You are on page 1of 3

‫خاتمة‬

‫خــاتــمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬

‫من خالل دراستنا ملوضوع الصلح برزت لنا أمهيته يف احلفاظ على إستقرار اجملتمع من خالل‬
‫توقي النزاعات اليت تعصف بالعالقة الزوجية وهتدد بتفككها‪ 4‬و اآلثار السلبية اليت تنعكس عن‬
‫األطفال يف حال وجودهم و العالقات اليت تربط بني عائليت الزوجني املتنازعني من شقاق و حقد و‬
‫ضغينة هذا السبيل الذي شرعه املوىل عز و جل وكرسه املشرع يف قانون األسرة إال أن هذا األخري‬
‫مل يعىن به العناية الالزمة ويكفي تفحص املواد القانونية اليت تنظمه للوقوف على ذلك إذ أنه مل‬
‫خيصص سوى مادة واحدة للصلح عن طريق التحكيم و مادتني حملاولة الصلح اليت جيريها القاضي مما‬
‫أفضى عليه نوعا من الغموض و اللبس مما جيعل احلاجة ماسة و ملحة إلعادة النظر يف هذه املواد مما‬
‫سينعكي‪ 4‬باإلجياب على عمل القاضي وبالنتيجة على األفراد و اجملتمع ‪.‬‬
‫غري أننا نقدم املالحظات التالية‪ 4‬بشأن كال الوسيلتني ومدى فعالية النص القانوين املنظم هلما ‪:‬‬
‫‪ – I‬بخصوص الصلح عن طريق التحكيم ‪:‬‬
‫‪ / 1‬لعل أول مالحظة بالنسبة ملسالة بعث احلكمني ضرورة تفعيل هذه الوسيلة من خالل تزويدها‬
‫بآليات إجرائية تسمح برفع الغموض و اللبس عنها و حتث القضاة‪ 4‬على اجلوء إليها بإبراز كيفية‬
‫إختيار احلكمني و تعيينهما و الشروط اليت جيب أن تتوفر فيهما وكيفية‪ 4‬استبداهلما يف حالة وفاة أو‬
‫تغري أهلية أحدمها أو كالمها مع توضيح كيفية اتصال احملكمة بامللف يف حالة الشقاق أو اشتداد‬
‫اخلصام كما مساه املشرع كمان اإلختالف يف املفاهيم بني الشريعة و القانون من شأنه أن يضع‬
‫القضاة يف حرج كبري إذا ما أرادوا تطبيق األحكام الشرعية استنادا لنص املادة ‪ 222‬من قانون‬
‫األسرة مما جيعل توحيد هذه املفاهيم أمرا ملحا و ضروريا لتسهيل مهمة القضاة‪ 4‬وقد ملسنا من خالل‬
‫الرتبصات امليدانية‪ 4‬اليت أجريناها عزوف القضاء عن اللجوء إىل الصلح عن طريق بعث احلكمني‬
‫حيث مل جند تطبيقا هلا يف أي جهة قضائية من احملاكم اليت أجرينا فيها الرتبصات‬
‫‪ -II‬أما بخصوص محاولة الصلح من طرف القاضي ‪:‬‬
‫بالنسبة حملاولة الصلح اليت جيريها القاضي و مع أهنا أكثر انتشارا على اعتبار‪ 4‬أهنا قيد إجرائي‪ 4‬ال بد‬
‫من استيفائه‪ 4‬إال أن املشرع مل يوفق يف اإلحاطة جبميع أحكامها و املسائل املتعلقة هبا يف ظل قلة املواد‬
‫القانونية‪ 4‬اليت تنظمها باإلضافة إىل اختالف املفاهيم بني الشريعة و القانون خاصة مسألة الطالق‬
‫خاتمة‬

‫العريف اليت ال يعرتف هبا املشرع ناهيك عن ارتباطها مبسائل شرعية ‪ ،‬وعدم مراعاة النصوص‪4‬‬
‫الشرعية اخلاصة بالطالق ومدى وقوعه شرعا ‪ ،‬وأثر الصلح على ذلك وعلى احلقوق اليت يرتبها‬
‫الطالق العريف ‪،‬واملتعلقة‪ 4‬أساس بالعدة وحق الرجعة وتوارث الزوجني ‪.‬‬
‫حىت نتفادى التناقض بني النصوص‪ 4‬القانونية‪ 4‬والنصوص‪ 4‬الشرعية‪ ،‬األمر الذي جيب على املشرع أن‬
‫يستدركه ‪ ،‬فيعدل النصوص‪ 4‬القانونية لتتطابق مع النصوص الشرعية بشكل صريح وواضح ‪.‬‬
‫و لذلك وجب على املشرع اعطاء هذا السبيل الودي حلل النزاعات اليت تفتك باألسرة حقه بتزويده‬
‫مبواد إجرائية توضحه أكثر و تسهل اللجوء إليه و ال ضري يف الرجوع إىل أحكام الشريعة اإلسالمية‬
‫الغراء و اليت فيها من األحكام ما يكفل بلوغ الغاية السامية املنشودة‪ 4‬من الصلح لتعم الفائدة من‬
‫خالل تسهيل عمل القضاة وتقليص الكم اهلائل من القضايا املعروضة على قسم األحوال الشخصية‬
‫و وكذى احملافظة على أواصر األسرة والعالقة‪ 4‬الزوجية و اجملتمع ‪.‬‬
‫و فيما يلي بعض االقرتاحات اليت نرى أنه من شأهنا املساعدة على رفع هذا اللبس و الغموض ‪:‬‬
‫ـ بالنسبة للتحكيم حبذة لو أسند املشرع مهمة بعث احلكمني إىل قضاة النيابة‪ 4‬باإلضافة إىل قاضى‬
‫شؤون األسرة أو على األقل تقدمي إلتماس قاضي النيابة‪ 4‬ببعث احلكمني إىل القاضي بواسطة عريضة‬
‫مبناسبة توصله مبحاضر يكون‪ 4‬طرفيها الزوجني ال سيما يف املخالفات اليت تنقضي‪ 4‬فيها الدعوى‬
‫العمومية بالصفح كمخالفات السب أو الضرب‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمادة ‪ 49‬ومسألة الطالق العريف حيث أن إيقاع الطالق من طرف الزوج هو حق‬
‫إرادي ميارسه مىت شاء وقد وجدنا أن الصعوبة تكمن يف توصل احملكمة بامللف بعد إنقضاء مدة‬
‫العدة فيصبح الصلح بدون موضوع فلو نظم املشرع ممارسة هذا احلق اإلرادي بضرورة املبادرة إىل‬
‫رفع دعوى أمام القضاء يف أجل معقول حتت طائلة غرامة أو فقدان بعض احلقوق أو جعل ممارسة‬
‫هذا احلق مبعية ضابط عمومي كاحملضر القضائي هذا األخري يبادر إلخطار احملكمة اليت تسعى للصلح‬
‫سواءا عن طريق بعث احلكمني أو حماولة الصلح اليت تكون‪ 4‬يف فرتة العدة يف هذه احلالة ‪ ،‬وبذلك‬
‫نتفادى اإلشكال املتعلق باملادة ‪ 50‬لكن مع ضررة إضافة عبارة ’’مامل تنتهي فرتة عدهتا ’’ مراعاة‬
‫لفرتة عدة احلامل اليت تنتهي‪ 4‬بوضع احلمل ‪.‬‬
‫خاتمة‬

‫هذه بعض االقرتاحات اليت رأيت أن من شأهنا تفعيل الصلح للوصول إىل غاية محيدة سامية و هي‬
‫احلفاظ على أبنائنا‪ 4‬و أسرنا و جمتمعنا من التفكك‪ 4‬و الفرقة و اإلنشقاق‪ ، 4‬آمل أن أكون وفقت ‪ ،‬فإن‬
‫كان ذلك فمن اهلل وإن مل أوفق فمن نفسي و الشيطان و أستغفر اهلل العظيم لذلك ومسك اخلتام‬
‫كما يف ِشرعة الرمحان الصلح خري ‪ ،‬و احلمد هلل رب العاملني ‪.‬‬

You might also like