Professional Documents
Culture Documents
الاستحقاق في عقد البيـــــع
الاستحقاق في عقد البيـــــع
مقــدمة
تختلف العقود باختالف موضوعاتها و غاياتها و القواعد و األحكام المنظمة لكل منها ،فالبيع مثال موضوعه
نقل الملكية بع وض و لما ك ان ه دف المش تري من الش راء الحص ول على الم بيع بكافة س لطات المالك علي ه،و
االنتف اع به انتفاعا هادئا و مس تمرا فإنه ال يكفي لتحقيق ذلك أن يل تزم الب ائع بنقل ملكية الم بيع إلى المش تري و
و بمقتض ى هذا تسليمه إليه ،بل يلزم فضال عن ذلك أن يضمن لهذا األخير ملكية المبيع و حيازته حيازة هادئة
الضمان يلتزم باالمتناع عن كل ما من شأنه حرمان المشتري من االنتفاع بالمبيع كله أو بعضه .
و يع رف الق انون الم دني عقد ال بيع في الم ادة 351منه ال تي وردت في األحك ام العامة على أنه ( عقد يل تزم
بمقتض اه الب ائع أن ينقل للمش تري ملكية ش يء أو حقا ماليا في مقابل ثمن نق دي ) و من هنا يمكن ني الق ول أن عقد
البيع يتميز بأنه :عقد رضائي ( كقاعدة عامة) ،عقد ملزم لجانبين ،عقد معاوضة ،عقد ناقل للملكية .وبما أنه
عقد ملزم لجانبين فمتى كان صحيحا فإنه يرتب التزامات متقابلة على عاتق طرفيه تخول ألحداهما الدفع بعدم
التنفيذ طبقا لنص المادة 123من القانون المدني أو طلب الفسخ طبقا لنص المادة 119من القانون الم دني و ذلك
متى توافرت الشروط ،وما يهمني هي االلتزامات الواقعة على عاتق البائع بسبب عقد البيع وهي :االلتزام بنقل
ملكية المبيع إلى المشتري طبقا لنص المادة 361من القانون المدني ،وااللتزام بتسليم المبيع إلى المشتري طبقا
لنص الم ادة 364من الق انون الم دني ،وك ذلك االل تزام بض مان ع دم التع رض و ض مان االس تحقاق طبقا لنص
المادة 371من القانون المدني و االلتزام بضمان العيوب الخفية ،وموضوع الدراسة ينصب على االلتزام الثالث
أال و هو ضمان عدم التعرض و االستحقاق .
و ال تزام الب ائع بالض مان يعد في حقيقة األمر التزاما مزدوجا فهو من ناحية يل تزم بع دم التعرض شخص يا
للمشتري أي التزام باالمتناع ،ومن ناحية أخرى يلتزم بضمان التعرض الصادر من الغير و هذا التزام إيجابي
فإذا حصل تعرض التزم هذا األخير بدفعه تنفيذا عينيا اللتزامه ،فإذا أخفق في دفعه و استحق المبيع للغير جزئيا
أو كليا فيلتزم بضمان االستحقاق ،وااللتزام بالضمان يعتبر مجرد امتداد لاللتزام بالتسليم إذ ال جدوى من تسليم
المبيع إذا كان يعقبه ما يؤدي إلى سلب ملكية المشتري أو إلى حرمانه من االنتفاع بالمبيع .
و يالحظ أن االل تزام بض مان عدم التع رض و االس تحقاق لا يقتصر على عقد ال بيع و إنما يوجد في كافة
التص رفات الناقلة للملكية كالهبة و الش ركة و ك ذلك القس مة والش فعة ،كما يوجد هذا االل تزام أيضا في العق ود
الواردة على حق االنتفاع كاإليجار و اإلعارة ،و لذلك كان من المفروض و ضع أحكام الضمان ضمن النظرية
العامة لاللتزام ،و لكن مرعاة من المشرع في أن عقد البيع هو العقد الذي يغلب فيه استعمال الضمان فقد رأى أن
اريخي لعقد ور الت الرجوع إلى التط رى و ب يضع فيه القواعد العامة له ،كما أنه و من جهة أخ
1
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
البيع خاصة في القانون الروماني فإن الضمان مرتبط بهذا النوع من العقود ،و لقد انتهج القانون المدني الفرنسي
ه ذا النهج فنظم أحك ام الض مان في عقد ال بيع و اتبعه في ذلك الق انون المص ري و ك ذلك الق انون الجزائ ري ال ذي
نص على ذلك في القانون المدني منه ،و اكتفى في العقود األخرى باإلحالة إليه مع بيان ما يتميز به الضمان في
كل عقد من أحكام مختلفة عنه.
و هو ما أالحظه في تنظيم المش رع ألحك ام عقد اإليج ار إذ م يز الض مان ببعض األحك ام الخاصة ،نظ را
ألهمية ه ذا العقد البالغ ة في الحي اة االجتماعية و حماية للط رف الض عيف في ه ذا العقد و هو المس تأجر ال ذي ال
يطلب تمليك المنفعة أو العين الم ؤجرة كما هو الح ال بالنس بة للمش تري إزاء الم بيع ،ولكنه يس عى إلى ض مان
االنتفاع المؤقت بالعين المؤجرة فقط .
و إذا ك ان المش رع قد أورد أحك ام الض مان في عقد ال بيع و م يز كل عقد بأحك ام خاصة كما فعل في عقد
اإليج ار.إال أنه في عقد الش ركة طبق الض مانين معا و ك ان المعي ار الفاصل بينهما هو طبيعة الحصة ال تي ق دمها
الش ريك و أس اس تق ديمها ،هل هي على أس اس التمليك أو على أس اس االنتف اع ؟ و نظ را ألهمية الموض وع و
انعكاساته على الحياة االجتماعية واالقتصادية ،ارتأينا تناول الموضوع و تفصيله من خالل طرح عدة إشكاالت
أهمها :
-1ما مفهوم ضمان عدم التعرض و ضمان االستحقاق ؟
- 2كيف تناول المشرع أحكام ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع ؟ .
- 3ما الذي يميز هذا الضمان في عقد اإليجار ؟ .
- 4كيف يتم تطبيق الضمانين على عقد الشركة ؟ أو باألحرى كيف يتم الضمان في عقد الشركة ؟ .
و لإلجابة على ه ذه اإلش كاالت و غيرها اتبعت أس لوب تحليلي مس تعينة أحيانا بأس لوب مق ارن متبعة في ذلك
الخطة التالية:
الخطـة:
2
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
المبحث الثاني :ضمان االستحقــــــاق في عقد البيع
المطلب األول :عناصر الرجوع في حالة االستحقاق الكلي
المطلب الثاني :عناصر الرجوع في حالة االستحقاق الجزئي
المطلب الثالث :االتفاقات المعدلة ألحكام ضمان االستحقاق
المبحث الثالث :تطبيقات أحكام الضمان في عقد البيع على عقد الشركة
المطلب األول :طبيعة الحصص المقدمة في عقد الشركة
المطلب الثاني :مجال تطبيق أحكام ضمان البيع على عقد الشركة
المبحث الثاني :تطبيقات أحكام الضمان في عقد اإليجار على عقد الشركة
المطلب األول :طبيعة الحصص المقدمة في عقد الشركة
المطلب الثاني :مجال تطبيق أحكام ضمان اإليجار على عقد الشركة
الخـاتمـــــــــة .
3
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
يخضع كل من عقد البيع وعقد الشركة وعقد اإليجار اللتزام مهم يتمثل في ضمان التعرض واالستحقاق
المترتب عن نقل الملكية أو االلتزام بتسليم الحصة المتفق عليها إلنشاء الشركة أو االلتزام بتسليم العين
المؤجرة (.)1
ويتناول هذا الفصل ضمان التعرض واالستحقاق في عقد البيع وتطبيقاته على عقد الشركة وينشأ هذا
الضمان على البائع عندما يستلم المشتري المبيع ومن ثم يجب على البائع أن يقوم بتنفيذ التزاماته ومن بينها
تمكين المشتري من المبيع واالنتفاع به انتفاعا هادئا ،وفي حالة ثبوت ملكية المبيع للغير كله أو بعضه فيقع
عليه االلتزام بالتعويض إذا كان له مبرر أي ضمان االستحقاق .إال أن البائع يلتزم بالتزام واحد وأصيل وهو
ضمان التعرض ،أما ضمان االستحقاق فهو نتيجة يلجأ إليها في حالة فشل هذا األخير في تنفيذ التزامه أي
عدم تمكنه من التنفيذ العيني فيتوجب عليه حينها القيام بالتنفيذ بمقابل ( ضمان االستحقاق ) ويقصد به ثبوت
حق للغير على المبيع مهما كان هذا الحق سواء كان عيني كالملكية أو حق متفرع عنها كحق االرتفاق أو
حق غير عيني كحق اإليجار أو كان هذا االستحقاق كليا أو جزئيا.
وقد يضاف إلى ضمان التعرض كلمة (عدم) وتصبح ضمان عدم التعرض وعندها يتغير المعنى وحيث
يقصد (بضمان التعرض) ترتيب المسؤولية المالية على البائع في رد الثمن أو التعويض للمشتري في حالة
االستحقاق فيقصد (بضمان عدم التعرض) هو التكفل أي أن البائع يكفل ويضمن للمشتري عدم تعرض احد
له في المبيع ،ويالحظ أن المشرع الجزائري قد استعمل المصطلحين في القانون المدني فاستعمل في المادة
371منه والمتعلقة بعقود البيع مصطلح (ضمان البائع عدم التعرض ) واستعمل في المادة 483منه
المتعلقة بعقود اإليجار مصطلح ( ضمان التعرض).
وقد يطلب المشتري كفيال من البائع قبل إبرام العقد والغاية من ذلك هو الرجوع بالضمان على الكفيل في
حالة إعسار البائع ألنه يبقى ملتزما إلى جانبه ويتحقق هذا االلتزام إذا كان سبب التعرض قائما وقت إبرام
البيع سواء بفعل البائع أو بفعل الغير ويحرم المشتري كليا أو جزئيا من المبيع فال يكفي مجرد الخوف(.)2
ــــــــــــــــ
( -)1عبد الرزاق السنهوري،الوسيط في شرح القانون المدني ،العقود التي تقع على الملكية(البيع والمقاضية )دار التراث العربي ،ص .62
( –)2عبد الرزاق السنهوري – نفس المرجع ،ص .626
ولقد نظم المشرع هذا الموضوع في الباب السابع المتضمن العقود المتعلقة بالملكية في الفصل األول منه
الخاص بعقد البيع المواد من 371إلى 378من القانون المدني الجزائري وعليه سنتناول في هذا الفصل األول
ضمان عدم التعرض واالستحقاق في عقد البيع وتطبيقاته على عقد الشركة ونخص المبحث األول منه لضمان
عدم التعرض والذي يتضمن في المطلب األول ضمان عدم التعرض الشخصي وفي المطلب الثاني ضمان عدم
تعرض الغير أما المبحث الثاني فخصصناه لضمان االستحقاق وخصصنا المطلب األول منه لعناصر الرجوع
في حالة االستحقاق الكلي أما المطلب الثاني فيتضمن عناصر الرجوع في حالة االستحقاق الجزئي أما المطلب
4
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
الثالث فيتضمن االتفاقات المعدلة ألحكام الضمان وفي المبحث الثالث نتعرض إلى تطبيقات أحكام الضمان للبيع
المطبقة على عقد الشركة.
5
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
قد يكون التعرض تعرضا ماديا أو قانونيا سواء كان مباشرا أو غير مباشر في كلتا الحالتين ،إال أن التقسيم
األول هو الشائع والذي سنخصه بالدراسة.
التعرض المادي :) trouble de fait ( :هو الذي ال يستند فيه البائع إلى حق يدعيه ،بحيث يترتب )1
عليه حرمان المشتري من االنتفاع بالمبيع كليا أو جزئيا وقد يكون مباشرا ( كاغتصاب البائع للعين المبيعة من
المشتري ) وقد يكون غير مباشر ( كما إذا تسبب البائع في أن تصدر جهة اإلدارة قرارا يحد من االنتفاع
باألرض المبيعة )( ، )2وهذا التقسيم بدوره يتفرع إلى قسمين:
/1أعمال مادية محضة :كقيام شخص ببيع براءة اختراعه ثم يقوم باستغاللـها بعد ذلك ،فان هذا االستغالل يعتبـر
تعرضا( )3أما إذا تعرض البائع للمشتري بعمل من أعمال التعدي أو العنف فانه يكون مسؤوال عن عمله كأي
شخص أخر ارتكب عمال غير مشروع ،ال كبائع ملتزم بضمان عدم التعرض.
/2أعمال مادية ناتجة عن تصرفات قانونية :فالتصرف القانوني الصادر من البائع إلى الغير يعد عمال ماديا
بالنسبة للمشتري ألنه ليس طرفا في هذا التصرف .ومثال ذلك أن يقوم البائع ببيع الشيء مرتين فهنا نكون أمام
تعرض مزدوج فهو تعرض من المشتري الثاني ( يعتبر كغير ألنه استمد حقه من تصرف البائع ) وعليه فان
مصدر هذا التعرض واصله هو البائع.
)2التعرض القانوني :) trouble de droit ( :هو الذي يستند فيه البائع إلى حق ( كما إذا ادعى انه مالك للمبيع
أو صاحب حق عيني كحق انتفاع أو ارتفاق أو صاحب حق عيني آخر )(trouble de droit atteinte ( )4
، )fondée sur un droit prétenduكما قد يستند البائع إلى حق سابق عن عقد البيع أو الحق له كأن يبيع
البائع عقار للمشتري دون أن تتم إجراءات الشهر التي تؤدي إلى نقل الملكية وخالل هذه المدة يرفع البائع
دعوى على المشتري باعتباره انه ال يزال مالكا للعقار ،ففي هذه الحالة يستطيع المشتري أن يدفع بضمان
البائع لتعرضه ،إذ انه ال يجوز االسترداد لمن وجب عليه الضمان.
ــــــــــــــــ
( - )1عبد الرزاق السنهوري -مرجع سابق ،ص .622
(- )2خليل احمد حسن قدادة ،الوجيز في شرح القانون المدني الجزائري ،الجزء الرابع ،عقد البيع ،الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية ،الجزائر
ص .128
( - )3عبد الرزاق السنهوري -نفس المرجع ،ص .627
( - )4توفيق حسن فرج -الوجيز في عقد البيع ،طبعة ، 1988الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،ص .120
أو أن يبيع عينا غير مملوكة له ثم يصبح مالكا لها لسبب من أسباب الملكية ( اإلرث ،الوصية ) .. ،فيحتج
. ()1
البائع بصفته الجديدة ففي هذه الحالة يستطيع المشتري الدفع بالتزام البائع بالضمان
-فهل يعتبر تملك البائع للعقار بالتقادم المكسب تعرضا للمشتري ؟ .
ففي هذا المجال تعددت اآلراء ،حيث استقر ( القضاء الفرنسي ) :على أن البائع ال يستطيع في هذه الحالة أن
يحتج بالتقادم على المشتري ،ألنه ملتزم بالضمان وهذا االلتزام أبدي ال يسقط بالتقادم ويحق للمشتري في هذه
الحالة أن يتمسك بقاعدة ( من وجب عليه الضمان امتنع عليه التعرض ) إال أن هذا الرأي مردود عليه على
أساس أنه متى تم فعال التعرض من البائع كان للمشتري دعوى الرجوع عليه وهذه الدعوى تسقط كسائر
6
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
الدعاوى بانقضاء 15سنة من وقت وقوع التعرض .إال أن ( القضاء في مصر) انقسم إلى قسمين :فاألول يؤيد
رأي محكمة النقض الفرنسية أما الثاني فله وجهة نظر أخرى ،على أساس أن التزام البائع ابدي أي انه في حالة
وقوع تعرض ولو بعد مضي 15سنة وجب على البائع الضمان أما إذا وقع التعرض فعال وسكت عليه المشتري
ومضى على وضع يد البائع 15سنة انقلب سببا مشروعا للتملك ،ال يحول دون التزام البائع بالضمان .أما فيما
يخص ( اجتهادات المحكمة العليا ) فإننا لم نجد أي قرار أو اجتهاد يخص هذه النقطة بالتفسير وعليه نرجع إلى
موقف القضاء الفرنسي ألنه األقرب للصواب في نظرنا.
/3انتقال االلتزام بالضمان إلى الورثة :إن المدين في االلتزام بالضمان هو البائع ويتعهد هذا األخير
باالمتناع عن القيام بأي تعرض للمشتري في المبيع ألنه خرج من ملكيته فال يمكن التصرف فيه ألنه أصبح
ملكا للمشتري ،أما بالنسبة للدائن فهو الذي يلزم البائع بتنفيذ التزامه واالمتناع عن أي تعرض يحول دون
انتفاعه بملكية المبيع وبما أن المدين هو البائع فهل ينتقل هذا االلتزام إلى ورثته؟ .إننا نجد كل من (القانون
الجزائري) و(القانون المصري) ينصان على عدم إمكانية انتقال االلتزام بالضمان إلى الورثة بل يبقي في
تركة البائع فال يستطيع الورثة أن يستوفوا حقوقهم من التركة إال بعد سداد الديون،عكس ما ذهب إليه
(القانون الفرنسي) وهو إمكانية انتقال الدين إلى الورثة عند قبولهم التركة وال يمكن أن يكون هذا الضمان
7
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
دين إال في حالة وقوع التعرض وفشل البائع في دفعه فيلتزم بالتنفيذ عن طريق التعويض وفي حالة وفاة
البائع ينتقل هذا الدين إلى تركته،حيث جاء في الحكم الصادر عن محكمة النقض المصرية بتاريخ
29/04/1975أن التزام البائع بالضمان من االلتزامات الشخصية التي تنشأ عن عقد البيع بمجرد انعقاده
فيتعين عليه تنفيذه عينا بدفع ادعاء الغير بجميع الوسائل القانونية فان لم ينجح وجب عليه تنفيذ التزامه عن
طريق التعويض ويتنقل هذا االلتزام من البائع إلى ورثته فيمتنع عليهم كذلك والى األبد التعرض للمشتري
فيما كسب من حقوق بموجب العقد ،ولكن مع غياب نص قانوني جزائري يدعم هذا االجتهاد فانه اليمكن
االستناد على االجتهاد المصري وإ نما يتعين علينا االكتفاء بالقواعد العامة للقانون .فال ينتقل هذا االلتزام إلى
الخلف الخاص وال إلى دائن البائع ومنه يبقى الملزم بالضمان البائع فقط( .)1وتجدر اإلشارة إلى أن ضمان
التعرض ال يقبل االنقسام بين ورثة البائع بينما ضمان االستحقاق يقبل ذلك ،فإذا تعدد الورثة ليس على
المشتري أن يطالب بالتعويض إال في حدود نصيب كل وارث ،أما بالنسبة للدائن في االلتزام بالضمان فهو
المشتري.فهل يمكن انتقال هذا االلتزام إلى ورثته؟.
.فالتزام البائع بالضمان يشمل كل أنواع ()2
نعم ينتقل حق المشتري في الضمان إلى خلفه العام والخاص
البيوع سواء كانت قضائية أو إدارية أو رضائية بخالف ضمان العيوب الخفية(.)3
)2شروط هذا االلتزام :فليس كل عمل يعد تعرضا يصح أن يقوم على أساسه االلتزام بالضمان ،بل هناك
شروط يجب توفرها ومن هذه الشروط ما يتعلق بعقد البيع ومنها ما يتعلق بالتعرض في حد ذاته.
أ) الشروط المتعلقة بعقد البيع :
/1أن يكون العقد صحيحا :فال التزام بالضمان إذا كان العقد باطال بطالنا مطلقا أو قضي بإبطاله في حالة
البطالن النسبي(.)4
ـــــــــــــــ
(–1أنور طلبة – عقد البيع في ضوء قضاء النقض ،توزيع دار الفكر العربي ،القاهرة ،ص .157
( –)2عبد الرزاق السنهوري– مرجع سابق ،ص .635
( – )3محمد حسنين – مرجع سابق ،ص.149
( - )4محمد حسنين – نفس المرجع ،ص ،128يكون العقد باطل بطالنا مطلقا كقاعدة عامة (إذا تخلف ركن من أركانه واستثناء –الرسمية – في
العقود المنصوص عليها في المادة 324مكرر 1من القانون المدني) أما البطالن النسبي ( في حالة ما إذا شاب إرادة احد الطرفين عيب من عيوب
اإلرادة (الغلط ،التدليس ،اإلكراه ،االستغالل ،نقص األهلية ) .
/2أن يكون العقد عقد بيع :أي عقد يتضمن االلتزام بضمان التعرض واالستحقاق الن العبرة بالتكييف
القانوني ال الوصف الذي يعطيه األطراف ،وفي هذه الحالة فان القاضي غير مقيد بهذا الوصف وإ نما له
السلطة التقديرية في التكييف ،فإذا كان عقد البيع وارد على عقار فال يهم أن يكون مسجل أو غير مسجل إال
(
انه بصورته هذه ينشأ التزامات شخصية على عاتق البائع ومن بينها االلتزام بضمان التعرض واالستحقاق
،)1وذلك على خالف ماتراه األستاذة(ليلى زروقي)في محاضراتها (أن االلتزامات التي تقع على البائع من
تسليم وضمان) تبدأ من تاريخ القيد وليس من تاريخ إبرام العقد .كما يتحقق ضمان التعرض في كافة البيوع
حتى في حالة البيع بالمزاد،وهذا بخالف الضمان في حالة العيوب الخفية.
8
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
ب) الشروط المتعلقة بالتعرض في حد ذاته :
/1أن يكون التعرض صادر من البائع :أي أن يحول البائع دون االنتفاع بالمبيع كليا أو جزئيا وبغض
فال يعد تعرضا من البائع ()2
النظر عما إذا كان التعرض كان ماديا أو قانونيا ،أو كان مباشرا أو غير مباشر
إذا قام بالتنفيذ الجبري على المبيع استيفاء للثمن أو فسخ العقد لعدم دفع الثمن أو استعماله لحق الشفعة الذي
ال يتضمن إنكار لحق المشتري األصلي.
/2أن يقع التعرض فعال :فال يكفي احتمال وقوع التعرض أو تهديد البائع المشتري بالتعرض له.
9
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
وال ذي هو تق دير اتف اقي للتع ويض س واء ك ان عن التنفي ذ أو عن الت أخير فيه ويحصل قبل وق وع الض رر.
ويتميز الشرط الجزائي عن باقي الشروط بأنه:
/1التزام تبعي اللتزام أصلي(:الملزم به المدين أصال) فكل مايلحق االلتزام األصلي يلحق االلتزام التبعي.
/2التزام احتياطي )subsidiaire(:ألنه تعويض ،ويكون عند عدم التنفيذ العيني.
/3تق ديرجزافي)forfaitaire(:للتع ويض ألنه على اتف اق مس بق.وللقاضي الس لطة التقديرية في تخفيض
الضمان بالشرط الجزائي حسب درجة الضرر،فإذا كان هناك شك في وجود هذه األحكام فانه يتعين تفسير
الشك لمصلحة المدين(البائع) عمال بأحكام نص المادة 112الفقرة 1من القانون المدني الجزائري .
ج) اإلنق اص من الض مان :من ذلك االتف اق على إنق اص ما يس تحق المش تري من تعويض ات وه ذه الش روط
المخففة نجدها مألوفة في مجال العقود وهي ما يعرف بـ )clause de style( :وقاضي الموضوع هو الذي
يفصل في وجود أو عدم وجود مثل هذه الشروط .
-فهل تبقي هذه الشروط سارية في حالة ما إذا ثبتت سوء نية البائع؟
فلإلجابة على هذا السؤال نرجع إلى نص المادة 377فقرة ،1فقرة 3من القانون المدني الجزائري والتي
تنص:في الفق رة(1يج وز للمتعاق دين بمقتضي اتف اق خ اص أن يزي دا في ض مان ن زع اليد أو ينقصا منه أو
يس قطاه) وه ذه هي القاع دة العام ة .أما الفق رة الثالثة فهي تنص( يك ون ب اطال كل ش رط يس قط الض مان أو
ينقصه إذا تعمد الب ائع إخف اء حق الغ ير) وه ذا هو االس تثناء ،إال أنها تتض من االتفاق ات الخاصة بض مان
تعرض الغير.
-فهل يمكن تطبيق أحكام الفقرة الثالثة على االتفاقات الخاصة بضمان التعرض الشخصي؟
فإذا كان البائع ملزم بضمان تعرض الغير فانه من باب أولى أن يضمن تعرضه الشخصي ومتى كانت
سوء نيته تحرمه من االس تفادة بتخفيف أحك ام الضمان لتعرض الغير للمش تري فانه من ب اب أولى أن يحرم
من االستفادة بتخفيف أحكام الضمان لتعرضه الشخصي وذلك عمال بالقاعدة التي مفادها ( أن الغش يفسد كل
شيء).
ــــــــــــــ
( -)1عبد الرزاق السنهوري ،مرجع سابق ،ص .639
( -)2هذا الشرط تحكمه المواد( )183،184من القانون المدني الجزائري .
10
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
ضمان التعرض الشخصي يلزم البائع باالمتناع عن تعرضه الشخصي سواء كان التعرض ماديا أو قانونيا
ويشمل ضمان تعرض الغير التزامين على عاتق البائع وهما التزامه بدفع تعرض الغير والتزامه بتعويض
المشتري إذا ما اثبت الغير ما يدعه من حق وهذا هو ما يسمى بضمان االستحقاق.
الفرع األول :مفهوم ضمان عدم تعرض الغير
فهذا االلتزام الذي يقع على البائع يسميه البعض ( التزام الضمان األصلي ) ذلك الن هذا االلتزام يقع على
البائع وينشأ مباشرة من عقد البيع ،فهذا االلتزام ال يتم تنفيذه دفعة واحدة بل يتجدد تنفيذه بتجدد الزمن لذلك فهو
دائم ال يرد عليه التقادم وهو بطبيعته ال يقبل التجزئة.حيث أن المادتين 373 ، 372من القانون المدني
الجزائري نصتا عن حالة ما إذا رفع الغير دعوى استحقاق على المشتري يدعي فيها بأنه يملك المبيع كله أو
بعضه ،أو يدعي حقا على المبيع كحق الرهن مثال أو ينكر فيها حقا للمبيع كحق االرتفاق وعليه فان سبب
االلتزام قائم مما يستلزم معه قيام التزام البائع بضمان تعرض الغير( )1وعلى البائع أن يبدأ في تنفيذ التزامه بان
يدخل في دعوى االستحقاق إلى جانب المشتري أو أن يحل محله بدفع ادعاء الغير إلى أن يصدر حكما برفض
دعواه ومتى تحقق ذلك يكون قد نفذ التزامه بضمان تعرض الغير تنفيذا عينيا .ومن خالل أحكام هذين المادتين ،
نجد أن المشرع وضع إجراءات لكل من المشتري والبائع وذلك الستقرار المعامالت ،ذلك ألنه في حالة ثبوت
ادعاء الغير في دعوى االستحقاق وبحسب نوع الحق الذي يدعيه هذا الغير قد يسلب المبيع من المشتري أو يتم
اإلنقاص من منافعه كما يمكن فسخ العقد الذي أجراه البائع ونتيجة لذلك يرد ثمن المبيع وما قد يترتب من
تعويضات.فكانت المصلحة بينهما مشتركة وهي حماية حقوقهما وكي ال يؤخذ المشتري بسبب جهله وال يفاجئ
البائع بحكم وقد كان لديه ما يدفعه .فإذا قصر احدهما حمله القانون نتيجة تقصيره.وعلى المشتري متى رفع
الغير دعوى االستحقاق أن يخطر البائع بذلك( )2وال يوجد ما يمنعه من إدخاله في الدعوى كضامن ،وعلى البائع
أن يتدخل ويحل محله وإ ذا علم البائع بذلك عن طريق آخر فانه يجوز له أن يتدخل من تلقاء نفسه .كما يجوز
للغير المدعي في دعوى االستحقاق أن يدخل البائع كضامن (.)3
ــــــــــــــ
( -)1عبد الرزاق السنهوري – مرجع سابق ،ص .663
( -)2ليس لهذا اإلخطار مواعيد خاصة وال شكل معين ،إال أنه يقع على المشتري عبء اإلثبات إذا كان اإلخطار شفويا.
( -)3و ذلك تطبيقا للقواعد العامة في قانون اإلجراءات المدنية في األحكام المتعلقة بالتدخل و اإلدخال (المواد 81،82،83:قانون اإلجراءات المدنية ).
-فهل يجوز للمحكمة أن تأمر من تلقاء نفسها بإدخال البائع في الدعوى كضامن؟
ففي قانون المرافعات المصري وفي المادة 144منه تنص على ذلك .وإ ذا رجعنا إلى القانون الجزائري فإننا
ال نجد نص مقابل ،وقد اعتبرت المحكمة العليا في قرارها الصادر بتاريخ 09/02/1981تحت رقم 21564
( أن القاضي بحكم محايد ال يفصل سوى فيما يعرض عليه من طلبات و ال يتعدى حدودها) وبذلك ال يمكن
للمحكمة أن تدخل الغير من تلقاء نفسها.وإ ذا تأخر البائع بعد إخطاره من المشتري يعتبر مقصرا في واجبه
القانوني ،وإ ذا حكم للغير بما يدعيه ،حق للمشتري الرجوع على البائع بإلزامه بضمان االستحقاق وما لهذا
األخير إال أن يدفع بان الحكم الصادر في الدعوى كان نتيجة تدليس أو خطا جسيم صادر من المشتري ،وفي
حالة تصالح المشتري مع الغير دون انتظار صدور حكم قضائي عن حسن نية منه فانه ال يمنع ذلك مطالبة البائع
11
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
بضمان االستحقاق ما لم يثبت البائع أن الغير لم يكن على حق وان المشتري قد تسرع في المصالحة( .)1كما
يستطيع البائع أن يثبت سوء نية المشتري ويكون له دفع رجوع المشتري عليه بالتعويضات وإ ضافة إلى هذا قد
أما إذا تصالح المشتري مع الغير بمقابل مالي ليكف عن ()2
يعود عليه هو بالتعويض إن اقتضى األمر ذلك
تعرضه ،فانه يجوز للبائع أن يتخلص من التزامه بالضمان بان يرد للمشتري المبلغ مع قيمة ما أداه من
مصاريف الخصام وهذا ما نصت عليه المادة 374من القانون المدني الجزائري .وقد جاء في قرارات
المحكمة العليا ،قرار بتاريخ 25/06/1986تحت رقم ( 36889من المقرر قانونا أن البائع يضمن عدم
التعرض للمشتري في االنتفاع بالمبيع كله أو بعضه سواء كان التعرض من فعله أو من فعل الغير ،ومن المقرر
أيضا إذا رفعت على المشتري دعوى استحقاق المبيع ،للبائع أن يتدخل في الخصومة إلى جانب المشتري ومن ثم
فان القضاء بما يخالف هذين المبدأين يعد مخالفا للقانون.
ولما كان من الثابت – في قضية الحال -أن قضاة االستئناف برفضهم اعتراض الغير الخارج عن الخصومة
بحجة أن البائع لقطعة ارض محل النزاع يفقده شرط المصلحة ،يكونوا قد خالفوا أحكام المادتين 372، 371من
القانون المدني اللتان تلزمان البائع بضمان كل تعرض يقع على المشتري مع وجوب التدخل في الخصومة إلى
(.)3
جانب المشتري)
الفرع الثانـــي :خصائص ضمان عدم تعرض الغير وشروطه
أ) خصائص هذا االلتزام :ويتميز هذا االلتزام بالخصائص التالية:
)1انه التزام بالقيام بعمل :فهو التزام ايجابي فالبائع يلتزم بدفع التعرض القانوني الصادر من الغير كذلك
االلتزام بضمان االستحقاق ( ألنه يتمثل في دفع تعويض للمشتري).
)2انه التزام بتحقيق نتيجة :وهو ضمان نقل كل الحقوق التي باعها إلى المشتري.
)3أنه غير قابل لالنقسام:هذا االلتزام ال يقبل التجزئة كسائر االلتزامات بعمل أو االمتناع عن عمل.
ــــــــــــــ
( -)1عبد الرزاق السنهوري – مرجع سابق ،ص .669
( – )2عبد الناصر توفيق العطار – مرجع سابق ،ص .227
( – )3المجلة القضائية ،العدد الثالث ،1992 ،ص .11
)4انه التزام مؤبد :أي أن البائع يلتزم بشكل مستمر ودائم بالقيام بأي عمل من شانه أن يدفع تعرض الغير
للمشتري .أما التزام البائع بضمان االستحقاق فهو التزام فوري ألنه ينفذ دفعة واحدة من خالل دفع التعويض
للمشتري ،ويعتبر ضمان االستحقاق ،ضمانا احتياطيا بالنسبة لضمان التعرض إال إذا لم يكن االلتجاء إلى هذا
األخير ،أي بمجرد نجاح الغير في تعرضه والحكم له بما ادعاه من حق على المبيع.
ب) شروط االلتزام بضمان تعرض الغير:ال يكون البائع ضامنا في هذه الحالة إال إذا توفرت الشروط اآلتية:
)1أن يكون التعرض قانونيا :أي أن يستند المتعرض إلى حق قانوني يدعيه أما تعرض الغير تعرضا ماديا
للمشتري فال يضمنه البائع( )1أي إذا كان الغير ال يدعي بحق على المبيع ،فان البائع ال يسال وال يكون للمشتري
إال دفع التعرض بالطرق التي رسمها القانون في هذا الصدد ،كأن يرفع دعاوى منع التعرض واسترداد الحيازة
12
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
هذا فضال عن حقه في مطالبة الغير بالتعويضات عما يحدث له من أضرار نتيجة هذا التعرض ،وذلك استنادا
إلى القواعد العامة (.)2
)2أن يكون الحق المدعى عليه ثابتا له وقت البيع أو آل إليه بعد البيع لكن بفعل البائع :ال يخول التعرض
للمشتري الحق في الضمان إال إذا كان المتعرض يستند إلى حق له ،سابق على البيع ويترتب على هذا انه إذا
كان سبب التعرض الحق على البيع فال يسال عنه البائع ما لم يكن راجعا إلى فعله بعد البيع.
)3أن يقع التعرض فعال :فحق الضمان المقرر للمشتري ال ينشأ إال من وقت منازعة الغير فعال في االنتفاع
بالمبيع وحيازته حيازة هادئة وال يكفي أن يتضح للمشتري أن المبيع مملوك للغير( ،)3بل يلزم تعرض الغير فعال
للمشتري في االنتفاع بالمبيع وحيازته الهادئة .أما إذا كان التعرض محتمل الوقوع فال يمكن مطالبة البائع
بالضمان ،فال يعد التعرض حاال بمجرد وجود رهن على العقار المباع ذلك ألنه يمكن أن يستعمل الدائن المرتهن
حقه في التنفيذ على العقار ومن جهة أخرى قد يقوم البائع بشطب الرهن عند وفائه بالدين الذي عليه ففي هذه
الحالة الغير يكون في موقف سلبي ،كذلك ال يتحقق التعرض فعال إذا تبين للمشتري أن المبيع مملوك لغير البائع
ولم يقع تعرض من الغير ويكون المشتري في هذه الحالة إذا ما علم بخطر استحقاق المبيع أن يمتنع عن دفع
(.)4
الثمن ،أو يطالب بفسخ العقد أو إبطاله وفقا ألحكام بيع ملك الغير
ويكون التعرض برفع الدعوى التي تختلف باختالف الحق الذي يدعيه الغير ،فقد تكون دعوى استحقاق كلي
يطالب فيها بكل المبيع أو دعوى استحقاق جزئي يطالب بملكية جزء من المبيع فقط أو دعوى رهن يطالب فيها
بدين مضمون بالرهن.
ـــــــــــــــ
( - )1خليل احمد حسن قدادة – مرجع سابق ،ص .135
( - )2حسن فرج -مرجع سابق،ص .127
( -)3للمشتري الحق في طلب إبطال البيع في حالة بيع ملك الغير ،عمال بنص المادة 397قانون مدني جزائري(قرار مؤرخ 17/02/1988ملف رقم
،51734المجلة القضائية لسنة 1991العدد الثاني ،ص .)11
( - )4عبد الرزاق السنهوري -مرجع سابق ،ص .642
)4إن كان الحق مستندا إلى حق ارتفاق :فيشترط أن يكون االرتفاق غير ظاهر وان كان مستندا إلى تكليف أيا
كان فيشترط أال يكون البائع قد اعلم به المشتري ،فإذا كان االرتفاق ظاهر فانه دليل على انصراف إرادتهما إلى
اشتراط عدم الضمان( .)1ولكن مجرد تسجيل االرتفاق ال يكفي إلعفاء البائع من ضمان االرتفاق غير الظاهر إذا
لم يكن قد أفصح عنه للمشتري ،كذلك نجد أن المادة 445ف 2مدني مصري والتي تقابلها المادة 377فقرة2
مدني جزائري تنص ( يفترض في حق االرتفاق أن البائع قد اشترط عدم الضمان إذا كان االرتفاق ظاهرا أو
كان البائع قد اعلم به المشتري).فإذا توفرت هذه الشروط يكون البائع ملزما بضمان عدم تعرض الغير ولو كان
البيع من البيوع القضائية أو من البيوع اإلدارية وتم بطريق المزاد ،وال يمنعه من الضمان إذا كان البيع قد تم
جبرا عليه نتيجة لقيام دائنيه بالتنفيذ على العين وبيعها بالمزاد ،وللراسي عليه المزاد أن يرجع على الدائن بطلب
رد ما قبضه على أساس دعوى اإلثراء بال سبب وإ ذا كان الدائن يعلم بان المال غير مملوك للمدين فيكون
13
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
الرجوع بدعوى المسؤولية التقصيرية وذلك بعكس ضمان العيوب الخفية على انه ال ضمان للعيب في البيوع
القضائية وال في البيوع اإلدارية إذا كانت بالمزاد.وفي حالة مااذا تعاقبت البيوع فان للمشتري األخير أن يرجع
على البائع له .كما يجوز له أن يرجع على البائع األصلي مباشرة على أساس انتقال دعوى الضمان من المشتري
األول إلى المشتري الثاني بوصفها من ملحقات البيع ،وهذه الحالة ليست من حاالت الدعوى المباشرة ،الن هذه
األخيرة ال تكون إال بنص ،فهي بمثابة حق امتياز ،والن دعوى الضمان قائمة ولو انقضت بالوفاء عالقة االلتزام
بين البائع األصلي والمشتري األول بعكس الدعوى المباشرة التي يرفعها الدائن على مدين مدينه إذ يشترط أن
يكون رافعها دائنا لدائن المدعى عليه ويترتب عن كون دعوى الضمان من ملحقات المبيع انه ليس للمشتري
األول بعد أن باع العين أن يرجع بدعوى الضمان على البائع إذ أن هذه الدعوى قد خرجت من يده وانتقلت إلى
خلفه.
الفرع الثالث :األحكام القانونيةـ الخاصة بضمان تعرض الغير
وأجد هذه األحكام في المواد :من 372إلى 378من القانون المدني ،إضافة إلى القواعد العامة في نظرية
االلتزام.فيكون البائع هو الملزم بالضمان وال يتعدى هذا االلتزام ورثته أو خلفه العام أو دائنوه ،أما كفيل البائع
فيكون ملزما بالضمان حتى ولو ظهر فيما بعد أنه المالك الحقيقي للمبيع فانه ال يمكنه استرداد هذه العين الن من
وجب عليه الضمان ال يجوز له االسترداد .أما المشتري فهو الدائن في االلتزام بضمان تعرض الغير وينتقل هذا
الحق إلى الخلف العام والخاص ودائن المشتري وبالنسبة لهذا األخير ،فإذا باع شخص عينا غير مملوكة له ثم
استحقت للمشتري فان دائن هذا األخير يستطيع أن يرفع باسم المشتري دعوى على البائع بالضمان ويستوفي
حقه من التعويض الذي يلزم به البائع للمشتري ولكن يزاحمه في هذه الحالة سائر دائني المشتري حسب قواعد
الدعوى الغير مباشرة التي تحكمها نص المادتين 189،190من القانون المدني الجزائري.
ــــــــــــــ
( -)1وقد نصت على ذلك المادة 445ف 2من القانون المدني المصري بقولها ( يفترض في االرتفاق أن البائع قد اشترط عدم الضمان إذا كان هذا الحق
ظاهرا أو كان البائع قد أبان عنه للمشتري) حيث أن هذه الفقرة في المادة 384من القانون المدني الجزائري ال توجد.
التعويض في هذه الحالة هو (المسؤولية التعاقدية)،بينما في إبطال العقد أو فسخه ،فان الدعوى ال يمكن تأسيسها
على أساس المسؤولية العقدية ،وإ نما على أساس المسؤولية التقصيرية وذلك الن التقرير ببطالن العقد أو فسخه
سيؤدي حتما إلى زوال العقد وبأثر رجعي يعود إلى يوم انعقاد العقد وفقا للقواعد العامة فتنعدم الحكمة من اللجوء
إلى أحكام العقد وبالتالي تكون دعوى التعويض على أساس المسؤولية التقصيرية (.)1
ومن هذا يتضح لنا انه إذا نزع المبيع من المشتري بسبب استحقاق الغير له ولم يكن هناك شيء في العقد
يختص بالضمان ،أو كان البائع قد تعهد للمشتري بالضمان ،فانه يكون للمشتري أن يطالب البائع بالمبالغ التي
حددها النص عند رجوعه(.)2
الفرع األول :قيمة المبيع وقت االستحقاق وقيمة الثمار
/1قيمة المبيع وقت االستحقاق :وهو الوقت الذي رفعت فيه الدعوى الن الحكم باالستحقاق يستند إلى يوم رفع
الدعوى( )3وذلك بدال من رد الثمن الذي دفعه المشتري ألنه يطالب بالتعويض على أساس المسؤولية العقدية ال
على أساس فسخ العقد وإ بطاله أين يسترد فيهما الثمن.وقيمة المبيع وقت االستحقاق قد تختلف عن الثمن الذي
15
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
دفعه المشتري زيادة أو نقصانا.ففي القانون المصري وطبقا لنص المادة 443من القانون المدني ،انه إذا كان
للمشتري أن يرجع على البائع عند استحقاق المبيع فال شك أن لألساس الذي يرجع بمقتضاه أثره من حيث مقدار
المبلغ الذي يمكن الرجوع به ،فإذا اعتبر أن ضمان االستحقاق تعويض للمشتري لعدم إمكان التنفيذ العيني ،فانه
يستحق (قيمة المبيع وقت االستحقاق ) وهذه القيمة ال تتمثل في ثمن المبيع ،بل في قيمته الحقيقية وقد تزيد ،كما
قد تنقص عن مقدار الثمن .ذلك أن قيمة المبيع هي القدر الذي ضاع فعال على المشتري بسبب االستحقاق حيث
تطبق القواعد العامة .أما في القانون الفرنسي فانه يكون للمشتري أن يسترد الثمن فقط(.)4بصرف النظر عن
قيمة المبيع وقت االستحقاق ،إذ يعتبر العقد في هذه الحالة كان لم يكن ،أي يعتبر انه لم يرتب أثرا وفي هذه الحالة
يكون الثمن بين يدي البائع بدون سبب ،فيكون للمشتري أن يسترده على أساس الدفع غير المستحق ،إذ أن دفعه
تنفيذا لبيع لم يؤد إلى انتقال الملكية إليه وبالتالي يكون لدعوى االستحقاق نفس اآلثار التي تترتب على دعوى
الفسخ ،وفضال عن ذلك يكون للمشتري أن يطلب البطالن إذا ما تعلق األمر ببيع ملك الغير وله أن يسترد الثمن
كذلك.وعليه يجب على البائع الملتزم بالضمان أن يرد الثمن الذي قبضه فإذا لم يكن قد تم قبض الثمن كان
للمشتري حبسه إذا وقع له تعرض من الغير يضمنه البائع .
-وفي حالة البيع الجبري ،إذا استحق المبيع بين يدي المشتري ،يكون له أن يرجع على المدين المحجوز عليه
وله كذلك الرجوع على الدائنين الحاجزين السترداد الثمن على أساس ما دفعه بغير حق.
وفي عنصر قيمة المبيع وقت االستحقاق ال يهم حسن أو سوء نية البائع أو المشتري.
ـــــــــــــــ
( -)1محمد حسنين -مرجع سابق ،ص . 162
( –)2توفيق حسن فرج -مرجع سابق ،ص .142
( -)3عبد الرزاق السنهوري -مرجع سابق ص.877
( -)4هذا ما نصت عليه المادة 1630من القانون المدني الفرنسي Code civil – DALLOZ 95-97،ص .1114
/2قيمة الثمار التي الزم المشتري بردها إلى المالك الذي استحق المبيع:
األصل أن المشتري يكون له الحق في ثمار المبيع من وقت البيع ما لم يتفق على خالف ذلك ،إال انه يكون
ملزم برد الثمار التي قبضها وهو سيء النية أي من اليوم الذي علم فيه بسبب االستحقاق وذلك من وقت رفع
الدعوى عليه من المستحق ،وبذلك يخسر هذه الثمار التي كانت ستكون له لو بقي عقد البيع ،ومن ثم كان له أن
يرجع بقيمتها على البائع استيفاء لحقه في التعويض .ولكن إذا استحق المبيع إلى الغير فان المشتري يكون حائزا
للمبيع دون أن يملكه وبالتالي يكون له الثمار أيضا إذا كان حسن النية وهذا ما تقرره أحكام المادة 873من
القانون المدني الجزائري.
الفرع الثاني :المصاريـف
أ) المصروفات الضرورية :وهي المصروفات التي تكون الزمة لحفظ المبيع وصيانته ،وهي تحقق منفعة للمالك
وكان سيقوم بإنفاقها حتما لو كان هذا المبيع بين يديه ،لذلك فالمالك المستحق ملزم بدفعها إلى المشتري سواء كان
هذا األخير سيء النية أو حسنها وقد نصت المادة 839ف 1من القانون المدني الجزائري (على المالك الذي يرد
إليه ملكه أن يدفع إلى الحائز جميع ما أنفقه من المصروفات الالزمة).
16
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
ب) المصروفات النافعة :وهي التي تهدف إلى الزيادة في قيمة المبيع( قيام ببناء جديد ،غرس أشجار مثمرة )
فاألصل أن المشتري ال يستطيع الرجوع بها جميعها على المستحق وذلك عمال بنص المادة 839ف 2من
القانون المدني التي تحيلنا إلى نص المادتين 785، 784من نفس القانون المتعلقتان بأحكام االلتصاق بالعقار
والتي تعطي خيارات للمستحق والذي سيختار ما يناسبه وفي المقابل فان المشتري قد ال يسترد كل ما أنفقه
(.)1
وبالتالي عليه أن يرجع بالفرق على البائع
ج) المصروفات الكمالية :وهي تلك التي يقوم بها المشتري وال تعود بالنفع على المبيع وليست ضرورية
للصيانة أو اإلصالح وإ نما يقوم بها لمجرد إرضاء مزاجه وهواه ،وهذه المصاريف ال يلزم بها المستحق عمال
بالمادة 839ف 3من القانون المدني ومنه يكون للمشتري الرجوع بها على البائع بدعوى الضمان إذا كان هذا
األخير يعلم وقت البيع بسبب االستحقاق.وفي ذلك صدر قرار المجلس األعلى( المحكمة العليا ) بتاريخ :
18/06/1969عن الغرفة المدنية جاء فيه(من المبدأ قانونا أن المشتري حسن النية الذي يعطي زيادة مهمة في
القيمة للملك المكتسب إثر المصاريف الضخمة التي قدمها له الحق في المطالبة بتعويض مناسب للتحسينات التي
أتى بها في األصل في حال إبطال البيع.الحكم بوجه آخر هو إباحة إثراء الغير مستحق لصالح من يسترجع الملك
()2
المبيع)
د) مصروفات دعوى الضمان ودعوى االستحقاق :عدا ما كان في استطاعة المشتري اتقاءه لو انه اخطر البائع
بالدعوى طبقا ألحكام المادة 373من القانون المدني الجزائري.
ــــــــــــــــ
( - )1عبد الرزاق السنهوري – مرجع سابق ،ص .681
( - )2قرار منشور في مجموعة األحكام (المجموعة األولى ) الجزء ، 2وزارة العدل ،مديرية التشريع.
17
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
يكن وبذلك نكون أمام حالة االستحقاق الكلي ،مع مراعاة هذه الحالة أين يكون المشتري ملزم برد ما تبقى من
المبيع عندما يستحق جزء منه ،كما يلتزم بان يرد المبيع الذي ظهرت عليه حقوق مستمرة لم يكن مصرحا بها
ويلتزم البائع برد الثمن و المبالغ األخرى.
الفرع الثاني :حالة اإلبقاء على العقد
إذا تبين للقاضي أن ما حصل فيه استحقاق لم يكن جسيما إلى الحد الذي صوره المشتري ،أو إذا لم يطلب هذا
األخير فسخ العقد أبقى على العقد وله ذلك في جميع الحاالت إال أن السؤال يطرح عما إذا كان له حق الرجوع
به؟ .ففي حالة ظهور حقوق أو أعباء على المبيع يضمنها البائع ،فانه إذا لم يرد المشتري الفسخ يكون له الحق
في التعويض الذي يكون بقدر ما نقص من قيمة المبيع بسبب ظهور تلك الحقوق.و يقدر القاصي التعويض في
االستحقاق الجزئي و ذلك في حالة رد ما بقي من المبيع و ما أفاده المشتري منه و إما طبقا للقواعد العامة في
المسؤولية العقدية في غير ذلك من الحاالت ألن مصدر هذا التعويض هو عقد البيع ،و بالتالي يقدر التعويض
على أساس الضرر المتوقع ما لم يكن االستحقاق الجزئي قد وقع بغش البائع أو بخطأ جسيم منه حيث يقدر
التعويض عندئذ بالضرر المتوقع و غير المتوقع .وحيث أن القانون قد حدد عناصر التعويض التي يستحقها
المشتري في ضمان االستحقاق و يساوى في ذلك المشتري سيء النية
ـــــــــــــــ
( - )1ومن أمثلة الخسائر التي قد تلحق المشتري - :مصاريف االنتقال والمعاينة والخبرة.
أما األمثلة عن ما فاته من كسب فهي - :كما لو فاتته صفقة تجارية رابحة.
( - )2محمد حسنين ،مرجع سابق ،ص .168
على أساس أن نصوص ضمان االستحقاق لم تشترط حسن أو سوء النية ،إال أنه الستحق عناصر التعويض
األخرى إال إذا كان حسن النية ،و قد أخذت محكمة النقض المصرية بهذا الرأي و ذلك على أساس أنه(فمن غير
المعقول إذا حرم القانون المشتري-سيء النية -من الرجوع بالتعويض على من باع له ملك غيره أن يتيح له في
نفس الوقت الرجوع عليه بعناصر التعويض في ضمان االستحقاق الكلي)أما عن حسن نية البائع أو سوء نيته ال
أثر لها على استحقاق المشتري للتعويض ،ألن القانون لم يشترط سوء النية في نصوص ضمان االستحقاق غير
أنهى إذا كان البائع حسن النية فإنه ال يلتزم بغير تعويض الضرر المتوقع ،أما إذا كان البائع سيء النية فإنه يلتزم
بتعويض الضرر المتوقع و غير المتوقع طبقا للقواعد العامة.
18
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
يخالف حكم هذه المادة في فقرتها األولى ،ذلك الن هذه األحكام مكملة إلرادة المتعاقدين ونرى أن هذه األخيرة
ليست من النظام العام يجوز اإلتفاق على تعديلها ،وهذا ما سأتطرق له من خالل النقاط التالية:
أجازت المادة 377من القانون المدني على االتفاق على إسقاط الضمان على البائع سواء في حالة االستحقاق
الكلي أو الجزئي ،وال يستطيع المشتري الرجوع على البائع إال إذا كان هذا االستحقاق راجع إلى فعل البائع فان
اإلسقاط في هذه الحالة يكون باطال ويقتصر اثر الشرط على إعفاء البائع من عناصر التعويض األخرى غير أن
هناك حالتين طبقا ألحكام هذه المادة تعفي البائع من الضمان بموجب شرط عدم الضمان وهما:
-1أن يكون المشتري عالما بسبب االستحقاق وقت التعاقد وارتضى مع ذلك بشرط عدم الضمان فيعني ذلك إن
اعفي البائع من المسؤولية عن هذا السبب وما على البائع إال إثبات علم المشتري بسبب االستحقاق وقت البيع.
-2أن يكون المشتري قد اشترى تحت مسؤولية البائع ( أي يخاطر بذلك) فإن تضمن العقد لبند مثل هذا يجعله
من عقود الغرر.
19
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
المبحث الثالث
تطبيقات أحكام الضمان في عقد البيع على عقد الشركة
سنتنــاول في هـذا المبحث أحكـام الضمان في عـقـد البيع المطبقـة على عقـد الشركـة ,وذلك ألهميـة هـذه األحكـام
في تجسيـد هـذا األخيـر الذي يتميـز عن عقد البيع وعقـد اإليجار ,ذلك أن أطراف العقـد وهـم الشركـاء ,مصالحهـم
بعـد تكويـن الشركـة متحـدة غـير متعارضة .
وعليـه يجب التط رق إلى عقد الش ركة ,وذلك بتعريفها و إب راز خصائصهـا أوال ،ثم نتـطرق إلى أركـانها
و تج در الموضوعيـة الخاصة ,حتى نطبق عليها فيما بعد أحكام ضمان عدم التعرض و االستحقاق.
اإلش ارة أن الش ركات المدنية تختلف عن الش ركات التجارية حيث أن الق انون التج اري في ش أن الش ركات لم
يتضمن سوى قواعد خاصة ،أما األحكام العامة فهي واردة في القانون المدني.
فعقد الش ركة من ض من العق ود ال تي نض مها المش رع الجزائ ري في الق انون الم دني فنص عليها في الم ادة 416
منه (الشركة عقد بمقتضاه يلتزم شخصان طبيعيان أو اعتباريان أو أكثر على المساهمـة في نشـاط مشتـرك بتقديـم
حصـة من عمـل او مـال أو نقـد بهدف إقتسام الربـح الذي قـد ينتـج أو تحقيـق إقتصاد أو بلـوغ هـدف إقتصـادي ذي
ويقابـل النـص الجزائ ري نص الم ادة 505من ()1
منفعـة مشتـركـة ,كما يتحملـون الخسائـر ال تي تـنجـر عن ذلك )
القانون المدني المصري بقولها ( الشركة عقد بمقتضاه يلتزم شخصان أو أكثر بأن يساهم كل منهم في مشروع
م الي بتق ديم حصة من م ال أو من عمل إلقتس ام ما قد ينشأ عن ه ذا المش روع من ربـح أو خسـارة ) في حيـن أن
القانـون الفرنسـي نـص في المـادة 1832من القـانون المدني على :
20
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
( La société est instituée par deux ou plusieurs personnes qui conviennent par un
contrat d affecte a une entreprise commune des biens ou leur industrie en vue de
partager le bénéfice ou de profiter de léréconomie qui pourra en résulter, elle peut
étre instituée dans les cas prévus par la loi par l acte de volonté d une seule personne.
)les associés S engagent à contribuer aux pertes
وتبـيـن من خـالل هـذا التعريـف بأنـه ي برر العناصر األساس ية لعقـد الش ركة وخصائص ها كما يـبـرز األركان
الموضوعيـة لعقـد الشركـة والتي يمكن تقسيمها إلى أركان خاصة وهي التي يجب توافرهـا في كـل العقـود وهي :
الرض اء ,المحل ,الس بب ,وعليه فالش ركة كغيرها من العقـود تخضع من حيـث تنظيـم أركانهـا للمبـادئ العامـة
الــواردة في بـاب اإللتزامــات ,أما األركان الخاصة
ــــــــــــــ
(– )1قرار مؤرخ في 15/06/1985 :ملف رقم ،34400المجلة القضائية لسنة ،1989العدد الرابع ،ص .141
فهي تبدو من خالل التعريف :اجتماع شخصين فأكثر ,مساهم ــة كل منهم بحصة في رأس مال
الشركة ،نية االشتراك أو نية التعاون ,مساهمة كل شريك في األرباح والخسائر .فالشركة
تتميز عن باقي العقود بأنها :عقد شكلي ،عقد ملزم لجانبين ،عقد من عقود المعاوضة ،عقد محدد .
و كذلك بأركانها الموضوعية الخاصة التي تستلزمها طبيعة هذا العقد و هي :تعدد الشركاء ،تقـديم الحصص .
فتقديم الحصة في عقد الشركة يعتبر من األركان الموضوعية الخاصة ،و بالتالي فإن التزام كل شريك بتقديم
حصة في رأس مال الشركة يعد أمرا حيويا لقيامها ،ويعد الشريك فيما بعد ضامن لحصته .و ال أهمية بعد ذلك
لطبيعة الحصة التي وضعها الشريك تحت تصرف الشركة ،و يستوي في ذلك أن تكون الحصة ماال منقوال أو
عقارا ،أو أن تكون حصة من عمل ،وعليه يمكن أ تكون الحصة :
.1حصة نقدية :وهـي عبـارة عـن مبلـغ من النقود يقدمه الشريك أو يتعهد بتقديمه في الميعـاد المتفـق عليـه
ويعتبـر الشريـك مدينـًـا للشركـة إذا لـم يقـدم هـذا المبـلـغ.
فيمكـن أن يكـون عمـل الشريـك حصـة في الشركة ,و يجـب أن يكـون هـذا العمل بمـا ()1
.2حصة بالعمل:
يعود على الشركة بالفائدة.
قد تكون هـنا عقـار أو منقول مادي أو معنوي يقدمه الشريك للشركة إما على وجه ( )2
.3حصة عينية :
التمليك أو على سبيل اإلنتفاع .
.4حصة دين في ذمة الغير :حيث تنص المادة 424من القانون المدني الجزائري على أنه ( إذا كانت
الحصة التي قدمها الشريـك هي ديـن له في ذمة الغير فالينقض إلتزامه للشركـة إال إذا إستوفـت هـذه
21
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
الديـون ومع ذلك يبقـى الشريـك مسـؤوالً عـن تعـويــض الضرر إذا لم توفى الديون عند حلول أجلها ) .
ومن خالل هذه المادة نالحـظ أن الشركـة تكون قـد اعتمدت على استيفاء الحق الذي أحيل إليها من
الشريك كحصة في الشركة وذلك في تكوين رأسمالها فإذا تعذر عليها استيفاء هذا الحق أو تأخــر هـذا
سببـا يعوقها عن القيام بنشاط ويكبدها
الوفاء نقـص رأس مـال الشركـة بمقدار هذا الحق وقد يكون ذلك ً
. ()3
بعض الخسائر
ـــــــــــــــــ
( )1ومثال ذلك أن تكون الحصة كالخبرة في الشركة.
( -)2ومثال ذلك أن يقدم الشريك :قطعة أرض ,سيارات تلزم لنشاط الشركة ,عالمة تجارية .
( -)3علي حسن يونس – الشركات التجارية – دار الكتاب الحديث ، 1996 ،ص . 12
ففي هذا المطلب سنتناول أحكام الضمان للبيع المطبقة على الحصة العينية المساهم بها في عقد الشركة.
حيث أن المشرع الجزائري قرر نص المادة 422في القانون المدني كمبدأ عام ،و بالتالي فهي
تطبق على جميع الشركات التجارية و ذلك لعدم إمكانية تعارض القانون التجاري مع القانون
المدني.
فهذه المادة تنظم كيفية دخول الحصة العينية في رأس مال الشركة( ، )1فإذا كانت الحصة ملكية
مال أو أي حق عيني آخر ،فإن الشريك يتخلى نهائيا عن حقوقه على الشيء و يصبح ملكا للشركة
،كما لو كان األمر يتعلق ببيع من الشريك إلى الشركة على أن تنازل الشريك في هذه الحالة ليس
بمثابة بيع تماما و إنما هو يشبهه من حيث كيفية انتقال الملكية ،فتطبق أحكام انتقال الملكية في
البيع منقوال أو عقارا ،ويلزم باستيفاء إجراءات الشهر المقررة للحقوق العينية العقارية ،وعليه
فإن الشريك يضمن حصته في رأس المال كضمان البائع للبيع فتطبق أحكام ضمان االستحقاق .
فالحصـة العـينـيـة أو ما يسمى ( ) Apport en natureهي كل ما يمكن تقويمه بالمال كالعقارات
والمنقوالت المادية كاآلالت أو معنوية كبراءة االختراع ,فاألصل أن هذه الحصص مقدمة على سبيل التمليك إال
إذا وجد اتفاق أو عرف يقضي بغير ذلك ,أي أنها قرينة بسيطة قابلة إلثبات العكس بالرجـوع إلى نـص المـادة
422من القـانـون المــدنــي الجزائري فالحصة العينية المقدمة على سبيل التمليك تخرج من ذمة صاحبها وتنتـقـل
إلـى ذمة الشركة وتدخل في الضمان العام المقرر لدائنيها ,وبالتالي فإن القواعد العامـة المتعلقــة بالبيع هي
المطبقة من حيث نقل الملكية وضمـان التعرض واالستحقاق ,حيث نرى أن إعمال القواعد العامة للبيع في هذا
الغرض ليس بالمفهوم الواسع ،ذلك الن نقل ملكية الحصة
22
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( -)1مجموع هذه الحصص هو رأس مال الشركة ( ) le capital socialويجب تمييز رأس المال عن مال الشركة أو مجوداتها
مسويــا لرأس المال ,وبعد مدة تعمل فيها الشركة قد يزيد المال على رأس
ً فعند تأسيس الشركة يكون مالها ( )lactif social
مالها أو ينقص بحسب نجاح الشركة في أعمالهـ ــا .
إلى الشركة ال يعتبر بيعا بالمفهوم القانوني ،ففضال على أنه ال يوجد ثمن بالمعنى الحقيقي للكلمة ،فإن الشريك
عقارا فتطبق عليه إجراءات الشهر
ال يتمتع بما يتمتع به البائع من امتيازات .فإذا كانت الحصة العينية ً
والتسجيل النتقال العقار سواء كـان ذلك بيـن الشريـك والشركـة أو بينه وبين الغير.
أما إذا كانت الحصة منقول مادي فإنه وبمـجرد تأسيـس الشركـة وجب على الشريك تسليم المنقول ألنه أصبح
حق للشركة ويلـتزم بعدم التعرض لهـا فيـه وسواء كانت الحصـة منقول أو عقـار فإنها تخضع إلجـراءات التسليم
المقررة في عقد البيع من حيث الحالة التي يكون عليها وقت التسليم وغير ذلـك من القواعد المقررة بهذا الشـأن
في عقد البـيـع ،فإذا ادعى الغير ملكية العين المقدمة كحصة في الشركة فيمكن لهذه األخيرة إدخال الشـريك في
الخصومة كضـامن وفقًـا للقواعد العامة المتعلقة باإلدخال المطبقـة في عقد البيع ,وإ ذا حكم باستـحقـاقـه الحصـة
فعلى الشريك أن يقدم غيرها وإ ال أقصي من الشركة .
وعليه فإذا حصل تعرض من الغير على الحصة العينية المقدمة ,فلو إدعى شخص ما ملكية العقار المقدم
كحصة في الشركة فيلتزم الشريك بدفع التعرض عن طريق التدخل في الدعوى عند إخطاره بها ,وفي حالة
نجاح المتعرض في دعواه يمكن للشركـة الرجوع عليـه بدعـوى ضمان االستحقاق وتطبق في ذلك القواعد العامة
في الرجوع .
23
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
لقد تطرق المشرع الجزائري لعقد اإليجار وذلك في نص المادة 467من القانون المدني( ينعقد اإليجار
بمقتضى عقد بين المؤجر والمستأجر) إال أن التعبير غير مجد ،وبالرجــوع إلى نص المادة باللغة الفرنسية نجده
" "Le rapport de bail â loyer se forme par contrat entre le bailleur et le locataireوما
نالحظه أن نص المادة باللغة الفرنسية ينص على تجسيد العقد في محرر ،ولم يصدر أي مرسوم تنفيذي ينص
على تجسيد هدا العقد فيما إذا كان كتابيا أو شفويا وهدا ما يعاب على المشرع الجزائري ،في حين أن المشرع
المصري قد عرف عقد اإليجار في نص المادة 558من القانون المدني (اإليجار عقد يلتزم المؤجر بمقتضاه أن
()1
يمكن المستأجر من االنتفاع بشيء معين بذاته مدة معينة ،لقاء أجر معلوم).
فمن نص هذه المادة األخيرة ،أالحظ أن التزامات المؤجر كلها تنطلق من فكرة واحدة وهي :تمكين المستأجر
من االنتفاع بالشيء المؤجر ،ومن هذا المنطلق يلتزم المؤجر بتسليم الشيء بحالة صالحة آلداء الغرض الذي
،وعلى ذلك يمتنع على ()2
تم التأجير من أجله ،وبضمان انتفاع المستأجر بالعين المؤجرة انتفاعا هادئا
المؤجر أن يقوم بكل ما من شأنه أن يحول دون هذا االنتفاع ،وهذا هو ضمان التعرض .وعليه فإنني سأتطرق
في هذا الفصل إلى دراسة ضمان عدم التعرض واالستحقاق في عقد اإليجار وتطبيقاته على عقد الشركة ،بحيث
خصصت المبحث األول :لدراسة ضمان عدم التعرض و ضمان االستحقاق وتركت المبحث الثاني إلسقاط
أحكام اإليجار على عقد الشركة.
ــــــــــــــــــ
()1ـ القانون الفرنسي أتى بنفس التعريف في نص المادة .1709من القانون المدني ،في حين أن الشريعة تعرفه بأنه (تمليك المؤجر للمستأجر منفعة مقصودة
من العين المؤجرة في الشرع ونظر العقالء بعوض يصلح أجرة ) ونالحظ أن المشرع ابتعد عن تعريف عقد اإليجار وتركه للفقه .
La jouissance paisible du preneur;BIBL coraly. D.1979. Chron. .27 (obligation du bailleur en cas d abus de (( -)2
)jouissance d un locataire au préjudice d un autre locataire
(Le bailleur est oblige d'assurer au preneur une jouissance paisible de la chose louee pendant la durée du bail et cette
obligation ne cesse qu en cas de force majeur).civ. 3eme, 9oct 1974. Bull. civ3 .n°345 code civil Dalloz (95/96) p1152
.
24
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
المبحث األول :ضمان عدم التعرض
يلتزم المؤجر بضمان انتفاع المستأجر بالعين المؤجرة انتفاعا هادئا ولذلك كان لزاما عليه االمتناع عن كل
ما من شأنه أن يحول دون انتفاع المستأجر بالعين المؤجرة و ملحقاتها أو ينقص من هذا االنتفاع ،فهو بذلك
ضامن لعدم تعرضه الشخصي ،ويعتبر في حكم التعرض الشخصي ذلك الذي يحدث من أحد أتباع المؤجر
،كما يكون لزاما على المؤجر أيضا أن يمنع التعرض الواقع من الغير إذا كان مبنيا على سبب قانوني ،
حيث اليمكن للمؤجر أن يضمن التعرض المادي الصادر من الغير ،فإذا فشل المؤجر في دفع تعرض
الغير ،اعتبر مخال بالتزامه بالضمان وفي هذه الحالة يلتزم بضمان االستحقاق وهذا ما سأتطرق له
بالدراسة في هذا المبحث.
المطلب األول :ضمان المؤجر ألعماله الشخصية
لقد وضع المشرع الجزائري قواعد لضمان المؤجر للمستأجر تعرضه الشخصي في االنتفاع بالعين
المؤجرة وهذا ما نصت عليه المادة 483من القانون المدني ( على المؤجر أن يمتنع عن كل ما من شأنه أن
يحول دون انتفاع المستأجر بالعين المؤجرة وال يجوز له أن يحدث بها أو بملحقاتها أي تغيير يخل بهذا
االنتفاع .وال يقتصر ضمان المؤجر على األعمال التي تصدر منه أو من مأمورية ،بل يمتد هذا الضمان
إلى كل إضرار أو تعرض مبني على سبب قانوني يصدر من مستأجر آخر أو من أي شخص تلقى الحق عن
و يقصد باإلخالل أو التعرض في عقد اإليجار هو تسبب المؤجر بعدم انتفاع المستأجر بالعين ()1
المؤجر)
المؤجرة انتفاعا هادئا سواء وقع هذا اإلخالل بالعين في حد ذاتها أو تسبب في إحداث تغيرات بملحقاتها،
ويالحظ أن المشرع الجزائري قد جمع بين التعميم والتخصيص في نص المادة وذلك زيادة في التأكيد على
ضمان التعرض في عقد اإليجار وحماية للمستأجر فعمم ضمان عدم التعرض على العين ثم خصص ذلك بمنع
المؤجر من إحداث تغيير فيها أو في ملحقاتها ،وهذا ما ذهب إليه المشرع المصري في المادتين 458، 373
من القانون المدني القديم والمادة 571المعدلة لهما وذلك تجنبا منه لعدم اقتصار الضمان على مجال ضيق
يضر بمصلحة المستأجر ،بينما القانون الفرنسي لم يعمم هذا النص حسب نص المادة 1723من القانون المدني
والتي تنص على أنه ( ال يجوز للمؤجر أثناء مدة اإليجار أن يغير في شكل الشيء المؤجر )
().Le bailleur ne peut, Pendant la durée du bail, changer la forme de la chose louee
وهذا إنما يعد أحد تطبيقات التزام المؤجر العامة بعدم التعرض للمستأجر في االنتفاع بالعين المؤجرة.
ــــــــــــــــ
()1ـ قرار مؤرخ في ،8/04/1989ملف رقم ،58 688 ،المجلة القضائية سنة ،1991العدد الثاني ،ص ".159قرار إداري ،حق األفضلية للمستأجر ،
عدم مراعاته بهذا الحق ،مخالفة القانون " .
ـ من المقرر قانونا أنه على المؤجر أن يمتنع عن كل ما من شأنه أن يحول دون انتفاع المتاجر بالعين المؤجرة وال يجوز أن يحدث بها أو بملحقاتهما أي
تغيير يخل بهذا االنتفاع ،ومن ثم فإن القرار اإلداري المخالف لهذا المبدأ يعد مخالف للعقد .
ـ قرار مؤرخ في 22/11/1992ملف رقم ،97405المجلة القضائية سنة ،1993العدد الثالث ،ص " 176التزامات المؤجر ،إحداث تغيير في العين
المؤجرة ،تعويض المستأجر ،تطبيق صحيح للقانون ".
وفي سبيل دراسة هذا النص الذي تعرض لضمان التعرض الحاصل من المؤجر ،ندرس أوال أعمال التعرض
التي يضمنها المؤجر ،ثم شروطه واالتفاقات المعدلة ألحكام هذا الضمان ،و في األخير جزاء اإلخالل به.
25
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
ـــــــــــــــ
( )1مثال ذلك :أن يقوم المؤجر بتعلية جدار منزل مجاور يحجب الضوء ،أوان يدخل المنزل بدون مبرر ،أو يمنع المستأجر من استعمال السلم.
( )2مثال ذلك :أن يعطي المؤجر للغير حقا عينيا أو شخصيا يتعارض مع حق المستأجر ويحتج به عليه (كحق المشتري للعين المؤجرة إذا لم يكن تاريخ
اإليجار أسبق من تاريخ البيع ).
( )3مثال ذلك :أن يقوم المؤجر بتأجير العين وهي غير مملوكة له ،ثم يمتلكها بعد ذلك ويطالب المستأجر برد العين إليه استنادا إلى ملكيته.
( )4وعلى إثر ذلك يتقادم التزام المؤجر بضمان التعرض بخمس عشرة سنة من وقوع التعرض فعال.
و يراعى أن اعتبار فعل ما مخال باالنتفاع أم ال يعد مسألة موضوعية يترك تقديرها لقاضي الموضوع.
/2ـ أن يكون هذا الفعل الصادر عن المؤجر غير مشروع :أي أنه اليتحقق التعرض إذا استمد المؤجر حقه في
)1(.
هذا الفعل ،سواء من عقد اإليجار أو من القانون أو من حكم قضائي
26
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
أو ويعد التزام المؤجر بضمان انتفاع المستأجر التزاما غير قابل لإلنقسام وعلى ذلك إذا تعدد المؤجرون
ورث المؤجرون ورثة متعددون وجب على كل منهم أن يمتنع عن التعرض للمستأجر في االنتفاع بالعين كلها
(
أو بجزء منها ،وعليه ففي حالة التعرض حق لهذا األخير أن يرجع عليه بالضمان كامال ألنه اليقبل االنقسام
.)2
(ج)ـ صور التعرض الشخصي:
يتخذ تعرض المؤجر للمستأجر في االنتفاع بالعين أشكاال متعددة ،كما أن المشرع في هذا الشأن حرص على
إيراد المبدأ العام الذي يقضي بمنع المؤجر من التعرض مع إعطاء مثال تطبيقي يتعلق بإحداث المؤجر
تغييرا يخل باالنتفاع وذلك في نص المادة 483من القانون المدني ،وعليه سوف نتطرق لهذا المثال مع
إيراد تطبيقات أخرى كثيرا ما تتناول في الواقع.
/1التغيير في العين أو في ملحقاتها:
لقد حرص المشرع على ذكر هذه الصورة وذلك ألهميتها ،وعليه يجب على المؤجر أن يترك العين
،كما يمتنع على المؤجر إجراء أي تعديل ()3
المؤجرة وملحقاتها بذات الحالة التي كانت عليها وقت اإليجار
في ملحقات العين المؤجرة ،كما إذا كانت للعين حديقة فال يجوز للمؤجر قلع أشجارها أو تحويلها إلى مخزن
و لكن في المقابل ليس للمستأجرأن يلزم ()4
أو حضيرة .كما يمتنع عليه أن يبني طابقا جديدا أثناء مدة اإليجار
المؤجر بإجراء هذه التغيرات إذا كانت تؤدي إلى تحسين االنتفاع أو تسهيله ،ما لم يتفق على غير ذلك .إال
أن التساؤل الذي يثار :هل يشترط لتحقيق هذا المنع إلحاق الضرر بالمستأجر أم هذا المنع بصفة مطلقة ؟ .
فهناك جانب من الفقهاء يذهب إلى منع المؤجر من القيام بهذا التغيير بشكل مطلق ولم يترتب عليه إلحاق
الضرر بالمستأجر ،غير أنه هناك جانب آخر من الفقهاء يذهب إلى أن األصل للمؤجر ـ على فرض أنه مالك ـ
أن يجري ما يشاء من تغييرات في العين التي يملكها ،فإذا منعه القانون فذلك لحكمة هي
ـــــــــــــــــــ
( )1هذه األفعال مستمدة إما من ( :من عقد اإليجار :كاإلتفاق على تعلية الجدران مثال .أو من القانون :وهي حقوق المؤجر كإجراء الترميمات الضرورية
للمحافظة على العين أو من الحكم القضائي :كتعيين المؤجر حارسا قضائيا ) .
( )2ـ عبد الرزاق السنهوري ـ مرجع سابق ،ص .332
( )3فال يجوز للمؤجر هدم أو إزالة جزء من العين المؤجرة أو أن يسد نافذة مثال .
Interdiction de changer la forme de la chose louee Sapplique non seulement aux immeubles et portion d - (( )4
immeubles qui font L objet principal du bail et dont le preneur a la jouissance privative mais aussi aux accessoire de la
chose louee .et notamment aux entres et couloirs d accès dont le preneur a L usage concurremment avec les autres
.Paris. 31oct. 1957. Ctaz. Pal .1957 .2 . 397 .Dalloz- 95. 96. P115 .)locataires
وجوب عدم اإلخالل أو االنتقاص من االنتفاع وعليه إذا لم يكن لهذا التغيير إخالل في االنتفاع وال
يحدث منه ضرر فإن هذا المنع يرفع أي ال يكون للمستأجر أية مصلحة في المنع ،وبالتالي ال تقوم دعوى
بغير مصلحة .
ونحن نتفق مع الرأي الثاني ذلك أن المشرع في نص المادة 483من القانون المدني الجزائري (ال يجوز له
()1
أن يحدث بها ،أو بملحقاتها أي تغيير يخل بهذا االنتفاع )
27
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
/ 2اإلخالل بوجوه االنتفاع التي خصصت لها العين المؤجرة :
و يمتنع على المؤجر أيضا أن يقوم بأي عمل من شأنه اإلخالل بوجه االنتفاع الذي خصصت لها العين
المؤجرة أو ملحقاتها بمقتضى عقد اإليجار ،فال يجوز للمؤجر أن يقطع عن المتأجر المياه والكهرباء إذا كان
اإليجار يشمل إمداد المستأجر بها ،وال يجوز له أن يمنعه من استعمال المدخل العام ،وعليه ال يجوز
للمؤجر أن يمنع المستأجر من كل عمل بشأنه أن يكون مخصص لالنتفاع بالعين المؤجرة ،ويعد اإلخالل
بوجه االنتفاع أمرا نسبيا يختلف باختالف البالد والعين المؤجرة من حيث التخصيص وهو مسألة واقع
يبت فيها قاض الموضوع .
/ 3اإلخالل باالنتفاع نتيجة التغيير في عين مجاورة :
فإذا كان هناك عقار للمؤجر مجاور ومملوك له ،فاألصل أنه يجوز لهذا األخير إجراء ما يشاء من أعمال
في العقار المجاور ألنه مالك له ،إال أنه اليجوز أن يحدث في العقار المجاور ما قد يخل بانتفاع المستأجر
كتعلية جدار في العقار المجاور يمنع عليه الضوء أو يفتح نوافذ في المنزل المجاور تطل على العين
المؤجرة ،ولكن ال يعد تعرضا أن يبيع المؤجر عقاره المجاور ،فيقوم المشتري بأعمال مما تقدم فال
ضمان للمؤجر في هذه الحالة ،ألنه لم يلتزم بتخصيص العقارات المجاورة لمنفعة العين المؤجرة ،بل
)2( .
بتمكينه من االنتفاع بالعين المؤجرة
/4مزاحمة أو منافسة المستأجر في تجارته أو صناعته :
فإذا كانت العين المؤجرة مكانا لمباشرة تجارة أو صناعة ،فهل للمؤجر ممارسة نفس النشاط في عين
أخرى في العقارالمؤجرأو في عقار مجاور مملوك له ،وهل يجوز له أن يؤجر هذه العين المجاورة أو في
ذات العقار لمستأجر آخر يباشر فيها ذات النشاط ؟ وعليه لإلجابة عن هذا التساؤل يجب أن نأخذ باالعتبارين
التاليين :أولهما مبدأ حريته بالتجارة وبحق الملكية وثانيهما تحديد مضمون مدى التزام المؤجر بضمان
تعرضه الشخصي للمستأجر .وفي هذه النقطة عدة آراء ،فهناك فئة ترى
ـــــــــــــ
( )1ـ قرار مؤرخ في ، 1993/ 04/ 11 :ملف رقم ، 96237المجلة القضائية لسنة ، 1994العدد األول ،ص ( 203االنتفاع بعقد اإليجار ،إتباع
الوسائل القانونية لفسخه ،تعويض المستأجر عند إلحاق الضرر به ،تطبيق سليم للقانون ) من المقرر أنه على المؤجر أن يمتنع عن كل ما من شأنه
أن يحول دون انتفاع المستأجر بالعين المؤجرة وال يجوز له أن يحدث بها أو بملحقاتها أي تغيير يخل بهذا االنتفاع ،ومن ثم فإن قيام رئيس م ش
ب بتهديم المبنى ،المؤجر للمستأنف عليه ،قد ارتكب اعتداء بتصرفه هذا على المستأجر بدون إنذاره وال إعالمه وبدون إجراء تحقيق ،وخاصة
بدون أي دعوى قضائية لفسخ عقد اإليجار المبرم وبذلك يتعين القول أن قضاة الدرجة األولى قد أصابوا عندما قضوا بإعادة بناء المحل
ودفع التعويض ،مما يستوجب تأييد قرارهم
( )2ـ عبد الرزاق السنهوري ـ مرجع سابق ،ص.315
بأن ذلك يعد مزاحمة للمستأجر في صناعته وبالتالي فهو تعرض وجب على المؤجر ضمانه ،وفئة
أخرى ترى أن ذلك ال يوصف بالتعرض ،أما الفئة الثالثة فهي تميز بين حالتين وهما كالتالي :
الحالة األولى :إذا كانت العين المؤجرة معدة لتلك الصناعة أو التجارة وجب على المؤجر عدم ممارسة
تلك الصناعة أو التجارة بالذات ألن تأجير هذه العين بعد تعهدا منه بعدم ممارسة مثل تلك الصناعة
أو التجارة ،والحالة الثانية :إذا كانت العين المؤجرة غير معدة لتلك الصناعة التي يمارسها المستأجر،
28
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
فهنا يمكن للمؤجر مزاحمته في صناعته .والذي نراه أقرب للصواب أن تقدير ضمان المؤجر بعدم
المنافسة أو المزاحمة للمستأجر في نشاطه إنما يتجاوز مدى ومضمون االلتزام بضمان عدم التعرض ،
حيث يجب أن يقف هذا المدى عند حد معين اليتعداه وهو التمكين من االنتفاع دون مضايقة .
/ 5أعمال التعرض الصادرة عن مأموري المؤجر :
يالحظ أن نص المادة 483من القانون المدني الجزائري والتي تقابلها المادة 571من القانون المدني
المصري بعد أن قضت في فقرتها األولى بالتزام المؤجر باالمتناع عن كل ما من شأنه أن يحول دون
انتفاع المستأجر بالعين المؤجرة ،قضت في فقرتها الثانية بأن ضمان المؤجر ( ال يقتصر على األعمال
وهذا يدل على أن المؤجر ال يضمن ()1
التي تصدر منه أو من مأمورية) (أتباعه فيه النص المصري)
فحسب التعرض الشخصي الصادر منه وإ نما يضمن أيضا التعرض الصادر من مأموريه .فما المقصود
بالمأمورين ( األتباع) ؟ فهذا االصطالح يشمل كل شخص ال يكون أجنبيا عن المؤجر في تنفيذ عقد اإليجار،
أو هو كل من تقوم بينه وبين المؤجر صلة مكنة من التعرض للمستأجر ،أو كان وجوده بالعين المؤجرة بناء على
حق قرره له المؤجر .وبهذا االصطالح يدخل في مفهوم المأمورين :
ـ أ /األشخاص الذين يستعين بهم المؤجر في مباشرة حقوقه وتنفيذ التزاماته الناشئة عن عقد اإليجار،
()2
سواء كانوا بدال أم مساعدين له
ـ ب /األشخاص الذين ينوبون عن المؤجر كالولي والوصي والقيم والوكيل.
للمؤجر وكل من تلقى عنه حقا كمستأجر آخر من المؤجر ذاته. ()3
ـ ج /الخلف العام و الخاص
ــــــــــــــــ
( )1ـ واألصح في النص المصري ( من أتباعه) ولدينا (من مأمورية) ألن النص باللغة الفرنسية يقول )de ses préposés(.
(-)2و البديل:هو كل من يحل محل المؤجر في تنفيذ التزاماته كالمقاول أما المساعد :فيقتصر عمله في مساعدة المؤجر فيما يجب عليه أو فيما يحق له
كالخدم .
( -)3فالخلف العام هو الذي يمثل السلف في الحقوق العينية و في الحقوق الشخصية في حدود التركة ،أما الخلف الخاص هو الذي يمثل السلف في حقوق
معينة بالذات بشرط أن تكون التعامالت سابقة النتقال العين .
ولكي يكون المؤجر ملزما بالضمان عن أفعال أتباعه يجب أن تتوافر شروط وهي:
/1أن يقع الفعل من التابع أثناء تأدية عمله :
،أما إذا كان الفعل الذي أتاه التابع غير داخل في مهمته فال يضمنه ()1
كتابع أو بسبب تأديته لهذا العمل
المؤجر وذلك كإرسال المستأجر البواب ليشتري له أشياء فيبدد النقود .
ـ فهل يسأل المؤجر عن السرقات التي تحدث للمستأجر؟ .
تقوم مسؤولية المؤجر إذا وقعت السرقة من البواب أو باشتراكه ،أما إذا حدثت السرقة من الغير إضرارا
بالمستأجر ،فإن المؤجر ال يسأل هنا حيث تعد السرقة تعرضا ماديا صادر من الغير ال يسأل عنه المؤجر،
29
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
فإذا ثبت أن حدوث السرقة بسبب تقصير البواب نحمل المؤجر بالمسؤولية عن فعل تابعه ،فإذا انقضت رابطة
،وتقدير التقصير من عدمه يعد مسألة واقع تخضع ()2
السببية بين التقصير وارتكاب السرقة ال يسأل المؤجر
للعرف الجاري ويفصل فيها قاضي الموضوع .
ويترتب على إقامة مسؤولية المؤجر أنه ال يكون مسؤوال عن جميع األضرار المباشرة بل تقتصر مسؤوليته
. ()3
على األضرار المتوقعة الحصول
ــــــــــــــ
( -)1كقيام بواب المنزل بإهانة المستأجر ،أو امتنع أن يفتح له الباب ،أوحال بينه وبين المصعد.
(Le bailleur n'encourt. En principe aucune responsabilité à raison du vol. commis par un tiers au préjudice du ( -)2
locataire .dans les locaux faisant l'objet du bail .il n’en est autrement dans le cas seulement ou la perpétration du vol se
civ. 8 avr 1941.D, )rattache. Par un lien direct de causalité. À une faute déterminé dudit bailleur ou de ses préposés
. 1945.13 note tunc. Code civil. Dalloz. p1156
( -)3هناك رأي يذهب إلى إقامة المسؤولية على أساس المسؤولية التقصيرية وهي مسؤولية المتبوع عن أعمال تابعة ،غير أن الرأي الغالب يؤسسها على
أساس المسؤولية العقدية ،فالمؤجر في الحاالت التي يقضي فيها العقد أو العرف بحراسة الدار وبواسطة بواب يضمن للمستأجر نوعا خاصا من االنتفاع
بالعين المؤجرة ،فإذا قصر البواب في هذه الحراسة ،تحمل المؤجر بالضمان ،بل يمكن القول أن الحراسة يمكن اعتبارها من ملحقات العين المؤجرة ،فهذا
االلتزام هو التزام بوسيلة وليس التزاما بغاية ،وعليه يجب إثبات تقصير المؤجر.
يالحظ أن األحكام الواردة بشأن التزام المؤجر بعدم التعرض للمستأجر في انتفاعه ،إنما هي مكملة إلدارة
المتقاعدين وبالتالي يجوز االتفاق على ما يخالفها .وعليه يكون االتفاق على :
/1تشديد الضمان :كأن يتفق على منح المستأجر الحق في الفسخ أيا كانت درجة اإلخالل .
/2تخفيف الضمان :كاالتفاق على حرمان المستأجر من طلب الفسخ إذا قام المؤجر في التغيير في شكل العين
المؤجرة .
30
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
/3اإلعفاء من الضمان :فال يكون المؤجر مسؤوال عن تعرضه ،إال إذا وقع التعرض نتيجة لخطأ جسيم منه
فيقع هذا الشرط باطل .ولكن يجوز االتفاق على إعفاء المؤجر من الخطأ الجسيم الذي يقع من أتباعه ويجب أن
يفسر الشرط الذي يعدل من أحكام الضمان تفسيرا ضيقا.
فإذا أخل المؤجر بالتزامه بعدم التعرض للمستأجر ،كان لهذا األخير وفقا للقواعد العامة أن يطلب إما التنفيذ
العيني بعدم التعرض ،وإ ما أن يطلب الفسخ إذا كان هناك ما يبرره أو يطلب إنقاص األجرة .كما يكون له في
جميع الحاالت أن يطلب تعويض عما أصابه من ضرر.
وعليه سنتطرق بالدراسة لكل حالة على حدى :
-1التنفيذ العيني :فإذا تعرض المؤجر للمستأجر في انتفاعه بالعين و كان التعرض قائما وقت رفع الدعوى
كان من حق المستأجر أن يطلب من القضاء منع المؤجر من التعرض ،و للمحكمة أن تلجأ إلى وسيلة التهديد
المالي لتنفيذ ذلك ،و للمستأجر أن يكتفي بطلب الفسخ مع التعويض طبقا للقواعد العامة ،أو أن يطالب بإنقاص
األجرة ،و المحكمة ليست ملزمة بإجابة طالب التنفيذ العيني إلى طلبه ،فلها رفضه إذا رأت أن الخسائر التي
31
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
تكبدها المؤجر أكبر من الضرر الالحق بالمستأجر ،حتى يدفع المؤجر إلى التنفيذ العيني أن يحبس األجرة
()1
إليقاف تعرضه .
-2فسخ اإليجار أو إنقاص األجرة :للمستأجر أن يطالب إما بفسخ اإليجار أو إنقاص األجرة،و في هذه الحالة
يستطيع المؤجر أن يدفع طلب المستأجر بأنه على استعداد للتنفيذ العيني ،فإذا تحقق ذلك انتفت مصلحة
المستأجر،و ال يبقى له الحق سوى في التعويض .فإذا لم يشأ المستأجر أن يطالب بالتنفيذ العيني وقت التعرض ،
كان له أن يطالب بفسخ العقد ،أما إذا فضل البقاء في العين مع وجود التعرض ،جاز له طلب إنقاص األجرة
)2( .
بقدر ما نقص من المنفعة بسبب التعرض
-3التعويض :فللمستأجر الحق في المطالبة بتعويضه عما أصابه من أضرار نتيجة إخالل المؤجر بالتزامه
فاألصل في تعويض )3(.
وذلك في جميع الحاالت ،ويكون تقدير هذا التعويض وفقا لقواعد المسؤولية العقدية
المستأجر أال تتجاوز قيمة األجرة المتفق عليها ،ومع ذلك يجوز أن يحكم بتعويض أكبر من قيمة األجرة إذا سبب
()4
التعرض أضرارا غير حرمانه من االنتفاع كتلف أثاثه ومفروشاته .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذكرنا سابقا أن المؤجر يلتزم بضمان التعرض الحاصل منه أو من مأموريه سواء أكان التعرض ماديا أو
قانونيا ،ولكن بالنسبة للغير فال يضمن المؤجر من أعمال هذا الغير سوى ما يعد تعرضا قانونيا ال ماديا ،وعليه
سنتطرق في هذا المطلب إلى دراسة شروط وآثار هذا التعرض وصوره .
تنص المادة 483الفقرة الثانية من القانون المدني الجزائري ( ال يقتصر ضمان المؤجر على األعمال التي
تصدر منه أو من مأمورية ،بل يمتد هذا الضمان إلى كل إضرار أو تعرض مبني على سبب قانوني يصدر من
مستأجر آخر أو من أي شخص تلقى الحق عن المؤجر) .
32
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
فمن خالل نص المادة يتضح لي أن التعرض الذي يضمنه المؤجر هو المبني على سبب قانوني ،وإ ضافة إلى
ذلك فهو يضمن األضرار التي تصدر من مستأجرين آخرين أو أي شخص تلقى عنه حقا ومن ثم فهو ضامن لهذا
التعرض .فما هي الشروط الواجب توفرها لقيام هذا التعرض وماهي آثاره ؟ .
-/1الشروط الواجب توفرها لقيام التعرض :
أ -/أن يقع التعرض من الغير :يجب أن يقع التعرض من أجنبي عن عقد اإليجار ،ولذلك ال نكون بصدد تعرض
)1(.
من الغير إذا حصل التعرض من المؤجر أو من أحد مأموريه
ب -/ادعاء الغير حقا يتعلق بالعين المؤجرة ويتعارض مع حق المستأجر :وهذا ما نصت عليه المادة
484فقرة أولى من القانون المدني الجزائري ( إذا ادعى أجنبي حقا على العين المؤجرة يتعارض مع ما
للمستأجر من حقوق بمقتضى عقد اإليجار وجب على المستأجر أن يعلم المؤجر بذلك وله أن يطلب إخراجه من
الخصام وفي هذه الحالة ال تجري الدعوى إال ضد المؤجر وحده ) .
يجب أن يكون التعرض قانونيا ،أي يكون مبنيا على سبب قانوني ،وليس من الالزم أن يكون ما يدعيه الغير
من حق موجودا وثابتا في الواقع وإ نما يكفي مجرد اإلدعاء وعلى ذلك يكون تعرض الغير ماديا ال قانونيا إذا لم
يستند الغير في تعرضه على أي حق يدعيه .
)2(.
ويجب أن يكون الحق المدعى به متعلقا بالعين المؤجرة ومتعارضا مع حق المستأجر
ـــــــــــــــ
( )1فالمؤجر ضامن لهذا التعرض سواء كان تعرضا مبنيا على سبب قانوني أو تعرضا ماديا .عبد الرزاق السنهوري ،مرجع سابق ،ص .342
( -)2ومثال ذلك أن يدعي الغير أنه هو المالك للعين المؤجرة وبالتالي فإن اإليجار ال يسري في حقه ويقيم دعوى على المؤجر ويطلب فيها إخالء المستأجر
لهذا السبب .رمضان أبو السعود ،مرجع سابق ،ص.231
ويستوي في الحق الذي يدعيه الغير أن يكون حقا عينيا أو حقا شخصيا ،وعلى ذلك يضمن المؤجر التعرض
الصادر من شخص يدعي أنه مستأجر للعين المؤجرة ومفضل على المستأجر الذي وضع يده عليها
ويمكن أن يكون التعرض بالنسبة إلى العين المؤجر كلها ،أو بالنسبة إلى جزء منها فقط أو بالنسبة ألحد ملحقاتها
()1
التي يشملها عقد اإليجار.
وقد يستمد هذا الحق من المؤجر ذاته كما في حالة المشتري للعين المؤجرة ،وقد يكون غير مستمد منه كما إذا
ادعى الغير أنه هو المالك الحقيقي للعين المؤجرة.
ج /أن يقع التعرض فعال :فال يكفي لوقوع التعرض باألفعال فقط بل البد من إظهار هذا اإلدعاء وتحقيقه ،فقد
فيضطر المستأجر إلى رفع الدعوى على الغير مدخال المؤجر ()2
يلجأ الغير إلى وسائل مادية لتحقيق إدعائه
خصما فيها ،وقد يكون التعرض في صورة دعوى يرفعها الغير طالبا ثبوت حق له على العين المؤجرة
ومتعارضا مع ما للمستأجر من انتفاع وترفع على المؤجر ويدخل الغير المستأجر خصما فيها.
وتجدر اإلشارة إلى أنه يجب أن يقع التعرض القانوني أثناء فترة اإليجار ،فال يمكن اإلعتداء به إن وقع قبل ذلك
وحتى بعد فوات مدته .
-/2اآلثار التي تترتب على قيام التعرض:
33
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
إذا حدث ووقع التعرض القانوني من الغير على نحو ما تقدم ،التزم المستأجر بإخطار المؤجر بوقوع هذا
التعرض ،وإ ذا حدث اإلخطار ترتب عليه أمران :األول :هو التزام المؤجر بدفع هذا التعرض إذا كان ذلك في
إمكانه .والثاني :هو ضمان االستحقاق إذا أخفق المؤجر في ذلك .وسنتكلم عن هذا األخير في المطلب الثالث
على حدى لكي نبرزه كأثر للتعرض وتدخل إرادة الطرفين في تعديله .
/1إخطار المؤجر بالتعرض:
فمن خالل نص المادة 484من القانون المدني الجزائري ،يستوجب على المستأجر إذا وقع تعرض من
الغير ،أن يبادر إلى إخطار المؤجر بوقوعه فهو صاحب المصلحة في دفعه ألنه ضامن ،ويجب أن يتم اإلخطار
في أقرب وقت ممكن ،فإذا لم يبادر المستأجر باإلخطــار في وقت مناسب تحمل نتيجة هذا التقصير .فإذا أثبت
المؤجر في حالة عدم إخطاره أن لديه مستندات تثبت بطالن إدعاء المتعرض
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
( -)1لم يشترط التقنين المصري في المادة 573من القانون المدني ،كما اشترط التقنين الفرنسي أن يكون الحق الذي يدعيه الغير متعلقا بملكية العين
المؤجرة وذلك في نص المادة 1726من القانون المدني أو بحق ارتفاق عليها أو بحق عيني فيها طبقا بنص المادة 1727من القانون المدني والتي تنص
Si ceux qui ont commis les vies de faut و يالحظ أنها تتسع لمجال الحق الشخصي (
prétendent avoir quelque droit sur la chose louée . Ou si le preneur est lui même cité en justice pour se voir condamne
au délaissement de la totalité ou de partie de cette chose .on a souffrir L'exercice de quelque servitude; il doit appeler le
).bailleur en garantie; et doit être mis hors d’instance, S'il L’exige, en nommant le bailleur pour lequel il possède
( -)2كادعائه أن له عليها حق.
.
فهنا يسقط حق المستأجر في الرجوع بالضمان .وللمؤجر ( طبقا للقواعد العامة ) أن يرجع بالتعويض على
المستأجر نتيجة عدم قيام هذا األخير بإخطاره في الوقت المناسب .ويالحظ أن المشرع لم يستلزم شكال معينا
يجب أن يتم فيه اإلخطار .ولإلشارة أن عبء وقوع اإلخطار على عاتق المستأجر.
-2دفع المؤجر للتعرض :
فإذا أخطر المستأجر المؤجر بوقوع التعرض وجب على المؤجر أن يتخذ كافة اإلجراءات القانونية لدفع
هذا التعرض ،فله أن يرفع دعاوى الحيازة على المتعرض إذا توافرت شروطها ،فإذا نجح هذا األخير في دعواه
،كان للمؤجر رفع دعوى استرداد الحيازة ،أما إذا كانت أعمال التعرض قد أدت إلى تعطيل انتفاع المستأجر
فللمؤجر رفع دعوى منع التعرض ،وإ ذا شرع المتعرض في إقامة منشآت عطلت انتفاع المستأجر كان للمؤجر
الحق في رفع دعوى وقف األعمال الجديدة ،وهذا في حالة ما اتخذ التعرض شكل العمل المادي أما إذا كان
التعرض في شكل دعوى مرفوعة على المستأجر وتم إخطار المؤجر ،وجب على هذا األخير التدخل حتى وإ ن
علم بها ولم يخطر .فإذا كانت الدعوى إال على المستأجر فإن الحكم اليلزم إال هذا األخير أما إذا وجهت إلى
)1(.
المؤجر دون المستأجر كان الحكم الصادر ساريا في مواجهة المستأجر
وفي الحالة التي ترفع الدعوى على المستأجر لوحده فيمكنه الخروج منها حتى ولو رفض المؤجر الدخول فيها،
إال أنه في أغلب األحيان ال يخرج منها وذلك من أجل مراقبة دفاع المؤجر وليمنع التواطىء الذي قد يحصل
34
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
مع المتعرض لإلضرار به ( ففي هذا المجال أالحظ وجود إتفاق بين أحكام الضمان في عقد البيع وعقد اإليجار
).
فللمستأجر مصلحة في البقاء في الدعوى وذلك حتى يرجع من بعد بضمان االستحقاق على المؤجر إذا نجح
المتعرض ،أو إذا وجه للمستأجر طلب آخر كأن يطلب إخراجه من العين نتيجة لفسخ اإليجار إذا ما تحققت له
ملكية العين ،ويراعى أن التزام المؤجر بدفع التعرض يعد التزاما بغاية ال التزاما ببذل عناية،فإذا نجح الغير في
تعرضه يعد مخال بالتزامه .ولكن إذا ترتب على التعرض القضاء لوضع اليد المؤجرة تحت الحراسة وتعطل
)2(.
انتفاع المتأجر بها ،كان لهذا األخير أن يطلب إنقاص األجرة أو طلب الفسخ إذا كان التعرض جسيما
ـــــــــــــ
( -)1فهو ليس إال دائن عادي للمؤجر تنفذ في مواجهته األحكام الصادرة ضد المؤجر.
( – )2عبد الرزاق السنهوري ،مرجع سابق ،ص .352
أما إذا فشل المؤجر في دفع دعوى المعترض وحكم لألخير باستحقاق ما يدعيه على العين ،كان ذلك إخالال
)1(.
من المؤجر بالتزام الضمان ويجوز للمستأجر أن يحبس األجرة حتى يقوم المؤجر بدفع التعرض الحاصل
-فهل يجوز للمستأجر أن يدفع بنفسه التعرض القانوني الصادر عن الغير؟
اختلف الرأي حول هذه المسألة ،فيذهب رأي أول إلى القول أن حق المستأجر حق شخصي ،فإذا ادعى
المتعرض حقا في العين بأنه يملكها مثال ،كان الخصم الحقيقي في دعوى المتعرض ال يكون المستأجر ،فليس له
ألن حقه شخصي يترتب في ذمة حق عيني في العين المؤجرة يستطيع أن يتولى بنفسه دفع التعرض عنه
)2(.
المؤجر ،وكل ما يستطيع فعله هو أن يخطر المؤجر بالتعرض حتى يتولى الدفع ،وإ ذا امتنع على المستأجر
الرجوع بنفسه على المتعرض ،فال يوجد ثمة ما يمنعه من الرجوع عليه بدعوى المؤجر ،تطبيقا ألحكام الدعوى
غير المباشرة .
ويذهب الرأي الثاني إلى القول بأن تعرض الغير المبني على سبب قانوني قد يكون في شكل تعرض مادي أو
)3(.
في شكل دعوى
وفي األخير يمكننا القول أنه في حالة تدخل المؤجر في الدعوى ونجح في دفع تعرض الغير يعتبر قد نفذ
التزامه تنفيذا عينيا ،وإ ن وقعت للمستأجر من جراء التعرض فيرجع بالتعويض على المتعرض الذي ثبت أنه لم
يكن محقا في دعواه ،أما إن صدر حكم قضائي يقرر بوضع العين المؤجرة تحت الحراسة القضائية ونتج عن
ذلك تعطل انتفاع المستأجر بالعين فيمكنه أن يطلب إنقاص األجرة أو اإلعفاء منها طوال مدة الحبس ،أما إن كان
اإلخالل جسيم فله أن يطلب فسخ العقد .
35
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
تنص المادة 487من القانون المدني الجزائري الفقرة األولى ( ال يضمن المؤجر للمستأجر التعرض الصادر
من أجنبي والذي ال يستند على حق له على العين المؤجرة وهذا ال يمنع المستأجر من أن يطالب شخصيا بحق
لمن تعرض له بالتعويض ،وأن يمارس ضده جميع دعاوى الحيازة ).
ومن خاللها يتضح أن المؤجر ال يضمن التعرض المادي الصادر من أجنبي والذي يظهر في أعمال يقوم بها
هذا األخير تؤدي إلى حرمان المستأجر من االنتفاع بالعين أو االنتقاص ،منه دون استناد إلى حق يدعيه
ـــــــــــــــ
( -)1يجوز للمستأجر أن يحبس األجرة(نقض فرنسي – 20أفريل) DALLOZ – 1961
( -)2هذه هي خصوصية الحق العيني .
( -)3ويكون تعرضا ماديا إذا كان التعرض واقع على حيازة المستأجر ولهذا األخير حق رفع جميع دعاوى الحيازة لحمايتها طبقا للمادة 487من القانون
المدني الجزائري ،وفي حالة ما إذا كان التعرض في شكل دعوى فيجوز للمستأجر إذا لم يخطر المؤجر بالدعوى أو إذا لم يتدخل هذا األخير أن يدافع عن
حقوقه بنفسه .
وبالتالي فإنه ال يلزم بدفع هذا التعرض المادي ألنه لم يصدر منه خطأ ويبقى على عاتق المستأجر أن يدفع مثل
هذا التعرض بكل الوسائل القانونية الممنوحة له ،وبالتالي فلكي تنعدم مسؤولية المؤجر عن ضمان التعرض
()1
المادي الصادر من الغير يجب توافر جملة من الشروط :
36
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
ـــــــــــــــ
( -)1عبد الرزاق السنهوري ،مرجع سابق ،ص .305
( -)2رمضان أبو السعود ،مرجع سابق ،ص . 242
أما إذا تجاوز التعرض إلى صالحيتها باالنتفاع ،عد هذا التعرض تعديا أيضا على حق المؤجر إلى جانب حق
ويترتب عن قيام التعرض المادي توقيع التزامات على )1(.
المستأجر ،فيتحمل كل منهما بدفعه كل فيما يخصه
عاتق المستأجر فيلتزم هذا األخير بإخطار المؤجر حتى يتمكن من التدخل لدفعه ذلك ألنه ال يضمن التعرض
المادي إن توافرت شروطه وعليه سنتطرق اآلن إلى اآلثار المترتبة عنه .
-/2اآلثار المترتبة على قيام التعرض المادي من الغير :
فإذا حدث تعرض الغير نتيجة خطأ المستأجر فال يرجع بالضمان على المؤجر بل يكون لألخير الرجوع
على المستأجر بسبب ما أصابه من ضرر نتيجة هذا التعرض ،فإذا حدث تعرض مادي للغير وجب على
المستأجر إخطار المؤجر حتى يتمكن من دفعه ،فإن لم يخطره عد مسؤوال في مواجهة المؤجر عن خطأه
هذا ،ويأخذ حكم خطأ المستأجر أو إهماله أيضا ،حالة ما إذا وقع التعرض نتيجة روح العداء و الكراهية التي
يشعر بها المعتدي اتجاه المستأجر .فمن خالل ما سبق ذكره سوف نتطرق آلثار التعرض المادي الصادر من
الغير .
/1رجوع المستأجر على المتعرض :
لقد أشارت المادة487من القانون المدني الجزائري على أنه( يمكن للمستأجر مطالبة المتعرض بتعويض عن
الضرر الذي أصابه طبقا لقواعد المسؤولية التقصيرية و ذلك نتيجة عدم وجود رابطة عقدية بينه و بين
()2
المتعرض ) كما يمكنه أن يمارس جميع دعاوى الحيازة ذلك ألن المشرع أراد حماية الحيازة العرضية .
و ذلك فضال عن مطالبة المتعرض بتعويض الضرر الذي أصابه من جراء هذا التعرض.
/2رجوع المؤجر على المتعرض :
للمؤجر أن يرجع هو اآلخر على الغير المتعرض في حاالت معينة منها أنه إذا ترتب على عمل المتعرض
ضرر أصاب العين ذاتها بأن لحقها تلف أو هالك كلي أو جزئي ،فيرجع بالتعويض طبقا لقواعد المسؤولية
التقصيرية على الغير المتسبب في ذلك فإذا ترتب على تعدي المتعرض حرمان المستأجر من االنتفاع بالعين
المؤجر ،فيرجع األخير على المؤجر طالبا الفسخ أو اإلنقاص في األجرة ،فإن للمؤجر أن يرجع بدوره على
المتعرض أيضا طبقا لقواعد المسؤولية التقصرية ،و يكون للمؤجر هذا الرجوع أيضا إذا رجع عليه المستأجر
37
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
بالتعويض عن األضرار التي أصابته جراء التعرض و ذلك في حالة إشتراط ضمان المؤجر لهذا التعرض
المادي.
ــــــــــــــــ
George hebrecht ( – )1و يكون المستأجر مسؤوال عن الحريق و هذا ما قاله الفقيه
" Le locataire est, en psincipe responsable de l'incendie a moins qu’il ne démontre que l'incendie
a pour cause un ces fortuit ou de force majeure, ou un vice de construction ou encore que le feu a été communiqué par
la maison voisine . Il est donc indispensable que le locataire contracte une assurance le garantissant contre ce risque
locatif Notions essentielles de doit civil, 7eme édition Sirey - France 1967-p250.
( – )2القانون الفرنسي يعطي للمستأجر دعوى استرداد الحيازة دون الدعوتين األخيرتين ،عبد الرزاق السنهوري ،مرجع سابق ،ص .373
تنص المادة 485من القانون المدني الجزائري( إذا تعدد المستأجرون لعين واحدة أعطيت األولوية لمن سبق
منهم إلى وضع يده عليها دون غش .أما المستأجر فله إذا حرم من األولوية وهو حسن النية أن يطلب التعويض
()2
عن المؤجر)
فمن نص المادة أالحظ أن تفضيل أحد المستأجرين المتزاحمين يوجب ضمان االستحقاق للباقين .وأجد أن نص
المادة 573من القانون المدني المصري ( إذا تعدد المستأجرون لعين واحدة فضل من سبق منهم إلى وضع يده
عليها دون غش ) إال أن القانون المصري يضيف إلى ذلك تغييرا بقوله ( :فإذا كان مستأجر عقار قد سجل
عقده وهو حسن النية وقبل أن يضع مستأجر آخر يده على العقار المؤجر أو قبل أن يتجدد عقد إيجاره ،فإنه
38
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
الذي يفضل فإذا لم يوجد سبب لتفضيل أحد المستأجرين ،فليس لهم فيما تعارضت فيه حقوقهم إال طلب
التعويض) وأجد أن المشرع المصري قد فرق بين حالة التزاحم على المنقول وحالة التزاحم على العقار
ـــــــــــــــ
( -)1يقابل نص المادة 487من القانون المدني الجزائري ،نص المادة 575من القانون المدني المصري.
( -)2يقابل نص المادة 485من القانون المدني الجزائري ،نص المادة 573من القانون المدني المصري.
على عكس المشرع الجزائري الذي ترك النص عاما .وعليه أرجع إلى النص المصري باعتباره المرجع
للقانون الجزائري وتفسيره لحاالت التزاحم فيما إذا كان منقوال أو عقارا .
/1قواعد التفضيل في حالة التزاحم على المنقول :
فإذا كان الشيء المؤجر منقوال وتعدد المستأجرون له ،طبق حكم الفقرة األولى من نص المادة 573من القانون
المدني المصري والتي تقابلها الفقرة األولى من نص المادة 485قانون المدني الجزائري ،حيث يفضل من
سبق منه إلى وضع يده دون غش( ، )1وذلك طبقا للقاعدة العامة في هذا الشأن .ومن ذلك يتضح أن تطبيق
قاعدة األفضلية تقتضي أن يكون واضع اليد األول على المنقول حسن النية .وبذلك لكي يكون لوضع اليد على
الشيء المؤجر أثره يجب أال يكون للمستأجر واضع يده متواطئا مع المؤجر ،كما يجب أال يكون عالما وقت
وضع اليد يسبق التأجير وإ ذا حدث ولم يبادر أي من المستأجرين المزاحمين بوضع يده على الشيء المؤجر ،ثم
طلبا المؤجر بتسليمه ،فال يمكن القضاء بتسليمه أليهما ،فليس ألحدهم أن يتقدم على اآلخر .ولذلك ال يبقى لهما
سوى الرجوع بضمان االستحقاق .أما إذا طالبه أحدهما دون اآلخر فيقضي له بالتسليم وال يبقى لآلخر سوى
الرجوع بالضمان.
وأجد أن محكمة النقض الفرنسية في أحكام حديثة قد قضت بأن المفاضلة بين المستأجرين المتزاحمين ،في
المنقول وفي العقار ،تكون على أساس األسبقية في تاريخ عقد اإليجار ،وذلك رغم أن التقنين الفرنسي ال
()2
يشمل على نص في هذه المسألة
/ 2قواعد التفضيل في حالة التزاحم على العقار.
من خالل نص المادة 485من القانون المدني الجزائري لم يفرق المشرع بينما إذا كانت العين منقوال أو
عقارا ،وبذلك تسري هذه القاعدة بشأن المفاضلة بين المستأجرين المزاحمين للعقار .أما المشرع المصري
أضاف في المادة 573من القانون المدني بقوله( فإذا كان مستأجر عقار سجل عقده وهو حسن النية قبل أن
يضع مستأجر آخر يده على العقار المؤجر أو قبل أن يتجدد عقد إيجار ،فإنه هو الذي يفضل ).
وعلى ذلك تكون قواعد التفضيل في شأن العقار هي باألسبقية بوضع اليد أو بالتسجيل ،ويستفاد من نص المادة
أن المستأجر الذي سبق إلى وضع يده هو األولى بالتفضيل ألنه األصل وال يسبقه إال تسجيل سابق له.
39
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
ــــــــــــــ
( -)1فوضع يد المستأجر على العين المؤجرة هو استيفاء لحقه من المؤجر كدائن شخصي له .ومن ذلك جاء التفضيل وليس من مجرد وضع اليد .
وهناك رأي يذهب إلى أن التفضيل إنما يجيء من وضع اليد ذاته مجردا من معنى االستيفاء – طبقا للقاعدة المعروفة (عند تعادل المركزين يفضل واضع اليد
) ( ) in pari causa melior est causa possidentisعبد الرزاق السنهوري،مرجع سابق ،ص . 385
( -)2فمن كان من المستأجرين عقده أسبق في ثبوت التاريخ كان هو الذي يتقدم .نقض فرنسي ( 12فيفري .) 1954
دالوز –1972،عبد الرزاق السنهوري ،نفس المرجع ،ص . 388
ملف رقم 539 وفي ذلك توجد عدة قرارات للمحكمة العليا ومن بينها(القرار المؤرخ في 10.03.1991 :
.78من المقرر قانونا أنه إذا تعدد المستأجرون لعين واحدة ،أعطيت األولوية لمن سبق منهم إلى وضع يده
عليها دون غش.
ومن ثم فإن القرار اإلداري المخالف لهذا المبدأ يعد مخالفا للقانون ،ولما كان من الثابت في قضيته الحال أن
الطاعن يشغل بحسن نية وبناء على سند قانوني الشقة المتنازع عليها منذ سنة 1984في حين أن المطعون ضده
استخرج عقد إيجار الشقة في سنة ، 1988ومن ثم فإن مقرر التنازل الثاني يعد الغيا .ومن كان كذلك
()1
استوجب إبطال المقرر المطعون فيه )
وهناك ( قرار آخر مؤرخ في 07/02/1994 :ملف رقم " 107519من المقرر قانونا أنه إذا تعدد
المستأجرون لعين واحدة أعطيت األولوية لمن سبق منهم إلى وضع يده عليها دون غش ومن ثم فإن القضاء
بهذا المبدأ يعد تطبيقا سليما للقانون .
ولما ثبت من قضيته الحال – أن الطاعن كان حارسا لألماكن – المتنازع عليها – وليس محتال لها فإن بمحاولته
لتغيير صفة االحتالل من حارس إلى مستأجر برهن عن سوء نيته ،وأن قضاة الموضوع برفضهم حق االمتياز
()2
الذي تمسك به الطاعن ،فقد طبقوا صحيح القانون مهما يتعين رفض الطعن )
/1التعرض الحاصل من الجيران المستأجرين لمؤجر واحد :
ويخرج من ذلك الجيران المستأجرين من مؤجرين مختلفين ولو كانوا في منزل واحد كأن يكون المنزل مقسم
إلى عدة طوابق مملوكة ألشخاص مختلفين ومؤجرة لعدة مستأجرين فالعبرة هنا بوحدة المؤجر ال بوحدة
المنزل ،فيفترض هنا أن التعرض أو اإلخالل باالنتفاع قد صدر من جار المستأجر لنفس المؤجر واتخذ هذا
المتعرض إلى حق يدعيه كان التعرض مبنيا على سبب قانوني ويكون المؤجر ضامنا ،أما إذا كان التعرض
غير مستند إلى حق وكانت هذه األعمال ال عالقة لها بصفة المستأجر ،فالتعرض المادي ال يضمنه المؤجر .أما
في الحالة العكسية :فهناك رأي يقول بأن هذا التعرض وإ ن ال يستند فيه إلى حق يدعيه المتعرض مع ذلك يعد
تعرضا مبنيا على سند قانوني يضمنه المؤجر( ،)3وإ ذا رجع المستأجر (المتعرض له ) على المؤجر كان لهذا
األخير أن يرجع بدوره على المستأجر المتعرض ويجب عليه إخطاره بالتعرض في الوقت المالئم حتى يستطيع
فيه الدفاع عن األعمال التي ارتكبت ضد المستأجر (المتعرض له) والتي استحق هذا األخير من أجلها التعويض
.وهناك رأي آخر يقول أن التعرض الصادر من المستأجر لجاره يعد تعرضا
40
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
ــــــــــــــــ
( -)1المجلة القضائية لسنة -1993العدد األول – الصفحة .142
( -)2المجلة القضائية لسنة – 1994العدد الثاني – الصفحة .31
( -)3ألن المتعرض ال يعد من الغير بالنسبة للمؤجر.
ماديا ال يضمنه المؤجر مادام غير مستند إلى حق يدعيه ،وللمستأجر المتعرض له أن يرجع مباشرة على
المستأجر المتعرض ألنه ليس له الرجوع على المؤجر .
ـــــــــــــــ
( -)1طبقا لنص المادة 124من القانون المدني الجزائري .
( -)2طبقا لنص المادة 284الفقرة الثانية من القانون المدني الجزائري .
41
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
( -)3يقابل نص المادة 486من القانون المدني الجزائري نص المادة 574مدني مصري والتي تنص على أنه ( إذا ترتب عن عمل من جهة إدارية في
حدود القانون نقص كبير في االنتفاع بالعين المؤجرة ،جاز للمستأجر تبعا للظروف أن يطلب فسخ العقد أو إنقاص األجرة ،وله أن يطالب المؤجر بتعويضه
إذا كان عمل الجهة اإلدارية قد صدر لسبب يكون المؤجر مسؤوال عنه ،كل هذا ما لم يقضي االتفاق بغيره
وتبعا لما سبق يجب التفريق بين ما إذا كان العمل قانوني أوغير قانوني ،فإن كان قانونيا عد التعرض من جهة
اإلدارة مبنيا على سبب قانوني يضمنه المؤجر ،ألن اإلدارة تستند في عملها إلى حق لها( . )1ولذلك يطبق على
هذا التعرض أحكام التعرض الحاصل من الغير ،بمعنى أن المؤجر ال يضمن التعرض المادي الصادر عن
السلطة اإلدارية ولكنه يضمن تعرضها القانوني .ويكون التعرض ماديا إذا كانت هذه األخيرة ال تستند في
عملها إلى حق خاص تدعيه متعلقا بالعين أو اقتصرت إلى مالها من حقوق وامتيازات السلطة العامة (.)2
إال أن الفقهاء يذهبون بالقول في هذه الحالة بأنه ال جدوى من البحث فيما إذا كان عمل اإلدارة يعد تعرضا
ماديا أو قانونيا ،فهو في الحالتين يعد من قبيل القوة القاهرة ،وال يلتزم المؤجر بضمانها ،إال أن اعتبار ذلك
بمثابة القوة القاهرة ال يحرم المستأجر من الرجوع على المؤجر .وعلى جهة اإلدارة في بعض الحاالت .
وعلى ذلك للمستأجر إذا كان الحرمان من االنتفاع جسيما أن يطلب الفسخ ،أما إذا كان النقص أو الحرمان يسيرا
فال رجوع له على المؤجر ،وإ نما يرجع على اإلدارة إذا كان عملها مخالف للقانون ،ويجوز للمستأجر في هذه
الحالة وإ ذا لم يكن الحرمان على درجة من الجسامة أن يطلب اإلنقاص في األجرة ،ويكون هذا األخير على
درجة مبررة ويخضع ذلك لتقدير المحكمة .أما إذا كان عمل اإلدارة ينطوي على تعسف في استعمال السلطة ،
فيحق للمستأجر أن يطلب التعويض منها ألنه شكل من أشكال التعرض المادي المحض (.)3
وباإلضافة إلى ذلك يجوز للمستأجر أن يرجع على المؤجر بالتعويض أيضا إذا تسبب هذا األخير في حدوث
هذا التعرض ،ألنه حيث يكون للمؤجر دخل في عمل اإلدارة يتحقق ضمانه ( .)4وال رجوع للمستأجر على
المؤجر إذا ثبت أن تعرض اإلدارة سببه خطأ من المستأجر ،وذلك كأن يدير المستأجر العين المؤجرة ناديا
للقمار ،فتقوم اإلدارة بإغالقه ففي هذه الحالة يلتزم المستأجر بدفع األجرة إلى نهاية عقد اإليجار وبالتعويض
أيضا إن كان له مقتضى .
وتجدر اإلشارة إلى نص المادة 486من القانون المدني الجزائري انتهت بالقول ( كل هذا ما لم يوجد اتفاق
يقضي بخالف ذلك ) وعليه فهي ال تتعلق بالنظام العام وبالنتيجة يجوز االتفاق على أن يتحمل المؤجر بالضمان
عن كل عمل يصدر من جهة إدارية يتعارض مع انتفاع المستأجر بالعين سواء أكان العمل مخالفا للقانون أم ال.
كما يجوز االتفاق على عدم مساءلة المؤجر إال عن الفسخ ،أو اإلعفاء من المسؤولية
وكما يكون االتفاق صريحا قد يكون ضمنيا ،ولكن ال يجوز أن يستخلص منه مجرد أن المستأجر كان يتوقع
تعرض اإلدارة له (.)5
ـــــــــــــــ
( -)1ومن أمثلة ذلك :كأن تجري مصلحة التنظيم .أعمال وإ صالحات في الطرق العمومية من شأنها أن تخل بانتفاع المستأجر .
( -)2ومن أمثلة ذلك :أن تنتزع جهة اإلدارة ملكية العين المؤجرة أو أن تستولي عليها .
( -)3ومن ذلك مثال أن تنزع اإلدارة – الملكية للمنفعة العامة – فال يمكن للمستأجر أن يرجع على تلك الجهة إال إذا سمحت له القوانين بذلك.
( -)4لكن ال رجوع للمستأجر على المؤجر إذا ثبت أن تعرض الجهة اإلدارية كان سببه خطأ من المستأجر دون المؤجر .
42
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
( – )5رمضان أبو السعود ،مرجع سابق ،ص .260
43
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
الفرع الثاني :االتفاقات المعدلة ألحكام هذا الضمان
تنص المادة 490من القانون المدني الجزائري( يبطل كل اتفاق يتضمن اإلعفاء أو التحديد من الضمان
بسبب التعرض أو العيب إذا كان المؤجر قد أخفى عن غش سبب هذا الضمان ).والتي يقابلها نص المادة 578
من القانون المدني المصري ( يقع باطال كل اتفاق يتضمن اإلعفاء أو الحد من ضمان التعرض أو العيب ،إذا
كان المؤجر قد أخفى عن غش سبب هذا الضمان ).
وعليه نالحظ أن هذا النص يبيح االتفاق على اإلعفاء من ضمان االستحقاق والعيب وعلى التخفيف منه أو
التشدد فيه ،على النحو الذي سبق بيانه في البيع ،ولكن سيتثنى من ذلك اإلعفاء أو التخفيف ،إذا كان المؤجر قد
أخفى عن غش سبب هذا الضمان .فهذا النص من النظام العام ،ال يمكن االتفاق على مخالفته .
-1التشديد في الضمان :وبناء على ما سبق يجوز التشديد في ضمان المؤجر ،كاشتراط المستأجر أن يكون له
الحق في فسخ اإليجار متى حدث تعرض من الغير ،أيا كان تأثير هذا التعرض على االنتفاع المقصود .
-2تخفيف الضمان :يجوز االتفاق على تخفيف الضمان ،كما لو اشترط المؤجر المستأجر أن يدفع األجرة
بكاملها حتى مع حصول تعرض من الغير .
-3اإلعفاء من الضمان :إذ يجوز االتفاق على إعفاء المؤجر من الضمان الناشئ عن تعرض الغير القانوني
ويالحظ أن شرط اإلعفاء من الضمان أو التخفيف منه يقع باطال إذا كان المؤجر قد أخفى عن غش سبب هذا
الضمان ،وعلى ذلك إذا كان المؤجر يعلم أن للغير حقا على العين المؤجرة يتعارض مع حق المستأجر وأخفاه
متعمدا عن األخير غشا منه ،فإن الشرط يقع باطال أما إذا كان يعلم بحق الغير ولكنه لم يتعمد إخفائه فالشرط
الصحيح ،فبمجرد علمه بالسبب ال يتضمن في ذاته غشا ،فقد يكون المستأجر عالما بنفسه ،ويمكن أن يتخذ علم
المستأجر بالسبب قرنية على أنه أراد ضمنا إعفاء المؤجر من الضمان حتى بدون شرط .
والشرط الذي يعدل من أحكام مسؤولية المؤجر عن تعرضه الشخصي ،ليس كالشرط الذي يعدل من
مسؤوليته عن تعرض الغير إذ ال يجوز التوسع في تفسيره .فشرط التشديد ال يتوسع في تفسيره باإلضرار
بالمؤجر وشرط التخفيف أو اإلعفاء ال يتوسع في تفسيره إضرارا بالمستأجر(.)1
ـــــــــــــــــ
( -)1إن القضاء الفرنسي في ضمان المؤجر لتعرضه الشخصي ،يجعل شرط اإلعفاء عبارة عامة باطال ،أما في ضمان تعرض الغير المبني على سبب
قانوني ،فشرط اإلعفاء في عبارة عامة يكون صحيحا وإ ن كان ال يحرم المستأجر من طلب الفسخ أو إنقاص األجرة والفرق بين الحالتين أن إعفاء المؤجر
نفسه من المسؤولية عن تعرضه الشخصي بصفة مطلقة يتعارض مع حسن النية وليس لذلك أن يعفي نفسه من المسؤولية عن تعرض الغير .
-عبد الرزاق السنهوري ،مرجع سابق ،ص.362
-ما يالحظ أن هناك نصيبين في البيع ،أحدهما تطبيق للمبادئ العامة فيمكن أن يسري على اإليجار ،واآلخر يقرر حقا استثنائيا فال يمكن نقله إلى اإليجار
وطريق القياس فالنص األول هو نص المادة 373من القانون المدني الجزائري والذي يمكن تطبيقه على عقد اإليجار ،والنص الثاني هو 374من القانون
المدني الجزائري وهذا النص األخير يقرر االسترداد ،فهو نص استثنائي وال يري على عقد اإليجار.
المبحث الثاني
44
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
تطبيقات أحكام الضمان في عقد اإليجار على عقد الشركة
في هذا المبحث سنتناول أحكام الضمان في عقد اإليجار المطبق ة على الحصص المساهم بها في عقد الشركة
،و ذلك ب التطرق إلى طبيعة الحصص المقدمة في عقد الش ركة في المطلب األول ،أما في الطلب الث اني فإننا
سأتطرق على مجال تطبيق أحكام الضمان .
المطلب الثاني :مجال تطبيق أحكام ضمان اإليجار على عقد الشركة
فإذا حصل التقديم على سبيل االنتفاع- - apport en jouissanceو كان الشيء المقدم عينا معينة يحتفظ
المقدم بملكية الحقوق المتعلقة بالشيء المقدم ،ويقدم للشركة حق االنتفاع -usufruit-بالحقوق فقط ،و يكون
الشريك الذي يقدم الشيء على سبيل ،بمنزلة المؤجر الذي يمكن المستأجر من االنتفاع بالمأجور ،و لكنه يختلف
عنه في أنه ال يتقاضى بدل اإليجار ،كما يلتزم المقدم بالضمان الذي يلتزم به المؤجر ،أي يلتزم بضمان
التعرض .
ــــــــــــــ
( -)2الحسين بن الشيخ آث ملوية ،بحوث في القانون،دار هومة للطباعة و النشر ،باتنة ،الجزائر ،صفحة.113،115
و تجدر اإلشارة عمال بالمبادئ العامة ،إلى أنه ال يجوز تقديم األشياء المثلية على سبيل االنتفاع ،بل على سبيل
الملكية ،حتى ولو كان العقد ينص على أنها مقدمة على سبيل االنتفاع.
45
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
فيضمن الشريك عدم التعرض للشركة سواء كان تعرضا ماديا أو قانونيا صادرا منه أو تعرض مبني على
،والتي تحول دون االنتفاع بالحصة أو تؤدي إلى نقص االنتفاع بها ،و في حالة ()1
سبب قانوني صادر من الغير
التص فية ال يمكن ل دائنيها التنفيذ على حصة الش ريك ألنها ال ت دخل في ذمتها ،ف إذا انحلت الش ركة قبل انته اء حق
االنتف اع في دخل ه ذا األخ ير ض من العناصر اإليجابية للش ركة و تخضع للتص فية ك أي م ال آخر تملك ه،و بالت الي
يحق للش ريك اس ترداده بمج رد االنته اء من االنتف اع به و تج در اإلش ارة إلى أنه إذا ك ان االنتف اع واردا على
عقار،وكانت مدته تزيد عن الحد المقرر قانونيا وجب التسجيل طبقا للقواعد المقررة في اإليجار.
و لما ك ان للمنتفع حق عي ني على العين فله الس لطة المباش رة على الش يء ال ذي ال يحت اج في اس تعماله إلى
تدخل صاحب حق االنتفاع ،و بذلك فليس على صاحب حق االنتفاع أية التزامات شخصية في ذمة المنتفع سوى
ما ال تزم به ،ك أن يل تزم بض مان التع رض و االس تحقاق ولن ه ذا االل تزام ت رتب بم وجب العقد ال بم وجب حق
االنتفاع ،و بالتالي يسري على صاحب حق االنتفاع ما يسري على أي شخص آخر ،حيث ال يجوز له أن يتعدى
على حق المنتفع و بالتالي فال يجوز له أن يدخل أي تعديل في العين دون موافقة المنتفع ،كأن يقيم بناءات جديدة
،فكل ما يس بب ض ررا أو تعطيال أو إنقاصا في حق المنتفع ال يج وز لص احب حق االنتف اع أن يق وم به ،و لكن
هن اك اس تثناء على ذلك أورده المش رع لص احب حق االنتف اع من خالل نص الم ادة 847فق رة 2من الق انون
الم دني الجزائ ري (و للمالك أن يع ترض على أي اس تعمال غ ير مش روع أو غ ير متفق مع طبيعة الش يء ،ف إذا
أثبت أن حقوقه في خطر ج از له أن يط الب بتق ديم تأمين ات ف إن لم يق دمها المنتفع أو اس تمر على ال رغم من
اع تراض المالك في اس تعمال الش يء اس تعماال غ ير مش روع أو غ ير متفق مع طبيعة الش يء فللقاضي أن ي نزع
العين من تحت يده و أن يسلمها إلى الغير ليتولى إدارتها بل له تبعا لخطورة الحال أن يقرر انتهاء حق االنتفاع
دون إخالل بحقوق الغير ) .
فالمش رع أعطى ه ذه االس تثناءات لفائ دة المالك للمحافظة على حقوقه في حين أنه كقاع دة عامة يل تزم بع دم
تعطيل أو إنقاص في حق االنتفاع بالعين ،و في هذه الحالة للقاضي أن يقرر انتهاء حق االنتفاع و هذا تبعا لدرجة
الخطورة و ذلك دون إخالل بحقوق الغير .
ـــــــــــــ
( -)1و هذا ما نصت عليه المادة 1843في فقرتيها 4 ،3من القانون المدني الفرنسي.
الخاتمة
46
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
لعل أهم ما نخلص إليه في خاتمة هذا البحث هو التأكيد على أهمية الموضوع ،فالمشرع نظم احكام الضمان
سواء كان التعرض او االستحقاق أو العيوب الخفية باعتبارها من اهم االلتزامات التي تترتب على العقد ،
خاصة عقد البيع و االيجار و كلها أكثر العقود شيوعا في الحياة العملية و ذلك لضمان استقرار المعامالت .
لكن المشرع في تنظيمه لعقد الشركة تعامل بشيء من التمييز ،إذ طبق عليه نوعان من الضمان ن متخذا
طبيعة الحصة معيارا فاصال .فإذا كانت الحصة العينية مقدمة على سبيل التملك طبقت احكام الضمان الخاصة
بعقد البيع ن اما إذا قدم الشريك الحصة على سبيل االنتفاع فقط فإن أحكام الضمان الخاصة بعقد االيجار هي التي
تطبق .
و قد اكتفى المشرع الجزائري في تنظيم هذا الموضوع بمادة واحدة فقط هي المادة 422من القانون المدني
،والتي اقتبس احكامها من القانون المصري ،وهو ما طرح اشكاالت عملية في تطبيقها ،خاصة في مجال
الشركات التجارية إذ ال يوجد في القانون التجاري ما ينظم هذا الموضوع مما يعني عمومية هذا النص.
و يجب التذكير أن هذا النص وضع سنة 1975في ظل التوجه االشتراكي ،حيث كانت التجارة من احتكار
الدول ة ،وك انت المس اهمة من ط رف األف راد محتش مة ،ول ذا و في ظل التوجه االقتص ادي الح الي و بعد االنفت اح
على اقتصاد السوق لم يعد هذا النص يستجيب لهذه المتطلبات .و لذا أصبح لزاما على المشرع التدخل العادة
تنظيمه على الوجه الكافي واستقرار المعامالت المدنية و التجارية،حيث أن آث ارالتعرض لم تناولها اصال في عقد
الشركة و اكتفى باحكام عقد البيع و االيجار و هذا ما ال يتطابق و طبيعة عقد الشركة
و حاصل القول أن هذا النص ال يجد تكريسا له في القضاء و الميدان العملي إذ غالبا ما تلجأ الشركة إلى طلب
الفسخ أو االبطال ،متى تعرض الشريك للحصة المقدمة او استحقت للغير ،و ال تطلب بتطبيق أحكام الضمان .
و في األخير نرجو أن تكون هذه الدراسة قد جلبت األنظار إلى الثغرات القانونية التي يعاني منها القاضي
لما تخلفه من إشكاليات في الميدان العملي و أن تكون محفزا لمن يأتي بعدي و أراد الخوض في غمار هذا
البحث المتعلق بضمان عدم التعرض و االستحقاق.
الـمـراجـع
47
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
-3عقد اإليجار ،أنور طلبة ،المكتب الجامعي الحديث ،اإلسكندرية ،طبعة .1998
-4أهم النصوص التشريعية و التنظيمية المتعلقة باإليجار المدني التجاري اجتهادات المحكمة العليا،
بن رقية يوسف ،الديوان الوطني لألشغال التربوية ،الجزائر ،طبعة .2002
-5الوجيز في عقد البيع ،توفيق حسن فرج ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،طبعة.1988
-6الوجيز في شرح القانون المدني الجزائري ،خليل أحمد حسن قدادة ،الجزء الرابع ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر.
-7عقد اإليجار المدني (دراسة نظرية و تطبيقية من خالل الفقه واجتهاد المحكمة العليا) ،ديب عبد
السالم ،الديوان الوطني لألشغال التربوية ،الجزائر ،الطبعة األولى .2001
-8العقود المسماة (عقد اإليجار) ،رمضان أبو السعود ،األحكام العامة ،دار المطبوعات الجامعية،
اإلسكندرية.
( -9شرح القانون المدني ،العقود المسماة ،عقد البيع) ،سليمان مرقس ،الطبعة الرابعة،منقحة ومزينة
بأحكام محكمة النقض المصرية ،دار الهناء للطباعة،القاهرة.
-10موسوعة الشركات التجارية ،عبد الحميد الشواربي ،دار الكتاب الحديث ،منشأة المعارف
اإلسكندرية،مصر.
-11الوسيط في شرح القانون المدني،العقود التي تقع على الملكية (الهبة،الشركة)المجلد الخامس
عبد الرزاق السنهوري ،دار إحياء التراث العربي ،لبنان.
-12الوسيط في شرح القانون المدني الجديد (اإليجار،العارية)الطبعة الثالثة ،عبد الرزاق السنهوري
منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،لبنان.
-13الوسيط في شرح القانون المدني،العقود التي تقع على الملكية(البيع،المقايضة) عبد الرزاق
السنهوري ،دار إحياء التراث العربي ،بيروت ،لبنان.
-14شرح أحكام البيع ،عبد الناصر توفيق العطار ،دار الفكر العربي ،القاهرة.
-15االجتهاد القضائي وفقا ألحكام القانون المدني ،عمرين سعيد، ،دار الهدى ،عين مليلة
الجزائر ،طبعة .2004
-16مدونة القانون المدني ،معوض عبد التواب ،الجزء األول ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،القاهرة،
طبعة .1987
-17عقد البيع في القانون المدني الجزائري ،محمد حسنين ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بن عكنون،
الجزائر ،طبعة.2000
48
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
-18عقد البيع في القانون المدني الجزائري ،محمد حسنين ، ،ديوان المطبوعات الجامعية،بن عكنون
،الجزائر ،الطبعة الرابعة .2005
-19عقد البيع ،محمد شتا أبو سعد، ،دار الفكر العربي،القاهرة ،طبعة.2000
-20شركات األموال في القانون الجزائري ،نادية فضيل ،ديوان المطبوعات الجامعية،طبعة
،2003الجزائر.
-21حماية الملكية العقارية ،حمدي باشا عمر ،دار هومة ،الجزائر ،طبعة .2002
-22القضاء العقاري ،حمدي باشا عمر،دار هومة ،الجزائر،طبعة .2002
/2المجالت القضائية:ـ
-1المجلة القضائية لسنة ،1989العدد الرابع.
-2المجلة القضائية لسنة ،1991العدد الثاني.
-3المجلة القضائية لسنة ، 1992العدد الثالث.
-4المجلة القضائية لسنة ، 1993العدد الثالث.
-5المجلة القضائية لسنة ، 1994العدد األول.
-5االجتهاد القضائي :الغرفة التجارية و البحرية،عدد خاص ،طبعة .1999
/3النصوص القانونية:ـ
- 1األمر رقم 66/154المؤرخ بتاريخ 08/06/1966:المتضمن قانون اإلجراءات المدنية.
- 2األمر رقم 75/58المؤرخ في 20رمضان عام 1359الموافق ل26:سبتمبر،1975
المتضمن القانون المدني معدل و متمم.
-3األمر رقم 75/59المؤرخ في 20رمضان 1359الموافق ل 26:سبتمبر ،1975المتضمن القانون
التجاري.
/4القواميس:
-1المصطلحات القانونية في التشريع الجزائري ،ابتسام القرام ،دار النشر قصر الكتاب البليدة الجزائر.1998،
-2كنز الطالب ،قاموس (فرنسي ،عربي) جور دان السابق ،المؤسسة الوطنية للكتاب ،الجزائر ،طبعة.2001
49
ضمان عدم التعرض و االستحقاق في عقد البيع و عقد اإليجار و تطبيقاته على عقد الشركة
GERGE HUBRECHT –Notion essentielle de droit civil édition7, Sirey, France, -2
.1967
RYMOUND –LE GUIDEX-Juress classeur -2-1995-(vente, obligation du -3
.vendeur, garantie en cas d éviction)
50