You are on page 1of 14

‫‪.

‬الفصل الثاني‪ :‬الفصل في طلب وقف تنفيذ القرار اإلداري وطبيعة األمر الصادر فيه‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الفصل في طلب وقف تنفيذ القرار اإلداري وطبيعة األمر الصادر‬
‫فيه‪.‬‬

‫تمهيد"‪:‬‬
‫ال ختتلف دعوى وقف التنفيذ واألمر الفاصل فيها عن أية دعوى يف اإلجراءات والطبيعة إال مبا يفرضه طابع‬
‫االستعجال املميز لنظام وقف تنفيذ القرارات اإلدارية الذي فرض سرعة إجراءات النظر يف الطلب الرامي إىل وقف تنفيذ القرار‬
‫اإلداري واليت تنتهي بأوامر استعجالية ذات طابع وقيت ومنهية للخصومة‪ A،‬فيما خيص استمرار القرار اإلداري أو وقف تنفيذه‬
‫إىل غاية الفصل يف دعوى املوضوع‪ ،‬والقابلة للطعن‪ A‬فيها بصفة مستقلة عن احلكم الصادر يف املوضوع يف حالة رفع الدعوى‬
‫وفقا لنص املادة ‪ 833‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ .‬وغري قابلة للطعن يف حلة صدورها وفقا لنص املواد ‪ 922 ،921 ،919‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫وهذا ما سنحاول تفصيله يف املباحث التالية بالتعرض خلصائص األمر الصادر يف طلب‪ A‬وقف التنفيذ (املبحث األول)‬
‫وتنفيذ أحكام وقف تنفيذ القرار اإلداري وأثرها على دعوى اإللغاء (املبحث الثاين) وللطعن‪ A‬يف أوامر وقف التنفيذ (املبحث‬
‫الثالث)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬خصائص األمر الصادر في طلب وقف التنفيذ‪.‬‬

‫يتسم نظر القضاء اإلداري يف طلبات وقف تنفيذ القرارات اإلدارية‪ ،‬سواء املوضوعي أو االستعجايل‪ ،‬بسرعة‬
‫اإلجراءات اليت تقتضيها الطبيعة املستعجلة للنزاع (املطلب األول) واليت ينتج عنها أوامر ذات طبيعة خاصة (املطلب الثاين)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬سرعة إجراءات الفصل في طلبات وقف التنفيذ‪.‬‬


‫ختض‪AA‬ع إج‪AA‬راءات الفص‪AA‬ل يف طلب‪AA‬ات وق‪AA‬ف التنفي‪AA‬ذ ملعي‪AA‬ار الس‪AA‬رعة والتعجي‪AA‬ل‪ ،‬وذل‪AA‬ك س‪AA‬واء تعل‪AA‬ق األم‪AA‬ر حبال‪AA‬ة وق‪AA‬ف تنفي‪AA‬ذ‬
‫القرار اإلداري من قاضي املوضوع (الفرع األول) أو وقف التنفيذ أمام قاضي االستعجال (الفرع الثاين)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلجراءات المتبعة في حالة وقف تنفيذ القرار اإلداري من قاضي‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫بالرغم من أن األمر بوقف تنفي‪A‬ذ الق‪A‬رار اإلداري وفق‪A‬ا للم‪A‬واد ‪ 833‬إىل ‪ 837‬ورد ض‪A‬من أحك‪A‬ام قض‪A‬اء املوض‪A‬وع‪ ،‬إال‬
‫أن املشرع أضفى على اإلجراءات املتبعة فيه طابع االستعجال واليت جيب أن تكون سريعة ومبسطة‪.‬‬

‫ولق ‪AA‬د وردت نص ‪AA‬وص ص ‪AA‬رحية يف ق ‪AA‬انون اإلج ‪AA‬راءات املدني ‪AA‬ة واإلداري ‪AA‬ة خبص ‪AA‬وص س ‪AA‬رعة اإلج ‪AA‬راءات وتبس ‪AA‬يطها‪ .‬إذ تتم‬
‫إج ‪AA‬راءات التحقي ‪AA‬ق يف طلب وق ‪AA‬ف التنفي ‪AA‬ذ بص ‪AA‬فة عاجل ‪AA‬ة ويتم تقليص اآلج ‪AA‬ال املمنوح ‪AA‬ة لإلدارة املعني ‪AA‬ة لتق ‪AA‬دمي مالحظاهتا ح ‪AA‬ول‬
‫مضمون الطلب وإن مل تبد أية مالحظة يف األجل املمنوح هلا استغين عن ذلك ودون إعذار‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪.‬الفصل الثاني‪ :‬الفصل في طلب وقف تنفيذ القرار اإلداري وطبيعة األمر الصادر فيه‬

‫ويبقى للقاض‪AA‬ي الس ‪AA‬لطة التقديري‪AA‬ة يف حتدي‪AA‬د ال‪AA‬وقت املمن‪AA‬وح لإلدارة لتق‪AA‬دمي مالحظاهتا ح‪AA‬ول مض‪AA‬مون‪ A‬الطلب‪ ،‬ويعت‪AA‬رب‬
‫تقص‪AA‬ري املواعي‪AA‬د من مقتض‪AA‬يات ه‪AA‬ذه ال‪AA‬دعوى وليس في‪AA‬ه أي إخالل حبق‪AA‬وق ال‪AA‬دفاع‪ .‬وكلم‪AA‬ا زادت درج‪AA‬ة االس‪AA‬تعجال كلم‪AA‬ا زاد‬
‫داعي تقصري املواعيد إحلاحا واألمر مرتبط بظروف كل قضية واليت يقدر فيها القاضي كل حالة على حدة‪.‬‬

‫ومن أج‪AA‬ل التبس‪AA‬يط وس‪AA‬رعة البت يف طلب‪AA‬ات وق‪AA‬ف التنفي‪AA‬ذ ذهب املش‪AA‬رع‪ ،‬يف نص املادة ‪ 835/2‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،.‬إىل أك‪AA‬ثر‬
‫من ه‪AA‬ذا ألن‪AA‬ه يف حال‪AA‬ة م‪AA‬ا إذ ب‪AA‬دا للمحكم‪A‬ة‪ A‬أن رفض طلب وق‪AA‬ف التنفي‪AA‬ذ س‪AA‬يكون حتم‪AA‬ا مآل‪AA‬ه فيج‪AA‬وز هلا الفص‪AA‬ل في‪AA‬ه دون حتقي‪AA‬ق‪.‬‬
‫ومثال ذلك أن يتضمن الطلب وقف إجراءات نزع امللكي‪A‬ة املق‪A‬ررة مبوجب مرس‪A‬وم تنفي‪A‬ذي لتعل‪A‬ق العملي‪A‬ة مبص‪A‬لحة وطني‪A‬ة كإجناز‬
‫حمطة لتوليد الكهرباء أو طريق سيار أو سد‪.1‬‬

‫وإن النظر يف طلب‪ A‬وقف التنفيذ يعود للمحكمة اإلدارية بتشكيلتها اجلماعية‪ ،‬طبقا لنص املادة ‪ 836/1‬ق‪ .‬إ‪.‬م‪.‬إ‪،.‬‬
‫واليت تنظر يف املوضوع مبوجب أمر مسبب‪.‬‬

‫و نالحظ أنه بالرغم من الطابع االستعجايل لنظام وقف تنفيذ القرارات اإلدارية إال أن املشرع أوكل مهم‪AA‬ة الفص‪AA‬ل يف‬
‫هذه الطلب‪A‬ات للتش‪A‬كيلة‪ A‬اجلماعي‪A‬ة واحلكم‪A‬ة ال‪A‬يت أراده‪A‬ا يف ذل‪A‬ك ه‪A‬و أن مل‪A‬ف املوض‪A‬وع وم‪A‬ا ميثل‪A‬ه من معطي‪A‬ات موج‪A‬ود ل‪A‬دى ه‪A‬ذه‬
‫األخ‪AA‬رية‪ ،‬ولق‪AA‬د ص‪AA‬در اجته‪AA‬اد قض‪AA‬ائي عن جملس الدول‪AA‬ة للغ‪AA‬رف‪ A‬جمتمع‪AA‬ة بت‪AA‬اريخ ‪ 15/06/2004‬حتت رقم ‪( 018743‬قض‪AA‬ية‬
‫وايل والي ‪AA‬ة اجلزائ ‪AA‬ر) و(ع‪ .‬ش‪ .‬و من مع ‪AA‬ه)‪ ،‬ج ‪AA‬اء في ‪AA‬ه أن‪ ":‬اهليئ ‪AA‬ة املختص ‪AA‬ة بص ‪AA‬الحية الفص ‪AA‬ل يف طلب‪ A‬وق ‪AA‬ف التنفي ‪AA‬ذ يف اجمللس‬
‫القضائي هي الغرفة اإلدارية بتشكيلتها اجلماعي‪AA‬ة‪ ،‬و ال ميكن يف أي ح‪A‬ال من األح‪AA‬وال لقاض‪AA‬ي االس‪A‬تعجال أن يق‪AA‬رر مبف‪AA‬رده وق‪AA‬ف‬
‫التنفيذ‪ ،‬ذلك ألن الغرفة اإلداري‪A‬ة الفاص‪A‬لة يف اإللغ‪A‬اء هي نفس‪A‬ها ال‪A‬يت هلا ص‪A‬الحية الفص‪A‬ل يف ه‪A‬ذا الطلب‪ ،‬وبالت‪A‬ايل ال ميكن تقدميه‬
‫منعزال‪ ،‬وإمنا حتما بدعوى إلغاء سابقة أو متزامنة معه وإال كان شكال غري مقبول"‪.2‬‬

‫كما قضى جملس الدول‪A‬ة يف الق‪A‬رار املؤرخ ب ‪ 28/11/2007‬حتت رقم ‪ 41406‬وال‪A‬ذي ج‪A‬اء يف تس‪A‬بيبه م‪A‬ا يلي‪" :‬‬
‫حيث إن جملس الدول‪AA‬ة اس‪AA‬تقر يف ق‪AA‬راره املب‪AA‬دئي الص‪AA‬ادر عن الغ‪AA‬رف اجملتمع‪AA‬ة بت‪AA‬اريخ ‪ 25/05/2004‬حتت رقم ‪ 18743‬على‬
‫أن وق‪AA A‬ف تنفي‪AA A‬ذ الق‪AA A‬رارات اإلداري‪AA A‬ة من‪AA A‬وط للغرف‪AA A‬ة اإلداري‪AA A‬ة باجملاس يف تش‪AA A‬كيلتها اجلماعي‪AA A‬ة وال ي‪AA A‬دخل يف اختص‪AA A‬اص القاض‪AA A‬ي‬
‫‪3‬‬
‫االستعجايل الفردي‪"...‬‬

‫ونظرا للطابع املعجل للدعوى يتم التبليغ الرمسي لألمر القاضي بوقف تنفيذ القرار اإلداري خالل أجل أربع وعش‪AA‬رون‬
‫ساعة (‪ 24‬سا) ويبلغ جبميع الوسائل للخصوم‪ A‬املعنيني واجلهة اإلدارية اليت أصدرت القرار املطعون فيه‪.4‬‬

‫وتوق‪AA‬ف أث‪AA‬ار الق‪AA‬رار اإلداري حمل الطلب ابت‪AA‬داء من ت‪AA‬اريخ وس‪AA‬اعة التبلي‪AA‬غ الرمسي أو تبلي‪AA‬غ أم‪AA‬ر وق‪AA‬ف التنفي‪AA‬ذ إىل اجله‪AA‬ة‬
‫اإلدارية اليت أصدرته‪.‬‬

‫‪ - 1‬بربارة عبد الرمحان‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية (قانون ‪ 08/09‬املؤرخ يف ‪ ،)25/02/2008‬منشورات بغدادي‪ ،‬طبعة ثانية‪ ،2009 ،‬ص‪.440،‬‬
‫‪ -2‬جملة جملس الدولة‪ ،‬العدد ‪ 5‬سنة ‪.2004‬‬
‫‪ - 3‬جملة جملس الدولة‪ ،‬عدد ‪ ،09‬سنة ‪ ،2008‬ص‪ 103،‬و‪.104‬‬
‫‪ - 4‬املادة ‪ 837‬من القانون ‪ 08/09‬املؤرخ يف ‪ 23/02/2008‬املتضمن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬ع‪ 21.‬سنة ‪.2008‬‬

‫‪35‬‬
‫‪.‬الفصل الثاني‪ :‬الفصل في طلب وقف تنفيذ القرار اإلداري وطبيعة األمر الصادر فيه‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات وقف التنفيذ في حالة االستعجال الفوري‪.‬‬


‫إن معظم اإلجراءات اخلاصة باالستعجال الفوري‪ A‬مأخوذة عن التش‪A‬ريع الفرنس‪A‬ي عمال باملرس‪A‬وم رقم ‪2000/1115‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 22/09/2000‬الص ‪AA‬ادر تطبيق ‪AA‬ا للق ‪AA‬انون‪ 2000/597 A‬املع ‪AA‬دل واملتمم املتعل ‪AA‬ق باالس ‪AA‬تعجال أم ‪AA‬ام اجله ‪AA‬ات القض ‪AA‬ائية‬
‫اإلدارية‪.‬‬

‫ون ‪AA‬ذكر على س ‪AA‬بيل املث ‪AA‬ال املادتني ‪ 924‬و‪ 926‬من ق ‪AA‬انون اإلج ‪AA‬راءات املدني ‪AA‬ة واإلداري ‪AA‬ة املتعلق ‪AA‬تني مبحت ‪AA‬وى العريض ‪AA‬ة‬
‫الرامي‪AA A‬ة إىل اختاذ ت‪AA A‬دابري اس‪AA A‬تعجالية ووق‪AA A‬ف تنفي‪AA A‬ذ ق‪AA A‬رار إداري وال‪AA A‬يت تقابلهم ‪AA‬ا املادة ‪ 522‬بفقرتيه ‪AA‬ا ‪ 1‬و‪ 2‬من النص الفرنس ‪AA‬ي‬
‫‪1‬‬
‫املذكور‪.‬‬

‫وتطب‪AA‬ق ه‪AA‬ذه اإلج‪AA‬راءات على حال‪AA‬ة وق‪AA‬ف التنفي‪AA‬ذ املنص‪AA‬وص عليه‪AA‬ا يف املادة ‪ 919‬املتعلق‪AA‬ة باالس‪AA‬تعجال الف‪AA‬وري ووق‪AA‬ف‬
‫التنفي‪AA‬ذ يف ح‪AA‬االت التع‪AA‬دي‪ ،‬االس‪AA‬تيالء والغل‪A‬ق‪ A‬اإلداري حس‪AA‬ب نص املادة ‪ 921/2‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ .‬وتتم‪AA‬يز ب‪AA‬دورها بالس‪AA‬رعة‪ ،‬وه‪AA‬و أم‪A‬ر‬
‫ط ‪AA‬بيعي وإال غ ‪AA‬ابت احلكم ‪AA‬ة من وراء اعتب ‪AA‬اره حال ‪AA‬ة من ح ‪AA‬االت االس ‪AA‬تعجال الف ‪AA‬وري وهبذا واس ‪AA‬تنادا للم ‪AA‬ادة ‪ 918‬من الق ‪AA‬انون‬
‫السالف الذكر فإنه يتم الفصل يف الطلب يف أقرب اآلجال‪.‬‬

‫فعن‪A‬دما خيط‪A‬ر قاض‪A‬ي االس‪A‬تعجال بطلب‪A‬ات مؤسس‪A‬ة وفق‪A‬ا لألحك‪A‬ام املادة ‪ 919‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ .‬مثال فإن‪A‬ه يس‪A‬تدعي اخلص‪A‬وم إىل‬
‫اجللسة يف أقرب اآلجال ومبختلف الطرق‪ .‬وتعترب القضية مهيأة للفصل فيها فور استكمال إجراءين مها‪:‬‬

‫‪ -1‬تقدمي العريضة الرامية إىل وقف تنفيذ القرار اإلداري أو بعض آثاره مرفقة بنسخة من عريضة دعوى املوضوع‪.‬‬

‫‪ -2‬التأكد من استدعاء اخلصوم بصفة قانونية للجلسة‪.‬‬

‫وخيتتم التحقي‪A‬ق بانته‪A‬اء اجللس‪A‬ة م‪A‬ا مل يق‪A‬رر قاض‪A‬ي االس‪A‬تعجال تأجي‪A‬ل اختتام‪A‬ه إىل ت‪A‬اريخ الح‪A‬ق وخيط‪A‬ر ب‪A‬ه اخلص‪A‬وم بك‪A‬ل‬
‫الوسائل‪.‬‬

‫واجلدي ‪AA‬د ه ‪AA‬و أن املش ‪AA‬رع أج ‪AA‬از توجي ‪AA‬ه املذكرات والوث ‪AA‬ائق اإلض ‪AA‬افية‪ ،‬خالل الف ‪AA‬رتة املمت ‪AA‬دة بني اجللس ‪AA‬ة وقب ‪AA‬ل اختت ‪AA‬ام‬
‫التحقيق‪ ،‬مباشرة إىل اخلصوم اآلخرين عن طريق حمضر قضائي مع تقدمي اخلصم املعين الدليل على ما قام به أمام القاضي‪.‬‬

‫ويتم الفص ‪AA‬ل يف طلب وق ‪AA‬ف التنفي ‪AA‬ذ ب ‪AA‬أمر اس ‪AA‬تعجايل‪ ،‬ويتم التبلي ‪AA‬غ الرمسي ل ‪AA‬ه وعن ‪AA‬د االقتض ‪AA‬اء يبل ‪AA‬غ بك ‪AA‬ل الوس ‪AA‬ائل ويف‬
‫أق‪AA‬رب اآلج‪AA‬ال حس‪AA‬ب نص املادة ‪ 934‬ق‪AA‬انون اإلج‪AA‬راءات املدني‪AA‬ة واإلداري‪AA‬ة وي‪AA‬رتب ه‪AA‬ذا األم‪AA‬ر آث‪AA‬اره من ت‪AA‬اريخ التبلي‪AA‬غ الرمسي أو‬
‫التبليغ للخصم‪ A‬احملكوم عليه واملتمثل يف اإلدارة مصدرة القرار‪ ،‬غري أنه جيوز لقاضي االستعجال أن يقرر تنفي‪AA‬ذ أم‪AA‬ر وق‪AA‬ف التنفي‪AA‬ذ‬
‫فور صدوره‪.‬‬

‫كم ‪AA‬ا يبل ‪AA‬غ أمني ض ‪AA‬بط اجللس ‪AA‬ة‪ ،‬ب ‪AA‬أمر من القاض ‪AA‬ي‪ ،‬منط ‪AA‬وق أم ‪AA‬ر وق ‪AA‬ف التنفي ‪AA‬ذ ممه ‪AA‬ورا بالص ‪AA‬يغة التنفيذي ‪AA‬ة يف احلال إىل‬
‫اخلصوم مقابل وصل استالم إذا اقتضت ظروف االستعجال ذلك‪.‬‬

‫‪ - 1‬أوقارت بوعالم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.90،‬‬

‫‪36‬‬
‫‪.‬الفصل الثاني‪ :‬الفصل في طلب وقف تنفيذ القرار اإلداري وطبيعة األمر الصادر فيه‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طبيعة الحكم الصادر بوقف تنفيذ القرار اإلداري‪.‬‬


‫عند الفص‪A‬ل يف الطلب املق‪A‬دم بوق‪A‬ف تنفي‪A‬ذ الق‪A‬رار اإلداري املطع‪A‬ون في‪A‬ه باإللغ‪A‬اء‪ ،‬فإن‪A‬ه يص‪A‬در يف ش‪A‬أنه حكم‪A‬ا قض‪A‬ائيا يف‬
‫ن‪AA‬زاع حقيقي‪ ،‬ويك‪AA‬ون الطلب من الطلب‪AA‬ات الوقتي‪AA‬ة املس‪AA‬تعجلة الس‪AA‬ابقة على الفص‪AA‬ل يف موض‪AA‬وع اإللغ‪AA‬اء‪ ،‬ل‪AA‬ذلك ف‪AA‬إن احلكم ال‪AA‬ذي‬
‫يصدر يكون ذو طبيعة خاصة فهو حكم مؤقت من جهة (الفرع األول)‪ ،‬وحجيته نسبية من جهة أخرى (الفرع الثاين)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حكم وقف تنفيذ القرار اإلداري حكم مؤقت‪.‬‬


‫إن احلكم الص‪AA‬ادر بوق‪AA‬ف تنفي‪AA‬ذ الق‪AA‬رار اإلداري يعت‪AA‬رب حكم‪AA‬ا مؤقت‪AA‬ا‪ ،‬مث‪AA‬ل مجي‪AA‬ع األحك‪AA‬ام الص‪AA‬ادرة يف املواد االس‪AA‬تعجالية‬
‫ال‪AA‬يت تس‪AA‬بق الفص‪AA‬ل يف موض‪AA‬وع ال‪AA‬دعوى‪ .‬فهي أوام‪AA‬ر مؤقت‪AA‬ة بطبيعته‪AA‬ا‪ ،‬وذل‪AA‬ك لتوف‪AA‬ري وقاي‪AA‬ة مؤقت‪AA‬ة من األث‪AA‬ار الض‪AA‬ارة لتنفي‪AA‬ذ الق‪AA‬رار‬
‫اإلداري ودون التطرق إىل أصل احلق‪ ،‬مبعىن أن األمر يصدر دون اخلوض يف املوضوع‪ .‬فاألمر بوقف التنفيذ هو قضاء وقيت ي‪AA‬أيت‬
‫كحماية عاجلة من األثار السلبية اليت تنتج عن تنفيذ القرار اإلداري وإىل غاية الفصل النهائي يف دعوى املوضوع‪.‬‬

‫ويق‪AA‬وم القاض‪AA‬ي اإلداري‪ ،‬عن‪AA‬د النظ‪AA‬ر يف الطلب‪ ،‬بتفحص الش‪AA‬روط املوض‪AA‬وعية لوق‪AA‬ف التنفي‪AA‬ذ ب‪AA‬النظر إليه‪AA‬ا يف ظاهره‪AA‬ا‬
‫ويفصل يف طلب وق‪A‬ف التنفي‪A‬ذ‪ ،‬الوج‪A‬ه املس‪A‬تعجل لل‪A‬نزاع‪ ،‬ب‪A‬أمر م‪A‬ؤقت بوق‪A‬ف تنفي‪A‬ذ الق‪A‬رار اإلداري املطع‪A‬ون في‪A‬ه أو رفض الطلب‬
‫ودون املساس بالناحية املوضوعية للنزاع الذي يفصل فيه قاضي املوضوع بصفة هنائية ويضع بذلك حدا لألمر الفاص‪A‬ل يف وق‪A‬ف‬
‫تنفي‪AA‬ذ الق‪AA‬رار‪ ،‬إذ ينقض‪AA‬ي ب‪AA‬ذلك األم‪AA‬ر وي‪AA‬زول أث‪AA‬ره بص‪AA‬دور احلكم الفاص‪AA‬ل يف دع‪AA‬وى املوض‪AA‬وع‪ ،‬وه‪AA‬ذا م‪AA‬ا تنص علي‪AA‬ه املادة ‪836‬‬
‫من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية يف فقرهتا األخرية‪.‬‬

‫وينحصر املدى الزمين لألمر الفاصل يف طلب وقف التنفيذ يف املدة املمتدة ما بني صدوره وبني صدور احلكم الفاص‪AA‬ل‬
‫يف املوضوع‪.1‬‬

‫والقاع‪AA‬دة العام‪AA‬ة هي أن احلكم املؤقت ال يقي‪AA‬د قاض‪AA‬ي املوض‪AA‬وع عن‪AA‬د فص‪AA‬له يف دع‪AA‬وى اإللغ‪AA‬اء‪ ،‬فص‪AA‬دور‪ A‬احلكم بوق‪AA‬ف‬
‫تنفي‪AA‬ذ الق‪AA‬رار اإلداري ال يع‪AA‬ين بالض‪AA‬رورة‪ A‬أن احلكم يف املوض‪AA‬وع س‪AA‬يكون حتم‪AA‬ا بإلغ‪AA‬اء الق‪AA‬رار املطع‪AA‬ون في‪AA‬ه وإمنا للمحكم‪AA‬ة اإلداري‪AA‬ة‬
‫احلكم ب‪AA‬رفض دع‪AA‬وى اإللغ‪AA‬اء اس‪AA‬تنادا إىل أوراق مل‪AA‬ف ال‪AA‬دعوى املوج‪AA‬ود أمامه‪AA‬ا‪ ،‬كم‪AA‬ا أن رفض طلب‪ A‬وق‪AA‬ف التنفي‪AA‬ذ ال يت‪AA‬بني من‪AA‬ه‬
‫اجتاه احملكمة اإلدارية فيما خيص احلكم يف دعوى اإللغاء‪ ،‬أي أن احلكم ال يكون بالضرورة الرفض‪ ،‬وإمنا ق‪A‬د حيكم بإلغ‪A‬اء الق‪A‬رار‬
‫املطع‪AA‬ون‪ A‬في‪AA‬ه عن‪AA‬د تص‪AA‬ديها للموض‪AA‬وع‪ ،‬وعلي‪AA‬ه ف‪AA‬ان احلكم الص‪AA‬ادر يف طلب وق‪AA‬ف تنفي‪AA‬ذ الق‪AA‬رار اإلداري س‪AA‬واء ك‪AA‬ان باملوافق‪AA‬ة على‬
‫وقف التنفيذ‪ ،‬أو رفضه‪ ،‬فإنه قد يتفق مع ما يتضمنه احلكم يف دعوى اإللغاء و قد خيتلف عنه‪.2‬‬

‫ويرج ‪AA‬ع الس ‪AA‬بب يف ذل ‪AA‬ك إىل أن القاض ‪AA‬ي اإلداري عن ‪AA‬د حبث ‪AA‬ه يف طلب وق ‪AA‬ف التنفي ‪AA‬ذ‪ ،‬فه ‪AA‬و يبحث يف مس ‪AA‬ألة مس ‪AA‬تعجلة‬
‫لتف‪AA‬ادي خط‪AA‬ر تنفي‪AA‬ذ الق‪AA‬رار اإلداري‪ ،‬واحتم‪AA‬ال ع‪AA‬دم مش‪AA‬روعيته‪ ،‬أم‪A‬ا عن‪AA‬د تص‪AA‬ديه لطلب اإللغ‪AA‬اء فه‪AA‬و ينظ‪AA‬ر يف م‪AA‬دى مش‪AA‬روعيته أو‬
‫عدم مشروعيته بطريقة معمقة‪ ،‬وهذا البحث موضوعي غري وقيت لذلك فهو خيتلف بطبيعة احلال عن احلكم املؤقت‪.3‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز عبد املنعم خليفة‪ ،‬قضاء األمور اإلدارية املستعجلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.149 ،‬‬
‫‪ -2‬عبد الغين بسيوين عبد اهلل‪ ،‬وقف تنفيذ القرار اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.236‬‬
‫‪ -3‬حممد رفعت عبد الوهاب‪" ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬الكتاب الثاين قضاء اإللغاء قضاء التعويض وأصول اإلجراءات‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ .‬طبعة ‪ ،2005‬ص ‪.329‬‬

‫‪37‬‬
‫‪.‬الفصل الثاني‪ :‬الفصل في طلب وقف تنفيذ القرار اإلداري وطبيعة األمر الصادر فيه‬

‫ل‪AA‬ذلك وب‪AA‬الرجوع ألحك‪AA‬ام الق‪AA‬انون والقض‪AA‬اء اجلزائ‪AA‬ري‪ ،‬فإن‪AA‬ه يتض‪AA‬ح لن‪AA‬ا جلي‪AA‬ا ب‪AA‬أن احلكم الص‪AA‬ادر بوق‪AA‬ف تنفي‪AA‬ذ الق‪AA‬رار‬
‫اإلداري حكم مؤقت‪ ،‬ألنه ال يقيد قاضي املوضوع عن‪A‬د نظ‪A‬ره يف دع‪A‬وى اإللغ‪A‬اء ض‪A‬د الق‪A‬رار املطع‪A‬ون في‪A‬ه‪ ،‬فق‪A‬د حيكم باإللغ‪A‬اء أو‬
‫يرفضه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حجية األوامر الصادرة في طلب وقف تنفيذ القرار اإلداري‪.‬‬


‫يعترب حكم وقف التنفيذ القرار اإلداري قطعيا‪ 1‬بالنسبة ملا فصل فيه‪ ،‬سواء عندما يتعلق األمر بقبول طلب‪ A‬وقف‬
‫التنفيذ أو رفضه‪ ،‬وعليه فهو يتمتع مبقومات األحكام القضائية‪ ،‬وحيوز حجيتها‪ ،‬وله قوة الشيء املقضي فيه فيما صدر‬
‫خبصوصه‪ ،‬فحكمه قد يشمل وقف أثار كل القرار اإلداري املطلوب إلغاءه‪ ،‬أو يقتصر على أثر معني من آثاره‪.‬‬

‫ويتمتع األمر الصادر يف طلب وقف تنفيذ القرار اإلداري حبجية ذات طبيعة خاصة‪ ،‬ينحصر نطاقها يف موضوع طلب‪A‬‬
‫وقف التنفيذ دون أن تقيد تلك احلجية قاضي املوضوع حال فصله يف دعوى إلغاء القرار اإلداري حمل وقف التنفيذ‪.‬‬

‫حجية األمر الصادر في طلب وقف التنفيذ في موضوعه‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫تتميز األوامر الصادرة يف طلبات وقف التنفيذ وكغريها من األوامر املستعجلة‪ A‬بالطبيعة النهائية‪ ،‬مبعىن أنه بعد النطق هبا‬
‫خترج اخلصومة من والية قاضي األمور املستعجلة كما هو الشأن بالنسبة لقاضي املوضوع عند النطق باحلكم‪.‬‬

‫ومبا أن حجي‪AA‬ة األم‪AA‬ر املقض‪AA‬ي في‪AA‬ه ال‪AA‬يت يتمت‪AA‬ع هبا ه‪AA‬ذا احلكم هي متعلق ‪A‬ة‪ A‬بالوج‪AA‬ه املس‪AA‬تعجل لل‪AA‬نزاع‪ ،‬وعلي‪AA‬ه ف‪AA‬إن حمكم‪AA‬ة‬
‫املوض‪A‬وع تتقي‪AA‬د بوص‪AA‬فها للج‪AA‬انب املس‪A‬تعجل لل‪A‬نزاع‪ ،‬حبيث ال جيوز هلا الع‪A‬دول عن‪A‬ه‪ ،‬كم‪AA‬ا أن أص‪AA‬حاب الش‪AA‬أن ال ميكن هلم إثارت‪AA‬ه‬
‫من جدي ‪AA‬د أمامه ‪AA‬ا‪ ،‬وباملقاب ‪AA‬ل ال يقي ‪AA‬د احملكم ‪AA‬ة عن ‪AA‬د الفص ‪AA‬ل يف طلب اإللغ ‪AA‬اء ألن ‪AA‬ه ميكن هلا الع ‪AA‬دول عن ‪AA‬ه كلي ‪AA‬ا أو جزئي ‪AA‬ا‪ ،‬مبا فيه ‪AA‬ا‬
‫ال‪AA‬دفوع ال‪AA‬يت فص‪AA‬لت‪ A‬فيه‪AA‬ا احملكم‪AA‬ة بقص‪AA‬د الت‪AA‬دليل على ع‪AA‬دم جدي‪AA‬ة طلب وق‪AA‬ف التنفي‪AA‬ذ‪ ،‬ألن حكمه‪AA‬ا األول وق‪AA‬يت ويتن‪AA‬اول الوج‪AA‬ه‬
‫املستعجل دون املساس بأصل احلق‪.2‬‬

‫وإذا كان أمر وقف التنفي‪A‬ذ وقتي‪A‬ا يفتق‪A‬ر لس‪A‬لطة الش‪A‬يء املقض‪A‬ي في‪A‬ه بالنس‪A‬بة ألص‪A‬ل احلق فإن‪A‬ه من جه‪A‬ة أخ‪A‬رى حيوز ه‪A‬ذه‬
‫الس‪AA‬لطة بالنس‪AA‬بة للت‪AA‬دبري املؤقت املتخ‪AA‬ذ‪ ،‬ومقتض‪AA‬ى ذل‪AA‬ك أن القاض‪AA‬ي يتقي‪AA‬د ب‪AA‬األمر الص‪AA‬ادر يف طلب وق‪AA‬ف التنفي‪AA‬ذ يف موض‪AA‬وعه وال‬
‫جيوز له العدول عنه وال تقبل إثارة الدعوى أمامه من أصحاب الشأن حول النزاع ذاته من جديد إال إذا حصل تغي‪A‬ري يف الوق‪A‬ائع‬
‫املادية أو املركز القانوين للطرفني أو ألحدمها‪.3‬‬

‫حجية األوامر الصادر في طلبات وقف التنفيذ أمام قاضي الموضوع‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪ - 1‬يقول الدكتور سليمان حممد الطماوي يف كتابه "القضاء اإلداري"‪ ،‬الكتاب الثالث‪ ،‬قضاء اإللغاء‪ ،‬ص ‪" :999،1000‬ال شك لدينا أن طبيعة إجراء وقفا التنفيذ توجب أن‬
‫حتتفظ احملكمة حبريتها يف إلغاء القرار أو عدم إلغاءه بصرف النظر عن حكمها الصادر بوقف التنفيذ‪ ،‬حىت ال يكون حكمها السريع يف طلب وقف التنفيذ حائال بينها وبني إعمال‬
‫حكم القانون السليم فيما يتعلق مبشروعية القرار املطلوب إلغاءه‪ ،‬وهذا االعتبار ال أثر له فيما يتعلق بالفصل يف الدفوع اليت أوردهتا احملكمة اإلدارية العليا‪ ،‬ألن حمكمة وقف‬
‫التنفيذ تفصل فيها عن بصرية وبينة‪ ،‬فال حمل للعودة إىل مناقشتها من جديد فذلك ما ال يتفق وحجية األحكام"‪.‬‬
‫‪ -2‬عبد الغين بسيوين عبد اهلل‪ ،‬وقف تنفيذ القرار اإلداري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.229‬‬
‫‪ - 3‬قرار صادر عن الغرفة املدنية للمحكمة العليا‪ ،‬بتاريخ ‪ ،22/10/1982‬رقم ‪ ،28740‬نشرة القضاة‪ ،‬عدد ‪ ،01‬ص ‪.150‬‬

‫‪38‬‬
‫‪.‬الفصل الثاني‪ :‬الفصل في طلب وقف تنفيذ القرار اإلداري وطبيعة األمر الصادر فيه‬

‫إن األوام ‪AA‬ر الص ‪AA‬ادرة يف موض ‪AA‬وع طلب تنفي ‪AA‬ذ الق ‪AA‬رارات اإلداري ‪AA‬ة س ‪AA‬واء ب ‪AA‬القبول أو ال‪AA‬رفض هي أوام ‪AA‬ر مؤقت ‪AA‬ة وال حتوز‬
‫حجية الشيء املقضي‪ A‬فيه بالنسبة ألصل احلق‪ ،‬فحجيتها تنتهي بالفصل يف دعوى املوضوع‪.‬‬

‫فمثال إذا أم ‪AA‬ر القاض ‪AA‬ي اإلداري بوق ‪AA‬ف تنفي ‪AA‬ذ ق ‪AA‬رار إداري عمال بنص املادة ‪ 833‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ .‬وبع ‪AA‬دها ص ‪AA‬در حكم عن‬
‫احملكمة اإلدارية يقضي بأن القرار اإلداري مشروع ويرفض دعوى اإللغ‪A‬اء‪ ،‬فه‪A‬ذا احلكم يزي‪A‬ل حجي‪A‬ة أم‪A‬ر وق‪A‬ف التنفي‪A‬ذ كون‪A‬ه ذو‬
‫ط‪AA‬ابع م‪AA‬ؤقت ينتهي مفعول‪AA‬ه بص‪AA‬دور‪ A‬احلكم النه‪AA‬ائي يف ال‪AA‬نزاع من ط‪AA‬رف قاض‪AA‬ي املوض‪AA‬وع‪ .‬وبالت‪AA‬ايل فيج‪AA‬وز لإلدارة مواص‪AA‬لة تنفي‪AA‬ذ‬
‫قرارها‪.‬‬

‫كم‪AA‬ا أن قاض‪AA‬ي املوض ‪AA‬وع ال يلزم‪AA‬ه األم ‪AA‬ر االس ‪AA‬تعجايل ب‪AA‬أي ش‪AA‬يء‪ ،‬إذ جيوز ل‪AA‬ه احلكم مبا خيالف أم‪AA‬ر الفاص‪AA‬ل يف وق‪AA‬ف‬
‫التنفيذ‪ .‬غري أنه وباملقابل ف‪A‬احلكم الفاص‪A‬ل يف دع‪A‬وى اإللغ‪A‬اء ل‪A‬ه احلجي‪A‬ة الكامل‪A‬ة ويل‪A‬زم الق‪A‬اض املط‪A‬روح أمام‪A‬ه طلب وق‪A‬ف التنفي‪A‬ذ‪،‬‬
‫فمثال إذا طعن املدعي بإلغاء قرار إداري أمام احملكمة اإلدارية وهذه األخ‪A‬رية وبع‪A‬د دراس‪A‬تها للمل‪A‬ف‪ A‬قض‪A‬ت ب‪A‬رفض طلب املدعي‪،‬‬
‫ففي هذه احلالة ال جيوز للمدعي تقدمي طلب‪ A‬وقف تنفيذ هذا الق‪A‬رار ألن ال‪A‬نزاع ح‪A‬ول مش‪A‬روعيته ق‪A‬د انتهى وص‪A‬در حكم بش‪A‬أنه‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وبالتايل فصالحية القاضي فيما خيص الفصل يف طلبات وقف التنفيذ تزول بصدور احلكم يف موضوع النزاع‪.‬‬

‫غ‪AA‬ري أن حكم وق‪AA‬ف التنفي‪AA‬ذ ل‪AA‬ه حجي‪AA‬ة مطلق ‪A‬ة‪ A‬يف بعض املس‪AA‬ائل ‪ ،‬ألن‪AA‬ه يقي‪AA‬د حكم حمكم‪AA‬ة املوض‪AA‬وع عن‪AA‬د نظره‪AA‬ا حكم‬
‫اإللغاء‪ ،‬خاصة فيما يتعل‪A‬ق باملس‪A‬ائل الفرعي‪AA‬ة قب‪AA‬ل البت يف املوض‪AA‬وع‪ ،‬كال‪A‬دفع بع‪AA‬دم اختص‪AA‬اص القض‪A‬اء اإلداري للفص‪A‬ل‪ A‬يف ال‪AA‬نزاع‪،‬‬
‫أو بع‪AA‬دم القب‪AA‬ول لع‪AA‬دم ت‪AA‬وفر الش‪AA‬روط الش‪AA‬كلية ل‪AA‬دعوى اإللغ‪AA‬اء‪ ،‬كرف‪AA‬ع ال‪AA‬دعوى بع‪AA‬د امليع‪AA‬اد‪ ،‬أو لك‪AA‬ون‪ A‬الق‪AA‬رار اإلداري املطع‪AA‬ون في‪AA‬ه‬
‫ليس هنائي‪ ،‬لذلك فإن قض‪A‬اء احملكم‪AA‬ة يف ه‪A‬ذا كل‪A‬ه يعت‪A‬رب هنائي و قطعي‪ ،‬و ليس م‪A‬ؤقت‪ ،‬و يقي‪A‬د بالض‪AA‬رورة حمكم‪AA‬ة املوض‪AA‬وع عن‪A‬د‬
‫فص‪AA‬لها يف دع‪AA‬وى اإللغ‪AA‬اء للق‪AA‬رار املطع‪AA‬ون في‪AA‬ه‪ ،‬ألهنا ال ميكن هلا أن تفص‪AA‬ل يف ه‪AA‬ذين ال‪AA‬دفعني من جدي‪AA‬د‪ ،‬ألن حكمه‪AA‬ا األول عن‪AA‬د‬
‫نظر طلب‪ A‬وقف التنفيذ يعترب هنائيا‪ ،‬و حائزا لقوة الشيء املقض‪A‬ي في‪A‬ه و ل‪A‬و قض‪A‬ت خبالف م‪A‬ا قض‪A‬ت ب‪A‬ه يف حكمه‪A‬ا األول‪ ،‬لك‪A‬ان‬
‫‪2‬‬
‫حكمها معيبا ملخالفته حكما سابقا حائزا قوة الشيء احملكوم به‪ ،‬و كان من الواجب إلغاءه‪.‬‬

‫ويف األخري‪ ،‬وباستثناء فصل حكم وقف التنفيذ يف املسائل الفرعي‪A‬ة‪ ،‬كاالختص‪AA‬اص وال‪AA‬دفوع املتعلق‪AA‬ة بع‪A‬دم القب‪A‬ول‪ ،‬أين‬
‫يعت‪AA‬رب حكمه‪AA‬ا هنائي‪AA‬ا يقي‪AA‬د حمكم‪AA‬ة املوض‪AA‬وع عن‪AA‬د نظره‪AA‬ا يف دع‪AA‬وى اإللغ‪AA‬اء‪ ،‬أم‪AA‬ا دون ذل‪AA‬ك فإن‪AA‬ه يعت‪AA‬رب حكم قطعي فيم‪AA‬ا فص‪AA‬ل في‪AA‬ه‬
‫فقط‪ ،‬لكن هذه احلجية ال تقيد احملكمة عند نظر الطلب األصلي املتعلق باإللغاء بسبب الصفة املؤقتة حلكم وقف التنفيذ‪.3‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬كيفية تنفيذ أحكام وقف تنفيذ القرار اإلداري وأثرها على دعوى اإللغاء‬
‫ومدى قابليتها لوقف التنفيذ‪.‬‬
‫قمنا بتقسيم هذا املبحث إىل مطلبني‪ ،‬حبيث نتناول يف املطلب األول كيفية تنفيذ حكم وقف تنفيذ القرار اإلداري‬
‫وكذا أثره على دعوى اإللغاء‪ ،‬أما املطلب الثاين فخصصناه ملدى إمكانية وقف التنفيذ للحكم الصادر بوقف التنفيذ‪.‬‬

‫‪ - 1‬حممود سامي مجال الدين‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1991،‬ص‪.378،‬‬
‫‪ -2‬عبد الغين بسيوين عبد اهلل‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.231‬‬
‫‪ -3‬حممد رفعت عبد الوهاب‪ ،‬القضاء اإلداري الكتاب الثاين‪ ،‬منشورات احلليب احلقوقية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،2005‬ص‪.328‬‬

‫‪39‬‬
‫‪.‬الفصل الثاني‪ :‬الفصل في طلب وقف تنفيذ القرار اإلداري وطبيعة األمر الصادر فيه‬

‫المطلب األول‪ :‬كيفية تنفيذ أحكام وقف تنفيذ القرار اإلداري وأثرها على دعوى اإللغاء‪.‬‬
‫لدراس‪AA‬ة ه‪AA‬ذا املطلب‪ ،‬نتط‪AA‬رق يف الف‪AA‬رع األول لكيفي‪AA‬ة تنفي‪AA‬ذ احلكم الص‪AA‬ادر بوق‪AA‬ف تنفي‪AA‬ذ الق‪AA‬رار اإلداري م‪AA‬ع متي‪AA‬يزه عن‬
‫اإلشكال يف التنفيذ‪ ،‬يف حني خنصص الفرع الثاين ألثر حكم وقف التنفيذ على دعوى اإللغاء املرفوعة ضد القرار املطعون فيه‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬كيفية تنفيذ حكم وقف تنفيذ القرار اإلداري‬


‫إن حكم وقف تنفيذ القرار اإلداري يصدر وفق الشكل املعتاد لألحكام القضائية املش‪AA‬ار إليه‪AA‬ا أعاله يف املطلب األول‪،‬‬
‫وميه‪AA‬ر بالص‪AA‬يغة‪ A‬التنفيذي‪AA‬ة‪ ،‬وعلي‪AA‬ه فالس‪AA‬ؤال املط‪AA‬روح ه‪AA‬و م‪AA‬ىت يب‪AA‬دأ س‪AA‬ريان وق‪AA‬ف التنفي‪AA‬ذ؟ فه‪AA‬ل من ت‪AA‬اريخ النط‪AA‬ق ب‪AA‬ه؟ أم من ت‪AA‬اريخ‬
‫إعالنه (تبليغه لذوي الشأن)؟‬
‫وفق‪AA‬ا لنص املادة ‪ 837‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،1.‬ف‪AA‬إن تنفي‪AA‬ذ حكم وق‪AA‬ف التنفي‪AA‬ذ يك‪AA‬ون من ت‪AA‬اريخ تبليغ‪AA‬ه للمخ‪AA‬اطبني ب‪AA‬ه م‪AA‬ا مل ينص‬
‫احلكم على تنفي ‪AA‬ذه ب ‪AA‬دون تبلي ‪AA‬غ‪ ،‬أي مبوجب املس ‪AA‬ودة يف حال ‪AA‬ة احلكم بوق ‪AA‬ف التنفي ‪AA‬ذ مبوجب أم ‪AA‬ر اس ‪AA‬تعجايل بإتب ‪AA‬اع إج ‪AA‬راءات‬
‫االستعجال‪ ،‬كما كان عليه احلال قبل صدور االجته‪A‬اد القض‪A‬ائي جمللس الدول‪A‬ة يف س‪A‬نة ‪ 2004‬املنش‪A‬ور باجملل‪A‬ة القض‪A‬ائية الع‪A‬دد ‪5‬‬
‫املش‪AA‬ار إلي‪AA‬ه س‪AA‬ابقا‪ ،‬وال‪AA‬ذي ك‪AA‬رس ع‪AA‬دم اختص‪AA‬اص القاض‪AA‬ي االس‪AA‬تعجايل اإلداري للفص ‪A‬ل‪ A‬مبف‪AA‬رده يف طلب‪ A‬وق‪AA‬ف التنفي‪AA‬ذ وه‪AA‬ذا م‪AA‬ا‬
‫أكده نص املادة ‪ 836‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫ويف فرنس ‪AA‬ا‪ ،‬يب ‪AA‬دأ تنفي ‪AA‬ذ احلكم الص ‪AA‬ادر بوق ‪AA‬ف تنفي ‪AA‬ذ الق ‪AA‬رار اإلداري من ت ‪AA‬اريخ تبليغ ‪AA‬ه للجه ‪A‬ة‪ A‬اإلداري ‪AA‬ة ال ‪AA‬يت أص ‪AA‬درته‪،‬‬
‫وتبليغه‪AA‬ا للحكم يك‪AA‬ون وفق‪AA‬ا ملا نص‪AA‬ت علي‪AA‬ه املادة ‪ 22‬فق‪AA‬رة أخ‪AA‬رية من الئح‪AA‬ة اإلدارة العام‪AA‬ة الص‪AA‬ادرة بت‪AA‬اريخ ‪28/09/1953‬‬
‫اليت نص‪A‬ت على أن‪A‬ه‪ " :‬يعلم األم‪A‬ر بوق‪A‬ف تنفي‪A‬ذ الق‪A‬رار اإلداري إىل أص‪A‬حاب الش‪A‬أن مبا فيهم مص‪A‬در الق‪A‬رار خالل أربع‪A‬ة وعش‪A‬رين‬
‫ساعة‪ ،‬وتوقف آثار هذا القرار ابتداء من اليوم الذي يستلم فيه مصدره‪ A‬هذا اإلعالن"‪.3‬‬
‫وإعالن احلكم أو تبليغ ‪AA‬ه‪ ،‬يك ‪AA‬ون مبوجب تبلي ‪AA‬غ رمسي من األش ‪AA‬خاص املختص ‪AA‬مني يف ال ‪AA‬دعوى وفق ‪AA‬ا لنص املادة ‪837‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ .‬الس‪AA‬الفة ال‪AA‬ذكر‪ ،‬وعلي‪AA‬ه ف‪AA‬ان وق‪AA‬ف تنفي‪AA‬ذ الق‪AA‬رار اإلداري يك‪AA‬ون بع‪AA‬د ص‪AA‬دور احلكم ال‪AA‬ذي قض‪AA‬ى بوق‪AA‬ف تنفي‪AA‬ذه‪ ،‬وامه‪AA‬اره‬
‫بالص‪A‬يغة التنفيذي‪A‬ة‪ ،‬وتبليغ‪A‬ه لإلدارة ال‪A‬يت ص‪A‬در عنه‪A‬ا الق‪A‬رار‪ ،‬ويس‪A‬تمر الوق‪A‬ف إىل غاي‪A‬ة الفص‪A‬ل يف طلب اإللغ‪A‬اء املع‪A‬روض أم‪A‬ام جه‪A‬ة‬
‫املوضوع‪.‬‬
‫ومبوجب التبليغ ينفذ احلكم دون حاجة النتظار انته‪A‬اء مواعي‪A‬د الطعن أو احلكم الص‪A‬ادر يف ه‪A‬ذا الطعن‪ ،‬ويف حال‪A‬ة قي‪A‬ام‬
‫اإلدارة بالتنفي ‪AA‬ذ اجلربي للق ‪AA‬رار‪ A‬احملك ‪AA‬وم بوق ‪AA‬ف تنفي ‪AA‬ذه يعت ‪AA‬رب اعت ‪AA‬داء مادي ‪AA‬ا‪ ،‬ت ‪AA‬رتتب علي ‪AA‬ه مس ‪AA‬ؤوليتها ب ‪AA‬التعويض عن الض ‪AA‬رر ال ‪AA‬ذي‬
‫تسببت فيه يف حالة إلغاء القرار بصفة هنائية ألن ذلك يعترب خطأ منها‪.4‬‬
‫ومنه فاملشرع اجلزائري طبقا لنص املادة ‪ 837‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ .‬أكد أن التبليغ يكون يف أجل أربع‪AA‬ة وعش‪AA‬رين س‪AA‬اعة وجبمي‪AA‬ع‬
‫الوسائل من تاريخ صدور احلكم‪ ،‬وبذلك توقف أث‪A‬ار الق‪A‬رار اإلداري املطع‪AA‬ون في‪A‬ه ابت‪A‬داء من ت‪A‬اريخ وس‪AA‬اعة التبلي‪AA‬غ الرمسي للجه‪AA‬ة‬
‫اإلدارية اليت أصدرته‪ ،‬وهذا احلكم الذي يأمر بوقف التنفيذ ميكن استئنافه أمام جملس الدولة يف أجل مخسة عشر يوم‪AA‬ا من ت‪AA‬اريخ‬
‫التبليغ‪.‬‬
‫‪ -1‬تنص املادة ‪ 837‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ .‬على أنه‪" :‬يتم التبليغ الرمسي لألمر القاضي بوقف تنفيذ القرار اإلداري خالل أجل أربع وعشرين (‪ )24‬ساعة‪ ،‬وعند االقتضاء‪ ،‬يبلغ جبميع‬
‫الوسائل‪ ،‬إىل اخلصوم املعنيني وإىل اجلهة اإلدارية اليت أصدرت القرار اإلداري املطعون فيه‪.‬‬
‫توقف أثار القرار اإلداري املطعون فيه ابتداء من تاريخ وساعة التبليغ الرمسي أو تبليغ أمر وقف التنفيذ إىل اجلهة اإلدارية اليت أصدرته‪.‬‬
‫جيوز استئناف أمر وقف التنفيذ أمام جملس الدولة خالل أجل مخسة عشر (‪ )15‬يوما من تاريخ التبليغ"‪.‬‬
‫‪ -2‬تنص املادة ‪ 836‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ .‬على أنه‪" :‬يف مجيع األحوال‪ ،‬تفصل التشكيلة اليت تنظر يف املوضوع يف الطلبات الرامية إىل وقف التنفيذ بأمر مسبب‪.‬‬
‫ينتهي أثر وقف التنفيذ بالفصل يف دعوى املوضوع"‪.‬‬
‫‪ -3‬عبد الغين بسيوين عبد اهلل‪ ،‬وقف تنفيذ القرار اإلداري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.236‬‬
‫‪ -4‬عبد احلكيم فودة‪ ،‬اخلصومة اإلدارية‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،1996،‬ص ‪.341‬‬

‫‪40‬‬
‫‪.‬الفصل الثاني‪ :‬الفصل في طلب وقف تنفيذ القرار اإلداري وطبيعة األمر الصادر فيه‬

‫وإن ج ‪AA‬وهر اإلج ‪AA‬راءات اخلاص ‪AA‬ة بتنفي ‪AA‬ذ حكم وق ‪AA‬ف التنفي ‪AA‬ذ يف مص ‪AA‬ر‪ ،‬ال خيتل ‪AA‬ف عم ‪AA‬ا تطرقن ‪AA‬ا إلي ‪AA‬ه يف فرنس ‪AA‬ا‪ ،‬إذ تب ‪AA‬دأ‬
‫اإلج‪AA‬راءات باحلص‪AA‬ول على الص‪AA‬يغة التنفيذيـة والتبليـغ‪ ،‬دون انتظ‪AA‬ار مواعيـد الطعن أو احلكم الص‪AA‬ادر فيه‪AA‬ا‪ ،‬لكن املادة ‪ 286‬من‬
‫قانون املرافعات املصري أجازت التنفيذ ب‪AA‬دون احلص‪A‬ول على الص‪A‬يغة التنفيذي‪A‬ة‪ ،‬عن‪A‬دما يرف‪AA‬ع الطلب وفق‪AA‬ا إلج‪A‬راءات االس‪AA‬تعجال‪،‬‬
‫أو يف احلاالت ال ‪AA‬يت يك ‪AA‬ون في ‪AA‬ه الت‪AA‬أخري ض ‪AA‬ارا ومول ‪AA‬دا لنت ‪AA‬ائج يص ‪AA‬عب ت ‪AA‬داركها‪ ،‬وذل ‪AA‬ك ب ‪AA‬أمر من احملكم ‪AA‬ة ومبوجب املس ‪AA‬ودة دون‬
‫حاجة للتبليغ‪.1‬‬
‫وجتدر اإلش‪AA A‬ارة إىل أن وق‪AA A‬ف التنفي‪AA A‬ذ خيتل‪AA A‬ف عن إش ‪AA A‬كاالت التنفي‪AA A‬ذ‪ ،‬ألن األول خيص الق‪AA A‬رار اإلداري املطع ‪AA A‬ون في‪AA A‬ه‬
‫باإللغ ‪AA‬اء‪ ،‬أو الق ‪AA‬رار القض ‪AA‬ائي اإلداري ال ‪AA‬ذي رف ‪AA‬ع بش ‪AA‬أنه اس ‪AA‬تئناف أم ‪AA‬ام جملس الدول ‪AA‬ة ال ‪AA‬ذي ل ‪AA‬ه ص ‪AA‬الحية ذل ‪AA‬ك‪ ،‬هبدف تف ‪AA‬ادي‬
‫األض‪AA‬رار والنت‪AA‬ائج ال‪AA‬يت ال ميكن ت‪AA‬داركها عن‪AA‬د الب‪AA‬دء يف التنفي‪AA‬ذ‪ ،‬كم‪AA‬ا أن االختص‪AA‬اص يف ذل‪AA‬ك ينعق‪AA‬د دائم‪AA‬ا للقاض‪AA‬ي اإلداري‪ ،‬يف‬
‫حني أن إش‪AA‬كاالت التنفي‪AA‬ذ تك‪AA‬ون عن‪AA‬د الب‪AA‬دء يف تنفي‪AA‬ذ احلكم أو الق‪AA‬رار القض‪AA‬ائي النه‪AA‬ائي املمه‪AA‬ور بالص‪AA‬يغة التنفيذي‪AA‬ة‪ ،‬وال‪AA‬يت ينعق‪AA‬د‬
‫اختص‪AA‬اص الفص‪AA‬ل فيه‪AA‬ا للقاض‪AA‬ي الع‪AA‬ادي‪ ،‬ح‪AA‬ىت ول‪AA‬و تعل‪AA‬ق األم‪AA‬ر ب‪AA‬القرار القض‪AA‬ائي اإلداري ‪،‬وه‪AA‬و األم‪AA‬ر ال‪AA‬ذي اس‪AA‬تقر علي‪AA‬ه اجته‪AA‬اد‬
‫جملس الدول‪AA‬ة اجلزائ‪AA‬ري يف ق‪AA‬راره الص‪AA‬ادر بت‪AA‬اريخ ‪ 05/11/2002‬حتت رقم ‪ 009934‬قض‪AA‬ية (خ‪.‬ط) م‪AA‬ع (وايل والي‪AA‬ة البلي‪AA‬دة‬
‫ومن معه)‪ ،‬الذي جاء فيه أن‪ " :‬اإلشكاالت يف تنفيذ القرارات الصادرة عن اجلهات القضائية اإلدارية ختضع الختص‪AA‬اص قاض‪AA‬ي‬
‫األمور املستعجلة‪ A‬للقانون العادي وحده‪."2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أثر حكم وقف تنفيذ القرار اإلداري على الحكم في دعوى اإللغاء‪.‬‬
‫إن حكم وقف تنفيذ القرار اإلداري‪ ،‬ال يقيد القاضي اإلداري الذي أصدره عن‪AA‬دما يفص‪AA‬ل يف اخلص‪AA‬ومة املعروض‪AA‬ة علي‪AA‬ه‬
‫املتعلقة باإللغاء‪ ،‬العتباره حكما وقتيا يعاجل أحد الطلبات املستعجلة السابقة على الفصل يف املوضوع‪ ،‬لكن ق‪A‬د ي‪A‬ؤدي إىل وض‪A‬ع‬
‫هنائي للخصوم‪ A‬يف بعض األحيان من الناحية الواقعية‪ ،‬ألن طلب وقف تنفيذ القرار املطعون في‪A‬ه باإللغ‪A‬اء يق‪AA‬دم للمحكم‪A‬ة‪ A‬اإلداري‪A‬ة‬
‫املختصة ملواجهة أحوال تتميز بالطابع االستعجايل‪ ،‬ولتفادي ما قد ينجر عن‪A‬ه من أض‪A‬رار ق‪AA‬د تلح‪AA‬ق ب‪AA‬ذوي الش‪AA‬أن يف حال‪AA‬ة تنفي‪AA‬ذه‬
‫من طرف اإلدارة‪ ،‬ومث‪A‬ال ذل‪A‬ك ص‪A‬دور ق‪A‬رار مبن‪A‬ع ط‪A‬الب من دخ‪A‬ول امتح‪A‬ان‪ ،‬أو ق‪A‬رار من‪A‬ع م‪A‬ريض من الس‪A‬فر إىل اخلارج للعالج‪،‬‬
‫أو قرار هدم منزل أثري‪ ،‬و غري ذلك من القرارات اليت هلا طابع االستعجال‪ ،‬واستجابة احملكمة اإلدارية لطلب وقف تنفي‪AA‬ذ ق‪AA‬رار‬
‫منع طالب من دخول االمتحان و من مث السماح له (للمدعي) بالدخول و تأدي‪A‬ة االمتح‪A‬ان‪ ،‬ف‪A‬إن دع‪A‬وى اإللغ‪A‬اء فيم‪A‬ا بع‪A‬د تص‪A‬بح‬
‫غري ذات موضوع مما يستوجب احلكم بانتهاء اخلصومة يف هذه احلالة‪ ،‬وعليه فإن وقف التنفيذ قد يرتتب عليه يف بعض األحيان‬
‫نفس األث‪AA‬ر ال‪AA‬ذي حيدث‪AA‬ه حكم اإللغ‪AA‬اء‪ ،‬يف ك‪AA‬ون ه‪AA‬ذا األخ‪AA‬ري يلغي الق‪AA‬رار و يعدم‪AA‬ه ب‪AA‬الرغم من أن حكم وق‪AA‬ف التنفي‪AA‬ذ يلغي الق‪AA‬رار‬
‫مؤقتا إىل غاية الفصل يف دعوى اإللغاء‪ ،‬و هو األمر الذي وقفت عليه دائرة وقف التنفيذ املصرية يف سنة ‪.31951‬‬
‫وبذلك‪ ،‬فإن حكم وق‪A‬ف التنفي‪A‬ذ مبج‪A‬رد تبليغ‪A‬ه لألط‪A‬راف املعني‪A‬ة ب‪A‬ه ي‪A‬رتب كاف‪A‬ة اآلث‪A‬ار القانوني‪A‬ة‪ ،‬وي‪A‬ؤدي إىل ع‪A‬دم تنفي‪A‬ذ‬
‫القرار اإلداري املطعون فيه رغم املعارضة واالستئناف‪ ،‬وإذا ما أقدمت اإلدارة على تنفيذه باستعمال القوة اجلربية هلا‪ ،‬ف‪AA‬إن ذل‪AA‬ك‬
‫يؤدي إىل قيام مسؤوليتها وإلزامها بالتعويض عن األضرار اليت تلحق بذوي الشأن يف حال‪A‬ة إلغ‪A‬اء الق‪AA‬رار املطع‪AA‬ون في‪A‬ه بع‪AA‬د ص‪A‬دور‬
‫حكم قضى بوقف تنفيذه‪.‬‬
‫ه ‪AA‬ذا بص ‪AA‬فة وج ‪AA‬يزة عم ‪AA‬ا يتعل ‪AA‬ق ب ‪AA‬احلكم الص ‪AA‬ادر بوق ‪AA‬ف التنفي ‪AA‬ذ‪ ،‬وطريق ‪AA‬ة تنفي ‪AA‬ذه واآلث ‪AA‬ار ال ‪AA‬يت يرتبه ‪AA‬ا‪ ،‬ل ‪AA‬ذلك ك ‪AA‬ان من‬
‫الضروري الوقوف على مدى قابليته هو األخر لوقف التنفيذ‪ ،‬وهو ما يصطلح عليه بوقف التنفيذ للق‪A‬رارات القض‪A‬ائية‪ ،‬مميزين يف‬

‫‪ -1‬عبد الغين بسيوين عبد اهلل‪ ،‬وقف تنفيذ القرار اإلداري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.238‬‬
‫‪ -2‬جملة جملس الدولة‪ ،‬الغرفة اخلامسة‪ ،‬العدد ‪ ،3‬سنة ‪ .2003‬اجلزائر‪ ،‬ص‪188‬و‪.189‬‬
‫‪ -3‬عبد الغين بسيوين عبد اهلل‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.241‬‬

‫‪41‬‬
‫‪.‬الفصل الثاني‪ :‬الفصل في طلب وقف تنفيذ القرار اإلداري وطبيعة األمر الصادر فيه‬

‫ذلك بني القرارات ال‪A‬يت تص‪A‬در عن احملاكم اإلداري‪A‬ة‪ ،‬وال‪A‬يت تص‪A‬در عن جملس الدول‪A‬ة‪ ،‬فيم‪A‬ا يتعل‪A‬ق بوق‪A‬ف التنفي‪A‬ذ‪ ،‬وه‪A‬و األم‪A‬ر ال‪A‬ذي‬
‫نتطرق له يف املطلب اآليت ذكره‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مدى قابلية األحكام الصادرة بوقف تنفيذ القرار اإلداري لوقف التنفيذ‪.‬‬
‫يف ال ‪AA‬دعاوى اإلداري ‪AA‬ة ليس لط ‪AA‬رق الطعن العادية‪ 1‬أن توق ‪AA‬ف تنفي ‪AA‬ذ احلكم املطع ‪AA‬ون في ‪AA‬ه وه ‪AA‬ذا طبق ‪AA‬ا لنص املادة ‪908‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ 2.‬بالنس‪AA‬بة لالس‪AA‬تئناف أم‪AA‬ام جملس الدول‪AA‬ة‪ ،‬واملادة ‪ 909‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ 3.‬بالنس‪AA‬بة للطعن ب‪AA‬النقض‪ .‬خالف‪AA‬ا ملا ه‪AA‬و مق‪AA‬رر يف املواد‬
‫املدنية‪ ،‬اليت هلا أثر موقف باستثناء حالة األشخاص وأهليتهم ودعوى التزوير الفرعية‪.‬‬
‫ف‪AA‬إذا م‪AA‬ا ص‪AA‬در حكم بوق ‪AA‬ف تنفي ‪AA‬ذ الق ‪AA‬رار اإلداري‪ ،‬ف‪AA‬إن املعارض‪AA‬ة في‪AA‬ه توق ‪AA‬ف تنفي ‪AA‬ذه طبق‪AA‬ا لنص املادة ‪ 955‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬
‫الس‪AA‬الفة ال‪A‬ذكر‪ ،‬واالس‪A‬تئناف ال يوق‪AA‬ف تنفي‪A‬ذه وعلي‪AA‬ه نتس‪A‬اءل ه‪A‬ل ميكن للقض‪AA‬اء أن ي‪A‬أمر بوق‪A‬ف تنفي‪A‬ذ احلكم ال‪A‬ذي قض‪A‬ى بإيق‪A‬اف‬
‫تنفيذ القرار اإلداري يف حالة استئنافه؟‬
‫إن املادة ‪ 911‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،4.‬متنح احلق جمللس الدولة أن يأمر فورا وبصفة مؤقتة بوضع حد لوقف تنفيذ القرار اإلداري‬
‫الذي نطق به قضاة احملكمة اإلدارية‪ ،‬وبذلك تكون قد أقرت حق قضاة االستئناف يف إلغاء قرار قضائي بوقف التنفيذ‪ ،‬ألن‬
‫اإللغاء هو حق بديهي لقاضي االستئناف وال حيتاج إىل نص‪.5‬‬
‫وبناءا على ما سبق اإلشارة إليه‪ ،‬خلصنا إىل أن وقف تنفيذ القرار اإلداري يكون إما حبكم احملكم‪AA‬ة اإلداري‪AA‬ة‪ ،‬أو بق‪AA‬رار‬
‫ص‪A‬ادر عن جملس الدول‪A‬ة‪ ،‬واحلكم الص‪AA‬ادر بإيق‪A‬اف التنفي‪A‬ذ ق‪AA‬د يك‪AA‬ون حض‪A‬وري أو غي‪A‬ايب‪ ،‬ل‪AA‬ذلك وجب علين‪A‬ا الوق‪AA‬وف على م‪A‬دى‬
‫قابليتها لوقف التنفيذ‪ ،‬كل على حدة وفقا للفروع أدناه‪.‬‬

‫الفـرع األول‪ :‬وقف تنفيذ الحكم الصادر عن المحكمة اإلدارية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األحكام الحضورية القابلة لالستئناف‪.‬‬


‫من الض‪AA‬روري التفرق‪AA‬ة بني األوام‪AA‬ر االس‪AA‬تعجالية الص‪AA‬ادرة عن احملاكم اإلداري‪AA‬ة‪ ،‬والق‪AA‬رارات األخ‪AA‬رى غ‪AA‬ري‬
‫االستعجالية الصادرة عنها‪.‬‬
‫فبالنس‪AA‬بة لألوام‪AA‬ر االس‪AA‬تعجالية الص‪AA‬ادرة يف وق‪AA‬ف التنفي‪AA‬ذ واملس‪AA‬تأنفة أم‪AA‬ام جملس الدول‪AA‬ة‪ ،‬فل‪AA‬ه األم‪AA‬ر ف‪AA‬ورا‬
‫وبص‪AA‬فة مؤقت‪AA‬ة وق‪AA‬ف تنفي‪AA‬ذ األم‪AA‬ر املس‪AA‬تأنف‪ ،‬س‪AA‬واء ك‪AA‬ان ذل‪AA‬ك بطلب من الط‪AA‬رف املس‪AA‬تأنف أو من تلق‪AA‬اء نفس‪AA‬ه‪،‬‬
‫وهذا إعماال بنص املادة ‪ 911‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ A،.‬أما خبصوص الق‪AA‬رارات األخ‪AA‬رى غ‪AA‬ري االس‪AA‬تعجالية الص‪AA‬ادرة عن احملاكم‬
‫اإلدارية‪ ،‬فإنه جيوز لرئيس جملس الدولة أن يأمر بوقف تنفيذها بناءا على طلب صريح من املدعي‪.6‬‬

‫‪ -1‬ما عدا املعارضة وفق نص املادة ‪ 955‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ فإهنا هلا أثر موقف للتنفيذ ما مل يؤمر خبالف ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬تنص املادة ‪ 908‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ .‬على أنه‪" :‬االستئناف أمام جملس الدولة ليس له أثر موقف"‪.‬‬
‫‪ -3‬تنص املادة ‪ 909‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ .‬على أنه‪" :‬الطعن بالنقض أمام جملس الدولة ليس له أثر موقف"‪.‬‬
‫‪ -4‬تنص املادة ‪ 911‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ .‬على أنه‪" :‬جيوز جمللس الدولة إذا أخطر بعريضة رفع وقف التنفيذ املأمور به من طرف احملكمة اإلدارية‪ ،‬أن يقرر رفعه حاال‪ ،‬إذا كان من شأنه‬
‫اإلضرار مبصلحة عامة أو حبقوق املستأنف‪ ،‬وذلك إىل غاية الفصل يف موضوع االستئناف"‪.‬‬
‫‪ -5‬مسعود شيهوب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.518‬‬
‫‪ -6‬حلسن بن الشيخ أث ملويا‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.518‬‬

‫‪42‬‬
‫‪.‬الفصل الثاني‪ :‬الفصل في طلب وقف تنفيذ القرار اإلداري وطبيعة األمر الصادر فيه‬

‫وعلي‪AA‬ه ميكن الق‪AA‬ول ب‪AA‬أن األحك‪AA‬ام القض‪AA‬ائية املتعلق‪AA‬ة بوق‪AA‬ف تنفي‪AA‬ذ الق‪AA‬رار اإلداري الص‪AA‬ادرة عن احملاكم اإلداري‪AA‬ة‪ ،‬من غ‪AA‬ري‬
‫اجلائز وق ‪AA‬ف تنفي ‪AA‬ذها إال يف حال ‪AA‬ة اس ‪AA‬تئنافها أم ‪AA‬ام جملس الدول ‪AA‬ة‪ ،‬طبق ‪AA‬ا لنص املادتني ‪ 837/03‬و‪ 911‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ،.‬وه ‪AA‬ذا األخ ‪AA‬ري‬
‫عندما يفصل يف األمور االستعجالية يفصل بتشكيلته اجلماعية وليس كقاض فرد‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬األحكام الغيابية‪.‬‬


‫يف حالة ما إذا صدر حكم غيايب عن احملاكم اإلدارية‪ ،‬فهل باستطاعة احملكوم عليه أن يطلب وقف تنفيذ ذلك احلكم؟‬
‫وإن كان اجلواب بنعم فأمام أية جهة قضائية؟ هل أمام احملكمة اإلدارية نفسها أم أمام جملس الدولة؟‬
‫إن قانون اإلجراءات املدنية القدمي مل يتطرق هلذه املسألة‪ ،‬بل نص فقط على طلب‪ A‬وق‪AA‬ف تنفي‪AA‬ذ الق‪AA‬رارات الص‪AA‬ادرة عن‬
‫الغرفة اإلدارية‪ ،‬واليت يرفع الطلب بشأهنا أمام جملس الدولة‪ ،‬حيث نص‪A‬ت املادة ‪ 283/2‬من نفس الق‪A‬انون على أن‪A‬ه‪" :‬باس‪A‬تطاعة‬
‫رئيس الغرف ‪AA‬ة اإلداري ‪AA‬ة أن ي ‪AA‬أمر بص ‪AA‬فة اس ‪AA‬تثنائية وبن ‪AA‬اء على طلب‪ A‬ص ‪AA‬ريح من املدعي بوق ‪AA‬ف تنفي ‪AA‬ذ الق ‪AA‬رار امله ‪AA‬اجم ض ‪AA‬ده حبض ‪AA‬ور‬
‫األطراف أو من أبلغ قانونا باحلضور‪ ،" A‬هذا النص ميكن تطبيقه على القرار القضائي اإلداري الصادر عن الغرفة اإلدارية باجمللس‬
‫القضائي‪ ،‬وكذا على القرار اإلداري الصادر عن الس‪AA‬لطات اإلداري‪A‬ة وعلي‪A‬ه يش‪A‬رتط أن يك‪A‬ون الق‪AA‬رار القض‪AA‬ائي حض‪A‬وريا ورف‪AA‬ع في‪A‬ه‬
‫استئناف‪.‬‬
‫أم‪AA‬ا ق‪AA‬انون اإلج‪AA‬راءات املدني‪AA‬ة واإلداري‪AA‬ة‪ ،‬فلق ‪A‬د‪ A‬نص ص‪AA‬راحة يف املادة ‪ 953‬من‪AA‬ه على أن‪" :‬تك‪AA‬ون األحك‪AA‬ام والق‪AA‬رارات‬
‫الصادرة غيابيا عن احملاكم اإلدارية وجملس الدولة قابلة للمعارضة"‪ ،‬هذا بالنسبة لألحكام القضائية اإلدارية العادية‪.‬‬
‫ولكن اإلش‪A‬كال ح‪A‬ول م‪A‬ا إذا كن‪A‬ا بص‪A‬دد حكم قض‪A‬ائي إداري غي‪A‬ايب بوق‪A‬ف تنفي‪A‬ذ ق‪A‬رار إداري‪ ،‬ف‪A‬إن احملك‪A‬وم ض‪A‬ده هن‪A‬ا‪،‬‬
‫وحىت ال يفقد درجة من درجات التقاضي ميكنه اللجوء إىل رفع معارضة ضد ذلك القرار أمام نفس اجله‪AA‬ة املص‪AA‬درة ل‪AA‬ه‪ ،‬لكن ال‬
‫ميكنه طلب‪ A‬وقف التنفيذ أمام جملس الدولة‪ ،‬لكونه مل يرفع استئنافا‪ ،‬ونظرا حلالة االستعجال اليت تتمثل يف خشية حدوث أضرار‬
‫ال ميكن توخيها أو إصالحها إذا نفذ القرار الغيايب فأمام أي جهة يطلب ذلك؟‬
‫أج‪AA‬اب جملس الدول‪AA‬ة على ذل‪AA‬ك يف ق‪AA‬رار ل‪AA‬ه بت‪AA‬اريخ ‪ ،19/11/2002‬أق‪AA‬ر في‪AA‬ه بوج‪AA‬وب الس‪AA‬ماح للط‪AA‬رف املع‪AA‬ارض‪ ،‬أن‬
‫يطلب وقف التنفيذ أمام الغرفة اإلدارية ب‪A‬اجمللس القض‪AA‬ائي‪ ،‬س‪A‬ابقا‪ ،‬املرف‪A‬وع أمامه‪A‬ا املعارض‪A‬ة بعريض‪A‬ة مس‪AA‬تقلة‪ ،‬لكن ه‪A‬ذا االجته‪A‬اد‬
‫القض‪AA‬ائي الص‪AA‬ادر عن جملس الدول‪AA‬ة غ‪AA‬ري مستس‪AA‬اغ‪ ،‬ألن القاض‪AA‬ي ال‪AA‬ذي ينظ‪AA‬ر يف املعارض‪AA‬ة‪ ،‬س‪AA‬بق ل‪AA‬ه وأن فص‪AA‬ل يف القض‪AA‬ية وأب‪AA‬دى‬
‫رأيه بشأهنا‪ ،‬لذلك ال ميكن أن توك‪A‬ل ل‪A‬ه مهم‪A‬ة وق‪A‬ف تنفي‪A‬ذ ق‪A‬رار ص‪A‬ادر عن‪A‬ه ألن‪A‬ه من الص‪A‬عب أن يراجع‪A‬ه خاص‪A‬ة وأنن‪A‬ا أم‪A‬ام طلب‪A‬‬
‫مستعجل‪.2‬‬
‫غ‪AA‬ري أن ه‪AA‬ذا االنتق‪AA‬اد غ‪AA‬ري م‪AA‬ؤثر‪ ،‬على اعتب‪AA‬ار أن املعارض‪AA‬ة تلغي الق‪AA‬رار املع‪AA‬ارض في‪AA‬ه ويص‪AA‬بح ك‪AA‬ان مل يكن‪ ،‬مما يع‪AA‬ين أن‬
‫القاضي يكون أمام ملف جديد‪ ،‬كما أن املعارض ميكن أن يقدم معطيات وأدلة جتعل القاضي يغري رأيه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القرارات الصادرة عن مجلس الدولة‪.‬‬


‫إن السؤال املطروح هو كالتايل‪ :‬هل ميكن للمدعي أن يطلب إيق‪A‬اف تنفي‪A‬ذ ق‪A‬رار ص‪A‬ادر عن جملس الدول‪A‬ة قض‪A‬ى بوق‪A‬ف‬
‫التنفيذ؟‬

‫‪ -1‬موسوعة الفكر القانوين‪ ،‬العدد ‪ ،5‬ص ‪ ،60‬تعليق على قرار جملس الدولة املؤرخ يف ‪ 26/06/2006‬قضية م أ ضد وايل والية تلمسان‪.‬‬
‫‪ -2‬حلسن بن الشيخ أث ملويا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 111‬و‪.114‬‬

‫‪43‬‬
‫‪.‬الفصل الثاني‪ :‬الفصل في طلب وقف تنفيذ القرار اإلداري وطبيعة األمر الصادر فيه‬

‫لق‪AA A‬د أج‪AA A‬اب جملس الدول‪AA A‬ة عن ذل‪AA A‬ك يف ق‪AA A‬راره املؤرخ يف ‪ ،30/04/2002‬حبيث أن وق‪AA A‬ف التنفي‪AA A‬ذ يش‪AA A‬كل اس‪AA A‬تثناءا للط‪AA A‬ابع التنفي‪AA A‬ذي‬
‫للقرارات الصادرة عن اجلهات القضائية للدرجة األوىل‪ ،‬وحيث أنه ال ميكن النطق به بالنسبة للق‪A‬رارات ال‪A‬يت أص‪A‬بحت هنائي‪AA‬ة عمال مبب‪A‬دأ التقاض‪AA‬ي على‬
‫درجتني أو بفعل االختصاص القانوين‪.‬‬
‫ونظرا للط‪A‬ابع النه‪A‬ائي للق‪A‬رارات الص‪A‬ادرة عن جملس الدول‪AA‬ة‪ ،‬ال ميكن الطعن في‪AA‬ه إال ب‪A‬الطريقني غ‪A‬ري الع‪AA‬اديني املتمثلني يف‬
‫التماس إعادة النظر‪ ،‬وتصحيح اخلطأ املادي‪ ،‬بشروط حمددة‪ ،‬وعليه من حيث املبدأ ال ميكن وقف التنفيذ للقرارات الصادرة عن‬
‫جملس الدولة ابتدائيا وهنائيا‪.‬‬
‫وعلي‪AA‬ه يث‪AA‬ور التس‪AA‬اؤل‪ ،‬عن‪AA‬دما يص‪AA‬در جملس الدول‪AA‬ة ق‪AA‬رارا غيابي‪AA‬ا بوق‪AA‬ف تنفي‪AA‬ذ ق‪AA‬رار إداري قاب‪AA‬ل للطعن باملعارض‪AA‬ة‪ ،‬فه‪AA‬ل‬
‫جيوز للمعارض‪ A‬طلب وقف التنفيذ للقرار‪ A‬القضائي الغيايب بوقف تنفيذ القرار اإلداري لغاية الفصل يف املعارضة؟‬
‫مل يتطرق املشرع والقضاء اجلزائريني هلذه املس‪A‬الة‪ ،‬غ‪A‬ري اأن‪A‬ه ميكن الق‪A‬ول جبواز ذل‪AA‬ك أم‪A‬ام رئيس جملس الدول‪AA‬ة أو رئيس‬
‫الغرفة االستعجالية مبجلس الدولة‪ ،‬لكون‪ A‬هذا األخري سيفصل يف املعارضة من جديد وبالتايل بإمكان‪A‬ه وق‪A‬ف التنفي‪A‬ذ تفادي‪A‬ا لنت‪A‬ائج‬
‫يصعب إصالحها لو نفذ القرار القضائي اإلداري الغيايب‪.1‬‬
‫أم‪AA‬ا يف فرنس‪AA‬ا‪ ،‬فوق‪AA‬ف تنفي‪AA‬ذ الق‪AA‬رارات القض‪AA‬ائية منظم ب‪AA‬املواد من ‪ 125‬إىل ‪ 127‬من ق‪AA‬انون احملاكم اإلداري‪AA‬ة‪ ،‬ويك‪AA‬ون‬
‫بنفس إج ‪AA‬راءات وق ‪AA‬ف تنفي ‪AA‬ذ الق ‪AA‬رارات اإلداري ‪AA‬ة‪ ،‬ل ‪AA‬ذلك ف ‪AA‬دعوى وق ‪AA‬ف التنفي ‪AA‬ذ تق ‪AA‬دم خالل ‪ 15‬من ت ‪AA‬اريخ التبلي ‪AA‬غ أم‪AA‬ام حمكم ‪AA‬ة‬
‫االستئناف اإلدارية‪ ،‬اليت تقبل بدورها الطعن بالنقض أمام جملس الدولة يف ميعاد ‪ 15‬يوم ويكون ذلك يف ثالث حاالت وهي‪:‬‬
‫‪- 1‬عندما يرفع االستئناف من غري املدعي يف الدعوى االبتدائية‪ ،‬وخيشى من التنفيذ خسارة تلحقه لو قبل استئنافه‪.‬‬
‫‪-2‬االستئناف يف حكم يتضمن التصريح بإلغاء قرار إداري‪ ،‬وظهور د فوع جدية تربر إلغاء احلكم‪.‬‬
‫‪-3‬بطلب من املدعي‪ ،‬إذا ك‪AA‬ان التنفي‪AA‬ذ س‪AA‬يؤدي إىل نت‪AA‬ائج يص‪AA‬عب إص‪AA‬الحها‪ ،‬وأن تك‪AA‬ون ال‪AA‬دفوع املقدم‪AA‬ة جدي‪AA‬ة ت‪AA‬ربر‬
‫إلغاء احلكم‪.2‬‬
‫وه‪AA A A‬و م‪AA A A‬ا نص‪AA A A‬ت علي‪AA A A‬ه أحك‪AA A A‬ام جملس الدول‪AA A A‬ة الفرنس‪AA A A‬ي يف العدي ‪AA A‬د من الق ‪AA A‬رارات منه ‪AA A‬ا حكم ‪ Frogney‬بت ‪AA A‬اريخ‬
‫‪ ،19/12/1986‬وحكم ‪Deligant‬بتاريخ ‪.12/03/1993‬‬
‫أما يف مصر‪ ،‬فقانون جملس الدولة رقم ‪ 47‬لسنة ‪ 1972‬أخذ باألثر غري املوقف بالنسبة جلمي‪AA‬ع أن‪AA‬واع الطع‪AA‬ون‪ ،‬وعلى‬
‫كل األحكام‪ ،‬فاملادة ‪ 50‬منه تنص على أنه‪" :‬ال يرتتب على الطعن أمام احملكمة اإلداري‪A‬ة العلي‪A‬ا وق‪A‬ف تنفي‪A‬ذ احلكم املطع‪A‬ون في‪A‬ه‪،‬‬
‫إال إذا أم‪AA A‬رت احملكم‪AA A‬ة بغ‪AA A‬ري ذل‪AA A‬ك‪ ،‬بت‪AA A‬وفر الش‪AA A‬روط الالزم‪AA A‬ة لوق‪AA A‬ف تنفي‪AA A‬ذ الق‪AA A‬رار اإلداري‪ ،‬واملتمثل‪AA A‬ة يف ض‪AA A‬رورة ت‪AA A‬وفر اجلدي‪AA A‬ة‬
‫واالستعجال"‪ ،‬باإلضافة لشرط عدم البدء يف التنفيذ احلكم املراد وقف تنفيذه‪.3‬‬
‫فاألحك‪AA‬ام الص‪AA‬ادرة من اجله‪AA‬ات القض‪AA‬ائية اإلداري‪AA‬ة يف اجلزائ‪AA‬ر‪ ،‬فرنس‪AA‬ا ومص‪AA‬ر‪ ،‬تك‪AA‬ون واجب‪AA‬ة النف‪AA‬اذ من‪AA‬ذ ص‪AA‬دورها بع‪AA‬د‬
‫احلص‪AA‬ول على الص‪A‬يغة التنفيذي‪AA‬ة‪ ،‬ألن ط‪A‬رق الطعن ليس هلا أث‪A‬ر موق‪AA‬ف‪ ،‬كم‪A‬ا أن احلكم بوق‪A‬ف التنفي‪A‬ذ م‪AA‬ا ه‪A‬و إال اس‪AA‬تثناء على ه‪A‬ذا‬
‫األصل ال تلجأ إليه احملكمة اليت تنظر يف الطعن يف احلكم إال بتوفر شروطه‪.‬‬
‫لذلك البد من العودة إىل األخذ بأسلوب األثر الواقف للطعن يف احلكم الصادر يف ال‪AA‬دعوى اإلداري‪A‬ة‪ ،‬مبع‪A‬ىن أن‪AA‬ه مبج‪A‬رد‬
‫الطعن يوقف تنفيذ احلكم املطعون فيه‪ ،‬وذلك لتفادي آثار التنفيذ إذا ما حدث ذلك ومت إلغاء احلكم املطعون فيه‪.4‬‬
‫إال أنه وفيما خيص األحك‪A‬ام الص‪A‬ادرة بوق‪A‬ف تنفي‪A‬ذ الق‪A‬رارات اإلداري‪A‬ة‪ ،‬فإن‪A‬ه من األج‪A‬در أن يبقى لط‪A‬رق الطعن فيه‪A‬ا أث‪A‬ر‬
‫غ‪A‬ري واق‪A‬ف‪ ،‬ألهنا أحك‪A‬ام ق‪A‬ررت للحف‪A‬اظ على مص‪A‬احل األف‪A‬راد عن‪A‬دما تك‪A‬ون اإلدارة م‪A‬دعى عليه‪A‬ا‪ ،‬بغ‪A‬رض تف‪A‬ادي النت‪A‬ائج الوخيم‪A‬ة‬
‫‪ -1‬حلسن بن الشيخ أث ملويا‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ -2‬مسعود شيهوب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪519‬و‪.520‬‬
‫‪ -3‬شادية إبراهيم احملروقي‪ ،‬اإلجراءات يف الدعوى اإلدارية دراسة مقارنة‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر‪ ،‬طبعة ‪ ،2005‬ص‪.324‬‬
‫‪ -4‬شادية إبراهيم احملروقي‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.325‬‬

‫‪44‬‬
‫‪.‬الفصل الثاني‪ :‬الفصل في طلب وقف تنفيذ القرار اإلداري وطبيعة األمر الصادر فيه‬

‫اليت ترتتب على تنفي‪A‬ذ الق‪A‬رار اإلداري‪ ،‬وال‪A‬يت يص‪A‬عب ت‪A‬داركها ل‪A‬و حكم بإلغ‪A‬اء الق‪A‬رار املطع‪A‬ون في‪A‬ه عن‪A‬د نظ‪A‬ر دع‪A‬وى اإللغ‪A‬اء‪ ،‬فهي‬
‫إذن وس‪A‬يلة وض‪A‬عها املش‪A‬رع لوض‪A‬ع ح‪A‬د أم‪A‬ام ح‪A‬ق التنفي‪A‬ذ اجلربي‪ ،‬ال‪A‬ذي متلك‪A‬ه اإلدارة لتنفي‪A‬ذ قراراهتا اإلداري‪A‬ة‪ ،‬يف مواجه‪A‬ة األف‪A‬راد‬
‫املخاطبني هبا‪ ،‬كم‪A‬ا أن وق‪A‬ف تنفي‪A‬ذ احلكم ال‪A‬ذي قض‪A‬ى بوق‪A‬ف تنفي‪A‬ذ الق‪A‬رار اإلداري يعي‪A‬دنا ال حمال‪A‬ة إىل احلال‪A‬ة ال‪A‬يت كن‪A‬ا عليه‪A‬ا قب‪A‬ل‬
‫رفع دعوى وقف التنفيذ‪ ،‬وبالنتيجة تنفيذ القرار اإلداري املطعون فيه‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الطعن في أوامر وقف التنفيذ‪.‬‬


‫مب‪AA‬دأ التقاض‪AA‬ي على درج‪AA‬تني من املب‪AA‬ادئ األساس‪AA‬ية املع‪AA‬رتف هبا دس‪AA‬توريا‪ ،‬و ذل‪AA‬ك محاي‪AA‬ة للمتقاض‪AA‬ي و القض‪AA‬اء على ح‪AA‬د‬
‫س ‪AA‬واء‪ ،‬فهي حتمي القاض ‪AA‬ي كوهنا متنح ‪AA‬ه فرص ‪AA‬ة مراجع ‪AA‬ة األخط ‪AA‬اء ال ‪AA‬يت ق ‪AA‬د يك ‪AA‬ون ارتكبه ‪AA‬ا يف احلكم األول‪ ،‬و إذا ك ‪AA‬ان الطعن‬
‫باملعارض‪AA‬ة أو التم‪AA‬اس إع‪A‬ادة النظ‪AA‬ر أو اع‪AA‬رتاض الغ‪AA‬ري اخلارج عن اخلص‪AA‬ومة‪ ،‬فالقض‪AA‬ية يف ه‪AA‬ذه احلال‪AA‬ة تع‪AA‬اد دراس‪AA‬تها من ط‪AA‬رف اجله‪AA‬ة‬
‫القض‪AA‬ائية ذاهتا ال‪AA‬يت أص‪AA‬درت احلكم املطع‪AA‬ون في‪AA‬ه‪ ،‬أم‪AA‬ا إذا ك‪AA‬ان الطعن باالس‪AA‬تئناف أو النقض‪ ،‬فالقض‪AA‬ية حتال يف ه‪AA‬ذه احلال‪AA‬ة على‬
‫قضاة آخرين أو باألحرى إىل جهة قضائية أخرى غري اجلهة املصدرة‪ A‬للحكم‪.‬‬

‫ويف كلت ‪AA‬ا احلالتني‪ ،‬س ‪AA‬واء ط ‪AA‬رق الطعن العادي ‪AA‬ة واملتمثل ‪AA‬ة يف املعارض ‪AA‬ة واالس ‪AA‬تئناف أو غ ‪AA‬ري العادي ‪AA‬ة وال ‪AA‬يت تض ‪AA‬م احلاالت‬
‫األخرى للطعن‪ A‬املذكورة‪ ،‬فإهنا متكن القضاة من تفادي التناقض أو األخطاء بتصحيح أو تعديل احلكم املطعون فيه‪.‬‬

‫كم ‪AA‬ا أهنا حتمي املتقاض ‪AA‬ي جتاه القاض ‪AA‬ي‪ ،‬فبإمك ‪AA‬ان املتقاض ‪AA‬ي الطعن يف احلكم ال ‪AA‬ذي ي ‪AA‬رى أن ‪AA‬ه مل حيق ‪AA‬ق مطالب ‪AA‬ه ويض ‪AA‬من‬
‫حقه‪ ،‬فتدرس‪ A‬القضية من جديد‪.‬‬

‫واملب‪AA‬دأ الع‪AA‬ام ه ‪AA‬و أن األوام‪AA‬ر االس ‪AA‬تعجالية رغم أهنا ال متس بأص ‪AA‬ل احلق وذات مفع‪AA‬ول م‪AA‬ؤقت وال حتوز حجي‪AA‬ة الش ‪AA‬يء‬
‫املقض‪A‬ي‪ A‬في‪AA‬ه إال أهنا ختض‪AA‬ع مب‪AA‬دئيا لك‪AA‬ل ط‪AA‬رق الطعن ال‪AA‬يت ختض‪AA‬ع هلا األحك‪AA‬ام والق‪AA‬رارات القض‪AA‬ائية م‪AA‬ا مل ينص على اس‪AA‬تبعادها من‬
‫‪1‬‬
‫إمكانية الطعن أو استبعاد طريقة معينة من طرق الطعن بالنسبة حلاالت معينة‪.‬‬

‫وباعتبار طلب وقف التنفي‪A‬ذ ميث‪A‬ل دع‪A‬وى مس‪A‬تقلة‪ A‬عن دع‪A‬وى املوض‪A‬وع‪ ،‬املتمثل‪A‬ة يف دع‪A‬وى اإللغ‪A‬اء‪ ،‬فاالس‪A‬تئناف يف ه‪A‬ذا‬
‫الطلب يبقى ذا عالقة هبا‪.‬‬

‫ول‪AA‬ذلك س‪AA‬نتناول ه‪AA‬ذا املبحث يف مطل‪AA‬بني‪ ،‬خنص‪AA‬ص املطلب األول لح‪AA‬دود إمكاني‪AA‬ة الطعن يف أوام‪AA‬ر وق‪AA‬ف تنفي‪AA‬ذ الق‪AA‬رار‬
‫اإلداري ‪ ،‬أما املطلب الثاين خيص العالقة بني الطعن يف األوامر الصادرة يف طلبات وقف التنفيذ ودعوى املوضوع‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حدود إمكانية الطعن في أوامر وقف تنفيذ القرار اإلداري‪.‬‬
‫جيب التمي ‪AA‬يز بني أوام ‪AA‬ر وق ‪AA‬ف تنفي ‪AA‬ذ الق ‪AA‬رارات اإلداري ‪AA‬ة من ط ‪AA‬رف قاض ‪AA‬ي املوض ‪AA‬وع وفق ‪AA‬ا ملا نص ‪AA‬ت علي ‪AA‬ه املادة ‪833‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ .‬وال‪AA A A A‬يت ميكن الطعن فيه‪AA A A A‬ا باالس‪AA A A A‬تئناف فق‪AA A A A‬ط دون ط‪AA A A A‬رق الطعن األخ‪AA A A‬رى‪ ،‬إذ تنص املادة ‪ 837/3‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ ":.‬جيوز‬
‫استئناف أمر وقف التنفيذ أمام جملس الدولة خالل أجل مخسة عشر يوما من تاريخ التبليغ‪".‬‬

‫‪ - 1‬أوقارت بوعالم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.94 ،‬‬

‫‪45‬‬
‫‪.‬الفصل الثاني‪ :‬الفصل في طلب وقف تنفيذ القرار اإلداري وطبيعة األمر الصادر فيه‬

‫واألوام‪AA A A‬ر الص‪AA A A‬ادرة يف طلب‪AA A A‬ات وق‪AA A A‬ف التنفي‪AA A A‬ذ املرفوع‪AA A A‬ة أم‪AA A‬ام القاض‪AA A‬ي االس‪AA A‬تعجايل يف ح‪AA A‬اليت االس‪AA A A‬تعجال الف‪AA A‬وري‪A‬‬
‫واالستعجال القصوى ال ختضع ألي طريقة من طرق الطعن‪ ،‬وهذا بنص املادة ‪ 936‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ " :‬األوامر الصادرة تطبيق‪A‬ا للم‪A‬واد‬
‫‪ 919‬و‪ 920‬و‪ 922‬أعاله‪ ،‬غري قابلة ألي طعن‪ ".‬ويقصد هبذه األوامر‪:‬‬

‫‪‬األمر القاضي بوقف تنفيذ قرار تشوبه إحدى األوج‪A‬ه ال‪A‬يت تش‪A‬كك ج‪A‬ديا يف مش‪A‬روعيته وبالت‪A‬ايل إمكاني‪A‬ة إلغ‪A‬اءه حس‪A‬ب نص‬
‫املادة ‪ 919‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫‪‬األم ‪AA‬ر الص ‪AA‬ادر مبناس ‪AA‬بة حال ‪AA‬ة االس ‪AA‬تعجال القص ‪AA‬وى‪ :‬حال ‪AA‬ة التع ‪AA‬دي‪ ،‬االس ‪AA‬تيالء أو الغل ‪AA‬ق اإلداري حس ‪AA‬ب نص املادة ‪921‬‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫‪‬األمر بتعديل أوامر االستعجال أو وضع حد هلا حسب نص املادة ‪ 922‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫واحلكم ‪AA‬ة من ع ‪AA‬دم قابلي ‪AA‬ة ه ‪AA‬ذه األوام ‪AA‬ر االس ‪AA‬تعجالية للطعن‪ A‬تكمن يف كوهنا تتض ‪AA‬من ت ‪AA‬دابري حتفظي ‪AA‬ة مؤقت ‪AA‬ة س ‪AA‬رعان م ‪AA‬ا‬
‫‪1‬‬
‫ينتهي أثرها عند الفصل يف دعوى املوضوع‪.‬‬

‫إذ ال جيوز الطعن يف األوامر الصادرة يف طلبات وقف التنفيذ إال باالس‪A‬تئناف وذل‪AA‬ك يف حال‪A‬ة واح‪AA‬دة وهي حال‪A‬ة تق‪A‬دمي‬
‫طلب‪ A‬وقف التنفيذ أمام قاضي املوضوع حسب نص املادة ‪ 833‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪.‬‬

‫واالس ‪AA‬تئناف يف ه ‪AA‬ذه احلال ‪AA‬ة ينص ‪AA‬ب على أم ‪AA‬ر وق ‪AA‬ف التنفي ‪AA‬ذ الص ‪AA‬ادر عن احملكم ‪AA‬ة اإلداري ‪AA‬ة مبفه ‪AA‬وم نص املادة ‪ 10‬من‬
‫‪2‬‬
‫القانون العضوي ‪ 98/01‬املتعلق مبجلس الدولة ونص املادة ‪ 902‬من قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪.‬‬

‫وترف‪AA‬ع عريض‪AA‬ة االس‪AA‬تئناف من أح‪AA‬د أط‪AA‬راف اخلص‪AA‬ومة‪ ،‬احلاض‪AA‬رين أو املس‪AA‬تدعني‪ ،‬الص‪AA‬ادر فيه‪AA‬ا أم‪AA‬ر وق‪AA‬ف التنفي‪AA‬ذ‪ ،‬وال‪AA‬يت‬
‫جيب أن ت‪AA‬ودع ل‪AA‬دى أمان‪AA‬ة ض ‪AA‬بط جملس الدول ‪AA‬ة يف ظ‪AA‬رف مخس ‪AA‬ة عش‪AA‬ر يوم‪AA‬ا من ت‪AA‬اريخ التبلي ‪AA‬غ الرمسي لألم‪AA‬ر‪ ،‬وجيب أن تتض ‪AA‬من‬
‫عريضة كافة الشروط الشكلية وسائر اإلجراءات القانونية مع حتديد األسس املوضوعية والقانونية لالستئناف‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العالقة بين الطعن في األوامر الصادرة في طلبات وقف التنفيذ ودعوى‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫ال خيضع الطعن يف األوامر الصادرة يف طلبات وقف التنفيذ باالس‪AA‬تئناف حس‪AA‬ب نص املادة ‪ 837/3‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ .‬للش‪AA‬رط‬
‫ال ‪AA‬ذي تق ‪AA‬رره املادة ‪ 952‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ .‬إذ حس ‪AA‬بها ال تك ‪AA‬ون األحك ‪AA‬ام الص ‪AA‬ادرة قب ‪AA‬ل الفص ‪AA‬ل يف املوض ‪AA‬وع‪ ،‬قابل ‪AA‬ة لالس ‪AA‬تئناف إال م ‪AA‬ع‬
‫احلكم الفاصل يف موضوع الدعوى‪.‬‬

‫ويرج‪A‬ع س‪AA‬بب اس‪AA‬تبعاد ه‪A‬ذا الش‪A‬رط إىل أن أم‪AA‬ر وق‪A‬ف التنفي‪A‬ذ ال يعت‪A‬رب حكم‪AA‬ا فرعي‪A‬ا س‪A‬ابقا للحكم يف دع‪A‬وى املوض‪A‬وع‪،‬‬
‫ب‪AA‬ل ه‪AA‬و أم‪AA‬ر اس‪AA‬تعجايل ل‪AA‬ه حجيت‪AA‬ه اخلاص‪AA‬ة‪ ،‬ومن مت يتم الطعن في‪A‬ه اس‪AA‬تقالال عن احلكم الص‪AA‬ادر يف دع‪AA‬وى اإللغ‪AA‬اء إذا ب‪AA‬دا لص‪AA‬احب‬
‫الشأن مصلحة يف إزالته ولن يغنيه أو يلزمه يف ذلك الطعن باإللغاء‪.‬‬

‫‪ - 1‬فرحية حسني‪ ،‬املبادئ األساسية يف قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،2010 ،‬ص‪.422،‬‬
‫‪ - 2‬تنص املادة ‪ 902‬من قانون اإلجراءات املدنية ‪ " : 08/09‬خيتص جملس الدولة بالفصل يف استئناف األحكام واألوامر الصادرة عن احملاكم اإلدارية‪ ،‬كما خيتص أيضا كجهة‬
‫استئناف بالقضايا املخولة له مبوجب نصوص خاصة‪".‬‬

‫‪46‬‬
‫‪.‬الفصل الثاني‪ :‬الفصل في طلب وقف تنفيذ القرار اإلداري وطبيعة األمر الصادر فيه‬

‫وي ‪AA‬رتتب على اس ‪AA‬تقالل ك ‪AA‬ل من أم ‪AA‬ر وق ‪AA‬ف التنفي ‪AA‬ذ وحكم اإللغ ‪AA‬اء من ناحي ‪AA‬ة الطعن نت ‪AA‬ائج مهم ‪AA‬ة فيم ‪AA‬ا يتعل ‪AA‬ق مبواعي ‪AA‬د‬
‫الطعن‪ ،‬إذ خيتص الطعن يف األمر الصادر بوقف التنفيذ مبيعاد قصري وهو مخسة عشر يوما من تاريخ التبليغ‪.‬‬

‫ويتعني االلتزام باملواعيد املقررة لك‪A‬ل منهم‪A‬ا على ح‪A‬دة وإال احتمى م‪A‬ا ف‪A‬اتت بالنس‪A‬بة ل‪A‬ه املواعي‪A‬د بق‪A‬وة األم‪A‬ر بق‪A‬وة األم‪A‬ر‬
‫املقضي به املانعة من الطعن بغري تأثر بطعن يقدم ضد اآلخر خالل امليعاد‪.‬‬

‫ويفقد أمر وقف التنفيذ ملوضوعه ومن مث انتهاء اخلصومة يف شأنه إذا كان‪:‬‬

‫‪ -1‬احلكم يف الش‪AA‬ق املوض‪AA‬وعي للمنازع‪AA‬ة ص‪AA‬ادرا باإللغ‪AA‬اء ويع‪AA‬ين ذل‪AA‬ك أن الق‪AA‬رار املطع‪AA‬ون في‪AA‬ه ص‪AA‬ار ك‪AA‬أن مل يكن ويفق‪AA‬د بالت‪AA‬ايل‬
‫ونتيج‪AA‬ة ل‪AA‬ذلك طلب‪ A‬وق‪AA‬ف التنفي‪AA‬ذ ملوض‪AA‬وعه إذ ال ش‪AA‬يء هن‪AA‬ا ميكن أن ي‪AA‬رد علي‪AA‬ه إيق‪AA‬اف التنفي‪AA‬ذ‪ ،‬كم‪AA‬ا ال ض‪AA‬رورة لطلب‬
‫الوق ‪AA‬ف بع ‪AA‬د زوال م ‪AA‬ا ك ‪AA‬ان ي‪AA‬راد ب ‪AA‬الوقف جتنب نتائج ‪AA‬ه‪ ،‬وال يتغ ‪AA‬ري األم ‪AA‬ر بطعن اإلدارة يف حكم اإللغ ‪AA‬اء ألن الطعن يف‬
‫األحكام ال يوقف التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -2‬ص ‪AA‬دور احلكم املوض ‪AA‬وعي بانقض ‪AA‬اء اخلص ‪AA‬ومة يف دع ‪AA‬وى اإللغ ‪AA‬اء‪ :‬وبالت ‪AA‬ايل مل يبقى طلب إلغ ‪AA‬اء خيتص ‪AA‬م في ‪AA‬ه ح ‪AA‬ول مش ‪AA‬روعية‬
‫القرار اإلداري‪ ،‬ويستند إليه بالتايل طلب وقف تنفيذ هذا القرار‪ ،‬ومنه فالطعن يف األمر الصادر يف طلب وقف التنفي‪AA‬ذ‬
‫يفق‪AA‬د موض‪AA‬وعه ويتحق‪AA‬ق ذل‪AA‬ك مثال بتن‪AA‬ازل املدعني عن ال‪AA‬دعوى او ل‪AA‬زوال حمله‪AA‬ا نفس‪AA‬ه ب‪AA‬زوال الق‪AA‬رار املطع‪AA‬ون في‪AA‬ه عن‬
‫طريق اإلدارة‪.‬‬

‫‪ -3‬ص‪AA‬دور احلكم املوض‪AA‬وعي ب‪AA‬رفض إلغ‪AA‬اء الق‪AA‬رار املطع‪AA‬ون في‪AA‬ه وك‪AA‬ان األم‪AA‬ر االس‪AA‬تعجايل ص‪AA‬ادرا بإيق‪AA‬اف تنفي‪AA‬ذ الق‪AA‬رار‪ :‬فهن‪AA‬ا ال‬
‫مص‪AA‬لحة لإلدارة يف الطعن يف أم‪AA‬ر الوق‪AA‬ف بع‪AA‬د أن ص‪AA‬در لص‪AA‬احلها حكم املوض‪AA‬وع مما ي‪AA‬رتتب علي‪AA‬ه س‪AA‬قوط أم‪AA‬ر الوق‪AA‬ف‬
‫وبذلك ال ميكن الطعن فيه باالستئناف‪.‬‬

‫لكن يف حال‪AA‬ة ص‪AA‬دور احلكم املوض‪AA‬وعي ب‪AA‬رفض إلغ‪AA‬اء الق‪AA‬رار املطع‪AA‬ون في‪AA‬ه مبا يع‪AA‬ين اس‪AA‬تمرار س‪AA‬ريان أث‪AA‬ار الق‪AA‬رار اإلداري‬
‫املراد تعطيله ‪AA‬ا وبالت ‪AA‬ايل اس ‪AA‬تمرار املص ‪AA‬لحة يف طلب الوق ‪AA‬ف وق ‪AA‬ام املدعي باس ‪AA‬تئناف احلكم الص ‪AA‬ادر عن احملكم ‪AA‬ة اإلداري ‪AA‬ة القاض ‪AA‬ي‬
‫ب‪AA‬رفض الطعن لتج‪AA‬اوز الس‪AA‬لطة جيوز جمللس الدول‪AA‬ة أن ي‪AA‬أمر بوق‪AA‬ف التنفي‪AA‬ذ بطلب من املس‪AA‬تأنف عن‪AA‬دما يك‪AA‬ون تنفي‪AA‬ذ الق‪AA‬رار اإلداري‬
‫املطع ‪AA‬ون‪ A‬في ‪AA‬ه من ش ‪AA‬أنه إح ‪AA‬داث ع ‪AA‬واقب يص ‪AA‬عب ت ‪AA‬داركها و عن ‪AA‬دما تب ‪AA‬دو األوج ‪AA‬ه املث ‪AA‬ارة يف العريض ‪AA‬ة من خالل م ‪AA‬ا توص ‪AA‬ل إلي ‪AA‬ه‬
‫التحقيق جدية ومن شأهنا تربير إلغاء القرار اإلداري املطعون‪ A‬فيه‪.‬‬

‫ويرج‪AA‬ع م‪AA‬ربر إعط‪AA‬اء س‪AA‬لطة وق‪AA‬ف تنفي‪AA‬ذ الق‪AA‬رار اإلداري لقاض‪AA‬ي االس‪AA‬تئناف حس‪AA‬ب نص املادة ‪ 912‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ‪ .‬إىل أن‪AA‬ه‬
‫كما للقاضي سلطة الفصل يف طلب‪ A‬وقف التنفيذ ابتداء أمام قاضي أول درجة حلني الفصل يف دع‪A‬وى املوض‪A‬وع‪ ،‬فل‪A‬ه ك‪A‬ذلك أن‬
‫يفصل يف درجة التقاضي األعلى يف طلب وقف التنفيذ إىل وقف التنفيذ إىل حني الفصل يف الطعن املقدم ضد حكم اإللغاء‪.‬‬

‫‪47‬‬

You might also like