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻤﻐﻨﻲ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺝ )5ﻴﻠﺯﻤﻨﺎ ﺒﻌﺩ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺫﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ
ﻻ 00000ﻭﺍﻟﻜﻑ ﻋﻥ ﺨﻤﻭﺭﻫﻡ ﻭﺨﻨﺎﺯﻴﺭﻫﻡ ﻭﺴﺎﺌﺭ ﻤﺎ
ﻟﻠﻜﻔﺎﺭ ﺍﻟﻜﻑ ﻋﻨﻬﻡ ﻨﻔﺴﹰﺎ ﻭﻤﺎ ﹰ
ﻴﻘﺭﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻅﻬﺭﻭﻩ ﺒﻴﻨﻨﺎ(.
ﻭﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﺡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺒﺎﺏ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺃﻫل ﺍﻟﺫﻤﺔ )6ﻴﻠﺯﻡ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﻥ ﻴﺄﺨﺫﻫﻡ
ﺒﺄﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﺍﻟﻤﺎل ﻭﺍﻟﻌﺭﺽ ﻭﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺤـﺩﻭﺩ ﻋﻠـﻴﻬﻡ ﻓﻴﻤـﺎ
ﻴﻌﺘﻘﺩﻭﻥ ﺘﺤﺭﻴﻤﻪ ﺩﻭﻥ ﻤﺎ ﻴﻌﺘﻘﺩﻭﻥ ﺤﻠﻪ(.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻤﻥ ﻓﻘﺩ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﻲ ﻤﺩﻯ ﺇﺨـﻀﺎﻋﻪ ﻟﻠﻌﻘﻭﺒـﺎﺕ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ
ﻭﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺭﺃﻴﻴﻥ-:
ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻷﻭل :ﺼﺎﺤﺒﻪ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺒﻭ ﺤﻨﻴﻔﺔ ﻭﻤﻌﻪ ﻤﺤﻤﺩ:
ﺍﻷﺼل ﻋﻨﺩ ﺃﺒﻲ ﺤﻨﻴﻔﺔ ﻭﻤﺤﻤﺩ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻤﻥ ﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺤـﺩﻭﺩ
ﺴﻭﻯ ﺤﺩ ﺍﻟﻘﺫﻑ ،7ﻭﻗﺩ ﺴﺌل ﺃﺒﻭ ﺤﻨﻴﻔﺔ ﻋﻥ ﻗﻭﻡ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺨﺭﺠﻭﺍ ﻤﺴﺘﺄﻤﻨﻴﻥ
ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺓ ﻓﺯﻨﻰ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺃﻭ ﺴﺭﻕ ﻫل ﻴﺤﺩ؟ ﻗﺎل ﻻ ﺤﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻴﻀﻤﻥ
/ 1اﻟﺴﺮﺧﺴﻲ – ﺷﺮح اﻟﺴﻴﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮ – اﻟﺠﺰء اﻷول – ص –306ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺷﺮآﺔ اﻹﻋﻼﻧﺎت اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ – 1971م.
/ 2اﺑﻦ ﻗﻴﻢ اﻟﺠﻮزﻳﺔ – أﺣﻜﺎم أهﻞ اﻟﺬﻣﺔ – اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ – ص – 1375اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﻟﻰ – دار اﺑﻦ ﺣﺰم -ﺑﻴﺮوت – 1997م.
/ 3اﻟﻤﻮاق – اﻟﺘﺎج واﻷآﻠﻴﻞ – اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ – ص – 385اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ – دار اﻟﻔﻜﺮ -ﺑﻴﺮوت – 1398هـ.
/ 4اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ – اﻷم – اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻣﻦ – ص – 384اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ – دار اﻟﻔﻜﺮ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ -ﺑﻴﺮوت – 1403هـ1983 -م.
/ 5اﻟﺸﺮﺑﻴﻨﻲ – ﻣﻐﻨﻰ اﻟﻤﺤﺘﺎج – اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ – ص – 253دار اﻟﻔﻜﺮ -ﺑﻴﺮوت.
/ 6اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ – اﻟﺸﺮح اﻟﻜﺒﻴﺮ – اﻟﺠﺰء اﻟﻌﺎﺷﺮ – ص – 612 ،611دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ.
/ 7اﺑﻦ اﻟﻬﻤﺎم – ﺷﺮح ﻓ ﺘﺢ اﻟﻘ ﺪﻳﺮ – اﻟﺠ ﺰء اﻟﺨ ﺎﻣﺲ – ص – 269اﻟﻄﺒﻌ ﺔ اﻷوﻟ ﻰ – ﺷ ﺮآﺔ ﻣﻜﺘﺒ ﺔ وﻣﻄﺒﻌ ﺔ ﻣ ﺼﻄﻔﻰ اﻟﺒ ﺎﺑﻲ وأوﻻدﻩ-
ﻣﺼﺮ –1389هـ1970 -م.
83
ﺍﻟﺴﺭﻗﺔ ﻷﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺼﺎﻟﺢ ﻭﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻟﻪ ﺫﻤﺔ .1ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ 000)2ﻓﻠﻬﺫﺍ
ﻻ ﻴﻘﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﺤﺽ ﺤﻕ ﺍﷲ( ،ﻭﻟﻜﻥ ﻴﺭﻯ ﺍﻟﺸﻴﺒﺎﻨﻲ ﺃﻥ ﺘﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴـﻪ ﻋﻘﻭﺒـﺔ
ﺘﻌﺯﻴﺭﻴﺔ ﻓﻴﻘﻭل 00000)3ﻭﻴﻭﺠﻊ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺼﻨﻊ ﻭﻴﺠﻠﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻥ ﻋﻠـﻰ
ﻗﺩﺭ ﻤﺎ ﻴﺭﻯ ﺍﻹﻤﺎﻡ(.
ﻭﻭﺠﻪ ﻗﻭل ﺃﺒﻲ ﺤﻨﻴﻔﺔ ﻭﻤﺤﻤﺩ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻤﻥ ﻟﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺩﺨل ﻟﻠﻘﺭﺍﺭ ﺒل ﻟﺤﺎﺠـﺔ
ﻴﻘﻀﻴﻬﺎ ﻭﻴﺭﺠﻊ ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻤﻜﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺒﺸﺭﻁﻪ ،ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺒﺎﻹﺴﺘﺌﻤﺎﻥ ﻤﻠﺘﺯﻤـﹰﺎ
ﺠﻤﻴﻊ ﺃﺤﻜﺎﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻼﺕ ﺒل ﻤﺎ ﻴﺭﺠﻊ ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﺼﻴل ﻤﻘﺼﺩﻩ ﻭﻫـﻭ ﺤﻘـﻭﻕ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ،ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻪ ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺇﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻤﻠﺘﺯﻤﹰﺎ ﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﻭﻜﻑ ﺍﻷﺫﻯ ﺇﺫ ﻗﺩ ﺇﻟﺘﺯﻤﻨﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ
ﺃﻤﺎﻨﻪ ﻤﺜل ﺫﻟﻙ ،ﻭﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻭﺤﺩ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻤﻥ ﺤﻘﻭﻗﻬﻡ ﻓﻠﺯﻤﺎﻩ ﺃﻤﺎ ﺤﺩ ﺍﻟﺯﻨـﺎ ﻓﺨـﺎﻟﺹ
ﺤﻕ ﺍﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﻜﺫﺍ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺭﻗﺔ ﺤﻘﻪ ﻟﻡ ﻴﻠﺘﺯﻤﻪ .4
ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻴﺭﻯ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺒﻭ ﺤﻨﻴﻔﺔ ﻋﺩﻡ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ
ﻴﻘﻴﻤﻭﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻤﺅﻗﺘﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﺭﺘﻜﺎﺒﻬﻡ ﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺘﻤﺱ ﺤﻕ ﺍﷲ ﺃﻭ ﺤﻕ
ﺍﷲ ﻓﻴﻬﺎ ﻏﺎﻟﺏ .ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﻴﻘﻭل ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﺃﺒﻭ ﺯﻫﺭﺓ )5ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﺫﻯ ﺍﺘﺠﻪ ﺇﻟﻴﻪ
ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻷﻋﻅﻡ ﻻ ﻴﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﻤﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻤﻭﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﻗﺭﺍﺭ
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻭﻤﻨﻊ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ،ﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺜﺒﺕ ﺤﻘﹰﺎ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻫﻲ ﻟﺩﻓﻊ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ
ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺇﻨﻪ ﺒﺎﻟﺒﺩﺍﻫﺔ ﻤﻥ ﻴﺩﺨل ﺩﻴﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻹﻓﺴﺎﺩ ﻓـﻲ ﺍﻷﺭﺽ،
ﻭﺇﻨﻪ ﻟﻐﺭﻴﺏ ﻜل ﺍﻟﻐﺭﺍﺒﺔ ﺃﻥ ﻴﺩﺨل ﻭﻴﺴﺭﻕ ﻭﻴﺯﻨﻲ ﻭﻻ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻭﺫﻟﻙ ﻓﺴﺎﺩ ﺒﺎﻟﺒﺩﺍﻫـﺔ،
ﻭﻟﻜﻥ ﺃﺒﺎ ﺤﻨﻴﻔﺔ ﺇﻨﺴﺎﻕ ﻭﺭﺍﺀ ﻨﺯﻋﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﻘﺭﺭﻫﺎ ﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ،
ﻓﻘﺎل ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻘﻭل ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻴﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﻨﻅﺭ ﺍﻟﺩﻭل ﻭﺤﻜﻡ ﺴـﻴﺎﺩﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘـﺔ ،ﺒﺘﻨﻔﻴـﺫ
ﻗﻭﺍﻨﻴﻨﻬﺎ ﻭﻤﻨﻊ ﺍﻟﻌﺒﺙ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻴﻬﺎ(.
ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻫﻭ ﺭﺃﻱ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻤﺎﻟﻙ ﻭﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺤﻤﺩ ﻭﺃﺒﻲ ﻴﻭﺴـﻑ
ﻤﻥ ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺃﺒﻲ ﺤﻨﻴﻔﺔ:
84
ﻭﻴﺫﻫﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻭﺏ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻤﻥ .ﻴﻘـﻭل ﺍﻹﻤـﺎﻡ
ﻤﺎﻟﻙ ﺇﻨﻪ ﻴﺼﻴﺭ ﻨﺎﻗﻀﹰﺎ ﻟﻠﻌﻬﺩ ﺒﻤﺎ ﺼﻨﻊ ،ﻷﻨﻪ ﺤﻴﻥ ﺩﺨل ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺒﺄﻤﺎﻥ ﻓﻘﺩ ﺇﻟﺘﺯﻡ ﺒﺄﻥ ﻻ
ﻴﻔﻌل ﺸﻴﺌﹰﺎ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ،1ﻭﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺝ ﻭﺍﻷﻜﻠﻴل )2ﻭﺇﻥ ﺴﺭﻕ ﺍﻟﺤﺭﺒﻲ ﻭﻗـﺩ ﺩﺨـل
ﺒﺄﻤﺎﻥ ﻗﻁﻊ(.
ﻭﻴﺭﻯ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺠﻭﺏ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻤﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺤﻘﹰﺎ ﻟﻠﻌﺒـﺎﺩ،
ﺃﻤﺎ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺤﻘﹰﺎ ﷲ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﻥ ﻴﻌﻠﻤﻪ ﺒﺄﻨﻪ ﺴﻴﻘﻴﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺩ ﺇﺫﺍ ﻤـﺎ
ﺃﺼﺎﺏ ﺸﻴﺌﹰﺎ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ،ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻡ )3ﺇﺫﺍ ﺨﺭﺝ ﺃﻫل ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺒﻼﺩ
ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺄﻤﺎﻥ ﻓﺄﺼﺎﺒﻭﺍ ﺤﺩﻭﺩﹰﺍ ﻓﺎﻟﺤﺩﻭﺩ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻭﺠﻬﺎﻥ :ﻓﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﷲ ﻻ ﺤﻕ ﻓﻴـﻪ
ﻟﻶﺩﻤﻴﻴﻥ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻟﻬﻡ ﻋﻔﻭﻩ ﻭﺇﻜﺫﺍﺏ ﺸﻬﻭﺩ ﺸﻬﺩﻭﺍ ﻟﻬﻡ ﺒﻪ ﻓﻬﻭ ﻤﻌﻁل ﻷﻨﻪ ﻻ ﺤﻕ ﻓﻴﻪ
ﻟﻤﺴﻠﻡ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﷲ ﻭﻟﻜﻥ ﻴﻘﺎل ﻟﻬﻡ ﻟﻡ ﺘﺅﻤﻨﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﻜﻔﻔﺘﻡ ﻭﺇﻻ ﺭﺩﺩﻨـﺎ ﻋﻠـﻴﻜﻡ
ﺍﻷﻤﺎﻥ ﻭﺃﻟﺤﻘﻨﺎﻜﻡ ﺒﻤﺄﻤﻨﻜﻡ ﻓﺈﻥ ﻓﻌﻠﻭﺍ ﺃﻟﺤﻘﻭﻫﻡ ﺒﻤﺄﻤﻨﻬﻡ ﻭﻨﻘﻀﻭﺍ ﺍﻷﻤﺎﻥ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻭﺒﻴـﻨﻬﻡ
ﻭﻜﺎﻥ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻺﻤﺎﻡ ﺇﺫﺍ ﺃﻤﻨﻬﻡ ﺃﻥ ﻻ ﻴﺅﻤﻨﻬﻡ ﺤﺘﻰ ﻴﻌﻠﻤﻬﻡ ﺃﻨﻬﻡ ﺇﻥ ﺍﺼﺎﺒﻭﺍ ﺤﺩﹰﺍ ﺃﻗﺎﻤـﻪ
ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻭﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺤﺩ ﻟﻶﺩﻤﻴﻴﻥ ﺃﻗﻴﻡ ﻋﻠﻴﻬﻡ(.
ﻭﻴﺫﻫﺏ ﺍﻟﺤﻨﺎﺒﻠﺔ ﻷﺒﻌﺩ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻓﻴﺭﻭﻥ ﻋﺩﻡ ﺴﻘﻭﻁ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺒﻌﻭﺩﺓ ﺍﻟﻤـﺴﺘﺄﻤﻥ
ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﻟﺤﺭﺏ ﺒل ﺘﺴﺘﻭﻓﻰ ﺤﻴﻥ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻴﻘـﻭل ﺍﺒـﻥ ﻗﺩﺍﻤـﺔ )4ﻭﺇﺫﺍ ﺴـﺭﻕ
ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻤﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺃﻭ ﻗﺘل ﺃﻭ ﻏﺼﺏ ،ﺜﻡ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻭﻁﻨﻪ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺜـﻡ
ﺨﺭﺝ ﻤﺴﺘﺄﻤﻨﹰﺎ ﻤﺭﺓ ﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﺇﺴﺘﻭﻓﻲ ﻤﻨﻪ ﻤﺎ ﻟﺯﻤﻪ ﻓﻲ ﺃﻤﺎﻨﻪ ﺍﻷﻭل(.
ﻭﻴﺭﻯ ﺃﺒﻲ ﻴﻭﺴﻑ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻜل ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻤﻥ ﺇﻻ ﺤﺩ ﺍﻟﺸﺭﺏ ﻷﻨﻪ ﻴﻌﺘﻘﺩ
ﺤﻠﻪ ،5ﻴﻘﻭل ﺃﺒﻭ ﻴﻭﺴﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺭﺍﺝ )6ﻭﻟﻭ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺒﺄﻤﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﺴـﻭل
ﺯﻨﻰ ﺃﻭ ﺴﺭﻕ ﻓﺈﻥ ﺒﻌﺽ ﻓﻘﻬﺎﺌﻨﺎ ﻗﺎل 00000ﻭﻜﺎﻥ ﺍﺤﺴﻥ ﻤﺎ ﺴﻤﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺫﻟـﻙ ﻭﺍﷲ
ﺃﻋﻠﻡ ﺃﻥ ﻨﺄﺨﺫﻩ ﺒﺎﻟﺤﺩﻭﺩ ﻜﻠﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﺘﻘﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ( ،ﻭﻭﺠﻪ ﻗﻭل ﺃﺒﻲ ﻴﻭﺴﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻤـﺴﺘﺄﻤﻥ
85
ﺇﻟﺘﺯﻡ ﺃﺤﻜﺎﻤﻨﺎ ﻤﺩﺓ ﻤﻘﺎﻤﻪ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻼﺕ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺫﻤﻲ ﺇﻟﺘﺯﻤﻬﺎ ﻤﺩﺓ ﻋﻤـﺭﻩ
ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻴﺤﺩ ﺤﺩ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻭﻴﻘﺘل ﻗﺼﺎﺼﺎﹰ ،ﺒﺨﻼﻑ ﺤﺩ ﺍﻟﺸﺭﺏ ﻷﻨﻪ ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺇﺒﺎﺤﺘﻪ .1
ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺭﺃﻱ ﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ،ﻭﻫﻭ ﻴﻁﺎﺒﻕ ﻤﺎ ﺃﺨﺫﺕ ﺒﻪ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻭﻀـﻌﻴﺔ
ﺤﺩﻴﺜﺎﹰ ،ﺤﻴﺙ ﻴﻁﺒﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﺩﺍﺨل ﺇﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ
ﺩﻭﻥ ﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺠﻨﺴﻴﺔ ﻤﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﺃﻭ ﻤﻌﺘﻘﺩﻩ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ،ﻭﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﻤﻘﻴﻤﹰﺎ ﺇﻗﺎﻤـﺔ ﺩﺍﺌﻤـﺔ
ﺒﺈﻗﻠﻴﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺇﻗﺎﻤﺘﻪ ﻤﺅﻗﺘﺔ .ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﻤﺒﺩﺃ ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺇﺴـﺘﻘﺭﺍﺭ
ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﻫﻭ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻤﺎ ﻴﺭﺘﻀﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘل ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻗﺭﺭﺕ ﻟﺩﺭﺀ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻲ
ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻴﺩﺨل ﺩﻴﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺃﻥ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻹﻓﺴﺎﺩ ﻓﻴﻬﺎ.
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ
ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﻊ ﰲ ﺩﺍﺭ ﺍﳊﺮﺏ
/ 1اﺑﻦ اﻟﻬﻤﺎم – اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .269 ،267
86
ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻤﻨﻴﻥ-:
ﻴﺭﻯ ﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻤﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻓﺈﻨﻪ ﻻ
ﻴﺴﺄل ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﻷﻨﻪ ﻻ ﻭﻻﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻤﺩﺓ ﺇﻗﺎﻤﺘـﻪ ﻓـﻲ ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻭﻻ ﻭﻻﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺇﻥ ﺴﺭﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺇﻗﺎﻤﺘـﻪ
ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﺍﺭ ،ﺇﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻷﻨﻪ ﺇﻟﺘﺯﻡ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺤﻜـﺎﻡ
ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﻻ ﻷﻨﻪ ﺩﺨل ﻓﻲ ﻭﻻﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ .1
ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﺫﻤﻴﻴﻥ-:
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﻤﺴﻠﻡ ﺃﻭ ﺫﻤﻲ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻓﻘﺩ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻔﻘﻬـﺎﺀ
ﻓﻲ ﻤﺩﻯ ﺨﻀﻭﻋﻬﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﻟﻬﻡ ﺭﺃﻴﻴﻥ-:
ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻷﻭل :ﻭﻫﻭ ﺭﺃﻱ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺒﻲ ﺤﻨﻴﻔﺔ:
ﻴﺭﻯ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺒﻭ ﺤﻨﻴﻔﺔ ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺫﻤﻲ ﺸﻴﺌﹰﺎ ﻤـﻥ ﺍﻷﺴـﺒﺎﺏ
ﺍﻟﻤﻭﺠﺒﺔ ﻟﻠﻌﻘﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻻ ﻴﻘﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺩ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﻨﺩ ﺃﺒﻲ ﺤﻨﻴﻔﺔ ﻫﻲ
ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺤﺩ ﻭﻻ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺤﺩ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤـﺭﺏ ،ﻷﻥ
ﺍﻟﻭﺠﻭﺏ ﻤﺸﺭﻭﻁ ﺒﺎﻟﻘﺩﺭﺓ ﻭﻻ ﻗﺩﺭﺓ ﻟﻺﻤﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺤﺎل ﻜﻭﻨﻪ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤـﺭﺏ ﻟﻌـﺩﻡ
ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ،ﻭﻟﻭ ﻓﻌل ﺸﻴﺌﹰﺎ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺜﻡ ﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻻ ﻴﻘﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﺩ ﺃﻴـﻀﹰﺎ
ﻼ .ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺫﻤﻲ ﺸﻴﺌﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﺴـﺒﺎﺏ
ﻷﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻟﻡ ﻴﻘﻊ ﻤﻭﺠﺒﹰﺎ ﺃﺼ ﹰ
ﺍﻟﻤﻭﺠﺒﺔ ﻟﻠﻌﻘﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺜﻡ ﻫﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻓﻼ ﻴﺴﻘﻁ ﻫﺭﺒﻪ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ
ﻷﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻭﻗﻊ ﻤﻭﺠﺒﹰﺎ ﻟﻺﻗﺎﻤﺔ ﻓﻼ ﻴﺴﻘﻁ ﺒﺎﻟﻬﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ .2
ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺘل ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺫﻤﻲ ﻤﺴﻠﻤﹰﺎ ﺃﻭ ﺫﻤﻴﹰﺎ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻓﻴﺭﻯ ﺃﺒﺎ ﺤﻨﻴﻔﺔ ﺃﻥ
ﻻ ﻴﺅﺨﺫ ﺒﺎﻟﻘﺼﺎﺹ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻋﻤﺩﹰﺍ ﻟﺘﻌﺫﺭ ﺍﻹﺴﺘﻴﻔﺎﺀ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﻤﻨﻌﺔ ،ﻭﻷﻥ ﻜﻭﻨﻪ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺃﻭﺭﺙ ﺸﺒﻬﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺠﻭﺏ ،ﻭﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻻ ﻴﺠﺏ ﻤﻊ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻭﻴﻀﻤﻥ ﺍﻟﺩﻴـﺔ.
ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺘﻭل ﻗﺩ ﺃﺴﻠﻡ ﻭﺒﻘﻲ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻭﻟﻡ ﻴﻬﺎﺠﺭ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴـﻼﻡ ﻓـﻼ
ﻗﺼﺎﺹ ﻭﻻ ﺩﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻗﺘﻠﻪ ﻤﺴﻠﻡ ﺃﻭ ﺫﻤﻲ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﻤﺩﹰﺍ ﻗﺘﻠﻪ ﺃﻭ ﺨﻁﺄ ﻷﻨﻪ
87
ﻏﻴﺭ ﻤﻌﺼﻭﻡ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻴﺭﻯ ﺃﺒﺎ ﺤﻨﻴﻔﺔ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻘﺘﻭل ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻗـﺩ ﺩﺨـل ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤـﺭﺏ
ﻤﻜﺭﻫﹰﺎ ﻜﺎﻷﺴﻴﺭ ﻓﻼ ﻗﺼﺎﺹ ﻭﻻ ﺩﻴﺔ ﻷﻥ ﺍﻷﺴﺭ ﻴﺒﻁل ﻋﺼﻤﺔ ﺍﻷﺴـﻴﺭ ،ﻭﺨﺎﻟﻔـﻪ
ﻤﺤﻤﺩ ﻭﺃﺒﺎ ﻴﻭﺴﻑ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﻭﻴﺭﻴﺎﻥ ﺇﻥ ﺍﻷﺴﺭ ﻻ ﻴﺒﻁل ﻋﺼﻤﺔ ﺍﻷﺴﻴﺭ .1
ﻭﺇﺫﺍ ﻋﺴﻜﺭ ﺠﻨﻭﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻓﻜل ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﻘﻊ ﺩﺍﺨـل
ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺭ ﺘﺄﺨﺫ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺒﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻤـﺎﻡ
ﻨﻔﺴﻪ ،ﻷﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻭﺘﻤﻜﻨﻪ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ﺒﻤﺎ ﻟـﻪ ﻤـﻥ ﺍﻟﻘـﻭﺓ ﻭﺍﻟـﺸﻭﻜﺔ
ﺒﺈﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺠﻴﻭﺵ ﻭﺇﻨﻘﻴﺎﺩﻫﺎ ﻟﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﻟﻤﻌﺴﻜﺭﻩ ﺤﻜﻡ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﻭﻫﻭ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺇﺫﺍ
ﻓﻭﺽ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻷﻤﻴﺭ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻭﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ،2ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺒﻭ ﺤﻨﻴﻔﺔ ﻴﺭﻯ
ﺃﻥ ﻻ ﺘﻨﻔﺫ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻟﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻘﻭﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟـﺴﻼﻡ) :ﻻ
ﺘﻘﻁﻊ ﺍﻷﻴﺩﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺯﺍﺓ( .3
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺭ ﻓﺤﻜﻤﻬﺎ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻜـﺏ
ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻹﻗﺘﺼﺎﺭ ﻭﻻﻴﺔ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺭ .4
ﻭﻴﺘﻀﺢ ﻤﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﺃﻥ ﻤﻘﺘﻀﻰ ﻤﺫﻫﺏ ﺃﺒﻲ ﺤﻨﻴﻔﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻤﻥ ﻤﺴﻠﻡ ﺃﻭ ﺫﻤﻲ ﻻ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻹﻨﻌﺩﺍﻡ ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻭﻗـﺕ
ﺇﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﺃﺒﻲ ﺤﻨﻴﻔﺔ ﻫﻲ ﺒﺜﺒﻭﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﻻ ﻋﺒﺭﺓ ﻓﻲ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺒﺎﻟﻭﻻﻴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻤﻴﺔ .5
ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻭﻫﻭ ﺭﺃﻱ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻤﺎﻟﻙ ﻭﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺤﻤﺩ:
ﻭﻴﺭﻯ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻷﺌﻤﺔ ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺸﻴﺌﹰﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻭﺠﺒﺔ ﻟﻠﻌﻘﻭﺒﺔ
ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺴﺘﺤﻕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻴﺴﺘﻭﻯ ﻓﻲ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﻔﻌـل
ﺍﻟﻤﺤﺭﻡ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻤﺎﺩﺍﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻴﺤﺭﻤـﻪ ،ﻷﻥ ﺇﺨـﺘﻼﻑ
ﺍﻟﺩﺍﺭﻴﻥ ﻻ ﻴﺅﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺭﻴﻡ ﺍﻟﻔﻌل ﻓﺈﻨﻪ ﻻ ﻴﺅﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﺠﺯﺍﺀﹰﺍ ﻋﻠـﻰ
/ 1اﻟﻜﺎﺳﺎﻧﻲ – اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص 131وﻣﺎ ﺑﻌﺪهﺎ .اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ – اﻟﺸﺮح اﻟﻜﺒﻴﺮ – اﻟﺠﺰء اﻟﺘﺎﺳﻊ – ﻣﺮﺟ ﻊ ﺳ ﺎﺑﻖ – ص
.384 ،383اﻟﻄﺤ ﺎوي – ﻣﺨﺘ ﺼﺮ إﺧ ﺘﻼف اﻟﻌﻠﻤ ﺎء – اﻟﺠ ﺰء اﻟﺜﺎﻟ ﺚ – ص – 477 ،476اﻟﻄﺒﻌ ﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ – دار اﻟﺒ ﺸﺎﺋﺮ اﻹﺳ ﻼﻣﻴﺔ -
ﺑﻴﺮوت – 1417هـ .اﻟﺠﺼﺎص – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .216
/ 2أﺑﻲ ﻳﻮﺳﻒ – اﻟﺮد ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺮ اﻷوزاﻋﻲ – ص – 80دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ -ﺑﻴﺮوت .اﻟﻜﺎﺳﺎﻧﻲ – اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص
.132
/ 3اﺑﻦ اﻟﻬﻤﺎم – اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .267
/ 4اﻟﻜﺎﺳﺎﻧﻲ – اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .132
/ 5اﻹﻣﺎم ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ زهﺮة – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .322 ،321ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﻋﻮدة – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .284
88
ﺇﺘﻴﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻌل ،ﻭﺍﻟﺫﻤﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﻜﺎﻟﻤﺴﻠﻡ ﻷﻨﻪ ﻤﻠﺯﻡ ﺒﺄﺤﻜﺎﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﻤﻘﺘﻀﻲ ﻋﻘـﺩ
ﺍﻟﺫﻤﺔ.
ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ )1ﻗﻠﺕ ﺃﺭﺍﻴﺕ ﻟﻭ ﺃﻥ ﺘﺠﺎﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻤـﺴﻠﻤﻴﻥ ﺩﺨﻠـﻭﺍ
ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺒﺄﻤﺎﻥ ﻓﺴﺭﻕ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻤﻥ ﺒﻌﺽ ﺜﻡ ﺸﻬﺩﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﺒﺎﻟﺴﺭﻗﺔ ﺤﻴﻥ
ﺨﺭﺠﻭﺍ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺃﻴﻘﺎﻡ ﺍﻟﺤﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﺃﻡ ﻻ ﻓﻲ ﻗﻭل ﻤﺎﻟﻙ ،ﻗﺎل :ﻗﺎل ﻤﺎﻟﻙ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻴﺵ
ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺃﻨﻪ ﻴﻘﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﺍﻟﺤﺩ ﻓﻜﺫﻟﻙ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺩﺨﻠـﻭﺍ
ﺒﺄﻤﺎﻥ ،ﻭﻷﻥ ﻤﺎﻟﻜﹰﺎ ﻻ ﻴﻠﺘﻔﺕ ﺇﻟﻰ ﺇﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺩﺍﺭﻴﻥ ﻭﻫﺅﻻﺀ ﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﻤﻘﺭﻭﻥ ﺒﺄﺤﻜـﺎﻡ
ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻴﺴﻭﺍ ﺒﻤﻨﺯﻟﺔ ﺍﻟﻤﺸﺭﻜﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻻ ﻴﻘﺭﻭﻥ ﺒﺄﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ(.
ﻭﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺫﺏ )2ﻭﻤﻥ ﻗﺘل ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻗﺘ ﹰ
ﻼ ﻴﻭﺠﺏ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﺃﻭ ﺃﺘﻰ
ﺒﻤﻌﺼﻴﺔ ﺘﻭﺠﺏ ﺍﻟﺤﺩ ،ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻷﻨﻪ ﻻ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟـﺩﺍﺭﺍﻥ
ﻓﻲ ﺘﺤﺭﻴﻡ ﺍﻟﻔﻌل ﻓﻠﻡ ﺘﺨﺘﻠﻔﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺒﻪ(.
ﻜﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﺡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ)3ﻭﻻ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻓﻲ ﻭﺠﻭﺏ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﺘل ﻓﻲ
ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﺒل ﻤﺘﻰ ﻗﺘل ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻤﺴﻠﻤﹰﺎ ﻋﺎﻟﻤﹰﺎ ﺒﺈﺴﻼﻤﻪ ﻋﺎﻤﺩﹰﺍ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻭﺩ(.
ﻭﻴﻌﺎﻗﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻭﺍﻟﺫﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤـﺭﺏ
ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﺒﺎﺤﹰﺎ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻤﺎ ﺩﺍﻤﺕ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ ﺘﺤـﺭﻡ ﻋﻠـﻰ
ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻌل ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﺤﺭﻤﹰﺎ ﻓـﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤـﺭﺏ ﻭﻟﻜـﻥ ﺍﻟـﺸﺭﻴﻌﺔ
ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺘﺒﻴﺤﻪ ﻓﻼ ﻋﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﺍﺭﺘﻜﺒﻪ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ .4
ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺃﺭﻀﹰﺎ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻓـﻲ ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﺤﺭﺏ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻴﺴﺘﻭﻯ ﻋﻨﺩﻫﻡ ﺃﻥ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺭ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺨﺎﺭﺠﻪ ،ﻷﻥ
ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻤﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻨﺩﻫﻡ .5
ﻭﻴﺭﻯ ﻤﺎﻟﻙ ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺃﻥ ﻻ ﻴﺅﺨﺭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﻭﺩ
ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺤﻴﻥ ﻋﻭﺩﺘﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒل ﺘﻨﻔﺫ ﻜﻠﻤﺎ ﺍﺴﺘﺤﻘﺕ.
/ 1ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ أﻧﺲ – اﻟﻤﺪوﻧﺔ اﻟﻜﺒﺮى – اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ – ص – 291دار ﺻﺎدر -ﺑﻴﺮوت.
/ 2اﻟﺸﻴﺮازي – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .241
/ 3اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ – اﻟﺸﺮح اﻟﻜﺒﻴﺮ – اﻟﺠﺰء اﻟﺘﺎﺳﻊ – ص .384 ،383
/ 4ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﻋﻮدة – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .288 ،287
/ 5ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺟﻊ – ص .288
89
ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺝ ﻭﺍﻷﻜﻠﻴل )1ﻭﻴﻘﻴﻡ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺒﺒﻠﺩ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻫـل
ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺭﻗﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻭﺫﻟﻙ ﺃﻗﻭﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻕ(.
ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻷﻡ )2ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺼﺎﺏ ﺍﻟﺭﺠل ﺤﺩﹰﺍ ﻭﻫﻭ ﻤﺤﺎﺼﺭ ﻟﻠﻌﺩﻭ ﺃﻗﻴﻡ ﻋﻠﻴـﻪ
ﺍﻟﺤﺩ( ،ﺇﻻ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻴﺭﻯ ﻋﺩﻡ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻭﺘﺄﺨﻴﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺤـﻴﻥ
ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻷﻤﻴﺭ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺤـﻕ ﺘﻭﻗﻴـﻊ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒـﺔ ﺃﻭ ﻜـﺎﻥ
ﺒﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﺃﻭ ﻗﻭﺓ ﺒﻪ ﺃﻭ ﺸﻐل ﻋﻨﻪ ،ﻴﻘـﻭل ﺍﺒـﻥ ﻗﺩﺍﻤـﺔ)3ﺇﻻ ﺃﻥ
ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻗﺎل ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﻭ ﺃﻤﻴﺭ ﺇﻗﻠﻴﻡ ﻓﻠﻴﺱ ﻟﻪ ﺇﻗﺎﻤـﺔ ﺍﻟﺤـﺩﻭﺩ
ﻭﻴﺅﺨﺭ ﺤﺘﻰ ﻴﺄﺘﻲ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻷﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺒﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺤﺩﻭﺩ ﺃﻭ ﻗﻭﺓ ﺒﻪ ﺃﻭ ﺸﻐل ﻋﻨﻪ ﺃﺨﺭ(.
ﻭﻴﺭﻯ ﺃﺤﻤﺩ ﺃﻥ ﻻ ﺘﻨﻔﺫ ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﻭﺩ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ
ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ )4ﺇﻥ ﻤﻥ ﺃﺘﻰ ﺤﺩﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺯﺍﺓ ﺃﻭ
ﻤﺎ ﻴﻭﺠﺏ ﻗﺼﺎﺼﹰﺎ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻟﻡ ﻴﻘﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺤﺘﻰ ﻴﻘﻔل ﻓﻴﻘﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺤﺩﻩ(.
ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺭﺃﻯ ﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ،ﻭﻤﺭﻤﺎﻩ ﻋﻤﻭﻡ ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ
ﺒﺤﻴﺙ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻋﻨﻕ ﻤﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ﺃﻴﻨﻤﺎ ﻜﺎﻥ ،ﻭﻫـﻭ ﻴـﺭﻯ ﻋﻤـﻭﻡ
ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻋﻤﻭﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﻤﻌﺎﹰ ،ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻥ
ﺘﻅﻠﻪ ﺃﺭﺽ ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﻓﻬﻲ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻥ ﻴﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺃﻴﻨﻤﺎ
ﻜﺎﻥ ،ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺜﺎﺒﺘﹰﺎ ﺒﻤﻘﺘﻀﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺃﻡ ﻜﺎﻥ ﺜﺎﺒﺘﹰﺎ ﺒﻤﻘﺘـﻀﻲ ﻋﻘـﺩ ﺍﻟﺫﻤـﺔ.
ﻭﺍﻟﻌﺒﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﻫﻲ ﺒﺜﺒﻭﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻤﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺤﻴﻥ ﻭﻗﺕ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻓﻼ ﻴﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﺇﻻ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ،
ﺃﻱ ﺇﻨﻪ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻋﻨﺩ ﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻟﺘﻭﻗﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺜﺒﻭﺕ ﻤﺠﺭﺩ ﻭﻻﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﺭﺘﻜـﺎﺏ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﻨﻅﺭ ﺃﺒﻲ ﺤﻨﻴﻔﺔ ﻷﻥ ﺃﺒﺎ ﺤﻨﻴﻔﺔ ﻴـﺸﺘﺭﻁ ﻟﺘﻭﻗﻴـﻊ
ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺜﺒﻭﺕ ﻭﻻﻴﺔ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻭﻗﺕ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ .5
90
ﻭﻤﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻴﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﺭﺃﻱ ﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻴﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻤﺒـﺩﺃ ﺍﻟﺸﺨـﺼﻴﺔ
ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻀﻌﻲ ،ﻓﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﻤﻥ ﻴﺭﺘﻜﺏ ﺠﺭﻴﻤـﺔ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺒﻘﻌﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺈﻥ ﺤﻜﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﻋﻨﻘﻪ ﻴﺘﺒﻌـﻪ ﺃﻴﻨﻤـﺎ ﻜـﺎﻥ
ﻭﺤﻴﺜﻤﺎ ﺤل ،ﻓﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺍﺭﺘﻜﺒﻪ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﻋﻨﺩ ﻋﻭﺩﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺤﻴﺙ ﻻ
ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻫـﻭ ﻤـﺎ ﺯﺍل ﻓـﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤـﺭﺏ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺭﺃﻱ
ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻤﻊ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ
ﺇﺭﺘﻜﺎﺒﻪ ،ﻓﻔﻲ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﺃﻨﻪ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺤﺘﻲ ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻏﻴﺭ ﻤﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﻪ
ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺒﻪ ﻤﺎﺩﺍﻤﺕ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺘﺤﺭﻤﻪ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻤﺨﺎﻁـﺏ
ﺒﺘﺤﺭﻴﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﻭﻫﻭ ﻤﻨﻬﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻓﺴﺎﺩ ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ
ﺃﻡ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻷﻨﻪ ﻻ ﻴﺼﺢ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻤﻔﺴﺩﹰﺍ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺃﺭﺽ ﻜﺎﻥ.
91
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ
ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ
ﺘﻭﺠﺩ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻁﻭﺍﺌﻑ ﺍﻟﺤﺭﺒﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻤﻨﻴﻥ ﻭﺃﻫل ﺍﻟﺫﻤﺔ ﻁﺎﺌﻔﺔ ﺃﺨﺭﻯ
ﻫﻲ ﻁﺎﺌﻔﺔ ﺃﻫل ﺍﻟﻌﻬﺩ ،ﻭﻫﻡ ﺃﻫل ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﻴﻅﻬﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻋﻘـﺩ
ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ .ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺘﺤﺘﻔﻅ ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺸﺭﻴﻌﺔ ﻭﺃﺤﻜﺎﻡ،
ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻭﻟﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺤﺘﻲ ﻴﻁﺒﻘﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺸﺭﻴﻌﺘﻬﻡ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺩﺨﻠﻭﺍ ﻓـﻲ
ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻋﻬﺩﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﺸﺭﺍﺌﻁ ﺇﺸﺘﺭﻁﺕ ﻭﻗﻭﺍﻋﺩ ﻋﻴﻨﺕ .ﻭﻗﺩ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ
ﻻ ﻟﻠﻨﺼﺎﺭﻯ -ﺃﻤﻨﻬﻡ ﻓﻴﻪ
ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺼﻠﺤﹰﺎ ﻤﻊ ﺃﻫل ﻨﺠﺭﺍﻥ -ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻨﺠﺭﺍﻥ ﻤﻨﺯ ﹰ
ﻋﻠﻰ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﻭﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻭﺃﺭﻀﻬﻡ ﻭﻤﻠﺘﻬﻡ ،ﻜﻤﺎ ﻋﺎﻫﺩ ﺴﻴﺩﻨﺎ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁـﺎﺏ ﺃﻫـل
ﺇﻴﻠﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻟﻬﻡ ﺍﻷﻤﺎﻥ ﻷﻨﻔﺴﻬﻡ ﻭﺃﻤﻭﻟﻬﻡ ﻭﻜﻨﺎﺌﺴﻬﻡ ﻭﺼـﻠﺒﺎﻨﻬﻡ ﻭﺴـﺎﺌﺭ ﻤﻠـﺘﻬﻡ،
ﻭﻜﺘﺏ ﻤﻌﺎﻭﻴﺔ ﻋﻬﺩﹰﺍ ﻷﻫل ﺃﺭﻤﻴﻨﻴﺔ ﺃﻗﺭ ﺒﻪ ﺴﻴﺎﺩﺘﻬﻡ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ .1
ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﻴﻥ ﻴﻨﻅﻤﻬﺎ ﻋﻬﺩ ﻭﻤﻴﺜﺎﻕ ،ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫـﺩﻭﻥ
ﺒﻤﻭﺠﺒﻪ ﺒﺎﻟﻨﺼﺭﺓ ﻭﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﻀﺩ ﺃﻋﺩﺍﺌﻬﺎ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻘﺎﺒل ﺤـﺭﻴﺘﻬﻡ
ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻭﺇﺴﺘﻘﻼﻟﻬﻡ ﺒﺸﺭﻴﻌﺘﻬﻡ .2ﻓﻼ ﻴﺘﻌﻘﺒﻬﻡ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺒﺤﻜﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ،ﻭﻻ ﺘﻘـﺎﻡ
ﺍﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻴﻬﻡ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺘﺭﺍﻓﻌﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺒﺭﻀـﺎﺌﻬﻡ ،ﻗـﺎل
92
ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ )1ﺍﻟﺫﻯ ﺃﺤﻔﻅ ﻤﻥ ﻗﻭل ﺍﺼﺤﺎﺒﻨﺎ ﻭﻗﻴﺎﺴﻪ ﺃﻨﻬﻡ ﻻ ﻴﻨﻅﺭﻭﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺒـﻴﻥ
ﺃﻫل ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻻ ﻴﻜﺸﻔﻭﻨﻬﻡ ﻋﻥ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺍﺤﻜﺎﻤﻬﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻡ ،ﻭﺃﻨﻬـﻡ ﻻ ﻴﻠﺯﻤـﻭﻥ
ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﻴﻨﻬﻡ( ،ﻭﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﻡ )2ﻭﻴﺨﺎﻟﻑ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺼـﺎﺏ ﻤـﻥ
ﺤﺩﻭﺩ ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭﺠل ،ﻓﻼ ﺘﻘﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﻫﺩﻴﻥ ﺤﺘﻰ ﻴﺄﺘﻭﺍ ﻁﺎﺌﻌﻴﻥ(.ﻭﺇﻥ ﺠـﺎﺀ ﺃﻫـل
ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺒﺭﻀﺎﺌﻬﻡ ﻴﻁﻠﺒﻭﻥ ﺤﻜﻤﻪ ،ﻓﻬﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﻠﺯﻡ ﺒﺎﻟﺤﻜﻡ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺒـل
ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺃﻭ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺤﻜﻡ ،ﻓﺈﻥ ﺤﻜﻡ ﻴﺤﻜﻡ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺒﺤﻜﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺒﺩﻻﻟﺔ ﻗﻭﻟﻪ
ﺘﻌﺎﻟﻰ:
ﻙ
ﻀﺭﻭ
ﻋ ﹾﻨ ﻬ ﻡ ﹶﻓﻠﹶﻥ ﻴ
ﺽ
ﻋ ﹾﻨ ﻬ ﻡ ﻭﺇِﻥ ﹸﺘ ﻌ ِﺭ
ﺽ
ﻋ ِﺭ
ﺤﻜﹸﻡ ﺒ ﻴ ﹶﻨ ﻬ ﻡ َﺃ ﻭ َﺃ
ﻙ ﻓﹶﺎ
} ﹶﻓﺈِﻥ ﺠﺎﺀﻭ
ﻥ{ .3
ﺴﻁِﻴ
ﺤﺏ ﺍﻟ ﻤ ﹾﻘ ِ
ﷲ ﻴ ِ
ﻥﺍ َ
ﻁ ِﺇ
ﺴِ
ﺤﻜﹸﻡ ﺒ ﻴ ﹶﻨﻬﻡ ﺒﺎﻟ ِﻘ
ﺕ ﻓﹶﺎ
ﻥ ﺤ ﹶﻜ ﻤ ﹶ
ﺸﻴﺌﹰﺎ ﻭِﺇ
ﹶ
ﻗﺎل ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ )4ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﷲ ﺃﻋﻠﻡ ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭﺠل ﺠﻌـل
ﻟﻨﺒﻴﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻴﺤﻜﻡ ﺒﻴﻨﻬﻡ -ﻴﻘـﺼﺩ ﺃﻫـل ﺍﻟﻜﺘـﺎﺏ -ﺃﻭ
ﻴﻌﺭﺽ ﻋﻨﻬﻡ ،ﻭﺠﻌل ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻥ ﺤﻜﻡ ﺃﻥ ﻴﺤﻜﻡ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺒﺎﻟﻘﺴﻁ .ﻭﺍﻟﻘﺴﻁ ﺤﻜﻡ ﺍﷲ ﺍﻟـﺫﻯ
ﺃﻨﺯل ﻋﻠﻰ ﻨﺒﻴﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺍﻟﻤﺤﺼﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ( ،ﻭﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬـﺫﺏ )5ﻭﺇﻥ
ﺘﺤﺎﻜﻡ ﻤﺸﺭﻜﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻨﻅﺭﺕ ،ﻓﺈﻥ ﻜﺎﻨﺎ ﻤﻌﺎﻫﺩﻴﻥ ﻓﻬﻭ ﺒﺎﻟﺨﻴﺎﺭ ﺒﻴﻥ ﺃﻥ
ﺽ
ﺤﻜﹸﻡ ﺒ ﻴ ﹶﻨ ﻬ ﻡ َﺃ ﻭ َﺃﻋـ ِﺭ
ﻙ ﻓﹶﺎ
ﻴﺤﻜﻡ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﺒﻴﻥ ﺃﻻ ﻴﺤﻜﻡ ﻟﻘﻭﻟﻪ ﻋﺯ ﻭﺠل } ﹶﻓﺈِﻥ ﺠﺎﺀﻭ
ﻋ ﹾﻨ ﻬ ﻡ{ ﻭﻻ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﺃﻫل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻨﺯﻟﺕ ﻓﻴﻤﻥ ﻭﺍﺩﻋﻬﻡ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻤﻥ ﺯﻓﺭ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻗﺒل ﻓﺭﺽ ﺍﻟﺠﺯﻴﺔ(.
ﺜﻡ ﺇﺨﺘﻠﻑ ﺃﻫل ﺍﻟﺘﺄﻭﻴل ﻓﻲ ﺤﻜﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ،ﻫل ﻫﻭ ﺜﺎﺒﺕ ﺍﻟﻴﻭﻡ؟ ﻭﻫل ﻟﻠﺤﻜﺎﻡ
ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﺍﻟﻨﻅﺭ ﺒﻴﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺇﺫﺍ ﺍﺤﺘﻜﻤﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﻤﺜل ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻌﻠـﻪ ﺍﷲ
ﻟﻨﺒﻴﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺃﻡ ﺫﻟﻙ ﻤﻨﺴﻭﺥ؟ ﻓﻘﺎل ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺫﻟـﻙ ﺜﺎﺒـﺕ
ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻟﻡ ﻴﻨﺴﺨﻪ ﺸﻲﺀ ﻭﻟﻠﺤﻜﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﻜل ﺩﻫﺭ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ،ﻭﻗﺎل ﺁﺨﺭﻭﻥ ﺒل
93
ﺍﻟﺘﺨﻴﻴﺭ ﻤﻨﺴﻭﺥ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺇﺫﺍ ﺇﺤﺘﻜﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻫل ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺃﻥ ﻴﺤﻜﻡ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﻭﻟﻴﺱ
ﻟﻪ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺒﻴﻨﻬﻡ .1
ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ )2ﻭﺃﻭﻟﻲ ﺍﻟﻘﻭﻟﻴﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻋﻨﺩﻯ ﺒﺎﻟﺼﻭﺍﺏ ،ﻗﻭل ﻤﻥ
ﻗﺎل ﺇﻥ ﺤﻜﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﺜﺎﺒﺕ ﻟﻡ ﻴﻨﺴﺦ ،ﻭﺃﻥ ﻟﻠﺤﻜﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒـﻴﻥ ﺃﻫـل
ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺇﺫﺍ ﺇﺭﺘﻔﻌﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﻓﺎﺤﺘﻜﻤﻭﺍ ﻭﺘﺭﻙ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻭﺍﻟﻨﻅﺭ ﻤﺜل ﺍﻟـﺫﻱ ﺠﻌﻠـﻪ ﺍﷲ
ﻟﺭﺴﻭﻟﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ .ﻭﺇﻨﻤـﺎ ﻗﻠﻨـﺎ ﺫﻟـﻙ ﺃﻭﻻﻫﻤـﺎ
ﺒﺎﻟﺼﻭﺍﺏ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺎﺌﻠﻴﻥ ﺇﻥ ﺤﻜﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻵﻴﺔ ﻤﻨﺴﻭﺥ ﺯﻋﻤﻭﺍ ﺃﻨﻪ ﻨﺴﺦ ﺒﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ }ﻭَﺃﻥِ
ﷲ{ ،3ﻭﻗﺩ ﺩﻟﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻨﺎ -ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺃﺼﻭل ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ-
لﺍ ُ
ﺤﻜﹸﻡ ﺒ ﻴ ﹶﻨﻬﻡ ِﺒﻤﺎ ﺃَﻨﺯَ
ﺍ
ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻨﺴﺨﹰﺎ ﺇﻻ ﻤﺎﻜﺎﻥ ﻨﻔﻴﹰﺎ ﻟﺤﻜﻡ ﻏﻴﺭﻩ ﺒﻜل ﻤﻌﺎﻨﻴـﻪ ،ﺤﺘـﻰ ﻻ ﻴﺠـﻭﺯ
ﺇﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺎﻷﻤﺭﻴﻥ ﺠﻤﻴﻌﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﺼﺤﺘﻪ ﺒﻭﺠﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﻩ ،ﺒﻤﺎ ﺃﻏﻨﻰ ﻋﻥ ﺇﻋﺎﺩﺘﻪ
ﻓﻲ ﻫﺫ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻜﺫﻟﻙ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺘﺤﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻥ ﻴﻘﺎل }ﻭَﺃﻥِ
ﷲ{ ،ﻭﻤﻌﻨﺎﻩ ﻭﺃﻥ ﺍﺤﻜﻡ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺒﻤﺎ ﺃﻨﺯل ﺍﷲ ﺇﺫﺍ ﺤﻜﻤﺕ ﺒﻴـﻨﻬﻡ،
لﺍ ُ
ﺤﻜﹸﻡ ﺒ ﻴ ﹶﻨﻬﻡ ِﺒﻤﺎ ﺃَﻨﺯَ
ﺍ
ﺒﺈﺨﺘﻴﺎﺭﻙ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺇﺫﺍ ﺇﺨﺘﺭﺕ ﺫﻟﻙ ﻭﻟﻡ ﺘﺨﺘﺭ ﺍﻹﻋﺭﺍﺽ ﻋﻨﻬﻡ ،ﺇﺫ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺘﻘـﺩﻡ
ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﻘﻭل ﻟﻪ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻗﺎﺌﻠﻪ ﺃﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﺘﺭﻙ ﺍﻟﺤﻜﻡ ،ﻜﺎﻥ ﻤﻌﻠﻭﻤـﹰﺎ
ﺦ ﻗﻭﻟـﻪ }ﻓﹶـﺈِﻥ
ﷲ{ ﺃﻨﻪ ﻨﺎﺴـ ﹸ
لﺍ ُ
ﺤﻜﹸﻡ ﺒ ﻴ ﹶﻨﻬﻡ ِﺒﻤﺎ ﺃَﻨﺯَ
ﺒﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻻ ﺩﻻﻟﺔ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ }ﻭَﺃﻥِ ﺍ
ﻥ
ﻙ ﺸﹶـﻴﺌﹰﺎ ﻭِﺇ
ﻀﺭﻭ
ﻋ ﹾﻨ ﻬ ﻡ ﹶﻓﻠﹶﻥ ﻴـ
ﺽ
ﻋ ﹾﻨ ﻬ ﻡ ﻭﺇِﻥ ﹸﺘ ﻌ ِﺭ
ﺽ
ﻋ ِﺭ
ﺤﻜﹸﻡ ﺒ ﻴ ﹶﻨ ﻬ ﻡ َﺃ ﻭ َﺃ
ﻙ ﻓﹶﺎ
ﺠﺎﺀﻭ
ﻁ{ ،ﻟﻤﺎ ﻭﺼﻔﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﺤﺘﻤﺎل ﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﺒﻴﻨﺎ ﺒل ﻫﻭ ﺩﻟﻴل ﻋﻠـﻰ
ﺴِ
ﺤﻜﹸﻡ ﺒ ﻴ ﹶﻨﻬﻡ ﺒﺎﻟ ِﻘ
ﺕ ﻓﹶﺎ
ﺤ ﹶﻜ ﻤ ﹶ
ﻁ{ .ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻓﻲ ﻅﺎﻫﺭ
ﺴِ
ﺤﻜﹸﻡ ﺒ ﻴ ﹶﻨﻬﻡ ﺒﺎﻟ ِﻘ
ﺕ ﻓﹶﺎ
ﻥ ﺤ ﹶﻜ ﻤ ﹶ
ل ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻭﻟﻪ } ﻭِﺇ
ﻤﺜل ﺍﻟﺫﻱ ﺩ ﱠ
ل ﻋﻠﻰ ﻨﺴﺦ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻵﻴﺘﻴﻥ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻭﻻ ﻨﻔﻰ ﺃﺤﺩ ﺍﻷﻤﺭﻴﻥ ﺤﻜﻡ ﺍﻵﺨـﺭ،
ﺍﻟﺘﻨﺯﻴل ﺩﻟﻴ ٌ
ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻋﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺨﺒ ﺭ ﻴﺼﺢ ﺒﺄﻥ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﻨﺎﺴﺦ ﺼﺎﺤﺒﻪ،
ﻭﻻ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺇﺠﻤﺎﻉ ،ﺼﺢ ﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻜﻼ ﺍﻷﻤﺭﻴﻥ ﻴﺅﻴﺩ ﺃﺤـﺩﻫﻤﺎ
ﺼﺎﺤﺒﻪ ﻭﻴﻭﺍﻓﻕ ﺤﻜﻤﻪ ﺤﻜﻤﻪ ،ﻭﻻ ﻨﺴﺦ ﻓﻲ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﻟﻶﺨﺭ(.
/ 1اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ اﻟﻄﺒﺮي – ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺒﻴﺎن ﻋﻦ ﺗﺄوﻳﻞ ﺁي اﻟﻘﺮﺁن – اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎدس – ص 243وﻣﺎ ﺑﻌﺪهﺎ – اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ – دار اﻟﻔﻜﺮ
ﺑﻴﺮوت – 1408هـ1988 -م.
/ 2ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺟﻊ – ص .246
/ 3ﺳﻮرة اﻟﻤﺎﺋﺪة – اﻵﻳﺔ .49
94
ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ )1ﻭﺴﻤﻌﺕ ﻤﻥ ﺃﺭﻀﻰ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻴﻘﻭل ﻓﻲ ﻗﻭل ﺍﷲ ﻋﺯ
ﷲ{ ﺇﻥ ﺤﻜﻤﺕ ،ﻻ ﻋﺯﻤﹰﺎ ﺃﻥ ﺘﺤﻜﻡ(.
لﺍ ُ
ﺤﻜﹸﻡ ﺒ ﻴ ﹶﻨﻬﻡ ِﺒﻤﺎ ﺃَﻨﺯَ
ﻭﺠل }ﻭَﺃﻥِ ﺍ
ﻭﺃﻤﺎ ﻋﻥ ﺇﺠﺒﺎﺭ ﺃﻫل ﺍﻟﻌﻬﺩ ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻨﺘﺸﺭ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻜﺎﻟﻘﺘل
ﻭﻨﻬﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯل ﻭﺃﺸﺒﺎﻩ ﺫﻟﻙ ،ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ )2ﻓﻠﻴﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻋﺎﻫﺩﻨﺎﻫﻡ ﻭﻭﺍﺠـ
ﺏ
ﻗﻁﻊ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻋﻨﻬﻡ ﻭﻤﻨﻬﻡ ﻭﻤﻥ ﻏﻴﺭﻫﻡ ،ﻷﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺤﻔﻅ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ﻭﺩﻤﺎﺌﻬﻡ ،ﻭﻟﻌل ﻓﻲ
ﺩﻴﻨﻬﻡ ﺇﺴﺘﺒﺎﺤﺔ ﺫﻟﻙ ﻓﻴﻨﺘﺸﺭ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺒﻴﻨﻨﺎ(.
ﻭﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﻟﻠﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﻨﺠﺩ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﻔـﺘﺢ ﻋﻨـﻭﺓ ﺒﻭﺍﺴـﻁﺔ ﺍﻟﻭﻻﻴـﺎﺕ
ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻰ ﻓﺈﻥ ﺴﻜﺎﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﻟﻴﺴﻭﺍ ﺃﻫل ﺫﻤﺔ ﺒل ﺃﻫل ﻋﻬﺩ ،ﻭﻤﻥ ﺜـﻡ
ﻴﺠﻭﺯ ﺘﺭﻜﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﻠﺘﻬﻡ ﻭﺤﻜﻡ ﺸﺭﻴﻌﺘﻬﻡ ،ﻭﻻ ﺘﻘﺎﻡ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓـﻴﻬﻡ
ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻁﻠﺒﻭﺍ ﺘﻁﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺒﺈﺨﺘﻴﺎﺭﻫﻡ.
ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﻭﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺒﻌﺽ ﻤـﻭﺍﺩ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﺒﻐﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﺘﻁﺒﻴﻘﻬﺎ
ﻋﻠﻴﻪ ،ﻗﺩ ﺠﺎﺀ ﻤﻭﺍﻓﻘﹰﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ.
95
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ
ﺣﺼﺎﻧﺔ ﺍﳌﺒﻌﻮﺙ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﻭﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﺮﻣﲔ
ﰲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ
96
ﺇﺴﺘﻘﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﻤﻨﺫ ﻋﻬﺩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻲ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴـﻠﻡ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ ﺸـﺨﺹ
ﺍﻟﺭﺴﻭل ﻤﺼﻭﻨﺔ ،ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺴﻼﻤﺘﻪ ﺍﻟﺠﺴﺩﻴﺔ ﻭﻻ ﻴﺠـﻭﺯ ﺤﺒـﺴﻪ ﺃﻭ
ﺇﻋﺘﻘﺎﻟﻪ ﺃﻭ ﺘﻘﻴﻴﺩ ﺤﺭﻴﺘﻪ ،ﻭﻗﺩ ﻭﻀﺢ ﺫﻟﻙ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺠﻠﻴﺔ ﻤﻥ ﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻟﺭﺴﻭﻟﻲ ﻤﺴﻴﻠﻤﺔ ،ﺭﻭﻯ ﺃﺤﻤﺩ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﻤﺴﻌﻭﺩ ﻗﺎل) :ﺠﺎﺀ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻨﻭﺍﺤـﺔ
ﻭﺍﺒﻥ ﺃﺜﺎل ﺭﺴﻭﻻ ﻤﺴﻴﻠﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﻘﺎل ﻟﻬﻤﺎ :ﺃﺘـﺸﻬﺩﺍﻥ
ﺃﻨﻲ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ؟ ﻗﺎﻻ :ﻨﺸﻬﺩ ﺃﻥ ﻤﺴﻴﻠﻤﺔ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ،ﻓﻘﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ
ﻻ ﻟﻘﺘﻠﺘﻜﻤـﺎ( ،ﻗـﺎل ﻋﺒـﺩ ﺍﷲ
ﻼ ﺭﺴﻭ ﹰ
ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺴﻠﻡ :ﺁﻤﻨﺕ ﺒﺎﷲ ﻭﺭﺴﻭﻟﻪ ،ﻟﻭ ﻜﻨﺕ ﻗﺎﺘ ﹰ
ﻓﻤﻀﺕ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺴل ﻻ ﺘﻘﺘل .1
ل ﻭﺍﻀﺢ ﻋﻠﻰ ﻋﺼﻤﺔ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﻭﺼﻴﺎﻨﺔ ﺸﺨـﺼﻪ ﻤـﻥ ﺃﻱ
ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺩﻟﻴ ٌ
ﺃﺫﻯ ،ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﺍﺨﺘﻠﻔﺕ ﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﻀﺎﺕ ،ﻭﺘﻜﻠﻡ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺒﻤﺎ ﻻ ﻴﺘﻔﻕ
ﻤﻊ ﺇﺤﺘﺭﺍﻡ ﻋﻘﺎﺌﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻤﻤﺎ ﻴﻭﺠﺏ ﻗﺘﻠﻪ .2ﻜﻤـﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﻤـﺎﻥ ﻴﻘـﻀﻲ ﺒﺘﺤـﺭﻴﻡ
ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻤﻥ ﻭﻫﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﻴﻌﺼﻡ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺒﻌﻭﺙ ،ﻴﻘﻭل ﺍﺒﻥ ﻗﺩﺍﻤـﺔ )ﺇﻥ
ﺍﻷﻤﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺃﻋﻁﻰ ﻷﻫل ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺤﺭﻡ ﻗﺘﻠﻬﻡ ﻭﻤﺎﻟﻬﻡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﻡ( ،3ﻓﺫﻜﺭ )ﺍﻟﻘﺘل(
ﻻ ﺜﻡ ﺃﻋﻘﺒﻪ )ﺒﺎﻟﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﻡ( ﻭﺫﻟﻙ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﻡ ﺒﺄﻱ ﺃﺫﻯ ﺁﺨﺭ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻘﺘـل
ﺃﻭ ﹰ
ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺤﺒﺱ ﺃﻭ ﺇﻋﺘﻘﺎل ﺃﻭ ﺃﺴﺭ ﺃﻭ ﺇﻴﺫﺍﺀ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻩ.
-2ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ-:
ﺘﻁﺒﻕ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻤﻨﻴﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺭﺘﻜﺒﻭﻥ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﻓﻲ
ﺩﻴﺎﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺭﺴل ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺒﻌﻭﺜﻴﻥ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﻴﻥ ﻭﻫﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤـﺴﺘﺄﻤﻨﻴﻴﻥ
ﻻ ﻴﺘﻤﺘﻌﻭﻥ ﺒﺎﻟﺤﺼﺎﻨﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ،ﻓﻬﻡ ﻴﺨﻀﻌﻭﻥ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ
97
ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ -ﻜﻤﺎ ﺃﺴﻠﻔﻨﺎ -ﻗﺩ ﺍﺨﺘﻠﻔﻭﺍ ﻓﻲ ﻤـﺩﻯ ﺨـﻀﻭﻋﻬﻡ
ﻟﻠﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ .1
ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺘﺨﻀﻊ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟـﺔ
ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﺨﻼﻓﹰﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻭﺍﻟﺘـﻲ ﺘﻘـﻀﻲ ﺒﻌـﺩﻡ
ﺨﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﺒﻌﻭﺙ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻟﺩﻴﻬﺎ ،ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﻴﻘـﻭل
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻭﺩﺓ )2ﺇﻥ ﺃﺨﺫ ﺭﺠﺎل ﺍﻟﺴﻠﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺒﺠﺭﺍﺌﻤﻬﻡ ﻟﻴﺱ ﻓﻴـﻪ ﻤـﺎ ﻴﻌﻴـﺏ
ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ،ﻤﺎ ﺩﺍﻤﺕ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺘﺴﻭﻱ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻭﺒﻴﻥ ﻏﻴﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺭﻋﺎﻴﺎ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ،ﻭﺘﺠﻌـل
ﺤﻜﻤﻬﻡ ﺤﻜﻡ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻌﻴﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺄﺨﺫ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺔ
ﺒﺤﺠﺔ ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﻡ ﻭﺘﻤﻜﻴﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﻭﻅﺎﺌﻔﻬﻡ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻤﺜل ﺍﻟـﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﺭﺘﻜـﺏ
ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻻ ﻴﺴﺘﺤﻕ ﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﻻ ﻴﺼﻠﺢ ﻷﺩﺍﺀ ﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ،ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻤﻤﺜل ﻻ ﻴﺤﻤﻴـﻪ ﺸـﺊ
ﻤﺜل ﺇﺒﺘﻌﺎﺩﻩ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺤﺭﻤـﺎﺕ( .ﻭﺤﻴـﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻐـﺭﺽ ﻤـﻥ ﺍﻟﺤـﺼﺎﻨﺔ
ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻫﻭ ﻀﻤﺎﻥ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻔﻌﺎل ﻟﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﺒﻌﺜﺎﺕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴـﻴﺔ ،ﻭﻫـﺫﺍ ﺍﻷﺩﺍﺀ
ﻟﻠﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻟﺩﻴﻬﺎ ﻭﺃﻨﻅﻤﺘﻬﺎ،
ﻓﺴﺭﻴﺎﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻟﺩﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﻌﻭﺙ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻲ ﻻ ﻴﻤﻜـﻥ ﺃﻥ ﻴـﺸﻜل
ﻋﺎﺌﻘﹰﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﺃﺩﺍﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺒﻌﻭﺙ ﻟﻤﻬﺎﻡ ﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ﻁﺎﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﺤﺘﺭﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﻻ ﻴﻭﻗﻊ
ﻨﻔﺴﻪ ﺘﺤﺕ ﻁﺎﺌﻠﺘﻪ.
ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ-:
ﻟﻡ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻷﻗﺩﻤﻭﻥ ،ﺒﻴﺩ ﺃﻥ
ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻤﺴﺘﻨﺒﻁﺔ ﺃﺤﻜﺎﻤﻬﺎ ﻤﻥ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺸﺭﻉ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ
ﻋﻤﻭﻤﹰﺎ ﻭﻨﺼﻭﺼﻪ ،ﻭﻓﺭﻗﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﻏﻴﺭ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ.
98
ﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻤﺎ ﻴﻤﻨﻊ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺘﺴﻠﻡ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﻷﻱ ﺩﻭﻟﺔ
ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻱ ﻤﺴﻠﻡ ﺃﻭ ﺫﻤﻲ ﺃﻭ ﻤﺴﺘﺄﻤﻥ ﺇﺭﺘﻜﺏ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺇﺤـﺩﻯ ﺍﻟـﺩﻭﻟﺘﻴﻥ
ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﺎ ﻭﺇﻟﺘﺠﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘـﺴﻠﻴﻡ
ﺃﻥ ﺘﻤﺘﻨﻊ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻨﻭﻱ ﺃﻥ ﺘﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﻭﺘﻁﺒـﻕ ﻋﻠﻴـﻪ ﻨـﺼﻭﺹ
ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻁﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻻ ﺘﻁﺒﻕ ﻨـﺼﻭﺹ ﺍﻟـﺸﺭﻴﻌﺔ ﺃﻭ ﻻ
ﺘﻨﻭﻱ ﺘﻁﺒﻴﻘﻬﺎ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻁﺒﻌﹰﺎ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺩﺭﺓ ﺃﻱ ﺠﺭﺍﺌﻡ
ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﻭﺍﻟﻘﺼﺎﺹ .1
ﻭﻋﻠﺔ ﺠﻭﺍﺯ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻭﻤﻨﻊ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﻜل ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﺘﻌﺘﺒـﺭ
ﺠﺯﺀﹰﺍ ﻤﻥ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻘﻴﻡ ﺤﺩﻭﺩﻩ ﻭﺘﻨﻔﺫ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ،ﻓﻔﻲ ﺤﺎﻟـﺔ ﺍﻟﺘـﺴﻠﻴﻡ ﻻ
ﻴﺴﻠﻡ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﻏﺭﻴﺒﺔ ﻋﻨﻪ ﻭﻻ ﻴﺤﺎﻜﻡ ﺒﺸﺭﻴﻌﺔ ﻴﺠﻬﻠﻬﺎ ﻭﻻ ﻴﻌﺭﻀﻪ ﺍﻟﺘـﺴﻠﻴﻡ
ﻟﻀﺭﺭ ﺃﻭ ﻅﻠﻡ ،ﻭﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻹﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻥ ﺍﻟﺘـﺴﻠﻴﻡ ﻻ ﻴﻜـﻭﻥ ﺍﻹﻤﺘﻨـﺎﻉ ﺇﻻ ﻹﻗﺎﻤـﺔ
ﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ .2
-2ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﻏﻴﺭ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ-:
ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺘﺴﻠﻴﻤﻪ ﻤﺴﺘﺄﻤﻨﹰﺎ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺠﻭﺯ ﻷﻱ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﺘـﺴﻠﻤﻪ
ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﺒﻌﻬﺎ ﺃﻭ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺜﺎﻟﺜﺔ ﺇﺫﺍ ﻁﻠﺒﺕ ﺘﺴﻠﻴﻤﻪ ﻟﺘﻌﺎﻗﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺇﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﻓـﻰ
ﺃﺭﻀﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺘﻔﺎﻕ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺫﻟﻙ .3ﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻭﺠـﺩ ﻓـﻲ ﻗﻭﺍﻋـﺩ ﺍﻟـﺸﺭﻉ
ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﻻ ﻨﺼﻭﺼﻪ ﻤﺎ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﻤﺜل ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﻬﺩ ،ﻓﻬﻭ ﺩﺍﺨـل ﻓـﻲ ﻋﻤـﻭﻡ
ﺍﻟﻌﻬﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﻬﺎ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻀﺎﻓﺭﺓ ﺍﻟﺩﺍﻟـﺔ ﻋﻠـﻰ
ﻻ{ .5
ﺴﺌُﻭ ﹰ
ﻥ ﻤ ﺫﻟﻙ ،4ﻤﺜل ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ } ﻭَﺃ ﻭﻓﹸﻭ ﹾﺍ ﺒِﺎ ﹾﻟ ﻌ ﻬ ِﺩ ِﺇ
ﻥ ﺍ ﹾﻟ ﻌ ﻬ ﺩ ﻜﹶﺎ
ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺘﺴﻠﻴﻤﻪ ﻤﺴﻠﻡ ﺃﻭ ﺫﻤﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻻ ﺘﺠﻴﺯ
ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺭﻋﺎﻴﺎﻫﺎ ﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺃﻭ ﺫﻤﻴﻴﻥ ﻟﻴﺤﺎﻜﻤﻭﺍ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤـﺭﺏ ﻋـﻥ
ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺇﺭﺘﻜﺒﻭﻫﺎ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﺍﺭ .6ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺘﻔﺎﻕ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺎﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ،ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ
ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻗﺩ ﺇﺨﺘﻠﻔﻭﺍ ﻓﻲ ﺃﺼل ﺼﺤﺔ ﺸﺭﻁ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻤﻁﻠﻘﹰﺎ ﺤﺘﻰ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﻪ.
99
ﻓﻴﺭﻯ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺤﻤﺩ ﺃﻨﻪ ﺼﺤﻴﺢ ﻭﻴﺠﺏ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﻪ ،ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻜﺘـﺎﺏ ﺍﻹﻨـﺼﺎﻑ
ﻟﻠﻤﺭﺩﺍﻭﻱ )1ﻭﺇﻥ ﺸﺭﻁ ﺭﺩ ﻤﻥ ﺠﺎﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﻤﺴﻠﻤﹰﺎ ﺠﺎﺯ(.
2
ﻭﻴﺭﻯ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺒﻭ ﺤﻨﻴﻔﺔ ﺃﻥ ﺸﺭﻁ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺒﺎﻁل ،ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺸﺭﺡ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ
)ﻭﻟﻭ ﺸﺭﻁﻭﺍ ﻓﻰ ﺍﻟﺼﻠﺢ ﺃﻥ ﻴﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻤﻥ ﺠﺎﺀ ﻤﺴﻠﻤﹰﺎ ﻤﻨﻬﻡ ﺒﻁل ﺍﻟﺸﺭﻁ ﻓﻼ ﻴﺠﺏ
ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﻪ(.
ﻭﻴﺭﻯ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﻲ ﻤﺫﻫﺏ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻤﺎﻟﻙ ﺃﻥ ﺸﺭﻁ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﺼﺤﻴﺢ ﻭﻴﺠﺏ
ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﻪ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﺭﻯ ﺁﺨﺭﻭﻥ ﺃﻨﻪ ﺒﺎﻁل ،ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﻫﺏ ﺍﻟﺠﻠﻴل )3ﻗﺎل ﺍﺒـﻥ ﻋﺭﻓـﺔ
ﺍﻟﻤﺎﺯﺭﻱ ﻟﻭ ﺘﻀﻤﻨﺕ ﺍﻟﻤﻬﺎﺩﻨﺔ ﺃﻥ ﻴﺭﺩ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﻤﻥ ﺠﺎﺀﻨﺎ ﻤﻨﻬﻡ ﻤﺴﻠﻤﹰﺎ ﻭﻓﻲ ﻟﻬﻡ ﺒـﺫﻟﻙ
00000ﻭﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺸﺎﺱ ﻻ ﻴﺤل ﺸﺭﻁ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺭﺠﺎل ﻭﻻ ﻨﺴﺎﺀ ﻓﺈﻥ ﻭﻗﻊ ﻟﻡ ﻴﺤـل
ﺭﺩﻫﻤﺎ(.
ﻭﻴﻔﺭﻕ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﺸﻴﺭﺓ ﺘﺤﻤﻴﻪ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻭﻤﻥ ﻟـﻴﺱ ﻟـﻪ
ﻋﺸﻴﺭﺓ ﺘﺤﻤﻴﻪ ﻭﻴﺠﻴﺯﻭﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻷﻭل ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ،ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬـﺫﺏ)4ﻭﻻ ﻴﺠـﻭﺯ
ﻋﻘﺩﻫﺎ -ﺍﻟﻬﺩﻨﺔ -ﻋﻠﻰ ﺭﺩ ﻤﻥ ﻻ ﻋﺸﻴﺭﺓ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﺘﻤﻨﻊ ﻋﻨﻪ ﻷﻨﻪ ﻻ ﻴﺄﻤﻥ ﻋﻠﻰ
ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺩﻴﻨﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬﻡ ،ﻭﻴﺠﻭﺯ ﻋﻘﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺩ ﻤﻥ ﻟﻪ ﻋﺸﻴﺭﺓ ﺘﻤﻨﻊ ﻋﻨـﻪ
ﻷﻨﻪ ﻴﺄﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺩﻴﻨﻪ(.
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺃﺼل ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟـﺸﺭﻁ،
ﻻ ﻓﻲ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﺨﺎﺼﺔ ،ﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻟﻡ ﻴﺘﻜﻠﻤﻭﺍ ﻓﻲ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ.
ﻴﻘﻭل ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﺃﺒﻭ ﺯﻫﺭﺓ )5ﻭﻟﻭ ﺃﺭﺩﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺴﺘﻨﺒﻁ ﺤﻜﻤﹰﺎ ﻴﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﺍﻷﻨﻅﺎﺭ
ﻜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻹﻨﺘﻬﻴﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻤﻘﺭﺭﺓ ﺜﺎﺒﺘﺔ ،ﻭﻫﻭ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺴﻠﻡ ﻤﺠﺭﻡ ﺤﺘـﻰ
ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻴﺎﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻟﻴﻌﺎﻗﺏ ﺒﺸﺭﻴﻌﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ،ﻭﻴﻘﻀﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﺽ ﻏﻴﺭ
ﻤﺴﻠﻡ .ﻭﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﺘﺴﻭﻍ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﻘﻭل ﺇﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ
ﺃﺠﻤﻌﻴﻥ ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻸﺩﻟﺔ ﺍﻵﺘﻴﺔ-:
/ 1اﻟﻤﺮداوي – اﻹﻧﺼﺎف ﻟﻠﻤﺮداوي – اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ – ص – 214دار إﺣﻴﺎء اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ -ﺑﻴﺮوت.
/ 2اﺑﻦ اﻟﻬﻤﺎم – اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .460
/ 3اﻟﺤﻄﺎب – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .387
/ 4اﻟﺸﻴﺮازي – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .260
/ 5اﻹﻣﺎم ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ زهﺮة – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ – ص .252 ،251
100
ﺃﻭﻟﻬﺎ :ﺍﺘﻔﺎﻕ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺼﺢ ﺃﻥ ﻴﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻗﺎﺽ
ﻏﻴﺭ ﻤﺴﻠﻡ 00000ﻭﺇﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﻤﺴﻠﻤﹰﺎ ﻟﻴﻘﻀﻲ ﻓﻲ ﺃﻤﺭﻩ ﻗﺎﺽ ﻏﻴﺭ ﻤـﺴﻠﻡ ﻻ
ﻴﺠﻭﺯ.
ﺜﺎﻨﻴﻬﺎ :ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺼﺢ ﺃﻥ ﻴﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺸﺭﻴﻌﺔ ﻟﻴﺴﺕ
ﻤﺸﺘﻘﺔ ﻤﻥ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺴﻨﺔ ﺭﺴﻭﻟﻪ ،ﻭﻻ ﻴﺼﺢ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺃﻥ ﻴﺴﻠﻡ ﻤﺴﻠﻡ ﻟﻴﻘﻀﻲ
ﻓﻰ ﺃﻤﺭﻩ ﺒﻐﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻉ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ .00000
ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻨﻨﺘﻬﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﺸﺘﺭﺍﻁ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤـﺴﻠﻤﻴﻥ ﺇﻟـﻰ ﻏﻴـﺭ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻻ ﻴﻘﺭﻩ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺒﺈﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ،ﻭﻻ ﻴﺠﺭﻱ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﺨـﺘﻼﻑ ﻓـﻲ ﺃﺼـل
ﺍﺸﺘﺭﺍﻁ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﺤﺭﻭﺏ.
ﻭﻜل ﻤﺎ ﻗﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻴﻘﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺫﻤﻲ ﻷﻥ ﺍﻟﺫﻤﻲ ﻟﻪ ﻤﺎ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻤﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ،ﻭﻷﻨﻪ ﺭﻀﻲ ﺃﻥ ﻴﺤﻜﻡ ﺒﺎﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓـﻲ ﻜـل ﻤـﺎ ﻴﺘﻌﻠـﻕ
ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻤل ﻭﺍﻟﺯﻭﺍﺠﺭ ﺍﻹﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻭﺃﺨﺫﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻬﻭﺩ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﺒﺫﻟﻙ ،ﻭﻻ ﻴـﺼﺢ
ﻟﺤﺎﻜﻡ ﻤﺴﻠﻡ ﺃﻥ ﻴﺭﻀﻰ ﺒﺄﻥ ﻴﺘﺭﻙ ﺤﻜﻡ ﺍﷲ ﻟﺤﻜﻡ ﻏﻴﺭ ﺍﷲ ،ﻭﻷﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺤﻤﻴﻪ ﻤﻥ ﻜل ﻤﺎ ﺘﺤﻤﻲ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ،ﻓﺩﻤﻪ ﻭﻤﺎﻟﻪ ﻭﻋﺭﻀـﻪ ﺤـﺭﺍﻡ ﻜـﺩﻡ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻭﻤﺎﻟﻪ ﻭﻋﺭﻀﻪ ﻋﻠﻰ ﺴﻭﺍﺀ(.
ﻭﻗﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻀﻲ ﺒﺄﻥ ﻻ ﺘﺴﻠﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﺭﻋﺎﻴﺎﻫـﺎ ﻫـﻰ
ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺄﺨﺫ ﺒﻬﺎ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻴﻭﻡ.
101
ﺍﳋﺎﲤــﺔ
ﻭﻗﺩ ﺍﻗﺘﻀﺕ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﻘﺴﻴﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻓﺼﻭل ﺭﺌﻴـﺴﻴﺔ ﻭﺨﺎﺘﻤـﺔ،
ﻓﺎﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل ﺘﻨﺎﻭل ﻤﺒﺩﺃ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻭﺘﻁﺒﻴﻘﻪ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ
ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﺒﺩﺃ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻓﻘﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻟﻠﻤﺒـﺩﺃ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﺘﻡ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺜﻡ
ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ.
ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ-:
-1ﺒﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻤﺒﺩﺃ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺱ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﻤﺒـﺭﺭﺍﺕ
ﻋﻘﺎﺒﻴﺔ ﻫﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﺕ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﺩﻭل ﻭﻤﻥ ﺒﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺨﺫ ﺒﻪ ﻜﻤﺒـﺩﺃ ﻋـﺎﻡ،
ﻭﺃﻭﻀﺤﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ -ﺘﻤﺸﻴﹰﺎ ﻤﻊ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ -ﺤـﺭﺹ
ﻋﻠﻰ ﺘﺄﻜﻴﺩ ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺠﻭﻱ ﻭﻤﻴﺎﻫﻬﺎ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺇﻨـﻪ ﻭﺒﺈﺩﺨﺎﻟـﻪ
ﺍﻟﺴﻔﻥ ﻭﺍﻟﻁﺎﺌﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻗﺩ ﺃﻋﻁـﻰ ﺍﺨﺘـﺼﺎﺹ ﺍﻟﻨﻅـﺭ
ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﻜﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﺘﻨﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺃﻴﹰﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻜﺎﻥ ﻭﺠﻭﺩﻫـﺎ،
ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺨﻠﺼﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻗﺩ ﺃﺨـﺫ
ﺒﺎﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻁﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻨﺼﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ (1)5ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﺘﺴﺭﻱ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﺭﺘﻜﺒﺕ ﻜﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ.
102
-2ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﺘﻌﺭﻀﻨﺎ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﻋﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺨﻠﺼﻨﺎ ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻗﺩ ﺃﺨﺫ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺘﺯﻴﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺃﻭ ﻁﻭﺍﺒﻊ ﺍﻹﻴﺭﺍﺩﺍﺕ
ﺒﻤﺒﺩﺃ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ،ﻭﺭﺃﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺘﻤﻠﻴـﻪ ﺍﻋﺘﺒـﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻹﺠﺭﺍﻡ.
ﻜﻤﺎ ﺨﻠﺼﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺇﺸﺘﺭﻁ ﻟﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ
ﺇﺴﺘﻨﺎﺩﹰﺍ ﻟﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻭﻗﺕ ﺍﺭﺘﻜـﺎﺏ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺃﻥ ﻴﺸﻜل ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻁﺒﻘﹰﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻜﻤﺎ ﺇﺸﺘﺭﻁ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻭﺫﻟﻙ ﺨﻼﻓﹰﺎ ﻟﻠﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺎ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻴﺸﻜل ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻁﺒﻘﹰﺎ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﻴﻌﻭﺩ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﺇﻟـﻰ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ.
ﻜﻤﺎ ﺨﻠﺼﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻭﺨﻼﻓﹰﺎ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ
ﻟﺴﻨﺔ 1974ﻡ ﻭﻗﺎﻨﻭﻥ ﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻟﺴﻨﺔ 1983ﻡ ،ﻴﺠﻭﺯ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ
ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﺭﺘﻜﺒﺔ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﺒﺈﺘﺒﺎﻉ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘـﺭﺩ ﻋﻠـﻰ ﻓـﺘﺢ
103
ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻓﻘﻁ ﺩﻭﻥ ﺇﺴﺘﻠﺯﺍﻡ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺇﺫﻥ ﺠﻬﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﻭﺭﺃﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻫـﺫﺍ
ﻴﻌﺩ ﻗﺼﻭﺭﹰﺍ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻴﺠﺏ ﺘﺩﺍﺭﻜﻪ.
ﻜﻤﺎ ﺨﻠﺼﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺭﺃﻱ ﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘـﻀﻲ ﺒﻭﺠـﻭﺏ ﺴـﺭﻴﺎﻥ
ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻥ ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﻤـﺴﻠﻤﹰﺎ ﺃﻭ
ﺫﻤﻴﹰﺎ ﺃﻭ ﻤﺴﺘﺄﻤﻨﹰﺎ ﻴﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﻤﺎ ﺃﺨﺫﺕ ﺒﻪ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻭﻀﻌﻴﺔ ﺤﺩﻴﺜﺎﹰ ،ﺃﻤﺎ ﻓﻴﻤـﺎ ﻴﺘﻌﻠـﻕ
ﺒﺎﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻓﻘﺩ ﺒﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻤﻘﺘﻀﻲ ﻤﺫﻫﺏ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺒﻲ ﺤﻨﻴﻔﺔ ﻫﻭ
ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻊ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻤﻥ ﻤﺴﻠﻡ ﺃﻭ ﺫﻤﻲ ﻻ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻹﻨﻌـﺩﺍﻡ ﺍﻟﻭﻻﻴـﺔ
ﺍﻟﻘﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻭﻗﺕ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﺃﻤﺎ ﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﻓﺎﻟﻌﺒﺭﺓ ﻋﻨﺩﻫﻡ ﻫـﻲ
104
ﺒﺜﺒﻭﺕ ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﻜﻤﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﻻ ﻴﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻻﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ
ﺇﻻ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺫﻤﻲ ﺸﻴﺌﹰﺎ ﻤـﻥ ﺍﻷﺴـﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻭﺠﺒـﺔ
ﻟﻠﻌﻘﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺴﺘﺤﻕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺨﻠﺼﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﺠﻤﻬـﻭﺭ
ﻴﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﻤﺒﺩﺃ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻀﻌﻲ ﻭﺇﻥ ﺍﺨﺘﻠﻑ ﻤﻌﻪ ﻓﻲ
ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﻌﺎﻗﺒﹰﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺒﻪ ،ﻓﻔﻲ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﺃﻨﻪ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﻟﻭ
ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻏﻴﺭ ﻤﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺒﻪ ﻤﺎ ﺩﺍﻤﺕ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺘﺤﺭﻤﻪ.
ﻜﻤﺎ ﺨﻠﺼﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﺴﻠﻡ ﺃﻱ ﻤﺴﺘﺄﻤﻥ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻴﺘﺒﻌﻬﺎ ﺃﻭ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺜﺎﻟﺜﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺘﻔﺎﻕ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺫﻟﻙ ،ﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﻓـﻲ ﻗﻭﺍﻋـﺩ
ﺍﻟﺸﺭﻉ ﻭﻻ ﻨﺼﻭﺼﻪ ﻤﺎ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﻤﺜل ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﻬﺩ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ ﺘﺴﻠﻴﻤﻪ
ﻤﺴﻠﻤﹰﺎ ﺃﻭ ﺫﻤﻴﹰﺎ ﻓﺨﻠﺼﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﺸﺘﺭﺍﻁ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﺇﻟـﻰ ﻏﻴـﺭ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻻ ﻴﻘﺭﻩ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺒﺈﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻁﺎﺒﻕ ﺍﻟﻤﺒـﺩﺃ ﺍﻟﻤﻌـﺭﻭﻑ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻀﻲ ﺒﺄﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﺘﺴﻠﻴﻡ ﺭﻋﺎﻴﺎﻫﺎ.
105
ﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺎﺕ-:
ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺨﺭﺠﺕ ﺒﻬﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻵﺘﻲ:
106
ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ ﻭﺍﳌﺼﺎﺩﺭ
ﺃﻭ ﹰﻻ :ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ )ﺍﻟﻤﺼﺤﻑ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ(.
ﺜﺎﻨﻴ ﹰﺎ :ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﻭﻋﻠﻭﻤﻪ:
/1ﻨﻴل ﺍﻷﻭﻁﺎﺭ -ﺍﻟﺸﻭﻜﺎﻨﻲ1973 -ﻡ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻴل -ﺒﻴﺭﻭﺕ.
ﺜﺎﻟﺜ ﹰﺎ :ﻜﺘﺏ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ:
/1ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ -ﺍﻟﺠﺼﺎﺹ1405 -ﻫـ -ﺩﺍﺭ ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ -ﺒﻴﺭﻭﺕ.
/2ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻟﻠﺸﺎﻓﻌﻲ -ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ1400-ﻫـ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ -ﺒﻴﺭﻭﺕ.
/3ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ -ﺍﻟﻘﺭﻁﺒﻲ -ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ 1372ﻫـ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﻌﺏ-
ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.
/4ﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻥ ﺘﺄﻭﻴل ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ -ﺇﺒﻥ ﺠﺭﻴـﺭ ﺍﻟﻁﺒـﺭﻱ -ﺍﻟﻁﺒﻌـﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴـﺔ
1408ﻫـ 1988،ﻡ-ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ -ﺒﻴﺭﻭﺕ.
ﺭﺍﺒﻌ ﹰﺎ :ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻔﻘﻪ:
/1ﻤﻭﺍﻫﺏ ﺍﻟﺠﻠﻴل -ﺍﻟﺤﻁﺎﺏ -ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ 1398ﻫـ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ-ﺒﻴﺭﻭﺕ.
/2ﺸﺭﺡ ﺍﻟﺴﻴﺭ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ -ﺍﻟﺴﺭﺨﺴﻲ1971 -ﻡ -ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺸﺭﻜﺔ ﺍﻹﻋﻼﻨﺎﺕ ﺍﻟﺸﺭﻗﻴﺔ.
/3ﺍﻷﻡ -ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ -ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ 1403ﻫـ1983 ،ﻡ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ
ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ.
/4ﻤﻐﻨﻲ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺝ -ﺍﻟﺸﺭﺒﻴﻨﻲ -ﺒﺩﻭﻥ ﺴﻨﺔ ﻁﺒﻊ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ -ﺒﻴﺭﻭﺕ.
/5ﺍﻟﻤﻬﺫﺏ -ﺍﻟﺸﻴﺭﺍﺯﻱ -ﺒﺩﻭﻥ ﺴﻨﺔ ﻁﺒﻊ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ -ﺒﻴﺭﻭﺕ.
/6ﻤﺨﺘﺼﺭ ﺇﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ -ﺍﻟﻁﺤﺎﻭﻱ -ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ 1417ﻫـ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒـﺸﺎﺌﺭ
ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ -ﺒﻴﺭﻭﺕ.
/7ﺒﺩﺍﺌﻊ ﺍﻟﺼﻨﺎﺌﻊ -ﺍﻟﻜﺎﺴﺎﻨﻲ -ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴـﺔ 1982ﻡ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘـﺎﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ-
ﺒﻴﺭﻭﺕ.
107
/8ﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﻟﻠﻤﺭﺩﺍﻭﻱ -ﺍﻟﻤﺭﺩﺍﻭﻱ -ﺒﺩﻭﻥ ﺴﻨﺔ ﻁﺒﻊ -ﺩﺍﺭ ﺇﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ-
ﺒﻴﺭﻭﺕ.
/9ﺍﻟﺘﺎﺝ ﻭﺍﻷﻜﻠﻴل -ﺍﻟﻤﻭﺍﻕ -ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ 1398ﻫـ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ -ﺒﻴﺭﻭﺕ.
/10ﺸﺭﺡ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺩﻴﺭ -ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻬﻤﺎﻡ -ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ 1389ﻫــ1970،ﻡ -ﺸـﺭﻜﺔ
ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻭﻤﻁﺒﻌﺔ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﺒﺎﺒﻲ ﻭﺃﻭﻻﺩﻩ-ﻤﺼﺭ.
/11ﺤﺎﺸﻴﺔ ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺒﺩﻴﻥ -ﺍﺒﻥ ﻋﺎﺒﺩﻴﻥ -ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴـﺔ 1386ﻫــ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜـﺭ-
ﺒﻴﺭﻭﺕ.
/12ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ -ﺍﺒﻥ ﻗﺩﺍﻤﺔ -ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ1405ﻫـ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ -ﺒﻴﺭﻭﺕ.
/13ﺍﻟﺸﺭﺡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ -ﺍﺒﻥ ﻗﺩﺍﻤﺔ -ﺒﺩﻭﻥ ﺴﻨﺔ ﻁﺒﻊ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘـﺎﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒـﻲ ﻟﻠﻨـﺸﺭ
ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ.
/14ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺃﻫل ﺍﻟﺫﻤﺔ -ﺍﺒﻥ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﺠﻭﺯﻴﺔ -ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ 1997ﻡ -ﺩﺍﺭ ﺍﺒﻥ ﺤﺯﻡ-
ﺒﻴﺭﻭﺕ.
/15ﺍﻟﺨﺭﺍﺝ -ﺃﺒﻲ ﻴﻭﺴﻑ -ﺒﺩﻭﻥ ﺴﻨﺔ ﻁﺒﻊ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓـﺔ ﻟﻠﻁﺒﺎﻋـﺔ ﻭﺍﻟﻨـﺸﺭ-
ﺒﻴﺭﻭﺕ.
/16ﺍﻟﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺭ ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ -ﺃﺒﻲ ﻴﻭﺴﻑ -ﺒﺩﻭﻥ ﺴﻨﺔ ﻁﺒﻊ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ-
ﺒﻴﺭﻭﺕ.
/17ﺍﻟﻤﺩﻭﻨﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ -ﻤﺎﻟﻙ ﺇﺒﻥ ﺃﻨﺱ -ﺒﺩﻭﻥ ﺴﻨﺔ ﻁﺒﻊ -ﺩﺍﺭ ﺼﺎﺩﺭ -ﺒﻴﺭﻭﺕ.
/18ﺤﺎﺸﻴﺔ ﺍﻟﺩﺴﻭﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺭﺡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ -ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺭﻓﺔ ﺍﻟﺩﺴـﻭﻗﻲ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜـﺭ-
ﺒﻴﺭﻭﺕ.
ﺨﺎﻤﺴ ﹰﺎ :ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ:
/1ﺩ .ﺃﺤﻤﺩ ﻋﻠﻲ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺤﻤﻭ -ﻤﺒﺩﺌﻲ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨـﺎﺌﻲ
ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ -ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ 2002ﻡ -ﺒﺩﻭﻥ ﻨﺎﺸﺭ.
/2ﺩ .ﺃﺤﻤﺩ ﻓﺘﺤﻲ ﺴﺭﻭﺭ -ﺍﻟﻭﺴﻴﻁ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ -ﺍﻟﻘـﺴﻡ ﺍﻟﻌـﺎﻡ -ﺍﻟﻁﺒﻌـﺔ
ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ 1989ﻡ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ -ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.
/3ﺠﻨﺩﻱ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻠﻙ -ﺍﻟﻤﻭﺴﻭﻋﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ -ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ 1360ﻫـ1942،ﻡ -ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ.
108
/4ﺩ .ﺤﺎﻤﺩ ﺴﻠﻁﺎﻥ -ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﻭﻗـﺕ ﺍﻟـﺴﻠﻡ -ﺍﻟﻁﺒﻌـﺔ ﺍﻟـﺴﺎﺩﺴﺔ
1962ﻡ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ.
/5ﺩ .ﺤﺎﻤﺩ ﺴﻠﻁﺎﻥ ﻭﺩ .ﻋﺎﺌﺸﺔ ﺭﺍﺘﺏ ﻭﺩ .ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋﺎﻤﺭ -ﺍﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟـﺩﻭﻟﻲ
ﺍﻟﻌﺎﻡ -ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ 1978ﻡ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ.
/6ﺩ .ﺭﻤﺴﻴﺱ ﺒﻬﻨﺎﻡ -ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ1995-ﻡ -ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻌـﺎﺭﻑ
ﺒﺎﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ.
/7ﺩ .ﺴﺎﻤﻲ ﺠﻨﻴﻨﺔ -ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ1933 -ﻡ -ﺒﺩﻭﻥ ﻨﺎﺸﺭ.
/8ﺩ .ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻨﻌﻡ -ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ2001-ﻡ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ
ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﻨﺸﺭ -ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ.
/9ﺩ .ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﻤﺤﻤﺩ ﺴﺭﺤﺎﻥ -ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ1969 -ﻡ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬـﻀﺔ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ.
/10ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻭﺩﺓ -ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤﻘﺎﺭﻨـﹰﺎ ﺒﺎﻟﻘـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻭﻀـﻌﻲ-
ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﺸﺭﺓ 1409ﻫـ -ﺒﺩﻭﻥ ﻨﺎﺸﺭ.
/11ﺩ .ﻋﻠﻲ ﺃﺤﻤﺩ ﺭﺍﺸﺩ -ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ -ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ 1950ﻡ -ﻤﻁﺒﻌﺔ
ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻑ ﻭﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ.
/12ﺩ .ﻋﻠﻲ ﺼﺎﺩﻕ ﺃﺒﻭﻫﻴﻑ -ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ -ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻋﺸﺭ1993ﻡ-
ﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺒﻺﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ.
/13ﺩ .ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻘﻬﻭﺠﻲ -ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ – ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ1988 -ﻡ -ﺍﻟﺩﺍﺭ
ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ.
/14ﺩ .ﻋﻤﺭ ﺴﺎﻟﻡ -ﺩﺭﻭﺱ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ -ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ1991 -ﻡ1992 ،ﻡ-
ﺒﺩﻭﻥ ﻨﺎﺸﺭ.
/15ﺩ .ﻋﻭﺽ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻭﺭ -ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺍﻟﻔﻘـﻪ
ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ -ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟـﻰ 1999ﻡ -ﺒـﺩﻭﻥ
ﻨﺎﺸﺭ.
/16ﺩ .ﻜﻤﺎل ﺃﻨﻭﺭ ﻤﺤﻤﺩ -ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ1965 -ﻡ -ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ -ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.
109
/17ﺩ .ﻤﺄﻤﻭﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺴﻼﻤﺔ -ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ -ﺍﻟﻘـﺴﻡ ﺍﻟﻌـﺎﻡ -ﺍﻟﻁﺒﻌـﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜـﺔ
1990ﻡ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ -ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.
/18ﺩ .ﻤﺒﺎﺭﻙ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺍﻟﻨﻭﻴﺒﺕ -ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓـﻲ ﻗـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠـﺯﺍﺀ
ﺍﻟﻜﻭﻴﺘﻲ -ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ 1997ﻡ -ﺒﺩﻭﻥ ﻨﺎﺸﺭ.
/19ﺩ .ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺤﻤﻭﺩ -ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﺒﺤـﺎﺭ1990 -ﻡ -ﺸـﺭﻜﺔ ﻤﻁﺒﻌـﺔ
ﺍﻷﺩﻴﺏ ﺍﻟﺒﻐﺩﺍﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺩﻭﺩﺓ.
/20ﺍﻹﻤﺎﻡ ﻤﺤﻤﺩ ﺃﺒﻭ ﺯﻫﺭﺓ -ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ -ﺒـﺩﻭﻥ ﺴـﻨﺔ
ﻁﺒﻊ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ.
/21ﺩ .ﻤﺤﻤﺩ ﺤﺎﻓﻅ ﻏﺎﻨﻡ:
ﺃ -ﺍﻷﺼﻭل ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ -ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜـﺔ 1955ﻡ -ﻤﻁﺒﻌـﺔ
ﻨﻬﻀﺔ ﻤﺼﺭ.
ﺏ-ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ -ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ 1964ﻡ -ﻤﻁﺒﻌـﺔ ﻨﻬـﻀﺔ
ﻤﺼﺭ.
/22ﺩ .ﻤﺤﻤﺩ ﺯﻜﻲ ﺃﺒﻭ ﻋﺎﻤﺭ -ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ -ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﻌـﺎﻡ1993 -ﻡ -ﺍﻟـﺩﺍﺭ
ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ -ﺒﻴﺭﻭﺕ
/23ﺩ .ﻤﺤﻤﺩ ﻜﺎﻤل ﻤﺭﺴﻲ ﻭﺩ .ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ ﻤﺼﻁﻔﻰ -ﺸﺭﺡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ
ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ -ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ 1365ﻫـ1946 ،ﻡ -ﻤﻁﺒﻌﺔ ﻤﺼﺭ -ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.
/24ﺩ .ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺤﻴﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋﻭﺽ -ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒـﺎﺕ ﺍﻟـﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻤﻌﻠﻘـﹰﺎ ﻋﻠﻴـﻪ-
1979ﻡ -ﻤﻁﺒﻌﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻲ -ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.
/25ﺩ .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﻨﺠﻴﺏ ﺤﺴﻨﻲ -ﺸﺭﺡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒـﺎﺕ -ﺍﻟﻘـﺴﻡ ﺍﻟﻌـﺎﻡ -ﺍﻟﻁﺒﻌـﺔ
ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ 1982ﻡ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ -ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.
/26ﺩ .ﻤﺤﻤﻭﺩ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﻤﺼﻁﻔﻰ -ﺸﺭﺡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ -ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﻌـﺎﻡ -ﺍﻟﻁﺒﻌـﺔ
ﺍﻟﺜﺎﻤﻨﺔ 1969ﻡ -ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ -ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.
/27ﺩ .ﻭﻫﺒﺔ ﺍﻟﺯﺤﻴﻠﻲ -ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻓـﻲ ﺍﻟﻔﻘـﻪ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ -ﺍﻟﻁﺒﻌـﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴـﺔ
1385ﻫـ1965 ،ﻡ -ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ.
ﺴﺎﺩﺴ ﹰﺎ :ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ:
110
/1ﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻟﺴﻨﺔ 1956ﻡ.
/2ﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻟﺴﻨﺔ 1964ﻡ.
/3ﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻟﺴﻨﺔ 1973ﻡ.
/4ﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻟﺴﻨﺔ 1985ﻡ.
/5ﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻟﺴﻨﺔ 1998ﻡ.
/6ﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻥ ﻟﺴﻨﺔ 2005ﻡ.
/7ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻟﺴﻨﺔ 1925ﻡ.
/8ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻟﺴﻨﺔ 1974ﻡ.
/9ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻟﺴﻨﺔ 1983ﻡ.
/10ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ.
/11ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1925ﻡ.
/12ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1974ﻡ.
/13ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1983ﻡ.
/14ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1991ﻡ.
/15ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺤﺼﺎﻨﺎﺕ ﻭﺍﻹﻤﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﻟﺴﻨﺔ 1956ﻡ.
/16ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺘﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﻤﺠﺭﻤﻴﻥ ﻟﺴﻨﺔ 1957ﻡ.
/17ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﺠﺭﻑ ﺍﻟﻘﺎﺭﻱ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1970ﻡ.
ﺴﺎﺒﻌ ﹰﺎ :ﺍﻟﻌﻬﻭﺩ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ:
/1ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺒﺎﺭﻴﺱ ﻟﻠﻤﻼﺤﺔ ﺍﻟﺠﻭﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1919ﻡ.
/2ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺸﻴﻜﺎﻏﻭ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﻁﻴﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1944ﻡ.
/3ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﻭﺤﺼﺎﻨﺎﺕ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﺴﻨﺔ 1946ﻡ.
/4ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻤﺯﺍﻴﺎ ﻭﺤﺼﺎﻨﺎﺕ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1953ﻡ.
/5ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﺴﻨﺔ 1958ﻡ.
/6ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻴﻨﹼﺎ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1961ﻡ.
/7ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﻴﻨﹼﺎ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1963ﻡ.
/8ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻁﻭﻜﻴﻭ ﻟﺴﻨﺔ 1963ﻡ.
111
/9ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻟﺴﻨﺔ 1982ﻡ.
/10ﺍﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺭﻴﺎﺽ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1984ﻡ.
ﺜﺎﻤﻨ ﹰﺎ :ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ:
ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﻨﻴﺔ -ﺍﻟﻤﻜﺘﺏ ﺍﻟﻔﻨﻲ -ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ.
112