You are on page 1of 4

‫مقدمة ‪:‬‬

‫التطور الذي طرأ على النظام القضائي الجزائري بعد دستور ‪ 1996‬جسد صراحة االزدواجية القضائية ففصل بين القضاء‬
‫العادي والقضاء اإلداري وبغض النظر عن مزايا هذا الفصل فإنه كان يجب تدعيم هذا التطور بنصوص قانونية لرفع اللبس‬
‫والغموض على كثير من المفاهيم والتي تسببت في عدة إشكاالت في القضاء ‪ ،‬ولعل أبرز هذه النصوص قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية الجديد ‪.‬‬
‫إن ترسيخ االزدواجية القضائية كان يتطلب إفراد إجراءات تقاضي خاصة لكل من القضاء العادي والقضاء اإلداري وبذلك‬
‫يتجسد الفصل بصفة وصورة ال لبس فيها ‪ ،‬ومن مظاهر هذا الفصل الذي نلمسه في قانون ‪ 09-08‬الفصل بين االستعجال‬
‫في القضاء العادي والقضاء اإلداري ‪ ،‬وال يخفى على أي دارس في ميدان القانون مدى األهمية التي أعطاها المشرع في‬
‫هذا القانون لالستعجال في القضاء اإلداري فقد خصص له بابا كامال من ستة فصول ‪.‬‬
‫إن التركيز على االستعجال في القضاء اإلداري لم يكن وليد األسباب المذكورة سابقا فقط بل للدور الذي يمكن أن يلعبه في‬
‫توازن العالقة بين اإلدارة واألفراد ال ُمخاطبين بقراراتها وتصرفاتها القانونية والمادية وما ينتج‪ e‬ذلك من تصادم بين أعمال‬
‫اإلدارة أثناء سعيها لتحقيق المصلحة العامة والمصلحة الخاصة لألفراد وحرياتهم ‪.‬‬
‫و ال شك أن تناول االستعجال في القضاء اإلداري من خالل قانون اإلجراءات المدنية‪ e‬واإلدارية الجديد‪ e‬قد شهد تطورا‬
‫مهما ‪ :‬فكيف كان هذا التطور عموما مقارنة بقانون اإلجراءات المدنية‪ e‬السابق ؟ وما هي مالمح هذا التطور في القضاء‬
‫اإلداري من خالل هذا القانون اإلجرائي الجديد ؟‬
‫لإلجابة على هذه اإلشكالية ستُتبع خطة عرض بسيطة تتمثل في ‪:‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مكانة قضاء االستعجال في قانون اإلجراءات المدنية‪ e‬واإلدارية الجديد‬
‫المطلب ‪ -1‬نظرة عامة حول االستعجال في قانون اإلجراءات المدنية‪ e‬السابق‬
‫المطلب ‪ -2‬االستعجال في القضاء العادي من خالل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‬
‫المطلب ‪ -3‬االستعجال في القضاء اإلداري من خالل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مظاهر تطور االستعجال في القضاء اإلداري على ضوء قانون اإلجراءات المدنية‪ e‬واإلدارية الجديد‪e‬‬
‫المطلب ‪ -1‬تعزيز صالحيات قاضي االستعجال‬
‫المطلب ‪ – 2‬ضبط اإلجراءات المتبعة في االستعجال‬
‫المطلب ‪ -3‬تحديد‪ e‬حاالت االستعجال‬
‫الخاتمة‬

‫‪:adel bousaadi‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مكانة قضاء االستعجال في قانون اإلجراءات المدنية‪ e‬واإلدارية الجديد‬
‫في هذا المبحث سيتم التطرق لالستعجال في القانون ‪ 09-08‬عبر التطرق لالستعجال في قانون اإلجراءات المدنية السابق‬
‫واالستعجال في القضاء العادي والقضاء اإلداري في القانون الجديد‪. e‬‬
‫المطلب ‪ -1‬نظرة عامة حول االستعجال في قانون اإلجراءات المدنية‪ e‬السابق ‪:‬‬
‫خص المشرع االستعجال بمادة وحيدة فقط من بين مواد قانون اإلجراءات المدنية‪ e‬السابق اشتملت على القضاء العادي‬
‫واإلداري ‪ ،‬إذ نصت على أحكامها المادة ‪ 171‬والتي يُستفاد من مضمونها أن الدعوى االستعجالية في المواد اإلدارية هي‬
‫إجراء قضائي يطلب من خالله المدعي من القاضي اإلداري المختص وهو رئيس المجلس القضائي األمر باتخاذ أحد احد‬
‫التدابير االستعجالية التحفظية أو التحقيقية المؤقتة والعاجلة حماية لمصالحه قبل تعرضها ألضرار أو مخاطر يصعب أو‬
‫يستحيل تداركها وإصالحها أو تفاديها مستقبال ‪ ،‬أو معاينة وقائع يُخشى اندثارها مع مرور الزمن ‪.‬‬
‫كما تجدر اإلشارة أن أحكام هذه المادة لم تحدد على سبيل الحصر تدابير االستعجال في المواد اإلدارية بل ذكرت أهمها‬
‫وتركت للقاضي اإلداري االستعجالي المختص سلطة تقدير األمر بها متى ثبت لزوميتها وذلك في حدود ضوابط اختصاصه‬
‫النوعي والمتمثلة في ‪:‬‬
‫* وجوب توفر حالة االستعجال بمعنى أن عنصر االستعجال حال و قائم ‪.‬‬
‫* أن تكون التدابير االستعجالية المطلوبة من المدعي ال تمس أصل الحق‬
‫* أن ال يتعلق التدبير االستعجالي بالنظام العام والسيما عنصر األمن العام ‪.‬‬
‫* أن ال يؤدي التدبير‪ e‬االستعجالي المطلوب إلى وقف تنفيذ قرارات إدارية باستثناء المتعلقة منها بحالة االعتداء المادي أو‬
‫االستيالء الغير شرعي أو الغلق اإلداري ‪.‬‬
‫ومن التدابير االستعجالية التي نصت عليها المادة ‪ 171‬من قانون اإلجراءات المدنية السابق كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬األمر بتوجيه إنذار عن طريق كاتب الضبط الذي يحرر محضرا يفرغ فيه مضمون اإلنذار ( فيما بعد أصبح المحضر‬
‫القضائي هو من يوجه اإلنذار ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬األمر بإثبات حالة كتدبير تحفظي موضوعه معاينة أو وصف وقائع أو حاالت مادية وقعت أو على وشك الوقوع يُخشى‬
‫ضياع معالمها بفوات الزمن ‪ ،‬ويتم ذلك بواسطة محضر قضائي أو خبير ‪.‬‬
‫‪ - 3‬األمر بصفة تحفظية بوقف تنفيذ قرار إداري يشكل حالة اعتداء مادي أو حالة غلق إداري التي أضافها المشرع من‬
‫خالل القانون ‪ 05-01‬المعدل والمتمم لقانون اإلجراءات المدنية السابق ‪.‬‬
‫و المالحظ مما سبق أن طريقة تناول المشرع لالستعجال في القانون السابق كان تناوال مشوبا بنقائص وبعمومية وعدم‬
‫تفصيل واضحين ‪ ،‬وهو ما استدعى تداركها في القانون الالحق ‪.‬‬
‫المطلب ‪ – 2‬االستعجال في القضاء العادي من خالل قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية الجديد ‪:‬‬
‫خصص المشرع الستعجال في القضاء العادي قسم من سبعة مواد (‪ )305-299‬باإلضافة إلى مواد متفرقة ‪ ،‬وإن كان قد‬
‫حدد الجهة المختصة بالنظر في أوامر األداء واألوامر على العرائض وهو رئيس المحكمة ‪ ،‬لكنه لم يحدد صراحة في هذا‬
‫القسم الجهة المختصة بأوامر االستعجال ‪ ،‬لكن من صياغة المادة ‪ ( : 300‬يكون قاضي االستعجال مختصا أيضا في المواد‬
‫التي ينص القانون صراحة على أنها من اختصاصه ‪ ،‬وفي حالة الفصل في الموضوع يحوز األمر الصادر قوة الشيء‬
‫المقضي فيه ‪ ).‬فهل يعني هذا أن قاضي الموضوع هو قاضي االستعجال تبعا لالختصاص النوعي‬

‫‪.‬‬
‫وأشارت المادة ‪ 299‬إلى أنواع التدابير االستعجالية في القضاء العادي وهي ‪:‬‬
‫* اإلجراء المتعلق بالحراسة القضائية ‪.‬‬
‫* أي تدبير تحفظي غير منظم بإجراءات خاصة على غرار إثبات حالة ما أو معاينة ‪.‬‬
‫وحدد القانون إجراءات رفع دعوى استعجاليه عن طريق عريضة افتتاحية ( المادة ‪ ) 299‬وبدون تحديد‪ e‬أجل للفصل و‬
‫االكتفاء بعبارة في أسرع وقت ‪ ،‬أما أجال االستئناف والمعارضة فهي ‪ 15‬يوم ‪ ،‬وكان األجدر بالمشرع تحديد أجال الفصل‬
‫من باب أولى حتى يتواءم ذلك مع ظرف االستعجال ‪ ،‬ألن عبارة في أسرع وقت عبارة فضفاضة تحمل أكثر من تفسير ‪.‬‬
‫واحتفظ القانون طبعا بالقواعد العامة لالستعجال وهي ‪:‬‬
‫* ال يمكن بأي حال أن يمس األمر االستعجالي بأصل الحق ‪.‬‬
‫* النفاذ المعجل لألمر االستعجالي غير قابل للمعارضة أو االعتراض ‪ (.‬المادة ‪) 303‬‬
‫وجاءت المادة ‪ 305‬لتعطي القاضي االستعجالي سلطة الحكم بالغرامات وتصفيتها وهو عامل قوي ورادع لتنفيذ األوامر ‪.‬‬
‫المطلب ‪ - 3‬االستعجال في القضاء اإلداري من خالل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد ‪:‬‬
‫التطور الالفت الحاصل على مستوى قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد والذي انعكس بوضوح في مجال‬
‫االستعجال و السيما القضاء اإلداري ‪ ،‬إذ ألول مرة في تاريخ القوانين اإلجرائية نشهد هذا الكم المعتبر من المواد الذي ينظم‬
‫االستعجال ويحدد إجراءاته بدقة وحاالته ويُعطي أهمية غير مسبوقة لحرية األفراد واالنتهاكات التي قد تلحقها جراء‬
‫قرارات اإلدارة كون هذه األخيرة تتمتع بامتيازات السلطة العامة التي تخول لها اتخاذ قرارات بصفة انفرادية على عكس‬
‫المواطن الذي يقف في مركز ضعف ألنه ُمخاطب و ُمطالب باالنصياع ‪،‬وعليه يمكن قراءة هذه اإلضافة على أنها كسر لذلك‬
‫الحاجز النفسي الذي ترسخ في نفوس المواطنين عبر الحقب الماضية واألفكار المسبقة التي كانت تشير لعدم خضوع‬
‫اإلدارة للقضاء وإن خضعت فإن ذلك سيكون شكليا فقط ‪ ،‬وإعطائهم القدرة وفتح المجال لمتابعة اإلدارة على تجاوزاتها‬
‫وطبعا يشمل ذلك قضاء االستعجال ‪.‬‬
‫وكتمهيد للمبحث الثاني فإن مضمون هذا التطور يمكن أن نلخصه فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬انتقال سلطة البت في األمور االستعجالية اإلدارية إلى تشكيلة جماعية التي تنظر في دعوى الموضوع ‪.‬‬
‫‪ -‬توسيع صالحيات وسلطات قاضي االستعجال في تناول الدعوى اإلدارية االستعجالية ‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد‪ e‬إجراءات وشروط وآجال وطرق الطعن في الدعوى االستعجالية اإلدارية ‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد‪ e‬حاالت االستعجال ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مظاهر تطور االستعجال في القضاء اإلداري على ضوء قانون اإلجراءات المدنية‪ e‬واإلدارية الجديد‪: e‬‬
‫مظاهر عدة تدل على تطور االستعجال في القانون الجديد خاصة القضاء اإلداري هذه المظاهر‬
‫تتمثل في ‪:‬‬
‫* تعزيز صالحيات القاضي االستعجالي اإلداري‬
‫* ضبط اإلجراءات المتبعة في االستعجال‬
‫• تحديد‪ e‬حاالت االستعجاالت‬

‫‪:adel bousaadi‬‬

‫المطلب ‪ – 1‬تعزيز صالحيات قاضي االستعجال ‪:‬‬


‫قبل التطرق لصالحيات قاضي االستعجال يجب التنويه إلى أن الفصل في الدعوى االستعجالية اإلدارية يتم بواسطة التشكيلة‬
‫الجماعية المنوط بها البت في الموضوع ‪ ،‬ويقول األستاذ خلوفي رشيد في هذا الصدد أن فكرة التشكيلة الجماعية تناقض‬
‫عنصر االستعجال ويفرغ فكرة القضاء االستعجالي من محتواه ‪ ،‬وعلى عكس ما ذهب إليه األستاذ خلوفي يمكن القول أن‬
‫النظر في االستعجال من طرف نفس التشكيلة الجماعية التي تبت في الموضوع يعطي لتدابير االستعجال أكثر تناسب‬
‫خاصة وانه يسمح بتوفر رؤية شاملة وكافية حول النزاع ‪ ،‬أما مسألة تعزيز صالحيات قاضي االستعجال فنلمسها من خالل‬
‫اآلتي ‪:‬‬
‫* صالحية إيقاف تنفيذ قرار إداري متى ظهر لقاضي االستعجال من التحقيق وجود وجه مثار يحدث شك جدي حول‬
‫مشروعية القرار بشرط أن يكون هذا القرار اإلداري موضوع طلب إلغاء كلي أو جزئي ‪ ،‬وعلى القاضي االستعجالي‬
‫الفصل في طلب اإللغاء في أقرب أجل ‪ ،‬ويعتبر الغيا أثر األمر االستعجالي الذي يقضي بوقف التنفيذ عند الفصل في‬
‫الموضوع ‪ (.‬المادة ‪) 919‬‬
‫* لقاضي االستعجال عندما يأمر بوقف تنفيذ قرار إداري خاصة إذا كانت الظروف االستعجالية متوفرة أن يتخذ أي تدبير‬
‫ضروري للحفاظ على الحريات األساسية المنتهكة‪ e‬من أحد الهيئات الخاضعة في تقاضيها لجهات القضاء اإلداري والسيما‬
‫إذا كانت هذه االنتهاكات تشكل مساسا خطيرا وغير مشروع بالحريات ‪ ،‬وعلى قاضي االستعجال الفصل في هذه الحالة في‬
‫أجل ‪ 48‬ساعة من تسجيل الطلب ‪)920( .‬‬
‫* عندما يتعلق المر بحالة تعدي أو استيالء غير شرعي أو غلق إداري يجوز لقاضي االستعجال اتخاذ أمر وقف تنفيذ‬
‫القرار المطعون فيه ‪.‬‬
‫* لقاضي االستعجال إمكانية تعديل في أي وقت التدابير االستعجالية التي سبق أن اتخذها بناءا على طلب كل من له مصلحة‬
‫عند بروز مقتضيات جديدة وله أيضا أن يضع حدا لها ‪.‬‬
‫المطلب ‪ : 2-‬ضبط اإلجراءات المتبعة في االستعجال ‪:‬‬
‫إن لضبط اإلجراءات دور مهم في تسهيل التقاضي أمام المواطنين وفيه تسهيل أيضا لعمل القاضي ‪ ،‬وقد تم ضبط‬
‫اإلجراءات على النحو التالي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬العريضة الخاصة بالدعوى االستعجالية اإلدارية ‪ :‬يشترط لقبولها أن تستوفي شروط معينة وهي ‪:‬‬
‫* أن تتضمن عرضا موجزا للوقائع واألسباب المدعمة للطابع االستعجالي للقضية ‪.‬‬
‫* إرفاقها بنسخة من عريضة دعوى الموضوع تحت طائلة الرفض ‪.‬‬
‫وتبلغ هذه العريضة للخصوم رسميا وتُمنح لهم أجال قصيرة لتقديم المذكرات الجوابية أو المالحظات‬
‫ب – التحقيق ‪ :‬يُستدعى الخصوم من طرف القاضي في أقرب جلسة بعد أن تقدم إليه طلبات مؤسسة ‪ ،‬ويختتم التحقيق‬
‫عندما تنتهي الجلسة إال إذا قرر القاضي تأجيل اختتام التحقيق وفي حالة التأجيل يعاد افتتاح التحقيق من جديد ‪.‬‬
‫وكانت المادة ‪ 843‬قد نصت على أنه إذا تبين لرئيس تشكيلة الحكم أن الحكم يمكن أن يكون مؤسسا على وجه مثار تلقائيا ‪،‬‬
‫يُعلم الخصوم قبل جلسة الحكم بهذا الوجه ويحدد أجل يقدم فيه الخصوم لتقديم مالحظاتهم على الوجه المثار دون خرق أجال‬
‫اختتام التحقيق ‪ ،‬واستثنت هذا المادة األوامر ‪ ،‬لكن المادة ‪ 932‬أجازت لقاضي االستعجال إخبار الخصوم باألوجه المثارة‬
‫الخاصة بالنظام العام خالل الجلسة ‪.‬‬
‫ج – في صدور األمر االستعجالي ‪ :‬بعد تقديم العريضة مستوفية لشروطها واستكمال التحقيق يصدر القاضي االستعجالي‬
‫أمر يجب أن يتضمن إشارة إلى المادتين ‪ 931‬و‪ 932‬المذكورتين آنفا ‪ ،‬ويبلغ ألطراف الدعوى بكل الوسائل في أقرب‬
‫أجل ‪ ،‬ولألمر االستعجالي أثر فوري من تاريخ التبليغ الرسمي أو التبليغ للمحكوم عليه ‪ ،‬وللقاضي إمكانية أن يقرر تنفيذه‬
‫فور صدور ‪ ،‬وعلى أمين ضبط الجلسة بأمر من القاضي تبليغ األمر ممهورا بالصيغة التنفيذية‪ e‬في الحال إلى الخصوم‬
‫مقابل وصل استالم متى اقتضت ظروف االستعجال ذلك ‪.‬‬
‫د – في آجال وطرق الطعن ‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 936‬على أن األوامر الصادرة تطبيقا ألحكام المواد ‪ 919‬و‪ 921‬و ‪ 922‬غير قابلة ألي طعن ‪ ،‬ويُقصد بهذه‬
‫األوامر ‪:‬‬
‫* األمر القاضي بوقف تنفيذ قرار إداري تشوبه إحدى الوجوه التي تشكك جديا في مشروعيته وبالتالي إمكانية إلغائه ‪.‬‬
‫* األمر الصادر بمناسبة حالة استعجال قصوى أو حالة تعدي أو استيالء غير شرعي أو غلق إداري ‪.‬‬
‫* األمر بتعديل األوامر تدابير االستعجال المتخذة أو وضع حد لها ‪.‬‬
‫الحكمة من عدم قابلية هذه األوامر االستعجالية للطعن كونها تتضمن مجرد تدابير تحفظية مؤقتة سرعان ما ينتهي أثرها‬
‫عند الفصل في دعوى الموضوع ‪.‬‬
‫أما األوامر القابلة للطعن فهي ‪:‬‬
‫* األوامر الصادرة طبقا ألحكام المادة ‪ 920‬قابلة للطعن باالستئناف أمام مجلس الدولة خالل ‪ 15‬يوم التالية للتبليغ الرسمي‬
‫أو العادي و على مجلس الدولة الفصل خالل ‪ 48‬ساعة ‪.‬‬
‫* األوامر القاضية برفض الدعوى بسبب أن الطلبات غير مؤسسة أو لعدم االختصاص النوعي ويكون الطعن فيها‬
‫باالستئناف أمام مجلس الدولة الذي عليه الفصل خالل شهر واحد ‪.‬‬
‫* األوامر القاضية بمنح تسبيق مالي للدائن قابلة لالستئناف أمام مجلس الدولة خالل ‪ 15‬يوم من تاريخ التبليغ الرسمي ‪.‬‬
‫المطلب ‪ -3‬تحديد‪ e‬حاالت االستعجال ‪:‬‬
‫تطرق القانون ‪ 08/09‬والسيما في الشق المتعلق باإلجراءات اإلدارية إلى حاالت االستعجال بالتفصيل‬
‫وهو ما لم يتوفر في القانون السابق ‪ ،‬وتتمثل هذه الحاالت في ‪:‬‬
‫* االستعجال الفوري ‪ :‬و يتضمن الحاالت التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حالة استعجال خاصة بالحريات األساسية ‪ :‬ونصت عليه المادة ‪ 920‬وفيه يأمر القاضي بكل التدابير الضرورية للمحافظة‬
‫على الحريات األساسية المنتهكة انتهاكا خطيرا من األشخاص العمومية أو الهيئات الخاضعة في تقاضيها لجهات القضاء‬
‫اإلداري ‪.‬‬
‫ب – حالة استعجال خاصة بإيقاف تنفيذ قرار إداري ‪ :‬عندما يطلب مدعي من قاضي االستعجال إيقاف تنفيذ قرار إداري ‪،‬‬
‫ويتبين‪ e‬للقاضي أن هناك وجه أو أوجه تبعث على الشك الجدي في مشروعية هذا القرار ‪ ( .‬المادة ‪)919‬‬
‫ج – حالة استعجال تحفظي ‪ :‬وفي هذه الحالة يتخذ قاضي االستعجال بموجب أمر على عريضة ‪ -‬حتى في حالة غياب‬
‫القرار اإلداري المسبق ‪ -‬تدابير تحفظية دون عرقلة تنفيذ قرار إداري ‪ ( .‬المادة ‪)921‬‬
‫* حالة استعجال إثبات حالة ‪ :‬بموجب أمر على عريضة يأمر قاضي االستعجال بتعيين‪ e‬خبير للقيام بمهمة إثبات وقائع من‬
‫شأنها أن تؤدي إلى نزاع أمام القضاء ‪ ،‬يمكن للقاضي األمر بهذا اإلجراء ولو في غياب القرار اإلداري المسبق ‪ ( .‬المادة‬
‫‪) 939‬‬
‫* حالة استعجال خاصة بتدابير التحقيق ‪ :‬لقاضي االستعجال و بعريضة مقدمة له األمر بكل تدابير ضرورية متعلقة بالخبرة‬
‫أو التحقيق ‪ ،‬ولو في حالة غياب القرار اإلداري المسبق ‪ ،‬على أن تبلغ العريضة حاال للمدعى عليه وتحديد آجال الرد ‪.‬‬
‫( المادتين ‪ 940‬و ‪) 941‬‬
‫* حالة استعجال متعلقة بتسبيق مالي ‪ :‬وتتعلق بطلب الدائن من القاضي أن يمنحه تسبيقا ماليا بشرط أن يكون الدائن قد رفع‬
‫دعوى موضوع في هذا الشأن وأن يكون الدين غير متنازع عليه في هذه الحالة يمكن للقاضي أن يأمر له بتسبيق مالي وله‬
‫أن يخضعه لتقديم ضمان ‪ ،‬وعند استئناف هذا األمر أمام مجلس الدولة يمكن لهذا الخير إيقاف تنفيذ هذا األمر إذا كان‬
‫سيؤدي إلى نتائج ال يمكن تداركها ‪ ،‬كما يمكن له أن يقضي بهذا التسبيق المالي بنفس الشروط السابقة ‪.‬‬
‫* حالة االستعجال المتعلقة بالمادة الجبائية ‪ :‬كل ما يتعلق بجباية الضرائب والرسوم وتبعاتها ‪ ،‬ولم يتطرق القانون ‪09-08‬‬
‫بالتفصيل لهذه الحالة بل أحالها على قانون اإلجراءات الجبائية ‪ ( .‬المادة ‪) 948‬‬
‫* حالة االستعجال المتعلقة بإبرام العقود والصفقات ‪ :‬طبعا المقصود هنا بالعقود اإلدارية والصفقات العمومية ‪ ،‬ويتلخص‬
‫مضمون هذه الحالة أن عندما يكون هناك إخالل بالتزامات اإلشهار أو المنافسة المتبعة‪ e‬في إبرام العقود اإلدارية والصفقات‬
‫العمومية ‪ ،‬ولكل متضرر من هذا اإلخالل أو ممثل الدولة على مستوى الوالية إذا كان العقد أو الصفقة ستبرم من طرف‬
‫جماعة إقليمية أو مؤسسة عمومية محلية إخطار المحكمة اإلدارية بواسطة عريضة حتى قبل إبرام العقد أو الصفقة ‪ ،‬وعليه‬
‫يكون في إمكان المحكمة اإلدارية أن تأمر المتسبب في اإلخالل بتحمل التزاماته وتحدد له أجل لالمتثال وتقرنه بغرامة‬
‫تهديدية‪ e‬عند انتهاء األجل ‪ ،‬وللمحكمة اإلدارية أيضا عند إخطارها األمر بتأجيل إمضاء العقد حتى تنتهي اإلجراءات على‬
‫أن اليتعدي هذا التأجيل مدة ‪ 20‬يوم من إخطارها بالطلبات المقدمة ‪ ،‬على أن تفصل في هذه الطلبات في نفس المدة ‪( .‬‬
‫المادتين ‪ 946‬و‪) 947‬‬
‫الخاتمــة ‪:‬‬
‫أعطى قانون اإلجراءات المدنية‪ e‬واإلدارية الجديد‪ e‬لموضوع االستعجال في القضاء اإلداري حقه من االهتمام والتجديد‪e‬‬
‫مقارنة بقانون اإلجراءات المدنية السابق الذي اتسم بالعمومية وعدم الكفاية في التناول ‪.‬‬
‫على مستوى التجديد نجد المشرع قد أحال االستعجال في المواد اإلدارية على تشكيلة جماعية هي نفس التشكيلة التي تنظر‬
‫في الموضوع ‪ ،‬وضبط اإلجراءات المتبعة لرفع دعوى استعجاليه إدارية وشكل العريضة التي تُرفع بموجبها والشروط‬
‫الالزم توفرها حتى تكون مقبولة ‪ ،‬وحدد اآلجال التي يفصل فيها القاضي لبعض حاالت االستعجال ونص على باقي‬
‫الحاالت على الفصل في أقرب اآلجال وذلك مراعاة لخصوصية االستعجال ‪ ،‬والجديد‪ e‬مس أيضا تحديد حاالت االستعجال‬
‫والتدابير التي تتخذ بموجب كل حالة ‪ ،‬أما طرق الطعن وإجراءاته فتناولها المشرع بنوع من التفصيل يرفع كل لبس‬
‫وغموض و يسهل إجراءات التقاضي بالنسبة للمتقاضين ويسهل الفصل للقاضي ‪.‬‬
‫كما أن االهتمام بالحريات األساسية التي قد تطالها انتهاكات جراء قرارات إدارية والنص على تدابير للمحافظة عليها هو‬
‫من صلب دولة القانون ‪ ،‬ويبقى الوقوف على التطبيق السليم لهذه المواد الخاصة باالستعجال في الفترة القادمة هو الفيصل‬
‫النهائي للحكم على مدى النجاح الحقيقي الرتقاء فكرة االستعجال في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد ‪.‬‬

You might also like