Professional Documents
Culture Documents
القضاء الاداري الإستعجالي.... حمداني
القضاء الاداري الإستعجالي.... حمداني
في إطار مبدأ المشروعية المكرس دستوريا أخضع المشرع أعمال اإلدارة الى رقابة القضاء الذي يعد إحدى
الوسائل الهامة المقررة لحماية هذا المبدأ.
إنطالقا من هذا المبدأ ،فإن كل مواطن يشعر بأنه متضرر من تصرفات اإلدارة القانونيــة أو المادية أن يلجأ
ـادرةـرارات الصـ الى القضاء اإلداري لمخاصمة اإلدارة المعنية بموجب دعوى قضائية يطلب فيهــا إبطال (إلغاء) القـ
ـ أو تعويضه عن ـروعيتها ـدى مشـ ـ لحيــن الفصل في مـ ـذها مؤقتاـ تنفيـ
ـروعية أو يلتمس وقف عنها المتسمة بعدم المشـ
ـ الناجمة عن أعمال اإلدارة.األضرار
بيد أنه عند إتباع اإلجراءات العادية في مقاضاة اإلدارة قد يستغرق ذلك وقتا طويال حتـى يفصل في الدعوى
ـ في المستقبل ،كما أن اإلدارة قد تكون ـ يصعب تداركهاـ الى ضياع الحق المراد حمايته أو يترتب عن ذلك أضرار مما يؤدي
ـ األمر الذي جعل المشرع يضع الى جانب إجراءات القضاء العادي ،إجراءات القضاء المستعجــل. نفذت قرارها
ـ األخرى ،سن إجراءات إستعجالية بالنسبـة للقضاء العادي ـ على غرار التشريعات إن المشرع الجزائري
بموجب المواد من 172الى 190من قانون اإلجراءات المدنيــة.
ـ أساسا في المادة 170من ق.إ.م بخصوص وقف تنفيذ أما بالنسبة للدعوى اإلستعجالية اإلدارية فقد حصرها
ـ القرارات القضائيــة. القرارات اإلدارية و المادة 171مكرر الفقرة األخيرة بالنسبة لوقف تنفيـــذ
يتجلى من إستقراء أحكام المادة 171مكرر من ق.إ.م أن الدعوى اإلستعجالية اإلدارية تنحصر في ( )1اإلنذار ()2
المعاينة ( )3اإلستعجال بمفهومه العــام.
أما وقف تنفيذ القرارات اإلدارية أوردته المادتان 170و 283من ق.إ.م ،في حين أن وقف تنفيذ القرارات
القضائية أشارت إليه المادة 171مكرر الفقرة األخيـرة.
أ و ال :اإلنــــذار :
و 183الى 190 نصت المادة 171مكرر من ق.إ.م بأنه تستبدل في المواد اإلدارية المواد 173 – 172
من ق.إ.م الخاصة بتدابير اإلستعجال بالقضاء المستعجل بالتدابير أو األحكام األتية:
ـتى
ـ لرئيس المجلس القصائي أو العضو الذي ينتدبه ،بناء على عريضة تكون مقبولة حـ في جميع حاالت اإلستعجال يجوز
ـ قرار إداري سابق. في حالة عدم وجود
ـ أو غير مطلوب الرد عليه – بمعرفة أحد موظفي قلـم كتاب الضبط و هو -1األمر بتوجيه إنذار سواء أكان مطلوبا
ـ القضائي حاليـا.المحضر
1
ـ الى نشوب نزاع ـ مادية بحتة قد تـؤدي أشارت إليها كذلك المادة 171مكرر من ق.إ.م ،و تتعلق بإثبات وقائع
مستقبال يخشى من تركها على حالها أن تتغير معالمها مما ينجر عن ذلك صعوبــة إثبــات أثارها الســلبية الناجمة عن
ـ
ـ الموضـوع. أعمال اإلدارة أمام قاضي
و يتضح من قراءة المادة 171مكرر من ق.إ.م أن األشخاص المؤهلين للقيام بالمعاينة هـم موظفو قلم الكتاب
(المحضرون القضائيين حاليا) أو الخبراء الذين يقتصر دورهم هنا على األعمـال المادية فقط دون القيام بعمل فني تقييمي
يبدون فيه رأيهـم.
ـ في تدابير اإلستعجال األخرى ال سيما عنصر اإلستعجال إضافة الى الشرط الوارد يشترط في المعاينة ما يشترط
ـ
ـرافـ محل المعاينة من شأنهــا أن تؤدي الى مخاصمة من أطـ في المادة 171مكرر فقرة 2من ق.إ.م أن تكون الوقائع
ـ مستقبـال. ـ الموضوع أي نزاع يطرح للفصل فيه أمام قاضي
2
ـ األمر
ـ إســتئنافـ بتاريخ 15/11/2000قضى بعدم اإلختصاص النوعي .و على إثــر و لقد صدر أمر إستعجالي
ـ من طرف المدعية أصدر مجلس الدولة أمرا في 20/12/2000بإلغــاء األمر المستأنف و أمر من جديد المذكور
بعدم تعرض والي والية وهران الى تفريغ حمولة القمح المحمولـة بالباخـرة.
ـ:ـ مجلس الدولة مايلـــي و جاء في تسبيب قرار
ـ إن توقيف تفريخ الباخرة منذ 02/11/2000قد تسبب و يتسبب يوميا في تكاليف معتبرة "" حيث أن في هذه الظروف
ـ ذلك الى تلف البضاعة المحمولة نظرا لظروف تخزينها داخلتسدد بالعملة الصعبة ،كما أنه من المحتمل جدا أن يؤدي
الباخرة مما يجعل عنصر اإلستعجال متوفر في قضيـــة الحـال.
4
ـ اإلداري شأنه شأن القاضي اإلداري ( قاضي إن األساس في تحديد قواعد اإلختصاص النوعي للقاضي اإلستعجالي
من قانون اإلجراءات المدنية و كذا المــادة 171 الموضوع) يقوم على المعيار العضوي الذي كرسته المــادة 07
ـ اإلستعجال كاإلنذار و المعاينـة.
مكرر من نفس القانون المتعلقة بتدابيـــر
جاء في المادة 171مكرر من ق.إ.م في جميع الحاالت اإلستعجالية يجوز لرئيس المجلــس القضائي او العضو الــذي
ينتدبه األمر بتوجيه إنذار ........بمعرفة أحد قلم الكتاب أو تعييـن أحد الخبراء ليقوم دون تأخير بإثبات الوقائع الحاصلة
بدائرة المجلس القضائـي.
ـ اإلداري.
ـ اإلستعجـــال لم يحدد المشرع فحوى اإلجراءات الالزمة التي قد يتخذها قاضي
ـراراتـالة وقف تنفيذ القـ
ـراءات المدنية مسـ
ـ المشرع الجزائري في قانون اإلجـــ ـ تنفيذ القرارات اإلدارية :أورد
-3وقف
ـ 3و المادة .283اإلدارية في المواد 171 ،170مكـــرر
يتبين من المواد المذكورة أعاله ،أن هناك طريقتين في إجراءات طلب وقف تنفيــذ القرارات اإلداريـة.
ـنزاع المتعلق
ـ أمامه الـ
ـروحـوع المطـ الطريقة األولى تتمثل في إتباع إجراءات رفع الدعوى مباشرة أمام قاضي الموضـ
ـ التنفيــذ.
بالقرار محل طلب وقف
الطريقة الثانية هي اللجوء الى رفع دعوى إستعجالية أمام القاضي اإلداري اإلستعجالي.
ـ:
ـ الموضوع
ـ تنفيذ القرار اإلداري أمام قاضي
-1طلب وقف
5
لقد تضمنت المادتان 170فقرات 10و 11من ق.إ.م و كذا 283/2من ق.إ.م حالة وقف تنفيذ القرار اإلداري المطعون
فيه.
المادة 170من ق.إ.م نصت "" ال يكون للطعن أمام المجلس القضائي أثر موقف إال إذا قرر بصفة إســتثنائية خالف ذلك
بناء على طلب صريح من المدعــي.
ـ تنفيـذ قرار يمس حفظ النظام و األمن العام و
ـ للمجلس القضائي بأي حال من األحوال ،أن يأمر بوقف
و مع ذلك ال يجوز
الهدوء العــام.
الوقائــــع :
مصالح الشرطة لوالية بورج بوعريريــج .
ـادر فيـرد الصـ ـ الطـ
ـرارـوجب قـ ـني بمـ ـتراب الوطـ بلغت المدعي من جنسية سورية بأن له شهرا واحدا لمغادرة الـ
ـ الداخلية يرمي إلى إلغاء القرار اإلداري المذكور و قــام
ـ الدولة وزير
28/03/2001أن المدعي قام برفع تظلم إلى وزير
ـ تنفيذ القرار إلى غاية الفصل في مدى شرعيته. برفع طلب إلى رئيس مجلس الدولة ملتمسا وقف
ـ مجلس الدولة ما يلـــي: و قد ورد في تسبيب قرار
6
ـ عن الجهة اإلدارية المختصة أي وزارة الداخلية مما يحتمل « حيث أن القرار اإلداري محل طلب وقف التنفيذ لم يصدر
ـ ال يمكن إصالحها في حالة إبطال القرار». إبطاله و إن تنفيذ هذا القرار قد يسبب للمدعي أضرار
ـ ببطالن القرار أمامـ تنفيذ القرار إلى غاية الفصل في مدى مشروعيته بعد رفع دعوى في الموضــوع و عليه أمر بوقف
مجلس الدولــة .
ـوةـذا األمــر بقـ ـقط فعالية هــ 278إلى 280ق إ م فإنها تسـ ـالموادـددة بـ
ـال المحـ و في حالة عدم رفعها في اآلجـ
القانـــون.
ـكلية
ـ الشــ منشور في مجلة مجلس الدولة العدد 02عام 2002يمكننا التعليق على هذا القرار بأنه لم يتقـيد بالشروط قرار
ـ
ـام قاضي ـ إداري منها خاصة شرط وجوب قيام دعوى إلغاء الـقرار اإلداري محل طلب وقف التنفيذ ،أمـ ـ تنفيذ قرار
لوقف
ـ الموضوع ـ المدعي دعوى إلغاء قرار الطرد أمام قاضي ـ عن رئيس مجلس الدولة لم يرفـع الموضوع .في القرارالصادر
بل رفع تظلما إداريا إلى وزير الداخلية فقط.
ـ:
ـ التنفيذ بدون موضوع -4أن ال يكون طلب وقف
ـاريخ
ـدم موضوعهـــا بتـ إن هذا الشرط مفاده أن دعوى طلب وقف التنفيذ تكون غير مقبولة شكال إذا انعـ
تقديمهـــا.
ـ اإلدارة قبل رفع
ـ تنفيذه ،من طرف
و عادة ما تكون هذه الحالة مثال عندما يتم تنفيذ القرار اإلداري المطلوب وقف
ـ أمرا بعدم قبول الدعوى إلنعدام موضوعها و
ـ التنفيذ أن يصدر
ـ إليه طلب وقفالدعوى هنا على القاضي اإلداري المرفوع
هو ما يعبر عنه القضاء الفرنسي « « non lieu à statuer
8
السلطات الممنوحة للقاضي اإلداري اإلستعجالي
بمقتضى نصوص خاصة
األصل في المادة اإلستعجالية بصفة عامة أن األمر متروك للقاضي في تقدير ما اذا كان مختصا
أوغير مختـص.
ـ لبعض المنازعات منها مثـــال : لكن استثناءا من هذه القاعدة يتدخل المشرع أحيانا ليضفي الطابع اإلستعجالي
-1ما ورد في قانون نزع الملكية للمنفعة العامة الصادر في 27/04/1991المادة 28منــه :
ـ اإلدارة النازعــة
ـ االستعجال اإلداري بالنظر في الدعوى المرفوعة من طرف اختصاص قاضي
ـ األموال المنزوعة un envoi en possessionويصدر لطلب من الجهة القضائية المختصة اإلشهاد باستالم
ـ حينئذ حسب إجراء اإلستعجــال. القرارالقضائي
ـ
ـ رقم 94/07المؤرخ في 18/05/1994المتعلق بشروط اإلنتاج المعمــاري. ـ كذلك في المرسوم التشريعي -2ماورد
ـ
ـ من رئيس البلدية قبل تنفيذ الهدم التلقائي للبناء المشيد بدون رخصة ،أن يقوم باخطار ـ في هذا المرسوم
يشترط
ـ اإلستعجال اإلداري للنطق بتثبيت أمر بوقــف األشغال أو تحقيق المطابقة او هدم الجهة القضائية المختصة وهي قاضي
البناء على حسب كل حالة.
-3ماورد في قانون الضرائب المباشرة م 399منه التى تنص على منح قاضي اإلستعجال الفاصــل
ـ اإلدارية صــالحية الفصل ن طلب توقيف تحصــيل الضريبــة le surcis au paiement في األمــور
(المادة 114من قانون اإلجراءات الجبائية ) .
ـ اإلداريـــة ( )2المعارضة :لم يبين المشرع الجزائري ما إذا كانت المعارضة جائزة في األوامر
ـ ( م 188/2 اإلستعجالية كما فعل بالنسبة لألوامر اإلستعجالية أمام القضاء العــادي
ق إ م) .
إن سكوت المشرع على هذه المسألة يفيد أنها غير جائزة و إال كان خصها بنص خاص بالنظر للطابع المميز
ـ أمام القضاء العادي.
للقضاء اإلداري .و في رأينا إن المعارضة ال تتالءم مع فكرة اإلستعجال بدليل عــدم جوازها
ـ أي نص قــانوني يســمح بــالطعن عن طريــق ( )4إلتمــاس إعــادة النظــر :لم يــورد المشــرع الجزائــري
ـ الفقهاء حول هذه النقطة فان الرأي الراجح
ـ اإلستعجالية اإلدارية ،ورغم إختــــالف إلتماس إعادة النظر في األوامر
ـ اإلداريـــــة اإلستعجالية هي مجرد أوامر وقتية قد تتغير بتغير الظروف التي صــدرت بشـأنها و هو أن األوامر
ـ علما أن المـــادة 194ق.إ .م أوردت ثمانية ( )8حاالت لطلب إلتماس إعادة ـ الطعن فيها بهذا الطريق
من ثمة ال يجوز
ـديميـاع عن عـ ـيرة منها الخاصة بالدفـــــ ـدا الحالة األخـ
ـ عليه ما عـ
ـ بأصل الحق المتنازعالنظر كلما تتعلـــق
االهليــة.
الخاتمـــــــــــة
9
ـ أنه بالرغم من أهمية الدعوى اإلستعجالية في المواد اإلدارية ،فإن
ما يمكن استخالصه من هذا البحث المتواضع
ـ خصص لهـا مادة واحدة و هي المادة 171مكرر من قانون اإلجراءات المدنيــة.
المشرع الجزائري
و قد إستبدل بموجب هذه المادة المواد 183إلى 190ق إ م باألحكام الواردة بها أي األمر بتوجيه اإلنذار -المعاينة -
و كذا المسائل المستعجلة بصفة عامـة من جهة.
كما أنه من جهة أخرى لم يشر إلى حالة اإلستعجال القصوى في المجـال اإلداري ( من ساعـة إلى ساعة) كما
ـ ( م 184ق إ م) .
هو الشأن في القضاء اإلستعجالي العـادي
ـ اإلستعجالية اإلدارية كما فعل بالنسبــة للقضاء العادي (م 183/2ق إ م) مما
و كذا إشكاالت التنفيذ في األوامر
جعل القضاء يتطرق لهذه المسألــة .
ـ مجلس الدولة في 2002-11-05رقم ،009934إعتبر فيه أن اإلشكاالت في تنفيذ القرارات الصادرة عن
قرار
ـ وحــده ،مجلة مجلس
ـ األمور المستعجلة للقانـون العــــادي
الجهات القضائية اإلدارية تخضع إلختصــاص قاضي
الدولة العـدد ( 03سنة )2003هذا ما إستقر عليه إجتهاد مجلس الدولة الفرنسـي.
-انتهـ ــى-
10