Professional Documents
Culture Documents
األمم المتحدة
بيروت
© 2019األمم المتحدة
حقوق الطبع محفوظة
تقتضي إعادة طبع أو تصوير مقتطفات من هذه المطبوعة اإلشارة الكاملة إلى المصدر.
توجه جميع الطلبات المتعلقة بالحقوق واألذون إلى اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا (اإلسكوا)،
البريد اإللكتروني.publications-escwa@un.org :
النتائج والتفسيرات واالستنتاجات الواردة في هذه المطبوعة هي للمؤلفين ،وال تمثل بالضرورة األمم المتحدة
أو موظفيها أو الدول األعضاء فيها ،وال ترتب أي مسؤولية عليها.
ليس في التسميات المستخدمة في هذه المطبوعة ،وال في طريقة عرض مادتها ،ما يتضمن التعبير عن أي رأي
كان من جانب األمم المتحدة بشأن المركز القانوني ألي بلد أو إقليم أو مدينة أو منطقة أو لسلطات أي منها،
أو بشأن تعيين حدودها أو تخومها.
الهدف من الروابط اإللكترونية الواردة في هذه المطبوعة تسهيل وصول القارئ إلى المعلومات وهي صحيحة
في وقت استخدامها .وال تتحمل األمم المتحدة أي مسؤولية عن دقة هذه المعلومات مع مرور الوقت أو عن
مضمون أي من المواقع اإللكترونية الخارجية المشار إليها.
ال يعني ذكر أسماء شركات أو منتجات تجارية أن األمم المتحدة تدعمها.
تتألف رموز وثائق األمم المتحدة من حروف وأرقام باللغة اإلنكليزية ،والمقصود بذكر أي من هذه الرموز اإلشارة
إلى وثيقة من وثائق األمم المتحدة.
مطبوعات لألمم المتحدة تصدر عن اإلسكوا ،بيت األمم المتحدة ،ساحة رياض الصلح،
صندوق بريد ،11-8575 :بيروت ،لبنان.
مصادر الصور:
©iStock.com الغالف:
©iStock.com/zorazhuang ص:1 .
©iStock.com/Trifonenko ص:9 .
ص©iStock.com/Easyturn :49 .
ص©iStock.com/woraput :99 .
iii
كلمـة شكـر
التنمية والتكامل االقتصادي؛ والسيد ربيع بشور، أعد هذه الدراسة قسم الطاقة في شعبة سياسات
مسؤول الشؤون االقتصادية في شعبة القضايا التنمية المستدامة في اللجنة االقتصادية واالجتماعية
الناشئة والنزاعات. لغربي آسيا (اإلسكوا) .وهي ثمرة جهود بذلها المؤلفان
الرئيسيان :السيدة راضية سداوي ،رئيسة قسم الطاقة
وقد اجريت لهذه الدراسة مراجعات شاملة قام بها في شعبة سياسات التنمية المستدامة؛ والسيد منجي
السيد فيديل بيرينجيرو ( ،)Fidele Byiringiroموظف بيده ،المسؤول األول في الشؤون االقتصادية في
الشؤون االقتصادية ومنسق شؤون المساواة بين القسم .وقدمت السيدة لورا القاطري ،المستشارة لدى
الجنسين في شعبة سياسات التنمية المستدامة؛ اإلسكوا ،مساهمات قيمة في الدراسة.
والسيد يعرب بدر ،المستشار اإلقليمي المعني بالنقل
واللوجستيات في اإلسكوا؛ والسيد خالد أبو اسماعيل، وساهمت في توفير اإلحصاءات والبيانات للدراسة
رئيس قسم التنمية االقتصادية والفقر؛ والسيد السيدة وفاء أبو الحسن ،رئيسة قسم اإلحصاءات
نيكوالس هاوارث ( ،)Nicholas Howarthالزميل االقتصادية في شعبة اإلحصاء؛ والسيدة مايا أنطوان
الباحث في مركز الملك عبداهلل للدراسات والبحوث منصور ،الباحثة المساعدة في قسم الطاقة؛ والسيد
البترولية .وكانت للجميع مساهمات قيمة في الدراسة. أحمد مومي ،مسؤول الشؤون االقتصادية في شعبة
v
موجـز
ويتمثل الهدف من هذه الدراسة في تحديد مصادر تؤدي الطاقة دورا أساسيا في تحقيق التنمية
الهشاشة في قطاع الطاقة في المنطقة العربية ،والتي االجتماعية واالقتصادية .وقد سلمت األمم المتحدة
تقف عائقا أمام ضمان وصول األجيال الحالية بهذا الدور عندما أشارت إلى أن الطاقة محورية
والمستقبلية إلى خدمات الطاقة الميسورة التكلفة، بالنسبة لكل تحد رئيسي يواجهه العالم وبالنسبة لكل
والحديثة ،والموثوقة ،فضال عن تقييم االستراتيجيات فرصة متاحة أمام العالم اآلن .سواء من أجل فرص
التي تتصدى بفعالية للهشاشة في مجال الطاقة، العمل أو األمن أو تغير المناخ أو إنتاج األغذية أو زيادة
وتتضمن مقترحات بشأن إشراك جميع الجهات المعنية الدخل .1ويرمي الهدف السابع من أهداف التنمية
في معالجتها .وتسترشد هذه الدراسة بخطة التنمية المستدامة في خطة التنمية المستدامة لعام 2030إلى
المستدامة لعام 2030؛ غير أنها ال تكتفي بالبحث في ضمان حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة
سبل تحقيق أهدافها ،بل تبحث أيضا في سبل دمج الموثوقة والمستدامة بتكلفة ميسورة ،وإلى بلوغ ثالث
مفهوم اإلدارة المستدامة الطويلة األمد للطاقة في غايات بحلول عام ،2030هي( :أ) ضمان حصول
المنطقة العربية ،ومعالجة هشاشة مردها إلى الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة
االستمرار في اعتماد سيناريو إبقاء األمور على حالها. الموثوقة؛ (ب) تحقيق زيادة كبيرة في حصة الطاقة
المتجددة في مزيح الطاقة العالمي؛ (ج) مضاعفة
تشكل الهشاشة في مجال الطاقة موضوعا بالغ المعدل العالمي للتحسن في كفاءة استخدام الطاقة.
األهمية في المنطقة العربية ،تتطلب تداعياته
مناقشة مستفيضة على المستويات االجتماعية والهشاشة في مجال الطاقة نابعة من عجز الدول
واالقتصادية والبيئية والحكومية ،حيث يوجد تباين عن ضمان وصول الجميع إلى خدمات الطاقة
شاسع في التنمية االجتماعية واالقتصادية وتفاوت الميسورة التكلفة والحديثة والموثوقة وتوفيرها
كبير بين بلدان المنطقة العربية في الحصول على لألجيال الحالية والمقبلة .وفي هذه الدراسة ،تحدد
خدمات طاقة حديثة موثوقة ومستدامة بتكلفة الهشاشة في مجال الطاقة بأنها غياب الضمانات
معقولة .وخالل العقود األخيرة ،شهدت المنطقة زيادة الالزمة لكفالة استدامة أنماط العرض والطلب في
سريعة في الطلب على الطاقة ،في ظل قصور في قطاع الطاقة ،على الرغم من أهمية هذه الضمانات
الهياكل المؤسسية والتنظيمية واألساسية والسياسية في دعم النمو االقتصادي واالجتماعي والتنمية على
االجتماعية ،حالت في أحيان عديدة دون االستجابة المدى الطويل .وتنتج هذه الهشاشة من تحديات
الحتياجات المنطقة. متعددة تتعلق بأنماط العرض والطلب السائدة في
هذا القطاع ،وأهمها (أ) عدم اتخاذ تدابير فعالة لضبط
وأضفى تفاقم النزاعات السياسية في المنطقة العربية الطلب على الطاقة؛ (ب) عدم تنوع مزيج الطاقة،
على مدى السنوات األخيرة بعدا آخر على صعوبة وكثافة االنبعاثات الكربونية؛ (ج) صعوبة الحصول
تلبية الطلب على الطاقة بطريقة مستدامة .ويخشى على الطاقة الميسورة التكلفة والمستدامة والحديثة،
أن يسفر ذلك عن عواقب وخيمة على إعادة إعمار والمخاطر التي قد تترتب على ذلك.
vi
غير مقصودة ،إذ أعطى مستخدمي الطاقة صورة البلدان العربية في مرحلة ما بعد النزاع ،وعلى آفاق
مشوهة عن واقع السوق .وفي العديد من الحاالت، النمو االجتماعي واالقتصادي في المستقبل ،في حال
أفضى ذلك إلى أنماط استهالك مسرفة وتفتقر إلى عدم توفر مصادر مستدامة للطاقة.
الكفاءة ،نتيجة النخفاض قيمة سعر الطاقة
والمنتجات المتصلة بها ،مثل المياه .وأسفر ذلك
أيضا عن تراكم أعباء مالية كبرى بلغت ذروتها في ألف .الطلب على الطاقة ،نمو متسارع
أواخر العقد األول من القرن الحالي ،وأضعفت وغير منضبط
إلى حد بعيد اإلنفاق الحكومي على القطاعات
المعنية بمصالح الفقراء. أدى النمو االقتصادي والسكاني المتسارع في البلدان
العربية إلى إنعاش سوق الطاقة في المنطقة .وفي
األطر التنظيمية والمؤسسية .اشتد اعتماد النمو ظل التوقعات باستمرار هذا النمو وبزيادة التصنيع
االقتصادي على استخدام الطاقة في شتى أنحاء وارتفاع مستويات المعيشة ،فمن المرتقب أن يستمر
المنطقة العربية ،من جراء عدم تطبيق حد أدنى من تزايد الطلب على الطاقة خالل العقود المقبلة .وتوفير
الضوابط الالزمة لضمان الكفاءة أو القصور في تطبيق إمدادات الطاقة الكافية والميسورة التكلفة محوري
الضوابط القائمة ،ومن جراء عدم توفير المعلومات في تحسين مستويات المعيشة ،والنهوض باالقتصاد،
األساسية الضرورية للمستهلكين .وأفضت هذه الحالة والحفاظ على االستقرار السياسي في منطقة هي
المزمنة إلى تداعيات كبرى ،منها عدم الكفاءة في اليوم أكثر هشاشة مما كانت عليه في العقد الماضي
استهالك الطاقة في البناء والنقل في القطاعين ليس إال.
الخاص والعام اللذين يتوقع أن يستمرا في استهالك
كميات كبيرة من الطاقة تفوق متطلباتهما ،حتى وقد ساهم غياب أو عدم فاعلية إدارة الطلب ،كعامل
بعد إصدار أنظمة جديدة لضبط االستهالك .وعلى شديد األهمية ،في عدم كفاءة استخدام موارد
الرغم من الخبرات الواسعة في مجال تنظيم كفاءة الطاقة ،إلى جانب نمو الطلب على الطاقة .غير أن
استخدام الطاقة في المنطقة العربية ،تبقى الفجوة تالفي وقوع خسائر اقتصادية وبيئية نتيجة
شاسعة بين الفوائد المرجوة من تحقيق كفاءة لعدم كفاءة أنماط االستهالك أمر ممكن ،كما يمكن
استخدام الطاقة ،والتقدم المحرز على أرض الواقع. استخدام الموارد المالية المتوفرة بطرق أفضل
وفي البلدان العربية المرتفعة الدخل ،ال تزال بكثير .وتشتمل مظاهر القصور في إدارة الطلب في
مستويات كفاءة استخدام الطاقة وتطور أدوات المنطقة العربية على التالي:
التنظيم متدنية ،خالفا لما يتوقع أن يكون عليه
الحال في هذه البلدان. أسعار الطاقة .تشكل األسعار المحلية لمصادر
الطاقة عامال رئيسيا يؤثر على ديناميات الطلب،
البنى األساسية للنقل العام .يسهم ضعف البنى وأداة إلدارة هذا الطلب في األجلين المتوسط
األساسية للنقل العام في رفع معدالت استهالك الوقود والطويل .ومنذ عدة عقود ،تقوم بلدان عربية عديدة
في أنحاء كثيرة من المنطقة ،إذ بات عدد كبير بتحديد أسعار للطاقة أقل من السعر السوقي ،في
ومتزايد من السكان بحاجة إلى التنقل للحصول على مسعى لتحقيق أهداف التنمية الوطنية ،مثل توفير
فرص التعليم والعمل .ويشكل غياب بنى أساسية آمنة طاقة ميسورة التكلفة للجميع ودفع عجلة النمو
وفعالة وكافية للمواصالت العامة شاغال إنمائيا حيث الصناعي .ولكن ذلك التوجه أدى إلى عواقب وخيمة
vii
باء .االعتماد الشديد على النفط والغاز تعتبر الشرائح االجتماعية األكثر فقرا ،بما في ذلك
الطبيعي يكبد البلدان العربية تكاليف النساء واألطفال ،أول المتأثرين به .ويتجلى
باهظة على األجل البعيد قصور هذه البنى في ارتفاع وتسارع وتيرة
االعتماد على المركبات اآللية في العديد من البلدان
تعتمد اقتصادات المنطقة العربية بشكل رئيسي على العربية .ويؤدي تدني كفاءة استخدام الطاقة في
الوقود األحفوري ،بوصفه مصدرا إلمدادات الطاقة معظم وسائل النقل العام في المنطقة العربية ،إن
المحلية ولإليرادات في البلدان المنتجة للنفط والغاز. وجدت ،إلى إنفاق مزيد من الموارد العامة على
ونظرا إلى أن نسبة تتجاوز 95في المائة من إمدادات الوقود بدال من إنفاقها على تحسين البنى األساسية
الطاقة اإلقليمية في المنطقة العربية تستمد من النفط للنقل .كما أن العديد من الفرص المتاحة في مجال
والغاز الطبيعي ،باتت هذه المنطقة أكثر مناطق العالم النقل الذكي العام ال تزال غير مستغلة ،مثل خلق
اعتمادا على الوقود األحفوري .ويشكل غياب مصادر فرص العمل.
بديلة للطاقة ،ال سيما المتجددة منها ،سمة رئيسية من
سمات االقتصادات العربية عموما ،سواء كانت البلدان حفظ الطاقة والوعي البيئي .أدى تسارع وتيرة
مصدرة للطاقة أو مستوردة صافية لها .ويطرح االرتفاع التنمية االقتصادية واالجتماعية في المنطقة العربية
المستمر لتكلفة استهالك المواد الهيدروكربونية على مدى العقود الثالثة الماضية إلى زيادة استهالك
تساؤالت بشأن استدامة مزيج الطاقة الحالي وقابلية الطاقة .غير أن هذه الزيادة لم تقترن بتحسن في
تحمل تكاليفه على المدى الطويل .فقد أصبح ضروريا الوعي العام بشأن الحاجة إلى ترشيد استخدام
استيراد كميات متزايدة من مصادر الطاقة القابلة للنفاد الطاقة ،أو بشأن قضايا أخرى متصلة بالطاقة ،مثل
من األسواق الدولية؛ وإال ،فسيتعين خفض إمدادات حماية البيئة .وعلى الرغم من أن إدارة المعلومات
الهيدروكربون المحلية المتاحة للتصدير. وتحفيز المستهلك أساسيان لتحسين أداء القطاعات
االقتصادية في مجال الطاقة ،فاسترداد تكاليف
والنفط والغاز مصدران إلمدادات الطاقة في األسواق االستثمار في تغيير أنماط السلوك وفي تحسين
المحلية في المنطقة العربية ،ومصدران رئيسيان التكنولوجيا يستغرق وقتا طويال .كما أن اعتماد
للدخل في البلدان العربية التي تنتجهما ،والتي يهيمن حلول ابتكارية ،مثل استخدام األلواح الشمسية
قطاع الهيدروكربونات على اقتصاداتها في حاالت المركبة على أسطح المباني ،قد يتطلب من المستهلك
كثيرة .وتمثل اإليرادات النابعة من صادرات النفط اتخاذ تدابير ربما يتعذر عليه تنفيذها أحيانا ،وذلك
والغاز ما يتراوح بين 65و 90في المائة تقريبا من بفعل افتقاره إلى المعلومات الالزمة .ويسجل غياب
اإليرادات الحكومية في اقتصادات بلدان مجلس شبه تام لهيئات حماية المستهلك الفعالة والمستقلة
التعاون الخليجي ككل ،وأكثر من 80في المائة من في جميع أنحاء المنطقة العربية؛ وإن وجدت هذه
عائدات التصدير في المملكة العربية السعودية الهيئات ،فغالبا ما تكون مهمشة بفعل ضيق الحيز
والكويت وقطر .2وهذا االعتماد الكبير على الوقود المتاح للمجتمع المدني ووسائل اإلعالم المستقلة.
األحفوري – كمصدر للطاقة والعائدات في آن واحد – ويظهر ذلك في الفجوة الواسعة بين تقدم المنطقة
هو نقطة ضعف أساسية في المنطقة العربية ،من في مجاالت مثل التعليم والصحة والوصول إلى
النواحي االقتصادية والمالية والبيئية .ونتيجة لذلك، التكنولوجيا ،من ناحية ،وتدني كفاءة إدارة أسواق
تتكبد المنطقة العربية تكاليف باهظة ،منها ما يلي: الطاقة ،من ناحية ثانية.
viii
تزايد الحاجة إلى استيراد الطاقة ،ال سيما في قطاعي تبعات مالية وإيرادات متقلبة .يفرض استيراد
النقل والغاز الطبيعي .وال ينطبق ذلك على البلدان الطاقة ضغوطا شديدة على الموارد المالية وعلى
المستوردة عادة للطاقة فحسب ،بل أيضا على عدد احتياطيات العمالت األجنبية في الدول الكثيفة
متزايد من البلدان المصدرة الصافية لمختلف أنواع االعتماد على واردات الطاقة .ويعزى ذلك إلى أن
الوقود األحفوري .3غير أن زيادة استيراد النفط تزيد شراء الوقود األحفوري يجري عادة في األسواق
من قابلية تأثر البلدان بالصدمات الخارجية لجهة الدولية حيث يتم التداول بالعمالت األجنبية.
العرض ،وتعرضها لتقلبات مالية ناتجة من تقلبات ويواجه مصدرو الوقود األحفوري تحديات متعاكسة:
أسعار الطاقة في األسواق العالمية .وعلى األمد البعيد، فاالعتماد المفرط على الوقود األحفوري من أجل
سيشكل تنامي الواردات مصدرا للقلق بشأن أمن تأمين السالمة المالية للدولة واالقتصاد يؤدي إلى
الطاقة الوطنية ،ولن يكون بوسع واضعي السياسات تقلبات شديدة في اإليرادات ،وهي تقلبات تمليها
التغاضي عنه في حال توفرت بدائل فعالة من حيث األسواق الخارجية وتوثر على البلدان العربية المنتجة
التكلفة ،كمصادر الطاقة المتجددة على سبيل المثال. للنفط والغاز .ونظرا إلى اعتماد هذه البلدان على
األسواق الخارجية لتوليد حصة كبيرة من إيراداتها،
تراجع القدرة على تصدير الوقود األحفوري .إن فهي شديدة التأثر بتقلبات أسعار النفط ،وبالديناميات
عدم إدارة الطلب على الطاقة ،واالعتماد المستمر على الخارجية التي تؤثر على أسواق االستهالك ،مثل
النفط والغاز كمصدري الطاقة الوحيدين المستخدمين حاالت االنكماش االقتصادي الشديد والتغيرات
لتلبية هذا الطلب ،يهددان بالحد من قدرة منتجي الهيكلية في قطاعات غير قطاع الوقود األحفوري.
الوقود األحفوري على التصدير .ويخشى أن تكون لهذا
األمر تداعيات جدية على اإليرادات المالية واالستقرار غياب التنويع االقتصادي في أهم البلدان المنتجة
المالي في المستقبل. للوقود األحفوري .إن قطاع النفط والغاز وحده هو
أهم القطاعات المولدة للناتج المحلي اإلجمالي في
زيادة تلوث الهواء ...ال يزال تلوث الهواء ،بحد ذاته، عدد كبير من البلدان المنتجة للوقود األحفوري في
مصدرا آخر للقلق الشديد ،وإن كان ال يعترف المنطقة العربية .واإليرادات النابعة من تصدير الوقود
بخطورته في المنطقة العربية .فمتوسط التعرض األحفوري هي التي تحدد مستويات الدخل الحكومي
السنوي لتلوث الهواء في هذه المنطقة – والذي يقاس واالستثمارات في مجموعة من القطاعات غير النفطية.
حسب كمية المواد الجسيمية الملوثة للهواء والنابعة ولذلك ،غالبا ما يترجم االنخفاض المطول في أسعار
من العواصف الرملية والمركبات اآللية والتصنيع النفط الدولية إلى انخفاض مطول في معدالت النمو
(المواد الجسيمية قطرها أقل من – )2.5يتجاوز أو الركود في البلدان العربية المنتجة للنفط والغاز.
المتوسط العالمي الذي تنص عليه إرشادات منظمة وعدم تنويع مصادر اإليرادات ليس مستداما من
الصحة العالمية ،وذلك في جميع البلدان العربية الناحية االقتصادية على المدى الطويل ،كما أنه ال يتيح
بال استثناء .وتدل الثغرات في البيانات المتوفرة خلق فرص العمل التي يتطلع إليها الشباب وحاملو
على أنه ال يتم قياس نسبة التلوث الشديد في الهواء الشهادات العليا في المنطقة العربية.
والذي تعاني منه أعداد كبيرة من سكان هذه البلدان.
ويبعث هذا القصور على القلق ،ال سيما في غياب أي زيادة االعتماد على االستيراد .أسفر االعتماد المفرط
استجابات جدية لحد اآلن لمعالجة هذا األمر في على النفط والغاز الطبيعي في المنطقة العربية،
جميع أنحاء المنطقة العربية. من أجل تلبية االحتياجات المحلية من الطاقة ،عن
ix
مختلف الدول العربية .وما لم تقترن هذه اإلصالحات ...وتفاقم البصمة الكربونية .إضافة إلى تلوث الهواء،
بتدابير مناسبة للتخفيف من آثارها ،فيخشى أن تقع ساهم اعتماد البلدان العربية الشديد على الوقود
أشد تبعاتها على األسر الفقيرة والمتوسطة الدخل، األحفوري في تفاقم البصمة الكربونية في المنطقة
ما سيسفر عن خسارة المكاسب التي قد تحققت في العربية .نتيجة لذلك ،ومن بين البلدان المصدرة لهذه
السابق من حيث إمكانية الوصول اآلمن إلى مصادر االنبعاثات ،سجلت االنبعاثات الغازية المسببة
الطاقة؛ وعن مشاكل اقتصادية جسيمة؛ وعن انخفاض لالحتباس الحراري ثاني أسرع نمو لها في البلدان
مستويات المعيشة لدى شرائح متنامية من السكان. العربية .وعلى الرغم من أن إجمالي هذه االنبعاثات
في المنطقة العربية يعتبر ضئيال مقارنة باالقتصادات
ويحول الحصول غير الكافي على الطاقة دون إحراز الصناعية الكبرى ،فإن البصمة الكربونية الناتجة منه
التقدم المطلوب باتجاه عدد من أهداف التنمية تتسع بسرعة محليا .وعلى أساس نصيب الفرد من
المستدامة ،منها التخفيف من حدة الفقر ،وتعميم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ،تحل دول مجلس
وصول الجميع إلى التعليم ،والرعاية الصحية ،والنمو التعاون الخليجي بين أكبر البلدان المصدرة لهذه
االقتصادي المستدام في نهاية المطاف .والحصول االنبعاثات في العالم ،إذ تتجاوز االنبعاثات الصادرة
غير الكافي على الطاقة هو أيضا مصدر قلق كبير عنها ما هي عليه في الدول الصناعية بأشواط .وفي
يقوض إمكانية التقدم باتجاه تحقيق المساواة بين ضوء ذلك ،أصبح من الضروري أن تتخذ البلدان
الجنسين ،إذ إن المرأة هي التي تتحمل الوزر األكبر العربية قرارات أكثر مراعاة للمناخ في المستقبل،
من األعباء الناتجة من فقر الطاقة .وتكتسي آثار ذلك ال سيما وأن المنطقة العربية شديدة التأثر بتغير المناخ.
على المرأة أشكاال عدة ،منها تدهور حالتها الصحية،
وعجزها عن الحصول على التعليم وعلى فرص العمل
المدفوعة األجر. جيم .عدم الحصول على الطاقة عقبة
رئيسية أمام التنمية المستدامة
دال .إدارة الطلب هي استراتيجية رئيسية على الرغم من التقدم الكبير باتجاه ضمان وصول الجميع
لفصل آثار استهالك الطاقة عن مسار إلى مصادر الطاقة الحديثة في جميع أنحاء المنطقة
النمو االقتصادي في المنطقة العربية العربية ،ال يزال أكثر من 30مليون شخص غير قادر على
الحصول على حد أدنى من خدمات الكهرباء .ويعيش
إن اإلدارة الفعالة لنمو الطلب على الطاقة وفصل العدد األكبر من هؤالء في عدد من البلدان العربية األقل
آثار هذا الطلب عن مسار النمو االقتصادي في نموا ،هي موريتانيا والسودان واليمن .وقد أفضى
المنطقة العربية مهمتان شاقتان .ويجب على الدول تصاعد النزاعات السياسية وعدم االستقرار في السنوات
التي ترغب في ضبط نمو الطلب المحلي على الطاقة األخيرة في أنحاء كثيرة من المنطقة العربية إلى زيادة
أن تعمد إلى إصالح هياكل أسواق الطاقة ،وأن تعيد عدد األشخاص الذين يعانون من انعدام األمن في مجال
النظر في الحوافز المقدمة لمستخدمي الطاقة .وعليها الطاقة؛ وإلى تعريض الماليين غيرهم لخطر فقدان
كذلك أن تحدث تغييرات جذرية في سلوكيات إلمكانية الحصول اآلمن على مصادر الطاقة الحديثة.
المستهلك ،وأن تعمل بشكل مواز على تحقيق
أهداف إنمائية قد تبدو في بعض األحيان متناقضة، ومن العوامل اإلضافية والمستجدة المؤثرة على أمن
مثل حماية دخل األسرة وفي الوقت نفسه تعزيز الطاقة اإلصالح المستمر ألسعار الطاقة المحلية في
x
والطاقة؛ ويتطلب بناء قدرات الهيئات الحكومية في القدرة التنافسية الصناعية .وإن تغيير طرق إنتاج
مجاالت تخطيط وتطوير وتنفيذ وإدارة األنشطة الطاقة وتسعيرها وتداولها واستهالكها يشكل تحديا
والمبادرات الالزمة لتحقيق الكفاءة في استخدام كبيرا ،ال سيما وأن المنطقة العربية تضم أعدادا كبيرة
الطاقة .ولبناء هذه القدرات ،ال بد من تنمية الموارد من السكان ذوي الدخل األدنى أو المتوسط .ومن
البشرية في الهيئات الحكومية ،وتعزيز قنوات المجاالت ذات األولوية التي ينبغي معالجتها من أجل
االتصال بين الحكومات والهيئات التنظيمية تحسين فعالية إدارة الطلب على الطاقة في المنطقة
والمستخدمين النهائيين للطاقة .ويكتسي التنفيذ العربية ما يلي:
الفعال لألنظمة أهمية بالغة في نجاح السياسات
الرامية إلى تحقيق كفاءة استخدام الطاقة .ولتحقيق أسعار الطاقة المحلية .من الصعوبة بمكان إصالح
هذا النجاح ،ينبغي إصالح أسعار الطاقة ،وهو أمر الممارسات المتمثلة في توريد الطاقة للمستهلكين
أساسي لتوفير حوافز مالية للمستخدمين النهائيين المحليين بتكلفة منخفضة على مدى عقود من الزمن،
كي يستخدموا الطاقة بكفاءة. نظرا إلى أن جميع شرائح المستخدمين المتعددين –
األسر والشركات والصناعات – سوف تتأثر بزيادة
بنى أساسية مستدامة للنقل العام .تؤدي البنى األسعار بطرق مختلفة .وال بد من تخطيط اقتصادي
األساسية للنقل العام دورا بالغ األهمية في تحقيق دقيق مدروس للغاية من أجل إصالح دعم الطاقة من
هدفين إنمائيين متالزمين ،هما ضمان قدرة الناس دون التأثير على قدرة الفئات المنخفضة والمتوسطة
على التنقل ،وإدارة الطلب المحلي على وقود النقل. الدخل على تحمل التكاليف ،وبالتالي قدرتها على
وال بد من إيجاد حلول لتحقيق استدامة النقل العام، الحصول على الطاقة ،ومن دون تقويض القدرة
ال سيما من أجل ضمان القدرة على التنقل لدى النساء التنافسية لقطاع الطاقة .وفي السنوات األخيرة،
واألطفال .فهم يتأثرون أكثر من غيرهم بغياب شرعت بلدان عربية متزايدة في إصالح أسعار الطاقة
خيارات النقل اآلمن ،إذ يحرمون من فرص التعليم المحلية ،على الرغم من التفاوت الواسع بينها من حيث
والعمل والرعاية الصحية .وتوفير بنى أساسية مستوى اإلصالحات وعمقها .غير أن الطريق ال يزال
مستدامة للنقل العام أمر محوري في عملية إعادة طويال .فال بد من بناء قدرات الحكومات لرصد التقدم
اإلعمار التي تشهدها اآلن دول عربية عديدة ،أو دول المحرز في اإلصالحات ،وللتخفيف من آثار إصالح
عانت منذ فترة وجيزة من حروب أو نزاعات سياسية أسعار الطاقة بفعالية ،كي ال تفضي هذه اإلصالحات
ألحقت ببناها األساسية دمارا منهجيا .ومن التدابير إلى مزيد من الصعوبات وإلى تدهور مستويات
الهامة التي يمكن أن تنفذها الحكومات توفير خيارات المعيشة في عدد متزايد من البلدان العربية.
آمنة وفعالة وكافية للنقل العام في المدن والمناطق
الريفية؛ وتعميم وسائل النقل العام األكثر كفاءة في الكفاءة في استخدام الطاقة ،ومعايير األداء،
استخدام الطاقة ،كأساطيل المركبات العامة ذات والممارسات .إذا تسنى تحقيق وفورات في الطاقة
الكفاءة في استخدام الوقود؛ وتعميم وسائل النقل ووفورات مالية لصالح الحكومات والمستهلكين
العام المسيرة كهربائيا ،إن أمكن ذلك. النهائيين في الوقت نفسه ،فسيشكل ذلك آلية فعالة
لمساعدة المستهلكين على إدارة ارتفاع أسعار الطاقة.
توفير المعلومات ،ونشر الوعي ،وتعزيز دور المجتمع ويواجه إصدار األنظمة الالزمة لتحقيق الكفاءة في
المدني .من أجل تحقيق االستخدام المستدام للموارد استخدام الطاقة تحديات متنوعة؛ وينطوي على
الطبيعية في المنطقة العربية ،يجب تحسين جمع تعقيدات كبيرة في قطاعات النقل والبناء والصناعة
xi
ومن المرجح أن تؤدي الطاقة المتجددة دورا كبيرا في المعلومات والبيانات ونشرها ،واتخاذ التدابير الالزمة
البلدان العربية التي ال يحصل سكانها على الكهرباء لرفع مستوى الوعي بالتكاليف االقتصادية واالجتماعية
بالمستوى المطلوب ،وأيضا في البلدان المتأثرة والبيئية المترتبة على االستمرار في انتهاج الطرق
بالنزاعات ،من خالل زيادة استخدام الحلول المعتمدة عادة .والحكومات والمؤسسات المدنية
الالمركزية إلمدادات الطاقة. مدعوة إلى بذل جهود حثيثة لجمع البيانات
والمعلومات ونشرها ،وإلى تطوير قدرة المؤسسات على
إن حصول زيادة تلقائية في حصة مصادر الطاقة الرصد النوعي والكمي ،وإلى توفير منتدى أكثر فعالية
البديلة ال يزال غير مضمون ،بصرف النظر عن الخطط إلجراء حوار هادف بين جميع شرائح المجتمع يشارك
واألهداف الوطنية المتعلقة بذلك .ومن المرجح أن فيه الجميع وتغطيه وسائل اإلعالم الوطنية.
يتطلب حدوث ذلك زيادة في الدعم السياسي المقدم
والموارد المالية المتوفرة حاليا .ومن أهم اإلجراءات
الالزمة لتشجيع تنويع مزيج الطاقة في المنطقة هاء .تنويع مصادر الطاقة المستخدمة
العربية دعم السياسات الشاملة؛ وزيادة مشاركة القطاع وطرق استخدامها في البلدان العربية
الخاص؛ ومساعدة األسواق على تذليل العقبات أمام أمر ضروري
جذب االستثمارات ،بإيجاد حلول من أجل توفير
التمويل لفئات المستخدمين المختلفة؛ وبناء القدرات يجب على المنطقة العربية أن تسعى إلى تحقيق
المؤسسية؛ وتعزيز التجارة والتعاون في ما بين بلدان اإلدارة الفعالة إلمدادات الطاقة بموازاة مساعيها
المنطقة في مجال الطاقة النظيفة .وقد أثبتت عدة الرامية إلى إنشاء نظم طاقة أكثر استدامة .ومما
بلدان عربية بالفعل اإلمكانات التي تزخر بها مصادر يشجع على تحقيق ذلك توفر عدة مسارات على
الطاقة المتجددة في المنطقة ،كما أثبتت أوجه التآزر مستوى السياسات من شأنها أن تساعد الدول على
بين الطاقة المتجددة واألهداف اإلنمائية ،ومنها خلق العمل أكثر بموارد أقل ،وذلك مع تلبية أولويات
فرص العمل ونشوء قطاعات جديدة. التنمية االجتماعية واالقتصادية والوطنية والتقليل
من البصمة الكربونية في المنطقة في آن واحد.
تجارة الطاقة على الصعيد اإلقليمي .قد يشكل
التعاون في مجال الطاقة بين بلدان المنطقة ركيزة تنويع مزيج الطاقة في المنطقة العربية .في
هامة لنظم طاقة أكثر استدامة ومنعة وتحقيقا السنوات األخيرة ،أصبح تنويع المزيج الوطني للطاقة
للوفورات في المنطقة العربية ،وأداة للمساهمة في هدفا استراتيجيا متزايد األهمية في العديد من الدول
تحقيق النمو االقتصادي والرخاء المشترك والحد من العربية .ونتيجة الرتفاع أسعار النفط والغاز في
الفقر .ومن شأن دفع عجلة التجارة اإلقليمية في األسواق العالمية خالل العقد األول من القرن الحادي
مجال الطاقة بين البلدان العربية ،من خالل الشبكات والعشرين ومطلع عام ،2010وبفعل االرتفاع الموازي
الكهربائية المترابطة مثال ،أن يعود بمكاسب كبيرة في تكلفة استيراد النفط والغاز واالعتماد الشديد
على جميع األطراف .وتتضمن هذه المكاسب تعزيز عليهما لتلبية معظم االحتياجات الوطنية ،شرعت
أمن اإلمدادات ،والحصول على طاقة أنظف تنتج الدول العربية في البحث عن بدائل مستدامة للطاقة
بكميات كبيرة نظرا إلى تدني كلفتها .ومن هذه تكون جزءا من إمداداتها المتزايدة تدريجيا .وتستمر
المكاسب أيضا تعزيز إمكانية خلق فرص العمل، التوقعات بالتحسن ،في ظل استمرار هبوط أسعار
نتيجة لتطوير الصناعات التحويلية المحلية المنتجة تكنولوجيات الطاقة البديلة ،ال سيما الطاقة المتجددة.
xii
على الصعيد العالمي .ويعزى ذلك أساسا إلى لمكونات التكنولوجيات التي قد تنتشر بشكل أكبر
االنخفاض السريع في تكاليف الحلول القائمة على من خالل زيادة التعاون اإلقليمي في مجال
الطاقة المتجددة ،ال سيما الطاقة الشمسية؛ وإلى الطاقة المتجددة.
إقامة سالسل إمداد محلية أتاحت هذه الحلول.4
ويمكن للنظم المعزولة عن الشبكة أن تتيح لسكان الحصول على الطاقة ونوعية اإلمدادات .إن
المناطق الريفية في أقل البلدان العربية نموا الحصول الحصول على الطاقة الحديثة أساسي لتحقيق جميع
على الكهرباء بشكل أفضل ،وأن تساعد في إعادة األهداف اإلنمائية تقريبا ،بما في ذلك مكافحة الفقر
إمدادات الكهرباء إلى ما كانت عليه سابقا في البلدان (الهدف 1من أهداف التنمية المستدامة)؛ ودعم
المتأثرة بالنزاعات .وقد اختارت عدة مشاريع تنفذها تحقيق المساواة بين الجنسين (الهدف )5؛ والنمو
جهات مانحة دولية في السنوات األخيرة حلوال االقتصادي وتوفير فرص العمل الالئق للجميع
معزولة عن الشبكة من أجل الحصول على الكهرباء. (الهدف )8؛ وتطوير الصناعات الحديثة ،واالبتكار،
وأظهر نجاح هذه الحلول الفوائد الجمة التي يمكن أن والبنى األساسية (الهدف .)9وإلحراز تقدم باتجاه
تعود بها هذه المشاريع على المجتمعات المحلية. ضمان حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة
في المنطقة العربية ،يجب بذل جهود حثيثة من
لتعظيم المشاركة في النظم المعزولة عن الشبكة جانب الحكومات ،ال سيما في البلدان العربية األقل
في البلدان العربية األقل نموا ،وبمعزل عن مبادرات نموا ،بحيث يتصدر تعميم الحصول على الكهرباء
الجهات المانحة ،على الحكومات أن تدرج في خططها أولويات البرامج السياسية .ويجب أيضا دعم
الوطنية لإلمداد بالكهرباء اعتماد نظم شبكات صغيرة االلتزامات بوضع الخطط االستراتيجية والسياسات
ومعزولة عن الشبكة تعمل على مصادر الطاقة واضحة ودعم المؤسسات المتخصصة.
المتجددة .والهدف من ذلك تنظيم قطاع الطاقة
ال مركزيا ،مع وضع أهداف واضحة تتعلق بتحسين وتتضمن سبل ضمان حصول الجميع على خدمات
الوصول إلى مصادر الطاقة .ويتطلب ذلك وضع أطر الطاقة الحديثة وضع سيناريوهات لتطوير الطاقة،
تنظيمية ومالية وإدارية لتشجيع التمويل الموجه نحو منها توسيع نطاق تغطية الشبكات ،وإدراج حلول
المجتمعات المحلية ،ولتعزيز أنشطة القطاع الخاص المركزية في استراتيجيات إمداد األرياف بالكهرباء.
في توزيع وبيع الطاقة المتجددة الالمركزية ،ال سيما ويمكن أن يساعد تحديد المجاالت ذات األولوية ،مثل
في المناطق النائية. توسيع نطاق تغطية الكهرباء ليشمل المدارس والمراكز
الصحية والقطاعات اإلنتاجية ،على تحقيق أقصى
توليد القيمة من الكربون .يحمل احتجاز الكربون قدر ممكن من التأثير االجتماعي بحد أدنى من
واستخدامه وتخزينه أهمية خاصة في المنطقة العربية التمويل .وعلى البلدان التي يكون فيها الوصول إلى
بالنسبة إلى منتجي النفط والغاز الذين يحاولون شبكة الكهرباء تاما ،ولكن تتفاوت فيها مستويات
الخروج مما يعرف بـ "معضلة الطاقة الثالثية األبعاد". اإلمداد ،أن تضع تنمية قطاع المرافق العامة والحصول
وتقتضي هذه المعضلة التوفيق بين استيفاء االلتزامات اآلمن على الكهرباء في مقدمة أولويات برامج عملها
الدولية المتعلقة بتغير المناخ ،وتوفير الكهرباء على المتعلقة بالسياسات.
مدار الساعة ،وإدارة تكاليف الكهرباء .5وقد اكتسبت
بلدان عربية عديدة خبرة واسعة في مشاريع اإلمدادات الالمركزية للطاقة .سجلت اإلمدادات
احتجازالكربون واستخدامه وتخزينه. الالمركزية للطاقة في السنوات األخيرة نموا متسارعا
xiii
االستهالك للطاقة ،كاألسمدة واأللمنيوم والفوالذ ،في وتتضمن سبل التغلب على العوائق التي تحول
نسبة كبيرة من اإلنتاج االقتصادي في بعض البلدان دون تعميم هذه التطبيقات في المنطقة العربية
6
العربية الغنية بالوقود األحفوري .ونتيجة لذلك ،تكون تقديم حوافز سوقية ،منها وضع أسعار مشجعة .
إنتاجية الطاقة في هذه االقتصادات منخفضة مقارنة ومن شأن انتشار هذه التطبيقات أن يتحسن في
بما هي عليه في االقتصادات التي تعتمد على حال تنفيذ مزيد من المشاريع اإلرشادية التي تعزز
قطاعات ذات قيمة مضافة أعلى ،كالخدمات ،والتي المعرفة والخبرات؛ وفي حال تحسن األطر القانونية
تستهلك مقدارا أقل من الطاقة لكل وحدة إنتاج في والتنظيمية والمالية الوطنية التي تعزز قدرة هذه
الناتج المحلي اإلجمالي. التطبيقات على نيل اهتمام الفئات المستهدفة في
شتى القطاعات ،بما في ذلك قطاع الطاقة.
ومن شأن استخدام مقياس زيادة إنتاجية الطاقة أن
يتيح لواضعي السياسات في المنطقة العربية مؤشرا
دقيقا وأكثر تفصيال ووضوحا عن الهدف المتمثل في واو .إنتاجية الطاقة كمؤشر أكثر دقة
إجراء تحسينات شاملة في مجاالت كفاءة استخدام لتحسين أوجه استخدام الطاقة
الطاقة ،والتحوالت الهيكلية االقتصادية ،والعوامل
األخرى التي تؤثر على معدالت إنتاجية الطاقة. في جميع أنحاء العالم ،يستخدم واضعو السياسات
وسيتطلب تحقيق هذه اإلنجازات الكبرى اتخاذ إنتاجية الطاقة وكفاءتها وكثافتها لتحديد ما يلزم
مجموعة متنوعة من التدابير على مستوى التسعير تنفيذه من استجابات لمعالجة الشواغل المتعلقة بتغير
والسياسات العامة ،منها إصالح أسعار الطاقة. المناخ العالمي .7وفي حين أن معظم األهداف الرسمية
كما سيتطلب تحقيق الكفاءة لجهة الطلب ،ورفع حدد على أساس كثافة الطاقة ،يسجل دعم متزايد
إنتاجية المستخدم النهائي ،مثال من خالل تقديم للرأي القائل بأن إنتاجية الطاقة هي مقياس أفضل
المنتجات التنافسية وتوفير وسائل نقل أكثر فعالية، للمضي قدما نحو تحقيق هذه األهداف .8وعلى
والتخفيف من القيود المفروضة على توفر الطاقة. المستوى الكلي ،إنتاجية الطاقة هي قيمة اإلنتاج
وتتضمن التدابير الالزمة ما يلي: االقتصادي ،كالناتج المحلي اإلجمالي مثال ،لكل وحدة
من استهالك الطاقة ،وبالتالي تتناسب عكسيا مع قيمة
وضع نظم مستدامة إلدارة الطلب ،من أجل تحقيق كثافة الطاقة .ويفيد مؤيدو اعتماد إنتاجية الطاقة بأنها
الكفاءة في استخدام الطاقة المحلية .تهدف إدارة تقدم صورة وافية عن القدرة التنافسية للبلد ،وعن أدائه
الطلب إلى تعديل مستويات استهالك الطاقة من جانب البيئي ،وفرص التحسن لديه ،كما تتماشى مع برامج
المستخدم النهائي وأنماطها .ويتطلب ذلك اعتماد السياسات المتصلة باالقتصاد والطاقة والبيئة على نحو
أدوات محددة على مستوى السياسات وأطرا مؤسسية مباشر أكثر من كثافة الطاقة وغيرها من المقاييس.9
وتكنولوجيات خاصة .وتتضمن هذه األدوات ،التي
ينبغي دعمها باألطر المؤسسية المناسبة ،وضع أنظمة وتتأثر إنتاجية الطاقة ،شأنها شأن كثافة الطاقة،
وتقديم حوافز متنوعة ،منها فرض حد أدنى من معايير بعوامل عدة ،منها كفاءة الطاقة في المكونات
أداء الطاقة في المباني ولدى استخدام المعدات؛ والعمليات االقتصادية األساسية؛ وهيكل اقتصاد
وفرض تعريفات على استخدام الطاقة تختلف حسب البلد وموقعه الجغرافي ومناخه وموارده الطبيعية؛
األوقات؛ وتمويل المرافق الالزمة لعمليات إعادة والقطاعات الصناعية التي يجرى التركيز عليها
التجهيز لتحسين أداء الطاقة ونشر المعدات. نتيجة لتلك العوامل .وتسهم الصناعات الكثيفة
xiv
وتداعياتها .ويشمل ذلك تشجيع الصناعات القائمة على تنفيذ برامج إعادة تجهيز واسعة النطاق لرفع
الخدمات في جميع البلدان العربية المنتجة للوقود الكفاءة في استخدام الطاقة في جميع القطاعات
األحفوري ،وتعزيز االنفتاح االقتصادي على نحو يتيح االقتصادية .إن تحسين كفاءة استخدام الطاقة في
زيادة مشاركة القطاع الخاص في االقتصاد .وسيتطلب جميع القطاعات االقتصادية عنصر رئيسي في نجاح
تحقيق التنويع االقتصادي االستمرار في تنفيذ أي برنامج إلدارة الطلب واستدامته .في الواقع،
إصالحات إقليمية ،منها تحسين مناخ األعمال التجارية، تتحقق أكبر الفوائد التي يحتمل أن تكتسب على
وانفتاح االقتصاد لتعزيز التجارة واالستثمار ،وتحسين المديين القصير والمتوسط من خالل إعادة تجهيز
سبل الحصول على التمويل ،وتطوير أسواق رأس األعداد الكبيرة من المعدات والمباني والمرافق
المال ،وتحسين البيئة التنظيمية .ويتطلب التنويع الصناعية وأساطيل المركبات اآللية .ويتيح تحسين
االقتصادي كذلك تحسين مرونة أسواق العمل، كفاءة استخدام الطاقة ،عن طريق تنفيذ برامج
وتحسين قدرة النظام التعليمي على إنتاج مهارات مصممة بشكل مالئم إلجراء التعديالت الالزمة،
تتماشى مع احتياجات القطاع الخاص. الطريقة األسرع واألكثر كفاءة لخفض تكاليف الطاقة
وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون ،وإلدارة الطلب على
الطاقة على المدى الطويل .ومن شأن تطوير هياكل
زاي .ترتبط الطاقة ارتباطا وثيقا بإحراز شركات خدمات الطاقة المساهمة في تذليل العديد
تقدم باتجاه تحقيق التنمية المستدامة من التحديات التي تواجه رفع برامج كفاءة الطاقة
في المنطقة العربية في إطار نظم األسواق التقليدية .فيجب أن تركز هذه
المؤسسات على وضع السياسات الرامية إلى تحسين
ثبت في المنطقة العربية أنه لم يعد من الممكن فصل كفاءة استخدام الطاقة ،وتقييم التكنولوجيات ،وتنفيذ
قضايا الطاقة عن مسار أهداف التنمية االجتماعية برامج ريادية ،ووضع أهداف وغايات وطنية إضافة
واالقتصادية غير المتعلقة بالطاقة ،وأن معالجة قضايا إلى الخطط الالزمة لتحقيقها.
الطاقة شرط أساسي لدفع عجلة التقدم المستدام.
وبالتالي ،فالتصدي للهشاشة في مجال الطاقة في إعادة ترتيب األولويات ووضع التنويع االقتصادي
المنطقة العربية أولوية إنمائية أساسية ،ليس فقط الهيكلي في صدارتها .يشكل التنويع في االقتصادات
لنجاح خطة التنمية المستدامة لعام 2030بل لتحقيق المنتجة للنفط والغاز ،وابتعادها عن األنشطة المرتكزة
أهداف أخرى على األمد األبعد .ومن شأن االستفادة على استخدام الوقود األحفوري ،ركيزة من ركائز زيادة
من الموارد الطبيعية المتنوعة ،باتخاذ مجموعة من المنعة والحد من الهشاشة الناجمة عن تغير أحوال
الخيارات المناسبة على صعد البنى األساسية سوق الطاقة العالمية ،بما يشمل األسواق االستهالكية
والتكنولوجيا والحوكمة وممارسات اإلدارة خارج المنطقة العربية .ويسفر الحد من التعويل على
المستدامة ،أن تؤدي دورا أساسيا في خلق الفرص الصادرات ومن اعتماد اإليرادات الحكومية على
االقتصادية للشباب وتحسين مستويات معيشتهم. صادرات النفط والغاز عن التخفيف من التقلبات في
كما أن تسخير هذه الموارد محرك رئيسي للتنمية مستويات الدخل ويتيح المجال لتطور قطاعات بديلة.
االجتماعية واالقتصادية ،وأداة أساسية لتحقيق في الواقع ،من خالل تحقيق الكفاءة في اإلنتاج ذي
المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والعدل بين القيمة المضافة العالية وتنويع هذا اإلنتاج ،بموازاة
األجيال .وجميعها غايات ال بد منها لتحقيق االزدهار زيادة الصادرات العالية الجودة من السلع والخدمات،
في المنطقة العربية على األمد البعيد. يمكن عموما التخفيف من حدة التقلبات االقتصادية
xv
المحتويات
الصفحة
105 المراجع
119 الحواشي
قائمة الجداول
6 الجدول .1مجموعة مختارة من مؤشرات االقتصاد الكلي في المنطقة العربية2014 ،
29 الموازين التجارية للطاقة في الحسابات الجارية للبلدان العربية المستوردة الصافية للطاقة الجدول .2
53 أسعار منتجات الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي والواليات المتحدة الجدول .3
54 دعم أسعار النفط في البلدان العربية في الفترة بين عامي 2013و2016 الجدول .4
صافي اإلضافات إلى قدرات الطاقة المتجددة ونسبتها من توليد الكهرباء الجدول .5
67 في المنطقة العربية2017-2015 ،
xvi
الجدول .6مشاريع الطاقة المتجددة الرئيسية الممولة من المصارف اإلنمائية المتعددة األطراف
72 والمؤسسات اإلنمائية
الجدول .7عمليات احتجاز الكربون وتخزينه ،وعمليات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه
في المساهمات المعتزمة المحددة وطنيا والمساهمات الوطنية – اإلجراءات المتخذة
82 من جانب البلدان العربية
96 الجدول .8صناديق الثروة السيادية وصناديق تثبيت اإليرادات في المنطقة العربية
قائمة األشكال
النمو السكاني ونصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي في المنطقة العربية، الشكل .1
12 2017-1990
12 استهالك المياه2013 ، الشكل .2
حصة القطاعات غير المتعلقة بالطاقة من إجمالي االستهالك النهائي للطاقة الشكل .3
13 في المنطقة العربية2015 ،
14 إجمالي االستهالك النهائي للطاقة في المنطقة العربية تاريخيا ،حسب البلد2016-1990 ، الشكل .4
15 النمو السنوي في إجمالي االستهالك النهائي للطاقة في المنطقة العربية2016-1990 ، الشكل .5
16 متوسط تعريفات المرافق المحلية في المنطقة العربية2016 ، الشكل .6
18 دعم الطاقة في كل بلد2016 ، الشكل .7
23 إجمالي عدد المركبات المستخدمة في المنطقة العربية 2005 ،و2015 الشكل .8
24 السكك الحديدية لكل 100,000شخص في المنطقة العربية2014 ، الشكل .9
26 استهالك الطاقة المستمدة من الوقود األحفوري حسب المناطق في العالم2014 ، الشكل .10
27 السعة المركبة لتوليد الكهرباء حسب المصدر في المنطقة العربية2017 ، الشكل .11
28 اعتماد االقتصاد على قطاع الهيدروكربونات في المنطقة العربية2016 ، الشكل .12
29 واردات المغرب حسب نوع السلعة2017-2000 ، الشكل .13
30 أسعار النفط التي تحقق تعادال بين التكلفة والربح في بعض البلدان العربية المنتجة للنفط الشكل .14
تقديرات لعائدات الحكومة المركزية في قطر كنسبة من الناتج المحلي اإلجمالي، الشكل .15
30 2017-2013
العائدات المتوقعة للحكومة المركزية في اإلمارات العربية المتحدة كنسبة مئوية الشكل .16
31 من الناتج المحلي اإلجمالي2022-2014 ،
32 صافي الواردات من المنتجات البترولية2016-2010 ، الشكل .17
33 صافي واردات الغاز الطبيعي2016-2010 ، الشكل .18
34 صادرات وواردات مصر من الغاز الطبيعي الشكل .19
34 صادرات وواردات دولة اإلمارات العربية المتحدة من الغاز الطبيعي الشكل .20
36 تلوث الهواء بمواد جسيمية قطرها أقل من 2.5 الشكل .21
36 النمو السنوي النبعاثات ثاني أكسيد الكربون2014-1990 ، الشكل .22
37 النمو السنوي النبعاثات ثاني أكسيد الكربون في بلدان مختارة2014-1990 ، الشكل .23
xvii
قائمة األطر
اإلطار .1القواعد التنظيمية الخاصة بكفاءة استخدام الطاقة ولكن غير المنفذة
20 في بلدان المغرب والمشرق العربي
25 اإلطار .2أمثلة على نماذج اجتماعية ترمي إلى ترشيد استخدام الطاقة من خالل تغير السلوكيات
39 اإلطار .3الحصول على الطاقة الكهربائية وجودة الخدمة في المنطقة العربية
اإلطار .4النزاع ،وفقدان القدرة على الحصول على مصادر الطاقة الحديثة،
45 وقضايا المرأة في اليمن
69 اإلطار .5الطاقة المتجددة في البلدان العربية المتأثرة بالنزاع
78 اإلطار .6خطة عمل مبادرة الربط العالمي لقطاعات الطاقة
81 اإلطار .7نظم الطاقة الشمسية المركبة على األسطح في اليمن
اإلطار .8هل يجب إزالة عنصر الوقود األحفوري من الناتج المحلي اإلجمالي
87 عند حساب إنتاجية الطاقة؟
91 اإلطار .9دراسة لبرنامجين ناجحين في مجال كفاءة استخدام الطاقة في مصر وتونس
94 اإلطار .10إنتاجية الطاقة كنموذج مفاهيمي للتنويع االقتصادي
97 اإلطار .11التنويع االقتصادي في الجزائر واإلمارات العربية المتحدة
مقدمة
3
مقدمـة
في سبل تحقيق أهدافها ،بل أيضا في سبل تعميم تؤدي الطاقة دورا أساسيا في تحقيق التنمية
اإلدارة المستدامة للطاقة في المنطقة العربية االجتماعية واالقتصادية .وقد سلمت األمم المتحدة
على األمد البعيد ،وفي التدابير الالزمة لمعالجة بهذا الدور عندما أشارت إلى أن الطاقة محورية
الهشاشة الناتجة من االستمرار في اعتماد نهج ثبت بالنسبة لكل تحد رئيسي يواجهه العالم وبالنسبة لكل
عدم جدواها. فرصة متاحة أمام العالم اآلن .سواء من أجل فرص
العمل أو األمن أو تغير المناخ أو إنتاج األغذية أو
زيادة الدخل .10ومن هنا ،يرمي الهدف السابع من
ألف .لم البحث في أوجه الهشاشة أهداف التنمية المستدامة إلى ضمان توفير خدمات
في مجال الطاقة في المنطقة العربية؟ طاقة ميسورة التكلفة وموثوقة ومستدامة وعصرية
للجميع ،وإلى بلوغ غايات ثالث بحلول عام ،2030
إن مفهوم الهشاشة في مجال الطاقة بالغ األهمية في هي( :أ) حصول الجميع ،بتكلفة ميسورة ،على خدمات
المنطقة العربية ،وتداعياته تستحق نقاشا مستفيضا الطاقة الحديثة والموثوقة؛ (ب) وتحقيق زيادة كبيرة
على المستويات االجتماعية واالقتصادية والبيئية في حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمي؛
والحكومية .وال تعزى أهمية هذا الموضوع فقط (ج) مضاعفة المعدل العالمي لتحسين كفاءة الطاقة.
إلى التفاوت في مستويات التنمية االجتماعية
واالقتصادية بين بلدان المنطقة ،وإلى ما ينجم عن وتنتج الهشاشة في مجال الطاقة من عجز الدولة عن
ذلك من تباينات واسعة في القدرة على الوصول ضمان حصول الجميع ،من أبناء هذا الجيل وأجيال
إلى خدمات الطاقة الميسورة التكلفة والحديثة المستقبل ،على خدمات الطاقة .ولذلك ،تعرف
والموثوقة والمستدامة .بل تعزى أهمية موضوع الهشاشة في مجال الطاقة ،في سياق هذه الدراسة،
الطاقة إلى التزايد السريع في الطلب على الطاقة بأنها غياب تدابير حماية تكفل استدامة أنماط عرض
في المنطقة خالل العقود األخيرة ،وما ترافق معه من الطاقة والطلب عليها وتعزز النمو االقتصادي
عجز في البنى المؤسسية والتنظيمية واألساسية واالجتماعي ،والتنمية على المدى البعيد .وتنشأ أوجه
واالجتماعية-السياسية حال دون تلبية االحتياجات الهشاشة هذه نتيجة لتحديات متعددة األوجه ترتبط
من الطاقة في العديد من الحاالت .وأدى تفاقم بأنماط العرض والطلب السائدة في قطاعات الطاقة،
النزاعات السياسية في المنطقة إلى إضافة بعد جديد ال سيما( :أ) عدم اتخاذ تدابير فعالة لضبط الطلب
على التحديات المتصلة باإلدارة المستدامة للطلب على الطاقة؛ (ب) عدم تنوع مزيج الطاقة ،وكثافة
على الطاقة ،ال سيما وأن عدم معالجة هذه المسألة االنبعاثات الكربونية؛ (ج) صعوبة الحصول على
سيؤدي إلى عواقب وخيمة على مستقبل النمو الطاقة الميسورة التكلفة والمستدامة والحديثة أو
االجتماعي واالقتصادي وإعادة اإلعمار في فترة احتمال تعرضهم للحرمان منها .وتسترشد هذه
ما بعد النزاع. الدراسة بخطة عام ،2030غير أنها ال تكتفي بالبحث
4
.2اعتماد مفرط على الوقود األحفوري .1الطلب على الطاقة :نمو سريع
وغير منضبط
تعتمد المنطقة العربية ،أكثر من أي منطقة أخرى
في العالم ،على النفط والغاز الطبيعي كالمصدرين أفضى النمو االقتصادي والسكاني المتسارع في
الرئيسيين للطاقة .لذلك ،يستدعي النمو السريع في البلدان العربية إلى تنشيط سوق الطاقة في المنطقة.
الطلب على الطاقة في المنطقة إجراء بحث فوري وفي ظل التوقعات باستمرار هذا النمو وبزيادة
وملح عن مصادر فعالة من حيث التكلفة بديلة إلمداد التصنيع وارتفاع مستويات المعيشة ،من المرتقب أن
الطاقة ،من أهمها الطاقة المتجددة .ويمكن لمصادر يستمر تزايد الطلب على الطاقة خالل العقود المقبلة.
الطاقة البديلة أن تؤدي أيضا دورا رئيسيا في مساعدة وتوفير إمدادات الطاقة الكافية والميسورة التكلفة
الدول العربية على زيادة معدالت حصول السكان أساسي لتحسين مستويات المعيشة واستتباب
على الكهرباء ،من خالل زيادة االعتماد على الحلول االستقرار السياسي في منطقة هي اليوم أكثر
الالمركزية .وتتزايد احتماالت خفض االعتماد على هشاشة مما كانت عليه في العقد الماضي ليس إال.
الوقود األحفوري باستمرار في ضوء انخفاض تكاليف وفي السنوات األخيرة ،ركزت دول عربية عديدة
تكنولوجيات الطاقة البديلة ،ال سيما الطاقة المتجددة. على اتخاذ مبادرات على مستوى السياسات إلدارة
أسواقها المحلية للطاقة ،بهدف إدارة الطلب على
.3القدرة على الحصول على مصادر الطاقة: المدى الطويل على نحو يتجاوز مجرد ضمان إمداد
فجوة مستمرة آخذة في االتساع الطاقة .وتتضمن هذه المبادرات سن قوانين أكثر
صرامة لتحقيق كفاءة الطاقة وإصالح أسعار
على الرغم من التقدم الكبير باتجاه ضمان حصول الطاقة المحلية.
الجميع على مصادر الطاقة الحديثة في سائر أنحاء
المنطقة العربية ،ما زال أكثر من 30مليون شخص وينبغي للدول الراغبة في إدارة نمو الطلب
غير قادرين على الحصول على حد أدنى من خدمات المحلي على الطاقة أن تعمد إلى إصالح هياكل
الكهرباء .وقد أفضى تفاقم النزاعات السياسية األسواق وإعادة النظر في المحفزات المقدمة إلى
وعدم االستقرار في أنحاء كثيرة من المنطقة العربية المستخدمين .وعليها كذلك أن تحدث تغييرات
خالل السنوات األخيرة إلى زيادة عدد األشخاص جذرية في سلوك المستهلكين بموازاة عملها على
الذين يعانون من انعدام األمن في مجال الطاقة، تحقيق أهداف إنمائية مترابطة ،وإن كانت متناقضة
وإلى تعريض الماليين غيرهم لخطر فقدان القدرة في بعض األحيان ،مثل حماية مستويات دخل األسر
على الوصول اآلمن إلى مصادر الطاقة .وتتحمل وفي الوقت نفسه تعزيز القدرة التنافسية الصناعية.
المرأة العبء األكبر لعدم توفر الطاقة المأمونة ويشكل تغيير طرق إنتاج الطاقة وتسعيرها وتداولها
والحديثة .ويقوض عدم الحصول على القدر الكافي من واستهالكها تحديا كبيرا ،ال سيما وأن المنطقة العربية
الطاقة احتماالت إحراز التقدم االجتماعي واالقتصادي تضم أعدادا كبيرة من السكان ذوي الدخل المنخفض
المنشود في مجموعة من أهداف التنمية المستدامة، والمتوسط .وفي ظل البنى األساسية القائمة ،التي
كالحد من الفقر ،وتعميم فرص الحصول على التعليم تتسم بوجود أعداد كبيرة من المباني والسيارات
والرعاية الصحية ،وتحقيق النمو االقتصادي المستدام المفتقرة إلى الكفاءة في استخدام الطاقة ،أصبحت
في جميع أنحاء المنطقة العربية في نهاية المطاف. معالجة مسألة إدارة الطلب تحديا طويل األمد.
5
ويسجل تنوع أكبر في مجموعة البلدان المتوسطة ومن دون اتخاذ تدابير كافية للتخفيف من آثار
الدخل في المنطقة العربية ،إذ إنها تشمل مستوردين اإلصالحات الجارية ألسعار الطاقة المحلية في
ومصدرين للطاقة ،وبلدانا متأثرة بالنزاعات .وتعاني مختلف البلدان العربية ،يخشى أن تتأثر األسر الفقيرة
هذه البلدان من نقاط ضعف متعددة في قطاع الطاقة، والمتوسطة الدخل أكثر من غيرها .ولذلك ،ينبغي أن
بما في ذلك تنام جامح في الطلب على الطاقة يقترن يقترن إصالح قطاع الطاقة بتطوير شبكات أمان
بغياب مصادر طاقة متنوعة .وفي حاالت كثيرة، اجتماعي أكثر فعالية يمكنها التصدي لفقر الدخل
تتعرض فئات سكانية لخطر فقدان إمدادات الطاقة وعدم التكافؤ في الوصول إلى الفرص االقتصادية.
الحديثة والميسورة التكلفة .وقدرة هذه البلدان على
االستجابة لالحتياجات محدودة بسبب قلة مواردها
المالية ،وارتفاع معدالت فقر الدخل ،عالوة على باء .من المتضرر من الهشاشة
هشاشة الطبقة الوسطى التي يرجح أن تتأثر مباشرة في مجال الطاقة؟
باإلصالحات التي تزيد من تكاليف الطاقة ونفقات
المعيشة العامة. تؤثر الهشاشة في مجال الطاقة على فئات متعددة،
ما يؤكد أهمية التخطيط المستدام في مجال
وتواجه البلدان العربية األقل نموا تحديات خاصة بها الطاقة كجزء ال يتجزأ من برامج التنمية االجتماعية
ومختلفة في سعيها إلى تحقيق معظم مؤشرات التنمية، واالقتصادية للبلدان.
في قطاعي الصحة والتعليم على سبيل المثال ،حيث
تبرز مصاعب جمة في توفير الخدمات األساسية لمعظم .1البلدان المرتفعة والمنخفضة
السكان .ويشكل التقدم المحرز في الهدف السابع من والمتوسطة الدخل
أهداف التنمية المستدامة ،وهو ضمان الوصول الشامل
إلى الطاقة الميسورة التكلفة والموثوقة والمستدامة تسجل بلدان المنطقة العربية تفاوتا واسعا في
والحديثة ،جزءا ال يتجزأ من ضمان التقدم في أهداف مستويات الدخل والمعيشة والتنمية االجتماعية
التنمية المستدامة األخرى .وال شك في أن االستجابة واالقتصادية .ونتيجة لذلك ،تعاني البلدان المختلفة
بفعالية لمختلف جوانب الهشاشة في مجال الطاقة التي من أشكال متنوعة من الهشاشة في مجال الطاقة؛
تعاني منها أقل البلدان نموا ،بما في ذلك االفتقار إلى وليست كلها على القدر نفسه من الجهوزية للتصدي لها.
إمكانية الوصول إلى إدارة أكثر استدامة للموارد
الطبيعية في المستقبل ،يعد مهمة صعبة تستحق قدرا وتواجه البلدان العربية المرتفعة الدخل ،وكلها مصدرة
من االهتمام أكبر بكثير من المولى إليها حاليا. صافية للطاقة ،تحديا مزدوجا يتمثل في إدارة العرض
والطلب على الطاقة إدارة مستدامة ،مع الحفاظ على
.2مستوردو الطاقة مقابل مصدريها مستويات معيشة مرتفعة .واالستقرار المالي في هذه
البلدان يتيح لها الموارد المالية الالزمة للتصدي ألنماط
تواجه البلدان المستوردة للطاقة تحديات في استيفاء التنمية غير المستدامة وكذلك لتقديم الدعم لبلدان
التكاليف المالية الرتفاع مستويات وارداتها ،ما يزيد من أخرى .وإذا ما تمت إدارة أوجه الهشاشة في مجال
المخاوف بشأن أمن الطاقة في هذه البلدان .أما البلدان الطاقة في هذه البلدان على نحو سليم ،فسيتيح ذلك
المصدرة للطاقة ،فالتحديات المالية وفقدان الدخل، فرصة إلحداث تغيير إيجابي في داخلها وفي سائر
باإلضافة إلى الطلب المحلي الجامح ،يخفض من بلدان المنطقة.
6
الشديد على الوقود األحفوري ،على الرغم من إحراز قدرتها على التصدير .رغم ذلك ،يستمر العديد من
تقدم في بعض هذه البلدان التي أدرجت تنويع البلدان في دعم أسواق الطاقة المحلية ،ما يؤدي
مجموعتها المحلية من مصادر الطاقة ضمن أولويات إلى تفاقم المشكلة .وتشترك مجموعتا البلدان
سياساتها العامة. المصدرة والبلدان المستوردة للطاقة في االعتماد
الجدول .1مجموعة مختارة من مؤشرات االقتصاد الكلي في المنطقة العربية2014 ،
صافي استهالك النمو السنوي مجموع الطاقة نصيب الفرد من الناتج
واردات الطاقة من في إجمالي األولية المستخدمة المحلي اإلجمالي
عدد
الطاقة، الوقود استهالك الطاقة (كيلوغرام من بمعادل القوة الشرائية
السكان الدولة
(نسبة مئوية األحفوري األولية، مكافئ برميل (دوالر ،باألسعار
(مليون)
من استخدام (النسبة المئوية 2014-2010 النفط للفرد الجارية للدوالر
*
الطاقة) من المجموع) (نسبة مئوية) الواحد) الدولي)
المغرب العربي
36 89 2 944 11 342 11 تونس
-177 100 2 1 321 14 203 39 الجزائر
-103 99 4 2 880 17 246 6 ليبيا
91 88 4 553 7 457 34 المغرب
المشرق العربي
97 98 4 1 272 9 082 9 األردن
الجمهورية العربية
48 98 -4 563 غير متوفرة 19
السورية
-229 96 3 1 413 15 631 35 العراق
غير متوفرة غير متوفرة غير متوفرة غير متوفرة 4 550 4 دولة فلسطين
98 98 3 1 337 14 567 6 لبنان
-7 98 3 815 10 408 92 مصر
دول مجلس التعاون الخليجي
اإلمارات العربية
-184 100 4 7 769 67 360 9
المتحدة
-62 100 4 10 594 46 180 1 البحرين
-206 100 10 6 142 42 522 4 عمان
-399 100 9 18 563 127 318 2 قطر
-391 94 2 8 957 74 617 4 الكويت
المملكة العربية
-192 100 5 6 937 52 628 31
السعودية
البلدان العربية األقل نموا
-9 32 3 381 4 412 38 السودان
غير متوفرة 68 -4 غير متوفرة 3 850 4 موريتانيا
غير متوفرة 99 1 غير متوفرة 3 968 26 اليمن
المصادر :حسابات المؤلفين ،استنادا إلى World Bank, 2017a؛ األردن ،وزارة الطاقة والثروة المعدنية.2017 ،
مالحظة * :يحسب صافي واردات الطاقة بخصم مجموع الصادرات من الواردات اإلجمالية ،ثم حساب حصتها من مجموع الطاقة المستخدمة.
7
ال شك في أن التحول نحو نظم للطاقة آمنة وضع السياسات؛ وتهمل احتياجاتهن ألنها ال تندرج
وميسورة التكلفة ومستدامة هو من أولويات ضمن األولويات السياساتية ،وهي أولويات ال تراعي
االقتصادات العربية. المساواة بين الجنسين ،وذلك في مجاالت منها
الطاقة وتخطيط التنمية .وغالبا ما تكون النساء
أقل قدرة على الوصول إلى السلطة والمعلومات
جيم .عن هذه الدراسة من الرجال .كما أنهن أقل قدرة على االستفادة من
التسهيالت االئتمانية والمشاركة في صنع القرار
إن الحد من الهشاشة في مجال الطاقة مسعى يقع على داخل مجتمعاتهن .وتتأثر النساء ،وأطفالهن من
عاتق جهات معنية عدة ،منها الحكومات والقطاعات خاللهن ،سلبا بسوء إدارة قطاع الطاقة ،تماما
الصناعية واألسر بالقطاع السكني .وترمي هذه الدراسة كما يقوض عدم توفر الطاقة آفاق التنمية االجتماعية
إلى تحديد مصادر الهشاشة في مجال الطاقة في واالقتصادية لألجيال الحالية والمستقبلية.
المنطقة العربية ،وهي مصادر تحول دون قدرة الدول
األعضاء على تعميم الحصول على خدمات الطاقة .7القطاع السكني ،والمشاريع
اآلمنة والحديثة بتكلفة ميسورة ،وتوفيرها لألجيال التجارية ،والصناعات
الحالية والمقبلة .وتتضمن الدراسة أيضا تقييما
الستراتيجيات التصدي بكفاءة ألوجه الهشاشة في على الرغم من أن الهشاشة في مجال الطاقة تؤثر
مجال الطاقة ،وتعرض منظورا بشأن المساهمة المحتملة على جميع العناصر الفاعلة في االقتصاد ،يختلف
لكل مجموعة من البلدان .وترمي الدراسة ،بعد البناء وجه التأثير بين عنصر وآخر .وبما أن مستويات
على أهداف التنمية المستدامة لخطة عام ،2030إلى األسر بالقطاع السكني تتفاوت من حيث الدخل،
تجاوز أفق عام 2030لتعميم مفهوم اإلدارة المستدامة والتعليم ،والحصول على المعلومات واألدوات
والطويلة األمد للطاقة في المنطقة العربية .والهدف من المالية ،فاستجاباتها للقرارات التي تتخذها الحكومة،
ذلك معالجة أوجه الهشاشة التي تنجم عن استمرار مثل تغيير القواعد واألنظمة ،تختلف .وبشكل عام،
العمل بسيناريو بقاء األمور على حالها. تصنف األسر المنخفضة الدخل أو ذات الدخل
المتوسط األدنى في خانة الفئات األكثر تأثرا
تتألف الدراسة من عدة فصول .يصف الفصل األول بتداعيات سياسات العمل المعتادة والتغيرات الجارية
نقاط الهشاشة الرئيسية التي تهدد استدامة الطاقة على مستوى السياسات .أما الصناعات ،فمعرضة
في المنطقة العربية .ويركز الفصل الثاني على الحاجة لخسارات كبيرة إذا نفذت إصالحات تهدد قدرتها
إلى تعميم منظور إدارة الطاقة المستدامة على وجه االقتصادية على االستمرار ،مثل إجراء إصالح مفاجئ
السرعة في المنطقة العربية؛ وتقديم بدائل لمختلف لألسعار ،وذلك نتيجة لزيادة تكاليف الطاقة .إال أن
الجهات الفاعلة في المنطقة من حكومات ،ومؤسسات المتطلبات الهائلة للصناعات من الطاقة في بعض
تابعة للقطاعين العام والخاص ،وأوساط األعمال، المناطق العربية تجعلها في غاية األهمية لتحقيق
والمجتمع المدني .والهدف من ذلك زيادة قدرة هذه استخدام مستدام للطاقة.
الجهات على الصمود وتعزيز قدرة بلدانهم أمام أوجه
الهشاشة المستحدثة ذاتيا في مجال الطاقة .أما ومع استمرار النمو االقتصادي ،وزيادة عدد السكان
الفصل الثالث ،فيتضمن المالحظات الختامية. واتساع آفاق تطلعاتهم االجتماعية واالقتصادية،
ما هي أبعاد الهشاشة في مجال .1
الطاقة في المنطقة العربية؟
11
التعليم والرعاية الصحية في المنطقة ،ال سيما في يتناول هذا الفصل أوجه الهشاشة الرئيسية التي
البلدان المرتفعة الدخل وفي الشريحة العليا من تشوب المنطقة العربية في مجال استدامة الطاقة.
البلدان المتوسطة الدخل .وازداد نصيب الفرد من وهو يعرض ،بداية ،معلومات أساسية عن االزدياد
الناتج المحلي اإلجمالي بمعادل القوة الشرائية في المتسارع للطلب على الطاقة ،والناجم عن التوسع
البلدان العربية منذ عام ،1990بنسبة 16في المائة االقتصادي والديمغرافي في المنطقة .ثم يبحث في
في المملكة العربية السعودية ،و 36في المائة في األوجه الثالثة الرئيسية لتلك الهشاشة ،كما حددت في
األردن ،و 70في المائة في لبنان ،وأكثر من 90في هذه الدراسة ،وهي( :أ) عدم ضبط الطلب على الطاقة؛
المائة في المغرب (الشكل .)1 (ب) عدم الوصول إلى الطاقة؛ (ج) عدم توفر موارد
الطاقة الحديثة أو سالمتها .وقد تفاقم تأثير أوجه
وتتميز المنطقة العربية ،باستثناء بلدانها األقل نموا، الهشاشة خالل السنوات األخيرة بسبب تفشي
بالحصول الشبه الشامل للجميع على خدمات الكهرباء النزاعات السياسية وعدم االستقرار ،عالوة على
والطاقة الحديثة ،ما يعني أن سكانا أكثر باتوا ينعمون ارتفاع تكاليف الطاقة في عدة بلدان عربية.
بمستويات معيشة أعلى .وإذا ظلت العوامل األخرى
ثابتة ،فهذا يعني مزيدا من استهالك الطاقة .ويقترن
هذا الوضع بزيادة في استهالك المياه ،11وذلك من ألف .النمو االقتصادي والديموغرافي
جراء عمليات إنتاج وتوزيع المياه على مختلف
القطاعات السكنية والتجارية والصناعية والزراعية، .1النمو السكاني وارتفاع
وهي عمليات تستهلك كميات كبيرة من الطاقة. مستويات المعيشة
وإنتاج الطاقة وتوليدها يستهلكان بدورهما المياه،
ما يؤدي إلى عالقة ترابط واعتماد متبادل بين المياه شهدت المنطقة العربية تزايدا ملحوظا في عدد
والطاقة في المنطقة .ويندرج هذا الترابط ضمن السكان ،من حوالي 216مليون نسمة إلى 400مليون
السياق العام للمنطقة ،حيث يتزامن تنامي الطلب نسمة بين العامين 1990و .2017وسجلت زيادات
على الموارد الطبيعية مع تزايد النمو االجتماعي استثنائية في بلدان مجلس التعاون الخليجي،
واالقتصادي (الشكل .12)2وقد أدت الزيادة السريعة تراوحت نسبها بين 100في المائة في الكويت وأكثر
في معدالت التوسع الحضري ،مع ما يصاحبها من من 400في المائة في اإلمارات العربية المتحدة
ازدياد التنقل والتحول إلى استخدام وسائل النقل وقطر ،وهي تعزى إلى هجرة اليد العاملة على نطاق
اآللية ،13إلى زيادة الطلب على منتجات الطاقة على واسع وارتفاع معدالت الوالدة .في الوقت نفسه ،ارتفع
مستوى الفرد.14 مستوى المعيشة ،وكذلك القدرة على الحصول على
12
الشكل .1النمو السكاني ونصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي في المنطقة العربية2017-1990 ،
المصادر.E/ESCWA/SDPD/2016/Booklet.5 :
13
االقتصادات العربية في االقتصاد العالمي ،كما تكفل .2النمو االقتصادي والتصنيع الكثيف
تحقيق اإليرادات والنمو االقتصادي والتنويع ،حتى االستهالك للطاقة
في الدول المنتجة للنفط والغاز.
على مدى العقود الماضية ،حققت الدول العربية نموا
وفي المنطقة العربية ،تسجل أعلى نسبة طلب على اقتصاديا هائال عززه كل من النمو الصناعي والتنويع.
الطاقة في قطاعات صناعية كاأللمنيوم والفوالذ وتتضمن القطاعات الصناعية في المنطقة الزراعة،
واألسمنت واألسمدة وإنتاج البتروكيماويات .وتتراوح والمنسوجات ،والسياحة ،والصناعات الثقيلة،
حصة القطاعات – القطاع غير المتعلق بالطاقة – والخدمات .وقد أدت الطاقة دورا أساسيا في تعزيز
من اإلجمالي النهائي الستهالك الطاقة بين 30في نمو جميع هذه الصناعات ،بما فيها الصناعات األقل
المائة في البلدان المنتجة للنفط والغاز كالبحرين استهالكا للطاقة .ومن األمثلة على هذه القطاعات
وقطر ،ونحو 20-15في المائة في الكويت والمملكة القطاع الزراعي ،الذي تطور فيه استخدام التكنولوجيا
العربية السعودية .وتعكس هذه النسبة الكبيرة إلى حد بعيد في بلدان المغرب والمشرق العربي ،منذ
احتياجات القطاعات الكبرى الكثيفة االستهالك للطاقة تسعينات القرن الماضي .ومن هذه األمثلة أيضا
في تلك البلدان (الشكل .)3ورغم قلة عدد السكان في قطاعات الخدمات ،التي يحظى بعضها بقدر كبير من
تلك البلدان ،تساعد هذه الصورة المجملة لوضع الطاقة التشجيع في المنطقة .وتقدم هذه القطاعات الخدمات
فيها على تفسير االرتفاع االستثنائي في معدالت المالية وخدمات السياحة والضيافة ،التي ساعدت
نصيب الفرد من استهالك الطاقة في هذا الجزء من كلها على بناء ناطحات السحاب وتطوير قطاع النقل.
المنطقة العربية. وتضطلع جميع هذه القطاعات بدور هام في دمج
الشكل .3حصة القطاعات غير المتعلقة بالطاقة من إجمالي االستهالك النهائي للطاقة
في المنطقة العربية2015 ،
الشكل .4إجمالي االستهالك النهائي للطاقة في المنطقة العربية تاريخيا ،حسب البلد2016-1990 ،
(كيلوطن من مكافئ النفط)
مستوى لها في العالم في بعض أنحاء المنطقة. يمكن تفسير النمو السريع في الطلب على الطاقة في
وازداد استهالك الطاقة األولية في المنطقة المنطقة العربية بأنه حصيلة تضافر عدة عوامل،
بثالثة أضعاف على مدى الـ 26عاما الماضية، هي النمو السكاني واالقتصادي وارتفاع مستويات
ليرتفع من حوالي 150,000كيلوطن من المعيشة والتوسع الصناعي في مجموعة من
مكافئ النفط في عام 1990إلى نحو 436,000 القطاعات المستهلكة للطاقة .ومن المتوقع أن تظل
كيلوطن من مكافئ النفط في عام 2016 هذه العوامل المحركة للتنمية االقتصادية
(الشكل .)4وفي المنطقة ،يتواجد بعض أسرع واالجتماعية من سمات المنطقة خالل العقود المقبلة.
أسواق الطاقة نموا في دول مجلس التعاون ولذلك ،ستشكل مسألة فصل النمو عن استهالك
الخليجي ،علما أن الطلب يتزايد أيضا في بلدان الطاقة ،إلى جانب ضمان شمول النمو في المستقبل
المغرب والمشرق العربي والبلدان العربية األقل من خالل توفير طاقة آمنة ونظيفة وذات تكلفة
نموا .وقد تضاعف إجمالي استهالك الطاقة في ميسورة ،من أكبر التحديات أمام االقتصادات العربية.
اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي أربع
مرات منذ عام .1990كما شهدت دول الخليج
األصغر حجما ،مثل قطر واإلمارات العربية باء .عدم ضبط الطلب على الطاقة
المتحدة والبحرين وعمان ،نموا سريعا جدا في
االستهالك تراوح بين 5و 10في المائة سنويا خالل العقود القليلة الماضية ،ازداد الطلب على الطاقة
(الشكل .)5 في المنطقة العربية بوتيرة متسارعة بلغت أعلى
15
توفير الطاقة بتكلفة ميسورة لجميع المواطنين، وإضافة إلى عوامل االقتصاد الكلي التي ساهمت
يظهران في عدد من السمات الهيكلية لالقتصادات في تزايد الطلب على الطاقة ،وهي النمو السكاني
العربية ،وأهمها :تدني أسعار الطاقة بالنسبة لعدد والتوسع االقتصادي والصناعي ،يسجل غياب عنصر
كبير من المستخدمين إلى حد ال يمثل تكاليفها في غاية األهمية عن أسواق الطاقة المحلية في
الفعلية؛ وعدم تنظيم كفاءة استخدام الطاقة المنطقة ،وهو اإلدارة الفعالة للطلب .ويعزى عدم إدارة
في قطاعات كالنقل والبناء؛ وغياب بنى أساسية الطلب المحلي على الطاقة تاريخيا إلى عدد من
للنقل العام ،ما يسهم في زيادة الطلب على العوامل ،منها صغر أحجام أسواق الطاقة المحلية،
الوقود المستخدم في النقل؛ وغياب الوعي البيئي. ال سيما في ظل وفرة إمدادات الوقود األحفوري
ويرد أدناه بحث أكثر تفصيال في العوامل الكامنة المنخفض التكلفة الذي ينتج إما محليا وإما في بلدان
وراء عدم ضبط الطلب على الطاقة في عربية مجاورة .تضاف إلى ذلك الحاجة الملحة إلى
المنطقة العربية. ضمان الحصول سريعا على الطاقة الحديثة
المنخفضة التكلفة والبنايات القائمة ،باعتبار ذلك من
.1تسعير الطاقة األولويات لتحقيق النمو االقتصادي والتنمية.
تكتسي سياسات التسعير أهمية بالغة في تخصيص وعدم إدارة الطلب في قطاع الطاقة أو ضعفها،
الموارد الشحيحة ،بما فيها الطاقة .وتتمثل الممارسة ووجود أولويات قد تبدو أحيانا متضاربة ،مثل
16
ويبين الشكل 6تعريفات الكهرباء في الدول العربية التي عمت المنطقة العربية خالل الجزء األكبر من
خالل عام ،2016بوصفها مؤشرا ألسعار الطاقة في العقود الماضية في تولي الدولة تسعير الطاقة
اقتصادات هذه الدول .وقد سجلت تعريفات منخفضة وتوفير إمداداتها للمستهلكين المحليين .ولم تحدد
في اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي والعراق أسعار الطاقة كالكهرباء وغاز النفط المسال
وليبيا ،وكلها دول منتجة للنفط والغاز .وأدى إصالح والوقود المستخدم في النقل بالضرورة على
أسعار الطاقة في بلدان عربية عدة خالل السنوات أساس كلفتها الحدية 15على الدولة ،بل حسب
األخيرة إلى ارتفاع هذه التعريفات فوق معدالتها مجموعة متنوعة من العوامل .وتشمل هذه
التاريخية (انظر الفصل الثاني لالطالع على نقاش العوامل أولويات النمو االجتماعي واالقتصادي،
أوسع بشأن إصالح أسعار الطاقة) .أما البلدان العربية مثل ضمان توفير خدمات الطاقة الحديثة
المستوردة الصافية للطاقة ،وهي األردن وتونس بتكلفة ميسورة ،وتعزيز التصنيع من خالل
ودولة فلسطين والمغرب ،فعلى طرف النقيض من هذا توفير الطاقة المنخفضة التكلفة .وغالبا ما أدى
السيناريو .فبعض كبار المستهلكين في تلك البلدان ذلك إلى انخفاض شديد في تكلفة الطاقة على
يدفعون مقابل الكهرباء أكثر من األسرة المعيشية مختلف فئات المستخدمين ،مع فوارق ضئيلة
األمريكية العادية ،ما يعكس اعتماد سياسات للتسعير جدا بين كبار المستهلكين وصغارهم ،حتى وصل
تأخذ التكلفة في االعتبار ،وذلك استجابة لحاجة تلك األمر في بعض األحيان إلى توفير الطاقة بتكلفة
البلدان إلى استيراد معظم إمداداتها من الطاقة. هي من األدنى في العالم.16
المصادر :االتحاد العربي للكهرباء2016 ،أ؛ .U.S. Energy Information Administration, 2017
مالحظة :بيانات موريتانيا غير متوفرة.
17
وغيرها من البلدان المصدرة للنفط والغاز .وفي في حين يمثل ارتفاع أسعار الطاقة مشكلة اجتماعية
حين توفر الدولة لمواطنيها إمكان الحصول واقتصادية بالنسبة إلى العديد من األسر المعيشية،
على إمدادات مرافق أساسية بكلفة متدنية، تشجع أسعار الطاقة المخفضة بشكل مصطنع أنماط
فهي تدعم أيضا على مدار الساعة تكييف استهالك تتسم باإلسراف وعدم الكفاءة .وهذا
الهواء ،وشبكات النقل لمحطات توليد الطاقة ما يحدث بالضبط حين يكون تخفيض أسعار الطاقة
غير الكفؤة وتشييد مباني سيئة العزل ستؤدي أو دعمها شامال للجميع ،إذ يستفيد كبار المستهلكين
إلى زيادة استهالك المنطقة للطاقة من خالل والفئات االجتماعية المرتفعة الدخل من هذا الدعم.
قطاع المباني لعقود عديدة أخرى.18 وغالبا ما يرتبط انخفاض أسعار الطاقة بانخفاض
مقابل في كفاءة استخدام الطاقة ،بسبب غياب حافز
والدعم الشامل ألسعار الوقود والكهرباء ،الذي ال يميز التكلفة وما ينجم عن ذلك من هدر للموارد.17
بين فئات المستخدمين ،ليس أداة فعالة الستهداف
الفقراء .فالفئات األكثر استفادة منه هي التي تستهلك وال تتفاوت تعريفات الكهرباء كثيرا بين فئات
القدر األكبر من الطاقة مقارنة بغيرها ،أي الفئات المستخدمين في دول مجلس التعاون الخليجي
19
المرتفعة الدخل ،والمؤسسات التجارية ،والصناعات . وغيرها من الدول المنتجة للنفط والغاز .وهذا يعني
في الوقت نفسه ،يؤدي الدعم إلى تراكم تكاليف أن األسر المرتفعة الدخل والمستخدمين الكبار
باهظة تحول دون توجيه الموارد المالية نحو اإلنفاق يدفعون القدر القليل نفسه الذي تدفعه األسر
على الفقراء ،مثل االستثمار في التعليم والصحة، المنخفضة الدخل مقابل الطاقة .ويمكن أن يسفر هذا
وصيانة وتوسيع البنى األساسية لقطاع الطاقة، التصميم لألسواق ،مقترنا بمتوسط دخل مرتفع نسبيا
بما يشمل توسيع البنى األساسية للشبكات في وبغياب الحوافز التنظيمية الكفيلة بتحقيق كفاءة
البلدان العربية األقل نموا.20 استخدام الطاقة ،عن أنماط من االستهالك الشديد
الهدر للطاقة .فهذا التصميم يزيل أي حافز مالي من
إن التأثير المالي لدعم الطاقة في المنطقة العربية شأنه تشجيع المستخدمين على تحديث التكنولوجيا
مصدر للهشاشة بحد ذاته .وقدرت القيمة المالية والمعدات وتعديل نمط استخدامهم للطاقة.
اإلجمالية لدعم الطاقة في المنطقة في عام 2016
بنحو 70مليار دوالر (ما يمثل انخفاضا عن 133مليار وقد لخص إطار التتبع العالمي تلك العواقب
دوالر في عام ،2014و 100مليار في عام )2015 غير المقصودة لدعم الطاقة في تقريره لعام ،2017
أو ربع إجمالي قيمة الدعم في العالم .21وهي على النحو التالي:
تقاس بحساب الفرق بين األسعار المحلية والدولية
ألنواع محددة من الوقود والكهرباء في البلدان وتشوه إعانات دعم الطاقة ،خصوصا إن كانت
العربية .وتفيد بيانات وكالة الطاقة الدولية بأن شاملة بطبيعتها ،حوافز المستهلك وتؤدي إلى
المملكة العربية السعودية ما زالت ثالث أكبر داعم اإلفراط في استهالك الطاقة وهدرها ] [...وهذه
للطاقة ،إذ يصل إجمالي قيمة الدعم فيها إلى المشكلة أكثر تميزا في المنطقة العربية ،التي
30مليار دوالر (ولكن بانخفاض عن 57مليار لديها أدنى تكاليف للطاقة – وبالتالي أعلى
دوالر في عام 2014و 44مليار في ،)2015 معدالت إلعانات الدعم – في بلدان المنطقة
أي إلى ما يقارب نصف إجمالي الدعم على نطاق ذات الدخل المرتفع أو ذات الدخل المتوسط
المنطقة (الشكل .22)7 األعلى ،خاصة بلدان مجلس التعاون الخليجي
18
اإلصالحية إلى مسؤولية اجتماعية واقتصادية الشكل .7دعم الطاقة في كل بلد2016 ،
جديدة ،بات واضحا أن تسعير الطاقة سيظل مصدر (مليون دوالر أميركي)
استياء للناس ،وتحديا أمام صانعي السياسات يتطلب
منهم التوصل إلى حلول متوسطة وبعيدة األمد
تحدث توازنا بين األولويات المتضاربة القصيرة األمد.
وآليات تنفيذية وحوافز مالية لالستثمار في مبان أكثر التنظيمية .25وقد نفذت بلدان عربية عديدة برامج
كفاءة في استخدام الطاقة ،لن تكون لدى المقاولين وطنية لكفاءة استخدام الطاقة ،وأنشأت وكاالت
حوافز تحثهم على زيادة كفاءة استخدام الطاقة في ترمي إلى تحديث األطر التنظيمية الرامية إلى
البناء .وال يتوفر ما يكفي من المباني الميسورة التكلفة تحقيق كفاءة استخدام الطاقة في مختلف القطاعات
وذات الكفاءة العالية في استهالك الطاقة التي تحمل االقتصادية .ومع ذلك ،تواجه هذه البرامج عددا من
إشارات واضحة وشفافة للمستأجرين .ونظرا إلى العدد المشاكل المشتركة والمستمرة ،مثل القصور في
الكبير من المساكن المستأجرة ،ال يجد المستأجرون تنفيذ األطر التنظيمية وصرامة تلك األطر ومحدودية
المتوسطو الدخل في نهاية المطاف مفرا من تحمل قدرتها على الرصد والتطبيق .كما أنها ال تستغل بالقدر
تكلفة فواتير الكهرباء المرتفعة ،دون أن يؤثر ذلك على الكافي اإلمكانات العديدة التي قد يتيحها التعاون عبر
كفاءة مواد البناء في استخدام الطاقة وعلى تصميمها. الحدود من أجل المواءمة بين معايير الكفاءة في عدة
مجاالت ،منها األجهزة الكهربائية على سبيل المثال.
وفي البلدان المتوسطة الدخل ،ال يحصل كثيرون
ممن يشيدون مبان ألنفسهم بشكل كاف على (أ) كفاءة استخدام الطاقة في قطاع البناء
المعلومات المتعلقة بوفورات التكاليف ،ومواد البناء
المتاحة ،وخيارات التمويل .ويؤدي انتشار األسواق تمثل المشاكل التي يواجهها قطاع البناء نموذجا
غير النظامية الكبرى التي تبيع منتجات مقلدة ،كما هو لبعض المشاكل المتعلقة بتنظيم كفاءة استخدام
الحال في المغرب العربي والبلدان العربية األقل نموا، الطاقة في المنطقة العربية .ففي العديد من البلدان،
إلى صعوبة ضمان جودة المواد المباعة .وال تتوفر أدى النمو السكاني والنزوح من األرياف إلى المدن إلى
لصناعات عديدة الحوافز المالية الالزمة لالستثمار في تشييد مجموعة كبيرة من المباني خالل فترة زمنية
تكنولوجيا أكثر كفاءة من حيث استهالك الطاقة، قصيرة .ولم يحافظ في هذه المباني على الخصائص
وذلك بسبب انخفاض أسعار مدخالت الطاقة وغياب التقليدية ،ولم تطبق معايير البناء الحديثة إال بحدها
التمويل والمخططات المشجعة على التمويل .وفي األدنى ،إن طبقت أصال .فالقواعد التنظيمية لكفاءة
بعض الحاالت ،ينتج ذلك من عدم وجود أسواق استخدام الطاقة في قطاع البناء يجب أن تشتمل
محلية تبيع مواد عالية الجودة .وال تستطيع األسواق على معايير إرشادية ،مثل إلزام المنازل بالعزل
وحدها تصحيح أنماط استخدام الطاقة هذه من دون الحراري من خالل جدران مجوفة؛ وعلى معايير لألداء
رقابة تنظيمية فاعلة. تبين الحد األدنى واألقصى لكفاءة استهالك الطاقة
في المباني ،متضمنة معايير العزل الحراري ،ومصادر
وفي ظل عدم استيفاء حد أدنى من متطلبات األداء تسرب الهواء ،والمناور ،والنوافذ ،واألبواب ،إضافة إلى
في مجموعات المباني ومواد البناء في المنطقة نظم التدفئة والتبريد وتسخين المياه.
العربية حتى زمن قريب ،وبفعل تدني تكلفة الطاقة
تاريخيا ،واألحوال المناخية التي تجعل التدفئة و/أو غير أن غياب قواعد تنظيمية كفيلة بتحقيق كفاءة
تكييف الهواء ضروريين ،تأتي النتيجة بعيدة كل البعد استخدام الطاقة هو مثال تقليدي على إخفاقات
عن اإلنصاف .وإعادة النظر في دعم الطاقة الذي السوق .وإذا ما ثبتت فعالية المؤسسات الحكومية في
ما برح يقدم منذ عقود من الزمن ،في الوقت الذي وضع القواعد التنظيمية وتطبيقها ،فسيكون لذلك دور
ال تزال مجموعة المباني القائمة غير مجهزة لضمان حاسم في تدارك تلك اإلخفاقات وضمان حد أدنى من
استخدام الطاقة بكفاءة ،تثير تساؤالت بشأن قدرة الفعالية في األداء .وفي غياب أية قواعد تنظيمية
20
الهواء؛ وتقديم توصيات لتوجيه السياسات العامة سكان المنطقة على تحمل تكلفة الكهرباء .وتزداد هذه
26
نحو تحسين وحدات تكييف الهواء في المنطقة . المخاوف تحت وطأة تغير المناخ الذي يتوقع أن يزيد
وخلصت الدراسة إلى أن المعوقات تشمل عدم كفاية تواتر األحوال الجوية القصوى ،بما في ذلك فصول
التعريفات الجمركية كأداة للتشجيع على استخدام شتاء أبرد في بلدان المشرق والمغرب العربي ،وفصول
أجهزة أكثر كفاءة في استخدام الطاقة؛ وارتفاع تكلفة صيف أشد احترارا في بلدان الخليج والبلدان العربية
الشراء األولية لوحدات تكييف الهواء؛ وغياب إطار األقل نموا.
تنظيمي منسق بين بلدان المغرب العربي؛ واتساع
التفاوتات بين الضرائب المختلفة والرسوم المفروضة وبحثت دراسة حديثة أجراها "برنامج المساعدة في
على مكيفات الهواء ،وهو ما تسبب بفروقات كبيرة إدارة قطاع الطاقة" في أدلة من بلدان من المغرب
في األسعار بين البلدان المتجاورة؛ وأخيرا ازدهار العربي هي الجزائر ،وليبيا والمغرب وتونس ،بغية
سوق غير نظامية لبيع وحدات تكييف الهواء في كافة إعداد توقعات بشأن الطلب على تكييف الهواء خالل
أرجاء المغرب العربي ،على الرغم من الضرر الذي العقد القادم؛ وبغية تحديد المعوقات التي تحول
يلحقه ذلك بأداء الطاقة. دون زيادة كفاءة استخدام الطاقة في مجال تكييف
اإلطار .1القواعد التنظيمية الخاصة بكفاءة استخدام الطاقة ولكن غير المنفذة
في بلدان المغرب والمشرق العربي
على الرغم من التطور الملحوظ الذي شهدته األطر التنظيمية والمؤسسية خالل السنوات الماضية ،غالبا ما تفتقر هذه األطر إلى
الدقة ،إضافة إلى أنها تتضمن العديد من االستثناءات التي لربما تضعف تشريعات محمودة األهداف ،على نحو ما حدث في
الجزائر والمغرب وتونس .وعلى أرض الواقع ،ال يزال تنفيذ التشريعات الموجودة في المنطقة محدودا.
المغرب .أصدر المغرب في أيلول/سبتمبر 2011القانون رقم 47-09حول كفاءة استخدام الطاقة .غير أن المراسيم القاضية
بتنفيذ هذا القانون لم تنشر بعد ،ما يعني أنه لم ينفذ ولم يصبح سارياأ في الواقع ،وال تنفذ تدابير كفاءة استخدام الطاقة حاليا
إال في المباني التجارية الرئيسية كالفنادق والمصانع ،حيث تلزم السلطات المحلية المستثمرين بإدماج معايير كفاءة استخدام
الطاقة في مشاريعهم من أجل إعطائهم تراخيص.
مصر .اعتمدت الحكومة المصرية في عام 2015القانون رقم 87المتعلق بالكهرباء ،كما اعتمدت الخطة الوطنية لكفاءة
استخدام الطاقة للفترة .2015-2012وركزت هذه الخطة بالدرجة األولى على قطاع الكهرباء ،وحددت هدفا هو تحقيق زيادة
تراكمية في كفاءة استخدام الطاقة نسبتها 5في المائة .وأنشئت بموجب هذه الخطة وحدة معنية بكفاءة استخدام الطاقة في
مجلس الوزراء ،مهمتها وضع االستراتيجيات والسياسات .وعلى الرغم من هذه الجهود ،حال غياب القوانين التأسيسية الالزمة
لتنفيذ أهداف كفاءة استخدام الطاقة دون تحقيق أي تقدم ملموسب.
األردن .كان األردن من أول البلدان العربية التي وضعت مواصفات وقواعد للعزل الحراري في المباني السكنية ،وذلك في ثمانينات
القرن الماضي .ومنذ ذلك الحين ،طور األردن أحد أكثر القواعد الوطنية للبناء شموال في المنطقة .غير أن إنفاذ هذه المواصفات
والقواعد يبقى محدودا .وقد خلصت دراسة أجريت مؤخرا إلى أنه "على الرغم من أن االمتثال لكافة قواعد البناء إلزامي بموجب
قانون البناء الوطني ،فآليات اإلنفاذ إما غائبة تماما وإما غير فعالة ...فبالكاد تجرى أي عمليات لتفتيش مواقع البناء بغية التأكد من أن
التشييد يتبع مواصفات التصميم ،وبالتالي مواصفات قواعد البناء .وقد أدى ذلك إلى امتثال محدود ومشتت لقواعد العزل الحراري
وغيرها من قواعد البناء .وأظهر مسح أجري في عام 2015أن 23في المائة من المساكن األردنية معزول حراريا بالبوليستيرين أو
البوليوريثان أو الصوف الصخري ...وأن أقل من 9في المائة من هذه المساكن يمتثل للقواعد المنصوص عليها"ج.
المصادر:
أ.Dref, 2018 .
ب.Regional Center for Renewable Energy and Energy Efficiency, 2015 .
ج.Al-Hinti and Al-Sallami, 2017 .
21
واحد ،وهو أن تكون المركبات المستعملة المستوردة قد وخلصت الدراسة أيضا إلى أن القواعد التنظيمية
صنعت بعد عام .301974ومع أن دوال عربية عديدة القائمة "إما قد اعتمدت منذ فترة غير بعيدة ،وإما
أصدرت منذ ذلك الحين تشريعات جديدة بشأن لم توضع قيد التنفيذ؛ وأن السلطات لم تعتمد ال تدابير
السيارات المشتراة حديثا ،ال تزال الفجوات كثيرة. التنفيذ الضرورية وال ما يقابلها من قواعد لإلنفاذ".27
وقد أشارت األمم المتحدة في هذا السياق إلى أنه كذلك ،أشارت الدراسة إلى ما يلي:
"ليس من المستهجن في البلدان النامية أن أكثر من
70في المائة من مركبات التحميل الخفيفة ال تتلقى ينشط تجار كثيرون ،وخصوصا المستوردون
صيانة دورية ،وال تخضع الختبارات تشخيصية ،وأن غير النظاميين ،في سوق وحدات تكييف
معدل أعمارها يبلغ حوالي 15سنة".31 الهواء ،وذلك على حساب الجودة .وقد شجعهم
على ذلك قصور الضوابط المفروضة على
وبما أن قطاع النقل يستهلك حصة كبيرة من الوقود، النوعية والكمية والمنفذة عند الحدود بين
يشكل غياب قواعد تنظيمية ومعايير متعلقة البلدان .وحين تبلغ تلك الوحدات السوق،
باالستهالك المقتصد للوقود مصدرا رئيسا للهشاشة ال يتخذ عند نقاط البيع إال القليل من التدابير
في مجال الطاقة في البلدان العربية .وعلى الرغم من للتأكد من حسن أدائها وإلعطاء المستهلكين
تزايد وتيرة اإلصالحات والتغييرات التنظيمية في ضمانات بشأن كفاءتها.28
السنوات األخيرة ،ما زالت المركبات الموجودة في
المنطقة العربية تشكل عبئا كبيرا. (ب) كفاءة استخدام الطاقة في قطاع النقل
.3البنى األساسية للنقل العام يواجه قطاع النقل في المنطقة العربية تحديات
متوازية في مجالي استخدام الوقود وتحقيق كفاءة
إن كفاءة البنى األساسية للنقل عنصر رئيسي آخر استخدام الطاقة .فإضافة إلى القيود المتعددة التي
في إدارة الطلب على الطاقة في قطاع النقل .وتوجد تفرضها البنى األساسية القائمة والتي تحد من كفاءة
خصائص مشتركة عديدة بين قطاعات النقل في استخدام الطاقة (انظر الفصل األول ،الجزء باء،)3-
البلدان العربية ،منها (أ) ارتفاع معدالت استخدام تأخر عدد كبير من البلدان العربية في إصدار قواعد
المركبات الخاصة ،ومرده إلى غياب خدمات النقل تنظيمية خاصة بالكفاءة ،مثل وضع حد أدنى من
العام؛ (ب) االعتماد الشديد على النقل البري (بما في المعايير لضمان االستهالك المقتصد للوقود.
ذلك لغايات تجارية) ،نتيجة لعدم وجود خطوط سكك
حديدية تربط بين مختلف أنحاء البلد أو عربات الترام وخلص تقرير أصدرته األمم المتحدة في عام 2009إلى
أو أنظمة المترو داخل المدن؛ (ج) اكتظاظ المناطق أن المعايير البيئية والقواعد التنظيمية المتصلة بقطاع
الحضرية ،بسبب عدم تطوير البنى األساسية للطرق النقل إما غير موجودة أصال في معظم البلدان العربية،
وعدم إيجاد حلول لمواقف السيارات وغياب النقل وإما غير منفذة بالمستوى الكافي .29ومع أن متطلبات
العام؛ (د) تزايد درجة االعتماد على الوقود السائل في استيراد المركبات تتباين من بلد عربي إلى آخر ،فهي
قطاع النقل ،بالرغم من توفر إمكانيات هامة ولكن ضعيفة على العموم .ففي وقت إعداد ذلك التقرير في
غير مستغلة بالقدر الكافي لتسيير هذا القطاع عام ،2011لم تكن أية قيود تفرض على االستيراد في
بالكهرباء ،ال سيما في النقل العام (السكك الحديدية، البحرين والمغرب واإلمارات العربية المتحدة .في
وعربات الترام ،والمترو ،والحافالت العامة).32 المقابل ،اكتفت المملكة العربية السعودية بفرض متطلب
22
النقل األساسية من إمكانية التنقل ،خصوصا في (أ) كفاءة البنى األساسية للنقل عنصر رئيسي آخر
األحوال المناخية الشديدة .ويؤكد بحث أجراه في إدارة الطلب على الطاقة في قطاع النقل
المنتدى العربي للبيئة والتنمية وجهة النظر هذه:
إن عدم القدرة على الوصول إلى بنى أساسية
على الرغم من أن السياسات والتدابير المتوخاة للنقل العام تكون آمنة وفعالة ومتاحة إلى الحد
من جانب البلدان العربية تهدف ،إلى حد ما ،إلى الكافي هو ،أوال وقبل أي شيء ،شاغل إنمائي .فغياب
إنشاء نظم نقل مستدامة ،...يستمر القصور في وسائل النقل الكافية يعيق التنمية ،ويحرم أكثر
مجاالت رئيسية ،هي تردي خدمات النقل في الناس فقرا ،الذين ال يستطيعون تحمل تكلفة
المدن ،كما يدل عليه عدم كفاية وسائل النقل وسائل النقل الشخصي ،من القدرة على التنقل.
العام الجماعي ،واالزدحام ،وسوء نوعية الهواء؛ والنساء واألطفال هم أكثر من يعوقهم هذا القصور،
والوصول المحدود إلى المناطق الريفية؛ ألن النقص الشديد في النقل اآلمن والميسور
ومفاقمة انبعاثات غازات الدفيئة ][...؛ التكلفة سيمنعهم من الوصول إلى التعليم والرعاية
وقلة التدفقات التجارية بسبب عدم كفاءة الصحية والعمل.
نظم النقل.35
وقد وصف تقرير للبنك الدولي صدر في عام 2010
ويدل النقص في وسائل النقل العام الكافية والجيدة البنى األساسية لقطاع النقل في الشرق األوسط
على ارتفاع معدل استخدام وسائل النقل اآللية في وشمال أفريقيا بأنها قاصرة وال تستطيع دعم تحديث
البلدان العربية بوتيرة متسارعة .ويعتمد عدد كبير من االقتصادات ونموها .وأشار إلى تفاوتات كبرى في
الناس على المركبات المنخفضة التكلفة ،كونها وسيلة فعالية البنى األساسية للنقل بين المناطق الحضرية
النقل الموثوقة الوحيدة .إال أن هذا االتجاه يربط كال والريفية ،ووجود قيود متعددة على النقل بين بلدان
من النشاط االقتصادي وازدياد عدد السكان بتوفر المنطقة .وتضاف إلى كل هذا مشكلة االزدحام الكبير
أنماط النقل الخاص :فالنمو االقتصادي يقضي بأن المتفاقمة باستمرار في معظم المناطق الحضرية
يحتاج عدد متزايد من األشخاص الذين لديهم الكبيرة .33وخلصت دراسة أجرتها اإلسكوا في عام
وظائف إلى عدد متزايد من السيارات .ويؤدي ذلك 2018إلى استنتاجات مماثلة ،وأشارت إلى ضعف
إلى استهالك قدر من الوقود يفوق ما يستهلكه ركاب خطوط السكك الحديدية وتقادمها (بمتوسط 7
وسائل النقل العام ،كالحافالت وشبكات الترام وسكة كيلومترات لكل 100,000نسمة في المنطقة العربية،
الحديد .ويسفر غياب شبكات سكة الحديد الفعالة مقارنة بمتوسط 42كيلومترا لكل شخص في االتحاد
أيضا عن زيادة االعتماد على مركبات النقل الثقيل األوروبي ،و 71كيلومترا لكل شخص في الواليات
لتحميل السلع التجارية والصناعية ،ما يؤدي بدوره المتحدة ،ومتوسط عالمي يبلغ 15كيلومترا لكل
إلى زيادة غير بسيطة في استهالك الوقود لغايات شخص) .كما أشارت الدراسة إلى ضعف البنى
النقل .وقدر برنامج األمم المتحدة للمستوطنات األساسية للطرق وانخفاض مستوى التكامل بين
البشرية عدد المركبات اآللية في المنطقة العربية بنحو البلدان العربية.34
26.7مليون في عام ،362008بينما قدرت المنظمة
الدولية لصانعي المركبات عددها بنحو 46.5مليون وفي المناطق الريفية ،ال سيما في البلدان التي يكثر
في عام ،372015أي بزيادة نسبتها 75في المائة فيها عدد سكان األرياف ،مثل مصر والمغرب واليمن،
تقريبا في غضون سبع سنوات. يحد سوء حال شبكات الطرق وعدم كفاية خدمات
23
خاصة لكل شخصين ،وهو أعلى معدل في المنطقة ويعود معظم هذا النمو إلى عدد المركبات الخاصة.
وأحد أعلى المعدالت في العالم.39 فوفقا للبيانات المحدودة المتوفرة من البنك
الدولي ،ازداد عدد المركبات المسجلة لكل ألف
ويظهر الشكل 9معدل تغطية سكة الحديد لكل شخص خالل الفترة 2010-2003بنسب تتراوح
100,000نسمة في المنطقة العربية .والمعدل بين 25و 33في المائة في بلدان كمصر وتونس
األعلى هو في تونس ،تليها موريتانيا ،ثم السودان، والجزائر والكويت ،وبنسبة هائلة بلغت 65في
فالجمهورية العربية السورية ،فالجزائر .ويقع معظم المائة في األردن ،بينما تضاعف العدد خالل الفترة
هذه البلدان في الشريحة الدنيا من البلدان المتوسطة نفسها في الجمهورية العربية السورية .38وإذا
الدخل ،ما يدل على أن مستويات الدخل ال تعكس ما ترجمت هذه األرقام إلى حيثيات سنوية،
بالضرورة مدى تطور البنى األساسية لسكك الحديد. تبلغ معدالت النمو نسبا تتراوح بين 4و 8في
ويالحظ أن بلدانا مرتفعة الدخل في المنطقة، المائة (الشكل .)8وتشوب ثغرات كبيرة بيانات
كالبحرين والكويت وقطر واإلمارات العربية المتحدة، البلدان العربية األخرى ،في حين لم تصدر بيانات
ليس لديها بنى أساسية لسكك الحديد أصال .ويدل عن البنك الدولي منذ عام .2010وقد بلغت
هذا بدوره على أن النقل فيها بري بمعظمه ،وأن كثافة المركبات في دبي ،مثال 540 ،مركبة لكل
المجال متاح لتطوير سكك الحديد في المنطقة. ألف شخص في عام ،2015أي بمعدل سيارة
إن إدارة المعلومات وتحفيز المستهلكين عامالن .4حفظ الطاقة والوعي البيئي
حاسمان في تحديث أداء الطاقة في أي اقتصاد.
والوفورات الناجمة عن ازدياد كفاءة استخدام الطاقة أدى التطور االجتماعي واالقتصادي السريع
ال تتراكم إال على األمدين المتوسط والطويل؛ أما في الذي شهدته المنطقة العربية في العقود الثالثة
بداية األمر ،فهي تتطلب استثمارات كبرى .وقد يؤدي الماضية إلى زيادة استهالك الطاقة .غير أن ذلك
اعتماد حلول الطاقة البديلة ،كألواح الطاقة الشمسية لم يقترن بتطور في الوعي العام بشأن الحاجة
المركبة على أسطح المباني ربطا بالشبكة والمعزولة، إلى ترشيد استخدام الطاقة .وال يمكن تعميم
إلى نتائج إيجابية اقتصاديا .إال أن التوصل إلى هذه ثقافة ترشيد الطاقة تلقائيا ،إذ يتوقف ذلك على
النتائج يتطلب بداية االستثمار في الطاقة .والوعي عوامل متضافرة ،منها التعليم والحصول على
بأهمية هذا االستثمار ومنافعه لم يصبح بعد اتجاها المعلومات والحوافز التنظيمية .ونشوء هذه
سائدا في المنطقة العربية .ومن الضرورة بمكان أيضا الثقافة ليس رهنا بتوفر اإلمكانات المالية فقط،
رعاية وتشجيع الدعم المنطلق من القاعدة لالستخدام إذ قد ال يستدعي أحيانا إال تغيرا في سلوكيات
المستدام للموارد الطبيعية .فهذا الدعم يعطي زخما الناس .ويصبح توفر الموارد المالية أمرا ضروريا
لسياسات قد تنطوي على تكاليف إضافية تجعلها غير عندما يرغب مستخدمو الطاقة في االستثمار في
مرغوبة لدى عامة الناس ،مثل استخدام المعدات ذات كفاءة استخدام الطاقة ،ولكن من منظور الثقافة،
الحد األدنى من األداء وتعديل أسعار الطاقة والمياه. وعندما يقتنعون بأن ترشيد استخدام الطاقة
والوعي البيئي يصبان في المصلحة العامة،
وفي بعض أكبر بلدان المنطقة إنتاجا للطاقة ،حيث إذ يسهمان في نظافة الهواء والطاقة وحماية
ال يشكل انخفاض دخل األسر المعيشية مشكلة كبرى، البيئة وإدارة التلوث ،وبأن هذه القضايا هي أولوية
يتمثل العائق األكبر في اقتران غياب الوعي بشأن اقتصادية واجتماعية وليست مجرد ترف ال مجال
هذه الثقافة بغياب الحوافز االقتصادية نتيجة لتدني له في البلدان العربية.
25
وتعكس أنماط االستخدام تجاهال لمشاكل مثل تكلفة الطاقة .ويسود في بعض البلدان اعتقاد بأن
هدر الموارد ،وهي مشاكل قد تتفاقم عن غير قصد الطاقة المنخفضة السعر إنما هي حق للمواطن
بسبب نقص المعلومات الالزمة وقلة الوعي .ونتيجة منذ الوالدة.
لغياب الوعي بشأن الوفورات الطويلة األجل التي
يحتمل أن تنتج من استخدام مواد البناء العالية وهيئات حماية المستهلكين الفعالة والمستقلة شبه
الجودة أو تغيير أنماط االستخدام ،قد تتكبد غائبة في المنطقة العربية ،وذلك نتيجة للقيود األوسع
األسر تكاليف باهظة وفي كثير من األحيان نطاقا المفروضة على الحيز المتاح للمجتمع المدني
غير ضرورية .فضعف تصميم المباني يؤدي إلى ووسائل اإلعالم المستقلة في العديد من البلدان
برودة المنازل في الشتاء واحترارها في الصيف، العربية .وفي هذا السياق ،تظهر الفجوة اآلخذة
ما يؤدي بدوره إلى تراكم تكاليف باهظة من جراء في االتساع بين التقدم المحرز في بعض المجاالت
استخدام الكهرباء والمياه ،حتى وإن كان استخدام كالتعليم والرعاية الصحية والحصول على
التكنولوجيا محصورا بآليات تسخين المياه ووحدات التكنولوجيا ،من ناحية ،وكفاءة إدارة الطلب على
تكييف الهواء .وغالبا ما يقترن ذلك بعدم إيالء الطاقة من ناحية ثانية.
الحكومات والمجتمع المدني األولوية لمجاالت مهمة
كترشيد استخدام المياه وحماية البيئة وإدارة التلوث. اإلطار .2أمثلة على نماذج اجتماعية ترمي إلى
وهذا هو الحال حتى في البلدان المرتفعة الدخل ترشيد استخدام الطاقة من خالل تغير السلوكيات
التي تنعم بموارد مالية وافرة ،ما يؤكد على الحاجة
إن نشر ثقافة الحفاظ على الطاقة وتعزيز الوعي البيئي
إلى نشر الوعي ،والتثقيف ،ووضع قواعد تنظيمية
يخدمان المصالح المختلفة لألفراد والشركات والمجتمع،
أكثر كفاءة ،وتحديد األولويات على نحو أفضل من ما يتيح تقديم دعم من القاعدة إلى القمة لمؤازرة وضع
قبل السلطات. التشريعات الالزمة من جانب واضعي السياسات .وقد
يشمل هذا الدعم:
بذل جهود بسيطة من أجل الحد من هدر الطاقة .على •
والغياب الصارخ لثقافة الحفاظ على الطاقة في
سبيل المثال ،يمكن التقليل من حاالت فتح أبواب
العديد من البلدان العربية مصدر بالغ األهمية من ونوافذ المباني العامة لدى تشغيل نظم تكييف الهواء؛
مصادر الهشاشة في استدامة استخدام الطاقة على وتعديل درجات حرارة الغرف المكيفة؛ وتنفيذ حد أدنى
من اآلليات لسد النوافذ واألبواب ،بغية الحد من تبادل
األمد البعيد .وللقوانين والقواعد التنظيمية وخطط
الحرارة أو الهواء البارد مع المحيط الخارجي للمبنى؛
التحفيز التي تضعها الحكومات دور حاسم في إحداث تعزيز النظرة اإليجابية إزاء استخدام وسائل النقل •
تغيير في عادات الناس االستهالكية .ولكن ،حتى هذه البديلة ،حتى بين العاملين في الوظائف المرتفعة
الدخل ،للتشجيع على استخدام وسائل النقل العام بدال
اإلجراءات والتدابير لن تقطع إال شوطا محدودا
من السيارات الخاصة للتنقل إلى العمل؛
دون توفر دعم عام وتغير سلوكيات المستهلكين توجيه المستهلكين الختيار المنتجات "الخضراء" بدال •
ومقاولي المباني العامة .كذلك ،يشكل غياب الضغط من المنتجات التقليدية؛
تعزيز الذكاء االقتصادي ،بطرق منها االستثمار في •
الشعبي لتطبيق تلك التدابير ،نتيجة لالعتقاد السائد
األلواح الشمسية المركبة على أسطح المباني واعتماد
بأن القوانين الداعمة لالستخدام المستدام للطاقة حلول تكنولوجية في المنازل تنطوي على وفورات
تتعارض مع المصلحة العامة القصيرة األمد ،عائقا مالية على المدى المتوسط؛
تعزيز الوعي بشأن الدور اإليجابي للبيئة الطبيعية ،ونقاء •
كبيرا أمام مساعي واضعي السياسات .ولذلك ،يمكن
الهواء والمياه ،وحماية األرض والبحر لألجيال المقبلة؛
تصنيف قلة الوعي ،ومعه شح المعلومات المتاحة تعزيز الوعي بشأن تغير المناخ والدمار البيئي •
للعموم وغياب ثقافة الحفاظ على الموارد الطبيعية، واالستهالك المفرط للموارد الطبيعية.
26
مصادر بديلة للطاقة ،خصوصا الطاقة المتجددة ،هو كمصادر للهشاشة في مجال الطاقة لطالما تم تجاهلها
من سمات االقتصادات العربية بشتى أنواعها ،سواء في المنطقة العربية.
أكانت مصدرة للطاقة أو مستوردة لها ،مع استثناءات
قليلة في البلدان ذات الموارد الوافرة الكهرومائية،
مثل مصر والعراق والمغرب والسودان. جيم .االعتماد الشديد على الوقود
األحفوري
وتثير التكلفة المتزايدة الستهالك الهيدروكربون
تساؤالت حول القدرة على تحمل كلفة واستدامة .1الوقود األحفوري كجزء من المزيج
المزيج الحالي للطاقة .حيث أن استمرار هذا المزيج اإلقليمي للطاقة
يتطلب إما استيراد كميات متزايدة باستمرار من
مصادر الطاقة القابلة للنفاد من األسواق الدولية، تعتمد اقتصادات المنطقة العربية اعتمادا مطلقا على
وإما تقليل إمدادات الهيدروكربون المتوفرة للتصدير. الوقود األحفوري بوصفه مصدرا إلمدادات الطاقة
ويسهم عدم تنويع مزيج الطاقة في المنطقة أيضا في المحلية ،ومصدرا لإليرادات في البلدان المنتجة للنفط
ارتفاع بصمة الكربون ،في وقت تفقد فيه البلدان والغاز .وأكثر من 95في المائة من إمدادات الطاقة
العربية الفرص المتاحة لالستفادة من االبتكارات اإلقليمية مستمدة من النفط والغاز الطبيعي فقط،
التكنولوجية والتطور في مجال الطاقة النظيفة، ما يجعل المنطقة العربية أكثر مناطق العالم اعتمادا
رغم ما تختزنه المنطقة من إمكانات هائلة. على الوقود األحفوري (الشكل .)10وإن عدم وجود
الشكل .10استهالك الطاقة المستمدة من الوقود األحفوري حسب المناطق في العالم2014 ،
(كنسبة مئوية من إجمالي اإلمدادات األولية بالطاقة)
الشكل .11السعة المركبة لتوليد الكهرباء حسب المصدر في المنطقة العربية2017 ،
اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي ،وأكثر من .2تصدير الوقود األحفوري
80في المائة من عائدات التصدير في المملكة العربية كمصدر لإليرادات
السعودية والكويت وقطر (الشكل .40)12
إضافة إلى إمداد أسواق الطاقة المحلية في المنطقة
يمثل هذا المستوى من االعتماد على الوقود األحفوري العربية بالطاقة ،يستمر الوقود األحفوري في توليد
كمصدر للطاقة واإليرادات وجها أساسيا من أوجه إيرادات ضخمة للبلدان المنتجة للنفط والغاز ،التي
الهشاشة االقتصادية والمالية والبيئية في المنطقة يسيطر عليها قطاع الهيدروكربونات في معظم
العربية .وتبحث الفقرات أدناه بمزيد من التفاصيل في الحاالت .وتمثل صادرات النفط والغاز ما بين 65
هذا االعتماد الشديد على الوقود األحفوري في المنطقة. و 90في المائة تقريبا من اإليرادات الحكومية في
28
أما البلدان المصدرة للوقود األحفوري ،فتواجه (أ) التقلبات المالية والتنويع االقتصادي
تحديات هي على طرف النقيض .فاعتماد سالمتها
المالية المفرط على الوقود األحفوري يجعلها رهينة تترتب على اعتماد المنطقة الشديد على الوقود
تقلبات شديدة في تدفق اإليرادات تحددها األسواق األحفوري فواتير مالية باهظة .وبالنسبة إلى البلدان
الخارجية .وبما أن حصة كبيرة من قدرة هذه البلدان المستوردة الصافية للطاقة ،كاألردن والمغرب وتونس،
على توليد اإليرادات تعتمد على األسواق الخارجية، يكاد الوقود األحفوري يمثل كامل إمداداتها المحلية
فهي شديدة الهشاشة أمام تقلبات سعر النفط، من الطاقة .فاألردن والمغرب يعتمدان على الواردات
إضافة إلى الديناميات الخارجية التي تؤثر في لتغطية أكثر من 90في المائة من احتياجاتهما من
األسواق االستهالكية ،كفترات االنكماش االقتصادي الطاقة ،كما تحتل الطاقة نسبا تتراوح بين 15و18
والتحوالت الهيكلية بعيدا عن استخدام الوقود في المائة من إنفاقهما السنوي على الواردات ،أو
األحفوري .وبالتالي ،أصبحت التقلبات في أسعار ما يعادل حوالي ثلث عجزهما التجاري السنوي.
النفط الدولية عوامل رئيسية تحدد نفقات هذه وبالتالي ،ترهق واردات الطاقة الموارد المالية
الحكومات في الميزانية وتؤثر ،بالتالي ،على واحتياطيات العمالت األجنبية ،ألن أسواق الطاقة
القطاعات غير الهيدروكربونية أيضا. الدولية عادة ما تستخدم العمالت األجنبية .ويتغير
29
الجدول .2الموازين التجارية للطاقة في الحسابات الجارية للبلدان العربية المستوردة الصافية للطاقة
الميزان
حصة الواردات من الحصة من إجمالي إجمالي اإلنفاق الجاري
التجاري
السنة إجمالي إمدادات اإلنفاق الجاري على على واردات الطاقة
*
(مليار دوالر
الطاقة (نسبة مئوية) الواردات (نسبة مئوية) (مليار دوالر أمريكي)
أمريكي)
الشكل .13واردات المغرب حسب نوع السلعة( 2017-2000 ،مليار دوالر أمريكي)
كبيرة من الناتج المحلي اإلجمالي للبلدان العربية الشكل .14أسعار النفط التي تحقق تعادال بين التكلفة
الكبرى المصدرة للنفط والغاز أيضا (الشكل .)12 والربح في بعض البلدان العربية المنتجة للنفط
بل وتحدد عائدات تصدير الوقود األحفوري مستويات (بالدوالر األمريكي للبرميل)
الدخل الحكومي ،وبالتالي القدرة على االستثمار في
عدد من القطاعات غير النفطية .ويعني هذا أن فترات
طويلة من تدني األسعار العالمية للنفط تترجم في تلك
البلدان إلى فترات طويلة من انخفاض النمو أو الركود
االقتصادي .ولم يكن للتنويع االقتصادي على مدى
العقود القليلة الماضية سوى تأثير محدود على
هشاشة هذه االقتصادات أمام تقلبات أسعار النفط
الدولية .41على سبيل المثال ،كان النمو االقتصادي
الذي حققته اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي
في عام 2016هو األبطأ منذ عدة سنوات ،وذلك
كنتيجة مباشرة لتراجع أسعار الطاقة العالمية.42
الشكل .16العائدات المتوقعة للحكومة المركزية في اإلمارات العربية المتحدة كنسبة مئوية
من الناتج المحلي اإلجمالي( 2022-2014 ،متوقعة)
الدولة تغطية الفرق بين أسعار األسواق الدولية ( )1زيادة االعتماد على الواردات
وأسعار المبيعات المحلية.
لقد كانت لالعتماد المفرط على النفط والغاز في
والمنتجات النفطية مثال واضح على أن االعتماد على إمدادات الطاقة المحلية تداعيات تمثلت في زيادة
الواردات قد تزايد في العديد من البلدان العربية، استيراد الطاقة مع تنامي الطلب عليها في المنطقة
بموازاة تنامي الطلب في قطاعات أساسية تشمل العربية .وينطبق هذا الحال ليس على مستوردي
النقل والصناعة .فالعديد من البلدان العربية ،بما فيها الطاقة التقليديين في المنطقة فقط ،بل أيضا على
تلك المنتجة للنفط ،لديها قدراتها الخاصة للتكرير، أعداد متزايدة من البلدان المصدرة الصافية للوقود
إال أنها تفضل شراء المنتجات النفطية من األسواق األحفوري .43ويفاقم هذا التنامي في استيراد الطاقة
العالمية .على سبيل المثال ،تضاعف إجمالي واردات هشاشة البلدان أمام صدمات اإلمدادات الخارجية،
مصر من المنتجات النفطية خالل الفترة 2016-2010 ويزيد تأثرها بالتقلبات المالية في حركات أسعار
وحدها ،األمر الذي حول بلدا كان في الماضي مصدرا الطاقة في األسواق العالمية .ويعزى ذلك إلى أن
صافيا للنفط إلى سوق مستوردة كبيرة للمنتجات واردات الطاقة عادة ما تمثل جزءا كبيرا من قيمة
النفطية في المنطقة (الشكل .)17وإذا اقترن تثبيت االستيراد في البلدان المستوردة الصافية .وتؤدي
األسعار المحلية للوقود بارتفاع في مستوى االستيراد، زيادة واردات الطاقة إلى معضالت مالية في البلدان
فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى خسائر كبيرة تتكبدها ذات أسعار الطاقة المحلية المنظمة ،إذ يجب على
32
بالغاز ،كبلدان المشرق وبعض بلدان المغرب العربي ،فقد إما شركات توزيع الوقود ،وإما الحكومة المركزية من
القت صعوبات في تلبية احتياجاتها من الغاز الطبيعي، خالل دعم الوقود الذي يؤدي ،بدوره ،إلى تقليص
وذلك نتيجة القتران غياب البنى األساسية بصمت الموارد المالية المتاحة ألوجه أخرى من اإلنفاق .إال أن
سياسي حيال استيراد الغاز. العكس كان صحيحا في حالة المغرب ،مع أنه بلد
يدفع فيه المستهلكون أسعار السوق مقابل الوقود.
والعرض هو ما يدفع استهالك الغاز في المنطقة العربية. فقد انطلقت موجات احتجاج ودعوات في وسائل
ولذلك ،ينبغي النظر إلى النمو الحالي في الطلب على التواصل االجتماعي إلى مقاطعة شركات توزيع
الغاز بأنه دون اإلمكانيات الفعلية لالستهالك .وقد الوقود ،بعد أن أظهرت تقارير أن شركات توزيع الوقود
تسببت إمدادات الغاز غير الكافية في تقييد وتأخير لم تستجب النخفاض األسعار العالمية للنفط الخام
44
التحول إلى استخدامه كوقود لتوليد الكهرباء ،ألن على نحو يعود بالفائدة على المستهلكين النهائيين .
واردات الغاز تتزايد بسرعة لدى المستوردين الجدد في
اللحظة التي يؤمنون فيها مصدرا لإلمداد ،كخطوط غير أن النمو األشد إبهارا في واردات المنطقة من
األنابيب أو الغاز الطبيعي المسيل .وأحرزت دول الخليج الطاقة سجل في قطاع الغاز الطبيعي .فقد استبدل
أسرع نمو في استيراد الغاز الطبيعي ،حيث دفع الطلب النفط بالغاز الطبيعي األقل تكلفة واألعلى كفاءة لتوليد
المتزايد على الطاقة ،إلى جانب إنتاجها البطيء للغاز، الطاقة وفي الصناعات ،ما أدى إلى زيادة الطلب على
كال من الكويت وعمان واإلمارات العربية المتحدة إلى الغاز ،حتى في البلدان المنتجة للوقود األحفوري.45
استيراد الغاز عن طريق خطوط األنابيب أو الغاز ونظرا لبطء انطالق القدرات اإلنتاجية الجديدة هذه،
الطبيعي المسيل (الشكل ،)18مع أن هذه البلدان كلها تحولت بلدان عربية منتجة للغاز إلى مستوردة له،
منتجة للغاز الطبيعي. بل وأصبح بعضها مستوردا صافيا .أما األسواق الفقيرة
الخليجي ،وأول دولة عربية تحولت من مصدر صاف بلغ عدد البلدان العربية المستوردة للنفط تسعة في عام
إلى مستورد صاف للغاز الطبيعي ،وال تزال لغاية ،2016بزيادة تبلغ أكثر من الضعف عما كانت عليه قبل
اليوم .وقد أطلقت قطر واإلمارات العربية المتحدة، عشر سنوات .46وقد تحول األردن والكويت والمغرب
في عام ،2008خط غاز الدولفين ،وهو أنجح خط غاز واإلمارات العربية المتحدة إلى استيراد الغاز خالل
بيني في المنطقة حتى اآلن .وتحولت اإلمارات العقد األول من القرن الحالي .أما تونس ،فقد بدأت
العربية المتحدة على إثره إلى مستورد صاف من باالستيراد مبكرا ،منذ تسعينات القرن الماضي .وكانت
خالل خط أنابيب الغاز ،لتضاف إليه الحقا إمدادات بلدان كلبنان ودولة فلسطين والجمهورية العربية
أكثر مرونة من الغاز الطبيعي المسيل .وليست السورية لتشكل أسواقا كبيرة للغاز الطبيعي لو لم يحل
اإلمارات العربية المتحدة من صغار منتجي الغاز ،بل دون ذلك غياب خيارات االستيراد نتيجة للبنى
إنها تختزن سابع أكبر مخزون عالمي من الغاز وتنتج األساسية لالستيراد (خطوط األنابيب القائمة مع البلدان
نحو 63مليار متر مكعب في السنة .ولكن احتياجاتها الموردة ،أو محطات إعادة تحويل الغاز الطبيعي
من الغاز الطبيعي ال يلبيها اإلنتاج المحلي فحسب.47 المسيل) .وفي حالتي الجمهورية العربية السورية ودولة
واستيراد الغاز هو حل مجد اقتصاديا لنقص الغاز في فلسطين ،يعزى ذلك إلى الظروف السياسية الناجمة عن
البلد ،وهو يضمن االلتزام بالعقود المبرمة مسبقا استمرار النزاعات .أما في لبنان ،فمن شأن تطوير موارد
لتصدير الغاز الطبيعي المسيل من ناحية ،وتصدير الغاز إتاحة نشوء سوق محلية للطاقة.
النفط األعلى قيمة من ناحية أخرى بدال من حرقه
لتوليد الكهرباء محليا كما هو الحال في المملكة واإلمارات العربية المتحدة هي أول اقتصاد تحول إلى
العربية السعودية المجاورة. استيراد الغاز من بين اقتصادات دول مجلس التعاون
34
الشكل .20صادرات وواردات دولة اإلمارات العربية وليست اإلمارات العربية المتحدة الدولة الوحيدة في
المتحدة من الغاز الطبيعي (مليار متر مكعب) مجلس التعاون الخليجي التي تشهد هذا الوضع.
فالكويت المجاورة لها ،على الرغم من أن احتياطي
الغاز فيها يعادل هذا االحتياطي في النرويج ،قد
تحولت إلى استيراد الغاز الطبيعي المسيل في عام
2010بسبب تشرذم اإلنتاج فيها .وتستمر عمان في
استيراد كميات صغيرة من الغاز الطبيعي خالل أشهر
الصيف ،من خالل تمديدات من خط غاز الدولفين من
قطر ،وهي تدرس منذ سنوات عدة إمكانية استيراد
الغاز من إيران .48وتبحث البحرين ،49ومؤخرا المملكة
العربية السعودية ،في استيراد الغاز الطبيعي المسيل
المصدرCEDIGAZ, the International Association for Natural : للتعويض عن النقص في اإلنتاج المحلي.50
.Gas, n.d.
ومصر هي أحدث البلدان العربية تحوال إلى استيراد
والقلق بشأن زيادة االستيراد يقابله احتمال قوي بأن الغاز الطبيعي .وقد كانت في األصل من أول البلدان
يقوض تزايد الطلب المحلي على الغاز الطبيعي القدرة المصدرة للغاز في المنطقة العربية .إال أن الطلب
على التصدير في المستقبل ،كما حدث في مصر. المتزايد على الغاز ومحدودية نمو اإلنتاج منذ العقد
األول من القرن الحادي والعشرين ،حوال في غضون
( )2تآكل إمكانات تصدير الوقود األحفوري سنوات قليلة البلد إلى ثاني أكبر مستورد للغاز في
المنطقة ،بعد اإلمارات العربية المتحدة .وفي حين
إن الطلب غير المضبوط على الطاقة ،مقترنا باالعتماد بعثت االكتشافات األخيرة للغاز في مصر على التفاؤل
المستمر على النفط والغاز كالمصدرين الوحيدين بشأن قدرتها على إمداد سوق الطاقة المحلية السريعة
لتلبية هذا الطلب ،يهدد قدرة منتجي الوقود التنامي ،فتلبية االحتياجات الطويلة األجل في معظم
األحفوري على الحفاظ على قدرتهم التصديرية، الدول العربية تستلزم زيادة الواردات.
ما يحتمل أن يؤدي إلى آثار هائلة على اإليرادات
المالية .ومن األمثلة على ذلك واقع المملكة العربية الشكل .19صادرات وواردات مصر من الغاز الطبيعي
السعودية ،حيث ما برحت جهات مسؤولة في قطاع (مليار متر مكعب)
الطاقة تعبر بصراحة عن الحاجة إلى تغيير طريقة
عمل الدولة في استخدامها للطاقة .ففي عام ،2010
حذر خالد الفالح ،المدير التنفيذي السابق لشركة النفط
الوطنية السعودية (آرامكو) ،والذي يشغل اليوم
منصب وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية ،علنا
أنه ما لم يحرز تقدم في خفض الطلب على الطاقة أو
في تنويع مصادر إمدادات الطاقة ،فستسجل قدرة
المملكة العربية السعودية على تصدير النفط الخام المصدرCEDIGAZ, the International Association for Natural :
تراجعا حادا بحلول أواخر عشرينات القرن الحادي .Gas, n.d.
35
المنطقة العربية ،وبعدم اإلبالغ عنه ،ما يعني والعشرين .51كذلك ،أشارت دراسة أجراها معهد
أن أية تدابير لم تتخذ بعد للتصدي له .ومن التداعيات Chattam Houseفي عام 2011إلى أن االستمرار
الطويلة األجل لهذا الوضع تكبد تكاليف هائلة في اتباع النهج المعتادة في استهالك الطاقة من شأنه
محتملة نتيجة لتدهور الصحة العامة وعالج أن يحد من قدرة المملكة على التصدير في غضون
المصابين بأمراض الجهاز التنفسي .يضاف إلى ذلك عقد من الزمن .ويشكل هذا االحتمال مصدر قلق لبلد
تدهور نوعية الحياة ،حتى في أكثر بلدان المنطقة تعتمد 80في المائة من إيراداته الحكومية على
ثراء ،نتيجة للتلوث .وحتى اآلن ،لم تضع أي دولة عائدات النفط .52وكما تبين سابقا ،تقوضت القدرة
عربية استراتيجيات مخصصة لتقييم تلوث الهواء على تصدير الغاز الطبيعي في عدد من البلدان التي
ومكافحته بشكل منهجي ،وذلك مثال عن طريق لطالما كانت تصدر الغاز ،ومنها مصر وعمان واإلمارات
فرض ضوابط إلزامية أكثر صرامة للحد من التلوث، العربية المتحدة وكذلك الجمهورية العربية السورية
واستخدام معدات لتصفية االنبعاثات في القطاعات، قبل اندالع النزاع فيها.
وتقديم حوافز كي يتحول قسم من أسطول المركبات
إلى استخدام الغاز الطبيعي كوقود.54 ( )3زيادة تلوث الهواء وانبعاثات
والبصمة الكربونية
إضافة إلى تلوث الهواء ،ساهم اعتماد االقتصادات
العربية الشديد على الوقود األحفوري في زيادة ال يزال تلوث الهواء ،بحد ذاته ،مصدرا آخر للقلق
البصمة الكربونية في المنطقة العربية .وفي حين الشديد ،وإن كان ال يعترف بمدى خطورته في
يعتبر إجمالي االنبعاثات في المنطقة العربية قليال المنطقة العربية ،وال تتخذ أية تدابير على مستوى
مقارنة بما هو عليه في االقتصادات الصناعية السياسات لمعالجته .ويقاس معدل التعرض السنوي
الكبيرة ،تصدر المنطقة حوالي 5في المائة من لتلوث الهواء بمستويات الجسيمات الدقيقة التي
االنبعاثات العالمية لغازات الدفيئة ،كما تتسع تولدها في الهواء العواصف الرملية والمركبات
البصمة الكربونية في بلدانها بوتيرة متسارعة. اآللية وعمليات التصنيع .وفي جميع البلدان
وأكثر البلدان استهالكا للطاقة في المنطقة هي العربية بال استثناء ،تجاوز هذا المعدل المتوسط
مصر والمملكة العربية السعودية واإلمارات العالمي الذي توصي به إرشادات منظمة الصحة
العربية المتحدة ،التي تصدر وحدها أكثر من العالمية (الشكل .)21والمناطق الحضرية ملوثة
55
نصف إجمالي االنبعاثات من المنطقة العربية . بشكل خاص بسبب كثافة حركة مرور المركبات.
وقد شكل نمو الطلب على الطاقة في اقتصادات وحسب البيانات المتاحة بشأن آخر نطاق زمني
دول مجلس التعاون الخليجي محركا رئيسيا ( ،)2014-2012صنفت الرياض والجبيل والدمام
لتنامي إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بالسعودية من بين المدن العشرين األكثر تلوثا في
في المنطقة العربية على مدار العقود الثالثة العالم من حيث تلوث الجسيمات الدقيقة.53
الماضية (الشكل .)22ونتيجة لذلك ،أصبحت
المنطقة العربية ثالث أسرع مناطق العالم نموا إن هذه النتائج مقلقة للغاية ،وتزداد خطورة نظرا إلى
كمصدر إقليمي النبعاثات غازات الدفيئة ،بعد أن الثغرات في البيانات تشي بعدم تقييم التلوث
بلدان جنوب وشرق آسيا. الشديد للهواء الذي تعاني منه نسبة كبيرة من سكان
36
ويعزى ذلك إلى أسباب عدة ،منها االعتماد جسيمية قطرها أقل من
ْ الشكل .21تلوث الهواء بمواد
الشديد على الوقود األحفوري في توليد الطاقة؛ ( 2.5المتوسط السنوي بالميكروغرام لكل متر مكعب)
والزيادة المتسارعة في توليد الكهرباء؛ والتركيز (القيمة الموصى بها على األمد البعيد حسب إرشادات
على الصناعات الكثيفة االستهالك للطاقة؛ واإلفراط منظمة الصحة العالمية = 10ميكروغرام للمتر المكعب)
في استهالك الوقود المستخدم في النقل .وعلى
أساس نصيب الفرد من انبعاثات ثاني أكسيد
الكربون ،تحل اقتصادات دول مجلس التعاون
الخليجي في صدارة البلدان المصدرة لهذه
االنبعاثات ،متصدرة دوال صناعية كبرى مثل
الواليات المتحدة واليابان (الشكل .)23ويعكس
هذا الواقع إفراطا في استهالك الطاقة والوقود
األحفوري في قطاعاتها مقارنة بعدد سكانها
الصغير .والمملكة العربية السعودية ،من حيث
القيمة المطلقة ،هي من البلدان العشرة األكثر
إصدارا النبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم،
بحصة بلغت 1.4في المائة من االنبعاثات العالمية
في عام .2014 المصدر.World Bank, 2018a :
الشكل .22النمو السنوي النبعاثات ثاني أكسيد الكربون( 2014-1990 ،نسبة مئوية)
الشكل .23النمو السنوي النبعاثات ثاني أكسيد الكربون في بلدان مختارة( 2014-1990 ،نسبة مئوية)
الشكل .24انبعاثات ثاني أكسيد الكربون( 2014-1990 ،طن متري للفرد الواحد)
وأعالي وادي النيل ،واألنحاء الغربية والوسطى إن المنطقة العربية شديدة التأثر بتداعيات تغير
في شبه الجزيرة العربية .57وتشير التوقعات المناخ .وقد أشار المجلس الوزاري العربي للمياه،
حتى نهاية القرن إلى اتجاه نحو تناقص كبير ومجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة،
في معدالت تساقط األمطار في كافة أنحاء واللجنة العربية الدائمة لألرصاد الجوية ،واآلليات
المنطقة العربية ،على الرغم من التوقعات بأن الحكومية الدولية المسؤولة عن الزراعة والصحة إلى
تشهد مناطق محدودة تزايدا في حدة هطول أن تغير المناخ تحد ينبغي التصدي له في إطار الجهود
األمطار وحجمها.58 اإلقليمية والوطنية لتحقيق التنمية المستدامة .وصدر
التقرير األول المتعلق بتقييم تغير المناخ في المنطقة
وسيؤدي االستمرار في التغاضي عن التهديدات العربية في عام ،2017وذلك في إطار المبادرة
المتصلة بتغير المناخ إلى تداعيات جسيمة على اإلقليمية المشتركة بين األمم المتحدة وجامعة الدول
المنطقة العربية ،وإلى أعباء طويلة األمد ستلحق العربية لتقييم أثر تغير المناخ على الموارد المائية
أضرارا بالنظم اإليكولوجية وتفاقم تأثر المنطقة وقابلية تأثر القطاعات االجتماعية واالقتصادية
الشديد ليس باضطراب إمدادات الطاقة فقط، في المنطقة العربية (ريكار) .وأشار هذا التقرير
بل أيضا بغياب االستقرار السياسي ،وعدم سالمة إلى ما يلي:
الغذاء والمياه ،وانتشار األراضي غير الصالحة
لعيش اإلنسان. في السنوات األخيرة ،أسفرت درجات الحرارة
المتطرفة والسيول الشديدة في المنطقة،
بشكل متكرر ،عن أخطار متنوعة بسبب أحوال
دال .تفاوت في مستويات الحصول الطقس والمناخ ،مثل موجات الحر والجفاف؛
على الطاقة والفيضانات؛ واألعاصير؛ والعواصف الرملية
والترابية .وأصبحت هذه الظواهر الطبيعية
بذلت جهود جبارة على نطاق المنطقة العربية أكثر تواترا وحدة ،مخلفة عواقب جسيمة
لتيسير حصول جميع المواطنين على الطاقة. وواسعة النطاق على األوضاع االقتصادية
وقدر تقرير إطار التتبع العالمي للطاقة المستدامة واالجتماعية في مناطق عديدة .والجفاف هو
قدرة المواطنين على الحصول على الكهرباء أكثر األخطار المناخية انتشارا؛ وآثاره على
بنحو 90في المائة في عام ،2016وعلى وقود الطهي سبل العيش شديدة وتتسبب بأكبر نسبة
النظيف بنحو 86في المائة ،مقابل حصول شامل على خسائر في األرواح .ومن تبعات الجفاف أيضا
الكهرباء في دول مجلس التعاون الخليجي وشبه انحسار إمدادات المياه ،وخسارة المحاصيل،
شامل في بلدان المشرق والمغرب العربي .59وهذه ونفوق المواشي ،وكلها تهدد األمن الغذائي
القدرة على الحصول على خدمات الطاقة الحديثة وتسبب سوء التغذية على نطاق واسع في
هي سمة تتميز بها المنطقة العربية دون سواها من غالبية األحيان.56
المناطق النامية.
وتشير التوقعات المناخية في المنطقة العربية
ومع ذلك ،ما زالت ثغرات كبيرة تشوب القدرة إلى أن أكبر زيادات في متوسط معدالت
على الحصول على الطاقة الحديثة في البلدان درجات الحرارة ستسجل في المناطق
العربية األقل نموا .كما أن جودة خدمات الطاقة، غير الساحلية ،بما يشمل المغرب العربي،
39
الكهرباء وغيرها من خدمات الطاقة األساسية ال سيما الكهرباء ،تتفاوت بين البلدان .وأدت النزاعات
بصورة أثرت على أعداد متزايدة من الناس. السياسية إلى خسارة الماليين من الناس قدرتهم على
وغالبا ما تتخذ هذه اإلجراءات من دون استكمالها الحصول على الطاقة اآلمنة ،ال سيما في العراق وليبيا
بتدابير لتحسين شبكات األمان االجتماعي ،وهو أمر ودولة فلسطين والجمهورية العربية السورية واليمن.
ستكون له تداعيات على معدالت الحصول على كذلك ،أدى إصالح أسعار الطاقة ورفع الدعم عن
الطاقة لم تتضح بعد. الطاقة في عدد من البلدان العربية إلى رفع تكاليف
ال يزال حصول الجميع على الكهرباء غير مكتمل في المنطقة العربية ،على الرغم من التقدم الباهر المحرز في إمداد هذه المنطقة
بالكهرباء .وتقدر اإلسكوا أن حوالي 35.2مليون شخص ،يقيم معظمهم في موريتانيا والسودان واليمن ،كانوا غير مزودين
بالكهرباء في المنطقة في عام ( 2016الشكالن ألف وباء) .ونظرا لصعوبة جمع بيانات دقيقة عن الحصول على مصادر الطاقة
في البلدان المتأثرة بالنزاع ،من المحتمل أن تكون هذه األرقام قاصرة عن إظهار حقيقة تعذر الحصول على الكهرباء أو سالمته
في عدد من هذه البلدان .وفي البلدان التي ال تتوفر فيها الكهرباء بشكل كامل ،ال تزال التفاوتات واسعة بين المناطق الحضرية
والريفية من حيث إتاحة خدمات الكهرباء .مثال ،تسجل مناطق ريفية عديدة بأنها متصلة بهذه الخدمات؛ لكن لربما يكون عدد
محدود فقط من األسر المعيشية قادرا على الحصول عليها.
الشكل ألف .حصة السكان الذين يحصلون على الكهرباء في المنطقة العربية( 2016 ،نسبة مئوية)
الشكل باء .عدد السكان الذين يفتقرون إلى إمكانية الحصول على الكهرباء في المنطقة العربية،
( 2016مليون نسمة)
تواجه أنحاء عديدة في المنطقة العربية مشكلة أخرى تتمثل في انقطاع التيار الكهربائي أو تردي جودة إمدادات الكهرباء.
ويمكن لعوامل عدة أن تؤدي إلى تقنين التيار الكهربائي ،أو قطعه على نحو متعمد أو حتى من دون تصميم .وترتبط هذه
العوامل عادة بالقدرة غير الكافية على توليد الكهرباء من أجل التزويد بالتيار الالزم لحمل الذروة؛ وبالقيود المفروضة على
قدرات البنى األساسية لنقل الكهرباء وتوزيعها؛ وأعمال الصيانة واإلصالح؛ واألضرار الالحقة بالبنى األساسية لنقل الكهرباء
وتوزيعها من جراء الحوادث أو أعمال التخريب أو األعمال اإلرهابية أو النزاعات المسلحةأ .كما أن الكثير من حلول النظم
الكهربائية المعزولة عن الشبكة وحلول الشبكات الصغيرة ،في المناطق الريفية خصوصا ،مصمم في الغالب لإلمداد بالكهرباء
لساعات قليلة في اليوم فقطب .وقد أفضى تصاعد النزاعات السياسية في المنطقة خالل السنوات األخيرة إلى تفاقم هذه
المشكلة ،وهو ما لم تعكسه البيانات الحديثة بالقدر الكافي بعد.
وكشفت بيانات مسح أجراه البنك الدولي أن نسبة فاقت 50في المائة من المؤسسات التجارية في منطقة الشرق األوسط
وشمال أفريقيا أبلغت عن انقطاع في خدمات الكهرباء خالل السنوات األخيرةج .وفي مصر ،أبلغت نسبة 80في المائة من
المؤسسات التجارية انقطاعا في التيار الكهربائي خالل عام ،2013مقابل حوالي 38في المائة في .2016وبلغت هذه النسبة
73في المائة في دولة فلسطين ( ،)2013و 77في المائة في العراق ( ،)2011وأكثر من 95في المائة في كل من لبنان واليمن
()2013د .وتتسبب حاالت انقطاع التيار الكهربائي وتقنينه بتحديات كبرى يعاني منها الجميع ،بمن فيهم السكان الذين يحصلون
على إمدادات الكهرباء النظامية .وتسفر هذه الحاالت أيضا عن تكاليف إضافية ناتجة من اقتناء المولدات الكهربائية االحتياطية
وشراء الوقود لتشغيلها ،وذلك لتجنب تداعيات االنقطاع المتواتر للكهرباء على الحياة اليومية والنشاط االقتصادي.
وفي البلدان المتأثرة بالنزاع ،قام بعض األطراف المتنازعة باستغالل انقطاع التيار الكهربائي .ففي عام ،2007على سبيل المثال،
عزلت مجموعات مسلحة في محافظات العراق الجنوبية ،منها البصرة والديوانية والناصرية ،مصانع توليد الكهرباء الموجودة في تلك
المحافظات عن الشبكة الوطنية ،بغية إتاحة تلك الخدمات إلى المؤيدين لها حصرا دون سواهمھ .وارتكبت في السنوات األخيرة
أعمال تخريب وهجمات إرهابية على البنى األساسية للطاقة في مصر والعراقو وليبياز والجمهورية العربية السوريةح واليمنط.
المصادر:
.El-Katiri, 2014a أ.
ب .المرجع نفسه.
ج .World Bank, 2018b .يجمع البنك الدولي بيانات المسوح من مؤسسات تجارية في المنطقة .ولربما تغطي هذه البيانات أنواعا معينة من
المؤسسات والبلدان أكثر من غيرها.
د.Glanz and Farrell, 2007 .
ھ .المرجع نفسه.
و.Slav, 2018 .
ز.Reuters, 2015 .
ح.BBC News, 2016 .
ط.Reuters, 2013 .
41
في التخفيف من الفقر وتفاقم الهشاشة في يشكل تعذر الحصول على مصادر الطاقة الحديثة ،أو
مجال الطاقة. عدم توفر اإلمكانات المالية الالزمة للحصول عليها،
تحديا كبيرا طويل األجل أمام التنمية االجتماعية
كذلك ،من دون مشاركة النساء بكامل طاقاتهن واالقتصادية في األقاليم الطرفية في المنطقة
كمنتجات وموردات وصانعات قرار في قطاع الطاقة، العربية .فالحصول اآلمن على الطاقة عامل حاسم في
لن تستغل هذه الطاقات كما يجب .وعليه ،فقد أصبح تحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية األساسية،
تمكين النساء والرجال من المشاركة على قدم بما في ذلك األمن الغذائي؛ والوصول اآلمن إلى المياه
المساواة ضروريا للتصدي للهشاشة التي تشوب قطاع النظيفة والصرف الصحي ،والخدمات الصحية،
الطاقة في المنطقة. والتعليم ،والتواصل.
ويسفر الوصول غير اآلمن إلى مصادر الطاقة عن ومن جراء تعذر الحصول على مصادر الطاقة الحديثة،
تدمير للبيئة ،غالبا ما يتجلى من خالل سوء إدارة تتفاقم معدالت الفقر المدقع ،ما قد يؤثر على النساء
المياه والموارد الطبيعية وإزالة الغابات ،إذ يستعين أكثر من غيرهن ،ال سيما في المناطق الريفية وشبه
الناس بالمصادر التقليدية للطاقة ،على غرار الكتلة الحضرية .وعادة ما تلقى على عاتق النساء والفتيات
الحيوية ،األمر الذي يزيد من الهشاشة في مجال مسؤولية تجميع المصادر التقليدية للطاقة ،كالحطب،
الطاقة .ويستعرض القسم اآلتي ما يلي( :أ) عدم ما يقلل من الوقت المتاح لهن لتحصيل العلم أو
اكتمال الحصول على مصادر الطاقة الحديثة في مزاولة عمل مدفوع األجر .وكثيرا ما يتعرضن تعرضا
البلدان األقل نموا في المنطقة؛ (ب) تعذر الحصول مباشرا لآلثار الصحية السلبية الناجمة عن إحراق
على مصادر الطاقة الحديثة في البلدان المتأثرة مصادر رديئة للطاقة ،كالكيروسين والنفايات المنزلية،
بالنزاع؛ (ج) عوامل الخطر التي تتهدد الوصول اآلمن عند قيامهن بالطهي داخل المنازل .كذلك ،ال تتاح
إلى مصادر الطاقة الميسورة التكلفة في الدول للنساء الفرص نفسها التي يحظى بها غيرهن للوصول
العربية األخرى. إلى األراضي والقروض والمعلومات الضرورية
لالستفادة من الفرص المتاحة لتحسين الحصول
.1الحصول على مصادر الطاقة في البلدان على الطاقة وتوليد الدخل من مزاولة أعمال تجارية
العربية األقل نموا صغيرة جدا .ويحول هذا الوضع دون إحراز أي تقدم
من شأنه التخفيف من حدة الفقر في البلدان العربية،
على الرغم من تحسن معدالت الحصول على الطاقة بما فيها تلك المتأثرة بالنزاع ،كاليمن الذي تزداد فيه
الحديثة في البلدان العربية األقل نموا ،ال يزال كل من أعداد األسر المعيشية التي ترأسها النساء ،وذلك من
السودان وموريتانيا واليمن يواجه الفجوات األكبر في جراء الحروب.60
الحصول على مصادر الطاقة في المنطقة العربية.
وتشير تقارير إلى أن تركيز استثمارات البلدان النامية
(أ) السودان في خدمات الطاقة المتصلة بأنشطة اإلنتاج (التي
يسود افتراض بأن الرجال هم من يضطلعون بها)
يضم السودان أكبر نسبة من السكان الذين يفتقرون يؤدي إلى إهمال احتياجات األسر المعيشية الريفية.
إلى القدرة على الحصول على الكهرباء ووقود الطهي وقد أدى ذلك إلى وضع سياسات ال تكتفي بالتمييز
النظيف في المنطقة العربية .ويبلغ عدد السكان الذين على أساس النوع االجتماعي ،بل تفتقر إلى الكفاءة
42
الكثيرة خالل السنوات المقبلة .وتسعى الحكومة يتعذر عليهم الحصول على خدمات الكهرباء أكثر من
الموريتانية إلى توفير الكهرباء لنحو 40في المائة من 24مليونا (الشكل باء) .وتقتصر نسبة من يحصلون
المجتمعات المحلية الريفية بحلول عام ،2020وذلك على هذه الخدمات على 39في المائة من إجمالي
من خالل إتاحة مجموعة من الحلول الموصولة بالشبكة السكان ،مقابل 22في المائة في المناطق الريفية.
والمعزولة عنها.67 أما نسبة السكان الذين يستخدمون وقود الطهي
النظيف ،فتبلغ 41في المائة .61وال يزال سكان
(ج) اليمن األرياف في السودان ،بمعظمهم ،معزولين عن مصادر
الطاقة الحديثة ،ما يجعل االستثمار في ضمان
يواجه اليمن تحديات مماثلة .فقد بلغ معدل إمداد هذا الوصول اآلمن إلى الكهرباء أولوية إنمائية ملحة.
البلد بالكهرباء 72في المائة في عام ،2016ومعدل
الحصول على تكنولوجيا وقود الطهي النظيف 65في ويؤثر تردي خدمات الكهرباء على المنازل والشركات
المائة ،مقابل معدالت أدنى بكثير في المناطق الريفية في المدن كذلك :فحوالي 94في المائة من
التي تشمل معظم أنحاء جنوب اليمن سابقا .68وتعود المؤسسات التجارية السودانية أبلغت عن انقطاعات
مشاكل الحصول على الطاقة في اليمن إلى ما قبل منتظمة في التيار الكهربائي ،بمعدل ال يقل عادة عن
النزاع الحالي بفترة طويلة ،ما يدل على وجود ثغرات ثالثة أيام في الشهر .62ويعاني هذا البلد من نزاعات
مزمنة تحول دون تنمية بعض المناطق منذ عقود سياسية منذ عقود .وقد أسفر استفتاء نظم في عام
طويلة .وال شك في أن ذلك قد أسهم في تأجيج حالة 2011عن انفصال الجنوب ونشوء دولتين منفصلتين.
الحرب وعدم االستقرار السياسي التي يعاني منها وساعد إصالح أسعار الوقود والكهرباء في عام 2016
اليمن اليوم. على تخفيض العجز المالي الكبير الذي كان البلد يعاني
منه63؛ غير أن ارتفاع أسعار المستهلكين أثر على
وفي عام ،2005أجرت األمم المتحدة مسحا شامال إمكانية الحصول على خدمات الطاقة وكذلك على
لالستخدام المنزلي للطاقة في اليمن ،وخلصت إلى االستقرار السياسي.64
وجود تباين واسع بين المناطق كانت له تداعيات
كبرى على مستويات الفقر والحصول على المرافق (ب) موريتانيا
الصحية والتعليم .ويتجلى فقر الطاقة في اليمن من
خالل اضطرار النساء واألطفال ،في العديد من تسجل موريتانيا إحدى أدنى معدالت الحصول على
المناطق الريفية ،إلى قضاء فترات طويلة من الوقت الكهرباء في المنطقة العربية .فنسبة األسر المعيشية
كل يوم وهم يجمعون الحطب بدال من الذهاب إلى القادرة على الحصول على الكهرباء لم تتجاوز 42في
المدرسة أو العمل .كما تقضي النساء الكثير من الوقت المائة في عام ،2016في حين بلغ معدل إمداد األرياف
في غرف سيئة التهوية وهن يستخدمن وقودا رديء بالكهرباء 2.3في المائة .65وتبلغ نسبة تتجاوز 90في
النوعية ،كالكتلة األحيائية التقليدية والكيروسين، المائة من الشركات عن انقطاع في التيار الكهربائي
ألغراض الطهي .69وقد أبلغت 93في المائة من بمعدل خمسة أيام في الشهر .66وعلى الرغم من الجهود
المؤسسات التجارية اليمنية عن انقطاع في التيار المستمرة التي تبذلها الحكومة الموريتانية لزيادة إنتاج
الكهربائي بمعدل 38مرة في الشهر .70وأشار كثيرون الطاقة وتعزيز فرص الحصول عليها من خالل استخدام
إلى تردي جودة خدمات الكهرباء ،حتى في حاالت مصادر الطاقة المتجددة ،من غير المرجح أن تتقلص
الوصل بالشبكة وتسديد ما يستحق من رسوم مقابلها. الفجوة بين المراكز الحضرية القليلة والمناطق الريفية
43
في الخدمات األساسية كإمدادات المياه والكهرباء. .2فقدان القدرة على الحصول على الطاقة
وأثر مرور عقد ونيف من عدم االستقرار السياسي من جراء النزاع وعدم االستقرار السياسي
على األداء االقتصادي للبلد وبناه األساسية وقدراته
المؤسساتية .ويواجه قطاع الطاقة في العراق النزاع السياسي وعدم االستقرار عامالن ال يقفان عند
تحديات متعددة متوازية ،منها نقص في االستثمار، حدود البلدان العربية األقل نموا .وقد اتسعت رقعتهما
وتعقيد في البيئة القانونية ،وافتقار إلى السياسات في المنطقة خالل السنوات األخيرة تحت وطأة
الطويلة األمد .ويعتبر تقييم بيئة االستثمار أن عدم النزاعات المستمرة في العراق وليبيا والجمهورية
توفر الكهرباء هو أحد العقبات الرئيسية أمام تنمية العربية السورية واليمن ،ونزاعات أخرى طال أمدها
القطاع الخاص في العراق ،إضافة إلى قضايا كعدم مثل النزاع في دولة فلسطين .وأدت الحاالت المطولة
االستقرار السياسي والفساد وعدم القدرة على من عدم االستقرار إلى تدمير القدرة على الحصول
الحصول على التمويل.73 على الطاقة ،وتقويض جودة الخدمات في عدد من
البلدان العربية .فقد تعاقبت سنوات تخللها نقص في
ويقترن تدهور خدمات الطاقة – الذي أفضى إلى االستثمارات ،وزيادة في األضرار الالحقة بالبنى
تردي خدمات الطاقة المتاحة للعديد من العراقيين أو األساسية وسلطة الدولة .وأسفر ذلك عن تفاقم
حرمهم منها – بهدر موارد الطاقة على نحو مثير هشاشة ماليين األشخاص الذين يتعذر عليهم
للقلق .فالعراق رابع أكبر بلد في العالم من حيث إحراق الحصول على خدمات الطاقة في المنطقة .71وتخلق
الغاز ،على الرغم من أنه يعاني من نقص في الغاز هذه األوضاع تحديات إنسانية مضاعفة ،منها ضعف
الطبيعي .ويصف البنك الدولي وضع قطاع الطاقة في القدرة على الحصول على الخدمات الصحية والصرف
العراق على النحو التالي: الصحي والتعليم .وإن تدمير البنى األساسية ،كالطرق
ومحطات توليد الطاقة وشبكات النقل والمنشآت
نظرا إلى أن العراق ال يحتبس الغاز الناتج من الصناعية والمساكن ،مؤشر على أن النزاعات الحالية
عملية اإلحراق الستخدامه في إنتاج الكهرباء، ستخلف على العوامل االجتماعية واالقتصادية آثارا
يتألف أكثر من 50في المائة من الوقود ستستمر لسنوات عديدة قادمة.
المستخدم لتشغيل تربينات الغاز من الديزل
والنفط الخام والوقود النفطي الثقيل ،وكلفتها (أ) العراق
أعلى من الغاز الطبيعي ،عالوة على أنها تتسبب
بتدهور أداء معدات التوليد ومدة فعاليتها. مر العراق بعقود عديدة من النزاع وعدم االستقرار
ونتيجة لذلك ،يعتمد البلد الغني بموارد الطاقة السياسي .إال أن ظهور الجماعات المتطرفة العديدة،
على أنواع وقود مكلفة ومستوردة إلنتاج وما تلى ذلك من قتال بين األطراف الداخلية والجهات
الكهرباء ،ما يكبده 8-6مليار دوالر في السنة. الفاعلة الخارجية أدى إلى اتساع دائرة األضرار.
وإحراق الغاز ليس مكلفا ومهدرا للطاقة فقط. وقدرت مفوضية األمم المتحدة السامية لشؤون
فاستخدام أنواع الوقود البديلة (الديزل الالجئين أن أكثر من 2.1مليون شخص كانوا ال يزالون
والوقود النفطي الثقيل) يولد ملوثات محلية مشردين داخل العراق بحلول أيار/مايو ،2018وأن
وانبعاثات غازات الدفيئة أكبر حجما من تلك أكثر من 360,000منهم يقيمون في مستوطنات
التي يولدها الغاز.74 مؤقتة .72وعلى مر السنين ،شهد العراق تدهورا كبيرا
44
ضيقة ،هذا إن وجدت .77وقد وصف المفوض السامي وإدارة موارد النفط والغاز الطبيعي بفعالية أكبر،
للمفوضية فيليبو غراندي أوضاع الجمهورية العربية عن طريق الحد من حرق الغازات واستبدال
السورية بأنها" :أكبر أزمة إنسانية وأزمة الجئين المنتجات النفطية في عمليات توليد الكهرباء،
نواجهها في عصرنا" .78ورغم قلة البيانات أو من شأنها أن تؤدي إلى وفورات كبيرة في الميزانية
المعلومات عن الحصول على الطاقة ،من الواضح أن الوطنية ولفائدة مستهلكي الطاقة ،وخصوصا إذا
الحصول على الطاقة غير مضمون بالنسبة إلى نسبة رافق استبدال أنواع الوقود تحديث مواز للشبكة،
كبيرة من هؤالء السكان. واحتواء لما يعتقد أنه هدر كبير في اإلنفاق على
البنى االساسية .75وخلص البنك الدولي إلى التالي:
(ج) اليمن
من شأن تحسين تقديم الخدمات العامة أن
أدى تصاعد حدة النزاع في اليمن ،الذي يعاني يعزز أواصر الثقة بين المواطنين والدولة
منذ ما قبل اندالع النزاع من صعوبات مزمنة في وشرعية الدولة .وقد شهد العراقيون تدهورا
الحصول على مصادر الطاقة الحديثة ،إلى تفاقم حادا في معظم الخدمات األساسية من
هذه الصعوبات (انظر النقاش في الفصل األول، كهرباء ومياه وصرف صحي وصحة وتعليم
القسم دال .)1-وقد أسفر النزاع المسلح والتدخالت ونقل ،واألسوأ أنهم شهدوا تدهورا كبيرا
العسكرية الخارجية عن دمار البنى األساسية، في األمن.76
وتهجير عدد كبير من السكان الذين آل بهم الحال
إلى العيش في ظروف غير مستقرة تفتقر إلى والعراق مثال على اآلثار المدمرة التي يخلفها النزاع
مقومات البقاء .وتقدر المفوضية أنه في مطلع عام على التخطيط المستدام لقطاع الطاقة وتوفير
،2018بلغ عدد اليمنيين المحتاجين إلى المساعدة خدمات الطاقة ،وهي آثار تحول دون إحراز تقدم في
22.2مليون شخص ،أو 80في المائة من السكان، جميع القطاعات األخرى.
وأن مليوني شخص بينما نزحوا داخليا ،في حين
اضطر مليون آخرون إلى الفرار إلى البلدان (ب) الجمهورية العربية السورية
المجاورة .79وقد ألحق ذلك آثارا مدمرة بالمجتمع
واالقتصاد ككل (اإلطار .)4 تشهد الجمهورية العربية السورية أوضاعا أسوأ من
العراق .فبحلول آذار/مارس ،2018قدرت مفوضية
كذلك ،أدى إغالق موانئ اليمن في العامين 2017 األمم المتحدة لشؤون الالجئين أن نحو 13.1مليون
و 2018إلى نقص في الوقود والمياه والكهرباء شخص ،أو 70في المائة تقريبا من السكان ،كانوا
وارتفاع حاد في أسعار الغذاء والوقود ،ما دفع بهيئات بحاجة إلى المساعدات .وأن عدد النازحين داخليا بلغ
المعونة الدولية إلى الدعوة إلى إنهاء الحصار ،من أجل 6.1مليون شخص ،بينما كان 2.98مليون شخص
إنقاذ اليمن من أزمة وشيكة في المياه والصحة سببها يقيمون في مناطق محاصرة يصعب الوصول إليها،
نقص الوقود.80 بحيث أصبحت إمكانية اتصالهم بالعالم الخارجي
45
اإلطار .4النزاع ،وفقدان القدرة على الحصول على مصادر الطاقة الحديثة ،وقضايا المرأة في اليمن
في عام ،2016أشارت دراسة تتضمن مسحا لألسر المعيشية أجري أثناء النزاع في اليمن إلى اآلثار المدمرة التي ألحقتها الحرب
بالقدرة على الحصول على الكهرباء ،وبالتالي باألحوال المعيشية للسكان عموما .ولفتت الدراسة إلى انخفاض نسبة الحصول
على الكهرباء من 84في المائة قبل األزمة ،إلى 61في المائة في وقت إجراء المسح .وقد أفاد 74في المائة من األسر المعيشية
أن الكهرباء كانت متاحة لفترة تتراوح بين 5ساعات و 12ساعة في اليوم.
وأشارت نساء شاركن في حلقات نقاش إلى التداعيات السلبية العديدة الناجمة عن االنقطاع المتكرر في التيار الكهربائي
واالفتقار إلى الكهرباء عموما ،ومنها:
عدم القدرة على حفظ األطعمة واألدوية بالتبريد لفترات طويلة ،مع ما لذلك من ضرر على الصحة؛ •
هشاشة الحالة األمنية وتفاقمها بسبب نقص اإلضاءة ،ما زاد من مخاطر العنف القائم على نوع الجنس؛ •
تداعيات النزاع على قدرة األطفال على متابعة الدراسة؛ •
انهيار بعض المؤسسات التجارية ،كتلك التي تعتمد على التبريد. •
وأثر النقص في وقود الطهي وارتفاع تكاليف الوقود بشدة على دخل األسر المعيشية ،وأجبرا العديد منها على تخصيص أجزاء
كبيرة من دخلها لشراء الغاز .وأدى استبدال الحطب بالغاز ،على حد قول المشاركات ،إلى احتدام المنافسة على الموارد
الشحيحة في األصل ،ما أسفر عن تفاقم النزاع بين اليمنيين النازحين داخليا والمجتمعات المحلية المضيفة لهم.
وأعربت المشاركات عن قلقهن إزاء العواقب المتوقعة الستمرار قطع األشجار بالمعدالت الحالية ،وإزاء خطر اندالع الحرائق.
وما برحت النساء الحوامل والمرضعات ،ومعهن أوالدهن ،الفئة األكثر تضررا من جراء نقص الوقود ،ال سيما النازحات داخليا
اللواتي يلذن بالمالجئ المؤقتة ،مثل األكواخ والخيم .وغالبا ما يدفع الفقر المدقع األسر المعيشية إلى حرق المواد البالستيكية
من أجل الطهي ،وهو أمر تنتج منه مخاطر صحية كبرى.
وخالل فترة النزاع ،أصبحت مهمة جمع الوقود ،التي درجت العادة على أن يضطلع بها الرجال ،مهمة تتوالها النساء والفتيات
بشكل رئيسي .وقد عرضهن ذلك لمضايقات لفظية ،وعنف قائم على نوع الجنس ،وعواقب وخيمة على صحتهن ،مثل
اإلجهاض ،نتيجة لحملهن أوزانا ثقيلة .كما أن الوقت الذي كان بإمكانهن تخصيصه للتعلم ومزاولة أعمال مدرة للدخل ،هدر في
جمع الوقود.
المصدر.Oxfam International, 2016 :
( 248,000الجئ) .82وتأوي المنطقة أيضا حوالي (د) لبنان واألردن وغيرهما من البلدان المجاورة
2.18مليون الجئ فلسطيني في األردن ،و460,000
الجئ فلسطيني في لبنان .83وفي العراق عدد كبير لقد امتدت تداعيات النزاعات الدائرة في الجمهورية
من السكان النازحين داخليا (انظر أعاله) .كما تنتشر العربية السورية والعراق على البلدان المجاورة لهما.
جالية عراقية منذ سنوات طويلة في الشتات، ومنذ اندالع األزمة السورية في عام ،2011اضطر
وخصوصا في األردن ،بفعل حربين خاضهما البلد. 5.4مليون شخص إلى الفرار التماسا للسالمة في
وتحول تحديات كبيرة دون إتاحة خدمات أساسية، لبنان وتركيا واألردن وبلدان أبعد منها أيضا .81وتأوي
مثل الصرف الصحي والكهرباء ،للمجتمعات المحلية تركيا العدد األكبر من الالجئين السوريين (حوالي
المضيفة لالجئين السوريين المتدفقين بأعداد 3.55مليون الجئ في نهاية آذار/مارس في عام
كبيرة .وتفيد مفوضية األمم المتحدة لشؤون ،)2018يتبعها لبنان ( 991,000الجئ سوري مسجل)،
الالجئين بالتالي: ثم األردن ( 659,000الجئ) ،وأخيرا العراق
46
والطلب المتزايد عليها يحدان من قدرة المرفق إن الحياة في لبنان صراع يومي من أجل البقاء
الوطني ،أي شركة كهرباء لبنان ،على تلبية بالنسبة ألكثر من مليون الجئ سوري مواردهم
الطلب على الكهرباء ...وما برحت الجهود تبذل المالية معدومة أو ضئيلة .ويعيش حوالي 70
لتحسين هذا الوضع ،من خالل إعادة تأهيل في المائة منهم دون خط الفقر .ونتيجة لعدم
بعض محطات توليد الكهرباء وصنادل التوليد توفر مخيمات نظامية لالجئين ،يتوزع
المستأجرة التي من شأنها أن تزيد القدرة على السوريون على أكثر من 2,100مجتمع وموقع
توليد الكهرباء بما يقارب 440ميغاواطا .إال أن حضري وريفي ،وغالبا ما يتشاركون مع اسر
انقطاع التيار الكهربائي استمر على حاله في الجئة أخرى مساكن أساسية صغيرة سرعان
جميع أنحاء البلد ،ألن القدرات اإلضافية ما تصبح مكتظة بساكنيها.84
المتوفرة قابلها طلب إضافي في صفوف
النازحين السوريين على الكهرباء.86 ووفقا للمفوضية ،يواجه األردن تحديات مماثلة:
وفي أواخر حزيران/يونيو ،2015وضع لبنان حدا في األردن اليوم أكثر من 655,000رجل
العتماده سياسة "الحدود المفتوحة" التي دامت أربع وامرأة وطفل عالق في المنفى .ويعيش حوالي
سنوات .فبحلول هذا التاريخ ،كانت قدرته على 80في المائة من هؤالء خارج المخيمات،
استيعاب مزيد من الالجئين قد استنفدت ،علما أنه مقابل أكثر من 139,000شخص يتخذون من
يأوي الجئين بلغ عدد المسجلين منهم لدى مفوضية مخيمي الزعتري واألزرق مالذا لهم .وقد وصل
األمم المتحدة لشؤون الالجئين 1,174,830الجئا، العديد من الالجئين إلى األردن وفي جعبتهم
أي حوالي سدس سكان لبنان .87ويواجه األردن كذلك موارد محدودة بالكاد تغطي احتياجاتهم
ضغوطا اجتماعية واقتصادية متزايدة يتعلق بعضها األساسية .واآلن ،بات أولئك الذين استطاعوا
باحتياطي الطاقة لديها .وقد وثقت مبادرة شاتام في بادئ األمر االعتماد على مدخراتهم بحاجة
هاوس للطاقة المتحركة ما يلي: متزايدة إلى المساعدة .وتشير التقديرات
إلى أن نسبة األسر المعيشية الالجئة التي
ما من شك في أن االرتفاع األخير واألكبر في تعيش تحت خط الفقر في األردن تبلغ 93
عدد سكان األردن (تتراوح نسبته بين 7و14 في المائة.85
في المائة حسب التقديرات) والناجم عن
األزمة السورية التي اندلعت في عام 2011قد وقد فاقم ارتفاع أعداد الالجئين السوريين تحديات
زاد من الضغوط على الخدمات العامة وموارد يواجهها بالفعل توفير خدمات الطاقة الوطنية
المياه والطاقة المستنزفة في األصل .كما سجل المستقرة في بلدان مثل لبنان .وخلص تقرير مشترك
استهالك الوقود والكهرباء والمياه ارتفاعا حادا أعدته وزارة الطاقة والمياه في لبنان وبرنامج األمم
منذ عام 2011ارتفعت معه فواتير اإلعانات المتحدة اإلنمائي بشأن وضع قطاع الطاقة في لبنان
المالية الحكومية ،ما أدى بدوره إلى ارتفاع للعام 2017إلى ما يلي:
تكلفة المنافع العامة .على سبيل المثال ،كي
تتمكن المدارس الحكومية من تلبية الطلب كان لبنان قبل اندالع األزمة السورية ،وال يزال،
على مقاعدها ،يجب عليها أن تنظم دوامين، يعاني من مشاكل جسيمة ومستمرة في قطاع
وهو ما يضاعف فواتير الكهرباء والمياه على الطاقة .فالقدرة المحدودة على توليد الكهرباء
47
جسيمة باقتصادها .ففي عام ،2013واجهت غزة إحدى وزارة التعليم .ويشعر األردنيون أصحاب
أخطر أزمات الطاقة ،عندما اغلقت أنفاق اإلمداد الدخل المنخفض والمتوسط بالضغط الناتج
غير النظامية التي تصلها بمصر .وأدت هذه العملية إلى من التضخم والنقص في المساكن والبطالة،
إقفال محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة ،التي وكلها مشاكل يرون أنها تفاقمت بسبب
كانت تعتمد حصرا على الوقود المستورد عبر األنفاق الالجئين السوريين والعراقيين وتدفق وكاالت
المصرية ،ما أسفر بالتالي عن انقطاع التيار الكهربائي المساعدات الخارجية.88
لفترات تصل إلى 16ساعة يوميا ،بعدما كانت تتراوح
بين ثماني ساعات و 12ساعة يوميا .90وفي عام وتؤكد أمثلة مماثلة من األردن على التأثير المتعدد
،2013أفاد مكتب األمم المتحدة لتنسيق الشؤون الجوانب لالجئين والحتياجاتهم األساسية على
اإلنسانية بأن "أزمة الوقود (الحالية) قد فاقمت حالة النسيج االجتماعي واالقتصادي للبلد المضيف:
إنسانية هشة بالفعل وناتجة من القيود اإلسرائيلية
المفروضة منذ فترة طويلة على حركة األشخاص إن التصورات المتعلقة بفرض ضغوط إضافية
والبضائع من قطاع غزة ،وإليه ،وداخله".91 على موارد الطاقة والمياه المحدودة تؤثر على
التماسك االجتماعي .كما يشكل الضغط على
ووفقا للتقرير ،أدى نقص الوقود إلى وقف الخدمات الطاقة والمرافق العامة في المناطق الحضرية،
األساسية الذي كان يعتمد توفيرها على تشغيل حيث يقيم معظم الالجئين السوريين ،عامال
المولدات الكهربائية االحتياطية في فترات انقطاع يؤثر على العالقات بين المجتمعات المضيفة
التيار الكهربائي .92وقد تكررت هذه الحالة مرارا في والالجئين ،ويحتمل أن يؤدي إلى عالقة
السنوات األخيرة .وكان آخرها في أوائل عام ،2018 توتر بين المالك والمستأجرين على وجه
عندما اقفلت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، الخصوص.89
فأصبح سكان غزة بالكاد يحصلون على خدمة الكهرباء
أربع ساعات في اليوم ،مستوردين اإلمدادات الكهربائية ويؤكد ذلك على الصلة القوية ،ليس بين الطاقة
من إسرائيل .93وأفضى تعطيل الخدمات الكهربائية والتنمية االجتماعية واالقتصادية فحسب ،بل أيضا
إلى وقف توفير خدمات ضرورية ،بما في ذلك في بين إمدادات الطاقة اآلمنة واألمن االجتماعي،
المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس التي كانت كما يسلط الضوء على التحديات الماثلة أمام
تستعين بما لديها من احتياطي من الوقود.94 البلدان األخرى ذات نظم الطاقة غير المستدامة.
وكانت لنقص الوقود تداعيات واسعة النطاق ،منها (ھ) دولة فلسطين
وقف تقديم العناية الطبية للرضع والعناية المركزة في
المستشفيات؛ وانخفاض القدرة على التدريس والتعلم منذ عقود ،وحصول السكان على الطاقة في دولة
بسبب ضعف اإلضاءة في بعض المدارس؛ وانبعاث فلسطين ليس آمنا ،بفعل عدة عوامل متضافرة ،هي
الضجيج والدخان والروائح من المولدات الكهربائية؛ عدم القدرة على توليد الطاقة؛ وشح التمويل الالزم
والنقص في الوجبات الغذائية في المقاصف لتطوير إمكانات جديدة واالستثمار في البنى األساسية
المدرسية ،بسبب عدم توفر القدرة الكافية على تبريد للنقل والتوزيع؛ واالعتماد على إسرائيل للحصول على
األغذية؛ وشح المياه الالزمة لغسل اليدين ،بسبب شح الوقود والكهرباء .وتعاني غزة بشدة ،منذ فترة طويلة،
إمدادات المياه؛ فضال عن هالك المعدات اإللكترونية من أزمات الوقود والطاقة المتعاقبة التي ألحقت أضرارا
48
وفي السنوات األخيرة ،أدى اإلصالح في مجال دعم نتيجة لالنقطاع المتكرر للتيار الكهربائي .وبالنسبة
الطاقة ،بما في ذلك دعم الوقود المستخدم لتوليد للكثيرين ،أدى نقص الوقود إلى عدم توفر وسائل
الكهرباء وأغراض النقل ،إلى زيادة تكاليف الطاقة النقل إلى المدارس والمرافق الصحية .وأسفر
إضافة إلى غيرها من السلع والخدمات في عدد من عدم تشغيل المولدات الكهربائية أيضا عن أضرار
البلدان العربية (نظر المزيد من المعلومات في الفصل بيئية جسيمة ذات تداعيات دائمة ،ومنها الفيضانات،
الثاني القسم ألف .)1-وبالرغم من أن هذه اإلصالحات نتيجة لضخ المجاري وتفريغ 108ماليين لتر من مياه
ضرورية وأحيانا ال غنى عنها من المنظور المالي، الفضالت غير المعالجة في بحر غزة يوميا.95
فاالحتماالت قوية ألن تزيد فقر الطاقة إذا لم يحد
من آثارها .ونظرا إلى الضعف الكبير في قدرة األسر إن الظروف التي تعيشها غزة مقلقة جدا من المنظور
المنخفضة الدخل وذات الدخل المتوسط األدنى اإلنساني ،ال سيما في ظل نقص في الطاقة يؤثر بشدة
على تعديل أنماط استهالكها ،تفقد هذه األسر في على فرص التنمية االجتماعية واالقتصادية ،ويؤدي
نهاية المطاف قدرتها على الحصول على خدمات إلى أضرار بيئية جسيمة من المحتمل أن تترك آثارا
الطاقة األساسية ،كما تتضرر نواح تنموية أخرى، طويلة األمد على آفاق التنمية في دولة فلسطين.
97
مثل األمن الغذائي والتواصل مع العالم الخارجي .
وفي كثير من األحيان ،قد تكون النتيجة تراجعا .3مخاطر تفشي "فقر الطاقة" نتيجة
باتجاه استخدام مصادر الطاقة التقليدية ،وتقييدا للتكلفة غير الميسورة للطاقة
لحركة وسائل النقل .وتتحمل المرأة الوزر األكبر من
تدني دخل األسرة الناتج من ارتفاع تكاليف الطاقة، بعيدا عن القضايا المتعلقة بالحصول غير الكامل على
إذ يصعب أكثر فأكثر وصولها إلى العمل والتعليم الكهرباء ،في المنطقة العربية ،يخشى أن يقع عدد كبير
والخدمات الصحية.98 من السكان في ما يسمى فقر الطاقة ،وهو فقدان
ما يتمتعون به من قدرة على الحصول على طاقة
وتتكبد األسر ذات الدخل المتوسط األدنى ،والتي نظيفة وآمنة وميسورة التكلفة .وخدمات الطاقة
تشكل جزءا كبيرا من مجموع األسر في المنطقة ليست منخفضة التكلفة للجميع في المنطقة العربية،
العربية ،أكبر تدهور في مستويات المعيشة .فتدابير وهو ما تشير إليه تعريفات الكهرباء في الشكل 6في
التخفيف ،إن وجدت ،تستفيد منها األسر المنخفضة الفصل 1القسم باء .فمقابل الحصول على الكهرباء في
الدخل وشرائح المستخدمين ذوي الدخل األدنى في بلدان كاألردن والمغرب ودولة فلسطين وتونس ،مثال،
معظم الحاالت .ونتيجة لذلك ،تفقد األسر ذات الدخل يتكبد مستهلكو الكهرباء تكاليف تفوق ما يتكبده
المنخفض األدنى أيضا القدرة على الوصول إلى سكان البلدان األخرى في المنطقة العربية ،حتى أنهم
شبكات الرفاه العديدة المتبقية ،ما يجعل هذه الفئة في بعض الحاالت يتكلفون أكثر من مستهلكي
شديدة التأثر بالزيادات في أسعار الطاقة .وفي شرائح الكهرباء في الواليات المتحدة وأوروبا .96كذلك ،غالبا
فئات الدخل هذه بشكل خاص ،قد تتعزز احتماالت ما يكون متوسط الدخل في هذه البلدان أقل بكثير
الحراك السياسي بفعل التدهور المستمر في مستويات مما هو عليه في بلدان عربية أخرى .ويعاني السكان
المعيشة .وينطبق ذلك على اليمن ،كما سيناقش بمزيد في دولة فلسطين من مشقة كبرى نتيجة الرتفاع
من التفصيل في الفصل التالي. تكلفة الكهرباء مقابل انخفاض دخل األسر.
نظم للطاقة أكثر استدامة
ٍ نحو .2
51
األهداف حصول الجميع على خدمات الطاقة يكتسب تطوير نظم أكثر استدامة للطاقة والحد
الحديثة ،بما في ذلك الكهرباء ،في جميع أنحاء من أوجه الهشاشة في قطاع الطاقة أهمية شديدة
المنطقة العربية تقريبا ،باستثناء بعض المناطق في للمنطقة العربية ،ال سيما في تحقيق النمو في
البلدان العربية األقل نموا ،وتحقيق نمو صناعي بفضل المستقبل ،وحماية التنمية االجتماعية واالقتصادية.
توفر الوقود األحفوري المنخفض الكلفة المنتج محليا. ويمكن تطوير حلول مستدامة لمواجهة التحديات
ولكن ،ترتب على تنظيم األسعار وتخفيضها بشكل المتعددة التي تحول دون كفاءة أنماط إنتاج
مصطنع تبعات غير مقصودة عديدة ،كتشويه إشارات واستهالك الطاقة ،من خالل دراسة دقيقة لوضع
السوق ،على الرغم من الدور األساسي لهذه اإلشارات البلدان المعنية .وال بد من توفر إرادة جماعية صلبة
في ترشيد الطلب .وقد حال ذلك دون تحقيق التحول لتعزيز االستدامة وترسيخها كمعيار أساسي في
إلى تكنولوجيات أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، تطوير نظم الطاقة الوطنية .ويستعرض هذا الفصل
حيثما كان ذلك ممكنا .وفي عدد من البلدان العربية، عددا من السبل الكفيلة بمساعدة الحكومات
أدى انخفاض األسعار أيضا إلى تراكم أعباء كبيرة على والمؤسسات الصناعية ،والمؤسسات التجارية،
المالية العامة في القرن الحادي والعشرين ،ما أثر سلبا والمجتمع المدني ،على إرساء نظم أكثر استدامة
على اإلنفاق الحكومي على قطاعات يستفيد منها للطاقة تضمن حصول الجميع على طاقة نظيفة،
الفقراء (كما ورد في الفصل األول). وآمنة ،وميسورة التكلفة .ويستند هذا الفصل إلى
تجارب سابقة يمكن االستفادة منها ،كما يسلط الضوء
تعتبر عمليات اإلصالح – المستمرة منذ عقود – بشأن على المجاالت التي تستلزم قدرا أكبر من العمل.
إمداد المستهلكين المحليين بالطاقة بكلفة منخفضة
مهمة معقدة .فجميع الشرائح المختلفة من المستهلكين،
من القطاع السكني والتجاري والصناعي ،ستتأثر بطرق ألف .تعميم متطلبات األداء العالي
شتى برفع التكلفة .فسوف تؤثر الزيادات الكبيرة في في مجال الطاقة
األسعار على قدرة المستهلكين على تحمل التكلفة،
وبالتالي على حصول األسر المنخفضة والمتوسطة .1األسعار المحلية للطاقة
الدخل على الطاقة ،فضال عن إمكانية وقف بعض
الصناعات عن العمل .ويدعو ذلك للقلق ،ال سيما في إن تحديد األسعار المحلية للطاقة عامل أساسي في
منطقة عانت اضطرابات اجتماعية وسياسية كبيرة التأثير على ديناميات الطلب ،وبالتالي على إدارة
في السنوات األخيرة .وفي العديد من الحاالت ،اعتبر الطلب على الطاقة في األجلين المتوسط والطويل.
ضبط أسعار الطاقة من التدابير الملموسة القليلة التي وكما ورد بإسهاب في القسم السابق ،ساهم تنظيم
تتخذها الدولة لصالح الفقراء ،علما أن األسر المرتفعة أسعار الطاقة في إبقاء التكلفة دون كلفة السوق
الدخل تستفيد أكثر من غيرها نسبيا من ضبط األسعار لمختلف مجموعات المستهلكين ،وهو ما سمح
على نحو غير موجه ،ومن دعم أسعار الطاقة. بتحقيق أهداف إنمائية هامة في الماضي .ومن هذه
52
دفع نفس األسعار التي كانوا يدفعونها ،بصرف النظر وبالتالي ،فالنجاح في إصالح نظم دعم الطاقة،
عن أي تقلبات إضافية في أسعار منتجات الطاقة في من دون إثقال كاهل الشرائح األقل دخال بتكاليف
األسواق العالمية. إضافية ،أو تعطيل القدرة التنافسية للصناعة ،يستلزم
تخطيطا اقتصاديا دقيقا .وفي السنوات القليلة الماضية،
غير أن الوفورات التي تحققها الحكومة أو شركات تزايد عدد البلدان العربية التي بدأت بإجراء إصالحات
التوزيع في تكاليف الدعم على أسعار الطاقة تبقى على األسعار المحلية للطاقة (الشكل .99)25
مؤقتة ،إذ إن هذه الخطوات ال تحمي الحكومات من
تراكم تكاليف الدعم المتوجبة عليها عندما ترتفع يتفاوت مستوى وعمق اإلصالحات كثيرا بين البلدان
أسعار الوقود الدولية مجددا .وقد ساعد انخفاض ومصادر الطاقة .فقد أجريت تصحيحات كثيرة
أسعار الوقود في األسواق العالمية منذ عام 2014 مخصصة ألغراض معينة على مجموعة مختارة من
عددا من البلدان العربية على تخفيف عبء تكاليف أنواع الوقود ومجموعات المستهلكين ،فيما بقيت
الدعم ،من دون زيادة أسعار الطاقة على المستهلكين اإلصالحات المنهجية على تسعير الطاقة قليلة .ومن
(الجدول .)4ولكن ،يخشى أن يعود الوضع إلى شأن أي تدابير تصحيحية مخصصة لغرض ما ،بكل
ما كان عليه في حال ارتفعت أسعار النفط بساطة ،أن تنعكس ارتفاعا في األسعار بالنسبة إلى
العالمية مجددا. المستهلكين النهائيين ،الذين يستمرون في الواقع في
53
ومن بين البلدان المصدرة للنفط في المنطقة، وقد اتخذ عدد قليل فقط من البلدان خطوات فعالة
راجعت اقتصادات عديدة في دول مجلس التعاون للربط بين األسعار المحلية واألسعار العالمية ،ما أسهم
الخليجي أسعار الوقود المحلية .واإلمارات العربية في رفع الدعم عن األسعار بالكامل .فقد رفع األردن
المتحدة هي الدولة الوحيدة التي ربطت األسعار والمغرب الدعم عن الوقود من خالل إجراء تحديث
المحلية باألسعار العالمية ،مقلصة بذلك التفاوت دوري لألسعار المحلية ،على أساس تغير األسعار في
بينها .وال تزال أسعار الوقود والكهرباء أقل بكثير السوق العالمية .كما عمد األردن إلى رفع الدعم
مما هي عليه في أنحاء أخرى في العالم تدريجيا عن الكهرباء والغاز الطبيعي ،في حين عدلت
(الجدول .)3 مصر نظام الدعم على الكهرباء والغاز في الفترة
الممتدة بين عامي 2013و ،2015ووضعت خططا
وثقت الوكالة الدولية للطاقة التجارب الناجحة لزيادة التعرفة خالل السنوات الخمس المقبلة.100
المتعلقة باألنظمة التي أثبتت فعاليتها في مجال ونفذ كل من تونس ،والسودان ،ومصر عددا من
كفاءة استخدام الطاقة في قطاعي اإلسمنت التصويبات المخصصة في أسعار الوقود وخدمات
واأللمنيوم في العالم .وتبين أن تحقيق الكفاءة في المرافق ،غير أن هذه البلدان ال تزال تحمي المستهلك
استخدام الطاقة ،من خالل خفض استهالك الطاقة المحلي من تقلبات األسعار العالمية.101
لكل وحدة من وحدات الناتج االقتصادي اإلجمالي،
يمكن أن يحسن القدرة التنافسية للقطاعات الصناعية الجدول .3أسعار منتجات الطاقة في دول
الفرعية ،ال سيما في القطاعات التي ترتفع فيها كثافة مجلس التعاون الخليجي والواليات المتحدة
استهالك الطاقة .102وبالتالي ،ينبغي إن يتالزم (آب/أغسطس ،2017أو أحدث البيانات المتاحة)
العربية من خالل إصالح أسعار الطاقة على مدى 0.04 0.37 0.38 البحرين
السنوات القليلة الماضية ،بما في ذلك البلدان المنتجة 0.04 0.53 0.5 عمان
0.05 0.42 0.45
للنفط والغاز والتي لطالما اعتبرت دعم األسعار جزءا قطر
0.02 0.36 0.31
ال يتجزأ من سياسات سوق الطاقة .ويمكن القول إن الكويت
الضغوط المالية كانت الدافع الرئيسي وراء موجة 0.10 0.10 0.22
المملكة العربية
السعودية
اإلصالحات التي أطلقها مستوردو الطاقة في المنطقة
المعدل ،دول
لمواجهة ارتفاع أسعار النفط العالمية في أواخر 0.06 0.39 0.39 مجلس التعاون
القرن الماضي وحتى عام .2014في إثر ذلك ،بدأت الخليجي
اإلصالحات في عدد من البلدان المصدرة للطاقة أسعار الواليات
0.10 0.52 0.55
بعد تراجع أسعار النفط ،وبالتالي تراجع إيرادات المتحدة
الحكومة ،منذ عام .1032014 المصدر.IMF, 2017b :
54
الجدول .4دعم أسعار النفط في البلدان العربية في الفترة بين عامي 2013و2016
(نسبة مئوية من الناتج المحلي اإلجمالي)
التغيير في أسعار
الباقي االستهالك تعديل األسعار
النفط الدولية
البلدان
1.1 -0.4 0.8 -3.7 -2.2 1.9 4.1 المستوردة
للنفط
البلدان
-0.9 1.5 -0.2 -3.4 -2.9 2.2 5.2 المصدرة
للنفط
اإلمارات
1.1 0 0.4 -2.2 -0.7 0.2 0.9 العربية
المتحدة
المملكة
-1.3 2.1 -0.6 -4.2 -3.9 4.1 8 العربية
السعودية
الطاقة من خالل إصالحات تدريجية ،كما في ونظرا إلى حساسية عملية إصالح أسعار الطاقة
الجمهورية العربية السورية ( ،)2008والسودان وتعقيدها بالنسبة إلى المستخدمين في القطاع
( 2012و ،)2013وتونس ومصر ( ،)2014وكذلك الصناعي ،حرصت حكومات عربية عدة على إبقاء
المملكة العربية السعودية ( )2015ثم في البحرين الصناعات في منأى عن هذه اإلصالحات ،ولو
وعمان وقطر 105بعد فترة وجيزة .أما األردن ،فقد على حساب ارتفاع تكاليف الطاقة على المستهلكين
عمد إلى رفع معظم الدعم على أسعار الوقود دفعة اآلخرين ،أي األفراد والمؤسسات التجارية .وفي
واحدة في عام 2012؛ وكذلك اإلمارات العربية العديد من الحاالت ،تحمل هؤالء المستهلكون العبء
المتحدة في عام .1062015وفي معظم الحاالت، األكبر لزيادة تكلفة الطاقة ،بموازاة تكاليف إضافية في
لم تنطو هذه الخطوات التدريجية على أي جهود، وقود النقل ،والمياه ،والكهرباء ،وزيادات غير مباشرة
أو ربما تضمنت جهودا محدودة جدا ،لتوسيع في تكاليف المعيشة والقيام باألعمال التجارية ،وذلك
نطاق شبكات الحماية االجتماعية األخرى ،مثال نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة.
بتحسين توجيه الدعم إلى األسر ذات الدخل
المنخفض أو المتوسط األدنى ،من خالل التحويالت وفي مصر ،ارتفعت التكاليف التي يتكبدها القطاعان
النقدية المباشرة. السكنى والصناعي بعد إصالح أسعار الطاقة في
تموز/يوليو .2014وسجلت أسعار الوقود ارتفاعا في
وقد ركزت اآلليات الرامية إلى حماية الفئات قطاعات عدة ،منها قطاع التكرير بنسبة 46في المائة
األشد فقرا من ارتفاع األسعار ،عوضا عن ذلك ،على تقريبا ،وقطاع توليد الكهرباء بنسبة 79في المائة،
استهداف استهالك الوقود أو الكهرباء بشكل مباشر. وقطاع النقل بنسبة 122في المائة .لكن ،رغم هذه
على سبيل المثال ،عندما خفضت الحكومة السورية التغييرات الكبيرة في األسعار ،بقي الدعم على الطاقة
الدعم على الديزل بشكل كبير في عام ،2008 في مصر كبيرا .وفي هذا الصدد ،قدر تقرير للبنك
أصدرت قسائم تتيح لكل أسرة شراء 1,000ليتر الدولي أن تكلفة هذا الدعم على الميزانية قد تنخفض
تقريبا من الديزل بسعر منخفض يوازي السعر القديم بنسبة الثلث فقط ،أي من نحو 150مليار جنيه مصري
تقريبا .107واعتمدت تونس ما يسمى بـ "تعرفة شريان ( 20مليار دوالر تقريبا) إلى 100مليار جنيه مصري
الحياة" لمساعدة األسر التي تستهلك قدرا محدودا ( 14مليار دوالر تقريبا) .وعلى المدى القصير ،فيقدر
من الكهرباء.108 أن يبقى العجز في الميزانية مرتفعا ،بحيث يسجل
انخفاضا من 8إلى 6في المائة فقط من الناتج
ولكن ،لم تتمكن النظم التعويضية جميعها من إثبات المحلي اإلجمالي .104ولم تجر مصر أي تغييرات دائمة
فعاليتها .على سبيل المثال ،كان من المقرر أن تشرع في اآللية المستخدمة لتحديد أسعار الطاقة ،علما أنه
مصر في تنفيذ نظام بطاقات ذكية تحدد كمية الوقود يحتمل أن يزداد الدعم مجددا في حال ارتفعت أسعار
المدعوم المسموح بها سنويا لكل مركبة ،غير أنها النفط العالمية ،وبذلك تبقى اإلصالحات جزئية.
109
ألغت هذه الخطة الحقا بسبب "مشاكل ال حل لها" .
ولم تتخذ مصر أي ترتيبات بديلة في مجال (أ) التخفيف من اآلثار السلبية إلصالح
الحماية االجتماعية تستهدف مباشرة الفئات أسعار الطاقة
األكثر هشاشة .كذلك ،لم تخل تجربة اعتماد بطاقات
الحصص التموينية في المنطقة من مشاكل على سعى معظم البلدان العربية إلى التخفيف من آثار
صعيد اإلنصاف االجتماعي ،إذ إن هذه البطاقات التدابير اإلصالحية المتخذة في مجال دعم أسعار
56
الوقود .114كل ذلك ونصف سكان اليمن معزولون عن غالبا ما تمنح على أساس المركز االجتماعي ،إذ توزع
شبكة الكهرباء ،ويعتمدون على وقود الديزل لتأمين مثال على المتقاعدين والموظفين المدنيين وليس
احتياجاتهم األساسية من الكهرباء .في المقابل ،أدى على الشرائح األقل دخال.110
خفض تعرفة الطاقة الكهربائية بشكل مفرط على مدى
عقود إلى حرمان الدولة من فرص االستثمار في ومن جهة أخرى ،يتخذ المغرب منذ فترة طويلة
تطوير البنى األساسية لشبكة الكهرباء .وحتى سياسة لحماية أسعار قوارير الغاز النفطي المسال،
المزارعون في اليمن يستخدمون الديزل ،لتشغيل وهي سياسات يتوخى أن تكون ،إلى حد ما ،سياسة
شاحناتهم .ويدل ذلك على أن تحقيق األمن الغذائي استهداف ذاتي ،نظرا إلى أن االستهالك المنزلي للغاز
في البلد يتوقف على توفر الديزل بتكلفة ميسورة. غالبا ما يقتصر على الطهي وتسخين المياه في األسر
المنخفضة والمتوسطة الدخل .غير أن هذا التدبير
وعندما قررت الحكومة اليمنية تخفيض الدعم على لم يعد بالمنفعة على الشرائح المستهدفة فحسب،
الوقود بشكل جذري ،ارتفعت معدالت تضخم أسعار بل عاد بمكاسب كبرى على ذوي الدخل األكبر.111
المواد الغذائية وانقطعت إمدادات الطاقة بأسعار وتقوم المملكة العربية السعودية أيضا بحماية األسر
ميسورة عن شرائح كبيرة من السكان ،وذلك في التي تستهلك أقل من 4,000كيلوواط ساعة في
غياب إي تدابير بديلة للحماية االجتماعية .وفي الشهر من اإلصالحات التي أجرتها مؤخرا على تعرفة
أيلول/سبتمبر ،2014اندلعت في صنعاء احتجاجات الطاقة الكهربائية .112ولكن السقف المحدد لالستهالك
عنيفة ،واستولى متمردون من حركة الحوثيين على يبقى مرتفعا إلى حد يسمح باستفادة معظم أسر
المقرات الحكومية ،مطالبين بشكل أساسي بالعودة الشرائح األعلى دخال منه ،ويحد كثيرا من فعالية
عن قرار خفض الدعم على أسعار الوقود .115وفي إصالح األسعار .وتبين هذه األمثلة المعضلة التي
األشهر التالية ،شهد الوضع السياسي الضعيف في يواجهها واضعو السياسات في مساعيهم إلصالح
اليمن مزيدا من التصعيد ،وكان الدعم على الوقود من أسعار الطاقة في غياب مؤسسات حكومية متطورة
المؤشرات الرئيسية على العديد من النزاعات التي بما يكفي الستهداف الشرائح األكثر هشاشة من خالل
اندلعت بين الحكومة المركزية والمقاطعات حول إيجاد سبل أخرى للحد من الفقر بشكل فعال.
حصول السكان على الخدمات األساسية والفرص
االقتصادية .ويبين ذلك الدور المحتمل لكل من أسعار وتبرز حالة اليمن صعوبة إصالح أسعار الطاقة المحلية
الطاقة وسوء الحوكمة في اندالع المزيد من التوترات في بلدان تفتقر لنظم الرعاية االجتماعية البديلة
السياسية ،وضرورة الحرص على إدارة التحول في الفعالة ،وترتفع فيها معدالت الفقر .وفي تسعينات
مجال الطاقة على نحو منصف اجتماعيا في القرن الماضي والعقد األول من األلفية الثالثة ،قام
المنطقة العربية ،وذلك من أجل الحفاظ على اليمن بمحاوالت متكررة لخفض الدعم التنازلي
االستقرار السياسي.116 والمكلف على الوقود .ولكن ،حال التضخم وانخفاض
قيمة العملة دون اإلسراع في تحقيق أي من النتائج
وتختلف تجارب اإلصالح كثيرا في المنطقة العربية. المرجوة بالقيمة الحقيقية .113وبحلول عام ،2014
وقد أثبتت هذه التجارب أنه على الرغم من صوابية تدهور الوضع المالي بشكل خطر .واضطرت الحكومة
أهداف التدابير االصالحية المتخذة على مستوى إلى بيع الوقود بخسارة ،ما أسفر عن نقص حاد في
االقتصاد الكلي ،فإن تطبيقها يثير الكثير من الوقود ،وارتفاع هائل في أسعار الديزل في السوق
المعضالت الجديدة في مجال التنمية االجتماعية السوداء ،حتى عجز الكثيرون عن تحمل تكلفة
57
المزيد من األموال في االقتصاد على نحو أكثر واالقتصادية ،وخاصة في البلدان التي تفتقر
إنتاجية؛ واستحداث فرص عمل في مجاالت البحث حكوماتها إلى القدرة الكافية على توفير الرعاية
والتطوير في التكنولوجيا على سبيل المثال؛ وإنتاج االجتماعية واألمن .وأحد التحديات الرئيسية التي
مواد ،مثل مواد العزل في البناء ،واستخدام معدات تقف عائقا أمام إصالح أسعار الطاقة يكمن في كيفية
وأجهزة أكثر كفاءة وتركيبها وصيانتها.117 حماية فئات معينة في البلدان المتوسطة الدخل من
العواقب الوخيمة التي قد تترتب على اإلصالحات
غير أن تحديات عديدة تقف عائقا أمام وضع قوانين نتيجة لالرتفاع الكبير في األسعار.
ناظمة للكفاءة في استخدام الطاقة في البلدان
العربية .فإصدار مثل هذه األنظمة في مجاالت النقل، وبناء القدرات الحكومية على إعداد وتنفيذ خطط
والبناء ،والصناعة ،والطاقة ،هو عملية معقدة تستلزم إلصالح أسعار الطاقة أساسي لنجاح السياسات
بناء القدرات داخل الهيئات الحكومية من أجل المرجوة على المدى الطويل .ويشمل ذلك بناء القدرة
التخطيط لألنشطة والمبادرات الالزمة وتطويرها على استهداف مختلف شرائح الدخل على نحو أكثر
وتنفيذها وإدارتها .وفي إطار بناء القدرات ،ال بد من فعالية ،من خالل تنفيذ برامج بديلة للحماية
تطوير مهارات الموارد البشرية في القطاع العام، االجتماعية .وال بد أيضا من بناء القدرة على دعم
وتوفير مهارات متخصصة في مجاالت مثل صياغة عمليات التدقيق ،وتطوير البرامج الرامية إلى الحفاظ
السياسات ،والقانون ،والعلوم االقتصادية ،والهندسة، على القدرة التنافسية للصناعات في األسواق العالمية،
والتكنولوجيا .ولتحقيق الكفاءة في استخدام الطاقة، على الرغم من ارتفاع تكاليف الوقود والمواد الخام.
ال بد من أن تكون المتطلبات طموحة ولكن قابلة وبذل الجهود ،بموازاة ذلك ،لتحقيق تحسينات ملموسة
للتحقيق والتطبيق .ويستدعي ذلك تطبيقا ورصدا في كفاءة استخدام الطاقة في القطاعات الصناعية
مستمرين من جانب مؤسسات حكومية مختصة لها كما في قطاعي البناء والنقل ،قد يكون أداة قوية
مهام واضحة. إذا ما استخدمتها الحكومات بفعالية .وينطبق
ذلك بشكل خاص إذا اقترن استخدام هذه األداة
وينبغي توخي الشفافية التامة في إطالع باستثمارات منهجية في القطاعات المراعية للفقراء،
المستخدمين ،أفرادا وفي الصناعات والمؤسسات مثل النقل العام الميسور الكلفة والذي يسهل الوصول
التجارية ،على جميع المعلومات المتعلقة بالكفاءة إليه (تناقش هذه الفكرة بالتفصيل في ما يلي).
في استخدام الطاقة ،ومنحهم بدائل واقعية ألنماط
االستهالك والتكنولوجيات والمعدات القائمة؛ بل .2الكفاءة في استخدام الطاقة ،ومعايير
والتشاور مع هذه الجهات في إعداد قواعد الكفاءة األداء ،والممارسات
في استخدام الطاقة .118ويستلزم ذلك تعزيز قنوات
االتصال بين الهيئات الحكومية ومجموعات مستهلكي إن إمكانية توفير الطاقة ،وتحقيق وفورات مالية
الطاقة .وللتغلب على العقبات التي تنطوي عليها لفائدة الحكومات والمستهلكين النهائيين ،من أفضل
عملية وضع أنظمة أفضل لتحقيق كفاءة استخدام اآلليات لمساعدة المستهلكين على إدارة ارتفاع
الطاقة ،ال بد من فهم أفضل لمنافع االستثمار األولي أسعار الطاقة في المنطقة العربية .ومن خالل
على المدى القصير والمتوسط والطويل على خفض استهالك الطاقة لكل وحدة من وحدات الناتج
الصناعات كما األفراد. االقتصادي ،يتيح استخدام الطاقة بكفاءة أيضا إنفاق
58
وشملت عملية التثقيف تنفيذ حملة توعية حول وتبرز مسألة تسعير الطاقة كقضية موازية في األهمية
عالمات الكفاءة في استخدام الطاقة عبر وسائل لمسألة تزويد المستخدمين بالمعلومات وترتبط بها
اإلعالم ،مثل اإلذاعة والتلفزيون؛ وتنظيم أيام ارتباطا وثيقا .ويزيد انخفاض األسعار المحلية للطاقة
مفتوحة في الجامعات؛ وإطالق حملة ثانية عبر من صعوبة إعداد خطط فعالة لتحفيز المستخدمين
وسائل التواصل االجتماعي؛ وحملة ثالثة استهدفت على االستثمار في تحسين كفاءة استخدام الطاقة.
تجار البيع بالتجزئة والجهات المعنية في كل من عمان وهذا يعني أن وضع أنظمة خاصة بكفاءة استخدام
وإربد والعقبة.119 الطاقة ال بد من أن يقترن بإصالح نظم تسعير الطاقة،
وتوفر الموارد المالية الالزمة لمساعدة المستخدمين
وفي عام ،2011وضعت الجزائر الخطة الوطنية على القيام باالستثمارات األولية في هذا المجال.
لكفاءة استخدام الطاقة والطاقة المتجددة ويطرح ذلك تحديا خاصا في البلدان العربية األقل
،2030-2011الرامية إلى توسيع نطاق استخدام نموا ،وفي البلدان التي تشهد نزاعات وتلك الخارجة
الطاقة المتجددة وتنويع مصادر الطاقة في البلد. من النزاع .وتبرز هذه التحديات كذلك في عدد من
وإضافة إلى ما انطوت عليه الخطة من أهداف البلدان المتوسطة الدخل ،حيث الموارد المالية
طموحة ،منها زيادة قدرة الطاقة المتجددة بمعدل محدودة بالفعل ،واألولويات القصيرة األجل أكثر
22جيغاواط بحلول عام ،2030دعت هذه الخطة إلحاحا ،فيتحول التركيز عن السياسات واالستثمارات
إلى تحسين كفاءة استخدام الطاقة في القطاع المصممة لتحقيق نتائج متوسطة وطويلة األجل.
االقتصادي .وتتضمن سبل ذلك اتخاذ تدابير عدة ،منها ويتيح هذا الوضع للمؤسسات المالية الدولية
تحسين نظم العزل الحراري في المباني ،وتطوير نظم تخصيص تمويل أكبر من تدفقات المعونة اإلنمائية
تسخين المياه بالطاقة الشمسية ،وتشجيع التوليد بين الدول العربية للمشاريع اإلنمائية وغيرها.
المشترك للكهرباء ،وإنشاء نظم التبريد بالطاقة
الشمسية ،وتغيير تكنولوجيات تحلية المياه من خالل وفي السنوات األخيرة ،بدأ بعض البلدان العربية
زيادة استخدام الطاقة المتجددة ،واستخدام نظم بتعزيز السياسات الرامية إلى تعزيز كفاءة استخدام
اإلضاءة الموفرة للطاقة .120ومنذ عام ،2005يفرض الطاقة .على سبيل المثال ،أطلق األردن مشروعا
إجراء عمليات تدقيق إلزامية على كبار المستخدمين مبتكرا في عام 2010يهدف إلى إبعاد التركيز
في قطاعات الصناعة والنقل والتجارة الذين يتجاوز عن العرض ،وتوجيهه نحو زيادة معدل كفاءة
استهالكهم من الطاقة حدا معينا.121 استخدام الطاقة في األجهزة المنزلية ،مثل المكيفات،
والغساالت ،والبرادات ،والثالجات .وساهم في تمويل
وركزت المملكة العربية السعودية على وضع سياسة هذا المشروع كل من مرفق البيئة العالمي ،وبرنامج
محددة لتحقيق كفاءة استخدام الطاقة في إطار األمم المتحدة اإلنمائي ،ووزارة التخطيط والتعاون
سياستها االقتصادية الجديدة الطويلة األمد المعروفة الدولي في االردن ،كما ساعد في وضع أول مجموعة
برؤية .2030ففي عام ،2017أسس صندوق من المعايير والقواعد الخاصة بملصقات كفاءة
االستثمار العام الشركة الوطنية لخدمات كفاءة استخدام الطاقة لألجهزة المنزلية ،فضال عن تصميم
استخدام الطاقة ،بهدف زيادة كفاءة استخدام الطاقة برامج الدعم واألدوات الالزمة لتطبيق هذه البرامج.
في المباني والمرافق الحكومية؛ ودعم إنشاء قطاع وركزت المبادرة بشكل خاص على تثقيف العمالء
وطني معني بتحقيق الكفاءة في استخدام الطاقة، بشأن أهمية اختيار أجهزة عالية الكفاءة ،بغية تفادي
تماشيا مع رؤية 2030الرامية إلى تنويع االقتصاد تكاليف التشغيل على المديين المتوسط والبعيد.
59
ونظرا لعدم استغالل السياسات الرامية إلى زيادة وتحقيق االستدامة البيئية .وقد كلفت هذه الشركة،
كفاءة استخدام الطاقة في مجال التكنولوجيا في التي تبلغ قيمة رأس مالها 1.9مليار ريال سعودي
المنطقة العربية لغاية اآلن ،يجب بذل جهود أكبر في (حوالي 500مليون دوالر) ،بتمويل مشاريع ترميم
سبيل توحيد متطلبات الكفاءة في استخدام الطاقة المباني والمرافق الحكومية وإدارتها ،والمساعدة على
في هذا المجال بين البلدان المجاورة .وتشمل المعايير تسهيل عملية اإلنفاق الحكومي على استهالك الكهرباء
التي يمكن مواءمتها على المستوى دون اإلقليمي وخفض هذا اإلنفاق .122وفي إطار استراتيجيتها
معايير الحد األدنى ألداء المركبات ووقود النقل وقطع الرامية إلى الحد من الطلب على استهالك الطاقة على
الغيار .127وإن حلول تكنولوجيا الطاقة الذكية ،مثل مدى السنوات العشرين المقبلة ،بدأت السعودية
تكنولوجيا الطاقة المتجددة ،والشبكات الذكية، بوضع ملصقات كفاءة استخدام الطاقة على مكيفات
والعدادات الذكية ،وتخزين الطاقة ،تتطور تطورا الهواء .123وخلصت دراسة أجريت في عام 2017إلى
سريعا تعززه القوانين واألنظمة التي تواكبها في أن تنفيذ برنامج لتصميم األبنية السكنية الموجودة
البلدان المجاورة .وتسهم األنظمة ومعايير التكنولوجيا بحيث تخضع لحد أدنى من التجهيز سيكون فعاال من
المشتركة العابرة للحدود في تعزيز قابلية النظام حيث التكلفة ،وسيقلل من استهالك الكهرباء بمعدل
للتشغيل البيني ،وهو أمر أساسي لتوسيع نطاق 10,054جيغاواط الساعة في السنة .ومن شأن هذا
العالقات التجارية ،على سبيل المثال ،في حالة نقل البرنامج أن يحد من الطلب في أوقات الذروة بمعدل
الطاقة الكهربائية عبر الحدود .ومن شأن توحيد 2,290ميغاواط ،ويخفض من انبعاثات الكربون
المعايير أن يعود بالفائدة على المستهلكين ،إذ إنه بمعدل 7.611مليون طن/السنة.124
يسهم في رفع مستويات الجودة والسالمة ،ويتيح
نمو أسواق أصحاب المؤسسات التجارية المحلية في عام ،2016كانت اإلمارات العربية المتحدة من
ومصنعي المعدات التكنولوجية .وبالتالي ،يشكل أوائل البلدان العربية التي اعتمدت معايير منهجية
توحيد المعايير على المستوى اإلقليمي حال محتمال من أجل التوفير في استهالك الوقود على أسطول
يعود بالمنفعة على المستهلكين والمؤسسات التجارية مركباتها .وتتعدد وسائل تطوير المعايير واألنظمة
االبتكارية على حد سواء.128 البيئية في قطاع النقل ،وتتضمن تحديد حد أقصى
لمستويات االنبعاثات والدخان ،ووضع معايير لتحقيق
.3استدامة البنى األساسية للنقل العام الكفاءة في استخدام الوقود ،وسن أنظمة لغرض
إصدار شهادات للمركبات وفحصها؛ ووضع معايير
البنى األساسية للنقل العام هي أداة رئيسة لضمان لمتانة المركبات ونوعية الوقود وغيرها .125والقانون
تحقيق الهدفين اإلنمائيين المتمثلين في تمكين الجديد الصادر عن اإلمارات العربية المتحدة هو
الناس من التنقل وإدارة الطلب المحلي على الوقود نسخة عن المعايير المطبقة في الواليات المتحدة
المستخدم في النقل .من الضروري أيضا إيجاد حلول والمتعلقة بمتوسط االقتصاد في استهالك المؤسسات
مستدامة للنقل العام ،وذلك من أجل ضمان تنقل التجارية من الوقود .وتتوقع حكومة اإلمارات العربية
المرأة التي ،على الرغم من أنها تشكل نصف سكان المتحدة أن يحقق القطاع السكني وفورات سنوية
المنطقة العربية ،غالبا ما تتحمل العبء األكبر من في تكلفة الوقود بقيمة 9.5مليار درهم إماراتي
جراء غياب خيارات النقل اآلمن إلى العمل والمدارس (ما يقارب 2.59مليار دوالر) .وتسمح هذه الوفورات
والمراكز الصحية .فلهذه الحلول دور بالغ األهمية في بتخفيف انبعاثات الكربون على نحو يوازي إزالة 4.5
عمليات إعادة اإلعمار في البلدان العربية التي تشهد مليون مركبة من شوارعها بحلول عام .1262035
60
تجهيز البنى األساسية للمترو والترامواي ،في الخطط أو شهدت حروبا أو نزاعات سياسية أسفرت عن تدمير
الوطنية المعنية بالمناخ وقطاع الطاقة.130 منهجي لبناها األساسية .ومن هنا ،فإن ضمان توفير
بنى أساسية تستخدم الطاقة بمستوى عال من الكفاءة
وتعمل تونس منذ سنوات على تخفيف ازدحام السير في المستقبل ،من دون أن تكون لذلك تداعيات على
والتلوث في العاصمة ومدن أخرى مثل صفاقس المستخدمين واالقتصاد ،أساسي لكفالة استدامة
وسوسة .وبما أن النقل العام في تونس مسؤول عن البنى األساسية لقطاع النقل.
حوالي 40-30في المائة من إجمالي حركة المرور،
اعتمد معظم شركات النقل نظما إلدارة الصيانة (أ) تجربة ناجحة في تجهيز وسائل النقل العام،
الوقائية لمحركات المركبات بمساعدة الحاسوب. والدروس المستفادة
وقد ساهمت هذه الخطوة في خفض معدل تعطل
المحركات وبالتالي في خفض الهدر في استهالك على الرغم من أن المجال ال يزال متاحا لتحسين النقل
الوقود ،وتقليل االنبعاثات الناتجة من هذا االستهالك. العام في المنطقة العربية ،تظهر المبادرات المنفذة
وقد تم تزويد شركتي النقل اإلقليميتين ،نابل على صعيد البلدان والمدن في جميع أنحاء المنطقة
والقيروان ،بنظم عالمية لتحديد المواقع باستخدام أن النجاح في هذا القطاع يتطلب توفير استثمار
النظام العالمي لتحديد المواقع لرصد أداء أسطول مخصص لهذه الغاية .وبذلت الجزائر جهودا حثيثة
الحافالت عن كثب ،مثل دارتها المستعارة ،واستخدام لتوسيع نطاق شبكات النقل العام لديها ،واالستثمار
المكابح ،وطريقة االنعطاف ،ما سمح بخفض استهالك في خدمات النقل بالسكك الحديدية الكهربائية ،بغية
الطاقة بنسبة 7في المائة تقريبا.131 مضاعفة إمكانية الوصول إلى المناطق النائية وخفض
حجم االنبعاثات .وتسعى الحكومة الجزائرية إلى
وأثناء استضافتها للدورة الثانية والعشرين من مؤتمر زيادة طول خطوط السكك الحديدية من 4,000كلم
األطراف في اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن إلى 11,300كلم بحلول عام .2020وفي عام ،2011
تغير المناخ في عام ،2016أطلقت مدينة مراكش افتتحت الجزائر العاصمة شبكة نقل بواسطة المترو،
المغربية نظاما جديدا للنقل السريع يقوم على ومن ثم شبكات النقل بواسطة الترامواي في كل من
استخدام حافالت مسيرة بالكامل بالطاقة الكهربائية، وهران وقسنطينة وسطيف في عام .2013كما أعلنت
ويربط المناطق المحيطة بالمدينة بالعديد من المواقع الحكومة عن تخصيص استثمار بقيمة ستة مليارات
الرئيسية في وسط المدينة .ويشمل المشروع أيضا دوالر في مجال السكك الحديدية الخفيفة في 14
إنشاء محطة شحن تعمل على الطاقة الشمسية إلبقاء مدينة من المدن الكبرى .وفي إطار السعي إلى
الحافالت مشحونة .وفي عام ،2012أنجزت مدينة استخدام الطاقة المتجددة على نطاق أوسع ،عمدت
الدار البيضاء المجاورة أول خط ترام يبلغ طوله 31 الحكومة إلى تركيب ألواح شمسية على مساحة توازي
كلم ،ووضعت خططا إلنشاء خط جديد للنقل العام 350مترا مربعا على سقائف الصيانة لقطارات الركاب
بحلول عام ،2022بطول 76كلم وله بنيته األساسية في الجزائر العاصمة ،حيث يتم تسيير العديد من
المخصصة .أما الهدف منه ،فزيادة استخدام وسائل القطارات بالطاقة الكهربائية .129وكرست خطة
النقل العام من 13في المائة في عام 2005إلى 21 الجزائر الوطنية للمناخ ،التي صدرت في عام ،2013
في المائة في عام 2019وقد وضعت الرباط ،عاصمة فكرتي إمداد السكك الحديدية بالكهرباء ،وتكثيف
المغرب ،خطط مماثلة.132 خطوط النقل العام في المناطق الحضرية عن طريق
61
وما إن يندرج التخطيط الفعال ،وتوفير اإلمكانات منذ أوائل القرن الحادي والعشرين ،يستثمر األردن
االقتصادية لقطاع النقل ،وتنظيمه ،وترشيد استخدامه بكثافة في قطاع النقل بهدف توسيع الطرق؛ وتحسين
للطاقة ضمن األولويات القصوى ،فسيعود ذلك التنقل في المدن؛ وتطوير مشروع شبكة السكك
بمنافع كبيرة على التنمية االجتماعية واالقتصادية الحديدية الوطنية .وكان األردن من أول البلدان في
األوسع نطاقا. الشرق األوسط التي حررت جزءا من قطاع النقل
لديها بهدف زيادة الكفاءة واألداء.133
(ب) تنويع خيارات الوقود المستخدم في النقل
وتضمنت دراسة 134أجريت في عام 2016بشأن
يتوفر عدد متنوع من الخيارات التكنولوجية التي النقل العام في األردن توصيات عامة تنطبق أيضا
يمكن للبلدان العربية البحث في اعتمادها ،من قبيل على البلدان العربية األخرى .وهي:
زيادة كهربة النقل ،واستخدام المركبات التي تعمل
على الغاز الطبيعي للحد من استهالك الوقود.135 إعطاء األولوية لمسألة النقل العام من جانب (أ)
ويساعد تنويع مصادر الوقود المستخدمة في قطاع واضعي السياسات؛
النقل في البلدان العربية على الحد من استهالك دعم قطاع النقل العام ،وتمويل هذا الدعم من (ب)
الوقود وإيجاد مصادر أنظف وأكثر فعالية .فحاليا، خالل فرض ضريبة على استهالك الوقود ،أو من
يشكل الوقود السائل نسبة 99في المائة من حساب منفصل مخصص لهذه الغاية ،وذلك
الوقود المستخدم للنقل في المنطقة العربية. لضمان يسر التكلفة؛
وفي جميع أنحاء المنطقة العربية ،يبلغ الطلب توفير إطار مؤسسي واضح ومبسط إلدارة (ج)
على النفط والمنتجات النفطية أعلى مستوياته قطاع النقل العام وضمان تنميته وفقا
في قطاع النقل.136 لالحتياجات العامة؛
مد شبكة مواصالت تربط بين المدن ،وتحسين (د)
ومصر هي أول دولة عربية اعتمدت الغاز الطبيعي البنى األساسية المالئمة للربط بين مراكز
في قطاع النقل ،وتجربتها في هذا المجال هي من المدن والضواحي؛
األطول في العالم .ويعزى االستيعاب النسبي إدخال نظما ذكية في دفع األجرة ونظاما للتتبع (ھ)
للمركبات المسيرة بالغاز الطبيعي في األسواق في جميع وسائل النقل العام لضمان جمع
المصرية إلى أن سعر الغاز الطبيعي المضغوط مالئم الرسوم ،ما يسهم في تحقيق االستدامة المالية
أكثر من سعر البنزين .وقد وفر ذلك حوافز سوقية للنقل العام وتحسين نوعية الخدمات المقدمة؛
دفعت المستخدمين ،ال سيما سائقو سيارات األجرة، نشر المعلومات المتعلقة بالنقل العام بشكل فعال (و)
إلى تبديل نوع مركباتهم .137وقد نجحت بلدان عربية وعلى نطاق واسع ،بما في ذلك المعلومات
أخرى ،منها الجزائر واإلمارات العربية المتحدة، المتعلقة بالطرق ،واألجور ،وتواتر الخدمات.
في اعتماد تكنولوجيا المركبات المسيرة بالغاز
الطبيعي في بعض مركباتها. إن زيادة معدل استخدام النقل العام أساسية لمعالجة
مشكلة االكتظاظ وحماية القدرة على التنقل،
واإلمارات العربية المتحدة هي من البلدان العربية وضرورية لالقتصادات العربية .وتتحقق هذه الزيادة
القليلة التي استثمرت في البنى األساسية من أجل من خالل بناء شبكات الطرق والسكك الحديدية،
إنشاء سوق للمركبات الكهربائية في قطاعي النقل وتعزيز نظام النقل المتكامل بين البلدان العربية.
62
وبإشراك فئات مستهلكي الطاقة في إعداد المبادرات الخاص والعام .ويمكن لهذه المركبات أن توفر حال
المتعلقة بالسياسات ،بدال من االكتفاء بإبالغهم بها عمليا للمدن العربية ،إذ إنها تساعد المركبات على
في النهاية .وإشراك تلك الفئات من شأنه إيصال التخفيف من نسبة التلوث واالنبعاثات الناجمة عن
صوت بعض شرائح المجتمع ،كالنساء والشباب قطاع النقل ،كما تنشئ سوقا محتمال لزيادة توليد
الذين سيتعين عليهم الخضوع للقرارات المتخذة الكهرباء من الطاقة المتجددة .وقد بدأت دبي بالفعل
على مستوى السياسات العامة كما كان عليه الحال بضخ استثمارات كبيرة في البنى األساسية لمحطات
حتى اآلن .ويمكن إلجراء مناقشة عامة بناءة شحن المركبات الكهربائية ،كما قدمت مجموعة من
تتمحور حول قضايا معينة ،كاستدامة النماذج الحوافز لدعم أصحابها .وتشمل هذه الحوافز الحصول
الحالية الستخدام الطاقة وسلوك األفراد في على شحن مجاني ،وتوفير مواقف مجانية ،وإعفاء
استخدامها ،يمكن أن تساعد في دعم التشريعات من رسوم التسجيل ،وتوزيع بطاقات سالك مجانية
الجديدة وإيجاد سوق للتكنولوجيا األكثر كفاءة في (بطاقات لدفع التعرفة المرورية).138
استخدام الطاقة.
.4الحصول على المعلومات ،ونشر التوعية،
إن ترسيخ مفهومي االستخدام الرشيد للطاقة ودور المجتمع المدني
واإلدارة الحريصة لموارد الطاقة في القواعد والقيم
االجتماعية هو عنصر هام في تحسين عملية اتخاذ إن إمكانية الحصول على المعلومات عنصر أساسي
القرارات بشأن المسائل المتعلقة بالطاقة على في عملية صنع القرار بالنسبة للحكومات ،واألفراد،
المستوى الشخصي ،كما على صعيد السياسات والمؤسسات التجارية .والمعلومات الجيدة هي
واألعمال التجارية .وترتبط مسائل عدة ،منها الهدر معلومات شاملة ،وغير مسيسة ،وموثوقة ،ومتاحة،
في استهالك الطاقة والمياه؛ وتدهور الموارد البيئية، ومفهومة بالنسبة لمختلف الشرائح .ويتوقف تحقيق
كالمياه الجوفية والمياه الساحلية؛ واألمن الغذائي نتائج تسهم في تعظيم قيمة الطاقة في االقتصاد،
ارتباطا وثيقا بالطاقة .لذا ،ينبغي لها أن تشكل جزءا بشكل أساسي ،على ضمان استرشاد واضعي
من النقاش المجتمعي األوسع نطاقا ،وأن تندرج ضمن السياسات والمستهلكين النهائيين بمعلومات عالية
قائمة األولويات السياسية. الجودة التخاذ قراراتهم .ويؤدي توفر معلومات
دقيقة في هذا الصدد دورا حاسما في تحديد
(أ) إدارة البيانات وتحسين الحصول األولويات الوطنية وحجم برامج الطاقة المستدامة
على المعلومات وسبل تنفيذها .كما تكتسب هذه المعلومات أهمية
كبيرة في عملية الرصد واإلبالغ والتحقق ،لقياس
إن تحسين جمع المعلومات ونشرها ،وتعزيز الجهود التقدم المحرز نحو بلوغ الغايات واألهداف المرجوة.
الفعالة في سبيل التوعية بشأن التكاليف االقتصادية
واالجتماعية والبيئية المترتبة على اتباع نهج العمل وللمعلومات كذلك أهمية بالغة في التعامل مع
المعتاد ،ضروريان الستدامة استخدام الموارد الرأي العام ،مثال إلقناعه بقبول التشريعات الجديدة
الطبيعية في المنطقة العربية .139وال يزال الحصول واالمتثال لها ،وبجدوى إدخال التغييرات
على بيانات الطاقة وبعض جوانب التنمية البيئية التنظيمية منذ البداية .وفي أحسن األحوال،
المتعلقة بالطاقة ،أو جمع هذه البيانات في بعض يتعزز توفير المعلومات وتحقيق الشفافية بعملية
الحاالت ،محدودة في المنطقة العربية .ويعزى ذلك ذات اتجاهين تقضي بالنهوض بالعمليات الديمقراطية،
63
ونماذج االستثمار وحوافز هيكلية ،وذلك من أجل إلى عوامل شتى ،منها ضعف القدرة المؤسسية،
ضمان تمويل المشاريع وتغيير سلوك المستهلك. والجمود داخل المؤسسات ،وتسييس البيانات.
ونادرا ما يتوفر هذا النوع من المعلومات بسهولة
في أي مؤسسة حكومية ،ما يعقد التنفيذ الفعال ولتحسين وصول المعلومات إلى واضعي السياسات
للقوانين واألنظمة. والصناعات والمؤسسات التجارية ومراكز البحوث
والمجتمع المدني ،على الحكومات بذل جهود دؤوبة
ويتطلب تعزيز قنوات االتصال بين الجهات الحكومية إلعداد موازين الطاقة على نحو كامل ،ومنتظم ،وفي
إصالحات منهجية في طريقة عمل المؤسسات الوقت المناسب ،وذلك لرصد االتجاهات الوطنية في
الحكومية .وتشمل هذه اإلصالحات اتخاذ تدابير مجال الطاقة ،واعتماد المنهجيات الدولية ،بما يسمح
واضحة نسبيا ،من قبيل االرتقاء بمستوى نظم بضمان قابلية البيانات للمقارنة .ويمكن تعزيز فرص
تكنولوجيا المعلومات والربط بينها ،وتدابير أخرى أكثر الحصول على البيانات والمعلومات من خالل وضع
شموال في مجال التوظيف ،مثل التأهيل المهني مؤشرات مكيفة حسب النظم المستقبلية؛ واالستمرار
لموظفي القطاع العام .كما أن التوزيع الواضح للمهام في تكييف نظم جمع البيانات (بما في ذلك الرصد
بين اإلدارات الحكومية والشركات الحكومية وشبه والتقييم وإعداد البيانات المصنفة حسب نوع
الحكومية ،كالمرافق العامة ،يؤدي دورا هاما في جمع الجنس)؛ ووضع مؤشرات جديدة تعكس الصالت
البيانات والمعلومات وتحليلها ونشرها في المؤسسات ما بين قضايا مثل المياه والغذاء والمناخ واالستثمار
الحكومية وإتاحتها للجمهور. في الطاقة النظيفة .وأخيرا ،ينبغي النهوض بالبرامج
المتعلقة بإحصاءات الطاقة ورصد الموارد الكافية لها.
ومن الركائز األساسية لتغيير أنماط استهالك فهذه البرامج تسمح برصد المتغيرات الشاملة في
الطاقة وإنتاجها حصول المستهلكين النهائيين على مجال الطاقة وإعداد التقارير بشأنها ،كما يمكن دمجها
المعلومات الالزمة .وقد خلصت اإلسكوا إلى ما يلي: بالكامل مع سائر الجهود الوطنية لإلحصاءات
االقتصادية واالجتماعية.
...إن البيانات التفصيلية ،بما في ذلك بيانات
المسوح عن أنماط استهالك الطاقة في القطاع ترتبط شفافية تبادل المعلومات بين المؤسسات ،من
السكني ،ومالمح المستخدمين والتدابير خالل قنوات االتصال الفعالة ،ارتباطا وثيقا بإدارة
التفصيلية التي تتخذها الهيئات والمرافق البيانات على المستوى الحكومي .فالهيئات الحكومية،
الحكومية إلدارة العرض والطلب ،غير متاحة مثل الوزارات والبلديات ،تحتاج إلى البيانات
بصورة منهجية في العديد من البلدان العربية. والمعلومات المتعلقة بمجموعة واسعة من العوامل
كما أن المعلومات المتعلقة باالستهالك المحلي المترابطة ،على الصعيدين الوطني ودون الوطني.
للطاقة والتدابير المتخذة لتحسين االستهالك ومن دون تلك البيانات ،يصبح من الصعب وضع
مثل تحسينات كفاءة استخدام القطاع السكني سياسات مستنيرة وتنفيذ تدخالت رشيدة من قبل
للطاقة غير متاحة وغير واضحة لمعظم األسواق والقطاع العام لمعالجة األزمات المتفاقمة.
السكان.140 والسياسات التي تعزز إمكانية الحصول على الطاقة
وترفع معدل كفاءة استخدامها في االقتصاد وتزيد
من الضروري تعزيز التواصل مع المستهلكين النهائيين معدل انتشار استخدام الطاقة المتجددة غالبا
وإتاحة البيانات لهم إلحراز تقدم فعلي في مجالين ما تنطوي على مجموعة من أنظمة السوق المتغيرة
64
التجمع الصارمة دون فعالية عمل منظمات حماية رئيسيين هما كفاءة استخدام الطاقة ،ونشر الطاقة
المستهلك ومبادرات المجتمع المدني .كما أن الرقابة المتجددة .وفيما يعنى معظم مخططات السياسات
المفروضة على وسائل اإلعالم المحلية قد تحد من المتعلقة بالطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة
قدرات مجتمعات عدة على إحداث تغيير في سلوك باإلصالحات الهيكلية والتنظيمية الالزمة على نطاق
استهالك الطاقة من القاعدة .وقد يكون تعزيز قدرات واسع ،يمكن لمستخدمي الطاقة على نطاق ضيق
مؤسسات المجتمع المدني على الدعوة إلى تغيير يبدأ المساهمة بحصة كبيرة من االستثمار المحتمل في
من المواطن أداة هامة تستعين بها البلدان لترشيد تكنولوجيات أكثر حداثة للطاقة في القطاع السكني
استخدام موارد الطاقة ومكافحة الهدر في استهالكها. والقطاع التجاري الصغير الحجم .وتشمل األمثلة على
ذلك تركيب األلواح الشمسية على أسطح المباني،
ومن مواطن الضعف الكامنة التي تشوب المنطقة واالستثمار في شراء أجهزة منزلية أكثر كفاءة ،مثل
العربية محدودية النطاق المتاح لنشاط مراكز الفكر أنظمة تكييف الهواء ،وإعادة تجهيز المنازل ،واعتماد
والجامعات .وإضافة إلى القيود الواقعية المفروضة السيارات األكثر توفيرا في استهالك الوقود .وألن
على إمكانية الحصول على البيانات ،تفتقر مؤسسات الفوائد ،كتحقيق وفورات في تكاليف الطاقة ،ال يمكن
عدة في المنطقة العربية إلى القدرات المؤسسية جنيها إال على المدى الطويل وبعد االستثمار األولي،
الالزمة والموارد البشرية المناسبة والتمويل الكافي فإنه لمن الضروري إطالع فئات المستهلكين على هذه
لالضطالع بأدوارها في إجراء نقاش عام مستنير. الفوائد ،بوضع بطاقات تعريفية على المنتجات
ومن العوامل المعوقة األخرى عدم قدرة وسائل وتوسيع نطاق المعلومات المتوفرة لهم.
اإلعالم على أداء دورها في توفير منبر للنقاش العام
البناء ،بل النقدي ،في المسائل الهامة بالنسبة للمجتمع وتشكل النساء فئة هامة قد تستفيد كثيرا من
واالقتصاد .وبعيدا عن البحوث األكاديمية ،يعني هذا تطوير نظم الطاقة واستخدامها في القطاع السكني،
أيضا أنه نادرا ما تسمع أصوات الناس ،ال سيما آراء وتعزيز فرص الحصول على الوقود العالي الجودة
النساء والشباب ،في النقاش حول المسائل االجتماعية وتكنولوجيات الطاقة .وفي بعض البلدان ،يمكن
واالقتصادية المتعلقة بالطاقة والبيئة .وفي هذا للنساء االستفادة من تركيز واضعي السياسات بشكل
السياق ،رصدت اإلسكوا ما يلي: أكبر على إتاحة المعلومات الالزمة لهن.
يعني االفتقار إلى حرية العلوم والبحوث (ب) المجتمع المدني ووسائل اإلعالم
واإلعالم في العديد من البلدان أيضا ضعف
المجتمع المدني ،باإلضافة إلى ضعف لتغيير سلوك المستهلك ،ال بد من تقديم شرح واضح
المؤسسات ...ومن شأن وسائل اإلعالم النافذة للفوائد الجمة التي تتيحها نظم الطاقة المستدامة
المدعومة ببحوث نوعية تجري في الجامعات على المستويين الفردي والمجتمعي .ومن شأن ذلك
المحلية ومراكز الفكر ،أن تؤدي دورا هاما في تعزيز الثقافة المحلية الحترام البيئة الطبيعية
إيجاد الحلول المحلية لمشاكل محلية، واإلدارة الرشيدة للموارد الطبيعية للبلد .غير أن
كاالستثمار األكثر استهدافا في البنية التحتية المنطقة العربية قلما تشهد حوارا اجتماعيا حول
العامة ،أو إنشاء مناطق منخفضة االنبعاثات هذه المواضيع الجوهرية ،ما يزيد من صعوبة التغيير
في المدن .ووسائل اإلعالم الناقدة والقوية التصاعدي في مجالي ترشيد استخدام الطاقة
هامة أيضا على للتحقق من فعالية التنفيذ وإدارتها .وفي العديد من الحاالت ،تحول قوانين
65
وبداية العقد الثاني منها ،ومع ارتفاع أسعار النفط المحلي لألنظمة والقوانين الجديدة أو لتلك
والغاز في السوق العالمية واالرتفاع الموازي في حجم الموجودة أصال ،ما يساعد في نهاية المطاف
الواردات وتكلفة الفرصة البديلة لالعتماد على النفط في بناء الثقة في قدرة المؤسسات على تنفيذ
والغاز لتلبية نسبة كبيرة من احتياجات الطاقة القوانين الجديدة المفيدة للسكان.141
الوطنية ،تسعى غالبية البلدان العربية إلى إدراج بدائل
الطاقة المستدامة ضمن إمداداتها المتزايدة تدريجيا إن االرتقاء بنوعية النقاش العام يتطلب إعادة النظر
من الطاقة .ويسجل التحول إلى الطاقة النظيفة، جذريا في المجال المتاح للمراقبين للتعبير النقدي
وال سيما الطاقة المتجددة ،بموازاة تخفيضات في بشأن التطورات الحاصلة في بلدانهم في شتى
تكاليف تكنولوجيا الطاقة البديلة وازدياد في المجاالت ،بما فيها الطاقة والبيئة .ولمؤسسات
المشاريع التجريبية الناجحة في المنطقة .والتحول المجتمع المدني القدرة ال على رفع مستوى الوعي
إلى الطاقة المتجددة والطاقة النووية مرده إلى فحسب ،بل أيضا على الربط بين مسائل قد تبدو
الرغبة في إضافة مصادر جديدة إلى المزيج الوطني منفصلة بحيث تندرج في الحوار بشأن المصلحة
للطاقة يمكن إنتاجها محليا ،ما من شأنه نفي الحاجة العامة .ويرتبط ذلك بمجال الطاقة المستدامة أكثر
إلى االستيراد. من ارتباطه بأي مجال آخر .فالربط بين التنمية
االجتماعية واالقتصادية وإدارة الطاقة والبيئة
(أ) الطاقة المتجددة وتغير المناخ ،والدعوة إلى اإلدارة المستدامة للموارد
الطبيعية من أجل مساعدة المجتمعات على تحقيق
خطت المنطقة العربية خطى بطيئة نحو اعتماد الطاقة ثروة دائمة ،هو رسالة أساسية ال بد من أن يسهم
المتجددة ،ما يعزى إلى ارتفاع تكلفة هذا النوع من المجتمع المدني نفسه بإيصالها.
الطاقة تاريخيا مقارنة بأنواع الوقود األحفوري المنتجة
في المنطقة .142وبصرف النظر عن الكتلة الحيوية
التقليدية التي استخدمت في مناطق عدة من بلدان باء .إدارة جهة اإلمداد
المغرب العربي وبعض مناطق المشرق العربي واليمن،
شكلت الطاقة الكهرومائية المصدر األبرز للطاقة إن اإلدارة الفعالة لجهة اإلمداد ضرورة ملحة للمنطقة
المتجددة في المنطقة العربية .ويأتي ذلك على الرغم في سعيها إلى تحقيق نظم أكثر استدامة للطاقة.
من تركيز استخدامها في عدد قليل من البلدان التي وتتعدد المسارات الجيدة على مستوى السياسات
تتوفر لديها موارد كبيرة من الطاقة الكهرومائية، العامة التي من شأنها مساعدة البلدان على تحقيق
وال سيما السودان ،والعراق ،والمغرب ،ومصر.143 المزيد بموارد أقل ،مع تلبية أولويات التنمية
االجتماعية واالقتصادية على المستويات الوطنية،
وتنطوي تكنولوجيات الطاقة المتجددة ،مثل طاقة والحد من البصمة الكربونية على مستوى المنطقة.
الرياح والطاقة الشمسية ،على إمكانات هائلة تتيح
إثراء مزيج الطاقة في البلدان العربية في العقود .1تنويع مزيج الطاقة في المنطقة العربية
المقبلة .وتزخر المنطقة العربية بموارد ممتازة من
الشمس والرياح ،قد تكون األفضل في العالم في بعض في السنوات األخيرة ،بات تنويع مزيج الطاقة
بلدانها .وفي السنوات األخيرة ،انخفضت تكلفة الوطنية هدفا استراتيجيا ذا أهمية متزايدة في بلدان
تكنولوجيات طاقة الرياح والطاقة الشمسية عربية عديدة .وخالل العقد األول من األلفية الثانية
66
وتضطلع أهداف الطاقة المتجددة بدور هام الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة على
في المساهمات المقررة المحددة وطنيا لمعظم نحو سريع.144
البلدان العربية في اتفاق باريس المعتمد بموجب
148
اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن تغير المناخ . وأجرت اإلمارات العربية المتحدة والمملكة العربية
وتنطوي الطاقة المتجددة أيضا على إمكانات السعودية جوالت متتالية من المناقصات لمشاريع
كبيرة تتيح النهوض بالجهود اإلقليمية الداعمة تكنولوجيا الطاقة الكهروضوئية والطاقة الشمسية
لتنمية الصناعات الجديدة ،ما من شأنه أن يساعد المركزة ،بلغت فيها عروض األسعار أدنى مستوياتها
على إيجاد فرص العمل ،ويتماشى مع أهداف عالميا في األعوام 2016و 2017و .2018وقد سلطت
السياسات على نطاق أوسع ،ويعزز إنشاء هذه الجوالت الضوء على اإلمكانات الهائلة للطاقة
اقتصادات قائمة على التكنولوجيا وأكثر قدرة المتجددة في تقديم حل اقتصادي وفعال من حيث
على االبتكار.149 145
التكلفة لمشاكل الطاقة في عدد متزايد من البلدان .
وأصبحت الطاقة الشمسية الكهروضوئية منافسة من
( )1تقدم إيجابي في انتشار الطاقة المتجددة حيث التكلفة لمعظم أنواع الوقود التقليدية في
في السنوات األخيرة منطقة الخليج .146وعليه ،فالبلدان التي تعتمد على
استيراد الطاقة مثل األردن وتونس والمغرب مدعوة
شهدت السنوات األخيرة انتشارا واسع النطاق إلى النظر في إمكانية تحقيق وفورات في التكلفة من
للطاقة المتجددة .وقد ترافق هذا التوسع في خالل اعتماد مصادر الطاقة المتجددة ،ال سيما وأن
المنطقة مع تركيز السياسات على وضع أهداف إمكانات الموارد الشمسية في هذه البلدان تفوق
وطنية للطاقة المتجددة وتكريسها في العديد ما هي عليه في دول الخليج.
من االستراتيجيات االقتصادية الوطنية الطويلة
األجل .150وفي الفترة بين العامين 2015 وال تقتصر اإلمكانات االقتصادية لمصادر الطاقة
و ،2017حقق األردن أكبر زيادة في اإلمداد، المتجددة على فائدتها من حيث التكلفة ،بل هي تعد
تاله كل من الجزائر والمغرب ومصر ،فاإلمارات أيضا بمنافع اجتماعية واقتصادية كبيرة في المنطقة
العربية المتحدة ،مع زيادات أصغر في موريتانيا العربية .ويشمل ذلك استخدام مصادر الطاقة
والمملكة العربية السعودية وتونس (الجدول .)5 المتجددة في إيجاد حلول معزولة عن الشبكة إليصال
وكان المغرب من أوائل البلدان العربية التي استثمرت الكهرباء إلى المناطق النائية ،ال سيما في البلدان
بشكل منهجي في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة العربية األقل نموا ،حيث إن النساء هن أكثر الفئات
الرياح ،بدعم من مؤسسات اإلقراض الدولية .ويضم استفادة من هذه الخطط في األماكن التي بدأت
المغرب اليوم أكبر محطة توليد الطاقة من الرياح بتطبيقها بالفعل .147ويمكن للبلدان المتضررة من
في أفريقيا ،وإحدى أكبر محطات الطاقة الشمسية النزاع أن تستفيد إلى حد بعيد من تطبيقات الطاقة
المركزة في العالم .152،151ويعتزم المغرب لزيادة المتجددة ،ال سيما بالنسبة للمستخدمين المعزولين
حصة الطاقات المتجددة في مزيج الطاقة الخاص بها، عن الشبكة (اإلطار .)5وتتيح الطاقة المتجددة
بما في ذلك الطاقة الكهرومائية .وتهدف الخطة إلى للمنطقة العربية فرصة ذهبية إلزالة الكربون من مزيج
زيادة هذه الحصة إلى 42في المائة بحلول عام الطاقة في المستقبل ،من خالل إنشاء نظم للطاقة
،2020ثم إلى 52في المائة (حوالي 10جيغاواط) أكثر نظافة وقدرة على التكيف ،والحد من البصمة
بحلول عام .1532030 الكربونية ،وتحفيز النمو االقتصادي في الوقت نفسه.
67
الجدول .5صافي اإلضافات إلى قدرات الطاقة المتجددة ونسبتها من توليد الكهرباء في المنطقة العربية2017-2015 ،
المصادر :استنادا إلى بيانات صادرة عن International Renewable Energy Agency, 2018c؛ االتحاد العربي للكهرباء2016 ،2015 ،ب.2017 ،
مالحظات :تعود بيانات موريتانيا إلى عام ،2017وقد قدمتها وزارة البترول والطاقة والمعادن .وال تتوفر بيانات عن القدرة اإلجمالية المركبة لتوليد الكهرباء
في عامي 2015و.2016
68
النمو المستدام ،ودافعة عجلة االقتصاد الراكد في وحققت مصر إنجازات موازية في مجالي الطاقة
البلد .وتستند الخطة إلى األهداف الطموحة الشمسية وطاقة الرياح عبر بناء سد أسوان،
المحددة في االستراتيجية الوطنية للطاقة، وهو األكبر في أفريقيا ويؤمن الطاقة الكهربائية
والمتمثلة بزيادة حصة الموارد المتجددة إلى 10 لمصر منذ السبعينات .وتؤكد استراتيجية الطاقة
في المائة من إجمالي مزيج الطاقة بحلول عام المستدامة حتى عام 2035التي وضعتها الحكومة
.1562020ويستضيف األردن محطة الطفيلة لتوليد المصرية على الهدف المحدد في عام ،2009
الكهرباء من طاقة الرياح ،وهي أول مشروع للطاقة والمتعلق بتوليد 20المائة من الكهرباء للبلد من
المتجددة ينفذ في األردن بتمويل من القطاع المصادر المتجددة بحلول عام .2022كما وضعت
الخاص .كما أنه يعد األول من نوعه الذي يرقى مصر خططا جديدة للطاقة المتجددة للمساهمة
إلى مستوى مرافق الطاقة في الشرق األوسط. بنسبة 42في المائة من توليد الكهرباء بحلول
وفي أيلول/سبتمبر ،2015تم تشغيل هذا المرفق عام .1542056كذلك ،تعمل مصر حاليا على إنشاء
الذي يولد طاقة بحجم 117ميغاواطا ويزود أكبر مشروع من نوعه في العالم للطاقة المتجددة،
80,000منزل بالكهرباء.157 وهو مشروع الطاقة الشمسية الكهروضوئية في
قرية بنبان لتوليد 1.8جيغاواط الذي سيشكل
في السنوات األخيرة ،وبعيدا عن أسواق استيراد إنجازا رائدا للحكومة المصرية .وأطلقت مصر
الطاقة في المنطقة العربية ،أحرز العديد من الدول منذ عام ،2017بدعم من المصرف األوروبي
األعضاء في مجلس التعاون الخليجي تقدما هاما لإلنشاء والتعمير ،عددا من المناقصات لمشاريع
في مجال تنفيذ أولى مشاريع الطاقة المتجددة. الطاقة الشمسية الكهروضوئية ومركزات الطاقة
وسجلت هذه البلدان رقما قياسيا عالميا من حيث الشمسية وطاقة الرياح ،تراوحت قدرتها بين 100
انخفاض تكلفة الطاقة الشمسية الكهروضوئية ميغاواط و 250ميغاواط .كما اعتمدت نظام التعرفة
والطاقة الشمسية المركزة في المناقصات المتتالية التفضيلية إلمدادات الطاقة المتجددة في المشاريع
التي أجريت في اإلمارات العربية المتحدة والمملكة الخاصة التي تصل قدرتها إلى 50ميغاواط،
العربية السعودية .والعمل جار الستخدام ما مجموعه لما مجموعه 2,000ميغاواط من طاقة الرياح،
حوالي 7جيغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة و 2,000ميغاواط من الطاقة الشمسية.155
الرياح لتوليد الطاقة الكهربائية في بلدان مجلس
التعاون الخليجي في العقد الثاني من القرن الحادي ويشهد األردن أيضا نموا سريعا في انتشار الطاقة
والعشرين .158واالهتمام االقتصادي المتزايد المتجددة ،وهو يملك أفضل مصادر للطاقة الشمسية
بتكنولوجيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح هو وطاقة الرياح في المنطقة العربية .ولالستفادة
مؤشر على إمكانية أن تصبح الطاقة المتجددة جزءا من هذه الميزة ،أطلقت الحكومة األردنية في أوائل
من مزيج الطاقة في المنطقة العربية ،إذا ما توفرت العام 2018الخطة الوطنية للنمو األخضر ،مكرسة
الظروف المناسبة لذلك. الطاقة المتجددة بوصفها قطاعا رئيسيا لتحفيز
69
يمكن للطاقة المتجددة أن تعود بالكثير من المكاسب على البلدان المتأثرة بالنزاع .وقد سلمت الحكومة الفلسطينية بأن الطاقة
المتجددة قد تكون مجاال محتمال لتحقيق النمو االقتصادي في دولة فلسطين في المستقبل ،ولتخفيف االعتماد على استيراد
الكهرباء والوقود من إسرائيل أو عبرها .وبما أن الطاقة المتجددة تنتج محليا ،فمن شأن ذلك أن يقلل من التكاليف المترتبة عن
تقلبات أسعار النفط وآثارها على مالية الحكومة والمواطنين .وفي الوقت عينه ،فإن تركيب أنظمة الطاقة الشمسية
الكهروضوئية على األسطح وغيرها من مزارع الطاقة الشمسية الكبيرة يتيح للحكومة الفلسطينية وللعائالت تحقيق وفورات
مالية .في عام ، 2012أعلنت سلطة الطاقة الفلسطينية عن وضع أهداف تقضي باستخدام مصادر الطاقة المتجددة لتوليد
ما يقارب 10في المائة من مجموع إنتاج الكهرباء المحلية ولتلبية 5في المائة من مجموع االستهالك المتوقع بحلول
عام .2020
وشرعت الحكومة الفلسطينية أيضا في تنفيذ بعض مشاريع الطاقة الشمسية ،وذلك بالتعاون مع مانحين دوليين مثل البنك
الدولي واالتحاد األوروبي اللذين قدما الدعم المالي والفني لهذه المشاريع .ومشروع نور فلسطين للطاقة الشمسية هو مشروع
رئيسي يقوم على حقول شمسية ترقى إلى مستوى مرافق للطاقة ،ويشمل برنامجا لتركيب ألواح الطاقة الشمسية على األسطح.
وتبلغ القدرة اإلجمالية للمشروع 200ميغاواط في ذروة إمدادها ،أي ما يعادل 17في المائة من الطلب في فترات الذروة في
دولة فلسطين .ويهدف هذا المشروع إلى توليد الطاقة بمصادر بديلة عن الوقود ووقف استيراد الكهرباء من إسرائيل ،ما من
شأنه تحقيق وفورات سنوية في واردات الكهرباء تقدر بـ 48مليون دوالرأ.
في الوقت نفسه ،بذلت الحكومة الفلسطينية جهودا لبناء أطرها التنظيمية والمؤسسية وتعزيزها ،بما يسمح بدعم مشاريع
الطاقة المتجددة وتعزيز المبادرات المتعلقة بكفاءة استخدام الطاقة .وفي عام ،2015اعتمدت الحكومة المرسوم رقم
، 2012 14/2015الذي يشجع على استخدام موارد الطاقة البديلة والنظيفة .واعتمد مجلس وزراء السلطة الفلسطينية ،في عام
الخطة الوطنية لكفاءة استخدام الطاقة ،وهي استراتيجية خاصة بكفاءة استخدام الطاقة .وقد أنشئت سلطة الطاقة والموارد
الطبيعية الفلسطينية بهدف اإلشراف على تنفيذ الخطة الوطنية لكفاءة استخدام الطاقة .وإلى جانب هدف تعزيز الطاقة
المتجددة ،وضعت سلطة الطاقة الفلسطينية غاية إرشادية في مجالي كفاءة استخدام الطاقة وترشيد استهالك المستخدم
النهائي من الطاقة الكهربائية .وترمي هذه الغاية إلى تحقيق وفورات بقيمة 5في المائة في إجمالي الطلب على الكهرباء بحلول
عام 2020ب.
المصادر:
أ .مصادر ،دون تاريخ.
ب.World Bank, 2016c .
عام ،2050لتوليد 12في المائة من إجمالي طاقة وقد أعدت بلدان عربية أخرى أيضا خططا للطاقة
الكهرباء على المستوى الوطني ،أي ما يعادل 11.2 النووية ،بدرجات متفاوتة من التطور .وفي العقد
جيغاواط تقريبا.167 األول من القرن الحادي والعشرين ،درست المملكة
العربية السعودية خططا إلنشاء 16محطة نووية
(د) التغلب على العقبات أمام زيادة تنويع لتوليد الكهرباء على امتداد فترة تتراوح بين 20
المزيج اإلقليمي للطاقة و 25عاما .غير أنها تراجعت مؤخرا عن هذه الخطط،
مكتفية ببناء مفاعلين كبيرين للطاقة النووية مع
يكتسب عنصر زيادة حصة مصادر الطاقة البديلة اإلبقاء على إمكانية إنشاء محطة متكاملة لتحلية
أهمية متزايدة في التخطيط االقتصادي الطويل المياه .161ويعتزم األردن كذلك إنشاء مفاعل نووي.
األمد للقطاعات الوطنية المعنية بالطاقة في العديد وكان قد وضع خططا في السابق إلنشاء مفاعل كبير،
من البلدان العربية .ولكن ،بصرف النظر عن الخطط غير أن هذه الخطط استبدلت مؤخرا بأخرى لبناء
واألهداف الوطنية ،ستتطلب زيادة حصة مصادر مفاعل نموذجي صغير خالل السنوات القادمة.162
الطاقة البديلة دعما سياسيا أقوى وموارد مالية أكبر كما أعلنت مصر ،في تموز/يوليو ،2018أنها ستشرع
مما هو متاح حاليا .ويرد أدناه بعض التدابير ذات في بناء أول مفاعل نووي في غضون السنتين أو
األولوية الواجب اتخاذها لزيادة اإلقبال على مصادر السنتين والنصف القادمتين.163
الطاقة البديلة.
(ج) توليد الطاقة من الفحم الحجري
( )1تكثيف الدعم المقدم على مستوى السياسات
لم يستخدم الفحم الحجري تقليديا كمصدر للطاقة
للدعم المقدم على مستوى السياسات أهمية كبيرة في على نطاق واسع في البلدان العربية ،نظرا الفتقار
المساعدة على زيادة االستثمار في مشاريع الطاقة هذه البلدان ألي موارد من الفحم .والمغرب هو السوق
البديلة ،ال سيما الطاقة المتجددة .ويشمل ذلك: الوحيدة التي تستورد كميات كبيرة من الفحم من
أجل استخدامها في توليد الطاقة ،في حين تستهلك
سن تشريعات شاملة وفعالة تتضمن مبادئ (أ) الجزائر ومصر كميات أقل (الشكل .)11ومنذ أواخر
توجيهية واضحة لمقاولي البناء في القطاعين العقد األول من القرن الحادي والعشرين ،ومسألة
الخاص والعام ،وتتعلق بمجاالت مثل حيازة استبدال الغاز الطبيعي المستورد بالفحم الحجري
األراضي وعمليات التأجير؛ "النظيف" تشغل حيزا في سياسات بلدان عربية عدة،
إنشاء المؤسسات وتحديد مهامها ،وبناء (ب) ال سيما في بلدان مجلس التعاون الخليجي التي
القدرات في إطار التنسيق المشترك بين تسجل نقصا في إمدادات الغاز .وأعلن كل من
المؤسسات ،ونشر المعلومات والبيانات؛ اإلمارات العربية المتحدة 164ومؤخرا عمان عن
165
سن تشريعات مناسبة وشفافة تتعلق بمنح (ج) خطط الستيراد الفحم ،مبررة ذلك بمساهمة الفحم
التصاريح والتراخيص للمستثمرين من في زيادة تنويع مزيج الطاقة في المستقبل بدال من
القطاع الخاص؛ الغاز الطبيعي الذي يزداد ندرة .وبموجب استراتيجية
مواصلة إصالح التعرفة الجمركية المفروضة (د) اإلمارات العربية المتحدة الطويلة األمد في مجال
على الطاقة المحلية. الطاقة ،سيستخدم الفحم النظيف ،166بحلول
71
وينبغي إعادة النظر في األدوات المتوفرة لتنفيذ وينبغي كذلك للحكومات أن تزيد من استخدامها
حلول الطاقة المستدامة ،ودراسة التجارب اإلقليمية للطاقة المتجددة في مرافقها وبناها األساسية ،باتخاذ
المتعلقة بتطوير الهياكل العامة أو بالشراكات إجراءات الستخدام الطاقة المتجددة في المرافق
بين القطاعين العام والخاص ،ما من شأنه أن يتيح العامة ،مثل المستشفيات والمدارس والمباني العامة.
نشر تكنولوجيات الطاقة النظيفة على نطاق وتمثل البلدان العربية األقل نموا سوقا كبيرة محتملة
أوسع .وينبغي إعطاء األولوية للبرامج التي لتكنولوجيات الطاقة المتجددة الالمركزية
تستهدف المؤسسات العامة ،والمرافق ،وأساطيل والمستخدمة على نطاق ضيق.
المركبات .وتحديد التوزيع الجغرافي لموارد
الطاقة المتجددة يدعم الحجج المطروحة على وفي كثير من الحاالت ،من شأن تكليف مؤسسة
المستثمرين العتماد مصادر الطاقة المتجددة، متخصصة بأداء هذه المهمة أن يسهم في التشجيع
ويسهم في توعية المجتمعات المحلية التي قد على اعتماد تكنولوجيات الطاقة الجديدة ،بما في ذلك
تستفيد من مشاريع مجتمعية من قبيل تركيب إنشاء أسواق متخصصة كسوق للمركبات الكهربائية
الشبكات الصغيرة على أسطح المباني الخاصة. مما قد يساعد في اعتماد تكنولوجيات الطاقة
كما أن تقديم دورات تدريبية للمساعدة على زيادة النظيفة في قطاعات الطاقة في المنطقة العربية.
اليد العاملة الماهرة في المجاالت المتصلة بالطاقة كما أن تحسن اآلفاق المستقبلية لتجارة الكهرباء عبر
المتجددة قد يساهم في تعزيز استمرارية مشاريع الحدود الوطنية من شأنه زيادة قدرة مشاريع الطاقة
الطاقة المتجددة.168 البديلة على جذب االهتمام.
( )3تخطي العقبات أمام االستثمار ( )2تعزير مشاركة القطاع الخاص
من العقبات األساسية التي تحول دون تنفيذ بغية التشجيع على استخدام مصادر الطاقة
مشاريع الطاقة المستدامة الحصول على التمويل المتجددة ،ال بد من زيادة الحوافز المقدمة للقطاع
الالزم لتنفيذ حلول الطاقة المستدامة .وينطبق الخاص للقيام بذلك .وتتضمن هذه الحوافز ما يلي:
ذلك خصوصا على البلدان األقل نموا وعلى
البلدان المتوسطة الدخل ،حيث ترتفع تكلفة رأس (أ) توفير أطر قانونية شفافة؛
المال ،وتفتقر القطاعات المالية المحلية إلى األدوات (ب) إتاحة مناخ مؤات لالستثمار في المشاريع
المالية المناسبة لتمويل تكنولوجيات الطاقة التجارية في مجال تنمية مصادر الطاقة
الجديدة ،ال سيما مشاريع الطاقة المتجددة .وكثيرا المستدامة ،للمساعدة على تعزيز ثقة
ما تنطوي التطبيقات المتخصصة ،مثل مشاريع المستثمر ،والحد من المخاطر المرتبطة
الطاقة المعزولة عن الشبكات ،على تحديات خاصة بمشاريع الطاقة المستدامة ،بما في ذلك
بها ،نظرا إلى محدودية خيارات التمويل البالغ المترتبة على الهيئات المالية؛
الصغر المتوفرة لها ،وقلة المعلومات المتاحة (ج) حماية إمكانية الحصول على رأس مال منخفض
للجهات المعنية المحتملة التي تتوفر لديها آليات التكلفة من الهيئات المالية الخاصة أو الدولية
التمويل المطلوبة.169 التي تتمحور أهدافها حول التنمية.
72
وجهودا حكومية مكثفة لتيسير تقديم الدعم ومعالجة هذا القصور في التمويل في
المالي للجهات المحلية المعنية ،بطرق منها المشاريع الصغيرة وكذلك الكبيرة الخارجة
العمل مع قطاع التمويل المحلي وهيئات عن نطاق تكنولوجيات الطاقة التقليدية
اإلقراض األجنبية. تستوجب حلوال ابتكارية في األسواق المالية،
الجدول .6مشاريع الطاقة المتجددة الرئيسية الممولة من المصارف اإلنمائية المتعددة األطراف والمؤسسات اإلنمائية
الوكالة اليابانية للتعاون الدولي 2018 220 طاقة الرياح مصر جبل الزيت
الطاقة الشمسية
صندوق أبو ظبي للتنمية 2018 103 األردن كويرة
الكهروضوئية
المصرف األوروبي لإلنشاء والتعمير 2018 86 طاقة الرياح األردن الرجف
هي من الجهات المانحة الرئيسية التي تقدم وفي ما يتعلق بالتطبيقات الصغيرة السعة ،يجب أن
المساعدة اإلنمائية والتمويل الدولي للعديد من البلدان تركز السياسات العامة على ضمان إنشاء أسواق
العربية .171،170وإن تخصيص جزء من هذه األموال مخصصة للمشاريع القائمة على الطاقة المتجددة
لتنفيذ مشاريع لتعزيز استخدام الطاقة المستدامة الالمركزية في البلدان التي تضم أسواقها قطاعات
في البلدان المتلقية للمساعدات ،ومنها البلدان العربية مالئمة لذلك ،مثل تونس والسودان ومصر والمغرب
األقل نموا ،قد يتيح التصدي للهشاشة في مجال وموريتانيا واليمن .ويقضي جزء من الحل بتحسين
الطاقة في البلدان العربية األشد فقرا .وتشمل التعاون بين الحكومات ،وهيئات اإلقراض الدولية،
المشاريع االستثمارية األقاليمية األخرى تركيزا أكبر والمنظمات المانحة ،ال سيما في البلدان األقل نموا.
على الطاقة المستدامة ،بما في ذلك مشاريع الطاقة وإلى جانب توفير دعم كبير على مستوى السياسات،
المتجددة ،وتتضمن تدابير لتحقيق كفاءة استخدام تتضمن األدوات الالزمة لدعم هذه التطبيقات
الطاقة في القطاعات االستثمارية التقليدية ،كقطاعي المتخصصة توفير ضمانات ائتمانية ودعم مالي،
الصناعة والعقارات. ال سيما للمشاريع الصغيرة السعة ،وتوسيع نطاق برامج
كفاءة استخدام الطاقة التي تسهم في تحقيق األهداف
( )4بناء القدرات المؤسسية اإلنمائية االجتماعية واالقتصادية األوسع نطاقا.
لالستفادة من الفرص المتاحة في مجال الطاقة أما بالنسبة للمشاريع التي ترقى إلى مستوى مرافق،
البديلة ،ال بد من بناء قدرات المؤسسات المحلية. وال سيما مشاريع الطاقة المتجددة ،فإن تكثيف جهود
ويشمل ذلك تعزيز قدرات صانعي القرار المحليين االستكشاف ،واستخدام التمويل الدولي المتاح
في قطاع الطاقة والقطاعات المرتبطة بها ،كقطاعات لمشاريع الطاقة النظيفة ،يساعدان على تسريع
المياه والغذاء والبيئة؛ واالستفادة بقدر اإلمكان من استخدام الطاقة المتجددة في البلدان حيث تكون
الهياكل واآلليات القائمة ،ولكن من دون حصر التركيز الخيارات المالية محدودة .وتؤدي المصارف اإلنمائية
بها .ويتوقف إحراز مزيد من التقدم في هذا المجال المتعددة األطراف ،مثل مؤسسة التمويل الدولية،
على ما يلي: والمصرف األوروبي لالستثمار ،ومصرف التنمية
األفريقي ،دورا رئيسا في تيسير مشاريع الطاقة
(أ) تعزيز الحوار بشأن السياسات ،بغية تحقيق المتجددة في عدد من البلدان العربية ،بما فيها األردن
التكامل بين السياسات في اإلدارات الحكومية ومصر والمغرب (الجدول .)6وهذا الدعم يعزز الفكرة
وبين الحكومات والقطاع الخاص ،من خالل القائلة بأن مشاريع الطاقة المتجددة ،على الرغم من
إقامة شراكات بين أصحاب مصلحة متعددين؛ ارتفاع تكلفة رأس المال األولية المرتبطة بها ،قابلة
(ب) النهوض ببرامج إحصاءات الطاقة المعنية برصد للتمويل من المصارف.
المتغيرات الشاملة في مجال الطاقة وإعداد
التقارير بشأنها ،ودمج هذه البرامج بالكامل في تؤدي المعونة اإلنمائية بين البلدان العربية دورا هاما
األنشطة الوطنية األخرى المتعلقة باإلحصاءات في مساعدة البلدان التي تفتقر إلى القدرة المالية
االقتصادية واالجتماعية؛ الالزمة لالستثمار في التكنولوجيات الجديدة على
(ج) وضع برامج لبناء قدرات الفنيين والعاملين تنويع مزيج الطاقة لديها .وتعزى هذه األهمية إلى
وتأهيلهم لتصميم حلول للطاقة النظيفة وكفاءة أن بلدان عربية عديدة ،أبرزها اإلمارات العربية
استخدام الطاقة ،وتنفيذ هذه البرامج؛ المتحدة وقطر والكويت والمملكة العربية السعودية،
74
من مصادر الطاقة التقليدية .173ولكن ،في غياب (د) وضع برامج تعليمية تستهدف فئة الشباب،
اآلليات الالزمة ،ما زال يتعين على المنطقة إيجاد وبرامج لبناء قدرات أصحاب المصلحة من
سبل لوضع تشريعات وطنية تشجع على اعتماد القطاع الخاص ،بما في ذلك القطاع المالي؛
الحلول التكنولوجية في المنازل ،كتركيب األلواح (ھ) إطالق حمالت التوعية في مجال الطاقة
الشمسية على األسطح ،واستخدامها لتوليد الكهرباء المستدامة ،بما في ذلك تشجيع "مبادرة
وتسخين المياه .إال أن نطاق االستفادة من هذا الخيار أبطال المجتمع المحلي".
التكنولوجي ضيق للغاية ،رغم ما ينطوي عليه من
إمكانات هائلة لناحية تحقيق وفورات في تكاليف ( )5االبتكار التكنولوجي
المستهلكين ،وخفض الطلب على الكهرباء بالنسبة
لمشغلي الشبكة المركزية .ويمكن لهذه التطبيقات أن إن تعزيز تنويع مزيج الطاقة في المنطقة العربية
تعود بفوائد إضافية على المجتمعات المحلية النائية واالستفادة منه يتطلبان توفر ما يلزم من رؤوس
في البلدان العربية األقل نموا ،وأن تزيد تنوع مزيج أموال ،ومهارات إدارية ،وقدرة أكبر على االبتكار
الطاقة في العقد القادم. التكنولوجي .ويمكن تحقيق ذلك من خالل تنفيذ
المشاريع النموذجية؛ وتعزيز المنافسة؛ واالستثمار
( )7التعاون بين بلدان المنطقة في مجال في أنشطة البحث والتطوير والمشاريع المجتمعية.
الطاقة النظيفة والتشجيع على استخدام التكنولوجيات الجديدة
والقابلة للتسويق على نطاق واسع ،مثل المركبات
من شأن التعاون بين بلدان المنطقة المساعدة على المسيرة بالطاقة الكهربائية ،في القطاعات المناسبة
تحفيز نشر خيارات الطاقة النظيفة ،وذلك بهدف في البلدان العربية ،يسهم في نشوء مزيد من أسواق
تنويع مزيج الطاقة في المنطقة العربية في العقود الطاقة النظيفة ،ما يمنح المستثمرين حوافز أكبر
المقبلة .وبموجب االستراتيجية العربية لتطوير ويتيح توفير فرص عمل قيمة في االقتصاد .ففي
استخدامات الطاقة المتجددة 2030-2010التي األردن ،مثال ،حيث تعفى المركبات الكهربائية من
اعتمدت في عام ،2013أرسي األساس لتعاون الضرائب والرسوم ،التزمت الحكومة ببناء شبكة
إقليمي يرمي إلى نشر الطاقة النظيفة في المنطقة تتألف من 3,000محطة شحن تعمل على الطاقة
العربية .وقد التزم قادة البلدان العربية بزيادة القدرة الشمسية خالل العقد المقبل.172
الحالية للمنطقة على توليد الطاقة المتجددة من
12جيغاواط في عام 2013إلى 80ميغاواط في ( )6زيادة تطوير األسواق
عام .2030و"مبادرة الطاقة النظيفة لعموم العرب"،
الواردة في خريطة العمل لتنفيذ االستراتيجية ،هي في األجل الطويل ،من شأن توفير خيارات أوسع
مبادرة إقليمية ترمي إلى إدماج حصص أكبر من للمستهلكين في أسواق أكثر تقدما ،من خالل تجزئة
الطاقة المتجددة ضمن نظم الطاقة في المنطقة عملية توزيع الكهرباء ،أن يعزز جاذبية الطاقة البديلة.
العربية .174ومن شأن دعم مبادرات كهذه وتعزيزها فقد بين مسح سكاني أجرته المملكة العربية السعودية
مساعدة البلدان العربية على زيادة استقرار نظامها أن نحو ثلث المشاركين يرغبون في شراء الكهرباء
الكهربائي ،وخفض التكاليف ،والنهوض بالطاقة المولدة من تكنولوجيات الطاقة المتجددة ،حتى
البديلة ،وتحسين التكامل بين بلدان المنطقة العربية. وإن كانت تكلفتها أعلى من تكلفة الكهرباء المولدة
75
على هذه البلدان النظر في خيارات االستيراد المتاحة .2تجارة الطاقة على الصعيد اإلقليمي
العتماد تلك التي توفر القيمة األفضل القتصاداتها.
فتكلفة الغاز المستورد عبر خطوط األنابيب اإلقليمية يمكن أن يكون التعاون بين بلدان المنطقة العربية في
عادة ما تكون منخفضة مقارنة بتكلفة الغاز الطبيعي مجال الطاقة عامال هاما في دعم اعتماد نظم طاقة
المسال المستورد من األسواق الدولية .وبالتالي، أكثر استدامة ،ومرونة ،وفعالية من حيث التكلفة،
ينبغي أن تنظر األسواق الصغيرة والمتوسطة الحجم وهو ما يسهم في الحد من الفقر وتحقيق النمو
في اعتماد هذا الخيار الهام ،نظرا الرتفاع تكلفة إنشاء االقتصادي واالزدهار المشترك .ويعود النهوض
البنى األساسية الالزمة إلعادة تغويز الغاز الطبيعي بالتجارة اإلقليمية للطاقة بمنافع كبرى على جميع
المسال .وتشكل هذه األنابيب أيضا مصدرا آمنا األطراف .وتشمل هذه الفوائد تعزيز أمن اإلمدادات؛
إلمدادات الغاز الطبيعي للبلدان التي كانت ستضطر والحصول على طاقة أنظف – تنتج بكميات كبيرة
إلى استخدام النفط ،ال سيما في مجال توليد الطاقة، حيث تنتج بأدنى تكلفة-؛ وإتاحة فرص وافرة لخلق
في حال لم تكن هذه الخطوط موجودة. فرص عمل جديدة ،عن طريق تطوير صناعات محلية
لتصنيع عناصر هذه التكنولوجيات التي يمكن نشرها
وقد أظهر عدد من مشاريع خطوط الغاز اإلقليمية على نطاق أوسع بتعميق التعاون اإلقليمي ،وخاصة
الفوائد العملية الناجمة من التجارة البينية في في مجال الطاقة المتجددة.
المنطقة العربية .فخط غاز الدولفين ،على سبيل
المثال ،يربط بين قطر والدول المجاورة في مجلس (أ) الغاز الطبيعي
التعاون الخليجي منذ عام ،2008ويتيح تدفق نحو
ملياري قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميا من حقل ال يزال الغاز الطبيعي من أهم سلع الطاقة المتداولة
غاز الشمال في قطر إلى اإلمارات العربية المتحدة في األسواق ،أو المطروحة للتداول بين الدول العربية
وعمان .177وبالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي، بكميات متزايدة .ومنذ ثمانينات القرن العشرين ،سجل
يتوفر الغاز المنقول عبر خطوط أنابيب الغاز القطرية معدل استخدام الغاز الطبيعي في توليد الطاقة
بسعر مناسب من المستحيل أن يضاهيه سعر أية المحلية ارتفاعا هائال في البلدان العربية ،وهو تطور
إمدادات أخرى من الغاز الطبيعي المسال .178وتمكنت يرجح استمراره في العقود القادمة ،حتى وإن كان
اإلمارات العربية المتحدة وعمان من تصدير كميات من المتوقع أن تستثمر المنطقة أكثر في الطاقة
الغاز الطبيعي المسال المتفق عليها في العقود الطويلة البديلة .175ويعتبر الغاز الطبيعي ،على نطاق واسع،
األجل التي سبق أن أبرمتها لتصدير الغاز ،وذلك على الوقود األحفوري األنظف واألكثر كفاءة .وفي إطار
الرغم من كثافة الطلب المحلي عليه ،ال سيما خالل الجهود المبذولة لبناء قطاعات نقل أكثر استدامة،
أشهر الصيف .ويعتبر مشروع الدولفين ،في ضوء يرجح أن تزيد المنطقة من استخدامها للغاز
ما يحققه من فوائد اقتصادية وسياسية للمنطقة، الطبيعي في قطاع النقل مستقبال لالستعاضة به
رمزا للتكامل الناجح والوثيق بين أسواق الطاقة في عن المنتجات النفطية.176
دول مجلس التعاون الخليجي.179
وكما ذكر في الفصل األول ،يشير التوزيع
ويشكل خط تصدير الغاز الممتد من الجزائر إلى غير المتكافئ لموارد الغاز الطبيعي في المنطقة إلى
المغرب وتونس مثاال هاما آخر ،ولو أضيق نطاقا ،على أن استيراد الغاز سيتواصل بكميات أكبر في عدد
الفوائد التي تجنيها التجارة البينية من خطوط الغاز متزايد من البلدان العربية في المستقبل .ويتعين
76
من الغاز الطبيعي يمكنه أن يستفيد منها خالل اإلقليمية .ويشتري المغرب وتونس كميات صغيرة من
السنوات المقبلة.181 الغاز من الجزائر التي تمر أنابيبها الممتدة إلى أوروبا
عبر أراضيهما ،ويشكل ذلك حال اقتصاديا لهذين
(ب) الكهرباء البلدين اللذين ال تزال قطاعات الطاقة فيهما تستخدم
النفط المستورد ،أو الفحم في حالة المغرب .وعلى
إن توسيع نطاق التجارة الداخلية للكهرباء في الرغم من البدل العيني الذي يتقاضاه كال البلدين لقاء
المنطقة العربية خيار آخر قد يتيح لجميع األطراف مرور خطوط األنابيب الجزائرية عبر أراضيهما ،فهما
المعنية تحقيق منافع اقتصادية ووفورات كبيرة. ال يزاالن يشتريان كميات إضافية من الغاز الطبيعي
واألسواق اإلقليمية للكهرباء متوفرة في أنحاء كثيرة من الجزائر .ويتمثل الحل البديل باستيراد الغاز من
من العالم ،منها أوروبا وأمريكا الجنوبية .وعلى الرغم الخارج ،في شكل غاز طبيعي مسال ،أو االعتماد على
من التحديات الكامنة في دمج أسواق وطنية متعددة احتياطي األنواع األخرى من الوقود في توليد الطاقة
للكهرباء على المستوى اإلقليمي ،فإن فوائد ذلك تفوق المحلية ،ال سيما النفط ،أو الفحم في حالة المغرب.
التكاليف .ويمكن تحقيق وفورات اقتصادية من خالل ويوفر الغاز الطبيعي لهذين البلدين بديال أنظف وأيسر
تجميع موارد قطاع المرافق ،بما في ذلك في القدرة تكلفة عن النفط .وبما أنه تم سداد تكاليف البنى
اإلنتاجية في توليد الطاقة .فعندما تجمع موارد األساسية لخطوط األنابيب ،فلن تتكبد الجزائر نفقات
الطاقة ،يحقق التفاوت بين أنماط ذروة الطلب إضافية في تصدير الغاز إلى البلدان المجاورة لها.
وأنماط االستهالك فوائد هامة جدا لدى تجميع هذه
الموارد .ويمكن للترابط بين البلدان أن يخفف إلى حد وتوجد أيضا شبكة لخطوط أنابيب الغاز في شرق
بعيد من حاالت انقطاع إمدادات الطاقة المتجددة. البحر األبيض المتوسط ،وهي تمر عبر األردن
فعند تراجع الطلب ،على سبيل المثال ،يمكن االستفادة والجمهورية العربية السورية ولبنان ومصر .ويمتد
من الفائض في اإلنتاج بوصفه جزءا من مزيج الطاقة، جزء من هذه األنابيب تحت المياه ،وهو يربط بين
بدل هدره .كذلك ،يتيح إنتاج الطاقة المتجددة مصر وإسرائيل عبر بلدتي العريش وعسقالن .ولحين
والطاقة النووية بكميات كبرى وفورات اإلنتاج الكبير، كتابة هذا التقرير ،لم تكن أنابيب الغاز تستخدم
كما يسهم تعزيز خيارات تصدير فائض الطاقة في بكثافة ،وذلك من جراء االضطرابات السياسية،
تعظيم تلك الفوائد. والنقص في إمدادات الغاز الالزمة لتغذية الشبكة.
غير أنه في حال ازدادت إمدادات الغاز ،إما عن طريق
تضم المنطقة العربية عددا من نظم الترابط دون استيراده من المنتجين اإلقليميين وإما من خالل
اإلقليمية .182وعلى نطاق المغرب العربي ،الذي إمدادات الغاز الطبيعي المسال ،فمن شأن استخدام
يضم الجزائر والمغرب وتونس ،بدأ ربط الشبكات شبكة خطوط األنابيب أن يعود بفوائد اقتصادية جمة
الكهربائية اإلقليمية في الخمسينات .وفي أواخر على جميع البلدان المستوردة ،ال سيما كل من األردن
التسعينات ،كان المغرب متصال بإسبانيا .أما اآلن، ودولة فلسطين الذي يسجل نقصا حادا في إمدادات
فالبلدان الثالثة مرتبطة بشبكة نقل الكهرباء عالية الغاز الطبيعي .وقد القت فكرة مد "أنابيب سالم"
الفولطية للبلدان األوروبية .وفي عام ،1988شهدت إقليمية بين إسرائيل وجيرانها العرب ،وشماال في
منطقة المشرق العربي مشروع الربط الكهربائي شرق البحر األبيض المتوسط بين تركيا وقبرص
العربي بين شبكات الكهرباء في ثمانية بلدان ولبنان ،دعما كبيرا في السابق .180ويملك لبنان موارد
77
المشروع ،وهو األكبر لتوليد الطاقة الشمسية في هي مصر والعراق واألردن والجمهورية العربية
المنطقة العربية والعالم ،من شأنه أن يضاعف قدرة السورية وتركيا ،والحقا لبنان وليبيا ودولة فلسطين.
المملكة على توليد الطاقة ثالثة أمثالها في غضون وفي مطلع عام ،2015ارتبطت تركيا بالشبكة
فترة تقل عن خمسة عشر عاما.185 األوروبية ،ما عزز الجهود الرامية إلى مواءمة
شبكات مشروع الربط الكهربائي للبلدان العربية
وقد يشكل تصدير حصة من الكهرباء المولدة من هذا الثماني مع الشبكة األوروبية.
المشروع وغيره من المشاريع المماثلة مصدرا إضافيا
من مصادر إيرادات االقتصادات العربية .وقد يساعد وفي عام ،2011وصلت الدول الست األعضاء في
أيضا على تحديد مسار قطاعات صناعية وطنية مجلس التعاون الخليجي شبكاتها الوطنية للطاقة مع
جديدة ،في وقت تستفيد فيه البلدان المجاورة من شبكة مجلس التعاون الخليجي للربط الكهربائي.
انخفاض تكلفة واردات الكهرباء في حاالت توفر وعلى الرغم من تصميم هذا المشروع لتسهيل التبادل
فائض في قدرة الشبكة اإلقليمية .ومن شأن مشاريع التجاري ،فيستفاد منه لغاية اآلن ،بشكل رئيسي ،كآلية
منفذة على نطاق المنطقة العربية ،مثل المبادرة لضمان األمن بين بلدان المنطقة؛ وإلتاحة نقل الكهرباء
العربية للطاقة النظيفة التي نوقشت في الفصل وتبادلها بين نظم شبكات الطاقة الوطنية المترابطة
الثاني ،القسم باء ،1-أن تساعد على تعزيز التكامل بين البلدان في حاالت الطوارئ .فهذا المشروع ،مثال،
بين مختلف الشبكات المترابطة على الصعيد يفيد في حاالت عدم كفاية االحتياطي الوطني أو
دون اإلقليمي في المنطقة العربية ،وذلك إلنشاء القدرة على توليد الطاقة في فترات ذروة الطلب،
شبكة كهربائية عربية كبرى تعود بفوائد شتى على أو لسد النقص القصير األجل المتوقع في إمدادات
جميع المشاركين .186وإذا ما جرى العمل على تحسين الكهرباء الوطنية .183وتقدر هيئة الربط الكهربائي
البنى األساسية للشبكات الوطنية بشكل مواز على لدول مجلس التعاون الخليجي حجم الوفورات
نحو يتيح استخدام الشبكات الذكية في المنطقة االقتصادية التي تحققها البلدان األعضاء بفضل
العربية ،على النحو المذكور في الفصل الثاني ،القسم تشاركها احتياطي الكهرباء ،وتبادلها للكهرباء أحيانا،
ألف ،2-فسيعزز ذلك القدرة على تحقيق األهداف بنحو 2.2مليار دوالر في الفترة بين العامين 2011
المرجوة من هذه المشاريع. و 2017فقط.184
وقد يتجاوز التوسع في تجارة الكهرباء نطاق البلدان وتعزز خطط إقامة مشاريع واسعة النطاق في مجال
العربية المجاورة .فخطة عمل مبادرة الربط العالمي الطاقة المتجددة في المنطقة جاذبية فكرة تجارة
لقطاعات الطاقة (اإلطار )6ترمي إلى الربط بين الكهرباء عبر الحدود الوطنية .فمن شأن توليد جزء
شبكات الطاقة عالميا ،وبالتالي إلى توسيع مجموعة ولو بسيط من الكهرباء ،بموجب االتفاق المعلن
موارد الطاقة النظيفة المتاحة لمختلف بلدان العالم. غير الملزم بين المملكة العربية السعودية ومجموعة
ويمكن للبلدان العربية أن تستفيد من هذا المشروع "سوفت بنك" اليابانية في آذار/مارس ،2018تسليط
الضخم الذي قد يؤدي ،مع المبادرة ،إلى نشوء الضوء على احتمال جدوى تجارة الكهرباء داخل
منظومة مترابطة بالكامل للطاقة الكهربائية تجمع بين المنطقة .ويقضي هذا االتفاق ،الذي ال يزال غير ملزم
مختلف الشبكات المترابطة التابعة لمختلف المناطق لحد اآلن ،ببناء قدرات لتوليد الكهرباء من الطاقة
دون اإلقليمية .وترمي المبادرة إلى تحسين استخدام الشمسية في المملكة العربية السعودية سعتها
الطاقة النظيفة ونقلها ،واالستعاضة عن الوقود اإلجمالية 200جيغاواط بحلول عام .2030وهذا
78
تشمل مبادرة خطة عمل الربط العالمي لقطاعات الطاقة مجموعة من شبكات الطاقة الكهربائية المترابطة عالميا ،التي يمكن
أن تصبح منصة إلنتاج الطاقة المتجددة النظيفة ونقلها واستهالكها على نطاق واسع حول العالم .وهي تهدف إلى توليد
كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية النظيفة في األماكن التي تتوفر فيها بغزارة ،ليتم بعدئذ نقلها عبر مسافات طويلة لمعالجة
مشكلة بعد المسافات بين مراكز موارد الطاقة المتجددة ومراكز التحميل .وبعد تلبية الطلب المحلي ،يمكن بيع الفائض من
الكهرباء المولدة من الطاقة النظيفة إلى المناطق أو البلدان النائية ،بخسائر طفيفة ،وتحقيق مكاسب اقتصادية للبلدان
المرسلة والمستقبلة.
ومن أبرز منافع هذه المبادرة تحقيق تخفيضات كبيرة في التكاليف المترتبة على استخدام الطاقة المتجددة .وتشكل المبادرة
أداة فعالة من حيث التكلفة لتحقيق التوزيع األمثل للطاقة المتجددة ،من خالل الجمع بين تكنولوجيات الشبكات الذكية
والتكنولوجيات ذات التوتر العالي جدا عبر الربط بين الشبكات (التوسع).
وقد صدرت في تشرين الثاني/نوفمبر ،2017بالمشاركة مع األمم المتحدة ،خطة عمل لتنفيذ المبادرة ،الهدف منها تعزيز خطة
التنمية المستدامة لعام 2030أ .ومن أجل دعم المشروع ،والحكومات مدعوة إلى اتخاذ التدابير التالية:
مواصلة دراسة الخيار من وجهة نظر عالمية ووطنية ،مع مراعاة توزيع الموارد المتجددة على الصعيد العالمي والطلب •
على الكهرباء؛
وضع نماذج جديدة للمشاريع التجارية من أجل جذب المستثمرين من أصحاب المصلحة إلنشاء بنى أساسية •
لشبكة الكهرباء؛
اتخاذ إجراءات متناسقة لتسريع الربط بشبكات الطاقة الكهربائية ،ونشر التجارب الناجحة لتقنيات التوتر العالي جدا •
والشبكات الذكية لنقل كميات هائلة من الطاقة المتجددة على امتداد آالف الكيلومترات؛
وضع سياسات وخطط عمل لتشجيع إنتاج الطاقة المتجددة واستخدامها على الصعيد العالمي ،وتشجيع نقل الطاقة عبر •
البلدان أو المناطق ،في إطار تعاون مربح لجميع األطراف وعلى أساس تشارك المنافع.
المصدر.United Nations, 2018 :
.Global Energy Interconnection Development and Cooperation أOrganization, 2017 .
.3الحصول على الطاقة وجودة اإلمداد األحفوري بالطاقة المتجددة في مزيج الطاقة
الخاص بكل بلد ،واإلسهام في إيصال الكهرباء
يمثل الحصول على مصادر الطاقة الحديثة ركيزة إلى المناطق غير الحاصلة بشكل كامل عليها.
أساسية لتحقيق كافة أهداف التنمية المستدامة وستصبح بلدان عربية عديدة مؤهلة الستيراد
تقريبا ،بما في ذلك مكافحة الفقر (الهدف ،)1وتحقيق الطاقة بكميات كبيرة ،وال سيما الطاقة الشمسية؛
المساواة بين الجنسين (الهدف ،)5وتوفير فرص في حين يمكن أن تستفيد بلدان أخرى ذات موارد
العمل الالئق وتعزيز النمو االقتصادي (الهدف )8 أقل من الطاقة المتجددة المولدة من الكهرباء
وتحفيز الصناعات الحديثة وتشجيع االبتكار وإقامة النظيفة بتكلفة متدنية .وبالنسبة إلى البلدان
البنى األساسية (الهدف .)9وقد أكدت إدارة الشؤون العربية األقل نموا ،تشكل مبادرة من هذا النوع
االقتصادية واالجتماعية في األمم المتحدة على ذلك حال يؤمن اإلمداد بالطاقة الكهربائية بشكل آمن
عندما أشارت إلى ما يلي: وفعال من حيث التكلفة.
79
توسيع نطاق الحصول على الكهرباء ،وال سيما في األشخاص المحرومون من الطاقة الحديثة
المناطق الريفية .فقد أطلق المغرب ،على سبيل عالقون في دوامة ال يمتلكون فيها الوسائل
المثال ،برنامج الكهربة القروية الشاملة في عام الكافية لتحسين ظروفهم المعيشية،
،1996بعدما قدر بأن معدالت إمداد الريف بالكهرباء وال الخدمات التي تلبي االحتياجات اإلنسانية
متدنية وال تتجاوز 18في المائة .ومنذ ذلك الحين، األساسية ،بما فيها اإلنارة ،والتعليم ،والصحة،
وعلى مدى 15سنة ،وصلت الكهرباء من خالل هذا والمياه العذبة .وفي الوقت نفسه ،تنفق األسر
البرنامج إلى أكثر من 35,000قرية تضم نحو 1.9 الفقيرة غير الحاصلة على الطاقة حصة كبيرة
مليون أسرة ريفية .188ويتطلب مثل هذه البرامج من إيراداتها المحدودة جدا على أشكال باهظة
إنشاء مؤسسات قوية ذات واليات واضحة، وغير صحية وال مأمونة وال كفؤة من الطاقة.
وتخصيص الموارد الالزمة ،والمساءلة بشأن وال خروج من هذه الدوامة إال بالطاقة الحديثة
تحقيق الواليات. والميسورة الكلفة.187
ويتطلب الحصول اآلمن على الطاقة أيضا تخطيطا يتطلب إحراز تقدم في تحقيق حصول الجميع على
دقيقا يدمج عدة خيارات إلدارة أسواق الكهرباء، خدمات الطاقة الحديثة في المنطقة العربية أن تبذل
بما في ذلك تمكين القطاع الخاص من المشاركة، الحكومات جهودا كبيرة ،وال سيما في البلدان العربية
وتيسير استخدام الخيارات التكنولوجية الداعمة. األقل نموا ،إلعطاء األولوية لحصول الجميع على
وال ينبغي إغفال الدور األساسي الذي يمكن أن يؤديه الكهرباء في البرامج السياسية ،ودعم االلتزامات
رواد األعمال المحليون في إيصال الكهرباء على نطاق المتصلة بهذا الشأن من خالل التخطيط االستراتيجي
أوسع ،باعتماد الحلول الالمركزية .ويساهم استخدام والسياسات الواضحة والمؤسسات المتخصصة.
األنظمة المعزولة عن الشبكة والتطوير المستمر ويشمل ذلك وضع سيناريوهات لتنمية قطاع الطاقة،
لعمليات تخزين الكهرباء في إيصال الكهرباء إلى مثل وضع خطط لتوسيع شبكات الطاقة ودمج
المناطق النائية التي ال يمكن أن تصل إليها الشبكات. الحلول الالمركزية في استراتيجيات إمداد الريف
ويؤدي فرض معايير تضمن حدا أدنى من أداء الطاقة بالكهرباء (الفصل الثاني ،القسم باء .)4-ويساهم
على اإلنارة والمعدات المنزلية إلى إتاحة خدمات تحديد المجاالت ذات األولوية ،مثل توسيع نطاق
الطاقة لعدد متزايد من المستخدمين النهائيين. وصول الكهرباء إلى المدارس والمراكز الصحية
وتشمل هذه المعايير استخدام الصمامات الثنائية والقطاعات اإلنتاجية ،في زيادة األثر االجتماعي
الباعثة للضوء ،والثالجات ومكيفات الهواء عالية بالرغم من محدودية التمويل .وعلى البلدان التي
األداء ،وأجهزة التلفزيون ذات االستخدام المنخفض تتفاوت فيها مستويات اإلمداد بالكهرباء بين المناطق
للطاقة ،وغيرها من المعدات .وتشكل هذه الخطط على الرغم من أنها موصولة بالكامل بالشبكة أن تعطي
قيمة مضافة إلى االقتصاد ،من خالل استحداث فرص األولوية لتطوير قطاع مرافق الخدمات والحصول
عمل محلية ،وال سيما بعد تطوير المهارات والكفاءات اآلمن على الكهرباء في برامج عملها.
المحلية .وال بد ،لالستفادة من هذه الفرص ،من
استحداث برامج ال تركز فقط على الحصول على ويعتبر بناء القدرات داخل المؤسسات من العوامل
الطاقة ،بل تهدف إلى تنفيذ برنامج أوسع نطاقا األساسية إلتاحة الحصول على الطاقة اآلمنة في
يشمل استخدام تكنولوجيات الطلب ،والحد من المنطقة العربية .وقد بينت التجارب األثر الكبير الذي
السلع األقل كفاءة.189 تحدثه الوكاالت والبرامج المتخصصة التي تركز على
80
الجدول .7عمليات احتجاز الكربون وتخزينه ،وعمليات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه في المساهمات المعتزمة
المحددة وطنيا والمساهمات الوطنية – اإلجراءات المتخذة من جانب البلدان العربية (الحالة :نهاية )2018
شركة قطر لإلضافات البترولية المحدودة مشروعا والحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه أهمية بالغة
لبناء مصنع الستعادة ثاني أكسيد الكربون بغية بالنسبة إلى منتجي النفط والغاز في المنطقة العربية،
استخدامه كمادة أساسية في إنتاج الميثانول .ويزيد الذين يحاولون الخروج مما تطلق عليه تسمية "معضلة
مصنع استعادة ثاني أكسيد الكربون إنتاج الميثانول الطاقة الثالثية األبعاد" ،والتي تقتضي التوفيق ،في
بنحو 250ميغا طن في اليوم ،كما يخفف من الوقت ذاته ،بين استيفاء االلتزامات الدولية المتعلقة
انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 500ميغا طن. بتغير المناخ ،وإتاحة الكهرباء على مدار الساعة ،وإدارة
ويخفف المصنع من استهالك المياه بنسبة 10في تكاليف الكهرباء .198وقد اكتسبت بلدان عربية عديدة
المائة من خالل إعادة تدوير بخار الماء المستعاد من خبرة واسعة في مشاريع احتجاز الكربون واستخدامه
غاز المداخن ،كما يخفف من انبعاثات أكسيد وتخزينه .ويعدد الجدول 7بعض المشاريع الجارية في
النيتروجين .203وفي تشرين األول/أكتوبر ،2012 المنطقة العربية ،وتتراوح بين البحث إلى اإلثبات إلى
أعلن مركز أبحاث معالجة الغاز في جامعة قطر عن تنفيذ المشاريع ،وتشمل قطاعات صناعية مختلفة منها
إطالق خارطة طريق الحتجاز ثاني أكسيد الكربون قطاعات النفط والغاز والمواد البتروكيميائية.
وإدارته ،حدد فيها أهم مراحل استخدام تكنولوجيا
احتجاز الكربون وتخزينه في قطر.204 استثمرت المملكة العربية السعودية وقطر واإلمارات
العربية المتحدة موارد جمة في إجراء بحوث حول
وجار حاليا تشغيل اثنين من المشاريع الخمسة عشر احتجاز ثاني أكسيد الكربون واستخدامه وتخزينه،
األكبر نطاقا في العالم في مجال احتجاز ثاني أكسيد بما في ذلك في جامعات مثل جامعة الملك عبد العزيز
الكربون وإدارته في بلدان عربية .205فقد أطلقت للعلوم والتقنية ،وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن،
اإلمارات العربية المتحدة في عام 2016أول مشروع وجامعة الملك عبد اهلل للعلوم والتقنية في المملكة
تجاري في العالم الحتجاز الكربون من صناعة الفوالذ العربية السعودية .وأنشئت وحدات مكرسة للبحوث
في محطة الريادة .والمشروع مشترك بين شركة بترول داخل شركة أرامكو السعودية ،ومركز الملك عبد اهلل
أبو ظبي الوطنية (أدنوك) ومصدر ،وهو أول مشروع للدراسات والبحوث البترولية في المملكة العربية
لصناعة الحديد والفوالذ من نوعه في العالم .206وتبلغ السعودية ،ومركز قطر لبحوث الكربونات وتخزين
القدرة اإلنتاجية لمحطة الريادة 800,000طن متري الكربون ،199ومصدر في اإلمارات العربية المتحدة .
200
من ثاني أكسيد الكربون سنويا ،ويحتجز ثاني أكسيد وطورت بلدان مصدرة للنفط والغاز في المنطقة
الكربون في المجمع الصناعي التابع لحديد اإلمارات، العربية أطالس للكربون ،باعتبار ذلك خطوة كبيرة
ثم يضغط وينقل .ويعاد حقن ثاني أكسيد الكربون للمضي قدما في دعم خفض انبعاثات الكربون .وقد
المحتجز آخر األمر في حقل باب الشمالي الشرقي في أعدت الكويت أول أطلس للكربون في .2012017
الرميثة ،وحقول نفط الباب الساحلية .وتؤدي هذه
العملية إلى وفورات في الغاز الطبيعي تمكن من ويشير عدد من المشاريع التجريبية اإلرشادية التي
استخدامه لغايات أخرى ،وهو عامل يجعل المشروع أجريت في المنطقة إلى جدوى تكنولوجيا احتجاز
مجديا على الصعيد االقتصادي.207 ثاني أكسيد الكربون وتخزينه .ففي الجزائر ،مثال ،في
إطار مشروع عين صالح ،يضغط الغاز ويعاد حقن
وتعتزم اإلمارات العربية المتحدة حاليا تعزيز برنامجها دفقات من ثاني أكسيد الكربون المنتج تصل إلى 70
الحتجاز الكربون ،ليزداد استخدام ثاني أكسيد مليون قدم مكعب معياري في اليوم ،أو ما يعادل
الكربون بست مرات في حقول أبو ظبي الناضجة 1.2مليون طن .202وفي عام ،2014في قطر ،أطلقت
84
القطاع أيضا من المشاريع اإلرشادية التي تزيد المعارف إنتاجيا .ويهدف هذا اإلجراء إلى تحرير الغاز الذي
والخبرات ،وتحسن األطر الوطنية القانونية والتنظيمية يتم ضخه في الحقول وتزويد الصناعات األخرى به
والمالية التي تعزز جاذبية القطاع بالنسبة للمجموعات وزيادة معدالت استرداد النفط .وتخطط شركة أدنوك
التي يستهدفها في مختلف الصناعات وقطاع الطاقة. لزيادة استخدام ثاني أكسيد الكربون في عام 2021
ليصل إلى 250مليون قدم مكعب معياري في اليوم
بحلول عام ،2027وذلك في إطار خطط الشركة
جيم .إنتاجية الطاقة لزيادة معدل استعادة النفط باستخدام تكنولوجيات
األسلوب المحسن الستخالص النفط ،بما فيها احتجاز
لطالما استخدم صانعو قرار من شتى أرجاء العالم الكربون واستخدامه وتخزينه.208
إنتاجية الطاقة ،وأيضا كفاءة وكثافة استخدام الطاقة،
لوضع التدابير الالزمة لالستجابة إلى شواغل تغير وفي ما يتعلق بثاني أكبر مشروع واسع النطاق الحتجاز
المناخ .212وفي حين حدد معظم األهداف الرسمية الكربون وتخزينه في المنطقة ،افتتحت المملكة العربية
على أساس كثافة الطاقة ،213يسجل دعم متزايد السعودية في عام 2015مصنعا بقدرة استيعابية قدرها
للنظرة القائلة بأن إنتاجية الطاقة هي مقياس أفضل 800,000طن ،في "العثمانية" ،لضغط وتجفيف ثاني
للمضي قدما نحو تحقيق هذه األهداف .214وإنتاجية أكسيد الكربون من منشأة استعادة سوائل الغاز الطبيعي
الطاقة ،على المستوى الكلي ،هي قيمة اإلنتاج في "الحوية" .بعد ذلك ينقل ثاني أكسيد الكربون
االقتصادي (مقاسا بالناتج المحلي اإلجمالي ،على سبيل باألنابيب ليحقن ،من أجل تحسين استعادة النفط في
المثال) لكل وحدة من استهالك الطاقة ،وبالتالي حقل الغوار ،أكبر حقل نفط في العالم.209
تتناسب عكسيا مع قيمة كثافة الطاقة .في الواقع،
تساوي إنتاجية الطاقة كثافة استخدامها رياضيا، وكانت اإلسكوا قد أشارت إلى أن الظروف االقتصادية
ويمكن استخدامها لتحديد األهداف .ولكن ،يجادل في دول مجلس التعاون الخليجي مؤاتية بشكل
البعض بأن منظور إنتاجية الطاقة ،الذي يركز على النمو خاص لتطبيقات احتجاز الكربون واستخدامه
االقتصادي ،يوفر لمحة أكثر إيجابية عن السياسات في وتخزينه .وتشمل هذه الظروف االعتماد الشديد على
البلدان التي يتزايد فيها استهالك الطاقة.215 توليد الطاقة بالوقود األحفوري ،وتوحيد المراكز
الصناعية المناسبة لدمج احتجاز الكربون واستخدامه
ويؤكد مؤيدو هذه النظرة على أن إنتاجية الطاقة وتخزينه ،وتصميم أطر بنى النقل األساسية المؤاتية،
تقدم صورة وافية عن قدرة البلد التنافسية ،وأدائه وتوافر مواقع التخزين المناسبة في شكل مخزونات
البيئي ،وفرص التحسين لديه ،كما تتماشى مع برامج مستنفدة .210وقد تختزن بلدان منتجة للنفط والغاز،
السياسات المتصلة باالقتصاد والطاقة والبيئة على نحو كالجزائر وليبيا ،احتماالت جيدة أيضا.
مباشر أكثر من كثافة الطاقة وغيرها من المقاييس.216
والمطلب األساسي لزيادة إنتاجية الطاقة هو تخفيف ومن األهمية بمكان الحد من العقبات الموجودة في
تكلفة خدمات الطاقة إلى أدنى مستوى ممكن ،وفي األسواق من أجل تحقيق كامل إمكانات تطبيق
الوقت نفسه تعظيم منافعها إلى أقصى حد ممكن. التكنولوجيا في المنطقة .ويتطلب التغلب على
وتحدد العناصر الفردية الالزمة لزيادة اإلنتاجية بحسب المعوقات التي تحول دون تنفيذ مزيد من المشاريع في
كل بلد ،وعلى أساسها يمكن إدراج أوجه هشاشة قطاع احتجاز الكربون وتخزينه في المنطقة وضع
الطاقة كجزء ال يتجزأ من استراتيجية إنتاجية الطاقة. حوافز في األسواق ،كالتسعير .211وقد يستفيد هذا
85
المصدر :مركز الملك عبد اهلل للدراسات والبحوث البترولية واللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا.2017،
ولهذا السبب ،كانت البلدان التي شهدت تحسنا تتأثر إنتاجية الطاقة ،شأنها شأن كثافة الطاقة،
في إنتاجية الطاقة خالل العقود األخيرة ،بمعظمها، بعوامل عدة ،منها كفاءة استخدام الطاقة في
ذات اقتصادات متقدمة وقطاعات خدمات متطورة المكونات والعمليات االقتصادية األساسية ،وهيكل
مقارنة بقطاعات الصناعة التحويلية .أما العديد اقتصاد البلد وجغرافيته ومناخه وموارده الطبيعية،
من البلدان النامية التي ما زالت برامج التصنيع والقطاعات الصناعية التي يجرى التركيز عليها نتيجة
فيها حديثة نسبيا ،فإنتاجية الطاقة تتباطأ لتلك العوامل وغيرها .وتشغل الصناعات الكثيفة
فيها .217وتسجل البلدان العربية تفاوتا واسع االستهالك للطاقة ،كاألسمدة واأللمنيوم والفوالذ ،نسبة
النطاق في إنتاجية الطاقة .وتحل على أحد طرفي كبيرة من اإلنتاج االقتصادي في بعض البلدان العربية
هذا النطاق بلدان عربية متأثرة بالنزاع ،كاليمن الغنية بالوقود األحفوري .ونتيجة لذلك ،تكون قيم
وليبيا ،أو خارجة حديثا من النزاع ،كالعراق، إنتاجية الطاقة في هذه االقتصادات منخفضة مقارنة
وهي بلدان شهدت تحوالت كبيرة في إنتاجية باالقتصادات التي تعتمد على قطاعات ذات قيمة
الطاقة .ويمكن تصنيف البلدان التي لم تشهد نزاعا مضافة أعلى ،كالخدمات ،التي تستهلك مقدارا أقل من
إلى مجموعتين: الطاقة لكل وحدة إنتاج في الناتج المحلي اإلجمالي.
86
ويمثل تناقص إنتاجية الطاقة مصدرا للقلق ،فهو يشير (أ) البلدان التي تزيد فيها إنتاجية الطاقة على
إلى انخفاض في القيمة المستحدثة في االقتصاد المعدل المحرز في دول مجموعة العشرين،
مقابل كل وحدة مستهلكة من الطاقة. وقدره 9,000دوالر أمريكي لكل طن مكافئ من
النفط .وتتضمن هذه البلدان تونس والجزائر
ويتيح قياس زيادة إنتاجية الطاقة لصانعي والسودان ولبنان ومصر والمغرب؛
السياسات العرب مؤشرا فعاال بشأن تحقيق األهداف (ب) البلدان المنتجة للنفط والغاز ،مثل
يتضمن معايير إيجابية يسهل فهمها ،وذلك إلجراء البحرين وعمان وقطر والكويت والمملكة
تحسينات شاملة في مجاالت كفاءة استخدام الطاقة، العربية السعودية.
والتحوالت االقتصادية البنيوية ،وغيرها من العوامل
التي تعزز معدالت اإلنتاجية في كل بلد .ويتطلب ويتراوح معدل إنتاجية الطاقة في معظم مناطق
تحقيق هذه اإلمكانات الهائلة اتخاذ تدابير متكاملة العالم بين 2و 2.5في المائة سنويا ،إال أن الجدير
بشأن األسعار والسياسات ،منها إصالح أسعار الطاقة، بالمالحظة في المنطقة العربية هو أنها من المناطق
وبذل جهود كبيرة إلدارة الطاقة من جهة الطلب، القليلة في العالم التي تتناقص فيها هذه اإلنتاجية في
وزيادة إنتاجية المستخدمين النهائيين من خالل بلدان عدة ،منها الجزائر واألردن ولبنان وعمان وقطر.
زيادة قدرة المنتجات على المنافسة ،وتعزيز الكفاءة ونظرا إلى الفوارق بين الهياكل االقتصادية والظروف
في قطاع النقل ،والتصدي للقيود التي تحول في كل بلد ،على صانعي السياسات أن يركزوا على
دون توفر الطاقة. تغيير إنتاجية الطاقة بدال من اإلنتاج بقيمته المطلقة.
اإلطار .8هل يجب إزالة عنصر الوقود األحفوري من الناتج المحلي اإلجمالي عند حساب إنتاجية الطاقة؟
رأى البعض أن توخي الدقة في حساب إنتاجية الطاقة في البلدان المصدرة للوقود األحفوري بكميات كبيرة يستلزم إزالة
عنصر الوقود األحفوري من الناتج المحلي اإلجمالي .والحجة التي يقوم عليها هذا الرأي هو أن اإليرادات المحققة من تصدير
النفط الخام أو الغاز الطبيعي ال ترتبط غالبا إال بقيمة إضافية ضئيلة ،ما يؤدي بدوره إلى تحريف الصورة التي يرسمها مؤشر
إنتاجية الطاقة.
وفي المملكة العربية السعودية ،التي يؤثر قطاع النفط الهائل فيها على معدل إنتاجية الطاقة ،اعدت دراسة بشأن هذه المسألة
خلصت إلى ما يلي:
لطالما سجلت المملكة العربية السعودية معدالت عالية من إنتاجية الطاقة ،تفوق بقدر كبير المعدل المحرز في دول
مجموعة العشرين .ويعزى ذلك إلى المساهمة الكبيرة لتصدير النفط في الناتج المحلي اإلجمالي .وتشير آخر البيانات إلى
أن إنتاجية الطاقة في المملكة تبلغ 6,000دوالر أمريكي لكل طن مكافئ من النفط ،أي ما يساوي المعدل المسجل في
دول مجموعة العشرين تقريبا .ولكن ،لدى إزالة العناصر القائمة على النفط من الناتج المحلي اإلجمالي ،تتراجع إنتاجية
الطاقة في المملكة بما يقارب 40في المائة ،لتصل إلى أكثر من 4,000دوالر أمريكي لكل طن مكافئ من النفط،
أي بمعدل أقل من الصين بقليل.
وهنا تبرز أهمية المعالجة الحسابية للتغيير الهيكلي في الناتج المحلي اإلجمالي القائم على النفط عند حساب إنتاجية الطاقة في
البلدان الرئيسية المصدرة للطاقة.
المصدر :مركز الملك عبد اهلل للدراسات والبحوث البترولية واللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا.2018 ،
التنظيمية والحوافز التي تعززها األطر المؤسسية .1وضع نظم مستدامة إلدارة الطلب
المؤاتية ،منها المعايير الدنيا ألداء الطاقة في المباني من أجل تحقيق الكفاءة في استخدام
والمعدات؛ وتحديد تعرفة الكهرباء وفقا لساعات النهار؛ الطاقة المحلية
وتمويل مرافق إعادة تجهيز الطاقة ونشر المعدات.
ويستدعي التخفيف من الطلب على الطاقة واستهالكها ترمي إدارة جانب الطلب إلى تعديل مستويات استهالك
الترويج للمعدات ذات الكفاءة العالية في استخدام الطاقة وأنماطها على مستوى المستخدم النهائي.
الطاقة ،وتوخي المستوى األمثل لالستهالك لكل خدمة ويجرى ذلك إما من خالل التخفيف من الطلب على
من خدمات الطاقة .أما تحقيق تحويل في وقت الطاقة واستهالكها ،أو تحويل الطلب من وقت مبدئي،
حدوث الطلب على استهالك الطاقة ،فيتطلب إجراء هو عادة وقت ذروة الطلب ،إلى وقت آخر من اليوم
بعض التغيير على صعيد المستهلك النهائي .ويتمثل ينخفض فيه الطلب إلى أدنى مستوياته .وتتطلب إدارة
ذلك في جدولة بعض المهام اإلنتاجية وما يتصل بها جانب الطلب تدخال إيجابيا من خالل إنشاء نظم
من خدمات الطاقة ،أو استخدام أجهزة للتخزين إلزالة لتطبيقها على صعيد مستهلكي الطاقة.
االرتباط بين وقت إنتاج الطاقة في المرافق المخصصة
لذلك ووقت استخدامها .على سبيل المثال ،في حالة وتنطوي إدارة جانب الطلب على الجمع بين أدوات
التخزين على البارد ،أثناء األوقات التي يصل فيها السياسات ،واألطر المؤسسية ،وبعض التكنولوجيات.
الطلب على الطاقة إلى أدنى مستوياته ،ثم تستخدم وتتألف أدوات السياسات من أنواع مختلفة من القواعد
88
ولكن ،تبين أن شركات خدمات الطاقة الممتازة لربما بحسب الحاجة خالل األوقات األخرى من اليوم.
تكون أداة فعالة في تحفيز هذه السوق وتطويرها، وفي حاالت كهذه ،يحتاج المستهلكون النهائيون إلى
والتغلب على معوقات عديدة تحول دون تعزيز إدارة الحوافز المناسبة لالستثمار في معدات التخزين البارد
الطاقة من جهة الطلب في المنطقة العربية .فهذه وما يتصل بذلك من تغيير في منظومة التبريد .وأهم
الشركات قادرة على أن توجه األموال العامة بكفاءة هذه الحوافز هو تحديد تعرفة للكهرباء وفقا لساعات
من أجل دعم برامج إدارة الطاقة من جهة الطلب النهار ،ما يتطلب بدوره معدات لقياس الكهرباء تكون
وتنفيذها على صعيد المنطقة ،وذلك في إطار يعود مالئمة لهذه الغاية .ويمكن للبرامج المستدامة إلدارة
بالفوائد على جميع الجهات المعنية .ويمكن لهذه جهة العرض أن توفر بديال قابال للنجاح عن إمدادات
الشركات أيضا أن تقود أنشطة تعزيز المؤسسات الطاقة ،وذلك من خالل التخفيف من متطلبات الطاقة
التجارية المتوسطة والصغيرة التي تعمل في سوق لدى المستهلك النهائي .وهذا التخفيف يقلل ،أو يؤجل،
خدمات الطاقة ،فتطور هذه المؤسسات وتستحدث لها الحاجة إلى سعات كهربائية أكبر ،من خالل تحويل
فرصا في السوق ،وترصد جودة تدخالتها .وشركة استخدام الطاقة من وقت حمل الذروة إلى وقت
االتحاد لخدمات الطاقة ،التي أنشئت في اإلمارات ينخفض فيه الطلب على الطاقة .ويمكن لكل من
العربية المتحدة في ،2013هي إحدى هذه الشركات، المستخدمين النهائيين ومنظومة الطاقة أن يستفيد
وتملكها هيئة مياه وكهرباء دبي بالكامل ،تحت إدارة من إدارة الطلب :فالمستخدمون النهائيون يقللون من
المجلس األعلى للطاقة في دبي .وقد أوكل إلى شركة كلفة فواتير الكهرباء المترتبة عليهم عن طريق تعديل
االتحاد استهداف ثالثين ألف مبنى بهذه الخدمات، وقت استخدام الطاقة وكميتها ،كما يمكن لمنظومة
وذلك على أساس تجاري ربحي ،من أجل توليد 1.7 الطاقة أن تستفيد من تخفيف استهالك الطاقة أو
تيراواط ساعة من وفورات الطاقة ،والتخفيف من تحولها من ساعات الذروة إلى غيرها .في معظم
انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمليون طن بحلول الحاالت ،توفر تدابير إدارة جانب الطلب إمدادات
عام .2030ويتوقع أن تصل الوفورات السنوية إلى الطاقة األقل تكلفة بالنسبة إلى المستهلكين النهائيين،
ما يقدر بـ 270مليون دوالر بحلول عام .2192030 ومزيدا من السعة الكهربائية بالنسبة إلى نظم الطاقة.
وقد أفادت دراسة حديثة لبرنامج إدارة الطاقة من
أظهرت التجارب أن شركات خدمات الطاقة الممتارة جهة الطلب في سنغافورة بأنه مقابل كل ميغاواط
التي تعمل فعليا كمحطات للطاقة ،هي الوسيلة األكثر يتراجع الطلب عليه في وقت الذروة ،تتحقق
اقتصادا لتلبية احتياجات معظم البلدان العربية إلى وفورات على نطاق المنظومة برمتها تصل إلى
مزيد من الطاقة الكهربائية والقدرة على توليدها. ميلون دوالر أمريكي.218
ويتوقع في هذا اإلطار أن يزداد حمل الذروة من التيار
الكهربائي بين العامين 2017و 2027بنسبة 46في ويمكن لشركات خدمات الطاقة أن تؤدي دورا رئيسيا
المائة في البحرين وقطر ،بل وحتى بنسبة 125في في تنفيذ برامج إدارة جهة الطلب ،إال أن سوقها
المائة في عمان .ويتوقع أن تزداد الحاجة إلى توليد لم يزدهر في المنطقة رغم المحاوالت العديدة لتفعيله
الكهرباء خالل الفترة نفسها بنسبة ال تقل عن 37في على مدار العقدين األخيرين .ويعزى ذلك بالدرجة
المائة في اإلمارات العربية المتحدة ،وما يصل إلى األولى إلى التشوه في أسعار الطاقة على مستوى
128في المائة في عمان .220كما أن هذه الشركات، المستخدمين النهائيين ،وعدم توفر السياسات
أيضا بوصفها محطات فعلية للطاقة ،قد تخفف عن المناسبة واألطر المؤسسية الالزمة ،كما نوقش في
الحكومات عبء التفرد باالستثمار في زيادة سعات األقسام السابقة.
89
واألطر المؤسسية لدعم هذه البرامج .إال أن قلة من الطاقة الكهربائية وما يترتب على هذا العبء من
البلدان هي التي طبقت هذه البرامج على النطاق تكاليف تشغيلية .فالمستخدمون النهائيون سوف
المطلوب للتوصل إلى تخفيف يذكر في استهالك يدعمون االستثمار في إدارة الطلب ومجموع
الطاقة في أي قطاع اقتصادي كان. ما يترتب عليها تدريجيا من تكاليف تشغيلية ،ألن ذلك
يصب في مصلحتهم .وتقدر االستثمارات اإلجمالية
وفي هذا السياق ،بحثت اإلسكوا في دراسة أجرتها المقررة في قطاع الطاقة الكهربائية في الشرق
مؤخرا في طرق تحسين استدامة الطاقة في قطاع األوسط وشمال أفريقيا ،خالل الفترة ،2021-2017
البناء في المنطقة العربية .223واستعرضت الدراسة بنحو 207مليارات دوالر ،221وتمثل البلدان العربية
التوجهات الحالية المتصلة بالطاقة في قطاع المباني، أكثر من 80في المائة من هذا المجموع.
وقيمت حصة هذا القطاع من إجمالي االستهالك
الوطني للطاقة في كل بلد ،لتخلص إلى أن هذه ويتضمن تقرير إطار التتبع العالمي للطاقة المستدامة
الحصة تبلغ 28في المائة من مجموع إمدادات الطاقة عن المنطقة العربية مناقشة أكثر استفاضة بشأن
األولية ،و 60في المائة من استهالك الكهرباء .وخلصت اإلمكانيات الكبرى لكفاءة استخدام الطاقة الكامنة في
أيضا إلى أن البرامج الواسعة النطاق إلعادة تجهيز المنطقة العربية.222
مجموع المباني القائمة على نحو يحقق الكفاءة في
استخدام الطاقة تخفف من استهالك قطاع البناء .2تنفيذ برامج إعادة تجهيز واسعة النطاق
للطاقة بنسبة 30في المائة بحلول عام ،2050وبنسبة لتحسين كفاءة استخدام الطاقة في جميع
تكاد تبلغ 50في المائة إذا اقترن ذلك بتطبيق حد القطاعات االقتصادية
أدنى من معايير األداء وقوانين كفاءة استخدام
الطاقة المتكاملة ،وإذا نفذت برامج كفاءة استخدام إن توسيع نطاق كفاءة استخدام الطاقة في جميع
الطاقة التي تستهدف جميع المباني على مدى فترة القطاعات االقتصادية عنصر رئيسي في أي برنامج
عشر سنوات تبدأ في عام .2030وتتمثل التحديات ناجح ومستدام إلدارة الطلب .في الواقع ،تتحقق أكبر
الرئيسية أمام تنفيذ البرامج المقترحة لتحقيق كفاءة الفوائد التي يحتمل أن تكتسب على المديين القصير
استخدام الطاقة في معظم البلدان العربية في والمتوسط من خالل إعادة تجهيز األعداد الكبيرة من
انخفاض أسعار الطاقة بالنسبة للمستخدمين المعدات والمباني والمرافق الصناعية وأساطيل
النهائيين ،وغياب آليات التمويل ،والتساهل في تدابير المركبات اآللية.
تطبيق المعايير والقواعد الموجودة ،ونقص اليد
العاملة ذات المهارة في مجال تصميم المباني ويتيح توسيع نطاق كفاءة استخدام الطاقة ،عن طريق
المستدامة وتشييدها وتشغيلها وإعادة تجهيزها. تنفيذ برامج مصممة بشكل مالئم إلجراء التعديالت
والبرامج المقترحة لتحقيق كفاءة استخدام الطاقة، الالزمة لذلك ،الطريقة األسرع واألكثر كفاءة لخفض
ال تؤدي فقط إلى وفورات في الطاقة وإلى التخفيف تكاليف الطاقة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون ،وإلدارة
من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ،بل يتوقع أيضا أن الطلب على الطاقة على المدى الطويل.
توجد عددا كبيرا من الوظائف (أكثر من 200,000
وظيفة في المملكة العربية السعودية وحدها مثال)، وقد شرع معظم البلدان العربية في تنفيذ برامج
وأن تخفف الحاجة إلى زيادة سعة توليد الطاقة وطنية لتعزيز كفاءة استخدام الطاقة ،وطور العديد
الكهربائية في المستقبل. منها مجموعة من السياسات والقواعد التنظيمية
90
التكنولوجيات ،وتنفيذ برامج تجريبية ،وتحديد أهداف وكما تبين سابقا أثناء مناقشة دور شركة االتحاد
وطنية ،ثم التخطيط لتحقيقها .وعالوة على أن تحقيق لخدمات الطاقة في اإلمارات العربية المتحدة ،يمكن
الغايات المرجوة من كل وكالة معنية بكفاءة الطاقة لتطوير هياكل كبرى شركات خدمات الطاقة أن يتيح
يتطلب تكريس كامل قدراتها لتلك الغاية ،فإن هذه التصدي للعديد من التحديات التي تواجه توسيع نطاق
المنظمات ،بطبيعتها وبموجب واليتها ،غير مناسبة برامج كفاءة استخدام الطاقة .غير أنه في حال غياب
لنموذج األعمال الالزم لتوسيع نطاق برامج كفاءة هذه الشركات ،يتوفر بديل هو استحداث هياكل
استخدام الطاقة ولتخطي اآلفاق التي ترسمها متخصصة تحدد مسؤولياتها بحسب سياسات مناسبة
المشاريع التجريبية .فهذه المساعي تقتضي وضع وفقا لالحتياجات ،وتخصص لها أموال عامة،
نماذج لألعمال مختلفة تماما ،وتتيح تركيزا متخصصا وتتخصص في برامج محددة لتوسيع نطاق برامج
على تنفيذ برامج لتوسيع نطاق كفاءة استخدام الطاقة. كفاءة استخدام الطاقة .وينبغي أن تدار هذه الهياكل من
كل ذلك في بيئة تجارية يمكنها استيفاء المتطلبات قبل فرق متخصصة لديها المهارات اإلدارية والفنية
الفنية والمالية والتنظيمية المختلفة ،وفي محيط الالزمة ،مدعومة بتمويل كاف وخط لالئتمان المالي
ال تزال فيه الخدمات التقليدية المتصلة بكفاءة لتمويل االستثمارات الرأسمالية المطلوبة .ومن األمثلة
استخدام الطاقة غير قابلة لالستمرار .ويمكن لشركات على ذلك ،الصندوق الدوار لالستثمار في مشاريع كفاءة
خدمات الطاقة الممتازة أن توفر نماذج األعمال استخدام الطاقة في دولة فلسطين ،الذي أنشئ في
المناسبة لمعالجة هذه القضايا. عام .2242013ويستهدف الصندوق مشاريع كفاءة
استخدام الطاقة في مباني القطاع العام القائمة ،من
ويتطلب تحقيق السرعة والفعالية في وضع القواعد خالل تمويل عدد من المشاريع المحددة المتصلة بكفاءة
التنظيمية واألهداف المتعلقة بإعادة التجهيز في استخدام الطاقة .وتتولى وحدة كفاءة الطاقة في
المنطقة العربية وضع أطر محددة على مستوى سلطة الطاقة والموارد الطبيعية الفلسطينية إدارة
المؤسسات والسياسات ،واستحداث وتنفيذ نماذج الصندوق ،كما تقدم دعما فنيا لمشاريع شبيهة تحتاج
األعمال المناسبة والمخصصة لتعزيز كفاءة استخدام إلى الدعم المادي من الصندوق الدوار .ومثال آخر
الطاقة على نحو قابل لالستمرار تجاريا .وعلى الرغم صندوق االنتقال الطاقي في تونس الذي تديره الوكالة
من الدعم السياسي الكبير لتحقيق كفاءة استخدام الوطنية للتحكم في الطاقة .226،225وقد أنشئ
الطاقة ،بما يشمل اعتماد برامج إعادة التجهيز، الصندوق لتوفير الموارد المالية للبرامج الكبرى التي
لم يتحقق لغاية اآلن تقدم فعلي كبير ،وال تزال تنفذها الوكالة في مجال كفاءة استخدام الطاقة.
الحوافز المقدمة لمستخدمي الطاقة قليلة عموما.
وإن وضع إطار مؤسسي قادر على تصميم وتطوير وتشكل هذه الترتيبات المتخصصة خطوات أولى قيمة
وتنسيق ونشر كافة أنشطة كفاءة استخدام الطاقة نحو توسيع نطاق برامج كفاءة استخدام الطاقة .إال أن
على الصعيد الوطني هو من األولويات المباشرة هذه الترتيبات ،التي تنشأ عادة كوحدات تعنى بإدارة
للبلدان التي لم تدرج موضوع كفاءة استخدام الطاقة المشاريع في المؤسسات المسؤولة عن كفاءة استخدام
في برامجها العامة والمتعلقة بالسياسات إال حديثا. الطاقة ،تتولى مسؤولية إدارة المشاريع ،وال تقدم حلوال
وأظهرت التجارب الدولية في البلدان الرائدة في هذا مستدامة لتوسيع نطاق كفاءة استخدام الطاقة في
المجال أن األطر المؤسسية ينبغي أن تكون لها واليات بيئة تجارية قابلة لالستمرار .أما ضمان االستدامة،
دقيقة وواضحة وميزانيات كافية ،وأن يخصص لها فيتطلب من المؤسسات المختصة أن تركز على وضع
موظفون ذوو كفاءة ،وأن تنظمها قواعد تنظيمية سياسات لتحقيق الكفاءة في استخدام الطاقة ،وتقييم
91
في البلدان التي تقل فيها السيولة النقدية والموارد وسياسات واضحة .وستؤدي هذه االعتبارات إلى
المتاحة لالستثمارات الطويلة األمد. نشوء تحديات جديدة في المنطقة العربية ،ال سيما
اإلطار .9دراسة لبرنامجين ناجحين في مجال كفاءة استخدام الطاقة في مصر وتونس
إن برنامج تخريد وإعادة تدوير المركبات ،الذي تنفذه الحكومة المصرية في منطقة القاهرة الكبرى ،نموذج لبرنامج واسع
أ
النطاق وناجح في مجال كفاءة استخدام الطاقة .وقد صمم المشروع الستبدال المركبات القديمة المفتقرة إلى الكفاءة
، 2009 بمركبات جديدة تستخدم الغاز الطبيعي المضغوط وقودا لمحركاتها .وبعد مشروعين تجريبيين في عامي 2005و
نفذ المشروع تجاريا باستخدام عمليات بسيطة وحوافز مالية مختلفة خالل الفترة ،2014-2010مستهدفا سيارات األجرة
البالغ عمرها أكثر من 22سنة العاملة في منطقة القاهرة الكبرى .ونجح البرنامج في تخريد وتدوير 49,608سيارة أجرة
قديمة ،استبدلت بمركبات تعمل بمحركات الغاز الطبيعي المضغوط ،ما أدى إلى وفورات في البنزين بلغت 550,000طن على
فترة عشر سنوات ،عالوة على تجنب 1.7مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون .وساهم المشروع في الحد من كمية
ملوثات الهواء الضارة المنبعثة في منطقة القاهرة الكبرى ،وساعد على تحسين جودة خدمات سيارات األجرة فيها وقد استند
إلى شراكة بين القطاعين العام والخاص ،وتولت وزارة المالية في مصر إدارته .وأتاحت خطة عمله لمالكي المركبات المشاركين
أن يستفيدوا من حوافز مالية مختلفة ،مول بعضها من القطاع العام ممثال بوزارة المالية ،وشملت تسديد ثمن المركبات
المستبدلة وإعفاء المركبات الجديدة من ضريبة المبيعات والرسوم الجمركية .وقدم تجار السيارات المشاركون في البرنامج
بدورهم خصومات على المركبات الجديدة تراوحت بين 25و 30في المائة من سعر السوق ،كما قدمت المصارف المشاركة
فائدة أقل من معدالت السوق على القروض المستخدمة لتمويل شراء المركبات الجديدة ،حيث قدمت وزارة المالية ضمانات
على القروض حين اقتضى األمر ذلك .ويمكن لمالكي المركبات أيضا أن يشاركوا في خطة إعالنية تخصص بموجبها حصة من
عائدات اإلعالنات للمصارف المقرضة ،لتسديد قسم من الدفعات المتوجبة عليهم .وأجريت كذلك تخفيضات على تكاليف
الصيانة وقطع الغيار والتأمين لمركبات األجرة الجديدة .وتتيح خطة البرنامج لمالكي المركبات تسديد القروض على فترة
معدلها ست سنواتب .وفي ضوء نجاح البرنامج في تحقيق أهدافه ،يمكن استنساخه بوصفه نموذجا لألعمال في إطار جهود
مماثلة في المنطقة العربية.
وفي تونس ،يمثل برنامج النجاعة الطاقية في القطاع الصناعي ،الممول من مرفق البيئة العالمي والبنك الدوليج ،حالة
تجدر دراستها كبرنامج لتوسيع نطاق كفاءة استخدام الطاقة في القطاع الصناعي .وتتضمن السبل المحددة لتحقيق أهداف
البرنامج معالجة التحديات الرئيسية التي تحول دون تنامي كفاءة استخدام الطاقة في القطاع الصناعي؛ والشروع في
إنشاء سوق مستدامة مخصصة لالستثمار في مجال كفاءة استخدام الطاقة في القطاع الصناعي في تونس؛ وتسريع معدل
تنفيذ المشاريع .وظلت تونس ،منذ عام ،1985رائدة بين البلدان النامية من حيث وضع السياسات واألطر المؤسسية الداعمة
لكفاءة استخدام الطاقة وموارد الطاقة المتجددة .ويشمل ما نفذته تونس من أدوات إجراء عمليات تدقيق إلزامية للمنشآت
الصناع ية؛ وتقديم حوافز مالية مختلفة إلجراء عمليات التدقيق تلك؛ وتنفيذ التدابير المحددة الرامية إلى تحقيق كفاءة
استخدام الطاقة ،من خالل برامج تعاقدية محددة مع الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة .إال أن العقود المبرمة في الواقع
لم يزد عددها عن 117عقدا في الفترة بين العامين 1987و ،2004ما سلط الضوء على ضرورة تكثيف الجهود لزيادة عدد
هذه العقود.
أنشأت الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة برنامج النجاعة الطاقية في القطاع الصناعي ،بهدف التغلب على العقبات التي
تعترض تطوير أسواق كفاءة استخدام الطاقة المستدامة في القطاع الصناعي .ومول كل من مرفق البيئة العالمي والبنك الدولي
هذا البرنامج ،بمبلغ قيمته 85مليون دوالر على فترة سبع سنوات اعتبارا من عام .2005وهدف المشروع إلى تمكين شركات
خدمات الطاقة بوصفها أداة لتعزيز أسواق كفاءة استخدام الطاقة.
وهدف برنامج النجاعة الطاقية في القطاع الصناعي إلى تحقيق الغايات الثالث التالية( :أ) تقديم دعم إضافي ،بنسبة 10في
المائة ،لالستثمارات في مجال كفاءة استخدام الطاقة؛ (ب) ضمان تنفيذ االستثمارات في مجال كفاءة استخدام الطاقة بموجب
عقود أداء الطاقة؛ (ج) تقديم المساعدة الفنية لجميع أصحاب المصلحة لتنفيذ هذه االستثمارات.
92
وإضافة إلى وحدة اإلدارة المخصصة التي أنشأتها الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة ،شكلت ثالث فرق عمل لمرافقة سير تنفيذ
معظم إجراءات البرنامج واإلشراف عليها ،وهي:
فرقة عمل معنية بمساعدة كبار مستخدمي الطاقة في قطاع الصناعة في إطار مساعيهم لحفظ الطاقة ،مع التركيز على •
الشركات الـ 200األكثر استهالكا للطاقة؛
فرقة عمل معنية بالتوليد المشترك للكهرباء ،واليتها دعم وضع إطار قانوني وتنظيمي من أجل تحقيق األهداف المتوخاة •
في هذا المجال؛
فرقة عمل معنية بالغاز الطبيعي ،تعنى بتشجيع استخدام الغاز الطبيعي في القطاع الصناعي كبديل عن المنتجات النفطية. •
وأشرفت فرق العمل الثالث على عملية التقييم الشامل الحتياجات القطاع من اإلجراءات الالزم اتخاذها لتحقيق كفاءة استخدام
الطاقة .وقد أدى هذا التقييم إلى اعتماد النهج التالية( :أ) تنفيذ إجراءات ،بالعمل عن كثب مع كافة الشركات الملزمة بالتدقيق في
استخدامها للطاقة ،عبر التواصل المباشر وزيارة مواقع الشركات مرارا ،وذلك لتحفيزها على إبرام عقود لتنفيذ برامج في مجال
كفاءة استخدام الطاقة؛ (ب) تطوير عملية لتنفيذ تدابير شاملة يمكن تطبيقها في عدة وحدات ضمن الفرع نفسه في القطاع
الصناعي ،وذلك في مدة أقل بكثير من الفترة الالزمة إلجراء عملية التدقيق؛ (ج) مرافقة سير عملية تنفيذ البرامج التعاقدية التي
أنشئت في ضوء نتائج هذه العملية ،أو من جراء اعتماد بعض التدابير الشاملة (كالمساعدة في إعداد التصميم الفني ،ووثائق
المناقصة واإلشراف على تنفيذها من قبل "خبراء مؤازرين" يتعاقد معهم من أجل تنفيذ أنشطة محددة).
وبحلول عام ،2010تضاعف عدد البرامج التعاقدية ست مرات تقريبا ،حتى بلغ 616برنامجا (بمعدل سنوي بلغ 80برنامجا
تعاقديا في الفترة بين العامين 2005و .)2010وبلغت وفورات الطاقة 1.616مليون طن من مكافئ النفط ،أي ما يمثل
انخفاضا بنسبة 10في المائة في استهالك الطاقة في المنشآت الصناعية المشاركة في برنامج نجاعة الطاقة .وبلغ عدد هذه
المنشآت 320منشأة ،وحصل البرنامج على استثمارات إجمالية قدرها 336مليون دينار تونسي ،قدمت الحكومة 40مليونا
منها في شكل دعم مالي من خالل الصندوق الوطني لوزارة الطاقة ،بينما استثمر القطاع الخاص المبلغ المتبقي .وأسفر هذا
البرنامج أيضا عن تركيب معدات تشغل بالغاز الطبيعي للتوليد المشترك للكهرباء في القطاع الصناعي ،بإنتاج يبلغ 55ميغاواط
من الكهرباء ،وباستثمارات بلغ مجموعها 61مليون دينار تونسي أتاحت تحقيق وفورات في الطاقة األولية قدرها 32,000طن
من مكافئ النفط في السنة .وقد حال البرنامج دون انبعاث ما قدر بنحو 4.2مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الفترة
.2012-2005
والقت دراستا الحالة نجاحا في تحقيق أهداف كفاءة استخدام الطاقة ،وحققتا بعضا من التغيير في برامج كفاءة استخدام
الطاقة المنفذة .إال أن بعض نماذج األعمال لم يكن مستداما إلى الحد الكافي ،ولم يحدث القفزة النوعية المتوقعة في توسيع
نطاق كفاءة استخدام الطاقة في القطاعات ذات الصلة.
المصادر:
أ.Korkor, 2014 .
ب.Energy Sector Management Assistance Program, 2010 .
ج.Missaoui, 2014 .
ويجب أن يتولى القطاع الخاص ،وخصوصا مؤسساته ويتطلب نجاح البرامج الواسعة النطاق لكفاءة
المالية ،دور القيادة في تعزيز االستثمار في الحلول استخدام الطاقة تعاونا وثيقا بين رواد األعمال،
والتكنولوجيات القائمة على كفاءة استخدام الطاقة، والمستثمرين ،والهيئات المعنية بالمرافق العامة،
وذلك بإتاحة منتجات مالية مالئمة لألسواق الوطنية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية .وفي العديد
ومختلف مجموعات مستخدمي الطاقة فيها .ويمكن من الحاالت ،يتطلب ذلك بذل جهود استباقية من
للمؤسسات المالية أن تتولى توفير حلول التمويل جانب الحكومات إلنشاء ودعم قنوات التعاون بين
الميسورة التكلفة لمالكي المنازل والمؤسسات مختلف الجهات االقتصادية الفاعلة ،بغية إحراز
التجارية ،لدعم االستثمار في الطاقة المتجددة التقدم الالزم في برنامج الحكومة المتعلق بكفاءة
وكفاءة استخدام الطاقة .ويتعين أيضا بذل مزيد من استخدام الطاقة.
93
الطلب على التوظيف .ويخفف التنويع من المخاطر الجهود لخفض تكلفة رأس المال على االستثمارات
المرتبطة بالتركيز االقتصادي المفرط الذي يفاقم تأثر المتصلة بقضايا المناخ ،توفير القروض واالستثمارات
االقتصاد باألحداث الخارجية ،كتقلب أسعار السلع التي تلبي احتياجات العديد من العمالء .ويمكن
المهيمنة على النشاط االقتصادي .ويمكن للتنوع أن للحكومات ومؤسسات التمويل الدولية أن تؤدي
يحسن أداء االقتصاد ،بالتخفيف من التقلبات وتمهيد دورا أساسيا في دعم المؤسسات المالية في
السبيل أمام تحقيق التنمية المستدامة (الهدف الثامن، مساعيها هذه.
الغاية .)8.2في الواقع ،يمكن للكفاءة في تطوير
وتنويع اإلنتاج ذي القيمة المضافة العالية ،خصوصا وتغيير سلوكيات وثقافة االستهالك بعد آخر من
إذا اقترنت بتصدير السلع والخدمات العالية الجودة، األبعاد األساسية لكفاءة استخدام الطاقة وممارسات
أن تخفف من تقلب االقتصاد وآثاره السلبية .وتدعو إعادة التجهيز .فعلى الصعيد الدولي ،كانت البرامج
الغايتان 8.3و 9.5من أهداف التنمية المستدامة إلى المعتمدة في البلدان التي حققت نجاحا ملحوظا في
التركيز على االبتكار والبحث والتطوير في شتى برامج إعادة التجهيز القائم على اعتبارات كفاءة
المجاالت التكنولوجية ،وهذا ما يشكل جوهر استخدام الطاقة مدفوعة بحوافز كاالستثمار في
التنويع االقتصادي والمحرك الدافع لعجلة التنمية إعادة التجهيز بوصفه تدبيرا يرمي إلى تحقيق
االجتماعية واالقتصادية. وفورات في التكاليف على األمد الطويل .غير أن هذه
البرامج لم تستند بالكامل إلى المتطلبات اإللزامية.
ويشكل التنويع في اقتصادات البلدان المنتجة للنفط وال شك في أن المعلومات أداة بالغة األهمية تساعد
والغاز واالبتعاد عن األنشطة القائمة على استخدام الجهات االقتصادية الفاعلة على اتخاذ القرارات
الوقود األحفوري ركيزة من ركائز زيادة المنعة والحد المناسبة .ولذلك ،على الحكومات تنفيذ حمالت
من الهشاشة الناتجة من أحوال السوق العالمية للطاقة للتوعية بشأن تدابير كفاءة استخدام الطاقة،
واألسواق االستهالكية خارج المنطقة العربية .ويؤدي تستهدف عموم الجمهور والمجتمعات المحلية،
التخفيف من التعويل على الصادرات ،واعتماد وتوضح خيارات التمويل المتاحة .وينبغي أن ترمي
اإليرادات الحكومية على صادرات النفط والغاز ،إلى هذه الحمالت إلى تغيير عادات هدر الطاقة الناجمة
التخفيف من التقلبات في مستويات الدخل وإتاحة عن قلة الوعي إلى سلوكيات تثمن الكفاءة في
المجال لتطور قطاعات بديلة .ويشمل ذلك تشجيع استخدام الطاقة.
الصناعات القائمة على الخدمات في جميع البلدان
العربية المنتجة للوقود األحفوري ،في ظل انفتاح .3إعطاء األولوية للتنويع
اقتصادي يزيد من مشاركة القطاع الخاص في االقتصادي الهيكلي
االقتصاد .ويمكن لعملية التنويع هذه أن تؤدي إلى
زيادة إنتاجية الطاقة ،إذ إن المنتجات ذات القيمة للتنويع االقتصادي دور ال غنى عنه في دعم التنمية
المضافة العالية تتطلب قدرا من موارد الطاقة أقل من االقتصادية وتحفيز خلق فرص العمل ،وهو أمر بات
المنتجات الكثيفة االستهالك للطاقة (اإلطار .)10 ملحا في المنطقة العربية نظرا للزيادة الشديدة في
94
بحسب دراسة أجراها مركز الملك عبد اهلل للدراسات والبحوث البترولية في المملكة العربية السعودية ،يجب ،لدى اعتماد
إنتاجية الطاقة كنموذج مفاهيمي لتصميم االستراتيجيات اإلنمائية الرامية إلى التنويع الصناعي ،التنبه إلى أن القطاعات ذات
القيمة المضافة العالية تستخدم منتجات أساسية ،بعضها كثيف االستخدام للطاقة ،في سالسل إمدادها .ولذلك ،يفضل تطوير
الصناعات ذات القيمة المضافة العالية باستخدام مواد انتجت من قبل وحدات محلية للصناعات الثقيلة تتسم بالكفاءة والقدرة
على التنافس عالميا .وبناء عالقة تكامل بين القطاعات ذات القيمة المضافة العالية والصناعات األساسية هو نموذج مثالي
للتنويع .وتبنى هذه العالقة من خالل إنتاج السلع الكثيفة االستهالك للطاقة محليا ،واستخدام وحدات صناعية تتسم بحسن
اإلدارة والكفاءة في استخدام الطاقة والقدرة العالية على المنافسة ،خصوصا في االقتصادات الغنية بالطاقة .والهدف من ذلك
هو "الحفاظ على المزايا التنافسية ،حيثما وجدت ،والبناء عليها للحصول على قيمة إضافية من إنتاج المنتجات واألنشطة
النهائية العالية القيمة".
وتقترح الدراسة النهج التالي لتطوير استراتيجية التنويع في سياقات كالتي سبق ذكرها:
ضمان أعلى مستويات الكفاءة في استخدام الطاقة لدى إنتاج المنتجات الكثيفة االستهالك للطاقة في البلد .ويجب وضع •
برامج شاملة تدعم هذه الغاية ،وترمي إلى رفع معايير الشركات بحيث تتماشى ،إن لم تتجاوز ،النقاط اإلرشادية الدولية
ذات الصلة .وقد يشمل ذلك فرض عقوبات على الشركات التي ال تتخذ التدابير الضرورية لالمتثال لتلك المعايير؛
إنشاء إطار صناعي وطني باستخدام قاعدة متينة وكفؤة تتألف من القطاعات الصناعية األساسية ،من بينها تلك الكثيفة •
االستخدام للطاقة ،وتطوير روابط في شبكات اإلمداد المحلية والدولية لتجهيز قطاعات الصناعات التحويلية والخدمات
الالحقة ذات القيمة المضافة العالية؛
التعزيز التدريجي للصناعات المتطورة ذات القيمة المضافة العالية ،وذلك من خالل تحسين مزاياها التنافسية عبر بناء •
القدرات ،ونقل التكنولوجيات ،واالستثمارات الدولية ،والتعليم والتدريب.
المصدر :استنادا إلى مركز الملك عبد اهلل للدراسات والبحوث البترولية واللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا.2018 ،
أخرى في مجلس التعاون الخليجي خالل السنوات تشير الحصة الكبيرة التي تشغلها إيرادات الوقود
األخيرة ،وتشمل رسوم البلدية والجمارك والتراخيص. األحفوري من الموارد المالية للدولة في العديد من
البلدان العربية إلى الدور المحوري للمؤسسات
ويمثل صندوق تثبيت أسعار النفط مكونا آخر متزايد التجارية المملوكة من الدولة في العديد من
األهمية في السياسة االقتصادية للبلدان المنتجة االقتصادات العربية .وفي نفس الوقت ،أدت الثروة
للوقود األحفوري .وتوجد أنواع عديدة من الصناديق النابعة من إيرادات النفط والغاز إلى اقتصادات تعتمد
في هذه البلدان ،ويمكن تصنيفها بوجه عام ضمن فيها الدولة على مورد الدخل هذا بشكل أساسي .وفي
الفئتين التاليتين( :أ) صناديق تثبيت أسعار النفط السنوات األخيرة ،بدأت بلدان عديدة منتجة للنفط
التي ترمي إلى حماية االقتصادات من التقلبات في والغاز بالتركيز على تنويع مصادر إيراداتها .على سبيل
إيرادات النفط والغاز على المدى القصير ،ولذلك المثال ،اعتمدت بلدان عربية عدة ،منها اإلمارات
تستخدم لتحقيق التوازن في الميزانية على أساس العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ،ضريبة
سنوي؛ (ب) صناديق الثروة السيادية ،التي ترمي إلى القيمة المضافة خالل الفترة .2272018-2017ويتوقع
خلق الثروة لألجيال المقبلة على المدى البعيد. أن توفر هذه الخطوة مصدرا جديدا وهاما لإليرادات
ووحدها الفئة الثانية يمكن اعتبارها خطوة نحو تنويع الحكومية ،تضاف إليه رسوم أخرى فرضتها دول
95
النفط في منتصف عام ،2014لجأت البلدان العربية إلى االقتصادات المنتجة للوقود األحفوري .أما الفئة
صناديقها الخاصة بتثبيت أسعار النفط بمعدالت األولى فهي ،بشكل رئيسي ،وسيلة لتحقيق توازن
متسارعة .وسحبت الهيئة العامة لالستثمار في في الميزانية على المدى القصير.
الكويت ،مثال ،ما مجموعه 55مليار دوالر من األصول
من صندوقها في الفترة بين تشرين األول/أكتوبر وصناديق الثروة السيادية ،بما تحمله من إمكانات لخلق
2014وتشرين الثاني/نوفمبر ،2017في حين سحبت القيمة على المدى البعيد ،هي أدوات قيمة يمكن أن
مؤسسة النقد العربي السعودي القابضة مبلغا هائال تستخدمها الدول المنتجة للنفط والغاز لتحويل أموال
قدره 243مليار دوالر .وصندوق االستثمارات العامة اليوم إلى أدوات لتوليد الدخل غدا ،وذلك باستخدام
هو ،بدوره ،شبيه بصندوق الثروات السيادية ،ويعتبر نهج متواز :استثمار المال اآلن في القطاعات الصناعية
محور االستراتيجية االقتصادية الطويلة األمد التي والتكنولوجية والمشاريع التي تضفي قيمة على
وضعتها الحكومة السعودية تحت مسمى رؤية عام االقتصاد الوطني والدولي وتخلق في نفس الوقت
.2030وقد تلقى هذا الصندوق نحو 219مليار دوالر عائدات ألجيال المستقبل على األمد البعيد .وتشمل
من األصول ،بينما تلقى جهاز أبو ظبي لالستثمار األمثلة على هذه الصناديق االستثمارات في
ما قيمته 55مليار دوالر ،وجهاز قطر لالستثمار التكنولوجيات الجديدة التي قد يفيد تطورها في خلق
ما قيمته 150مليار دوالر.228 وظائف جديدة محليا في قطاعات قائمة على المعرفة
(أي ذات منفعة مباشرة ألجيال اليوم) ،أو قد يؤدي إلى
والوضع مختلف تماما في البلدان العربية المنتجة للنفط أرباح طائلة في المستقبل (أي ذات نفع مستقبلي) .ومن
والغاز من غير دول مجلس التعاون الخليجي .فالجزائر التجارب الدولية في صناديق الثروة السيادية والنماذج
كادت تستنفد "صندوق ضبط اإليرادات" خالل سنوات المختلطة صناديق توزع الفوائد السنوية على عائدات
قليلة فقط ،حتى هبطت قيمته من 4,408مليار دينار النفط التي استثمرتها الحكومة لفائدة المواطنين ،في
جزائري في عام 2014إلى الحد النظامي األدنى صورة دخل مخصص لهم ،كما هو حال صندوق
المسموح في الصندوق والبالغ 784مليار دينار جزائري المتقاعدين في النرويج والصندوق الدائم في أالسكا.
في عام .2292016وتؤكد هذه األرقام التوازن الشديد
الدقة الذي يتعين أن تحدثه الصناديق بين دورها في وتوجد في المنطقة العربية صناديق عدة تندرج تحت
مساعدة البلدان على ضمان ثرواتها على المدى البعيد، كلتا الفئتين ولها قيمة مالية ضخمة (الجدول .)8
والتصدي للتقلبات في عائدات الوقود األحفوري والتي وصناديق االستثمار التي تحمل القيمة التراكمية األعلى
تهدد االستقرار المالي للبلدان التي ظل اقتصادها يعتمد الستثمارات الدولة توجد في اإلمارات العربية المتحدة،
بكثافة على النفط والغاز. وقد بلغت قيمتها اإلجمالية 1.385تريليون دوالر
بحلول نيسان/أبريل .2018بعد ذلك ،تحل المملكة
وسيكون للتنويع الهيكلي في اقتصادات البلدان العربية السعودية (بقيمة إجمالية قدرها 758مليار
المنتجة للنفط والغاز ،على نحو يتجاوز مجرد تنويع دوالر) ،ثم قطر ( 320مليار دوالر) .إال أن الصناديق
منابع اإليرادات ،دور محوري في بناء اقتصادات المدرجة في الجدول ليست كلها طويلة األمد.
مستدامة ومنيعة في كافة أنحاء المنطقة العربية. والصناديق التي يعتقد أنها طويلة األمد ،وهي من
فتنوع القاعدة االقتصادية يساعد على التخفيف من صناديق الثروة السيادية أكثر مما هي صناديق لتثبيت
هشاشة البلد الناتجة من اقتصار تلك القاعدة على أسعار النفط ،غالبا ما تكون في وضع ال يمكن اعتباره
قطاع تجاري وحيد أو سلعة منفردة. إال مختلطا في أحسن األحوال .ومنذ الهبوط في أسعار
96
القيمة (مليار
سنة اإلنشاء اسم الصندوق البلد
دوالر أمريكي)
828 1976 جهاز أبو ظبي لالستثمار أبو ظبي
123 2007 *
مجلس أبو ظبي لالستثمار
66.3 1984 *
شركة االستثمارات البترولية الدولية
125 2002 *
شركة مبادلة لالستثمار
اإلمارات العربية
209.5 2006 مؤسسة دبي لالستثمارات الحكومية دبي
المتحدة
غير متوفرة 2008 الشارقة إلدارة األصول الشارقة
غير متوفرة 2005 هيئة رأس الخيمة لالستثمار رأس الخيمة
34 2007 جهاز اإلمارات لالستثمار اتحادي
1 385.8 المجموع
494 غير متوفرة مؤسسة النقد العربي السعودي القابضة
المملكة العربية
250 2008 صندوق االستثمارات العامة
السعودية
758.4 المجموع
524 1953 الهيئة العامة لالستثمار الكويت
320 2005 جهاز قطر لالستثمار قطر
66 2006 المؤسسة الليبية لالستثمار ليبيا
18 1980 صندوق االحتياطي العام للدولة
6 2006 الصندوق العماني لالستثمار عمان
24 المجموع
10.6 2006 شركة ممتلكات البحرين القابضة البحرين
7.6 2000 صندوق ضبط اإليرادات الجزائر
0.9 2003 صندوق تنمية العراق العراق
0.3 2006 صندوق الهيدروكربونات الوطني موريتانيا
اإلصالحات االقتصادية التي شهدتها المنطقة العربية والتنويع االقتصادي مفيد أيضا لالقتصادات
خالل العقد األخير تركيزا خاصا لبرامج التنويع المستوردة الصافية للوقود األحفوري في المنطقة
االقتصادي ،وذلك للتصدي للتقلبات في أسعار النفط العربية ،ويساهم في تخفيض فواتير الكهرباء المترتبة
الدولية وغيرها من التحديات المالية والنقدية.230 عليها ،ويخفف من المخاطر التي تواجهها اقتصاداتها
غير أن التنويع االقتصادي هو ثمرة عملية مطولة قد في الفترات التي ترتفع فيها أسعار الوقود األحفوري
يستغرق إتمامها عقودا من الزمن. على الصعيد الدولي.
وبدأ العديد من بلدان المنطقة بالتوجه نحو التنويع وقد أدرك معظم البلدان العربية أهمية اتباع مسار
االقتصادي ،حتى في تسعينات القرن الماضي .وفي يقوم على التنويع االقتصادي ،بغية تعزيز المنعة
ارتفاع مستوى الناتج المحلي اإلجمالي في الجزائر في وجه التقلبات االقتصادية .في الواقع ،أولت
97
السكان ،ومستوى التطور التكنولوجي ،وتوفر الموارد وعمان واإلمارات العربية المتحدة خالل الفترة،
الطبيعية ،إضافة إلى طبيعة القاعدة االقتصادية 2015-1990يظهر توجه واضح يتمثل في انخفاض
الموجودة .ويتطلب تحقيق التنويع االقتصادي نصيب الصناعات القائمة على الطاقة من الناتج
استمرار اإلصالح في المنطقة ،بما في ذلك تحسين المحلي اإلجمالي ،مقابل ارتفاع في مساهمة قطاع
بيئة المؤسسات التجارية ،وانفتاح االقتصاد على الخدمات .ويالحظ ذلك أيضا ،وإن بدرجة أقل ،في
مزيد من التجارة واالستثمار ،وتحسين القدرة على مصر والمملكة العربية السعودية وتونس.231
الحصول على التمويل ،وتطوير األسواق المالية،
وتعزيز البيئة التنظيمية .كما يتطلب مزيدا من المرونة ظل التنويع االقتصادي محط التركيز األساسي في
في سوق العمل أثناء المطابقة على نحو أفضل بين البلدان العربية لعقود كثيرة .وعلى الرغم من التباين
المهارات التي تنتجها المنظومة التعليمية وبين بين البلدان العربية ،في حجمها وديموغرافيتها
احتياجات القطاع الخاص. وثرواتها ،يواجه معظمهما التحديات نفسها في خلق
وظائف تلبي تطلعات الشباب وتستجيب للتنامي
ويمثل توفر القوى العاملة ذات المهارات العالية السريع في عدد السكان .وما شهدته المنطقة من
عامال حاسما في نجاح خطط التنويع االقتصادي. اضطرابات اجتماعية وسياسية بدءا من أواخر عام
وينبغي على االستراتيجيات القطاعية التي ترمي 2010نبع ،بالدرجة األولى ،من إستياء المواطنين إزاء
إلى تنويع القواعد االقتصادية أن تتيح فرصا ظروفهم االجتماعية واالقتصادية .ويسلط هذا األمر
لتأهيل وتطوير القدرات والمهارات التي يحتاجها الضوء على أهمية التنويع االقتصادي في خفض
القطاع الخاص .ويعتمد النجاح أيضا على االستثمار معدالت البطالة لتحقيق االستقرار السياسي.
في مشاريع إلنشاء وتطوير البنى األساسية،
كالموانئ والطرق والكهرباء ،وإنشاء مناطق وبالفعل ،تأثرت خطط التنويع االقتصادي التي أطلقت
صناعية ،ما يساعد الصناعات الجديدة المزدهرة في المنطقة على مدى العقد األخير بمجموعة من
على الصعيد اللوجستي. العوامل ،منها الموقع الجغرافي ،والمناخ ،وعدد
في الجزائر ،يرتبط االقتصاد ارتباطا وثيقا بقطاع الهيدروكربونات الذي يسهم بحصة كبيرة من اإليرادات الحكومية ،عالوة على
ثلث الناتج المحلي اإلجمالي تقريبا .ويعتمد الناتج المحلي اإلجمالي الناجم عن غير هذا القطاع اعتمادا كبيرا على اإلنفاق الحكومي:
فالقطاع العام هو الذي يمول نسبة كبيرة من مشاريع التشييد والنقل ،كما أن االستهالك الحكومي يسهم بنسبة ال يستهان بها من
الناتج المحلي اإلجمالي .ويكتسي هذا االعتماد على قطاع الهيدروكربونات أهمية خاصة بالنسبة إلى الصادراتأ.
وعلى الرغم من ذلك ،سعت السلطات الجزائرية إلى إجراء إصالحات هيكلية لتنويع االقتصاد وتعزيز دينامية القطاع الخاص.
وقد عزز انخفاض أسعار النفط في عام 2014الحاجة الملحة إلى اإلسراع في هذه اإلصالحات.
واعتمدت الحكومة الجزائرية أحدث خططها الخمسية للتنمية االقتصادية واالجتماعية في أيار/مايو ،2014للفترة
. 2019-2015وتقضي هذه الخطة بأن يشمل االستثمار العام واإلصالح الهيكلي ،على المدى المتوسط ،المجاالت الرئيسية
ألنشطة الحكومة .وتنص على وضع "أهداف رفيعة المستوى ومبادرات على صعيد االقتصاد الكلي والقطاعات ،للتمهيد
لإلصالحات في القطاع المالي ،وإدارة الضرائب ،والشراكات بين القطاعين العام والخاص ،ومنظومة االستثمار وغيرها ،وتحسين
بيئة األعمال التجارية" .وترمي الخطة إلى دعم التنمية االجتماعية واالقتصادية عبر رعاية الدينامية والتنويع في القطاع
الخاص ،باتخاذ تدابير تشمل تشجيع البدائل عن الواردات.
98
وكشفت الحكومة في تموز/يوليو 2016عن نموذج جديد لتحقيق النمو ،يتضمن رؤية لتحويل االقتصاد بحلول عام ،2030
واستراتيجية متوسطة األمد للميزانية تغطي الفترة .2019-2016ومن أهم غايات اإلطار الجديد :تحقيق نمو بمعدل 6.5في
المائة من الناتج المحلي اإلجمالي من قطاعات غير قطاع الهيدروكربونات ،على امتداد العقد المقبل لغاية عام 2030؛ ومضاعفة
مساهمة قطاع الصناعات التحويلية في الناتج المحلي اإلجمالي ،من 5.3في المائة في عام 2015إلى 10في المائة بحلول
عام .2030وشملت المبادرات اعتماد نموذج جديد لالستثمار في تموز/يوليو ،2016وقانونا جديدا للجمارك في كانون
األول/ديسمبر ،2016ومشروع قانون بشأن الشراكة بين القطاعين العام والخاص في عام .2017
واعتمدت مدونة االستثمار الجديدة في تموز/يوليو ،2016وادرجت في القانون رقم 16-09المتعلق بترقية االستثمار،
وقانون المالية الصادر في السنة نفسها .وقد أتاح القانونان فرصة إلجراء مراجعة رشيدة لإلطار التشريعي المنظم لالستثمارات
في الجزائر.
وبموجب القانون ،16-09أزيلت قيود عديدة عن المستثمرين ،وقدمت مجموعة متكاملة من الحوافز .ويمكن لالستثمار في
اإلنتاج الجديد أو المحسن أن يتعزز نتيجة لتنفيذ ثالث خطط تشمل مجموعة من الحوافز المعتمدة على طبيعة االستثمار،
ولتطبيق منظومة من الحوافز اإلضافية على قطاعات السياحة والصناعة والزراعة وتلك التي يتوقع أن تولد عددا كبيرا من
فرص العملب.
وشهد اقتصاد اإلمارات العربية المتحدة تحوال سريعا خالل العقود األخيرة ،أدى إلى استثمار حصة كبيرة من عائدات النفط
في بنى أساسية ال تتصل بقطاع النفط ،بما شمل استحداث شركات نقل عالمية طليعية وتطوير مناطق للتجارة الحرة .واليوم،
ال تزيد حصة النفط من عائدات التصدير في اإلمارات العربية المتحدة على 50في المائة ،في وقت تؤدي فيه مجموعة من
األنشطة االقتصادية دورا هاما في ازدهار البلد اقتصاديا .ويشمل ذلك تشغيل خطوط نقل جوية فائقة تصل إلى أكثر من 150
جهة؛ والتخزين المبرد في جبل علي؛ وتاسع أكبر محطة طرفية لحاويات التخزين في العالم؛ وأعماال تجارية .فيوميا ،يرتاد نحو
324,000شخص أكبر مركزين تجاريين دوليين في دبي ،أي أكثر من 100مليون متسوق سنويا ،ما أسهم في اقتصاد البلد
بنحو 55مليار دوالر بحلول عام .2017
وتعمل دبي أيضا على تطوير أنشطة أخرى ،منها الجمع بين تطوير قطاع السفر وخدمات متطورة في مجال الرعاية الصحية
يقدمها أكثر من 3,000مرفق يعمل فيها 35,000متخصص في الصحة (يتوقع أن يرتفع هذان الرقمان إلى 4,000مرفق
و 40,000متخصص بحلول عام .)2020وقد اجتذبت دبي 630,833سائحا طبيا في عام ،2015ما ولد دخال قدره 400
مليون دوالر .وتلقى القطاع المالي أيضا الكثير من االهتمام ،مع إنشاء مركز دبي المالي العالمي الذي أصبح محورا ماليا في
الشرق األوسط .والمرجو أن يصبح هذا المركز من أكبر عشرة مراكز في العالم بحلول عام ،2024مع االرتفاع المتوقع لعدد
الشركات العاملة فيه من 362شركة في عام 2014إلى 1,000شركة بحلول عام .2024
وتطور اإلمارات العربية المتحدة أيضا بيئات ومرافق تمكينية لتشجيع أنشطة ريادة األعمال ،ومنها المسرعات والحاضنات
المصممة لمساعدة المؤسسات التجارية الصغيرة على النمو .وتشجع المناطق الحرة ،كواحة دبي للسيليكون ،المؤسسات
التجارية الناشئة في مختلف القطاعات التكنولوجية ،وتتيح التمويل باألسهم ،واإلشراف والدعم القانوني .وهي تساعد أيضا
على بناء مستقبل اإلمارات العربية المتحدة بما يتجاوز نموها الناجم عن عائدات النفطج.
وتماشيا مع رؤية 2021د ،الرامية إلى "أن تكون اإلمارات العربية المتحدة ضمن أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي
لالتحاد" ،حاز التنوي ع مكانة عليا على سلم أولويات خطة التنمية الوطنية في اإلمارات العربية المتحدة .وتمحورت الرؤية حول
ستة عناصر تمثل القطاعات الرئيسية التي سيركز عليها العمل الحكومي خالل السنوات المقبلة ،ومنها بناء مجتمع تنافسي قائم
على المعرفة .وتضمنت أولويات الخطة أيضا تحق يق مستويات عالية من الرعاية الصحية ،والتعليم ،والبيئة المستدامة ،والبنى
األساسية ،والسالمة العامة ،والمنظومة القضائية العادلة ،وتماسك المجتمع والحفاظ على هويته.
المصادر:
أ.IMF, 2014 .
ب.Oxford Business Group, 2017 .
ج.Sharaf, 2016 .
د.United Arab Emirates, 2014 .
خالصة .3
101
.3خالصة
المائية من التلوث .وقد بدأ تدريجيا عدد قليل فقط على مدى عقود عديدة ،أدت الطاقة دورا محوريا
من البلدان في اتخاذ الخطوات األولى في االتجاه في دفع عجلة التقدم االجتماعي واالقتصادي في
الصحيح .ولطالما كان لألنظمة األخرى تأثير سلبي المنطقة العربية .ويسهم إنتاج واستهالك الطاقة في
على استهالك الطاقة ،مثل دعم الطاقة الذي جعل تحديد مدى إمكانية الوصول إلى مجموعة كاملة من
الوقود األحفوري زهيد الثمن بشكل مصطنع مقارنة األهداف اإلنمائية غير المتعلقة بالطاقة في المستقبل،
بالبدائل ،وهو ما يحدث خلال في أنماط الطلب على منها القضاء على الفقر ،وضمان وصول الجميع إلى
الطاقة ،باألخص في البلدان المتوسطة والمرتفعة الخدمات الصحية والتعليم ،وتعزيز النمو االقتصادي،
الدخل .وفي الوقت نفسه ،فإن العديد من البلدان وبناء مجتمعات مستدامة ،وحماية الموارد الطبيعية
تفتقر إلى آليات بديلة لحماية الفقراء ،وهي معضلة في البر والبحر ،ومكافحة تغير المناخ .فالنمو
لم تحل بعد ،ال سيما في البلدان العربية األقل نموا االجتماعي واالقتصادي السريع للمنطقة العربية،
والبلدان ذات الدخل المتوسط األدنى ،وستظل تمثل وازدهار صناعاتها وحياة سكانها ،والتطلعات
تحديا لصانعي السياسات في العقود المقبلة. االجتماعية واالقتصادية لشعوبها ،كلها عوامل تحتم
إعادة النظر في الوضع القائم منذ أمد طويل في
وفيما اكتسبت اإلدارة المستدامة للطاقة شعبية أنماط العرض والطلب على الطاقة .وال بد من تغيير
كمفهوم سياسي في المنطقة العربية مؤخرا ،ففي أنماط استخدام الموارد الطبيعية وموارد الطاقة في
العديد من الحاالت ،يستمر إغفال أهمية اإلدارة المنطقة العربية لضمان استفادة األجيال الحالية
الفعالة ،والتشريعات الحكومية ،والسياسات العامة والقادمة من نظم طاقة مأمونة ،وكافية ،ومستدامة.
في هذا المجال .وينطبق األمر نفسه على الشروط
الهيكلية األساسية ،من قبيل زيادة الفعالية في إدارة والتحديات القائمة في هذا المجال ال تبرز ضرورة
األسواق المحلية ،والنقل ،والبيئة .ومع ذلك ،فإن الحوكمة المستقبلية الجيدة فحسب ،بل تؤكد أيضا
العديد من المشاريع اإلرشادية التجريبية وتلك التي على دور المجتمع المدني وقطاع األعمال في اإلسهام
يتوخى منها الفخر في المنطقة العربية أظهرت في تشكيل اقتصادات قادرة على إدارة الموارد على
النجاح الذي قد يحققه االستثمار في حلول الطاقة نحو مستدام ،وتوفير الفرص التي تتيح آفاقا اقتصادية
المستدامة ،مثل مشاريع إمداد األرياف بالكهرباء، ناجحة في المنطقة العربية لشباب بات أكثر تعلما
بتركيب ألواح شمسية على األسطح ،وإمداد شبكات وطموحا .ويبدو أن لالستهالك المفرط للموارد الطبيعية
النقل العام الجديدة في المدن ،وإجراء تحسينات للبلدان العربية ،وما يترتب عنه من هدر وعدم كفاءة،
حديثة في مجال كفاءة استخدام الطاقة في قطاع ثمنا باهظا ،بما في ذلك في المجال السياسي.
البناء والصناعات.
وتفتقر المنطقة العربية بشكل واضح إلى السياسات
وينبغي إيالء اهتمام خاص إلى الصالت القائمة واألنظمة المنهجية الرامية إلى تحقيق زيادة الكفاءة
بين الحصول على الطاقة ،والقضاء على الفقر، في استخدام الطاقة ،وحماية األراضي والموارد
102
الحلول الالمركزية للطاقة ،وتكثيف تجارة الطاقة، وعدم المساواة ،وأمن المياه واألمن الغذائي ،والصحة،
وإيجاد قيمة للكربون؛ (ج) تعميم مفهوم إنتاجية والتعليم ،وفرص العمل ،والمدن المستدامة ،وتغير
الطاقة ،ما يساعد في نشر فكرة تحقيق استفادة المناخ ،والنقل ،والالجئين ،والنزوح بمختلف أشكاله.
قصوى من منافع الطاقة في مجال االقتصاد ،أو إنجاز
المزيد بموارد أقل ،وفصل النمو عن استهالك الطاقة وإعطاء األولوية لإلجراءات والسياسات والبرامج
من أجل الجيل الحالي واألجيال القادمة .وفي الوقت التي تعزز تطوير نظم الطاقة المستدامة واالستثمار
نفسه ،يجب معالجة الثغرات الواضحة التي تشوب في هذا المجال يمكن ،بل يجب ،ربطه بتمكين المرأة
مسألة الحصول على الطاقة خالل العقد القادم، والشباب ذوي التحصيل العلمي المرتفع في المنطقة.
كشرط مسبق للنمو والتنمية ،وليس في األجزاء األكثر ومن شأن الشباب والنساء أداء دور حاسم في
ثراء من المنطقة فحسب ،بل في أكثرها فقرا أيضا. تصميم الخدمات الحديثة في مجال الطاقة،
كما في إنتاجها وتوزيعها ،بفضل مهاراتهم التقنية
ويرتكز بناء االقتصادات المستدامة أيضا على اعتراف والتجارية ،وسيسهمون كذلك في وضع مخططات
صانعي السياسات ،واألوساط األكاديمية ،ووسائل التمويل الرامية إلى دعم البرامج المراعية للمساواة
اإلعالم ،والمجتمع المدني ،بقدرة المنطقة العربية بين الجنسين والموجهة للمجتمع المحلي ،وحصول
على استخدام الطاقة والموارد الطبيعية بشكل أفضل المرأة على رأس المال .232ومن أجل االستفادة من
بكثير من االستخدام الحالي .ولهذا األمر أهمية قدرات الشباب والنساء ،من المهم وضع سياسات
خاصة في بلدان المنطقة العربية المتوسطة والمرتفعة أكثر مراعاة للشباب ولمنظور الجنسين ،وضمان
الدخل ،حيث اقترنت المعدالت العالية للحصول على مشاركتهم وتمثيلهم على قدم المساواة ،واعتراف
الطاقة الحديثة بارتفاع مستويات الدخل ،والسكان، هيئات صنع القرار في مؤسسات الطاقة بمصالحهم.
ومتوسط العمر المتوقع ،والهياكل الصناعية ،لتؤدي
إلى درجة عالية من األنماط غير المستدامة في وللبلدان العربية ،بدءا من بعض أشدها فقرا ووصوال
استهالك وإنتاج الطاقة .وتدمير البيئة إلى جانب إلى أكثرها ثراء عالميا ،طائفة واسعة من التجارب في
تلوث أماكن العيش ،وال سيما في المدن العربية ،هما مجال التنمية االجتماعية واالقتصادية ،والتي تثبت
مصدر قلق كبير من وجهة نظر اجتماعية ،ويؤديان أن ال "حال سحريا" ألوجه الهشاشة في مجال الطاقة
في نهاية المطاف إلى بيئة غير مستدامة .وفي ظل في المنطقة العربية .ولهذا ،يسلط هذا التقرير الضوء
الصمت الذي يحيط بالقضايا البيئية في العديد من على بعض اإلجراءات التي يوصى بتطبيقها ،والتي
المجتمعات العربية ،فإعادة ترتيب األولويات في يمكن تعزيزها وتكييفها بما يتناسب مع احتياجات
مجال إدارة الموارد الطبيعية ،حيث تضطلع كل من البلدان المختلفة.
الطاقة والمياه بدور رئيسي ،أحد السبل الرئيسية
لتعزيز المشاركة التصاعدية. وعموما ،تتمحور هذه اإلجراءات حول الركائز الثالث
التالية( :أ) اتباع استراتيجيات أكثر منهجية إلدارة
والمنطقة العربية خير دليل على أنه لم يعد في الطلب في وضع السياسات العامة ،بسبل منها زيادة
اإلمكان فصل التقدم في المسائل المتعلقة بالطاقة فعالية سياسات التسعير ،ونظم كفاءة استخدام
عن أهداف التنمية االجتماعية واالقتصادية األخرى، الطاقة ،واالستثمار في البنى األساسية والمعلومات
بل بات شرطا أساسيا لحفز التقدم على نحو مستدام. المتعلقة بها؛ (ب) تنويع الطاقة على صعيد العرض،
ومعالجة أوجه الهشاشة في مجاالت الطاقة في بطرق منها استخدام الطاقة النظيفة ،وزيادة استخدام
103
في إتاحة الفرص االقتصادية للشباب وتحسين المنطقة العربية هي أولوية إنمائية أساسية ،في آن
مستواهم المعيشي .كما أنها محرك رئيسي للتنمية واحد ،لنجاح خطة عام 2030وتحقيق أهداف أخرى
االجتماعية واالقتصادية الواسعة النطاق ،ولتحقيق تتجاوز نطاق هذه الخطة .وإن القدرة على تسخير
المساواة بين الجنسين ،وتمكين المرأة ،واإلنصاف بين فوائد الموارد الطبيعية من خالل الخيارات المناسبة
األجيال ،وهي عوامل محورية في دفع عجلة االزدهار من البنى األساسية ،والتكنولوجيا ،والحوكمة،
الطويل األمد في المنطقة العربية. والممارسات اإلدارية المستدامة ،ستؤدي دورا أساسيا
105
المراجع
بالعربية
األسدي ،محمد شجاع ( .)2017النقل العام في األردن :دراسة عن السياسات ومراجعة عامة لمسودة قانون تنظيم نقل الركاب لسنة .2016
عمان :مؤسسة فريدريش ايربت.https://library.fes.de/pdf-files/bueros/amman/13222.pdf .
األمم المتحدة ( .)2016بعد خمسة أعوام من الصراع في سوريا :أكبر أزمة لجوء ونزوح في عصرنا تتطلب تضامنا أكبر 15 ،آذار/مارس.
.https://www.unhcr.org/ar/news/latest/2016/3/56e7bb806.html
__________ ( .)2018الهدف – 7ضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة.
.https://www.un.org/sustainabledevelopment/ar/energy
األمم المتحدة ،اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا ( .)2015التوقعات المناخية ومؤشرات الظواهر المناخية المتطرفة في المنطقة
العربية .المبادرة اإلقليمية لتقييم أثر تغير المناخ على الموارد المائية وقابلية تأثر القطاعات االجتماعية واالقتصادية في المنطقة
العربية .E/ESCWA/SDPD/2015/Booklet.2 .بيروت.
__________ ( .)2016تنمية قدرة البلدان األعضاء في اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا (اإلسكوا) لمعالجة الترابط بين المياه
والطاقة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة :أداة السياسات اإلقليمية .E/ESCWA/SDPD/2016/MANUAL .بيروت.
__________ ( .)2017التقدم المحرز في المنطقة العربية في مجال الطاقة المستدامة :التقرير اإلقليمي في إطار الرصد العالمي.
.E/ESCWA/SDPD/2017/2بيروت.
__________ ( .)2018تغير المناخ والحد من مخاطر الكوارث في المنطقة العربية .تقرير المياه والتنمية السابع.
.E/ESCWA/SDPD/2017/3بيروت.
بارينجتون ،ليزا ( .)2018لبنان يبدأ التنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحله 29 ،أيار/مايو.
.https://arabic.euronews.com/2018/05/29/business-4176855
106
بديعي ،سارة ( .)2018لمحة عن الكهرباء في اليمن :المساعدة في تعزيز الطاقة الشمسية من خالل ريادة األعمال واالبتكار بقلم :سارة بديع،
12نيسان/أبريل.http://blogs.worldbank.org/arabvoices/ar/node/2618 .
تونس ( .)2017أمر حكومي عدد 983لسنة 2017مؤرخ في 26جويلية 2017يتعلق بضبط قواعد تنظيم وتسيير وكيفية تدخل صندوق
االنتقال الطاقي .الرائد الرسمي للجمهورية التونسية ،عدد ( 71-70أيلول/سبتمبر) ،ص.2925 .
.http://www.cnudst.rnrt.tn/jortsrc/2017/2017a/ja0712017.pdf
سلطة الطاقة والموارد الطبيعية الفلسطينية ( .)2013برنامج الصندوق الدوار (للقطاع الحكومي الفلسطيني) .غزة.
.http://www.penra.pna.ps/ar/Uploads/Files/box.pdf
صندوق النقد العربي ( .)2017التقرير االقتصادي العربي الموحد .2017أبو ظبي.https://bit.ly/2zuwfjt .
CNNبالعربية ( .)2016أسعار المحروقات بالمغرب تخلف سخطا على المواقع االجتماعية .ودعوات للمقاطعة 14 ،تشرين الثاني/نوفمبر.
.https://arabic.cnn.com/world/2016/11/15/oil-prices-morocco-criticism
مركز الملك عبد اهلل للدراسات والبحوث البترولية ،واللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا ( .)2018النمو من خالل التنوع وكفاية
الطاقة :إنتاجية الطاقة في المملكة العربية السعودية .تقرير استشاري .KS-2018—DP024-ARA ،الرياض :مركز الملك عبد اهلل
للدراسات والبحوث البترولية.
مصادر (دون تاريخ) .نور فلسطين -برنامج مصادر للطاقة الشمسية.http://www.massader.ps/ar/page/1513260694 .
استرجعت في 11كانون األول/ديسمبر .2018
__________ ( .)2016تشغيل أول منشأة في الشرق األوسط وشمال أفريقيا اللتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه،
5تشرين الثاني/نوفمبرhttps://masdar.ae/ar/news-and-events/news/2017/11/23/menas-first-carbon-capture- .
.utilisation--amp-storage-ccus-project-now-on-stream-23
المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين (2018أ) .حالة الطوارئ في سوريا.
.https://www.unhcr.org/ar/58fc758e10.htmlاسترجعت في 12آب/أغسطس .2018
هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ( .)2017التقرير السنوي .2017الدمام.
.http://www.gccia.com.sa/Data/Downloads/Reports/FILE_22.pdf
باإلنكليزية
Agence France-Presse )2018(. Gaza’s only power plant shuts down over fuel shortage, 15 February. Available at
https://www.timesofisrael.com/gazas-only-power-plant-shuts-down-over-fuel-shortage/.
Aggarwal, Dinesh (2015). Terminal Evaluation Report of UNDP/GEF Project: Energy Efficiency Standards and
Labelling at Jordan. Amman: National Energy Research Centre.
107
Ahram Online (2016). Egypt healthcare, education bill to account for 17% of govt spending in FY16/17, 18 April.
Available at http://english.ahram.org.eg/NewsContent/3/12/201887/Business/Economy/Egypt-healthcare,-
education-bill-to-account-for--o.aspx.
Al-Alawi, J., S. Sud, and D. McGillis (1991). Planning of the Gulf states interconnection. Paper presented at the
IEE, Fifth International Conference on AC and DC Power Transmission. United Kingdom, 17-20 September.
Available at https://ieeexplore.ieee.org/document/153877.
Alrashed, Farajallah, and Muhammad Asif (2015). An exploratory of residents’ views towards applying renewable
energy systems in Saudi dwellings. Energy Procedia, vol. 75 (August).
Alstone, Peter, and others (2011). Expanding Women’s Role in Africa’s Modern Off-grid Lighting Market.
Washington, D.C.: World Bank Group.
APICORP (2017a). Bahrain LNG: a game changer for the kingdom. APICORP Energy Research, vol. 02, No. 08
(June). Available at http://www.apicorp-
arabia.com/Research/EnergyReseach/2017/APICORP_Energy_Research_V02_N08_2017.pdf.
__________ (2017b). MENA energy investment outlook – cautious optimism. APICORP Energy Research, vol. 02,
No. 05, Special report (February/March). Available at http://www.apicorp-
arabia.com/Research/EnergyReseach/2017/APICORP-Energy-Research_V02_N05_special_report-2017-.pdf.
__________ (2017c). Solar energy in the UAE: impressive progress. APICORP Energy Research, vol. 03, No. 02
(November). Available at http://www.apicorp-
arabia.com/Research/EnergyReseach/2017/APICORP_Energy_Research_V03_N02_2017.pdf.
__________ (2018a). Renewables in the Arab world: maintaining momentum. APICORP Energy Research, vol. 03,
No. 08 (May). Available at http://www.apicorp-
arabia.com/Research/EnergyReseach/2018/APICORP_Energy_Research_V03_N08_2018.pdf.
__________ )2018b(. The critical role of multilateral institutions in MENA’s renewable sector. APICORP Energy
Research, vol. 03, No. 10 (July). Available at http://www.apicorp-
arabia.com/Research/EnergyReseach/2018/APICORP_Energy_Research_V03_N10_2018.pdf.
Al-Asaad, Hassan K. (2008). GCC: the backbone of power sector reform, December. Available at
https://www.powerengineeringint.com/articles/print/volume-16/issue-10/power-reports/gcc-the-backbone-of-
power-sector-reform.html.
Badr, Yaroub (2018). ESCWA project proposal: towards a strategic common vision for the development of future
multi-modal transport in the Arab Region. Presentation at the AASTMT Forum on Global Impact of the Belt
and Road Initiative on the Arab Region. Alexandria, 17-18 September.
Baldwin, Derek (2016). New car fuel economy standard for UAE, 28 September. Available at
https://www.zawya.com/uae/en/economy/story/New_car_fuel_economy_standard_for_UAE-
GN_27092016_280950/.
BBC News (2016). Syria conflict: UN says water and power cuts threaten two million, 9 august. Available at
https://www.bbc.com/news/world-middle-east-37021305.
Bean, Patrick (2014). The case for energy productivity: it’s not just semantics. KAPSARC Discussion Paper,
KS-1402-DP01B (March). Riyadh: King Abdullah Petroleum Studies and Research Center.
Bekdash, Hania, and Erin Taylor )n.d.(. Yemen’s local green revolution: empowerment of women and youth.
Women Influencing Health, Education, and Rule of Law. Available at http://www.wi-her.org/yemens-local-
green-revolution-empowerment-of-women-and-youth/.
108
Bellanca, Raffaella (2014). Sustainable Energy Provision Among Displaced Populations: Policy and Practice.
London: Chatham House, the Royal Institute of International Affairs. Available at
https://www.chathamhouse.org/sites/default/files/field/field_document/20141201EnergyDisplacedPopulation
sPolicyPracticeBellanca.pdf.
British Petroleum (2018). BP Statistical Review of World Energy 2018, 67th edition. London. Available at
https://www.bp.com/content/dam/bp/en/corporate/pdf/energy-economics/statistical-review/bp-stats-review-
2018-full-report.pdf.
Butt, Gerald (2017). Saudi Arabia: LNG ahead, 30 October. Available at https://www.petroleum-
economist.com/articles/midstream-downstream/lng/2017/saudi-arabia-lng-ahead.
Center for Climate and Energy Solutions (2011). A Survey of Company Perspectives on Low- Carbon Business
Innovations. Arlington.
Camos, Daniel, and others (2018). Shedding Light on Electricity Utilities in the Middle East and North Africa:
Insights from a Performance Diagnostic. Washington, D.C.: World Bank. Available at
http://pubdocs.worldbank.org/en/321041510686645398/mena-electricity-report-overview-ENG.pdf.
CEDIGAZ, the International Association for Natural Gas (n.d.). The Natural Gas Statistical Database. Available at
http://www.cedigaz.org/products/natural-gas-database.aspx. Accessed on 10 December 2018.
Choynowski, Peter (2002). Measuring willingness to pay for electricity. ERD Technical Note Series, No. 3.
Manila: Asian Development Bank.
Cuesta, Jose, AbdelRahmen El-Lahga, and Gabriel Lara Ibarra (2015). The socioeconomic impacts of energy
reform in Tunisia: a simulation approach. Policy Research Working Paper, No. 7312. Washington, D.C.:
World Bank.
Darbouche, Hakim, Laura El-Katiri, and Bassam Fattouh (2012). East Mediterranean gas: what kind of game
changer? OIES Working Paper, NG 71. Oxford: Oxford Institute for Energy Studies.
Dargin, Justin (2008). The dolphin project: the development of a Gulf gas initiative. OIES Working Paper, NG22.
Oxford: Oxford Institute for Energy Studies.
Derbel, Ahmed, and Younes Boujelbene (2016). The performance analysis of public transport operators in Tunisia
using Er approach. Global Journal of Management and Business Research, vol. 16, No. 1.
Dref, Nadia (2018). Efficacité énergétique: un paquet de mesures dès cette année. L’economiste, No. 5181, 03.
January.
ECONOLER (2016). Etihad ESCO, the implementation of a super ESCO in Dubai. Power Point presented at the
Asian Clean Energy Forum. Manila, June. Available at https://d2oc0ihd6a5bt.cloudfront.net/wp-
content/uploads/sites/837/2016/04/2ND-Normand-Michaud-Etihad_ESCO_Presentation_20160608.pdf.
Energy Sector Management Assistance Program (2010). Good practices in city energy efficiency: Cairo, Arab
Republic of Egypt – taxi scrapping and recycling project. Available at
https://www.esmap.org/sites/default/files/esmap-files/CS_Cairo_Taxi_Scrapping_and_Recycling_062910.pdf.
Egypt Today (2018). Egypt cancels smart cards, fuel subsidies end next year, 20 June. Available at
http://www.egypttoday.com/Article/3/52445/Egypt-cancels-smart-cards-fuel-subsidies-end-next-year.
England, Andrew, and Abeer Allam (2010). Saudi oil chief fears domestic risk to exports. Financial Times, 27
April. Available at https://www.ft.com/content/126c7c5e-5156-11df-bed9-00144feab49a.
European Bank for Reconstruction and Development (2018). Regulatory support for renewable energy build-own-
operate (BOO) projects in Egypt, invitation for expressions of interest (CSU), London, 16 March. Available at
https://www.ebrd.com/cs/Satellite?c=Content&cid=1395272621194&d=Mobile&pagename=EBRD%2FC
ontent%2FContentLayout.
109
European Commission (2018). Yemen factsheet, 12 November. Brussels: European Civil Protection and
Humanitarian Aid Operations. Available at https://ec.europa.eu/echo/where/middle-east/yemen_en.
Farrell, Diana, and others (2008). The Case for Investing in Energy Productivity. San Francisco: McKinsey Global
Institute. Available at https://www.mckinsey.com/business-functions/sustainability-and-resource-
productivity/our-insights/the-case-for-investing-in-energy-productivity.
Fattouh, Bassam, and Jonathan Stern, eds. (2011). Natural Gas Markets in the Middle East and North Africa.
Oxford: Oxford University Press.
Fattouh, Bassam, and Laura El-Katiri (2012a). Energy and Arab economic development. Arab Human
Development Report Research Paper Series. New York: United Nations Development Programme.
Available at http://www.arab-hdr.org/publications/other/ahdrps/ENGFattouhKatiriV2.pdf.
__________ (2012b). Energy subsidies in the Arab world. Arab Human Development Report Research Paper Series.
New York: United Nations Development Programme. Available at http://www.arab-
hdr.org/publications/other/ahdrps/Energy%20Subsidies-Bassam%20Fattouh-Final.pdf.
Fattouh, Bassam, Anpama Sen, and Tom Moerenhout (2016). Striking the Right Balance? GCC Energy Pricing
Reforms in a Low Price Environment. Oxford: Oxford Institute for Energy Studies.
Feteha, Ahmed, and Salma El Wardany (2017). Egypt to generate 42% of electricity from renewables by 2025,
18 December. Available at https://www.bloomberg.com/news/articles/2017-12-18/egypt-to-generate-42-of-
electricity-from-renewables-by-2025.
Food and Agriculture Organization of the United Nations (2014). The water-energy-food nexus at FAO. Concept
Note, May. Rome.
__________ (2015). Regional Overview of Food Insecurity, Near East and North Africa: Strengthening Regional
Collaboration to Build Resilience for Food Security and Nutrition. Cairo. Available at http://www.fao.org/3/a-
i4644e.pdf.
Ghazal, Mohammad (2018). Jordan to replace planned nuclear plant with smaller, cheaper facility. Jordan Times,
26 May. Available at http://www.jordantimes.com/news/local/jordan-replace-planned-nuclear-plant-smaller-
cheaper-facility.
Gulf Petrochemicals and Chemicals Association (2017). The GCC Petrochemical and Chemical Industry. Facts and
Figures 2016. Dubai. Available at http://gpca.org.ae/2017/12/03/the-gcc-petrochemical-and-chemical-
industry-facts-and-figures-2016/.
Global Energy Interconnection Development and Cooperation Organization (2017). Global Energy Interconnection
Action Plan to. Promote the 2030 Agenda for Sustainable Development. Beijing. Available at
http://geidco.org/html/zt1101/down/data05_en.pdf.
Glanz, James, and Stephen Farrell (2007). Militias seizing control of Iraqi electricity grid. New York Times,
23 August. Available at https://www.nytimes.com/2007/08/23/world/middleeast/23electricity.html.
del Granado, Javier Arze, David Coady, and Robert Gillingham (2010). The unequal benefits of fuel subsidies:
a review of evidence for developing countries. IMF Working Paper, WP/10/202. Washington, D.C.:
International Monetary Fund.
Graves, LeAnne (2017). Morocco breaks ground on $220m Noor Ouarzazate IV solar plant, 2 April. Available at
https://www.thenational.ae/business/morocco-breaks-ground-on-220m-noor-ouarzazate-iv-solar-plant-
1.90315.
Griffin, Peter, Thomas Laursen, and James Robertson (2016). Egypt: guiding reform of energy subsidies
long-term. Policy Research Working Paper, No. 7571. Washington, D.C.: World Bank.
Gunning, Rebecca (2014). The Current State of Sustainable Energy Provision for Displaced Populations:
An Analysis. London: Chatham House. Available at
https://www.chathamhouse.org/sites/default/files/field/field_document/20141201EnergyDisplacedPopulation
sGunning.pdf.
Hensher, David A., Nina Shore, and Kenneth Train (2014). Willingness to pay for residential electricity supply
quality and reliability. Applied Energy, vol. 115 (February), pp. 280-292.
Al-Hinti, I. and H. Al-Sallami )2017(. Potentials and barriers of energy saving in Jordan’s residential sector
through thermal insulation. Jordan Journal of Mechanical and Industrial Engineering, vol. 11, No. 3
(September).
Inchauste, Gabriela, and David G. Victor, eds. (2017). The Political Economy of Energy Subsidy Reform.
Directions in Development. Washington, D.C.: World Bank.
Intergovernmental Panel on Climate Change (2005). IPCC Special Report on Carbon Dioxide Capture and Storage.
New York: Cambridge University Press.
International Energy Agency (2013). Energy Efficiency Policies for the SEMED-Arab Region: an Energy Efficiency
Experts’ Roundtable Report, Amman, 15-16 April. Available at
http://www.iea.org/media/workshops/2013/semedmenaroundtable/SEMEDArabRegionalEEPRWorkshopRepor
tfinalOctober2014forwebAG.pdf.
__________ (2017). Energy Efficiency 2017. Paris: Organisation for Economic Co-operation and Development;
International Energy Agency. Available at
https://www.iea.org/publications/freepublications/publication/Energy_Efficiency_2017.pdf.
__________ (2018b). World Energy Statistics and Balances Database, world energy balances. Available at
https://www.oecd-ilibrary.org/energy/data/iea-world-energy-statistics-and-balances/world-energy-
statistics_data-00510-
en?parentId=http%3A%2F%2Finstance.metastore.ingenta.com%2Fcontent%2Fcollection%2Fenestats-
data-en. Accessed on 15 October 2018.
International Energy Agency, and others (2010). Analysis of the Scope of Energy Subsidies and Suggestions for
the G-20 Initiative, Joint Report Prepared for submission to the G-20 Summit Meeting Toronto (Canada),
26-27 June 2010. Washington, D.C.: World Bank. Available at
http://documents.worldbank.org/curated/en/959281468160496244/Analysis-of-the-scope-of-energy-
subsidies-and-suggestions-for-the-G-20-initiative.
__________ (2018). Tracking SDG7: The Energy Progress Report 2018. Washington, D.C.: World Bank.
Available at https://openknowledge.worldbank.org/handle/10986/29812.
111
International Institute for Sustainable Development (2016). Gender and Fossil Fuel Subsidy Reform: Current
Status of Research, GSI Report. Winnipeg. Available at
https://www.iisd.org/sites/default/files/publications/gender-fossil-fuel-subsidy-reform-current-status-
research.pdf.
International Labour Organization (2018). Data Collection on Wages and Income. Available at
https://www.ilo.org/travail/areasofwork/wages-and-income/WCMS_142568/lang--en/index.htm.
Accessed on 15 August 2018.
International Monetary Fund (2010). Syrian Arab Republic: 2009 Article IV consultation—staff report;
and public information notice. IMF Country Report, No. 10/86. Washington, D.C.
__________ (2014). Algeria: selected issues paper. IMF Country Report, No. 14/342. Washington, D.C.
__________ (2017a). Algeria: 2017 Article IV consultation-press release; staff report; and statement by the
executive director for Algeria. IMF Country Report, No. 17/141. Washington, D.C.
__________ (2017b). The Economic Outlook and Policy Challenges in the GCC Countries. Washington, D.C.
Available at https://www.imf.org/en/Publications/Policy-Papers/Issues/2017/12/14/pp121417gcc-economic-
outlook-and-policy-challenges.
__________ (2017c). If not now, when? energy price reform in Arab countries. Paper presented at the Annual
Meeting of Arab Ministers of Finance, Rabat, Morocco, April 2017. Washington, D.C. Available at
https://www.imf.org/en/Publications/Policy-Papers/Issues/2017/06/13/if-not-now-when-energy-price-reform-
in-arab-countries.
__________ (2017d). Iraq: 2017 Article IV consultation and second review under the three-year stand-by
arrangement-and requests for waivers of nonobservance and applicability of performance criteria, and
modification of performance criteria-press release; staff report; and statement by the executive director for
Iraq. IMF Country Report, No. 17/251. Washington, D.C.
__________ (2017e). Morocco: 2017 Article IV consultation-press release; staff report; and statement by the
executive director for Morocco, IMF Country Report, No. 18/75. Washington, D.C.
__________ (2017f). Sudan: 2017 Article IV consultation-press release; staff report; and statement by the
executive director for Sudan, IMF Country Report, No. 17/364. Washington, D.C.
__________ (2017g). United Arab Emirates: 2017 Article IV consultation- press release; staff report and
informational annex for the United Arab Emirates, IMF Country Report, No. 17/218. Washington, D.C.
__________ (2018a). Arab Republic of Egypt: 2017 Article IV consultation, second review under the extended
arrangement under the extended fund facility, and request for modification of performance criteria-press
release; staff report; and statement by the executive director for the Arab Republic of Egypt. IMF Country
Report, No. 18/14. Washington, D.C.
__________ (2018b). Qatar: 2018 Article IV Consultation-Press Release; Staff Report; and Statement by the
Executive Director for Qatar, IMF Country Report, No. 18/135. Washington, D.C.
International Organization of Motor Vehicle Manufacturers (2015). World vehicles in use – all vehicles
(2005-2015). Available at http://www.oica.net/category/vehicles-in-use/. Accessed on 10 August 2018.
International Renewable Energy Agency (n.d.). Pan-Arab Clean Energy Initiative. Available at
http://www.irena.org/mena/Pan-Arab-Clean-Energy-Initiative.
__________ (2013). International Standardisation in the field of Renewable Energy. Bonn. Available at
https://www.irena.org/-
/media/Files/IRENA/Inspire/International_Standardisation_in_the_Field_of_Renewable_Energy.pdf?la=en&hash
=3F44BC8B90E76840AE3C5436DB2837C983C17C46.
112
__________ (2016a). Policies and Regulations for Private Sector Renewable Energy Mini-grids. Abu Dhabi.
__________ (2016b). Renewable Energy in the Arab Region: Overview of Developments. Abu Dhabi.
__________ (2018b). Off-Grid Renewable Energy Solutions: Global and Regional Status and Trends. Abu Dhabi.
Available at http://irena.org/-/media/Files/IRENA/Agency/Publication/2018/Jul/IRENA_Off-
grid_RE_Solutions_2018.pdf.
__________ (2018d). Renewable Energy and Jobs: Annual Review 2018. Abu Dhabi. Available at
https://www.irena.org/publications/2018/May/Renewable-Energy-and-Jobs-Annual-Review-2018.
__________ (2018e). Renewable Power Generation Costs in 2017. Abu Dhabi. Available at
https://www.irena.org/publications/2018/Jan/Renewable-power-generation-costs-in-2017.
__________ (2019). Renewable Energy Market Analysis: GCC 2019. Abu Dhabi. Available at
https://www.irena.org/publications/2019/Jan/Renewable-Energy-Market-Analysis-GCC-2019.
James, Laura M. )2014(. Recent developments in Sudan’s fuel subsidy reform process. Research Report,
January. Manitoba: The International Institute for Sustainable Development. Available at
http://greenfiscalpolicy.org/wp-content/uploads/2017/04/GSI-2014-FFS-in-Sudan_lessons_learned.pdf.
Jordan, Ministry of Transport (2014). Transport in Jordan. strategies, challenges and trends. PowerPoint presented
at the UNECE Working Party on Transport Trends and Economics (WP.5), Palais des Nations, Geneva,
9 September. Available at https://www.unece.org/fileadmin/DAM/trans/doc/2014/wp5/2am_Mrs_Al-
Hanayafeh_WP5_workshop_9Sept2014.pdf.
Jordan, Ministry of Water and Irrigation (2015). Energy Efficiency and Renewable Energy Policy for the Jordanian
Water Sector. Amman. Available at http://www.jva.gov.jo/sites/en-us/Hot%20Issues/Energy%20Policy.pdf.
Kaisy, Issam, and Farid Chaaban (2011). Transportation. In Arab Environment 4: Green Economy: Sustainable
Transition in a changing Arab World, Hussien Abaz, Najib Saab and Bashar Zeitoon, eds. Beirut: Forum for
Environment and Development.
El-Katiri, Laura (2011). Interlinking the Arab Gulf: Opportunities and Challenges of GCC Electricity Market
Cooperation. Oxford: Oxford Institute for Energy Studies.
__________ (2013). Energy sustainability in the gulf: the why and the how. OIES Paper, MEP 4. Oxford: Oxford
Institute for Energy Studies.
__________ (2014a). Energy poverty in the Middle East and North Africa. In Energy Poverty: Global Challenges and
Local Solutions, Antoine Halff, Benjamin K. Sovacool and Jon Rozhon, eds. Oxford: Oxford University Press.
__________ (2014b). A roadmap for renewable energy in the Middle East and North Africa. OIES Paper, MEP 6.
Oxford: Oxford Institute for Energy Studies.
__________ (2016). Vulnerability, Resilience and Reform: the GCC and the Oil Price Crisis 2014 – 2016. SIPA
New York: Center on Global Energy Policy. Available at
https://energypolicy.columbia.edu/research/report/vulnerability-resilience-and-reform-gcc-and-oil-price-crisis-
2014-2016.
113
El-Katiri, Laura, and Bassam Fattouh (2011). Energy poverty in the Arab world: the case of Yemen. OIES Paper,
MEP 1. Oxford: Oxford Institute for Energy Studies.
Korkor, Hamed (2014). Policy Reforms to Promote Energy Efficiency in the Transportation Sector: Case study
Egypt. Beirut: United Nations Economic and Social Commission for Western Asia. Available at
https://www.unescwa.org/sites/www.unescwa.org/files/page_attachments/escwa-casestudy-ee_transport-
egypt_final.pdf.
Krarti, Moncef, Kankana Dubey, and Nicholas Howarth (2017). Evaluation of building energy efficiency
investment options for the Kingdom of Saudi Arabia. Energy, vol. 134 (September), pp. 595-610.
Lahn, Glada, and Paul Stevens (2011). Burning Oil to Keep Cool: the Hidden Energy Crisis in Saudi Arabia,
London: The Royal Institute of International Affairs, Chatham House. Available at
www.chathamhouse.org/sites/default/files/public/Research/Energy,%20Environment%20and%20Developme
nt/1211pr_lahn_stevens.pdf.
Lahn, Glada, Owen Grafham, and Adel Elsayed Sparr (2016). Refugees and Energy Resilience in Jordan. Moving
Energy Initiative, Amman, 19-20 April. London: Chatham House; Amman: West Asia-North Africa Institute.
Available at https://www.chathamhouse.org/sites/default/files/publications/research/2016-08-03-refugees-
energy-jordan-lahn-grafham-sparr.pdf.
Langton, James )2018(. UAE’s first nuclear power plant delayed until late 2019 or 2020, 27 May. Available at
https://www.thenational.ae/uae/uae-s-first-nuclear-power-plant-delayed-until-late-2019-or-2020-1.734445.
Lebanon, Ministry of Energy and Water, and United Nations Development Programme (2017). The Impact of the
Syrian Crisis on the Lebanese Power Sector and Priority Recommendations. Beirut. Available at
http://www.lb.undp.org/content/lebanon/en/home/library/environment_energy/The-Impact-of-the-Syrian-
Crisis-on-the-Lebanese-Power-Sector-and-Priority-Recommendations.html.
Leal-Arcas, Rafael, Nelson Akondo, and Juan Alemany Rios (2017). Energy trade in the MENA region: looking
beyond the Pan-Arab electricity market. Journal of World Energy Law and Business, vol. 10, No. 6
(December), pp. 520-549.
Lieber, Dov (2018). Hospital in Gaza freezes services after fuel runs out, 29 January. Available at
https://www.timesofisrael.com/hospital-in-gaza-freezes-services-after-fuel-runs-out/.
Luomi, Mari (2017). Financing Sustainable Development through Development Cooperation: Role for Arab
Donors. Abu Dhabi: Emirates Diplomatic Academy. Available at http://www.eda.ac.ae/docs/default-
source/Publications/eda_insight_aaa_alignment_en.pdf?sfvrsn=2.
Mahdi, Safia (2018). Solar energy in Yemen: Light shines through the darkness of war, 18 May. Available at
https://medium.com/thebeammagazine/solar-energy-in-yemen-light-shines-through-the-darkness-of-war-
c8f14156c7c1.
Le Matin (2018). Développement durable: nouveaux horizons pour les énergies renouvelables au Maroc et en
Afrique, 28 February. Available at https://lematin.ma/journal/2018/horizons-energies-renouvelables-maroc-
afrique/288031.html.
McAuley, Anthony )2016(. Abu Dhabi starts up world’s first commercial steel carbon capture project,
5 November. Available at https://www.thenational.ae/business/abu-dhabi-starts-up-world-s-first-commercial-
steel-carbon-capture-project-1.213295.
Meltzer, Joshua, Nathan Hultman, and Claire Langley (2014). Low-Carbon Energy Transitions in Qatar and the
Gulf Cooperation Council Region. Massachusetts: Brookings Institution.
Middle East Economic Survey )2017(. Gulf SWFs overhaul their strategies for a ‘lower for longer’ world. MEES,
vol. 60, No. 46 (17 November).
114
__________ (2018a). Iranian gas anytime soon? MEES, vol. 61, No. 3 (19 January).
__________ (2018b). Oman eyes coal power. MEES, vol. 61, No. 15 (13 April).
Middle East Solar Industry Association (2018). MESIA Solar Outlook Report 2018. Available at
https://www.mesia.com/wp-content/uploads/2018/03/MESIA-OUTLOOK-2018-Report-7March2018.pdf.
Mills, Robin (2017). The strange rise of coal in the Middle East, 20 August. Available at
https://www.thenational.ae/business/energy/the-strange-rise-of-coal-in-the-middle-east-1.621296.
Missaoui, Rafik (2014). Promoting Energy Efficiency Investments for Climate Change Mitigation and Sustainable
Development, Case Study: Tunisia. Beirut: United Nations Economic and Social Commission for Western
Asia. Available at https://www.unescwa.org/sites/www.unescwa.org/files/page_attachments/escwa-
casestudy-ee_industry-tunisia_final.pdf.
Al-Mutairi, Asma’a )2017(. The first carbon atlas of the state of Kuwait. Energy, vol. 133 (August), pp. 317-326.
Nachmany, Michal, and others (2015). Climate Change Legislation in Algeria: An Excerpt from the 2015 Global
Climate Legislation Study - A Review of Climate Change Legislation in 99 Countries. London: Grantham
Research Institute on Climate Change and the Environment. Available at
http://www.lse.ac.uk/GranthamInstitute/wp-content/uploads/2015/05/ALGERIA.pdf.
Nereim, Vivian, and Stephen Cunningham )2018(. Saudis, Softbank plan world’s largest solar project, 28 March.
Available at https://www.bloomberg.com/news/articles/2018-03-28/saudi-arabia-softbank-ink-deal-on-200-
billion-solar-project.
Organisation for Economic Co-operation and Development (2017). QWIDS, Query Wizard for International
Development Statistics Database. Available at
https://stats.oecd.org/qwids/#?x=1&y=6&f=4:1,2:1,3:51,5:3,7:1&q=4:1+2:1+3:51+5:3+7:1+1:176
,191,76+6:2012,2013,2014,2015,2016,2017. Accessed on 10 August 2018.
__________ (2018). Development Co-operation Report 2018: Joining Forces to Leave No One Behind. Paris.
Ottaway, Marina, and Mai El-Sadany (2012). Sudan: From Conflict to Conflict. Washington, D.C.: Carnegie
Endowment for International Peace. Available at http://carnegieendowment.org/files/sudan_conflict.pdf.
Oxfam International (2014). Yemen in crisis: how Yemen can survive the fuel crisis and secure its future. Oxfam
Briefing Note, 24 June. Available at http://www.oxfam.org/sites/www.oxfam.org/files/bn-yemen-fuel-crisis-
diesel-reactive-240614-en.pdf.
__________ (2016). From the Ground Up: Gender and Conflict Analysis in Yemen. Oxford: Oxfam International.
Available at https://www.acaps.org/sites/acaps/files/key-documents/files/yemen_gender_report.pdf.
Oxford Business Group (2017). The Report, Algeria 2017. London. Available at
https://www.pwc.fr/fr/assets/files/pdf/2018/02/the-report-algeria-2017.pdf.
Palestinian Energy and Natural Resources Authority (2013). Promotion of energy efficiency and renewable energy
in strategic sectors in Palestine. Gaza. Available at https://www.penra.pna.ps/ar/Uploads/Files/Bookelt.pdf.
Poudineh, Rahmat, Bassam Fattouh, and Anupama Sen (2018). Electricity markets in MENA: adapting for the
transition Era. OIES Paper, MEP 20 (May). Oxford: Oxford Institute for Energy Studies.
Qatar Fuel Additives Company Limited (2018). Carbon Dioxide Recovery (CDR) Plant. Available at
https://www.qafac.com.qa/carbon-recovery-plant.
Regional Center for Renewable Energy and Energy Efficiency (2015). Arab Future Energy Index (AFEX): Energy
Efficiency 2015. Cairo.
115
Reuters )2013(. Yemen’s main oil pipeline attacked, pumping halted, 8 February. Available at
https://www.reuters.com/article/us-yemen-oil-pipeline/yemens-main-oil-pipeline-attacked-pumping-halted-
idUSBRE9170GO20130208.
__________ (2018). Egypt says to start building nuclear plant in next two years, 1 July. Available at
https://www.reuters.com/article/us-egypt-russia-nuclearpower/egypt-says-to-start-building-nuclear-plant-in-
next-two-years-idUSKBN1JR1M0.
Saadi, Dania (2018). Adnoc to boost carbon capture in oilfields by six-fold over the next 10 years, 17 January.
Available at https://www.thenational.ae/business/energy/adnoc-to-boost-carbon-capture-in-oilfields-by-six-
fold-over-the-next-10-years-1.696251.
Sartori, Nicolo, Lorenzo Colantoni, and Irma Paceviciute (2016). Energy resources and regional cooperation in the
East Mediterranean. IAI WORKING PAPERS, No. 16/27 (October). Rome: Instituto Affari Internazionali.
Saudi Gazette (2017). SR1.9 billion company to boost energy efficiency, 19 October. Available at
http://saudigazette.com.sa/article/519751/SAUDI-ARABIA/SR19-billion-company-to-boost-energy-efficiency.
Sdralevich, Carlo, and others (2014). Subsidy Reform in the Middle East and North Africa: Recent Progress and
Challenges Ahead. Washington, D.C.: International Monetary Fund. Available at
http://www.imf.org/external/pubs/ft/dp/2014/1403mcd.pdf.
Shahbandari, Shafaat (2015). For every two Dubai residents, there is one car, 15 March. Available at
https://gulfnews.com/uae/transport/for-every-two-dubai-residents-there-is-one-car-1.1472177.
Sharp, Jeremy M. (2018). Yemen: Civil War and Regional Intervention. Washington, D.C.: Congressional
Research Service. Available at https://fas.org/sgp/crs/mideast/R43960.pdf.
Slav, Irina (2018). Militants attack Iraqi power line eight times in two months, 6 August. Available at
https://oilprice.com/Latest-Energy-News/World-News/Militants-Attack-Iraq-Power-Line-Eight-Times-In-Two-
Months.html.
Sleiman, Imad, and El Habib El Andaloussi (2013). Carbon capture, utilization and storage and enhanced
hydrocarbon recovery – policies and trends in the ESCWA region. Paper presented at the Expert Group
Meeting on “Carbon Capture, Utilization and Storage in ESCWA Member States: Enhancing the Sustainability
of the Energy System in a Carbon Constrained Development Context”, Masdar Institute, Abu-Dhabi, 6-7
November 2013. Available at https://www.unescwa.org/events/egm-carbon-capture-utilization-and-storage-
escwa-member-states-enhancing-sustainability.
Sovereign Wealth Fund Institute (2018). Sovereign wealth fund rankings. Available at
https://www.swfinstitute.org/sovereign-wealth-fund-rankings/. Accessed on 15 August 2018.
Tunisia (2013). Création du fonds de la transition énergétique et affectation de ressources à son profit. Journal
Officiel de la République Tunisienne, No. 105 (Décembre). Available at
http://www.cnudst.rnrt.tn/jortsrc/2013/2013f/jo1052013.pdf.
Union Internationale des Transports Publics (2016). From BRT to tram lines: how Morocco is boosting public
transport, 7 November. Available at https://www.uitp.org/news/COP22-morocco.
116
United Arab Emirates (2014). UAE Vision 2021: United in ambition and determination. Available at
https://www.vision2021.ae/docs/default-source/default-document-library/uae_vision-
arabic.pdf?sfvrsn=b09a06a6_6.
__________ (2018). Policy Briefs in Support of the First SDG7 Review at the UN High-Level Political Forum 2018,
Accelerating SDG7 Achievement. New York. Available at
https://sustainabledevelopment.un.org/content/documents/18041SDG7_Policy_Brief.pdf.
United Nations Development Programme (n.d.). Saudi Arabia: government join forces to implement Energy
Efficiency Labels. Available at
http://www.sa.undp.org/content/saudi_arabia/en/home/stories/ee_implementation.html.
United Nations Economic and Social Commission for Western Asia (2009). Transport for Sustainable
Development in the Arab Region: Measures, Progress Achieved, Challenges and Policy Framework.
E/ESCWA/SDPD/2009/WP.1. Beirut.
__________ (2017a). Natural Gas Vehicle in Transportation in the Arab Region, Fact Sheet.
E/ESCWA/SDPD/2017/Technical Paper.4. Beirut.
__________ (2017b). Report on Carbon Capture Utilization and Storage Challenges and Opportunities for the Arab
Region. E/ESCWA/SDPD/2018/Technical Paper.14. Beirut.
__________ (2017c). The Social Impacts of Energy Subsidy Reform in the Arab Region.
E/ESCWA/SDD/2017/Technical Paper.5. Beirut.
__________ (2018a). Case Study on Policy Reforms to Promote Renewable Energy in Jordan.
E/ESCWA/SDPD/2017/CP.9. Beirut.
__________ (2018b). Case Study on Policy Reforms to Promote Renewable Energy in Morocco.
E/ESCWA/SDPD/2017/CP.6. Beirut.
__________ (2018c). Case Study on Policy Reforms to Promote Renewable Energy in the United Arab Emirates.
E/ESCWA/SDPD/2017/CP.8. Beirut.
__________ (2018d). Report on Addressing Energy Sustainability Issues in the Buildings Sector in the Arab Region.
Beirut (Forthcoming).
United Nations Economic and Social Commission for Western Asia, and others (2016). Regional Initiative for
Establishing a Regional Mechanism for Improved Monitoring and Reporting on Access to Water Supply and
Sanitation Services in the Arab Region (MDG+ Initiative): Moving towards the SDGs in the Arab Region:
Key Findings from the 2016 MDG+ Initiative Report. E/ESCWA/SDPD/2016/Booklet.5. Beirut.
United Nations Economic Commission for Africa (2017). Mauritania Country Profile 2016. Addis Ababa. Available at
https://www.uneca.org/sites/default/files/uploaded-documents/CountryProfiles/2017/mauritania_cp_en.pdf.
United Nations High Commissioner for Refugees (2018). UNHCR Operational Data Portal, Syria regional refugee
response. Available at
https://data2.unhcr.org/en/situations/syria#_ga=2.228569502.2090050996.1521954301-
14397392.1480435343. Accessed on 12 August 2018.
117
United Nations Human Settlements Programme (2013). State of the World’s Cities 2012/2013: Prosperity of
Cities. Nairobi. Available at https://unhabitat.org/books/prosperity-of-cities-state-of-the-worlds-cities-
20122013/.
United Nations International Children’s Emergency Fund )2017(. Deepening water crisis in Yemen amid severe
fuel shortages, 19 December. Available at https://www.unicef.org/press-releases/deepening-water-crisis-
yemen-amid-severe-fuel-shortages.
United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs (2013). Occupied Palestinian Territory: Gaza
Fuel Crisis. Situation Report, 26 November 2013. Available at
https://unispal.un.org/DPA/DPR/unispal.nsf/0/5D4CBD90BC8A8D4F85257C30005F790D.
__________ (2017). The humanitarian impact of the internal Palestinian divide on the Gaza Strip, June.
Available at https://www.ochaopt.org/sites/default/files/gaza_fact_sheet_june_2017_english_final.pdf.
U.S. Energy Information Administration (2017). Electric Power Monthly with Data for October 2017. Washington,
D.C. Available at https://www.eia.gov/electricity/monthly/archive/december2017.pdf.
__________ (2018). Petroleum and other Liquids Database, Europe Brent Spot Price FOB (Dollars per Barrel).
Available at https://www.eia.gov/dnav/pet/hist/LeafHandler.ashx?n=PET&s=RBRTE&f=M. Accessed on
20 December 2018.
Ustadi, Iman, Toufic Mezher, and Mohammad R.M. Abu-Zahra (2017). The effect of the Carbon Capture and
Storage (CCS) technology deployment on the natural gas market in the United Arab Emirates. Energy
Procedia, vol. 114 (July).
Verdeil, Eric (2014). The energy of revolts in Arab cities: the case of Jordan and Tunisia. Built Environment,
vol. 40, No. 1 (March).
Al Wasmi, Naser (2016). UAE sets tough new goals for fuel efficiency of cars, 29 September. Available at
https://www.thenational.ae/uae/environment/uae-sets-tough-new-goals-for-fuel-efficiency-of-cars-
1.215050?videoId=5770738884001.
World Bank (2005a). Household energy supply and use in Yemen, vol. I. Energy Sector Management Assistance
Program Working Paper Series, ESM 315/05. Washington, D.C.
__________ (2005b). Household energy supply and use in Yemen, vol. II, annexes. Energy Sector Management
Assistance Program Working Paper Series, ESM 315/05. Washington, D.C.
__________ (2010b). Transport. Sectoral Notes, Middle East and North Africa-Regional Transport Annual Meetings
2010. Available at
http://siteresources.worldbank.org/INTMENA/Resources/Transport_MENA_Sept2010_EN.pdf.
__________ (2013). Integration of Electricity Networks in the Arab World: Regional Market Structure and Design.
Washington, D.C.: World Bank Group. Available at
http://documents.worldbank.org/curated/en/415281468059650302/Middle-East-and-North-Africa-
Integration-of-electricity-networks-in-the-Arab-world-regional-market-structure-and-design.
__________ (2016a). Delivering Energy Efficiency in the Middle East and North Africa. Washington, D.C.
__________ (2016b). Energy-Efficient Air Conditioning: A Case Study of the Maghreb: Opportunities for a More
Efficient Market. Washington, D.C. Available at https://openknowledge.worldbank.org/handle/10986/25090.
118
__________ (2016c). West Bank and Gaza: Energy Efficiency Action Plan 2020-2030. Washington, D.C. Available
at http://documents.worldbank.org/curated/en/851371475046203328/pdf/ACS19044-REPLACEMENT-
PUBLIC-FINAL-REPORT-P147961-WBGaza-Energy-Efficiency-Action-Plan.pdf.
__________ (2017a). Data Catalog, World Development Indicators: Distribution of income or consumption, Gini
index. Available at http://wdi.worldbank.org/table/1.3. Accessed on 15 August 2018.
__________ (2017b). Securing Energy for Development in West Bank and Gaza. Washington, D.C. Available at
http://documents.worldbank.org/curated/en/351061505722970487/pdf/Replacement-MNA-
SecuringEnergyWestBankGaza-web.pdf.
__________ (2017c). Systematic Country Diagnostic: Iraq. Report No. 112333-IQ. Washington, D.C.
World Bank, and the International Energy Agency (2017). Sustainable Energy for All, Global Tracking Framework
2017: Progress Toward Sustainable Energy. Washington, D.C. Available at
https://trackingsdg7.esmap.org/data/files/download-documents/eegp17-
01_gtf_full_report_for_web_0516.pdf.
World Health Organization (2018). WHO Global Ambient Air Quality Database. Available at
https://www.who.int/airpollution/data/cities/en/. Accessed on 16 August 2018.
World Nuclear Association (2017). Nuclear power in Saudi Arabia, November. Available at http://www.world-
nuclear.org/information-library/country-profiles/countries-o-s/saudi-arabia.aspx.
Zemach, Shaul (2016). Toward an Eastern Mediterranean integrated gas infrastructure? Foreign and Security
Policy Paper, No. 2. Washington, D.C.: The German Marshall Fund of the United States.
119
الحواشي
موجز
األمم المتحدة.2018a ، .1
تم حساب الحصص القطاعية لقطاع المواد الهيدروكربونية على أساس الفئة المالية بالمتعلقة بالتعدين واستغالل المحاجر .وبالتالي ،يستبعد هذا .2
الحساب العائدات المحققة بشكل منفصل في الصناعات التي تستخدم الطاقة بكثافة وتستهلك كميات كبرى من الوقود األحفوري المنتج محليا،
على الرغم من تصنيفها ماليا ضمن فئة التصنيع.
إن الزيادة في واردات الطاقة في المنطقة ليست كلها ناتجة من زيادة الطلب الكلي فقط ،بل أيضا من تبديل نوع الوقود ،ال سيما في حالة الغاز .3
الطبيعي .وغالبا ما يكون استيراد الطاقة خيارا اقتصاديا منطقيا ،حيث أن معظم الدول العربية قد تحول اآلن من النفط إلى الغاز الطبيعي كوقود
مفضل لتوليد الطاقة .فقد زادت هذه الدول وارداتها من الغاز الطبيعي ،وهو وقود أقل كلفة بكثير من النفط .لذلك ،وان كانت هذه الدول تنتج النفط
محليا ،فهي تستمر في استيراد الغاز .وساهم الغاز الطبيعي أيضا في الحد بشكل كبير من االنبعاثات الناتجة من قطاع الطاقة في هذه البلدان.
وتجدر اإلشارة إلى أن تغيير نوع الوقود المستخدم ،كالتحول من النفط إلى الغاز في قطاع النقل على سبيل المثال ،يفضي إلى زيادة واردات الغاز
الطبيعي ،وليس إلى خفضها ،في البلدان التي ال تملك موارد كافية منه.
.IRENA, 2018b .4
.E/ESCWA/SDPD/2018/Technical Paper.14 .5
.Center for Climate and Energy Solutions, 2011 .6
.Bean, 2014 .7
.2018 مركز الملك عبد اهلل للدراسات والبحوث البترولية واللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا، .8
مركز الملك عبد اهلل للدراسات والبحوث البترولية واللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا2018 ،؛ ;Farrell and others, 2008 .9
.Bean, 2014
مقدمة
األمم المتحدة.2018 ، .10
الفصل 1
.Food and Agriculture Organization of the United Nations, 2016وفقا لبيانات منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة ،تضاعفت في .11
األردن ،على سبيل المثال ،عمليات سحب المياه المحلية منذ التسعينات.
.E/ESCWA/SDPD/2016/MANUAL .12
انظر الفصل األول ،باء ،لمزيد من المناقشة. .13
.E/ESCWA/SDPD/2017/2 .14
منذ مدة طويلة ،يدور نقاش منفصل بشأن تعريف وقياس مفهوم "التكلفة" في البلدان المنتجة للنفط والغاز .وقد تطرق إلى ذلك تقرير مشترك .15
أعدته الوكالة الدولية للطاقة ومنظمة البلدان المصدرة للنفط (األوبك) ومنظمة التعاون والتنمية في الميدان االقتصادي والبنك الدولي في أوائل
عام .2010كذلك ،لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن تعريف مصطلح "إعانة مالية" (.)International Energy Agency and others, 2010
وهنا ،يدرج في مفهوم "التكلفة الحدية" كل من تكلفة إنتاج الوحدة الحدية للطاقة محليا ،وتكلفة الواردات المترتبة على الدول المستوردة للطاقة.
قبيل إصالح التعرفة الجمركية خالل النصف األخير من عام ،2010بلغت تعرفة الكهرباء في المنازل في الكويت ،على سبيل المثال ،أقل من دوالر .16
أمريكي واحد/كيلوواط بالساعة .واعتبرت هذه التعرفة أدنى سعر للكهرباء في العالم ،بعد أن بقيت ثابتة ولم تتغير منذ سبعينات القرن الماضي
(.)El-Katiri, 2014b
.International Energy Agency, 2017 .17
.E/ESCWA/SDPD/2017/2 .18
.Fattouh and El-Katiri, 2012b .19
.del Granado, Coady and Gillingham, 2010 .20
120
.International Energy Agency, 2018aتقدر الوكالة الدولية للطاقة حجم دعم الطاقة بناء على نهج الفجوة في األسعار. .21
.Fattouh and El-Katiri, 2012b .22
.International Monetary Fund, 2018a .23
.Ahram Online, 2016 .24
.E/ESCWA/SDPD/2017/2; World Bank, 2016a .25
.World Bank, 2016b .26
.World Bank, 2016b .27
المرجع نفسه. .28
.E/ESCWA/SDPD/2009/WP.1 .29
.Kaisy and Chaaban, 2011 .30
.E/ESCWA/SDPD/2009/WP.1 .31
.E/ESCWA/SDPD/2009/WP.1; World Bank, 2010a .32
.World Bank, 2010b .33
.Badr, 2018 .34
.Kaisy and Chaaban, 2011 .35
.United Nations Human Settlements Programme, 2013 .36
.International Organization of Motor Vehicle Manufacturers, 2015 .37
.World Bank, 2018a .38
.Shahbandari, 2015 .39
حسب نصيب قطاع الهيدروكربونات من الناتج المحلي اإلجمالي على أساس الفئة المصنفة ماليا كـ "التعدين واستغالل المحاجر" .ولذلك ،استثنى .40
الحساب العائدات المولدة بشكل منفصل من القطاعات الكثيفة االستهداف للطاقة التي تستخدم قيما كبيرة من الوقود األحفوري المنتج محليا،
ولكنها تصنف ماليا ضمن فئة الصناعة التحويلية.
.El-Katiri, 2016 .41
.Gulf Petrochemicals and Chemicals Association, 2017 .42
إن الزيادات في استيراد الطاقة في المنطقة ال تنتج كلها من االزدياد اإلجمالي للطلب ،بل أيضا من تغيير أنواع الوقود المستخدمة ،خصوصا في .43
حالة الغاز الطبيعي .وعادة ما يكون استيراد الطاقة نتيجة خيارات اقتصادية منطقية :فبما أن البلدان العربية تحولت ،بمعظمها ،من استخدام النفط
إلى الغاز الطبيعي كالمصدر المفضل لتوليد الكهرباء ،تزايدت وارداتها من الغاز الطبيعي .غير أن الغاز ،بحد ذاته ،يمثل وقودا أجدى اقتصاديا أكثر من
النفط ،حتى ولو أنتج النفط محليا واستورد الغاز .ويساهم الغاز الطبيعي بشكل كبير في التخفيف من االنبعاثات من قطاع الكهرباء في تلك البلدان.
وتجب المالحظة أيضا بأن تحوال أكبر في استخدام الوقود ،كتحول الوقود المستخدم في النقل من النفط إلى الغاز ،سيترجم إلى مزيد من استيراد
الغاز ،وليس العكس ،في البلدان التي ال تمتلك ما يكفي من الموارد .وتجب المالحظة أيضا بأن تحوال أكبر في استخدام الوقود ،كتحول الوقود
المستخدم في النقل من النفط إلى الغاز ،سيترجم إلى مزيد من استيراد الغاز ،وليس العكس ،في البلدان التي ال تمتلك ما يكفي من الموارد.
CNNبالعربية.2016 ، .44
انظر الهامش رقم .44 .45
.2017 منظمة األقطار العربية المصدرة للبترول، .46
.British Petroleum, 2018 .47
.Middle East Economic Survey, 2018a .48
.APICORP, 2017a .49
.Butt, 2017 .50
.England and Allam, 2010 .51
.Lahn and Stevens, 2011 .52
.World Health Organization, 2018 .53
.E/ESCWA/SDPD/2017/Technical Paper.4 .54
.E/ESCWA/SDPD/2017/2 .55
.E/ESCWA/SDPD/2017/RICCAR/Report .56
المرجع نفسه. .57
المرجع نفسه. .58
.International Energy Agency and others, 2018 .59
.Bekdash and Taylor, n.d. .60
121
2 الفصل
.International Monetary Fund, 2017c .99
.International Monetary Fund, 2017c .100
.المرجع نفسه .101
.International Energy Agency, 2017 .102
.El-Katiri, 2016 .103
.Griffin, Laursen and Robertson, 2016 .104
.E/ESCWA/SDD/2017/Technical Paper.5 .105
122
3 الفصل
.United Nations, 2018 .232
تبحث هذه الدراسة في مصادر الهشاشة في مجال الطاقة في المنطقة العربية ،والتي تحول
وتوفيرها
ِ دون حصول الجميع على خدمات الطاقة الميسورة التكلفة والحديثة والموثوقة
ّ
وتتوقف الدراسة عند االستراتيجيات الالزمة للتصدي بفعالية لألجيال الحالية والمستقبلية.
مقترحات تهدف إلى إشراك جميع الجهات المعنية في معالجتها.
ٍ لهذه الهشاشة ،وتتضمّ ن
ّ ُ
وتسترشد هذه الدراسة بخطة التنمية المستدامة لعام 2030؛ غير أنها ال تكتفي بالبحث في
ً
س ُبل تحقيق أهدافها ،بل أيضا في ُس ُبل تعميم اإلدارة المستدامة للطاقة في المنطقة العربية
على األمد البعيد ،وفي التدابير الالزمة لمعالجة الهشاشة الناتجة من استمرار سيناريو إبقاء
األمور على حالها.
ً
ممكنا ّ
المتعلقة بالطاقة لن يكون أن ّ
أي ّ
تقدم باتجاه أهداف التنمية المستدامة ّ
وتؤكد الدراسة ّ
إن تحقيق من دون ّ
تقد ٍم على مسار األهداف اإلنمائية االقتصادية واالجتماعية األخرى؛ بل ّ
ُ
تقد ٍم مستدام في مجال الطاقة .ومعالجة أوجه ٌ
هذه األهداف األخرى شرط أساسي إلحراز ّ
ٌ
الهشاشة في مجال الطاقة في المنطقة العربية أولوية إنمائية ال مفرّ من تحقيقها ،ليس لضمان
ً
أيضا لبلوغ أهداف أخرى على األمد البعيد .وكي نجاح مسار خطة عام 2030فحسب ،بل
ّ
تتمكن البلدان العربية من إيجاد فرص اقتصاديةٍ للشباب ،ومن االرتقاء بمستويات معيشتهم،
عليها اكتساب القدرة على االستفادة من مواردها الطبيعية الوافِ رة ،وذلك باتخاذ الخيارات
صعيد البنى األساسية والتكنولوجيا والحوكمة وممارسات اإلدارة المستدامة. المناسبة على ُ
ً ً ّ َّ
تحلت هذه البلدان بهذه القدرة ،فسيشكل ذلك محرّ كا رئيسيا للتنمية االجتماعية وإذا ما
واالقتصادية والمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة واإلنصاف بين األجيال ،وسيؤدي بالتالي
إلى تحقيق االزدهار في المنطقة العربية على المدى البعيد.
19-00028