You are on page 1of 1

‫حقق النموا_توازن _ؤسستك‬

‫يمن سوفت‬

‫إدارة شركتك ببرنامج شامل نظام محاسبي وشئون عامل‪M‬‬


‫وإدارة مخزون ومشتريات وا_زيد‬

‫فتح‬

‫‪!"#$%"& '()*%" :+",-*%" ./$0 1-2 3"4/56‬‬


‫‪789"#:6 ;<2= >-*8?&#@%" :A%B<%" ....‬‬
‫=‪C-D-:‬‬

‫"‪E8F/G$%‬‬
‫‪2009 H>/I/>"JK 29 :LM>/$: #NO C‬‬
‫> "‪6846 :3">/MP%‬‬

‫‪!"#$%"& '()*%" :+",-*%" ./$0 1-2 3"4/56‬‬

‫"‪4PQ%") C-D-:= 789"#:6 ;<2= >-*8?&#@%" :A%B<%‬‬


‫"‪(RO/S%‬‬

‫"‪LM>/T+/I>;IU: RVW#8I 7M#X%" ;@Y P0#I :#D/V%‬‬


‫"‪Z2009 #M/VM :#NV%‬‬
‫‪ahmedabushouk62@hotmail.com‬‬

‫هذا الكتاب امتداد للجزء ا‪1‬ول الذي نشره مركز عبد‬


‫الكريم ميرغني الثقافي بأمدرمان عام ‪2008‬م تحت‬
‫عنوان‪ :‬السودان‪ :‬السلطة والتراث‪ ،‬إذ يضم ب‪ M‬ثناياه‬
‫ثلة من ا_قا^ت التي تعالج طرفا ً من قضايا السلطة‬
‫والتراث في السودان‪ .‬فالنصف ا‪1‬ول منه يتكون من‬
‫سبع مقا^ت‪ ،‬تدور رحاها حول قضية السلطة في‬
‫السودان‪ ،‬وينتقل الحديث فيها من العام إلى‬
‫الخاص‪ ،‬ومن الدولة إلى ا_جتمع‪ ،‬ثم إسهام الفرد في‬
‫إطار الجماعة‪ .‬وبنا ًء على هذا الترتيب البنيوي جاء‬
‫ا_قال ا‪1‬ول في شكل قراءة تحليلية لكتاب ا‪1‬ستاذ‬
‫الدكتور موسى محمد الباشا ا_وسوم‪ :‬بـ الدولة‬
‫الدينية ا‪v‬س‪u‬مية في التنظير والتطبيق‪ :‬السعودية‬
‫وإيران والسودان نماذج دراسية‪ .‬فالكتاب ^ يمس‬
‫قضية السلطة في السودان مسا ً مباشراً‪ ،‬ولكنه‬
‫يتطرق إليها في إطار عرضه النظري _فهوم الدولة‬
‫في الفكر ا‪v‬س‪u‬مي‪ ،‬وكيفية نقد ا_صطلح أصوليا ً‬
‫وتاريخياً‪ ،‬ثم مقارنة ا‪1‬نساق النظرية بالنماذج‬
‫التطبيقية ا_عاصرة في السعودية وإيران والسودان‪،‬‬
‫ٍ‬
‫نتيجة مفادها أن النماذج‬ ‫وأخيرا ً يصل ا_ؤلف إلى‬
‫تنعت نفسها با‪v‬س‪u‬مية ما هي إ^‬
‫ُ‬ ‫ا_عاصرة التي‬
‫تتمسح‬
‫‚‬ ‫مجرد أنماط ^ دينية لنظم الحكم الشمولي‪،‬‬
‫بمسوح الدين لتبرر سلطانها السياسي على‬
‫ا_حكوم‪ ،M‬ولتق† كسبها السلطوي غير ا_شروع‪.‬‬
‫وفي إطار مفهوم الدولة ا‪v‬س‪u‬مية ونماذج سلطناتها‬
‫التي انتظمت بعض ب‪u‬د السودان‪ ،‬يتحدث ا_قال‬
‫وص ‚رة الحرم‪ M‬الشريف‪،M‬‬
‫الثاني عن س‪u‬ط‪ M‬دارفور ُ‬
‫وذلك من خ‪u‬ل عرض تاريخي‪-‬وثائقي للع‪u‬قات‬
‫الدبلوماسي‚ة والسياسي‚ة التي كانت قائمة ب‪ M‬س‪u‬ط‪M‬‬
‫الفور وا‪1‬راضي ا_قدسة‪ ،‬وإسهامات أولئك‬
‫الس‪u‬ط‪ M‬في ترقية خدمات الحرم‪ M‬الشريف‪ M‬في‬
‫العهد العثماني ا‪1‬خير‪ ،‬والتي تجسدت في إرسال‬
‫"ص ‚رة دارفور" على محمل مشهود إلى أم القرى‬
‫ُ‬
‫ويثرب‪ .‬وتُؤسس مفردات هذه ا_قاربة على منهج‬
‫تاريخي يقضي باستقصاء ا_علومات ا‪1‬ولية من‬
‫مظانها ا‪1‬رشيفية وا_كتبية‪ ،‬ثم تحليلها في منظومة‬
‫الواقع التاريخي الذي تشكلت فيه‪ ،‬والظروف ا_حلية‬
‫وا‪v‬قليمية التي أحاطت بعملية صياغتها عبر الزمان‬
‫وا_كان‪.‬وفي ضوء الوثائق التاريخية ا_تاحة ت ‚م تحليل‬
‫طرف من دور س‪u‬ط‪ M‬دارفور في الفترة التي سبقت‬
‫مجيء الغزو التركي ا_صري إلى السودان )‪-1820‬‬
‫‪1881‬م(‪ .‬وكما نعلم أن مركزية الحكم التركي ا_صري‬
‫التي حددت معالم دولة السودان الحديثة قد واجهت‬
‫معارضة داخلية شرسة‪ ،‬تنوعت بواعثها السياس ‚ية‬
‫وا^جتماعي‚ة وا^قتصادي‚ة‪ ،‬وبلغت تلك ا_عارضة ذروة‬
‫كفاحها ا_سلح في الثورة ا_هدية‪ ،‬التي تبنت خطا ً‬
‫أيديولوجياً‪ ،‬قوامه فكرة ا_هدي ا_نتظر التي كانت‬
‫شائعة في بقاع السودان ا_ختلفة‪ ،‬وشاخصة في‬
‫مخيلة العقل الصوفي السوداني‪ .‬ومن خ‪u‬ل هذه‬
‫ا‪1‬يديولوجية ذات النـزعة الثورية ا_عارضة تمكن‬
‫الثوار ا_هدويون من القضاء على دولة الحكم التركي‬
‫ا_صري‪ ،‬بعد أن حصدوا ثمار نصرهم في حصار‬
‫الخرطوم وتحريرها في السادس والعشرين من يونيو‬
‫‪1885‬م‪ .‬فا_قال الثالث يناقش قضية تحرير الخرطوم‪،‬‬
‫باعتبارها حدثا ً مفصليا ً له أبعاده ا‪1‬يديولوجية‬
‫وتداعياته السياسية في السودان وخارج السودان‪.‬‬
‫ومن ضمن أبعاده ا‪1‬يديولوجية والسياسي‚ة في‬
‫السودان قيام الدولة ا_هدية )‪1898-1885‬م( التي‬
‫أُسس على إرثها الفكري ومجاهداتها السياسي‚ة‬
‫كيان ا‪1‬نصار وحزب ا‪1‬مة تحت رعاية الس ‘يد عبد‬
‫الرحمن ا_هدي‪ .‬فالسي‘د شخصية مثيرة للجدل‪ ،‬علما ً‬
‫بأن خصومه السياسي‪ M‬ينظرون إليه على هيئة "مثال‬
‫يجدونه كثيرا ً ب‪ M‬ظهرانيهم‪ ،‬م‪u‬ي‪ M‬من الجنيهات‬
‫عاكفة في البنوك ^ تستغل و^ تنفق‪ ،‬وترف بالغ تتألق‬
‫فيه الجواهر وال•ليء وتُرفع فيه القصور والف‪u‬ت‪،‬‬
‫ونفوذ واسع على ا‪1‬تباع وا‪1‬نصار‪ ،‬تنبسط فيه‬
‫أسباب الطموح وا^ستع‪u‬ء والسيادة والسلطان"‪،‬‬
‫وأما أنصاره ومريدوه فيصورونه على هيئة ا_نقذ‬
‫"الذي أراد لوطنه السيادة والنهوض‪ ،‬فط ‚وع لذلك كل‬
‫إمكاناته‪ ،‬وكل جهوده‪ ،‬وكل ما أوتيه من حنكة وحسن‬
‫تدبير"‪ .‬وفي إطار هذه الثنائية ا_تعارضة جاء اتهام‬
‫الس ‘يد عبد الرحمن ا_هدي بزيارة دولة إسرائيل عام‬
‫‪1956‬م‪ .‬فا_قال الرابع من مجموعة السلطة يحاول أن‬
‫يب‪ M‬ا‪1‬سباب الكامنة وراء هذا ا^تهام‪ ،‬ثم يؤسس‬
‫حيثيات نقاشه على جملة من الثوابت التي تدحض‬
‫هذا ا‪v‬دعاء‪ ،‬وتب‪ M‬الظروف وا_‪u‬بسات التي أحاطت‬
‫به‪.‬وبعد استق‪u‬ل السودان استمرت هذه الخصومة‬
‫ب‪ M‬حزب ا‪1‬مة وا‪1‬حزاب السياسية ا_عارضة له‪،‬‬
‫حيث أخذت شكلها الديمقراطي في حراك ا_ؤسسات‬
‫الحزبية‪ ،‬وشكلها الصدامي في مناهضة ا‪1‬نظمة‬
‫العسكرية الشمولية‪ .‬وتمثل حكومة ا‪v‬نقاذ الحالية‬
‫أحد أنماط الحكم العسكري ا_هجنة التي ثارت على‬
‫الحكومة الديمقراطية ا_نتخبة تحت رئاسة حفيد‬
‫الس ‘يد عبد الرحمن ا_هدي‪ ،‬ورئيس حزب ا‪1‬مة‬
‫القومي‪ ،‬السي‘د الصادق ا_هدي‪ ،‬في يونيو ‪1989‬م‪.‬‬
‫وبعد فترة جهاد مدني طويل‪ ،‬وشد وجذب سياسي‬
‫محفوف ا_خاطر آثر رئيس حزب ا‪1‬مة القومي وإمام‬
‫ا‪1‬نصار ا_ثول إلى نهج الحوار مع السلطة الحاكمة‪،‬‬
‫قمته فيما يعرف بـ"اتفاق‬
‫وبلغ الحوار ب‪ M‬الطرف‪‚ M‬‬
‫التراضي الوطني"‪ .‬يلقي ا_قال الخامس ضوءا ً‬
‫ساطعا ً على حيثيات "اتفاق التراضي الوطني" الذي‬
‫جرت مراسيم توقيعه بمنـزل الس ‘يد الصادق ا_هدي‬
‫بحي ا_‪u‬زم‪ M‬في ‪ 20‬مايو ‪2008‬م‪ ،‬ويصحب نقاشه‬
‫بعرض مواقف الرأي والرأي ا™خر من تلك الحيثيات‪،‬‬
‫ثم يقدم بعض ا_‪u‬حظات التحليلية على متون‬
‫أطروحة التراضي‪ ،‬وا_واقف ا_ثمنة لها والقادحة‬
‫فيها‪.‬‬

‫وبقراءة متأنية لبنود اتفاق التراضي الوطني‬


‫نلحظ أن جزءا ً منها قد تناول قضية دارفور وكيفية‬
‫معالجتها في إطار قومي خال من أي ارتباطات‬
‫أجنبية‪ .‬وكما هو معلوم فإن ّ‬
‫حل ا‪v‬دارة ا‪1‬هلية‬
‫وإفرازته ا‪1‬منية والسياسية السالبة كان واحدا ً من‬
‫ا‪1‬سباب التي أسهمت في اند^ع مشكلة دارفور‬
‫وتفاقمها‪ .‬فا_قال السادس يعرض سيرة الناظر عبد‬
‫الجب‚ار حس‪ M‬زاكي الدين بوصفه رمزا ً من رموز‬
‫ا‪v‬دارة ا‪1‬هلية في السودان‪ ،‬ومن خ‪u‬ل سيرته يتناول‬
‫قضية ا‪v‬دارة ا‪1‬هلية من حيث النشأة والتطور‪،‬‬
‫وا‪1‬سباب الكامنة وراء قرار حلها‪ ،‬وا‪v‬فرازات ا‪v‬دارية‬
‫والقضائية وا‪1‬منية التي ترتبت على ذلك القرار‪،‬‬
‫وإسقاطاته السالبة على ا_ديريات ذات الثقل القبلي‬
‫مثل دارفور وكردفان وكس‪.u‬‬

‫معظم الدراسات ال‪u‬حقة أشارت إلى أن قرار‬


‫حل ا‪v‬دارة ا‪1‬هلية لم يكن قرارا ً مدروسا ً وموفقاً‪ ،‬بل‬
‫جاء نتيجة لنصائح غير ناضجة‪ ،‬قدمها بعض‬
‫نُصحاء السلطان إلى القيادة السياسية في حكومة‬
‫مايو‪ ،‬والتي قامت بدورها بإصدار قرار يقضي‬
‫بتصفية مؤسسات ا‪v‬دارة ا‪1‬هلية دون تقديم بدائل‬
‫مناسبة‪ ،‬وترتب على ذلك ا‪v‬جراء حزمة من ا™ثار‬
‫ا‪1‬منية وا‪v‬دارية والقضائية السالبة في مديرتي‬
‫كردفان ودارفور على سبيل ا_ثال‪ .‬وعند هذا ا_نعطف‬
‫نلحظ أن قضية النُصح وا_شورة الثاقبة كانت و^‬
‫تزال واحدةً من ا‪v‬شكا^ت التي تواجه صاغة القرار‬
‫السياسي في السودان‪1 ،‬ن بطانتهم السياسية في‬
‫كثير من ا‪1‬حيان تنظر إلى حلول ا_شك‪u‬ت القومية‬
‫ا_لحة في إطار مصالحها القطاعية‪ ،‬دون توطينها‬
‫في وعاء ا_صلحة العامة الذي يضمن استدامتها‬
‫وعدالتها بالنسبة لكل ا‪1‬طراف‪ .‬ويصب في مع‪ M‬هذه‬
‫ا‪v‬شكالية ا_قال السابع الذي يعرض بعض‬
‫إسقاطات دعاة السلطة و ُنصحاء السلطان بصفة‬
‫عامة‪ ،‬حيث يقدم بعض النماذج من التراث‬
‫ا‪v‬س‪u‬مي‪ ،‬ثم يب‪ M‬انعاكسات ذلك علي التجربة‬
‫السياسية السودانية ا_عاصرة‪ .‬ونأمل أن تسهم‬
‫ا_عالجة الواردة في م• ا_قال في تثقيف قضية‬
‫النُصح وا_شورة الصائبة على كل مستويات ا‪1‬داء‬
‫ا‪v‬داري في السودان‪1 ،‬ن معالجة قضايا العصر‬
‫تحتاج إلى تقويم حاذق من ذوي ا^ختصاص الذين‬
‫يمكنهم أن يضعوا ا_صلحة العامة نصب أعينهم‪،‬‬
‫ويفكروا في الحلول ا_ناسبة التي تتوافق مع‬
‫متطلبات الواقع ا_حلي وا‪v‬قليمي والعا_ي‪.‬‬

‫أما النصف الثاني من الكتاب فيتكون من‬


‫خمس مقا^ت‪ ،‬تتناول بعض القضايا التراثية‪ ،‬ويأتي‬
‫في مقدمتها ا_قال الذي يناقش آثار السي‘د غ‪u‬م ا‪ž‬‬
‫بن عايد وأحفاده الركابية في السودان‪ ،‬وينطلق ا_قال‬
‫من مراجعة تحليلية لكتاب الدكتور سمير محمد عبيد‪،‬‬
‫ا_وسوم بـ غ‪u‬م ا‪ ž‬بن عايد وآثاره في السودان‪،‬‬
‫وبعض ا_خطوطات ا_دونة عن تاريخهم الديني‬
‫وا^جتماعي في السودان‪ .‬و^ شك أن أهمية السادة‬
‫الركابية تتجلى في دورهم الثقافي الرائد في مجال‬
‫تثقيف الناس بأمور دينهم‪ ،‬وفي تواصلهم ا^جتماعي‬
‫الذي تبلور في بروز عدد من ا‪1‬سر الدينية ا_نتشرة‬
‫في بقاع السودان ا_ختلفة‪ ،‬والتي أضحت صاحبة‬
‫مرجعية دينية واجتماعية في كثير من القضايا‬
‫التراثية ا_رتبطة بثوابت الدين ا‪v‬س‪u‬مي‪ ،‬وبممارسة‬
‫أهل السودان لشعائرهم الدينية وأمورهم الحياتية‬
‫ا_رتبطة بذلك الدين الحنيف‪.‬‬

‫وبجانب ا‪1‬سر الدينية هناك قطاعات‬


‫اجتماعية‪-‬ثقافية خدمت قضايا التراث‪ ،‬ووثقت لها في‬
‫شكل أشعار ^تزال متداولة ب‪ M‬الناس‪1 ،‬نها تحكي‬
‫عن كثير من قضاياهم ا^جتماعية‪ ،‬وا^قتصادية‬
‫والثقافية‪ .‬ومن أ_ع نجوم هذه ا_جموعة في شمال‬
‫السودان العامل حسونة )ت‪1927 .‬م( الذي كان له‬
‫دور مشهود في ا_حافل الب‪u‬طي‚ة ومجالس ا‪v‬متاع‬
‫وا_ؤانسة الشعبية‪ .‬فا_قال الثاني من ا_جموعة‬
‫التراثية جاء في صيغة مناشدة للذين يقفون حجرة‬
‫عثرة في سبيل نشر ديوان العامل حسونة‪ ،‬الذي‬
‫جمعه وحقق نصوصه ا‪1‬ستاذ ا_رحوم عمر الحس‪M‬‬
‫محمد خير‪ ،‬وتركه جاهزا ً للطباعة والنشر‪ ،‬إ^ أن‬
‫بعض ذوي ا‪_v‬ام ا_تواضع بأهمية الديوان عارضوا‬
‫عملية نشره بغية عائد مادي يرجونه من الذين وضعوا‬
‫اللمسات النهائية لطباعة الديوان ونشره ليكون‬
‫متداو^ً ب‪ M‬الناس‪ .‬فأهمية الشاعر حسونة تتبلور في‬
‫كونه كان متنبي زمانه‪ ،‬من حيث العطاء ا‪1‬دبي‪،‬‬
‫والسعة التراثية‪ ،‬وا‪v‬جادة في نظم القوافي وربطها‬
‫بقضايا الناس ا_حلية عند منحنى النيل‪.‬‬

‫وعلنا نستشهد في هذا ا_ضمار بقول‬


‫البروفيسور علي ا_ك الذي يرى أن بعض ا_ثقف‪M‬‬
‫يظلمون الشعر العامي عندما "يقولون عنه أنه ^‬
‫يسمو و^ يتسامى للتعبير عما في النفس من خبايا‬
‫وشجون‪ ،‬ولعل ذلك قد جعل العامية محصورة فيما‬
‫يسمى بشعر الغناء على ا‪1‬قل"‪ ،‬لكن عطاء شعراء‬
‫العامية السابل يتحدى "دكتاتورية الكلمة الفصيحة"‪،‬‬
‫التي تدثرت برداء "العصر ا‪1‬موي والعباسي"‪،‬‬
‫واقتنع سوداها "بنماذج عصر ا^نحطاط ا‪1‬دبي"‪.‬‬
‫فا^قتباس الوارد أع‪u‬ه جاء في مقدمة البروفيسور‬
‫علي ا_ك لديوان الشاعر عبد ا‪ ž‬محمد خير ا_وسوم‬
‫بـ "أنا ا_عجب"‪ .‬وبحق كان عطاء الشاعر عبد ا‪ž‬‬
‫عطا ًء مكم‪ ًu‬لعطاء الشاعر حسونة‪ ،‬فا_قال الثالث‬
‫يثمن هذا الفرضية‪ ،‬ويعرض طرفا ً من سيرة الشاعر‬
‫عبد ا‪ ž‬محمد خير وعطائه ا‪1‬دبي‪ .‬وقد جاء هذا‬
‫ا_قال في صيغة _سة وفاء للشاعر عبد ا‪ ž‬الذي‬
‫ارتحل إلى الدار ا™خرة في الخامس عشر من أكتوبر‬
‫‪2008‬م‪.‬كان الشاعر عبد ا‪ ž‬شاعرا ً مجددا ً في‬
‫عطائه ا‪1‬دبي‪1 ،‬ن الشعر بالنسبة له كائن حي‪ ،‬ينبع‬
‫من سواحل النفس البشرية‪ ،‬ويتفجر في شكل ينابيع‪،‬‬
‫تعبّر عما يجيش بداخله ودواخل ا_جتمع الذي كان‬
‫يعيش ب‪ M‬ظهرانيه‪ .‬ونلتمس ذلك في كثير من‬
‫أشعاره‪ ،‬وأصدقها شاهدا ً وصفه لقيم الحداثة التي‬
‫انعكست في تطور وسائل ا_واص‪u‬ت‪ ،‬وبعض مظاهر‬
‫ا_دنية التي اكتست قرى الشمال الواقعة عند منحنى‬
‫النيل خ‪u‬ل العقدين ا_اضي‪ M‬من الزمان‪ .‬ويعضد‬
‫هذا الواقع ا_قال الرابع الذي يعقب على ذكريات‬
‫ا‪1‬ستاذ طلحة جبريل في رحلته ا‪1‬خيرة إلى مروي‬
‫عن طريق شريان الشمال‪ ،‬وطبيعة التغييرات التي‬
‫شهدتها منطقة مروي الكبرى عبر عدسة ا‪1‬ستاذ‬
‫طلحة ا‪1‬دبية‪ ،‬التي تحسن الوصف‪ ،‬وتقارن ب‪ M‬مآثر‬
‫ا_اضي ا_عنوية وإفرازات الحاضر ا_ادية‪،‬‬
‫وانعاكسات ذلك سلبا ً وإيجابا ً على أهلنا الطيب‪ M‬في‬
‫نواحي السافل‪.‬وفي خاتمة هذا العرض _حتويات‬
‫كتاب السودان‪ :‬السلطة والتراث‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬نأتي‬
‫بمقال أخير‪ ،‬نحسبه واسطة عقد _ا ذُكر‪1 ،‬ن صاحب‬
‫الشأن فيه قد استطاع أن يوثق طرفا ً من قضايا‬
‫السلطة وطرفا ً آخر من قضايا التراث في السودان‪.‬‬
‫وصاحب الشأن هو البروفيسور محمد سعيد القدال‬
‫)‪2008-1935‬م( الذي انتقل إلى الدار ا™خرة في‬
‫شتاء عام ‪2008‬م‪ ،‬فكان موته "موت دنيا" من منظور‬
‫الدكتور عبد الحليم محمد ومحمد أحمد ا_حجوب‪،‬‬
‫و"موت حلم" حسب رؤية غراهام توماس‪ ،‬و"موت‬
‫مؤرخ" من وجهة نظر زم‪u‬ئه في ا_هنة وطلبته الذين‬
‫نهلوا العلم من فيض عطائه الدافق‪ .‬فغاية ا_قال تكمن‬
‫في إلقاء ضوء ساطعٍ على عطاء ا‪1‬ستاذ القدال‬
‫التوثيقي الذي جمع ب‪ M‬دفتيه ثلة من قضايا السلطة‬
‫والتراث في السودان‪.‬‬
‫وأخيراً‪ ،‬من باب التوثيق ا‪1‬كاديمي نلفت‬
‫انتباه القارئ الكريم أن معظم ا_قا^ت الواردة في‬
‫نشرت من قبل عبر وسائط صحافية‬
‫ُ‬ ‫هذا الكتاب قد‬
‫ودوريات مختلفة‪ ،‬و ُقدمت في مناسبات متعددة من‬
‫حيث الزمان وا_كان وا_وضوع‪ .‬إذ جاء بعضها في‬
‫صيغة قراءات تحليلية لبعض الكتب وا‪1‬دبيات‬
‫ا_رتبطة بقضايا السلطة والتراث في السودان‪،‬‬
‫وبعضها ا™خر في صيغة _سات وفاء ‪1‬ناس رحلوا‬
‫إلى الدار ا™خرة‪ ،‬لكنهم خ ‚لدوا آثارا ً جليل ًة‪ُ ،‬تحفظ لهم‬
‫مر ا‪1‬زمان وا‪1‬جيال‪.‬‬
‫في ذاكرة التاريخ‪ ،‬وعلى ‘‬

‫© ‪'[G\%" ])Y= ]%6 ^-_#%" sudanile.com 2020‬‬

You might also like