You are on page 1of 12


 

 

 
 

ّ
‫ إيران‬،‫ جامعة طهران‬، ‫ قسم اللغة العربية وآدابها‬،‫ محمد حسن تقيه‬.‫د‬


              

    

 
   
  



   
 
‫ی‬ 

 
  
           
  


 
 

  
 
 

  
  
     



  
    
  
 
                
   
 
 



ّ ،‫ معاي نقد ال ّ جمة‬،‫ نقد ال ّ جمة‬،‫ ناق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ال ّ جمة‬،‫النقد‬
‫النقد‬ ّ  
ّ ،‫اﻹيجا ي‬
‫النقد السل‬

What is the translation criticism?


Abstract

T he word «criticism» has long been common among the people,


and the literary terms, the different forms or its various deriva-
tives such as criticism, critic, criticism, critic, critics, and go to work.
It can be said that translation criticism with comprehensive look at

201
‫‪‬‬

‫‪various aspects of translation perspective. Although it should be‬‬


‫‪noted that not only has a comprehensive look at it yet but have been‬‬
‫‪neglected.‬‬
‫‪Of course, some critics believe that the existing forms of ex-‬‬
‫‪pression of the defect and if the positive and negative aspects of‬‬
‫‪translation criticism should be addressed.‬‬
‫‪Now the question is who is to examine and explore the trans-‬‬
‫‪lations? Translator, author or third party? Critical natural choice for‬‬
‫‪study, criticism and theory of translation.‬‬
‫‪Keywords: criticism, translation, translation criticism ,Critic‬‬

‫‪‬‬
‫‪            ‬‬ ‫‪1‬ـ‬
‫جميعــا‪ .‬فيلــزم ا تمــع‬ ‫ً‬ ‫اجتماعيــة تلعــب ً‬
‫دورا ارتباطيــا ب ــن ا ما ـ‬ ‫ّ‬ ‫اللغــة ـ مؤسســة‬
‫ّ‬
‫ـ خاصــة ا تمــع اﻷد ــي ـ أن ســتخدم ا أحســن ﻷ ــا تــؤدي إ ـ تطــور موا بــه ا فيــة النائمــة‬
‫دورا ً‬
‫أساســا امــا ـ‬ ‫وتنمي ــا وترشــد اﻻســتعدادات ال شــرّ ة‪ .‬فع ـ ــذا اﻷســاس تلعــب ال ّ جمــة ً‬
‫ّ‬
‫ـذوق وفـ ّـن ورغــم أن مــدی ال جمــة‬ ‫واﻷدبيــة والدي ّيــة ‪ ،‬ف ـ تـ ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العلميــة‬ ‫نقــل مفا يــم اﻷعمــال واﻵثــار‬
‫ً‬
‫واســع وغ ـ محــدد وﻻ يمكــن أن يوضــع ـ إطــار خــاص ولكــن يحمــل أسســا ومبا ــي يلــزم اﳌ جمــون‬
‫أن يل مــوا ــا‪.‬‬
‫وأمــا الــذي دفع ـ إ ـ الكتابــة ـ مثــل ــذا اﳌوضــوع ا ط ـ مــع قلــة بضاع ـ فيــه أ ــي‬
‫رأيــت عديـ ًـدا مــن اﳌكتبــات تحفــل باﳌؤلفــات ال ـ ت نــاول العلــوم ا تلفــة وقلمــا يوجــد ف ــا الکتــب‬
‫الن ّ‬
‫قديــة‪.‬‬ ‫والد اســات واﳌقــاﻻت ّ‬
‫ر‬
‫ّ‬
‫الباحــث ـ ــذه الدراســة شـ إ ـ اﳌع ـ اللغــوي واﳌف ــوم اﻻصطﻼ ـ لـ»النقــد« وأنواعه‬
‫الن ّ‬‫العمليــة ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،‬وأنــواع ّ‬
‫قديــة الثــﻼث و ـ‬ ‫النقــاد ‪ ،‬وم ـ ات ومؤ ــﻼت ناقــد ال جمــة ‪ ،‬ومراحــل‬
‫العلميــة اﻷ ّ‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ادميــة ‪ .‬ي ت ـ ـ اﻷخ ـ‬ ‫»التفسـ « و»التحليــل« و»التقو ــم« ومعاي ـ نقــد ال جمــة‬
‫ّ‬ ‫إ ـ ّأن ّ‬
‫عمليــة نقــد ال جمــة تحتــاج إ ـ ـ ص متمكــن ـ عل ـ ال جمــة واللغــة وع ـ در ّايــة املــة‬
‫باﳌوضــوع ‪.‬‬
‫ّ‬
‫والبﻼغيــة والنحو ّ ــة‪.‬‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الدﻻليــة‬ ‫يــدرس نقــد ال جمــة مــن عــدة نــواح‪ ،‬م ــا‪ :‬الصياغــات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الناحيــة الدﻻليــة أن ين ـ أم ﻻ؟ أو مــن‬ ‫و لــزم أن ي ب ــن ـ نقــد ال جمــة ــل اﳌ جــم تمکــن مــن‬
‫ّ‬
‫والبﻼغيــة‬ ‫والبﻼغيــة واﳌعادلــة؟ ﻷن ايجــاد اﳌعادلــة وکذلــک الصياغــات النحو ّ ــة‬ ‫ّ‬ ‫النوا ـ النحو ّ ــة‬
‫النظــر ع ــا‪.‬‬‫دورا امــا ـ ال ّ جمــة فــﻼ يمکــن أن غــض ّ‬ ‫والدﻻليــة تلعــب ً‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫يلــزم ناقــد ال جمــة أن ي بــه ا اطــب و کشــف لــه الرمــوز واﻷس ـرار ولکــن اليــوم يقــوم‬

‫‪202‬‬
‫‪‬‬

‫بتعر ــف کتــاب ومــن ثــم يقــدم عــض العيــوب الطفيفــة‪ ،‬و شــيد و ملــق اﳌ جــم‪ .‬ـ ح ــن ﻻ يؤخــذ‬
‫ع ـ محمــل ا ــد‪ ،‬فلــن يؤثــر ع ـ أســلوب عمــل اﳌ جم ــن‪ .‬بيــد أنــه تک ـ ث البلــدان اﳌتطــورة بــه‬
‫ّ‬
‫واﳌ جــم تحــت منظــار اﳌنظر ــن‪ .‬و مــا أنــه يــدري جيـ ًـدا أن أعمالــه اﳌ جمــة ُتنقــد فيحــاول أن ي ــون‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫دقيقــا و تــم أک ـ ‪ .‬ف ــذه ّ‬
‫النظــارة تــؤدي إ ـ ر ـ ال جمــة وتطور ــا ـ البــﻼد‪.‬‬
‫جميــة شـ ًئا فشـ ًئا يجــب أن يتقبــل ّ‬
‫النقــد البنــاء‬ ‫العمليــة ال ّ ّ‬
‫ّ‬ ‫إذا أراد اﳌ جــم أن ين ـ ـ‬
‫ﱠ‬ ‫اﻹيجابيــة‪ .‬ومــن ّ‬
‫ّ‬
‫ناحيــة أخــری ي ب ـ للناقــد أﻻ‬ ‫و نجــزه و حــاول أن يرفــع نقصانــه و ز ــد مــن نقاطــه‬
‫يقبــض عليــه و ک ّ ـ عيو ــه أو يمــدح اﳌ جــم وأثــره غ ـ مﻼئــم‪.‬‬
‫الباحــث يقصــد ـ ــذه الدراســة بــأن يک ـ ث بتــذوق ا اطــب ولغتــه اﻷم کمــا أنــه ﻻ غــض‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫النظــر عــن دور التجر ــة واﳌمارســة وتــذوق ال جمــة وفني ــا‪ .‬وأمــا ي ب ـ للم جــم اﻻ تمــام باﻷمانــة‬
‫وإيجــاد التعــادل والســيطرة ع ـ اللغت ــن اﻷصــل وال ــدف والتمکن ــن الف ـ واﳌوضو ـ وإح ـراز‬
‫اليــة ّ‬
‫دﻻليــة‬ ‫الشــروط العامــة اﻷخــری للعثــور ع ـ أ ــداف ال ّ جمــة ولکــن يبــدو أن ال ّ جمــات ا ّ‬
‫ارتباطيــة فــاذا اﳌ جــم لــم ين بــه إ ـ اﳌواضــع اﳌطروحــة فيخفــق ـ عملــه‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حرفيــة بــدل أن ت ــون‬
‫جــدا‪.‬‬
‫الناقديــن‬‫فصاحــة ال اجــم وجمالي ــا وسﻼسـ ا عــول ع ـ أثــر ترج ـ أمثــل وأمــا عــض ّ‬
‫ّ‬
‫ﻻيحملــون الکفــاءات ا اصــة فيغيــب تضلع ــم ـ نقــد ال جمــة‪.‬‬
‫منصفــا ـ ــذه‬ ‫ً‬ ‫دعــوا الباحــث عــرف أوﻻ لمــة نقــد ـ اللغــة العر ّيــة‪ .‬ومــن ثــم ي ــون‬
‫الدراســة فل ــس ــو نــا بصــدد إ انــة البعــض أو الت ــم عل ــم وإنمــا ير ــد أن يب ــن اﳌوضــوع فقط‪.‬‬
‫‪1‬ـ‪1‬ـ ‪‬‬
‫‪          ‬‬
‫النقــد ّ‬
‫والناقــد‬ ‫»النقــد« منــذ ف ـ ة طو لــة ب ــن ا ما ـ ومــن مشــتقاته ‪ّ :‬‬ ‫قــد اج مصط ـ ّ‬
‫ر‬
‫والنقــاد وغ ــا‪ .‬فيحســن بنــا أن عرفــه أک ـ وأمــا نب ــن معنــاه اللغــوي أوﻻ ‪:‬‬ ‫واﻻنتقــاد واﳌنتقــد ّ‬
‫النظــر نحــوه‪ ،‬ومــا زال فــﻼن‬‫الــف ـ »نقــد الرجــل ال ـ ء بنظــره ينقــده نقـ ًـدا‪ ،‬ونقــد إليــه ‪ :‬اختلــس ّ‬
‫ُ ً‬
‫)‪(1‬‬
‫ـدت فﻼنــا إذا ناقشــته ـ اﻷمــر‪«.‬‬ ‫ينقــد بصــره إ ـ ال ـ ء إذا لــم يــزل ينظــر إليــه‪ ...‬ناقـ‬
‫جيــد الــكﻼم مــن رديئــه و يحــه مــن فاســده‪ ...‬بيــان أوجــه ا ســن وأوجــه‬ ‫»النقــد فـ ّـن تمي ـ ّ‬ ‫بـ ّ‬
‫)‪(2‬‬ ‫العيــب ـ ـ ء مــن اﻷشــياء‪ ،‬عــد فحصــه ودراســته‪ ...‬انتقــد الشــعر ع ـ قائلــه‪ :‬أظ ــر َ‬
‫عيبــه‪«.‬‬
‫ج ـ » ــو التمي ـ ب ــن اﻷشــياء نقــول‪ :‬نقــدت الد ا ــم أي م ـ ت ا يــد م ــا مــن الزائــف ّ‬
‫والنقــد ــو‬ ‫ر‬
‫ّ‬
‫اﳌناقشــة‪ ،‬نقــول‪ :‬ناقــده ـ اﳌســألة أي ناقشــه‪ .‬و طلــق النقــد ع ـ الــوازن مــن اﻷشــياء أي‪ :‬الرا ـ‬
‫)‪(3‬‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‪«.‬‬
‫للنقــد معــان غز ــرة ولکــن مــا عن نــا نــا أننــا انتخبنــا معنــاه اﻷعــم واﻷجــدر حســب اﳌعاجــم‬
‫»النقــد« ــو التمي ـ ب ــن الصائــب وا اطــئ و ــن اﻷجــود واﻷســوأ‬ ‫اللغو ّ ــة ال ـ شـ إليــه و ــو أن ّ‬
‫أيضــا‪ .‬والنقــد ـ موضــع آخــر ﻻ يــدل ع ـ‬ ‫ـلبية ً‬
‫اﻹيجابيــة والسـ ّ‬
‫ّ‬ ‫کمــا أنــه يــدل ع ـ إظ ــار اﳌ ـ ات‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫اﻻس ش ـ ال الســل واﻻع ـ اض التافــه فقــط بــل إيضــاح نقاط ــا ِاﻻيجابيــة أيضــا‪ .‬واليــوم اذا‬
‫»النقــد« فيخطــر ببالنــا أنــه إظ ــار مــا بــه مــن العيــوب فقــط‪ .‬وجديــر بالذکــر أن‬ ‫ســمعنا مصط ـ ّ‬

‫‪203‬‬
‫‪‬‬
‫كت ًابا غر ي ن عرفوا ّ‬
‫النقد بأنه فحص اﳌؤلفات واﳌؤلف ن القدماء واﳌعاصر ن لتوضيح م‬ ‫ناك ّ‬
‫وشــرح م وتقدير ــم‪.‬‬
‫‪1‬ـ‪2‬ـ ‪‬‬
‫‪            ‬‬
‫والنقــد ـ اﳌصط ـ‬ ‫أيضــا‪ّ .‬‬‫ً‬ ‫»النقــد« اللغــوي فمعنــاه اﻻصطﻼ ـ وا ـ‬ ‫ونظـ ًـرا ﳌع ـ ّ‬
‫ّ‬
‫اﻷدبيــة ومــن الطبي ـ بمــا أن ال جمــة مــن فــروع ّ‬
‫ّ‬
‫النقــد‬ ‫اﻷد ــي يــدرس و بحــث عــن تقييــم اﻷعمــال‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اﻷد ــي فنقــد ال جمــة يقيــم النصــوص اﳌ جمــة مــن نــواح وجوانــب ش ـ ‪ .‬و»نقــد علــم ال جمــة‬
‫أع ـ تحديــد اﻷســس الوا ــة الصر ــح ال ـ ت ب ـ اﻷر ان ال يحــة ل ــذا الفــرع العل ـ ‪ .‬ف ــذا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أمــر صعــب ومعقــد‪ .‬و شــأ عقيــد نقــد ال جمــة العل ـ مــن أن ب ّيــة وإطــار ال جمــة ﻻ عتمــد ع ـ‬
‫علــم واحــد بــل تت نــاه معــارف العلــوم اللغو ّ ــة اﻷخــری و نــاء ع ـ ــذا يتمکــن مــن دراســة وج ــات‬
‫)‪(4‬‬
‫النظــر ا تلفــة‪«.‬‬ ‫ّ‬
‫»النقــد«؟ ا ــواب وا ـ فالعﻼقــة‬ ‫مــا العﻼقــة ب ــن اﳌعنى ــن اللغــوي واﻻصطﻼ ـ ل لمــة ّ‬
‫ـ الكشــف والتمي ـ ب ــن الصائــب وا اطــئ ـ ل م مــا‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1‬ـ‪3‬ـ ‪‬‬
‫‪‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫اصطﻼحــا‪ :‬ــو فــن دراســة اﻵثــار واﻷعمــال اﳌ جمــة وإظ ــار قيم ــا‪ .‬ونقصــد‬ ‫نقــد ال جمــة‬
‫عمــا ف ــا مــن ا ماليــات فن بع ــا ومــا‬ ‫بنقــد ال ّ جمــة دراســة النصــوص اﳌ جمــة‪ ،‬وذلــك بالكشــف َ‬
‫ّ‬ ‫قــد يوجــد مــن عيــوب فنتجنــب الوقــوع ف ــا‪ .‬أو ّ‬
‫النقــد ال ج ـ بمف ومــه اﻻصطﻼ ـ ــو دراســة‬
‫اﻷعمــال اﳌ جمــة وتفس ـ ا وتحليل ــا وموازن ــا غ ــا‪ .‬و ــو ــدف إ ـ أن قــارئ اﻵثــار اﳌ جمــة‬
‫ّ ّ‬
‫عمليــة ال جمــة صعبــة ومعقــدة حيــث ﻻ علــم أنــه ع ـ ع ـ أغراضــه أم ﻻــ؟‬ ‫ين بــه بــأن‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ﱠ‬
‫راجــت وج ــة نظــر و ـ أن اﳌ جــم يلــزم أﻻ يخطــئ أبــدا‪ .‬ف ـ ی ناقــد ال جمــة اذا حصــل‬
‫ّ‬
‫الباقيــة ع ــن‬ ‫النقــد يأخــذ ‪٪ 10‬‬ ‫اﳌ جــم ع ـ ‪ ٪ 90‬مــن أ دافــه فيــدل ع ـ أنــه قــام بأدائــه ولکــن ّ‬
‫ُ‬
‫أساســا فــاذا أخطــأ‪ ،‬نقــد شـ ً‬
‫اﻻعتبــار و نقــد اﳌ جــم بحــدة وشــدة فـ»تصعــب م نــة اﳌ جــم ً‬
‫ـديدا بيــد‬
‫أن أعمالــه اﳌ جمــة القيمــة ﻻ تؤخــذ ع ــن اﻻعتبــار‪ .‬ﻷن کث ـ ً ا مــن النــاس عتقــدون أن العــارف‬
‫ُ‬
‫)‪(5‬‬
‫وا يــد باللغتن ــن يتمکــن مــن مثــل اﳌ جــم اﳌتضلــع أن يقــدم ترجمــة ثمينــة‪«.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫و مكــن القــول أن نقــد ال جمــة ــو نظــرة جامعــة وما عــة ش ـ جوانــب ال جمــة‪ .‬وإن‬
‫أيضــا‪ .‬وقــد تصعــب‬ ‫يجــب اﻻع ـ اف بأنــه لــم ينظــر إليــه نظــرة شــاملة ح ـ اﻵن بــل لــم يک ثــوا بــه ً‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫التفرقــة ب ــن ال جمــة الصائبــة وا اطئــة أحيانــا‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬‫‪ 1‬ـ ‪ 4‬ـ ‪ ‬‬
‫ّ‬
‫تحليليــة مت املــة ســاعد ا اطــب ع ـ النــص اﳌ جــم بصــورة‬ ‫النقــد ال ّ ج ـ ــو ّ‬
‫عمليــة‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫جماليــة ﻻ يتمکــن ا اطــب مــن‬ ‫يحــة ﻷنــه محاولــة لﻺفصــاح عمــا يتضمنــه النــص مــن خ ـ ة‬
‫والعمليــة ّ‬
‫الن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫إد اك ــا إﻻ بواســطة ّ‬
‫قديــة تمــر بثــﻼث مراحــل و ـ ‪ :‬الــف ـ مرحلــة‬ ‫الناقــد ال ج ـ ‪.‬‬ ‫ر‬
‫»التفس ـ « أي‪ ،‬إيضــاح اﳌع ـ العــام‪ .‬ب ـ مرحلــة »التحليــل« ع ـ أســلوب التعب ـ عــن اﻷف ـ ار‬
‫والعواطــف‪ .‬ج ـ مرحلــة »التقو ــم« أي إظ ــار مــدی النجــاح أو اﻹخفــاق‪.‬‬
‫‪204‬‬
‫‪‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫کمــا أســلفنا يلــزم دراســة إنجــاح اﳌ جــم أو إخفاقــه ـ نقــد ال جمــة‪ .‬و»نجــاح اﻷثــر ال ج ـ ي ت ـ‬
‫إ ـ ثﻼثــة عوامــل و ـ ‪:‬‬
‫الثقافيــة اللغو ّ ــة ‪ :‬ــل اﻷثــر اﳌ جــم يــدل ع ـ معالــم اللغــة وثقافــة اللغــة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اﳌعرفيــة‬ ‫الــف‪ -‬ا ــة‬
‫اﻷصــل ومخاطب ــا؟‬
‫ب‪ -‬القصد وال دف ‪ :‬ل اﻷثر اﳌ جـ ـ ـ ــم ع ع أ داف اﳌ جم اﳌقصودة أم ﻻ؟‬
‫)‪(6‬‬ ‫ّ‬
‫العالية والﻼزمة؟«‬ ‫مقبولية اﻷثر‪ :‬ل اﻷثر اﳌ جم قابل للقبول وتحمل ا ودة‬ ‫ّ‬ ‫ج‪-‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪2‬ـ‬
‫النقــد يبــدأ بــدور التحليــل وعمــل الفكــر والعقــل والتحليــل‪ .‬ومــن ــذا اﳌنطلــق ﻻشــك بــأن‬ ‫ّ‬
‫النقــد ال ــادف أمــر ص ـ إن ان ـ وج تــه والغــرض منــه اﻹصــﻼح والتقو ــم‪ .‬کمــا ﻻبــد لوجــود ناقــد‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ال جمــة ليقــوم بواجبــه الن يــل تجــاه مــا يمــر ع ـ جســر ال جمــة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪2‬ـ‪1‬ـ‬
‫الناقــد لﻼرتقــاء باﳌ جــم بمنحــه اﳌﻼحظــات والتوج ــات وإب ـراز‬ ‫الــف ـ نقــد بنــاء ‪ » :‬س ـ فيــه ّ‬
‫النقــد ـ اﳌصمــم ً‬
‫ايجابــا‪.‬‬ ‫نقــاط الضعــف ـ ال ّ جمــة و ؤثــر ذلــك ّ‬
‫الناقــد ع ـ ا املــة ـ نقــده ﻷســباب‬ ‫النقــد البنــاء‪ .‬حيــث عتمــد ّ‬ ‫ب ـ نقــد ــدام ‪ :‬و ــو عكــس ّ‬
‫علم ــا ــو ولعــل أ م ــا ــو عــدم صﻼحيتــه كنقــاد وقــد ي ــون مــن بي ــم ذلــك الــذي يكتفــي عبــارات‬
‫الثنــاء ل ــي يكســب صــوت ـ أعمالــه القدامــة و كتفــي بتك ـرار رد مــن قبلــه دون قناعــه بــه‪.‬‬
‫النقــد وذلــك ﻷن الغــرض ــو تحطيــم اﳌ جــم لنقــد ســابق شــعر‬ ‫ج ـ نقــد انتقــام ‪ :‬و ــو أســوأ أنــواع ّ‬
‫فيــه أنــه نقــده لﻼنتقــاص منــه ومــن إبداعــه فيجد ــا فرصــة مناســبة أن يــرد لــه الديــن ح ـ وان ان‬
‫النــص اﳌ جــم ـ أفضــل حاﻻتــه ور مــا يقــع ع ـ نقــاط ضعــف ـ العمــل ولكــن لــم يكــن ال ــدف‬
‫)‪(7‬‬
‫النفــع بقــدر مــا ــو اﻻنتقــاص‪«.‬‬
‫ﻻشــك أن ل أثــر ترج ـ لــو دققنــا بــه لوجدنــا عــض القصــور ع يــه و ــذا موجــود ـ‬
‫ل اللغــات‪ .‬فضــرورة ﻻتنکــر و ـ وجــود ناقــد ترجمــة يتمكــن مــن دراسـ ا دراســة ّ‬
‫متأنيــة وعميقــة‬
‫ّ‬
‫و جيــد التعامــل مــع أ ــاب ال جمــة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪          ‬‬ ‫‪2‬ـ‪2‬ـ‬
‫ـامية بأســلوب صائــب فــﻼ بــد لــه أن يصــل إ ـ الفئــة‬ ‫النقــد السـ ّ‬‫ل ــي تتحقــق أ ــداف ّ‬
‫النقــد الســل واﻹيجا ــي أك ـ ان شـ ًـارا ـ مجتمعنــا‬ ‫اﳌس ـ دفة‪ .‬ومــن اﳌﻼحــظ أن أغلــب أنــواع ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التخصصيــة والکفــاءات الﻼزمــة‪ .‬ﻹن‬ ‫اليومــي لغيــاب اﳌ ـ ات ا اصــة بنقــاد ال جمــة م ــا‪ :‬عيــاب‬
‫ـروطا ﻻتنطبــق ﱠإﻻ ع ـ ذو علــم وخ ـ ة ومتخصــص متضلــع‪ .‬وأمــا مــا يقصــد ّ‬ ‫ً‬
‫بالناقــد كناقــد‬ ‫للنقــد شـ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫ال جمــة يتع ــن عليــه أن ي ــون أ ــﻼ لينقــد نصــا م جمــا عــد قـراءة النــص الدقيقــة ومــن ثــم تحليلــه‬
‫الــذي ع ـ بيــان مم ـ ات النــص اﳌ جــم وعيو ــه‪ .‬ل ــذا ينقســم ّ‬
‫النقــاد إ ـ أر عــة‪:‬‬
‫ّ‬
‫الــف ـ الناقــد الســل ‪ :‬ــو اذا نقــد النــص اﳌ جــم فـ ل مــا يـراه و أنــه عيــب أو خطــأ‪ ،‬ح ـ لــو لــم‬

‫‪205‬‬
‫‪‬‬
‫ّ‬
‫يكــن كذلــك‪ .‬ف ــو م شــائم ﻷنــه ينقــد ل مــا تحو ــه النصــوص اﳌ جمــة بنظــارة ال شــاؤم‪.‬‬
‫ّ‬
‫ب ـ الناقــد اﻹيجا ــي ‪ :‬ــو ينقــد و ـ ز محاســن وجماليــات اﻷعمــال اﳌ جمــة فقــط و تجا ــل‬
‫العيــوب‪ ،‬و عت ـ عــض العيــوب محاســن ً‬
‫أحيانــا لسـ ب مــا و حــاول أن يز ــا بــل يمکــر ا اطــب‬
‫ً‬
‫أيضــا‪.‬‬
‫الناقــد اﳌ ج ـ ا قيقــي ‪ :‬ــو ّ‬ ‫ّ‬
‫الناقــد الــذي يــرى ا انب ــن الســل واﻹيجا ــي لﻶثــار واﻷعمــال‬ ‫جـ‬
‫ً‬
‫اﳌ جمــة أيضــا‪ ،‬و نظــر إل ــا ع ــن ثاقبــة بالتحليــل والفحــص‪ ،‬مــن جميــع النوا ـ وا ــات مــن‬
‫الناقــد ا قيقــي يحــاول أن يب ــن ل مــا عنيــه ـ النــص اﳌ جــم‬ ‫ضم ــا ذوق ا م ــور‪ ،‬نجــد أن ّ‬
‫ش ـ ل وا ـ دون الغمــوض‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اﳌبطــن ‪ّ :‬‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الناقــد ﻻيتمکــن مــن النقــد اﳌباشــر خشـ ّـية مقــص الرقيــب أو أمــر آخــر خــارج‬ ‫د ـ الناقــد‬
‫ً‬
‫عــن إرادتــه أحيانــا حيــث يرغــم ا ــروج عمــا يرومــه في ــأ لﻸســلوب اﻹيجا ــي حيــث يتطــرف و غا ـ‬
‫ً‬
‫ـ بيــان مدحــه قاصـ ًـدا بذکــر ســلبيات اﳌنقــود فعــﻼ‪.‬‬
‫ّ‬
‫و نــا يجــب أن ن ســاءل ‪ :‬مــن يــدرس و بحــث عــن ال جمــات علميــا وأ ادميــا؟ اﳌ جــم أم‬
‫الناقــد ــو اﻷحســن واﻷمثــل لنقد ــا وإب ـراز ّ‬ ‫اﳌؤلــف أم غ مــا؟ مــن الطبي ـ أن ّ‬ ‫ّ‬
‫النظر ــات ـ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مضمــار نقــد ال جمــة‪ .‬فتجــدر بنــا اﻹشــارة إ ـ ما ّيــة م ـ ات »ناقــد ال جمــة« أوﻻ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تحليليــة مت املــة ســاعد ا اطــب ع ـ النــص اﳌ جــم بصــورة‬ ‫ّ‬ ‫النقــد ال ّ ج ـ ــو ّ‬
‫عمليــة‬ ‫ّ‬
‫جماليــة ﻻ يتمکــن ا اطــب مــن‬ ‫ّ‬ ‫يحــة ﻷنــه محاولــة لﻺفصــاح عمــا يتضمنــه النــص مــن خ ـ ة‬
‫ّ‬ ‫إد اك ــا إﻻ بواســطة ّ‬
‫الناقــد ال ج ـ ‪.‬‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ممــا الســالف الذکــر ســت تج أن عمليــة نقــد ال جمــة تحتــاج إ ـ ـ ص متمكــن عل ـ‬
‫قديــة‬ ‫العمليــة ّ‬
‫الن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ترج ـ وع ـ در ّايــة املــة باﳌوضــوع الــذي ــو بصــدد نقــده وإﻻ ان ن يجــة تلــك‬
‫ّ‬
‫حقيقيــة وت ت ـ إ ـ الفشــل واﻹخفــاق‪.‬‬ ‫غ ـ ذات قيمــة‬
‫للناقــد‪ ،‬م مــة صعبــة و امــة واذا قــام ــا يحــة فتصــل إ ـ ن يجــة م شــودة وتــؤدي إ ـ‬
‫تطــور وتقــدم واســع ـ اﳌضمار ــن اﻷد ــي واللغــوي وإ ـ ر ـ اﻷعمــال اﳌ جمــة و عال ــا‪.‬‬
‫ّ‬
‫کمــا ذکرنــا سـ ًـلفا ﻻ يتمکــن مــن تحديــد اﳌعاي ـ واﻷســس لنقــد ال جمــة ولکــن مــن اﳌمکــن‬
‫ّ‬
‫أن توضــع عــض اﻷطــر واﳌواز ــن والشــروط لــه ح ـ يتضاعــف قيمــة ال جمــة واعتماد ــا‪ .‬واﻵن‬
‫الناقــد ـ أن يبــدي رأيــه‪ :‬ــل ترا ـ تلــک اﻷصــول واﳌبا ــي ـ النــص اﳌ جــم أم ﻻ ؟ ﻷنــه ــو‬ ‫م مــة ّ‬
‫ّ‬
‫الوحيــد الــذي يص ـ و ليــق أن يبــدي آراءه ووج ــات نظــره ـ ال جمــة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪3‬ـ‪1‬ـ‬
‫نــا نجــد أنفســنا أمــام عــدة ســاؤﻻت امــة ت ـ ز لنــا مثــل‪ :‬مــن ــو ّ‬
‫الناقــد؟ و ــل يقــوم‬
‫الناقــد ومواصفاتــه عــﻼوة ع ـ الشــروط‬ ‫العمليــة ال ّ ّ‬
‫جميــة؟ مــا ـ م ـ ات ّ‬ ‫ّ‬ ‫بــدوره شـ ل ﻻئــق يفيــد‬
‫ّ‬ ‫ی‬
‫العامــة؟ مــن ــو ال ـ ص اﳌؤ ــل للنقــد؟ أو عبــارة أخــر مــن ــو الناقــد؟ ومــا ـ مؤ ﻼتــه ؟‬

‫‪206‬‬
‫‪‬‬

‫وم ـ يجــوز لــه أن ي تقــد؟‬


‫ّ‬
‫ســيجد ا اطــب أجو ــة ــذه اﻷســئلة عــد التعر ــف بناقــد ال جمــة وأمــا ــو إ ســان يقيــم‬
‫ّ‬
‫أداء اﳌ جــم عــد فحصــه وتحليلــه ودراســته مــن افــة ا وانــب و تــم بمبا ــي ال جمــة وأر ا ــا‬
‫وعلميــة فيمــا ي تقــده و ــو يحمــل ع ـ الشــروط العامــة‪ ،‬ا ـ ة ـ ا ــال‬ ‫ّ‬ ‫أدبيــة ولغو ّ ــة‬‫ولــه در ّايــة ّ‬
‫الــذي ي تقــده‪ ،‬کمــا أن لــه أســلو ه اﳌ ــذب الرا ـ عنــد نقــد النــص اﳌ جــم وﻻ ســتخدم العبــارات‬
‫وا مــل اﳌعقــدة الغامضــة وﻻ ال لمــات غ ـ اﳌف ومــة واﳌبتذلــة‪.‬‬
‫بمــا أنــه يؤثــر ع ـ أ ــاب اﻷعمــال اﳌ جمــة يجــب أن ي ــون ذا قــدرات معينــه وصفــات‬
‫ّ‬ ‫تجعلــه يقــوم ّ‬
‫بالنقــد ع ـ الش ـ ل ال يــح الســليم ولکــن‪ :‬ــل ي ب ـ للناقــد ال ج ـ أن ي ــون‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ودارســا أ اديميــا لل جمــة؟ تصعــب اﻹجابــة عــن ــذا الســؤال‪ .‬ﻷن عــض نقــاد ال جمــة‬ ‫متخصصــا‬
‫ّ‬
‫يختــارون م نــة ال جمــة دون أن يدرســوا ـ ا امعــات أو اﳌعا ــد ال ّ‬ ‫ّ‬
‫جميــة ومــن جانــب آخــر‬
‫يدر و ــا عنــد اﻹشــتغال‪ .‬ولکــن الباحــث‬ ‫نــاك م ــم يتعلمــون علــم ال ّ جمــة ّ‬
‫النظــري ف مــا ومــن ثــم ّ‬
‫انيــة أن ـ وأدری باﳌوضــوع‪ .‬حي ئــذ يأ ــي ّ‬ ‫ّ‬
‫النقــد رص ًنــا ومفيـ ًـدا‪.‬‬ ‫الث ّ‬ ‫يــری الفئــة‬
‫للناقــد عــدة م ـ ات ومؤ ــﻼت يجــب أن تتوفــر ل ــا أو عض ــا فالباحــث ش ـ إ ـ أ م ــا‬
‫الرئ ـ موجـ ًـزا و ـ ‪:‬‬
‫ّ‬
‫العلميــة‬ ‫الناقــد أن ي ــون واســع اﻻط ــﻼع و ــذا ﻻ بــد أن يأ ــي ع ـ افــة ا وانــب‬ ‫الــف ـ يتع ــن ع ـ ّ‬
‫النظرّ ــة فﻼيفتقــد ا انــب‬ ‫امنــا‪ ،‬ورغــم أنــه ع ـ اطﻼعــه الواســع ـ مضمــار ال ّ جمــة ّ‬ ‫والعمليــة م ً‬
‫ّ‬
‫ً‬ ‫ّ ّ‬ ‫ً‬
‫التطبيقــي ف ــا أيضــا‪ .‬عــﻼوة ع ـ ذلــک تــم بفــن ال جمــة حيــث يجــب أن ي ــون ملمــا ومتضلعــا ـ‬
‫ــذا اﳌضمــار‪.‬‬
‫ّ‬
‫ب ـ أن ي ــون ذا مو بــة لدراســة النــص اﳌ جــم وتفحصــه حيــث يجــد اﻷخطــاء ا تملــة بﻼغيــة‬
‫دﻻليــة أو نقــاط ضعــف أخــری ـ الکتابــة وغ ــا‪.‬‬ ‫نحو ّ ــة ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫منصفــا ً‬‫ً‬
‫ومطلعــا ع ـ شــؤو ا امــﻼ کمــا يجــب أن ي ــون‬ ‫حازمــا حافــظ اﻷس ـرار‬ ‫ج ـ يلــزم أن ي ــون‬
‫واعيــا حــاد البصــر والدقيــق وحــاد الذ ــن‪.‬‬ ‫ً‬
‫الناقــد القا ـ فيلــزم أن ي ــون محايـ ًـدا ـ اﳌوضــوع و عيـ ًـدا عــن ا ـ ّـب والبعــض‪ .‬فالقا ـ‬ ‫دـ ّ‬
‫ّ‬
‫يحكــم ـ محکمــة محــددة ولکــن الناقــد يحکــم ـ محکمــة غ ـ محــددة و بــدي رأيــه أمــام ا تمــع‬
‫فعليــه أن ّيتصــف بم ـ ة اﻹنصــاف مثلــه‪.‬‬
‫الناقــد تأ ــي عــد النــص فــأول ناقــد ــو صاحــب النــص نفســه حيــث عيــد قـراءة‬ ‫ـ ـ » ـ ح ــن وظيفــة ّ‬
‫الناقــد‬ ‫نصــه فيغ ـ فيــه كيفمــا يتفــق معــه يحــذف لمــه أو غ ـ مفــرده أو غ ـ مع ـ لتبقــى وظيفــة ّ‬
‫النقــد وقــد ي ــون مــن عامــة النــاس وﻻ شـ ط فيــه أن ي ــون ً‬
‫أديبــا ليبــدي رأيــه‬ ‫كناقــد غ ـ صاحــب ّ‬
‫)‪(8‬‬
‫كقــارئ محايــد‪«.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫و ـ ﻻي ب ّ‬
‫النظر إ اﳌوضوع سطحيا صور ا بل ي ب أن ي ون الناقد متأمﻼ را ا فيه‪ .‬و تع ن‬
‫عليــه أن ــدف اﻻرتقــاء باﻷعمــال اﳌ جمــة وال ک ـ عل ــا و نــاء الثقــة للمخاطــب‪ .‬وﻻي تقــص مــن‬
‫اﳌ جــم بــل يحــرص ع ـ ظ ــور أعمالــه بالشـ ل اﳌناســب‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫‪‬‬

‫الناقــد أن يمتلــك قــوة ا ــة وال ــان والقــدرة ع ـ تقديــم اﻻق احــات وا ـ‬ ‫ز ـ يتع ــن ع ـ ّ‬
‫إيجابيــة ﻹقنــاع اﳌتخصص ــن وا ـ اء‪ .‬و رجــع ذلــك ﳌــا‬ ‫ّ‬ ‫وال ا ــن ﳌــا ينقــده مــن نقــاط سـ ّ‬
‫ـلبية أو‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫يمتلكــه مــن مــادة ّ‬
‫الوافيــة ـ مجال ال جمة‪.‬‬ ‫علميــة غز ــرة ســعفه ع ـ تقديم ــا عــﻼوة ع ـ تجر تــه‬
‫ح ـ أن ينقــد حســب الظــروف وع ـ مقت ـ ا ــال و ســتخدم عبــارات مﻼئمــة لتغي ـ وت يــح‬
‫اﻷخطــاء واﻻرتقــاء بنقــاط الضعــف‪.‬‬
‫ّ‬
‫ط ـ التقديــم والتعر ــف بال جمــة الصائبــة مــن ا اطــئ‪ ،‬واﳌ بــة ــا مــن الراغبــة ع ــا‪ ،‬واﳌن ّيــة‬
‫النقــد بطر قــة مشــوقه صر حــة تو ـ نقــاط الضعــف والقــوة‬ ‫مــن ع ــا إ ـ ا اطــب‪ .‬وتقديــم ّ‬
‫بطر قــة مقبولــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ي ـ تدر ب أسلوب ال جمة ال يح أثناء نقد ال جمة ودراس ا‪.‬‬
‫الناقــد الرئ سـ ّـية ـ الكشــف عــن مضام ــن النــص اﳌ جــم‪ .‬فيلــزم أن ي تعــد عــن اﳌغــاﻻة‬ ‫ک ـ م مــة ّ‬
‫واﳌدا نــة واﳌلــق واﻻنتمــاء إ ـ اﳌ جــم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ل ـ يتفــاءل ّ‬
‫الناقــد و ب ـ اﻷصــل ع ـ ب ـراءة اﳌ جــم وﻻ ع ـ خيانتــه ح ـ تخلــق ا ماليــات ـ‬
‫ّ‬
‫ال جمــة‪.‬‬
‫م ـ من ــه ي ب ـ ع ـ اﻷســاس العل ـ واﻷ ادمــي بيــد أنــه يلــزم أن ي ــون قابـ ًـﻼ للف ــم مس ـ ً‬
‫ندا إ ـ‬
‫اﻹيجابيــة و حــض و حــث ع ـ‬ ‫ّ‬ ‫ـلبية‪ .‬ف کــز ع ـ اﳌواضــع‬ ‫اﻹيجابيــة والسـ ّ‬
‫ّ‬ ‫م ـ ات النــص اﳌ جــم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اﻻســتمرار ف ــا بقــدر ال ك ـ ع ـ النقــاط الســلبية‪.‬‬
‫بالنقد والدراسة والنص اﳌ جم وﻻ بـ»من ترجمه«‪.‬‬ ‫ن ـ أن يک ث و تم ّ‬
‫عارفا بکﻼم ال ّ جمة ّ‬
‫ومقو ًما له‪.‬‬
‫ن ً‬
‫س ـ أن ي و‬
‫ً‬
‫متذوقــا متمکنــاً‬ ‫الناقــد يزد ــر تــذوق اﳌ جم ــن وإحساسـ م وفکر ــم الن يلــة‪ .‬فيحتــاج أن ي ــون‬ ‫عـ ّ‬
‫ّ‬
‫مــن ـ يص الشــذوذ ـ ال جمــة مــن جميــع جوان ــا مك شـ ًـفا نقــاط ا مــال والروعــة ف ــا‪.‬‬
‫ﱠ‬
‫ف ـ أﻻ يتح ـ بم ـ ة ا قــد وا ســد الرديئــة کمــا ﻻ يدخــل نوايــاه الد ســة والضا عــة ـ حــوزة‬
‫ّ‬
‫النقــد‪.‬‬
‫النقــد‪ ،‬والتجر ــح وال ر ــج‪.‬‬ ‫الناقــد ا قيقــي بأنــه ي تعــد عــن ا امــﻼت واﳌصا عــات ـ ّ‬ ‫ص ـ يمتــاز ّ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫واذا لــم يکــن الناقــد ال ج ـ محايــدا نز ً ــا فيؤثــر تأث ـ ً ا ســلبيا ع ـ ا اطــب جــدا حيــث ﻻ ّ‬ ‫ّ‬
‫عولــون‬
‫ﱠ‬ ‫ّ‬ ‫عليــه ـ أعمالــه القادمــة‪ .‬فا ايــدة وال ا ــة مــن أســس ّ‬
‫النقــد ال ج ـ ‪ .‬فيلــزم أﻻ يتحــدی اﻵخر ــن‬
‫بــل يصا ــم وﻻيصا ع ــم ‪.‬‬
‫والسلبية معا‪ً.‬‬
‫ّ‬ ‫ق ـ ﻻي ب إظ ار عيوب ال ّ جمة فقط بل يری م ا ا اﻹيجابيةّ‬
‫بانيــا اﳌ جم ــن اﻷکفــاء اﻷخر ــن‪ .‬بيــد أنــه ي ب ـ أن ي ــون ذا خ ـ ة ّ‬
‫نقديــة‬ ‫ر ـ أن ي ــون نقــده ّبنــاء ً‬
‫ودر ّايــة تؤ لــه للنقــاش حــول النــص اﳌ جــم‪.‬‬
‫واﻻجتماعيــة للم جــم بــل يقيــم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الفرديــة‬ ‫ّ‬
‫صوصيــة‬ ‫الناقــد ﻻيتدخــل ـ دائــرة الشــؤون ا‬ ‫شـ ّ‬
‫و ــدرس النصــوص اﳌ جمــة فقــط‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫‪‬‬
‫ـتغﻼ ـ مضمــار ال ّ جمــة ومــا عن نــا نــا ــو أ ّ‬ ‫ً‬ ‫ً ّ ً‬
‫ميــة‬ ‫فعــاﻻ مشـ‬ ‫ت ـ قــد يفيــد للناقــد أن ي ــون م جمــا‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫التخصصيــة ف ــا‪ .‬يلــزم أن ي ــون م جمــا جــرب عمليــة ال جمــة مـرارا ح ـ يتــم النقــد علميــا‪.‬‬
‫افيا من النص اﳌ جم‪.‬‬ ‫وافيا ً‬‫الناقد يک ث بو ا اطب ح يتمتع ً‬ ‫ثـ ّ‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫خ ـ ل ــس مــن اﳌبالغــة ـ ـ ء أن نقــول إن ع ـ ّ‬
‫الناقــد أن ي ــون فيلســوفا ـ ال جمــة ــي ينظــر‬
‫ّ‬
‫للنــص ال ج ـ اﳌنقــود مــن افــة جوانبــه ول ــس مــن جانــب واحــد فقــط‪ .‬فيجــب أن ي ــون عالــم‬
‫ّ‬
‫ال جمــة نظـ ًـرا لتخصصــه‪.‬‬
‫الناقــد أن يتعــرف ع ـ العلــوم ا ديثــة مثــل علــم اللغــة وعلــم النفــس اللغــوي وعلــم‬ ‫ذ ـ يلــزم ّ‬
‫اﻻجتمــاع اللغــوي وغ ــا‪.‬‬
‫صية و رغمــه‬ ‫الناقــد أن ي ــون متح ـ ً ا عبــارة أخــری ﻻي ب ـ أن يدخــل عقائــده ال ـ ّ‬ ‫ض ـ ﻻي ب ـ ّ‬
‫النقــد بــل دون أي تح ـ يل ـ م‬ ‫ـ ا ــاﻻت الش ـ ‪ ،‬السيا ـ والدي ـ واﻻجتما ـ وغ ــا عنــد ّ‬
‫صية وعقائــده و ضــع النــص اﳌ جــم ـ م ـ ان ّ‬
‫النقــد فقــط‪.‬‬ ‫بقيمــه ال ـ ّ‬
‫ّ‬
‫ظ ـ يتع ــن ع ـ ناقــد ال جمــة أن يتمتــع بالذ ــن اﳌفتــوح وحــدة الــذ اء کمــا يجــب أن ي ــون ثاقــب‬
‫ـلبية للنــص اﳌ جــم وتحليــل نقــاط‬ ‫اﻹيجابيــة أو السـ ّ‬
‫ّ‬ ‫الذ ــن وذا مخيلــة واســعة لتق ـ ا قائــق‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الضعــف أو القــوة للم جــم بأســلوب مع ــن‪ .‬فيقــوم بنقــد ودراســة ال جمــات بالعيــون اﳌس ـ ة‬
‫ً‬
‫فصيحــا مو ً ــا‬‫ً‬ ‫مس ـ دفا في ب ـ عملــه ع ـ أســاس الشــعور وﻻ الشــعار فيلــزم أن ي ــون نقــده‬
‫عيـ ًـدا عــن الغمــوض والتعقيــد‪.‬‬
‫غ ـ يتحتم عليه أن علم أنه مؤتمن س شار إليه واﳌس شار أم ن مؤتمن ﻻيخون اﻵخر ن‪.‬‬
‫الناقــد مــن ل ـ ء‪ ،‬وأن ســتقبل النــص اﳌطلــوب نقــده و ــو خا ـ‬ ‫الــف‪1.‬ـ »أنــه ﻻ بــد أن يتجــرد ّ‬
‫ّ‬
‫القوميــة ومــن الديانــة وانحيــازه‬ ‫ـبقا عــن ــذا النــص‪ ،‬وأن يخ ـ نفســه مــن‬ ‫الذ ــن ممــا ســمعه مسـ ً‬
‫إ ـ لغــة معينــة أو طائفــة معينــة‪«.‬‬
‫)‪(9‬‬

‫ّ‬
‫ـمية أن تلعــب دور ــا ا اســم ـ إســعاف الناقــد عــﻼوة ع ـ اک ا ــا‬ ‫ب‪1.‬ـ يجــب ع ـ ا ــات الرسـ ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بنقــد ال جمــة و تع ــن عل ــا أن توفــر اﻻحتياجــات الﻼزمــة ـ ــذا اﳌضمــار‪.‬‬
‫الناقــد عــﻼوة ع ـ اﳌ ـ ات اﳌطروحــة اﳌنصرمــة يتح ـ بالشــروط‬ ‫واﻵن يجــب التذک ـ بــأن ّ‬
‫العامــة مثــل‪ :‬اﻷمانــة والتضلــع ع ـ اللغت ــن اﻷصــل وال ــدف والتعــرف ع ـ اﳌوضــوع وإيجــاد‬
‫اﳌعادلــة وغ ــا‪.‬‬
‫ّ‬
‫و نــا يطــرح ــذا الســؤال‪ :‬أيــن م انــة ناقــد ال جمــة ب ــن اللغو ــن اليــوم و ـ بﻼدنــا ــذه‬
‫؟ فنــدع ا ــواب ع ـ ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدة ا اطب ــن اﻷعـزاء ر ً‬
‫اجيــا العثــور ع ـ جــواب جديــر وصائــب‪.‬‬
‫)إن شــاء ﷲ(‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ّ‬
‫»إن أمــر نقــد ال جمــة ﻻ يتعلــق فقــط بقيــاس مــا براعــة اﳌ جــم وقدرتــه ع ـ التعب ـ‬
‫باللغــة اﳌنقــول إل ــا‪ ،‬ومســتوى إتقانــه اللغــوي واﻷســلو ي وفــق قواعــد ــذه اللغــة‪ ،‬وﻻ تقــف عنــد‬

‫‪209‬‬
‫‪‬‬

‫النقــل وخيانتــه‬ ‫ﻼفيــة حــول حســن ال ّ جمــة أو قبح ــا‪ ،‬أو صــدق ّ‬ ‫ّ‬ ‫حــد ا ديــث عــن القضايــا ا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مــن خــﻼل أطــر فلسـ ّ‬
‫)‪(10‬‬
‫ـفية‪ ،‬فنجــد البعــض ي نــاول نقــد ال جمــة وفــق معاي ـ قيميــة وجماليــة‪«.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫کمــا أســلفنا ذکــره ﻻ نتمکــن مــن تحديــد نقــد ال جمــة ﻷن ال جمــة تــذوق وفـ ّـن ـ إطــار‬
‫ّ‬
‫خــاص ولكــن مــن اﳌمکــن أن توضــع معاي ـ نقــد ال جمــة وأسسـ ا ومبان ــا ح ـ يل ـ م ــا اﳌ جمــون‬
‫)‪(11‬‬
‫النقــد ح ـ يقيــم شـ ل مــا و ـ ‪:‬‬ ‫خطــوة خطــوة وﻻي ـ ک ــام ّ‬
‫الــف‪ -‬اذا ال ـ م اﳌ جــم بالشــروط العامــة ونقــل رســالة اﳌؤلــف إ ـ ا اطــب و ــو تلقــاه جيـ ًـدا ف ــو‬
‫أيضــا واذا ان ر ً‬
‫اضيــا ع ــا ف ــو يــدل‬ ‫الــذي يتمکــن مــن التمي ـ ب ــن ال ّ جمــة الصائبــة مــن ا اطئــة ً‬
‫فالناقــد يلــزم أن يقـ ّـوم‪ :‬ــل ا اطــب راض ع ــا أم ﻻ؟ مــا ــو رد فعلــه؟ اذا ان‬ ‫ع ـ صوا ــا‪ّ .‬‬
‫التقييــم إيجابيــا أو ســلبيا فيعت ـ معيـ ًـارا لنقد ــا ومعرف ــا‪.‬‬
‫ّ‬
‫ب ـ عت ـ التــذوق الســليم واﻹحســاس ا ميــل مــن م ـ ات ال جمــة الســليمة ﻷن الفصاحــة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وا مــال وسﻼســة واللطافــة وروعــة ا اطــب ـ ال جمــة شـ ط بإرائــة ال جمــة القيمــة وللعثــور‬
‫اليــة ســتقبل ا ا اطــب أم ﻻ خســب اﻷوصــاف‬ ‫ع ـ ال ــدف اﳌذ ــور نــري‪ :‬ــل ال ّ جمــات ا ّ‬
‫اﳌنصرمــة؟‬
‫ّ‬
‫ج‪ -‬إن ال جمــة ت ت ـ إ ـ عوامــل مختلفــة ولکــن ي ب ـ للناقــد أن يبحــث‪ :‬ــل ال ـ م اﳌ جــم‬
‫الصرفيــة والنحو ّ ــة للغت ــن اﻷصــل وال ــدف؟ البتــة تطبيــق قواعــد اللغت ــن ﻻيــدل أ ــا‬ ‫ّ‬ ‫باﳌعاي ـ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ی‬ ‫ّ‬
‫افيــة ومــن ثــم الناقــد ﻻ سـ ند إليــه فقــط بــل الصياغــات اﻷخــر مثــل البﻼغيــة والدﻻليــة وغ مــا‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫ـ ال جمــة‪.‬‬
‫يحــا أم ﻻ؟ إيجــاد اﳌعــادل ـ‬ ‫ً‬ ‫الناقــد يلــزم أن يقيــم‪ :‬ــل تــم اسـ بدال ال لمــات وتنضيد ــا‬ ‫دـ ّ‬
‫ّ‬
‫ال جمــة مــن م ـ ات اﳌ جــم اﳌتضلــع فيــدرس النــص اﳌ جــم دراســة دقيقــة ﻷجلــه واذا لــم يتــم ــذا‬
‫اﳌوضــوع فيخ ـ اﳌ جــم عنــه‪.‬‬
‫ّ‬
‫ـ ـ عت ـ التجر ــة واﳌمارســة مــن معاي ـ نقــد ال جمــة‪ .‬واذا ترجــم اﳌ جــم اﻷعمــال واﻵثــار اﻷخــری‬
‫فالناقــد يتمکــن مــن تقييم ــا و عقــب اﻷثــر اﳌ جــم ا ديــد‪ .‬فــاذا ان نا ً ــا ـ تلــک اﻷعمــال‬ ‫ّ‬
‫اﳌ جمــة فيم ــد الطر ــق ﻷن يبــدي آراءه‪.‬‬
‫ّ‬
‫و ـ ممــا ﻻشــک فيــه أحــد مبا ــي ال جمــة ــو اﻻک ـ اث واﻻ تمــام علــم اللغــة و»أول خدمــة يقدم ــا‬
‫ّ‬
‫والدﻻليــة للغــات‬ ‫العلميــة لل جمــة ــو إبـراز الفــروق الصور ّ ــة‬
‫ّ‬ ‫علــم اللغــة لبيــان اﻷســس واﳌبا ــي‬
‫ﱠ‬
‫الش ـ « ‪ .‬کمــا ذکرنــاه سـ ًـلفا يلــزم أﻻ شــک ـ أنفســنا بــأن اﻻ تمــام بالعلــوم ا ديثــة مثــل‪ :‬علــم‬
‫ّ‬
‫اللغــة‪ ،‬علــم النفــس اللغــوي وعلــم اﻻجتمــاع اللغــوي وغ ــا يــؤدي إ ـ ازد ــار ال جمــة وتطور ــا‬
‫وتقدم ــا؟‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ز ـ ــل را ـ مواز ــن اﳌ جــم ومواصفاتــه العلميــة والفنيــة ـ النــص اﳌ جــم أم ﻻ؟ تمکــن اﳌ جم ــن‬
‫رعاية اﻷمانة والسيطرة ع اللغت ن والتعرف ع اﳌوضوع ومن ّية‬ ‫اﻻح ا والتخص مثل ّ‬
‫ّ‬
‫ال جمــة تــدل ع ـ إنجــاح اﳌ جــم وممــا ﻻ شــک فيــه‪ ،‬نقــل مفا يــم النــص اﻷص ـ ومضامينــه‬
‫ﱡ ّ‬
‫ومعانيــه مــن م ـ ات توفــق ال جمــة‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫‪‬‬
‫ً‬
‫ح ـ أحيانــا ســتخدم ال لمــات اﳌ ــورة وتــؤدي إ ـ ــروب ا اطــب أو تحتــاج عــض اﳌصط ــات‬
‫ّ‬ ‫القانونيــة والفق ّيــة والتأر ّ‬
‫ّ‬
‫خيــة وغ ــا إ ـ إيضــاح أک ـ ـ ال جمــات‪ .‬فيلــزم ال م ــش‪.‬‬
‫ط ـ غيــاب تص يــف ا اطب ــن يــؤدي إ ـ الضعــف ـ ال ّ جمــات فع ـ ّ‬
‫الناقــد أن ين بــه إليــه ﻷنــه‬
‫ّ‬ ‫يلعــب ً‬
‫دورا حاسـ ًـما ـ ال جمــة‪.‬‬
‫ّ‬
‫ي ـ اذا انز ـ وغضــب اﳌ جــم مــن نقــد أعمالــه اﳌ جمــة ف ــذا يــدل ع ـ غيــاب فصاحــة ال جمــة‬
‫وإخفــاق اﳌ جــم فيلــزم ّ‬
‫الناقــد أن ينظــر إ ـ النصــوص اﳌ جمــة مــن ــذا اﳌنظــار إ ـ موضــوع نقــد‬
‫ّ‬
‫ال جمــة‪.‬‬
‫ً‬
‫متعلقــا بالب ئــة ا يطــة‪ ،‬ول ــس غر ــب ع ــا‪،‬‬ ‫ک ـ اﳌعيــار الــذي منــا نــا أن ي ــون موضــوع ّ‬
‫النقــد‬
‫ح ـ ي ــون لــه أثــر وفائــدة‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ ‪              ‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ـ ّايــة مطــاف ــذا البحــث اﳌتواضــع ر مــا نجــد أن النقــد ال ج ـ اﳌتخصــص نــادر‬
‫النقــاد اﳌمتاز ــن‪ .‬ولکــن اﳌطلــوب مــن افــة ا ــات اﳌســؤولة أن‬ ‫جــدا و ــذا ﻻ يــدل ع ـ غيــاب ّ‬
‫ّ‬
‫يتضاعــف اﻷســاتذة اللغو ــن وا امعي ــن اﻻ تمــام واﻻک ـ اث بنقــد ال جمــة أک ـ مــن ذي قبــل‪.‬‬
‫»ومن اﻷمور اﳌ مة ال يجب أن عرف ا ا ميع ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫النقــد‪ ،‬ف نــاك فئــة تــرى أن النقــد ــو انتقــاص م ــا وتــرى أن النقــاد ينقــد‬ ‫‪ 1‬ـ ل النــاس ﻻ يتقبــل ّ‬
‫لتخطئ ــم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫‪ 2‬ـ فئة ﻻ يتغ مستوا ا ﻷ ا ﻻ تنظر للنقد أصﻼ وﻻ م ا اﻹ اﳌدح و م فئة )اﻷغلبية(‪.‬‬
‫النقــد ﻷ ــا تــرى أنــه الطر ــق ال يــح نحــو اﻻرتقــاء‪ .‬و سـ أن غ ـ مــن اﻷخطــاء‬ ‫‪ 3‬ـ فئــة عشــق ّ‬
‫ّ‬
‫)اﻷقليــة( نــادرة‪.‬‬ ‫ال ـ نقــدت‪ .‬وﻻ تتوقــف وترغــب ـ تطو ــر مســتوا ا وجــودة أدا ــا‪ .‬و ــذه‬
‫ً‬ ‫‪ 4‬ـ كث ـ ممــن شــا دون اﻷعمــال ي ـ ددون ـ ّ‬
‫النقــد‪ .‬ﻷ ــم يخشــون أن يف مــوا خطــأ أو أن ي سـ ب‬
‫ـتقبلية أو أ ــم علمــون أنــه ﻻ فائــدة مــن‬ ‫نقد ــم ـ كرا ّيــة أو عــداوة أو مقاطعــة لﻸعمــال اﳌسـ ّ‬
‫)‪(12‬‬
‫نقد ــم ل ــون اﳌ جــم يــرى أ ــم أقــل منــه خ ـ ة‪«.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫ل مــا آملــه ـ ختــام ــذه الدراســة مشــا دة الناقــد صادقــا عيــدا عــن ا املــة ال اذبــة‬
‫ّ‬ ‫النقــد السـ ّ‬‫ال ـ تؤثــر سـ ًـلبا ع ـ أ ــداف ّ‬
‫ـامية‪ .‬فليلــزم أن غ ـ نظرتنــا تجــاه نقــد ال جمــة ونأخــذ‬
‫ّ‬
‫نظــارة ال شــاؤم ح ـ ع ـ ع ـ أ دافنــا اﳌمتــازة والقيمــة‪.‬‬

‫‪    ‬‬
‫)‪ (1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ج ‪ ،2‬لبن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان‪ ،‬ب وت‪ ،‬دار صادر‪ ،‬دون تا‪ ،‬مادة‪ :‬نقد ‪.‬‬
‫)‪ (2‬إبرا يم أن س ‪ ،‬اﳌ م الوسيط‪ ،‬لبنان‪ ،‬ب وت‪ ،‬دار »أمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواج« لل شر‪1987 ،‬م‪ ،‬مادة نقد ‪.‬‬
‫)‪ (3‬الف وزآبادي‪ ،‬محمد بن عق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوب‪ ،‬القاموس ا يط‪ ،‬اﳌطبعة ا سي ية اﳌصر ة ‪ 1332 -‬ـ ‪-‬‬
‫‪1919‬م‪ ،‬مادة‪ :‬نقد ‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫‪‬‬

‫)‪ (4‬س ي ‪ ،‬ابوالقاسم‪ ،‬آراء عن نقد ال جمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ِ ،‬ایران ـ ط ران‪ ،‬فصلیة ال جمة بجامعة العﻼمة‬
‫الطباطبا ي‪ 1365 ،‬ش‪ ،‬ص ‪. 39 :‬‬
‫ترجمه‪ :‬سعيد باستا ي‪ ،‬عن ال جمة‪ِ ،‬ایران‪ ،‬ط ران‪ ،‬اﳌركز ا ام‬ ‫)‪ (5‬نايدا‪ ،‬يوج ن‪ ،‬دور اﳌ جـ ـ ـ ـ ـ ــم‪َ ،‬‬
‫لل ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‪1376 ،‬ش‪ ،‬ص ‪. 29 :‬‬
‫)‪ (6‬نقد ع ترجمة »عناقید الغض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب«‪ ،‬الرقم ‪ِ ،5‬ایران ـ ط ران فصلیة ال جمة‪ ،‬ا اد ا ام‬
‫بجامعة العﻼمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الطباطبا ي‪ 1367 ،‬ش‪ ،‬ص ‪. 27 :‬‬
‫وناقد‪ ...‬ومنقود‪ ،...‬مع د ترايدنت بتصرف ‪.‬‬ ‫نقد‪ٌ ...‬‬ ‫)‪ (7‬یح الش ری‪ٌ ،‬‬
‫)‪ (8‬النقد اﻷد ي ا ديث ‪ ،‬محمد غني ﻼل‪ .‬ومقدمة النقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد اﻷد ی‪ ،‬محمد حسن عبد ﷲ‪.‬‬
‫)‪ (9‬مف وم النقد وآداب الناقد‪ ،‬شبكة ساحات عيون العرب‪www.arabs.eyes.com ،‬‬
‫)‪ (10‬مصطفی‪ ،‬حسام الدین‪ ،‬نقد ال جمة‪ ،‬ملتقی اﻷدباء ‪.‬‬
‫)‪ (11‬ص جو‪ ،‬ع ‪ ،‬دراسة مبا ي ترجم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬عن ال جمة‪ِ ،‬ایران ـ ط ران‪ ،‬فصلیة ال جمة‪ ،‬ا اد‬
‫ا ام بجامعة العﻼم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الطباطبا ي‪ ،‬ص ‪. 40 :‬‬
‫وناقد‪ ...‬ومنقود‪ ،...‬مع د ترايدنت ‪.‬‬ ‫نقد‪ٌ ...‬‬ ‫)‪ (12‬یح الش ری‪ٌ ،‬‬

‫‪212‬‬

You might also like