ووصف المقريزي الصالح نجم الدين فقال " كان ملكا ً شجاعا ً مهابا ً كثير الحياء طاهر
الذيل عن الهنا و صيانة اللسان من الفحش و االعراض عن الهذل و العبث مع شدة و
وقار و صمت و اذا تكلم مع احد من خواصه كانت كلماته وقاراً وال يتكلم احد بين يديه اال جوابا ً وما عرف أن أحد من خواصه تكلم ابتداء البته وال احد جسرعلي شفاعه وال مشوره ما لم يكن بأبتداء السلطان ولم يسمع عنه أنه لفظ فحش في حق أحد و اكثر ما يقول اذا شتم " متخلف " وكأن عنده كبر زائد حتي أنه ترفع أن يطلب من الملك الصالح اسماعيل ان يطلق صراح ابنه من السجن وظل به حتي مات في حبسه . _ و انجب الملك الصالح اربعة أوالد ذكور وهم [ المعمرالمغيث عمر ( توفي في دمشق) – الملك المعظم غياث الدين تورانشاه (ملك مصر من بعده) – الملك القاهر ( مات في حياته) – والمنصور خليل من زوجته شجر الدر ومات صغيراً _ وعلي الرغم من أن الصالح نجم الدين أسس العديد من المدارس اال أنه شخصيا ً لم يكن له ميل للعلم وال مطالعة الكتب اال أنه اكثر من شراء المماليك و تربيتهم و نشأتهم وكان لهم كاالب الروحي و دانوا له بالوالء و الحب و األخالص في حياته وحتي بعد مماته , ومن كثرة مماليكه ضاقت بهم قلعة الجبل فأمر ببناء قلعة الروضة بجزيرة الروضة عام 638هجريا ً ,وعندما اكتمل بناؤها تحول اليها وسكنها بأهله و حريمه و مماليكه الذين بلغ عددهم الف مملوك و اصبحوا نواه الدولة المماليك البحرية وسماهم الصالح بالبحرية النهم سكنوا قلعة الروضة وسط النيل كما لقبوا بالمماليك الصالحية البحرية نسبه اليه . _ وفي سنة 647هجريا ً نزل الفرنج علي الشاطئ الشمالي لمصر و استولوا علي دمياط وكان الصالح في ذلك الوقت في دمشق فجاء مسرعا ً عندما بلغه االمر ونزل في أشموم طناح ولكن كان قد أشتد به المرض وهو (الناصور و السل) وهناك Tمن قال أنه مات بمرض " الفيل " فتوفي ناحية المنصورة وهو صغير السن لم يتجاوز عمره 44سنة , حيث توفي في 12شعبان عام 647هجريا ً( )1وتكتمت ام خليل شجر الدر زوجة الصالح خبر وفاته ومنعت عنه الزيارة بحجة مرضه وحمل في تابوت دون ان يشعر به احد الي قلعة الروضة فدفن في احد قاعاتها حتي تبني زوجته شجر الدر الضريح المالصق لمدرسته في منطقة بين القصرين التي كان قد شيدها الصالح نجم الدين قبل وفاته بسبع سنوات ,وفي 17رجب عام 648هجريا ً كانت شجر الدر قد انتهت من بناء الضريح علي ما هو عليه فنقلت رفات الصالح من القلعة وصلي عليه صالة الجمعة ودفن بقبته. _ وهكذا كانت وفاة واحد من أعظم سالطين الدولة االيوبية الذي يعد في تقدير أبن تغري بردي ثاني أعظم سالطين االيوبيين بعد صالح الدين.
العمارة االسالمية في مصر ,محمد نويصر ,صفحة 78 , 76 ()1