You are on page 1of 144

‫اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا‬

‫الهشاشة في مجال الطاقة‬


‫في المنطقة العربية‬
‫‪E/ESCWA/SDPD/2019/1‬‬

‫اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا‬

‫الهشاشة في مجال الطاقة‬


‫في المنطقة العربية‬

‫األمم المتحدة‬
‫بيروت‬
‫© ‪ 2019‬األمم المتحدة‬
‫حقوق الطبع محفوظة‬

‫تقتضي إعادة طبع أو تصوير مقتطفات من هذه المطبوعة اإلشارة الكاملة إلى المصدر‪.‬‬

‫توجه جميع الطلبات المتعلقة بالحقوق واألذون إلى اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا (اإلسكوا)‪،‬‬
‫البريد اإللكتروني‪.publications-escwa@un.org :‬‬

‫النتائج والتفسيرات واالستنتاجات الواردة في هذه المطبوعة هي للمؤلفين‪ ،‬وال تمثل بالضرورة األمم المتحدة‬
‫أو موظفيها أو الدول األعضاء فيها‪ ،‬وال ترتب أي مسؤولية عليها‪.‬‬

‫ليس في التسميات المستخدمة في هذه المطبوعة‪ ،‬وال في طريقة عرض مادتها‪ ،‬ما يتضمن التعبير عن أي رأي‬
‫كان من جانب األمم المتحدة بشأن المركز القانوني ألي بلد أو إقليم أو مدينة أو منطقة أو لسلطات أي منها‪،‬‬
‫أو بشأن تعيين حدودها أو تخومها‪.‬‬

‫الهدف من الروابط اإللكترونية الواردة في هذه المطبوعة تسهيل وصول القارئ إلى المعلومات وهي صحيحة‬
‫في وقت استخدامها‪ .‬وال تتحمل األمم المتحدة أي مسؤولية عن دقة هذه المعلومات مع مرور الوقت أو عن‬
‫مضمون أي من المواقع اإللكترونية الخارجية المشار إليها‪.‬‬

‫جرى تدقيق المراجع حيثما أمكن‪.‬‬

‫ال يعني ذكر أسماء شركات أو منتجات تجارية أن األمم المتحدة تدعمها‪.‬‬

‫المقصود بالدوالر دوالر الواليات المتحدة األمريكية ما لم يذكر غير ذلك‪.‬‬

‫تتألف رموز وثائق األمم المتحدة من حروف وأرقام باللغة اإلنكليزية‪ ،‬والمقصود بذكر أي من هذه الرموز اإلشارة‬
‫إلى وثيقة من وثائق األمم المتحدة‪.‬‬

‫مطبوعات لألمم المتحدة تصدر عن اإلسكوا‪ ،‬بيت األمم المتحدة‪ ،‬ساحة رياض الصلح‪،‬‬
‫صندوق بريد‪ ،11-8575 :‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬

‫الموقع اإللكتروني‪.www.unescwa.org :‬‬

‫مصادر الصور‪:‬‬
‫‪©iStock.com‬‬ ‫الغالف‪:‬‬
‫‪©iStock.com/zorazhuang‬‬ ‫ص‪:1 .‬‬
‫‪©iStock.com/Trifonenko‬‬ ‫ص‪:9 .‬‬
‫ص‪©iStock.com/Easyturn :49 .‬‬
‫ص‪©iStock.com/woraput :99 .‬‬
‫‪iii‬‬

‫كلمـة شكـر‬

‫التنمية والتكامل االقتصادي؛ والسيد ربيع بشور‪،‬‬ ‫أعد هذه الدراسة قسم الطاقة في شعبة سياسات‬
‫مسؤول الشؤون االقتصادية في شعبة القضايا‬ ‫التنمية المستدامة في اللجنة االقتصادية واالجتماعية‬
‫الناشئة والنزاعات‪.‬‬ ‫لغربي آسيا (اإلسكوا)‪ .‬وهي ثمرة جهود بذلها المؤلفان‬
‫الرئيسيان‪ :‬السيدة راضية سداوي‪ ،‬رئيسة قسم الطاقة‬
‫وقد اجريت لهذه الدراسة مراجعات شاملة قام بها‬ ‫في شعبة سياسات التنمية المستدامة؛ والسيد منجي‬
‫السيد فيديل بيرينجيرو (‪ ،)Fidele Byiringiro‬موظف‬ ‫بيده‪ ،‬المسؤول األول في الشؤون االقتصادية في‬
‫الشؤون االقتصادية ومنسق شؤون المساواة بين‬ ‫القسم‪ .‬وقدمت السيدة لورا القاطري‪ ،‬المستشارة لدى‬
‫الجنسين في شعبة سياسات التنمية المستدامة؛‬ ‫اإلسكوا‪ ،‬مساهمات قيمة في الدراسة‪.‬‬
‫والسيد يعرب بدر‪ ،‬المستشار اإلقليمي المعني بالنقل‬
‫واللوجستيات في اإلسكوا؛ والسيد خالد أبو اسماعيل‪،‬‬ ‫وساهمت في توفير اإلحصاءات والبيانات للدراسة‬
‫رئيس قسم التنمية االقتصادية والفقر؛ والسيد‬ ‫السيدة وفاء أبو الحسن‪ ،‬رئيسة قسم اإلحصاءات‬
‫نيكوالس هاوارث (‪ ،)Nicholas Howarth‬الزميل‬ ‫االقتصادية في شعبة اإلحصاء؛ والسيدة مايا أنطوان‬
‫الباحث في مركز الملك عبداهلل للدراسات والبحوث‬ ‫منصور‪ ،‬الباحثة المساعدة في قسم الطاقة؛ والسيد‬
‫البترولية‪ .‬وكانت للجميع مساهمات قيمة في الدراسة‪.‬‬ ‫أحمد مومي‪ ،‬مسؤول الشؤون االقتصادية في شعبة‬
‫‪v‬‬

‫موجـز‬

‫ويتمثل الهدف من هذه الدراسة في تحديد مصادر‬ ‫تؤدي الطاقة دورا أساسيا في تحقيق التنمية‬
‫الهشاشة في قطاع الطاقة في المنطقة العربية‪ ،‬والتي‬ ‫االجتماعية واالقتصادية‪ .‬وقد سلمت األمم المتحدة‬
‫تقف عائقا أمام ضمان وصول األجيال الحالية‬ ‫بهذا الدور عندما أشارت إلى أن الطاقة محورية‬
‫والمستقبلية إلى خدمات الطاقة الميسورة التكلفة‪،‬‬ ‫بالنسبة لكل تحد رئيسي يواجهه العالم وبالنسبة لكل‬
‫والحديثة‪ ،‬والموثوقة‪ ،‬فضال عن تقييم االستراتيجيات‬ ‫فرصة متاحة أمام العالم اآلن‪ .‬سواء من أجل فرص‬
‫التي تتصدى بفعالية للهشاشة في مجال الطاقة‪،‬‬ ‫العمل أو األمن أو تغير المناخ أو إنتاج األغذية أو زيادة‬
‫وتتضمن مقترحات بشأن إشراك جميع الجهات المعنية‬ ‫الدخل‪ .1‬ويرمي الهدف السابع من أهداف التنمية‬
‫في معالجتها‪ .‬وتسترشد هذه الدراسة بخطة التنمية‬ ‫المستدامة في خطة التنمية المستدامة لعام ‪ 2030‬إلى‬
‫المستدامة لعام ‪2030‬؛ غير أنها ال تكتفي بالبحث في‬ ‫ضمان حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة‬
‫سبل تحقيق أهدافها‪ ،‬بل تبحث أيضا في سبل دمج‬ ‫الموثوقة والمستدامة بتكلفة ميسورة‪ ،‬وإلى بلوغ ثالث‬
‫مفهوم اإلدارة المستدامة الطويلة األمد للطاقة في‬ ‫غايات بحلول عام ‪ ،2030‬هي‪( :‬أ) ضمان حصول‬
‫المنطقة العربية‪ ،‬ومعالجة هشاشة مردها إلى‬ ‫الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة‬
‫االستمرار في اعتماد سيناريو إبقاء األمور على حالها‪.‬‬ ‫الموثوقة؛ (ب) تحقيق زيادة كبيرة في حصة الطاقة‬
‫المتجددة في مزيح الطاقة العالمي؛ (ج) مضاعفة‬
‫تشكل الهشاشة في مجال الطاقة موضوعا بالغ‬ ‫المعدل العالمي للتحسن في كفاءة استخدام الطاقة‪.‬‬
‫األهمية في المنطقة العربية‪ ،‬تتطلب تداعياته‬
‫مناقشة مستفيضة على المستويات االجتماعية‬ ‫والهشاشة في مجال الطاقة نابعة من عجز الدول‬
‫واالقتصادية والبيئية والحكومية‪ ،‬حيث يوجد تباين‬ ‫عن ضمان وصول الجميع إلى خدمات الطاقة‬
‫شاسع في التنمية االجتماعية واالقتصادية وتفاوت‬ ‫الميسورة التكلفة والحديثة والموثوقة وتوفيرها‬
‫كبير بين بلدان المنطقة العربية في الحصول على‬ ‫لألجيال الحالية والمقبلة‪ .‬وفي هذه الدراسة‪ ،‬تحدد‬
‫خدمات طاقة حديثة موثوقة ومستدامة بتكلفة‬ ‫الهشاشة في مجال الطاقة بأنها غياب الضمانات‬
‫معقولة‪ .‬وخالل العقود األخيرة‪ ،‬شهدت المنطقة زيادة‬ ‫الالزمة لكفالة استدامة أنماط العرض والطلب في‬
‫سريعة في الطلب على الطاقة‪ ،‬في ظل قصور في‬ ‫قطاع الطاقة‪ ،‬على الرغم من أهمية هذه الضمانات‬
‫الهياكل المؤسسية والتنظيمية واألساسية والسياسية‬ ‫في دعم النمو االقتصادي واالجتماعي والتنمية على‬
‫االجتماعية‪ ،‬حالت في أحيان عديدة دون االستجابة‬ ‫المدى الطويل‪ .‬وتنتج هذه الهشاشة من تحديات‬
‫الحتياجات المنطقة‪.‬‬ ‫متعددة تتعلق بأنماط العرض والطلب السائدة في‬
‫هذا القطاع‪ ،‬وأهمها (أ) عدم اتخاذ تدابير فعالة لضبط‬
‫وأضفى تفاقم النزاعات السياسية في المنطقة العربية‬ ‫الطلب على الطاقة؛ (ب) عدم تنوع مزيج الطاقة‪،‬‬
‫على مدى السنوات األخيرة بعدا آخر على صعوبة‬ ‫وكثافة االنبعاثات الكربونية؛ (ج) صعوبة الحصول‬
‫تلبية الطلب على الطاقة بطريقة مستدامة‪ .‬ويخشى‬ ‫على الطاقة الميسورة التكلفة والمستدامة والحديثة‪،‬‬
‫أن يسفر ذلك عن عواقب وخيمة على إعادة إعمار‬ ‫والمخاطر التي قد تترتب على ذلك‪.‬‬
‫‪vi‬‬

‫غير مقصودة‪ ،‬إذ أعطى مستخدمي الطاقة صورة‬ ‫البلدان العربية في مرحلة ما بعد النزاع‪ ،‬وعلى آفاق‬
‫مشوهة عن واقع السوق‪ .‬وفي العديد من الحاالت‪،‬‬ ‫النمو االجتماعي واالقتصادي في المستقبل‪ ،‬في حال‬
‫أفضى ذلك إلى أنماط استهالك مسرفة وتفتقر إلى‬ ‫عدم توفر مصادر مستدامة للطاقة‪.‬‬
‫الكفاءة‪ ،‬نتيجة النخفاض قيمة سعر الطاقة‬
‫والمنتجات المتصلة بها‪ ،‬مثل المياه‪ .‬وأسفر ذلك‬
‫أيضا عن تراكم أعباء مالية كبرى بلغت ذروتها في‬ ‫ألف‪ .‬الطلب على الطاقة‪ ،‬نمو متسارع‬
‫أواخر العقد األول من القرن الحالي‪ ،‬وأضعفت‬ ‫وغير منضبط‬
‫إلى حد بعيد اإلنفاق الحكومي على القطاعات‬
‫المعنية بمصالح الفقراء‪.‬‬ ‫أدى النمو االقتصادي والسكاني المتسارع في البلدان‬
‫العربية إلى إنعاش سوق الطاقة في المنطقة‪ .‬وفي‬
‫األطر التنظيمية والمؤسسية‪ .‬اشتد اعتماد النمو‬ ‫ظل التوقعات باستمرار هذا النمو وبزيادة التصنيع‬
‫االقتصادي على استخدام الطاقة في شتى أنحاء‬ ‫وارتفاع مستويات المعيشة‪ ،‬فمن المرتقب أن يستمر‬
‫المنطقة العربية‪ ،‬من جراء عدم تطبيق حد أدنى من‬ ‫تزايد الطلب على الطاقة خالل العقود المقبلة‪ .‬وتوفير‬
‫الضوابط الالزمة لضمان الكفاءة أو القصور في تطبيق‬ ‫إمدادات الطاقة الكافية والميسورة التكلفة محوري‬
‫الضوابط القائمة‪ ،‬ومن جراء عدم توفير المعلومات‬ ‫في تحسين مستويات المعيشة‪ ،‬والنهوض باالقتصاد‪،‬‬
‫األساسية الضرورية للمستهلكين‪ .‬وأفضت هذه الحالة‬ ‫والحفاظ على االستقرار السياسي في منطقة هي‬
‫المزمنة إلى تداعيات كبرى‪ ،‬منها عدم الكفاءة في‬ ‫اليوم أكثر هشاشة مما كانت عليه في العقد الماضي‬
‫استهالك الطاقة في البناء والنقل في القطاعين‬ ‫ليس إال‪.‬‬
‫الخاص والعام اللذين يتوقع أن يستمرا في استهالك‬
‫كميات كبيرة من الطاقة تفوق متطلباتهما‪ ،‬حتى‬ ‫وقد ساهم غياب أو عدم فاعلية إدارة الطلب‪ ،‬كعامل‬
‫بعد إصدار أنظمة جديدة لضبط االستهالك‪ .‬وعلى‬ ‫شديد األهمية‪ ،‬في عدم كفاءة استخدام موارد‬
‫الرغم من الخبرات الواسعة في مجال تنظيم كفاءة‬ ‫الطاقة‪ ،‬إلى جانب نمو الطلب على الطاقة‪ .‬غير أن‬
‫استخدام الطاقة في المنطقة العربية‪ ،‬تبقى الفجوة‬ ‫تالفي وقوع خسائر اقتصادية وبيئية نتيجة‬
‫شاسعة بين الفوائد المرجوة من تحقيق كفاءة‬ ‫لعدم كفاءة أنماط االستهالك أمر ممكن‪ ،‬كما يمكن‬
‫استخدام الطاقة‪ ،‬والتقدم المحرز على أرض الواقع‪.‬‬ ‫استخدام الموارد المالية المتوفرة بطرق أفضل‬
‫وفي البلدان العربية المرتفعة الدخل‪ ،‬ال تزال‬ ‫بكثير‪ .‬وتشتمل مظاهر القصور في إدارة الطلب في‬
‫مستويات كفاءة استخدام الطاقة وتطور أدوات‬ ‫المنطقة العربية على التالي‪:‬‬
‫التنظيم متدنية‪ ،‬خالفا لما يتوقع أن يكون عليه‬
‫الحال في هذه البلدان‪.‬‬ ‫أسعار الطاقة‪ .‬تشكل األسعار المحلية لمصادر‬
‫الطاقة عامال رئيسيا يؤثر على ديناميات الطلب‪،‬‬
‫البنى األساسية للنقل العام‪ .‬يسهم ضعف البنى‬ ‫وأداة إلدارة هذا الطلب في األجلين المتوسط‬
‫األساسية للنقل العام في رفع معدالت استهالك الوقود‬ ‫والطويل‪ .‬ومنذ عدة عقود‪ ،‬تقوم بلدان عربية عديدة‬
‫في أنحاء كثيرة من المنطقة‪ ،‬إذ بات عدد كبير‬ ‫بتحديد أسعار للطاقة أقل من السعر السوقي‪ ،‬في‬
‫ومتزايد من السكان بحاجة إلى التنقل للحصول على‬ ‫مسعى لتحقيق أهداف التنمية الوطنية‪ ،‬مثل توفير‬
‫فرص التعليم والعمل‪ .‬ويشكل غياب بنى أساسية آمنة‬ ‫طاقة ميسورة التكلفة للجميع ودفع عجلة النمو‬
‫وفعالة وكافية للمواصالت العامة شاغال إنمائيا حيث‬ ‫الصناعي‪ .‬ولكن ذلك التوجه أدى إلى عواقب وخيمة‬
‫‪vii‬‬

‫باء‪ .‬االعتماد الشديد على النفط والغاز‬ ‫تعتبر الشرائح االجتماعية األكثر فقرا‪ ،‬بما في ذلك‬
‫الطبيعي يكبد البلدان العربية تكاليف‬ ‫النساء واألطفال‪ ،‬أول المتأثرين به‪ .‬ويتجلى‬
‫باهظة على األجل البعيد‬ ‫قصور هذه البنى في ارتفاع وتسارع وتيرة‬
‫االعتماد على المركبات اآللية في العديد من البلدان‬
‫تعتمد اقتصادات المنطقة العربية بشكل رئيسي على‬ ‫العربية‪ .‬ويؤدي تدني كفاءة استخدام الطاقة في‬
‫الوقود األحفوري‪ ،‬بوصفه مصدرا إلمدادات الطاقة‬ ‫معظم وسائل النقل العام في المنطقة العربية‪ ،‬إن‬
‫المحلية ولإليرادات في البلدان المنتجة للنفط والغاز‪.‬‬ ‫وجدت‪ ،‬إلى إنفاق مزيد من الموارد العامة على‬
‫ونظرا إلى أن نسبة تتجاوز ‪ 95‬في المائة من إمدادات‬ ‫الوقود بدال من إنفاقها على تحسين البنى األساسية‬
‫الطاقة اإلقليمية في المنطقة العربية تستمد من النفط‬ ‫للنقل‪ .‬كما أن العديد من الفرص المتاحة في مجال‬
‫والغاز الطبيعي‪ ،‬باتت هذه المنطقة أكثر مناطق العالم‬ ‫النقل الذكي العام ال تزال غير مستغلة‪ ،‬مثل خلق‬
‫اعتمادا على الوقود األحفوري‪ .‬ويشكل غياب مصادر‬ ‫فرص العمل‪.‬‬
‫بديلة للطاقة‪ ،‬ال سيما المتجددة منها‪ ،‬سمة رئيسية من‬
‫سمات االقتصادات العربية عموما‪ ،‬سواء كانت البلدان‬ ‫حفظ الطاقة والوعي البيئي‪ .‬أدى تسارع وتيرة‬
‫مصدرة للطاقة أو مستوردة صافية لها‪ .‬ويطرح االرتفاع‬ ‫التنمية االقتصادية واالجتماعية في المنطقة العربية‬
‫المستمر لتكلفة استهالك المواد الهيدروكربونية‬ ‫على مدى العقود الثالثة الماضية إلى زيادة استهالك‬
‫تساؤالت بشأن استدامة مزيج الطاقة الحالي وقابلية‬ ‫الطاقة‪ .‬غير أن هذه الزيادة لم تقترن بتحسن في‬
‫تحمل تكاليفه على المدى الطويل‪ .‬فقد أصبح ضروريا‬ ‫الوعي العام بشأن الحاجة إلى ترشيد استخدام‬
‫استيراد كميات متزايدة من مصادر الطاقة القابلة للنفاد‬ ‫الطاقة‪ ،‬أو بشأن قضايا أخرى متصلة بالطاقة‪ ،‬مثل‬
‫من األسواق الدولية؛ وإال‪ ،‬فسيتعين خفض إمدادات‬ ‫حماية البيئة‪ .‬وعلى الرغم من أن إدارة المعلومات‬
‫الهيدروكربون المحلية المتاحة للتصدير‪.‬‬ ‫وتحفيز المستهلك أساسيان لتحسين أداء القطاعات‬
‫االقتصادية في مجال الطاقة‪ ،‬فاسترداد تكاليف‬
‫والنفط والغاز مصدران إلمدادات الطاقة في األسواق‬ ‫االستثمار في تغيير أنماط السلوك وفي تحسين‬
‫المحلية في المنطقة العربية‪ ،‬ومصدران رئيسيان‬ ‫التكنولوجيا يستغرق وقتا طويال‪ .‬كما أن اعتماد‬
‫للدخل في البلدان العربية التي تنتجهما‪ ،‬والتي يهيمن‬ ‫حلول ابتكارية‪ ،‬مثل استخدام األلواح الشمسية‬
‫قطاع الهيدروكربونات على اقتصاداتها في حاالت‬ ‫المركبة على أسطح المباني‪ ،‬قد يتطلب من المستهلك‬
‫كثيرة‪ .‬وتمثل اإليرادات النابعة من صادرات النفط‬ ‫اتخاذ تدابير ربما يتعذر عليه تنفيذها أحيانا‪ ،‬وذلك‬
‫والغاز ما يتراوح بين ‪ 65‬و‪ 90‬في المائة تقريبا من‬ ‫بفعل افتقاره إلى المعلومات الالزمة‪ .‬ويسجل غياب‬
‫اإليرادات الحكومية في اقتصادات بلدان مجلس‬ ‫شبه تام لهيئات حماية المستهلك الفعالة والمستقلة‬
‫التعاون الخليجي ككل‪ ،‬وأكثر من ‪ 80‬في المائة من‬ ‫في جميع أنحاء المنطقة العربية؛ وإن وجدت هذه‬
‫عائدات التصدير في المملكة العربية السعودية‬ ‫الهيئات‪ ،‬فغالبا ما تكون مهمشة بفعل ضيق الحيز‬
‫والكويت وقطر‪ .2‬وهذا االعتماد الكبير على الوقود‬ ‫المتاح للمجتمع المدني ووسائل اإلعالم المستقلة‪.‬‬
‫األحفوري – كمصدر للطاقة والعائدات في آن واحد –‬ ‫ويظهر ذلك في الفجوة الواسعة بين تقدم المنطقة‬
‫هو نقطة ضعف أساسية في المنطقة العربية‪ ،‬من‬ ‫في مجاالت مثل التعليم والصحة والوصول إلى‬
‫النواحي االقتصادية والمالية والبيئية‪ .‬ونتيجة لذلك‪،‬‬ ‫التكنولوجيا‪ ،‬من ناحية‪ ،‬وتدني كفاءة إدارة أسواق‬
‫تتكبد المنطقة العربية تكاليف باهظة‪ ،‬منها ما يلي‪:‬‬ ‫الطاقة‪ ،‬من ناحية ثانية‪.‬‬
‫‪viii‬‬

‫تزايد الحاجة إلى استيراد الطاقة‪ ،‬ال سيما في قطاعي‬ ‫تبعات مالية وإيرادات متقلبة‪ .‬يفرض استيراد‬
‫النقل والغاز الطبيعي‪ .‬وال ينطبق ذلك على البلدان‬ ‫الطاقة ضغوطا شديدة على الموارد المالية وعلى‬
‫المستوردة عادة للطاقة فحسب‪ ،‬بل أيضا على عدد‬ ‫احتياطيات العمالت األجنبية في الدول الكثيفة‬
‫متزايد من البلدان المصدرة الصافية لمختلف أنواع‬ ‫االعتماد على واردات الطاقة‪ .‬ويعزى ذلك إلى أن‬
‫الوقود األحفوري‪ .3‬غير أن زيادة استيراد النفط تزيد‬ ‫شراء الوقود األحفوري يجري عادة في األسواق‬
‫من قابلية تأثر البلدان بالصدمات الخارجية لجهة‬ ‫الدولية حيث يتم التداول بالعمالت األجنبية‪.‬‬
‫العرض‪ ،‬وتعرضها لتقلبات مالية ناتجة من تقلبات‬ ‫ويواجه مصدرو الوقود األحفوري تحديات متعاكسة‪:‬‬
‫أسعار الطاقة في األسواق العالمية‪ .‬وعلى األمد البعيد‪،‬‬ ‫فاالعتماد المفرط على الوقود األحفوري من أجل‬
‫سيشكل تنامي الواردات مصدرا للقلق بشأن أمن‬ ‫تأمين السالمة المالية للدولة واالقتصاد يؤدي إلى‬
‫الطاقة الوطنية‪ ،‬ولن يكون بوسع واضعي السياسات‬ ‫تقلبات شديدة في اإليرادات‪ ،‬وهي تقلبات تمليها‬
‫التغاضي عنه في حال توفرت بدائل فعالة من حيث‬ ‫األسواق الخارجية وتوثر على البلدان العربية المنتجة‬
‫التكلفة‪ ،‬كمصادر الطاقة المتجددة على سبيل المثال‪.‬‬ ‫للنفط والغاز‪ .‬ونظرا إلى اعتماد هذه البلدان على‬
‫األسواق الخارجية لتوليد حصة كبيرة من إيراداتها‪،‬‬
‫تراجع القدرة على تصدير الوقود األحفوري‪ .‬إن‬ ‫فهي شديدة التأثر بتقلبات أسعار النفط‪ ،‬وبالديناميات‬
‫عدم إدارة الطلب على الطاقة‪ ،‬واالعتماد المستمر على‬ ‫الخارجية التي تؤثر على أسواق االستهالك‪ ،‬مثل‬
‫النفط والغاز كمصدري الطاقة الوحيدين المستخدمين‬ ‫حاالت االنكماش االقتصادي الشديد والتغيرات‬
‫لتلبية هذا الطلب‪ ،‬يهددان بالحد من قدرة منتجي‬ ‫الهيكلية في قطاعات غير قطاع الوقود األحفوري‪.‬‬
‫الوقود األحفوري على التصدير‪ .‬ويخشى أن تكون لهذا‬
‫األمر تداعيات جدية على اإليرادات المالية واالستقرار‬ ‫غياب التنويع االقتصادي في أهم البلدان المنتجة‬
‫المالي في المستقبل‪.‬‬ ‫للوقود األحفوري‪ .‬إن قطاع النفط والغاز وحده هو‬
‫أهم القطاعات المولدة للناتج المحلي اإلجمالي في‬
‫زيادة تلوث الهواء‪ ...‬ال يزال تلوث الهواء‪ ،‬بحد ذاته‪،‬‬ ‫عدد كبير من البلدان المنتجة للوقود األحفوري في‬
‫مصدرا آخر للقلق الشديد‪ ،‬وإن كان ال يعترف‬ ‫المنطقة العربية‪ .‬واإليرادات النابعة من تصدير الوقود‬
‫بخطورته في المنطقة العربية‪ .‬فمتوسط التعرض‬ ‫األحفوري هي التي تحدد مستويات الدخل الحكومي‬
‫السنوي لتلوث الهواء في هذه المنطقة – والذي يقاس‬ ‫واالستثمارات في مجموعة من القطاعات غير النفطية‪.‬‬
‫حسب كمية المواد الجسيمية الملوثة للهواء والنابعة‬ ‫ولذلك‪ ،‬غالبا ما يترجم االنخفاض المطول في أسعار‬
‫من العواصف الرملية والمركبات اآللية والتصنيع‬ ‫النفط الدولية إلى انخفاض مطول في معدالت النمو‬
‫(المواد الجسيمية قطرها أقل من ‪ – )2.5‬يتجاوز‬ ‫أو الركود في البلدان العربية المنتجة للنفط والغاز‪.‬‬
‫المتوسط العالمي الذي تنص عليه إرشادات منظمة‬ ‫وعدم تنويع مصادر اإليرادات ليس مستداما من‬
‫الصحة العالمية‪ ،‬وذلك في جميع البلدان العربية‬ ‫الناحية االقتصادية على المدى الطويل‪ ،‬كما أنه ال يتيح‬
‫بال استثناء‪ .‬وتدل الثغرات في البيانات المتوفرة‬ ‫خلق فرص العمل التي يتطلع إليها الشباب وحاملو‬
‫على أنه ال يتم قياس نسبة التلوث الشديد في الهواء‬ ‫الشهادات العليا في المنطقة العربية‪.‬‬
‫والذي تعاني منه أعداد كبيرة من سكان هذه البلدان‪.‬‬
‫ويبعث هذا القصور على القلق‪ ،‬ال سيما في غياب أي‬ ‫زيادة االعتماد على االستيراد‪ .‬أسفر االعتماد المفرط‬
‫استجابات جدية لحد اآلن لمعالجة هذا األمر في‬ ‫على النفط والغاز الطبيعي في المنطقة العربية‪،‬‬
‫جميع أنحاء المنطقة العربية‪.‬‬ ‫من أجل تلبية االحتياجات المحلية من الطاقة‪ ،‬عن‬
‫‪ix‬‬

‫مختلف الدول العربية‪ .‬وما لم تقترن هذه اإلصالحات‬ ‫‪ ...‬وتفاقم البصمة الكربونية‪ .‬إضافة إلى تلوث الهواء‪،‬‬
‫بتدابير مناسبة للتخفيف من آثارها‪ ،‬فيخشى أن تقع‬ ‫ساهم اعتماد البلدان العربية الشديد على الوقود‬
‫أشد تبعاتها على األسر الفقيرة والمتوسطة الدخل‪،‬‬ ‫األحفوري في تفاقم البصمة الكربونية في المنطقة‬
‫ما سيسفر عن خسارة المكاسب التي قد تحققت في‬ ‫العربية‪ .‬نتيجة لذلك‪ ،‬ومن بين البلدان المصدرة لهذه‬
‫السابق من حيث إمكانية الوصول اآلمن إلى مصادر‬ ‫االنبعاثات‪ ،‬سجلت االنبعاثات الغازية المسببة‬
‫الطاقة؛ وعن مشاكل اقتصادية جسيمة؛ وعن انخفاض‬ ‫لالحتباس الحراري ثاني أسرع نمو لها في البلدان‬
‫مستويات المعيشة لدى شرائح متنامية من السكان‪.‬‬ ‫العربية‪ .‬وعلى الرغم من أن إجمالي هذه االنبعاثات‬
‫في المنطقة العربية يعتبر ضئيال مقارنة باالقتصادات‬
‫ويحول الحصول غير الكافي على الطاقة دون إحراز‬ ‫الصناعية الكبرى‪ ،‬فإن البصمة الكربونية الناتجة منه‬
‫التقدم المطلوب باتجاه عدد من أهداف التنمية‬ ‫تتسع بسرعة محليا‪ .‬وعلى أساس نصيب الفرد من‬
‫المستدامة‪ ،‬منها التخفيف من حدة الفقر‪ ،‬وتعميم‬ ‫انبعاثات ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬تحل دول مجلس‬
‫وصول الجميع إلى التعليم‪ ،‬والرعاية الصحية‪ ،‬والنمو‬ ‫التعاون الخليجي بين أكبر البلدان المصدرة لهذه‬
‫االقتصادي المستدام في نهاية المطاف‪ .‬والحصول‬ ‫االنبعاثات في العالم‪ ،‬إذ تتجاوز االنبعاثات الصادرة‬
‫غير الكافي على الطاقة هو أيضا مصدر قلق كبير‬ ‫عنها ما هي عليه في الدول الصناعية بأشواط‪ .‬وفي‬
‫يقوض إمكانية التقدم باتجاه تحقيق المساواة بين‬ ‫ضوء ذلك‪ ،‬أصبح من الضروري أن تتخذ البلدان‬
‫الجنسين‪ ،‬إذ إن المرأة هي التي تتحمل الوزر األكبر‬ ‫العربية قرارات أكثر مراعاة للمناخ في المستقبل‪،‬‬
‫من األعباء الناتجة من فقر الطاقة‪ .‬وتكتسي آثار ذلك‬ ‫ال سيما وأن المنطقة العربية شديدة التأثر بتغير المناخ‪.‬‬
‫على المرأة أشكاال عدة‪ ،‬منها تدهور حالتها الصحية‪،‬‬
‫وعجزها عن الحصول على التعليم وعلى فرص العمل‬
‫المدفوعة األجر‪.‬‬ ‫جيم‪ .‬عدم الحصول على الطاقة عقبة‬
‫رئيسية أمام التنمية المستدامة‬

‫دال‪ .‬إدارة الطلب هي استراتيجية رئيسية‬ ‫على الرغم من التقدم الكبير باتجاه ضمان وصول الجميع‬
‫لفصل آثار استهالك الطاقة عن مسار‬ ‫إلى مصادر الطاقة الحديثة في جميع أنحاء المنطقة‬
‫النمو االقتصادي في المنطقة العربية‬ ‫العربية‪ ،‬ال يزال أكثر من ‪ 30‬مليون شخص غير قادر على‬
‫الحصول على حد أدنى من خدمات الكهرباء‪ .‬ويعيش‬
‫إن اإلدارة الفعالة لنمو الطلب على الطاقة وفصل‬ ‫العدد األكبر من هؤالء في عدد من البلدان العربية األقل‬
‫آثار هذا الطلب عن مسار النمو االقتصادي في‬ ‫نموا‪ ،‬هي موريتانيا والسودان واليمن‪ .‬وقد أفضى‬
‫المنطقة العربية مهمتان شاقتان‪ .‬ويجب على الدول‬ ‫تصاعد النزاعات السياسية وعدم االستقرار في السنوات‬
‫التي ترغب في ضبط نمو الطلب المحلي على الطاقة‬ ‫األخيرة في أنحاء كثيرة من المنطقة العربية إلى زيادة‬
‫أن تعمد إلى إصالح هياكل أسواق الطاقة‪ ،‬وأن تعيد‬ ‫عدد األشخاص الذين يعانون من انعدام األمن في مجال‬
‫النظر في الحوافز المقدمة لمستخدمي الطاقة‪ .‬وعليها‬ ‫الطاقة؛ وإلى تعريض الماليين غيرهم لخطر فقدان‬
‫كذلك أن تحدث تغييرات جذرية في سلوكيات‬ ‫إلمكانية الحصول اآلمن على مصادر الطاقة الحديثة‪.‬‬
‫المستهلك‪ ،‬وأن تعمل بشكل مواز على تحقيق‬
‫أهداف إنمائية قد تبدو في بعض األحيان متناقضة‪،‬‬ ‫ومن العوامل اإلضافية والمستجدة المؤثرة على أمن‬
‫مثل حماية دخل األسرة وفي الوقت نفسه تعزيز‬ ‫الطاقة اإلصالح المستمر ألسعار الطاقة المحلية في‬
‫‪x‬‬

‫والطاقة؛ ويتطلب بناء قدرات الهيئات الحكومية في‬ ‫القدرة التنافسية الصناعية‪ .‬وإن تغيير طرق إنتاج‬
‫مجاالت تخطيط وتطوير وتنفيذ وإدارة األنشطة‬ ‫الطاقة وتسعيرها وتداولها واستهالكها يشكل تحديا‬
‫والمبادرات الالزمة لتحقيق الكفاءة في استخدام‬ ‫كبيرا‪ ،‬ال سيما وأن المنطقة العربية تضم أعدادا كبيرة‬
‫الطاقة‪ .‬ولبناء هذه القدرات‪ ،‬ال بد من تنمية الموارد‬ ‫من السكان ذوي الدخل األدنى أو المتوسط‪ .‬ومن‬
‫البشرية في الهيئات الحكومية‪ ،‬وتعزيز قنوات‬ ‫المجاالت ذات األولوية التي ينبغي معالجتها من أجل‬
‫االتصال بين الحكومات والهيئات التنظيمية‬ ‫تحسين فعالية إدارة الطلب على الطاقة في المنطقة‬
‫والمستخدمين النهائيين للطاقة‪ .‬ويكتسي التنفيذ‬ ‫العربية ما يلي‪:‬‬
‫الفعال لألنظمة أهمية بالغة في نجاح السياسات‬
‫الرامية إلى تحقيق كفاءة استخدام الطاقة‪ .‬ولتحقيق‬ ‫أسعار الطاقة المحلية‪ .‬من الصعوبة بمكان إصالح‬
‫هذا النجاح‪ ،‬ينبغي إصالح أسعار الطاقة‪ ،‬وهو أمر‬ ‫الممارسات المتمثلة في توريد الطاقة للمستهلكين‬
‫أساسي لتوفير حوافز مالية للمستخدمين النهائيين‬ ‫المحليين بتكلفة منخفضة على مدى عقود من الزمن‪،‬‬
‫كي يستخدموا الطاقة بكفاءة‪.‬‬ ‫نظرا إلى أن جميع شرائح المستخدمين المتعددين –‬
‫األسر والشركات والصناعات – سوف تتأثر بزيادة‬
‫بنى أساسية مستدامة للنقل العام‪ .‬تؤدي البنى‬ ‫األسعار بطرق مختلفة‪ .‬وال بد من تخطيط اقتصادي‬
‫األساسية للنقل العام دورا بالغ األهمية في تحقيق‬ ‫دقيق مدروس للغاية من أجل إصالح دعم الطاقة من‬
‫هدفين إنمائيين متالزمين‪ ،‬هما ضمان قدرة الناس‬ ‫دون التأثير على قدرة الفئات المنخفضة والمتوسطة‬
‫على التنقل‪ ،‬وإدارة الطلب المحلي على وقود النقل‪.‬‬ ‫الدخل على تحمل التكاليف‪ ،‬وبالتالي قدرتها على‬
‫وال بد من إيجاد حلول لتحقيق استدامة النقل العام‪،‬‬ ‫الحصول على الطاقة‪ ،‬ومن دون تقويض القدرة‬
‫ال سيما من أجل ضمان القدرة على التنقل لدى النساء‬ ‫التنافسية لقطاع الطاقة‪ .‬وفي السنوات األخيرة‪،‬‬
‫واألطفال‪ .‬فهم يتأثرون أكثر من غيرهم بغياب‬ ‫شرعت بلدان عربية متزايدة في إصالح أسعار الطاقة‬
‫خيارات النقل اآلمن‪ ،‬إذ يحرمون من فرص التعليم‬ ‫المحلية‪ ،‬على الرغم من التفاوت الواسع بينها من حيث‬
‫والعمل والرعاية الصحية‪ .‬وتوفير بنى أساسية‬ ‫مستوى اإلصالحات وعمقها‪ .‬غير أن الطريق ال يزال‬
‫مستدامة للنقل العام أمر محوري في عملية إعادة‬ ‫طويال‪ .‬فال بد من بناء قدرات الحكومات لرصد التقدم‬
‫اإلعمار التي تشهدها اآلن دول عربية عديدة‪ ،‬أو دول‬ ‫المحرز في اإلصالحات‪ ،‬وللتخفيف من آثار إصالح‬
‫عانت منذ فترة وجيزة من حروب أو نزاعات سياسية‬ ‫أسعار الطاقة بفعالية‪ ،‬كي ال تفضي هذه اإلصالحات‬
‫ألحقت ببناها األساسية دمارا منهجيا‪ .‬ومن التدابير‬ ‫إلى مزيد من الصعوبات وإلى تدهور مستويات‬
‫الهامة التي يمكن أن تنفذها الحكومات توفير خيارات‬ ‫المعيشة في عدد متزايد من البلدان العربية‪.‬‬
‫آمنة وفعالة وكافية للنقل العام في المدن والمناطق‬
‫الريفية؛ وتعميم وسائل النقل العام األكثر كفاءة في‬ ‫الكفاءة في استخدام الطاقة‪ ،‬ومعايير األداء‪،‬‬
‫استخدام الطاقة‪ ،‬كأساطيل المركبات العامة ذات‬ ‫والممارسات‪ .‬إذا تسنى تحقيق وفورات في الطاقة‬
‫الكفاءة في استخدام الوقود؛ وتعميم وسائل النقل‬ ‫ووفورات مالية لصالح الحكومات والمستهلكين‬
‫العام المسيرة كهربائيا‪ ،‬إن أمكن ذلك‪.‬‬ ‫النهائيين في الوقت نفسه‪ ،‬فسيشكل ذلك آلية فعالة‬
‫لمساعدة المستهلكين على إدارة ارتفاع أسعار الطاقة‪.‬‬
‫توفير المعلومات‪ ،‬ونشر الوعي‪ ،‬وتعزيز دور المجتمع‬ ‫ويواجه إصدار األنظمة الالزمة لتحقيق الكفاءة في‬
‫المدني‪ .‬من أجل تحقيق االستخدام المستدام للموارد‬ ‫استخدام الطاقة تحديات متنوعة؛ وينطوي على‬
‫الطبيعية في المنطقة العربية‪ ،‬يجب تحسين جمع‬ ‫تعقيدات كبيرة في قطاعات النقل والبناء والصناعة‬
‫‪xi‬‬

‫ومن المرجح أن تؤدي الطاقة المتجددة دورا كبيرا في‬ ‫المعلومات والبيانات ونشرها‪ ،‬واتخاذ التدابير الالزمة‬
‫البلدان العربية التي ال يحصل سكانها على الكهرباء‬ ‫لرفع مستوى الوعي بالتكاليف االقتصادية واالجتماعية‬
‫بالمستوى المطلوب‪ ،‬وأيضا في البلدان المتأثرة‬ ‫والبيئية المترتبة على االستمرار في انتهاج الطرق‬
‫بالنزاعات‪ ،‬من خالل زيادة استخدام الحلول‬ ‫المعتمدة عادة‪ .‬والحكومات والمؤسسات المدنية‬
‫الالمركزية إلمدادات الطاقة‪.‬‬ ‫مدعوة إلى بذل جهود حثيثة لجمع البيانات‬
‫والمعلومات ونشرها‪ ،‬وإلى تطوير قدرة المؤسسات على‬
‫إن حصول زيادة تلقائية في حصة مصادر الطاقة‬ ‫الرصد النوعي والكمي‪ ،‬وإلى توفير منتدى أكثر فعالية‬
‫البديلة ال يزال غير مضمون‪ ،‬بصرف النظر عن الخطط‬ ‫إلجراء حوار هادف بين جميع شرائح المجتمع يشارك‬
‫واألهداف الوطنية المتعلقة بذلك‪ .‬ومن المرجح أن‬ ‫فيه الجميع وتغطيه وسائل اإلعالم الوطنية‪.‬‬
‫يتطلب حدوث ذلك زيادة في الدعم السياسي المقدم‬
‫والموارد المالية المتوفرة حاليا‪ .‬ومن أهم اإلجراءات‬
‫الالزمة لتشجيع تنويع مزيج الطاقة في المنطقة‬ ‫هاء‪ .‬تنويع مصادر الطاقة المستخدمة‬
‫العربية دعم السياسات الشاملة؛ وزيادة مشاركة القطاع‬ ‫وطرق استخدامها في البلدان العربية‬
‫الخاص؛ ومساعدة األسواق على تذليل العقبات أمام‬ ‫أمر ضروري‬
‫جذب االستثمارات‪ ،‬بإيجاد حلول من أجل توفير‬
‫التمويل لفئات المستخدمين المختلفة؛ وبناء القدرات‬ ‫يجب على المنطقة العربية أن تسعى إلى تحقيق‬
‫المؤسسية؛ وتعزيز التجارة والتعاون في ما بين بلدان‬ ‫اإلدارة الفعالة إلمدادات الطاقة بموازاة مساعيها‬
‫المنطقة في مجال الطاقة النظيفة‪ .‬وقد أثبتت عدة‬ ‫الرامية إلى إنشاء نظم طاقة أكثر استدامة‪ .‬ومما‬
‫بلدان عربية بالفعل اإلمكانات التي تزخر بها مصادر‬ ‫يشجع على تحقيق ذلك توفر عدة مسارات على‬
‫الطاقة المتجددة في المنطقة‪ ،‬كما أثبتت أوجه التآزر‬ ‫مستوى السياسات من شأنها أن تساعد الدول على‬
‫بين الطاقة المتجددة واألهداف اإلنمائية‪ ،‬ومنها خلق‬ ‫العمل أكثر بموارد أقل‪ ،‬وذلك مع تلبية أولويات‬
‫فرص العمل ونشوء قطاعات جديدة‪.‬‬ ‫التنمية االجتماعية واالقتصادية والوطنية والتقليل‬
‫من البصمة الكربونية في المنطقة في آن واحد‪.‬‬
‫تجارة الطاقة على الصعيد اإلقليمي‪ .‬قد يشكل‬
‫التعاون في مجال الطاقة بين بلدان المنطقة ركيزة‬ ‫تنويع مزيج الطاقة في المنطقة العربية‪ .‬في‬
‫هامة لنظم طاقة أكثر استدامة ومنعة وتحقيقا‬ ‫السنوات األخيرة‪ ،‬أصبح تنويع المزيج الوطني للطاقة‬
‫للوفورات في المنطقة العربية‪ ،‬وأداة للمساهمة في‬ ‫هدفا استراتيجيا متزايد األهمية في العديد من الدول‬
‫تحقيق النمو االقتصادي والرخاء المشترك والحد من‬ ‫العربية‪ .‬ونتيجة الرتفاع أسعار النفط والغاز في‬
‫الفقر‪ .‬ومن شأن دفع عجلة التجارة اإلقليمية في‬ ‫األسواق العالمية خالل العقد األول من القرن الحادي‬
‫مجال الطاقة بين البلدان العربية‪ ،‬من خالل الشبكات‬ ‫والعشرين ومطلع عام ‪ ،2010‬وبفعل االرتفاع الموازي‬
‫الكهربائية المترابطة مثال‪ ،‬أن يعود بمكاسب كبيرة‬ ‫في تكلفة استيراد النفط والغاز واالعتماد الشديد‬
‫على جميع األطراف‪ .‬وتتضمن هذه المكاسب تعزيز‬ ‫عليهما لتلبية معظم االحتياجات الوطنية‪ ،‬شرعت‬
‫أمن اإلمدادات‪ ،‬والحصول على طاقة أنظف تنتج‬ ‫الدول العربية في البحث عن بدائل مستدامة للطاقة‬
‫بكميات كبيرة نظرا إلى تدني كلفتها‪ .‬ومن هذه‬ ‫تكون جزءا من إمداداتها المتزايدة تدريجيا‪ .‬وتستمر‬
‫المكاسب أيضا تعزيز إمكانية خلق فرص العمل‪،‬‬ ‫التوقعات بالتحسن‪ ،‬في ظل استمرار هبوط أسعار‬
‫نتيجة لتطوير الصناعات التحويلية المحلية المنتجة‬ ‫تكنولوجيات الطاقة البديلة‪ ،‬ال سيما الطاقة المتجددة‪.‬‬
‫‪xii‬‬

‫على الصعيد العالمي‪ .‬ويعزى ذلك أساسا إلى‬ ‫لمكونات التكنولوجيات التي قد تنتشر بشكل أكبر‬
‫االنخفاض السريع في تكاليف الحلول القائمة على‬ ‫من خالل زيادة التعاون اإلقليمي في مجال‬
‫الطاقة المتجددة‪ ،‬ال سيما الطاقة الشمسية؛ وإلى‬ ‫الطاقة المتجددة‪.‬‬
‫إقامة سالسل إمداد محلية أتاحت هذه الحلول‪.4‬‬
‫ويمكن للنظم المعزولة عن الشبكة أن تتيح لسكان‬ ‫الحصول على الطاقة ونوعية اإلمدادات‪ .‬إن‬
‫المناطق الريفية في أقل البلدان العربية نموا الحصول‬ ‫الحصول على الطاقة الحديثة أساسي لتحقيق جميع‬
‫على الكهرباء بشكل أفضل‪ ،‬وأن تساعد في إعادة‬ ‫األهداف اإلنمائية تقريبا‪ ،‬بما في ذلك مكافحة الفقر‬
‫إمدادات الكهرباء إلى ما كانت عليه سابقا في البلدان‬ ‫(الهدف ‪ 1‬من أهداف التنمية المستدامة)؛ ودعم‬
‫المتأثرة بالنزاعات‪ .‬وقد اختارت عدة مشاريع تنفذها‬ ‫تحقيق المساواة بين الجنسين (الهدف ‪)5‬؛ والنمو‬
‫جهات مانحة دولية في السنوات األخيرة حلوال‬ ‫االقتصادي وتوفير فرص العمل الالئق للجميع‬
‫معزولة عن الشبكة من أجل الحصول على الكهرباء‪.‬‬ ‫(الهدف ‪)8‬؛ وتطوير الصناعات الحديثة‪ ،‬واالبتكار‪،‬‬
‫وأظهر نجاح هذه الحلول الفوائد الجمة التي يمكن أن‬ ‫والبنى األساسية (الهدف ‪ .)9‬وإلحراز تقدم باتجاه‬
‫تعود بها هذه المشاريع على المجتمعات المحلية‪.‬‬ ‫ضمان حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة‬
‫في المنطقة العربية‪ ،‬يجب بذل جهود حثيثة من‬
‫لتعظيم المشاركة في النظم المعزولة عن الشبكة‬ ‫جانب الحكومات‪ ،‬ال سيما في البلدان العربية األقل‬
‫في البلدان العربية األقل نموا‪ ،‬وبمعزل عن مبادرات‬ ‫نموا‪ ،‬بحيث يتصدر تعميم الحصول على الكهرباء‬
‫الجهات المانحة‪ ،‬على الحكومات أن تدرج في خططها‬ ‫أولويات البرامج السياسية‪ .‬ويجب أيضا دعم‬
‫الوطنية لإلمداد بالكهرباء اعتماد نظم شبكات صغيرة‬ ‫االلتزامات بوضع الخطط االستراتيجية والسياسات‬
‫ومعزولة عن الشبكة تعمل على مصادر الطاقة‬ ‫واضحة ودعم المؤسسات المتخصصة‪.‬‬
‫المتجددة‪ .‬والهدف من ذلك تنظيم قطاع الطاقة‬
‫ال مركزيا‪ ،‬مع وضع أهداف واضحة تتعلق بتحسين‬ ‫وتتضمن سبل ضمان حصول الجميع على خدمات‬
‫الوصول إلى مصادر الطاقة‪ .‬ويتطلب ذلك وضع أطر‬ ‫الطاقة الحديثة وضع سيناريوهات لتطوير الطاقة‪،‬‬
‫تنظيمية ومالية وإدارية لتشجيع التمويل الموجه نحو‬ ‫منها توسيع نطاق تغطية الشبكات‪ ،‬وإدراج حلول‬
‫المجتمعات المحلية‪ ،‬ولتعزيز أنشطة القطاع الخاص‬ ‫المركزية في استراتيجيات إمداد األرياف بالكهرباء‪.‬‬
‫في توزيع وبيع الطاقة المتجددة الالمركزية‪ ،‬ال سيما‬ ‫ويمكن أن يساعد تحديد المجاالت ذات األولوية‪ ،‬مثل‬
‫في المناطق النائية‪.‬‬ ‫توسيع نطاق تغطية الكهرباء ليشمل المدارس والمراكز‬
‫الصحية والقطاعات اإلنتاجية‪ ،‬على تحقيق أقصى‬
‫توليد القيمة من الكربون‪ .‬يحمل احتجاز الكربون‬ ‫قدر ممكن من التأثير االجتماعي بحد أدنى من‬
‫واستخدامه وتخزينه أهمية خاصة في المنطقة العربية‬ ‫التمويل‪ .‬وعلى البلدان التي يكون فيها الوصول إلى‬
‫بالنسبة إلى منتجي النفط والغاز الذين يحاولون‬ ‫شبكة الكهرباء تاما‪ ،‬ولكن تتفاوت فيها مستويات‬
‫الخروج مما يعرف بـ "معضلة الطاقة الثالثية األبعاد"‪.‬‬ ‫اإلمداد‪ ،‬أن تضع تنمية قطاع المرافق العامة والحصول‬
‫وتقتضي هذه المعضلة التوفيق بين استيفاء االلتزامات‬ ‫اآلمن على الكهرباء في مقدمة أولويات برامج عملها‬
‫الدولية المتعلقة بتغير المناخ‪ ،‬وتوفير الكهرباء على‬ ‫المتعلقة بالسياسات‪.‬‬
‫مدار الساعة‪ ،‬وإدارة تكاليف الكهرباء‪ .5‬وقد اكتسبت‬
‫بلدان عربية عديدة خبرة واسعة في مشاريع‬ ‫اإلمدادات الالمركزية للطاقة‪ .‬سجلت اإلمدادات‬
‫احتجازالكربون واستخدامه وتخزينه‪.‬‬ ‫الالمركزية للطاقة في السنوات األخيرة نموا متسارعا‬
‫‪xiii‬‬

‫االستهالك للطاقة‪ ،‬كاألسمدة واأللمنيوم والفوالذ‪ ،‬في‬ ‫وتتضمن سبل التغلب على العوائق التي تحول‬
‫نسبة كبيرة من اإلنتاج االقتصادي في بعض البلدان‬ ‫دون تعميم هذه التطبيقات في المنطقة العربية‬
‫‪6‬‬
‫العربية الغنية بالوقود األحفوري‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬تكون‬ ‫تقديم حوافز سوقية‪ ،‬منها وضع أسعار مشجعة ‪.‬‬
‫إنتاجية الطاقة في هذه االقتصادات منخفضة مقارنة‬ ‫ومن شأن انتشار هذه التطبيقات أن يتحسن في‬
‫بما هي عليه في االقتصادات التي تعتمد على‬ ‫حال تنفيذ مزيد من المشاريع اإلرشادية التي تعزز‬
‫قطاعات ذات قيمة مضافة أعلى‪ ،‬كالخدمات‪ ،‬والتي‬ ‫المعرفة والخبرات؛ وفي حال تحسن األطر القانونية‬
‫تستهلك مقدارا أقل من الطاقة لكل وحدة إنتاج في‬ ‫والتنظيمية والمالية الوطنية التي تعزز قدرة هذه‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬ ‫التطبيقات على نيل اهتمام الفئات المستهدفة في‬
‫شتى القطاعات‪ ،‬بما في ذلك قطاع الطاقة‪.‬‬
‫ومن شأن استخدام مقياس زيادة إنتاجية الطاقة أن‬
‫يتيح لواضعي السياسات في المنطقة العربية مؤشرا‬
‫دقيقا وأكثر تفصيال ووضوحا عن الهدف المتمثل في‬ ‫واو‪ .‬إنتاجية الطاقة كمؤشر أكثر دقة‬
‫إجراء تحسينات شاملة في مجاالت كفاءة استخدام‬ ‫لتحسين أوجه استخدام الطاقة‬
‫الطاقة‪ ،‬والتحوالت الهيكلية االقتصادية‪ ،‬والعوامل‬
‫األخرى التي تؤثر على معدالت إنتاجية الطاقة‪.‬‬ ‫في جميع أنحاء العالم‪ ،‬يستخدم واضعو السياسات‬
‫وسيتطلب تحقيق هذه اإلنجازات الكبرى اتخاذ‬ ‫إنتاجية الطاقة وكفاءتها وكثافتها لتحديد ما يلزم‬
‫مجموعة متنوعة من التدابير على مستوى التسعير‬ ‫تنفيذه من استجابات لمعالجة الشواغل المتعلقة بتغير‬
‫والسياسات العامة‪ ،‬منها إصالح أسعار الطاقة‪.‬‬ ‫المناخ العالمي‪ .7‬وفي حين أن معظم األهداف الرسمية‬
‫كما سيتطلب تحقيق الكفاءة لجهة الطلب‪ ،‬ورفع‬ ‫حدد على أساس كثافة الطاقة‪ ،‬يسجل دعم متزايد‬
‫إنتاجية المستخدم النهائي‪ ،‬مثال من خالل تقديم‬ ‫للرأي القائل بأن إنتاجية الطاقة هي مقياس أفضل‬
‫المنتجات التنافسية وتوفير وسائل نقل أكثر فعالية‪،‬‬ ‫للمضي قدما نحو تحقيق هذه األهداف‪ .8‬وعلى‬
‫والتخفيف من القيود المفروضة على توفر الطاقة‪.‬‬ ‫المستوى الكلي‪ ،‬إنتاجية الطاقة هي قيمة اإلنتاج‬
‫وتتضمن التدابير الالزمة ما يلي‪:‬‬ ‫االقتصادي‪ ،‬كالناتج المحلي اإلجمالي مثال‪ ،‬لكل وحدة‬
‫من استهالك الطاقة‪ ،‬وبالتالي تتناسب عكسيا مع قيمة‬
‫وضع نظم مستدامة إلدارة الطلب‪ ،‬من أجل تحقيق‬ ‫كثافة الطاقة‪ .‬ويفيد مؤيدو اعتماد إنتاجية الطاقة بأنها‬
‫الكفاءة في استخدام الطاقة المحلية‪ .‬تهدف إدارة‬ ‫تقدم صورة وافية عن القدرة التنافسية للبلد‪ ،‬وعن أدائه‬
‫الطلب إلى تعديل مستويات استهالك الطاقة من جانب‬ ‫البيئي‪ ،‬وفرص التحسن لديه‪ ،‬كما تتماشى مع برامج‬
‫المستخدم النهائي وأنماطها‪ .‬ويتطلب ذلك اعتماد‬ ‫السياسات المتصلة باالقتصاد والطاقة والبيئة على نحو‬
‫أدوات محددة على مستوى السياسات وأطرا مؤسسية‬ ‫مباشر أكثر من كثافة الطاقة وغيرها من المقاييس‪.9‬‬
‫وتكنولوجيات خاصة‪ .‬وتتضمن هذه األدوات‪ ،‬التي‬
‫ينبغي دعمها باألطر المؤسسية المناسبة‪ ،‬وضع أنظمة‬ ‫وتتأثر إنتاجية الطاقة‪ ،‬شأنها شأن كثافة الطاقة‪،‬‬
‫وتقديم حوافز متنوعة‪ ،‬منها فرض حد أدنى من معايير‬ ‫بعوامل عدة‪ ،‬منها كفاءة الطاقة في المكونات‬
‫أداء الطاقة في المباني ولدى استخدام المعدات؛‬ ‫والعمليات االقتصادية األساسية؛ وهيكل اقتصاد‬
‫وفرض تعريفات على استخدام الطاقة تختلف حسب‬ ‫البلد وموقعه الجغرافي ومناخه وموارده الطبيعية؛‬
‫األوقات؛ وتمويل المرافق الالزمة لعمليات إعادة‬ ‫والقطاعات الصناعية التي يجرى التركيز عليها‬
‫التجهيز لتحسين أداء الطاقة ونشر المعدات‪.‬‬ ‫نتيجة لتلك العوامل‪ .‬وتسهم الصناعات الكثيفة‬
‫‪xiv‬‬

‫وتداعياتها‪ .‬ويشمل ذلك تشجيع الصناعات القائمة على‬ ‫تنفيذ برامج إعادة تجهيز واسعة النطاق لرفع‬
‫الخدمات في جميع البلدان العربية المنتجة للوقود‬ ‫الكفاءة في استخدام الطاقة في جميع القطاعات‬
‫األحفوري‪ ،‬وتعزيز االنفتاح االقتصادي على نحو يتيح‬ ‫االقتصادية‪ .‬إن تحسين كفاءة استخدام الطاقة في‬
‫زيادة مشاركة القطاع الخاص في االقتصاد‪ .‬وسيتطلب‬ ‫جميع القطاعات االقتصادية عنصر رئيسي في نجاح‬
‫تحقيق التنويع االقتصادي االستمرار في تنفيذ‬ ‫أي برنامج إلدارة الطلب واستدامته‪ .‬في الواقع‪،‬‬
‫إصالحات إقليمية‪ ،‬منها تحسين مناخ األعمال التجارية‪،‬‬ ‫تتحقق أكبر الفوائد التي يحتمل أن تكتسب على‬
‫وانفتاح االقتصاد لتعزيز التجارة واالستثمار‪ ،‬وتحسين‬ ‫المديين القصير والمتوسط من خالل إعادة تجهيز‬
‫سبل الحصول على التمويل‪ ،‬وتطوير أسواق رأس‬ ‫األعداد الكبيرة من المعدات والمباني والمرافق‬
‫المال‪ ،‬وتحسين البيئة التنظيمية‪ .‬ويتطلب التنويع‬ ‫الصناعية وأساطيل المركبات اآللية‪ .‬ويتيح تحسين‬
‫االقتصادي كذلك تحسين مرونة أسواق العمل‪،‬‬ ‫كفاءة استخدام الطاقة‪ ،‬عن طريق تنفيذ برامج‬
‫وتحسين قدرة النظام التعليمي على إنتاج مهارات‬ ‫مصممة بشكل مالئم إلجراء التعديالت الالزمة‪،‬‬
‫تتماشى مع احتياجات القطاع الخاص‪.‬‬ ‫الطريقة األسرع واألكثر كفاءة لخفض تكاليف الطاقة‬
‫وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬وإلدارة الطلب على‬
‫الطاقة على المدى الطويل‪ .‬ومن شأن تطوير هياكل‬
‫زاي‪ .‬ترتبط الطاقة ارتباطا وثيقا بإحراز‬ ‫شركات خدمات الطاقة المساهمة في تذليل العديد‬
‫تقدم باتجاه تحقيق التنمية المستدامة‬ ‫من التحديات التي تواجه رفع برامج كفاءة الطاقة‬
‫في المنطقة العربية‬ ‫في إطار نظم األسواق التقليدية‪ .‬فيجب أن تركز هذه‬
‫المؤسسات على وضع السياسات الرامية إلى تحسين‬
‫ثبت في المنطقة العربية أنه لم يعد من الممكن فصل‬ ‫كفاءة استخدام الطاقة‪ ،‬وتقييم التكنولوجيات‪ ،‬وتنفيذ‬
‫قضايا الطاقة عن مسار أهداف التنمية االجتماعية‬ ‫برامج ريادية‪ ،‬ووضع أهداف وغايات وطنية إضافة‬
‫واالقتصادية غير المتعلقة بالطاقة‪ ،‬وأن معالجة قضايا‬ ‫إلى الخطط الالزمة لتحقيقها‪.‬‬
‫الطاقة شرط أساسي لدفع عجلة التقدم المستدام‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فالتصدي للهشاشة في مجال الطاقة في‬ ‫إعادة ترتيب األولويات ووضع التنويع االقتصادي‬
‫المنطقة العربية أولوية إنمائية أساسية‪ ،‬ليس فقط‬ ‫الهيكلي في صدارتها‪ .‬يشكل التنويع في االقتصادات‬
‫لنجاح خطة التنمية المستدامة لعام ‪ 2030‬بل لتحقيق‬ ‫المنتجة للنفط والغاز‪ ،‬وابتعادها عن األنشطة المرتكزة‬
‫أهداف أخرى على األمد األبعد‪ .‬ومن شأن االستفادة‬ ‫على استخدام الوقود األحفوري‪ ،‬ركيزة من ركائز زيادة‬
‫من الموارد الطبيعية المتنوعة‪ ،‬باتخاذ مجموعة من‬ ‫المنعة والحد من الهشاشة الناجمة عن تغير أحوال‬
‫الخيارات المناسبة على صعد البنى األساسية‬ ‫سوق الطاقة العالمية‪ ،‬بما يشمل األسواق االستهالكية‬
‫والتكنولوجيا والحوكمة وممارسات اإلدارة‬ ‫خارج المنطقة العربية‪ .‬ويسفر الحد من التعويل على‬
‫المستدامة‪ ،‬أن تؤدي دورا أساسيا في خلق الفرص‬ ‫الصادرات ومن اعتماد اإليرادات الحكومية على‬
‫االقتصادية للشباب وتحسين مستويات معيشتهم‪.‬‬ ‫صادرات النفط والغاز عن التخفيف من التقلبات في‬
‫كما أن تسخير هذه الموارد محرك رئيسي للتنمية‬ ‫مستويات الدخل ويتيح المجال لتطور قطاعات بديلة‪.‬‬
‫االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وأداة أساسية لتحقيق‬ ‫في الواقع‪ ،‬من خالل تحقيق الكفاءة في اإلنتاج ذي‬
‫المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والعدل بين‬ ‫القيمة المضافة العالية وتنويع هذا اإلنتاج‪ ،‬بموازاة‬
‫األجيال‪ .‬وجميعها غايات ال بد منها لتحقيق االزدهار‬ ‫زيادة الصادرات العالية الجودة من السلع والخدمات‪،‬‬
‫في المنطقة العربية على األمد البعيد‪.‬‬ ‫يمكن عموما التخفيف من حدة التقلبات االقتصادية‬
‫‪xv‬‬

‫المحتويات‬

‫الصفحة‬

‫‪iii‬‬ ‫كلمة شكر‬


‫‪v‬‬ ‫موجز‬
‫‪1‬‬ ‫مقدمة‬

‫‪9‬‬ ‫ما هي أبعاد الهشاشة في مجال الطاقة في المنطقة العربية؟‬ ‫‪.1‬‬

‫‪11‬‬ ‫ألف‪ .‬النمو االقتصادي والديموغرافي‬


‫‪14‬‬ ‫باء‪ .‬عدم ضبط الطلب على الطاقة‬
‫‪26‬‬ ‫جيم‪ .‬االعتماد الشديد على الوقود األحفوري‬
‫‪38‬‬ ‫دال‪ .‬تفاوت في مستويات الحصول على الطاقة‬

‫‪49‬‬ ‫نحو نظم للطاقة أكثر استدامة‬ ‫‪.2‬‬

‫‪51‬‬ ‫ألف‪ .‬تعميم متطلبات األداء العالي في مجال الطاقة‬


‫‪65‬‬ ‫باء‪ .‬إدارة جهة اإلمداد‬
‫‪84‬‬ ‫جيم‪ .‬إنتاجية الطاقة‬

‫‪99‬‬ ‫خالصة‬ ‫‪.3‬‬

‫‪105‬‬ ‫المراجع‬
‫‪119‬‬ ‫الحواشي‬

‫قائمة الجداول‬
‫‪6‬‬ ‫الجدول ‪ .1‬مجموعة مختارة من مؤشرات االقتصاد الكلي في المنطقة العربية‪2014 ،‬‬
‫‪29‬‬ ‫الموازين التجارية للطاقة في الحسابات الجارية للبلدان العربية المستوردة الصافية للطاقة‬ ‫الجدول ‪.2‬‬
‫‪53‬‬ ‫أسعار منتجات الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي والواليات المتحدة‬ ‫الجدول ‪.3‬‬
‫‪54‬‬ ‫دعم أسعار النفط في البلدان العربية في الفترة بين عامي ‪ 2013‬و‪2016‬‬ ‫الجدول ‪.4‬‬
‫صافي اإلضافات إلى قدرات الطاقة المتجددة ونسبتها من توليد الكهرباء‬ ‫الجدول ‪.5‬‬
‫‪67‬‬ ‫في المنطقة العربية‪2017-2015 ،‬‬
‫‪xvi‬‬

‫الجدول ‪ .6‬مشاريع الطاقة المتجددة الرئيسية الممولة من المصارف اإلنمائية المتعددة األطراف‬
‫‪72‬‬ ‫والمؤسسات اإلنمائية‬
‫الجدول ‪ .7‬عمليات احتجاز الكربون وتخزينه‪ ،‬وعمليات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه‬
‫في المساهمات المعتزمة المحددة وطنيا والمساهمات الوطنية – اإلجراءات المتخذة‬
‫‪82‬‬ ‫من جانب البلدان العربية‬
‫‪96‬‬ ‫الجدول ‪ .8‬صناديق الثروة السيادية وصناديق تثبيت اإليرادات في المنطقة العربية‬

‫قائمة األشكال‬
‫النمو السكاني ونصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي في المنطقة العربية‪،‬‬ ‫الشكل ‪.1‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪2017-1990‬‬
‫‪12‬‬ ‫استهالك المياه‪2013 ،‬‬ ‫الشكل ‪.2‬‬
‫حصة القطاعات غير المتعلقة بالطاقة من إجمالي االستهالك النهائي للطاقة‬ ‫الشكل ‪.3‬‬
‫‪13‬‬ ‫في المنطقة العربية‪2015 ،‬‬
‫‪14‬‬ ‫إجمالي االستهالك النهائي للطاقة في المنطقة العربية تاريخيا‪ ،‬حسب البلد‪2016-1990 ،‬‬ ‫الشكل ‪.4‬‬
‫‪15‬‬ ‫النمو السنوي في إجمالي االستهالك النهائي للطاقة في المنطقة العربية‪2016-1990 ،‬‬ ‫الشكل ‪.5‬‬
‫‪16‬‬ ‫متوسط تعريفات المرافق المحلية في المنطقة العربية‪2016 ،‬‬ ‫الشكل ‪.6‬‬
‫‪18‬‬ ‫دعم الطاقة في كل بلد‪2016 ،‬‬ ‫الشكل ‪.7‬‬
‫‪23‬‬ ‫إجمالي عدد المركبات المستخدمة في المنطقة العربية‪ 2005 ،‬و‪2015‬‬ ‫الشكل ‪.8‬‬
‫‪24‬‬ ‫السكك الحديدية لكل ‪ 100,000‬شخص في المنطقة العربية‪2014 ،‬‬ ‫الشكل ‪.9‬‬
‫‪26‬‬ ‫استهالك الطاقة المستمدة من الوقود األحفوري حسب المناطق في العالم‪2014 ،‬‬ ‫الشكل ‪.10‬‬
‫‪27‬‬ ‫السعة المركبة لتوليد الكهرباء حسب المصدر في المنطقة العربية‪2017 ،‬‬ ‫الشكل ‪.11‬‬
‫‪28‬‬ ‫اعتماد االقتصاد على قطاع الهيدروكربونات في المنطقة العربية‪2016 ،‬‬ ‫الشكل ‪.12‬‬
‫‪29‬‬ ‫واردات المغرب حسب نوع السلعة‪2017-2000 ،‬‬ ‫الشكل ‪.13‬‬
‫‪30‬‬ ‫أسعار النفط التي تحقق تعادال بين التكلفة والربح في بعض البلدان العربية المنتجة للنفط‬ ‫الشكل ‪.14‬‬
‫تقديرات لعائدات الحكومة المركزية في قطر كنسبة من الناتج المحلي اإلجمالي‪،‬‬ ‫الشكل ‪.15‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪2017-2013‬‬
‫العائدات المتوقعة للحكومة المركزية في اإلمارات العربية المتحدة كنسبة مئوية‬ ‫الشكل ‪.16‬‬
‫‪31‬‬ ‫من الناتج المحلي اإلجمالي‪2022-2014 ،‬‬
‫‪32‬‬ ‫صافي الواردات من المنتجات البترولية‪2016-2010 ،‬‬ ‫الشكل ‪.17‬‬
‫‪33‬‬ ‫صافي واردات الغاز الطبيعي‪2016-2010 ،‬‬ ‫الشكل ‪.18‬‬
‫‪34‬‬ ‫صادرات وواردات مصر من الغاز الطبيعي‬ ‫الشكل ‪.19‬‬
‫‪34‬‬ ‫صادرات وواردات دولة اإلمارات العربية المتحدة من الغاز الطبيعي‬ ‫الشكل ‪.20‬‬
‫‪36‬‬ ‫تلوث الهواء بمواد جسيمية قطرها أقل من ‪2.5‬‬ ‫الشكل ‪.21‬‬
‫‪36‬‬ ‫النمو السنوي النبعاثات ثاني أكسيد الكربون‪2014-1990 ،‬‬ ‫الشكل ‪.22‬‬
‫‪37‬‬ ‫النمو السنوي النبعاثات ثاني أكسيد الكربون في بلدان مختارة‪2014-1990 ،‬‬ ‫الشكل ‪.23‬‬
‫‪xvii‬‬

‫‪37‬‬ ‫الشكل ‪ .24‬انبعاثات ثاني أكسيد الكربون‪2014-1990 ،‬‬


‫‪52‬‬ ‫الشكل ‪ .25‬إصالح أسعار الطاقة في البلدان العربية‬
‫‪85‬‬ ‫الشكل ‪ .26‬إنتاجية الطاقة جزء أساسي من أي برنامج متكامل للسياسة االقتصادية‬
‫‪86‬‬ ‫الشكل ‪ .27‬إنتاجية الطاقة في المنطقة العربية وبلدان مختارة أخرى‪2014 ،‬‬

‫قائمة األطر‬
‫اإلطار ‪ .1‬القواعد التنظيمية الخاصة بكفاءة استخدام الطاقة ولكن غير المنفذة‬
‫‪20‬‬ ‫في بلدان المغرب والمشرق العربي‬
‫‪25‬‬ ‫اإلطار ‪ .2‬أمثلة على نماذج اجتماعية ترمي إلى ترشيد استخدام الطاقة من خالل تغير السلوكيات‬
‫‪39‬‬ ‫اإلطار ‪ .3‬الحصول على الطاقة الكهربائية وجودة الخدمة في المنطقة العربية‬
‫اإلطار ‪ .4‬النزاع‪ ،‬وفقدان القدرة على الحصول على مصادر الطاقة الحديثة‪،‬‬
‫‪45‬‬ ‫وقضايا المرأة في اليمن‬
‫‪69‬‬ ‫اإلطار ‪ .5‬الطاقة المتجددة في البلدان العربية المتأثرة بالنزاع‬
‫‪78‬‬ ‫اإلطار ‪ .6‬خطة عمل مبادرة الربط العالمي لقطاعات الطاقة‬
‫‪81‬‬ ‫اإلطار ‪ .7‬نظم الطاقة الشمسية المركبة على األسطح في اليمن‬
‫اإلطار ‪ .8‬هل يجب إزالة عنصر الوقود األحفوري من الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫‪87‬‬ ‫عند حساب إنتاجية الطاقة؟‬
‫‪91‬‬ ‫اإلطار ‪ .9‬دراسة لبرنامجين ناجحين في مجال كفاءة استخدام الطاقة في مصر وتونس‬
‫‪94‬‬ ‫اإلطار ‪ .10‬إنتاجية الطاقة كنموذج مفاهيمي للتنويع االقتصادي‬
‫‪97‬‬ ‫اإلطار ‪ .11‬التنويع االقتصادي في الجزائر واإلمارات العربية المتحدة‬
‫مقدمة‬
‫‪3‬‬

‫مقدمـة‬

‫في سبل تحقيق أهدافها‪ ،‬بل أيضا في سبل تعميم‬ ‫تؤدي الطاقة دورا أساسيا في تحقيق التنمية‬
‫اإلدارة المستدامة للطاقة في المنطقة العربية‬ ‫االجتماعية واالقتصادية‪ .‬وقد سلمت األمم المتحدة‬
‫على األمد البعيد‪ ،‬وفي التدابير الالزمة لمعالجة‬ ‫بهذا الدور عندما أشارت إلى أن الطاقة محورية‬
‫الهشاشة الناتجة من االستمرار في اعتماد نهج ثبت‬ ‫بالنسبة لكل تحد رئيسي يواجهه العالم وبالنسبة لكل‬
‫عدم جدواها‪.‬‬ ‫فرصة متاحة أمام العالم اآلن‪ .‬سواء من أجل فرص‬
‫العمل أو األمن أو تغير المناخ أو إنتاج األغذية أو‬
‫زيادة الدخل‪ .10‬ومن هنا‪ ،‬يرمي الهدف السابع من‬
‫ألف‪ .‬لم البحث في أوجه الهشاشة‬ ‫أهداف التنمية المستدامة إلى ضمان توفير خدمات‬
‫في مجال الطاقة في المنطقة العربية؟‬ ‫طاقة ميسورة التكلفة وموثوقة ومستدامة وعصرية‬
‫للجميع‪ ،‬وإلى بلوغ غايات ثالث بحلول عام ‪،2030‬‬
‫إن مفهوم الهشاشة في مجال الطاقة بالغ األهمية في‬ ‫هي‪( :‬أ) حصول الجميع‪ ،‬بتكلفة ميسورة‪ ،‬على خدمات‬
‫المنطقة العربية‪ ،‬وتداعياته تستحق نقاشا مستفيضا‬ ‫الطاقة الحديثة والموثوقة؛ (ب) وتحقيق زيادة كبيرة‬
‫على المستويات االجتماعية واالقتصادية والبيئية‬ ‫في حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمي؛‬
‫والحكومية‪ .‬وال تعزى أهمية هذا الموضوع فقط‬ ‫(ج) مضاعفة المعدل العالمي لتحسين كفاءة الطاقة‪.‬‬
‫إلى التفاوت في مستويات التنمية االجتماعية‬
‫واالقتصادية بين بلدان المنطقة‪ ،‬وإلى ما ينجم عن‬ ‫وتنتج الهشاشة في مجال الطاقة من عجز الدولة عن‬
‫ذلك من تباينات واسعة في القدرة على الوصول‬ ‫ضمان حصول الجميع‪ ،‬من أبناء هذا الجيل وأجيال‬
‫إلى خدمات الطاقة الميسورة التكلفة والحديثة‬ ‫المستقبل‪ ،‬على خدمات الطاقة‪ .‬ولذلك‪ ،‬تعرف‬
‫والموثوقة والمستدامة‪ .‬بل تعزى أهمية موضوع‬ ‫الهشاشة في مجال الطاقة‪ ،‬في سياق هذه الدراسة‪،‬‬
‫الطاقة إلى التزايد السريع في الطلب على الطاقة‬ ‫بأنها غياب تدابير حماية تكفل استدامة أنماط عرض‬
‫في المنطقة خالل العقود األخيرة‪ ،‬وما ترافق معه من‬ ‫الطاقة والطلب عليها وتعزز النمو االقتصادي‬
‫عجز في البنى المؤسسية والتنظيمية واألساسية‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬والتنمية على المدى البعيد‪ .‬وتنشأ أوجه‬
‫واالجتماعية‪-‬السياسية حال دون تلبية االحتياجات‬ ‫الهشاشة هذه نتيجة لتحديات متعددة األوجه ترتبط‬
‫من الطاقة في العديد من الحاالت‪ .‬وأدى تفاقم‬ ‫بأنماط العرض والطلب السائدة في قطاعات الطاقة‪،‬‬
‫النزاعات السياسية في المنطقة إلى إضافة بعد جديد‬ ‫ال سيما‪( :‬أ) عدم اتخاذ تدابير فعالة لضبط الطلب‬
‫على التحديات المتصلة باإلدارة المستدامة للطلب‬ ‫على الطاقة؛ (ب) عدم تنوع مزيج الطاقة‪ ،‬وكثافة‬
‫على الطاقة‪ ،‬ال سيما وأن عدم معالجة هذه المسألة‬ ‫االنبعاثات الكربونية؛ (ج) صعوبة الحصول على‬
‫سيؤدي إلى عواقب وخيمة على مستقبل النمو‬ ‫الطاقة الميسورة التكلفة والمستدامة والحديثة أو‬
‫االجتماعي واالقتصادي وإعادة اإلعمار في فترة‬ ‫احتمال تعرضهم للحرمان منها‪ .‬وتسترشد هذه‬
‫ما بعد النزاع‪.‬‬ ‫الدراسة بخطة عام ‪ ،2030‬غير أنها ال تكتفي بالبحث‬
‫‪4‬‬

‫‪ .2‬اعتماد مفرط على الوقود األحفوري‬ ‫‪ .1‬الطلب على الطاقة‪ :‬نمو سريع‬
‫وغير منضبط‬
‫تعتمد المنطقة العربية‪ ،‬أكثر من أي منطقة أخرى‬
‫في العالم‪ ،‬على النفط والغاز الطبيعي كالمصدرين‬ ‫أفضى النمو االقتصادي والسكاني المتسارع في‬
‫الرئيسيين للطاقة‪ .‬لذلك‪ ،‬يستدعي النمو السريع في‬ ‫البلدان العربية إلى تنشيط سوق الطاقة في المنطقة‪.‬‬
‫الطلب على الطاقة في المنطقة إجراء بحث فوري‬ ‫وفي ظل التوقعات باستمرار هذا النمو وبزيادة‬
‫وملح عن مصادر فعالة من حيث التكلفة بديلة إلمداد‬ ‫التصنيع وارتفاع مستويات المعيشة‪ ،‬من المرتقب أن‬
‫الطاقة‪ ،‬من أهمها الطاقة المتجددة‪ .‬ويمكن لمصادر‬ ‫يستمر تزايد الطلب على الطاقة خالل العقود المقبلة‪.‬‬
‫الطاقة البديلة أن تؤدي أيضا دورا رئيسيا في مساعدة‬ ‫وتوفير إمدادات الطاقة الكافية والميسورة التكلفة‬
‫الدول العربية على زيادة معدالت حصول السكان‬ ‫أساسي لتحسين مستويات المعيشة واستتباب‬
‫على الكهرباء‪ ،‬من خالل زيادة االعتماد على الحلول‬ ‫االستقرار السياسي في منطقة هي اليوم أكثر‬
‫الالمركزية‪ .‬وتتزايد احتماالت خفض االعتماد على‬ ‫هشاشة مما كانت عليه في العقد الماضي ليس إال‪.‬‬
‫الوقود األحفوري باستمرار في ضوء انخفاض تكاليف‬ ‫وفي السنوات األخيرة‪ ،‬ركزت دول عربية عديدة‬
‫تكنولوجيات الطاقة البديلة‪ ،‬ال سيما الطاقة المتجددة‪.‬‬ ‫على اتخاذ مبادرات على مستوى السياسات إلدارة‬
‫أسواقها المحلية للطاقة‪ ،‬بهدف إدارة الطلب على‬
‫‪ .3‬القدرة على الحصول على مصادر الطاقة‪:‬‬ ‫المدى الطويل على نحو يتجاوز مجرد ضمان إمداد‬
‫فجوة مستمرة آخذة في االتساع‬ ‫الطاقة‪ .‬وتتضمن هذه المبادرات سن قوانين أكثر‬
‫صرامة لتحقيق كفاءة الطاقة وإصالح أسعار‬
‫على الرغم من التقدم الكبير باتجاه ضمان حصول‬ ‫الطاقة المحلية‪.‬‬
‫الجميع على مصادر الطاقة الحديثة في سائر أنحاء‬
‫المنطقة العربية‪ ،‬ما زال أكثر من ‪ 30‬مليون شخص‬ ‫وينبغي للدول الراغبة في إدارة نمو الطلب‬
‫غير قادرين على الحصول على حد أدنى من خدمات‬ ‫المحلي على الطاقة أن تعمد إلى إصالح هياكل‬
‫الكهرباء‪ .‬وقد أفضى تفاقم النزاعات السياسية‬ ‫األسواق وإعادة النظر في المحفزات المقدمة إلى‬
‫وعدم االستقرار في أنحاء كثيرة من المنطقة العربية‬ ‫المستخدمين‪ .‬وعليها كذلك أن تحدث تغييرات‬
‫خالل السنوات األخيرة إلى زيادة عدد األشخاص‬ ‫جذرية في سلوك المستهلكين بموازاة عملها على‬
‫الذين يعانون من انعدام األمن في مجال الطاقة‪،‬‬ ‫تحقيق أهداف إنمائية مترابطة‪ ،‬وإن كانت متناقضة‬
‫وإلى تعريض الماليين غيرهم لخطر فقدان القدرة‬ ‫في بعض األحيان‪ ،‬مثل حماية مستويات دخل األسر‬
‫على الوصول اآلمن إلى مصادر الطاقة‪ .‬وتتحمل‬ ‫وفي الوقت نفسه تعزيز القدرة التنافسية الصناعية‪.‬‬
‫المرأة العبء األكبر لعدم توفر الطاقة المأمونة‬ ‫ويشكل تغيير طرق إنتاج الطاقة وتسعيرها وتداولها‬
‫والحديثة‪ .‬ويقوض عدم الحصول على القدر الكافي من‬ ‫واستهالكها تحديا كبيرا‪ ،‬ال سيما وأن المنطقة العربية‬
‫الطاقة احتماالت إحراز التقدم االجتماعي واالقتصادي‬ ‫تضم أعدادا كبيرة من السكان ذوي الدخل المنخفض‬
‫المنشود في مجموعة من أهداف التنمية المستدامة‪،‬‬ ‫والمتوسط‪ .‬وفي ظل البنى األساسية القائمة‪ ،‬التي‬
‫كالحد من الفقر‪ ،‬وتعميم فرص الحصول على التعليم‬ ‫تتسم بوجود أعداد كبيرة من المباني والسيارات‬
‫والرعاية الصحية‪ ،‬وتحقيق النمو االقتصادي المستدام‬ ‫المفتقرة إلى الكفاءة في استخدام الطاقة‪ ،‬أصبحت‬
‫في جميع أنحاء المنطقة العربية في نهاية المطاف‪.‬‬ ‫معالجة مسألة إدارة الطلب تحديا طويل األمد‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫ويسجل تنوع أكبر في مجموعة البلدان المتوسطة‬ ‫ومن دون اتخاذ تدابير كافية للتخفيف من آثار‬
‫الدخل في المنطقة العربية‪ ،‬إذ إنها تشمل مستوردين‬ ‫اإلصالحات الجارية ألسعار الطاقة المحلية في‬
‫ومصدرين للطاقة‪ ،‬وبلدانا متأثرة بالنزاعات‪ .‬وتعاني‬ ‫مختلف البلدان العربية‪ ،‬يخشى أن تتأثر األسر الفقيرة‬
‫هذه البلدان من نقاط ضعف متعددة في قطاع الطاقة‪،‬‬ ‫والمتوسطة الدخل أكثر من غيرها‪ .‬ولذلك‪ ،‬ينبغي أن‬
‫بما في ذلك تنام جامح في الطلب على الطاقة يقترن‬ ‫يقترن إصالح قطاع الطاقة بتطوير شبكات أمان‬
‫بغياب مصادر طاقة متنوعة‪ .‬وفي حاالت كثيرة‪،‬‬ ‫اجتماعي أكثر فعالية يمكنها التصدي لفقر الدخل‬
‫تتعرض فئات سكانية لخطر فقدان إمدادات الطاقة‬ ‫وعدم التكافؤ في الوصول إلى الفرص االقتصادية‪.‬‬
‫الحديثة والميسورة التكلفة‪ .‬وقدرة هذه البلدان على‬
‫االستجابة لالحتياجات محدودة بسبب قلة مواردها‬
‫المالية‪ ،‬وارتفاع معدالت فقر الدخل‪ ،‬عالوة على‬ ‫باء‪ .‬من المتضرر من الهشاشة‬
‫هشاشة الطبقة الوسطى التي يرجح أن تتأثر مباشرة‬ ‫في مجال الطاقة؟‬
‫باإلصالحات التي تزيد من تكاليف الطاقة ونفقات‬
‫المعيشة العامة‪.‬‬ ‫تؤثر الهشاشة في مجال الطاقة على فئات متعددة‪،‬‬
‫ما يؤكد أهمية التخطيط المستدام في مجال‬
‫وتواجه البلدان العربية األقل نموا تحديات خاصة بها‬ ‫الطاقة كجزء ال يتجزأ من برامج التنمية االجتماعية‬
‫ومختلفة في سعيها إلى تحقيق معظم مؤشرات التنمية‪،‬‬ ‫واالقتصادية للبلدان‪.‬‬
‫في قطاعي الصحة والتعليم على سبيل المثال‪ ،‬حيث‬
‫تبرز مصاعب جمة في توفير الخدمات األساسية لمعظم‬ ‫‪ .1‬البلدان المرتفعة والمنخفضة‬
‫السكان‪ .‬ويشكل التقدم المحرز في الهدف السابع من‬ ‫والمتوسطة الدخل‬
‫أهداف التنمية المستدامة‪ ،‬وهو ضمان الوصول الشامل‬
‫إلى الطاقة الميسورة التكلفة والموثوقة والمستدامة‬ ‫تسجل بلدان المنطقة العربية تفاوتا واسعا في‬
‫والحديثة‪ ،‬جزءا ال يتجزأ من ضمان التقدم في أهداف‬ ‫مستويات الدخل والمعيشة والتنمية االجتماعية‬
‫التنمية المستدامة األخرى‪ .‬وال شك في أن االستجابة‬ ‫واالقتصادية‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬تعاني البلدان المختلفة‬
‫بفعالية لمختلف جوانب الهشاشة في مجال الطاقة التي‬ ‫من أشكال متنوعة من الهشاشة في مجال الطاقة؛‬
‫تعاني منها أقل البلدان نموا‪ ،‬بما في ذلك االفتقار إلى‬ ‫وليست كلها على القدر نفسه من الجهوزية للتصدي لها‪.‬‬
‫إمكانية الوصول إلى إدارة أكثر استدامة للموارد‬
‫الطبيعية في المستقبل‪ ،‬يعد مهمة صعبة تستحق قدرا‬ ‫وتواجه البلدان العربية المرتفعة الدخل‪ ،‬وكلها مصدرة‬
‫من االهتمام أكبر بكثير من المولى إليها حاليا‪.‬‬ ‫صافية للطاقة‪ ،‬تحديا مزدوجا يتمثل في إدارة العرض‬
‫والطلب على الطاقة إدارة مستدامة‪ ،‬مع الحفاظ على‬
‫‪ .2‬مستوردو الطاقة مقابل مصدريها‬ ‫مستويات معيشة مرتفعة‪ .‬واالستقرار المالي في هذه‬
‫البلدان يتيح لها الموارد المالية الالزمة للتصدي ألنماط‬
‫تواجه البلدان المستوردة للطاقة تحديات في استيفاء‬ ‫التنمية غير المستدامة وكذلك لتقديم الدعم لبلدان‬
‫التكاليف المالية الرتفاع مستويات وارداتها‪ ،‬ما يزيد من‬ ‫أخرى‪ .‬وإذا ما تمت إدارة أوجه الهشاشة في مجال‬
‫المخاوف بشأن أمن الطاقة في هذه البلدان‪ .‬أما البلدان‬ ‫الطاقة في هذه البلدان على نحو سليم‪ ،‬فسيتيح ذلك‬
‫المصدرة للطاقة‪ ،‬فالتحديات المالية وفقدان الدخل‪،‬‬ ‫فرصة إلحداث تغيير إيجابي في داخلها وفي سائر‬
‫باإلضافة إلى الطلب المحلي الجامح‪ ،‬يخفض من‬ ‫بلدان المنطقة‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫الشديد على الوقود األحفوري‪ ،‬على الرغم من إحراز‬ ‫قدرتها على التصدير‪ .‬رغم ذلك‪ ،‬يستمر العديد من‬
‫تقدم في بعض هذه البلدان التي أدرجت تنويع‬ ‫البلدان في دعم أسواق الطاقة المحلية‪ ،‬ما يؤدي‬
‫مجموعتها المحلية من مصادر الطاقة ضمن أولويات‬ ‫إلى تفاقم المشكلة‪ .‬وتشترك مجموعتا البلدان‬
‫سياساتها العامة‪.‬‬ ‫المصدرة والبلدان المستوردة للطاقة في االعتماد‬
‫الجدول ‪ .1‬مجموعة مختارة من مؤشرات االقتصاد الكلي في المنطقة العربية‪2014 ،‬‬
‫صافي‬ ‫استهالك‬ ‫النمو السنوي‬ ‫مجموع الطاقة‬ ‫نصيب الفرد من الناتج‬
‫واردات‬ ‫الطاقة من‬ ‫في إجمالي‬ ‫األولية المستخدمة‬ ‫المحلي اإلجمالي‬
‫عدد‬
‫الطاقة‪،‬‬ ‫الوقود‬ ‫استهالك الطاقة‬ ‫(كيلوغرام من‬ ‫بمعادل القوة الشرائية‬
‫السكان‬ ‫الدولة‬
‫(نسبة مئوية‬ ‫األحفوري‬ ‫األولية‪،‬‬ ‫مكافئ برميل‬ ‫(دوالر‪ ،‬باألسعار‬
‫(مليون)‬
‫من استخدام‬ ‫(النسبة المئوية‬ ‫‪2014-2010‬‬ ‫النفط للفرد‬ ‫الجارية للدوالر‬
‫*‬
‫الطاقة)‬ ‫من المجموع)‬ ‫(نسبة مئوية)‬ ‫الواحد)‬ ‫الدولي)‬
‫المغرب العربي‬
‫‪36‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪944‬‬ ‫‪11 342‬‬ ‫‪11‬‬ ‫تونس‬
‫‪-177‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1 321‬‬ ‫‪14 203‬‬ ‫‪39‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪-103‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2 880‬‬ ‫‪17 246‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ليبيا‬
‫‪91‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪553‬‬ ‫‪7 457‬‬ ‫‪34‬‬ ‫المغرب‬
‫المشرق العربي‬
‫‪97‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1 272‬‬ ‫‪9 082‬‬ ‫‪9‬‬ ‫األردن‬
‫الجمهورية العربية‬
‫‪48‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪563‬‬ ‫غير متوفرة‬ ‫‪19‬‬
‫السورية‬
‫‪-229‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1 413‬‬ ‫‪15 631‬‬ ‫‪35‬‬ ‫العراق‬
‫غير متوفرة‬ ‫غير متوفرة‬ ‫غير متوفرة‬ ‫غير متوفرة‬ ‫‪4 550‬‬ ‫‪4‬‬ ‫دولة فلسطين‬
‫‪98‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1 337‬‬ ‫‪14 567‬‬ ‫‪6‬‬ ‫لبنان‬
‫‪-7‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪815‬‬ ‫‪10 408‬‬ ‫‪92‬‬ ‫مصر‬
‫دول مجلس التعاون الخليجي‬
‫اإلمارات العربية‬
‫‪-184‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7 769‬‬ ‫‪67 360‬‬ ‫‪9‬‬
‫المتحدة‬
‫‪-62‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪10 594‬‬ ‫‪46 180‬‬ ‫‪1‬‬ ‫البحرين‬
‫‪-206‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪6 142‬‬ ‫‪42 522‬‬ ‫‪4‬‬ ‫عمان‬
‫‪-399‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪18 563‬‬ ‫‪127 318‬‬ ‫‪2‬‬ ‫قطر‬
‫‪-391‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪8 957‬‬ ‫‪74 617‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الكويت‬
‫المملكة العربية‬
‫‪-192‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6 937‬‬ ‫‪52 628‬‬ ‫‪31‬‬
‫السعودية‬
‫البلدان العربية األقل نموا‬
‫‪-9‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪381‬‬ ‫‪4 412‬‬ ‫‪38‬‬ ‫السودان‬
‫غير متوفرة‬ ‫‪68‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫غير متوفرة‬ ‫‪3 850‬‬ ‫‪4‬‬ ‫موريتانيا‬

‫غير متوفرة‬ ‫‪99‬‬ ‫‪1‬‬ ‫غير متوفرة‬ ‫‪3 968‬‬ ‫‪26‬‬ ‫اليمن‬

‫المصادر‪ :‬حسابات المؤلفين‪ ،‬استنادا إلى ‪World Bank, 2017a‬؛ األردن‪ ،‬وزارة الطاقة والثروة المعدنية‪.2017 ،‬‬
‫مالحظة‪ * :‬يحسب صافي واردات الطاقة بخصم مجموع الصادرات من الواردات اإلجمالية‪ ،‬ثم حساب حصتها من مجموع الطاقة المستخدمة‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫‪ .5‬البلدان المتأثرة بالنزاعات والبلدان‬ ‫‪ .3‬المجموعات دون اإلقليمية‬


‫في مرحلة ما بعد النزاع‬
‫في حين يتميز كل بلد بسياقه االجتماعي‬
‫شهدت المنطقة العربية‪ ،‬خالل السنوات األخيرة‪،‬‬ ‫واالقتصادي الخاص‪ ،‬تنقسم المنطقة العربية إلى‬
‫تصاعدا في حدة النزاعات السياسية وظروف‬ ‫مجموعات إقليمية فرعية محددة‪ :‬المغرب العربي‪،‬‬
‫عدم االستقرار التي أثرت على عدد متزايد من‬ ‫ويضم البلدان المتوسطة الدخل في شمال أفريقيا؛‬
‫البلدان‪ .‬فقد شهد كل من تونس وليبيا ومصر واليمن‬ ‫والمشرق العربي‪ ،‬ويضم أيضا بلدانا متوسطة الدخل‬
‫زوال حكومات طال أمد توليها للسلطة‪ .‬كما استمرت‬ ‫ذات اقتصادات متنوعة نسبة لدول الخليج (مع بعض‬
‫ظروف عدم االستقرار في ليبيا واليمن‪ ،‬مقترنة‬ ‫االستثناءات‪ ،‬كالعراق مثال) ولكن تشهد نزاعات‬
‫بتدخالت عسكرية من قبل قوات تحالف أجنبية‪ .‬وأثر‬ ‫متفاقمة‪ .‬وتوجد أيضا مجموعة دول مجلس التعاون‬
‫عدم االستقرار السياسي بشدة على أداء كل من‬ ‫الخليجي‪ ،‬التي يرتفع فيها نصيب الفرد من الدخل‪،‬‬
‫الجمهورية العربية السورية والعراق‪ .‬كذلك‪ ،‬تكررت‬ ‫ويقل فيها عدد السكان‪ ،‬وترتكز اقتصاداتها على‬
‫فترات النزاع في السودان وموريتانيا على مر عقود‬ ‫الوقود األحفوري‪ .‬وعلى النقيض منها‪ ،‬تحل مجموعة‬
‫من الزمن‪ ،‬وأجري في السودان استفتاء في عام‬ ‫البلدان العربية األقل نموا‪ .‬وهي متأخرة عن بقية‬
‫‪ 2011‬انقسم هذا البلد على إثره إلى دولتين‪ .‬وتسببت‬ ‫مجموعات البلدان في المنطقة من حيث التنمية‬
‫النزاعات المختلفة في المنطقة بنزوح الماليين‪،‬‬ ‫االجتماعية واالقتصادية الشاملة‪ ،‬وتسجل أنماطا‬
‫وعيش ماليين آخرين في ظروف ال تتيح الوصول‬ ‫مختلفة جدا من استهالك الطاقة مقارنة ببقية دول‬
‫المستقر إلى الطاقة‪ .‬وينجم ذلك عن األضرار التي‬ ‫المنطقة العربية (الجدول ‪.)1‬‬
‫ألحقتها الحروب والنزاعات بالهياكل األساسية‪،‬‬
‫وهي أعباء ستتحملها هذه البلدان لسنوات مقبلة‬ ‫‪ .4‬سكان المدن واألرياف‬
‫عديدة‪ .‬وسيكون بناء نظم الطاقة اآلمنة والميسورة‬
‫والمستدامة التي يمكن أن تدعم الظروف االجتماعية‬ ‫يعيش ‪ 56‬في المائة من سكان المنطقة العربية في‬
‫واالقتصادية الصعبة لهذه البلدان مهما للغاية‪ ،‬لتمكينها‬ ‫المدن‪ ،‬وتتوقع األمم المتحدة أن تزيد هذه النسبة‬
‫من االنتقال بنجاح إلى بناء الدولة بعد انتهاء النزاع‪.‬‬ ‫إلى أكثر من ‪ 68‬بالمائة مع حلول عام ‪ .2050‬وتزيد‬
‫المدن الضغط الموجود بالفعل على الترابط بين‬
‫‪ .6‬المرأة‬ ‫المياه والغذاء والطاقة‪ ،‬بأنماط استهالكها الكبير‬
‫ضمن مساحات صغيرة نسبيا‪ ،‬وفي ظل تدهور بيئي‬
‫تشكل النساء نصف سكان المنطقة العربية‪ ،‬إال أن‬ ‫وتلوث في الهواء‪ .‬ويشير هذا االتجاه إلى أن المراكز‬
‫مصالحهن ال تولى من االهتمام ما تحظى به مصالح‬ ‫الحضرية‪ ،‬ومع أنها ستبقى محركات مهمة الستهالك‬
‫الرجال‪ .‬وغالبا ما تتحمل النساء العبء األكبر لتبعات‬ ‫الطاقة‪ ،‬ستصبح أكثر عرضة النقطاع خدمات‬
‫عدم استدامة إدارة الطاقة والموارد‪ .‬وهن يتأثرن تأثرا‬ ‫الطاقة وللعجز عن تحمل تكاليف الحصول عليها‪.‬‬
‫مباشرا بضعف أو غياب القدرة على الوصول إلى‬ ‫في المقابل‪ ،‬تواجه المناطق الريفية صعوبات‬
‫الطاقة الحديثة الالزمة‪ ،‬على الرغم من ضرورتها‬ ‫في الحصول على الطاقة‪ ،‬ال سيما في البلدان‬
‫لضمان تمتعهن بصحة جيدة وإتاحة فرص التعليم‬ ‫العربية األقل نموا‪ ،‬ولكن أيضا في بعض البلدان‬
‫والعمل لهن‪ .‬وكثيرا ما تستبعد النساء عن عمليات‬ ‫المتوسطة الدخل‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫ال شك في أن التحول نحو نظم للطاقة آمنة‬ ‫وضع السياسات؛ وتهمل احتياجاتهن ألنها ال تندرج‬
‫وميسورة التكلفة ومستدامة هو من أولويات‬ ‫ضمن األولويات السياساتية‪ ،‬وهي أولويات ال تراعي‬
‫االقتصادات العربية‪.‬‬ ‫المساواة بين الجنسين‪ ،‬وذلك في مجاالت منها‬
‫الطاقة وتخطيط التنمية‪ .‬وغالبا ما تكون النساء‬
‫أقل قدرة على الوصول إلى السلطة والمعلومات‬
‫جيم‪ .‬عن هذه الدراسة‬ ‫من الرجال‪ .‬كما أنهن أقل قدرة على االستفادة من‬
‫التسهيالت االئتمانية والمشاركة في صنع القرار‬
‫إن الحد من الهشاشة في مجال الطاقة مسعى يقع على‬ ‫داخل مجتمعاتهن‪ .‬وتتأثر النساء‪ ،‬وأطفالهن من‬
‫عاتق جهات معنية عدة‪ ،‬منها الحكومات والقطاعات‬ ‫خاللهن‪ ،‬سلبا بسوء إدارة قطاع الطاقة‪ ،‬تماما‬
‫الصناعية واألسر بالقطاع السكني‪ .‬وترمي هذه الدراسة‬ ‫كما يقوض عدم توفر الطاقة آفاق التنمية االجتماعية‬
‫إلى تحديد مصادر الهشاشة في مجال الطاقة في‬ ‫واالقتصادية لألجيال الحالية والمستقبلية‪.‬‬
‫المنطقة العربية‪ ،‬وهي مصادر تحول دون قدرة الدول‬
‫األعضاء على تعميم الحصول على خدمات الطاقة‬ ‫‪ .7‬القطاع السكني‪ ،‬والمشاريع‬
‫اآلمنة والحديثة بتكلفة ميسورة‪ ،‬وتوفيرها لألجيال‬ ‫التجارية‪ ،‬والصناعات‬
‫الحالية والمقبلة‪ .‬وتتضمن الدراسة أيضا تقييما‬
‫الستراتيجيات التصدي بكفاءة ألوجه الهشاشة في‬ ‫على الرغم من أن الهشاشة في مجال الطاقة تؤثر‬
‫مجال الطاقة‪ ،‬وتعرض منظورا بشأن المساهمة المحتملة‬ ‫على جميع العناصر الفاعلة في االقتصاد‪ ،‬يختلف‬
‫لكل مجموعة من البلدان‪ .‬وترمي الدراسة‪ ،‬بعد البناء‬ ‫وجه التأثير بين عنصر وآخر‪ .‬وبما أن مستويات‬
‫على أهداف التنمية المستدامة لخطة عام ‪ ،2030‬إلى‬ ‫األسر بالقطاع السكني تتفاوت من حيث الدخل‪،‬‬
‫تجاوز أفق عام ‪ 2030‬لتعميم مفهوم اإلدارة المستدامة‬ ‫والتعليم‪ ،‬والحصول على المعلومات واألدوات‬
‫والطويلة األمد للطاقة في المنطقة العربية‪ .‬والهدف من‬ ‫المالية‪ ،‬فاستجاباتها للقرارات التي تتخذها الحكومة‪،‬‬
‫ذلك معالجة أوجه الهشاشة التي تنجم عن استمرار‬ ‫مثل تغيير القواعد واألنظمة‪ ،‬تختلف‪ .‬وبشكل عام‪،‬‬
‫العمل بسيناريو بقاء األمور على حالها‪.‬‬ ‫تصنف األسر المنخفضة الدخل أو ذات الدخل‬
‫المتوسط األدنى في خانة الفئات األكثر تأثرا‬
‫تتألف الدراسة من عدة فصول‪ .‬يصف الفصل األول‬ ‫بتداعيات سياسات العمل المعتادة والتغيرات الجارية‬
‫نقاط الهشاشة الرئيسية التي تهدد استدامة الطاقة‬ ‫على مستوى السياسات‪ .‬أما الصناعات‪ ،‬فمعرضة‬
‫في المنطقة العربية‪ .‬ويركز الفصل الثاني على الحاجة‬ ‫لخسارات كبيرة إذا نفذت إصالحات تهدد قدرتها‬
‫إلى تعميم منظور إدارة الطاقة المستدامة على وجه‬ ‫االقتصادية على االستمرار‪ ،‬مثل إجراء إصالح مفاجئ‬
‫السرعة في المنطقة العربية؛ وتقديم بدائل لمختلف‬ ‫لألسعار‪ ،‬وذلك نتيجة لزيادة تكاليف الطاقة‪ .‬إال أن‬
‫الجهات الفاعلة في المنطقة من حكومات‪ ،‬ومؤسسات‬ ‫المتطلبات الهائلة للصناعات من الطاقة في بعض‬
‫تابعة للقطاعين العام والخاص‪ ،‬وأوساط األعمال‪،‬‬ ‫المناطق العربية تجعلها في غاية األهمية لتحقيق‬
‫والمجتمع المدني‪ .‬والهدف من ذلك زيادة قدرة هذه‬ ‫استخدام مستدام للطاقة‪.‬‬
‫الجهات على الصمود وتعزيز قدرة بلدانهم أمام أوجه‬
‫الهشاشة المستحدثة ذاتيا في مجال الطاقة‪ .‬أما‬ ‫ومع استمرار النمو االقتصادي‪ ،‬وزيادة عدد السكان‬
‫الفصل الثالث‪ ،‬فيتضمن المالحظات الختامية‪.‬‬ ‫واتساع آفاق تطلعاتهم االجتماعية واالقتصادية‪،‬‬
‫ما هي أبعاد الهشاشة في مجال‬ ‫‪.1‬‬
‫الطاقة في المنطقة العربية؟‬
‫‪11‬‬

‫‪ .1‬ما هي أبعاد الهشاشة في مجال الطاقة‬


‫في المنطقة العربية؟‬

‫التعليم والرعاية الصحية في المنطقة‪ ،‬ال سيما في‬ ‫يتناول هذا الفصل أوجه الهشاشة الرئيسية التي‬
‫البلدان المرتفعة الدخل وفي الشريحة العليا من‬ ‫تشوب المنطقة العربية في مجال استدامة الطاقة‪.‬‬
‫البلدان المتوسطة الدخل‪ .‬وازداد نصيب الفرد من‬ ‫وهو يعرض‪ ،‬بداية‪ ،‬معلومات أساسية عن االزدياد‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي بمعادل القوة الشرائية في‬ ‫المتسارع للطلب على الطاقة‪ ،‬والناجم عن التوسع‬
‫البلدان العربية منذ عام ‪ ،1990‬بنسبة ‪ 16‬في المائة‬ ‫االقتصادي والديمغرافي في المنطقة‪ .‬ثم يبحث في‬
‫في المملكة العربية السعودية‪ ،‬و‪ 36‬في المائة في‬ ‫األوجه الثالثة الرئيسية لتلك الهشاشة‪ ،‬كما حددت في‬
‫األردن‪ ،‬و‪ 70‬في المائة في لبنان‪ ،‬وأكثر من ‪ 90‬في‬ ‫هذه الدراسة‪ ،‬وهي‪( :‬أ) عدم ضبط الطلب على الطاقة؛‬
‫المائة في المغرب (الشكل ‪.)1‬‬ ‫(ب) عدم الوصول إلى الطاقة؛ (ج) عدم توفر موارد‬
‫الطاقة الحديثة أو سالمتها‪ .‬وقد تفاقم تأثير أوجه‬
‫وتتميز المنطقة العربية‪ ،‬باستثناء بلدانها األقل نموا‪،‬‬ ‫الهشاشة خالل السنوات األخيرة بسبب تفشي‬
‫بالحصول الشبه الشامل للجميع على خدمات الكهرباء‬ ‫النزاعات السياسية وعدم االستقرار‪ ،‬عالوة على‬
‫والطاقة الحديثة‪ ،‬ما يعني أن سكانا أكثر باتوا ينعمون‬ ‫ارتفاع تكاليف الطاقة في عدة بلدان عربية‪.‬‬
‫بمستويات معيشة أعلى‪ .‬وإذا ظلت العوامل األخرى‬
‫ثابتة‪ ،‬فهذا يعني مزيدا من استهالك الطاقة‪ .‬ويقترن‬
‫هذا الوضع بزيادة في استهالك المياه‪ ،11‬وذلك من‬ ‫ألف‪ .‬النمو االقتصادي والديموغرافي‬
‫جراء عمليات إنتاج وتوزيع المياه على مختلف‬
‫القطاعات السكنية والتجارية والصناعية والزراعية‪،‬‬ ‫‪ .1‬النمو السكاني وارتفاع‬
‫وهي عمليات تستهلك كميات كبيرة من الطاقة‪.‬‬ ‫مستويات المعيشة‬
‫وإنتاج الطاقة وتوليدها يستهلكان بدورهما المياه‪،‬‬
‫ما يؤدي إلى عالقة ترابط واعتماد متبادل بين المياه‬ ‫شهدت المنطقة العربية تزايدا ملحوظا في عدد‬
‫والطاقة في المنطقة‪ .‬ويندرج هذا الترابط ضمن‬ ‫السكان‪ ،‬من حوالي ‪ 216‬مليون نسمة إلى ‪ 400‬مليون‬
‫السياق العام للمنطقة‪ ،‬حيث يتزامن تنامي الطلب‬ ‫نسمة بين العامين ‪ 1990‬و‪ .2017‬وسجلت زيادات‬
‫على الموارد الطبيعية مع تزايد النمو االجتماعي‬ ‫استثنائية في بلدان مجلس التعاون الخليجي‪،‬‬
‫واالقتصادي (الشكل ‪ .12)2‬وقد أدت الزيادة السريعة‬ ‫تراوحت نسبها بين ‪ 100‬في المائة في الكويت وأكثر‬
‫في معدالت التوسع الحضري‪ ،‬مع ما يصاحبها من‬ ‫من ‪ 400‬في المائة في اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ازدياد التنقل والتحول إلى استخدام وسائل النقل‬ ‫وقطر‪ ،‬وهي تعزى إلى هجرة اليد العاملة على نطاق‬
‫اآللية‪ ،13‬إلى زيادة الطلب على منتجات الطاقة على‬ ‫واسع وارتفاع معدالت الوالدة‪ .‬في الوقت نفسه‪ ،‬ارتفع‬
‫مستوى الفرد‪.14‬‬ ‫مستوى المعيشة‪ ،‬وكذلك القدرة على الحصول على‬
‫‪12‬‬

‫الشكل ‪ .1‬النمو السكاني ونصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي في المنطقة العربية‪2017-1990 ،‬‬

‫المصدر‪.World Bank, 2018a :‬‬


‫مالحظات‪ :‬الكويت وليبيا وقطر ودولة فلسطين والجمهورية العربية السورية واليمن غير ممثلة‪ ،‬بسبب عدم اكتمال البيانات بشأنها‪.‬‬

‫الشكل ‪ .2‬استهالك المياه‪( 2013 ،‬لتر‪/‬الفرد‪/‬اليوم)‬

‫المصادر‪.E/ESCWA/SDPD/2016/Booklet.5 :‬‬
‫‪13‬‬

‫االقتصادات العربية في االقتصاد العالمي‪ ،‬كما تكفل‬ ‫‪ .2‬النمو االقتصادي والتصنيع الكثيف‬
‫تحقيق اإليرادات والنمو االقتصادي والتنويع‪ ،‬حتى‬ ‫االستهالك للطاقة‬
‫في الدول المنتجة للنفط والغاز‪.‬‬
‫على مدى العقود الماضية‪ ،‬حققت الدول العربية نموا‬
‫وفي المنطقة العربية‪ ،‬تسجل أعلى نسبة طلب على‬ ‫اقتصاديا هائال عززه كل من النمو الصناعي والتنويع‪.‬‬
‫الطاقة في قطاعات صناعية كاأللمنيوم والفوالذ‬ ‫وتتضمن القطاعات الصناعية في المنطقة الزراعة‪،‬‬
‫واألسمنت واألسمدة وإنتاج البتروكيماويات‪ .‬وتتراوح‬ ‫والمنسوجات‪ ،‬والسياحة‪ ،‬والصناعات الثقيلة‪،‬‬
‫حصة القطاعات – القطاع غير المتعلق بالطاقة –‬ ‫والخدمات‪ .‬وقد أدت الطاقة دورا أساسيا في تعزيز‬
‫من اإلجمالي النهائي الستهالك الطاقة بين ‪ 30‬في‬ ‫نمو جميع هذه الصناعات‪ ،‬بما فيها الصناعات األقل‬
‫المائة في البلدان المنتجة للنفط والغاز كالبحرين‬ ‫استهالكا للطاقة‪ .‬ومن األمثلة على هذه القطاعات‬
‫وقطر‪ ،‬ونحو ‪ 20-15‬في المائة في الكويت والمملكة‬ ‫القطاع الزراعي‪ ،‬الذي تطور فيه استخدام التكنولوجيا‬
‫العربية السعودية‪ .‬وتعكس هذه النسبة الكبيرة‬ ‫إلى حد بعيد في بلدان المغرب والمشرق العربي‪ ،‬منذ‬
‫احتياجات القطاعات الكبرى الكثيفة االستهالك للطاقة‬ ‫تسعينات القرن الماضي‪ .‬ومن هذه األمثلة أيضا‬
‫في تلك البلدان (الشكل ‪ .)3‬ورغم قلة عدد السكان في‬ ‫قطاعات الخدمات‪ ،‬التي يحظى بعضها بقدر كبير من‬
‫تلك البلدان‪ ،‬تساعد هذه الصورة المجملة لوضع الطاقة‬ ‫التشجيع في المنطقة‪ .‬وتقدم هذه القطاعات الخدمات‬
‫فيها على تفسير االرتفاع االستثنائي في معدالت‬ ‫المالية وخدمات السياحة والضيافة‪ ،‬التي ساعدت‬
‫نصيب الفرد من استهالك الطاقة في هذا الجزء من‬ ‫كلها على بناء ناطحات السحاب وتطوير قطاع النقل‪.‬‬
‫المنطقة العربية‪.‬‬ ‫وتضطلع جميع هذه القطاعات بدور هام في دمج‬
‫الشكل ‪ .3‬حصة القطاعات غير المتعلقة بالطاقة من إجمالي االستهالك النهائي للطاقة‬
‫في المنطقة العربية‪2015 ،‬‬

‫المصدر‪.International Energy Agency, 2018b :‬‬


‫مالحظة‪ :‬ال تتوفر بيانات عن دولة فلسطين وموريتانيا‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫الشكل ‪ .4‬إجمالي االستهالك النهائي للطاقة في المنطقة العربية تاريخيا‪ ،‬حسب البلد‪2016-1990 ،‬‬
‫(كيلوطن من مكافئ النفط)‬

‫المصدر‪.International Energy Agency, 2018b :‬‬

‫مستوى لها في العالم في بعض أنحاء المنطقة‪.‬‬ ‫يمكن تفسير النمو السريع في الطلب على الطاقة في‬
‫وازداد استهالك الطاقة األولية في المنطقة‬ ‫المنطقة العربية بأنه حصيلة تضافر عدة عوامل‪،‬‬
‫بثالثة أضعاف على مدى الـ ‪ 26‬عاما الماضية‪،‬‬ ‫هي النمو السكاني واالقتصادي وارتفاع مستويات‬
‫ليرتفع من حوالي ‪ 150,000‬كيلوطن من‬ ‫المعيشة والتوسع الصناعي في مجموعة من‬
‫مكافئ النفط في عام ‪ 1990‬إلى نحو ‪436,000‬‬ ‫القطاعات المستهلكة للطاقة‪ .‬ومن المتوقع أن تظل‬
‫كيلوطن من مكافئ النفط في عام ‪2016‬‬ ‫هذه العوامل المحركة للتنمية االقتصادية‬
‫(الشكل ‪ .)4‬وفي المنطقة‪ ،‬يتواجد بعض أسرع‬ ‫واالجتماعية من سمات المنطقة خالل العقود المقبلة‪.‬‬
‫أسواق الطاقة نموا في دول مجلس التعاون‬ ‫ولذلك‪ ،‬ستشكل مسألة فصل النمو عن استهالك‬
‫الخليجي‪ ،‬علما أن الطلب يتزايد أيضا في بلدان‬ ‫الطاقة‪ ،‬إلى جانب ضمان شمول النمو في المستقبل‬
‫المغرب والمشرق العربي والبلدان العربية األقل‬ ‫من خالل توفير طاقة آمنة ونظيفة وذات تكلفة‬
‫نموا‪ .‬وقد تضاعف إجمالي استهالك الطاقة في‬ ‫ميسورة‪ ،‬من أكبر التحديات أمام االقتصادات العربية‪.‬‬
‫اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي أربع‬
‫مرات منذ عام ‪ .1990‬كما شهدت دول الخليج‬
‫األصغر حجما‪ ،‬مثل قطر واإلمارات العربية‬ ‫باء‪ .‬عدم ضبط الطلب على الطاقة‬
‫المتحدة والبحرين وعمان‪ ،‬نموا سريعا جدا في‬
‫االستهالك تراوح بين ‪ 5‬و‪ 10‬في المائة سنويا‬ ‫خالل العقود القليلة الماضية‪ ،‬ازداد الطلب على الطاقة‬
‫(الشكل ‪.)5‬‬ ‫في المنطقة العربية بوتيرة متسارعة بلغت أعلى‬
‫‪15‬‬

‫الشكل ‪ .5‬النمو السنوي في إجمالي االستهالك النهائي للطاقة في المنطقة العربية‪،‬‬


‫‪( 2016-1990‬نسبة مئوية)‬

‫المصدر‪.International Energy Agency, 2018b :‬‬


‫مالحظات‪ :‬وفرت وزارة النفط والطاقة والمعادن الموريتانية بيانات موريتانيا‪ .‬وال تتوفر قيم للجمهورية العربية السورية‪ ،‬بسبب عدم دقة بيانات الفترة من‬
‫‪ .2010‬كذلك‪ ،‬ال تتوفر بيانات بشأن دولة فلسطين‪.‬‬

‫توفير الطاقة بتكلفة ميسورة لجميع المواطنين‪،‬‬ ‫وإضافة إلى عوامل االقتصاد الكلي التي ساهمت‬
‫يظهران في عدد من السمات الهيكلية لالقتصادات‬ ‫في تزايد الطلب على الطاقة‪ ،‬وهي النمو السكاني‬
‫العربية‪ ،‬وأهمها‪ :‬تدني أسعار الطاقة بالنسبة لعدد‬ ‫والتوسع االقتصادي والصناعي‪ ،‬يسجل غياب عنصر‬
‫كبير من المستخدمين إلى حد ال يمثل تكاليفها‬ ‫في غاية األهمية عن أسواق الطاقة المحلية في‬
‫الفعلية؛ وعدم تنظيم كفاءة استخدام الطاقة‬ ‫المنطقة‪ ،‬وهو اإلدارة الفعالة للطلب‪ .‬ويعزى عدم إدارة‬
‫في قطاعات كالنقل والبناء؛ وغياب بنى أساسية‬ ‫الطلب المحلي على الطاقة تاريخيا إلى عدد من‬
‫للنقل العام‪ ،‬ما يسهم في زيادة الطلب على‬ ‫العوامل‪ ،‬منها صغر أحجام أسواق الطاقة المحلية‪،‬‬
‫الوقود المستخدم في النقل؛ وغياب الوعي البيئي‪.‬‬ ‫ال سيما في ظل وفرة إمدادات الوقود األحفوري‬
‫ويرد أدناه بحث أكثر تفصيال في العوامل الكامنة‬ ‫المنخفض التكلفة الذي ينتج إما محليا وإما في بلدان‬
‫وراء عدم ضبط الطلب على الطاقة في‬ ‫عربية مجاورة‪ .‬تضاف إلى ذلك الحاجة الملحة إلى‬
‫المنطقة العربية‪.‬‬ ‫ضمان الحصول سريعا على الطاقة الحديثة‬
‫المنخفضة التكلفة والبنايات القائمة‪ ،‬باعتبار ذلك من‬
‫‪ .1‬تسعير الطاقة‬ ‫األولويات لتحقيق النمو االقتصادي والتنمية‪.‬‬

‫تكتسي سياسات التسعير أهمية بالغة في تخصيص‬ ‫وعدم إدارة الطلب في قطاع الطاقة أو ضعفها‪،‬‬
‫الموارد الشحيحة‪ ،‬بما فيها الطاقة‪ .‬وتتمثل الممارسة‬ ‫ووجود أولويات قد تبدو أحيانا متضاربة‪ ،‬مثل‬
‫‪16‬‬

‫ويبين الشكل ‪ 6‬تعريفات الكهرباء في الدول العربية‬ ‫التي عمت المنطقة العربية خالل الجزء األكبر من‬
‫خالل عام ‪ ،2016‬بوصفها مؤشرا ألسعار الطاقة في‬ ‫العقود الماضية في تولي الدولة تسعير الطاقة‬
‫اقتصادات هذه الدول‪ .‬وقد سجلت تعريفات منخفضة‬ ‫وتوفير إمداداتها للمستهلكين المحليين‪ .‬ولم تحدد‬
‫في اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي والعراق‬ ‫أسعار الطاقة كالكهرباء وغاز النفط المسال‬
‫وليبيا‪ ،‬وكلها دول منتجة للنفط والغاز‪ .‬وأدى إصالح‬ ‫والوقود المستخدم في النقل بالضرورة على‬
‫أسعار الطاقة في بلدان عربية عدة خالل السنوات‬ ‫أساس كلفتها الحدية‪ 15‬على الدولة‪ ،‬بل حسب‬
‫األخيرة إلى ارتفاع هذه التعريفات فوق معدالتها‬ ‫مجموعة متنوعة من العوامل‪ .‬وتشمل هذه‬
‫التاريخية (انظر الفصل الثاني لالطالع على نقاش‬ ‫العوامل أولويات النمو االجتماعي واالقتصادي‪،‬‬
‫أوسع بشأن إصالح أسعار الطاقة)‪ .‬أما البلدان العربية‬ ‫مثل ضمان توفير خدمات الطاقة الحديثة‬
‫المستوردة الصافية للطاقة‪ ،‬وهي األردن وتونس‬ ‫بتكلفة ميسورة‪ ،‬وتعزيز التصنيع من خالل‬
‫ودولة فلسطين والمغرب‪ ،‬فعلى طرف النقيض من هذا‬ ‫توفير الطاقة المنخفضة التكلفة‪ .‬وغالبا ما أدى‬
‫السيناريو‪ .‬فبعض كبار المستهلكين في تلك البلدان‬ ‫ذلك إلى انخفاض شديد في تكلفة الطاقة على‬
‫يدفعون مقابل الكهرباء أكثر من األسرة المعيشية‬ ‫مختلف فئات المستخدمين‪ ،‬مع فوارق ضئيلة‬
‫األمريكية العادية‪ ،‬ما يعكس اعتماد سياسات للتسعير‬ ‫جدا بين كبار المستهلكين وصغارهم‪ ،‬حتى وصل‬
‫تأخذ التكلفة في االعتبار‪ ،‬وذلك استجابة لحاجة تلك‬ ‫األمر في بعض األحيان إلى توفير الطاقة بتكلفة‬
‫البلدان إلى استيراد معظم إمداداتها من الطاقة‪.‬‬ ‫هي من األدنى في العالم‪.16‬‬

‫الشكل ‪ .6‬متوسط تعريفات المرافق المحلية في المنطقة العربية‪2016 ،‬‬


‫(السنتات األمريكية‪/‬كيلو واط في الساعة)‬

‫المصادر‪ :‬االتحاد العربي للكهرباء‪2016 ،‬أ؛ ‪.U.S. Energy Information Administration, 2017‬‬
‫مالحظة‪ :‬بيانات موريتانيا غير متوفرة‪.‬‬
‫‪17‬‬

‫وغيرها من البلدان المصدرة للنفط والغاز‪ .‬وفي‬ ‫في حين يمثل ارتفاع أسعار الطاقة مشكلة اجتماعية‬
‫حين توفر الدولة لمواطنيها إمكان الحصول‬ ‫واقتصادية بالنسبة إلى العديد من األسر المعيشية‪،‬‬
‫على إمدادات مرافق أساسية بكلفة متدنية‪،‬‬ ‫تشجع أسعار الطاقة المخفضة بشكل مصطنع أنماط‬
‫فهي تدعم أيضا على مدار الساعة تكييف‬ ‫استهالك تتسم باإلسراف وعدم الكفاءة‪ .‬وهذا‬
‫الهواء‪ ،‬وشبكات النقل لمحطات توليد الطاقة‬ ‫ما يحدث بالضبط حين يكون تخفيض أسعار الطاقة‬
‫غير الكفؤة وتشييد مباني سيئة العزل ستؤدي‬ ‫أو دعمها شامال للجميع‪ ،‬إذ يستفيد كبار المستهلكين‬
‫إلى زيادة استهالك المنطقة للطاقة من خالل‬ ‫والفئات االجتماعية المرتفعة الدخل من هذا الدعم‪.‬‬
‫قطاع المباني لعقود عديدة أخرى‪.18‬‬ ‫وغالبا ما يرتبط انخفاض أسعار الطاقة بانخفاض‬
‫مقابل في كفاءة استخدام الطاقة‪ ،‬بسبب غياب حافز‬
‫والدعم الشامل ألسعار الوقود والكهرباء‪ ،‬الذي ال يميز‬ ‫التكلفة وما ينجم عن ذلك من هدر للموارد‪.17‬‬
‫بين فئات المستخدمين‪ ،‬ليس أداة فعالة الستهداف‬
‫الفقراء‪ .‬فالفئات األكثر استفادة منه هي التي تستهلك‬ ‫وال تتفاوت تعريفات الكهرباء كثيرا بين فئات‬
‫القدر األكبر من الطاقة مقارنة بغيرها‪ ،‬أي الفئات‬ ‫المستخدمين في دول مجلس التعاون الخليجي‬
‫‪19‬‬
‫المرتفعة الدخل‪ ،‬والمؤسسات التجارية‪ ،‬والصناعات ‪.‬‬ ‫وغيرها من الدول المنتجة للنفط والغاز‪ .‬وهذا يعني‬
‫في الوقت نفسه‪ ،‬يؤدي الدعم إلى تراكم تكاليف‬ ‫أن األسر المرتفعة الدخل والمستخدمين الكبار‬
‫باهظة تحول دون توجيه الموارد المالية نحو اإلنفاق‬ ‫يدفعون القدر القليل نفسه الذي تدفعه األسر‬
‫على الفقراء‪ ،‬مثل االستثمار في التعليم والصحة‪،‬‬ ‫المنخفضة الدخل مقابل الطاقة‪ .‬ويمكن أن يسفر هذا‬
‫وصيانة وتوسيع البنى األساسية لقطاع الطاقة‪،‬‬ ‫التصميم لألسواق‪ ،‬مقترنا بمتوسط دخل مرتفع نسبيا‬
‫بما يشمل توسيع البنى األساسية للشبكات في‬ ‫وبغياب الحوافز التنظيمية الكفيلة بتحقيق كفاءة‬
‫البلدان العربية األقل نموا‪.20‬‬ ‫استخدام الطاقة‪ ،‬عن أنماط من االستهالك الشديد‬
‫الهدر للطاقة‪ .‬فهذا التصميم يزيل أي حافز مالي من‬
‫إن التأثير المالي لدعم الطاقة في المنطقة العربية‬ ‫شأنه تشجيع المستخدمين على تحديث التكنولوجيا‬
‫مصدر للهشاشة بحد ذاته‪ .‬وقدرت القيمة المالية‬ ‫والمعدات وتعديل نمط استخدامهم للطاقة‪.‬‬
‫اإلجمالية لدعم الطاقة في المنطقة في عام ‪2016‬‬
‫بنحو ‪ 70‬مليار دوالر (ما يمثل انخفاضا عن ‪ 133‬مليار‬ ‫وقد لخص إطار التتبع العالمي تلك العواقب‬
‫دوالر في عام ‪ ،2014‬و‪ 100‬مليار في عام ‪)2015‬‬ ‫غير المقصودة لدعم الطاقة في تقريره لعام ‪،2017‬‬
‫أو ربع إجمالي قيمة الدعم في العالم‪ .21‬وهي‬ ‫على النحو التالي‪:‬‬
‫تقاس بحساب الفرق بين األسعار المحلية والدولية‬
‫ألنواع محددة من الوقود والكهرباء في البلدان‬ ‫وتشوه إعانات دعم الطاقة‪ ،‬خصوصا إن كانت‬
‫العربية‪ .‬وتفيد بيانات وكالة الطاقة الدولية بأن‬ ‫شاملة بطبيعتها‪ ،‬حوافز المستهلك وتؤدي إلى‬
‫المملكة العربية السعودية ما زالت ثالث أكبر داعم‬ ‫اإلفراط في استهالك الطاقة وهدرها ]‪ [...‬وهذه‬
‫للطاقة‪ ،‬إذ يصل إجمالي قيمة الدعم فيها إلى‬ ‫المشكلة أكثر تميزا في المنطقة العربية‪ ،‬التي‬
‫‪ 30‬مليار دوالر (ولكن بانخفاض عن ‪ 57‬مليار‬ ‫لديها أدنى تكاليف للطاقة – وبالتالي أعلى‬
‫دوالر في عام ‪ 2014‬و‪ 44‬مليار في ‪،)2015‬‬ ‫معدالت إلعانات الدعم – في بلدان المنطقة‬
‫أي إلى ما يقارب نصف إجمالي الدعم على نطاق‬ ‫ذات الدخل المرتفع أو ذات الدخل المتوسط‬
‫المنطقة (الشكل ‪.22)7‬‬ ‫األعلى‪ ،‬خاصة بلدان مجلس التعاون الخليجي‬
‫‪18‬‬

‫اإلصالحية إلى مسؤولية اجتماعية واقتصادية‬ ‫الشكل ‪ .7‬دعم الطاقة في كل بلد‪2016 ،‬‬
‫جديدة‪ ،‬بات واضحا أن تسعير الطاقة سيظل مصدر‬ ‫(مليون دوالر أميركي)‬
‫استياء للناس‪ ،‬وتحديا أمام صانعي السياسات يتطلب‬
‫منهم التوصل إلى حلول متوسطة وبعيدة األمد‬
‫تحدث توازنا بين األولويات المتضاربة القصيرة األمد‪.‬‬

‫‪ .2‬األطر التنظيمية والمؤسساتية‬

‫يفضي غياب القواعد التنظيمية الرامية إلى تحقيق‬


‫الكفاءة في استخدام الطاقة – ولو بحدها األدنى –‬
‫وشح المعلومات المتوفرة عن المستهلكين‪ ،‬وعدم‬
‫تطبيق حد أدنى من معايير األداء إلى زيادة هدر‬
‫الطاقة على نحو يضر بالمستهلكين واالقتصاد بأكمله‪.‬‬
‫يضاف إلى ذلك جمود طال أمده على هذا الصعيد‬
‫ستكون له‪ ،‬في حال استمر‪ ،‬تداعيات جسيمة في‬
‫المستقبل‪ .‬فمتى استكمل إنشاء البنى األساسية‪،‬‬
‫كمجموعة المباني القائمة ومخزون مركبات النقل‬
‫العام والخاص‪ ،‬ستكون تكلفة إعادة تجهيزها باهظة‪.‬‬
‫وسوف تستمر باستهالك الطاقة على نحو يفتقر إلى‬
‫الكفاءة لفترات زمنية طويلة‪ ،‬على الرغم من وضع‬
‫أطر تنظيمية أكثر صرامة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يقع على عاتق‬
‫المؤسسات الحكومية القوية‪ ،‬التي تملك اإلمكانات‬
‫والواليات الالزمة لتنظيم ورصد وتطبيق الحد األدنى‬
‫من معايير األداء‪ ،‬دور حاسم في إدارة الطلب المحلي‬ ‫المصدر‪.International Energy Agency, 2018a :‬‬
‫على الطاقة‪ ،‬وكذلك في تنفيذ أهداف السياسات‬
‫المحلية المتصلة بالطاقة‪.‬‬ ‫في الفترة بين العامين ‪ 2014‬و‪ ،2016‬أنفقت مصر‬
‫نسبة تراوحت بين ‪ 10‬و‪ 14‬في المائة من مجموع‬
‫وفي حين تختزن المنطقة العربية خبرات تنظيمية‬ ‫إنفاقها الحكومي على دعم الطاقة ليس إال‪ ،23‬فقارب‬
‫واسعة في مجال كفاءة استخدام الطاقة‪ ،‬فهي‬ ‫هذا اإلنفاق مجموع ما تنفقه على قطاعي التعليم‬
‫تسجل فجوة شاسعة بين التقدم المحرز في العملية‬ ‫والرعاية الصحية مجتمعين‪ .24‬ولم يعد من السهل‬
‫التنظيمية على أرض الواقع‪ ،‬والمنافع المحتمل أن‬ ‫الحفاظ على مستويات اإلنفاق هذه وتبريرها في‬
‫تنجم من تطبيق قواعد تنظيمية الستخدام الطاقة‬ ‫السنوات األخيرة‪ ،‬ما دفع إلى بذل جهود إصالحية‬
‫بكفاءة‪ .‬فعلى الرغم من إحراز بعض التقدم في هذا‬ ‫متعددة‪ ،‬واضطر الدولة إلى حشد مزيد من الموارد‬
‫الصدد في البلدان العربية المرتفعة الدخل‪ ،‬ما زال هذا‬ ‫المالية‪ ،‬ال سيما في ظل انخفاض الدخل المحقق من‬
‫التقدم متأخرا للغاية مقارنة بمستويات الدخل‪،‬‬ ‫تصدير النفط والغاز‪ ،‬وزيادة تكاليف استيراد الوقود‬
‫وبالتالي مقارنة بالتطور المتوقع في األدوات‬ ‫(انظر المناقشة في الفصل التالي)‪ .‬ومع تحول الجهود‬
‫‪19‬‬

‫وآليات تنفيذية وحوافز مالية لالستثمار في مبان أكثر‬ ‫التنظيمية‪ .25‬وقد نفذت بلدان عربية عديدة برامج‬
‫كفاءة في استخدام الطاقة‪ ،‬لن تكون لدى المقاولين‬ ‫وطنية لكفاءة استخدام الطاقة‪ ،‬وأنشأت وكاالت‬
‫حوافز تحثهم على زيادة كفاءة استخدام الطاقة في‬ ‫ترمي إلى تحديث األطر التنظيمية الرامية إلى‬
‫البناء‪ .‬وال يتوفر ما يكفي من المباني الميسورة التكلفة‬ ‫تحقيق كفاءة استخدام الطاقة في مختلف القطاعات‬
‫وذات الكفاءة العالية في استهالك الطاقة التي تحمل‬ ‫االقتصادية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تواجه هذه البرامج عددا من‬
‫إشارات واضحة وشفافة للمستأجرين‪ .‬ونظرا إلى العدد‬ ‫المشاكل المشتركة والمستمرة‪ ،‬مثل القصور في‬
‫الكبير من المساكن المستأجرة‪ ،‬ال يجد المستأجرون‬ ‫تنفيذ األطر التنظيمية وصرامة تلك األطر ومحدودية‬
‫المتوسطو الدخل في نهاية المطاف مفرا من تحمل‬ ‫قدرتها على الرصد والتطبيق‪ .‬كما أنها ال تستغل بالقدر‬
‫تكلفة فواتير الكهرباء المرتفعة‪ ،‬دون أن يؤثر ذلك على‬ ‫الكافي اإلمكانات العديدة التي قد يتيحها التعاون عبر‬
‫كفاءة مواد البناء في استخدام الطاقة وعلى تصميمها‪.‬‬ ‫الحدود من أجل المواءمة بين معايير الكفاءة في عدة‬
‫مجاالت‪ ،‬منها األجهزة الكهربائية على سبيل المثال‪.‬‬
‫وفي البلدان المتوسطة الدخل‪ ،‬ال يحصل كثيرون‬
‫ممن يشيدون مبان ألنفسهم بشكل كاف على‬ ‫(أ) كفاءة استخدام الطاقة في قطاع البناء‬
‫المعلومات المتعلقة بوفورات التكاليف‪ ،‬ومواد البناء‬
‫المتاحة‪ ،‬وخيارات التمويل‪ .‬ويؤدي انتشار األسواق‬ ‫تمثل المشاكل التي يواجهها قطاع البناء نموذجا‬
‫غير النظامية الكبرى التي تبيع منتجات مقلدة‪ ،‬كما هو‬ ‫لبعض المشاكل المتعلقة بتنظيم كفاءة استخدام‬
‫الحال في المغرب العربي والبلدان العربية األقل نموا‪،‬‬ ‫الطاقة في المنطقة العربية‪ .‬ففي العديد من البلدان‪،‬‬
‫إلى صعوبة ضمان جودة المواد المباعة‪ .‬وال تتوفر‬ ‫أدى النمو السكاني والنزوح من األرياف إلى المدن إلى‬
‫لصناعات عديدة الحوافز المالية الالزمة لالستثمار في‬ ‫تشييد مجموعة كبيرة من المباني خالل فترة زمنية‬
‫تكنولوجيا أكثر كفاءة من حيث استهالك الطاقة‪،‬‬ ‫قصيرة‪ .‬ولم يحافظ في هذه المباني على الخصائص‬
‫وذلك بسبب انخفاض أسعار مدخالت الطاقة وغياب‬ ‫التقليدية‪ ،‬ولم تطبق معايير البناء الحديثة إال بحدها‬
‫التمويل والمخططات المشجعة على التمويل‪ .‬وفي‬ ‫األدنى‪ ،‬إن طبقت أصال‪ .‬فالقواعد التنظيمية لكفاءة‬
‫بعض الحاالت‪ ،‬ينتج ذلك من عدم وجود أسواق‬ ‫استخدام الطاقة في قطاع البناء يجب أن تشتمل‬
‫محلية تبيع مواد عالية الجودة‪ .‬وال تستطيع األسواق‬ ‫على معايير إرشادية‪ ،‬مثل إلزام المنازل بالعزل‬
‫وحدها تصحيح أنماط استخدام الطاقة هذه من دون‬ ‫الحراري من خالل جدران مجوفة؛ وعلى معايير لألداء‬
‫رقابة تنظيمية فاعلة‪.‬‬ ‫تبين الحد األدنى واألقصى لكفاءة استهالك الطاقة‬
‫في المباني‪ ،‬متضمنة معايير العزل الحراري‪ ،‬ومصادر‬
‫وفي ظل عدم استيفاء حد أدنى من متطلبات األداء‬ ‫تسرب الهواء‪ ،‬والمناور‪ ،‬والنوافذ‪ ،‬واألبواب‪ ،‬إضافة إلى‬
‫في مجموعات المباني ومواد البناء في المنطقة‬ ‫نظم التدفئة والتبريد وتسخين المياه‪.‬‬
‫العربية حتى زمن قريب‪ ،‬وبفعل تدني تكلفة الطاقة‬
‫تاريخيا‪ ،‬واألحوال المناخية التي تجعل التدفئة و‪/‬أو‬ ‫غير أن غياب قواعد تنظيمية كفيلة بتحقيق كفاءة‬
‫تكييف الهواء ضروريين‪ ،‬تأتي النتيجة بعيدة كل البعد‬ ‫استخدام الطاقة هو مثال تقليدي على إخفاقات‬
‫عن اإلنصاف‪ .‬وإعادة النظر في دعم الطاقة الذي‬ ‫السوق‪ .‬وإذا ما ثبتت فعالية المؤسسات الحكومية في‬
‫ما برح يقدم منذ عقود من الزمن‪ ،‬في الوقت الذي‬ ‫وضع القواعد التنظيمية وتطبيقها‪ ،‬فسيكون لذلك دور‬
‫ال تزال مجموعة المباني القائمة غير مجهزة لضمان‬ ‫حاسم في تدارك تلك اإلخفاقات وضمان حد أدنى من‬
‫استخدام الطاقة بكفاءة‪ ،‬تثير تساؤالت بشأن قدرة‬ ‫الفعالية في األداء‪ .‬وفي غياب أية قواعد تنظيمية‬
‫‪20‬‬

‫الهواء؛ وتقديم توصيات لتوجيه السياسات العامة‬ ‫سكان المنطقة على تحمل تكلفة الكهرباء‪ .‬وتزداد هذه‬
‫‪26‬‬
‫نحو تحسين وحدات تكييف الهواء في المنطقة ‪.‬‬ ‫المخاوف تحت وطأة تغير المناخ الذي يتوقع أن يزيد‬
‫وخلصت الدراسة إلى أن المعوقات تشمل عدم كفاية‬ ‫تواتر األحوال الجوية القصوى‪ ،‬بما في ذلك فصول‬
‫التعريفات الجمركية كأداة للتشجيع على استخدام‬ ‫شتاء أبرد في بلدان المشرق والمغرب العربي‪ ،‬وفصول‬
‫أجهزة أكثر كفاءة في استخدام الطاقة؛ وارتفاع تكلفة‬ ‫صيف أشد احترارا في بلدان الخليج والبلدان العربية‬
‫الشراء األولية لوحدات تكييف الهواء؛ وغياب إطار‬ ‫األقل نموا‪.‬‬
‫تنظيمي منسق بين بلدان المغرب العربي؛ واتساع‬
‫التفاوتات بين الضرائب المختلفة والرسوم المفروضة‬ ‫وبحثت دراسة حديثة أجراها "برنامج المساعدة في‬
‫على مكيفات الهواء‪ ،‬وهو ما تسبب بفروقات كبيرة‬ ‫إدارة قطاع الطاقة" في أدلة من بلدان من المغرب‬
‫في األسعار بين البلدان المتجاورة؛ وأخيرا ازدهار‬ ‫العربي هي الجزائر‪ ،‬وليبيا والمغرب وتونس‪ ،‬بغية‬
‫سوق غير نظامية لبيع وحدات تكييف الهواء في كافة‬ ‫إعداد توقعات بشأن الطلب على تكييف الهواء خالل‬
‫أرجاء المغرب العربي‪ ،‬على الرغم من الضرر الذي‬ ‫العقد القادم؛ وبغية تحديد المعوقات التي تحول‬
‫يلحقه ذلك بأداء الطاقة‪.‬‬ ‫دون زيادة كفاءة استخدام الطاقة في مجال تكييف‬

‫اإلطار ‪ .1‬القواعد التنظيمية الخاصة بكفاءة استخدام الطاقة ولكن غير المنفذة‬
‫في بلدان المغرب والمشرق العربي‬

‫على الرغم من التطور الملحوظ الذي شهدته األطر التنظيمية والمؤسسية خالل السنوات الماضية‪ ،‬غالبا ما تفتقر هذه األطر إلى‬
‫الدقة‪ ،‬إضافة إلى أنها تتضمن العديد من االستثناءات التي لربما تضعف تشريعات محمودة األهداف‪ ،‬على نحو ما حدث في‬
‫الجزائر والمغرب وتونس‪ .‬وعلى أرض الواقع‪ ،‬ال يزال تنفيذ التشريعات الموجودة في المنطقة محدودا‪.‬‬

‫المغرب‪ .‬أصدر المغرب في أيلول‪/‬سبتمبر ‪ 2011‬القانون رقم ‪ 47-09‬حول كفاءة استخدام الطاقة‪ .‬غير أن المراسيم القاضية‬
‫بتنفيذ هذا القانون لم تنشر بعد‪ ،‬ما يعني أنه لم ينفذ ولم يصبح سارياأ في الواقع‪ ،‬وال تنفذ تدابير كفاءة استخدام الطاقة حاليا‬
‫إال في المباني التجارية الرئيسية كالفنادق والمصانع‪ ،‬حيث تلزم السلطات المحلية المستثمرين بإدماج معايير كفاءة استخدام‬
‫الطاقة في مشاريعهم من أجل إعطائهم تراخيص‪.‬‬

‫مصر‪ .‬اعتمدت الحكومة المصرية في عام ‪ 2015‬القانون رقم ‪ 87‬المتعلق بالكهرباء‪ ،‬كما اعتمدت الخطة الوطنية لكفاءة‬
‫استخدام الطاقة للفترة ‪ .2015-2012‬وركزت هذه الخطة بالدرجة األولى على قطاع الكهرباء‪ ،‬وحددت هدفا هو تحقيق زيادة‬
‫تراكمية في كفاءة استخدام الطاقة نسبتها ‪ 5‬في المائة‪ .‬وأنشئت بموجب هذه الخطة وحدة معنية بكفاءة استخدام الطاقة في‬
‫مجلس الوزراء‪ ،‬مهمتها وضع االستراتيجيات والسياسات‪ .‬وعلى الرغم من هذه الجهود‪ ،‬حال غياب القوانين التأسيسية الالزمة‬
‫لتنفيذ أهداف كفاءة استخدام الطاقة دون تحقيق أي تقدم ملموسب‪.‬‬

‫األردن‪ .‬كان األردن من أول البلدان العربية التي وضعت مواصفات وقواعد للعزل الحراري في المباني السكنية‪ ،‬وذلك في ثمانينات‬
‫القرن الماضي‪ .‬ومنذ ذلك الحين‪ ،‬طور األردن أحد أكثر القواعد الوطنية للبناء شموال في المنطقة‪ .‬غير أن إنفاذ هذه المواصفات‬
‫والقواعد يبقى محدودا‪ .‬وقد خلصت دراسة أجريت مؤخرا إلى أنه "على الرغم من أن االمتثال لكافة قواعد البناء إلزامي بموجب‬
‫قانون البناء الوطني‪ ،‬فآليات اإلنفاذ إما غائبة تماما وإما غير فعالة‪ ...‬فبالكاد تجرى أي عمليات لتفتيش مواقع البناء بغية التأكد من أن‬
‫التشييد يتبع مواصفات التصميم‪ ،‬وبالتالي مواصفات قواعد البناء‪ .‬وقد أدى ذلك إلى امتثال محدود ومشتت لقواعد العزل الحراري‬
‫وغيرها من قواعد البناء‪ .‬وأظهر مسح أجري في عام ‪ 2015‬أن ‪ 23‬في المائة من المساكن األردنية معزول حراريا بالبوليستيرين أو‬
‫البوليوريثان أو الصوف الصخري‪ ...‬وأن أقل من ‪ 9‬في المائة من هذه المساكن يمتثل للقواعد المنصوص عليها"ج‪.‬‬
‫المصادر‪:‬‬
‫أ‪.Dref, 2018 .‬‬
‫ب‪.Regional Center for Renewable Energy and Energy Efficiency, 2015 .‬‬
‫ج‪.Al-Hinti and Al-Sallami, 2017 .‬‬
‫‪21‬‬

‫واحد‪ ،‬وهو أن تكون المركبات المستعملة المستوردة قد‬ ‫وخلصت الدراسة أيضا إلى أن القواعد التنظيمية‬
‫صنعت بعد عام ‪ .301974‬ومع أن دوال عربية عديدة‬ ‫القائمة "إما قد اعتمدت منذ فترة غير بعيدة‪ ،‬وإما‬
‫أصدرت منذ ذلك الحين تشريعات جديدة بشأن‬ ‫لم توضع قيد التنفيذ؛ وأن السلطات لم تعتمد ال تدابير‬
‫السيارات المشتراة حديثا‪ ،‬ال تزال الفجوات كثيرة‪.‬‬ ‫التنفيذ الضرورية وال ما يقابلها من قواعد لإلنفاذ"‪.27‬‬
‫وقد أشارت األمم المتحدة في هذا السياق إلى أنه‬ ‫كذلك‪ ،‬أشارت الدراسة إلى ما يلي‪:‬‬
‫"ليس من المستهجن في البلدان النامية أن أكثر من‬
‫‪ 70‬في المائة من مركبات التحميل الخفيفة ال تتلقى‬ ‫ينشط تجار كثيرون‪ ،‬وخصوصا المستوردون‬
‫صيانة دورية‪ ،‬وال تخضع الختبارات تشخيصية‪ ،‬وأن‬ ‫غير النظاميين‪ ،‬في سوق وحدات تكييف‬
‫معدل أعمارها يبلغ حوالي ‪ 15‬سنة"‪.31‬‬ ‫الهواء‪ ،‬وذلك على حساب الجودة‪ .‬وقد شجعهم‬
‫على ذلك قصور الضوابط المفروضة على‬
‫وبما أن قطاع النقل يستهلك حصة كبيرة من الوقود‪،‬‬ ‫النوعية والكمية والمنفذة عند الحدود بين‬
‫يشكل غياب قواعد تنظيمية ومعايير متعلقة‬ ‫البلدان‪ .‬وحين تبلغ تلك الوحدات السوق‪،‬‬
‫باالستهالك المقتصد للوقود مصدرا رئيسا للهشاشة‬ ‫ال يتخذ عند نقاط البيع إال القليل من التدابير‬
‫في مجال الطاقة في البلدان العربية‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫للتأكد من حسن أدائها وإلعطاء المستهلكين‬
‫تزايد وتيرة اإلصالحات والتغييرات التنظيمية في‬ ‫ضمانات بشأن كفاءتها‪.28‬‬
‫السنوات األخيرة‪ ،‬ما زالت المركبات الموجودة في‬
‫المنطقة العربية تشكل عبئا كبيرا‪.‬‬ ‫(ب) كفاءة استخدام الطاقة في قطاع النقل‬

‫‪ .3‬البنى األساسية للنقل العام‬ ‫يواجه قطاع النقل في المنطقة العربية تحديات‬
‫متوازية في مجالي استخدام الوقود وتحقيق كفاءة‬
‫إن كفاءة البنى األساسية للنقل عنصر رئيسي آخر‬ ‫استخدام الطاقة‪ .‬فإضافة إلى القيود المتعددة التي‬
‫في إدارة الطلب على الطاقة في قطاع النقل‪ .‬وتوجد‬ ‫تفرضها البنى األساسية القائمة والتي تحد من كفاءة‬
‫خصائص مشتركة عديدة بين قطاعات النقل في‬ ‫استخدام الطاقة (انظر الفصل األول‪ ،‬الجزء باء‪،)3-‬‬
‫البلدان العربية‪ ،‬منها (أ) ارتفاع معدالت استخدام‬ ‫تأخر عدد كبير من البلدان العربية في إصدار قواعد‬
‫المركبات الخاصة‪ ،‬ومرده إلى غياب خدمات النقل‬ ‫تنظيمية خاصة بالكفاءة‪ ،‬مثل وضع حد أدنى من‬
‫العام؛ (ب) االعتماد الشديد على النقل البري (بما في‬ ‫المعايير لضمان االستهالك المقتصد للوقود‪.‬‬
‫ذلك لغايات تجارية)‪ ،‬نتيجة لعدم وجود خطوط سكك‬
‫حديدية تربط بين مختلف أنحاء البلد أو عربات الترام‬ ‫وخلص تقرير أصدرته األمم المتحدة في عام ‪ 2009‬إلى‬
‫أو أنظمة المترو داخل المدن؛ (ج) اكتظاظ المناطق‬ ‫أن المعايير البيئية والقواعد التنظيمية المتصلة بقطاع‬
‫الحضرية‪ ،‬بسبب عدم تطوير البنى األساسية للطرق‬ ‫النقل إما غير موجودة أصال في معظم البلدان العربية‪،‬‬
‫وعدم إيجاد حلول لمواقف السيارات وغياب النقل‬ ‫وإما غير منفذة بالمستوى الكافي‪ .29‬ومع أن متطلبات‬
‫العام؛ (د) تزايد درجة االعتماد على الوقود السائل في‬ ‫استيراد المركبات تتباين من بلد عربي إلى آخر‪ ،‬فهي‬
‫قطاع النقل‪ ،‬بالرغم من توفر إمكانيات هامة ولكن‬ ‫ضعيفة على العموم‪ .‬ففي وقت إعداد ذلك التقرير في‬
‫غير مستغلة بالقدر الكافي لتسيير هذا القطاع‬ ‫عام ‪ ،2011‬لم تكن أية قيود تفرض على االستيراد في‬
‫بالكهرباء‪ ،‬ال سيما في النقل العام (السكك الحديدية‪،‬‬ ‫البحرين والمغرب واإلمارات العربية المتحدة‪ .‬في‬
‫وعربات الترام‪ ،‬والمترو‪ ،‬والحافالت العامة)‪.32‬‬ ‫المقابل‪ ،‬اكتفت المملكة العربية السعودية بفرض متطلب‬
‫‪22‬‬

‫النقل األساسية من إمكانية التنقل‪ ،‬خصوصا في‬ ‫(أ) كفاءة البنى األساسية للنقل عنصر رئيسي آخر‬
‫األحوال المناخية الشديدة‪ .‬ويؤكد بحث أجراه‬ ‫في إدارة الطلب على الطاقة في قطاع النقل‬
‫المنتدى العربي للبيئة والتنمية وجهة النظر هذه‪:‬‬
‫إن عدم القدرة على الوصول إلى بنى أساسية‬
‫على الرغم من أن السياسات والتدابير المتوخاة‬ ‫للنقل العام تكون آمنة وفعالة ومتاحة إلى الحد‬
‫من جانب البلدان العربية تهدف‪ ،‬إلى حد ما‪ ،‬إلى‬ ‫الكافي هو‪ ،‬أوال وقبل أي شيء‪ ،‬شاغل إنمائي‪ .‬فغياب‬
‫إنشاء نظم نقل مستدامة‪ ،...‬يستمر القصور في‬ ‫وسائل النقل الكافية يعيق التنمية‪ ،‬ويحرم أكثر‬
‫مجاالت رئيسية‪ ،‬هي تردي خدمات النقل في‬ ‫الناس فقرا‪ ،‬الذين ال يستطيعون تحمل تكلفة‬
‫المدن‪ ،‬كما يدل عليه عدم كفاية وسائل النقل‬ ‫وسائل النقل الشخصي‪ ،‬من القدرة على التنقل‪.‬‬
‫العام الجماعي‪ ،‬واالزدحام‪ ،‬وسوء نوعية الهواء؛‬ ‫والنساء واألطفال هم أكثر من يعوقهم هذا القصور‪،‬‬
‫والوصول المحدود إلى المناطق الريفية؛‬ ‫ألن النقص الشديد في النقل اآلمن والميسور‬
‫ومفاقمة انبعاثات غازات الدفيئة ]‪[...‬؛‬ ‫التكلفة سيمنعهم من الوصول إلى التعليم والرعاية‬
‫وقلة التدفقات التجارية بسبب عدم كفاءة‬ ‫الصحية والعمل‪.‬‬
‫نظم النقل‪.35‬‬
‫وقد وصف تقرير للبنك الدولي صدر في عام ‪2010‬‬
‫ويدل النقص في وسائل النقل العام الكافية والجيدة‬ ‫البنى األساسية لقطاع النقل في الشرق األوسط‬
‫على ارتفاع معدل استخدام وسائل النقل اآللية في‬ ‫وشمال أفريقيا بأنها قاصرة وال تستطيع دعم تحديث‬
‫البلدان العربية بوتيرة متسارعة‪ .‬ويعتمد عدد كبير من‬ ‫االقتصادات ونموها‪ .‬وأشار إلى تفاوتات كبرى في‬
‫الناس على المركبات المنخفضة التكلفة‪ ،‬كونها وسيلة‬ ‫فعالية البنى األساسية للنقل بين المناطق الحضرية‬
‫النقل الموثوقة الوحيدة‪ .‬إال أن هذا االتجاه يربط كال‬ ‫والريفية‪ ،‬ووجود قيود متعددة على النقل بين بلدان‬
‫من النشاط االقتصادي وازدياد عدد السكان بتوفر‬ ‫المنطقة‪ .‬وتضاف إلى كل هذا مشكلة االزدحام الكبير‬
‫أنماط النقل الخاص‪ :‬فالنمو االقتصادي يقضي بأن‬ ‫المتفاقمة باستمرار في معظم المناطق الحضرية‬
‫يحتاج عدد متزايد من األشخاص الذين لديهم‬ ‫الكبيرة‪ .33‬وخلصت دراسة أجرتها اإلسكوا في عام‬
‫وظائف إلى عدد متزايد من السيارات‪ .‬ويؤدي ذلك‬ ‫‪ 2018‬إلى استنتاجات مماثلة‪ ،‬وأشارت إلى ضعف‬
‫إلى استهالك قدر من الوقود يفوق ما يستهلكه ركاب‬ ‫خطوط السكك الحديدية وتقادمها (بمتوسط ‪7‬‬
‫وسائل النقل العام‪ ،‬كالحافالت وشبكات الترام وسكة‬ ‫كيلومترات لكل ‪ 100,000‬نسمة في المنطقة العربية‪،‬‬
‫الحديد‪ .‬ويسفر غياب شبكات سكة الحديد الفعالة‬ ‫مقارنة بمتوسط ‪ 42‬كيلومترا لكل شخص في االتحاد‬
‫أيضا عن زيادة االعتماد على مركبات النقل الثقيل‬ ‫األوروبي‪ ،‬و‪ 71‬كيلومترا لكل شخص في الواليات‬
‫لتحميل السلع التجارية والصناعية‪ ،‬ما يؤدي بدوره‬ ‫المتحدة‪ ،‬ومتوسط عالمي يبلغ ‪ 15‬كيلومترا لكل‬
‫إلى زيادة غير بسيطة في استهالك الوقود لغايات‬ ‫شخص)‪ .‬كما أشارت الدراسة إلى ضعف البنى‬
‫النقل‪ .‬وقدر برنامج األمم المتحدة للمستوطنات‬ ‫األساسية للطرق وانخفاض مستوى التكامل بين‬
‫البشرية عدد المركبات اآللية في المنطقة العربية بنحو‬ ‫البلدان العربية‪.34‬‬
‫‪ 26.7‬مليون في عام ‪ ،362008‬بينما قدرت المنظمة‬
‫الدولية لصانعي المركبات عددها بنحو ‪ 46.5‬مليون‬ ‫وفي المناطق الريفية‪ ،‬ال سيما في البلدان التي يكثر‬
‫في عام ‪ ،372015‬أي بزيادة نسبتها ‪ 75‬في المائة‬ ‫فيها عدد سكان األرياف‪ ،‬مثل مصر والمغرب واليمن‪،‬‬
‫تقريبا في غضون سبع سنوات‪.‬‬ ‫يحد سوء حال شبكات الطرق وعدم كفاية خدمات‬
‫‪23‬‬

‫خاصة لكل شخصين‪ ،‬وهو أعلى معدل في المنطقة‬ ‫ويعود معظم هذا النمو إلى عدد المركبات الخاصة‪.‬‬
‫وأحد أعلى المعدالت في العالم‪.39‬‬ ‫فوفقا للبيانات المحدودة المتوفرة من البنك‬
‫الدولي‪ ،‬ازداد عدد المركبات المسجلة لكل ألف‬
‫ويظهر الشكل ‪ 9‬معدل تغطية سكة الحديد لكل‬ ‫شخص خالل الفترة ‪ 2010-2003‬بنسب تتراوح‬
‫‪ 100,000‬نسمة في المنطقة العربية‪ .‬والمعدل‬ ‫بين ‪ 25‬و‪ 33‬في المائة في بلدان كمصر وتونس‬
‫األعلى هو في تونس‪ ،‬تليها موريتانيا‪ ،‬ثم السودان‪،‬‬ ‫والجزائر والكويت‪ ،‬وبنسبة هائلة بلغت ‪ 65‬في‬
‫فالجمهورية العربية السورية‪ ،‬فالجزائر‪ .‬ويقع معظم‬ ‫المائة في األردن‪ ،‬بينما تضاعف العدد خالل الفترة‬
‫هذه البلدان في الشريحة الدنيا من البلدان المتوسطة‬ ‫نفسها في الجمهورية العربية السورية‪ .38‬وإذا‬
‫الدخل‪ ،‬ما يدل على أن مستويات الدخل ال تعكس‬ ‫ما ترجمت هذه األرقام إلى حيثيات سنوية‪،‬‬
‫بالضرورة مدى تطور البنى األساسية لسكك الحديد‪.‬‬ ‫تبلغ معدالت النمو نسبا تتراوح بين ‪ 4‬و‪ 8‬في‬
‫ويالحظ أن بلدانا مرتفعة الدخل في المنطقة‪،‬‬ ‫المائة (الشكل ‪ .)8‬وتشوب ثغرات كبيرة بيانات‬
‫كالبحرين والكويت وقطر واإلمارات العربية المتحدة‪،‬‬ ‫البلدان العربية األخرى‪ ،‬في حين لم تصدر بيانات‬
‫ليس لديها بنى أساسية لسكك الحديد أصال‪ .‬ويدل‬ ‫عن البنك الدولي منذ عام ‪ .2010‬وقد بلغت‬
‫هذا بدوره على أن النقل فيها بري بمعظمه‪ ،‬وأن‬ ‫كثافة المركبات في دبي‪ ،‬مثال‪ 540 ،‬مركبة لكل‬
‫المجال متاح لتطوير سكك الحديد في المنطقة‪.‬‬ ‫ألف شخص في عام ‪ ،2015‬أي بمعدل سيارة‬

‫الشكل ‪ .8‬إجمالي عدد المركبات المستخدمة في المنطقة العربية‪ 2005 ،‬و‪2015‬‬

‫المصدر‪.International Organization of Motor Vehicle Manufacturers 2015 :‬‬


‫مالحظة‪ :‬ال تتوفر بيانات عن الجمهورية العربية السورية‪.‬‬
‫‪24‬‬

‫الشكل ‪ .9‬السكك الحديدية (بالكيلومتر) لكل ‪ 100,000‬شخص في المنطقة العربية‪2014 ،‬‬

‫المصدر‪.World Bank, 2018a :‬‬

‫إن إدارة المعلومات وتحفيز المستهلكين عامالن‬ ‫‪ .4‬حفظ الطاقة والوعي البيئي‬
‫حاسمان في تحديث أداء الطاقة في أي اقتصاد‪.‬‬
‫والوفورات الناجمة عن ازدياد كفاءة استخدام الطاقة‬ ‫أدى التطور االجتماعي واالقتصادي السريع‬
‫ال تتراكم إال على األمدين المتوسط والطويل؛ أما في‬ ‫الذي شهدته المنطقة العربية في العقود الثالثة‬
‫بداية األمر‪ ،‬فهي تتطلب استثمارات كبرى‪ .‬وقد يؤدي‬ ‫الماضية إلى زيادة استهالك الطاقة‪ .‬غير أن ذلك‬
‫اعتماد حلول الطاقة البديلة‪ ،‬كألواح الطاقة الشمسية‬ ‫لم يقترن بتطور في الوعي العام بشأن الحاجة‬
‫المركبة على أسطح المباني ربطا بالشبكة والمعزولة‪،‬‬ ‫إلى ترشيد استخدام الطاقة‪ .‬وال يمكن تعميم‬
‫إلى نتائج إيجابية اقتصاديا‪ .‬إال أن التوصل إلى هذه‬ ‫ثقافة ترشيد الطاقة تلقائيا‪ ،‬إذ يتوقف ذلك على‬
‫النتائج يتطلب بداية االستثمار في الطاقة‪ .‬والوعي‬ ‫عوامل متضافرة‪ ،‬منها التعليم والحصول على‬
‫بأهمية هذا االستثمار ومنافعه لم يصبح بعد اتجاها‬ ‫المعلومات والحوافز التنظيمية‪ .‬ونشوء هذه‬
‫سائدا في المنطقة العربية‪ .‬ومن الضرورة بمكان أيضا‬ ‫الثقافة ليس رهنا بتوفر اإلمكانات المالية فقط‪،‬‬
‫رعاية وتشجيع الدعم المنطلق من القاعدة لالستخدام‬ ‫إذ قد ال يستدعي أحيانا إال تغيرا في سلوكيات‬
‫المستدام للموارد الطبيعية‪ .‬فهذا الدعم يعطي زخما‬ ‫الناس‪ .‬ويصبح توفر الموارد المالية أمرا ضروريا‬
‫لسياسات قد تنطوي على تكاليف إضافية تجعلها غير‬ ‫عندما يرغب مستخدمو الطاقة في االستثمار في‬
‫مرغوبة لدى عامة الناس‪ ،‬مثل استخدام المعدات ذات‬ ‫كفاءة استخدام الطاقة‪ ،‬ولكن من منظور الثقافة‪،‬‬
‫الحد األدنى من األداء وتعديل أسعار الطاقة والمياه‪.‬‬ ‫وعندما يقتنعون بأن ترشيد استخدام الطاقة‬
‫والوعي البيئي يصبان في المصلحة العامة‪،‬‬
‫وفي بعض أكبر بلدان المنطقة إنتاجا للطاقة‪ ،‬حيث‬ ‫إذ يسهمان في نظافة الهواء والطاقة وحماية‬
‫ال يشكل انخفاض دخل األسر المعيشية مشكلة كبرى‪،‬‬ ‫البيئة وإدارة التلوث‪ ،‬وبأن هذه القضايا هي أولوية‬
‫يتمثل العائق األكبر في اقتران غياب الوعي بشأن‬ ‫اقتصادية واجتماعية وليست مجرد ترف ال مجال‬
‫هذه الثقافة بغياب الحوافز االقتصادية نتيجة لتدني‬ ‫له في البلدان العربية‪.‬‬
‫‪25‬‬

‫وتعكس أنماط االستخدام تجاهال لمشاكل مثل‬ ‫تكلفة الطاقة‪ .‬ويسود في بعض البلدان اعتقاد بأن‬
‫هدر الموارد‪ ،‬وهي مشاكل قد تتفاقم عن غير قصد‬ ‫الطاقة المنخفضة السعر إنما هي حق للمواطن‬
‫بسبب نقص المعلومات الالزمة وقلة الوعي‪ .‬ونتيجة‬ ‫منذ الوالدة‪.‬‬
‫لغياب الوعي بشأن الوفورات الطويلة األجل التي‬
‫يحتمل أن تنتج من استخدام مواد البناء العالية‬ ‫وهيئات حماية المستهلكين الفعالة والمستقلة شبه‬
‫الجودة أو تغيير أنماط االستخدام‪ ،‬قد تتكبد‬ ‫غائبة في المنطقة العربية‪ ،‬وذلك نتيجة للقيود األوسع‬
‫األسر تكاليف باهظة وفي كثير من األحيان‬ ‫نطاقا المفروضة على الحيز المتاح للمجتمع المدني‬
‫غير ضرورية‪ .‬فضعف تصميم المباني يؤدي إلى‬ ‫ووسائل اإلعالم المستقلة في العديد من البلدان‬
‫برودة المنازل في الشتاء واحترارها في الصيف‪،‬‬ ‫العربية‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬تظهر الفجوة اآلخذة‬
‫ما يؤدي بدوره إلى تراكم تكاليف باهظة من جراء‬ ‫في االتساع بين التقدم المحرز في بعض المجاالت‬
‫استخدام الكهرباء والمياه‪ ،‬حتى وإن كان استخدام‬ ‫كالتعليم والرعاية الصحية والحصول على‬
‫التكنولوجيا محصورا بآليات تسخين المياه ووحدات‬ ‫التكنولوجيا‪ ،‬من ناحية‪ ،‬وكفاءة إدارة الطلب على‬
‫تكييف الهواء‪ .‬وغالبا ما يقترن ذلك بعدم إيالء‬ ‫الطاقة من ناحية ثانية‪.‬‬
‫الحكومات والمجتمع المدني األولوية لمجاالت مهمة‬
‫كترشيد استخدام المياه وحماية البيئة وإدارة التلوث‪.‬‬ ‫اإلطار ‪ .2‬أمثلة على نماذج اجتماعية ترمي إلى‬
‫وهذا هو الحال حتى في البلدان المرتفعة الدخل‬ ‫ترشيد استخدام الطاقة من خالل تغير السلوكيات‬
‫التي تنعم بموارد مالية وافرة‪ ،‬ما يؤكد على الحاجة‬
‫إن نشر ثقافة الحفاظ على الطاقة وتعزيز الوعي البيئي‬
‫إلى نشر الوعي‪ ،‬والتثقيف‪ ،‬ووضع قواعد تنظيمية‬
‫يخدمان المصالح المختلفة لألفراد والشركات والمجتمع‪،‬‬
‫أكثر كفاءة‪ ،‬وتحديد األولويات على نحو أفضل من‬ ‫ما يتيح تقديم دعم من القاعدة إلى القمة لمؤازرة وضع‬
‫قبل السلطات‪.‬‬ ‫التشريعات الالزمة من جانب واضعي السياسات‪ .‬وقد‬
‫يشمل هذا الدعم‪:‬‬
‫بذل جهود بسيطة من أجل الحد من هدر الطاقة‪ .‬على‬ ‫•‬
‫والغياب الصارخ لثقافة الحفاظ على الطاقة في‬
‫سبيل المثال‪ ،‬يمكن التقليل من حاالت فتح أبواب‬
‫العديد من البلدان العربية مصدر بالغ األهمية من‬ ‫ونوافذ المباني العامة لدى تشغيل نظم تكييف الهواء؛‬
‫مصادر الهشاشة في استدامة استخدام الطاقة على‬ ‫وتعديل درجات حرارة الغرف المكيفة؛ وتنفيذ حد أدنى‬
‫من اآلليات لسد النوافذ واألبواب‪ ،‬بغية الحد من تبادل‬
‫األمد البعيد‪ .‬وللقوانين والقواعد التنظيمية وخطط‬
‫الحرارة أو الهواء البارد مع المحيط الخارجي للمبنى؛‬
‫التحفيز التي تضعها الحكومات دور حاسم في إحداث‬ ‫تعزيز النظرة اإليجابية إزاء استخدام وسائل النقل‬ ‫•‬
‫تغيير في عادات الناس االستهالكية‪ .‬ولكن‪ ،‬حتى هذه‬ ‫البديلة‪ ،‬حتى بين العاملين في الوظائف المرتفعة‬
‫الدخل‪ ،‬للتشجيع على استخدام وسائل النقل العام بدال‬
‫اإلجراءات والتدابير لن تقطع إال شوطا محدودا‬
‫من السيارات الخاصة للتنقل إلى العمل؛‬
‫دون توفر دعم عام وتغير سلوكيات المستهلكين‬ ‫توجيه المستهلكين الختيار المنتجات "الخضراء" بدال‬ ‫•‬
‫ومقاولي المباني العامة‪ .‬كذلك‪ ،‬يشكل غياب الضغط‬ ‫من المنتجات التقليدية؛‬
‫تعزيز الذكاء االقتصادي‪ ،‬بطرق منها االستثمار في‬ ‫•‬
‫الشعبي لتطبيق تلك التدابير‪ ،‬نتيجة لالعتقاد السائد‬
‫األلواح الشمسية المركبة على أسطح المباني واعتماد‬
‫بأن القوانين الداعمة لالستخدام المستدام للطاقة‬ ‫حلول تكنولوجية في المنازل تنطوي على وفورات‬
‫تتعارض مع المصلحة العامة القصيرة األمد‪ ،‬عائقا‬ ‫مالية على المدى المتوسط؛‬
‫تعزيز الوعي بشأن الدور اإليجابي للبيئة الطبيعية‪ ،‬ونقاء‬ ‫•‬
‫كبيرا أمام مساعي واضعي السياسات‪ .‬ولذلك‪ ،‬يمكن‬
‫الهواء والمياه‪ ،‬وحماية األرض والبحر لألجيال المقبلة؛‬
‫تصنيف قلة الوعي‪ ،‬ومعه شح المعلومات المتاحة‬ ‫تعزيز الوعي بشأن تغير المناخ والدمار البيئي‬ ‫•‬
‫للعموم وغياب ثقافة الحفاظ على الموارد الطبيعية‪،‬‬ ‫واالستهالك المفرط للموارد الطبيعية‪.‬‬
‫‪26‬‬

‫مصادر بديلة للطاقة‪ ،‬خصوصا الطاقة المتجددة‪ ،‬هو‬ ‫كمصادر للهشاشة في مجال الطاقة لطالما تم تجاهلها‬
‫من سمات االقتصادات العربية بشتى أنواعها‪ ،‬سواء‬ ‫في المنطقة العربية‪.‬‬
‫أكانت مصدرة للطاقة أو مستوردة لها‪ ،‬مع استثناءات‬
‫قليلة في البلدان ذات الموارد الوافرة الكهرومائية‪،‬‬
‫مثل مصر والعراق والمغرب والسودان‪.‬‬ ‫جيم‪ .‬االعتماد الشديد على الوقود‬
‫األحفوري‬
‫وتثير التكلفة المتزايدة الستهالك الهيدروكربون‬
‫تساؤالت حول القدرة على تحمل كلفة واستدامة‬ ‫‪ .1‬الوقود األحفوري كجزء من المزيج‬
‫المزيج الحالي للطاقة‪ .‬حيث أن استمرار هذا المزيج‬ ‫اإلقليمي للطاقة‬
‫يتطلب إما استيراد كميات متزايدة باستمرار من‬
‫مصادر الطاقة القابلة للنفاد من األسواق الدولية‪،‬‬ ‫تعتمد اقتصادات المنطقة العربية اعتمادا مطلقا على‬
‫وإما تقليل إمدادات الهيدروكربون المتوفرة للتصدير‪.‬‬ ‫الوقود األحفوري بوصفه مصدرا إلمدادات الطاقة‬
‫ويسهم عدم تنويع مزيج الطاقة في المنطقة أيضا في‬ ‫المحلية‪ ،‬ومصدرا لإليرادات في البلدان المنتجة للنفط‬
‫ارتفاع بصمة الكربون‪ ،‬في وقت تفقد فيه البلدان‬ ‫والغاز‪ .‬وأكثر من ‪ 95‬في المائة من إمدادات الطاقة‬
‫العربية الفرص المتاحة لالستفادة من االبتكارات‬ ‫اإلقليمية مستمدة من النفط والغاز الطبيعي فقط‪،‬‬
‫التكنولوجية والتطور في مجال الطاقة النظيفة‪،‬‬ ‫ما يجعل المنطقة العربية أكثر مناطق العالم اعتمادا‬
‫رغم ما تختزنه المنطقة من إمكانات هائلة‪.‬‬ ‫على الوقود األحفوري (الشكل ‪ .)10‬وإن عدم وجود‬

‫الشكل ‪ .10‬استهالك الطاقة المستمدة من الوقود األحفوري حسب المناطق في العالم‪2014 ،‬‬
‫(كنسبة مئوية من إجمالي اإلمدادات األولية بالطاقة)‬

‫المصدر‪.World Bank, 2018a :‬‬


‫‪27‬‬

‫الشكل ‪ .11‬السعة المركبة لتوليد الكهرباء حسب المصدر في المنطقة العربية‪2017 ،‬‬

‫المصدر‪ :‬االتحاد العربي للكهرباء‪.2017 ،‬‬

‫اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬وأكثر من‬ ‫‪ .2‬تصدير الوقود األحفوري‬
‫‪ 80‬في المائة من عائدات التصدير في المملكة العربية‬ ‫كمصدر لإليرادات‬
‫السعودية والكويت وقطر (الشكل ‪.40)12‬‬
‫إضافة إلى إمداد أسواق الطاقة المحلية في المنطقة‬
‫يمثل هذا المستوى من االعتماد على الوقود األحفوري‬ ‫العربية بالطاقة‪ ،‬يستمر الوقود األحفوري في توليد‬
‫كمصدر للطاقة واإليرادات وجها أساسيا من أوجه‬ ‫إيرادات ضخمة للبلدان المنتجة للنفط والغاز‪ ،‬التي‬
‫الهشاشة االقتصادية والمالية والبيئية في المنطقة‬ ‫يسيطر عليها قطاع الهيدروكربونات في معظم‬
‫العربية‪ .‬وتبحث الفقرات أدناه بمزيد من التفاصيل في‬ ‫الحاالت‪ .‬وتمثل صادرات النفط والغاز ما بين ‪65‬‬
‫هذا االعتماد الشديد على الوقود األحفوري في المنطقة‪.‬‬ ‫و‪ 90‬في المائة تقريبا من اإليرادات الحكومية في‬
‫‪28‬‬

‫الشكل ‪ .12‬اعتماد االقتصاد على قطاع الهيدروكربونات في المنطقة العربية‪2016 ،‬‬

‫المصدر‪ :‬حساب المؤلفين‪.‬‬

‫اإلنفاق على الواردات مع تقلب األسواق الدولية‪،‬‬ ‫‪ .3‬تداعيات االعتماد الشديد‬


‫كما يتضح من مثال المغرب في الشكل ‪.13‬‬ ‫على الوقود األحفوري‬

‫أما البلدان المصدرة للوقود األحفوري‪ ،‬فتواجه‬ ‫(أ) التقلبات المالية والتنويع االقتصادي‬
‫تحديات هي على طرف النقيض‪ .‬فاعتماد سالمتها‬
‫المالية المفرط على الوقود األحفوري يجعلها رهينة‬ ‫تترتب على اعتماد المنطقة الشديد على الوقود‬
‫تقلبات شديدة في تدفق اإليرادات تحددها األسواق‬ ‫األحفوري فواتير مالية باهظة‪ .‬وبالنسبة إلى البلدان‬
‫الخارجية‪ .‬وبما أن حصة كبيرة من قدرة هذه البلدان‬ ‫المستوردة الصافية للطاقة‪ ،‬كاألردن والمغرب وتونس‪،‬‬
‫على توليد اإليرادات تعتمد على األسواق الخارجية‪،‬‬ ‫يكاد الوقود األحفوري يمثل كامل إمداداتها المحلية‬
‫فهي شديدة الهشاشة أمام تقلبات سعر النفط‪،‬‬ ‫من الطاقة‪ .‬فاألردن والمغرب يعتمدان على الواردات‬
‫إضافة إلى الديناميات الخارجية التي تؤثر في‬ ‫لتغطية أكثر من ‪ 90‬في المائة من احتياجاتهما من‬
‫األسواق االستهالكية‪ ،‬كفترات االنكماش االقتصادي‬ ‫الطاقة‪ ،‬كما تحتل الطاقة نسبا تتراوح بين ‪ 15‬و‪18‬‬
‫والتحوالت الهيكلية بعيدا عن استخدام الوقود‬ ‫في المائة من إنفاقهما السنوي على الواردات‪ ،‬أو‬
‫األحفوري‪ .‬وبالتالي‪ ،‬أصبحت التقلبات في أسعار‬ ‫ما يعادل حوالي ثلث عجزهما التجاري السنوي‪.‬‬
‫النفط الدولية عوامل رئيسية تحدد نفقات هذه‬ ‫وبالتالي‪ ،‬ترهق واردات الطاقة الموارد المالية‬
‫الحكومات في الميزانية وتؤثر‪ ،‬بالتالي‪ ،‬على‬ ‫واحتياطيات العمالت األجنبية‪ ،‬ألن أسواق الطاقة‬
‫القطاعات غير الهيدروكربونية أيضا‪.‬‬ ‫الدولية عادة ما تستخدم العمالت األجنبية‪ .‬ويتغير‬
‫‪29‬‬

‫الجدول ‪ .2‬الموازين التجارية للطاقة في الحسابات الجارية للبلدان العربية المستوردة الصافية للطاقة‬

‫الميزان‬
‫حصة الواردات من‬ ‫الحصة من إجمالي‬ ‫إجمالي اإلنفاق الجاري‬
‫التجاري‬
‫السنة‬ ‫إجمالي إمدادات‬ ‫اإلنفاق الجاري على‬ ‫على واردات الطاقة‬
‫*‬
‫(مليار دوالر‬
‫الطاقة (نسبة مئوية)‬ ‫الواردات (نسبة مئوية)‬ ‫(مليار دوالر أمريكي)‬
‫أمريكي)‬

‫‪2015‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪-10‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪3‬‬ ‫األردن‬

‫‪2012‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫تونس‬

‫‪2016‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪-17.7‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫المغرب‬

‫المصدر‪ :‬بناء على تقارير مشاورات المادة الرابعة‪.‬‬


‫مالحظة‪ :‬لم تدرج الجمهورية العربية السورية لعدم توفر بيانات موثوقة بشأنها‪ ،‬ولم يدرج لبنان بسبب عدم توفر بيانات بشأنه‪.‬‬
‫* البيانات اعتبارا من عام ‪.2014‬‬

‫الشكل ‪ .13‬واردات المغرب حسب نوع السلعة‪( 2017-2000 ،‬مليار دوالر أمريكي)‬

‫المصدر‪.International Monetary Fund, 2017e :‬‬


‫مالحظة‪ :‬يتضمن الشكل توقعات صندوق النقد الدولي لعام ‪.2017‬‬
‫‪30‬‬

‫كبيرة من الناتج المحلي اإلجمالي للبلدان العربية‬ ‫الشكل ‪ .14‬أسعار النفط التي تحقق تعادال بين التكلفة‬
‫الكبرى المصدرة للنفط والغاز أيضا (الشكل ‪.)12‬‬ ‫والربح في بعض البلدان العربية المنتجة للنفط‬
‫بل وتحدد عائدات تصدير الوقود األحفوري مستويات‬ ‫(بالدوالر األمريكي للبرميل)‬
‫الدخل الحكومي‪ ،‬وبالتالي القدرة على االستثمار في‬
‫عدد من القطاعات غير النفطية‪ .‬ويعني هذا أن فترات‬
‫طويلة من تدني األسعار العالمية للنفط تترجم في تلك‬
‫البلدان إلى فترات طويلة من انخفاض النمو أو الركود‬
‫االقتصادي‪ .‬ولم يكن للتنويع االقتصادي على مدى‬
‫العقود القليلة الماضية سوى تأثير محدود على‬
‫هشاشة هذه االقتصادات أمام تقلبات أسعار النفط‬
‫الدولية‪ .41‬على سبيل المثال‪ ،‬كان النمو االقتصادي‬
‫الذي حققته اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي‬
‫في عام ‪ 2016‬هو األبطأ منذ عدة سنوات‪ ،‬وذلك‬
‫كنتيجة مباشرة لتراجع أسعار الطاقة العالمية‪.42‬‬

‫الشكل ‪ .15‬تقديرات لعائدات الحكومة المركزية‬


‫في قطر كنسبة من الناتج المحلي اإلجمالي‪،‬‬
‫‪( 2017-2013‬مقدرة)‬
‫المصدر‪ :‬بناء على تقارير مشاورات المادة الرابعة‪.‬‬

‫يوضح الشكل ‪ 14‬تحول األرصدة المالية والخارجية‬


‫في البلدان المنتجة للنفط بين عامي ‪ 2015‬و‪،2016‬‬
‫ويبين كيفية تأثر األرصدة المالية في هذه البلدان‬
‫بديناميات سوق الطاقة الخارجية‪.‬‬

‫(ب) قلة التنويع االقتصادي في أكبر البلدان‬


‫المنتجة للوقود األحفوري‬

‫إن قطاع النفط والغاز وحده هو القطاع األهم بالنسبة‬


‫إلى توليد الناتج المحلي اإلجمالي في العديد من‬
‫البلدان العربية المنتجة للوقود األحفوري‪ .‬ويسهم‬
‫المصدر‪.International Monetary Fund, 2018b :‬‬ ‫قطاع التعدين واستغالل المحاجر عادة في نسبة‬
‫‪31‬‬

‫الشكل ‪ .16‬العائدات المتوقعة للحكومة المركزية في اإلمارات العربية المتحدة كنسبة مئوية‬
‫من الناتج المحلي اإلجمالي‪( 2022-2014 ،‬متوقعة)‬

‫المصدر‪.International Monetary Fund, 2017g :‬‬

‫الدولة تغطية الفرق بين أسعار األسواق الدولية‬ ‫(‪ )1‬زيادة االعتماد على الواردات‬
‫وأسعار المبيعات المحلية‪.‬‬
‫لقد كانت لالعتماد المفرط على النفط والغاز في‬
‫والمنتجات النفطية مثال واضح على أن االعتماد على‬ ‫إمدادات الطاقة المحلية تداعيات تمثلت في زيادة‬
‫الواردات قد تزايد في العديد من البلدان العربية‪،‬‬ ‫استيراد الطاقة مع تنامي الطلب عليها في المنطقة‬
‫بموازاة تنامي الطلب في قطاعات أساسية تشمل‬ ‫العربية‪ .‬وينطبق هذا الحال ليس على مستوردي‬
‫النقل والصناعة‪ .‬فالعديد من البلدان العربية‪ ،‬بما فيها‬ ‫الطاقة التقليديين في المنطقة فقط‪ ،‬بل أيضا على‬
‫تلك المنتجة للنفط‪ ،‬لديها قدراتها الخاصة للتكرير‪،‬‬ ‫أعداد متزايدة من البلدان المصدرة الصافية للوقود‬
‫إال أنها تفضل شراء المنتجات النفطية من األسواق‬ ‫األحفوري‪ .43‬ويفاقم هذا التنامي في استيراد الطاقة‬
‫العالمية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تضاعف إجمالي واردات‬ ‫هشاشة البلدان أمام صدمات اإلمدادات الخارجية‪،‬‬
‫مصر من المنتجات النفطية خالل الفترة ‪2016-2010‬‬ ‫ويزيد تأثرها بالتقلبات المالية في حركات أسعار‬
‫وحدها‪ ،‬األمر الذي حول بلدا كان في الماضي مصدرا‬ ‫الطاقة في األسواق العالمية‪ .‬ويعزى ذلك إلى أن‬
‫صافيا للنفط إلى سوق مستوردة كبيرة للمنتجات‬ ‫واردات الطاقة عادة ما تمثل جزءا كبيرا من قيمة‬
‫النفطية في المنطقة (الشكل ‪ .)17‬وإذا اقترن تثبيت‬ ‫االستيراد في البلدان المستوردة الصافية‪ .‬وتؤدي‬
‫األسعار المحلية للوقود بارتفاع في مستوى االستيراد‪،‬‬ ‫زيادة واردات الطاقة إلى معضالت مالية في البلدان‬
‫فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى خسائر كبيرة تتكبدها‬ ‫ذات أسعار الطاقة المحلية المنظمة‪ ،‬إذ يجب على‬
‫‪32‬‬

‫بالغاز‪ ،‬كبلدان المشرق وبعض بلدان المغرب العربي‪ ،‬فقد‬ ‫إما شركات توزيع الوقود‪ ،‬وإما الحكومة المركزية من‬
‫القت صعوبات في تلبية احتياجاتها من الغاز الطبيعي‪،‬‬ ‫خالل دعم الوقود الذي يؤدي‪ ،‬بدوره‪ ،‬إلى تقليص‬
‫وذلك نتيجة القتران غياب البنى األساسية بصمت‬ ‫الموارد المالية المتاحة ألوجه أخرى من اإلنفاق‪ .‬إال أن‬
‫سياسي حيال استيراد الغاز‪.‬‬ ‫العكس كان صحيحا في حالة المغرب‪ ،‬مع أنه بلد‬
‫يدفع فيه المستهلكون أسعار السوق مقابل الوقود‪.‬‬
‫والعرض هو ما يدفع استهالك الغاز في المنطقة العربية‪.‬‬ ‫فقد انطلقت موجات احتجاج ودعوات في وسائل‬
‫ولذلك‪ ،‬ينبغي النظر إلى النمو الحالي في الطلب على‬ ‫التواصل االجتماعي إلى مقاطعة شركات توزيع‬
‫الغاز بأنه دون اإلمكانيات الفعلية لالستهالك‪ .‬وقد‬ ‫الوقود‪ ،‬بعد أن أظهرت تقارير أن شركات توزيع الوقود‬
‫تسببت إمدادات الغاز غير الكافية في تقييد وتأخير‬ ‫لم تستجب النخفاض األسعار العالمية للنفط الخام‬
‫‪44‬‬
‫التحول إلى استخدامه كوقود لتوليد الكهرباء‪ ،‬ألن‬ ‫على نحو يعود بالفائدة على المستهلكين النهائيين ‪.‬‬
‫واردات الغاز تتزايد بسرعة لدى المستوردين الجدد في‬
‫اللحظة التي يؤمنون فيها مصدرا لإلمداد‪ ،‬كخطوط‬ ‫غير أن النمو األشد إبهارا في واردات المنطقة من‬
‫األنابيب أو الغاز الطبيعي المسيل‪ .‬وأحرزت دول الخليج‬ ‫الطاقة سجل في قطاع الغاز الطبيعي‪ .‬فقد استبدل‬
‫أسرع نمو في استيراد الغاز الطبيعي‪ ،‬حيث دفع الطلب‬ ‫النفط بالغاز الطبيعي األقل تكلفة واألعلى كفاءة لتوليد‬
‫المتزايد على الطاقة‪ ،‬إلى جانب إنتاجها البطيء للغاز‪،‬‬ ‫الطاقة وفي الصناعات‪ ،‬ما أدى إلى زيادة الطلب على‬
‫كال من الكويت وعمان واإلمارات العربية المتحدة إلى‬ ‫الغاز‪ ،‬حتى في البلدان المنتجة للوقود األحفوري‪.45‬‬
‫استيراد الغاز عن طريق خطوط األنابيب أو الغاز‬ ‫ونظرا لبطء انطالق القدرات اإلنتاجية الجديدة هذه‪،‬‬
‫الطبيعي المسيل (الشكل ‪ ،)18‬مع أن هذه البلدان كلها‬ ‫تحولت بلدان عربية منتجة للغاز إلى مستوردة له‪،‬‬
‫منتجة للغاز الطبيعي‪.‬‬ ‫بل وأصبح بعضها مستوردا صافيا‪ .‬أما األسواق الفقيرة‬

‫الشكل ‪ .17‬صافي الواردات من المنتجات البترولية‪( 2016-2010 ،‬ألف برميل يوميا)‬

‫المصدر‪ :‬منظمة األقطار العربية المصدرة للبترول‪.2017 ،‬‬


‫‪33‬‬

‫الشكل ‪ .18‬صافي واردات الغاز الطبيعي‪( 2016-2010 ،‬مليون متر مكعب)‬

‫المصدر‪ :‬منظمة األقطار العربية المصدرة للبترول‪.2017 ،‬‬

‫الخليجي‪ ،‬وأول دولة عربية تحولت من مصدر صاف‬ ‫بلغ عدد البلدان العربية المستوردة للنفط تسعة في عام‬
‫إلى مستورد صاف للغاز الطبيعي‪ ،‬وال تزال لغاية‬ ‫‪ ،2016‬بزيادة تبلغ أكثر من الضعف عما كانت عليه قبل‬
‫اليوم‪ .‬وقد أطلقت قطر واإلمارات العربية المتحدة‪،‬‬ ‫عشر سنوات‪ .46‬وقد تحول األردن والكويت والمغرب‬
‫في عام ‪ ،2008‬خط غاز الدولفين‪ ،‬وهو أنجح خط غاز‬ ‫واإلمارات العربية المتحدة إلى استيراد الغاز خالل‬
‫بيني في المنطقة حتى اآلن‪ .‬وتحولت اإلمارات‬ ‫العقد األول من القرن الحالي‪ .‬أما تونس‪ ،‬فقد بدأت‬
‫العربية المتحدة على إثره إلى مستورد صاف من‬ ‫باالستيراد مبكرا‪ ،‬منذ تسعينات القرن الماضي‪ .‬وكانت‬
‫خالل خط أنابيب الغاز‪ ،‬لتضاف إليه الحقا إمدادات‬ ‫بلدان كلبنان ودولة فلسطين والجمهورية العربية‬
‫أكثر مرونة من الغاز الطبيعي المسيل‪ .‬وليست‬ ‫السورية لتشكل أسواقا كبيرة للغاز الطبيعي لو لم يحل‬
‫اإلمارات العربية المتحدة من صغار منتجي الغاز‪ ،‬بل‬ ‫دون ذلك غياب خيارات االستيراد نتيجة للبنى‬
‫إنها تختزن سابع أكبر مخزون عالمي من الغاز وتنتج‬ ‫األساسية لالستيراد (خطوط األنابيب القائمة مع البلدان‬
‫نحو ‪ 63‬مليار متر مكعب في السنة‪ .‬ولكن احتياجاتها‬ ‫الموردة‪ ،‬أو محطات إعادة تحويل الغاز الطبيعي‬
‫من الغاز الطبيعي ال يلبيها اإلنتاج المحلي فحسب‪.47‬‬ ‫المسيل)‪ .‬وفي حالتي الجمهورية العربية السورية ودولة‬
‫واستيراد الغاز هو حل مجد اقتصاديا لنقص الغاز في‬ ‫فلسطين‪ ،‬يعزى ذلك إلى الظروف السياسية الناجمة عن‬
‫البلد‪ ،‬وهو يضمن االلتزام بالعقود المبرمة مسبقا‬ ‫استمرار النزاعات‪ .‬أما في لبنان‪ ،‬فمن شأن تطوير موارد‬
‫لتصدير الغاز الطبيعي المسيل من ناحية‪ ،‬وتصدير‬ ‫الغاز إتاحة نشوء سوق محلية للطاقة‪.‬‬
‫النفط األعلى قيمة من ناحية أخرى بدال من حرقه‬
‫لتوليد الكهرباء محليا كما هو الحال في المملكة‬ ‫واإلمارات العربية المتحدة هي أول اقتصاد تحول إلى‬
‫العربية السعودية المجاورة‪.‬‬ ‫استيراد الغاز من بين اقتصادات دول مجلس التعاون‬
‫‪34‬‬

‫الشكل ‪ .20‬صادرات وواردات دولة اإلمارات العربية‬ ‫وليست اإلمارات العربية المتحدة الدولة الوحيدة في‬
‫المتحدة من الغاز الطبيعي (مليار متر مكعب)‬ ‫مجلس التعاون الخليجي التي تشهد هذا الوضع‪.‬‬
‫فالكويت المجاورة لها‪ ،‬على الرغم من أن احتياطي‬
‫الغاز فيها يعادل هذا االحتياطي في النرويج‪ ،‬قد‬
‫تحولت إلى استيراد الغاز الطبيعي المسيل في عام‬
‫‪ 2010‬بسبب تشرذم اإلنتاج فيها‪ .‬وتستمر عمان في‬
‫استيراد كميات صغيرة من الغاز الطبيعي خالل أشهر‬
‫الصيف‪ ،‬من خالل تمديدات من خط غاز الدولفين من‬
‫قطر‪ ،‬وهي تدرس منذ سنوات عدة إمكانية استيراد‬
‫الغاز من إيران‪ .48‬وتبحث البحرين‪ ،49‬ومؤخرا المملكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬في استيراد الغاز الطبيعي المسيل‬
‫المصدر‪CEDIGAZ, the International Association for Natural :‬‬ ‫للتعويض عن النقص في اإلنتاج المحلي‪.50‬‬
‫‪.Gas, n.d.‬‬
‫ومصر هي أحدث البلدان العربية تحوال إلى استيراد‬
‫والقلق بشأن زيادة االستيراد يقابله احتمال قوي بأن‬ ‫الغاز الطبيعي‪ .‬وقد كانت في األصل من أول البلدان‬
‫يقوض تزايد الطلب المحلي على الغاز الطبيعي القدرة‬ ‫المصدرة للغاز في المنطقة العربية‪ .‬إال أن الطلب‬
‫على التصدير في المستقبل‪ ،‬كما حدث في مصر‪.‬‬ ‫المتزايد على الغاز ومحدودية نمو اإلنتاج منذ العقد‬
‫األول من القرن الحادي والعشرين‪ ،‬حوال في غضون‬
‫(‪ )2‬تآكل إمكانات تصدير الوقود األحفوري‬ ‫سنوات قليلة البلد إلى ثاني أكبر مستورد للغاز في‬
‫المنطقة‪ ،‬بعد اإلمارات العربية المتحدة‪ .‬وفي حين‬
‫إن الطلب غير المضبوط على الطاقة‪ ،‬مقترنا باالعتماد‬ ‫بعثت االكتشافات األخيرة للغاز في مصر على التفاؤل‬
‫المستمر على النفط والغاز كالمصدرين الوحيدين‬ ‫بشأن قدرتها على إمداد سوق الطاقة المحلية السريعة‬
‫لتلبية هذا الطلب‪ ،‬يهدد قدرة منتجي الوقود‬ ‫التنامي‪ ،‬فتلبية االحتياجات الطويلة األجل في معظم‬
‫األحفوري على الحفاظ على قدرتهم التصديرية‪،‬‬ ‫الدول العربية تستلزم زيادة الواردات‪.‬‬
‫ما يحتمل أن يؤدي إلى آثار هائلة على اإليرادات‬
‫المالية‪ .‬ومن األمثلة على ذلك واقع المملكة العربية‬ ‫الشكل ‪ .19‬صادرات وواردات مصر من الغاز الطبيعي‬
‫السعودية‪ ،‬حيث ما برحت جهات مسؤولة في قطاع‬ ‫(مليار متر مكعب)‬
‫الطاقة تعبر بصراحة عن الحاجة إلى تغيير طريقة‬
‫عمل الدولة في استخدامها للطاقة‪ .‬ففي عام ‪،2010‬‬
‫حذر خالد الفالح‪ ،‬المدير التنفيذي السابق لشركة النفط‬
‫الوطنية السعودية (آرامكو)‪ ،‬والذي يشغل اليوم‬
‫منصب وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية‪ ،‬علنا‬
‫أنه ما لم يحرز تقدم في خفض الطلب على الطاقة أو‬
‫في تنويع مصادر إمدادات الطاقة‪ ،‬فستسجل قدرة‬
‫المملكة العربية السعودية على تصدير النفط الخام‬ ‫المصدر‪CEDIGAZ, the International Association for Natural :‬‬
‫تراجعا حادا بحلول أواخر عشرينات القرن الحادي‬ ‫‪.Gas, n.d.‬‬
‫‪35‬‬

‫المنطقة العربية‪ ،‬وبعدم اإلبالغ عنه‪ ،‬ما يعني‬ ‫والعشرين‪ .51‬كذلك‪ ،‬أشارت دراسة أجراها معهد‬
‫أن أية تدابير لم تتخذ بعد للتصدي له‪ .‬ومن التداعيات‬ ‫‪ Chattam House‬في عام ‪ 2011‬إلى أن االستمرار‬
‫الطويلة األجل لهذا الوضع تكبد تكاليف هائلة‬ ‫في اتباع النهج المعتادة في استهالك الطاقة من شأنه‬
‫محتملة نتيجة لتدهور الصحة العامة وعالج‬ ‫أن يحد من قدرة المملكة على التصدير في غضون‬
‫المصابين بأمراض الجهاز التنفسي‪ .‬يضاف إلى ذلك‬ ‫عقد من الزمن‪ .‬ويشكل هذا االحتمال مصدر قلق لبلد‬
‫تدهور نوعية الحياة‪ ،‬حتى في أكثر بلدان المنطقة‬ ‫تعتمد ‪ 80‬في المائة من إيراداته الحكومية على‬
‫ثراء‪ ،‬نتيجة للتلوث‪ .‬وحتى اآلن‪ ،‬لم تضع أي دولة‬ ‫عائدات النفط‪ .52‬وكما تبين سابقا‪ ،‬تقوضت القدرة‬
‫عربية استراتيجيات مخصصة لتقييم تلوث الهواء‬ ‫على تصدير الغاز الطبيعي في عدد من البلدان التي‬
‫ومكافحته بشكل منهجي‪ ،‬وذلك مثال عن طريق‬ ‫لطالما كانت تصدر الغاز‪ ،‬ومنها مصر وعمان واإلمارات‬
‫فرض ضوابط إلزامية أكثر صرامة للحد من التلوث‪،‬‬ ‫العربية المتحدة وكذلك الجمهورية العربية السورية‬
‫واستخدام معدات لتصفية االنبعاثات في القطاعات‪،‬‬ ‫قبل اندالع النزاع فيها‪.‬‬
‫وتقديم حوافز كي يتحول قسم من أسطول المركبات‬
‫إلى استخدام الغاز الطبيعي كوقود‪.54‬‬ ‫(‪ )3‬زيادة تلوث الهواء وانبعاثات‬
‫والبصمة الكربونية‬
‫إضافة إلى تلوث الهواء‪ ،‬ساهم اعتماد االقتصادات‬
‫العربية الشديد على الوقود األحفوري في زيادة‬ ‫ال يزال تلوث الهواء‪ ،‬بحد ذاته‪ ،‬مصدرا آخر للقلق‬
‫البصمة الكربونية في المنطقة العربية‪ .‬وفي حين‬ ‫الشديد‪ ،‬وإن كان ال يعترف بمدى خطورته في‬
‫يعتبر إجمالي االنبعاثات في المنطقة العربية قليال‬ ‫المنطقة العربية‪ ،‬وال تتخذ أية تدابير على مستوى‬
‫مقارنة بما هو عليه في االقتصادات الصناعية‬ ‫السياسات لمعالجته‪ .‬ويقاس معدل التعرض السنوي‬
‫الكبيرة‪ ،‬تصدر المنطقة حوالي ‪ 5‬في المائة من‬ ‫لتلوث الهواء بمستويات الجسيمات الدقيقة التي‬
‫االنبعاثات العالمية لغازات الدفيئة‪ ،‬كما تتسع‬ ‫تولدها في الهواء العواصف الرملية والمركبات‬
‫البصمة الكربونية في بلدانها بوتيرة متسارعة‪.‬‬ ‫اآللية وعمليات التصنيع‪ .‬وفي جميع البلدان‬
‫وأكثر البلدان استهالكا للطاقة في المنطقة هي‬ ‫العربية بال استثناء‪ ،‬تجاوز هذا المعدل المتوسط‬
‫مصر والمملكة العربية السعودية واإلمارات‬ ‫العالمي الذي توصي به إرشادات منظمة الصحة‬
‫العربية المتحدة‪ ،‬التي تصدر وحدها أكثر من‬ ‫العالمية (الشكل ‪ .)21‬والمناطق الحضرية ملوثة‬
‫‪55‬‬
‫نصف إجمالي االنبعاثات من المنطقة العربية ‪.‬‬ ‫بشكل خاص بسبب كثافة حركة مرور المركبات‪.‬‬
‫وقد شكل نمو الطلب على الطاقة في اقتصادات‬ ‫وحسب البيانات المتاحة بشأن آخر نطاق زمني‬
‫دول مجلس التعاون الخليجي محركا رئيسيا‬ ‫(‪ ،)2014-2012‬صنفت الرياض والجبيل والدمام‬
‫لتنامي إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون‬ ‫بالسعودية من بين المدن العشرين األكثر تلوثا في‬
‫في المنطقة العربية على مدار العقود الثالثة‬ ‫العالم من حيث تلوث الجسيمات الدقيقة‪.53‬‬
‫الماضية (الشكل ‪ .)22‬ونتيجة لذلك‪ ،‬أصبحت‬
‫المنطقة العربية ثالث أسرع مناطق العالم نموا‬ ‫إن هذه النتائج مقلقة للغاية‪ ،‬وتزداد خطورة نظرا إلى‬
‫كمصدر إقليمي النبعاثات غازات الدفيئة‪ ،‬بعد‬ ‫أن الثغرات في البيانات تشي بعدم تقييم التلوث‬
‫بلدان جنوب وشرق آسيا‪.‬‬ ‫الشديد للهواء الذي تعاني منه نسبة كبيرة من سكان‬
‫‪36‬‬

‫ويعزى ذلك إلى أسباب عدة‪ ،‬منها االعتماد‬ ‫جسيمية قطرها أقل من‬
‫ْ‬ ‫الشكل ‪ .21‬تلوث الهواء بمواد‬
‫الشديد على الوقود األحفوري في توليد الطاقة؛‬ ‫‪( 2.5‬المتوسط السنوي بالميكروغرام لكل متر مكعب)‬
‫والزيادة المتسارعة في توليد الكهرباء؛ والتركيز‬ ‫(القيمة الموصى بها على األمد البعيد حسب إرشادات‬
‫على الصناعات الكثيفة االستهالك للطاقة؛ واإلفراط‬ ‫منظمة الصحة العالمية = ‪ 10‬ميكروغرام للمتر المكعب)‬
‫في استهالك الوقود المستخدم في النقل‪ .‬وعلى‬
‫أساس نصيب الفرد من انبعاثات ثاني أكسيد‬
‫الكربون‪ ،‬تحل اقتصادات دول مجلس التعاون‬
‫الخليجي في صدارة البلدان المصدرة لهذه‬
‫االنبعاثات‪ ،‬متصدرة دوال صناعية كبرى مثل‬
‫الواليات المتحدة واليابان (الشكل ‪ .)23‬ويعكس‬
‫هذا الواقع إفراطا في استهالك الطاقة والوقود‬
‫األحفوري في قطاعاتها مقارنة بعدد سكانها‬
‫الصغير‪ .‬والمملكة العربية السعودية‪ ،‬من حيث‬
‫القيمة المطلقة‪ ،‬هي من البلدان العشرة األكثر‬
‫إصدارا النبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم‪،‬‬
‫بحصة بلغت ‪ 1.4‬في المائة من االنبعاثات العالمية‬
‫في عام ‪.2014‬‬ ‫المصدر‪.World Bank, 2018a :‬‬

‫الشكل ‪ .22‬النمو السنوي النبعاثات ثاني أكسيد الكربون‪( 2014-1990 ،‬نسبة مئوية)‬

‫المصدر‪.World Bank, 2018a :‬‬


‫‪37‬‬

‫الشكل ‪ .23‬النمو السنوي النبعاثات ثاني أكسيد الكربون في بلدان مختارة‪( 2014-1990 ،‬نسبة مئوية)‬

‫المصدر‪.World Bank, 2018a :‬‬

‫الشكل ‪ .24‬انبعاثات ثاني أكسيد الكربون‪( 2014-1990 ،‬طن متري للفرد الواحد)‬

‫المصدر‪.World Bank, 2018a :‬‬


‫‪38‬‬

‫وأعالي وادي النيل‪ ،‬واألنحاء الغربية والوسطى‬ ‫إن المنطقة العربية شديدة التأثر بتداعيات تغير‬
‫في شبه الجزيرة العربية‪ .57‬وتشير التوقعات‬ ‫المناخ‪ .‬وقد أشار المجلس الوزاري العربي للمياه‪،‬‬
‫حتى نهاية القرن إلى اتجاه نحو تناقص كبير‬ ‫ومجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة‪،‬‬
‫في معدالت تساقط األمطار في كافة أنحاء‬ ‫واللجنة العربية الدائمة لألرصاد الجوية‪ ،‬واآلليات‬
‫المنطقة العربية‪ ،‬على الرغم من التوقعات بأن‬ ‫الحكومية الدولية المسؤولة عن الزراعة والصحة إلى‬
‫تشهد مناطق محدودة تزايدا في حدة هطول‬ ‫أن تغير المناخ تحد ينبغي التصدي له في إطار الجهود‬
‫األمطار وحجمها‪.58‬‬ ‫اإلقليمية والوطنية لتحقيق التنمية المستدامة‪ .‬وصدر‬
‫التقرير األول المتعلق بتقييم تغير المناخ في المنطقة‬
‫وسيؤدي االستمرار في التغاضي عن التهديدات‬ ‫العربية في عام ‪ ،2017‬وذلك في إطار المبادرة‬
‫المتصلة بتغير المناخ إلى تداعيات جسيمة على‬ ‫اإلقليمية المشتركة بين األمم المتحدة وجامعة الدول‬
‫المنطقة العربية‪ ،‬وإلى أعباء طويلة األمد ستلحق‬ ‫العربية لتقييم أثر تغير المناخ على الموارد المائية‬
‫أضرارا بالنظم اإليكولوجية وتفاقم تأثر المنطقة‬ ‫وقابلية تأثر القطاعات االجتماعية واالقتصادية‬
‫الشديد ليس باضطراب إمدادات الطاقة فقط‪،‬‬ ‫في المنطقة العربية (ريكار)‪ .‬وأشار هذا التقرير‬
‫بل أيضا بغياب االستقرار السياسي‪ ،‬وعدم سالمة‬ ‫إلى ما يلي‪:‬‬
‫الغذاء والمياه‪ ،‬وانتشار األراضي غير الصالحة‬
‫لعيش اإلنسان‪.‬‬ ‫في السنوات األخيرة‪ ،‬أسفرت درجات الحرارة‬
‫المتطرفة والسيول الشديدة في المنطقة‪،‬‬
‫بشكل متكرر‪ ،‬عن أخطار متنوعة بسبب أحوال‬
‫دال‪ .‬تفاوت في مستويات الحصول‬ ‫الطقس والمناخ‪ ،‬مثل موجات الحر والجفاف؛‬
‫على الطاقة‬ ‫والفيضانات؛ واألعاصير؛ والعواصف الرملية‬
‫والترابية‪ .‬وأصبحت هذه الظواهر الطبيعية‬
‫بذلت جهود جبارة على نطاق المنطقة العربية‬ ‫أكثر تواترا وحدة‪ ،‬مخلفة عواقب جسيمة‬
‫لتيسير حصول جميع المواطنين على الطاقة‪.‬‬ ‫وواسعة النطاق على األوضاع االقتصادية‬
‫وقدر تقرير إطار التتبع العالمي للطاقة المستدامة‬ ‫واالجتماعية في مناطق عديدة‪ .‬والجفاف هو‬
‫قدرة المواطنين على الحصول على الكهرباء‬ ‫أكثر األخطار المناخية انتشارا؛ وآثاره على‬
‫بنحو ‪ 90‬في المائة في عام ‪ ،2016‬وعلى وقود الطهي‬ ‫سبل العيش شديدة وتتسبب بأكبر نسبة‬
‫النظيف بنحو ‪ 86‬في المائة‪ ،‬مقابل حصول شامل على‬ ‫خسائر في األرواح‪ .‬ومن تبعات الجفاف أيضا‬
‫الكهرباء في دول مجلس التعاون الخليجي وشبه‬ ‫انحسار إمدادات المياه‪ ،‬وخسارة المحاصيل‪،‬‬
‫شامل في بلدان المشرق والمغرب العربي‪ .59‬وهذه‬ ‫ونفوق المواشي‪ ،‬وكلها تهدد األمن الغذائي‬
‫القدرة على الحصول على خدمات الطاقة الحديثة‬ ‫وتسبب سوء التغذية على نطاق واسع في‬
‫هي سمة تتميز بها المنطقة العربية دون سواها من‬ ‫غالبية األحيان‪.56‬‬
‫المناطق النامية‪.‬‬
‫وتشير التوقعات المناخية في المنطقة العربية‬
‫ومع ذلك‪ ،‬ما زالت ثغرات كبيرة تشوب القدرة‬ ‫إلى أن أكبر زيادات في متوسط معدالت‬
‫على الحصول على الطاقة الحديثة في البلدان‬ ‫درجات الحرارة ستسجل في المناطق‬
‫العربية األقل نموا‪ .‬كما أن جودة خدمات الطاقة‪،‬‬ ‫غير الساحلية‪ ،‬بما يشمل المغرب العربي‪،‬‬
‫‪39‬‬

‫الكهرباء وغيرها من خدمات الطاقة األساسية‬ ‫ال سيما الكهرباء‪ ،‬تتفاوت بين البلدان‪ .‬وأدت النزاعات‬
‫بصورة أثرت على أعداد متزايدة من الناس‪.‬‬ ‫السياسية إلى خسارة الماليين من الناس قدرتهم على‬
‫وغالبا ما تتخذ هذه اإلجراءات من دون استكمالها‬ ‫الحصول على الطاقة اآلمنة‪ ،‬ال سيما في العراق وليبيا‬
‫بتدابير لتحسين شبكات األمان االجتماعي‪ ،‬وهو أمر‬ ‫ودولة فلسطين والجمهورية العربية السورية واليمن‪.‬‬
‫ستكون له تداعيات على معدالت الحصول على‬ ‫كذلك‪ ،‬أدى إصالح أسعار الطاقة ورفع الدعم عن‬
‫الطاقة لم تتضح بعد‪.‬‬ ‫الطاقة في عدد من البلدان العربية إلى رفع تكاليف‬

‫اإلطار ‪ .3‬الحصول على الطاقة الكهربائية وجودة الخدمة في المنطقة العربية‬

‫ال يزال حصول الجميع على الكهرباء غير مكتمل في المنطقة العربية‪ ،‬على الرغم من التقدم الباهر المحرز في إمداد هذه المنطقة‬
‫بالكهرباء‪ .‬وتقدر اإلسكوا أن حوالي ‪ 35.2‬مليون شخص‪ ،‬يقيم معظمهم في موريتانيا والسودان واليمن‪ ،‬كانوا غير مزودين‬
‫بالكهرباء في المنطقة في عام ‪( 2016‬الشكالن ألف وباء)‪ .‬ونظرا لصعوبة جمع بيانات دقيقة عن الحصول على مصادر الطاقة‬
‫في البلدان المتأثرة بالنزاع‪ ،‬من المحتمل أن تكون هذه األرقام قاصرة عن إظهار حقيقة تعذر الحصول على الكهرباء أو سالمته‬
‫في عدد من هذه البلدان‪ .‬وفي البلدان التي ال تتوفر فيها الكهرباء بشكل كامل‪ ،‬ال تزال التفاوتات واسعة بين المناطق الحضرية‬
‫والريفية من حيث إتاحة خدمات الكهرباء‪ .‬مثال‪ ،‬تسجل مناطق ريفية عديدة بأنها متصلة بهذه الخدمات؛ لكن لربما يكون عدد‬
‫محدود فقط من األسر المعيشية قادرا على الحصول عليها‪.‬‬

‫الشكل ألف‪ .‬حصة السكان الذين يحصلون على الكهرباء في المنطقة العربية‪( 2016 ،‬نسبة مئوية)‬

‫المصدر‪.International Energy Agency and others, 2018 :‬‬


‫‪40‬‬

‫الشكل باء‪ .‬عدد السكان الذين يفتقرون إلى إمكانية الحصول على الكهرباء في المنطقة العربية‪،‬‬
‫‪( 2016‬مليون نسمة)‬

‫المصدر‪.International Energy Agency and others, 2018 :‬‬

‫تواجه أنحاء عديدة في المنطقة العربية مشكلة أخرى تتمثل في انقطاع التيار الكهربائي أو تردي جودة إمدادات الكهرباء‪.‬‬
‫ويمكن لعوامل عدة أن تؤدي إلى تقنين التيار الكهربائي‪ ،‬أو قطعه على نحو متعمد أو حتى من دون تصميم‪ .‬وترتبط هذه‬
‫العوامل عادة بالقدرة غير الكافية على توليد الكهرباء من أجل التزويد بالتيار الالزم لحمل الذروة؛ وبالقيود المفروضة على‬
‫قدرات البنى األساسية لنقل الكهرباء وتوزيعها؛ وأعمال الصيانة واإلصالح؛ واألضرار الالحقة بالبنى األساسية لنقل الكهرباء‬
‫وتوزيعها من جراء الحوادث أو أعمال التخريب أو األعمال اإلرهابية أو النزاعات المسلحةأ‪ .‬كما أن الكثير من حلول النظم‬
‫الكهربائية المعزولة عن الشبكة وحلول الشبكات الصغيرة‪ ،‬في المناطق الريفية خصوصا‪ ،‬مصمم في الغالب لإلمداد بالكهرباء‬
‫لساعات قليلة في اليوم فقطب ‪ .‬وقد أفضى تصاعد النزاعات السياسية في المنطقة خالل السنوات األخيرة إلى تفاقم هذه‬
‫المشكلة‪ ،‬وهو ما لم تعكسه البيانات الحديثة بالقدر الكافي بعد‪.‬‬
‫وكشفت بيانات مسح أجراه البنك الدولي أن نسبة فاقت ‪ 50‬في المائة من المؤسسات التجارية في منطقة الشرق األوسط‬
‫وشمال أفريقيا أبلغت عن انقطاع في خدمات الكهرباء خالل السنوات األخيرةج‪ .‬وفي مصر‪ ،‬أبلغت نسبة ‪ 80‬في المائة من‬
‫المؤسسات التجارية انقطاعا في التيار الكهربائي خالل عام ‪ ،2013‬مقابل حوالي ‪ 38‬في المائة في ‪ .2016‬وبلغت هذه النسبة‬
‫‪ 73‬في المائة في دولة فلسطين (‪ ،)2013‬و‪ 77‬في المائة في العراق (‪ ،)2011‬وأكثر من ‪ 95‬في المائة في كل من لبنان واليمن‬
‫(‪)2013‬د‪ .‬وتتسبب حاالت انقطاع التيار الكهربائي وتقنينه بتحديات كبرى يعاني منها الجميع‪ ،‬بمن فيهم السكان الذين يحصلون‬
‫على إمدادات الكهرباء النظامية‪ .‬وتسفر هذه الحاالت أيضا عن تكاليف إضافية ناتجة من اقتناء المولدات الكهربائية االحتياطية‬
‫وشراء الوقود لتشغيلها‪ ،‬وذلك لتجنب تداعيات االنقطاع المتواتر للكهرباء على الحياة اليومية والنشاط االقتصادي‪.‬‬
‫وفي البلدان المتأثرة بالنزاع‪ ،‬قام بعض األطراف المتنازعة باستغالل انقطاع التيار الكهربائي‪ .‬ففي عام ‪ ،2007‬على سبيل المثال‪،‬‬
‫عزلت مجموعات مسلحة في محافظات العراق الجنوبية‪ ،‬منها البصرة والديوانية والناصرية‪ ،‬مصانع توليد الكهرباء الموجودة في تلك‬
‫المحافظات عن الشبكة الوطنية‪ ،‬بغية إتاحة تلك الخدمات إلى المؤيدين لها حصرا دون سواهمھ‪ .‬وارتكبت في السنوات األخيرة‬
‫أعمال تخريب وهجمات إرهابية على البنى األساسية للطاقة في مصر والعراقو وليبياز والجمهورية العربية السوريةح واليمنط‪.‬‬
‫المصادر‪:‬‬
‫‪.El-Katiri, 2014a‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫ب‪ .‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫ج‪ .World Bank, 2018b .‬يجمع البنك الدولي بيانات المسوح من مؤسسات تجارية في المنطقة‪ .‬ولربما تغطي هذه البيانات أنواعا معينة من‬
‫المؤسسات والبلدان أكثر من غيرها‪.‬‬
‫د‪.Glanz and Farrell, 2007 .‬‬
‫ھ‪ .‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫و‪.Slav, 2018 .‬‬
‫ز‪.Reuters, 2015 .‬‬
‫ح‪.BBC News, 2016 .‬‬
‫ط‪.Reuters, 2013 .‬‬
‫‪41‬‬

‫في التخفيف من الفقر وتفاقم الهشاشة في‬ ‫يشكل تعذر الحصول على مصادر الطاقة الحديثة‪ ،‬أو‬
‫مجال الطاقة‪.‬‬ ‫عدم توفر اإلمكانات المالية الالزمة للحصول عليها‪،‬‬
‫تحديا كبيرا طويل األجل أمام التنمية االجتماعية‬
‫كذلك‪ ،‬من دون مشاركة النساء بكامل طاقاتهن‬ ‫واالقتصادية في األقاليم الطرفية في المنطقة‬
‫كمنتجات وموردات وصانعات قرار في قطاع الطاقة‪،‬‬ ‫العربية‪ .‬فالحصول اآلمن على الطاقة عامل حاسم في‬
‫لن تستغل هذه الطاقات كما يجب‪ .‬وعليه‪ ،‬فقد أصبح‬ ‫تحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية األساسية‪،‬‬
‫تمكين النساء والرجال من المشاركة على قدم‬ ‫بما في ذلك األمن الغذائي؛ والوصول اآلمن إلى المياه‬
‫المساواة ضروريا للتصدي للهشاشة التي تشوب قطاع‬ ‫النظيفة والصرف الصحي‪ ،‬والخدمات الصحية‪،‬‬
‫الطاقة في المنطقة‪.‬‬ ‫والتعليم‪ ،‬والتواصل‪.‬‬

‫ويسفر الوصول غير اآلمن إلى مصادر الطاقة عن‬ ‫ومن جراء تعذر الحصول على مصادر الطاقة الحديثة‪،‬‬
‫تدمير للبيئة‪ ،‬غالبا ما يتجلى من خالل سوء إدارة‬ ‫تتفاقم معدالت الفقر المدقع‪ ،‬ما قد يؤثر على النساء‬
‫المياه والموارد الطبيعية وإزالة الغابات‪ ،‬إذ يستعين‬ ‫أكثر من غيرهن‪ ،‬ال سيما في المناطق الريفية وشبه‬
‫الناس بالمصادر التقليدية للطاقة‪ ،‬على غرار الكتلة‬ ‫الحضرية‪ .‬وعادة ما تلقى على عاتق النساء والفتيات‬
‫الحيوية‪ ،‬األمر الذي يزيد من الهشاشة في مجال‬ ‫مسؤولية تجميع المصادر التقليدية للطاقة‪ ،‬كالحطب‪،‬‬
‫الطاقة‪ .‬ويستعرض القسم اآلتي ما يلي‪( :‬أ) عدم‬ ‫ما يقلل من الوقت المتاح لهن لتحصيل العلم أو‬
‫اكتمال الحصول على مصادر الطاقة الحديثة في‬ ‫مزاولة عمل مدفوع األجر‪ .‬وكثيرا ما يتعرضن تعرضا‬
‫البلدان األقل نموا في المنطقة؛ (ب) تعذر الحصول‬ ‫مباشرا لآلثار الصحية السلبية الناجمة عن إحراق‬
‫على مصادر الطاقة الحديثة في البلدان المتأثرة‬ ‫مصادر رديئة للطاقة‪ ،‬كالكيروسين والنفايات المنزلية‪،‬‬
‫بالنزاع؛ (ج) عوامل الخطر التي تتهدد الوصول اآلمن‬ ‫عند قيامهن بالطهي داخل المنازل‪ .‬كذلك‪ ،‬ال تتاح‬
‫إلى مصادر الطاقة الميسورة التكلفة في الدول‬ ‫للنساء الفرص نفسها التي يحظى بها غيرهن للوصول‬
‫العربية األخرى‪.‬‬ ‫إلى األراضي والقروض والمعلومات الضرورية‬
‫لالستفادة من الفرص المتاحة لتحسين الحصول‬
‫‪ .1‬الحصول على مصادر الطاقة في البلدان‬ ‫على الطاقة وتوليد الدخل من مزاولة أعمال تجارية‬
‫العربية األقل نموا‬ ‫صغيرة جدا‪ .‬ويحول هذا الوضع دون إحراز أي تقدم‬
‫من شأنه التخفيف من حدة الفقر في البلدان العربية‪،‬‬
‫على الرغم من تحسن معدالت الحصول على الطاقة‬ ‫بما فيها تلك المتأثرة بالنزاع‪ ،‬كاليمن الذي تزداد فيه‬
‫الحديثة في البلدان العربية األقل نموا‪ ،‬ال يزال كل من‬ ‫أعداد األسر المعيشية التي ترأسها النساء‪ ،‬وذلك من‬
‫السودان وموريتانيا واليمن يواجه الفجوات األكبر في‬ ‫جراء الحروب‪.60‬‬
‫الحصول على مصادر الطاقة في المنطقة العربية‪.‬‬
‫وتشير تقارير إلى أن تركيز استثمارات البلدان النامية‬
‫(أ) السودان‬ ‫في خدمات الطاقة المتصلة بأنشطة اإلنتاج (التي‬
‫يسود افتراض بأن الرجال هم من يضطلعون بها)‬
‫يضم السودان أكبر نسبة من السكان الذين يفتقرون‬ ‫يؤدي إلى إهمال احتياجات األسر المعيشية الريفية‪.‬‬
‫إلى القدرة على الحصول على الكهرباء ووقود الطهي‬ ‫وقد أدى ذلك إلى وضع سياسات ال تكتفي بالتمييز‬
‫النظيف في المنطقة العربية‪ .‬ويبلغ عدد السكان الذين‬ ‫على أساس النوع االجتماعي‪ ،‬بل تفتقر إلى الكفاءة‬
‫‪42‬‬

‫الكثيرة خالل السنوات المقبلة‪ .‬وتسعى الحكومة‬ ‫يتعذر عليهم الحصول على خدمات الكهرباء أكثر من‬
‫الموريتانية إلى توفير الكهرباء لنحو ‪ 40‬في المائة من‬ ‫‪ 24‬مليونا (الشكل باء)‪ .‬وتقتصر نسبة من يحصلون‬
‫المجتمعات المحلية الريفية بحلول عام ‪ ،2020‬وذلك‬ ‫على هذه الخدمات على ‪ 39‬في المائة من إجمالي‬
‫من خالل إتاحة مجموعة من الحلول الموصولة بالشبكة‬ ‫السكان‪ ،‬مقابل ‪ 22‬في المائة في المناطق الريفية‪.‬‬
‫والمعزولة عنها‪.67‬‬ ‫أما نسبة السكان الذين يستخدمون وقود الطهي‬
‫النظيف‪ ،‬فتبلغ ‪ 41‬في المائة‪ .61‬وال يزال سكان‬
‫(ج) اليمن‬ ‫األرياف في السودان‪ ،‬بمعظمهم‪ ،‬معزولين عن مصادر‬
‫الطاقة الحديثة‪ ،‬ما يجعل االستثمار في ضمان‬
‫يواجه اليمن تحديات مماثلة‪ .‬فقد بلغ معدل إمداد هذا‬ ‫الوصول اآلمن إلى الكهرباء أولوية إنمائية ملحة‪.‬‬
‫البلد بالكهرباء ‪ 72‬في المائة في عام ‪ ،2016‬ومعدل‬
‫الحصول على تكنولوجيا وقود الطهي النظيف ‪ 65‬في‬ ‫ويؤثر تردي خدمات الكهرباء على المنازل والشركات‬
‫المائة‪ ،‬مقابل معدالت أدنى بكثير في المناطق الريفية‬ ‫في المدن كذلك‪ :‬فحوالي ‪ 94‬في المائة من‬
‫التي تشمل معظم أنحاء جنوب اليمن سابقا‪ .68‬وتعود‬ ‫المؤسسات التجارية السودانية أبلغت عن انقطاعات‬
‫مشاكل الحصول على الطاقة في اليمن إلى ما قبل‬ ‫منتظمة في التيار الكهربائي‪ ،‬بمعدل ال يقل عادة عن‬
‫النزاع الحالي بفترة طويلة‪ ،‬ما يدل على وجود ثغرات‬ ‫ثالثة أيام في الشهر‪ .62‬ويعاني هذا البلد من نزاعات‬
‫مزمنة تحول دون تنمية بعض المناطق منذ عقود‬ ‫سياسية منذ عقود‪ .‬وقد أسفر استفتاء نظم في عام‬
‫طويلة‪ .‬وال شك في أن ذلك قد أسهم في تأجيج حالة‬ ‫‪ 2011‬عن انفصال الجنوب ونشوء دولتين منفصلتين‪.‬‬
‫الحرب وعدم االستقرار السياسي التي يعاني منها‬ ‫وساعد إصالح أسعار الوقود والكهرباء في عام ‪2016‬‬
‫اليمن اليوم‪.‬‬ ‫على تخفيض العجز المالي الكبير الذي كان البلد يعاني‬
‫منه‪63‬؛ غير أن ارتفاع أسعار المستهلكين أثر على‬
‫وفي عام ‪ ،2005‬أجرت األمم المتحدة مسحا شامال‬ ‫إمكانية الحصول على خدمات الطاقة وكذلك على‬
‫لالستخدام المنزلي للطاقة في اليمن‪ ،‬وخلصت إلى‬ ‫االستقرار السياسي‪.64‬‬
‫وجود تباين واسع بين المناطق كانت له تداعيات‬
‫كبرى على مستويات الفقر والحصول على المرافق‬ ‫(ب) موريتانيا‬
‫الصحية والتعليم‪ .‬ويتجلى فقر الطاقة في اليمن من‬
‫خالل اضطرار النساء واألطفال‪ ،‬في العديد من‬ ‫تسجل موريتانيا إحدى أدنى معدالت الحصول على‬
‫المناطق الريفية‪ ،‬إلى قضاء فترات طويلة من الوقت‬ ‫الكهرباء في المنطقة العربية‪ .‬فنسبة األسر المعيشية‬
‫كل يوم وهم يجمعون الحطب بدال من الذهاب إلى‬ ‫القادرة على الحصول على الكهرباء لم تتجاوز ‪ 42‬في‬
‫المدرسة أو العمل‪ .‬كما تقضي النساء الكثير من الوقت‬ ‫المائة في عام ‪ ،2016‬في حين بلغ معدل إمداد األرياف‬
‫في غرف سيئة التهوية وهن يستخدمن وقودا رديء‬ ‫بالكهرباء ‪ 2.3‬في المائة‪ .65‬وتبلغ نسبة تتجاوز ‪ 90‬في‬
‫النوعية‪ ،‬كالكتلة األحيائية التقليدية والكيروسين‪،‬‬ ‫المائة من الشركات عن انقطاع في التيار الكهربائي‬
‫ألغراض الطهي‪ .69‬وقد أبلغت ‪ 93‬في المائة من‬ ‫بمعدل خمسة أيام في الشهر‪ .66‬وعلى الرغم من الجهود‬
‫المؤسسات التجارية اليمنية عن انقطاع في التيار‬ ‫المستمرة التي تبذلها الحكومة الموريتانية لزيادة إنتاج‬
‫الكهربائي بمعدل ‪ 38‬مرة في الشهر‪ .70‬وأشار كثيرون‬ ‫الطاقة وتعزيز فرص الحصول عليها من خالل استخدام‬
‫إلى تردي جودة خدمات الكهرباء‪ ،‬حتى في حاالت‬ ‫مصادر الطاقة المتجددة‪ ،‬من غير المرجح أن تتقلص‬
‫الوصل بالشبكة وتسديد ما يستحق من رسوم مقابلها‪.‬‬ ‫الفجوة بين المراكز الحضرية القليلة والمناطق الريفية‬
‫‪43‬‬

‫في الخدمات األساسية كإمدادات المياه والكهرباء‪.‬‬ ‫‪ .2‬فقدان القدرة على الحصول على الطاقة‬
‫وأثر مرور عقد ونيف من عدم االستقرار السياسي‬ ‫من جراء النزاع وعدم االستقرار السياسي‬
‫على األداء االقتصادي للبلد وبناه األساسية وقدراته‬
‫المؤسساتية‪ .‬ويواجه قطاع الطاقة في العراق‬ ‫النزاع السياسي وعدم االستقرار عامالن ال يقفان عند‬
‫تحديات متعددة متوازية‪ ،‬منها نقص في االستثمار‪،‬‬ ‫حدود البلدان العربية األقل نموا‪ .‬وقد اتسعت رقعتهما‬
‫وتعقيد في البيئة القانونية‪ ،‬وافتقار إلى السياسات‬ ‫في المنطقة خالل السنوات األخيرة تحت وطأة‬
‫الطويلة األمد‪ .‬ويعتبر تقييم بيئة االستثمار أن عدم‬ ‫النزاعات المستمرة في العراق وليبيا والجمهورية‬
‫توفر الكهرباء هو أحد العقبات الرئيسية أمام تنمية‬ ‫العربية السورية واليمن‪ ،‬ونزاعات أخرى طال أمدها‬
‫القطاع الخاص في العراق‪ ،‬إضافة إلى قضايا كعدم‬ ‫مثل النزاع في دولة فلسطين‪ .‬وأدت الحاالت المطولة‬
‫االستقرار السياسي والفساد وعدم القدرة على‬ ‫من عدم االستقرار إلى تدمير القدرة على الحصول‬
‫الحصول على التمويل‪.73‬‬ ‫على الطاقة‪ ،‬وتقويض جودة الخدمات في عدد من‬
‫البلدان العربية‪ .‬فقد تعاقبت سنوات تخللها نقص في‬
‫ويقترن تدهور خدمات الطاقة – الذي أفضى إلى‬ ‫االستثمارات‪ ،‬وزيادة في األضرار الالحقة بالبنى‬
‫تردي خدمات الطاقة المتاحة للعديد من العراقيين أو‬ ‫األساسية وسلطة الدولة‪ .‬وأسفر ذلك عن تفاقم‬
‫حرمهم منها – بهدر موارد الطاقة على نحو مثير‬ ‫هشاشة ماليين األشخاص الذين يتعذر عليهم‬
‫للقلق‪ .‬فالعراق رابع أكبر بلد في العالم من حيث إحراق‬ ‫الحصول على خدمات الطاقة في المنطقة‪ .71‬وتخلق‬
‫الغاز‪ ،‬على الرغم من أنه يعاني من نقص في الغاز‬ ‫هذه األوضاع تحديات إنسانية مضاعفة‪ ،‬منها ضعف‬
‫الطبيعي‪ .‬ويصف البنك الدولي وضع قطاع الطاقة في‬ ‫القدرة على الحصول على الخدمات الصحية والصرف‬
‫العراق على النحو التالي‪:‬‬ ‫الصحي والتعليم‪ .‬وإن تدمير البنى األساسية‪ ،‬كالطرق‬
‫ومحطات توليد الطاقة وشبكات النقل والمنشآت‬
‫نظرا إلى أن العراق ال يحتبس الغاز الناتج من‬ ‫الصناعية والمساكن‪ ،‬مؤشر على أن النزاعات الحالية‬
‫عملية اإلحراق الستخدامه في إنتاج الكهرباء‪،‬‬ ‫ستخلف على العوامل االجتماعية واالقتصادية آثارا‬
‫يتألف أكثر من ‪ 50‬في المائة من الوقود‬ ‫ستستمر لسنوات عديدة قادمة‪.‬‬
‫المستخدم لتشغيل تربينات الغاز من الديزل‬
‫والنفط الخام والوقود النفطي الثقيل‪ ،‬وكلفتها‬ ‫(أ) العراق‬
‫أعلى من الغاز الطبيعي‪ ،‬عالوة على أنها تتسبب‬
‫بتدهور أداء معدات التوليد ومدة فعاليتها‪.‬‬ ‫مر العراق بعقود عديدة من النزاع وعدم االستقرار‬
‫ونتيجة لذلك‪ ،‬يعتمد البلد الغني بموارد الطاقة‬ ‫السياسي‪ .‬إال أن ظهور الجماعات المتطرفة العديدة‪،‬‬
‫على أنواع وقود مكلفة ومستوردة إلنتاج‬ ‫وما تلى ذلك من قتال بين األطراف الداخلية والجهات‬
‫الكهرباء‪ ،‬ما يكبده ‪ 8-6‬مليار دوالر في السنة‪.‬‬ ‫الفاعلة الخارجية أدى إلى اتساع دائرة األضرار‪.‬‬
‫وإحراق الغاز ليس مكلفا ومهدرا للطاقة فقط‪.‬‬ ‫وقدرت مفوضية األمم المتحدة السامية لشؤون‬
‫فاستخدام أنواع الوقود البديلة (الديزل‬ ‫الالجئين أن أكثر من ‪ 2.1‬مليون شخص كانوا ال يزالون‬
‫والوقود النفطي الثقيل) يولد ملوثات محلية‬ ‫مشردين داخل العراق بحلول أيار‪/‬مايو ‪ ،2018‬وأن‬
‫وانبعاثات غازات الدفيئة أكبر حجما من تلك‬ ‫أكثر من ‪ 360,000‬منهم يقيمون في مستوطنات‬
‫التي يولدها الغاز‪.74‬‬ ‫مؤقتة‪ .72‬وعلى مر السنين‪ ،‬شهد العراق تدهورا كبيرا‬
‫‪44‬‬

‫ضيقة‪ ،‬هذا إن وجدت‪ .77‬وقد وصف المفوض السامي‬ ‫وإدارة موارد النفط والغاز الطبيعي بفعالية أكبر‪،‬‬
‫للمفوضية فيليبو غراندي أوضاع الجمهورية العربية‬ ‫عن طريق الحد من حرق الغازات واستبدال‬
‫السورية بأنها‪" :‬أكبر أزمة إنسانية وأزمة الجئين‬ ‫المنتجات النفطية في عمليات توليد الكهرباء‪،‬‬
‫نواجهها في عصرنا"‪ .78‬ورغم قلة البيانات أو‬ ‫من شأنها أن تؤدي إلى وفورات كبيرة في الميزانية‬
‫المعلومات عن الحصول على الطاقة‪ ،‬من الواضح أن‬ ‫الوطنية ولفائدة مستهلكي الطاقة‪ ،‬وخصوصا إذا‬
‫الحصول على الطاقة غير مضمون بالنسبة إلى نسبة‬ ‫رافق استبدال أنواع الوقود تحديث مواز للشبكة‪،‬‬
‫كبيرة من هؤالء السكان‪.‬‬ ‫واحتواء لما يعتقد أنه هدر كبير في اإلنفاق على‬
‫البنى االساسية‪ .75‬وخلص البنك الدولي إلى التالي‪:‬‬
‫(ج) اليمن‬
‫من شأن تحسين تقديم الخدمات العامة أن‬
‫أدى تصاعد حدة النزاع في اليمن‪ ،‬الذي يعاني‬ ‫يعزز أواصر الثقة بين المواطنين والدولة‬
‫منذ ما قبل اندالع النزاع من صعوبات مزمنة في‬ ‫وشرعية الدولة‪ .‬وقد شهد العراقيون تدهورا‬
‫الحصول على مصادر الطاقة الحديثة‪ ،‬إلى تفاقم‬ ‫حادا في معظم الخدمات األساسية من‬
‫هذه الصعوبات (انظر النقاش في الفصل األول‪،‬‬ ‫كهرباء ومياه وصرف صحي وصحة وتعليم‬
‫القسم دال‪ .)1-‬وقد أسفر النزاع المسلح والتدخالت‬ ‫ونقل‪ ،‬واألسوأ أنهم شهدوا تدهورا كبيرا‬
‫العسكرية الخارجية عن دمار البنى األساسية‪،‬‬ ‫في األمن‪.76‬‬
‫وتهجير عدد كبير من السكان الذين آل بهم الحال‬
‫إلى العيش في ظروف غير مستقرة تفتقر إلى‬ ‫والعراق مثال على اآلثار المدمرة التي يخلفها النزاع‬
‫مقومات البقاء‪ .‬وتقدر المفوضية أنه في مطلع عام‬ ‫على التخطيط المستدام لقطاع الطاقة وتوفير‬
‫‪ ،2018‬بلغ عدد اليمنيين المحتاجين إلى المساعدة‬ ‫خدمات الطاقة‪ ،‬وهي آثار تحول دون إحراز تقدم في‬
‫‪ 22.2‬مليون شخص‪ ،‬أو ‪ 80‬في المائة من السكان‪،‬‬ ‫جميع القطاعات األخرى‪.‬‬
‫وأن مليوني شخص بينما نزحوا داخليا‪ ،‬في حين‬
‫اضطر مليون آخرون إلى الفرار إلى البلدان‬ ‫(ب) الجمهورية العربية السورية‬
‫المجاورة‪ .79‬وقد ألحق ذلك آثارا مدمرة بالمجتمع‬
‫واالقتصاد ككل (اإلطار ‪.)4‬‬ ‫تشهد الجمهورية العربية السورية أوضاعا أسوأ من‬
‫العراق‪ .‬فبحلول آذار‪/‬مارس ‪ ،2018‬قدرت مفوضية‬
‫كذلك‪ ،‬أدى إغالق موانئ اليمن في العامين ‪2017‬‬ ‫األمم المتحدة لشؤون الالجئين أن نحو ‪ 13.1‬مليون‬
‫و‪ 2018‬إلى نقص في الوقود والمياه والكهرباء‬ ‫شخص‪ ،‬أو ‪ 70‬في المائة تقريبا من السكان‪ ،‬كانوا‬
‫وارتفاع حاد في أسعار الغذاء والوقود‪ ،‬ما دفع بهيئات‬ ‫بحاجة إلى المساعدات‪ .‬وأن عدد النازحين داخليا بلغ‬
‫المعونة الدولية إلى الدعوة إلى إنهاء الحصار‪ ،‬من أجل‬ ‫‪ 6.1‬مليون شخص‪ ،‬بينما كان ‪ 2.98‬مليون شخص‬
‫إنقاذ اليمن من أزمة وشيكة في المياه والصحة سببها‬ ‫يقيمون في مناطق محاصرة يصعب الوصول إليها‪،‬‬
‫نقص الوقود‪.80‬‬ ‫بحيث أصبحت إمكانية اتصالهم بالعالم الخارجي‬
‫‪45‬‬

‫اإلطار ‪ .4‬النزاع‪ ،‬وفقدان القدرة على الحصول على مصادر الطاقة الحديثة‪ ،‬وقضايا المرأة في اليمن‬

‫في عام ‪ ،2016‬أشارت دراسة تتضمن مسحا لألسر المعيشية أجري أثناء النزاع في اليمن إلى اآلثار المدمرة التي ألحقتها الحرب‬
‫بالقدرة على الحصول على الكهرباء‪ ،‬وبالتالي باألحوال المعيشية للسكان عموما‪ .‬ولفتت الدراسة إلى انخفاض نسبة الحصول‬
‫على الكهرباء من ‪ 84‬في المائة قبل األزمة‪ ،‬إلى ‪ 61‬في المائة في وقت إجراء المسح‪ .‬وقد أفاد ‪ 74‬في المائة من األسر المعيشية‬
‫أن الكهرباء كانت متاحة لفترة تتراوح بين ‪ 5‬ساعات و‪ 12‬ساعة في اليوم‪.‬‬

‫وأشارت نساء شاركن في حلقات نقاش إلى التداعيات السلبية العديدة الناجمة عن االنقطاع المتكرر في التيار الكهربائي‬
‫واالفتقار إلى الكهرباء عموما‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫عدم القدرة على حفظ األطعمة واألدوية بالتبريد لفترات طويلة‪ ،‬مع ما لذلك من ضرر على الصحة؛‬ ‫•‬
‫هشاشة الحالة األمنية وتفاقمها بسبب نقص اإلضاءة‪ ،‬ما زاد من مخاطر العنف القائم على نوع الجنس؛‬ ‫•‬
‫تداعيات النزاع على قدرة األطفال على متابعة الدراسة؛‬ ‫•‬
‫انهيار بعض المؤسسات التجارية‪ ،‬كتلك التي تعتمد على التبريد‪.‬‬ ‫•‬

‫وأثر النقص في وقود الطهي وارتفاع تكاليف الوقود بشدة على دخل األسر المعيشية‪ ،‬وأجبرا العديد منها على تخصيص أجزاء‬
‫كبيرة من دخلها لشراء الغاز‪ .‬وأدى استبدال الحطب بالغاز‪ ،‬على حد قول المشاركات‪ ،‬إلى احتدام المنافسة على الموارد‬
‫الشحيحة في األصل‪ ،‬ما أسفر عن تفاقم النزاع بين اليمنيين النازحين داخليا والمجتمعات المحلية المضيفة لهم‪.‬‬

‫وأعربت المشاركات عن قلقهن إزاء العواقب المتوقعة الستمرار قطع األشجار بالمعدالت الحالية‪ ،‬وإزاء خطر اندالع الحرائق‪.‬‬
‫وما برحت النساء الحوامل والمرضعات‪ ،‬ومعهن أوالدهن‪ ،‬الفئة األكثر تضررا من جراء نقص الوقود‪ ،‬ال سيما النازحات داخليا‬
‫اللواتي يلذن بالمالجئ المؤقتة‪ ،‬مثل األكواخ والخيم‪ .‬وغالبا ما يدفع الفقر المدقع األسر المعيشية إلى حرق المواد البالستيكية‬
‫من أجل الطهي‪ ،‬وهو أمر تنتج منه مخاطر صحية كبرى‪.‬‬

‫وخالل فترة النزاع‪ ،‬أصبحت مهمة جمع الوقود‪ ،‬التي درجت العادة على أن يضطلع بها الرجال‪ ،‬مهمة تتوالها النساء والفتيات‬
‫بشكل رئيسي‪ .‬وقد عرضهن ذلك لمضايقات لفظية‪ ،‬وعنف قائم على نوع الجنس‪ ،‬وعواقب وخيمة على صحتهن‪ ،‬مثل‬
‫اإلجهاض‪ ،‬نتيجة لحملهن أوزانا ثقيلة‪ .‬كما أن الوقت الذي كان بإمكانهن تخصيصه للتعلم ومزاولة أعمال مدرة للدخل‪ ،‬هدر في‬
‫جمع الوقود‪.‬‬
‫المصدر‪.Oxfam International, 2016 :‬‬

‫(‪ 248,000‬الجئ)‪ .82‬وتأوي المنطقة أيضا حوالي‬ ‫(د) لبنان واألردن وغيرهما من البلدان المجاورة‬
‫‪ 2.18‬مليون الجئ فلسطيني في األردن‪ ،‬و‪460,000‬‬
‫الجئ فلسطيني في لبنان‪ .83‬وفي العراق عدد كبير‬ ‫لقد امتدت تداعيات النزاعات الدائرة في الجمهورية‬
‫من السكان النازحين داخليا (انظر أعاله)‪ .‬كما تنتشر‬ ‫العربية السورية والعراق على البلدان المجاورة لهما‪.‬‬
‫جالية عراقية منذ سنوات طويلة في الشتات‪،‬‬ ‫ومنذ اندالع األزمة السورية في عام ‪ ،2011‬اضطر‬
‫وخصوصا في األردن‪ ،‬بفعل حربين خاضهما البلد‪.‬‬ ‫‪ 5.4‬مليون شخص إلى الفرار التماسا للسالمة في‬
‫وتحول تحديات كبيرة دون إتاحة خدمات أساسية‪،‬‬ ‫لبنان وتركيا واألردن وبلدان أبعد منها أيضا‪ .81‬وتأوي‬
‫مثل الصرف الصحي والكهرباء‪ ،‬للمجتمعات المحلية‬ ‫تركيا العدد األكبر من الالجئين السوريين (حوالي‬
‫المضيفة لالجئين السوريين المتدفقين بأعداد‬ ‫‪ 3.55‬مليون الجئ في نهاية آذار‪/‬مارس في عام‬
‫كبيرة‪ .‬وتفيد مفوضية األمم المتحدة لشؤون‬ ‫‪ ،)2018‬يتبعها لبنان (‪ 991,000‬الجئ سوري مسجل)‪،‬‬
‫الالجئين بالتالي‪:‬‬ ‫ثم األردن (‪ 659,000‬الجئ)‪ ،‬وأخيرا العراق‬
‫‪46‬‬

‫والطلب المتزايد عليها يحدان من قدرة المرفق‬ ‫إن الحياة في لبنان صراع يومي من أجل البقاء‬
‫الوطني‪ ،‬أي شركة كهرباء لبنان‪ ،‬على تلبية‬ ‫بالنسبة ألكثر من مليون الجئ سوري مواردهم‬
‫الطلب على الكهرباء‪ ...‬وما برحت الجهود تبذل‬ ‫المالية معدومة أو ضئيلة‪ .‬ويعيش حوالي ‪70‬‬
‫لتحسين هذا الوضع‪ ،‬من خالل إعادة تأهيل‬ ‫في المائة منهم دون خط الفقر‪ .‬ونتيجة لعدم‬
‫بعض محطات توليد الكهرباء وصنادل التوليد‬ ‫توفر مخيمات نظامية لالجئين‪ ،‬يتوزع‬
‫المستأجرة التي من شأنها أن تزيد القدرة على‬ ‫السوريون على أكثر من ‪ 2,100‬مجتمع وموقع‬
‫توليد الكهرباء بما يقارب ‪ 440‬ميغاواطا‪ .‬إال أن‬ ‫حضري وريفي‪ ،‬وغالبا ما يتشاركون مع اسر‬
‫انقطاع التيار الكهربائي استمر على حاله في‬ ‫الجئة أخرى مساكن أساسية صغيرة سرعان‬
‫جميع أنحاء البلد‪ ،‬ألن القدرات اإلضافية‬ ‫ما تصبح مكتظة بساكنيها‪.84‬‬
‫المتوفرة قابلها طلب إضافي في صفوف‬
‫النازحين السوريين على الكهرباء‪.86‬‬ ‫ووفقا للمفوضية‪ ،‬يواجه األردن تحديات مماثلة‪:‬‬

‫وفي أواخر حزيران‪/‬يونيو ‪ ،2015‬وضع لبنان حدا‬ ‫في األردن اليوم أكثر من ‪ 655,000‬رجل‬
‫العتماده سياسة "الحدود المفتوحة" التي دامت أربع‬ ‫وامرأة وطفل عالق في المنفى‪ .‬ويعيش حوالي‬
‫سنوات‪ .‬فبحلول هذا التاريخ‪ ،‬كانت قدرته على‬ ‫‪ 80‬في المائة من هؤالء خارج المخيمات‪،‬‬
‫استيعاب مزيد من الالجئين قد استنفدت‪ ،‬علما أنه‬ ‫مقابل أكثر من ‪ 139,000‬شخص يتخذون من‬
‫يأوي الجئين بلغ عدد المسجلين منهم لدى مفوضية‬ ‫مخيمي الزعتري واألزرق مالذا لهم‪ .‬وقد وصل‬
‫األمم المتحدة لشؤون الالجئين ‪ 1,174,830‬الجئا‪،‬‬ ‫العديد من الالجئين إلى األردن وفي جعبتهم‬
‫أي حوالي سدس سكان لبنان‪ .87‬ويواجه األردن كذلك‬ ‫موارد محدودة بالكاد تغطي احتياجاتهم‬
‫ضغوطا اجتماعية واقتصادية متزايدة يتعلق بعضها‬ ‫األساسية‪ .‬واآلن‪ ،‬بات أولئك الذين استطاعوا‬
‫باحتياطي الطاقة لديها‪ .‬وقد وثقت مبادرة شاتام‬ ‫في بادئ األمر االعتماد على مدخراتهم بحاجة‬
‫هاوس للطاقة المتحركة ما يلي‪:‬‬ ‫متزايدة إلى المساعدة‪ .‬وتشير التقديرات‬
‫إلى أن نسبة األسر المعيشية الالجئة التي‬
‫ما من شك في أن االرتفاع األخير واألكبر في‬ ‫تعيش تحت خط الفقر في األردن تبلغ ‪93‬‬
‫عدد سكان األردن (تتراوح نسبته بين ‪ 7‬و‪14‬‬ ‫في المائة‪.85‬‬
‫في المائة حسب التقديرات) والناجم عن‬
‫األزمة السورية التي اندلعت في عام ‪ 2011‬قد‬ ‫وقد فاقم ارتفاع أعداد الالجئين السوريين تحديات‬
‫زاد من الضغوط على الخدمات العامة وموارد‬ ‫يواجهها بالفعل توفير خدمات الطاقة الوطنية‬
‫المياه والطاقة المستنزفة في األصل‪ .‬كما سجل‬ ‫المستقرة في بلدان مثل لبنان‪ .‬وخلص تقرير مشترك‬
‫استهالك الوقود والكهرباء والمياه ارتفاعا حادا‬ ‫أعدته وزارة الطاقة والمياه في لبنان وبرنامج األمم‬
‫منذ عام ‪ 2011‬ارتفعت معه فواتير اإلعانات‬ ‫المتحدة اإلنمائي بشأن وضع قطاع الطاقة في لبنان‬
‫المالية الحكومية‪ ،‬ما أدى بدوره إلى ارتفاع‬ ‫للعام ‪ 2017‬إلى ما يلي‪:‬‬
‫تكلفة المنافع العامة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬كي‬
‫تتمكن المدارس الحكومية من تلبية الطلب‬ ‫كان لبنان قبل اندالع األزمة السورية‪ ،‬وال يزال‪،‬‬
‫على مقاعدها‪ ،‬يجب عليها أن تنظم دوامين‪،‬‬ ‫يعاني من مشاكل جسيمة ومستمرة في قطاع‬
‫وهو ما يضاعف فواتير الكهرباء والمياه على‬ ‫الطاقة‪ .‬فالقدرة المحدودة على توليد الكهرباء‬
‫‪47‬‬

‫جسيمة باقتصادها‪ .‬ففي عام ‪ ،2013‬واجهت غزة إحدى‬ ‫وزارة التعليم‪ .‬ويشعر األردنيون أصحاب‬
‫أخطر أزمات الطاقة‪ ،‬عندما اغلقت أنفاق اإلمداد‬ ‫الدخل المنخفض والمتوسط بالضغط الناتج‬
‫غير النظامية التي تصلها بمصر‪ .‬وأدت هذه العملية إلى‬ ‫من التضخم والنقص في المساكن والبطالة‪،‬‬
‫إقفال محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة‪ ،‬التي‬ ‫وكلها مشاكل يرون أنها تفاقمت بسبب‬
‫كانت تعتمد حصرا على الوقود المستورد عبر األنفاق‬ ‫الالجئين السوريين والعراقيين وتدفق وكاالت‬
‫المصرية‪ ،‬ما أسفر بالتالي عن انقطاع التيار الكهربائي‬ ‫المساعدات الخارجية‪.88‬‬
‫لفترات تصل إلى ‪ 16‬ساعة يوميا‪ ،‬بعدما كانت تتراوح‬
‫بين ثماني ساعات و‪ 12‬ساعة يوميا‪ .90‬وفي عام‬ ‫وتؤكد أمثلة مماثلة من األردن على التأثير المتعدد‬
‫‪ ،2013‬أفاد مكتب األمم المتحدة لتنسيق الشؤون‬ ‫الجوانب لالجئين والحتياجاتهم األساسية على‬
‫اإلنسانية بأن "أزمة الوقود (الحالية) قد فاقمت حالة‬ ‫النسيج االجتماعي واالقتصادي للبلد المضيف‪:‬‬
‫إنسانية هشة بالفعل وناتجة من القيود اإلسرائيلية‬
‫المفروضة منذ فترة طويلة على حركة األشخاص‬ ‫إن التصورات المتعلقة بفرض ضغوط إضافية‬
‫والبضائع من قطاع غزة‪ ،‬وإليه‪ ،‬وداخله"‪.91‬‬ ‫على موارد الطاقة والمياه المحدودة تؤثر على‬
‫التماسك االجتماعي‪ .‬كما يشكل الضغط على‬
‫ووفقا للتقرير‪ ،‬أدى نقص الوقود إلى وقف الخدمات‬ ‫الطاقة والمرافق العامة في المناطق الحضرية‪،‬‬
‫األساسية الذي كان يعتمد توفيرها على تشغيل‬ ‫حيث يقيم معظم الالجئين السوريين‪ ،‬عامال‬
‫المولدات الكهربائية االحتياطية في فترات انقطاع‬ ‫يؤثر على العالقات بين المجتمعات المضيفة‬
‫التيار الكهربائي‪ .92‬وقد تكررت هذه الحالة مرارا في‬ ‫والالجئين‪ ،‬ويحتمل أن يؤدي إلى عالقة‬
‫السنوات األخيرة‪ .‬وكان آخرها في أوائل عام ‪،2018‬‬ ‫توتر بين المالك والمستأجرين على وجه‬
‫عندما اقفلت محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة‪،‬‬ ‫الخصوص‪.89‬‬
‫فأصبح سكان غزة بالكاد يحصلون على خدمة الكهرباء‬
‫أربع ساعات في اليوم‪ ،‬مستوردين اإلمدادات الكهربائية‬ ‫ويؤكد ذلك على الصلة القوية‪ ،‬ليس بين الطاقة‬
‫من إسرائيل‪ .93‬وأفضى تعطيل الخدمات الكهربائية‬ ‫والتنمية االجتماعية واالقتصادية فحسب‪ ،‬بل أيضا‬
‫إلى وقف توفير خدمات ضرورية‪ ،‬بما في ذلك في‬ ‫بين إمدادات الطاقة اآلمنة واألمن االجتماعي‪،‬‬
‫المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس التي كانت‬ ‫كما يسلط الضوء على التحديات الماثلة أمام‬
‫تستعين بما لديها من احتياطي من الوقود‪.94‬‬ ‫البلدان األخرى ذات نظم الطاقة غير المستدامة‪.‬‬

‫وكانت لنقص الوقود تداعيات واسعة النطاق‪ ،‬منها‬ ‫(ھ) دولة فلسطين‬
‫وقف تقديم العناية الطبية للرضع والعناية المركزة في‬
‫المستشفيات؛ وانخفاض القدرة على التدريس والتعلم‬ ‫منذ عقود‪ ،‬وحصول السكان على الطاقة في دولة‬
‫بسبب ضعف اإلضاءة في بعض المدارس؛ وانبعاث‬ ‫فلسطين ليس آمنا‪ ،‬بفعل عدة عوامل متضافرة‪ ،‬هي‬
‫الضجيج والدخان والروائح من المولدات الكهربائية؛‬ ‫عدم القدرة على توليد الطاقة؛ وشح التمويل الالزم‬
‫والنقص في الوجبات الغذائية في المقاصف‬ ‫لتطوير إمكانات جديدة واالستثمار في البنى األساسية‬
‫المدرسية‪ ،‬بسبب عدم توفر القدرة الكافية على تبريد‬ ‫للنقل والتوزيع؛ واالعتماد على إسرائيل للحصول على‬
‫األغذية؛ وشح المياه الالزمة لغسل اليدين‪ ،‬بسبب شح‬ ‫الوقود والكهرباء‪ .‬وتعاني غزة بشدة‪ ،‬منذ فترة طويلة‪،‬‬
‫إمدادات المياه؛ فضال عن هالك المعدات اإللكترونية‬ ‫من أزمات الوقود والطاقة المتعاقبة التي ألحقت أضرارا‬
‫‪48‬‬

‫وفي السنوات األخيرة‪ ،‬أدى اإلصالح في مجال دعم‬ ‫نتيجة لالنقطاع المتكرر للتيار الكهربائي‪ .‬وبالنسبة‬
‫الطاقة‪ ،‬بما في ذلك دعم الوقود المستخدم لتوليد‬ ‫للكثيرين‪ ،‬أدى نقص الوقود إلى عدم توفر وسائل‬
‫الكهرباء وأغراض النقل‪ ،‬إلى زيادة تكاليف الطاقة‬ ‫النقل إلى المدارس والمرافق الصحية‪ .‬وأسفر‬
‫إضافة إلى غيرها من السلع والخدمات في عدد من‬ ‫عدم تشغيل المولدات الكهربائية أيضا عن أضرار‬
‫البلدان العربية (نظر المزيد من المعلومات في الفصل‬ ‫بيئية جسيمة ذات تداعيات دائمة‪ ،‬ومنها الفيضانات‪،‬‬
‫الثاني القسم ألف‪ .)1-‬وبالرغم من أن هذه اإلصالحات‬ ‫نتيجة لضخ المجاري وتفريغ ‪ 108‬ماليين لتر من مياه‬
‫ضرورية وأحيانا ال غنى عنها من المنظور المالي‪،‬‬ ‫الفضالت غير المعالجة في بحر غزة يوميا‪.95‬‬
‫فاالحتماالت قوية ألن تزيد فقر الطاقة إذا لم يحد‬
‫من آثارها‪ .‬ونظرا إلى الضعف الكبير في قدرة األسر‬ ‫إن الظروف التي تعيشها غزة مقلقة جدا من المنظور‬
‫المنخفضة الدخل وذات الدخل المتوسط األدنى‬ ‫اإلنساني‪ ،‬ال سيما في ظل نقص في الطاقة يؤثر بشدة‬
‫على تعديل أنماط استهالكها‪ ،‬تفقد هذه األسر في‬ ‫على فرص التنمية االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬ويؤدي‬
‫نهاية المطاف قدرتها على الحصول على خدمات‬ ‫إلى أضرار بيئية جسيمة من المحتمل أن تترك آثارا‬
‫الطاقة األساسية‪ ،‬كما تتضرر نواح تنموية أخرى‪،‬‬ ‫طويلة األمد على آفاق التنمية في دولة فلسطين‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫مثل األمن الغذائي والتواصل مع العالم الخارجي ‪.‬‬
‫وفي كثير من األحيان‪ ،‬قد تكون النتيجة تراجعا‬ ‫‪ .3‬مخاطر تفشي "فقر الطاقة" نتيجة‬
‫باتجاه استخدام مصادر الطاقة التقليدية‪ ،‬وتقييدا‬ ‫للتكلفة غير الميسورة للطاقة‬
‫لحركة وسائل النقل‪ .‬وتتحمل المرأة الوزر األكبر من‬
‫تدني دخل األسرة الناتج من ارتفاع تكاليف الطاقة‪،‬‬ ‫بعيدا عن القضايا المتعلقة بالحصول غير الكامل على‬
‫إذ يصعب أكثر فأكثر وصولها إلى العمل والتعليم‬ ‫الكهرباء‪ ،‬في المنطقة العربية‪ ،‬يخشى أن يقع عدد كبير‬
‫والخدمات الصحية‪.98‬‬ ‫من السكان في ما يسمى فقر الطاقة‪ ،‬وهو فقدان‬
‫ما يتمتعون به من قدرة على الحصول على طاقة‬
‫وتتكبد األسر ذات الدخل المتوسط األدنى‪ ،‬والتي‬ ‫نظيفة وآمنة وميسورة التكلفة‪ .‬وخدمات الطاقة‬
‫تشكل جزءا كبيرا من مجموع األسر في المنطقة‬ ‫ليست منخفضة التكلفة للجميع في المنطقة العربية‪،‬‬
‫العربية‪ ،‬أكبر تدهور في مستويات المعيشة‪ .‬فتدابير‬ ‫وهو ما تشير إليه تعريفات الكهرباء في الشكل ‪ 6‬في‬
‫التخفيف‪ ،‬إن وجدت‪ ،‬تستفيد منها األسر المنخفضة‬ ‫الفصل ‪ 1‬القسم باء‪ .‬فمقابل الحصول على الكهرباء في‬
‫الدخل وشرائح المستخدمين ذوي الدخل األدنى في‬ ‫بلدان كاألردن والمغرب ودولة فلسطين وتونس‪ ،‬مثال‪،‬‬
‫معظم الحاالت‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬تفقد األسر ذات الدخل‬ ‫يتكبد مستهلكو الكهرباء تكاليف تفوق ما يتكبده‬
‫المنخفض األدنى أيضا القدرة على الوصول إلى‬ ‫سكان البلدان األخرى في المنطقة العربية‪ ،‬حتى أنهم‬
‫شبكات الرفاه العديدة المتبقية‪ ،‬ما يجعل هذه الفئة‬ ‫في بعض الحاالت يتكلفون أكثر من مستهلكي‬
‫شديدة التأثر بالزيادات في أسعار الطاقة‪ .‬وفي شرائح‬ ‫الكهرباء في الواليات المتحدة وأوروبا‪ .96‬كذلك‪ ،‬غالبا‬
‫فئات الدخل هذه بشكل خاص‪ ،‬قد تتعزز احتماالت‬ ‫ما يكون متوسط الدخل في هذه البلدان أقل بكثير‬
‫الحراك السياسي بفعل التدهور المستمر في مستويات‬ ‫مما هو عليه في بلدان عربية أخرى‪ .‬ويعاني السكان‬
‫المعيشة‪ .‬وينطبق ذلك على اليمن‪ ،‬كما سيناقش بمزيد‬ ‫في دولة فلسطين من مشقة كبرى نتيجة الرتفاع‬
‫من التفصيل في الفصل التالي‪.‬‬ ‫تكلفة الكهرباء مقابل انخفاض دخل األسر‪.‬‬
‫نظم للطاقة أكثر استدامة‬
‫ٍ‬ ‫نحو‬ ‫‪.2‬‬
‫‪51‬‬

‫‪ .2‬نحو نظم للطاقة أكثر استدامة‬

‫األهداف حصول الجميع على خدمات الطاقة‬ ‫يكتسب تطوير نظم أكثر استدامة للطاقة والحد‬
‫الحديثة‪ ،‬بما في ذلك الكهرباء‪ ،‬في جميع أنحاء‬ ‫من أوجه الهشاشة في قطاع الطاقة أهمية شديدة‬
‫المنطقة العربية تقريبا‪ ،‬باستثناء بعض المناطق في‬ ‫للمنطقة العربية‪ ،‬ال سيما في تحقيق النمو في‬
‫البلدان العربية األقل نموا‪ ،‬وتحقيق نمو صناعي بفضل‬ ‫المستقبل‪ ،‬وحماية التنمية االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫توفر الوقود األحفوري المنخفض الكلفة المنتج محليا‪.‬‬ ‫ويمكن تطوير حلول مستدامة لمواجهة التحديات‬
‫ولكن‪ ،‬ترتب على تنظيم األسعار وتخفيضها بشكل‬ ‫المتعددة التي تحول دون كفاءة أنماط إنتاج‬
‫مصطنع تبعات غير مقصودة عديدة‪ ،‬كتشويه إشارات‬ ‫واستهالك الطاقة‪ ،‬من خالل دراسة دقيقة لوضع‬
‫السوق‪ ،‬على الرغم من الدور األساسي لهذه اإلشارات‬ ‫البلدان المعنية‪ .‬وال بد من توفر إرادة جماعية صلبة‬
‫في ترشيد الطلب‪ .‬وقد حال ذلك دون تحقيق التحول‬ ‫لتعزيز االستدامة وترسيخها كمعيار أساسي في‬
‫إلى تكنولوجيات أكثر كفاءة في استخدام الطاقة‪،‬‬ ‫تطوير نظم الطاقة الوطنية‪ .‬ويستعرض هذا الفصل‬
‫حيثما كان ذلك ممكنا‪ .‬وفي عدد من البلدان العربية‪،‬‬ ‫عددا من السبل الكفيلة بمساعدة الحكومات‬
‫أدى انخفاض األسعار أيضا إلى تراكم أعباء كبيرة على‬ ‫والمؤسسات الصناعية‪ ،‬والمؤسسات التجارية‪،‬‬
‫المالية العامة في القرن الحادي والعشرين‪ ،‬ما أثر سلبا‬ ‫والمجتمع المدني‪ ،‬على إرساء نظم أكثر استدامة‬
‫على اإلنفاق الحكومي على قطاعات يستفيد منها‬ ‫للطاقة تضمن حصول الجميع على طاقة نظيفة‪،‬‬
‫الفقراء (كما ورد في الفصل األول)‪.‬‬ ‫وآمنة‪ ،‬وميسورة التكلفة‪ .‬ويستند هذا الفصل إلى‬
‫تجارب سابقة يمكن االستفادة منها‪ ،‬كما يسلط الضوء‬
‫تعتبر عمليات اإلصالح – المستمرة منذ عقود – بشأن‬ ‫على المجاالت التي تستلزم قدرا أكبر من العمل‪.‬‬
‫إمداد المستهلكين المحليين بالطاقة بكلفة منخفضة‬
‫مهمة معقدة‪ .‬فجميع الشرائح المختلفة من المستهلكين‪،‬‬
‫من القطاع السكني والتجاري والصناعي‪ ،‬ستتأثر بطرق‬ ‫ألف‪ .‬تعميم متطلبات األداء العالي‬
‫شتى برفع التكلفة‪ .‬فسوف تؤثر الزيادات الكبيرة في‬ ‫في مجال الطاقة‬
‫األسعار على قدرة المستهلكين على تحمل التكلفة‪،‬‬
‫وبالتالي على حصول األسر المنخفضة والمتوسطة‬ ‫‪ .1‬األسعار المحلية للطاقة‬
‫الدخل على الطاقة‪ ،‬فضال عن إمكانية وقف بعض‬
‫الصناعات عن العمل‪ .‬ويدعو ذلك للقلق‪ ،‬ال سيما في‬ ‫إن تحديد األسعار المحلية للطاقة عامل أساسي في‬
‫منطقة عانت اضطرابات اجتماعية وسياسية كبيرة‬ ‫التأثير على ديناميات الطلب‪ ،‬وبالتالي على إدارة‬
‫في السنوات األخيرة‪ .‬وفي العديد من الحاالت‪ ،‬اعتبر‬ ‫الطلب على الطاقة في األجلين المتوسط والطويل‪.‬‬
‫ضبط أسعار الطاقة من التدابير الملموسة القليلة التي‬ ‫وكما ورد بإسهاب في القسم السابق‪ ،‬ساهم تنظيم‬
‫تتخذها الدولة لصالح الفقراء‪ ،‬علما أن األسر المرتفعة‬ ‫أسعار الطاقة في إبقاء التكلفة دون كلفة السوق‬
‫الدخل تستفيد أكثر من غيرها نسبيا من ضبط األسعار‬ ‫لمختلف مجموعات المستهلكين‪ ،‬وهو ما سمح‬
‫على نحو غير موجه‪ ،‬ومن دعم أسعار الطاقة‪.‬‬ ‫بتحقيق أهداف إنمائية هامة في الماضي‪ .‬ومن هذه‬
‫‪52‬‬

‫الشكل ‪ .25‬إصالح أسعار الطاقة في البلدان العربية‬

‫المصدر‪ :‬استنادا إلى ‪.Energy Information Administration, 2018‬‬


‫مالحظة‪ :‬سعر نفط برنت‪.‬‬

‫دفع نفس األسعار التي كانوا يدفعونها‪ ،‬بصرف النظر‬ ‫وبالتالي‪ ،‬فالنجاح في إصالح نظم دعم الطاقة‪،‬‬
‫عن أي تقلبات إضافية في أسعار منتجات الطاقة في‬ ‫من دون إثقال كاهل الشرائح األقل دخال بتكاليف‬
‫األسواق العالمية‪.‬‬ ‫إضافية‪ ،‬أو تعطيل القدرة التنافسية للصناعة‪ ،‬يستلزم‬
‫تخطيطا اقتصاديا دقيقا‪ .‬وفي السنوات القليلة الماضية‪،‬‬
‫غير أن الوفورات التي تحققها الحكومة أو شركات‬ ‫تزايد عدد البلدان العربية التي بدأت بإجراء إصالحات‬
‫التوزيع في تكاليف الدعم على أسعار الطاقة تبقى‬ ‫على األسعار المحلية للطاقة (الشكل ‪.99)25‬‬
‫مؤقتة‪ ،‬إذ إن هذه الخطوات ال تحمي الحكومات من‬
‫تراكم تكاليف الدعم المتوجبة عليها عندما ترتفع‬ ‫يتفاوت مستوى وعمق اإلصالحات كثيرا بين البلدان‬
‫أسعار الوقود الدولية مجددا‪ .‬وقد ساعد انخفاض‬ ‫ومصادر الطاقة‪ .‬فقد أجريت تصحيحات كثيرة‬
‫أسعار الوقود في األسواق العالمية منذ عام ‪2014‬‬ ‫مخصصة ألغراض معينة على مجموعة مختارة من‬
‫عددا من البلدان العربية على تخفيف عبء تكاليف‬ ‫أنواع الوقود ومجموعات المستهلكين‪ ،‬فيما بقيت‬
‫الدعم‪ ،‬من دون زيادة أسعار الطاقة على المستهلكين‬ ‫اإلصالحات المنهجية على تسعير الطاقة قليلة‪ .‬ومن‬
‫(الجدول ‪ .)4‬ولكن‪ ،‬يخشى أن يعود الوضع إلى‬ ‫شأن أي تدابير تصحيحية مخصصة لغرض ما‪ ،‬بكل‬
‫ما كان عليه في حال ارتفعت أسعار النفط‬ ‫بساطة‪ ،‬أن تنعكس ارتفاعا في األسعار بالنسبة إلى‬
‫العالمية مجددا‪.‬‬ ‫المستهلكين النهائيين‪ ،‬الذين يستمرون في الواقع في‬
‫‪53‬‬

‫ومن بين البلدان المصدرة للنفط في المنطقة‪،‬‬ ‫وقد اتخذ عدد قليل فقط من البلدان خطوات فعالة‬
‫راجعت اقتصادات عديدة في دول مجلس التعاون‬ ‫للربط بين األسعار المحلية واألسعار العالمية‪ ،‬ما أسهم‬
‫الخليجي أسعار الوقود المحلية‪ .‬واإلمارات العربية‬ ‫في رفع الدعم عن األسعار بالكامل‪ .‬فقد رفع األردن‬
‫المتحدة هي الدولة الوحيدة التي ربطت األسعار‬ ‫والمغرب الدعم عن الوقود من خالل إجراء تحديث‬
‫المحلية باألسعار العالمية‪ ،‬مقلصة بذلك التفاوت‬ ‫دوري لألسعار المحلية‪ ،‬على أساس تغير األسعار في‬
‫بينها‪ .‬وال تزال أسعار الوقود والكهرباء أقل بكثير‬ ‫السوق العالمية‪ .‬كما عمد األردن إلى رفع الدعم‬
‫مما هي عليه في أنحاء أخرى في العالم‬ ‫تدريجيا عن الكهرباء والغاز الطبيعي‪ ،‬في حين عدلت‬
‫(الجدول ‪.)3‬‬ ‫مصر نظام الدعم على الكهرباء والغاز في الفترة‬
‫الممتدة بين عامي ‪ 2013‬و‪ ،2015‬ووضعت خططا‬
‫وثقت الوكالة الدولية للطاقة التجارب الناجحة‬ ‫لزيادة التعرفة خالل السنوات الخمس المقبلة‪.100‬‬
‫المتعلقة باألنظمة التي أثبتت فعاليتها في مجال‬ ‫ونفذ كل من تونس‪ ،‬والسودان‪ ،‬ومصر عددا من‬
‫كفاءة استخدام الطاقة في قطاعي اإلسمنت‬ ‫التصويبات المخصصة في أسعار الوقود وخدمات‬
‫واأللمنيوم في العالم‪ .‬وتبين أن تحقيق الكفاءة في‬ ‫المرافق‪ ،‬غير أن هذه البلدان ال تزال تحمي المستهلك‬
‫استخدام الطاقة‪ ،‬من خالل خفض استهالك الطاقة‬ ‫المحلي من تقلبات األسعار العالمية‪.101‬‬
‫لكل وحدة من وحدات الناتج االقتصادي اإلجمالي‪،‬‬
‫يمكن أن يحسن القدرة التنافسية للقطاعات الصناعية‬ ‫الجدول ‪ .3‬أسعار منتجات الطاقة في دول‬

‫الفرعية‪ ،‬ال سيما في القطاعات التي ترتفع فيها كثافة‬ ‫مجلس التعاون الخليجي والواليات المتحدة‬

‫استهالك الطاقة‪ .102‬وبالتالي‪ ،‬ينبغي إن يتالزم‬ ‫(آب‪/‬أغسطس ‪ ،2017‬أو أحدث البيانات المتاحة)‬

‫إصالح أسعار الوقود مع حوافز استثمارية‪ ،‬وأنظمة‬ ‫الكهرباء‬ ‫الديزل‬ ‫الغازولين‬


‫محدثة للكفاءة في استخدام الطاقة‪ ،‬تسهم في‬ ‫دوالر‪/‬كيلو‬
‫دوالر‪/‬ليتر‬
‫تعزيز المزايا التنافسية للصناعات بحيث ال تقتصر‬ ‫واط ساعة‬
‫على مدخالت الطاقة المنخفضة الكلفة‪ .‬ويبين‬ ‫‪0.12‬‬ ‫‪0.53‬‬ ‫‪0.5‬‬
‫اإلمارات العربية‬
‫الجدول ‪ 4‬الوفورات المالية التي حققتها البلدان‬ ‫المتحدة‬

‫العربية من خالل إصالح أسعار الطاقة على مدى‬ ‫‪0.04‬‬ ‫‪0.37‬‬ ‫‪0.38‬‬ ‫البحرين‬

‫السنوات القليلة الماضية‪ ،‬بما في ذلك البلدان المنتجة‬ ‫‪0.04‬‬ ‫‪0.53‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫عمان‬
‫‪0.05‬‬ ‫‪0.42‬‬ ‫‪0.45‬‬
‫للنفط والغاز والتي لطالما اعتبرت دعم األسعار جزءا‬ ‫قطر‬
‫‪0.02‬‬ ‫‪0.36‬‬ ‫‪0.31‬‬
‫ال يتجزأ من سياسات سوق الطاقة‪ .‬ويمكن القول إن‬ ‫الكويت‬

‫الضغوط المالية كانت الدافع الرئيسي وراء موجة‬ ‫‪0.10‬‬ ‫‪0.10‬‬ ‫‪0.22‬‬
‫المملكة العربية‬
‫السعودية‬
‫اإلصالحات التي أطلقها مستوردو الطاقة في المنطقة‬
‫المعدل‪ ،‬دول‬
‫لمواجهة ارتفاع أسعار النفط العالمية في أواخر‬ ‫‪0.06‬‬ ‫‪0.39‬‬ ‫‪0.39‬‬ ‫مجلس التعاون‬
‫القرن الماضي وحتى عام ‪ .2014‬في إثر ذلك‪ ،‬بدأت‬ ‫الخليجي‬
‫اإلصالحات في عدد من البلدان المصدرة للطاقة‬ ‫أسعار الواليات‬
‫‪0.10‬‬ ‫‪0.52‬‬ ‫‪0.55‬‬
‫بعد تراجع أسعار النفط‪ ،‬وبالتالي تراجع إيرادات‬ ‫المتحدة‬
‫الحكومة‪ ،‬منذ عام ‪.1032014‬‬ ‫المصدر‪.IMF, 2017b :‬‬
‫‪54‬‬

‫الجدول ‪ .4‬دعم أسعار النفط في البلدان العربية في الفترة بين عامي ‪ 2013‬و‪2016‬‬
‫(نسبة مئوية من الناتج المحلي اإلجمالي)‬

‫المساهمة في التغيير‬ ‫التغيير‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2013‬‬

‫التغيير في أسعار‬
‫الباقي‬ ‫االستهالك‬ ‫تعديل األسعار‬
‫النفط الدولية‬

‫البلدان‬
‫‪1.1‬‬ ‫‪-0.4‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪-3.7‬‬ ‫‪-2.2‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫المستوردة‬
‫للنفط‬

‫‪1‬‬ ‫‪-0.5‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫‪-8.1‬‬ ‫‪-0.9‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫األردن‬

‫‪0.1‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪-1.8‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫تونس‬

‫‪1.3‬‬ ‫‪-0.6‬‬ ‫‪-0.6‬‬ ‫‪-2.8‬‬ ‫‪-2.7‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫السودان‬

‫‪0.7‬‬ ‫‪-0.4‬‬ ‫‪6.6‬‬ ‫‪-6.1‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫لبنان‬

‫‪0.3‬‬ ‫‪-0.5‬‬ ‫‪-0.2‬‬ ‫‪-3.2‬‬ ‫‪-3.6‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪6.9‬‬ ‫مصر‬

‫‪2.3‬‬ ‫‪-0.2‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪-3.5‬‬ ‫‪-0.9‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫المغرب‬

‫…‬ ‫…‬ ‫…‬ ‫…‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫موريتانيا‬

‫البلدان‬
‫‪-0.9‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪-0.2‬‬ ‫‪-3.4‬‬ ‫‪-2.9‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪5.2‬‬ ‫المصدرة‬
‫للنفط‬

‫اإلمارات‬
‫‪1.1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪-2.2‬‬ ‫‪-0.7‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫العربية‬
‫المتحدة‬

‫‪-0.3‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪-0.5‬‬ ‫‪-1.6‬‬ ‫‪-2.1‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫البحرين‬

‫‪-1.4‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪-3.5‬‬ ‫‪-2.5‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫الجزائر‬

‫‪-1‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-5.5‬‬ ‫‪-5.2‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫العراق‬

‫‪-1.8‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪-0.6‬‬ ‫‪-3.3‬‬ ‫‪-3.7‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫عمان‬

‫‪-1‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪-0.3‬‬ ‫‪-1.5‬‬ ‫‪-1.5‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫قطر‬

‫‪-2.1‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪-0.9‬‬ ‫‪-2.1‬‬ ‫‪-2.6‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫الكويت‬

‫المملكة‬
‫‪-1.3‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪-0.6‬‬ ‫‪-4.2‬‬ ‫‪-3.9‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫العربية‬
‫السعودية‬

‫المصدر‪.International Monetary Fund, 2017c :‬‬


‫مالحظة‪ :‬ال بيانات عن دولة فلسطين وليبيا‪.‬‬
‫‪55‬‬

‫الطاقة من خالل إصالحات تدريجية‪ ،‬كما في‬ ‫ونظرا إلى حساسية عملية إصالح أسعار الطاقة‬
‫الجمهورية العربية السورية (‪ ،)2008‬والسودان‬ ‫وتعقيدها بالنسبة إلى المستخدمين في القطاع‬
‫(‪ 2012‬و‪ ،)2013‬وتونس ومصر (‪ ،)2014‬وكذلك‬ ‫الصناعي‪ ،‬حرصت حكومات عربية عدة على إبقاء‬
‫المملكة العربية السعودية (‪ )2015‬ثم في البحرين‬ ‫الصناعات في منأى عن هذه اإلصالحات‪ ،‬ولو‬
‫وعمان وقطر‪ 105‬بعد فترة وجيزة‪ .‬أما األردن‪ ،‬فقد‬ ‫على حساب ارتفاع تكاليف الطاقة على المستهلكين‬
‫عمد إلى رفع معظم الدعم على أسعار الوقود دفعة‬ ‫اآلخرين‪ ،‬أي األفراد والمؤسسات التجارية‪ .‬وفي‬
‫واحدة في عام ‪2012‬؛ وكذلك اإلمارات العربية‬ ‫العديد من الحاالت‪ ،‬تحمل هؤالء المستهلكون العبء‬
‫المتحدة في عام ‪ .1062015‬وفي معظم الحاالت‪،‬‬ ‫األكبر لزيادة تكلفة الطاقة‪ ،‬بموازاة تكاليف إضافية في‬
‫لم تنطو هذه الخطوات التدريجية على أي جهود‪،‬‬ ‫وقود النقل‪ ،‬والمياه‪ ،‬والكهرباء‪ ،‬وزيادات غير مباشرة‬
‫أو ربما تضمنت جهودا محدودة جدا‪ ،‬لتوسيع‬ ‫في تكاليف المعيشة والقيام باألعمال التجارية‪ ،‬وذلك‬
‫نطاق شبكات الحماية االجتماعية األخرى‪ ،‬مثال‬ ‫نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة‪.‬‬
‫بتحسين توجيه الدعم إلى األسر ذات الدخل‬
‫المنخفض أو المتوسط األدنى‪ ،‬من خالل التحويالت‬ ‫وفي مصر‪ ،‬ارتفعت التكاليف التي يتكبدها القطاعان‬
‫النقدية المباشرة‪.‬‬ ‫السكنى والصناعي بعد إصالح أسعار الطاقة في‬
‫تموز‪/‬يوليو ‪ .2014‬وسجلت أسعار الوقود ارتفاعا في‬
‫وقد ركزت اآلليات الرامية إلى حماية الفئات‬ ‫قطاعات عدة‪ ،‬منها قطاع التكرير بنسبة ‪ 46‬في المائة‬
‫األشد فقرا من ارتفاع األسعار‪ ،‬عوضا عن ذلك‪ ،‬على‬ ‫تقريبا‪ ،‬وقطاع توليد الكهرباء بنسبة ‪ 79‬في المائة‪،‬‬
‫استهداف استهالك الوقود أو الكهرباء بشكل مباشر‪.‬‬ ‫وقطاع النقل بنسبة ‪ 122‬في المائة‪ .‬لكن‪ ،‬رغم هذه‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬عندما خفضت الحكومة السورية‬ ‫التغييرات الكبيرة في األسعار‪ ،‬بقي الدعم على الطاقة‬
‫الدعم على الديزل بشكل كبير في عام ‪،2008‬‬ ‫في مصر كبيرا‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬قدر تقرير للبنك‬
‫أصدرت قسائم تتيح لكل أسرة شراء ‪ 1,000‬ليتر‬ ‫الدولي أن تكلفة هذا الدعم على الميزانية قد تنخفض‬
‫تقريبا من الديزل بسعر منخفض يوازي السعر القديم‬ ‫بنسبة الثلث فقط‪ ،‬أي من نحو ‪ 150‬مليار جنيه مصري‬
‫تقريبا‪ .107‬واعتمدت تونس ما يسمى بـ "تعرفة شريان‬ ‫(‪ 20‬مليار دوالر تقريبا) إلى ‪ 100‬مليار جنيه مصري‬
‫الحياة" لمساعدة األسر التي تستهلك قدرا محدودا‬ ‫(‪ 14‬مليار دوالر تقريبا)‪ .‬وعلى المدى القصير‪ ،‬فيقدر‬
‫من الكهرباء‪.108‬‬ ‫أن يبقى العجز في الميزانية مرتفعا‪ ،‬بحيث يسجل‬
‫انخفاضا من ‪ 8‬إلى ‪ 6‬في المائة فقط من الناتج‬
‫ولكن‪ ،‬لم تتمكن النظم التعويضية جميعها من إثبات‬ ‫المحلي اإلجمالي‪ .104‬ولم تجر مصر أي تغييرات دائمة‬
‫فعاليتها‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬كان من المقرر أن تشرع‬ ‫في اآللية المستخدمة لتحديد أسعار الطاقة‪ ،‬علما أنه‬
‫مصر في تنفيذ نظام بطاقات ذكية تحدد كمية الوقود‬ ‫يحتمل أن يزداد الدعم مجددا في حال ارتفعت أسعار‬
‫المدعوم المسموح بها سنويا لكل مركبة‪ ،‬غير أنها‬ ‫النفط العالمية‪ ،‬وبذلك تبقى اإلصالحات جزئية‪.‬‬
‫‪109‬‬
‫ألغت هذه الخطة الحقا بسبب "مشاكل ال حل لها" ‪.‬‬
‫ولم تتخذ مصر أي ترتيبات بديلة في مجال‬ ‫(أ) التخفيف من اآلثار السلبية إلصالح‬
‫الحماية االجتماعية تستهدف مباشرة الفئات‬ ‫أسعار الطاقة‬
‫األكثر هشاشة‪ .‬كذلك‪ ،‬لم تخل تجربة اعتماد بطاقات‬
‫الحصص التموينية في المنطقة من مشاكل على‬ ‫سعى معظم البلدان العربية إلى التخفيف من آثار‬
‫صعيد اإلنصاف االجتماعي‪ ،‬إذ إن هذه البطاقات‬ ‫التدابير اإلصالحية المتخذة في مجال دعم أسعار‬
‫‪56‬‬

‫الوقود‪ .114‬كل ذلك ونصف سكان اليمن معزولون عن‬ ‫غالبا ما تمنح على أساس المركز االجتماعي‪ ،‬إذ توزع‬
‫شبكة الكهرباء‪ ،‬ويعتمدون على وقود الديزل لتأمين‬ ‫مثال على المتقاعدين والموظفين المدنيين وليس‬
‫احتياجاتهم األساسية من الكهرباء‪ .‬في المقابل‪ ،‬أدى‬ ‫على الشرائح األقل دخال‪.110‬‬
‫خفض تعرفة الطاقة الكهربائية بشكل مفرط على مدى‬
‫عقود إلى حرمان الدولة من فرص االستثمار في‬ ‫ومن جهة أخرى‪ ،‬يتخذ المغرب منذ فترة طويلة‬
‫تطوير البنى األساسية لشبكة الكهرباء‪ .‬وحتى‬ ‫سياسة لحماية أسعار قوارير الغاز النفطي المسال‪،‬‬
‫المزارعون في اليمن يستخدمون الديزل‪ ،‬لتشغيل‬ ‫وهي سياسات يتوخى أن تكون‪ ،‬إلى حد ما‪ ،‬سياسة‬
‫شاحناتهم‪ .‬ويدل ذلك على أن تحقيق األمن الغذائي‬ ‫استهداف ذاتي‪ ،‬نظرا إلى أن االستهالك المنزلي للغاز‬
‫في البلد يتوقف على توفر الديزل بتكلفة ميسورة‪.‬‬ ‫غالبا ما يقتصر على الطهي وتسخين المياه في األسر‬
‫المنخفضة والمتوسطة الدخل‪ .‬غير أن هذا التدبير‬
‫وعندما قررت الحكومة اليمنية تخفيض الدعم على‬ ‫لم يعد بالمنفعة على الشرائح المستهدفة فحسب‪،‬‬
‫الوقود بشكل جذري‪ ،‬ارتفعت معدالت تضخم أسعار‬ ‫بل عاد بمكاسب كبرى على ذوي الدخل األكبر‪.111‬‬
‫المواد الغذائية وانقطعت إمدادات الطاقة بأسعار‬ ‫وتقوم المملكة العربية السعودية أيضا بحماية األسر‬
‫ميسورة عن شرائح كبيرة من السكان‪ ،‬وذلك في‬ ‫التي تستهلك أقل من ‪ 4,000‬كيلوواط ساعة في‬
‫غياب إي تدابير بديلة للحماية االجتماعية‪ .‬وفي‬ ‫الشهر من اإلصالحات التي أجرتها مؤخرا على تعرفة‬
‫أيلول‪/‬سبتمبر ‪ ،2014‬اندلعت في صنعاء احتجاجات‬ ‫الطاقة الكهربائية‪ .112‬ولكن السقف المحدد لالستهالك‬
‫عنيفة‪ ،‬واستولى متمردون من حركة الحوثيين على‬ ‫يبقى مرتفعا إلى حد يسمح باستفادة معظم أسر‬
‫المقرات الحكومية‪ ،‬مطالبين بشكل أساسي بالعودة‬ ‫الشرائح األعلى دخال منه‪ ،‬ويحد كثيرا من فعالية‬
‫عن قرار خفض الدعم على أسعار الوقود‪ .115‬وفي‬ ‫إصالح األسعار‪ .‬وتبين هذه األمثلة المعضلة التي‬
‫األشهر التالية‪ ،‬شهد الوضع السياسي الضعيف في‬ ‫يواجهها واضعو السياسات في مساعيهم إلصالح‬
‫اليمن مزيدا من التصعيد‪ ،‬وكان الدعم على الوقود من‬ ‫أسعار الطاقة في غياب مؤسسات حكومية متطورة‬
‫المؤشرات الرئيسية على العديد من النزاعات التي‬ ‫بما يكفي الستهداف الشرائح األكثر هشاشة من خالل‬
‫اندلعت بين الحكومة المركزية والمقاطعات حول‬ ‫إيجاد سبل أخرى للحد من الفقر بشكل فعال‪.‬‬
‫حصول السكان على الخدمات األساسية والفرص‬
‫االقتصادية‪ .‬ويبين ذلك الدور المحتمل لكل من أسعار‬ ‫وتبرز حالة اليمن صعوبة إصالح أسعار الطاقة المحلية‬
‫الطاقة وسوء الحوكمة في اندالع المزيد من التوترات‬ ‫في بلدان تفتقر لنظم الرعاية االجتماعية البديلة‬
‫السياسية‪ ،‬وضرورة الحرص على إدارة التحول في‬ ‫الفعالة‪ ،‬وترتفع فيها معدالت الفقر‪ .‬وفي تسعينات‬
‫مجال الطاقة على نحو منصف اجتماعيا في‬ ‫القرن الماضي والعقد األول من األلفية الثالثة‪ ،‬قام‬
‫المنطقة العربية‪ ،‬وذلك من أجل الحفاظ على‬ ‫اليمن بمحاوالت متكررة لخفض الدعم التنازلي‬
‫االستقرار السياسي‪.116‬‬ ‫والمكلف على الوقود‪ .‬ولكن‪ ،‬حال التضخم وانخفاض‬
‫قيمة العملة دون اإلسراع في تحقيق أي من النتائج‬
‫وتختلف تجارب اإلصالح كثيرا في المنطقة العربية‪.‬‬ ‫المرجوة بالقيمة الحقيقية‪ .113‬وبحلول عام ‪،2014‬‬
‫وقد أثبتت هذه التجارب أنه على الرغم من صوابية‬ ‫تدهور الوضع المالي بشكل خطر‪ .‬واضطرت الحكومة‬
‫أهداف التدابير االصالحية المتخذة على مستوى‬ ‫إلى بيع الوقود بخسارة‪ ،‬ما أسفر عن نقص حاد في‬
‫االقتصاد الكلي‪ ،‬فإن تطبيقها يثير الكثير من‬ ‫الوقود‪ ،‬وارتفاع هائل في أسعار الديزل في السوق‬
‫المعضالت الجديدة في مجال التنمية االجتماعية‬ ‫السوداء‪ ،‬حتى عجز الكثيرون عن تحمل تكلفة‬
‫‪57‬‬

‫المزيد من األموال في االقتصاد على نحو أكثر‬ ‫واالقتصادية‪ ،‬وخاصة في البلدان التي تفتقر‬
‫إنتاجية؛ واستحداث فرص عمل في مجاالت البحث‬ ‫حكوماتها إلى القدرة الكافية على توفير الرعاية‬
‫والتطوير في التكنولوجيا على سبيل المثال؛ وإنتاج‬ ‫االجتماعية واألمن‪ .‬وأحد التحديات الرئيسية التي‬
‫مواد‪ ،‬مثل مواد العزل في البناء‪ ،‬واستخدام معدات‬ ‫تقف عائقا أمام إصالح أسعار الطاقة يكمن في كيفية‬
‫وأجهزة أكثر كفاءة وتركيبها وصيانتها‪.117‬‬ ‫حماية فئات معينة في البلدان المتوسطة الدخل من‬
‫العواقب الوخيمة التي قد تترتب على اإلصالحات‬
‫غير أن تحديات عديدة تقف عائقا أمام وضع قوانين‬ ‫نتيجة لالرتفاع الكبير في األسعار‪.‬‬
‫ناظمة للكفاءة في استخدام الطاقة في البلدان‬
‫العربية‪ .‬فإصدار مثل هذه األنظمة في مجاالت النقل‪،‬‬ ‫وبناء القدرات الحكومية على إعداد وتنفيذ خطط‬
‫والبناء‪ ،‬والصناعة‪ ،‬والطاقة‪ ،‬هو عملية معقدة تستلزم‬ ‫إلصالح أسعار الطاقة أساسي لنجاح السياسات‬
‫بناء القدرات داخل الهيئات الحكومية من أجل‬ ‫المرجوة على المدى الطويل‪ .‬ويشمل ذلك بناء القدرة‬
‫التخطيط لألنشطة والمبادرات الالزمة وتطويرها‬ ‫على استهداف مختلف شرائح الدخل على نحو أكثر‬
‫وتنفيذها وإدارتها‪ .‬وفي إطار بناء القدرات‪ ،‬ال بد من‬ ‫فعالية‪ ،‬من خالل تنفيذ برامج بديلة للحماية‬
‫تطوير مهارات الموارد البشرية في القطاع العام‪،‬‬ ‫االجتماعية‪ .‬وال بد أيضا من بناء القدرة على دعم‬
‫وتوفير مهارات متخصصة في مجاالت مثل صياغة‬ ‫عمليات التدقيق‪ ،‬وتطوير البرامج الرامية إلى الحفاظ‬
‫السياسات‪ ،‬والقانون‪ ،‬والعلوم االقتصادية‪ ،‬والهندسة‪،‬‬ ‫على القدرة التنافسية للصناعات في األسواق العالمية‪،‬‬
‫والتكنولوجيا‪ .‬ولتحقيق الكفاءة في استخدام الطاقة‪،‬‬ ‫على الرغم من ارتفاع تكاليف الوقود والمواد الخام‪.‬‬
‫ال بد من أن تكون المتطلبات طموحة ولكن قابلة‬ ‫وبذل الجهود‪ ،‬بموازاة ذلك‪ ،‬لتحقيق تحسينات ملموسة‬
‫للتحقيق والتطبيق‪ .‬ويستدعي ذلك تطبيقا ورصدا‬ ‫في كفاءة استخدام الطاقة في القطاعات الصناعية‬
‫مستمرين من جانب مؤسسات حكومية مختصة لها‬ ‫كما في قطاعي البناء والنقل‪ ،‬قد يكون أداة قوية‬
‫مهام واضحة‪.‬‬ ‫إذا ما استخدمتها الحكومات بفعالية‪ .‬وينطبق‬
‫ذلك بشكل خاص إذا اقترن استخدام هذه األداة‬
‫وينبغي توخي الشفافية التامة في إطالع‬ ‫باستثمارات منهجية في القطاعات المراعية للفقراء‪،‬‬
‫المستخدمين‪ ،‬أفرادا وفي الصناعات والمؤسسات‬ ‫مثل النقل العام الميسور الكلفة والذي يسهل الوصول‬
‫التجارية‪ ،‬على جميع المعلومات المتعلقة بالكفاءة‬ ‫إليه (تناقش هذه الفكرة بالتفصيل في ما يلي)‪.‬‬
‫في استخدام الطاقة‪ ،‬ومنحهم بدائل واقعية ألنماط‬
‫االستهالك والتكنولوجيات والمعدات القائمة؛ بل‬ ‫‪ .2‬الكفاءة في استخدام الطاقة‪ ،‬ومعايير‬
‫والتشاور مع هذه الجهات في إعداد قواعد الكفاءة‬ ‫األداء‪ ،‬والممارسات‬
‫في استخدام الطاقة‪ .118‬ويستلزم ذلك تعزيز قنوات‬
‫االتصال بين الهيئات الحكومية ومجموعات مستهلكي‬ ‫إن إمكانية توفير الطاقة‪ ،‬وتحقيق وفورات مالية‬
‫الطاقة‪ .‬وللتغلب على العقبات التي تنطوي عليها‬ ‫لفائدة الحكومات والمستهلكين النهائيين‪ ،‬من أفضل‬
‫عملية وضع أنظمة أفضل لتحقيق كفاءة استخدام‬ ‫اآلليات لمساعدة المستهلكين على إدارة ارتفاع‬
‫الطاقة‪ ،‬ال بد من فهم أفضل لمنافع االستثمار األولي‬ ‫أسعار الطاقة في المنطقة العربية‪ .‬ومن خالل‬
‫على المدى القصير والمتوسط والطويل على‬ ‫خفض استهالك الطاقة لكل وحدة من وحدات الناتج‬
‫الصناعات كما األفراد‪.‬‬ ‫االقتصادي‪ ،‬يتيح استخدام الطاقة بكفاءة أيضا إنفاق‬
‫‪58‬‬

‫وشملت عملية التثقيف تنفيذ حملة توعية حول‬ ‫وتبرز مسألة تسعير الطاقة كقضية موازية في األهمية‬
‫عالمات الكفاءة في استخدام الطاقة عبر وسائل‬ ‫لمسألة تزويد المستخدمين بالمعلومات وترتبط بها‬
‫اإلعالم‪ ،‬مثل اإلذاعة والتلفزيون؛ وتنظيم أيام‬ ‫ارتباطا وثيقا‪ .‬ويزيد انخفاض األسعار المحلية للطاقة‬
‫مفتوحة في الجامعات؛ وإطالق حملة ثانية عبر‬ ‫من صعوبة إعداد خطط فعالة لتحفيز المستخدمين‬
‫وسائل التواصل االجتماعي؛ وحملة ثالثة استهدفت‬ ‫على االستثمار في تحسين كفاءة استخدام الطاقة‪.‬‬
‫تجار البيع بالتجزئة والجهات المعنية في كل من عمان‬ ‫وهذا يعني أن وضع أنظمة خاصة بكفاءة استخدام‬
‫وإربد والعقبة‪.119‬‬ ‫الطاقة ال بد من أن يقترن بإصالح نظم تسعير الطاقة‪،‬‬
‫وتوفر الموارد المالية الالزمة لمساعدة المستخدمين‬
‫وفي عام ‪ ،2011‬وضعت الجزائر الخطة الوطنية‬ ‫على القيام باالستثمارات األولية في هذا المجال‪.‬‬
‫لكفاءة استخدام الطاقة والطاقة المتجددة‬ ‫ويطرح ذلك تحديا خاصا في البلدان العربية األقل‬
‫‪ ،2030-2011‬الرامية إلى توسيع نطاق استخدام‬ ‫نموا‪ ،‬وفي البلدان التي تشهد نزاعات وتلك الخارجة‬
‫الطاقة المتجددة وتنويع مصادر الطاقة في البلد‪.‬‬ ‫من النزاع‪ .‬وتبرز هذه التحديات كذلك في عدد من‬
‫وإضافة إلى ما انطوت عليه الخطة من أهداف‬ ‫البلدان المتوسطة الدخل‪ ،‬حيث الموارد المالية‬
‫طموحة‪ ،‬منها زيادة قدرة الطاقة المتجددة بمعدل‬ ‫محدودة بالفعل‪ ،‬واألولويات القصيرة األجل أكثر‬
‫‪ 22‬جيغاواط بحلول عام ‪ ،2030‬دعت هذه الخطة‬ ‫إلحاحا‪ ،‬فيتحول التركيز عن السياسات واالستثمارات‬
‫إلى تحسين كفاءة استخدام الطاقة في القطاع‬ ‫المصممة لتحقيق نتائج متوسطة وطويلة األجل‪.‬‬
‫االقتصادي‪ .‬وتتضمن سبل ذلك اتخاذ تدابير عدة‪ ،‬منها‬ ‫ويتيح هذا الوضع للمؤسسات المالية الدولية‬
‫تحسين نظم العزل الحراري في المباني‪ ،‬وتطوير نظم‬ ‫تخصيص تمويل أكبر من تدفقات المعونة اإلنمائية‬
‫تسخين المياه بالطاقة الشمسية‪ ،‬وتشجيع التوليد‬ ‫بين الدول العربية للمشاريع اإلنمائية وغيرها‪.‬‬
‫المشترك للكهرباء‪ ،‬وإنشاء نظم التبريد بالطاقة‬
‫الشمسية‪ ،‬وتغيير تكنولوجيات تحلية المياه من خالل‬ ‫وفي السنوات األخيرة‪ ،‬بدأ بعض البلدان العربية‬
‫زيادة استخدام الطاقة المتجددة‪ ،‬واستخدام نظم‬ ‫بتعزيز السياسات الرامية إلى تعزيز كفاءة استخدام‬
‫اإلضاءة الموفرة للطاقة‪ .120‬ومنذ عام ‪ ،2005‬يفرض‬ ‫الطاقة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬أطلق األردن مشروعا‬
‫إجراء عمليات تدقيق إلزامية على كبار المستخدمين‬ ‫مبتكرا في عام ‪ 2010‬يهدف إلى إبعاد التركيز‬
‫في قطاعات الصناعة والنقل والتجارة الذين يتجاوز‬ ‫عن العرض‪ ،‬وتوجيهه نحو زيادة معدل كفاءة‬
‫استهالكهم من الطاقة حدا معينا‪.121‬‬ ‫استخدام الطاقة في األجهزة المنزلية‪ ،‬مثل المكيفات‪،‬‬
‫والغساالت‪ ،‬والبرادات‪ ،‬والثالجات‪ .‬وساهم في تمويل‬
‫وركزت المملكة العربية السعودية على وضع سياسة‬ ‫هذا المشروع كل من مرفق البيئة العالمي‪ ،‬وبرنامج‬
‫محددة لتحقيق كفاءة استخدام الطاقة في إطار‬ ‫األمم المتحدة اإلنمائي‪ ،‬ووزارة التخطيط والتعاون‬
‫سياستها االقتصادية الجديدة الطويلة األمد المعروفة‬ ‫الدولي في االردن‪ ،‬كما ساعد في وضع أول مجموعة‬
‫برؤية ‪ .2030‬ففي عام ‪ ،2017‬أسس صندوق‬ ‫من المعايير والقواعد الخاصة بملصقات كفاءة‬
‫االستثمار العام الشركة الوطنية لخدمات كفاءة‬ ‫استخدام الطاقة لألجهزة المنزلية‪ ،‬فضال عن تصميم‬
‫استخدام الطاقة‪ ،‬بهدف زيادة كفاءة استخدام الطاقة‬ ‫برامج الدعم واألدوات الالزمة لتطبيق هذه البرامج‪.‬‬
‫في المباني والمرافق الحكومية؛ ودعم إنشاء قطاع‬ ‫وركزت المبادرة بشكل خاص على تثقيف العمالء‬
‫وطني معني بتحقيق الكفاءة في استخدام الطاقة‪،‬‬ ‫بشأن أهمية اختيار أجهزة عالية الكفاءة‪ ،‬بغية تفادي‬
‫تماشيا مع رؤية ‪ 2030‬الرامية إلى تنويع االقتصاد‬ ‫تكاليف التشغيل على المديين المتوسط والبعيد‪.‬‬
‫‪59‬‬

‫ونظرا لعدم استغالل السياسات الرامية إلى زيادة‬ ‫وتحقيق االستدامة البيئية‪ .‬وقد كلفت هذه الشركة‪،‬‬
‫كفاءة استخدام الطاقة في مجال التكنولوجيا في‬ ‫التي تبلغ قيمة رأس مالها ‪ 1.9‬مليار ريال سعودي‬
‫المنطقة العربية لغاية اآلن‪ ،‬يجب بذل جهود أكبر في‬ ‫(حوالي ‪ 500‬مليون دوالر)‪ ،‬بتمويل مشاريع ترميم‬
‫سبيل توحيد متطلبات الكفاءة في استخدام الطاقة‬ ‫المباني والمرافق الحكومية وإدارتها‪ ،‬والمساعدة على‬
‫في هذا المجال بين البلدان المجاورة‪ .‬وتشمل المعايير‬ ‫تسهيل عملية اإلنفاق الحكومي على استهالك الكهرباء‬
‫التي يمكن مواءمتها على المستوى دون اإلقليمي‬ ‫وخفض هذا اإلنفاق‪ .122‬وفي إطار استراتيجيتها‬
‫معايير الحد األدنى ألداء المركبات ووقود النقل وقطع‬ ‫الرامية إلى الحد من الطلب على استهالك الطاقة على‬
‫الغيار‪ .127‬وإن حلول تكنولوجيا الطاقة الذكية‪ ،‬مثل‬ ‫مدى السنوات العشرين المقبلة‪ ،‬بدأت السعودية‬
‫تكنولوجيا الطاقة المتجددة‪ ،‬والشبكات الذكية‪،‬‬ ‫بوضع ملصقات كفاءة استخدام الطاقة على مكيفات‬
‫والعدادات الذكية‪ ،‬وتخزين الطاقة‪ ،‬تتطور تطورا‬ ‫الهواء‪ .123‬وخلصت دراسة أجريت في عام ‪ 2017‬إلى‬
‫سريعا تعززه القوانين واألنظمة التي تواكبها في‬ ‫أن تنفيذ برنامج لتصميم األبنية السكنية الموجودة‬
‫البلدان المجاورة‪ .‬وتسهم األنظمة ومعايير التكنولوجيا‬ ‫بحيث تخضع لحد أدنى من التجهيز سيكون فعاال من‬
‫المشتركة العابرة للحدود في تعزيز قابلية النظام‬ ‫حيث التكلفة‪ ،‬وسيقلل من استهالك الكهرباء بمعدل‬
‫للتشغيل البيني‪ ،‬وهو أمر أساسي لتوسيع نطاق‬ ‫‪ 10,054‬جيغاواط الساعة في السنة‪ .‬ومن شأن هذا‬
‫العالقات التجارية‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬في حالة نقل‬ ‫البرنامج أن يحد من الطلب في أوقات الذروة بمعدل‬
‫الطاقة الكهربائية عبر الحدود‪ .‬ومن شأن توحيد‬ ‫‪ 2,290‬ميغاواط‪ ،‬ويخفض من انبعاثات الكربون‬
‫المعايير أن يعود بالفائدة على المستهلكين‪ ،‬إذ إنه‬ ‫بمعدل ‪ 7.611‬مليون طن‪/‬السنة‪.124‬‬
‫يسهم في رفع مستويات الجودة والسالمة‪ ،‬ويتيح‬
‫نمو أسواق أصحاب المؤسسات التجارية المحلية‬ ‫في عام ‪ ،2016‬كانت اإلمارات العربية المتحدة من‬
‫ومصنعي المعدات التكنولوجية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يشكل‬ ‫أوائل البلدان العربية التي اعتمدت معايير منهجية‬
‫توحيد المعايير على المستوى اإلقليمي حال محتمال‬ ‫من أجل التوفير في استهالك الوقود على أسطول‬
‫يعود بالمنفعة على المستهلكين والمؤسسات التجارية‬ ‫مركباتها‪ .‬وتتعدد وسائل تطوير المعايير واألنظمة‬
‫االبتكارية على حد سواء‪.128‬‬ ‫البيئية في قطاع النقل‪ ،‬وتتضمن تحديد حد أقصى‬
‫لمستويات االنبعاثات والدخان‪ ،‬ووضع معايير لتحقيق‬
‫‪ .3‬استدامة البنى األساسية للنقل العام‬ ‫الكفاءة في استخدام الوقود‪ ،‬وسن أنظمة لغرض‬
‫إصدار شهادات للمركبات وفحصها؛ ووضع معايير‬
‫البنى األساسية للنقل العام هي أداة رئيسة لضمان‬ ‫لمتانة المركبات ونوعية الوقود وغيرها‪ .125‬والقانون‬
‫تحقيق الهدفين اإلنمائيين المتمثلين في تمكين‬ ‫الجديد الصادر عن اإلمارات العربية المتحدة هو‬
‫الناس من التنقل وإدارة الطلب المحلي على الوقود‬ ‫نسخة عن المعايير المطبقة في الواليات المتحدة‬
‫المستخدم في النقل‪ .‬من الضروري أيضا إيجاد حلول‬ ‫والمتعلقة بمتوسط االقتصاد في استهالك المؤسسات‬
‫مستدامة للنقل العام‪ ،‬وذلك من أجل ضمان تنقل‬ ‫التجارية من الوقود‪ .‬وتتوقع حكومة اإلمارات العربية‬
‫المرأة التي‪ ،‬على الرغم من أنها تشكل نصف سكان‬ ‫المتحدة أن يحقق القطاع السكني وفورات سنوية‬
‫المنطقة العربية‪ ،‬غالبا ما تتحمل العبء األكبر من‬ ‫في تكلفة الوقود بقيمة ‪ 9.5‬مليار درهم إماراتي‬
‫جراء غياب خيارات النقل اآلمن إلى العمل والمدارس‬ ‫(ما يقارب ‪ 2.59‬مليار دوالر)‪ .‬وتسمح هذه الوفورات‬
‫والمراكز الصحية‪ .‬فلهذه الحلول دور بالغ األهمية في‬ ‫بتخفيف انبعاثات الكربون على نحو يوازي إزالة ‪4.5‬‬
‫عمليات إعادة اإلعمار في البلدان العربية التي تشهد‬ ‫مليون مركبة من شوارعها بحلول عام ‪.1262035‬‬
‫‪60‬‬

‫تجهيز البنى األساسية للمترو والترامواي‪ ،‬في الخطط‬ ‫أو شهدت حروبا أو نزاعات سياسية أسفرت عن تدمير‬
‫الوطنية المعنية بالمناخ وقطاع الطاقة‪.130‬‬ ‫منهجي لبناها األساسية‪ .‬ومن هنا‪ ،‬فإن ضمان توفير‬
‫بنى أساسية تستخدم الطاقة بمستوى عال من الكفاءة‬
‫وتعمل تونس منذ سنوات على تخفيف ازدحام السير‬ ‫في المستقبل‪ ،‬من دون أن تكون لذلك تداعيات على‬
‫والتلوث في العاصمة ومدن أخرى مثل صفاقس‬ ‫المستخدمين واالقتصاد‪ ،‬أساسي لكفالة استدامة‬
‫وسوسة‪ .‬وبما أن النقل العام في تونس مسؤول عن‬ ‫البنى األساسية لقطاع النقل‪.‬‬
‫حوالي ‪ 40-30‬في المائة من إجمالي حركة المرور‪،‬‬
‫اعتمد معظم شركات النقل نظما إلدارة الصيانة‬ ‫(أ) تجربة ناجحة في تجهيز وسائل النقل العام‪،‬‬
‫الوقائية لمحركات المركبات بمساعدة الحاسوب‪.‬‬ ‫والدروس المستفادة‬
‫وقد ساهمت هذه الخطوة في خفض معدل تعطل‬
‫المحركات وبالتالي في خفض الهدر في استهالك‬ ‫على الرغم من أن المجال ال يزال متاحا لتحسين النقل‬
‫الوقود‪ ،‬وتقليل االنبعاثات الناتجة من هذا االستهالك‪.‬‬ ‫العام في المنطقة العربية‪ ،‬تظهر المبادرات المنفذة‬
‫وقد تم تزويد شركتي النقل اإلقليميتين‪ ،‬نابل‬ ‫على صعيد البلدان والمدن في جميع أنحاء المنطقة‬
‫والقيروان‪ ،‬بنظم عالمية لتحديد المواقع باستخدام‬ ‫أن النجاح في هذا القطاع يتطلب توفير استثمار‬
‫النظام العالمي لتحديد المواقع لرصد أداء أسطول‬ ‫مخصص لهذه الغاية‪ .‬وبذلت الجزائر جهودا حثيثة‬
‫الحافالت عن كثب‪ ،‬مثل دارتها المستعارة‪ ،‬واستخدام‬ ‫لتوسيع نطاق شبكات النقل العام لديها‪ ،‬واالستثمار‬
‫المكابح‪ ،‬وطريقة االنعطاف‪ ،‬ما سمح بخفض استهالك‬ ‫في خدمات النقل بالسكك الحديدية الكهربائية‪ ،‬بغية‬
‫الطاقة بنسبة ‪ 7‬في المائة تقريبا‪.131‬‬ ‫مضاعفة إمكانية الوصول إلى المناطق النائية وخفض‬
‫حجم االنبعاثات‪ .‬وتسعى الحكومة الجزائرية إلى‬
‫وأثناء استضافتها للدورة الثانية والعشرين من مؤتمر‬ ‫زيادة طول خطوط السكك الحديدية من ‪ 4,000‬كلم‬
‫األطراف في اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن‬ ‫إلى ‪ 11,300‬كلم بحلول عام ‪ .2020‬وفي عام ‪،2011‬‬
‫تغير المناخ في عام ‪ ،2016‬أطلقت مدينة مراكش‬ ‫افتتحت الجزائر العاصمة شبكة نقل بواسطة المترو‪،‬‬
‫المغربية نظاما جديدا للنقل السريع يقوم على‬ ‫ومن ثم شبكات النقل بواسطة الترامواي في كل من‬
‫استخدام حافالت مسيرة بالكامل بالطاقة الكهربائية‪،‬‬ ‫وهران وقسنطينة وسطيف في عام ‪ .2013‬كما أعلنت‬
‫ويربط المناطق المحيطة بالمدينة بالعديد من المواقع‬ ‫الحكومة عن تخصيص استثمار بقيمة ستة مليارات‬
‫الرئيسية في وسط المدينة‪ .‬ويشمل المشروع أيضا‬ ‫دوالر في مجال السكك الحديدية الخفيفة في ‪14‬‬
‫إنشاء محطة شحن تعمل على الطاقة الشمسية إلبقاء‬ ‫مدينة من المدن الكبرى‪ .‬وفي إطار السعي إلى‬
‫الحافالت مشحونة‪ .‬وفي عام ‪ ،2012‬أنجزت مدينة‬ ‫استخدام الطاقة المتجددة على نطاق أوسع‪ ،‬عمدت‬
‫الدار البيضاء المجاورة أول خط ترام يبلغ طوله ‪31‬‬ ‫الحكومة إلى تركيب ألواح شمسية على مساحة توازي‬
‫كلم‪ ،‬ووضعت خططا إلنشاء خط جديد للنقل العام‬ ‫‪ 350‬مترا مربعا على سقائف الصيانة لقطارات الركاب‬
‫بحلول عام ‪ ،2022‬بطول ‪ 76‬كلم وله بنيته األساسية‬ ‫في الجزائر العاصمة‪ ،‬حيث يتم تسيير العديد من‬
‫المخصصة‪ .‬أما الهدف منه‪ ،‬فزيادة استخدام وسائل‬ ‫القطارات بالطاقة الكهربائية‪ .129‬وكرست خطة‬
‫النقل العام من ‪ 13‬في المائة في عام ‪ 2005‬إلى ‪21‬‬ ‫الجزائر الوطنية للمناخ‪ ،‬التي صدرت في عام ‪،2013‬‬
‫في المائة في عام ‪ 2019‬وقد وضعت الرباط‪ ،‬عاصمة‬ ‫فكرتي إمداد السكك الحديدية بالكهرباء‪ ،‬وتكثيف‬
‫المغرب‪ ،‬خطط مماثلة‪.132‬‬ ‫خطوط النقل العام في المناطق الحضرية عن طريق‬
‫‪61‬‬

‫وما إن يندرج التخطيط الفعال‪ ،‬وتوفير اإلمكانات‬ ‫منذ أوائل القرن الحادي والعشرين‪ ،‬يستثمر األردن‬
‫االقتصادية لقطاع النقل‪ ،‬وتنظيمه‪ ،‬وترشيد استخدامه‬ ‫بكثافة في قطاع النقل بهدف توسيع الطرق؛ وتحسين‬
‫للطاقة ضمن األولويات القصوى‪ ،‬فسيعود ذلك‬ ‫التنقل في المدن؛ وتطوير مشروع شبكة السكك‬
‫بمنافع كبيرة على التنمية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫الحديدية الوطنية‪ .‬وكان األردن من أول البلدان في‬
‫األوسع نطاقا‪.‬‬ ‫الشرق األوسط التي حررت جزءا من قطاع النقل‬
‫لديها بهدف زيادة الكفاءة واألداء‪.133‬‬
‫(ب) تنويع خيارات الوقود المستخدم في النقل‬
‫وتضمنت دراسة‪ 134‬أجريت في عام ‪ 2016‬بشأن‬
‫يتوفر عدد متنوع من الخيارات التكنولوجية التي‬ ‫النقل العام في األردن توصيات عامة تنطبق أيضا‬
‫يمكن للبلدان العربية البحث في اعتمادها‪ ،‬من قبيل‬ ‫على البلدان العربية األخرى‪ .‬وهي‪:‬‬
‫زيادة كهربة النقل‪ ،‬واستخدام المركبات التي تعمل‬
‫على الغاز الطبيعي للحد من استهالك الوقود‪.135‬‬ ‫إعطاء األولوية لمسألة النقل العام من جانب‬ ‫(أ)‬
‫ويساعد تنويع مصادر الوقود المستخدمة في قطاع‬ ‫واضعي السياسات؛‬
‫النقل في البلدان العربية على الحد من استهالك‬ ‫دعم قطاع النقل العام‪ ،‬وتمويل هذا الدعم من‬ ‫(ب)‬
‫الوقود وإيجاد مصادر أنظف وأكثر فعالية‪ .‬فحاليا‪،‬‬ ‫خالل فرض ضريبة على استهالك الوقود‪ ،‬أو من‬
‫يشكل الوقود السائل نسبة ‪ 99‬في المائة من‬ ‫حساب منفصل مخصص لهذه الغاية‪ ،‬وذلك‬
‫الوقود المستخدم للنقل في المنطقة العربية‪.‬‬ ‫لضمان يسر التكلفة؛‬
‫وفي جميع أنحاء المنطقة العربية‪ ،‬يبلغ الطلب‬ ‫توفير إطار مؤسسي واضح ومبسط إلدارة‬ ‫(ج)‬
‫على النفط والمنتجات النفطية أعلى مستوياته‬ ‫قطاع النقل العام وضمان تنميته وفقا‬
‫في قطاع النقل‪.136‬‬ ‫لالحتياجات العامة؛‬
‫مد شبكة مواصالت تربط بين المدن‪ ،‬وتحسين‬ ‫(د)‬
‫ومصر هي أول دولة عربية اعتمدت الغاز الطبيعي‬ ‫البنى األساسية المالئمة للربط بين مراكز‬
‫في قطاع النقل‪ ،‬وتجربتها في هذا المجال هي من‬ ‫المدن والضواحي؛‬
‫األطول في العالم‪ .‬ويعزى االستيعاب النسبي‬ ‫إدخال نظما ذكية في دفع األجرة ونظاما للتتبع‬ ‫(ھ)‬
‫للمركبات المسيرة بالغاز الطبيعي في األسواق‬ ‫في جميع وسائل النقل العام لضمان جمع‬
‫المصرية إلى أن سعر الغاز الطبيعي المضغوط مالئم‬ ‫الرسوم‪ ،‬ما يسهم في تحقيق االستدامة المالية‬
‫أكثر من سعر البنزين‪ .‬وقد وفر ذلك حوافز سوقية‬ ‫للنقل العام وتحسين نوعية الخدمات المقدمة؛‬
‫دفعت المستخدمين‪ ،‬ال سيما سائقو سيارات األجرة‪،‬‬ ‫نشر المعلومات المتعلقة بالنقل العام بشكل فعال‬ ‫(و)‬
‫إلى تبديل نوع مركباتهم‪ .137‬وقد نجحت بلدان عربية‬ ‫وعلى نطاق واسع‪ ،‬بما في ذلك المعلومات‬
‫أخرى‪ ،‬منها الجزائر واإلمارات العربية المتحدة‪،‬‬ ‫المتعلقة بالطرق‪ ،‬واألجور‪ ،‬وتواتر الخدمات‪.‬‬
‫في اعتماد تكنولوجيا المركبات المسيرة بالغاز‬
‫الطبيعي في بعض مركباتها‪.‬‬ ‫إن زيادة معدل استخدام النقل العام أساسية لمعالجة‬
‫مشكلة االكتظاظ وحماية القدرة على التنقل‪،‬‬
‫واإلمارات العربية المتحدة هي من البلدان العربية‬ ‫وضرورية لالقتصادات العربية‪ .‬وتتحقق هذه الزيادة‬
‫القليلة التي استثمرت في البنى األساسية من أجل‬ ‫من خالل بناء شبكات الطرق والسكك الحديدية‪،‬‬
‫إنشاء سوق للمركبات الكهربائية في قطاعي النقل‬ ‫وتعزيز نظام النقل المتكامل بين البلدان العربية‪.‬‬
‫‪62‬‬

‫وبإشراك فئات مستهلكي الطاقة في إعداد المبادرات‬ ‫الخاص والعام‪ .‬ويمكن لهذه المركبات أن توفر حال‬
‫المتعلقة بالسياسات‪ ،‬بدال من االكتفاء بإبالغهم بها‬ ‫عمليا للمدن العربية‪ ،‬إذ إنها تساعد المركبات على‬
‫في النهاية‪ .‬وإشراك تلك الفئات من شأنه إيصال‬ ‫التخفيف من نسبة التلوث واالنبعاثات الناجمة عن‬
‫صوت بعض شرائح المجتمع‪ ،‬كالنساء والشباب‬ ‫قطاع النقل‪ ،‬كما تنشئ سوقا محتمال لزيادة توليد‬
‫الذين سيتعين عليهم الخضوع للقرارات المتخذة‬ ‫الكهرباء من الطاقة المتجددة‪ .‬وقد بدأت دبي بالفعل‬
‫على مستوى السياسات العامة كما كان عليه الحال‬ ‫بضخ استثمارات كبيرة في البنى األساسية لمحطات‬
‫حتى اآلن‪ .‬ويمكن إلجراء مناقشة عامة بناءة‬ ‫شحن المركبات الكهربائية‪ ،‬كما قدمت مجموعة من‬
‫تتمحور حول قضايا معينة‪ ،‬كاستدامة النماذج‬ ‫الحوافز لدعم أصحابها‪ .‬وتشمل هذه الحوافز الحصول‬
‫الحالية الستخدام الطاقة وسلوك األفراد في‬ ‫على شحن مجاني‪ ،‬وتوفير مواقف مجانية‪ ،‬وإعفاء‬
‫استخدامها‪ ،‬يمكن أن تساعد في دعم التشريعات‬ ‫من رسوم التسجيل‪ ،‬وتوزيع بطاقات سالك مجانية‬
‫الجديدة وإيجاد سوق للتكنولوجيا األكثر كفاءة في‬ ‫(بطاقات لدفع التعرفة المرورية)‪.138‬‬
‫استخدام الطاقة‪.‬‬
‫‪ .4‬الحصول على المعلومات‪ ،‬ونشر التوعية‪،‬‬
‫إن ترسيخ مفهومي االستخدام الرشيد للطاقة‬ ‫ودور المجتمع المدني‬
‫واإلدارة الحريصة لموارد الطاقة في القواعد والقيم‬
‫االجتماعية هو عنصر هام في تحسين عملية اتخاذ‬ ‫إن إمكانية الحصول على المعلومات عنصر أساسي‬
‫القرارات بشأن المسائل المتعلقة بالطاقة على‬ ‫في عملية صنع القرار بالنسبة للحكومات‪ ،‬واألفراد‪،‬‬
‫المستوى الشخصي‪ ،‬كما على صعيد السياسات‬ ‫والمؤسسات التجارية‪ .‬والمعلومات الجيدة هي‬
‫واألعمال التجارية‪ .‬وترتبط مسائل عدة‪ ،‬منها الهدر‬ ‫معلومات شاملة‪ ،‬وغير مسيسة‪ ،‬وموثوقة‪ ،‬ومتاحة‪،‬‬
‫في استهالك الطاقة والمياه؛ وتدهور الموارد البيئية‪،‬‬ ‫ومفهومة بالنسبة لمختلف الشرائح‪ .‬ويتوقف تحقيق‬
‫كالمياه الجوفية والمياه الساحلية؛ واألمن الغذائي‬ ‫نتائج تسهم في تعظيم قيمة الطاقة في االقتصاد‪،‬‬
‫ارتباطا وثيقا بالطاقة‪ .‬لذا‪ ،‬ينبغي لها أن تشكل جزءا‬ ‫بشكل أساسي‪ ،‬على ضمان استرشاد واضعي‬
‫من النقاش المجتمعي األوسع نطاقا‪ ،‬وأن تندرج ضمن‬ ‫السياسات والمستهلكين النهائيين بمعلومات عالية‬
‫قائمة األولويات السياسية‪.‬‬ ‫الجودة التخاذ قراراتهم‪ .‬ويؤدي توفر معلومات‬
‫دقيقة في هذا الصدد دورا حاسما في تحديد‬
‫(أ) إدارة البيانات وتحسين الحصول‬ ‫األولويات الوطنية وحجم برامج الطاقة المستدامة‬
‫على المعلومات‬ ‫وسبل تنفيذها‪ .‬كما تكتسب هذه المعلومات أهمية‬
‫كبيرة في عملية الرصد واإلبالغ والتحقق‪ ،‬لقياس‬
‫إن تحسين جمع المعلومات ونشرها‪ ،‬وتعزيز الجهود‬ ‫التقدم المحرز نحو بلوغ الغايات واألهداف المرجوة‪.‬‬
‫الفعالة في سبيل التوعية بشأن التكاليف االقتصادية‬
‫واالجتماعية والبيئية المترتبة على اتباع نهج العمل‬ ‫وللمعلومات كذلك أهمية بالغة في التعامل مع‬
‫المعتاد‪ ،‬ضروريان الستدامة استخدام الموارد‬ ‫الرأي العام‪ ،‬مثال إلقناعه بقبول التشريعات الجديدة‬
‫الطبيعية في المنطقة العربية‪ .139‬وال يزال الحصول‬ ‫واالمتثال لها‪ ،‬وبجدوى إدخال التغييرات‬
‫على بيانات الطاقة وبعض جوانب التنمية البيئية‬ ‫التنظيمية منذ البداية‪ .‬وفي أحسن األحوال‪،‬‬
‫المتعلقة بالطاقة‪ ،‬أو جمع هذه البيانات في بعض‬ ‫يتعزز توفير المعلومات وتحقيق الشفافية بعملية‬
‫الحاالت‪ ،‬محدودة في المنطقة العربية‪ .‬ويعزى ذلك‬ ‫ذات اتجاهين تقضي بالنهوض بالعمليات الديمقراطية‪،‬‬
‫‪63‬‬

‫ونماذج االستثمار وحوافز هيكلية‪ ،‬وذلك من أجل‬ ‫إلى عوامل شتى‪ ،‬منها ضعف القدرة المؤسسية‪،‬‬
‫ضمان تمويل المشاريع وتغيير سلوك المستهلك‪.‬‬ ‫والجمود داخل المؤسسات‪ ،‬وتسييس البيانات‪.‬‬
‫ونادرا ما يتوفر هذا النوع من المعلومات بسهولة‬
‫في أي مؤسسة حكومية‪ ،‬ما يعقد التنفيذ الفعال‬ ‫ولتحسين وصول المعلومات إلى واضعي السياسات‬
‫للقوانين واألنظمة‪.‬‬ ‫والصناعات والمؤسسات التجارية ومراكز البحوث‬
‫والمجتمع المدني‪ ،‬على الحكومات بذل جهود دؤوبة‬
‫ويتطلب تعزيز قنوات االتصال بين الجهات الحكومية‬ ‫إلعداد موازين الطاقة على نحو كامل‪ ،‬ومنتظم‪ ،‬وفي‬
‫إصالحات منهجية في طريقة عمل المؤسسات‬ ‫الوقت المناسب‪ ،‬وذلك لرصد االتجاهات الوطنية في‬
‫الحكومية‪ .‬وتشمل هذه اإلصالحات اتخاذ تدابير‬ ‫مجال الطاقة‪ ،‬واعتماد المنهجيات الدولية‪ ،‬بما يسمح‬
‫واضحة نسبيا‪ ،‬من قبيل االرتقاء بمستوى نظم‬ ‫بضمان قابلية البيانات للمقارنة‪ .‬ويمكن تعزيز فرص‬
‫تكنولوجيا المعلومات والربط بينها‪ ،‬وتدابير أخرى أكثر‬ ‫الحصول على البيانات والمعلومات من خالل وضع‬
‫شموال في مجال التوظيف‪ ،‬مثل التأهيل المهني‬ ‫مؤشرات مكيفة حسب النظم المستقبلية؛ واالستمرار‬
‫لموظفي القطاع العام‪ .‬كما أن التوزيع الواضح للمهام‬ ‫في تكييف نظم جمع البيانات (بما في ذلك الرصد‬
‫بين اإلدارات الحكومية والشركات الحكومية وشبه‬ ‫والتقييم وإعداد البيانات المصنفة حسب نوع‬
‫الحكومية‪ ،‬كالمرافق العامة‪ ،‬يؤدي دورا هاما في جمع‬ ‫الجنس)؛ ووضع مؤشرات جديدة تعكس الصالت‬
‫البيانات والمعلومات وتحليلها ونشرها في المؤسسات‬ ‫ما بين قضايا مثل المياه والغذاء والمناخ واالستثمار‬
‫الحكومية وإتاحتها للجمهور‪.‬‬ ‫في الطاقة النظيفة‪ .‬وأخيرا‪ ،‬ينبغي النهوض بالبرامج‬
‫المتعلقة بإحصاءات الطاقة ورصد الموارد الكافية لها‪.‬‬
‫ومن الركائز األساسية لتغيير أنماط استهالك‬ ‫فهذه البرامج تسمح برصد المتغيرات الشاملة في‬
‫الطاقة وإنتاجها حصول المستهلكين النهائيين على‬ ‫مجال الطاقة وإعداد التقارير بشأنها‪ ،‬كما يمكن دمجها‬
‫المعلومات الالزمة‪ .‬وقد خلصت اإلسكوا إلى ما يلي‪:‬‬ ‫بالكامل مع سائر الجهود الوطنية لإلحصاءات‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ ...‬إن البيانات التفصيلية‪ ،‬بما في ذلك بيانات‬
‫المسوح عن أنماط استهالك الطاقة في القطاع‬ ‫ترتبط شفافية تبادل المعلومات بين المؤسسات‪ ،‬من‬
‫السكني‪ ،‬ومالمح المستخدمين والتدابير‬ ‫خالل قنوات االتصال الفعالة‪ ،‬ارتباطا وثيقا بإدارة‬
‫التفصيلية التي تتخذها الهيئات والمرافق‬ ‫البيانات على المستوى الحكومي‪ .‬فالهيئات الحكومية‪،‬‬
‫الحكومية إلدارة العرض والطلب‪ ،‬غير متاحة‬ ‫مثل الوزارات والبلديات‪ ،‬تحتاج إلى البيانات‬
‫بصورة منهجية في العديد من البلدان العربية‪.‬‬ ‫والمعلومات المتعلقة بمجموعة واسعة من العوامل‬
‫كما أن المعلومات المتعلقة باالستهالك المحلي‬ ‫المترابطة‪ ،‬على الصعيدين الوطني ودون الوطني‪.‬‬
‫للطاقة والتدابير المتخذة لتحسين االستهالك‬ ‫ومن دون تلك البيانات‪ ،‬يصبح من الصعب وضع‬
‫مثل تحسينات كفاءة استخدام القطاع السكني‬ ‫سياسات مستنيرة وتنفيذ تدخالت رشيدة من قبل‬
‫للطاقة غير متاحة وغير واضحة لمعظم‬ ‫األسواق والقطاع العام لمعالجة األزمات المتفاقمة‪.‬‬
‫السكان‪.140‬‬ ‫والسياسات التي تعزز إمكانية الحصول على الطاقة‬
‫وترفع معدل كفاءة استخدامها في االقتصاد وتزيد‬
‫من الضروري تعزيز التواصل مع المستهلكين النهائيين‬ ‫معدل انتشار استخدام الطاقة المتجددة غالبا‬
‫وإتاحة البيانات لهم إلحراز تقدم فعلي في مجالين‬ ‫ما تنطوي على مجموعة من أنظمة السوق المتغيرة‬
‫‪64‬‬

‫التجمع الصارمة دون فعالية عمل منظمات حماية‬ ‫رئيسيين هما كفاءة استخدام الطاقة‪ ،‬ونشر الطاقة‬
‫المستهلك ومبادرات المجتمع المدني‪ .‬كما أن الرقابة‬ ‫المتجددة‪ .‬وفيما يعنى معظم مخططات السياسات‬
‫المفروضة على وسائل اإلعالم المحلية قد تحد من‬ ‫المتعلقة بالطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة‬
‫قدرات مجتمعات عدة على إحداث تغيير في سلوك‬ ‫باإلصالحات الهيكلية والتنظيمية الالزمة على نطاق‬
‫استهالك الطاقة من القاعدة‪ .‬وقد يكون تعزيز قدرات‬ ‫واسع‪ ،‬يمكن لمستخدمي الطاقة على نطاق ضيق‬
‫مؤسسات المجتمع المدني على الدعوة إلى تغيير يبدأ‬ ‫المساهمة بحصة كبيرة من االستثمار المحتمل في‬
‫من المواطن أداة هامة تستعين بها البلدان لترشيد‬ ‫تكنولوجيات أكثر حداثة للطاقة في القطاع السكني‬
‫استخدام موارد الطاقة ومكافحة الهدر في استهالكها‪.‬‬ ‫والقطاع التجاري الصغير الحجم‪ .‬وتشمل األمثلة على‬
‫ذلك تركيب األلواح الشمسية على أسطح المباني‪،‬‬
‫ومن مواطن الضعف الكامنة التي تشوب المنطقة‬ ‫واالستثمار في شراء أجهزة منزلية أكثر كفاءة‪ ،‬مثل‬
‫العربية محدودية النطاق المتاح لنشاط مراكز الفكر‬ ‫أنظمة تكييف الهواء‪ ،‬وإعادة تجهيز المنازل‪ ،‬واعتماد‬
‫والجامعات‪ .‬وإضافة إلى القيود الواقعية المفروضة‬ ‫السيارات األكثر توفيرا في استهالك الوقود‪ .‬وألن‬
‫على إمكانية الحصول على البيانات‪ ،‬تفتقر مؤسسات‬ ‫الفوائد‪ ،‬كتحقيق وفورات في تكاليف الطاقة‪ ،‬ال يمكن‬
‫عدة في المنطقة العربية إلى القدرات المؤسسية‬ ‫جنيها إال على المدى الطويل وبعد االستثمار األولي‪،‬‬
‫الالزمة والموارد البشرية المناسبة والتمويل الكافي‬ ‫فإنه لمن الضروري إطالع فئات المستهلكين على هذه‬
‫لالضطالع بأدوارها في إجراء نقاش عام مستنير‪.‬‬ ‫الفوائد‪ ،‬بوضع بطاقات تعريفية على المنتجات‬
‫ومن العوامل المعوقة األخرى عدم قدرة وسائل‬ ‫وتوسيع نطاق المعلومات المتوفرة لهم‪.‬‬
‫اإلعالم على أداء دورها في توفير منبر للنقاش العام‬
‫البناء‪ ،‬بل النقدي‪ ،‬في المسائل الهامة بالنسبة للمجتمع‬ ‫وتشكل النساء فئة هامة قد تستفيد كثيرا من‬
‫واالقتصاد‪ .‬وبعيدا عن البحوث األكاديمية‪ ،‬يعني هذا‬ ‫تطوير نظم الطاقة واستخدامها في القطاع السكني‪،‬‬
‫أيضا أنه نادرا ما تسمع أصوات الناس‪ ،‬ال سيما آراء‬ ‫وتعزيز فرص الحصول على الوقود العالي الجودة‬
‫النساء والشباب‪ ،‬في النقاش حول المسائل االجتماعية‬ ‫وتكنولوجيات الطاقة‪ .‬وفي بعض البلدان‪ ،‬يمكن‬
‫واالقتصادية المتعلقة بالطاقة والبيئة‪ .‬وفي هذا‬ ‫للنساء االستفادة من تركيز واضعي السياسات بشكل‬
‫السياق‪ ،‬رصدت اإلسكوا ما يلي‪:‬‬ ‫أكبر على إتاحة المعلومات الالزمة لهن‪.‬‬

‫يعني االفتقار إلى حرية العلوم والبحوث‬ ‫(ب) المجتمع المدني ووسائل اإلعالم‬
‫واإلعالم في العديد من البلدان أيضا ضعف‬
‫المجتمع المدني‪ ،‬باإلضافة إلى ضعف‬ ‫لتغيير سلوك المستهلك‪ ،‬ال بد من تقديم شرح واضح‬
‫المؤسسات‪ ...‬ومن شأن وسائل اإلعالم النافذة‬ ‫للفوائد الجمة التي تتيحها نظم الطاقة المستدامة‬
‫المدعومة ببحوث نوعية تجري في الجامعات‬ ‫على المستويين الفردي والمجتمعي‪ .‬ومن شأن ذلك‬
‫المحلية ومراكز الفكر‪ ،‬أن تؤدي دورا هاما في‬ ‫تعزيز الثقافة المحلية الحترام البيئة الطبيعية‬
‫إيجاد الحلول المحلية لمشاكل محلية‪،‬‬ ‫واإلدارة الرشيدة للموارد الطبيعية للبلد‪ .‬غير أن‬
‫كاالستثمار األكثر استهدافا في البنية التحتية‬ ‫المنطقة العربية قلما تشهد حوارا اجتماعيا حول‬
‫العامة‪ ،‬أو إنشاء مناطق منخفضة االنبعاثات‬ ‫هذه المواضيع الجوهرية‪ ،‬ما يزيد من صعوبة التغيير‬
‫في المدن‪ .‬ووسائل اإلعالم الناقدة والقوية‬ ‫التصاعدي في مجالي ترشيد استخدام الطاقة‬
‫هامة أيضا على للتحقق من فعالية التنفيذ‬ ‫وإدارتها‪ .‬وفي العديد من الحاالت‪ ،‬تحول قوانين‬
‫‪65‬‬

‫وبداية العقد الثاني منها‪ ،‬ومع ارتفاع أسعار النفط‬ ‫المحلي لألنظمة والقوانين الجديدة أو لتلك‬
‫والغاز في السوق العالمية واالرتفاع الموازي في حجم‬ ‫الموجودة أصال‪ ،‬ما يساعد في نهاية المطاف‬
‫الواردات وتكلفة الفرصة البديلة لالعتماد على النفط‬ ‫في بناء الثقة في قدرة المؤسسات على تنفيذ‬
‫والغاز لتلبية نسبة كبيرة من احتياجات الطاقة‬ ‫القوانين الجديدة المفيدة للسكان‪.141‬‬
‫الوطنية‪ ،‬تسعى غالبية البلدان العربية إلى إدراج بدائل‬
‫الطاقة المستدامة ضمن إمداداتها المتزايدة تدريجيا‬ ‫إن االرتقاء بنوعية النقاش العام يتطلب إعادة النظر‬
‫من الطاقة‪ .‬ويسجل التحول إلى الطاقة النظيفة‪،‬‬ ‫جذريا في المجال المتاح للمراقبين للتعبير النقدي‬
‫وال سيما الطاقة المتجددة‪ ،‬بموازاة تخفيضات في‬ ‫بشأن التطورات الحاصلة في بلدانهم في شتى‬
‫تكاليف تكنولوجيا الطاقة البديلة وازدياد في‬ ‫المجاالت‪ ،‬بما فيها الطاقة والبيئة‪ .‬ولمؤسسات‬
‫المشاريع التجريبية الناجحة في المنطقة‪ .‬والتحول‬ ‫المجتمع المدني القدرة ال على رفع مستوى الوعي‬
‫إلى الطاقة المتجددة والطاقة النووية مرده إلى‬ ‫فحسب‪ ،‬بل أيضا على الربط بين مسائل قد تبدو‬
‫الرغبة في إضافة مصادر جديدة إلى المزيج الوطني‬ ‫منفصلة بحيث تندرج في الحوار بشأن المصلحة‬
‫للطاقة يمكن إنتاجها محليا‪ ،‬ما من شأنه نفي الحاجة‬ ‫العامة‪ .‬ويرتبط ذلك بمجال الطاقة المستدامة أكثر‬
‫إلى االستيراد‪.‬‬ ‫من ارتباطه بأي مجال آخر‪ .‬فالربط بين التنمية‬
‫االجتماعية واالقتصادية وإدارة الطاقة والبيئة‬
‫(أ) الطاقة المتجددة‬ ‫وتغير المناخ‪ ،‬والدعوة إلى اإلدارة المستدامة للموارد‬
‫الطبيعية من أجل مساعدة المجتمعات على تحقيق‬
‫خطت المنطقة العربية خطى بطيئة نحو اعتماد الطاقة‬ ‫ثروة دائمة‪ ،‬هو رسالة أساسية ال بد من أن يسهم‬
‫المتجددة‪ ،‬ما يعزى إلى ارتفاع تكلفة هذا النوع من‬ ‫المجتمع المدني نفسه بإيصالها‪.‬‬
‫الطاقة تاريخيا مقارنة بأنواع الوقود األحفوري المنتجة‬
‫في المنطقة‪ .142‬وبصرف النظر عن الكتلة الحيوية‬
‫التقليدية التي استخدمت في مناطق عدة من بلدان‬ ‫باء‪ .‬إدارة جهة اإلمداد‬
‫المغرب العربي وبعض مناطق المشرق العربي واليمن‪،‬‬
‫شكلت الطاقة الكهرومائية المصدر األبرز للطاقة‬ ‫إن اإلدارة الفعالة لجهة اإلمداد ضرورة ملحة للمنطقة‬
‫المتجددة في المنطقة العربية‪ .‬ويأتي ذلك على الرغم‬ ‫في سعيها إلى تحقيق نظم أكثر استدامة للطاقة‪.‬‬
‫من تركيز استخدامها في عدد قليل من البلدان التي‬ ‫وتتعدد المسارات الجيدة على مستوى السياسات‬
‫تتوفر لديها موارد كبيرة من الطاقة الكهرومائية‪،‬‬ ‫العامة التي من شأنها مساعدة البلدان على تحقيق‬
‫وال سيما السودان‪ ،‬والعراق‪ ،‬والمغرب‪ ،‬ومصر‪.143‬‬ ‫المزيد بموارد أقل‪ ،‬مع تلبية أولويات التنمية‬
‫االجتماعية واالقتصادية على المستويات الوطنية‪،‬‬
‫وتنطوي تكنولوجيات الطاقة المتجددة‪ ،‬مثل طاقة‬ ‫والحد من البصمة الكربونية على مستوى المنطقة‪.‬‬
‫الرياح والطاقة الشمسية‪ ،‬على إمكانات هائلة تتيح‬
‫إثراء مزيج الطاقة في البلدان العربية في العقود‬ ‫‪ .1‬تنويع مزيج الطاقة في المنطقة العربية‬
‫المقبلة‪ .‬وتزخر المنطقة العربية بموارد ممتازة من‬
‫الشمس والرياح‪ ،‬قد تكون األفضل في العالم في بعض‬ ‫في السنوات األخيرة‪ ،‬بات تنويع مزيج الطاقة‬
‫بلدانها‪ .‬وفي السنوات األخيرة‪ ،‬انخفضت تكلفة‬ ‫الوطنية هدفا استراتيجيا ذا أهمية متزايدة في بلدان‬
‫تكنولوجيات طاقة الرياح والطاقة الشمسية‬ ‫عربية عديدة‪ .‬وخالل العقد األول من األلفية الثانية‬
‫‪66‬‬

‫وتضطلع أهداف الطاقة المتجددة بدور هام‬ ‫الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة على‬
‫في المساهمات المقررة المحددة وطنيا لمعظم‬ ‫نحو سريع‪.144‬‬
‫البلدان العربية في اتفاق باريس المعتمد بموجب‬
‫‪148‬‬
‫اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن تغير المناخ ‪.‬‬ ‫وأجرت اإلمارات العربية المتحدة والمملكة العربية‬
‫وتنطوي الطاقة المتجددة أيضا على إمكانات‬ ‫السعودية جوالت متتالية من المناقصات لمشاريع‬
‫كبيرة تتيح النهوض بالجهود اإلقليمية الداعمة‬ ‫تكنولوجيا الطاقة الكهروضوئية والطاقة الشمسية‬
‫لتنمية الصناعات الجديدة‪ ،‬ما من شأنه أن يساعد‬ ‫المركزة‪ ،‬بلغت فيها عروض األسعار أدنى مستوياتها‬
‫على إيجاد فرص العمل‪ ،‬ويتماشى مع أهداف‬ ‫عالميا في األعوام ‪ 2016‬و‪ 2017‬و‪ .2018‬وقد سلطت‬
‫السياسات على نطاق أوسع‪ ،‬ويعزز إنشاء‬ ‫هذه الجوالت الضوء على اإلمكانات الهائلة للطاقة‬
‫اقتصادات قائمة على التكنولوجيا وأكثر قدرة‬ ‫المتجددة في تقديم حل اقتصادي وفعال من حيث‬
‫على االبتكار‪.149‬‬ ‫‪145‬‬
‫التكلفة لمشاكل الطاقة في عدد متزايد من البلدان ‪.‬‬
‫وأصبحت الطاقة الشمسية الكهروضوئية منافسة من‬
‫(‪ )1‬تقدم إيجابي في انتشار الطاقة المتجددة‬ ‫حيث التكلفة لمعظم أنواع الوقود التقليدية في‬
‫في السنوات األخيرة‬ ‫منطقة الخليج‪ .146‬وعليه‪ ،‬فالبلدان التي تعتمد على‬
‫استيراد الطاقة مثل األردن وتونس والمغرب مدعوة‬
‫شهدت السنوات األخيرة انتشارا واسع النطاق‬ ‫إلى النظر في إمكانية تحقيق وفورات في التكلفة من‬
‫للطاقة المتجددة‪ .‬وقد ترافق هذا التوسع في‬ ‫خالل اعتماد مصادر الطاقة المتجددة‪ ،‬ال سيما وأن‬
‫المنطقة مع تركيز السياسات على وضع أهداف‬ ‫إمكانات الموارد الشمسية في هذه البلدان تفوق‬
‫وطنية للطاقة المتجددة وتكريسها في العديد‬ ‫ما هي عليه في دول الخليج‪.‬‬
‫من االستراتيجيات االقتصادية الوطنية الطويلة‬
‫األجل‪ .150‬وفي الفترة بين العامين ‪2015‬‬ ‫وال تقتصر اإلمكانات االقتصادية لمصادر الطاقة‬
‫و‪ ،2017‬حقق األردن أكبر زيادة في اإلمداد‪،‬‬ ‫المتجددة على فائدتها من حيث التكلفة‪ ،‬بل هي تعد‬
‫تاله كل من الجزائر والمغرب ومصر‪ ،‬فاإلمارات‬ ‫أيضا بمنافع اجتماعية واقتصادية كبيرة في المنطقة‬
‫العربية المتحدة‪ ،‬مع زيادات أصغر في موريتانيا‬ ‫العربية‪ .‬ويشمل ذلك استخدام مصادر الطاقة‬
‫والمملكة العربية السعودية وتونس (الجدول ‪.)5‬‬ ‫المتجددة في إيجاد حلول معزولة عن الشبكة إليصال‬
‫وكان المغرب من أوائل البلدان العربية التي استثمرت‬ ‫الكهرباء إلى المناطق النائية‪ ،‬ال سيما في البلدان‬
‫بشكل منهجي في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة‬ ‫العربية األقل نموا‪ ،‬حيث إن النساء هن أكثر الفئات‬
‫الرياح‪ ،‬بدعم من مؤسسات اإلقراض الدولية‪ .‬ويضم‬ ‫استفادة من هذه الخطط في األماكن التي بدأت‬
‫المغرب اليوم أكبر محطة توليد الطاقة من الرياح‬ ‫بتطبيقها بالفعل‪ .147‬ويمكن للبلدان المتضررة من‬
‫في أفريقيا‪ ،‬وإحدى أكبر محطات الطاقة الشمسية‬ ‫النزاع أن تستفيد إلى حد بعيد من تطبيقات الطاقة‬
‫المركزة في العالم‪ .152،151‬ويعتزم المغرب لزيادة‬ ‫المتجددة‪ ،‬ال سيما بالنسبة للمستخدمين المعزولين‬
‫حصة الطاقات المتجددة في مزيج الطاقة الخاص بها‪،‬‬ ‫عن الشبكة (اإلطار ‪ .)5‬وتتيح الطاقة المتجددة‬
‫بما في ذلك الطاقة الكهرومائية‪ .‬وتهدف الخطة إلى‬ ‫للمنطقة العربية فرصة ذهبية إلزالة الكربون من مزيج‬
‫زيادة هذه الحصة إلى ‪ 42‬في المائة بحلول عام‬ ‫الطاقة في المستقبل‪ ،‬من خالل إنشاء نظم للطاقة‬
‫‪ ،2020‬ثم إلى ‪ 52‬في المائة (حوالي ‪ 10‬جيغاواط)‬ ‫أكثر نظافة وقدرة على التكيف‪ ،‬والحد من البصمة‬
‫بحلول عام ‪.1532030‬‬ ‫الكربونية‪ ،‬وتحفيز النمو االقتصادي في الوقت نفسه‪.‬‬
‫‪67‬‬

‫الجدول ‪ .5‬صافي اإلضافات إلى قدرات الطاقة المتجددة ونسبتها من توليد الكهرباء في المنطقة العربية‪2017-2015 ،‬‬

‫حصة مصادر‬ ‫القدرات‬


‫الطاقة‬ ‫اإلجمالية‬
‫المتجددة من‬ ‫للطاقة‬
‫صافي اإلضافات من القدرات (ميغاواط)‬
‫إجمالي قدرات‬ ‫المتجددة‬
‫توليد الطاقة‬ ‫(ميغاواط)‪،‬‬
‫(نسبة مئوية)‬ ‫‪2017‬‬
‫أنواع‬ ‫طاقة شمسية‬ ‫طاقة شمسية‬ ‫طاقة‬ ‫طاقة‬
‫المجموع‬
‫أخرى‬ ‫مركزة‬ ‫كهروضوئية‬ ‫رياح‬ ‫مائية‬
‫‪4‬‬ ‫‪163‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪117‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫األردن‬
‫‪11‬‬ ‫‪496‬‬ ‫‪333‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪267‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪610‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2017‬‬
‫اإلمارات‬
‫‪0‬‬ ‫‪137‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫العربية‬
‫المتحدة‬
‫‪1‬‬ ‫‪144‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪357‬‬ ‫‪213‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪213‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪332‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫تونس‬
‫‪6‬‬ ‫‪348‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪358‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪312‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪3‬‬ ‫‪482‬‬ ‫‪170‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪170‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪663‬‬ ‫‪181‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪181‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪3 713‬‬ ‫‪210‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫مصر‬
‫‪10‬‬ ‫‪3 736‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪2 857‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪2 304‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫المغرب‬
‫‪29‬‬ ‫‪2 407‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪2 530‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2017‬‬
‫المملكة‬
‫‪0‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫العربية‬
‫السعودية‬
‫‪0‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2017‬‬
‫غير متوفرة‬ ‫‪101‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫موريتانيا‬

‫غير متوفرة‬ ‫‪117‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2016‬‬


‫‪38‬‬ ‫‪167‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2017‬‬

‫المصادر‪ :‬استنادا إلى بيانات صادرة عن ‪International Renewable Energy Agency, 2018c‬؛ االتحاد العربي للكهرباء‪2016 ،2015 ،‬ب‪.2017 ،‬‬
‫مالحظات‪ :‬تعود بيانات موريتانيا إلى عام ‪ ،2017‬وقد قدمتها وزارة البترول والطاقة والمعادن‪ .‬وال تتوفر بيانات عن القدرة اإلجمالية المركبة لتوليد الكهرباء‬
‫في عامي ‪ 2015‬و‪.2016‬‬
‫‪68‬‬

‫النمو المستدام‪ ،‬ودافعة عجلة االقتصاد الراكد في‬ ‫وحققت مصر إنجازات موازية في مجالي الطاقة‬
‫البلد‪ .‬وتستند الخطة إلى األهداف الطموحة‬ ‫الشمسية وطاقة الرياح عبر بناء سد أسوان‪،‬‬
‫المحددة في االستراتيجية الوطنية للطاقة‪،‬‬ ‫وهو األكبر في أفريقيا ويؤمن الطاقة الكهربائية‬
‫والمتمثلة بزيادة حصة الموارد المتجددة إلى ‪10‬‬ ‫لمصر منذ السبعينات‪ .‬وتؤكد استراتيجية الطاقة‬
‫في المائة من إجمالي مزيج الطاقة بحلول عام‬ ‫المستدامة حتى عام ‪ 2035‬التي وضعتها الحكومة‬
‫‪ .1562020‬ويستضيف األردن محطة الطفيلة لتوليد‬ ‫المصرية على الهدف المحدد في عام ‪،2009‬‬
‫الكهرباء من طاقة الرياح‪ ،‬وهي أول مشروع للطاقة‬ ‫والمتعلق بتوليد ‪ 20‬المائة من الكهرباء للبلد من‬
‫المتجددة ينفذ في األردن بتمويل من القطاع‬ ‫المصادر المتجددة بحلول عام ‪ .2022‬كما وضعت‬
‫الخاص‪ .‬كما أنه يعد األول من نوعه الذي يرقى‬ ‫مصر خططا جديدة للطاقة المتجددة للمساهمة‬
‫إلى مستوى مرافق الطاقة في الشرق األوسط‪.‬‬ ‫بنسبة ‪ 42‬في المائة من توليد الكهرباء بحلول‬
‫وفي أيلول‪/‬سبتمبر ‪ ،2015‬تم تشغيل هذا المرفق‬ ‫عام ‪ .1542056‬كذلك‪ ،‬تعمل مصر حاليا على إنشاء‬
‫الذي يولد طاقة بحجم ‪ 117‬ميغاواطا ويزود‬ ‫أكبر مشروع من نوعه في العالم للطاقة المتجددة‪،‬‬
‫‪ 80,000‬منزل بالكهرباء‪.157‬‬ ‫وهو مشروع الطاقة الشمسية الكهروضوئية في‬
‫قرية بنبان لتوليد ‪ 1.8‬جيغاواط الذي سيشكل‬
‫في السنوات األخيرة‪ ،‬وبعيدا عن أسواق استيراد‬ ‫إنجازا رائدا للحكومة المصرية‪ .‬وأطلقت مصر‬
‫الطاقة في المنطقة العربية‪ ،‬أحرز العديد من الدول‬ ‫منذ عام ‪ ،2017‬بدعم من المصرف األوروبي‬
‫األعضاء في مجلس التعاون الخليجي تقدما هاما‬ ‫لإلنشاء والتعمير‪ ،‬عددا من المناقصات لمشاريع‬
‫في مجال تنفيذ أولى مشاريع الطاقة المتجددة‪.‬‬ ‫الطاقة الشمسية الكهروضوئية ومركزات الطاقة‬
‫وسجلت هذه البلدان رقما قياسيا عالميا من حيث‬ ‫الشمسية وطاقة الرياح‪ ،‬تراوحت قدرتها بين ‪100‬‬
‫انخفاض تكلفة الطاقة الشمسية الكهروضوئية‬ ‫ميغاواط و‪ 250‬ميغاواط‪ .‬كما اعتمدت نظام التعرفة‬
‫والطاقة الشمسية المركزة في المناقصات المتتالية‬ ‫التفضيلية إلمدادات الطاقة المتجددة في المشاريع‬
‫التي أجريت في اإلمارات العربية المتحدة والمملكة‬ ‫الخاصة التي تصل قدرتها إلى ‪ 50‬ميغاواط‪،‬‬
‫العربية السعودية‪ .‬والعمل جار الستخدام ما مجموعه‬ ‫لما مجموعه ‪ 2,000‬ميغاواط من طاقة الرياح‪،‬‬
‫حوالي ‪ 7‬جيغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة‬ ‫و‪ 2,000‬ميغاواط من الطاقة الشمسية‪.155‬‬
‫الرياح لتوليد الطاقة الكهربائية في بلدان مجلس‬
‫التعاون الخليجي في العقد الثاني من القرن الحادي‬ ‫ويشهد األردن أيضا نموا سريعا في انتشار الطاقة‬
‫والعشرين‪ .158‬واالهتمام االقتصادي المتزايد‬ ‫المتجددة‪ ،‬وهو يملك أفضل مصادر للطاقة الشمسية‬
‫بتكنولوجيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح هو‬ ‫وطاقة الرياح في المنطقة العربية‪ .‬ولالستفادة‬
‫مؤشر على إمكانية أن تصبح الطاقة المتجددة جزءا‬ ‫من هذه الميزة‪ ،‬أطلقت الحكومة األردنية في أوائل‬
‫من مزيج الطاقة في المنطقة العربية‪ ،‬إذا ما توفرت‬ ‫العام ‪ 2018‬الخطة الوطنية للنمو األخضر‪ ،‬مكرسة‬
‫الظروف المناسبة لذلك‪.‬‬ ‫الطاقة المتجددة بوصفها قطاعا رئيسيا لتحفيز‬
‫‪69‬‬

‫اإلطار ‪ .5‬الطاقة المتجددة في البلدان العربية المتأثرة بالنزاع‬

‫يمكن للطاقة المتجددة أن تعود بالكثير من المكاسب على البلدان المتأثرة بالنزاع‪ .‬وقد سلمت الحكومة الفلسطينية بأن الطاقة‬
‫المتجددة قد تكون مجاال محتمال لتحقيق النمو االقتصادي في دولة فلسطين في المستقبل‪ ،‬ولتخفيف االعتماد على استيراد‬
‫الكهرباء والوقود من إسرائيل أو عبرها‪ .‬وبما أن الطاقة المتجددة تنتج محليا‪ ،‬فمن شأن ذلك أن يقلل من التكاليف المترتبة عن‬
‫تقلبات أسعار النفط وآثارها على مالية الحكومة والمواطنين‪ .‬وفي الوقت عينه‪ ،‬فإن تركيب أنظمة الطاقة الشمسية‬
‫الكهروضوئية على األسطح وغيرها من مزارع الطاقة الشمسية الكبيرة يتيح للحكومة الفلسطينية وللعائالت تحقيق وفورات‬
‫مالية‪ .‬في عام ‪ ، 2012‬أعلنت سلطة الطاقة الفلسطينية عن وضع أهداف تقضي باستخدام مصادر الطاقة المتجددة لتوليد‬
‫ما يقارب ‪ 10‬في المائة من مجموع إنتاج الكهرباء المحلية ولتلبية ‪ 5‬في المائة من مجموع االستهالك المتوقع بحلول‬
‫عام ‪.2020‬‬

‫وشرعت الحكومة الفلسطينية أيضا في تنفيذ بعض مشاريع الطاقة الشمسية‪ ،‬وذلك بالتعاون مع مانحين دوليين مثل البنك‬
‫الدولي واالتحاد األوروبي اللذين قدما الدعم المالي والفني لهذه المشاريع‪ .‬ومشروع نور فلسطين للطاقة الشمسية هو مشروع‬
‫رئيسي يقوم على حقول شمسية ترقى إلى مستوى مرافق للطاقة‪ ،‬ويشمل برنامجا لتركيب ألواح الطاقة الشمسية على األسطح‪.‬‬
‫وتبلغ القدرة اإلجمالية للمشروع ‪ 200‬ميغاواط في ذروة إمدادها‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 17‬في المائة من الطلب في فترات الذروة في‬
‫دولة فلسطين‪ .‬ويهدف هذا المشروع إلى توليد الطاقة بمصادر بديلة عن الوقود ووقف استيراد الكهرباء من إسرائيل‪ ،‬ما من‬
‫شأنه تحقيق وفورات سنوية في واردات الكهرباء تقدر بـ ‪ 48‬مليون دوالرأ‪.‬‬

‫في الوقت نفسه‪ ،‬بذلت الحكومة الفلسطينية جهودا لبناء أطرها التنظيمية والمؤسسية وتعزيزها‪ ،‬بما يسمح بدعم مشاريع‬
‫الطاقة المتجددة وتعزيز المبادرات المتعلقة بكفاءة استخدام الطاقة‪ .‬وفي عام ‪ ،2015‬اعتمدت الحكومة المرسوم رقم‬
‫‪،‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪ 14/2015‬الذي يشجع على استخدام موارد الطاقة البديلة والنظيفة‪ .‬واعتمد مجلس وزراء السلطة الفلسطينية‪ ،‬في عام‬
‫الخطة الوطنية لكفاءة استخدام الطاقة‪ ،‬وهي استراتيجية خاصة بكفاءة استخدام الطاقة‪ .‬وقد أنشئت سلطة الطاقة والموارد‬
‫الطبيعية الفلسطينية بهدف اإلشراف على تنفيذ الخطة الوطنية لكفاءة استخدام الطاقة‪ .‬وإلى جانب هدف تعزيز الطاقة‬
‫المتجددة‪ ،‬وضعت سلطة الطاقة الفلسطينية غاية إرشادية في مجالي كفاءة استخدام الطاقة وترشيد استهالك المستخدم‬
‫النهائي من الطاقة الكهربائية‪ .‬وترمي هذه الغاية إلى تحقيق وفورات بقيمة ‪ 5‬في المائة في إجمالي الطلب على الكهرباء بحلول‬
‫عام ‪2020‬ب‪.‬‬
‫المصادر‪:‬‬
‫أ‪ .‬مصادر‪ ،‬دون تاريخ‪.‬‬
‫ب‪.World Bank, 2016c .‬‬

‫المدني األكثر تطورا في المنطقة العربية‪ .‬وتنظر‬ ‫(ب) الطاقة النووية‬


‫اإلمارات العربية المتحدة في تعزيز الطاقة النووية‪،‬‬
‫وذلك في إطار رؤيتها الطويلة األمد الرامية إلى تنويع‬ ‫إلى جانب الطاقة المتجددة‪ ،‬ستدخل الطاقة النووية‬
‫مزيج الطاقة المحلي‪ ،‬بحيث يكون نصيب الطاقة‬ ‫إلى أسواق بلدان مجلس التعاون الخليجي في‬
‫النظيفة منها ‪ 50‬في المائة بحلول عام ‪.1592050‬‬ ‫السنوات المقبلة كمصدر بديل للطاقة‪ .‬وتفتقر المنطقة‬
‫وبدأت اإلمارات العربية المتحدة ببناء أول مفاعل‬ ‫العربية حاليا إلى القدرة على تشغيل نظم طاقة‬
‫نووي من أصل أربعة مفاعالت تبلغ قدرتها التشغيلية‬ ‫نووية موصولة بالشبكة‪ .‬إال أن بلدان عديدة بحثت في‬
‫‪ 1,400‬ميغاواط‪ ،‬وذلك في محطة براكة للطاقة‬ ‫مسألة استخدام الطاقة النووية في إطار استراتيجياتها‬
‫النووية‪ .‬ومن المتوقع البدء بتوليد الطاقة في الوحدة‬ ‫المتوسطة األمد في قطاع الطاقة‪ .‬وفي هذا الصدد‪،‬‬
‫األولى بين أواخر عام ‪ 2019‬ومطلع عام ‪.1602020‬‬ ‫أنشأت اإلمارات العربية المتحدة البرنامج النووي‬
‫‪70‬‬

‫عام ‪ ،2050‬لتوليد ‪ 12‬في المائة من إجمالي طاقة‬ ‫وقد أعدت بلدان عربية أخرى أيضا خططا للطاقة‬
‫الكهرباء على المستوى الوطني‪ ،‬أي ما يعادل ‪11.2‬‬ ‫النووية‪ ،‬بدرجات متفاوتة من التطور‪ .‬وفي العقد‬
‫جيغاواط تقريبا‪.167‬‬ ‫األول من القرن الحادي والعشرين‪ ،‬درست المملكة‬
‫العربية السعودية خططا إلنشاء ‪ 16‬محطة نووية‬
‫(د) التغلب على العقبات أمام زيادة تنويع‬ ‫لتوليد الكهرباء على امتداد فترة تتراوح بين ‪20‬‬
‫المزيج اإلقليمي للطاقة‬ ‫و‪ 25‬عاما‪ .‬غير أنها تراجعت مؤخرا عن هذه الخطط‪،‬‬
‫مكتفية ببناء مفاعلين كبيرين للطاقة النووية مع‬
‫يكتسب عنصر زيادة حصة مصادر الطاقة البديلة‬ ‫اإلبقاء على إمكانية إنشاء محطة متكاملة لتحلية‬
‫أهمية متزايدة في التخطيط االقتصادي الطويل‬ ‫المياه‪ .161‬ويعتزم األردن كذلك إنشاء مفاعل نووي‪.‬‬
‫األمد للقطاعات الوطنية المعنية بالطاقة في العديد‬ ‫وكان قد وضع خططا في السابق إلنشاء مفاعل كبير‪،‬‬
‫من البلدان العربية‪ .‬ولكن‪ ،‬بصرف النظر عن الخطط‬ ‫غير أن هذه الخطط استبدلت مؤخرا بأخرى لبناء‬
‫واألهداف الوطنية‪ ،‬ستتطلب زيادة حصة مصادر‬ ‫مفاعل نموذجي صغير خالل السنوات القادمة‪.162‬‬
‫الطاقة البديلة دعما سياسيا أقوى وموارد مالية أكبر‬ ‫كما أعلنت مصر‪ ،‬في تموز‪/‬يوليو ‪ ،2018‬أنها ستشرع‬
‫مما هو متاح حاليا‪ .‬ويرد أدناه بعض التدابير ذات‬ ‫في بناء أول مفاعل نووي في غضون السنتين أو‬
‫األولوية الواجب اتخاذها لزيادة اإلقبال على مصادر‬ ‫السنتين والنصف القادمتين‪.163‬‬
‫الطاقة البديلة‪.‬‬
‫(ج) توليد الطاقة من الفحم الحجري‬
‫(‪ )1‬تكثيف الدعم المقدم على مستوى السياسات‬
‫لم يستخدم الفحم الحجري تقليديا كمصدر للطاقة‬
‫للدعم المقدم على مستوى السياسات أهمية كبيرة في‬ ‫على نطاق واسع في البلدان العربية‪ ،‬نظرا الفتقار‬
‫المساعدة على زيادة االستثمار في مشاريع الطاقة‬ ‫هذه البلدان ألي موارد من الفحم‪ .‬والمغرب هو السوق‬
‫البديلة‪ ،‬ال سيما الطاقة المتجددة‪ .‬ويشمل ذلك‪:‬‬ ‫الوحيدة التي تستورد كميات كبيرة من الفحم من‬
‫أجل استخدامها في توليد الطاقة‪ ،‬في حين تستهلك‬
‫سن تشريعات شاملة وفعالة تتضمن مبادئ‬ ‫(أ)‬ ‫الجزائر ومصر كميات أقل (الشكل ‪ .)11‬ومنذ أواخر‬
‫توجيهية واضحة لمقاولي البناء في القطاعين‬ ‫العقد األول من القرن الحادي والعشرين‪ ،‬ومسألة‬
‫الخاص والعام‪ ،‬وتتعلق بمجاالت مثل حيازة‬ ‫استبدال الغاز الطبيعي المستورد بالفحم الحجري‬
‫األراضي وعمليات التأجير؛‬ ‫"النظيف" تشغل حيزا في سياسات بلدان عربية عدة‪،‬‬
‫إنشاء المؤسسات وتحديد مهامها‪ ،‬وبناء‬ ‫(ب)‬ ‫ال سيما في بلدان مجلس التعاون الخليجي التي‬
‫القدرات في إطار التنسيق المشترك بين‬ ‫تسجل نقصا في إمدادات الغاز‪ .‬وأعلن كل من‬
‫المؤسسات‪ ،‬ونشر المعلومات والبيانات؛‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة‪ 164‬ومؤخرا عمان عن‬
‫‪165‬‬

‫سن تشريعات مناسبة وشفافة تتعلق بمنح‬ ‫(ج)‬ ‫خطط الستيراد الفحم‪ ،‬مبررة ذلك بمساهمة الفحم‬
‫التصاريح والتراخيص للمستثمرين من‬ ‫في زيادة تنويع مزيج الطاقة في المستقبل بدال من‬
‫القطاع الخاص؛‬ ‫الغاز الطبيعي الذي يزداد ندرة‪ .‬وبموجب استراتيجية‬
‫مواصلة إصالح التعرفة الجمركية المفروضة‬ ‫(د)‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة الطويلة األمد في مجال‬
‫على الطاقة المحلية‪.‬‬ ‫الطاقة‪ ،‬سيستخدم الفحم النظيف‪ ،166‬بحلول‬
‫‪71‬‬

‫وينبغي إعادة النظر في األدوات المتوفرة لتنفيذ‬ ‫وينبغي كذلك للحكومات أن تزيد من استخدامها‬
‫حلول الطاقة المستدامة‪ ،‬ودراسة التجارب اإلقليمية‬ ‫للطاقة المتجددة في مرافقها وبناها األساسية‪ ،‬باتخاذ‬
‫المتعلقة بتطوير الهياكل العامة أو بالشراكات‬ ‫إجراءات الستخدام الطاقة المتجددة في المرافق‬
‫بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬ما من شأنه أن يتيح‬ ‫العامة‪ ،‬مثل المستشفيات والمدارس والمباني العامة‪.‬‬
‫نشر تكنولوجيات الطاقة النظيفة على نطاق‬ ‫وتمثل البلدان العربية األقل نموا سوقا كبيرة محتملة‬
‫أوسع‪ .‬وينبغي إعطاء األولوية للبرامج التي‬ ‫لتكنولوجيات الطاقة المتجددة الالمركزية‬
‫تستهدف المؤسسات العامة‪ ،‬والمرافق‪ ،‬وأساطيل‬ ‫والمستخدمة على نطاق ضيق‪.‬‬
‫المركبات‪ .‬وتحديد التوزيع الجغرافي لموارد‬
‫الطاقة المتجددة يدعم الحجج المطروحة على‬ ‫وفي كثير من الحاالت‪ ،‬من شأن تكليف مؤسسة‬
‫المستثمرين العتماد مصادر الطاقة المتجددة‪،‬‬ ‫متخصصة بأداء هذه المهمة أن يسهم في التشجيع‬
‫ويسهم في توعية المجتمعات المحلية التي قد‬ ‫على اعتماد تكنولوجيات الطاقة الجديدة‪ ،‬بما في ذلك‬
‫تستفيد من مشاريع مجتمعية من قبيل تركيب‬ ‫إنشاء أسواق متخصصة كسوق للمركبات الكهربائية‬
‫الشبكات الصغيرة على أسطح المباني الخاصة‪.‬‬ ‫مما قد يساعد في اعتماد تكنولوجيات الطاقة‬
‫كما أن تقديم دورات تدريبية للمساعدة على زيادة‬ ‫النظيفة في قطاعات الطاقة في المنطقة العربية‪.‬‬
‫اليد العاملة الماهرة في المجاالت المتصلة بالطاقة‬ ‫كما أن تحسن اآلفاق المستقبلية لتجارة الكهرباء عبر‬
‫المتجددة قد يساهم في تعزيز استمرارية مشاريع‬ ‫الحدود الوطنية من شأنه زيادة قدرة مشاريع الطاقة‬
‫الطاقة المتجددة‪.168‬‬ ‫البديلة على جذب االهتمام‪.‬‬

‫(‪ )3‬تخطي العقبات أمام االستثمار‬ ‫(‪ )2‬تعزير مشاركة القطاع الخاص‬

‫من العقبات األساسية التي تحول دون تنفيذ‬ ‫بغية التشجيع على استخدام مصادر الطاقة‬
‫مشاريع الطاقة المستدامة الحصول على التمويل‬ ‫المتجددة‪ ،‬ال بد من زيادة الحوافز المقدمة للقطاع‬
‫الالزم لتنفيذ حلول الطاقة المستدامة‪ .‬وينطبق‬ ‫الخاص للقيام بذلك‪ .‬وتتضمن هذه الحوافز ما يلي‪:‬‬
‫ذلك خصوصا على البلدان األقل نموا وعلى‬
‫البلدان المتوسطة الدخل‪ ،‬حيث ترتفع تكلفة رأس‬ ‫(أ) توفير أطر قانونية شفافة؛‬
‫المال‪ ،‬وتفتقر القطاعات المالية المحلية إلى األدوات‬ ‫(ب) إتاحة مناخ مؤات لالستثمار في المشاريع‬
‫المالية المناسبة لتمويل تكنولوجيات الطاقة‬ ‫التجارية في مجال تنمية مصادر الطاقة‬
‫الجديدة‪ ،‬ال سيما مشاريع الطاقة المتجددة‪ .‬وكثيرا‬ ‫المستدامة‪ ،‬للمساعدة على تعزيز ثقة‬
‫ما تنطوي التطبيقات المتخصصة‪ ،‬مثل مشاريع‬ ‫المستثمر‪ ،‬والحد من المخاطر المرتبطة‬
‫الطاقة المعزولة عن الشبكات‪ ،‬على تحديات خاصة‬ ‫بمشاريع الطاقة المستدامة‪ ،‬بما في ذلك‬
‫بها‪ ،‬نظرا إلى محدودية خيارات التمويل البالغ‬ ‫المترتبة على الهيئات المالية؛‬
‫الصغر المتوفرة لها‪ ،‬وقلة المعلومات المتاحة‬ ‫(ج) حماية إمكانية الحصول على رأس مال منخفض‬
‫للجهات المعنية المحتملة التي تتوفر لديها آليات‬ ‫التكلفة من الهيئات المالية الخاصة أو الدولية‬
‫التمويل المطلوبة‪.169‬‬ ‫التي تتمحور أهدافها حول التنمية‪.‬‬
‫‪72‬‬

‫وجهودا حكومية مكثفة لتيسير تقديم الدعم‬ ‫ومعالجة هذا القصور في التمويل في‬
‫المالي للجهات المحلية المعنية‪ ،‬بطرق منها‬ ‫المشاريع الصغيرة وكذلك الكبيرة الخارجة‬
‫العمل مع قطاع التمويل المحلي وهيئات‬ ‫عن نطاق تكنولوجيات الطاقة التقليدية‬
‫اإلقراض األجنبية‪.‬‬ ‫تستوجب حلوال ابتكارية في األسواق المالية‪،‬‬

‫الجدول ‪ .6‬مشاريع الطاقة المتجددة الرئيسية الممولة من المصارف اإلنمائية المتعددة األطراف والمؤسسات اإلنمائية‬

‫الجهات الممولة‬ ‫التاريخ‬ ‫ميغاواط‬ ‫النوع‬ ‫الموقع‬ ‫المشروع‬

‫الوكالة اليابانية للتعاون الدولي‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪220‬‬ ‫طاقة الرياح‬ ‫مصر‬ ‫جبل الزيت‬

‫االتحاد األوروبي‪/‬المصرف األوروبي‬


‫‪2018‬‬ ‫‪160‬‬ ‫طاقة الرياح‬ ‫مصر‬ ‫جبل الزيت‬
‫لالستثمار‪/‬مصرف التنمية األلماني‬

‫الطاقة الشمسية‬
‫صندوق أبو ظبي للتنمية‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪103‬‬ ‫األردن‬ ‫كويرة‬
‫الكهروضوئية‬

‫المصرف األوروبي لإلنشاء والتعمير‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪86‬‬ ‫طاقة الرياح‬ ‫األردن‬ ‫الرجف‬

‫المصرف األوروبي لالستثمار‪/‬‬ ‫الطاقة الشمسية‬ ‫محطة نور ‪ 1‬للطاقة‬


‫‪2018‬‬ ‫‪170‬‬ ‫المغرب‬
‫مصرف التنمية األلماني‬ ‫الكهروضوئية‬ ‫الشمسية الكهروضوئية‬

‫مصرف اليابان للتعاون الدولي‪/‬‬ ‫الطاقة الشمسية‬


‫‪2018‬‬ ‫‪350‬‬ ‫المغرب‬ ‫محطة نور ‪ 2‬و‪3‬‬
‫دولي المصارف‬ ‫المركزة‬

‫المصرف األوروبي لالستثمار‪/‬‬


‫‪2019‬‬ ‫‪250‬‬ ‫طاقة الرياح‬ ‫مصر‬ ‫خليج السويس‬
‫مصرف التنمية األلماني‬

‫المصرف األوروبي لالستثمار‪/‬‬


‫‪2020‬‬ ‫‪300‬‬ ‫طاقة الرياح‬ ‫المغرب‬ ‫تسكراد‬
‫مصرف التنمية األلماني‬

‫المصرف األوروبي لالستثمار‪/‬‬


‫‪2020‬‬ ‫‪150‬‬ ‫طاقة الرياح‬ ‫المغرب‬ ‫ميدلت‬
‫مصرف التنمية األلماني‬

‫المصرف األوروبي لالستثمار‪/‬‬


‫‪2020‬‬ ‫‪200‬‬ ‫طاقة الرياح‬ ‫المغرب‬ ‫جبل الحديد‬
‫مصرف التنمية األلماني‬

‫المصرف األوروبي لالستثمار‪/‬‬


‫‪2020‬‬ ‫‪100‬‬ ‫طاقة الرياح‬ ‫المغرب‬ ‫بوجدور‬
‫مصرف التنمية األلماني‬

‫المصرف األوروبي لالستثمار‪/‬‬


‫‪2020‬‬ ‫‪100‬‬ ‫طاقة الرياح‬ ‫المغرب‬ ‫طنجة ‪2‬‬
‫مصرف التنمية األلماني‬

‫المصدر‪.APICORP, 2018b :‬‬


‫‪73‬‬

‫هي من الجهات المانحة الرئيسية التي تقدم‬ ‫وفي ما يتعلق بالتطبيقات الصغيرة السعة‪ ،‬يجب أن‬
‫المساعدة اإلنمائية والتمويل الدولي للعديد من البلدان‬ ‫تركز السياسات العامة على ضمان إنشاء أسواق‬
‫العربية‪ .171،170‬وإن تخصيص جزء من هذه األموال‬ ‫مخصصة للمشاريع القائمة على الطاقة المتجددة‬
‫لتنفيذ مشاريع لتعزيز استخدام الطاقة المستدامة‬ ‫الالمركزية في البلدان التي تضم أسواقها قطاعات‬
‫في البلدان المتلقية للمساعدات‪ ،‬ومنها البلدان العربية‬ ‫مالئمة لذلك‪ ،‬مثل تونس والسودان ومصر والمغرب‬
‫األقل نموا‪ ،‬قد يتيح التصدي للهشاشة في مجال‬ ‫وموريتانيا واليمن‪ .‬ويقضي جزء من الحل بتحسين‬
‫الطاقة في البلدان العربية األشد فقرا‪ .‬وتشمل‬ ‫التعاون بين الحكومات‪ ،‬وهيئات اإلقراض الدولية‪،‬‬
‫المشاريع االستثمارية األقاليمية األخرى تركيزا أكبر‬ ‫والمنظمات المانحة‪ ،‬ال سيما في البلدان األقل نموا‪.‬‬
‫على الطاقة المستدامة‪ ،‬بما في ذلك مشاريع الطاقة‬ ‫وإلى جانب توفير دعم كبير على مستوى السياسات‪،‬‬
‫المتجددة‪ ،‬وتتضمن تدابير لتحقيق كفاءة استخدام‬ ‫تتضمن األدوات الالزمة لدعم هذه التطبيقات‬
‫الطاقة في القطاعات االستثمارية التقليدية‪ ،‬كقطاعي‬ ‫المتخصصة توفير ضمانات ائتمانية ودعم مالي‪،‬‬
‫الصناعة والعقارات‪.‬‬ ‫ال سيما للمشاريع الصغيرة السعة‪ ،‬وتوسيع نطاق برامج‬
‫كفاءة استخدام الطاقة التي تسهم في تحقيق األهداف‬
‫(‪ )4‬بناء القدرات المؤسسية‬ ‫اإلنمائية االجتماعية واالقتصادية األوسع نطاقا‪.‬‬

‫لالستفادة من الفرص المتاحة في مجال الطاقة‬ ‫أما بالنسبة للمشاريع التي ترقى إلى مستوى مرافق‪،‬‬
‫البديلة‪ ،‬ال بد من بناء قدرات المؤسسات المحلية‪.‬‬ ‫وال سيما مشاريع الطاقة المتجددة‪ ،‬فإن تكثيف جهود‬
‫ويشمل ذلك تعزيز قدرات صانعي القرار المحليين‬ ‫االستكشاف‪ ،‬واستخدام التمويل الدولي المتاح‬
‫في قطاع الطاقة والقطاعات المرتبطة بها‪ ،‬كقطاعات‬ ‫لمشاريع الطاقة النظيفة‪ ،‬يساعدان على تسريع‬
‫المياه والغذاء والبيئة؛ واالستفادة بقدر اإلمكان من‬ ‫استخدام الطاقة المتجددة في البلدان حيث تكون‬
‫الهياكل واآلليات القائمة‪ ،‬ولكن من دون حصر التركيز‬ ‫الخيارات المالية محدودة‪ .‬وتؤدي المصارف اإلنمائية‬
‫بها‪ .‬ويتوقف إحراز مزيد من التقدم في هذا المجال‬ ‫المتعددة األطراف‪ ،‬مثل مؤسسة التمويل الدولية‪،‬‬
‫على ما يلي‪:‬‬ ‫والمصرف األوروبي لالستثمار‪ ،‬ومصرف التنمية‬
‫األفريقي‪ ،‬دورا رئيسا في تيسير مشاريع الطاقة‬
‫(أ) تعزيز الحوار بشأن السياسات‪ ،‬بغية تحقيق‬ ‫المتجددة في عدد من البلدان العربية‪ ،‬بما فيها األردن‬
‫التكامل بين السياسات في اإلدارات الحكومية‬ ‫ومصر والمغرب (الجدول ‪ .)6‬وهذا الدعم يعزز الفكرة‬
‫وبين الحكومات والقطاع الخاص‪ ،‬من خالل‬ ‫القائلة بأن مشاريع الطاقة المتجددة‪ ،‬على الرغم من‬
‫إقامة شراكات بين أصحاب مصلحة متعددين؛‬ ‫ارتفاع تكلفة رأس المال األولية المرتبطة بها‪ ،‬قابلة‬
‫(ب) النهوض ببرامج إحصاءات الطاقة المعنية برصد‬ ‫للتمويل من المصارف‪.‬‬
‫المتغيرات الشاملة في مجال الطاقة وإعداد‬
‫التقارير بشأنها‪ ،‬ودمج هذه البرامج بالكامل في‬ ‫تؤدي المعونة اإلنمائية بين البلدان العربية دورا هاما‬
‫األنشطة الوطنية األخرى المتعلقة باإلحصاءات‬ ‫في مساعدة البلدان التي تفتقر إلى القدرة المالية‬
‫االقتصادية واالجتماعية؛‬ ‫الالزمة لالستثمار في التكنولوجيات الجديدة على‬
‫(ج) وضع برامج لبناء قدرات الفنيين والعاملين‬ ‫تنويع مزيج الطاقة لديها‪ .‬وتعزى هذه األهمية إلى‬
‫وتأهيلهم لتصميم حلول للطاقة النظيفة وكفاءة‬ ‫أن بلدان عربية عديدة‪ ،‬أبرزها اإلمارات العربية‬
‫استخدام الطاقة‪ ،‬وتنفيذ هذه البرامج؛‬ ‫المتحدة وقطر والكويت والمملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫‪74‬‬

‫من مصادر الطاقة التقليدية‪ .173‬ولكن‪ ،‬في غياب‬ ‫(د) وضع برامج تعليمية تستهدف فئة الشباب‪،‬‬
‫اآلليات الالزمة‪ ،‬ما زال يتعين على المنطقة إيجاد‬ ‫وبرامج لبناء قدرات أصحاب المصلحة من‬
‫سبل لوضع تشريعات وطنية تشجع على اعتماد‬ ‫القطاع الخاص‪ ،‬بما في ذلك القطاع المالي؛‬
‫الحلول التكنولوجية في المنازل‪ ،‬كتركيب األلواح‬ ‫(ھ) إطالق حمالت التوعية في مجال الطاقة‬
‫الشمسية على األسطح‪ ،‬واستخدامها لتوليد الكهرباء‬ ‫المستدامة‪ ،‬بما في ذلك تشجيع "مبادرة‬
‫وتسخين المياه‪ .‬إال أن نطاق االستفادة من هذا الخيار‬ ‫أبطال المجتمع المحلي"‪.‬‬
‫التكنولوجي ضيق للغاية‪ ،‬رغم ما ينطوي عليه من‬
‫إمكانات هائلة لناحية تحقيق وفورات في تكاليف‬ ‫(‪ )5‬االبتكار التكنولوجي‬
‫المستهلكين‪ ،‬وخفض الطلب على الكهرباء بالنسبة‬
‫لمشغلي الشبكة المركزية‪ .‬ويمكن لهذه التطبيقات أن‬ ‫إن تعزيز تنويع مزيج الطاقة في المنطقة العربية‬
‫تعود بفوائد إضافية على المجتمعات المحلية النائية‬ ‫واالستفادة منه يتطلبان توفر ما يلزم من رؤوس‬
‫في البلدان العربية األقل نموا‪ ،‬وأن تزيد تنوع مزيج‬ ‫أموال‪ ،‬ومهارات إدارية‪ ،‬وقدرة أكبر على االبتكار‬
‫الطاقة في العقد القادم‪.‬‬ ‫التكنولوجي‪ .‬ويمكن تحقيق ذلك من خالل تنفيذ‬
‫المشاريع النموذجية؛ وتعزيز المنافسة؛ واالستثمار‬
‫(‪ )7‬التعاون بين بلدان المنطقة في مجال‬ ‫في أنشطة البحث والتطوير والمشاريع المجتمعية‪.‬‬
‫الطاقة النظيفة‬ ‫والتشجيع على استخدام التكنولوجيات الجديدة‬
‫والقابلة للتسويق على نطاق واسع‪ ،‬مثل المركبات‬
‫من شأن التعاون بين بلدان المنطقة المساعدة على‬ ‫المسيرة بالطاقة الكهربائية‪ ،‬في القطاعات المناسبة‬
‫تحفيز نشر خيارات الطاقة النظيفة‪ ،‬وذلك بهدف‬ ‫في البلدان العربية‪ ،‬يسهم في نشوء مزيد من أسواق‬
‫تنويع مزيج الطاقة في المنطقة العربية في العقود‬ ‫الطاقة النظيفة‪ ،‬ما يمنح المستثمرين حوافز أكبر‬
‫المقبلة‪ .‬وبموجب االستراتيجية العربية لتطوير‬ ‫ويتيح توفير فرص عمل قيمة في االقتصاد‪ .‬ففي‬
‫استخدامات الطاقة المتجددة ‪ 2030-2010‬التي‬ ‫األردن‪ ،‬مثال‪ ،‬حيث تعفى المركبات الكهربائية من‬
‫اعتمدت في عام ‪ ،2013‬أرسي األساس لتعاون‬ ‫الضرائب والرسوم‪ ،‬التزمت الحكومة ببناء شبكة‬
‫إقليمي يرمي إلى نشر الطاقة النظيفة في المنطقة‬ ‫تتألف من ‪ 3,000‬محطة شحن تعمل على الطاقة‬
‫العربية‪ .‬وقد التزم قادة البلدان العربية بزيادة القدرة‬ ‫الشمسية خالل العقد المقبل‪.172‬‬
‫الحالية للمنطقة على توليد الطاقة المتجددة من‬
‫‪ 12‬جيغاواط في عام ‪ 2013‬إلى ‪ 80‬ميغاواط في‬ ‫(‪ )6‬زيادة تطوير األسواق‬
‫عام ‪ .2030‬و"مبادرة الطاقة النظيفة لعموم العرب"‪،‬‬
‫الواردة في خريطة العمل لتنفيذ االستراتيجية‪ ،‬هي‬ ‫في األجل الطويل‪ ،‬من شأن توفير خيارات أوسع‬
‫مبادرة إقليمية ترمي إلى إدماج حصص أكبر من‬ ‫للمستهلكين في أسواق أكثر تقدما‪ ،‬من خالل تجزئة‬
‫الطاقة المتجددة ضمن نظم الطاقة في المنطقة‬ ‫عملية توزيع الكهرباء‪ ،‬أن يعزز جاذبية الطاقة البديلة‪.‬‬
‫العربية‪ .174‬ومن شأن دعم مبادرات كهذه وتعزيزها‬ ‫فقد بين مسح سكاني أجرته المملكة العربية السعودية‬
‫مساعدة البلدان العربية على زيادة استقرار نظامها‬ ‫أن نحو ثلث المشاركين يرغبون في شراء الكهرباء‬
‫الكهربائي‪ ،‬وخفض التكاليف‪ ،‬والنهوض بالطاقة‬ ‫المولدة من تكنولوجيات الطاقة المتجددة‪ ،‬حتى‬
‫البديلة‪ ،‬وتحسين التكامل بين بلدان المنطقة العربية‪.‬‬ ‫وإن كانت تكلفتها أعلى من تكلفة الكهرباء المولدة‬
‫‪75‬‬

‫على هذه البلدان النظر في خيارات االستيراد المتاحة‬ ‫‪ .2‬تجارة الطاقة على الصعيد اإلقليمي‬
‫العتماد تلك التي توفر القيمة األفضل القتصاداتها‪.‬‬
‫فتكلفة الغاز المستورد عبر خطوط األنابيب اإلقليمية‬ ‫يمكن أن يكون التعاون بين بلدان المنطقة العربية في‬
‫عادة ما تكون منخفضة مقارنة بتكلفة الغاز الطبيعي‬ ‫مجال الطاقة عامال هاما في دعم اعتماد نظم طاقة‬
‫المسال المستورد من األسواق الدولية‪ .‬وبالتالي‪،‬‬ ‫أكثر استدامة‪ ،‬ومرونة‪ ،‬وفعالية من حيث التكلفة‪،‬‬
‫ينبغي أن تنظر األسواق الصغيرة والمتوسطة الحجم‬ ‫وهو ما يسهم في الحد من الفقر وتحقيق النمو‬
‫في اعتماد هذا الخيار الهام‪ ،‬نظرا الرتفاع تكلفة إنشاء‬ ‫االقتصادي واالزدهار المشترك‪ .‬ويعود النهوض‬
‫البنى األساسية الالزمة إلعادة تغويز الغاز الطبيعي‬ ‫بالتجارة اإلقليمية للطاقة بمنافع كبرى على جميع‬
‫المسال‪ .‬وتشكل هذه األنابيب أيضا مصدرا آمنا‬ ‫األطراف‪ .‬وتشمل هذه الفوائد تعزيز أمن اإلمدادات؛‬
‫إلمدادات الغاز الطبيعي للبلدان التي كانت ستضطر‬ ‫والحصول على طاقة أنظف – تنتج بكميات كبيرة‬
‫إلى استخدام النفط‪ ،‬ال سيما في مجال توليد الطاقة‪،‬‬ ‫حيث تنتج بأدنى تكلفة‪-‬؛ وإتاحة فرص وافرة لخلق‬
‫في حال لم تكن هذه الخطوط موجودة‪.‬‬ ‫فرص عمل جديدة‪ ،‬عن طريق تطوير صناعات محلية‬
‫لتصنيع عناصر هذه التكنولوجيات التي يمكن نشرها‬
‫وقد أظهر عدد من مشاريع خطوط الغاز اإلقليمية‬ ‫على نطاق أوسع بتعميق التعاون اإلقليمي‪ ،‬وخاصة‬
‫الفوائد العملية الناجمة من التجارة البينية في‬ ‫في مجال الطاقة المتجددة‪.‬‬
‫المنطقة العربية‪ .‬فخط غاز الدولفين‪ ،‬على سبيل‬
‫المثال‪ ،‬يربط بين قطر والدول المجاورة في مجلس‬ ‫(أ) الغاز الطبيعي‬
‫التعاون الخليجي منذ عام ‪ ،2008‬ويتيح تدفق نحو‬
‫ملياري قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميا من حقل‬ ‫ال يزال الغاز الطبيعي من أهم سلع الطاقة المتداولة‬
‫غاز الشمال في قطر إلى اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫في األسواق‪ ،‬أو المطروحة للتداول بين الدول العربية‬
‫وعمان‪ .177‬وبالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي‪،‬‬ ‫بكميات متزايدة‪ .‬ومنذ ثمانينات القرن العشرين‪ ،‬سجل‬
‫يتوفر الغاز المنقول عبر خطوط أنابيب الغاز القطرية‬ ‫معدل استخدام الغاز الطبيعي في توليد الطاقة‬
‫بسعر مناسب من المستحيل أن يضاهيه سعر أية‬ ‫المحلية ارتفاعا هائال في البلدان العربية‪ ،‬وهو تطور‬
‫إمدادات أخرى من الغاز الطبيعي المسال‪ .178‬وتمكنت‬ ‫يرجح استمراره في العقود القادمة‪ ،‬حتى وإن كان‬
‫اإلمارات العربية المتحدة وعمان من تصدير كميات‬ ‫من المتوقع أن تستثمر المنطقة أكثر في الطاقة‬
‫الغاز الطبيعي المسال المتفق عليها في العقود الطويلة‬ ‫البديلة‪ .175‬ويعتبر الغاز الطبيعي‪ ،‬على نطاق واسع‪،‬‬
‫األجل التي سبق أن أبرمتها لتصدير الغاز‪ ،‬وذلك على‬ ‫الوقود األحفوري األنظف واألكثر كفاءة‪ .‬وفي إطار‬
‫الرغم من كثافة الطلب المحلي عليه‪ ،‬ال سيما خالل‬ ‫الجهود المبذولة لبناء قطاعات نقل أكثر استدامة‪،‬‬
‫أشهر الصيف‪ .‬ويعتبر مشروع الدولفين‪ ،‬في ضوء‬ ‫يرجح أن تزيد المنطقة من استخدامها للغاز‬
‫ما يحققه من فوائد اقتصادية وسياسية للمنطقة‪،‬‬ ‫الطبيعي في قطاع النقل مستقبال لالستعاضة به‬
‫رمزا للتكامل الناجح والوثيق بين أسواق الطاقة في‬ ‫عن المنتجات النفطية‪.176‬‬
‫دول مجلس التعاون الخليجي‪.179‬‬
‫وكما ذكر في الفصل األول‪ ،‬يشير التوزيع‬
‫ويشكل خط تصدير الغاز الممتد من الجزائر إلى‬ ‫غير المتكافئ لموارد الغاز الطبيعي في المنطقة إلى‬
‫المغرب وتونس مثاال هاما آخر‪ ،‬ولو أضيق نطاقا‪ ،‬على‬ ‫أن استيراد الغاز سيتواصل بكميات أكبر في عدد‬
‫الفوائد التي تجنيها التجارة البينية من خطوط الغاز‬ ‫متزايد من البلدان العربية في المستقبل‪ .‬ويتعين‬
‫‪76‬‬

‫من الغاز الطبيعي يمكنه أن يستفيد منها خالل‬ ‫اإلقليمية‪ .‬ويشتري المغرب وتونس كميات صغيرة من‬
‫السنوات المقبلة‪.181‬‬ ‫الغاز من الجزائر التي تمر أنابيبها الممتدة إلى أوروبا‬
‫عبر أراضيهما‪ ،‬ويشكل ذلك حال اقتصاديا لهذين‬
‫(ب) الكهرباء‬ ‫البلدين اللذين ال تزال قطاعات الطاقة فيهما تستخدم‬
‫النفط المستورد‪ ،‬أو الفحم في حالة المغرب‪ .‬وعلى‬
‫إن توسيع نطاق التجارة الداخلية للكهرباء في‬ ‫الرغم من البدل العيني الذي يتقاضاه كال البلدين لقاء‬
‫المنطقة العربية خيار آخر قد يتيح لجميع األطراف‬ ‫مرور خطوط األنابيب الجزائرية عبر أراضيهما‪ ،‬فهما‬
‫المعنية تحقيق منافع اقتصادية ووفورات كبيرة‪.‬‬ ‫ال يزاالن يشتريان كميات إضافية من الغاز الطبيعي‬
‫واألسواق اإلقليمية للكهرباء متوفرة في أنحاء كثيرة‬ ‫من الجزائر‪ .‬ويتمثل الحل البديل باستيراد الغاز من‬
‫من العالم‪ ،‬منها أوروبا وأمريكا الجنوبية‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫الخارج‪ ،‬في شكل غاز طبيعي مسال‪ ،‬أو االعتماد على‬
‫من التحديات الكامنة في دمج أسواق وطنية متعددة‬ ‫احتياطي األنواع األخرى من الوقود في توليد الطاقة‬
‫للكهرباء على المستوى اإلقليمي‪ ،‬فإن فوائد ذلك تفوق‬ ‫المحلية‪ ،‬ال سيما النفط‪ ،‬أو الفحم في حالة المغرب‪.‬‬
‫التكاليف‪ .‬ويمكن تحقيق وفورات اقتصادية من خالل‬ ‫ويوفر الغاز الطبيعي لهذين البلدين بديال أنظف وأيسر‬
‫تجميع موارد قطاع المرافق‪ ،‬بما في ذلك في القدرة‬ ‫تكلفة عن النفط‪ .‬وبما أنه تم سداد تكاليف البنى‬
‫اإلنتاجية في توليد الطاقة‪ .‬فعندما تجمع موارد‬ ‫األساسية لخطوط األنابيب‪ ،‬فلن تتكبد الجزائر نفقات‬
‫الطاقة‪ ،‬يحقق التفاوت بين أنماط ذروة الطلب‬ ‫إضافية في تصدير الغاز إلى البلدان المجاورة لها‪.‬‬
‫وأنماط االستهالك فوائد هامة جدا لدى تجميع هذه‬
‫الموارد‪ .‬ويمكن للترابط بين البلدان أن يخفف إلى حد‬ ‫وتوجد أيضا شبكة لخطوط أنابيب الغاز في شرق‬
‫بعيد من حاالت انقطاع إمدادات الطاقة المتجددة‪.‬‬ ‫البحر األبيض المتوسط‪ ،‬وهي تمر عبر األردن‬
‫فعند تراجع الطلب‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬يمكن االستفادة‬ ‫والجمهورية العربية السورية ولبنان ومصر‪ .‬ويمتد‬
‫من الفائض في اإلنتاج بوصفه جزءا من مزيج الطاقة‪،‬‬ ‫جزء من هذه األنابيب تحت المياه‪ ،‬وهو يربط بين‬
‫بدل هدره‪ .‬كذلك‪ ،‬يتيح إنتاج الطاقة المتجددة‬ ‫مصر وإسرائيل عبر بلدتي العريش وعسقالن‪ .‬ولحين‬
‫والطاقة النووية بكميات كبرى وفورات اإلنتاج الكبير‪،‬‬ ‫كتابة هذا التقرير‪ ،‬لم تكن أنابيب الغاز تستخدم‬
‫كما يسهم تعزيز خيارات تصدير فائض الطاقة في‬ ‫بكثافة‪ ،‬وذلك من جراء االضطرابات السياسية‪،‬‬
‫تعظيم تلك الفوائد‪.‬‬ ‫والنقص في إمدادات الغاز الالزمة لتغذية الشبكة‪.‬‬
‫غير أنه في حال ازدادت إمدادات الغاز‪ ،‬إما عن طريق‬
‫تضم المنطقة العربية عددا من نظم الترابط دون‬ ‫استيراده من المنتجين اإلقليميين وإما من خالل‬
‫اإلقليمية‪ .182‬وعلى نطاق المغرب العربي‪ ،‬الذي‬ ‫إمدادات الغاز الطبيعي المسال‪ ،‬فمن شأن استخدام‬
‫يضم الجزائر والمغرب وتونس‪ ،‬بدأ ربط الشبكات‬ ‫شبكة خطوط األنابيب أن يعود بفوائد اقتصادية جمة‬
‫الكهربائية اإلقليمية في الخمسينات‪ .‬وفي أواخر‬ ‫على جميع البلدان المستوردة‪ ،‬ال سيما كل من األردن‬
‫التسعينات‪ ،‬كان المغرب متصال بإسبانيا‪ .‬أما اآلن‪،‬‬ ‫ودولة فلسطين الذي يسجل نقصا حادا في إمدادات‬
‫فالبلدان الثالثة مرتبطة بشبكة نقل الكهرباء عالية‬ ‫الغاز الطبيعي‪ .‬وقد القت فكرة مد "أنابيب سالم"‬
‫الفولطية للبلدان األوروبية‪ .‬وفي عام ‪ ،1988‬شهدت‬ ‫إقليمية بين إسرائيل وجيرانها العرب‪ ،‬وشماال في‬
‫منطقة المشرق العربي مشروع الربط الكهربائي‬ ‫شرق البحر األبيض المتوسط بين تركيا وقبرص‬
‫العربي بين شبكات الكهرباء في ثمانية بلدان‬ ‫ولبنان‪ ،‬دعما كبيرا في السابق‪ .180‬ويملك لبنان موارد‬
‫‪77‬‬

‫المشروع‪ ،‬وهو األكبر لتوليد الطاقة الشمسية في‬ ‫هي مصر والعراق واألردن والجمهورية العربية‬
‫المنطقة العربية والعالم‪ ،‬من شأنه أن يضاعف قدرة‬ ‫السورية وتركيا‪ ،‬والحقا لبنان وليبيا ودولة فلسطين‪.‬‬
‫المملكة على توليد الطاقة ثالثة أمثالها في غضون‬ ‫وفي مطلع عام ‪ ،2015‬ارتبطت تركيا بالشبكة‬
‫فترة تقل عن خمسة عشر عاما‪.185‬‬ ‫األوروبية‪ ،‬ما عزز الجهود الرامية إلى مواءمة‬
‫شبكات مشروع الربط الكهربائي للبلدان العربية‬
‫وقد يشكل تصدير حصة من الكهرباء المولدة من هذا‬ ‫الثماني مع الشبكة األوروبية‪.‬‬
‫المشروع وغيره من المشاريع المماثلة مصدرا إضافيا‬
‫من مصادر إيرادات االقتصادات العربية‪ .‬وقد يساعد‬ ‫وفي عام ‪ ،2011‬وصلت الدول الست األعضاء في‬
‫أيضا على تحديد مسار قطاعات صناعية وطنية‬ ‫مجلس التعاون الخليجي شبكاتها الوطنية للطاقة مع‬
‫جديدة‪ ،‬في وقت تستفيد فيه البلدان المجاورة من‬ ‫شبكة مجلس التعاون الخليجي للربط الكهربائي‪.‬‬
‫انخفاض تكلفة واردات الكهرباء في حاالت توفر‬ ‫وعلى الرغم من تصميم هذا المشروع لتسهيل التبادل‬
‫فائض في قدرة الشبكة اإلقليمية‪ .‬ومن شأن مشاريع‬ ‫التجاري‪ ،‬فيستفاد منه لغاية اآلن‪ ،‬بشكل رئيسي‪ ،‬كآلية‬
‫منفذة على نطاق المنطقة العربية‪ ،‬مثل المبادرة‬ ‫لضمان األمن بين بلدان المنطقة؛ وإلتاحة نقل الكهرباء‬
‫العربية للطاقة النظيفة التي نوقشت في الفصل‬ ‫وتبادلها بين نظم شبكات الطاقة الوطنية المترابطة‬
‫الثاني‪ ،‬القسم باء‪ ،1-‬أن تساعد على تعزيز التكامل‬ ‫بين البلدان في حاالت الطوارئ‪ .‬فهذا المشروع‪ ،‬مثال‪،‬‬
‫بين مختلف الشبكات المترابطة على الصعيد‬ ‫يفيد في حاالت عدم كفاية االحتياطي الوطني أو‬
‫دون اإلقليمي في المنطقة العربية‪ ،‬وذلك إلنشاء‬ ‫القدرة على توليد الطاقة في فترات ذروة الطلب‪،‬‬
‫شبكة كهربائية عربية كبرى تعود بفوائد شتى على‬ ‫أو لسد النقص القصير األجل المتوقع في إمدادات‬
‫جميع المشاركين‪ .186‬وإذا ما جرى العمل على تحسين‬ ‫الكهرباء الوطنية‪ .183‬وتقدر هيئة الربط الكهربائي‬
‫البنى األساسية للشبكات الوطنية بشكل مواز على‬ ‫لدول مجلس التعاون الخليجي حجم الوفورات‬
‫نحو يتيح استخدام الشبكات الذكية في المنطقة‬ ‫االقتصادية التي تحققها البلدان األعضاء بفضل‬
‫العربية‪ ،‬على النحو المذكور في الفصل الثاني‪ ،‬القسم‬ ‫تشاركها احتياطي الكهرباء‪ ،‬وتبادلها للكهرباء أحيانا‪،‬‬
‫ألف‪ ،2-‬فسيعزز ذلك القدرة على تحقيق األهداف‬ ‫بنحو ‪ 2.2‬مليار دوالر في الفترة بين العامين ‪2011‬‬
‫المرجوة من هذه المشاريع‪.‬‬ ‫و‪ 2017‬فقط‪.184‬‬

‫وقد يتجاوز التوسع في تجارة الكهرباء نطاق البلدان‬ ‫وتعزز خطط إقامة مشاريع واسعة النطاق في مجال‬
‫العربية المجاورة‪ .‬فخطة عمل مبادرة الربط العالمي‬ ‫الطاقة المتجددة في المنطقة جاذبية فكرة تجارة‬
‫لقطاعات الطاقة (اإلطار ‪ )6‬ترمي إلى الربط بين‬ ‫الكهرباء عبر الحدود الوطنية‪ .‬فمن شأن توليد جزء‬
‫شبكات الطاقة عالميا‪ ،‬وبالتالي إلى توسيع مجموعة‬ ‫ولو بسيط من الكهرباء‪ ،‬بموجب االتفاق المعلن‬
‫موارد الطاقة النظيفة المتاحة لمختلف بلدان العالم‪.‬‬ ‫غير الملزم بين المملكة العربية السعودية ومجموعة‬
‫ويمكن للبلدان العربية أن تستفيد من هذا المشروع‬ ‫"سوفت بنك" اليابانية في آذار‪/‬مارس ‪ ،2018‬تسليط‬
‫الضخم الذي قد يؤدي‪ ،‬مع المبادرة‪ ،‬إلى نشوء‬ ‫الضوء على احتمال جدوى تجارة الكهرباء داخل‬
‫منظومة مترابطة بالكامل للطاقة الكهربائية تجمع بين‬ ‫المنطقة‪ .‬ويقضي هذا االتفاق‪ ،‬الذي ال يزال غير ملزم‬
‫مختلف الشبكات المترابطة التابعة لمختلف المناطق‬ ‫لحد اآلن‪ ،‬ببناء قدرات لتوليد الكهرباء من الطاقة‬
‫دون اإلقليمية‪ .‬وترمي المبادرة إلى تحسين استخدام‬ ‫الشمسية في المملكة العربية السعودية سعتها‬
‫الطاقة النظيفة ونقلها‪ ،‬واالستعاضة عن الوقود‬ ‫اإلجمالية ‪ 200‬جيغاواط بحلول عام ‪ .2030‬وهذا‬
‫‪78‬‬

‫اإلطار ‪ .6‬خطة عمل مبادرة الربط العالمي لقطاعات الطاقة‬

‫تشمل مبادرة خطة عمل الربط العالمي لقطاعات الطاقة مجموعة من شبكات الطاقة الكهربائية المترابطة عالميا‪ ،‬التي يمكن‬
‫أن تصبح منصة إلنتاج الطاقة المتجددة النظيفة ونقلها واستهالكها على نطاق واسع حول العالم‪ .‬وهي تهدف إلى توليد‬
‫كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية النظيفة في األماكن التي تتوفر فيها بغزارة‪ ،‬ليتم بعدئذ نقلها عبر مسافات طويلة لمعالجة‬
‫مشكلة بعد المسافات بين مراكز موارد الطاقة المتجددة ومراكز التحميل‪ .‬وبعد تلبية الطلب المحلي‪ ،‬يمكن بيع الفائض من‬
‫الكهرباء المولدة من الطاقة النظيفة إلى المناطق أو البلدان النائية‪ ،‬بخسائر طفيفة‪ ،‬وتحقيق مكاسب اقتصادية للبلدان‬
‫المرسلة والمستقبلة‪.‬‬

‫ومن أبرز منافع هذه المبادرة تحقيق تخفيضات كبيرة في التكاليف المترتبة على استخدام الطاقة المتجددة‪ .‬وتشكل المبادرة‬
‫أداة فعالة من حيث التكلفة لتحقيق التوزيع األمثل للطاقة المتجددة‪ ،‬من خالل الجمع بين تكنولوجيات الشبكات الذكية‬
‫والتكنولوجيات ذات التوتر العالي جدا عبر الربط بين الشبكات (التوسع)‪.‬‬

‫وقد صدرت في تشرين الثاني‪/‬نوفمبر ‪ ،2017‬بالمشاركة مع األمم المتحدة‪ ،‬خطة عمل لتنفيذ المبادرة‪ ،‬الهدف منها تعزيز خطة‬
‫التنمية المستدامة لعام ‪2030‬أ‪ .‬ومن أجل دعم المشروع‪ ،‬والحكومات مدعوة إلى اتخاذ التدابير التالية‪:‬‬
‫مواصلة دراسة الخيار من وجهة نظر عالمية ووطنية‪ ،‬مع مراعاة توزيع الموارد المتجددة على الصعيد العالمي والطلب‬ ‫•‬
‫على الكهرباء؛‬
‫وضع نماذج جديدة للمشاريع التجارية من أجل جذب المستثمرين من أصحاب المصلحة إلنشاء بنى أساسية‬ ‫•‬
‫لشبكة الكهرباء؛‬
‫اتخاذ إجراءات متناسقة لتسريع الربط بشبكات الطاقة الكهربائية‪ ،‬ونشر التجارب الناجحة لتقنيات التوتر العالي جدا‬ ‫•‬
‫والشبكات الذكية لنقل كميات هائلة من الطاقة المتجددة على امتداد آالف الكيلومترات؛‬
‫وضع سياسات وخطط عمل لتشجيع إنتاج الطاقة المتجددة واستخدامها على الصعيد العالمي‪ ،‬وتشجيع نقل الطاقة عبر‬ ‫•‬
‫البلدان أو المناطق‪ ،‬في إطار تعاون مربح لجميع األطراف وعلى أساس تشارك المنافع‪.‬‬
‫المصدر‪.United Nations, 2018 :‬‬
‫‪.‬‬‫‪Global‬‬ ‫‪Energy‬‬ ‫‪Interconnection‬‬ ‫‪Development‬‬ ‫‪and‬‬ ‫‪Cooperation‬‬ ‫أ‪Organization, 2017 .‬‬

‫‪ .3‬الحصول على الطاقة وجودة اإلمداد‬ ‫األحفوري بالطاقة المتجددة في مزيج الطاقة‬
‫الخاص بكل بلد‪ ،‬واإلسهام في إيصال الكهرباء‬
‫يمثل الحصول على مصادر الطاقة الحديثة ركيزة‬ ‫إلى المناطق غير الحاصلة بشكل كامل عليها‪.‬‬
‫أساسية لتحقيق كافة أهداف التنمية المستدامة‬ ‫وستصبح بلدان عربية عديدة مؤهلة الستيراد‬
‫تقريبا‪ ،‬بما في ذلك مكافحة الفقر (الهدف ‪ ،)1‬وتحقيق‬ ‫الطاقة بكميات كبيرة‪ ،‬وال سيما الطاقة الشمسية؛‬
‫المساواة بين الجنسين (الهدف ‪ ،)5‬وتوفير فرص‬ ‫في حين يمكن أن تستفيد بلدان أخرى ذات موارد‬
‫العمل الالئق وتعزيز النمو االقتصادي (الهدف ‪)8‬‬ ‫أقل من الطاقة المتجددة المولدة من الكهرباء‬
‫وتحفيز الصناعات الحديثة وتشجيع االبتكار وإقامة‬ ‫النظيفة بتكلفة متدنية‪ .‬وبالنسبة إلى البلدان‬
‫البنى األساسية (الهدف ‪ .)9‬وقد أكدت إدارة الشؤون‬ ‫العربية األقل نموا‪ ،‬تشكل مبادرة من هذا النوع‬
‫االقتصادية واالجتماعية في األمم المتحدة على ذلك‬ ‫حال يؤمن اإلمداد بالطاقة الكهربائية بشكل آمن‬
‫عندما أشارت إلى ما يلي‪:‬‬ ‫وفعال من حيث التكلفة‪.‬‬
‫‪79‬‬

‫توسيع نطاق الحصول على الكهرباء‪ ،‬وال سيما في‬ ‫األشخاص المحرومون من الطاقة الحديثة‬
‫المناطق الريفية‪ .‬فقد أطلق المغرب‪ ،‬على سبيل‬ ‫عالقون في دوامة ال يمتلكون فيها الوسائل‬
‫المثال‪ ،‬برنامج الكهربة القروية الشاملة في عام‬ ‫الكافية لتحسين ظروفهم المعيشية‪،‬‬
‫‪ ،1996‬بعدما قدر بأن معدالت إمداد الريف بالكهرباء‬ ‫وال الخدمات التي تلبي االحتياجات اإلنسانية‬
‫متدنية وال تتجاوز ‪ 18‬في المائة‪ .‬ومنذ ذلك الحين‪،‬‬ ‫األساسية‪ ،‬بما فيها اإلنارة‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والصحة‪،‬‬
‫وعلى مدى ‪ 15‬سنة‪ ،‬وصلت الكهرباء من خالل هذا‬ ‫والمياه العذبة‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬تنفق األسر‬
‫البرنامج إلى أكثر من ‪ 35,000‬قرية تضم نحو ‪1.9‬‬ ‫الفقيرة غير الحاصلة على الطاقة حصة كبيرة‬
‫مليون أسرة ريفية‪ .188‬ويتطلب مثل هذه البرامج‬ ‫من إيراداتها المحدودة جدا على أشكال باهظة‬
‫إنشاء مؤسسات قوية ذات واليات واضحة‪،‬‬ ‫وغير صحية وال مأمونة وال كفؤة من الطاقة‪.‬‬
‫وتخصيص الموارد الالزمة‪ ،‬والمساءلة بشأن‬ ‫وال خروج من هذه الدوامة إال بالطاقة الحديثة‬
‫تحقيق الواليات‪.‬‬ ‫والميسورة الكلفة‪.187‬‬

‫ويتطلب الحصول اآلمن على الطاقة أيضا تخطيطا‬ ‫يتطلب إحراز تقدم في تحقيق حصول الجميع على‬
‫دقيقا يدمج عدة خيارات إلدارة أسواق الكهرباء‪،‬‬ ‫خدمات الطاقة الحديثة في المنطقة العربية أن تبذل‬
‫بما في ذلك تمكين القطاع الخاص من المشاركة‪،‬‬ ‫الحكومات جهودا كبيرة‪ ،‬وال سيما في البلدان العربية‬
‫وتيسير استخدام الخيارات التكنولوجية الداعمة‪.‬‬ ‫األقل نموا‪ ،‬إلعطاء األولوية لحصول الجميع على‬
‫وال ينبغي إغفال الدور األساسي الذي يمكن أن يؤديه‬ ‫الكهرباء في البرامج السياسية‪ ،‬ودعم االلتزامات‬
‫رواد األعمال المحليون في إيصال الكهرباء على نطاق‬ ‫المتصلة بهذا الشأن من خالل التخطيط االستراتيجي‬
‫أوسع‪ ،‬باعتماد الحلول الالمركزية‪ .‬ويساهم استخدام‬ ‫والسياسات الواضحة والمؤسسات المتخصصة‪.‬‬
‫األنظمة المعزولة عن الشبكة والتطوير المستمر‬ ‫ويشمل ذلك وضع سيناريوهات لتنمية قطاع الطاقة‪،‬‬
‫لعمليات تخزين الكهرباء في إيصال الكهرباء إلى‬ ‫مثل وضع خطط لتوسيع شبكات الطاقة ودمج‬
‫المناطق النائية التي ال يمكن أن تصل إليها الشبكات‪.‬‬ ‫الحلول الالمركزية في استراتيجيات إمداد الريف‬
‫ويؤدي فرض معايير تضمن حدا أدنى من أداء الطاقة‬ ‫بالكهرباء (الفصل الثاني‪ ،‬القسم باء‪ .)4-‬ويساهم‬
‫على اإلنارة والمعدات المنزلية إلى إتاحة خدمات‬ ‫تحديد المجاالت ذات األولوية‪ ،‬مثل توسيع نطاق‬
‫الطاقة لعدد متزايد من المستخدمين النهائيين‪.‬‬ ‫وصول الكهرباء إلى المدارس والمراكز الصحية‬
‫وتشمل هذه المعايير استخدام الصمامات الثنائية‬ ‫والقطاعات اإلنتاجية‪ ،‬في زيادة األثر االجتماعي‬
‫الباعثة للضوء‪ ،‬والثالجات ومكيفات الهواء عالية‬ ‫بالرغم من محدودية التمويل‪ .‬وعلى البلدان التي‬
‫األداء‪ ،‬وأجهزة التلفزيون ذات االستخدام المنخفض‬ ‫تتفاوت فيها مستويات اإلمداد بالكهرباء بين المناطق‬
‫للطاقة‪ ،‬وغيرها من المعدات‪ .‬وتشكل هذه الخطط‬ ‫على الرغم من أنها موصولة بالكامل بالشبكة أن تعطي‬
‫قيمة مضافة إلى االقتصاد‪ ،‬من خالل استحداث فرص‬ ‫األولوية لتطوير قطاع مرافق الخدمات والحصول‬
‫عمل محلية‪ ،‬وال سيما بعد تطوير المهارات والكفاءات‬ ‫اآلمن على الكهرباء في برامج عملها‪.‬‬
‫المحلية‪ .‬وال بد‪ ،‬لالستفادة من هذه الفرص‪ ،‬من‬
‫استحداث برامج ال تركز فقط على الحصول على‬ ‫ويعتبر بناء القدرات داخل المؤسسات من العوامل‬
‫الطاقة‪ ،‬بل تهدف إلى تنفيذ برنامج أوسع نطاقا‬ ‫األساسية إلتاحة الحصول على الطاقة اآلمنة في‬
‫يشمل استخدام تكنولوجيات الطلب‪ ،‬والحد من‬ ‫المنطقة العربية‪ .‬وقد بينت التجارب األثر الكبير الذي‬
‫السلع األقل كفاءة‪.189‬‬ ‫تحدثه الوكاالت والبرامج المتخصصة التي تركز على‬
‫‪80‬‬

‫‪ .4‬اإلمداد الالمركزي بالطاقة‬ ‫وتؤدي التكلفة الميسورة دورا رئيسيا في ضمان‬


‫الحصول على الطاقة‪ ،‬ال سيما بالنسبة لألسر في‬
‫اتجه العالم بسرعة مؤخرا نحو اإلمداد الالمركزي‬ ‫القطاع السكني الذي يستخدم نظما معزولة عن‬
‫بالطاقة‪ .‬ويعزى ذلك‪ ،‬بالدرجة األولى‪ ،‬إلى التراجع‬ ‫الشبكة‪ .‬فقد يتعذر على هذه األسر تحمل التكاليف‬
‫السريع في تكلفة المصادر المتجددة للطاقة‪ ،‬خصوصا‬ ‫األولية للربط بالشبكة‪ ،‬وإن توفر لديها ما يكفي من‬
‫الحلول القائمة على الطاقة الشمسية‪ ،‬وإلى إنشاء‬ ‫االستعداد واالمكانات المادية لدفع تكلفة استهالكها‬
‫سالسل إمداد محلية تتيح استخدام هذه الحلول‪.‬‬ ‫من كهرباء‪ .190‬وتشير إدارة الشؤون االقتصادية‬
‫ووفقا لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة‪،‬‬ ‫واالجتماعية إلى التالي‪:‬‬
‫تمكن ‪ 133‬مليون شخص حول العالم من الحصول‬
‫على اإلنارة وغيرها من خدمات الكهرباء في عام‬ ‫ما من بلد تمكن من التحول من الفقر‬
‫‪ ،2016‬باالستفادة من حلول الطاقة المتجددة‬ ‫إلى االزدهار بدون تيسير كلفة الكهرباء‬
‫المعزولة عن الشبكة‪ .192‬وحتى اآلن‪ ،‬يتضمن أهم‬ ‫وإتاحتها بكميات كبيرة ألغراض اإلنتاج‪.‬‬
‫المستفيدين من المنشآت القائمة على الطاقة‬ ‫ويجب أن تراعي استراتيجيات مد‬
‫المتجددة من خارج الشبكة القطاع الصناعي‪،‬‬ ‫الكهرباء الستخدام األسر األهداف اإلنمائية‬
‫والمستخدمين التجاريين (مثل شركات االتصاالت)‪،‬‬ ‫األخرى‪ ،‬والفرص المتاحة لالستفادة من‬
‫والمستخدمين النهائيين للسلع العامة (مثل إنارة‬ ‫توصيل الكهرباء في تحفيز النشاط االقتصادي‬
‫الشوارع أو ضخ المياه)‪ .‬وقد أدت األجهزة التي‬ ‫الشامل والمستدام والقادر على التكيف‬
‫تستخدم الطاقة بكفاءة إلى زيادة نطاق خدمات‬ ‫مع المناخ‪.191‬‬
‫الكهرباء‪ ،‬ما سمح بتشغيل النظم المعزولة عن الشبكة‬
‫بسعة مركبة أقل‪.‬‬ ‫وباستطاعة الحكومات العمل على خفض تكلفة‬
‫الحصول على الكهرباء المترتبة على المستهلكين‬
‫وتتيح النظم المعزولة عن الشبكة للبلدان العربية‬ ‫والمرافق‪ ،‬بوضع سياسات مناسبة‪ ،‬وإنشاء مؤسسات‬
‫األقل نموا إيصال الكهرباء إلى سكان الريف‪ .‬ومؤخرا‪،‬‬ ‫سليمة‪ ،‬ودعم الربط الالمركزي لضمان يسر التكاليف‬
‫اعتمد عدد من المشاريع الممولة من جهات مانحة‬ ‫واإلنصاف بين األسر الريفية والحضرية‪ .‬كما يمكن أن‬
‫دولية حلوال معزولة عن الشبكة للحصول على‬ ‫يشكل دعم رسوم الربط‪ ،‬أو التكاليف األولية للمعدات‬
‫الكهرباء‪ .‬ومن هذه المشاريع مبادرة البنك الدولي‬ ‫واألجهزة‪ ،‬إحدى الطرق للتغلب على العقبات األولية‪.‬‬
‫إلضاءة أفريقيا‪ ،‬وال سيما في موريتانيا‪ ،‬بالشراكة مع‬ ‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬أدخلت مؤخرا بلدان عربية كثيرة‬
‫برنامج المساعدة في إدارة قطاع الطاقة‪ ،‬ومرفق‬ ‫إصالحات على أسعار خدمات المرافق‪ .‬ويتضمن عدد‬
‫البيئة العالمي‪ ،‬وعدد من الحكومات األوروبية‪،‬‬ ‫من هذه البلدان شريحة كبيرة من األسر المنخفضة‬
‫والواليات المتحدة األمريكية‪ .193‬وأنشأت موريتانيا‬ ‫الدخل‪ ،‬ما أثار شواغل بشأن يسر التكلفة وأمن‬
‫بالفعل عددا كبيرا جدا من الشبكات الصغيرة في‬ ‫الحصول على الطاقة‪ .‬ومن شأن تجهيز المؤسسات‬
‫المناطق الريفية‪ ،‬باعتبار هذه الشبكات الخيار األمثل‬ ‫على نحو أفضل‪ ،‬بحيث تتمكن من تقييم أثر إصالح‬
‫لتحسين الحصول على الكهرباء‪ ،‬علما أن العديد منها‬ ‫تعرفة الكهرباء‪ ،‬أن يساعد على إيجاد حلول على‬
‫يعتمد على الطاقة المتجددة‪ .‬وتنسق وكالة تنمية‬ ‫مستوى السياسات‪ ،‬مثل تقديم دعم موجه أو توفير‬
‫الكهرباء الريفية في موريتانيا عملية اإلمداد‬ ‫شبكات أمان اجتماعية بديلة تكفل عدم إهمال األسر‬
‫الالمركزي بالكهرباء في األرياف‪ ،‬وتتولى إدارة‬ ‫المنخفضة الدخل‪.‬‬
‫‪81‬‬

‫اإلطار ‪ .7‬نظم الطاقة الشمسية المركبة على‬


‫المشروع والبرامج المرتبطة به‪ .194‬وفي نيسان‪/‬أبريل‬
‫‪ ،2018‬أطلق البنك الدولي المشروع الطارئ لتوفير‬
‫األسطح في اليمن‬
‫الكهرباء في اليمن‪ ،‬وقيمته ‪ 50‬مليون دوالر‪ ،‬بهدف‬
‫"مع اندالع الحرب في اليمن‪ ،‬غرق البلد في أزمة حادة‬ ‫تحسين الحصول على الكهرباء في المناطق الريفية‬
‫أدت إلى انهيار العديد من الخدمات‪ .‬فأغلقت محطات‬
‫وشبه الحضرية اليمنية‪.195‬‬
‫توليد الكهرباء الحكومية‪ ،‬وغرقت العاصمة اليمنية‬
‫والعديد من المدن في الظالم‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬شاع‬
‫االتجار بنظم الطاقة الشمسية المنزلية في األسواق‪،‬‬ ‫وبالمثل‪ ،‬تساهم نظم الطاقة الشمسية المركبة على‬
‫وانتشرت األلواح الشمسية المركبة على أسطح المباني‬
‫أسطح المباني‪ ،‬الموصولة بالشبكة والمعزولة عنها‪،‬‬
‫في شتى المدن والقرى‪ ،‬بما في ذلك في مناطق لم تزود‬
‫سابقا بالكهرباء"أ‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬ساهم النزاع الجاري منذ‬ ‫في توفير حلول اقتصادية تستخدم الطاقة المتجددة‬
‫عام ‪ 2015‬في تفاقم الفجوة الكبيرة في الحصول على‬ ‫ويمكن االعتماد عليها لزيادة قدرة البلدان‪ ،‬بما في ذلك‬
‫الطاقة الحديثة في اليمن‪ .‬وتعتبر نظم الطاقة الشمسية‬
‫تلك المتأثرة بالنزاع‪ ،‬على توفير الكهرباء الموثوقة‪.‬‬
‫المنزلية أحد القطاعات التجارية القليلة التي شهدت‬
‫توسعا في السنوات األخيرة‪ ،‬ما يعكس فائدتها في‬ ‫وتبين دراسة حالة عن اليمن (اإلطار ‪ )7‬كيف وفرت‬
‫المنازل غير المزودة بالكهرباء الموصولة بالشبكة‪ .‬وأجرى‬ ‫نظم الطاقة الشمسية المركبة على األسطح حلوال‬
‫المركز اإلقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة استخدام‬
‫حيوية للمقيمين في المناطق النائية والحضرية‪،‬‬
‫الطاقة‪ ،‬بتكليف من البنك الدولي‪ ،‬تقييما للسوق في‬
‫عام ‪ .2016‬وأفاد التقييم بأن نظم الطاقة الشمسية‬ ‫ال سيما عندما اشتد النزاع في البلد‪ ،‬وتبددت‬
‫الكهرضوئية وصلت إلى ما نسبته ‪ 50‬في المائة من األسر‬ ‫احتماالت الحصول على الكهرباء بشكل آمن عبر‬
‫في القطاع السكني في المناطق الريفية و‪ 75‬في المائة‬
‫الشبكة الرئيسية‪.‬‬
‫في المناطق الحضرية في اليمن بحلول نهاية السنةب‪.‬‬
‫وساعد تركيب النظم الشمسية على األسطح‪ ،‬بشكل‬
‫خاص‪ ،‬األسر غير المزودة بالكهرباء‪ ،‬كما مكن المستخدمين‬ ‫لزيادة استخدام النظم المعزولة عن الشبكة في‬
‫من تشغيل البرادات واإلضاءة عند المساء‪ ،‬ما أفاد النساء‬
‫البلدان العربية األقل نموا‪ ،‬خارج إطار المبادرات‬
‫على وجه الخصوصج‪.‬‬
‫الموجهة من الجهات المانحة‪ ،‬على حكومات المنطقة‬
‫وشكل نجاح األلواح الشمسية في القطاع السكني في‬ ‫إدراج الشبكات الصغيرة والنظم الموصولة بالشبكة‬
‫اليمن حافزا للمزيد من الدعم من قبل الجهات المانحة‬
‫والمعزولة عنها في خططها الوطنية لإلمداد بالكهرباء‪.‬‬
‫الدولية وهيئات التسليف‪ .‬وفي ‪ ،2018‬وافق البنك‬
‫الدولي على المشروع الطارئ لتوفير الكهرباء في اليمن‪.‬‬ ‫ويرمي ذلك إلى إتاحة تنظيم قطاع الطاقة المركزيا‪،‬‬
‫كما مولت المؤسسة الدولية للتنمية هذا المشروع بمبلغ‬ ‫ووضع أهداف إنمائية واضحة بشأن الحصول على‬
‫قدره ‪ 50‬مليون دوالر‪ ،‬بهدف توسيع نطاق الحصول على‬
‫الطاقة‪ .‬وبناء على ذلك‪ ،‬يلزم وضع األطر التنظيمية‬
‫الكهرباء والخدمات العامة المعتمدة على الكهرباء لدى‬
‫المناطق الريفية والمحيطة بالمناطق الحضرية‪ ،‬وذلك من‬ ‫والمالية واإلدارية المطلوبة‪ ،‬من أجل دعم التمويل‬
‫خالل توزيع نظم الطاقة الشمسية‪ .‬ويهدف هذا المشروع‬ ‫الموجه للمجتمعات المحلية وتعزيز نشاط القطاع‬
‫أيضا إلى إعادة إمدادات الكهرباء إلى ‪ 200,000‬أسرة‪،‬‬
‫الخاص في توزيع وبيع نظم الطاقة الالمركزية التي‬
‫و‪ 400‬مرفق صحي‪ ،‬و‪ 800‬مدرسة‪ .‬وسوف تشارك فيه‬
‫السلسلة المحلية لتوريد معدات الطاقة الشمسية‬ ‫تعمل على المصادر المتجددة‪ ،‬ال سيما في المناطق‬
‫ومؤسسات التمويل األصغر‪ ،‬ما سيساعد على إيجاد‬ ‫النائية‪ .‬وجزء ال يتجزأ من هذه الجهود هو تحويل‬
‫فرص عملد‪.‬‬
‫التركيز‪ ،‬في التخطيط الحكومي‪ ،‬من الحلول األقل‬
‫المصادر‪:‬‬ ‫كلفة إلى تعظيم قيمة النظم المعزولة عن الشبكة التي‬
‫أ‪.Mahdi, 2018 .‬‬
‫ب‪ .‬بديعي‪.2018 ،‬‬
‫تلبي احتياجات الناس‪ ،‬وتتيح مكاسب في مجاالت‬
‫ج‪.Bekdash and Taylor, n.d. .‬‬ ‫أخرى من مجاالت التنمية االجتماعية واالقتصادية‪،‬‬
‫د‪ .‬بديعي‪.2018 ،‬‬ ‫على غرار التعليم واألمن الغذائي‪.196‬‬
‫‪82‬‬

‫المناخ في تكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه تدبيرا‬ ‫‪ .5‬توليد القيمة من الكربون‬


‫للتخفيف يمكن اتباعه لتثبيت معدل تركيز الغازات‬
‫الدفيئة في الغالف الجوي‪ .‬وتشمل الحلول األخرى التي‬ ‫"احتجاز الكربون وتخزينه" مصطلح يشير إلى عملية‬
‫قد تنظر فيها الهيئة تحسين كفاءة استخدام الطاقة‪،‬‬ ‫فصل ثاني أكسيد الكربون عن المصادر الصناعية‬
‫والتحول إلى أنواع من الوقود أقل كثافة بالكربون‪،‬‬ ‫والمتصلة بالطاقة‪ ،‬ونقله إلى موقع للتخزين‪ ،‬وعزله‬
‫والطاقة النووية‪ ،‬ومصادر الطاقة المتجددة‪ ،‬وتعزيز‬ ‫عن الغالف الجوي على المدى الطويل‪ .197‬وتشمل‬
‫محطات معالجة الصرف البيولوجية‪ ،‬والتخفيف من‬ ‫هذه العملية استخدام ثاني أكسيد الكربون الذي جرى‬
‫انبعاثات غازات الدفيئة غير ثاني أكسيد الكربون‪.‬‬ ‫احتجازه‪ .‬وترى الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير‬

‫الجدول ‪ .7‬عمليات احتجاز الكربون وتخزينه‪ ،‬وعمليات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه في المساهمات المعتزمة‬
‫المحددة وطنيا والمساهمات الوطنية – اإلجراءات المتخذة من جانب البلدان العربية (الحالة‪ :‬نهاية ‪)2018‬‬

‫النفط‬ ‫المساهمة‬ ‫المساهمة المحددة‬


‫صناعات أخرى‬ ‫الطاقة‬ ‫البلدان‬
‫والغاز‬ ‫الوطنية‬ ‫وطنيا‬

‫شبكة مصدر الحتجاز‬


‫األسلوب المحسن‬ ‫احتجاز الكربون‬
‫الكربون وتخزينه‪،‬‬ ‫احتجاز الكربون‬ ‫اإلمارات العربية‬
‫الستخالص‬ ‫واستخدامه‬
‫مصادر حقول النفط‬ ‫واستخدامه وتخزينه‬ ‫المتحدة‬
‫النفط‬ ‫وتخزينه‬
‫وصناعة الصلب‬
‫مصافي النفط والمواد‬ ‫احتجاز الكربون‬
‫البحرين‬
‫البتروكيميائية‬ ‫واستخدامه وتخزينه‬
‫احتجاز‬
‫اإلسمنت وغاز النشادر‬ ‫احتجاز الكربون‬
‫الكربون‬ ‫العراق‬
‫والحديد‬ ‫وتخزينه‬
‫وتخزينه‬
‫مشروع بحثي بشأن‬
‫احتجاز الكربون‬
‫تكنولوجيا احتجاز‬ ‫قطر‬
‫وتخزينه‬
‫الكربون وتخزينه‬
‫األسلوب المحسن‬ ‫احتجاز‬
‫احتجاز الكربون‬
‫إنتاج المياه المحالة‬ ‫الستخالص‬ ‫الكربون‬ ‫الكويت‬
‫وتخزينه‬
‫النفط‬ ‫وتخزينه‬
‫األسلوب المحسن‬ ‫احتجاز‬
‫احتجاز الكربون‬ ‫احتجاز الكربون‬
‫الستخالص‬ ‫الكربون‬ ‫مصر‬
‫وتخزينه‬ ‫وتخزينه‬
‫النفط‬ ‫وتخزينه‬
‫األسلوب المحسن‬ ‫احتجاز الكربون‬
‫مشاريع بحثية؛ المواد‬ ‫احتجاز الكربون‬ ‫المملكة العربية‬
‫الستخالص‬ ‫واستخدامه‬
‫البتروكيميائية‬ ‫واستخدامه وتخزينه‬ ‫السعودية‬
‫النفط‬ ‫وتخزينه‬

‫المصدر‪.E/ESCWA/SDPD/2018/Technical Paper.14 :‬‬


‫‪83‬‬

‫شركة قطر لإلضافات البترولية المحدودة مشروعا‬ ‫والحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه أهمية بالغة‬
‫لبناء مصنع الستعادة ثاني أكسيد الكربون بغية‬ ‫بالنسبة إلى منتجي النفط والغاز في المنطقة العربية‪،‬‬
‫استخدامه كمادة أساسية في إنتاج الميثانول‪ .‬ويزيد‬ ‫الذين يحاولون الخروج مما تطلق عليه تسمية "معضلة‬
‫مصنع استعادة ثاني أكسيد الكربون إنتاج الميثانول‬ ‫الطاقة الثالثية األبعاد"‪ ،‬والتي تقتضي التوفيق‪ ،‬في‬
‫بنحو ‪ 250‬ميغا طن في اليوم‪ ،‬كما يخفف من‬ ‫الوقت ذاته‪ ،‬بين استيفاء االلتزامات الدولية المتعلقة‬
‫انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي ‪ 500‬ميغا طن‪.‬‬ ‫بتغير المناخ‪ ،‬وإتاحة الكهرباء على مدار الساعة‪ ،‬وإدارة‬
‫ويخفف المصنع من استهالك المياه بنسبة ‪ 10‬في‬ ‫تكاليف الكهرباء‪ .198‬وقد اكتسبت بلدان عربية عديدة‬
‫المائة من خالل إعادة تدوير بخار الماء المستعاد من‬ ‫خبرة واسعة في مشاريع احتجاز الكربون واستخدامه‬
‫غاز المداخن‪ ،‬كما يخفف من انبعاثات أكسيد‬ ‫وتخزينه‪ .‬ويعدد الجدول ‪ 7‬بعض المشاريع الجارية في‬
‫النيتروجين‪ .203‬وفي تشرين األول‪/‬أكتوبر ‪،2012‬‬ ‫المنطقة العربية‪ ،‬وتتراوح بين البحث إلى اإلثبات إلى‬
‫أعلن مركز أبحاث معالجة الغاز في جامعة قطر عن‬ ‫تنفيذ المشاريع‪ ،‬وتشمل قطاعات صناعية مختلفة منها‬
‫إطالق خارطة طريق الحتجاز ثاني أكسيد الكربون‬ ‫قطاعات النفط والغاز والمواد البتروكيميائية‪.‬‬
‫وإدارته‪ ،‬حدد فيها أهم مراحل استخدام تكنولوجيا‬
‫احتجاز الكربون وتخزينه في قطر‪.204‬‬ ‫استثمرت المملكة العربية السعودية وقطر واإلمارات‬
‫العربية المتحدة موارد جمة في إجراء بحوث حول‬
‫وجار حاليا تشغيل اثنين من المشاريع الخمسة عشر‬ ‫احتجاز ثاني أكسيد الكربون واستخدامه وتخزينه‪،‬‬
‫األكبر نطاقا في العالم في مجال احتجاز ثاني أكسيد‬ ‫بما في ذلك في جامعات مثل جامعة الملك عبد العزيز‬
‫الكربون وإدارته في بلدان عربية‪ .205‬فقد أطلقت‬ ‫للعلوم والتقنية‪ ،‬وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن‪،‬‬
‫اإلمارات العربية المتحدة في عام ‪ 2016‬أول مشروع‬ ‫وجامعة الملك عبد اهلل للعلوم والتقنية في المملكة‬
‫تجاري في العالم الحتجاز الكربون من صناعة الفوالذ‬ ‫العربية السعودية‪ .‬وأنشئت وحدات مكرسة للبحوث‬
‫في محطة الريادة‪ .‬والمشروع مشترك بين شركة بترول‬ ‫داخل شركة أرامكو السعودية‪ ،‬ومركز الملك عبد اهلل‬
‫أبو ظبي الوطنية (أدنوك) ومصدر‪ ،‬وهو أول مشروع‬ ‫للدراسات والبحوث البترولية في المملكة العربية‬
‫لصناعة الحديد والفوالذ من نوعه في العالم‪ .206‬وتبلغ‬ ‫السعودية‪ ،‬ومركز قطر لبحوث الكربونات وتخزين‬
‫القدرة اإلنتاجية لمحطة الريادة ‪ 800,000‬طن متري‬ ‫الكربون‪ ،199‬ومصدر في اإلمارات العربية المتحدة ‪.‬‬
‫‪200‬‬

‫من ثاني أكسيد الكربون سنويا‪ ،‬ويحتجز ثاني أكسيد‬ ‫وطورت بلدان مصدرة للنفط والغاز في المنطقة‬
‫الكربون في المجمع الصناعي التابع لحديد اإلمارات‪،‬‬ ‫العربية أطالس للكربون‪ ،‬باعتبار ذلك خطوة كبيرة‬
‫ثم يضغط وينقل‪ .‬ويعاد حقن ثاني أكسيد الكربون‬ ‫للمضي قدما في دعم خفض انبعاثات الكربون‪ .‬وقد‬
‫المحتجز آخر األمر في حقل باب الشمالي الشرقي في‬ ‫أعدت الكويت أول أطلس للكربون في ‪.2012017‬‬
‫الرميثة‪ ،‬وحقول نفط الباب الساحلية‪ .‬وتؤدي هذه‬
‫العملية إلى وفورات في الغاز الطبيعي تمكن من‬ ‫ويشير عدد من المشاريع التجريبية اإلرشادية التي‬
‫استخدامه لغايات أخرى‪ ،‬وهو عامل يجعل المشروع‬ ‫أجريت في المنطقة إلى جدوى تكنولوجيا احتجاز‬
‫مجديا على الصعيد االقتصادي‪.207‬‬ ‫ثاني أكسيد الكربون وتخزينه‪ .‬ففي الجزائر‪ ،‬مثال‪ ،‬في‬
‫إطار مشروع عين صالح‪ ،‬يضغط الغاز ويعاد حقن‬
‫وتعتزم اإلمارات العربية المتحدة حاليا تعزيز برنامجها‬ ‫دفقات من ثاني أكسيد الكربون المنتج تصل إلى ‪70‬‬
‫الحتجاز الكربون‪ ،‬ليزداد استخدام ثاني أكسيد‬ ‫مليون قدم مكعب معياري في اليوم‪ ،‬أو ما يعادل‬
‫الكربون بست مرات في حقول أبو ظبي الناضجة‬ ‫‪ 1.2‬مليون طن‪ .202‬وفي عام ‪ ،2014‬في قطر‪ ،‬أطلقت‬
‫‪84‬‬

‫القطاع أيضا من المشاريع اإلرشادية التي تزيد المعارف‬ ‫إنتاجيا‪ .‬ويهدف هذا اإلجراء إلى تحرير الغاز الذي‬
‫والخبرات‪ ،‬وتحسن األطر الوطنية القانونية والتنظيمية‬ ‫يتم ضخه في الحقول وتزويد الصناعات األخرى به‬
‫والمالية التي تعزز جاذبية القطاع بالنسبة للمجموعات‬ ‫وزيادة معدالت استرداد النفط‪ .‬وتخطط شركة أدنوك‬
‫التي يستهدفها في مختلف الصناعات وقطاع الطاقة‪.‬‬ ‫لزيادة استخدام ثاني أكسيد الكربون في عام ‪2021‬‬
‫ليصل إلى ‪ 250‬مليون قدم مكعب معياري في اليوم‬
‫بحلول عام ‪ ،2027‬وذلك في إطار خطط الشركة‬
‫جيم‪ .‬إنتاجية الطاقة‬ ‫لزيادة معدل استعادة النفط باستخدام تكنولوجيات‬
‫األسلوب المحسن الستخالص النفط‪ ،‬بما فيها احتجاز‬
‫لطالما استخدم صانعو قرار من شتى أرجاء العالم‬ ‫الكربون واستخدامه وتخزينه‪.208‬‬
‫إنتاجية الطاقة‪ ،‬وأيضا كفاءة وكثافة استخدام الطاقة‪،‬‬
‫لوضع التدابير الالزمة لالستجابة إلى شواغل تغير‬ ‫وفي ما يتعلق بثاني أكبر مشروع واسع النطاق الحتجاز‬
‫المناخ‪ .212‬وفي حين حدد معظم األهداف الرسمية‬ ‫الكربون وتخزينه في المنطقة‪ ،‬افتتحت المملكة العربية‬
‫على أساس كثافة الطاقة‪ ،213‬يسجل دعم متزايد‬ ‫السعودية في عام ‪ 2015‬مصنعا بقدرة استيعابية قدرها‬
‫للنظرة القائلة بأن إنتاجية الطاقة هي مقياس أفضل‬ ‫‪ 800,000‬طن‪ ،‬في "العثمانية"‪ ،‬لضغط وتجفيف ثاني‬
‫للمضي قدما نحو تحقيق هذه األهداف‪ .214‬وإنتاجية‬ ‫أكسيد الكربون من منشأة استعادة سوائل الغاز الطبيعي‬
‫الطاقة‪ ،‬على المستوى الكلي‪ ،‬هي قيمة اإلنتاج‬ ‫في "الحوية"‪ .‬بعد ذلك ينقل ثاني أكسيد الكربون‬
‫االقتصادي (مقاسا بالناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬على سبيل‬ ‫باألنابيب ليحقن‪ ،‬من أجل تحسين استعادة النفط في‬
‫المثال) لكل وحدة من استهالك الطاقة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫حقل الغوار‪ ،‬أكبر حقل نفط في العالم‪.209‬‬
‫تتناسب عكسيا مع قيمة كثافة الطاقة‪ .‬في الواقع‪،‬‬
‫تساوي إنتاجية الطاقة كثافة استخدامها رياضيا‪،‬‬ ‫وكانت اإلسكوا قد أشارت إلى أن الظروف االقتصادية‬
‫ويمكن استخدامها لتحديد األهداف‪ .‬ولكن‪ ،‬يجادل‬ ‫في دول مجلس التعاون الخليجي مؤاتية بشكل‬
‫البعض بأن منظور إنتاجية الطاقة‪ ،‬الذي يركز على النمو‬ ‫خاص لتطبيقات احتجاز الكربون واستخدامه‬
‫االقتصادي‪ ،‬يوفر لمحة أكثر إيجابية عن السياسات في‬ ‫وتخزينه‪ .‬وتشمل هذه الظروف االعتماد الشديد على‬
‫البلدان التي يتزايد فيها استهالك الطاقة‪.215‬‬ ‫توليد الطاقة بالوقود األحفوري‪ ،‬وتوحيد المراكز‬
‫الصناعية المناسبة لدمج احتجاز الكربون واستخدامه‬
‫ويؤكد مؤيدو هذه النظرة على أن إنتاجية الطاقة‬ ‫وتخزينه‪ ،‬وتصميم أطر بنى النقل األساسية المؤاتية‪،‬‬
‫تقدم صورة وافية عن قدرة البلد التنافسية‪ ،‬وأدائه‬ ‫وتوافر مواقع التخزين المناسبة في شكل مخزونات‬
‫البيئي‪ ،‬وفرص التحسين لديه‪ ،‬كما تتماشى مع برامج‬ ‫مستنفدة‪ .210‬وقد تختزن بلدان منتجة للنفط والغاز‪،‬‬
‫السياسات المتصلة باالقتصاد والطاقة والبيئة على نحو‬ ‫كالجزائر وليبيا‪ ،‬احتماالت جيدة أيضا‪.‬‬
‫مباشر أكثر من كثافة الطاقة وغيرها من المقاييس‪.216‬‬
‫والمطلب األساسي لزيادة إنتاجية الطاقة هو تخفيف‬ ‫ومن األهمية بمكان الحد من العقبات الموجودة في‬
‫تكلفة خدمات الطاقة إلى أدنى مستوى ممكن‪ ،‬وفي‬ ‫األسواق من أجل تحقيق كامل إمكانات تطبيق‬
‫الوقت نفسه تعظيم منافعها إلى أقصى حد ممكن‪.‬‬ ‫التكنولوجيا في المنطقة‪ .‬ويتطلب التغلب على‬
‫وتحدد العناصر الفردية الالزمة لزيادة اإلنتاجية بحسب‬ ‫المعوقات التي تحول دون تنفيذ مزيد من المشاريع في‬
‫كل بلد‪ ،‬وعلى أساسها يمكن إدراج أوجه هشاشة‬ ‫قطاع احتجاز الكربون وتخزينه في المنطقة وضع‬
‫الطاقة كجزء ال يتجزأ من استراتيجية إنتاجية الطاقة‪.‬‬ ‫حوافز في األسواق‪ ،‬كالتسعير‪ .211‬وقد يستفيد هذا‬
‫‪85‬‬

‫الشكل ‪ .26‬إنتاجية الطاقة جزء أساسي من أي برنامج متكامل للسياسة االقتصادية‬

‫المصدر‪ :‬مركز الملك عبد اهلل للدراسات والبحوث البترولية واللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا‪.2017،‬‬

‫ولهذا السبب‪ ،‬كانت البلدان التي شهدت تحسنا‬ ‫تتأثر إنتاجية الطاقة‪ ،‬شأنها شأن كثافة الطاقة‪،‬‬
‫في إنتاجية الطاقة خالل العقود األخيرة‪ ،‬بمعظمها‪،‬‬ ‫بعوامل عدة‪ ،‬منها كفاءة استخدام الطاقة في‬
‫ذات اقتصادات متقدمة وقطاعات خدمات متطورة‬ ‫المكونات والعمليات االقتصادية األساسية‪ ،‬وهيكل‬
‫مقارنة بقطاعات الصناعة التحويلية‪ .‬أما العديد‬ ‫اقتصاد البلد وجغرافيته ومناخه وموارده الطبيعية‪،‬‬
‫من البلدان النامية التي ما زالت برامج التصنيع‬ ‫والقطاعات الصناعية التي يجرى التركيز عليها نتيجة‬
‫فيها حديثة نسبيا‪ ،‬فإنتاجية الطاقة تتباطأ‬ ‫لتلك العوامل وغيرها‪ .‬وتشغل الصناعات الكثيفة‬
‫فيها‪ .217‬وتسجل البلدان العربية تفاوتا واسع‬ ‫االستهالك للطاقة‪ ،‬كاألسمدة واأللمنيوم والفوالذ‪ ،‬نسبة‬
‫النطاق في إنتاجية الطاقة‪ .‬وتحل على أحد طرفي‬ ‫كبيرة من اإلنتاج االقتصادي في بعض البلدان العربية‬
‫هذا النطاق بلدان عربية متأثرة بالنزاع‪ ،‬كاليمن‬ ‫الغنية بالوقود األحفوري‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬تكون قيم‬
‫وليبيا‪ ،‬أو خارجة حديثا من النزاع‪ ،‬كالعراق‪،‬‬ ‫إنتاجية الطاقة في هذه االقتصادات منخفضة مقارنة‬
‫وهي بلدان شهدت تحوالت كبيرة في إنتاجية‬ ‫باالقتصادات التي تعتمد على قطاعات ذات قيمة‬
‫الطاقة‪ .‬ويمكن تصنيف البلدان التي لم تشهد نزاعا‬ ‫مضافة أعلى‪ ،‬كالخدمات‪ ،‬التي تستهلك مقدارا أقل من‬
‫إلى مجموعتين‪:‬‬ ‫الطاقة لكل وحدة إنتاج في الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬
‫‪86‬‬

‫ويمثل تناقص إنتاجية الطاقة مصدرا للقلق‪ ،‬فهو يشير‬ ‫(أ) البلدان التي تزيد فيها إنتاجية الطاقة على‬
‫إلى انخفاض في القيمة المستحدثة في االقتصاد‬ ‫المعدل المحرز في دول مجموعة العشرين‪،‬‬
‫مقابل كل وحدة مستهلكة من الطاقة‪.‬‬ ‫وقدره ‪ 9,000‬دوالر أمريكي لكل طن مكافئ من‬
‫النفط‪ .‬وتتضمن هذه البلدان تونس والجزائر‬
‫ويتيح قياس زيادة إنتاجية الطاقة لصانعي‬ ‫والسودان ولبنان ومصر والمغرب؛‬
‫السياسات العرب مؤشرا فعاال بشأن تحقيق األهداف‬ ‫(ب) البلدان المنتجة للنفط والغاز‪ ،‬مثل‬
‫يتضمن معايير إيجابية يسهل فهمها‪ ،‬وذلك إلجراء‬ ‫البحرين وعمان وقطر والكويت والمملكة‬
‫تحسينات شاملة في مجاالت كفاءة استخدام الطاقة‪،‬‬ ‫العربية السعودية‪.‬‬
‫والتحوالت االقتصادية البنيوية‪ ،‬وغيرها من العوامل‬
‫التي تعزز معدالت اإلنتاجية في كل بلد‪ .‬ويتطلب‬ ‫ويتراوح معدل إنتاجية الطاقة في معظم مناطق‬
‫تحقيق هذه اإلمكانات الهائلة اتخاذ تدابير متكاملة‬ ‫العالم بين ‪ 2‬و‪ 2.5‬في المائة سنويا‪ ،‬إال أن الجدير‬
‫بشأن األسعار والسياسات‪ ،‬منها إصالح أسعار الطاقة‪،‬‬ ‫بالمالحظة في المنطقة العربية هو أنها من المناطق‬
‫وبذل جهود كبيرة إلدارة الطاقة من جهة الطلب‪،‬‬ ‫القليلة في العالم التي تتناقص فيها هذه اإلنتاجية في‬
‫وزيادة إنتاجية المستخدمين النهائيين من خالل‬ ‫بلدان عدة‪ ،‬منها الجزائر واألردن ولبنان وعمان وقطر‪.‬‬
‫زيادة قدرة المنتجات على المنافسة‪ ،‬وتعزيز الكفاءة‬ ‫ونظرا إلى الفوارق بين الهياكل االقتصادية والظروف‬
‫في قطاع النقل‪ ،‬والتصدي للقيود التي تحول‬ ‫في كل بلد‪ ،‬على صانعي السياسات أن يركزوا على‬
‫دون توفر الطاقة‪.‬‬ ‫تغيير إنتاجية الطاقة بدال من اإلنتاج بقيمته المطلقة‪.‬‬

‫الشكل ‪ .27‬إنتاجية الطاقة في المنطقة العربية وبلدان مختارة أخرى‪2014 ،‬‬

‫المصدر‪ :‬استنادا إلى ‪.World Bank and IEA, 2017‬‬


‫مالحظات‪ :‬ال يشمل الشكل موريتانيا والمغرب والسودان وتونس واليمن بسبب الثغرات في بياناتها‪.‬‬
‫‪87‬‬

‫اإلطار ‪ .8‬هل يجب إزالة عنصر الوقود األحفوري من الناتج المحلي اإلجمالي عند حساب إنتاجية الطاقة؟‬

‫رأى البعض أن توخي الدقة في حساب إنتاجية الطاقة في البلدان المصدرة للوقود األحفوري بكميات كبيرة يستلزم إزالة‬
‫عنصر الوقود األحفوري من الناتج المحلي اإلجمالي‪ .‬والحجة التي يقوم عليها هذا الرأي هو أن اإليرادات المحققة من تصدير‬
‫النفط الخام أو الغاز الطبيعي ال ترتبط غالبا إال بقيمة إضافية ضئيلة‪ ،‬ما يؤدي بدوره إلى تحريف الصورة التي يرسمها مؤشر‬
‫إنتاجية الطاقة‪.‬‬

‫وفي المملكة العربية السعودية‪ ،‬التي يؤثر قطاع النفط الهائل فيها على معدل إنتاجية الطاقة‪ ،‬اعدت دراسة بشأن هذه المسألة‬
‫خلصت إلى ما يلي‪:‬‬

‫لطالما سجلت المملكة العربية السعودية معدالت عالية من إنتاجية الطاقة‪ ،‬تفوق بقدر كبير المعدل المحرز في دول‬
‫مجموعة العشرين‪ .‬ويعزى ذلك إلى المساهمة الكبيرة لتصدير النفط في الناتج المحلي اإلجمالي‪ .‬وتشير آخر البيانات إلى‬
‫أن إنتاجية الطاقة في المملكة تبلغ ‪ 6,000‬دوالر أمريكي لكل طن مكافئ من النفط‪ ،‬أي ما يساوي المعدل المسجل في‬
‫دول مجموعة العشرين تقريبا‪ .‬ولكن‪ ،‬لدى إزالة العناصر القائمة على النفط من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬تتراجع إنتاجية‬
‫الطاقة في المملكة بما يقارب ‪ 40‬في المائة‪ ،‬لتصل إلى أكثر من ‪ 4,000‬دوالر أمريكي لكل طن مكافئ من النفط‪،‬‬
‫أي بمعدل أقل من الصين بقليل‪.‬‬

‫وهنا تبرز أهمية المعالجة الحسابية للتغيير الهيكلي في الناتج المحلي اإلجمالي القائم على النفط عند حساب إنتاجية الطاقة في‬
‫البلدان الرئيسية المصدرة للطاقة‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬مركز الملك عبد اهلل للدراسات والبحوث البترولية واللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا‪.2018 ،‬‬

‫التنظيمية والحوافز التي تعززها األطر المؤسسية‬ ‫‪ .1‬وضع نظم مستدامة إلدارة الطلب‬
‫المؤاتية‪ ،‬منها المعايير الدنيا ألداء الطاقة في المباني‬ ‫من أجل تحقيق الكفاءة في استخدام‬
‫والمعدات؛ وتحديد تعرفة الكهرباء وفقا لساعات النهار؛‬ ‫الطاقة المحلية‬
‫وتمويل مرافق إعادة تجهيز الطاقة ونشر المعدات‪.‬‬
‫ويستدعي التخفيف من الطلب على الطاقة واستهالكها‬ ‫ترمي إدارة جانب الطلب إلى تعديل مستويات استهالك‬
‫الترويج للمعدات ذات الكفاءة العالية في استخدام‬ ‫الطاقة وأنماطها على مستوى المستخدم النهائي‪.‬‬
‫الطاقة‪ ،‬وتوخي المستوى األمثل لالستهالك لكل خدمة‬ ‫ويجرى ذلك إما من خالل التخفيف من الطلب على‬
‫من خدمات الطاقة‪ .‬أما تحقيق تحويل في وقت‬ ‫الطاقة واستهالكها‪ ،‬أو تحويل الطلب من وقت مبدئي‪،‬‬
‫حدوث الطلب على استهالك الطاقة‪ ،‬فيتطلب إجراء‬ ‫هو عادة وقت ذروة الطلب‪ ،‬إلى وقت آخر من اليوم‬
‫بعض التغيير على صعيد المستهلك النهائي‪ .‬ويتمثل‬ ‫ينخفض فيه الطلب إلى أدنى مستوياته‪ .‬وتتطلب إدارة‬
‫ذلك في جدولة بعض المهام اإلنتاجية وما يتصل بها‬ ‫جانب الطلب تدخال إيجابيا من خالل إنشاء نظم‬
‫من خدمات الطاقة‪ ،‬أو استخدام أجهزة للتخزين إلزالة‬ ‫لتطبيقها على صعيد مستهلكي الطاقة‪.‬‬
‫االرتباط بين وقت إنتاج الطاقة في المرافق المخصصة‬
‫لذلك ووقت استخدامها‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬في حالة‬ ‫وتنطوي إدارة جانب الطلب على الجمع بين أدوات‬
‫التخزين على البارد‪ ،‬أثناء األوقات التي يصل فيها‬ ‫السياسات‪ ،‬واألطر المؤسسية‪ ،‬وبعض التكنولوجيات‪.‬‬
‫الطلب على الطاقة إلى أدنى مستوياته‪ ،‬ثم تستخدم‬ ‫وتتألف أدوات السياسات من أنواع مختلفة من القواعد‬
‫‪88‬‬

‫ولكن‪ ،‬تبين أن شركات خدمات الطاقة الممتازة لربما‬ ‫بحسب الحاجة خالل األوقات األخرى من اليوم‪.‬‬
‫تكون أداة فعالة في تحفيز هذه السوق وتطويرها‪،‬‬ ‫وفي حاالت كهذه‪ ،‬يحتاج المستهلكون النهائيون إلى‬
‫والتغلب على معوقات عديدة تحول دون تعزيز إدارة‬ ‫الحوافز المناسبة لالستثمار في معدات التخزين البارد‬
‫الطاقة من جهة الطلب في المنطقة العربية‪ .‬فهذه‬ ‫وما يتصل بذلك من تغيير في منظومة التبريد‪ .‬وأهم‬
‫الشركات قادرة على أن توجه األموال العامة بكفاءة‬ ‫هذه الحوافز هو تحديد تعرفة للكهرباء وفقا لساعات‬
‫من أجل دعم برامج إدارة الطاقة من جهة الطلب‬ ‫النهار‪ ،‬ما يتطلب بدوره معدات لقياس الكهرباء تكون‬
‫وتنفيذها على صعيد المنطقة‪ ،‬وذلك في إطار يعود‬ ‫مالئمة لهذه الغاية‪ .‬ويمكن للبرامج المستدامة إلدارة‬
‫بالفوائد على جميع الجهات المعنية‪ .‬ويمكن لهذه‬ ‫جهة العرض أن توفر بديال قابال للنجاح عن إمدادات‬
‫الشركات أيضا أن تقود أنشطة تعزيز المؤسسات‬ ‫الطاقة‪ ،‬وذلك من خالل التخفيف من متطلبات الطاقة‬
‫التجارية المتوسطة والصغيرة التي تعمل في سوق‬ ‫لدى المستهلك النهائي‪ .‬وهذا التخفيف يقلل‪ ،‬أو يؤجل‪،‬‬
‫خدمات الطاقة‪ ،‬فتطور هذه المؤسسات وتستحدث لها‬ ‫الحاجة إلى سعات كهربائية أكبر‪ ،‬من خالل تحويل‬
‫فرصا في السوق‪ ،‬وترصد جودة تدخالتها‪ .‬وشركة‬ ‫استخدام الطاقة من وقت حمل الذروة إلى وقت‬
‫االتحاد لخدمات الطاقة‪ ،‬التي أنشئت في اإلمارات‬ ‫ينخفض فيه الطلب على الطاقة‪ .‬ويمكن لكل من‬
‫العربية المتحدة في ‪ ،2013‬هي إحدى هذه الشركات‪،‬‬ ‫المستخدمين النهائيين ومنظومة الطاقة أن يستفيد‬
‫وتملكها هيئة مياه وكهرباء دبي بالكامل‪ ،‬تحت إدارة‬ ‫من إدارة الطلب‪ :‬فالمستخدمون النهائيون يقللون من‬
‫المجلس األعلى للطاقة في دبي‪ .‬وقد أوكل إلى شركة‬ ‫كلفة فواتير الكهرباء المترتبة عليهم عن طريق تعديل‬
‫االتحاد استهداف ثالثين ألف مبنى بهذه الخدمات‪،‬‬ ‫وقت استخدام الطاقة وكميتها‪ ،‬كما يمكن لمنظومة‬
‫وذلك على أساس تجاري ربحي‪ ،‬من أجل توليد ‪1.7‬‬ ‫الطاقة أن تستفيد من تخفيف استهالك الطاقة أو‬
‫تيراواط ساعة من وفورات الطاقة‪ ،‬والتخفيف من‬ ‫تحولها من ساعات الذروة إلى غيرها‪ .‬في معظم‬
‫انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمليون طن بحلول‬ ‫الحاالت‪ ،‬توفر تدابير إدارة جانب الطلب إمدادات‬
‫عام ‪ .2030‬ويتوقع أن تصل الوفورات السنوية إلى‬ ‫الطاقة األقل تكلفة بالنسبة إلى المستهلكين النهائيين‪،‬‬
‫ما يقدر بـ ‪ 270‬مليون دوالر بحلول عام ‪.2192030‬‬ ‫ومزيدا من السعة الكهربائية بالنسبة إلى نظم الطاقة‪.‬‬
‫وقد أفادت دراسة حديثة لبرنامج إدارة الطاقة من‬
‫أظهرت التجارب أن شركات خدمات الطاقة الممتارة‬ ‫جهة الطلب في سنغافورة بأنه مقابل كل ميغاواط‬
‫التي تعمل فعليا كمحطات للطاقة‪ ،‬هي الوسيلة األكثر‬ ‫يتراجع الطلب عليه في وقت الذروة‪ ،‬تتحقق‬
‫اقتصادا لتلبية احتياجات معظم البلدان العربية إلى‬ ‫وفورات على نطاق المنظومة برمتها تصل إلى‬
‫مزيد من الطاقة الكهربائية والقدرة على توليدها‪.‬‬ ‫ميلون دوالر أمريكي‪.218‬‬
‫ويتوقع في هذا اإلطار أن يزداد حمل الذروة من التيار‬
‫الكهربائي بين العامين ‪ 2017‬و‪ 2027‬بنسبة ‪ 46‬في‬ ‫ويمكن لشركات خدمات الطاقة أن تؤدي دورا رئيسيا‬
‫المائة في البحرين وقطر‪ ،‬بل وحتى بنسبة ‪ 125‬في‬ ‫في تنفيذ برامج إدارة جهة الطلب‪ ،‬إال أن سوقها‬
‫المائة في عمان‪ .‬ويتوقع أن تزداد الحاجة إلى توليد‬ ‫لم يزدهر في المنطقة رغم المحاوالت العديدة لتفعيله‬
‫الكهرباء خالل الفترة نفسها بنسبة ال تقل عن ‪ 37‬في‬ ‫على مدار العقدين األخيرين‪ .‬ويعزى ذلك بالدرجة‬
‫المائة في اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬وما يصل إلى‬ ‫األولى إلى التشوه في أسعار الطاقة على مستوى‬
‫‪ 128‬في المائة في عمان‪ .220‬كما أن هذه الشركات‪،‬‬ ‫المستخدمين النهائيين‪ ،‬وعدم توفر السياسات‬
‫أيضا بوصفها محطات فعلية للطاقة‪ ،‬قد تخفف عن‬ ‫المناسبة واألطر المؤسسية الالزمة‪ ،‬كما نوقش في‬
‫الحكومات عبء التفرد باالستثمار في زيادة سعات‬ ‫األقسام السابقة‪.‬‬
‫‪89‬‬

‫واألطر المؤسسية لدعم هذه البرامج‪ .‬إال أن قلة من‬ ‫الطاقة الكهربائية وما يترتب على هذا العبء من‬
‫البلدان هي التي طبقت هذه البرامج على النطاق‬ ‫تكاليف تشغيلية‪ .‬فالمستخدمون النهائيون سوف‬
‫المطلوب للتوصل إلى تخفيف يذكر في استهالك‬ ‫يدعمون االستثمار في إدارة الطلب ومجموع‬
‫الطاقة في أي قطاع اقتصادي كان‪.‬‬ ‫ما يترتب عليها تدريجيا من تكاليف تشغيلية‪ ،‬ألن ذلك‬
‫يصب في مصلحتهم‪ .‬وتقدر االستثمارات اإلجمالية‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬بحثت اإلسكوا في دراسة أجرتها‬ ‫المقررة في قطاع الطاقة الكهربائية في الشرق‬
‫مؤخرا في طرق تحسين استدامة الطاقة في قطاع‬ ‫األوسط وشمال أفريقيا‪ ،‬خالل الفترة ‪،2021-2017‬‬
‫البناء في المنطقة العربية‪ .223‬واستعرضت الدراسة‬ ‫بنحو ‪ 207‬مليارات دوالر‪ ،221‬وتمثل البلدان العربية‬
‫التوجهات الحالية المتصلة بالطاقة في قطاع المباني‪،‬‬ ‫أكثر من ‪ 80‬في المائة من هذا المجموع‪.‬‬
‫وقيمت حصة هذا القطاع من إجمالي االستهالك‬
‫الوطني للطاقة في كل بلد‪ ،‬لتخلص إلى أن هذه‬ ‫ويتضمن تقرير إطار التتبع العالمي للطاقة المستدامة‬
‫الحصة تبلغ ‪ 28‬في المائة من مجموع إمدادات الطاقة‬ ‫عن المنطقة العربية مناقشة أكثر استفاضة بشأن‬
‫األولية‪ ،‬و‪ 60‬في المائة من استهالك الكهرباء‪ .‬وخلصت‬ ‫اإلمكانيات الكبرى لكفاءة استخدام الطاقة الكامنة في‬
‫أيضا إلى أن البرامج الواسعة النطاق إلعادة تجهيز‬ ‫المنطقة العربية‪.222‬‬
‫مجموع المباني القائمة على نحو يحقق الكفاءة في‬
‫استخدام الطاقة تخفف من استهالك قطاع البناء‬ ‫‪ .2‬تنفيذ برامج إعادة تجهيز واسعة النطاق‬
‫للطاقة بنسبة ‪ 30‬في المائة بحلول عام ‪ ،2050‬وبنسبة‬ ‫لتحسين كفاءة استخدام الطاقة في جميع‬
‫تكاد تبلغ ‪ 50‬في المائة إذا اقترن ذلك بتطبيق حد‬ ‫القطاعات االقتصادية‬
‫أدنى من معايير األداء وقوانين كفاءة استخدام‬
‫الطاقة المتكاملة‪ ،‬وإذا نفذت برامج كفاءة استخدام‬ ‫إن توسيع نطاق كفاءة استخدام الطاقة في جميع‬
‫الطاقة التي تستهدف جميع المباني على مدى فترة‬ ‫القطاعات االقتصادية عنصر رئيسي في أي برنامج‬
‫عشر سنوات تبدأ في عام ‪ .2030‬وتتمثل التحديات‬ ‫ناجح ومستدام إلدارة الطلب‪ .‬في الواقع‪ ،‬تتحقق أكبر‬
‫الرئيسية أمام تنفيذ البرامج المقترحة لتحقيق كفاءة‬ ‫الفوائد التي يحتمل أن تكتسب على المديين القصير‬
‫استخدام الطاقة في معظم البلدان العربية في‬ ‫والمتوسط من خالل إعادة تجهيز األعداد الكبيرة من‬
‫انخفاض أسعار الطاقة بالنسبة للمستخدمين‬ ‫المعدات والمباني والمرافق الصناعية وأساطيل‬
‫النهائيين‪ ،‬وغياب آليات التمويل‪ ،‬والتساهل في تدابير‬ ‫المركبات اآللية‪.‬‬
‫تطبيق المعايير والقواعد الموجودة‪ ،‬ونقص اليد‬
‫العاملة ذات المهارة في مجال تصميم المباني‬ ‫ويتيح توسيع نطاق كفاءة استخدام الطاقة‪ ،‬عن طريق‬
‫المستدامة وتشييدها وتشغيلها وإعادة تجهيزها‪.‬‬ ‫تنفيذ برامج مصممة بشكل مالئم إلجراء التعديالت‬
‫والبرامج المقترحة لتحقيق كفاءة استخدام الطاقة‪،‬‬ ‫الالزمة لذلك‪ ،‬الطريقة األسرع واألكثر كفاءة لخفض‬
‫ال تؤدي فقط إلى وفورات في الطاقة وإلى التخفيف‬ ‫تكاليف الطاقة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬وإلدارة‬
‫من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬بل يتوقع أيضا أن‬ ‫الطلب على الطاقة على المدى الطويل‪.‬‬
‫توجد عددا كبيرا من الوظائف (أكثر من ‪200,000‬‬
‫وظيفة في المملكة العربية السعودية وحدها مثال)‪،‬‬ ‫وقد شرع معظم البلدان العربية في تنفيذ برامج‬
‫وأن تخفف الحاجة إلى زيادة سعة توليد الطاقة‬ ‫وطنية لتعزيز كفاءة استخدام الطاقة‪ ،‬وطور العديد‬
‫الكهربائية في المستقبل‪.‬‬ ‫منها مجموعة من السياسات والقواعد التنظيمية‬
‫‪90‬‬

‫التكنولوجيات‪ ،‬وتنفيذ برامج تجريبية‪ ،‬وتحديد أهداف‬ ‫وكما تبين سابقا أثناء مناقشة دور شركة االتحاد‬
‫وطنية‪ ،‬ثم التخطيط لتحقيقها‪ .‬وعالوة على أن تحقيق‬ ‫لخدمات الطاقة في اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬يمكن‬
‫الغايات المرجوة من كل وكالة معنية بكفاءة الطاقة‬ ‫لتطوير هياكل كبرى شركات خدمات الطاقة أن يتيح‬
‫يتطلب تكريس كامل قدراتها لتلك الغاية‪ ،‬فإن هذه‬ ‫التصدي للعديد من التحديات التي تواجه توسيع نطاق‬
‫المنظمات‪ ،‬بطبيعتها وبموجب واليتها‪ ،‬غير مناسبة‬ ‫برامج كفاءة استخدام الطاقة‪ .‬غير أنه في حال غياب‬
‫لنموذج األعمال الالزم لتوسيع نطاق برامج كفاءة‬ ‫هذه الشركات‪ ،‬يتوفر بديل هو استحداث هياكل‬
‫استخدام الطاقة ولتخطي اآلفاق التي ترسمها‬ ‫متخصصة تحدد مسؤولياتها بحسب سياسات مناسبة‬
‫المشاريع التجريبية‪ .‬فهذه المساعي تقتضي وضع‬ ‫وفقا لالحتياجات‪ ،‬وتخصص لها أموال عامة‪،‬‬
‫نماذج لألعمال مختلفة تماما‪ ،‬وتتيح تركيزا متخصصا‬ ‫وتتخصص في برامج محددة لتوسيع نطاق برامج‬
‫على تنفيذ برامج لتوسيع نطاق كفاءة استخدام الطاقة‪.‬‬ ‫كفاءة استخدام الطاقة‪ .‬وينبغي أن تدار هذه الهياكل من‬
‫كل ذلك في بيئة تجارية يمكنها استيفاء المتطلبات‬ ‫قبل فرق متخصصة لديها المهارات اإلدارية والفنية‬
‫الفنية والمالية والتنظيمية المختلفة‪ ،‬وفي محيط‬ ‫الالزمة‪ ،‬مدعومة بتمويل كاف وخط لالئتمان المالي‬
‫ال تزال فيه الخدمات التقليدية المتصلة بكفاءة‬ ‫لتمويل االستثمارات الرأسمالية المطلوبة‪ .‬ومن األمثلة‬
‫استخدام الطاقة غير قابلة لالستمرار‪ .‬ويمكن لشركات‬ ‫على ذلك‪ ،‬الصندوق الدوار لالستثمار في مشاريع كفاءة‬
‫خدمات الطاقة الممتازة أن توفر نماذج األعمال‬ ‫استخدام الطاقة في دولة فلسطين‪ ،‬الذي أنشئ في‬
‫المناسبة لمعالجة هذه القضايا‪.‬‬ ‫عام ‪ .2242013‬ويستهدف الصندوق مشاريع كفاءة‬
‫استخدام الطاقة في مباني القطاع العام القائمة‪ ،‬من‬
‫ويتطلب تحقيق السرعة والفعالية في وضع القواعد‬ ‫خالل تمويل عدد من المشاريع المحددة المتصلة بكفاءة‬
‫التنظيمية واألهداف المتعلقة بإعادة التجهيز في‬ ‫استخدام الطاقة‪ .‬وتتولى وحدة كفاءة الطاقة في‬
‫المنطقة العربية وضع أطر محددة على مستوى‬ ‫سلطة الطاقة والموارد الطبيعية الفلسطينية إدارة‬
‫المؤسسات والسياسات‪ ،‬واستحداث وتنفيذ نماذج‬ ‫الصندوق‪ ،‬كما تقدم دعما فنيا لمشاريع شبيهة تحتاج‬
‫األعمال المناسبة والمخصصة لتعزيز كفاءة استخدام‬ ‫إلى الدعم المادي من الصندوق الدوار‪ .‬ومثال آخر‬
‫الطاقة على نحو قابل لالستمرار تجاريا‪ .‬وعلى الرغم‬ ‫صندوق االنتقال الطاقي في تونس الذي تديره الوكالة‬
‫من الدعم السياسي الكبير لتحقيق كفاءة استخدام‬ ‫الوطنية للتحكم في الطاقة‪ .226،225‬وقد أنشئ‬
‫الطاقة‪ ،‬بما يشمل اعتماد برامج إعادة التجهيز‪،‬‬ ‫الصندوق لتوفير الموارد المالية للبرامج الكبرى التي‬
‫لم يتحقق لغاية اآلن تقدم فعلي كبير‪ ،‬وال تزال‬ ‫تنفذها الوكالة في مجال كفاءة استخدام الطاقة‪.‬‬
‫الحوافز المقدمة لمستخدمي الطاقة قليلة عموما‪.‬‬
‫وإن وضع إطار مؤسسي قادر على تصميم وتطوير‬ ‫وتشكل هذه الترتيبات المتخصصة خطوات أولى قيمة‬
‫وتنسيق ونشر كافة أنشطة كفاءة استخدام الطاقة‬ ‫نحو توسيع نطاق برامج كفاءة استخدام الطاقة‪ .‬إال أن‬
‫على الصعيد الوطني هو من األولويات المباشرة‬ ‫هذه الترتيبات‪ ،‬التي تنشأ عادة كوحدات تعنى بإدارة‬
‫للبلدان التي لم تدرج موضوع كفاءة استخدام الطاقة‬ ‫المشاريع في المؤسسات المسؤولة عن كفاءة استخدام‬
‫في برامجها العامة والمتعلقة بالسياسات إال حديثا‪.‬‬ ‫الطاقة‪ ،‬تتولى مسؤولية إدارة المشاريع‪ ،‬وال تقدم حلوال‬
‫وأظهرت التجارب الدولية في البلدان الرائدة في هذا‬ ‫مستدامة لتوسيع نطاق كفاءة استخدام الطاقة في‬
‫المجال أن األطر المؤسسية ينبغي أن تكون لها واليات‬ ‫بيئة تجارية قابلة لالستمرار‪ .‬أما ضمان االستدامة‪،‬‬
‫دقيقة وواضحة وميزانيات كافية‪ ،‬وأن يخصص لها‬ ‫فيتطلب من المؤسسات المختصة أن تركز على وضع‬
‫موظفون ذوو كفاءة‪ ،‬وأن تنظمها قواعد تنظيمية‬ ‫سياسات لتحقيق الكفاءة في استخدام الطاقة‪ ،‬وتقييم‬
‫‪91‬‬

‫في البلدان التي تقل فيها السيولة النقدية والموارد‬ ‫وسياسات واضحة‪ .‬وستؤدي هذه االعتبارات إلى‬
‫المتاحة لالستثمارات الطويلة األمد‪.‬‬ ‫نشوء تحديات جديدة في المنطقة العربية‪ ،‬ال سيما‬

‫اإلطار ‪ .9‬دراسة لبرنامجين ناجحين في مجال كفاءة استخدام الطاقة في مصر وتونس‬

‫إن برنامج تخريد وإعادة تدوير المركبات‪ ،‬الذي تنفذه الحكومة المصرية في منطقة القاهرة الكبرى‪ ،‬نموذج لبرنامج واسع‬
‫أ‬
‫النطاق وناجح في مجال كفاءة استخدام الطاقة‪ .‬وقد صمم المشروع الستبدال المركبات القديمة المفتقرة إلى الكفاءة‬
‫‪،‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫بمركبات جديدة تستخدم الغاز الطبيعي المضغوط وقودا لمحركاتها‪ .‬وبعد مشروعين تجريبيين في عامي ‪ 2005‬و‬
‫نفذ المشروع تجاريا باستخدام عمليات بسيطة وحوافز مالية مختلفة خالل الفترة ‪ ،2014-2010‬مستهدفا سيارات األجرة‬
‫البالغ عمرها أكثر من ‪ 22‬سنة العاملة في منطقة القاهرة الكبرى‪ .‬ونجح البرنامج في تخريد وتدوير ‪ 49,608‬سيارة أجرة‬
‫قديمة‪ ،‬استبدلت بمركبات تعمل بمحركات الغاز الطبيعي المضغوط‪ ،‬ما أدى إلى وفورات في البنزين بلغت ‪ 550,000‬طن على‬
‫فترة عشر سنوات‪ ،‬عالوة على تجنب ‪ 1.7‬مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون‪ .‬وساهم المشروع في الحد من كمية‬
‫ملوثات الهواء الضارة المنبعثة في منطقة القاهرة الكبرى‪ ،‬وساعد على تحسين جودة خدمات سيارات األجرة فيها وقد استند‬
‫إلى شراكة بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬وتولت وزارة المالية في مصر إدارته‪ .‬وأتاحت خطة عمله لمالكي المركبات المشاركين‬
‫أن يستفيدوا من حوافز مالية مختلفة‪ ،‬مول بعضها من القطاع العام ممثال بوزارة المالية‪ ،‬وشملت تسديد ثمن المركبات‬
‫المستبدلة وإعفاء المركبات الجديدة من ضريبة المبيعات والرسوم الجمركية‪ .‬وقدم تجار السيارات المشاركون في البرنامج‬
‫بدورهم خصومات على المركبات الجديدة تراوحت بين ‪ 25‬و‪ 30‬في المائة من سعر السوق‪ ،‬كما قدمت المصارف المشاركة‬
‫فائدة أقل من معدالت السوق على القروض المستخدمة لتمويل شراء المركبات الجديدة‪ ،‬حيث قدمت وزارة المالية ضمانات‬
‫على القروض حين اقتضى األمر ذلك‪ .‬ويمكن لمالكي المركبات أيضا أن يشاركوا في خطة إعالنية تخصص بموجبها حصة من‬
‫عائدات اإلعالنات للمصارف المقرضة‪ ،‬لتسديد قسم من الدفعات المتوجبة عليهم‪ .‬وأجريت كذلك تخفيضات على تكاليف‬
‫الصيانة وقطع الغيار والتأمين لمركبات األجرة الجديدة‪ .‬وتتيح خطة البرنامج لمالكي المركبات تسديد القروض على فترة‬
‫معدلها ست سنواتب‪ .‬وفي ضوء نجاح البرنامج في تحقيق أهدافه‪ ،‬يمكن استنساخه بوصفه نموذجا لألعمال في إطار جهود‬
‫مماثلة في المنطقة العربية‪.‬‬

‫وفي تونس‪ ،‬يمثل برنامج النجاعة الطاقية في القطاع الصناعي‪ ،‬الممول من مرفق البيئة العالمي والبنك الدوليج‪ ،‬حالة‬
‫تجدر دراستها كبرنامج لتوسيع نطاق كفاءة استخدام الطاقة في القطاع الصناعي‪ .‬وتتضمن السبل المحددة لتحقيق أهداف‬
‫البرنامج معالجة التحديات الرئيسية التي تحول دون تنامي كفاءة استخدام الطاقة في القطاع الصناعي؛ والشروع في‬
‫إنشاء سوق مستدامة مخصصة لالستثمار في مجال كفاءة استخدام الطاقة في القطاع الصناعي في تونس؛ وتسريع معدل‬
‫تنفيذ المشاريع‪ .‬وظلت تونس‪ ،‬منذ عام ‪ ،1985‬رائدة بين البلدان النامية من حيث وضع السياسات واألطر المؤسسية الداعمة‬
‫لكفاءة استخدام الطاقة وموارد الطاقة المتجددة‪ .‬ويشمل ما نفذته تونس من أدوات إجراء عمليات تدقيق إلزامية للمنشآت‬
‫الصناع ية؛ وتقديم حوافز مالية مختلفة إلجراء عمليات التدقيق تلك؛ وتنفيذ التدابير المحددة الرامية إلى تحقيق كفاءة‬
‫استخدام الطاقة‪ ،‬من خالل برامج تعاقدية محددة مع الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة‪ .‬إال أن العقود المبرمة في الواقع‬
‫لم يزد عددها عن ‪ 117‬عقدا في الفترة بين العامين ‪ 1987‬و‪ ،2004‬ما سلط الضوء على ضرورة تكثيف الجهود لزيادة عدد‬
‫هذه العقود‪.‬‬

‫أنشأت الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة برنامج النجاعة الطاقية في القطاع الصناعي‪ ،‬بهدف التغلب على العقبات التي‬
‫تعترض تطوير أسواق كفاءة استخدام الطاقة المستدامة في القطاع الصناعي‪ .‬ومول كل من مرفق البيئة العالمي والبنك الدولي‬
‫هذا البرنامج‪ ،‬بمبلغ قيمته ‪ 85‬مليون دوالر على فترة سبع سنوات اعتبارا من عام ‪ .2005‬وهدف المشروع إلى تمكين شركات‬
‫خدمات الطاقة بوصفها أداة لتعزيز أسواق كفاءة استخدام الطاقة‪.‬‬

‫وهدف برنامج النجاعة الطاقية في القطاع الصناعي إلى تحقيق الغايات الثالث التالية‪( :‬أ) تقديم دعم إضافي‪ ،‬بنسبة ‪ 10‬في‬
‫المائة‪ ،‬لالستثمارات في مجال كفاءة استخدام الطاقة؛ (ب) ضمان تنفيذ االستثمارات في مجال كفاءة استخدام الطاقة بموجب‬
‫عقود أداء الطاقة؛ (ج) تقديم المساعدة الفنية لجميع أصحاب المصلحة لتنفيذ هذه االستثمارات‪.‬‬
‫‪92‬‬

‫وإضافة إلى وحدة اإلدارة المخصصة التي أنشأتها الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة‪ ،‬شكلت ثالث فرق عمل لمرافقة سير تنفيذ‬
‫معظم إجراءات البرنامج واإلشراف عليها‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫فرقة عمل معنية بمساعدة كبار مستخدمي الطاقة في قطاع الصناعة في إطار مساعيهم لحفظ الطاقة‪ ،‬مع التركيز على‬ ‫•‬
‫الشركات الـ ‪ 200‬األكثر استهالكا للطاقة؛‬
‫فرقة عمل معنية بالتوليد المشترك للكهرباء‪ ،‬واليتها دعم وضع إطار قانوني وتنظيمي من أجل تحقيق األهداف المتوخاة‬ ‫•‬
‫في هذا المجال؛‬
‫فرقة عمل معنية بالغاز الطبيعي‪ ،‬تعنى بتشجيع استخدام الغاز الطبيعي في القطاع الصناعي كبديل عن المنتجات النفطية‪.‬‬ ‫•‬

‫وأشرفت فرق العمل الثالث على عملية التقييم الشامل الحتياجات القطاع من اإلجراءات الالزم اتخاذها لتحقيق كفاءة استخدام‬
‫الطاقة‪ .‬وقد أدى هذا التقييم إلى اعتماد النهج التالية‪( :‬أ) تنفيذ إجراءات‪ ،‬بالعمل عن كثب مع كافة الشركات الملزمة بالتدقيق في‬
‫استخدامها للطاقة‪ ،‬عبر التواصل المباشر وزيارة مواقع الشركات مرارا‪ ،‬وذلك لتحفيزها على إبرام عقود لتنفيذ برامج في مجال‬
‫كفاءة استخدام الطاقة؛ (ب) تطوير عملية لتنفيذ تدابير شاملة يمكن تطبيقها في عدة وحدات ضمن الفرع نفسه في القطاع‬
‫الصناعي‪ ،‬وذلك في مدة أقل بكثير من الفترة الالزمة إلجراء عملية التدقيق؛ (ج) مرافقة سير عملية تنفيذ البرامج التعاقدية التي‬
‫أنشئت في ضوء نتائج هذه العملية‪ ،‬أو من جراء اعتماد بعض التدابير الشاملة (كالمساعدة في إعداد التصميم الفني‪ ،‬ووثائق‬
‫المناقصة واإلشراف على تنفيذها من قبل "خبراء مؤازرين" يتعاقد معهم من أجل تنفيذ أنشطة محددة)‪.‬‬

‫وبحلول عام ‪ ،2010‬تضاعف عدد البرامج التعاقدية ست مرات تقريبا‪ ،‬حتى بلغ ‪ 616‬برنامجا (بمعدل سنوي بلغ ‪ 80‬برنامجا‬
‫تعاقديا في الفترة بين العامين ‪ 2005‬و‪ .)2010‬وبلغت وفورات الطاقة ‪ 1.616‬مليون طن من مكافئ النفط‪ ،‬أي ما يمثل‬
‫انخفاضا بنسبة ‪ 10‬في المائة في استهالك الطاقة في المنشآت الصناعية المشاركة في برنامج نجاعة الطاقة‪ .‬وبلغ عدد هذه‬
‫المنشآت ‪ 320‬منشأة‪ ،‬وحصل البرنامج على استثمارات إجمالية قدرها ‪ 336‬مليون دينار تونسي‪ ،‬قدمت الحكومة ‪ 40‬مليونا‬
‫منها في شكل دعم مالي من خالل الصندوق الوطني لوزارة الطاقة‪ ،‬بينما استثمر القطاع الخاص المبلغ المتبقي‪ .‬وأسفر هذا‬
‫البرنامج أيضا عن تركيب معدات تشغل بالغاز الطبيعي للتوليد المشترك للكهرباء في القطاع الصناعي‪ ،‬بإنتاج يبلغ ‪ 55‬ميغاواط‬
‫من الكهرباء‪ ،‬وباستثمارات بلغ مجموعها ‪ 61‬مليون دينار تونسي أتاحت تحقيق وفورات في الطاقة األولية قدرها ‪ 32,000‬طن‬
‫من مكافئ النفط في السنة‪ .‬وقد حال البرنامج دون انبعاث ما قدر بنحو ‪ 4.2‬مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الفترة‬
‫‪.2012-2005‬‬

‫والقت دراستا الحالة نجاحا في تحقيق أهداف كفاءة استخدام الطاقة‪ ،‬وحققتا بعضا من التغيير في برامج كفاءة استخدام‬
‫الطاقة المنفذة‪ .‬إال أن بعض نماذج األعمال لم يكن مستداما إلى الحد الكافي‪ ،‬ولم يحدث القفزة النوعية المتوقعة في توسيع‬
‫نطاق كفاءة استخدام الطاقة في القطاعات ذات الصلة‪.‬‬
‫المصادر‪:‬‬
‫أ‪.Korkor, 2014 .‬‬
‫ب‪.Energy Sector Management Assistance Program, 2010 .‬‬
‫ج‪.Missaoui, 2014 .‬‬

‫ويجب أن يتولى القطاع الخاص‪ ،‬وخصوصا مؤسساته‬ ‫ويتطلب نجاح البرامج الواسعة النطاق لكفاءة‬
‫المالية‪ ،‬دور القيادة في تعزيز االستثمار في الحلول‬ ‫استخدام الطاقة تعاونا وثيقا بين رواد األعمال‪،‬‬
‫والتكنولوجيات القائمة على كفاءة استخدام الطاقة‪،‬‬ ‫والمستثمرين‪ ،‬والهيئات المعنية بالمرافق العامة‪،‬‬
‫وذلك بإتاحة منتجات مالية مالئمة لألسواق الوطنية‬ ‫والمنظمات الحكومية وغير الحكومية‪ .‬وفي العديد‬
‫ومختلف مجموعات مستخدمي الطاقة فيها‪ .‬ويمكن‬ ‫من الحاالت‪ ،‬يتطلب ذلك بذل جهود استباقية من‬
‫للمؤسسات المالية أن تتولى توفير حلول التمويل‬ ‫جانب الحكومات إلنشاء ودعم قنوات التعاون بين‬
‫الميسورة التكلفة لمالكي المنازل والمؤسسات‬ ‫مختلف الجهات االقتصادية الفاعلة‪ ،‬بغية إحراز‬
‫التجارية‪ ،‬لدعم االستثمار في الطاقة المتجددة‬ ‫التقدم الالزم في برنامج الحكومة المتعلق بكفاءة‬
‫وكفاءة استخدام الطاقة‪ .‬ويتعين أيضا بذل مزيد من‬ ‫استخدام الطاقة‪.‬‬
‫‪93‬‬

‫الطلب على التوظيف‪ .‬ويخفف التنويع من المخاطر‬ ‫الجهود لخفض تكلفة رأس المال على االستثمارات‬
‫المرتبطة بالتركيز االقتصادي المفرط الذي يفاقم تأثر‬ ‫المتصلة بقضايا المناخ‪ ،‬توفير القروض واالستثمارات‬
‫االقتصاد باألحداث الخارجية‪ ،‬كتقلب أسعار السلع‬ ‫التي تلبي احتياجات العديد من العمالء‪ .‬ويمكن‬
‫المهيمنة على النشاط االقتصادي‪ .‬ويمكن للتنوع أن‬ ‫للحكومات ومؤسسات التمويل الدولية أن تؤدي‬
‫يحسن أداء االقتصاد‪ ،‬بالتخفيف من التقلبات وتمهيد‬ ‫دورا أساسيا في دعم المؤسسات المالية في‬
‫السبيل أمام تحقيق التنمية المستدامة (الهدف الثامن‪،‬‬ ‫مساعيها هذه‪.‬‬
‫الغاية ‪ .)8.2‬في الواقع‪ ،‬يمكن للكفاءة في تطوير‬
‫وتنويع اإلنتاج ذي القيمة المضافة العالية‪ ،‬خصوصا‬ ‫وتغيير سلوكيات وثقافة االستهالك بعد آخر من‬
‫إذا اقترنت بتصدير السلع والخدمات العالية الجودة‪،‬‬ ‫األبعاد األساسية لكفاءة استخدام الطاقة وممارسات‬
‫أن تخفف من تقلب االقتصاد وآثاره السلبية‪ .‬وتدعو‬ ‫إعادة التجهيز‪ .‬فعلى الصعيد الدولي‪ ،‬كانت البرامج‬
‫الغايتان ‪ 8.3‬و‪ 9.5‬من أهداف التنمية المستدامة إلى‬ ‫المعتمدة في البلدان التي حققت نجاحا ملحوظا في‬
‫التركيز على االبتكار والبحث والتطوير في شتى‬ ‫برامج إعادة التجهيز القائم على اعتبارات كفاءة‬
‫المجاالت التكنولوجية‪ ،‬وهذا ما يشكل جوهر‬ ‫استخدام الطاقة مدفوعة بحوافز كاالستثمار في‬
‫التنويع االقتصادي والمحرك الدافع لعجلة التنمية‬ ‫إعادة التجهيز بوصفه تدبيرا يرمي إلى تحقيق‬
‫االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬ ‫وفورات في التكاليف على األمد الطويل‪ .‬غير أن هذه‬
‫البرامج لم تستند بالكامل إلى المتطلبات اإللزامية‪.‬‬
‫ويشكل التنويع في اقتصادات البلدان المنتجة للنفط‬ ‫وال شك في أن المعلومات أداة بالغة األهمية تساعد‬
‫والغاز واالبتعاد عن األنشطة القائمة على استخدام‬ ‫الجهات االقتصادية الفاعلة على اتخاذ القرارات‬
‫الوقود األحفوري ركيزة من ركائز زيادة المنعة والحد‬ ‫المناسبة‪ .‬ولذلك‪ ،‬على الحكومات تنفيذ حمالت‬
‫من الهشاشة الناتجة من أحوال السوق العالمية للطاقة‬ ‫للتوعية بشأن تدابير كفاءة استخدام الطاقة‪،‬‬
‫واألسواق االستهالكية خارج المنطقة العربية‪ .‬ويؤدي‬ ‫تستهدف عموم الجمهور والمجتمعات المحلية‪،‬‬
‫التخفيف من التعويل على الصادرات‪ ،‬واعتماد‬ ‫وتوضح خيارات التمويل المتاحة‪ .‬وينبغي أن ترمي‬
‫اإليرادات الحكومية على صادرات النفط والغاز‪ ،‬إلى‬ ‫هذه الحمالت إلى تغيير عادات هدر الطاقة الناجمة‬
‫التخفيف من التقلبات في مستويات الدخل وإتاحة‬ ‫عن قلة الوعي إلى سلوكيات تثمن الكفاءة في‬
‫المجال لتطور قطاعات بديلة‪ .‬ويشمل ذلك تشجيع‬ ‫استخدام الطاقة‪.‬‬
‫الصناعات القائمة على الخدمات في جميع البلدان‬
‫العربية المنتجة للوقود األحفوري‪ ،‬في ظل انفتاح‬ ‫‪ .3‬إعطاء األولوية للتنويع‬
‫اقتصادي يزيد من مشاركة القطاع الخاص في‬ ‫االقتصادي الهيكلي‬
‫االقتصاد‪ .‬ويمكن لعملية التنويع هذه أن تؤدي إلى‬
‫زيادة إنتاجية الطاقة‪ ،‬إذ إن المنتجات ذات القيمة‬ ‫للتنويع االقتصادي دور ال غنى عنه في دعم التنمية‬
‫المضافة العالية تتطلب قدرا من موارد الطاقة أقل من‬ ‫االقتصادية وتحفيز خلق فرص العمل‪ ،‬وهو أمر بات‬
‫المنتجات الكثيفة االستهالك للطاقة (اإلطار ‪.)10‬‬ ‫ملحا في المنطقة العربية نظرا للزيادة الشديدة في‬
‫‪94‬‬

‫اإلطار ‪ .10‬إنتاجية الطاقة كنموذج مفاهيمي للتنويع االقتصادي‬

‫بحسب دراسة أجراها مركز الملك عبد اهلل للدراسات والبحوث البترولية في المملكة العربية السعودية‪ ،‬يجب‪ ،‬لدى اعتماد‬
‫إنتاجية الطاقة كنموذج مفاهيمي لتصميم االستراتيجيات اإلنمائية الرامية إلى التنويع الصناعي‪ ،‬التنبه إلى أن القطاعات ذات‬
‫القيمة المضافة العالية تستخدم منتجات أساسية‪ ،‬بعضها كثيف االستخدام للطاقة‪ ،‬في سالسل إمدادها‪ .‬ولذلك‪ ،‬يفضل تطوير‬
‫الصناعات ذات القيمة المضافة العالية باستخدام مواد انتجت من قبل وحدات محلية للصناعات الثقيلة تتسم بالكفاءة والقدرة‬
‫على التنافس عالميا‪ .‬وبناء عالقة تكامل بين القطاعات ذات القيمة المضافة العالية والصناعات األساسية هو نموذج مثالي‬
‫للتنويع‪ .‬وتبنى هذه العالقة من خالل إنتاج السلع الكثيفة االستهالك للطاقة محليا‪ ،‬واستخدام وحدات صناعية تتسم بحسن‬
‫اإلدارة والكفاءة في استخدام الطاقة والقدرة العالية على المنافسة‪ ،‬خصوصا في االقتصادات الغنية بالطاقة‪ .‬والهدف من ذلك‬
‫هو "الحفاظ على المزايا التنافسية‪ ،‬حيثما وجدت‪ ،‬والبناء عليها للحصول على قيمة إضافية من إنتاج المنتجات واألنشطة‬
‫النهائية العالية القيمة"‪.‬‬

‫وتقترح الدراسة النهج التالي لتطوير استراتيجية التنويع في سياقات كالتي سبق ذكرها‪:‬‬
‫ضمان أعلى مستويات الكفاءة في استخدام الطاقة لدى إنتاج المنتجات الكثيفة االستهالك للطاقة في البلد‪ .‬ويجب وضع‬ ‫•‬
‫برامج شاملة تدعم هذه الغاية‪ ،‬وترمي إلى رفع معايير الشركات بحيث تتماشى‪ ،‬إن لم تتجاوز‪ ،‬النقاط اإلرشادية الدولية‬
‫ذات الصلة‪ .‬وقد يشمل ذلك فرض عقوبات على الشركات التي ال تتخذ التدابير الضرورية لالمتثال لتلك المعايير؛‬
‫إنشاء إطار صناعي وطني باستخدام قاعدة متينة وكفؤة تتألف من القطاعات الصناعية األساسية‪ ،‬من بينها تلك الكثيفة‬ ‫•‬
‫االستخدام للطاقة‪ ،‬وتطوير روابط في شبكات اإلمداد المحلية والدولية لتجهيز قطاعات الصناعات التحويلية والخدمات‬
‫الالحقة ذات القيمة المضافة العالية؛‬
‫التعزيز التدريجي للصناعات المتطورة ذات القيمة المضافة العالية‪ ،‬وذلك من خالل تحسين مزاياها التنافسية عبر بناء‬ ‫•‬
‫القدرات‪ ،‬ونقل التكنولوجيات‪ ،‬واالستثمارات الدولية‪ ،‬والتعليم والتدريب‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬استنادا إلى مركز الملك عبد اهلل للدراسات والبحوث البترولية واللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا‪.2018 ،‬‬

‫أخرى في مجلس التعاون الخليجي خالل السنوات‬ ‫تشير الحصة الكبيرة التي تشغلها إيرادات الوقود‬
‫األخيرة‪ ،‬وتشمل رسوم البلدية والجمارك والتراخيص‪.‬‬ ‫األحفوري من الموارد المالية للدولة في العديد من‬
‫البلدان العربية إلى الدور المحوري للمؤسسات‬
‫ويمثل صندوق تثبيت أسعار النفط مكونا آخر متزايد‬ ‫التجارية المملوكة من الدولة في العديد من‬
‫األهمية في السياسة االقتصادية للبلدان المنتجة‬ ‫االقتصادات العربية‪ .‬وفي نفس الوقت‪ ،‬أدت الثروة‬
‫للوقود األحفوري‪ .‬وتوجد أنواع عديدة من الصناديق‬ ‫النابعة من إيرادات النفط والغاز إلى اقتصادات تعتمد‬
‫في هذه البلدان‪ ،‬ويمكن تصنيفها بوجه عام ضمن‬ ‫فيها الدولة على مورد الدخل هذا بشكل أساسي‪ .‬وفي‬
‫الفئتين التاليتين‪( :‬أ) صناديق تثبيت أسعار النفط‬ ‫السنوات األخيرة‪ ،‬بدأت بلدان عديدة منتجة للنفط‬
‫التي ترمي إلى حماية االقتصادات من التقلبات في‬ ‫والغاز بالتركيز على تنويع مصادر إيراداتها‪ .‬على سبيل‬
‫إيرادات النفط والغاز على المدى القصير‪ ،‬ولذلك‬ ‫المثال‪ ،‬اعتمدت بلدان عربية عدة‪ ،‬منها اإلمارات‬
‫تستخدم لتحقيق التوازن في الميزانية على أساس‬ ‫العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية‪ ،‬ضريبة‬
‫سنوي؛ (ب) صناديق الثروة السيادية‪ ،‬التي ترمي إلى‬ ‫القيمة المضافة خالل الفترة ‪ .2272018-2017‬ويتوقع‬
‫خلق الثروة لألجيال المقبلة على المدى البعيد‪.‬‬ ‫أن توفر هذه الخطوة مصدرا جديدا وهاما لإليرادات‬
‫ووحدها الفئة الثانية يمكن اعتبارها خطوة نحو تنويع‬ ‫الحكومية‪ ،‬تضاف إليه رسوم أخرى فرضتها دول‬
‫‪95‬‬

‫النفط في منتصف عام ‪ ،2014‬لجأت البلدان العربية إلى‬ ‫االقتصادات المنتجة للوقود األحفوري‪ .‬أما الفئة‬
‫صناديقها الخاصة بتثبيت أسعار النفط بمعدالت‬ ‫األولى فهي‪ ،‬بشكل رئيسي‪ ،‬وسيلة لتحقيق توازن‬
‫متسارعة‪ .‬وسحبت الهيئة العامة لالستثمار في‬ ‫في الميزانية على المدى القصير‪.‬‬
‫الكويت‪ ،‬مثال‪ ،‬ما مجموعه ‪ 55‬مليار دوالر من األصول‬
‫من صندوقها في الفترة بين تشرين األول‪/‬أكتوبر‬ ‫وصناديق الثروة السيادية‪ ،‬بما تحمله من إمكانات لخلق‬
‫‪ 2014‬وتشرين الثاني‪/‬نوفمبر ‪ ،2017‬في حين سحبت‬ ‫القيمة على المدى البعيد‪ ،‬هي أدوات قيمة يمكن أن‬
‫مؤسسة النقد العربي السعودي القابضة مبلغا هائال‬ ‫تستخدمها الدول المنتجة للنفط والغاز لتحويل أموال‬
‫قدره ‪ 243‬مليار دوالر‪ .‬وصندوق االستثمارات العامة‬ ‫اليوم إلى أدوات لتوليد الدخل غدا‪ ،‬وذلك باستخدام‬
‫هو‪ ،‬بدوره‪ ،‬شبيه بصندوق الثروات السيادية‪ ،‬ويعتبر‬ ‫نهج متواز‪ :‬استثمار المال اآلن في القطاعات الصناعية‬
‫محور االستراتيجية االقتصادية الطويلة األمد التي‬ ‫والتكنولوجية والمشاريع التي تضفي قيمة على‬
‫وضعتها الحكومة السعودية تحت مسمى رؤية عام‬ ‫االقتصاد الوطني والدولي وتخلق في نفس الوقت‬
‫‪ .2030‬وقد تلقى هذا الصندوق نحو ‪ 219‬مليار دوالر‬ ‫عائدات ألجيال المستقبل على األمد البعيد‪ .‬وتشمل‬
‫من األصول‪ ،‬بينما تلقى جهاز أبو ظبي لالستثمار‬ ‫األمثلة على هذه الصناديق االستثمارات في‬
‫ما قيمته ‪ 55‬مليار دوالر‪ ،‬وجهاز قطر لالستثمار‬ ‫التكنولوجيات الجديدة التي قد يفيد تطورها في خلق‬
‫ما قيمته ‪ 150‬مليار دوالر‪.228‬‬ ‫وظائف جديدة محليا في قطاعات قائمة على المعرفة‬
‫(أي ذات منفعة مباشرة ألجيال اليوم)‪ ،‬أو قد يؤدي إلى‬
‫والوضع مختلف تماما في البلدان العربية المنتجة للنفط‬ ‫أرباح طائلة في المستقبل (أي ذات نفع مستقبلي)‪ .‬ومن‬
‫والغاز من غير دول مجلس التعاون الخليجي‪ .‬فالجزائر‬ ‫التجارب الدولية في صناديق الثروة السيادية والنماذج‬
‫كادت تستنفد "صندوق ضبط اإليرادات" خالل سنوات‬ ‫المختلطة صناديق توزع الفوائد السنوية على عائدات‬
‫قليلة فقط‪ ،‬حتى هبطت قيمته من ‪ 4,408‬مليار دينار‬ ‫النفط التي استثمرتها الحكومة لفائدة المواطنين‪ ،‬في‬
‫جزائري في عام ‪ 2014‬إلى الحد النظامي األدنى‬ ‫صورة دخل مخصص لهم‪ ،‬كما هو حال صندوق‬
‫المسموح في الصندوق والبالغ ‪ 784‬مليار دينار جزائري‬ ‫المتقاعدين في النرويج والصندوق الدائم في أالسكا‪.‬‬
‫في عام ‪ .2292016‬وتؤكد هذه األرقام التوازن الشديد‬
‫الدقة الذي يتعين أن تحدثه الصناديق بين دورها في‬ ‫وتوجد في المنطقة العربية صناديق عدة تندرج تحت‬
‫مساعدة البلدان على ضمان ثرواتها على المدى البعيد‪،‬‬ ‫كلتا الفئتين ولها قيمة مالية ضخمة (الجدول ‪.)8‬‬
‫والتصدي للتقلبات في عائدات الوقود األحفوري والتي‬ ‫وصناديق االستثمار التي تحمل القيمة التراكمية األعلى‬
‫تهدد االستقرار المالي للبلدان التي ظل اقتصادها يعتمد‬ ‫الستثمارات الدولة توجد في اإلمارات العربية المتحدة‪،‬‬
‫بكثافة على النفط والغاز‪.‬‬ ‫وقد بلغت قيمتها اإلجمالية ‪ 1.385‬تريليون دوالر‬
‫بحلول نيسان‪/‬أبريل ‪ .2018‬بعد ذلك‪ ،‬تحل المملكة‬
‫وسيكون للتنويع الهيكلي في اقتصادات البلدان‬ ‫العربية السعودية (بقيمة إجمالية قدرها ‪ 758‬مليار‬
‫المنتجة للنفط والغاز‪ ،‬على نحو يتجاوز مجرد تنويع‬ ‫دوالر)‪ ،‬ثم قطر (‪ 320‬مليار دوالر)‪ .‬إال أن الصناديق‬
‫منابع اإليرادات‪ ،‬دور محوري في بناء اقتصادات‬ ‫المدرجة في الجدول ليست كلها طويلة األمد‪.‬‬
‫مستدامة ومنيعة في كافة أنحاء المنطقة العربية‪.‬‬ ‫والصناديق التي يعتقد أنها طويلة األمد‪ ،‬وهي من‬
‫فتنوع القاعدة االقتصادية يساعد على التخفيف من‬ ‫صناديق الثروة السيادية أكثر مما هي صناديق لتثبيت‬
‫هشاشة البلد الناتجة من اقتصار تلك القاعدة على‬ ‫أسعار النفط‪ ،‬غالبا ما تكون في وضع ال يمكن اعتباره‬
‫قطاع تجاري وحيد أو سلعة منفردة‪.‬‬ ‫إال مختلطا في أحسن األحوال‪ .‬ومنذ الهبوط في أسعار‬
‫‪96‬‬

‫الجدول ‪ .8‬صناديق الثروة السيادية وصناديق تثبيت اإليرادات في المنطقة العربية‬

‫القيمة (مليار‬
‫سنة اإلنشاء‬ ‫اسم الصندوق‬ ‫البلد‬
‫دوالر أمريكي)‬
‫‪828‬‬ ‫‪1976‬‬ ‫جهاز أبو ظبي لالستثمار‬ ‫أبو ظبي‬
‫‪123‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫*‬
‫مجلس أبو ظبي لالستثمار‬
‫‪66.3‬‬ ‫‪1984‬‬ ‫*‬
‫شركة االستثمارات البترولية الدولية‬
‫‪125‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫*‬
‫شركة مبادلة لالستثمار‬
‫اإلمارات العربية‬
‫‪209.5‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫مؤسسة دبي لالستثمارات الحكومية‬ ‫دبي‬
‫المتحدة‬
‫غير متوفرة‬ ‫‪2008‬‬ ‫الشارقة إلدارة األصول‬ ‫الشارقة‬
‫غير متوفرة‬ ‫‪2005‬‬ ‫هيئة رأس الخيمة لالستثمار‬ ‫رأس الخيمة‬
‫‪34‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫جهاز اإلمارات لالستثمار‬ ‫اتحادي‬
‫‪1 385.8‬‬ ‫المجموع‬
‫‪494‬‬ ‫غير متوفرة‬ ‫مؤسسة النقد العربي السعودي القابضة‬
‫المملكة العربية‬
‫‪250‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫صندوق االستثمارات العامة‬
‫السعودية‬
‫‪758.4‬‬ ‫المجموع‬
‫‪524‬‬ ‫‪1953‬‬ ‫الهيئة العامة لالستثمار‬ ‫الكويت‬
‫‪320‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫جهاز قطر لالستثمار‬ ‫قطر‬
‫‪66‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫المؤسسة الليبية لالستثمار‬ ‫ليبيا‬
‫‪18‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫صندوق االحتياطي العام للدولة‬
‫‪6‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫الصندوق العماني لالستثمار‬ ‫عمان‬
‫‪24‬‬ ‫المجموع‬
‫‪10.6‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫شركة ممتلكات البحرين القابضة‬ ‫البحرين‬
‫‪7.6‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫صندوق ضبط اإليرادات‬ ‫الجزائر‬
‫‪0.9‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫صندوق تنمية العراق‬ ‫العراق‬
‫‪0.3‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫صندوق الهيدروكربونات الوطني‬ ‫موريتانيا‬

‫المصدر‪.Sovereign Wealth Fund Institute, 2018 :‬‬


‫جار دمجها مع شركة "مبادلة"‪.‬‬ ‫*‬
‫‪.‬‬‫‪2018‬‬ ‫مالحظات‪ :‬القيم تعبر عن الوضع بحلول نيسان‪/‬أبريل‬

‫اإلصالحات االقتصادية التي شهدتها المنطقة العربية‬ ‫والتنويع االقتصادي مفيد أيضا لالقتصادات‬
‫خالل العقد األخير تركيزا خاصا لبرامج التنويع‬ ‫المستوردة الصافية للوقود األحفوري في المنطقة‬
‫االقتصادي‪ ،‬وذلك للتصدي للتقلبات في أسعار النفط‬ ‫العربية‪ ،‬ويساهم في تخفيض فواتير الكهرباء المترتبة‬
‫الدولية وغيرها من التحديات المالية والنقدية‪.230‬‬ ‫عليها‪ ،‬ويخفف من المخاطر التي تواجهها اقتصاداتها‬
‫غير أن التنويع االقتصادي هو ثمرة عملية مطولة قد‬ ‫في الفترات التي ترتفع فيها أسعار الوقود األحفوري‬
‫يستغرق إتمامها عقودا من الزمن‪.‬‬ ‫على الصعيد الدولي‪.‬‬

‫وبدأ العديد من بلدان المنطقة بالتوجه نحو التنويع‬ ‫وقد أدرك معظم البلدان العربية أهمية اتباع مسار‬
‫االقتصادي‪ ،‬حتى في تسعينات القرن الماضي‪ .‬وفي‬ ‫يقوم على التنويع االقتصادي‪ ،‬بغية تعزيز المنعة‬
‫ارتفاع مستوى الناتج المحلي اإلجمالي في الجزائر‬ ‫في وجه التقلبات االقتصادية‪ .‬في الواقع‪ ،‬أولت‬
‫‪97‬‬

‫السكان‪ ،‬ومستوى التطور التكنولوجي‪ ،‬وتوفر الموارد‬ ‫وعمان واإلمارات العربية المتحدة خالل الفترة‪،‬‬
‫الطبيعية‪ ،‬إضافة إلى طبيعة القاعدة االقتصادية‬ ‫‪ 2015-1990‬يظهر توجه واضح يتمثل في انخفاض‬
‫الموجودة‪ .‬ويتطلب تحقيق التنويع االقتصادي‬ ‫نصيب الصناعات القائمة على الطاقة من الناتج‬
‫استمرار اإلصالح في المنطقة‪ ،‬بما في ذلك تحسين‬ ‫المحلي اإلجمالي‪ ،‬مقابل ارتفاع في مساهمة قطاع‬
‫بيئة المؤسسات التجارية‪ ،‬وانفتاح االقتصاد على‬ ‫الخدمات‪ .‬ويالحظ ذلك أيضا‪ ،‬وإن بدرجة أقل‪ ،‬في‬
‫مزيد من التجارة واالستثمار‪ ،‬وتحسين القدرة على‬ ‫مصر والمملكة العربية السعودية وتونس‪.231‬‬
‫الحصول على التمويل‪ ،‬وتطوير األسواق المالية‪،‬‬
‫وتعزيز البيئة التنظيمية‪ .‬كما يتطلب مزيدا من المرونة‬ ‫ظل التنويع االقتصادي محط التركيز األساسي في‬
‫في سوق العمل أثناء المطابقة على نحو أفضل بين‬ ‫البلدان العربية لعقود كثيرة‪ .‬وعلى الرغم من التباين‬
‫المهارات التي تنتجها المنظومة التعليمية وبين‬ ‫بين البلدان العربية‪ ،‬في حجمها وديموغرافيتها‬
‫احتياجات القطاع الخاص‪.‬‬ ‫وثرواتها‪ ،‬يواجه معظمهما التحديات نفسها في خلق‬
‫وظائف تلبي تطلعات الشباب وتستجيب للتنامي‬
‫ويمثل توفر القوى العاملة ذات المهارات العالية‬ ‫السريع في عدد السكان‪ .‬وما شهدته المنطقة من‬
‫عامال حاسما في نجاح خطط التنويع االقتصادي‪.‬‬ ‫اضطرابات اجتماعية وسياسية بدءا من أواخر عام‬
‫وينبغي على االستراتيجيات القطاعية التي ترمي‬ ‫‪ 2010‬نبع‪ ،‬بالدرجة األولى‪ ،‬من إستياء المواطنين إزاء‬
‫إلى تنويع القواعد االقتصادية أن تتيح فرصا‬ ‫ظروفهم االجتماعية واالقتصادية‪ .‬ويسلط هذا األمر‬
‫لتأهيل وتطوير القدرات والمهارات التي يحتاجها‬ ‫الضوء على أهمية التنويع االقتصادي في خفض‬
‫القطاع الخاص‪ .‬ويعتمد النجاح أيضا على االستثمار‬ ‫معدالت البطالة لتحقيق االستقرار السياسي‪.‬‬
‫في مشاريع إلنشاء وتطوير البنى األساسية‪،‬‬
‫كالموانئ والطرق والكهرباء‪ ،‬وإنشاء مناطق‬ ‫وبالفعل‪ ،‬تأثرت خطط التنويع االقتصادي التي أطلقت‬
‫صناعية‪ ،‬ما يساعد الصناعات الجديدة المزدهرة‬ ‫في المنطقة على مدى العقد األخير بمجموعة من‬
‫على الصعيد اللوجستي‪.‬‬ ‫العوامل‪ ،‬منها الموقع الجغرافي‪ ،‬والمناخ‪ ،‬وعدد‬

‫اإلطار ‪ .11‬التنويع االقتصادي في الجزائر واإلمارات العربية المتحدة‬

‫في الجزائر‪ ،‬يرتبط االقتصاد ارتباطا وثيقا بقطاع الهيدروكربونات الذي يسهم بحصة كبيرة من اإليرادات الحكومية‪ ،‬عالوة على‬
‫ثلث الناتج المحلي اإلجمالي تقريبا‪ .‬ويعتمد الناتج المحلي اإلجمالي الناجم عن غير هذا القطاع اعتمادا كبيرا على اإلنفاق الحكومي‪:‬‬
‫فالقطاع العام هو الذي يمول نسبة كبيرة من مشاريع التشييد والنقل‪ ،‬كما أن االستهالك الحكومي يسهم بنسبة ال يستهان بها من‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي‪ .‬ويكتسي هذا االعتماد على قطاع الهيدروكربونات أهمية خاصة بالنسبة إلى الصادراتأ‪.‬‬

‫وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬سعت السلطات الجزائرية إلى إجراء إصالحات هيكلية لتنويع االقتصاد وتعزيز دينامية القطاع الخاص‪.‬‬
‫وقد عزز انخفاض أسعار النفط في عام ‪ 2014‬الحاجة الملحة إلى اإلسراع في هذه اإلصالحات‪.‬‬

‫واعتمدت الحكومة الجزائرية أحدث خططها الخمسية للتنمية االقتصادية واالجتماعية في أيار‪/‬مايو ‪ ،2014‬للفترة‬
‫‪ . 2019-2015‬وتقضي هذه الخطة بأن يشمل االستثمار العام واإلصالح الهيكلي‪ ،‬على المدى المتوسط‪ ،‬المجاالت الرئيسية‬
‫ألنشطة الحكومة‪ .‬وتنص على وضع "أهداف رفيعة المستوى ومبادرات على صعيد االقتصاد الكلي والقطاعات‪ ،‬للتمهيد‬
‫لإلصالحات في القطاع المالي‪ ،‬وإدارة الضرائب‪ ،‬والشراكات بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬ومنظومة االستثمار وغيرها‪ ،‬وتحسين‬
‫بيئة األعمال التجارية"‪ .‬وترمي الخطة إلى دعم التنمية االجتماعية واالقتصادية عبر رعاية الدينامية والتنويع في القطاع‬
‫الخاص‪ ،‬باتخاذ تدابير تشمل تشجيع البدائل عن الواردات‪.‬‬
‫‪98‬‬

‫وكشفت الحكومة في تموز‪/‬يوليو ‪ 2016‬عن نموذج جديد لتحقيق النمو‪ ،‬يتضمن رؤية لتحويل االقتصاد بحلول عام ‪،2030‬‬
‫واستراتيجية متوسطة األمد للميزانية تغطي الفترة ‪ .2019-2016‬ومن أهم غايات اإلطار الجديد‪ :‬تحقيق نمو بمعدل ‪ 6.5‬في‬
‫المائة من الناتج المحلي اإلجمالي من قطاعات غير قطاع الهيدروكربونات‪ ،‬على امتداد العقد المقبل لغاية عام ‪2030‬؛ ومضاعفة‬
‫مساهمة قطاع الصناعات التحويلية في الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬من ‪ 5.3‬في المائة في عام ‪ 2015‬إلى ‪ 10‬في المائة بحلول‬
‫عام ‪ .2030‬وشملت المبادرات اعتماد نموذج جديد لالستثمار في تموز‪/‬يوليو ‪ ،2016‬وقانونا جديدا للجمارك في كانون‬
‫األول‪/‬ديسمبر ‪ ،2016‬ومشروع قانون بشأن الشراكة بين القطاعين العام والخاص في عام ‪.2017‬‬

‫واعتمدت مدونة االستثمار الجديدة في تموز‪/‬يوليو ‪ ،2016‬وادرجت في القانون رقم ‪ 16-09‬المتعلق بترقية االستثمار‪،‬‬
‫وقانون المالية الصادر في السنة نفسها‪ .‬وقد أتاح القانونان فرصة إلجراء مراجعة رشيدة لإلطار التشريعي المنظم لالستثمارات‬
‫في الجزائر‪.‬‬

‫وبموجب القانون ‪ ،16-09‬أزيلت قيود عديدة عن المستثمرين‪ ،‬وقدمت مجموعة متكاملة من الحوافز‪ .‬ويمكن لالستثمار في‬
‫اإلنتاج الجديد أو المحسن أن يتعزز نتيجة لتنفيذ ثالث خطط تشمل مجموعة من الحوافز المعتمدة على طبيعة االستثمار‪،‬‬
‫ولتطبيق منظومة من الحوافز اإلضافية على قطاعات السياحة والصناعة والزراعة وتلك التي يتوقع أن تولد عددا كبيرا من‬
‫فرص العملب‪.‬‬

‫وشهد اقتصاد اإلمارات العربية المتحدة تحوال سريعا خالل العقود األخيرة‪ ،‬أدى إلى استثمار حصة كبيرة من عائدات النفط‬
‫في بنى أساسية ال تتصل بقطاع النفط‪ ،‬بما شمل استحداث شركات نقل عالمية طليعية وتطوير مناطق للتجارة الحرة‪ .‬واليوم‪،‬‬
‫ال تزيد حصة النفط من عائدات التصدير في اإلمارات العربية المتحدة على ‪ 50‬في المائة‪ ،‬في وقت تؤدي فيه مجموعة من‬
‫األنشطة االقتصادية دورا هاما في ازدهار البلد اقتصاديا‪ .‬ويشمل ذلك تشغيل خطوط نقل جوية فائقة تصل إلى أكثر من ‪150‬‬
‫جهة؛ والتخزين المبرد في جبل علي؛ وتاسع أكبر محطة طرفية لحاويات التخزين في العالم؛ وأعماال تجارية‪ .‬فيوميا‪ ،‬يرتاد نحو‬
‫‪ 324,000‬شخص أكبر مركزين تجاريين دوليين في دبي‪ ،‬أي أكثر من ‪ 100‬مليون متسوق سنويا‪ ،‬ما أسهم في اقتصاد البلد‬
‫بنحو ‪ 55‬مليار دوالر بحلول عام ‪.2017‬‬

‫وتعمل دبي أيضا على تطوير أنشطة أخرى‪ ،‬منها الجمع بين تطوير قطاع السفر وخدمات متطورة في مجال الرعاية الصحية‬
‫يقدمها أكثر من ‪ 3,000‬مرفق يعمل فيها ‪ 35,000‬متخصص في الصحة (يتوقع أن يرتفع هذان الرقمان إلى ‪ 4,000‬مرفق‬
‫و‪ 40,000‬متخصص بحلول عام ‪ .)2020‬وقد اجتذبت دبي ‪ 630,833‬سائحا طبيا في عام ‪ ،2015‬ما ولد دخال قدره ‪400‬‬
‫مليون دوالر‪ .‬وتلقى القطاع المالي أيضا الكثير من االهتمام‪ ،‬مع إنشاء مركز دبي المالي العالمي الذي أصبح محورا ماليا في‬
‫الشرق األوسط‪ .‬والمرجو أن يصبح هذا المركز من أكبر عشرة مراكز في العالم بحلول عام ‪ ،2024‬مع االرتفاع المتوقع لعدد‬
‫الشركات العاملة فيه من ‪ 362‬شركة في عام ‪ 2014‬إلى ‪ 1,000‬شركة بحلول عام ‪.2024‬‬

‫وتطور اإلمارات العربية المتحدة أيضا بيئات ومرافق تمكينية لتشجيع أنشطة ريادة األعمال‪ ،‬ومنها المسرعات والحاضنات‬
‫المصممة لمساعدة المؤسسات التجارية الصغيرة على النمو‪ .‬وتشجع المناطق الحرة‪ ،‬كواحة دبي للسيليكون‪ ،‬المؤسسات‬
‫التجارية الناشئة في مختلف القطاعات التكنولوجية‪ ،‬وتتيح التمويل باألسهم‪ ،‬واإلشراف والدعم القانوني‪ .‬وهي تساعد أيضا‬
‫على بناء مستقبل اإلمارات العربية المتحدة بما يتجاوز نموها الناجم عن عائدات النفطج‪.‬‬

‫وتماشيا مع رؤية ‪2021‬د‪ ،‬الرامية إلى "أن تكون اإلمارات العربية المتحدة ضمن أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي‬
‫لالتحاد"‪ ،‬حاز التنوي ع مكانة عليا على سلم أولويات خطة التنمية الوطنية في اإلمارات العربية المتحدة‪ .‬وتمحورت الرؤية حول‬
‫ستة عناصر تمثل القطاعات الرئيسية التي سيركز عليها العمل الحكومي خالل السنوات المقبلة‪ ،‬ومنها بناء مجتمع تنافسي قائم‬
‫على المعرفة‪ .‬وتضمنت أولويات الخطة أيضا تحق يق مستويات عالية من الرعاية الصحية‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والبيئة المستدامة‪ ،‬والبنى‬
‫األساسية‪ ،‬والسالمة العامة‪ ،‬والمنظومة القضائية العادلة‪ ،‬وتماسك المجتمع والحفاظ على هويته‪.‬‬
‫المصادر‪:‬‬
‫أ‪.IMF, 2014 .‬‬
‫ب‪.Oxford Business Group, 2017 .‬‬
‫ج‪.Sharaf, 2016 .‬‬
‫د‪.United Arab Emirates, 2014 .‬‬
‫خالصة‬ ‫‪.3‬‬
‫‪101‬‬

‫‪ .3‬خالصة‬

‫المائية من التلوث‪ .‬وقد بدأ تدريجيا عدد قليل فقط‬ ‫على مدى عقود عديدة‪ ،‬أدت الطاقة دورا محوريا‬
‫من البلدان في اتخاذ الخطوات األولى في االتجاه‬ ‫في دفع عجلة التقدم االجتماعي واالقتصادي في‬
‫الصحيح‪ .‬ولطالما كان لألنظمة األخرى تأثير سلبي‬ ‫المنطقة العربية‪ .‬ويسهم إنتاج واستهالك الطاقة في‬
‫على استهالك الطاقة‪ ،‬مثل دعم الطاقة الذي جعل‬ ‫تحديد مدى إمكانية الوصول إلى مجموعة كاملة من‬
‫الوقود األحفوري زهيد الثمن بشكل مصطنع مقارنة‬ ‫األهداف اإلنمائية غير المتعلقة بالطاقة في المستقبل‪،‬‬
‫بالبدائل‪ ،‬وهو ما يحدث خلال في أنماط الطلب على‬ ‫منها القضاء على الفقر‪ ،‬وضمان وصول الجميع إلى‬
‫الطاقة‪ ،‬باألخص في البلدان المتوسطة والمرتفعة‬ ‫الخدمات الصحية والتعليم‪ ،‬وتعزيز النمو االقتصادي‪،‬‬
‫الدخل‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬فإن العديد من البلدان‬ ‫وبناء مجتمعات مستدامة‪ ،‬وحماية الموارد الطبيعية‬
‫تفتقر إلى آليات بديلة لحماية الفقراء‪ ،‬وهي معضلة‬ ‫في البر والبحر‪ ،‬ومكافحة تغير المناخ‪ .‬فالنمو‬
‫لم تحل بعد‪ ،‬ال سيما في البلدان العربية األقل نموا‬ ‫االجتماعي واالقتصادي السريع للمنطقة العربية‪،‬‬
‫والبلدان ذات الدخل المتوسط األدنى‪ ،‬وستظل تمثل‬ ‫وازدهار صناعاتها وحياة سكانها‪ ،‬والتطلعات‬
‫تحديا لصانعي السياسات في العقود المقبلة‪.‬‬ ‫االجتماعية واالقتصادية لشعوبها‪ ،‬كلها عوامل تحتم‬
‫إعادة النظر في الوضع القائم منذ أمد طويل في‬
‫وفيما اكتسبت اإلدارة المستدامة للطاقة شعبية‬ ‫أنماط العرض والطلب على الطاقة‪ .‬وال بد من تغيير‬
‫كمفهوم سياسي في المنطقة العربية مؤخرا‪ ،‬ففي‬ ‫أنماط استخدام الموارد الطبيعية وموارد الطاقة في‬
‫العديد من الحاالت‪ ،‬يستمر إغفال أهمية اإلدارة‬ ‫المنطقة العربية لضمان استفادة األجيال الحالية‬
‫الفعالة‪ ،‬والتشريعات الحكومية‪ ،‬والسياسات العامة‬ ‫والقادمة من نظم طاقة مأمونة‪ ،‬وكافية‪ ،‬ومستدامة‪.‬‬
‫في هذا المجال‪ .‬وينطبق األمر نفسه على الشروط‬
‫الهيكلية األساسية‪ ،‬من قبيل زيادة الفعالية في إدارة‬ ‫والتحديات القائمة في هذا المجال ال تبرز ضرورة‬
‫األسواق المحلية‪ ،‬والنقل‪ ،‬والبيئة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫الحوكمة المستقبلية الجيدة فحسب‪ ،‬بل تؤكد أيضا‬
‫العديد من المشاريع اإلرشادية التجريبية وتلك التي‬ ‫على دور المجتمع المدني وقطاع األعمال في اإلسهام‬
‫يتوخى منها الفخر في المنطقة العربية أظهرت‬ ‫في تشكيل اقتصادات قادرة على إدارة الموارد على‬
‫النجاح الذي قد يحققه االستثمار في حلول الطاقة‬ ‫نحو مستدام‪ ،‬وتوفير الفرص التي تتيح آفاقا اقتصادية‬
‫المستدامة‪ ،‬مثل مشاريع إمداد األرياف بالكهرباء‪،‬‬ ‫ناجحة في المنطقة العربية لشباب بات أكثر تعلما‬
‫بتركيب ألواح شمسية على األسطح‪ ،‬وإمداد شبكات‬ ‫وطموحا‪ .‬ويبدو أن لالستهالك المفرط للموارد الطبيعية‬
‫النقل العام الجديدة في المدن‪ ،‬وإجراء تحسينات‬ ‫للبلدان العربية‪ ،‬وما يترتب عنه من هدر وعدم كفاءة‪،‬‬
‫حديثة في مجال كفاءة استخدام الطاقة في قطاع‬ ‫ثمنا باهظا‪ ،‬بما في ذلك في المجال السياسي‪.‬‬
‫البناء والصناعات‪.‬‬
‫وتفتقر المنطقة العربية بشكل واضح إلى السياسات‬
‫وينبغي إيالء اهتمام خاص إلى الصالت القائمة‬ ‫واألنظمة المنهجية الرامية إلى تحقيق زيادة الكفاءة‬
‫بين الحصول على الطاقة‪ ،‬والقضاء على الفقر‪،‬‬ ‫في استخدام الطاقة‪ ،‬وحماية األراضي والموارد‬
‫‪102‬‬

‫الحلول الالمركزية للطاقة‪ ،‬وتكثيف تجارة الطاقة‪،‬‬ ‫وعدم المساواة‪ ،‬وأمن المياه واألمن الغذائي‪ ،‬والصحة‪،‬‬
‫وإيجاد قيمة للكربون؛ (ج) تعميم مفهوم إنتاجية‬ ‫والتعليم‪ ،‬وفرص العمل‪ ،‬والمدن المستدامة‪ ،‬وتغير‬
‫الطاقة‪ ،‬ما يساعد في نشر فكرة تحقيق استفادة‬ ‫المناخ‪ ،‬والنقل‪ ،‬والالجئين‪ ،‬والنزوح بمختلف أشكاله‪.‬‬
‫قصوى من منافع الطاقة في مجال االقتصاد‪ ،‬أو إنجاز‬
‫المزيد بموارد أقل‪ ،‬وفصل النمو عن استهالك الطاقة‬ ‫وإعطاء األولوية لإلجراءات والسياسات والبرامج‬
‫من أجل الجيل الحالي واألجيال القادمة‪ .‬وفي الوقت‬ ‫التي تعزز تطوير نظم الطاقة المستدامة واالستثمار‬
‫نفسه‪ ،‬يجب معالجة الثغرات الواضحة التي تشوب‬ ‫في هذا المجال يمكن‪ ،‬بل يجب‪ ،‬ربطه بتمكين المرأة‬
‫مسألة الحصول على الطاقة خالل العقد القادم‪،‬‬ ‫والشباب ذوي التحصيل العلمي المرتفع في المنطقة‪.‬‬
‫كشرط مسبق للنمو والتنمية‪ ،‬وليس في األجزاء األكثر‬ ‫ومن شأن الشباب والنساء أداء دور حاسم في‬
‫ثراء من المنطقة فحسب‪ ،‬بل في أكثرها فقرا أيضا‪.‬‬ ‫تصميم الخدمات الحديثة في مجال الطاقة‪،‬‬
‫كما في إنتاجها وتوزيعها‪ ،‬بفضل مهاراتهم التقنية‬
‫ويرتكز بناء االقتصادات المستدامة أيضا على اعتراف‬ ‫والتجارية‪ ،‬وسيسهمون كذلك في وضع مخططات‬
‫صانعي السياسات‪ ،‬واألوساط األكاديمية‪ ،‬ووسائل‬ ‫التمويل الرامية إلى دعم البرامج المراعية للمساواة‬
‫اإلعالم‪ ،‬والمجتمع المدني‪ ،‬بقدرة المنطقة العربية‬ ‫بين الجنسين والموجهة للمجتمع المحلي‪ ،‬وحصول‬
‫على استخدام الطاقة والموارد الطبيعية بشكل أفضل‬ ‫المرأة على رأس المال‪ .232‬ومن أجل االستفادة من‬
‫بكثير من االستخدام الحالي‪ .‬ولهذا األمر أهمية‬ ‫قدرات الشباب والنساء‪ ،‬من المهم وضع سياسات‬
‫خاصة في بلدان المنطقة العربية المتوسطة والمرتفعة‬ ‫أكثر مراعاة للشباب ولمنظور الجنسين‪ ،‬وضمان‬
‫الدخل‪ ،‬حيث اقترنت المعدالت العالية للحصول على‬ ‫مشاركتهم وتمثيلهم على قدم المساواة‪ ،‬واعتراف‬
‫الطاقة الحديثة بارتفاع مستويات الدخل‪ ،‬والسكان‪،‬‬ ‫هيئات صنع القرار في مؤسسات الطاقة بمصالحهم‪.‬‬
‫ومتوسط العمر المتوقع‪ ،‬والهياكل الصناعية‪ ،‬لتؤدي‬
‫إلى درجة عالية من األنماط غير المستدامة في‬ ‫وللبلدان العربية‪ ،‬بدءا من بعض أشدها فقرا ووصوال‬
‫استهالك وإنتاج الطاقة‪ .‬وتدمير البيئة إلى جانب‬ ‫إلى أكثرها ثراء عالميا‪ ،‬طائفة واسعة من التجارب في‬
‫تلوث أماكن العيش‪ ،‬وال سيما في المدن العربية‪ ،‬هما‬ ‫مجال التنمية االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬والتي تثبت‬
‫مصدر قلق كبير من وجهة نظر اجتماعية‪ ،‬ويؤديان‬ ‫أن ال "حال سحريا" ألوجه الهشاشة في مجال الطاقة‬
‫في نهاية المطاف إلى بيئة غير مستدامة‪ .‬وفي ظل‬ ‫في المنطقة العربية‪ .‬ولهذا‪ ،‬يسلط هذا التقرير الضوء‬
‫الصمت الذي يحيط بالقضايا البيئية في العديد من‬ ‫على بعض اإلجراءات التي يوصى بتطبيقها‪ ،‬والتي‬
‫المجتمعات العربية‪ ،‬فإعادة ترتيب األولويات في‬ ‫يمكن تعزيزها وتكييفها بما يتناسب مع احتياجات‬
‫مجال إدارة الموارد الطبيعية‪ ،‬حيث تضطلع كل من‬ ‫البلدان المختلفة‪.‬‬
‫الطاقة والمياه بدور رئيسي‪ ،‬أحد السبل الرئيسية‬
‫لتعزيز المشاركة التصاعدية‪.‬‬ ‫وعموما‪ ،‬تتمحور هذه اإلجراءات حول الركائز الثالث‬
‫التالية‪( :‬أ) اتباع استراتيجيات أكثر منهجية إلدارة‬
‫والمنطقة العربية خير دليل على أنه لم يعد في‬ ‫الطلب في وضع السياسات العامة‪ ،‬بسبل منها زيادة‬
‫اإلمكان فصل التقدم في المسائل المتعلقة بالطاقة‬ ‫فعالية سياسات التسعير‪ ،‬ونظم كفاءة استخدام‬
‫عن أهداف التنمية االجتماعية واالقتصادية األخرى‪،‬‬ ‫الطاقة‪ ،‬واالستثمار في البنى األساسية والمعلومات‬
‫بل بات شرطا أساسيا لحفز التقدم على نحو مستدام‪.‬‬ ‫المتعلقة بها؛ (ب) تنويع الطاقة على صعيد العرض‪،‬‬
‫ومعالجة أوجه الهشاشة في مجاالت الطاقة في‬ ‫بطرق منها استخدام الطاقة النظيفة‪ ،‬وزيادة استخدام‬
‫‪103‬‬

‫في إتاحة الفرص االقتصادية للشباب وتحسين‬ ‫المنطقة العربية هي أولوية إنمائية أساسية‪ ،‬في آن‬
‫مستواهم المعيشي‪ .‬كما أنها محرك رئيسي للتنمية‬ ‫واحد‪ ،‬لنجاح خطة عام ‪ 2030‬وتحقيق أهداف أخرى‬
‫االجتماعية واالقتصادية الواسعة النطاق‪ ،‬ولتحقيق‬ ‫تتجاوز نطاق هذه الخطة‪ .‬وإن القدرة على تسخير‬
‫المساواة بين الجنسين‪ ،‬وتمكين المرأة‪ ،‬واإلنصاف بين‬ ‫فوائد الموارد الطبيعية من خالل الخيارات المناسبة‬
‫األجيال‪ ،‬وهي عوامل محورية في دفع عجلة االزدهار‬ ‫من البنى األساسية‪ ،‬والتكنولوجيا‪ ،‬والحوكمة‪،‬‬
‫الطويل األمد في المنطقة العربية‪.‬‬ ‫والممارسات اإلدارية المستدامة‪ ،‬ستؤدي دورا أساسيا‬
‫‪105‬‬

‫المراجع‬

‫بالعربية‬

‫االتحاد العربي للكهرباء (‪ .)2015‬النشرة اإلحصائية ‪ ،2015‬العدد الرابع والعشرون‪ .‬عمان‪.‬‬


‫‪.http://auptde.org/Article_Files/inside%202015.pdf‬‬

‫__________ (‪2016‬أ)‪ .‬التعريفات الكهربائية في الوطن العربي‪ .‬عمان‪.‬‬


‫‪.http://auptde.org/Article_Files/Tariffs%202016%20pdf.pdf‬‬

‫__________ (‪2016‬ب)‪ .‬النشرة اإلحصائية ‪ ،2016‬العدد الخامس والعشرون‪ .‬عمان‪.‬‬


‫‪.http://auptde.org/Article_Files/inside%202017.pdf‬‬

‫__________ (‪ .)2017‬النشرة اإلحصائية ‪ ،2017‬العدد السادس والعشرون‪ .‬عمان‪.‬‬


‫‪.http://auptde.org/Article_Files/inside%20final.pdf‬‬

‫األردن‪ ،‬وزارة الطاقة والثروة المعدنية (‪ .)2017‬البيانات المفتوحة‪ ،‬إحصاءات الطاقة‪.‬‬


‫‪ .https://www.memr.gov.jo/Pages/viewpage.aspx?pageID=154‬استرجعت في ‪ 10‬تشرين الثاني‪/‬نوفمبر ‪.2018‬‬

‫األسدي‪ ،‬محمد شجاع (‪ .)2017‬النقل العام في األردن‪ :‬دراسة عن السياسات ومراجعة عامة لمسودة قانون تنظيم نقل الركاب لسنة ‪.2016‬‬
‫عمان‪ :‬مؤسسة فريدريش ايربت‪.https://library.fes.de/pdf-files/bueros/amman/13222.pdf .‬‬

‫األمم المتحدة (‪ .)2016‬بعد خمسة أعوام من الصراع في سوريا‪ :‬أكبر أزمة لجوء ونزوح في عصرنا تتطلب تضامنا أكبر‪ 15 ،‬آذار‪/‬مارس‪.‬‬
‫‪.https://www.unhcr.org/ar/news/latest/2016/3/56e7bb806.html‬‬

‫__________ (‪ .)2018‬الهدف ‪ – 7‬ضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة‪.‬‬
‫‪.https://www.un.org/sustainabledevelopment/ar/energy‬‬

‫األمم المتحدة‪ ،‬اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا (‪ .)2015‬التوقعات المناخية ومؤشرات الظواهر المناخية المتطرفة في المنطقة‬
‫العربية‪ .‬المبادرة اإلقليمية لتقييم أثر تغير المناخ على الموارد المائية وقابلية تأثر القطاعات االجتماعية واالقتصادية في المنطقة‬
‫العربية‪ .E/ESCWA/SDPD/2015/Booklet.2 .‬بيروت‪.‬‬

‫__________ (‪ .)2016‬تنمية قدرة البلدان األعضاء في اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا (اإلسكوا) لمعالجة الترابط بين المياه‬
‫والطاقة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة‪ :‬أداة السياسات اإلقليمية‪ .E/ESCWA/SDPD/2016/MANUAL .‬بيروت‪.‬‬

‫__________ (‪ .)2017‬التقدم المحرز في المنطقة العربية في مجال الطاقة المستدامة‪ :‬التقرير اإلقليمي في إطار الرصد العالمي‪.‬‬
‫‪ .E/ESCWA/SDPD/2017/2‬بيروت‪.‬‬

‫__________ (‪ .)2018‬تغير المناخ والحد من مخاطر الكوارث في المنطقة العربية‪ .‬تقرير المياه والتنمية السابع‪.‬‬
‫‪ .E/ESCWA/SDPD/2017/3‬بيروت‪.‬‬

‫بارينجتون‪ ،‬ليزا (‪ .)2018‬لبنان يبدأ التنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحله‪ 29 ،‬أيار‪/‬مايو‪.‬‬
‫‪.https://arabic.euronews.com/2018/05/29/business-4176855‬‬
‫‪106‬‬

‫بديعي‪ ،‬سارة (‪ .)2018‬لمحة عن الكهرباء في اليمن‪ :‬المساعدة في تعزيز الطاقة الشمسية من خالل ريادة األعمال واالبتكار بقلم‪ :‬سارة بديع‪،‬‬
‫‪ 12‬نيسان‪/‬أبريل‪.http://blogs.worldbank.org/arabvoices/ar/node/2618 .‬‬

‫تونس (‪ .)2017‬أمر حكومي عدد ‪ 983‬لسنة ‪ 2017‬مؤرخ في ‪ 26‬جويلية ‪ 2017‬يتعلق بضبط قواعد تنظيم وتسيير وكيفية تدخل صندوق‬
‫االنتقال الطاقي‪ .‬الرائد الرسمي للجمهورية التونسية‪ ،‬عدد ‪( 71-70‬أيلول‪/‬سبتمبر)‪ ،‬ص‪.2925 .‬‬
‫‪.http://www.cnudst.rnrt.tn/jortsrc/2017/2017a/ja0712017.pdf‬‬

‫سلطة الطاقة والموارد الطبيعية الفلسطينية (‪ .)2013‬برنامج الصندوق الدوار (للقطاع الحكومي الفلسطيني)‪ .‬غزة‪.‬‬
‫‪.http://www.penra.pna.ps/ar/Uploads/Files/box.pdf‬‬

‫صندوق النقد العربي (‪ .)2017‬التقرير االقتصادي العربي الموحد ‪ .2017‬أبو ظبي‪.https://bit.ly/2zuwfjt .‬‬

‫‪ CNN‬بالعربية (‪ .)2016‬أسعار المحروقات بالمغرب تخلف سخطا على المواقع االجتماعية‪ .‬ودعوات للمقاطعة‪ 14 ،‬تشرين الثاني‪/‬نوفمبر‪.‬‬
‫‪.https://arabic.cnn.com/world/2016/11/15/oil-prices-morocco-criticism‬‬

‫مركز الملك عبد اهلل للدراسات والبحوث البترولية‪ ،‬واللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا (‪ .)2018‬النمو من خالل التنوع وكفاية‬
‫الطاقة‪ :‬إنتاجية الطاقة في المملكة العربية السعودية‪ .‬تقرير استشاري‪ .KS-2018—DP024-ARA ،‬الرياض‪ :‬مركز الملك عبد اهلل‬
‫للدراسات والبحوث البترولية‪.‬‬

‫مصادر (دون تاريخ)‪ .‬نور فلسطين ‪ -‬برنامج مصادر للطاقة الشمسية‪.http://www.massader.ps/ar/page/1513260694 .‬‬
‫استرجعت في ‪ 11‬كانون األول‪/‬ديسمبر ‪.2018‬‬

‫مصدر (‪ .)2015‬محطة الطفيلة لطاقة الرياح‪.https://masdar.ae/ar/masdar-clean-energy/projects/tafila-wind-farm .‬‬

‫__________ (‪ .)2016‬تشغيل أول منشأة في الشرق األوسط وشمال أفريقيا اللتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه‪،‬‬
‫‪ 5‬تشرين الثاني‪/‬نوفمبر‪https://masdar.ae/ar/news-and-events/news/2017/11/23/menas-first-carbon-capture- .‬‬
‫‪.utilisation--amp-storage-ccus-project-now-on-stream-23‬‬

‫المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين (‪2018‬أ)‪ .‬حالة الطوارئ في سوريا‪.‬‬
‫‪ .https://www.unhcr.org/ar/58fc758e10.html‬استرجعت في ‪ 12‬آب‪/‬أغسطس ‪.2018‬‬

‫__________ (‪2018‬ب)‪ .‬حالة الطوارئ في العراق‪ .https://www.unhcr.org/ar/58fc75e24.html .‬استرجعت في ‪ 15‬آب‪/‬أغسطس‬


‫‪.2018‬‬

‫__________ (‪2018‬ج)‪ .‬حالة الطوارئ في اليمن‪ .https://www.unhcr.org/ar/58fc4c144.html .‬استرجعت في ‪ 15‬آب‪/‬أغسطس‬


‫‪.2018‬‬

‫منظمة األقطار العربية المصدرة للبترول (‪ .)2017‬التقرير اإلحصائي السنوي ‪ .2017‬الكويت‪.‬‬

‫هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (‪ .)2017‬التقرير السنوي ‪ .2017‬الدمام‪.‬‬
‫‪.http://www.gccia.com.sa/Data/Downloads/Reports/FILE_22.pdf‬‬

‫باإلنكليزية‬

‫‪Agence France-Presse )2018(. Gaza’s only power plant shuts down over fuel shortage, 15 February. Available at‬‬
‫‪https://www.timesofisrael.com/gazas-only-power-plant-shuts-down-over-fuel-shortage/.‬‬

‫‪Aggarwal, Dinesh (2015). Terminal Evaluation Report of UNDP/GEF Project: Energy Efficiency Standards and‬‬
‫‪Labelling at Jordan. Amman: National Energy Research Centre.‬‬
107

Ahram Online (2016). Egypt healthcare, education bill to account for 17% of govt spending in FY16/17, 18 April.
Available at http://english.ahram.org.eg/NewsContent/3/12/201887/Business/Economy/Egypt-healthcare,-
education-bill-to-account-for--o.aspx.

Al-Alawi, J., S. Sud, and D. McGillis (1991). Planning of the Gulf states interconnection. Paper presented at the
IEE, Fifth International Conference on AC and DC Power Transmission. United Kingdom, 17-20 September.
Available at https://ieeexplore.ieee.org/document/153877.

Alrashed, Farajallah, and Muhammad Asif (2015). An exploratory of residents’ views towards applying renewable
energy systems in Saudi dwellings. Energy Procedia, vol. 75 (August).

Alstone, Peter, and others (2011). Expanding Women’s Role in Africa’s Modern Off-grid Lighting Market.
Washington, D.C.: World Bank Group.

APICORP (2017a). Bahrain LNG: a game changer for the kingdom. APICORP Energy Research, vol. 02, No. 08
(June). Available at http://www.apicorp-
arabia.com/Research/EnergyReseach/2017/APICORP_Energy_Research_V02_N08_2017.pdf.

__________ (2017b). MENA energy investment outlook – cautious optimism. APICORP Energy Research, vol. 02,
No. 05, Special report (February/March). Available at http://www.apicorp-
arabia.com/Research/EnergyReseach/2017/APICORP-Energy-Research_V02_N05_special_report-2017-.pdf.

__________ (2017c). Solar energy in the UAE: impressive progress. APICORP Energy Research, vol. 03, No. 02
(November). Available at http://www.apicorp-
arabia.com/Research/EnergyReseach/2017/APICORP_Energy_Research_V03_N02_2017.pdf.

__________ (2018a). Renewables in the Arab world: maintaining momentum. APICORP Energy Research, vol. 03,
No. 08 (May). Available at http://www.apicorp-
arabia.com/Research/EnergyReseach/2018/APICORP_Energy_Research_V03_N08_2018.pdf.

__________ )2018b(. The critical role of multilateral institutions in MENA’s renewable sector. APICORP Energy
Research, vol. 03, No. 10 (July). Available at http://www.apicorp-
arabia.com/Research/EnergyReseach/2018/APICORP_Energy_Research_V03_N10_2018.pdf.

Al-Asaad, Hassan K. (2008). GCC: the backbone of power sector reform, December. Available at
https://www.powerengineeringint.com/articles/print/volume-16/issue-10/power-reports/gcc-the-backbone-of-
power-sector-reform.html.

Badr, Yaroub (2018). ESCWA project proposal: towards a strategic common vision for the development of future
multi-modal transport in the Arab Region. Presentation at the AASTMT Forum on Global Impact of the Belt
and Road Initiative on the Arab Region. Alexandria, 17-18 September.

Baldwin, Derek (2016). New car fuel economy standard for UAE, 28 September. Available at
https://www.zawya.com/uae/en/economy/story/New_car_fuel_economy_standard_for_UAE-
GN_27092016_280950/.

BBC News (2016). Syria conflict: UN says water and power cuts threaten two million, 9 august. Available at
https://www.bbc.com/news/world-middle-east-37021305.

Bean, Patrick (2014). The case for energy productivity: it’s not just semantics. KAPSARC Discussion Paper,
KS-1402-DP01B (March). Riyadh: King Abdullah Petroleum Studies and Research Center.

Bekdash, Hania, and Erin Taylor )n.d.(. Yemen’s local green revolution: empowerment of women and youth.
Women Influencing Health, Education, and Rule of Law. Available at http://www.wi-her.org/yemens-local-
green-revolution-empowerment-of-women-and-youth/.
108

Bellanca, Raffaella (2014). Sustainable Energy Provision Among Displaced Populations: Policy and Practice.
London: Chatham House, the Royal Institute of International Affairs. Available at
https://www.chathamhouse.org/sites/default/files/field/field_document/20141201EnergyDisplacedPopulation
sPolicyPracticeBellanca.pdf.

British Petroleum (2018). BP Statistical Review of World Energy 2018, 67th edition. London. Available at
https://www.bp.com/content/dam/bp/en/corporate/pdf/energy-economics/statistical-review/bp-stats-review-
2018-full-report.pdf.

Butt, Gerald (2017). Saudi Arabia: LNG ahead, 30 October. Available at https://www.petroleum-
economist.com/articles/midstream-downstream/lng/2017/saudi-arabia-lng-ahead.

Center for Climate and Energy Solutions (2011). A Survey of Company Perspectives on Low- Carbon Business
Innovations. Arlington.

Camos, Daniel, and others (2018). Shedding Light on Electricity Utilities in the Middle East and North Africa:
Insights from a Performance Diagnostic. Washington, D.C.: World Bank. Available at
http://pubdocs.worldbank.org/en/321041510686645398/mena-electricity-report-overview-ENG.pdf.

CEDIGAZ, the International Association for Natural Gas (n.d.). The Natural Gas Statistical Database. Available at
http://www.cedigaz.org/products/natural-gas-database.aspx. Accessed on 10 December 2018.

Choynowski, Peter (2002). Measuring willingness to pay for electricity. ERD Technical Note Series, No. 3.
Manila: Asian Development Bank.

Cuesta, Jose, AbdelRahmen El-Lahga, and Gabriel Lara Ibarra (2015). The socioeconomic impacts of energy
reform in Tunisia: a simulation approach. Policy Research Working Paper, No. 7312. Washington, D.C.:
World Bank.

Darbouche, Hakim, Laura El-Katiri, and Bassam Fattouh (2012). East Mediterranean gas: what kind of game
changer? OIES Working Paper, NG 71. Oxford: Oxford Institute for Energy Studies.

Dargin, Justin (2008). The dolphin project: the development of a Gulf gas initiative. OIES Working Paper, NG22.
Oxford: Oxford Institute for Energy Studies.

Derbel, Ahmed, and Younes Boujelbene (2016). The performance analysis of public transport operators in Tunisia
using Er approach. Global Journal of Management and Business Research, vol. 16, No. 1.

Dref, Nadia (2018). Efficacité énergétique: un paquet de mesures dès cette année. L’economiste, No. 5181, 03.
January.

ECONOLER (2016). Etihad ESCO, the implementation of a super ESCO in Dubai. Power Point presented at the
Asian Clean Energy Forum. Manila, June. Available at https://d2oc0ihd6a5bt.cloudfront.net/wp-
content/uploads/sites/837/2016/04/2ND-Normand-Michaud-Etihad_ESCO_Presentation_20160608.pdf.

Energy Sector Management Assistance Program (2010). Good practices in city energy efficiency: Cairo, Arab
Republic of Egypt – taxi scrapping and recycling project. Available at
https://www.esmap.org/sites/default/files/esmap-files/CS_Cairo_Taxi_Scrapping_and_Recycling_062910.pdf.

Egypt Today (2018). Egypt cancels smart cards, fuel subsidies end next year, 20 June. Available at
http://www.egypttoday.com/Article/3/52445/Egypt-cancels-smart-cards-fuel-subsidies-end-next-year.

England, Andrew, and Abeer Allam (2010). Saudi oil chief fears domestic risk to exports. Financial Times, 27
April. Available at https://www.ft.com/content/126c7c5e-5156-11df-bed9-00144feab49a.

European Bank for Reconstruction and Development (2018). Regulatory support for renewable energy build-own-
operate (BOO) projects in Egypt, invitation for expressions of interest (CSU), London, 16 March. Available at
https://www.ebrd.com/cs/Satellite?c=Content&cid=1395272621194&d=Mobile&pagename=EBRD%2FC
ontent%2FContentLayout.
109

European Commission (2018). Yemen factsheet, 12 November. Brussels: European Civil Protection and
Humanitarian Aid Operations. Available at https://ec.europa.eu/echo/where/middle-east/yemen_en.

Farrell, Diana, and others (2008). The Case for Investing in Energy Productivity. San Francisco: McKinsey Global
Institute. Available at https://www.mckinsey.com/business-functions/sustainability-and-resource-
productivity/our-insights/the-case-for-investing-in-energy-productivity.

Fattouh, Bassam, and Jonathan Stern, eds. (2011). Natural Gas Markets in the Middle East and North Africa.
Oxford: Oxford University Press.

Fattouh, Bassam, and Laura El-Katiri (2012a). Energy and Arab economic development. Arab Human
Development Report Research Paper Series. New York: United Nations Development Programme.
Available at http://www.arab-hdr.org/publications/other/ahdrps/ENGFattouhKatiriV2.pdf.

__________ (2012b). Energy subsidies in the Arab world. Arab Human Development Report Research Paper Series.
New York: United Nations Development Programme. Available at http://www.arab-
hdr.org/publications/other/ahdrps/Energy%20Subsidies-Bassam%20Fattouh-Final.pdf.

Fattouh, Bassam, Anpama Sen, and Tom Moerenhout (2016). Striking the Right Balance? GCC Energy Pricing
Reforms in a Low Price Environment. Oxford: Oxford Institute for Energy Studies.

Feteha, Ahmed, and Salma El Wardany (2017). Egypt to generate 42% of electricity from renewables by 2025,
18 December. Available at https://www.bloomberg.com/news/articles/2017-12-18/egypt-to-generate-42-of-
electricity-from-renewables-by-2025.

Food and Agriculture Organization of the United Nations (2014). The water-energy-food nexus at FAO. Concept
Note, May. Rome.

__________ (2015). Regional Overview of Food Insecurity, Near East and North Africa: Strengthening Regional
Collaboration to Build Resilience for Food Security and Nutrition. Cairo. Available at http://www.fao.org/3/a-
i4644e.pdf.

__________ (2016). AQUASTAT Main Database. Available at


http://www.fao.org/nr/water/aquastat/data/query/index.html?lang=en. Accessed on 27July 2018.

Ghazal, Mohammad (2018). Jordan to replace planned nuclear plant with smaller, cheaper facility. Jordan Times,
26 May. Available at http://www.jordantimes.com/news/local/jordan-replace-planned-nuclear-plant-smaller-
cheaper-facility.

Gulf Petrochemicals and Chemicals Association (2017). The GCC Petrochemical and Chemical Industry. Facts and
Figures 2016. Dubai. Available at http://gpca.org.ae/2017/12/03/the-gcc-petrochemical-and-chemical-
industry-facts-and-figures-2016/.

Global Energy Interconnection Development and Cooperation Organization (2017). Global Energy Interconnection
Action Plan to. Promote the 2030 Agenda for Sustainable Development. Beijing. Available at
http://geidco.org/html/zt1101/down/data05_en.pdf.

Glanz, James, and Stephen Farrell (2007). Militias seizing control of Iraqi electricity grid. New York Times,
23 August. Available at https://www.nytimes.com/2007/08/23/world/middleeast/23electricity.html.

Global CCS Institute (2017). Uthmaniyah CO2-EOR Demonstration. Available at


https://www.globalccsinstitute.com/projects/uthmaniyah-co2-eor-demonstration-project. Accessed on
10 September 2018.

__________ (2018). CCS Facilities Database. Available at https://www.globalccsinstitute.com/resources/ccs-


database-public/. Accessed on 10 September 2018.
110

del Granado, Javier Arze, David Coady, and Robert Gillingham (2010). The unequal benefits of fuel subsidies:
a review of evidence for developing countries. IMF Working Paper, WP/10/202. Washington, D.C.:
International Monetary Fund.

Graves, LeAnne (2017). Morocco breaks ground on $220m Noor Ouarzazate IV solar plant, 2 April. Available at
https://www.thenational.ae/business/morocco-breaks-ground-on-220m-noor-ouarzazate-iv-solar-plant-
1.90315.

Griffin, Peter, Thomas Laursen, and James Robertson (2016). Egypt: guiding reform of energy subsidies
long-term. Policy Research Working Paper, No. 7571. Washington, D.C.: World Bank.

Gunning, Rebecca (2014). The Current State of Sustainable Energy Provision for Displaced Populations:
An Analysis. London: Chatham House. Available at
https://www.chathamhouse.org/sites/default/files/field/field_document/20141201EnergyDisplacedPopulation
sGunning.pdf.

Hensher, David A., Nina Shore, and Kenneth Train (2014). Willingness to pay for residential electricity supply
quality and reliability. Applied Energy, vol. 115 (February), pp. 280-292.

Al-Hinti, I. and H. Al-Sallami )2017(. Potentials and barriers of energy saving in Jordan’s residential sector
through thermal insulation. Jordan Journal of Mechanical and Industrial Engineering, vol. 11, No. 3
(September).

Inchauste, Gabriela, and David G. Victor, eds. (2017). The Political Economy of Energy Subsidy Reform.
Directions in Development. Washington, D.C.: World Bank.

Intergovernmental Panel on Climate Change (2005). IPCC Special Report on Carbon Dioxide Capture and Storage.
New York: Cambridge University Press.

International Energy Agency (2013). Energy Efficiency Policies for the SEMED-Arab Region: an Energy Efficiency
Experts’ Roundtable Report, Amman, 15-16 April. Available at
http://www.iea.org/media/workshops/2013/semedmenaroundtable/SEMEDArabRegionalEEPRWorkshopRepor
tfinalOctober2014forwebAG.pdf.

__________ (2017). Energy Efficiency 2017. Paris: Organisation for Economic Co-operation and Development;
International Energy Agency. Available at
https://www.iea.org/publications/freepublications/publication/Energy_Efficiency_2017.pdf.

__________ (2018a). World Energy Outlook Database. Available at https://www.iea.org/weo/energysubsidies/.


Accessed on 15 August 2018.

__________ (2018b). World Energy Statistics and Balances Database, world energy balances. Available at
https://www.oecd-ilibrary.org/energy/data/iea-world-energy-statistics-and-balances/world-energy-
statistics_data-00510-
en?parentId=http%3A%2F%2Finstance.metastore.ingenta.com%2Fcontent%2Fcollection%2Fenestats-
data-en. Accessed on 15 October 2018.

International Energy Agency, and others (2010). Analysis of the Scope of Energy Subsidies and Suggestions for
the G-20 Initiative, Joint Report Prepared for submission to the G-20 Summit Meeting Toronto (Canada),
26-27 June 2010. Washington, D.C.: World Bank. Available at
http://documents.worldbank.org/curated/en/959281468160496244/Analysis-of-the-scope-of-energy-
subsidies-and-suggestions-for-the-G-20-initiative.

__________ (2018). Tracking SDG7: The Energy Progress Report 2018. Washington, D.C.: World Bank.
Available at https://openknowledge.worldbank.org/handle/10986/29812.
111

International Institute for Sustainable Development (2016). Gender and Fossil Fuel Subsidy Reform: Current
Status of Research, GSI Report. Winnipeg. Available at
https://www.iisd.org/sites/default/files/publications/gender-fossil-fuel-subsidy-reform-current-status-
research.pdf.

International Labour Organization (2018). Data Collection on Wages and Income. Available at
https://www.ilo.org/travail/areasofwork/wages-and-income/WCMS_142568/lang--en/index.htm.
Accessed on 15 August 2018.

International Monetary Fund (2010). Syrian Arab Republic: 2009 Article IV consultation—staff report;
and public information notice. IMF Country Report, No. 10/86. Washington, D.C.

__________ (2014). Algeria: selected issues paper. IMF Country Report, No. 14/342. Washington, D.C.

__________ (2017a). Algeria: 2017 Article IV consultation-press release; staff report; and statement by the
executive director for Algeria. IMF Country Report, No. 17/141. Washington, D.C.

__________ (2017b). The Economic Outlook and Policy Challenges in the GCC Countries. Washington, D.C.
Available at https://www.imf.org/en/Publications/Policy-Papers/Issues/2017/12/14/pp121417gcc-economic-
outlook-and-policy-challenges.

__________ (2017c). If not now, when? energy price reform in Arab countries. Paper presented at the Annual
Meeting of Arab Ministers of Finance, Rabat, Morocco, April 2017. Washington, D.C. Available at
https://www.imf.org/en/Publications/Policy-Papers/Issues/2017/06/13/if-not-now-when-energy-price-reform-
in-arab-countries.

__________ (2017d). Iraq: 2017 Article IV consultation and second review under the three-year stand-by
arrangement-and requests for waivers of nonobservance and applicability of performance criteria, and
modification of performance criteria-press release; staff report; and statement by the executive director for
Iraq. IMF Country Report, No. 17/251. Washington, D.C.

__________ (2017e). Morocco: 2017 Article IV consultation-press release; staff report; and statement by the
executive director for Morocco, IMF Country Report, No. 18/75. Washington, D.C.

__________ (2017f). Sudan: 2017 Article IV consultation-press release; staff report; and statement by the
executive director for Sudan, IMF Country Report, No. 17/364. Washington, D.C.

__________ (2017g). United Arab Emirates: 2017 Article IV consultation- press release; staff report and
informational annex for the United Arab Emirates, IMF Country Report, No. 17/218. Washington, D.C.

__________ (2018a). Arab Republic of Egypt: 2017 Article IV consultation, second review under the extended
arrangement under the extended fund facility, and request for modification of performance criteria-press
release; staff report; and statement by the executive director for the Arab Republic of Egypt. IMF Country
Report, No. 18/14. Washington, D.C.

__________ (2018b). Qatar: 2018 Article IV Consultation-Press Release; Staff Report; and Statement by the
Executive Director for Qatar, IMF Country Report, No. 18/135. Washington, D.C.

International Organization of Motor Vehicle Manufacturers (2015). World vehicles in use – all vehicles
(2005-2015). Available at http://www.oica.net/category/vehicles-in-use/. Accessed on 10 August 2018.

International Renewable Energy Agency (n.d.). Pan-Arab Clean Energy Initiative. Available at
http://www.irena.org/mena/Pan-Arab-Clean-Energy-Initiative.

__________ (2013). International Standardisation in the field of Renewable Energy. Bonn. Available at
https://www.irena.org/-
/media/Files/IRENA/Inspire/International_Standardisation_in_the_Field_of_Renewable_Energy.pdf?la=en&hash
=3F44BC8B90E76840AE3C5436DB2837C983C17C46.
112

__________ (2015). Mauritania. Renewables Readiness Assessment. Bonn. Available at https://www.irena.org/-


/media/Files/IRENA/RRA/Country-Report/IRENA_RRA_Mauritania_EN_2015.pdf.

__________ (2016a). Policies and Regulations for Private Sector Renewable Energy Mini-grids. Abu Dhabi.

__________ (2016b). Renewable Energy in the Arab Region: Overview of Developments. Abu Dhabi.

__________ (2018a). Global Atlas for Renewable Energy. Available at https://irena.masdar.ac.ae/GIS/?map=3103.


Accessed on 15 November 2018.

__________ (2018b). Off-Grid Renewable Energy Solutions: Global and Regional Status and Trends. Abu Dhabi.
Available at http://irena.org/-/media/Files/IRENA/Agency/Publication/2018/Jul/IRENA_Off-
grid_RE_Solutions_2018.pdf.

__________ (2018c). Renewable Capacity Statistics 2018. Abu Dhabi. Available at


https://www.irena.org/publications/2018/Mar/Renewable-Capacity-Statistics-2018.

__________ (2018d). Renewable Energy and Jobs: Annual Review 2018. Abu Dhabi. Available at
https://www.irena.org/publications/2018/May/Renewable-Energy-and-Jobs-Annual-Review-2018.

__________ (2018e). Renewable Power Generation Costs in 2017. Abu Dhabi. Available at
https://www.irena.org/publications/2018/Jan/Renewable-power-generation-costs-in-2017.

__________ (2019). Renewable Energy Market Analysis: GCC 2019. Abu Dhabi. Available at
https://www.irena.org/publications/2019/Jan/Renewable-Energy-Market-Analysis-GCC-2019.

James, Laura M. )2014(. Recent developments in Sudan’s fuel subsidy reform process. Research Report,
January. Manitoba: The International Institute for Sustainable Development. Available at
http://greenfiscalpolicy.org/wp-content/uploads/2017/04/GSI-2014-FFS-in-Sudan_lessons_learned.pdf.

Jordan, Ministry of Transport (2014). Transport in Jordan. strategies, challenges and trends. PowerPoint presented
at the UNECE Working Party on Transport Trends and Economics (WP.5), Palais des Nations, Geneva,
9 September. Available at https://www.unece.org/fileadmin/DAM/trans/doc/2014/wp5/2am_Mrs_Al-
Hanayafeh_WP5_workshop_9Sept2014.pdf.

Jordan, Ministry of Water and Irrigation (2015). Energy Efficiency and Renewable Energy Policy for the Jordanian
Water Sector. Amman. Available at http://www.jva.gov.jo/sites/en-us/Hot%20Issues/Energy%20Policy.pdf.

Kaisy, Issam, and Farid Chaaban (2011). Transportation. In Arab Environment 4: Green Economy: Sustainable
Transition in a changing Arab World, Hussien Abaz, Najib Saab and Bashar Zeitoon, eds. Beirut: Forum for
Environment and Development.

El-Katiri, Laura (2011). Interlinking the Arab Gulf: Opportunities and Challenges of GCC Electricity Market
Cooperation. Oxford: Oxford Institute for Energy Studies.

__________ (2013). Energy sustainability in the gulf: the why and the how. OIES Paper, MEP 4. Oxford: Oxford
Institute for Energy Studies.

__________ (2014a). Energy poverty in the Middle East and North Africa. In Energy Poverty: Global Challenges and
Local Solutions, Antoine Halff, Benjamin K. Sovacool and Jon Rozhon, eds. Oxford: Oxford University Press.

__________ (2014b). A roadmap for renewable energy in the Middle East and North Africa. OIES Paper, MEP 6.
Oxford: Oxford Institute for Energy Studies.

__________ (2016). Vulnerability, Resilience and Reform: the GCC and the Oil Price Crisis 2014 – 2016. SIPA
New York: Center on Global Energy Policy. Available at
https://energypolicy.columbia.edu/research/report/vulnerability-resilience-and-reform-gcc-and-oil-price-crisis-
2014-2016.
113

El-Katiri, Laura, and Bassam Fattouh (2011). Energy poverty in the Arab world: the case of Yemen. OIES Paper,
MEP 1. Oxford: Oxford Institute for Energy Studies.

Korkor, Hamed (2014). Policy Reforms to Promote Energy Efficiency in the Transportation Sector: Case study
Egypt. Beirut: United Nations Economic and Social Commission for Western Asia. Available at
https://www.unescwa.org/sites/www.unescwa.org/files/page_attachments/escwa-casestudy-ee_transport-
egypt_final.pdf.

Krarti, Moncef, Kankana Dubey, and Nicholas Howarth (2017). Evaluation of building energy efficiency
investment options for the Kingdom of Saudi Arabia. Energy, vol. 134 (September), pp. 595-610.

Lahn, Glada, and Paul Stevens (2011). Burning Oil to Keep Cool: the Hidden Energy Crisis in Saudi Arabia,
London: The Royal Institute of International Affairs, Chatham House. Available at
www.chathamhouse.org/sites/default/files/public/Research/Energy,%20Environment%20and%20Developme
nt/1211pr_lahn_stevens.pdf.

Lahn, Glada, Owen Grafham, and Adel Elsayed Sparr (2016). Refugees and Energy Resilience in Jordan. Moving
Energy Initiative, Amman, 19-20 April. London: Chatham House; Amman: West Asia-North Africa Institute.
Available at https://www.chathamhouse.org/sites/default/files/publications/research/2016-08-03-refugees-
energy-jordan-lahn-grafham-sparr.pdf.

Langton, James )2018(. UAE’s first nuclear power plant delayed until late 2019 or 2020, 27 May. Available at
https://www.thenational.ae/uae/uae-s-first-nuclear-power-plant-delayed-until-late-2019-or-2020-1.734445.

Lebanon, Ministry of Energy and Water, and United Nations Development Programme (2017). The Impact of the
Syrian Crisis on the Lebanese Power Sector and Priority Recommendations. Beirut. Available at
http://www.lb.undp.org/content/lebanon/en/home/library/environment_energy/The-Impact-of-the-Syrian-
Crisis-on-the-Lebanese-Power-Sector-and-Priority-Recommendations.html.

Leal-Arcas, Rafael, Nelson Akondo, and Juan Alemany Rios (2017). Energy trade in the MENA region: looking
beyond the Pan-Arab electricity market. Journal of World Energy Law and Business, vol. 10, No. 6
(December), pp. 520-549.

Lieber, Dov (2018). Hospital in Gaza freezes services after fuel runs out, 29 January. Available at
https://www.timesofisrael.com/hospital-in-gaza-freezes-services-after-fuel-runs-out/.

Luomi, Mari (2017). Financing Sustainable Development through Development Cooperation: Role for Arab
Donors. Abu Dhabi: Emirates Diplomatic Academy. Available at http://www.eda.ac.ae/docs/default-
source/Publications/eda_insight_aaa_alignment_en.pdf?sfvrsn=2.

Mahdi, Safia (2018). Solar energy in Yemen: Light shines through the darkness of war, 18 May. Available at
https://medium.com/thebeammagazine/solar-energy-in-yemen-light-shines-through-the-darkness-of-war-
c8f14156c7c1.

Le Matin (2018). Développement durable: nouveaux horizons pour les énergies renouvelables au Maroc et en
Afrique, 28 February. Available at https://lematin.ma/journal/2018/horizons-energies-renouvelables-maroc-
afrique/288031.html.

McAuley, Anthony )2016(. Abu Dhabi starts up world’s first commercial steel carbon capture project,
5 November. Available at https://www.thenational.ae/business/abu-dhabi-starts-up-world-s-first-commercial-
steel-carbon-capture-project-1.213295.

Meltzer, Joshua, Nathan Hultman, and Claire Langley (2014). Low-Carbon Energy Transitions in Qatar and the
Gulf Cooperation Council Region. Massachusetts: Brookings Institution.

Middle East Economic Survey )2017(. Gulf SWFs overhaul their strategies for a ‘lower for longer’ world. MEES,
vol. 60, No. 46 (17 November).
114

__________ (2018a). Iranian gas anytime soon? MEES, vol. 61, No. 3 (19 January).

__________ (2018b). Oman eyes coal power. MEES, vol. 61, No. 15 (13 April).

Middle East Solar Industry Association (2018). MESIA Solar Outlook Report 2018. Available at
https://www.mesia.com/wp-content/uploads/2018/03/MESIA-OUTLOOK-2018-Report-7March2018.pdf.

Mills, Robin (2017). The strange rise of coal in the Middle East, 20 August. Available at
https://www.thenational.ae/business/energy/the-strange-rise-of-coal-in-the-middle-east-1.621296.

Missaoui, Rafik (2014). Promoting Energy Efficiency Investments for Climate Change Mitigation and Sustainable
Development, Case Study: Tunisia. Beirut: United Nations Economic and Social Commission for Western
Asia. Available at https://www.unescwa.org/sites/www.unescwa.org/files/page_attachments/escwa-
casestudy-ee_industry-tunisia_final.pdf.

Al-Mutairi, Asma’a )2017(. The first carbon atlas of the state of Kuwait. Energy, vol. 133 (August), pp. 317-326.

Nachmany, Michal, and others (2015). Climate Change Legislation in Algeria: An Excerpt from the 2015 Global
Climate Legislation Study - A Review of Climate Change Legislation in 99 Countries. London: Grantham
Research Institute on Climate Change and the Environment. Available at
http://www.lse.ac.uk/GranthamInstitute/wp-content/uploads/2015/05/ALGERIA.pdf.

Nereim, Vivian, and Stephen Cunningham )2018(. Saudis, Softbank plan world’s largest solar project, 28 March.
Available at https://www.bloomberg.com/news/articles/2018-03-28/saudi-arabia-softbank-ink-deal-on-200-
billion-solar-project.

Organisation for Economic Co-operation and Development (2017). QWIDS, Query Wizard for International
Development Statistics Database. Available at
https://stats.oecd.org/qwids/#?x=1&y=6&f=4:1,2:1,3:51,5:3,7:1&q=4:1+2:1+3:51+5:3+7:1+1:176
,191,76+6:2012,2013,2014,2015,2016,2017. Accessed on 10 August 2018.

__________ (2018). Development Co-operation Report 2018: Joining Forces to Leave No One Behind. Paris.

Ottaway, Marina, and Mai El-Sadany (2012). Sudan: From Conflict to Conflict. Washington, D.C.: Carnegie
Endowment for International Peace. Available at http://carnegieendowment.org/files/sudan_conflict.pdf.

Oxfam International (2014). Yemen in crisis: how Yemen can survive the fuel crisis and secure its future. Oxfam
Briefing Note, 24 June. Available at http://www.oxfam.org/sites/www.oxfam.org/files/bn-yemen-fuel-crisis-
diesel-reactive-240614-en.pdf.

__________ (2016). From the Ground Up: Gender and Conflict Analysis in Yemen. Oxford: Oxfam International.
Available at https://www.acaps.org/sites/acaps/files/key-documents/files/yemen_gender_report.pdf.

Oxford Business Group (2017). The Report, Algeria 2017. London. Available at
https://www.pwc.fr/fr/assets/files/pdf/2018/02/the-report-algeria-2017.pdf.

Palestinian Energy and Natural Resources Authority (2013). Promotion of energy efficiency and renewable energy
in strategic sectors in Palestine. Gaza. Available at https://www.penra.pna.ps/ar/Uploads/Files/Bookelt.pdf.

Poudineh, Rahmat, Bassam Fattouh, and Anupama Sen (2018). Electricity markets in MENA: adapting for the
transition Era. OIES Paper, MEP 20 (May). Oxford: Oxford Institute for Energy Studies.

Qatar Fuel Additives Company Limited (2018). Carbon Dioxide Recovery (CDR) Plant. Available at
https://www.qafac.com.qa/carbon-recovery-plant.

Regional Center for Renewable Energy and Energy Efficiency (2015). Arab Future Energy Index (AFEX): Energy
Efficiency 2015. Cairo.
115

Reuters )2013(. Yemen’s main oil pipeline attacked, pumping halted, 8 February. Available at
https://www.reuters.com/article/us-yemen-oil-pipeline/yemens-main-oil-pipeline-attacked-pumping-halted-
idUSBRE9170GO20130208.

__________ (2015). Libya struggles to keep electricity on, 11 February. Available at


https://www.reuters.com/article/libya-security-power/libya-struggles-to-keep-electricity-on-
idUSL5N0VL2VP20150211.

__________ (2018). Egypt says to start building nuclear plant in next two years, 1 July. Available at
https://www.reuters.com/article/us-egypt-russia-nuclearpower/egypt-says-to-start-building-nuclear-plant-in-
next-two-years-idUSKBN1JR1M0.

Saadi, Dania (2018). Adnoc to boost carbon capture in oilfields by six-fold over the next 10 years, 17 January.
Available at https://www.thenational.ae/business/energy/adnoc-to-boost-carbon-capture-in-oilfields-by-six-
fold-over-the-next-10-years-1.696251.

Sartori, Nicolo, Lorenzo Colantoni, and Irma Paceviciute (2016). Energy resources and regional cooperation in the
East Mediterranean. IAI WORKING PAPERS, No. 16/27 (October). Rome: Instituto Affari Internazionali.

Saudi Gazette (2017). SR1.9 billion company to boost energy efficiency, 19 October. Available at
http://saudigazette.com.sa/article/519751/SAUDI-ARABIA/SR19-billion-company-to-boost-energy-efficiency.

Sdralevich, Carlo, and others (2014). Subsidy Reform in the Middle East and North Africa: Recent Progress and
Challenges Ahead. Washington, D.C.: International Monetary Fund. Available at
http://www.imf.org/external/pubs/ft/dp/2014/1403mcd.pdf.

Shahbandari, Shafaat (2015). For every two Dubai residents, there is one car, 15 March. Available at
https://gulfnews.com/uae/transport/for-every-two-dubai-residents-there-is-one-car-1.1472177.

Sharaf, Abdulfattah (2016). The UAE’s economic transformation, 22 December. Available at


https://www.hsbc.com/news-and-insight/2016/the-uaes-economic-transformation.

Sharp, Jeremy M. (2018). Yemen: Civil War and Regional Intervention. Washington, D.C.: Congressional
Research Service. Available at https://fas.org/sgp/crs/mideast/R43960.pdf.

Slav, Irina (2018). Militants attack Iraqi power line eight times in two months, 6 August. Available at
https://oilprice.com/Latest-Energy-News/World-News/Militants-Attack-Iraq-Power-Line-Eight-Times-In-Two-
Months.html.

Sleiman, Imad, and El Habib El Andaloussi (2013). Carbon capture, utilization and storage and enhanced
hydrocarbon recovery – policies and trends in the ESCWA region. Paper presented at the Expert Group
Meeting on “Carbon Capture, Utilization and Storage in ESCWA Member States: Enhancing the Sustainability
of the Energy System in a Carbon Constrained Development Context”, Masdar Institute, Abu-Dhabi, 6-7
November 2013. Available at https://www.unescwa.org/events/egm-carbon-capture-utilization-and-storage-
escwa-member-states-enhancing-sustainability.

Sovereign Wealth Fund Institute (2018). Sovereign wealth fund rankings. Available at
https://www.swfinstitute.org/sovereign-wealth-fund-rankings/. Accessed on 15 August 2018.

Tunisia (2013). Création du fonds de la transition énergétique et affectation de ressources à son profit. Journal
Officiel de la République Tunisienne, No. 105 (Décembre). Available at
http://www.cnudst.rnrt.tn/jortsrc/2013/2013f/jo1052013.pdf.

Union Internationale des Transports Publics (2016). From BRT to tram lines: how Morocco is boosting public
transport, 7 November. Available at https://www.uitp.org/news/COP22-morocco.
116

United Arab Emirates (2014). UAE Vision 2021: United in ambition and determination. Available at
https://www.vision2021.ae/docs/default-source/default-document-library/uae_vision-
arabic.pdf?sfvrsn=b09a06a6_6.

__________ (2018). UAE Energy Strategy 2050. Dubai. Available at https://government.ae/en/about-the-


uae/strategies-initiatives-and-awards/federal-governments-strategies-and-plans/uae-energy-strategy-2050.

United Nations (2017). National Accounts Main Aggregates Database. Available at


https://unstats.un.org/unsd/snaama/Downloads. Accessed on 10 September 2018.

__________ (2018). Policy Briefs in Support of the First SDG7 Review at the UN High-Level Political Forum 2018,
Accelerating SDG7 Achievement. New York. Available at
https://sustainabledevelopment.un.org/content/documents/18041SDG7_Policy_Brief.pdf.

United Nations Development Programme (n.d.). Saudi Arabia: government join forces to implement Energy
Efficiency Labels. Available at
http://www.sa.undp.org/content/saudi_arabia/en/home/stories/ee_implementation.html.

United Nations Economic and Social Commission for Western Asia (2009). Transport for Sustainable
Development in the Arab Region: Measures, Progress Achieved, Challenges and Policy Framework.
E/ESCWA/SDPD/2009/WP.1. Beirut.

__________ (2017a). Natural Gas Vehicle in Transportation in the Arab Region, Fact Sheet.
E/ESCWA/SDPD/2017/Technical Paper.4. Beirut.

__________ (2017b). Report on Carbon Capture Utilization and Storage Challenges and Opportunities for the Arab
Region. E/ESCWA/SDPD/2018/Technical Paper.14. Beirut.

__________ (2017c). The Social Impacts of Energy Subsidy Reform in the Arab Region.
E/ESCWA/SDD/2017/Technical Paper.5. Beirut.

__________ (2018a). Case Study on Policy Reforms to Promote Renewable Energy in Jordan.
E/ESCWA/SDPD/2017/CP.9. Beirut.

__________ (2018b). Case Study on Policy Reforms to Promote Renewable Energy in Morocco.
E/ESCWA/SDPD/2017/CP.6. Beirut.

__________ (2018c). Case Study on Policy Reforms to Promote Renewable Energy in the United Arab Emirates.
E/ESCWA/SDPD/2017/CP.8. Beirut.

__________ (2018d). Report on Addressing Energy Sustainability Issues in the Buildings Sector in the Arab Region.
Beirut (Forthcoming).

United Nations Economic and Social Commission for Western Asia, and others (2016). Regional Initiative for
Establishing a Regional Mechanism for Improved Monitoring and Reporting on Access to Water Supply and
Sanitation Services in the Arab Region (MDG+ Initiative): Moving towards the SDGs in the Arab Region:
Key Findings from the 2016 MDG+ Initiative Report. E/ESCWA/SDPD/2016/Booklet.5. Beirut.

__________ (2017). Arab Climate Change Assessment Report, Main Report.


E/ESCWA/SDPD/2017/RICCAR/Report. Beirut.

United Nations Economic Commission for Africa (2017). Mauritania Country Profile 2016. Addis Ababa. Available at
https://www.uneca.org/sites/default/files/uploaded-documents/CountryProfiles/2017/mauritania_cp_en.pdf.

United Nations High Commissioner for Refugees (2018). UNHCR Operational Data Portal, Syria regional refugee
response. Available at
https://data2.unhcr.org/en/situations/syria#_ga=2.228569502.2090050996.1521954301-
14397392.1480435343. Accessed on 12 August 2018.
117

United Nations Human Settlements Programme (2013). State of the World’s Cities 2012/2013: Prosperity of
Cities. Nairobi. Available at https://unhabitat.org/books/prosperity-of-cities-state-of-the-worlds-cities-
20122013/.

United Nations International Children’s Emergency Fund )2017(. Deepening water crisis in Yemen amid severe
fuel shortages, 19 December. Available at https://www.unicef.org/press-releases/deepening-water-crisis-
yemen-amid-severe-fuel-shortages.

United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs (2013). Occupied Palestinian Territory: Gaza
Fuel Crisis. Situation Report, 26 November 2013. Available at
https://unispal.un.org/DPA/DPR/unispal.nsf/0/5D4CBD90BC8A8D4F85257C30005F790D.

__________ (2017). The humanitarian impact of the internal Palestinian divide on the Gaza Strip, June.
Available at https://www.ochaopt.org/sites/default/files/gaza_fact_sheet_june_2017_english_final.pdf.

U.S. Energy Information Administration (2017). Electric Power Monthly with Data for October 2017. Washington,
D.C. Available at https://www.eia.gov/electricity/monthly/archive/december2017.pdf.

__________ (2018). Petroleum and other Liquids Database, Europe Brent Spot Price FOB (Dollars per Barrel).
Available at https://www.eia.gov/dnav/pet/hist/LeafHandler.ashx?n=PET&s=RBRTE&f=M. Accessed on
20 December 2018.

Ustadi, Iman, Toufic Mezher, and Mohammad R.M. Abu-Zahra (2017). The effect of the Carbon Capture and
Storage (CCS) technology deployment on the natural gas market in the United Arab Emirates. Energy
Procedia, vol. 114 (July).

Verdeil, Eric (2014). The energy of revolts in Arab cities: the case of Jordan and Tunisia. Built Environment,
vol. 40, No. 1 (March).

Al Wasmi, Naser (2016). UAE sets tough new goals for fuel efficiency of cars, 29 September. Available at
https://www.thenational.ae/uae/environment/uae-sets-tough-new-goals-for-fuel-efficiency-of-cars-
1.215050?videoId=5770738884001.

World Bank (2005a). Household energy supply and use in Yemen, vol. I. Energy Sector Management Assistance
Program Working Paper Series, ESM 315/05. Washington, D.C.

__________ (2005b). Household energy supply and use in Yemen, vol. II, annexes. Energy Sector Management
Assistance Program Working Paper Series, ESM 315/05. Washington, D.C.

__________ (2010a). Economic Integration in the GCC. Washington, D.C. Available at


http://siteresources.worldbank.org/INTMENA/Resources/GCCStudyweb.pdf.

__________ (2010b). Transport. Sectoral Notes, Middle East and North Africa-Regional Transport Annual Meetings
2010. Available at
http://siteresources.worldbank.org/INTMENA/Resources/Transport_MENA_Sept2010_EN.pdf.

__________ (2013). Integration of Electricity Networks in the Arab World: Regional Market Structure and Design.
Washington, D.C.: World Bank Group. Available at
http://documents.worldbank.org/curated/en/415281468059650302/Middle-East-and-North-Africa-
Integration-of-electricity-networks-in-the-Arab-world-regional-market-structure-and-design.

__________ (2016a). Delivering Energy Efficiency in the Middle East and North Africa. Washington, D.C.

__________ (2016b). Energy-Efficient Air Conditioning: A Case Study of the Maghreb: Opportunities for a More
Efficient Market. Washington, D.C. Available at https://openknowledge.worldbank.org/handle/10986/25090.
118

__________ (2016c). West Bank and Gaza: Energy Efficiency Action Plan 2020-2030. Washington, D.C. Available
at http://documents.worldbank.org/curated/en/851371475046203328/pdf/ACS19044-REPLACEMENT-
PUBLIC-FINAL-REPORT-P147961-WBGaza-Energy-Efficiency-Action-Plan.pdf.

__________ (2017a). Data Catalog, World Development Indicators: Distribution of income or consumption, Gini
index. Available at http://wdi.worldbank.org/table/1.3. Accessed on 15 August 2018.

__________ (2017b). Securing Energy for Development in West Bank and Gaza. Washington, D.C. Available at
http://documents.worldbank.org/curated/en/351061505722970487/pdf/Replacement-MNA-
SecuringEnergyWestBankGaza-web.pdf.

__________ (2017c). Systematic Country Diagnostic: Iraq. Report No. 112333-IQ. Washington, D.C.

__________ (2018a). DataBank, World Development Indicators. Available at


http://databank.worldbank.org/data/home.aspx. Accessed on 10 August 2018.

__________ (2018b). Enterprise Surveys Database. Available at http://www.enterprisesurveys.org/Custom-


Query#Economies. Accessed on 12 August 2018.

__________ (2018c). Lighting Africa, Mauritania. Available at https://www.lightingafrica.org/country/mauritania/.


Accessed on 10 September 2018.

__________ (2018d). Yemen Emergency Electricity Access Project. Available at


http://projects.worldbank.org/P163777?lang=en.

World Bank, and the International Energy Agency (2017). Sustainable Energy for All, Global Tracking Framework
2017: Progress Toward Sustainable Energy. Washington, D.C. Available at
https://trackingsdg7.esmap.org/data/files/download-documents/eegp17-
01_gtf_full_report_for_web_0516.pdf.

World Health Organization (2018). WHO Global Ambient Air Quality Database. Available at
https://www.who.int/airpollution/data/cities/en/. Accessed on 16 August 2018.

World Nuclear Association (2017). Nuclear power in Saudi Arabia, November. Available at http://www.world-
nuclear.org/information-library/country-profiles/countries-o-s/saudi-arabia.aspx.

Zemach, Shaul (2016). Toward an Eastern Mediterranean integrated gas infrastructure? Foreign and Security
Policy Paper, No. 2. Washington, D.C.: The German Marshall Fund of the United States.
‫‪119‬‬

‫الحواشي‬

‫موجز‬
‫األمم المتحدة‪.2018a ،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫تم حساب الحصص القطاعية لقطاع المواد الهيدروكربونية على أساس الفئة المالية بالمتعلقة بالتعدين واستغالل المحاجر‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يستبعد هذا‬ ‫‪.2‬‬
‫الحساب العائدات المحققة بشكل منفصل في الصناعات التي تستخدم الطاقة بكثافة وتستهلك كميات كبرى من الوقود األحفوري المنتج محليا‪،‬‬
‫على الرغم من تصنيفها ماليا ضمن فئة التصنيع‪.‬‬
‫إن الزيادة في واردات الطاقة في المنطقة ليست كلها ناتجة من زيادة الطلب الكلي فقط‪ ،‬بل أيضا من تبديل نوع الوقود‪ ،‬ال سيما في حالة الغاز‬ ‫‪.3‬‬
‫الطبيعي‪ .‬وغالبا ما يكون استيراد الطاقة خيارا اقتصاديا منطقيا‪ ،‬حيث أن معظم الدول العربية قد تحول اآلن من النفط إلى الغاز الطبيعي كوقود‬
‫مفضل لتوليد الطاقة‪ .‬فقد زادت هذه الدول وارداتها من الغاز الطبيعي‪ ،‬وهو وقود أقل كلفة بكثير من النفط‪ .‬لذلك‪ ،‬وان كانت هذه الدول تنتج النفط‬
‫محليا‪ ،‬فهي تستمر في استيراد الغاز‪ .‬وساهم الغاز الطبيعي أيضا في الحد بشكل كبير من االنبعاثات الناتجة من قطاع الطاقة في هذه البلدان‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن تغيير نوع الوقود المستخدم‪ ،‬كالتحول من النفط إلى الغاز في قطاع النقل على سبيل المثال‪ ،‬يفضي إلى زيادة واردات الغاز‬
‫الطبيعي‪ ،‬وليس إلى خفضها‪ ،‬في البلدان التي ال تملك موارد كافية منه‪.‬‬
‫‪.IRENA, 2018b‬‬ ‫‪.4‬‬
‫‪.E/ESCWA/SDPD/2018/Technical Paper.14‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪.Center for Climate and Energy Solutions, 2011‬‬ ‫‪.6‬‬
‫‪.Bean, 2014‬‬ ‫‪.7‬‬
‫‪.‬‬‫‪2018‬‬ ‫مركز الملك عبد اهلل للدراسات والبحوث البترولية واللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا‪،‬‬ ‫‪.8‬‬
‫مركز الملك عبد اهلل للدراسات والبحوث البترولية واللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا‪2018 ،‬؛ ;‪Farrell and others, 2008‬‬ ‫‪.9‬‬
‫‪.Bean, 2014‬‬

‫مقدمة‬
‫األمم المتحدة‪.2018 ،‬‬ ‫‪.10‬‬

‫الفصل ‪1‬‬
‫‪ .Food and Agriculture Organization of the United Nations, 2016‬وفقا لبيانات منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة‪ ،‬تضاعفت في‬ ‫‪.11‬‬
‫األردن‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬عمليات سحب المياه المحلية منذ التسعينات‪.‬‬
‫‪.E/ESCWA/SDPD/2016/MANUAL‬‬ ‫‪.12‬‬
‫انظر الفصل األول‪ ،‬باء‪ ،‬لمزيد من المناقشة‪.‬‬ ‫‪.13‬‬
‫‪.E/ESCWA/SDPD/2017/2‬‬ ‫‪.14‬‬
‫منذ مدة طويلة‪ ،‬يدور نقاش منفصل بشأن تعريف وقياس مفهوم "التكلفة" في البلدان المنتجة للنفط والغاز‪ .‬وقد تطرق إلى ذلك تقرير مشترك‬ ‫‪.15‬‬
‫أعدته الوكالة الدولية للطاقة ومنظمة البلدان المصدرة للنفط (األوبك) ومنظمة التعاون والتنمية في الميدان االقتصادي والبنك الدولي في أوائل‬
‫عام ‪ .2010‬كذلك‪ ،‬لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن تعريف مصطلح "إعانة مالية" (‪.)International Energy Agency and others, 2010‬‬
‫وهنا‪ ،‬يدرج في مفهوم "التكلفة الحدية" كل من تكلفة إنتاج الوحدة الحدية للطاقة محليا‪ ،‬وتكلفة الواردات المترتبة على الدول المستوردة للطاقة‪.‬‬
‫قبيل إصالح التعرفة الجمركية خالل النصف األخير من عام ‪ ،2010‬بلغت تعرفة الكهرباء في المنازل في الكويت‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬أقل من دوالر‬ ‫‪.16‬‬
‫أمريكي واحد‪/‬كيلوواط بالساعة‪ .‬واعتبرت هذه التعرفة أدنى سعر للكهرباء في العالم‪ ،‬بعد أن بقيت ثابتة ولم تتغير منذ سبعينات القرن الماضي‬
‫(‪.)El-Katiri, 2014b‬‬
‫‪.‬‬‫‪International‬‬ ‫‪Energy‬‬ ‫‪Agency, 2017‬‬ ‫‪.17‬‬
‫‪.‬‬‫‪E/ESCWA/SDPD/2017/2‬‬ ‫‪.18‬‬
‫‪.Fattouh and El-Katiri, 2012b‬‬ ‫‪.19‬‬
‫‪.del Granado, Coady and Gillingham, 2010‬‬ ‫‪.20‬‬
‫‪120‬‬

‫‪ .International Energy Agency, 2018a‬تقدر الوكالة الدولية للطاقة حجم دعم الطاقة بناء على نهج الفجوة في األسعار‪.‬‬ ‫‪.21‬‬
‫‪.Fattouh and El-Katiri, 2012b‬‬ ‫‪.22‬‬
‫‪.International Monetary Fund, 2018a‬‬ ‫‪.23‬‬
‫‪.Ahram Online, 2016‬‬ ‫‪.24‬‬
‫‪.E/ESCWA/SDPD/2017/2; World Bank, 2016a‬‬ ‫‪.25‬‬
‫‪.World Bank, 2016b‬‬ ‫‪.26‬‬
‫‪.World Bank, 2016b‬‬ ‫‪.27‬‬
‫المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪.28‬‬
‫‪.E/ESCWA/SDPD/2009/WP.1‬‬ ‫‪.29‬‬
‫‪.Kaisy and Chaaban, 2011‬‬ ‫‪.30‬‬
‫‪.E/ESCWA/SDPD/2009/WP.1‬‬ ‫‪.31‬‬
‫‪.E/ESCWA/SDPD/2009/WP.1; World Bank, 2010a‬‬ ‫‪.32‬‬
‫‪.World Bank, 2010b‬‬ ‫‪.33‬‬
‫‪.Badr, 2018‬‬ ‫‪.34‬‬
‫‪.Kaisy and Chaaban, 2011‬‬ ‫‪.35‬‬
‫‪.United Nations Human Settlements Programme, 2013‬‬ ‫‪.36‬‬
‫‪.International Organization of Motor Vehicle Manufacturers, 2015‬‬ ‫‪.37‬‬
‫‪.World Bank, 2018a‬‬ ‫‪.38‬‬
‫‪.Shahbandari, 2015‬‬ ‫‪.39‬‬
‫حسب نصيب قطاع الهيدروكربونات من الناتج المحلي اإلجمالي على أساس الفئة المصنفة ماليا كـ "التعدين واستغالل المحاجر"‪ .‬ولذلك‪ ،‬استثنى‬ ‫‪.40‬‬
‫الحساب العائدات المولدة بشكل منفصل من القطاعات الكثيفة االستهداف للطاقة التي تستخدم قيما كبيرة من الوقود األحفوري المنتج محليا‪،‬‬
‫ولكنها تصنف ماليا ضمن فئة الصناعة التحويلية‪.‬‬
‫‪.El-Katiri, 2016‬‬ ‫‪.41‬‬
‫‪.Gulf Petrochemicals and Chemicals Association, 2017‬‬ ‫‪.42‬‬
‫إن الزيادات في استيراد الطاقة في المنطقة ال تنتج كلها من االزدياد اإلجمالي للطلب‪ ،‬بل أيضا من تغيير أنواع الوقود المستخدمة‪ ،‬خصوصا في‬ ‫‪.43‬‬
‫حالة الغاز الطبيعي‪ .‬وعادة ما يكون استيراد الطاقة نتيجة خيارات اقتصادية منطقية‪ :‬فبما أن البلدان العربية تحولت‪ ،‬بمعظمها‪ ،‬من استخدام النفط‬
‫إلى الغاز الطبيعي كالمصدر المفضل لتوليد الكهرباء‪ ،‬تزايدت وارداتها من الغاز الطبيعي‪ .‬غير أن الغاز‪ ،‬بحد ذاته‪ ،‬يمثل وقودا أجدى اقتصاديا أكثر من‬
‫النفط‪ ،‬حتى ولو أنتج النفط محليا واستورد الغاز‪ .‬ويساهم الغاز الطبيعي بشكل كبير في التخفيف من االنبعاثات من قطاع الكهرباء في تلك البلدان‪.‬‬
‫وتجب المالحظة أيضا بأن تحوال أكبر في استخدام الوقود‪ ،‬كتحول الوقود المستخدم في النقل من النفط إلى الغاز‪ ،‬سيترجم إلى مزيد من استيراد‬
‫الغاز‪ ،‬وليس العكس‪ ،‬في البلدان التي ال تمتلك ما يكفي من الموارد‪ .‬وتجب المالحظة أيضا بأن تحوال أكبر في استخدام الوقود‪ ،‬كتحول الوقود‬
‫المستخدم في النقل من النفط إلى الغاز‪ ،‬سيترجم إلى مزيد من استيراد الغاز‪ ،‬وليس العكس‪ ،‬في البلدان التي ال تمتلك ما يكفي من الموارد‪.‬‬
‫‪ CNN‬بالعربية‪.2016 ،‬‬ ‫‪.44‬‬
‫انظر الهامش رقم ‪.44‬‬ ‫‪.45‬‬
‫‪.‬‬‫‪2017‬‬ ‫منظمة األقطار العربية المصدرة للبترول‪،‬‬ ‫‪.46‬‬
‫‪.British Petroleum, 2018‬‬ ‫‪.47‬‬
‫‪.‬‬‫‪Middle‬‬ ‫‪East‬‬ ‫‪Economic‬‬ ‫‪Survey, 2018a‬‬ ‫‪.48‬‬
‫‪.‬‬‫‪APICORP,‬‬ ‫‪2017a‬‬ ‫‪.49‬‬
‫‪.‬‬‫‪Butt,‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪.50‬‬
‫‪.‬‬‫‪England‬‬ ‫‪and‬‬ ‫‪Allam,‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪.51‬‬
‫‪.‬‬‫‪Lahn‬‬ ‫‪and‬‬ ‫‪Stevens,‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪.52‬‬
‫‪.World Health Organization, 2018‬‬ ‫‪.53‬‬
‫‪.E/ESCWA/SDPD/2017/Technical Paper.4‬‬ ‫‪.54‬‬
‫‪.E/ESCWA/SDPD/2017/2‬‬ ‫‪.55‬‬
‫‪.E/ESCWA/SDPD/2017/RICCAR/Report‬‬ ‫‪.56‬‬
‫المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪.57‬‬
‫المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪.58‬‬
‫‪.International Energy Agency and others, 2018‬‬ ‫‪.59‬‬
‫‪.Bekdash and Taylor, n.d.‬‬ ‫‪.60‬‬
121

.International Energy Agency and others, 2018 .61


.World Bank, 2018b .62
.IMF, 2017f .63
.James, 2014; Ottaway and El-Sadany, 2012 .64
.International Energy Agency and others, 2018 .65
.World Bank, 2018b .66
.United Nations Economic Commission for Africa, 2017 .67
.World Bank, 2005a, 2005b; International Energy Agency and others, 2018 .68
.World Bank, 2005a, 2005b; El-Katiri and Fattouh, 2011 .69
.World Bank, 2018b .70
.)Gunning, 2014; and Bellanca, 2014 ‫لبحث في الخلفية (انظر‬ .71
.‫ب‬2018 ،‫المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين‬ .72
.World Bank, 2017c; International Monetary Fund, 2017d .73
.World Bank, 2017c .74
.‫المرجع نفسه‬ .75
.‫المرجع نفسه‬ .76
.‫أ‬2018 ،‫المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين‬ .77
.2016 ،‫األمم المتحدة‬ .78
.‫ج‬ 2018 ،‫المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين‬ .79
.United Nations International Children’s Emergency Fund, 2017; European Commission, 2018; Sharp, 2018 .80
.‫أ‬2018 ،‫المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين‬ .81
.UNHCR, 2018 .82
.2016 ،‫أرقام اإلسكوا‬ .83
.‫أ‬2018 ،‫المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين‬ .84
.‫المرجع نفسه‬ .85
.Lebanon, Ministry of Energy and Water and United Nations Development Programme, 2017 .86
.‫المرجع نفسه‬ .87
.Lahn, Grafham and Sparr, 2016 .88
.‫المرجع نفسه‬ .89
.United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs, 2013 .90
.‫المرجع نفسه‬ .91
.‫المرجع نفسه‬ .92
.Agence France-Presse, 2018 .93
.Lieber, 2018 .94
.United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs, 2017 .95
‫ تسلط تقديرات معامل جيني التي أجراها البنك الدولي الضوء على الفجوات الكبيرة في مستويات الدخل بين فئات‬. World Bank, 2017a .96
.)International Labour Organization, 2018 ‫ ما يوضح درجات التفاوت الكبير بين عدد من البلدان العربية (انظر أيضا‬،‫أصحاب الدخل‬
.Inchauste and Victor, 2017 .97
.International Institute for Sustainable Development, 2016 .98

2 ‫الفصل‬
.International Monetary Fund, 2017c .99
.International Monetary Fund, 2017c .100
.‫المرجع نفسه‬ .101
.International Energy Agency, 2017 .102
.El-Katiri, 2016 .103
.Griffin, Laursen and Robertson, 2016 .104
.E/ESCWA/SDD/2017/Technical Paper.5 .105
122

.‫المرجع نفسه‬ .106


.International Monetary Fund, 2010 .107
.Cuesta, El-Lahga and Ibarra, 2015 .108
.Egypt Today, 2018 .109
.Fattouh and El-Katiri, 2012b .110
.El-Katiri, 2014a .111
.Fattouh, Sen and Moerenhout, 2016 .112
.Sdralevich and others, 2014; E/ESCWA/SDD/2017/Technical Paper.5 .113
.‫المرجع نفسه‬ .114
.Oxfam International, 2014; E/ESCWA/SDD/2017/Technical Paper.5 .115
.‫ هذه المسائل في سياق االحتجاجات األخيرة في تونس واألردن‬Verdeil, 2014 ‫تناقش وثيقة‬ .116
.United Nations, 2018b .117
.‫ هذه النقاط بالتفصيل‬E/ESCWA/SDPD/2017/2 ‫تناقش في الوثيقة‬ .118
.Aggarwal, 2015 .119
.Nachmany and others, 2015 .120
.‫المرجع نفسه‬ .121
.Saudi Gazette, 2017 .122
.United Nations Development Programme, n.d. .123
.Krarti, Dubey and Howarth, 2017 .124
.E/ESCWA/SDPD/2009/WP.1 .125
.Baldwin, 2016 .126
.International Energy Agency, 2013 .127
.International Renewable Energy Agency, 2013 .128
.Nachmany and others, 2015 .129
.‫المرجع نفسه‬ .130
.Derbel and Boujelbene, 2016 .131
.Union Internationale des Transports Publics, 2016 .132
.Jordan, Ministry of Transport, 2014 .133
.2017 ،‫األسدي‬ .134
.E/ESCWA/SDPD/2017/Technical Paper.4 .135
.‫المرجع نفسه‬ .136
.‫المرجع نفسه‬ .137
.Middle East Solar Industry Association, 2018 .138
.E/ESCWA/SDPD/2017/2 .139
.‫المرجع نفسه‬ .140
.‫المرجع نفسه‬ .141
.El-Katiri, 2014b .142
.International Renewable Energy Agency, 2018c .143
.International Renewable Energy Agency, 2018a .144
.International Renewable Energy Agency, 2018e .145
.International Renewable Energy Agency, 2019 .146
.El-Katiri, 2014a; see also Alstone and others, 2011 .147
‫ترد القائمة الكاملة لعروض المساهمات المقررة المحددة وطنيا المقدمة بموجب اتفاق باريس على الموقع‬ .148
.https://www4.unfccc.int/sites/submissions/INDC/Submission%20Pages/submissions.aspx
.International Renewable Energy Agency, 2018d .149
.International Renewable Energy Agency, 2016b .150
.APICORP, 2018a .151
123

.Graves, 2017 .152


.Le Matin, 2018 .153
.Feteha and El Wardany, 2017 .154
.European Bank for Reconstruction and Development, 2018 .155
.Jordan, Ministry of Water and Irrigation, 2015 .156
.2015 ،‫مصدر‬ .157
.International Renewable Energy Agency, 2019 .158
.United Arab Emirates, 2018 .159
.Langton, 2018 .160
.World Nuclear Association, 2017 .161
.Ghazal, 2018 .162
.Reuters, 2018 .163
.Mills, 2017 .164
.Middle East Economic Survey, 2018b .165
.‫يعني أن تكنولوجيات ستستخدم لحجز الكربون الذي ينبعث خالل عملية إنتاج الفخم الحجري‬ .166
.Mills, 2017 .167
.E/ESCWA/SDPD/2017/CP.6 ; E/ESCWA/SDPD/2017/CP.8 .168
.E/ESCWA/SDPD/2017/CP.6 .169
.Organisation for Economic Co -operation and Development, 2017; Luomi, 2017 .170
.Organisation for Economic Co - operation and Development, 2018 .171
.E/ESCWA/SDPD/2017/CP.9 .172
.Alrashed and Asif, 2015 .173
.International Renewable Energy Agency, n.d. .174
.Fattouh and Stern, 2011 .175
.E/ESCWA/SDPD/2017/Technical Paper.4 .176
.)2018 ‫أغسطس‬/‫ آب‬15 ‫ (استرجعت في‬http://www.dolphinenergy.com/# .177
‫ لمليون وحدة حرارية‬1.35$‫ و‬1.25$ ‫ ارتبطت المرحلة األولى من صادرات الغاز عبر الدلفين بسعر أساسي يتراوح بين‬. El-Katiri, 2013 .178
.)‫ شريطة الزيادة التصاعدية السنوية‬c.i.f.( ‫بريطانية‬
.World Bank, 2010b; Dargin, 2008 .179
.Darbouche, El-Katiri and Fattouh, 2012; Sartori, Colantoni and Paceviciute, 2016; Zemach, 2016 .180
.2018 ،‫بارينجتون‬ .181
.World Bank, 2013 .182
.Al-Alawi, Sud and McGillis, 1991; Al-Asaad, 2008; El-Katiri, 2011 .183
.2017 ،‫هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية‬ .184
.Nereim and Cunningham, 2018 .185
.World Bank, 2013; Leal-Arcas, Akondo and Rios, 2017; Camos and others, 2018 .186
.United Nations, 2018 .187
.E/ESCWA/SDPD/2017/2 .188
.United Nations, 2018 .189
،‫شكل استعداد األسر لدفع المال من أجل تحسين إمكانية الحصول على الكهرباء موضوع بحث في عدد من البلدان النامية خارج المنطقة العربية‬ .190
.)Choynowski, 2002; Hensher, Shore and Train, 2014( ‫وكانت النتائج إيجابية عموما‬
.United Nations, 2018 .191
. International Renewable Energy Agency, 2018b .192
‫ لالطالع على معلومات أساسية عن النظم المعزولة عن الشبكة في موريتانيا‬. World Bank, 2018c .193
.) International Renewable Energy Agency, 2015(
.United Nations Economic Commission for Africa, 2017 .194
.World Bank, 2018d .195
.International Renewable Energy Agency, 2016; United Nations, 2018 .196
124

.Intergovernmental Panel on Climate Change, 2005 .197


.E/ESCWA/SDPD/2018/Technical Paper.14 .198
.http://www.imperial.ac.uk/qatar-carbonates-and-carbon-storage/ .199
.Ustadi, Mezher and Abu-Zahra, 2017 .200
.Al-Mutairi, 2017 .201
.E/ESCWA/SDPD/2018/Technical Paper.14 .202
.Qatar Fuel Additives Company Limited, 2018 .203
.Meltzer, Hultman and Langley, 2014 .204
‫لالطالع على قائمة كاملة بمشاريع احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه على نطاق واسع وتعريفاتهم‬ .205
.)Global CCS Institute, 2018 ‫(يرجى النظر إلى‬
.McAuley, 2016 .206
.2016 ،‫مصدر‬ .207
.Saadi, 2018 .208
.Global CCS Institute, 2017 .209
.Sleiman and El Andaloussi, 2013 .210
.Center for Climate and Energy Solutions, 2011 .211
.Bean, 2014 .212
‫ الذي يستخدم كثافة الطاقة كمقياس بديل إلجراء تحسينات في كفاءة استخدام الطاقة‬،‫يشمل ذلك إطار التتبع العالمي‬ .213
.)World Bank and IEA, 2017 ‫(النظر إلى‬
.2018 ،‫؛ مركز الملك عبد اهلل للدراسات والبحوث البترولية واللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آسيا‬Bean, 2014 .214
.Bean, 2014 .215
‫؛ مركز الملك عبد اهلل للدراسات والبحوث البترولية واللجنة االقتصادية‬ Farrell and others, 2008; Bean, 2014 .216
.2018 ،‫واالجتماعية لغربي آسيا‬
.Bean, 2014 .217
.https://www.ema.gov.sg/Demand_Side_Management.aspx .218
.ECONOLER, 2016 .219
.‫ب‬ 2016 ،‫ االتحاد العربي للكهرباء‬:‫استنادا إلى األرقام الواردة في‬ .220
.APICORP, 2017b .221
.E/ESCWA/SDPD/2017/2 .222
.Economic and Social Commission for Western Asia, 2018d .223
.Palestinian Energy and Natural Resources Authority, 2013 ‫؛‬2013 ،‫سلطة الطاقة والموارد الطبيعية الفلسطينية‬ .224
.Tunisia, 2013 .225
.2017 ،‫تونس‬ .226
.International Monetary Fund, 2017b .227
.Middle East Economic Survey, 2017 .228
.International Monetary Fund, 2017a .229
.2017 ،‫صندوق النقد العربي‬ .230
.United Nations, 2017 .231

3 ‫الفصل‬
.United Nations, 2018 .232
‫تبحث هذه الدراسة في مصادر الهشاشة في مجال الطاقة في المنطقة العربية‪ ،‬والتي تحول‬
‫وتوفيرها‬
‫ِ‬ ‫دون حصول الجميع على خدمات الطاقة الميسورة التكلفة والحديثة والموثوقة‬
‫ّ‬
‫وتتوقف الدراسة عند االستراتيجيات الالزمة للتصدي بفعالية‬ ‫لألجيال الحالية والمستقبلية‪.‬‬
‫مقترحات تهدف إلى إشراك جميع الجهات المعنية في معالجتها‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫لهذه الهشاشة‪ ،‬وتتضمّ ن‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫وتسترشد هذه الدراسة بخطة التنمية المستدامة لعام ‪2030‬؛ غير أنها ال تكتفي بالبحث في‬
‫ً‬
‫س ُبل تحقيق أهدافها‪ ،‬بل أيضا في ُس ُبل تعميم اإلدارة المستدامة للطاقة في المنطقة العربية‬
‫على األمد البعيد‪ ،‬وفي التدابير الالزمة لمعالجة الهشاشة الناتجة من استمرار سيناريو إبقاء‬
‫األمور على حالها‪.‬‬

‫ً‬
‫ممكنا‬ ‫ّ‬
‫المتعلقة بالطاقة لن يكون‬ ‫أن ّ‬
‫أي ّ‬
‫تقدم باتجاه أهداف التنمية المستدامة‬ ‫ّ‬
‫وتؤكد الدراسة ّ‬
‫إن تحقيق‬ ‫من دون ّ‬
‫تقد ٍم على مسار األهداف اإلنمائية االقتصادية واالجتماعية األخرى؛ بل ّ‬
‫ُ‬
‫تقد ٍم مستدام في مجال الطاقة‪ .‬ومعالجة أوجه‬ ‫ٌ‬
‫هذه األهداف األخرى شرط أساسي إلحراز ّ‬
‫ٌ‬
‫الهشاشة في مجال الطاقة في المنطقة العربية أولوية إنمائية ال مفرّ من تحقيقها‪ ،‬ليس لضمان‬
‫ً‬
‫أيضا لبلوغ أهداف أخرى على األمد البعيد‪ .‬وكي‬ ‫نجاح مسار خطة عام ‪ 2030‬فحسب‪ ،‬بل‬
‫ّ‬
‫تتمكن البلدان العربية من إيجاد فرص اقتصاديةٍ للشباب‪ ،‬ومن االرتقاء بمستويات معيشتهم‪،‬‬
‫عليها اكتساب القدرة على االستفادة من مواردها الطبيعية الوافِ رة‪ ،‬وذلك باتخاذ الخيارات‬
‫صعيد البنى األساسية والتكنولوجيا والحوكمة وممارسات اإلدارة المستدامة‪.‬‬ ‫المناسبة على ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫تحلت هذه البلدان بهذه القدرة‪ ،‬فسيشكل ذلك محرّ كا رئيسيا للتنمية االجتماعية‬ ‫وإذا ما‬
‫واالقتصادية والمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة واإلنصاف بين األجيال‪ ،‬وسيؤدي بالتالي‬
‫إلى تحقيق االزدهار في المنطقة العربية على المدى البعيد‪.‬‬

‫‪19-00028‬‬

You might also like