You are on page 1of 67

‫‪14‬‬

‫ما هو املنطق؟‬
‫هل يؤدي اإلسالم لإلصابة باألمراض النفسية؟‬
‫تعلم طريقة القتل بدون أن تتلطخ يداك بالدماء‬
‫كلمة رئيس التحرير‬
‫تحت ظالل سيوف جبهة النرصة‬
‫رمبا تكون األزمة املرصية اآلخرية و ظهور جامعة االخوان املسلمني و السلفية كخليفة ديكتاتورية موافق و‬
‫مبارك عليها من أمريكا هي دليلنا األكرب ‪.‬‬
‫يبدوا و لو أنها حقيقة موجعة أنه التسقط االنظمة مبجرد مليونيات أو اعتصامات أو مظاهرات ‪ .‬نحن نحب‬
‫أن تعتقد ذلك لكن مليونيات مرص الجديدة فضحت االمر‬
‫أنا أمريكا ببساطة من تسقط هذا و تستبدله بذاك ‪ ,‬ال و تستبدله بأستعامل سيف الدميقراطية الذي و برأيي‬
‫ليس طريقة جيدة ليكون اسلوباً يف الحكم ‪ .‬و الدليل هو أن تنظر ببساطة اىل ما أحرضته الدميقراطية اىل‬
‫بلدان الربيع العريب كام يسمى ‪.‬‬
‫اذا ً و لألسف هي أمريكا من تعزل و من تستبدل ال هي مظاهراتنا و ال هي مطالبنا ألنه خرج ضد مريس‬
‫أضعاف اضعاف من خرج ضد مبارك و ال يزال مريس رئيس و ال أظن أن هذا سيتغري قريباً ‪.‬‬
‫لكن ماالذي تريده أمريكا بالتحديد ؟‬
‫أمريكا تريد ببساطة أن تحرق املراحل‪ ،‬مل تستطع االنظمة الشمولية و الديكتاتوريات التقليدية أن تلجم‬
‫الشعوب عن التفكري بالشكل الكايف لسبب بسيط هو ادعائها الشكيل محاربة الدين و دعمها الواقعي لها ‪.‬‬
‫هذا الفراغي بني الواقع و املعلن ارىس مساحة حرية صغرية استطاع معادوا الدكتاتورية الدينية و االيديولوجية‬
‫استخدامها أفضل استخدام و األستفادة منها بأقىص شكل و هذا ما نرش أفكار الحرية و املطالبات بالدولة‬
‫املدنية و الحياة الكرمية ‪.‬أمريكا برأيي نظرت اىل املوضوع كخطر يهدد مرشوعها الذي يقيض بالسيطرة عىل‬
‫الشعوب بأي شكل ان كان بشكل مادي أو ايديولوجي أو قومي أو بأي شكل و بحسب املنطقة ‪ .‬و منطقتنا و‬
‫لألسف مؤهلة و بشدة لتكون مرتعاً لفكر ايديولوجي يحافظ عىل التخلف و عىل مصالح امريكا بنفس الوقت‬
‫فام كان اال أن دعمت هذه االصوات املعربة عن رغبة البعض بالحرية و استعملتها للوصول يف النهاية ألزالة‬
‫هيئة التحرير‬
‫انظمة هرمت و مل تستطع السيطرة عىل شعوبها بأسلوبها بأنظمة تستعمل شكالً أخر و أرجحية نجاحه أكرب‬ ‫أمين غوجل‬
‫بالسيطرة عىل الشعوب كونه نظام فاشستي مجرم أكرث جتى من أجرام تلك االنظمة املزاحة و دعم تلك‬ ‫بن باز عزيز‬
‫األنظمة االسالمية بكل ما أوتيت من القوة عىس أن تحرق املراحل و تسيطر عىل ماخرج عن ظالل سيطرتها ‪.‬‬
‫لكن ما الذي حدث يف سوريا ؟ و ملا مل يسقط االسد حتى اآلن ؟‬ ‫رامي‬
‫سوريا تركيبة تختلف جذرياً عن تركيبة شعوب املنطقة الغري بالد شامية أي انها كأقليم كان أرضاً خصبة لكل‬ ‫كنان‬
‫أنواع األفكار و مل يكن يوماً حكرا ً عىل نوع فكر واحد و موحد‬
‫سوريا تاريخياً تحتوي خالصة حضارات عديدة مؤثرة مبسار الحضارة االنسانية‪ ،‬سوريا كانت عصية حتى عىل‬ ‫كاترينا‬
‫أكرث األنظمة الدموية يف التاريخ االنساين ففيها هزم أكرب طغاة االرض و أسوأهم سمعة ‪ .‬و مل يستطع أحد أن‬ ‫املستنري‬
‫يلجم روحها الثائرة أبدا ً ‪.‬‬
‫سوريا مل تشبه ليبيا و تونس و مرص و اليمن مل تسلم رأسها لألسالميني عىل االقل بسهولة و بدون مقاومة و‬ ‫كرم‬
‫عىل االقل حتى اآلن ‪.‬‬ ‫تامبي‬
‫أمريكا لن تستفيد شيئاً يف هذه الحالة و لن تساعد بشكل فعيل بخلع بشار و لهذا بشار اليزال موجودا ً و هو‬
‫الوحيد الذي صمد ‪.‬ليس بقوته و لكن بكرثة من مل يبيعوا عقولهم من السوريني‪ ،‬لو رفعنا الرايات السوداء و‬ ‫ميس‬
‫دخلنا اىل الجهاد افواجاً قوالً و فعالً و مظهرا ً كان خلع منذ زمن بعيد‪ .‬و كلام اقرتبنا من املظهر االسالمي كلام‬ ‫زها‬
‫كانت أمريكا أكرث حزماً منع االسد و سهلت و ساعدت يف سقوطه ‪.‬‬
‫ال تحزنوا فبقاء االسد اىل اآلن دليل عىل أن أكرث الشعب السوري الزال يستخدم دماغه و هذا ماال يعجب‬
‫ال العرب و ال الغرب و ال نظام االسد و هو فعلياً ما يبقي االسد عىل رأس الحكم‪ ،‬ال هي قوته و ال اجرامه‬
‫و ال اسلحته أنها عقولنا عقولنا ما تخيفهم و حقيقة تكاثر حركات مثل جبهة النرصة هي ما‬
‫سيسقط االسد حقيقة و فعالً باألضافة اىل تناقصنا بنفس الوقت‪ .‬هذا هو حل املأزق السوري‬ ‫‪i-think-magazine.blogspot.com‬‬
‫بأختصار‪ ،‬تكاثرهم و تناقصنا‪ ،‬و كلام دخلنا تحت ظالل سيوف جبهة النرصة و مايشبهها‪ ،‬كلام‬
‫أنتهى االسد الدموي بشكل أرسع و أنهينا شالالت الدم و دخلنا يف عصور الخالفة الدموية و‬ ‫‪www.ithinkmag.net‬‬
‫بدأنا بشالالت دماء جديدة لكن سنبقى و ستبقى سوريا و سننترص عىل جبهات النرصة كام‬ ‫‪facebook.com/I.Think.Magazine‬‬
‫أنترصنا عىل االسد و جبهاته‬
‫ال أعرف كيف و تحت ظل كل هذه السيوف لكن امتنى أن تعيشوا سعداء‬

‫أمين غوجل‬

‫‪1‬‬
‫تحت ظالل سيوف جبهة النرصة‬ ‫‪1‬‬
‫شخصيات ملحدة‬ ‫‪3‬‬
‫ما هو املنطق؟‬ ‫‪11‬‬
‫هل أنت الله؟‬ ‫‪15‬‬
‫الرشيعة االسالمية يف سوريا‬ ‫‪19‬‬
‫رضاع الكبري يف كتب األحاديث‬ ‫‪21‬‬
‫يف منتصف املنحدر ‪ ....‬ما قبل الهاوية‬ ‫‪27‬‬
‫زنا عائشة باألدلة‬ ‫‪31‬‬
‫املرصية التى “أعيت” النبى‬ ‫‪33‬‬
‫مقهى أمرييك‬ ‫‪39‬‬
‫يقول أن الله ‪ُ -‬متعصب‪ -‬له‬ ‫‪43‬‬
‫تعلم طريقة القتل بدون أن تتلطخ يداك بالدماء‬ ‫‪45‬‬
‫تطور الدين اليهودي ‪ -‬دراسة ىف اصول معتقداتنا املتوارثة‬ ‫‪47‬‬
‫الرغبات الجنسية واملرأة عند العلامنيني‬ ‫‪51‬‬
‫التصميم الغبي ج‪1‬‬ ‫‪55‬‬
‫هل يؤدي اإلسالم لإلصابة باألمراض النفسية؟‬ ‫‪57‬‬
‫نركيسوس والرنجسية‬ ‫‪60‬‬
‫فكرة خاطئة حول نظريّة التط ّور والر ّد عليها‪11‬‬ ‫‪61‬‬
‫ِ‬
‫الدميَاغُو ِج َيا‬ ‫‪64‬‬

‫‪2‬‬
‫شخصيات ملحدة‬

‫مارى كورى‬
‫(‪)November 1867 – 4 July 1934 7‬‬

‫مارى كورى أول سيدة تأخذ دبلوم الفيزياء من جامعة السوربون و أول سيدة تحارض ىف‬
‫السوربون ‪ ،‬و هى الشخص الوحيد الذي أخذ جائزة نوبل مرتني مره ىف الفيزياء و مره‬
‫ىف الكيمياء‪.‬‬
‫عاملة فيزياء بولنديه عاشت ىف فرنسا ‪ ،‬اكتشفت مع جوزها بيري كورى ىف باريس سنة‬
‫‪ 1898‬عنرصين البولونيوم و الراديوم‪.‬‬

‫بنت مدرس ىف وارسو ىف بوالندا التى كانت وقتها جزء من اإلمرباطورية الروسية و أظهرت‬
‫نبوغها و هى مازالت صغريه ‪ ،‬و التحقت بعمل ليك تساعد أرستها ‪ ،‬لكن بالرغم من متيزها‬
‫ىف الدراسة الجامعة مل تقبلها بسبب التفرقة الجنسية و السياسية ضد البولنديني وقتها‬
‫فاضطرت أنها تكمل تعليمها عن طريق دروس رسيه ىف وارسو كانت اسمها « الجامعة‬
‫الطائرة «‪.‬‬

‫حلم مارى كان انها تدرس ىف جامعة السوربون ىف باريس فذهبت إىل باريس و أدّت امتحانات القبول و نجحت و درست هناك و‬
‫كانت اول سيدة ىف تاريخ جامعة السوربون تاخد دبلوم ىف الفيزياء‪ .‬بدأت تعمل أبحاثها و تجاربها عىل معادن تحتوى عىل عنارص‬
‫اليورانيوم و الثوريوم فاكتشفت أن فيه معادن تتميز بخواص نشاط اإلشعاع اكرت من املتوقع و هذا وصل الكتشاف عنرص كياموي‬
‫جديد سمى « بولونيوم « ‪ ،‬ثم اكتشفت عنرص كياموي ثاين له خواص أشعاعيه كبريه سمى « راديوم «‪.‬‬

‫أحدثت نتائج أعامل كوري عهدًا جديدًا‪ .‬كان النشاط اإلشعاعي للراديوم عظيماً ‪ ،‬بحيث ال ميكن تجاهله‪ .‬يبدو متناقضً ا مع مبدأ‬
‫بقاء الطاقة‪ ،‬وبالتايل أعاد النظر يف أسس الفيزياء‪ .‬عىل املستوى التجاريب‪ ،‬قدم اكتشاف الراديوم لرجال أمثال إرنست رذرفورد‬
‫مصدر إشعاع مكنهم من التحقق من بنية الذرة‪ .‬ونتيجة لتجارب راذرفورد بإشعاع ألفا‪ ،‬افرتضت ألول مرة الذرة النووية‪ .‬يف الطب‪،‬‬
‫قدم النشاط اإلشعاعي للراديوم وسيلة أمكن من خاللها مهاجمة الرسطان بنجاح‪.‬‬

‫يف ربيع سنة ‪ 1934‬زارت مدام كوري وطنها األم بولندا للمرة األخرية يف حياتها إذ توفيت بعد شهرين من تلك الزيارة (يف ‪ 4‬يوليو‬
‫‪ )1934‬يف مصحة سانسيلموز يف بايس بإقليم سافوا العليا رشق فرنسا؛ حيث كانت تعالج من فقر الدم الالتنسجي الناجم عن‬
‫تعرضها الزائد عن الحد للعنارص املشعة يف زمن مل تكن اآلثار الضارة لإلشعاع املؤين قد عرفت بعد‪ ،‬وبالتايل مل يكن العلامء الذين‬
‫يتعاملون مع تلك العنارص عىل دراية باحتياطات السالمة الالزمة‪ ،‬فلطاملا حملت مدام كوري أنابيب اختبار تحوي نظائر مشعة‬
‫يف جيبها‪،‬ولطاملا وضعتها يف درج مكتبها دون أن تدرك أخطارها الجسيمة‪ .‬كام تعرضت لألشعة السينية من األجهزة غري املعزولة‪،‬‬
‫أثناء خدماتها التي كانت تقدمها أثناء الحرب‪.‬‬

‫دفنت مدام كوري إىل جوار زوجها بيري يف سنة ‪ ،1995‬نقل رفاتهام إىل البانتيون يف باريس تكرميًا إلنجازاتهام العلمية‪ ،‬وكانت ماري‬
‫كوري أول امرأة يتم تكرميها بهذه الطريقة‪ ،‬بل والوحيدة حتى ذلك التاريخ وقد ُحفظ معملها يف متحف سمي مبتحف كوري‪.‬‬

‫كانت ماري كوري أول امرأة تفوز بجائزة نوبل‪ ،‬وأول من يحصل عليها مرتني‪ ,‬واملرأة الوحيدة التي حصلت عليها يف مجالني‪,‬‬

‫‪3‬‬
‫شخصيات ملحدة‬

‫والشخص الوحيد الذي يحصل عىل جائزة نوبل يف مجالني علميني شملت‬
‫الجوائز التي حصلت عليها‪:‬‬

‫• جائزة نوبل يف الفيزياء (‪)1903‬‬ ‫ ‬


‫• ميدالية دايف (‪ ,1903‬باملشاركة مع زوجها بيري)‬ ‫ ‬
‫• ميدالية ماتيوتيش (‪ ;1904‬باملشاركة مع بيري)‬ ‫ ‬
‫• ميدالية إليوت كريسون (‪)1909‬‬ ‫ ‬
‫• جائزة نوبل يف الكيمياء (‪)1911‬‬ ‫ ‬
‫• ميدالية بنجامني فرانكلني من الجمعية األمريكية للفلسفة (‪)1921‬‬ ‫ ‬

‫عرفت ماري كوري بأمانتها ومنط حياتها املعتدل‪.‬فبعد أن حصلت عىل منحة‬
‫صغرية عام ‪ ،1893‬ردت قيمتها عام ‪ 1897‬يف أقرب فرصة بدأت فيها كسب‬
‫املال‪ .‬أنفقت ماري معظم قيمة جائزة نوبل األوىل الخاصة بها عىل أصدقائها‬
‫وطالبها وأرستها وزمالئها يف البحث‪ .‬يف قرار غري عادي‪ ،‬امتنعت ماري عمدًا‬
‫عن تسجيل براءة اخرتاع فصلها للراديوم‪ ،‬بحيث ميكن لألوساط العلمية إجراء‬
‫البحوث دون عوائق‪ .‬أرصت عىل وهب القيمة النقدية للهدايا والجوائز إىل‬
‫املؤسسات العلمية التابعة لها‪ .‬كام كانت هي وزوجها عاد ًة ما يرفضون الجوائز وامليداليات‪ .‬وقد وصفها ألربت أينشتاين بأنها رمبا‬
‫كانت الشخص الوحيد الذي مل تفسده شهرته‪.‬‬

‫إننا نخاف فقط ما نجهله‪ ،‬وال يوجد ما يخيفنا عىل اإلطالق بعد أن نفهمه‪.‬‬

‫العلم بالرضورة عاملي‪ ،‬ونحن ننسب العلم لألمم فقط من باب الجهل التاريخي‪.‬‬

‫كن أقل فضوال بالناس‪ ،‬أكرث فضوال باألفكار‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫شخصيات ملحدة‬

‫بيل هيكس‬
‫(‪)December 16, 1961 – February 26, 1994‬‬
‫بيل هيكس ستاند ب كوميديان وناقد اجتامعي وموسيقي تتكون‬
‫مادته الفنية من نقاشات يف مجتمع والدين والسياسة والفلسفة‬
‫وتعترب مثرية للجدل وتندرج تحت الكوميديا السوداء‬
‫وكثريا ً ما انتقد النزعة االستهالكية‪ ،‬وسطحية‪ ،‬والرداءة‪ ،‬والتفاهة‬
‫داخل وسائل اإلعالم والثقافة الشعبية‪،‬‬
‫جاعال منها أدوات استبدادية من الطبقات الحاكمة «إلبقاء البرش‬
‫أغبياء وال مباليني»‬

‫ولد يف فالدوستا‪ ،‬جورجيا‪ ،‬وكان ابنا لجيم وماري هيكس ويف سن‬
‫السابعة حيث بدأ أوالً أداء املمثل الكوميدي لغريهم من األطفال‬
‫يف مدرسة األحد‪.‬‬
‫وقال حتى وهو مهتم بالكوميديا أراد أوال ن يكون طبيب بيطري‬
‫ملحبته للحيوانات ولكن بعد أن قرأ يف كتب «وودي ألن» وشاهد عروض «جوين كارسون» حيث بعدها عرب عن اعتقاده بهم‬
‫«يعني ميكنك أن تحصل عىل قوت يومك من فعل هذا؟؟» وبذلك قرر أن يصبح كوميديا‬

‫كان عمر هيكس ‪ 16‬عندما قدم أول عرض ستاند أب كوميدي يف هيوسنت تكساس وقد كان أهله قلقني بشأن سلوكه فقد أخذوه‬
‫إىل طبيب نفيس يف عمر ‪ 17‬ولكن بعد جلسة واحدة قال له طبيبه «املشكلة فيهم هم وليست بك»‬

‫وخالل الثامنينات تجول حول الواليات املتحدة بكثافة وأدى عدد من العروض ولكن بعد فرتة من أداء نفس املواد أراد دفع نفسه‬
‫إىل أقىص حدود اإلبداع كام فعل جيمي هندركس وريتشارد بريور يف السن ‪ 21‬وهكذا بدأ بالتدخني واستهالك الكحول وجرب‬
‫املخدرات إال انه استقال عن الرشب حيث أدرك أن الكحول مل تجعل مادته أكرث هزلية ولكن قدرته عن التعبري عن الحقيقة هي‬
‫ما جعلته ذلك ولكن مل يستطع ترك إدمانه عن التدخني إال أن محاوالته املتكررة يف ترك إدمانه عىل النكوتني أصبحت من مواده‬
‫الشهري بها خالل عروضه الكوميدية‬

‫وقد كان أسلوب هيكس يف عروضه هو اللعب مبشاعر الجمهور والتعبري عن الغضب واالشمئزاز والمباالة بطريقة عادية وشخصية‬
‫كام لو أنه يتحدث مع أصدقائه ومواضيعه عادة تكون عن تفاصيل الحياة اليومية مع الرتكيز عىل املواضيع الفلسفية الكربى‬
‫وقضايا الوجود ويدعو جمهوره إىل تحدي سلطة الحقيقة املتقبلة شعبيا والتفكري من جديد كام قال مرة بأسلوب مراسل األخبار‬
‫كام لو انه يقدم خربا عاديا عن املخدرات ‪:‬‬
‫«اليوم أدرك شاب عىل حمض االسيد أن املادة بأكملها مجرد طاقة مكثفة باهتزاز بطيء وأننا عىل وعي موحد نخترب أنفسنا‬
‫بطريقة ذاتيا وال يوجد يشء كاملوت وأن الحياة مجرد حلم‪ ،‬ونحن الخيال من أنفسنا‪ ..‬نعود إىل توم مع الطقس»‬

‫إن معظم عروض هيكس تشمل هجامت مبارشة عىل مبدأ القطيع يف مجتمع والدين والسياسة والنزعة االستهالكية وردا عىل‬
‫سؤال يف مقابلة معه مع يب يب يس مل ال يقدم عرضا موجها «للجميع» فقال أن عرضا كهذا بالنسبة له مستحيل حيث قدم ردا عىل‬
‫هذا السؤال بذكر تعليق ألحد مشاهدينه يف إحدى عروضه «نحن مل نأيت اىل العرض الكوميدي ليك نفكر!» والذي رد عليه هيكس‬
‫«جي! أين تذهب عندما تريد أن تفكر ؟ سأقابلك هناك!»‬

‫‪5‬‬
‫شخصيات ملحدة‬

‫تويف هيكس من الرسطان عام ‪ 1994‬بعمر ‪ 32‬وقد اعترب عام ‪2007‬‬


‫رابع أعظم كوميدي يف بريطانيا‬

‫إن الصورة الكبرية هي أن هناك عذاب خالد لكل من يشكك مبحبة الله النهائية‬

‫أي شخص يشكك مبعتقد ما مهام كان نقاشه منطقيا فهو دامئا من عمل الشيطان‬
‫كونه هو من حرضك عىل التشكيك وهو نظام دفاعي مثري الهتامم‬

‫أنا أحب القديس وأحب مشاهدته يف سيارته املحمية بثالث أقدام من الزجاج املضاد‬
‫للرصاص وهذا هو اإلميان الفعيل ياجامعة ! هو يعرف أن لديه الله يف جانبه‬

‫‪6‬‬
‫شخصيات ملحدة‬

‫تيش غيفارا‬
‫(‪)May 14 1928 – October 9 1967‬‬

‫ثوري كويب ماركيس أرجنتيني املولد كام أنه طبيب وكاتب وزعيم حرب‬
‫العصابات وقائد عسكري ورئيس دولة عاملي وشخصية رئيسية يف الثورة‬
‫الكوبية‪ .‬أصبحت صورته املنمقة منذ وفاته رمزا ً يف كل مكان وشارة‬
‫عاملية ضمن الثقافة الشعبية‪.‬‬

‫خالل فرتة املراهقة وطوال حياته كان غيفارا متحمساً للشعر‪ ،‬وكان‬
‫ميكنه اقتباس ابيات من الشعر لروديارد كبلنغ وأيضاً لخوسيه هرينانديز‬
‫عن ظهر قلب‪ .‬كان منزل غيفارا يحتوى عىل أكرث من ثالثة آالف كتابا‪,‬‬
‫مام سمح له أن يكون قارئا متحمسا وانتقائيا‪ ،‬حيث اهتم بالقراءة‬
‫عن كارل ماركس وويليام فوكرن وأندريه جيد واميليو سالغارى وجول‬
‫فرين‪ .‬إضافة إىل ذلك‪ ,‬كان غيفارا يقرأ أعامل جواهر الل نهرو وفرانز‬
‫كافكا وألبري كامو وفالدميري لينني وجان بول سارتر‪ ،‬وكذلك أناتول فرانس‬
‫وفريدريك إنجلز وهربرت جورج ويلز وروبرت فروست‪.‬‬

‫عندما كرب غيفارا أصبح يهتم بالقراءة لكُتاب أمريكا الالتينية و قام غيفارا بتدوين أفكار العديد من هؤالء الكتاب يف كتاباته‬
‫الخاصة بخط يده مع مفاهيمه وتعاريفه‪ ،‬وفلسفات املثقفني البارزين من وجهه نظره‪ ,‬وقام أيضاً ببعض الدراسات التحليلية لبوذا‬
‫وأرسطو‪ ،‬بجانب دراسته لربتراند راسل عن املحبة والوطنية‪ ،‬واملجتمع من جاك لندن وفكرة نيتشه عن املوت‪ .‬فتنت غيفارا أفكار‬
‫سيغموند فرويد حيث أخذ عنه يف مجموعة متنوعة من املواضيع مثل األحالم والرغبة الجنسية والرنجسية وعقدة أوديب‪ .‬شملت‬
‫مواضيعه املفضلة يف املدرسة الفلسفة والرياضيات والهندسة والعلوم السياسية وعلم االجتامع والتاريخ وعلم اآلثار‪.‬يف ‪ 13‬فرباير‬
‫شباط عام ‪ ,1958‬نرشت وكالة املخابرات املركزية «السرية الذاتية والتقرير الشخيص» الرسيني الذين أشارا إىل أن غيفارا كان يتمتع‬
‫بخلفية متنوعة من االهتاممات األكادميية والفكر‪.‬‬

‫سافر غيفارا عندما كان طالبا يف كلية الطب يف جامعة بوينس آيرس الذي تخرج منها عام ‪ ,1953‬إىل جميع أنحاء أمريكا الالتينية‬
‫مع صديقه ألبريتو غرانادو عىل منت دراجة نارية وهو يف السنة األخرية من الكلية‪ ,‬وكونت تلك الرحلة شخصيته وإحساسه بوحدة‬
‫أمريكا الجنوبية وبالظلم الكبري الواقع من اإلمربياليني عىل املزارع الالتيني البسيط‪ ،‬وتغري داخلياً بعد مشاهدة الفقر املتوطن‬
‫هناك‪.‬‬

‫أدت تجاربه ومالحظاته خالل هذه الرحلة إىل استنتاج بأن التفاوت االقتصادي متأصل باملنطقة‪ ,‬والتي كانت نتيجة الرأساملية‬
‫االحتكارية واالستعامر الجديد واإلمربيالية‪ .‬رأى غيفارا أن العالج الوحيد هو الثورة العاملية‪ .‬كان هذا االعتقاد الدافع وراء تورطه يف‬
‫اإلصالحات االجتامعية يف غواتيامال يف ظل حكم الرئيس جاكوبو أربينز غوزمان‪ ،‬الذي ساعدت وكالة املخابرات املركزية األمريكية‬
‫يف نهاية املطاف عىل اإلطاحة به مام س ّهل نرش إيديولوجية غيفارا الراديكالية‪ .‬بينام كان غيفارا يعيش يف مدينة مكسيكو التقى‬
‫هناك براؤول كاسرتو املنفي مع أصدقائه الذين كانوا يجهزون للثورة وينتظرون خروج فيدل كاسرتو من سجنه يف كوبا‪ .‬ما إن خرج‬
‫هذا األخري من سجنه حتى قرر غيفارا االنضامم للثورة الكوبية‪ .‬رأى فيدل كاسرتو أنهم يف أمس الحاجة إليه كطبيب‪ ,‬وانضم لهم‬
‫يف حركة ‪ 26‬يوليو‪ ،‬التي غزت كوبا عىل منت غرامنا بنية اإلطاحة بالنظام الدكتاتوري املدعم من طرف الواليات املتحدة التي تدعم‬
‫الديكتاتور الكوىب فولغينسيو باتيستا‪ .‬رسعان ما برز غيفارا بني املسلحني ومتت ترقيته إىل الرجل الثاين يف القيادة حيث لعب دورا ً‬
‫محورياً يف نجاح حملة عىل مدار عامني من الحرب املسلحة التي أطاحت بنظام باتيستا‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫شخصيات ملحدة‬

‫يف أعقاب الثورة الكوبية قام غيفارا بأداء عدد من األدوار الرئيسية للحكومة الجديدة‪,‬‬
‫وشمل هذا إعادة النظر يف الطعون وفرق اإلعدام عىل املدانني بجرائم الحرب خالل‬
‫املحاكم الثورية‪ ،‬وأسس قوانني اإلصالح الزراعي عندما كان وزيرا ً للصناعة وعمل أيضا‬
‫كرئيس ومدير للبنك الوطني ورئيس تنفيذى للقوات املسلحة الكوبية‪ ,‬كام جاب‬
‫العامل كدبلومايس باسم االشرتاكية الكوبية‪ .‬مثل هذه املواقف سمحت له أن يلعب‬
‫دورا ً رئيسياً يف تدريب قوات امليليشيات الاليئ صددن غزو خليج الخنازير‪ ,‬كام جلبت‬
‫إىل كوبا الصواريخ الباليستية املسلحة نووياً من االتحاد السوفييتي عام ‪ 1962‬التي‬
‫أدت إىل بداية أزمة الصواريخ الكوبية‪ .‬باإلضافة إىل ذلك كان غيفارا كاتباً عاماً يكتب‬
‫يومياته كام ألّف ما يشبه الكتيب لحياة حرب العصابات وكذلك ألّف مذكراته األكرث‬
‫مبيعاً يف جميع أنحاء أمريكا الجنوبية رحلة شاب عىل دراجة نارية‪.‬‬

‫غادر غيفارا كوبا يف عام ‪ 1965‬من أجل التحريض عىل الثورات األوىل الفاشلة يف‬
‫الكونغو كينشاسا ومن ثم تلتها محاولة أخرى يف بوليفيا‪ ،‬حيث تم إلقاء القبض عليه‬
‫من قبل وكالة االستخبارات املركزية مبساعدة القوات البوليفية وتم أعدامه‪.‬‬

‫ال تزال شخصية غيفارا التاريخية تنال كال من التبجيل واالحرتام‪ ،‬مستقطباً املخيلة الجامعية يف هذا الخصوص والعديد من السري‬
‫الذاتية واملذكرات واملقاالت واألفالم الوثائقية واألغاين واألفالم‪ .‬بل وضمنته مجلة التايم من ضمن املائة شخص األكرث تأثريا ً يف القرن‬
‫العرشين‪ ،‬يف حني أن صورته املأخوذة من طرف ألربتو كوردا واملسامة غرييلريو هريوويكو (أصل االسم باإلسبانية ويعني باللغة‬
‫العربية بطل حرب العصابات)‪ ،‬قد اعتُربت «الصورة األكرث شهرة يف العامل‪».‬‬

‫ال أعرف حدودا ً‪ ،‬فالعامل بأرسه وطني‪.‬‬

‫الثوار ميلئون العامل ضجيجا يك ال ينام العامل بثقله عىل أجساد الفقراء‪.‬‬

‫يقولون يل أذا رأيت عبدا نامئا فال توقظه لعله يحلم بالحرية وأقول لهم أذا رأيت‬
‫عبدا نامئا أيقظته وحدثته عن الحرية‬

‫‪8‬‬
10
‫ما هو املنطق؟‬

‫لكيفية استخدام ‪ ‬العقل وكيف نقيم الحجج‪ .‬ومع الوقت صار‬ ‫ان مصطلح املنطق يتم استخدامه كثريا‪ ،‬ولكن ليس يف مكانها‬
‫هذا مجاال اسمه الفلسفة واملنطق‪.‬‬ ‫الصحيح غالبا‪ ،‬املنطق هو العلم او الدراسه التي تعلمنا كيف‬
‫نقيم الحجج واالستنتاج‪ ،‬ان املنطق هو الذي يعلمنا الفرق‬
‫ان الفيلسوف ارسطوا سموه ابو املنطق‪ .‬من كانوا قبله ناقشوا‬ ‫بني االستنتاج الجيد واالستنتاج اليسء‪ .‬اذا املنطق مهم النه‬
‫طبيعة الحجج وكيف نقيمها‪ ،‬ولكنه كان االول الذي خلق‬ ‫يجعلنا نفكر جيدا وبدون التفكري الجيد لن نعرف الحقيقة او‬
‫معايري منظمة لفعل هذا‪ ،‬فمصطلح املنطق القيايس ظل حجر‬ ‫الحصول عىل اعتقادات صحيحه‪ .‬‬
‫الزاوية يف دراسه املنطق اىل اليوم‪ ،‬هناك الكثريون لعبوا دورا يف‬
‫تطور املنطق بعد ذلك رمبا نايت يف سريتهم يوما ما‪.‬‬

‫من املمكن تطبيق املنطق عند استخدام العقل واالدلة مهام‬


‫كان املوضوع مثال سياسة او اخالق او الرتبية ! اننا نستخدم‬
‫االستدالل والحجج لنصل اىل استنتاج معني‪ .‬وان مل نسخدم‬
‫املنطق ومعايريه يف ادلتنا فاننا ال ميكننا الوثوق يف استداللنا‬
‫هل هو سليم ام ال‪.‬‬

‫عندما يقوم سيايس بخلق حجة ما لقرار معني ‪ ،‬كيف ميكننا‬


‫تقيم الحجة بدون فهم ملباديء املنطق ؟ عندما يقوم رجل‬
‫مبيعات بالقول ان هذه السلعه هي افضل من مثيالتها يف‬
‫السوق‪ ،‬كيف ميكننا الوثوق يف ادعاءاته اذا مل نستطع التفرقه‬
‫بني الحجج الصحيحة والواهية‪.‬‬

‫ان دراسه املنطق التضمن ان الشخص سوف يفكر بشكل جيد‬


‫مثل االنسان الذي يدرس الطب ليس بالرضوره ان يكون طبيب‬
‫جيد‪ .‬ان االستخدام االمثل للمنطق يحتاج اىل مامرسة وليس‬
‫فقط التنظري‪ .‬ولكن بالتاكيد شتان بني من قرأ يف املنطق ومن مل‬
‫يفتح كتاب واحد عنه‪ .‬فدراسه املنطق تقدم لك امثلة عىل تلك‬ ‫املنطق ليس رايك الشخيص بل عند تقييم حجة ما فان هناك‬
‫االخطاء التي يرتكبها الناس يف التفكري وبالتايل تقدم لك الفرصه‬ ‫مباديء ومعايري معينه يجب استخدامها‪ .‬يف تلك اللحظه نقول‬
‫بان تتجنب تلك االخطاء ومتارس الصواب يف حياتك العملية‪.‬‬ ‫اننا نستخدم املنطقن واذا مل نستخدمها فاننا ال نكون عادلني‬
‫ان كثري من املنطق متعلق بعمليه التفكري واالستدالل‪ .‬ان‬ ‫ان ادعينا اننا منطقيني‪ .‬ببساطه كثري جدا من الناس ال تعلم‬
‫التحليل النقدي لكيفية انشاء الدليل تساعد يف تحسني نواتج‬ ‫ان هناك مام يبدوا لهم معقوال هو ليس بالرضوره منطقي!!‬
‫التفكري مثل االستنتاج واالعتقاد واالفكار‪.‬‬
‫‬ ‫ان قدراتنا عىل استخدام العقل والحجة كثريا ما يكون بعيدا‬
‫ما هو الدليل او (الحجة)؟‬ ‫عن املثالية ولكن املنطق هو الطريقه االنجح واالكرث مصداقية‬
‫عندما يخلق الناس حجج او ينتقدونها ففي هذه الحالة البد‬ ‫الصدار احكام سليمة عىل العامل من حولنا‪ .‬هناك ادوات اخرى‬
‫يف البداية من فهم ما ميكن ان نسميه دليل وما ال يسمى‬ ‫من العادات والتقاليد صحيح انها قد تنجح احيانا ولكن ال‬
‫دليل‪ .‬فهناك اناس تعتقد ان الدليل هي عندما تجيد استخدام‬ ‫ميكن الوثوق فيها دامئا‪ .‬حتى ميكننا الحياة بشكل جيد ال بد‬
‫التالعب بالكلامت ورمبا عند الرتكيز قليال ستجد انها مجرد‬ ‫ان نعلم الصح من الخطأ ولذلك يجب علينا استخدام العقل‪.‬‬
‫توكيدات بدون دليل‪.‬‬
‫والعقل ممكن استخدامه بشكل يسء او جيد وهنا يأيت دور‬
‫ان الدليل هو تقديم مجموعه من الجمل املرتبطه واملتعلقه‬ ‫املنطق‪ .‬عرب القرون املاضية اعد الفالسفة معايري منظمة‬

‫‪11‬‬
‫نبضات بن باز‬

‫وهي تؤيد هذا التوكيد مام يعطي االخرين اسباب جيدة هنا نجد اول جمله هي مقدمة وثاين جملة هي مقدمة وثالث‬
‫جمله هي استدالل من اول مقدمتني ثم وضعت مقدمة اخرى‬ ‫لالعتقاد ان جملتك هي صحيحة وليست خاطئة‪.‬‬
‫لرنبط االستدالل باالستنتاج النهايئ‪.‬‬
‫ساعطيكم امثلة عىل تلك الجمل التي تقال بدون دليل مثال‪:‬‬
‫‪ -1‬شكسبري هو من كتب هاملت‬
‫‪ -2‬الحرب االهلية يف امريكا قامت بسبب العبودية‬
‫‪ -3‬الله موجود‬

‫هذه الجمل هي موقف معني الناس معينه ورمبا يختلف‬


‫االخرون فيها معهم ‪ ،‬وعندما تقول هذه الجمل بنفس هذه‬
‫الطريقة فانك يف هذه الحالة ال تضع دليل مهام اكدت يف‬
‫الكالم وعدت فيه ‪ ،‬وحتى تخلق دليل فان عليك اضافه جمل‬
‫اخرى تدعم املقوله االساسية وان نجحت يف دعم كالمك فانت‬
‫وصلت اىل دليل ناجح‪.‬‬

‫وهذا هو الغرض من الدليل‪ ،‬ان تقدم اسباب من اجل دعم‬


‫الحقيقة واعطاء قيمه للكالم‪.‬‬
‫‪ ‬اننا هنا نرى نوعني من االدعاءات من املمكن ان تحدث يف‬
‫وحتى نفهم الدليل علينا فحص اجزائه وميكننا تقسيم الحجة‪ .‬اولها هو االدعاء الواقعي وهذا يهدف اىل تقديم دليل‪.‬‬
‫الدليل اىل ثالث اجزاء وهي املقدمة واالستدالل واالستنتاج ‪ ، ‬ان اول مقدمتني يف االعىل هام من هذا النوع من االدعاءات‬
‫املقدمات هي جمل ومن املفرتض انها حقيقة تقدم اسباب بغض النظر عىل كونهم صح ام خطا‪.‬‬
‫ليك نصدق االدعاء‪ .‬وهذا االدعاء بدوره هو االستنتاج اي ما‬
‫تصل اليه يف النهاية ‪ ،‬واذا كان الحجة بسيطة فانت بحاجه اىل النوع الثاين هو االدعاء االستنتاجي وهو يعربعن فكرة ان‬
‫بعض الحقيقة هو مرتبط مبا تبحث عنه بعد االستنتاج‪.‬‬ ‫مقدمتني بسيطتني واستنتاج‪.‬‬
‫انها املحاولةلربط االدعاء الواقعي باالستنتاج بطريقة تدعم‬
‫االستنتاج‪ .‬الجملة الثالثة يف االعىل هي مثال عىل االدعاء‬ ‫‪ -1‬االطباء يكسبون الكثري من املال‬
‫االستنتاجي النها تستنتج من الجملتني االولتني ان االطباء‬ ‫‪ -2‬انا اريد كسب الكثري من املال‬
‫يستطيعون السفر كثريا ‪ ،‬وبدون االدعاء االستنتاجي فلن يكون‬ ‫‪ -3‬انا يجب ان اكون طبيب‬
‫هناك رابط بني املقدمات واالستنتاج‪.‬‬ ‫اول جملتني هام مقدمات وصلنا منها اىل استنتاج‪.‬‬

‫االستدالل هو الجزء الذي يعتمد عىل التفكري يف الدليل ‪ .‬ان من النادر ان تجد حجة وال يوجد بها ادعاء استنتاجي ال يلعب‬
‫االستنتاجات هي نوع من االستدالل ولكنها دامئا هي االستدالل بها دورا‪ .‬رمبا ستصادف حجة تحتاج اىل ادعاء استنتاجي ولكنه‬
‫النهايئ‪ .‬واذا كانت الحجة معقدة فانها تحتاج اىل استدالل مفقود يف هذه الحالة لن تستطيع رؤية الرابط بني االدعاء‬
‫الواقعي واالستنتاج وهنا يجب ان تسال عنه‪.‬‬ ‫يربط املقدمات باالستنتاج النهايئ‬
‫‪ -1‬االطباء يكسبون الكثري من املال‬
‫لنفرتض وجود ادعاء استنتاجي‪ ،‬سوف تقيض الكثري من وقتك‬ ‫‪  -2‬بالكثري من املال تستطيع السفر كثريا‬
‫وقوفا عندهم عند تقييمك ونقدك للحجة‪ .‬لو ان االدعاء‬ ‫‪  -3‬االطباء يستطيعون السفركثريا‬
‫الواقعي صحيح فان صحة او خطا االدعاء االستنتاجي سوف‬ ‫‪ -4‬انا اريد ان اسافر كثريا‬
‫تحدد الصواب من املغالطه‬ ‫‪ -5‬انا يجب عيل ان اكون طبيبا‬

‫‪12‬‬
‫نبضات بن باز‬

‫ان اي حجة صحيحة يجب ان نكون قادرين عىل تحويلها اىل ليس اي من هذه الجمل هو حجة بل هي مجرد توكيدات‪ ،‬من‬
‫الطريقه السابقة وان مل نكن قادرين فيجب ان نشك ان هناك املمكن ان يتحولوا اىل حجج اذا دعم املتكلم هذه االدعاءات‬
‫ببعض االدلة‪ .‬ولكن بهذا الشكل ال‪ .‬‬ ‫شيئ ما خطا‬
‫‬ ‫‬
‫* الحجج مقابل االفرتاضات‬ ‫ما ليس بحجة؟‬
‫لقد رشحنا ما هي الحجة ‪ ،‬وبالتايل جاء دور ان نعرف ما هو ان االفرتاض هو احد اشكال الدليل الزائف مثال‪:‬‬
‫‪ -4‬ان كان الكتاب املقدس دقيق فان يسوع اما مجنون او‬ ‫ليس بدليل او حجة‪.‬‬
‫كذاب او ابن الله‬ ‫اننا سنسمع كالم مثل هذا‪:‬‬
‫‪ -5‬اذا اردت تصحيح االقتصاد عليك تقليل الرضائب‬ ‫‪ -1‬الله موجود والقرآن صحيح‬
‫‪ -6‬اذا مل نتحرك ‪ ‬برسعه فان البيئة ستتدمر‬ ‫‪ -2‬عبد النارص هو افضل رئيس مر بنا‬
‫‪ -3‬االحتباس الحراري خطر شديد عىل حياتنا‬

‫‪13‬‬
‫نبضات بن باز‬

‫هذه الجمل تبدوا كانها ادلة ولكنهم ليسوا كذلك انها فقط‬
‫نفس االمر مع التحذيرات واالقرتاحات‪:‬‬ ‫جمل افرتاضية تتكون من جملة الرشط وجزء يرتتب عليه‬
‫‪ -13‬يجب عليك دراس��ه لغة اجنبية اخرى وانت يف فرتة‬ ‫(جواب الرشط) واذا اردت ان تركب دليل صحيح ركز هنا‬
‫الجامعة‬ ‫عىل السالف واسال نفسك ملاذا يجب عيل ان اقبله كانه يشء‬
‫هناك يشء من املمكن ان تخطأ بينه وبني الحجة وهو التفسري‪:‬‬ ‫صحيح ؟ واسال نفسك هل هناك اي رابط بني جملة الرشط‬
‫‪ -14‬انا دميوقراطي ولذلك صوتت للحزب الوطني‬ ‫وجواب الرشط؟‬
‫‪ -15‬انها مل تصوت للمعارضة ال بد انها من الحزب الوطني‬
‫يف الجملة األوىل ليس هناك حجة انه فقط مجرد تفسري‬ ‫انظر اىل املثالني القادمني وهام قد يبدوان متشابهني‪:‬‬
‫لحقيقة وهي ان املتحدث قد صوت للحزب الوطني‬ ‫‪ -7‬او ان اليوم هو الثالثاء فان الغد هو االربعاء‬
‫يف الجملة رقم ‪ 15‬االمر مختلف الننا مطالبون ان نستنتج يشء‬ ‫‪ -8‬الن اليوم هو الثالثاء فان الغد هو االربعاء‬
‫ما مثل (البد انها من املعارضة) من املقدمة ( انها مل تصوت‬ ‫ان الجملتني تعربان عن فكرتني متشابهتني لكن الجملة الثانية‬
‫للحزب الوطني) وبالتايل فان هذه حجه‪.‬‬ ‫هي حجه ولكن االوىل ليست كذلك‪ .‬يف الجملة االوىل لدينا‬
‫جملة رشطية وهنا املتكلم ال يسال املستمعني ان يستنتجوا اي‬
‫ان عبارات االعتقاد والرأي كثريا ما تقدم عىل انها حجة مثال‪:‬‬ ‫يشء من اي مقدمة هنا ببساطه النه مل يدعي يشء ( مل يقل‬
‫‪ -16‬اعتقد ان االجهاض هو يشء بشع انك تقتل روح انسانية‬ ‫ان اليوم هو الثالثاء يف الواقع) لكن الجملة ‪ 8‬هي حجة الن‬
‫بريئة‪ ,‬ليس هنا حجة حقيقية انها فقط جمل عاطفية وليست‬ ‫اليوم هو الثالثاء وبالتايل فانا قدمت مقدمة واقعية‪ .‬ومن هذا‬
‫جمل معرفية‪ .‬ليس هنا اي مجهود القامة الحقيقة‪ .‬انها مجرد‬ ‫االدعاء نستنتج ان الغد هو فعال االربعاء‪.‬‬
‫تعابري عن مشاعر شخصية‪.‬‬ ‫هناك امثلة اخرى عىل االدلة الزائفة مثل‪:‬‬
‫‪ -9‬يجب ان تفعل واجبك تجاه ربك ‪ ،‬خالقك‬
‫رمبا تقابلك حجج تحتوي عىل جمل عاطفية ومعرفية‪ .‬فعىل‬ ‫‪ -10‬يجب ان نوقف الحكومة عن التدخل يف امالك الناس‬
‫سبيل املثال الجملة رقم ‪ 16‬من املمكن ان نربطها بجمل اخرى‬ ‫‪ -11‬يجب عىل الناس ان يتأكدوا ان ال تحصل الرشكات العاملية‬
‫تحتتوي عىل حجج حقيقية تفرس ملاذا االجهاض خطأ ويجب‬ ‫عىل سلطة قوية‬
‫ان يكون غري قانوين‪ .‬ولكن من املهم ان نتعلم كيف نفصل‬ ‫هذه الجمل ليست حجج او حتى اافرتاضات‪ ،‬ان االفرتاض هو‬
‫العاطفة من الرتكيب املنطقي للحجة‪.‬‬ ‫يشء من املمكن ان يكون خطأ او صواب والحجة هي يشء‬
‫نقدمه الثبات حقيقة االفرتاض‪ .‬ولكن هذه الجمل باالعىل هي‬
‫بن باز‬ ‫اوامر ال ميكن ان تكون صواب او خطأ ولكن من املمكن ان‬
‫‪benbaz.info‬‬ ‫يكونوا قرارات حكيمة او غري حكيمة عادلة او غري عادلة‪ ‬‬
‫‪@benbazaziz‬‬

‫‪14‬‬
‫هل أنت اهلل؟‬

‫«يا أخي‪ ،‬نريد تطبيق رشع الله‪ ،‬أال تريد أنت أيضا تطبيق رشع الله؟»‬

‫كم مرة سمعت هذه الجملة بتنويعاتها املختلفة؟‬


‫كم مرة وقف أحد الساسة يخطب خطبته العصامء‬
‫ليقول‪« :‬نسعى لتطبيق الرشيعة»؟ حتى الساسة الذين‬
‫يفرتض فيهم «مواجهة التيارات الدينية» يضطرون يف‬
‫خطابهم إىل تأكيد أنهم هم أيضا يريدون «رشع الله»‪،‬‬
‫كل الحكاية أن الظروف غري مواتية لتطبيق الحدود‪،‬‬
‫وأن علينا أن نقيم مجتمع العدل والخري والحق حتى‬
‫ميكننا تطبيقها!‬

‫دعني أصارحكم بأن كل هذا الكالم يف رأيي هو نوع من الهجص‪ ،‬ونفاق املجتمع‪ ،‬ومحاولة للسيطرة عىل‬
‫املواطنني وركوب الشعوب‪ ،‬وعقد صفقة ظاملة تقيض بأن تأخذ من البرش دنيا ميلكونها‪ ،‬لتعطيهم آخرة أنت‬
‫ال متلكها‪ ،‬يف حني أنه ال يوجد ما يسمى «رشع الله» من أساسه‪.‬‬

‫واملشكلة يف تقديرنا أن هناك صورة ذهنية لدى أغلب املسلمني السنة‪ ،‬صورة بسيطة مسطحة‪ ،‬تقول إن‬
‫«الله» أرسل رسوله محمدا بكتاب هو القرآن‪ ،‬والرشيعة هي مجموع ما جاء يف القرآن وما علمناه عن الرسول‬
‫(الكتاب والسنة)‪ ،‬وإن كل ما علينا هو تطبيق هذه الرشيعة لنصبح سعداء يف الدنيا واآلخرة‪ .‬ولذلك فإنهم‬
‫يرددون الجملة السحرية املنسوبة إىل محمد يف خشوع تام‪« :‬تركت فيكم ما إن متسكتم به لن تضلوا بعدي‬
‫أبدا‪ ،‬كتاب الله وسنتي»‪.‬‬

‫ونحن نقول‪ :‬يا ليتها األمور كانت بهذه البساطة والسهولة‪ .‬فالواقع أن هذه صورة صنعت خصيصا بغرض‬
‫احتكار السلطة سواء كانت سلطة دينية أو سياسية أو حتى اجتامعية‪ ،‬فالصلة بني أغلب املسلمني وكتابهم‬
‫وسنة نبيهم ضعيفة للغاية‪ ،‬ولذلك فإنهم يوكلون العلامء الذين يفهمون يف الكتاب والسنة‪ ،‬ليصبح هؤالء‬
‫العلامء ذوي سلطة دينية‪ ،‬لها تأثري كبري عىل السلطة السياسية‪ ،‬وهكذا يحكمون العامل اإلسالمي وغري اإلسالمي‬
‫إن أمكن‪.‬‬

‫لكن‪ ،‬دعنا نفتش قليال يف هذه الفرضية‪ ،‬ونناقش عدة أمور‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫هل أنت اهلل؟‬ ‫مؤمن احملمدي‬

‫أوال‪ ،‬ال يتسم القرآن بهذا الوضوح الذي يفرتضه غالبية املسلمني السنة‪ ،‬فهو ليس كتابا يف القانون وال يف‬
‫الفلك وال يف الطب وال يف التاريخ‪ ،‬إنه يحمل شذرات من هنا وهناك ميكن تأويلها عىل ألف وجه ووجه‪،‬‬
‫ناهيك عن أن جمعه وترتيبه شهد ارتباكا كبريا‪ ،‬بحسب ما ورد يف كافة املصادر اإلسالمية‪ ،‬من ذلك القول‬
‫بأن سورة األحزاب كانت متاثل سورة البقرة يف الحجم‪ ،‬ثم سقط أغلبها وبقي كام نقرأه يف املصاحف اآلن‬
‫(نحو ربع الحجم األصيل)‪ ،‬وأن البسملة مل ترد يف سورة التوبة ليس لغلظتها وإمنا ألن األوراق املذكورة فيها‬
‫البسملة فقدت‪ ،‬والقول بأن هناك أجزاء من املصاحف أكلتها العنزة‪ ،‬واتهام عثامن الذي ُجمع القرآن يف عرصه‬
‫مبسئوليته عن إسقاط بعض النصوص‪ ،‬واستبعاد عبد الله بن مسعود من اللجنة التي جمعت القرآن‪ ،‬رغم أنه‬
‫من أوائل من حفظوه‪ ،‬وأن ابن مسعود مات وهو يقسم بأن املعوذتني ليستا من القرآن‪ ،‬باإلضافة إىل وجود‬
‫سورتني بالتواتر الشفوي مل يجمعهام مصحف عثامن هم سورتا الحفد والوالية‪ .‬وأمور أخرى كثرية تتعلق بجمع‬
‫القرآن وترتيبه ونصوص سقطت ونصوص تغريت ميكنك أن تجدها يف البخاري ومسلم واإلتقان يف علوم القرآن‬
‫للسيوطي‪ ،‬والطربي وغريه من الكتب التي يعتربونها مصادر أصلية «للرشيعة اإلسالمية»‪.‬‬

‫أعتقد أن من هناك من يريد أن يسأل‪ :‬هل تعترب القرآن كتابا تم تحريفه؟ وأقول‪ :‬ال يا سيدي‪ ،‬أنا ال أعترب‬
‫شيئا‪ ،‬وال يعنيني يف الحقيقة‪ ،‬وإمنا وجدت نفيس محاطا مبن يريدون أن تسري الدولة التي أعيش فيها وفقا‬
‫لكتاب‪ ،‬وألنني أفرتض يف نفيس الجدية‪ ،‬فقد بحثت يف تاريخ هذا الكتاب وعلمت هذه األمور‪ ،‬من مصادرك ال‬
‫من مصادر أخرى كالشيعة أو املسترشقني وخالفه‪ .‬أنت ال تريد أن تتعب نفسك بالبحث‪ ،‬وأنا ال أريد أن أسري‬
‫مغمض العينني‪ ،‬هذا كل ما يف األمر‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬ما ذكرناه عن القرآن ينطبق عىل السنة أضعافا مضاعفة‪ ،‬إن الشك حول حقيقة نسبة النص إىل صاحبه‪،‬‬
‫يطول حتى النص الخالد‪« :‬تركت فيكم ما إن متسكتم به ‪ ،»....‬فقد ورد بعدة روايات‪ ،‬منها رواية يف البخاري‬
‫نفسه‪ :‬إين قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا؛ كتاب الله وعرتيت أهل بيتي‪ ،‬أي أن السنة غري مدرجة‬
‫أصال يف الحديث‪.‬‬

‫وكل ما ورد عن محمد‪ ،‬ذكر بعد وفاته بقرون‪ ،‬البخاري مثال تويف ‪ 256‬هجريا‪ ،‬وأقدم مخطوط لكتابه ظهر ‪265‬‬
‫أي بعد وفاته بتسع سنوات‪ ،‬أي أنه مل يكتبه بنفسه‪ ،‬مع مالحظة أن معظمها متت روايته يف ظل حروب طاحنة‬
‫بني أصحاب النبي أنفسهم‪ ،‬حتى إن موقعة الجمل األصلية قتل فيها اثنان ممن يسمون العرشة املبرشين‬
‫بالجنة (طلحة والزبري) عىل يد جيش يقوده صحايب ثالث من العرشة وابن صحايب رابع‪.‬‬

‫واملحصلة لدينا أن هناك تاريخا حدث‪ ،‬وما وصل إلينا وصل مشوها مبتورا مرتبكا متناقضا‪ ،‬وأنت انتقيت بعض‬

‫‪16‬‬
‫هل أنت اهلل؟‬

‫هذه األمور‪ ،‬كام انتقيت أنا بعضها‪ ،‬وكام ميكن ألي‬


‫شخص أن ينتقي بعضها‪ ،‬ليصنع فهمه للتاريخ‪ ،‬وهذا‬
‫ال مشكلة فيه‪ ،‬املشكلة أنك تدعي أن ما انتقيته أنت‬
‫إلهي ال يأتيه الباطل من بني يديه وال من خلفه‪ ،‬بينام‬
‫ما انتقيته أنا هو كالم علامين يريد هدم اإلسالم‪ ،‬رغم‬
‫أن كل يشء جئنا به من كتبك أنت‪ ،‬وال مصدر غريها‪.‬‬

‫ثالثا‪ ،‬حتى إذا افرتضنا أن الكتاب والسنة بالوضوح‬


‫الذي تظنه‪ ،‬فإن ما جاء بهام غري كاف لعمل ترشيع ميكن أن نسميه رشع الله‪ ،‬مثال‪ ،‬نقرأ يف القرآن نصا عن‬
‫تحريم الربا‪ ،‬وتحريم رشب الخمر‪ ،‬وتحريم أكل لحم الخنزير‪ ،‬وغريها من األمور‪ ،‬لكننا ال نجد عقوبات مقررة‬
‫عىل من يفعل ذلك‪ ،‬طبعا إضافة إىل «الحجاب» الذي ال تجد نصا قاطعا يفرضه‪ ،‬وإن وجدت فإنك لن تجد‬
‫أية إشارة لفرضه أو لعقاب السيدة التي ترتكه‪ .‬إننا هنا أمام «تحريم»‪ ،‬ولسنا أمام «تجريم»‪ ،‬فتأيت أنت لتسن‬
‫قوانني تجرم هذه األمور‪ ،‬وعقوبات معينة من اخرتاعك لهذه الجرائم وتقول إنه رشع الله‪ .‬يا سيدي هل أنت‬
‫الله؟‬

‫أنت تحاول سن قوانني نابعة من فهمك لإلسالم‪ ،‬وانتقائك لتاريخه‪ ،‬وبدال من أن تكون أمينا وتعرض علينا ما‬
‫وصلت إليه باعتباره تأويلك‪ ،‬تقول يل‪« :‬مش أنا اليل باقول ‪ ..‬ده ربنا»!‬

‫رابعا‪ ،‬بالنظر إىل «املرشوع اإلسالمي» يف أي صوره الحالية سنجد أمورا شديدة التخلف‪ ،‬ال ميكن القبول بها‬
‫مهام كان سندك‪ ،‬ومهام كانت عقيدتك‪ .‬الخالفة‪ ،‬مثال‪ ،‬أمر تجاوزه الزمن‪ ،‬ناهيك عن أنه ال يوجد يف قرآن وال‬
‫سنة وال يحزنون‪ ،‬ولكن حتى إن وجد فإنه بال محل من اإلعراب يف عاملنا هذا‪ ،‬والسعي إليه رضب من الخبال‪،‬‬
‫ويتجاهل الواقع الذي نعيش فيه‪.‬‬

‫تقطيع األيدي واألرجل كعقوبات‪ ،‬التعامل مع أصحاب األديان األخرى‪ ،‬الحديث عن الجزية‪ ،‬ما يسمى بالبنوك‬
‫اإلسالمية‪ ،‬كل هذه أمور يلوكونها حاليا باعتبارها مالمح «رشع الله»‪ ،‬أي رشع هذا وأي إله؟ يف الوقت الذي‬
‫يسري فيه العامل نحو املدنية والتحديث واالرتقاء بحقوق اإلنسان وتحسني مستوى معيشته‪ ،‬مازلنا نتعرث يف‬
‫النصوص وما يجب أن نعمل به‪ ،‬وما يجب أن نرتكه‪.‬‬

‫وأخريا‪ ،‬فإنني أدعو املسلمني كافة إىل أمرين ال ثالث لهام‪ ،‬وسيندهش من النتيجة أميا اندهاش‪ :‬اقرأ تاريخك‬
‫جيدا وبنفسك‪ ،‬افتح الباب لتقبل وجود آخرين‪ ،‬وإننا متأكدون من أنك إذا فعلت هذا‪ ،‬ثم سمعت أحدهم‬
‫يتحدث عن رشع الله‪ ،‬فإنك تلقائيا ستسأله‪ :‬هل أنت الله؟‬

‫‪17‬‬
‫هل أنت اهلل؟‬

‫‪18‬‬
‫الشريعة االسالمية يف سوريا‬

‫سأرشح االن قانونيا بعض النقاط التي أعرتض عليها بشكل كبري‬ ‫يف مقابلة اجراها معاذ الخطيب ( رئيس االتالف الذي قالت‬
‫يف الدولة ذات املرجعية االسالمية ‪:‬‬ ‫لنا أمريكا التي أمرت بتشكيله أنه ميثل الشعب السوري) مع‬
‫قناة الجزيرة يف الشهر الثامن من العام الجاري يف برنامج‬
‫أوال ‪ ::‬هناك مادة يف القانون السوري تم تعديلها يف ال ‪2011‬‬ ‫الرشيعة و الحياة ‪ ..‬تطرق اىل شكل الدولة التي يراها مناسبة‬
‫لتصبح كااليت ‪:‬‬ ‫و قد أشار أليها بأنه يرى سوريا دولة مدنية ذات مرجعية‬
‫« دين رئيس الجمهورية اإلسالم « ‪.‬‬ ‫اسالمية ‪...‬‬
‫األمر الذي مينع املسيحي من الرتشح لالنتخابات الرئاسية ‪..‬‬
‫أثناء حديثه ‪ ..‬برر الشيخ معاذ ضمنيا و بطريقة غري مبارشة‬
‫أنا هنا ال أريد من خالل اعرتايض أن أقول بأن املسيحي هو‬ ‫هذا االمر بأن املسلمني السنة هم أكرث جامعة ظلمها النظام‬
‫أكرث كفاءة من املسلم ‪ ..‬لكني أعرتض عىل املانع الذي يقف‬ ‫يف سوريا خالل حكم االسد االب و االب ‪..‬‬
‫حيال ترشح املسيحي السوري اىل منصب رئيس الجمهورية يف‬
‫حال كان شخص ميلك صفات الكفاءة و الوعي و الشخصية‬ ‫ميكنني بشكل بسيط نفي هذه العبارة بالشكل التايل‬
‫القيادية و املستوى العلمي الكايف الخ ‪..‬‬
‫ان الجامعة التابعة بشكل واض��ح لالسالم و التي قد تم‬
‫ثانيا ‪ ::‬من املعروف أنه و كام ذكرت سابقا ‪ :‬يجب عىل رئيس‬ ‫استهدافها من النظام بشكل مبارش هم جامعة االخوان‬
‫الجمهورية بحسب القانون السوري أن يكون رئيسا مسلام ‪ ..‬و‬ ‫املسلمني و هم تابعني لالسالم املتعصب الذي ال يقبله الوسط‬
‫بأن الرشيعة االسالمية تحكم الطائفة السنية يف سوريا بحسب‬ ‫السني السوري املعتدل نفسه اجامال و هم ميثلون أقلية ضمن‬
‫قانون االحوال الشخصية البغيض ( سآيت عىل ذكره الحقا ) ‪..‬‬ ‫النسيج السوري السني ‪..‬‬
‫لذا فإن تويل املرأة منصب رئيس للجمهورية أمر مكروه رشعا‬
‫بحسب الحديث التايل ‪:‬‬ ‫باالضافة اىل أن النظام استهدف كل من عاداه أو عارضه مهام‬
‫َع ْن أَبيِ بَ ْك َر َة ريض الله عنه قَال ‪:‬‬
‫َ‬ ‫كانت طائفته أو دينه و مل يفرق بني السوريني يف هذا االمر و‬
‫( لَ َق ْد نَ َف َع ِني اللَّ ُه ِب َكلِ َم ٍة َس ِم ْعتُ َها ِم ْن َر ُسو ِل اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه‬ ‫جميعنا يعلم هذا األمر جيدا ‪..‬‬
‫اب الْ َج َملِ‬ ‫َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم أَيَّا َم الْ َج َملِ بَ ْع َد َما كِدْتُ أَ ْن أَلْ َح َق ِبأَ ْص َح ِ‬
‫ول اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم‬‫فَأُقَاتِ َل َم َع ُه ْم ‪ .‬ق ََال ‪ :‬لَماَّ بَلَ َغ َر ُس َ‬ ‫االمر اآلخر الذي ينفي تلك املقولة هو أن الدعم الذي جعل‬
‫أَ َّن أَه َْل فَار َِس قَ ْد َملَّكُوا َعلَيْ ِه ْم ِب ْن َت كِسرْ َى ق ََال ‪ :‬لَ ْن يُ ْفلِ َح قَ ْو ٌم‬ ‫النظام صامدا يف فرتة ما قبل الدعم االيراين الواضح للنظام و‬
‫َولَّ ْوا أَ ْم َر ُه ْم ا ْم َرأَ ًة )‬ ‫الدعم الرويس فيام بعد ‪ -‬خالل االحداث الحالية يف سوريا ‪-‬‬
‫كان دعام من االكرثية املسلمة يف سوريا ممثال بالتجار التابعني‬
‫رواه البخاري (‪ ،)4425‬ورواه النسايئ يف « السنن « (‪)227/8‬‬ ‫لألكرثية و الذين هم من املقربني و املنتفعني من النظام‬
‫وبوب عليه النسايئ بقوله ‪« :‬النهي عن استعامل النساء يف‬ ‫االسدي و هو أمر شهدناه جميعنا ‪..‬‬
‫الحكم « انتهى‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الشريعة االسالمية يف سوريا‬

‫و عليه ‪ ::‬فإن معارضتي ملبدأ الدولة املدنية ذات مرجعية‬ ‫هذا و جاءت الفقرة الرابعة يف املادة ال ‪ 84‬تقيض ضمنا‬
‫اسالمية هي يف النهاية من أجل تكريس مفهوم املواطنة بشكل‬ ‫بوجوب أن يكون جنس الرئيس ذكرا ‪:‬‬
‫حقيقي ‪ ..‬و تكريسا لسوريا ‪ ..‬و تكريسا لنبذ الفروقات بني‬ ‫« املادة الرابعة والثامنون»‬
‫الناس ‪ ..‬و تكريسا للعدل الحقيقي بني السوريني ‪ ..‬و رغبة‬ ‫يشرتط يف املرشح إىل منصب رئيس الجمهورية ما يأيت‪:‬‬
‫حقيقية ببناء وطن لكل السوريني‬ ‫أن يكون متامً األربعني عاماً من عمره‪.‬‬

‫أمتنى أن نصل اىل حالة الوعي الحقيقية هذه من أجل سوريا‬ ‫أن يكون متمتعاً بالجنسية العربية السورية بالوالدة‪ ،‬من‬
‫للجميع‬ ‫أبوين متمتعني بالجنسية العربية السورية بالوالدة‪.‬‬
‫أن يكون متمتعاً بحقوقه املدنية والسياسية‪ ،‬وغري محكوم‬
‫بجرم شائن ولو رد إليه اعتباره‪.‬‬

‫أن ال يكون متزوجاً من غري سورية‪<<<<<<<< .‬‬

‫أن يكون مقيامً يف الجمهورية العربية السورية ملدة ال تقل عن‬


‫عرشة سنوات إقامة دامئة متصلة عند تقديم طلب الرتشيح‪« .‬‬

‫حيث مل يذكر القانون تفصيال بفقرة منفصلة ال تفرق بني‬


‫الرجل و املرأة يف هذا الشأن أو مثال يف الفقرة الرابعة مل يذكر‬
‫لفظة «سورية أو سوري» للداللة عىل جنس زوجة أو زوج‬
‫الرئيس بل افرتض ضمنا عىل أنه يجب عىل الرئيس أن يكون‬
‫ذكرا و أن ال تكون زوجته غري سورية ‪ ...‬مام يدع مكانا للشك و‬
‫يكرس النزعة الذكورية يف القانون ‪ ..‬و يفتح الباب أمام الرجوع‬
‫اىل النص الرشعي املذكور مسبقا بالحديث الرشيف ‪....‬‬

‫قانون االحوال الشخصية العنرصي و الطائفي سيبقى يف حال‬


‫بقيت الدولة ذات مرجعية اسالمية ليك ال يتسبب ذلك يف‬
‫حساسيات لباقي الطوائف مام يكرس التفرقة بني الطوائف‬
‫أكرث و يركز عىل املرجعية الطائفية للمواطنني السوريني عوضا‬
‫عىل املرجعية القانونية املساوية للجميع بشكل عادل متاما و‬
‫يجعل االنسان السوري يعامل معاملة «مواطن» بغض النظر‬
‫عن جنسه أو عرقه أو طائفته أو دينه‬

‫‪20‬‬
‫رضاع الكبري يف كتب األحاديث‬

‫روايات رضاع الكبري يف البخاري‬


‫روى البخاري‪ -‬ىف كتاب املغازى ‪ -‬باب شهود املالئكة بدرا ً– حديث رقم [‪. ]3699‬‬

‫اب أَ ْخبرَ َنيِ ُع ْر َو ُة بْ ُن ال ُّزبَيرْ ِ َع ْن َعائِشَ َة َرضيِ َ اللَّ ُه‬ ‫(( َح َّدث َ َنا يَ ْحيَى بْ ُن بُ َكيرْ ٍ َح َّدث َ َنا اللَّيْثُ َع ْن ُع َقيْلٍ َع ْن ابْنِ ِش َه ٍ‬
‫َع ْن َها َز ْو ِج ال َّنب ِِّي َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّم‪( :‬أَ َّن أَبَا ُح َذيْ َف َة َوكَا َن ِم َّم ْن شَ ِه َد بَ ْد ًرا َم َع َر ُسو ِل اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم‬
‫ول اللَّ ِه َصلىَّ‬‫تَ َب َّنى َسالِماً َوأَنْ َك َح ُه ِب ْن َت أَ ِخي ِه ِه ْن َد ِب ْن َت الْ َولِ ِيد بْنِ ُعتْ َب َة َو ُه َو َم ْولىً لاِ ْم َرأَ ٍة ِم ْن الأْ َن َْصا ِر كَماَ تَ َب َّنى َر ُس ُ‬
‫اس إِلَ ْي ِه َو َورِثَ ِم ْن ِم َرياثِ ِه َحتَّى أَنْ َز َل اللَّ ُه ت َ َعالىَ‬ ‫اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َزيْ ًدا َوكَا َن َم ْن تَ َب َّنى َر ُجلاً فيِ الْ َجا ِهلِ َّي ِة َد َعا ُه ال َّن ُ‬
‫ا ْد ُعو ُه ْم لآِ بَائِ ِه ْم فَ َجا َءتْ َس ْهلَ ُة ال َّنب َِّي َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم فَ َذكَ َر الْ َح ِديثَ )‬

‫¬روى البخاري‪ -‬ىف كتاب‪:‬النكاح‪ -‬باب األكفاء يف الدين ‪ -‬حديث رقم [‪.]4698‬‬
‫َح َّدث َ َنا أَبُو الْ َيماَ نِ أَ ْخبرَ َنَا شُ َع ْي ٌب َع ْن ال ُّز ْهر ِِّي ق ََال أَ ْخبرَ َنيِ ُع ْر َو ُة بْ ُن ال ُّزبَيرْ ِ َع ْن َعائِشَ َة َرضيِ َ اللَّ ُه َع ْن َها‪(:‬أَ َّن أَبَا ُح َذيْ َف َة‬
‫بْ َن ُعتْ َب َة بْنِ َربِي َع َة بْنِ َع ْب ِد شَ ْم ٍس َوكَا َن ِم َّم ْن شَ ِه َد بَ ْد ًرا َم َع ال َّنب ِِّي َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم تَ َب َّنى َسالِماً َوأَنْ َك َح ُه‬
‫ِب ْن َت أَ ِخي ِه ِه ْن َد ِب ْن َت الْ َولِ ِيد بْنِ ُعتْبَ َة بْنِ َربِي َع َة َو ُه َو َم ْولىً لاِ ْم َرأَ ٍة ِم ْن الأْ َن َْصا ِر كَماَ تَبَ َّنى ال َّنب ُِّي َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْ ِه‬
‫اس إِلَيْ ِه َو َورِثَ ِم ْن ِم َرياثِ ِه َحتَّى أَنْ َز َل اللَّ ُه ا ْد ُعو ُه ْم لآِ بَائِ ِه ْم‬ ‫َو َسلَّ َم َزيْ ًدا َوكَا َن َم ْن تَبَ َّنى َر ُجلاً فيِ الْ َجا ِهلِيَّ ِة َد َعا ُه ال َّن ُ‬
‫إِلىَ قَ ْولِ ِه َو َم َوالِي ُك ْم فَ ُر ُّدوا إِلىَ آبَائِ ِه ْم فَ َم ْن لَ ْم يُ ْعلَ ْم لَ ُه أَ ٌب كَا َن َم ْولىً َوأَخًا فيِ الدِّينِ فَ َجا َءتْ َس ْهلَ ُة ِب ْن ُت ُس َهيْلِ بْنِ‬
‫ول اللَّ ِه إِنَّا‬‫َع ْمرٍو الْ ُق َرشيِ ِّ ث ُ َّم ال َعا ِمر ِِّي َو ِه َي ا ْم َرأَ ُة أَبيِ ُح َذيْ َف َة بْنِ ُعتْ َب َة ال َّنب َِّي َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم فَقَال َْت يَا َر ُس َ‬
‫كُ َّنا نَ َرى َسالِماً َولَ ًدا َوقَ ْد أَنْ َز َل اللَّ ُه ِفي ِه َما قَ ْد َعلِ ْم َت فَ َذكَ َر الْ َح ِديثَ )‪.‬‬

‫حدثنا ُع ْر َو َة بْنِ ال ُّزبَيرْ ِ‪ :‬قال» َح َّدث َ َنا َع ْم ٌرو ال َّنا ِق ُد َوابْ ُن أَبيِ ُع َم َر قَاال َح َّدث َ َنا ُس ْفيَا ُن بْ ُن ُعيَيْ َن َة َع ْن َعبْ ِد ال َّر ْح َمنِ بْنِ‬
‫ول‬ ‫َاسمِ َع ْن أَبِي ِه َع ْن َعائِشَ َة قَال َْت‪َ :‬جا َءتْ َس ْهلَ ُة ِب ْن ُت ُس َهيْلٍ إِلىَ ال َّنب ِِّي َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم ‪ :‬فَقَال َْت يَا َر ُس َ‬ ‫الْق ِ‬
‫اللَّ ِه إِنيِّ أَ َرى فيِ َو ْج ِه أَبيِ ُح َذيْ َف َة ِم ْن ُدخُو ِل َسالِمٍ َو ُه َو َحلِي ُف ُه فَق ََال ال َّنب ُِّي صلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ :‬أَ ْر ِض ِعي ِه قَال َْت‬
‫ول اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َوق ََال‪ :‬قَ ْد َعلِ ْم ُت أَنَّ ُه َر ُج ٌل كَ ِب ٌري‪ .‬زَا َد‬ ‫َوكَ ْي َف أُ ْر ِض ُع ُه َو ُه َو َر ُج ٌل كَ ِب ٌري؟‪ .‬فَتَ َب َّس َم َر ُس ُ‬
‫َ‬
‫َع ْم ٌرو فيِ َح ِدي ِث ِه َوكَا َن قَ ْد شَ ِه َد بَ ْد ًرا َوفيِ ِر َوايَ ِة ابْنِ أبيِ ُع َم َر فَضَ ِح َك َر ُس ُ‬
‫ول اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم )‬

‫روايات رضاع الكبري يف مسلم‬


‫روى مسلم ‪ -‬كتاب الرضاع – باب رضاعة الكبري‪ -‬حديث رقم [‪.]2637‬‬

‫و َح َّدث َ َنا إِ ْس َح ُق بْ ُن ِإبْ َرا ِهي َم ألحنظيل َو ُم َح َّم ُد بْ ُن أَبيِ ُع َم َر َج ِمي ًعا َع ْن الثَّ َق ِف ِّي ق ََال ابْ ُن أَبيِ ُع َم َر َح َّدث َ َنا َعبْ ُد‬
‫َاسمِ ‪َ ( :‬ع ْن َعائِشَ َة أَ َّن َسالِماً َم ْولىَ أَبيِ ُح َذيْ َف َة كَا َن َم َع أَبيِ‬ ‫وب َع ْن ابْنِ أَبيِ ُملَيْ َك َة َع ْن الْق ِ‬ ‫اب الثَّ َق ِف ُّي َع ْن أَيُّ َ‬
‫الْ َو َّه ِ‬
‫ُح َذيْ َف َة َوأَ ْهلِ ِه فيِ بَيْ ِت ِه ْم فَأَت َْت تَ ْع ِني ابْ َن َة ُس َهيْلٍ ال َّنب َِّي َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم فَقَال َْت‪ :‬إِ َّن َسالِماً قَ ْد بَلَ َغ َما يَبْل ُغُ‬
‫ال ِّر َج ُال َو َعق ََل َما َع َقلُوا َوإِنَّ ُه يَ ْدخ ُُل َعلَ ْي َنا َوإِنيِّ أَظُ ُّن أَ َّن فيِ نَف ِْس أَبيِ ُح َذيْ َف َة ِم ْن َذلِ َك شَ ْيئًا فَق ََال لَ َها ال َّنب ُِّي َصلىَّ‬

‫‪21‬‬
‫رضاع الكبري يف كتب األحاديث‬

‫اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم أَ ْر ِض ِعي ِه تَ ْح ُر ِمي َعلَ ْي ِه َويَ ْذ َه ْب ال َِّذي فيِ نَف ِْس أَبيِ ُح َذيْ َف َة فَ َر َج َع ْت فَقَال َْت إِنيِّ قَ ْد أَ ْرضَ ْعتُ ُه فَ َذ َه َب‬
‫ال َِّذي فيِ نَف ِْس أَبيِ ُح َذيْ َفةَ)‪.‬‬

‫روى مسلم ‪ -‬كتاب الرضاع – باب رضاعة الكبري‪ -‬حديث رقم [‪.]2638‬‬
‫َ‬
‫((و َح َّدث َ َنا إِ ْس َح ُق بْ ُن إِبْ َرا ِهي َم َو ُم َح َّم ُد بْ ُن َرا ِفعٍ َواللَّ ْف ُظ لاِ بْنِ َرا ِفعٍ قَال َح َّدث َنا َعبْ ُد ال َّر َّزاقِ أ ْخبرَ َنَا ابْ ُن ُج َريْ ٍج‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َاس َم بْ َن ُم َح َّم ِد بْنِ أَبيِ بَ ْك ٍر أَ ْخبرَ َهُ ‪ :‬أَ َّن َعائِشَ َة أَ ْخبرَ َتْ ُه أَ َّن َس ْهلَ َة ِب ْن َت ُس َه ْيلِ بْنِ َع ْمرٍو‬
‫أَ ْخبرَ َنَا ابْ ُن أَبيِ ُملَ ْي َك َة أَ َّن الْق ِ‬
‫ول اللَّ ِه إِ َّن َسالِماً َم ْولىَ أَبيِ ُح َذيْ َف َة َم َع َنا فيِ بَ ْي ِت َنا َوقَ ْد بَلَ َغ َما‬ ‫َجا َءتْ ال َّنب َِّي َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم فَقَال َْت‪ :‬يَا َر ُس َ‬
‫يَ ْبلُ ُغ ال ِّر َج ُال َو َعلِ َم َما يَ ْعلَ ُم ال ِّر َج ُال‪ .‬ق ََال أَ ْر ِض ِعي ِه تَ ْح ُر ِمي َعلَ ْي ِه‪ !...‬ق ََال‪ :‬فَ َم َكث ُْت َس َن ًة أ ْو قَرِي ًبا ِم ْن َها ال أ َح ِّدثُ ِب ِه‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫َاس َم فَ ُقل ُْت لَ ُه لَ َق ْد َح َّدثْتَ ِني َح ِديثًا َما َح َّدثْتُ ُه بَ ْعد‪ ُ .!...‬ق ََال فَماَ ُه َو فَأَ ْخبرَ ْت ُ ُه ق ََال فَ َح ِّدث ْ ُه َع ِّني‬
‫يت الْق ِ‬ ‫َو ِهبْتُ ُه ث ُ َّم لَ ِق ُ‬
‫أَ َّن َعائِشَ َة أَ ْخبرَ َت ْ ِني ِه )‪.‬‬

‫روى مسلم ‪ -‬كتاب الرضاع – باب رضاعة الكبري‪ -‬حديث رقم [‪.]2639‬‬
‫ُ‬
‫(و َح َّدث َ َنا ُم َح َّم ُد بْ ُن الْ ُمثَ َّنى َح َّدث َ َنا ُم َح َّم ُد بْ ُن َج ْع َف ٍر َح َّدث َ َنا شُ ْع َب ُة َع ْن ُح َم ْي ِد بْنِ نَا ِفعٍ َع ْن َزيْ َن َب ِب ْن ِت أ ِّم َسلَ َم َة‬
‫قَال َْت‪ :‬قَال َْت أُ ُّم َسلَ َم َة لِ َعائِشَ َة إِنَّ ُه يَ ْدخ ُُل َعلَيْ ِك الْغُال ُم الأْ َيْ َف ُع الَّ ِذي َما أُ ِح ُّب أَ ْن يَ ْدخ َُل َعليََّ ‪ ...‬ق ََال‪ :‬فَقَال َْت َعائِشَ ُة‬
‫ول اللَّ ِه إِ َّن َسالِماً يَ ْدخ ُُل‬‫أَ َما ل َِك فيِ َر ُسو ِل اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم أُ ْس َو ٌة قَال َْت إِ َّن ا ْم َرأَ َة أَبيِ ُح َذيْ َف َة قَال َْت يَا َر ُس َ‬
‫ول اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم أَ ْر ِض ِعي ِه َحتَّى يَ ْدخ َُل‬ ‫َعليََّ َو ُه َو َر ُج ٌل َوفيِ نَف ِْس أَبيِ ُح َذيْ َف َة ِم ْن ُه شيَ ْ ٌء‪ .‬فَق ََال َر ُس ُ‬
‫َعلَ ْي ِك)‬

‫روى مسلم ‪ -‬كتاب الرضاع – باب رضاعة الكبري‪ -‬حديث رقم [‪.]2640‬‬
‫(و َح َّدث َ ِني أَبُو الطَّا ِه ِر َو َها ُرو ُن بْ ُن َس ِع ٍيد الأْ َيْليِ ُّ َواللَّ ْف ُظ لِ َها ُرو َن قَاال َح َّدث َ َنا ابْ ُن َو ْه ٍب أَ ْخبرَ َنيِ َم ْخ َر َم ُة بْ ُن بُ َكيرْ ٍ‬
‫ُول‪َ :‬س ِم ْع ُت أُ َّم َسلَ َم َة َز ْو َج ال َّنب ِِّي‬
‫ُول‪َ :‬س ِم ْع ُت َزيْ َن َب ِب ْن َت أَبيِ َسلَ َم َة تَق ُ‬ ‫َع ْن أَبِي ِه ق ََال‪َ :‬س ِم ْع ُت ُح َم ْي َد بْ َن نَا ِفعٍ يَق ُ‬
‫يب نَ ْفسيِ أَ ْن يَ َرانيِ الْغُال ُم قَ ْد ْاستَ ْغ َنى َع ْن ال َّرضَ ا َع ِة فَقَال َْت‬ ‫ُول لِ َعائِشَ َة َواللَّ ِه َما ت َِط ُ‬ ‫َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم تَق ُ‬
‫ول اللَّ ِه إِنيِّ ال َرى فيِ َو ْج ِه‬ ‫لِ َم‪...‬؟‪ :‬قَ ْد َجا َءتْ َس ْهلَ ُة ِب ْن ُت ُس َه ْيلٍ إِلىَ َر ُسو ِل اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم فَقَال َْت‪ :‬يَا َر ُس َ‬
‫ول اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم أَ ْر ِض ِعي ِه فَقَال َْت إِنَّ ُه ذُو ل ْحيَة فَق ََال‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫أَبيِ ُح َذيْ َف َة ِم ْن ُدخُو ِل َسالِمٍ ‪ .‬قَال َْت ‪ :‬فَق ََال َر ُس ُ‬
‫أَ ْر ِض ِعي ِه يَ ْذ َه ْب َما فيِ َو ْج ِه)‪.‬‬

‫روى مسلم ‪ -‬كتاب الرضاع – باب رضاعة الكبري‪ -‬حديث رقم [‪.]2641‬‬
‫َ‬
‫اب أنَّ ُه ق ََال‪:‬‬ ‫( َح َّدث َ ِني َعبْ ُد الْ َملِ ِك بْ ُن شُ َعيْ ِب بْنِ اللَّيْ ِث َح َّدث َ ِني أَبيِ َع ْن َج ِّدي َح َّدث َ ِني ُع َقيْ ُل بْ ُن خَالِ ٍد َع ْن ابْنِ ِش َه ٍ‬
‫أَ ْخبرَ َنيِ أَبُو ُعبَيْ َد َة بْ ُن َعبْ ِد اللَّ ِه بْنِ َز ْم َع َة أَ َّن أُ َّم ُه َزيْ َن َب ِب ْن َت أَبيِ َسلَ َم َة أَ ْخبرَ َتْ ُه أَ َّن أُ َّم َها أُ َّم َسلَ َم َة َز ْو َج ال َّنب ِِّي َصلىَّ‬
‫ُول‪ :‬أَبىَ َسائِ ُر أَ ْز َوا ِج ال َّنب ِِّي َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم أَ ْن يُ ْد ِخلْ َن َعلَيْ ِه َّن أَ َح ًدا ِب ِتل َْك ال َّرضَ ا َع ِة‬ ‫اللَّ ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم كَان َْت تَق ُ‬
‫اخلٍ‬ ‫َاص ًة فَماَ ُه َو ِب َد ِ‬ ‫ول اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم لِ َسالِمٍ خ َّ‬ ‫َوقُلْ َن لِ َعائِشَ َة َواللَّ ِه َما نَ َرى َهذَا إِال ُرخ َْص ًة أَ ْرخ ََص َها َر ُس ُ‬

‫‪22‬‬
‫رضاع الكبري يف كتب األحاديث‬

‫َعلَ ْي َنا أَ َح ٌد ِب َه ِذ ِه ال َّرضَ ا َع ِة َوال َرائِي َنا)‪.‬‬

‫روايات رضاع الكبري يف النسايئ‬

‫روى النسايئ ىف كتاب النكاح‪:‬بَاب َرضَ ا ِع الْ َك ِبريِ‪:‬الحديث رقم[‪:]3267‬‬


‫(أَ ْخبرَ َنَا يُون ُُس بْ ُن َع ْب ِد الأْ َ ْعلىَ ق ََال َح َّدث َ َنا ابْ ُن َو ْه ٍب ق ََال أَ ْخبرَ َنيِ َم ْخ َر َم ُة بْ ُن بُ َكيرْ ٍ َع ْن أَبِي ِه ق ََال‪َ :‬س ِم ْع ُت ُح َم ْي َد بْ َن‬
‫ُول ( َجا َءتْ‬ ‫ُول َس ِم ْع ُت َعائِشَ َة َز ْو َج ال َّنب ِِّي َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم تَق ُ‬ ‫ُول َس ِم ْع ُت َزيْ َن َب ِب ْن َت أَبيِ َسلَ َم َة تَق ُ‬ ‫نَا ِفعٍ يَق ُ‬
‫َ‬
‫ول اللَّ ِه إِنيِّ ال َرى فيِ َو ْج ِه أبيِ ُح َذيْ َف َة ِم ْن‬ ‫َس ْهلَ ُة ِب ْن ُت ُس َه ْيلٍ إِلىَ َر ُسو ِل اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم فَقَال َْت يَا َر ُس َ‬
‫ول اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم‪ :‬أَ ْر ِض ِعي ِه قُل ُْت إِنَّ ُه لَذُو ل ْحيَة فَق ََال أ ْرضعيه يَ ْذ َه ْب َما فيِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُدخُو ِل َسالِمٍ َعليََّ ‪ :‬ق ََال َر ُس ُ‬
‫َو ْج ِه أَبيِ ُح َذيْ َف َة قَال َْت َواللَّ ِه َما َع َرفْتُ ُه فيِ َو ْج ِه أَبيِ ُح َذيْ َف َة بَ ْع ُد)‪.‬‬

‫روى النسايئ ىف كتاب النكاح‪:‬باب رضاعة الْ َك ِبريِ‪:‬الحديث رقم[‪:]3268‬‬


‫(أَ ْخبرَ َنَا َع ْب ُد اللَّ ِه بْ ُن ُم َح َّم ِد بْنِ َع ْب ِد ال َّر ْح َمنِ ق ََال َح َّدث َ َنا ُس ْف َيا ُن ق ََال َس ِم ْع َنا ُه ِم ْن َع ْب ِد ال َّر ْح َمنِ َو ُه َو ابْ ُن الْق ِ‬
‫َاسمِ‬
‫َع ْن أَبِي ِه َع ْن َعائِشَ َة قَال َْت َجا َءتْ َس ْهلَ ُة ِب ْن ُت ُس َهيْلٍ إِلىَ َر ُسو ِل اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم فَقَال َْت إِنيِّ أَ َرى فيِ َو ْج ِه‬
‫أَبيِ ُح َذيْ َف َة ِم ْن ُدخُو ِل َسالِمٍ َعليََّ ق ََال فَأَ ْر ِض ِعي ِه قَال َْت َوكَيْ َف أُ ْر ِض ُع ُه َو ُه َو َر ُج ٌل كَ ِب ٌري فَق ََال أَل َْس ُت أَ ْعلَ ُم أَنَّ ُه َر ُج ٌل‬
‫كَ ِب ٌري ث ُ َّم َجا َءتْ بَ ْع ُد فَقَال َْت َوال َِّذي بَ َعث ََك بِالْ َح ِّق نَ ِب ًّيا َما َرأَيْ ُت فيِ َو ْج ِه أَبيِ ُح َذيْ َف َة بَ ْع ُد شَ ْيئًا أَكْ َرهُ )‬

‫روى النسايئ ىف كتاب النكاح‪:‬باب َرضَ ا ِع الْ َك ِبريِ‪:‬الحديث رقم[‪:]3269‬‬


‫(أَ ْخبرَ َنَا أَ ْح َم ُد بْ ُن يَ ْحيَى أَبُو الْ َوزِي ِر ق ََال َس ِم ْع ُت ابْ َن َو ْه ٍب ق ََال أَ ْخبرَ َنيِ ُسلَيْماَ ُن َع ْن يَ ْحيَى َو َربِي َع ُة َع ْن الْقَاسمِ َع ْن‬
‫ِ‬
‫َعائِشَ َة قَال َْت أَ َم َر ال َّنب ُِّي َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم ا ْم َرأَ َة أَبيِ ُح َذيْ َف َة أَ ْن ت ُ ْر ِض َع َسالِماً َم ْولىَ أَبيِ ُح َذيْ َف َة َحتَّى ت َ ْذ َه َب‬
‫َغيرْ َ ُة أَبيِ ُح َذيْ َف َة فَأَ ْرضَ َعتْ ُه َو ُه َو َر ُج ٌل ق ََال َربِي َع ُة فَكَان َْت ُرخ َْص ًة لِ َسالِمٍ )‪.‬‬

‫روى النسايئ ىف كتاب النكاح‪:‬باب رضاعة الْ َك ِبريِ‪:‬الحديث رقم[‪:]3270‬‬


‫َاسمِ بْنِ ُم َح َّمدٍ‬‫ِيب َع ْن ابْنِ ُج َريْ ٍج َع ْن ابْنِ أَبيِ ُملَيْ َك َة َع ْن الْق ِ‬ ‫(أَ ْخبرَ َنَا ُح َميْ ُد بْ ُن َم ْس َع َد َة َع ْن ُس ْفيَا َن َو ُه َو ابْ ُن َحب ٍ‬
‫ول اللَّ ِه إِ َّن َسالِماً يَ ْدخ ُُل َعلَيْ َنا‬
‫َع ْن َعائِشَ َة قَال َْت َجا َءتْ َس ْهلَ ُة إِلىَ َر ُسو ِل اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم فَقَال َْت يَا َر ُس َ‬
‫َوقَ ْد َعق ََل َما يَ ْع ِق ُل ال ِّر َج ُال َو َعلِ َم َما يَ ْعلَ ُم ال ِّر َج ُال ق ََال أَ ْر ِض ِعي ِه تَ ْح ُر ِمي َعلَ ْي ِه ِب َذلِ َك فَ َم َكث ُْت َح ْولاً ال أُ َح ِّدثُ ِب ِه‬
‫َاس َم فَق ََال َح ِّدثْ ِب ِه َوال تَ َهابُهُ)‪.‬‬ ‫يت الْق ِ‬ ‫َولَ ِق ُ‬

‫روى النسايئ ىف كتاب النكاح‪:‬باب رضاعة الْ َك ِبريِ‪:‬الحديث رقم[‪:]3271‬‬


‫(أَ ْخبرَ َنَا ِع ْم َرا ُن بْ ُن بَ َّكا ِر بْنِ َر ِاش ٍد ق ََال َح َّدث َ َنا أَبُو الْيَماَ نِ ق ََال أَنْبَأَنَا شُ َعيْ ٌب َع ْن ال ُّز ْهر ِِّي ق ََال أَ ْخبرَ َنيِ ُع ْر َو ُة بْ ُن ال ُّزبَيرْ ِ‬
‫َع ْن َعائِشَ ةَ‪( :‬أَ َّن أَبَا ُح َذيْ َف َة بْ َن ُعتْ َب َة بْنِ َربِي َع َة بْنِ َع ْب ِد شَ ْم ٍس َوكَا َن ِم َّم ْن شَ ِه َد بَ ْد ًرا َم َع َر ُسو ِل اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه‬

‫‪23‬‬
‫رضاع الكبري يف كتب األحاديث‬

‫َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ت َ َب َّنى َسالِماً َوأَنْ َك َح ُه ابْ َن َة أَ ِخي ِه ِه ْن َد ِب ْن َت الْ َولِ ِيد بْنِ ُعتْ َب َة بْنِ َربِي َع َة بْنِ َع ْب ِد شَ ْم ٍس َو ُه َو َم ْولىً لاِ ْم َرأَ ٍة‬
‫اس ابْ َن ُه‬ ‫ِم ْن الأْ َن َْصا ِر كَماَ ت َ َب َّنى َر ُس ُ‬
‫ول اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َزيْ ًدا َوكَا َن َم ْن تَ َب َّنى َر ُجلاً فيِ الْ َجا ِهلِ َّي ِة َد َعا ُه ال َّن ُ‬
‫فَ َورِثَ ِم ْن ِم َرياثِ ِه َحتَّى أَنْ َز َل اللَّ ُه َع َّز َو َج َّل فيِ َذلِ َك ا ْد ُعو ُه ْم لآِ بَائِ ِه ْم ُه َو أق َْس ُط ِع ْن َد اللَّ ِه فَ ِإ ْن لَ ْم تَ ْعلَ ُموا آبَا َء ُه ْم‬
‫َ‬
‫فَ ِإ ْخ َوانُ ُك ْم فيِ الدِّينِ َو َم َوالِي ُك ْم فَ َم ْن لَ ْم يُ ْعلَ ْم لَ ُه أَ ٌب كَا َن َم ْولىً َوأَخًا فيِ الدِّينِ ُم ْختَصرَ ٌ )‪.‬‬

‫روى النسايئ ىف كتاب النكاح‪:‬باب رضاعة الْ َك ِبريِ‪:‬الحديث رقم[‪:]3272‬‬


‫وب بْ ُن ُسلَ ْيماَ َن بْنِ بِال ٍل ق ََال َح َّدث َ ِني أَبُو بَ ْك ِر بْ ُن أَبيِ أُ َويْ ٍس َع ْن ُسلَ ْيماَ َن بْنِ‬ ‫(أَ ْخبرَ َنَا ُم َح َّم ُد بْ ُن نَصرْ ٍ ق ََال َح َّدث َ َنا أَيُّ ُ‬
‫اب ق ََال َح َّدث َ ِني ُع ْر َو ُة بْ ُن ال ُّزبَيرْ ِ َوابْ ُن َع ْب ِد اللَّ ِه بْنِ َربِي َع َة‬ ‫َ‬
‫بِال ٍل ق ََال ق ََال يَ ْح َيى يَ ْع ِني ابْ َن َس ِع ٍيد َوأ ْخبرَ َنيِ ابْ ُن ِش َه ٍ‬
‫َع ْن َعائِشَ َة َز ْو ِج ال َّنب ِِّي َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم َوأُ ِّم َسلَ َم َة َز ْو ِج ال َّنب ِِّي َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْه َو َسلَّ َم ‪( :‬أ َّن أبَا ُح َذيْ َف َة بْ َن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ُعتْبَ َة بْنِ َربِي َع َة بْنِ َعبْ ِد شَ ْم ٍس َوكَا َن ِم َّم ْن شَ ِه َد بَ ْد ًرا َم َع َر ُسو ِل اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم تَبَ َّنى َسالِماً َو ُه َو َم ْولىً‬
‫ول اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َزيْ َد بْ َن َحا ِرث َ َة َوأَنْك ََح أَبُو ُح َذيْ َف َة بْ ُن ُعتْ َب َة َسالِماً‬ ‫لاِ ْم َرأَ ٍة ِم ْن الأْ َن َْصا ِر كَماَ تَ َب َّنى َر ُس ُ‬
‫ات الأْ ُ َو ِل َو ِه َي‬ ‫ابْ َن َة أَ ِخي ِه ِه ْن َد ابْ َن َة الْ َولِ ِيد بْنِ ُعتْ َب َة بْنِ َربِي َع َة َوكَان َْت ِه ْن ُد ِب ْن ُت الْ َولِ ِيد بْنِ ُعتْ َب َة ِم ْن الْ ُم َها ِج َر ِ‬
‫يَ ْو َم ِئ ٍذ ِم ْن أَفْضَ لِ أَيَا َمى قُ َريْ ٍش فَلَماَّ أَنْ َز َل اللَّ ُه َع َّز َو َج َّل فيِ َزيْ ِد بْنِ َحا ِرث َ َة ا ْد ُعو ُه ْم لآِ بَائِ ِه ْم ُه َو أَق َْس ُط ِع ْن َد اللَّ ِه‬
‫ُر َّد ك ُُّل أَ َح ٍد يَ ْنتَ ِمي ِم ْن أُولَ ِئ َك إِلىَ أَبِي ِه فَ ِإ ْن لَ ْم يَ ُك ْن يُ ْعلَ ُم أَبُو ُه ُر َّد إِلىَ َم َوالِي ِه)‪.‬‬

‫روايات رضاع الكبري يف أبو داود‬

‫روى‪:‬أبو داود ‪ -‬ىف كتاب النكاح برقم‪ .]1764[:‬بَاب ِفي َم ْن َح َّر َم ِب ِه‪:‬‬
‫ِ‬
‫اب َح َّدث َ ِني ُع ْر َو ُة بْ ُن ال ُّزبَيرْ ِ َع ْن َعائشَ َة َز ْو ِج‬ ‫( َح َّدث َ َنا أَ ْح َم ُد بْ ُن َصالِ ٍح َح َّدث َ َنا َع ْنبَ َس ُة َح َّدث َ ِني يُون ُُس َع ْن ابْنِ ِش َه ٍ‬
‫ال َّنب ِِّي َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم َوأُ ِّم َسلَ َم َة أَ َّن أَبَا ُح َذيْ َف َة بْ َن ُعتْبَ َة بْنِ َربِي َع َة بْنِ َعبْ ِد شَ ْم ٍس كَا َن تَبَ َّنى َسالِماً َوأَنْ َك َح ُه‬
‫ول اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه‬ ‫ابْ َن َة أَ ِخي ِه ِه ْن َد ِب ْن َت الْ َولِ ِيد بْنِ ُعتْ َب َة بْنِ َربِي َع َة َو ُه َو َم ْولىً لاِ ْم َرأَ ٍة ِم ْن الأْ َن َْصا ِر كَماَ تَ َب َّنى َر ُس ُ‬
‫اس إِلَ ْي ِه َو ُو ِّرثَ ِم َرياث َ ُه َحتَّى أَنْ َز َل اللَّ ُه ُس ْب َحانَ ُه َوت َ َعالىَ فيِ‬ ‫َو َسلَّ َم َزيْ ًدا َوكَا َن َم ْن تَ َب َّنى َر ُجلاً فيِ الْ َجا ِهلِ َّي ِة َد َعا ُه ال َّن ُ‬
‫َ‬
‫َذلِ َك ا ْد ُعو ُه ْم لآِ بَائِ ِه ْم إِلىَ قَ ْولِ ِه فَ ِإ ْخ َوانُ ُك ْم فيِ الدِّينِ َو َم َوالِي ُك ْم فَ ُر ُّدوا إِلىَ آبَائِ ِه ْم فَ َم ْن لَ ْم يُ ْعلَ ْم لَ ُه أ ٌب كَا َن َم ْولىً‬
‫ول‬ ‫َوأَخًا فيِ الدِّينِ فَ َجا َءتْ َس ْهلَ ُة ِب ْن ُت ُس َهيْلِ بْنِ َع ْمرٍو الْ ُق َرشيِ ِّ ث ُ َّم الْ َعا ِمر ِِّي َو ِه َي ا ْم َرأَ ُة أَبيِ ُح َذيْ َف َة فَقَال َْت يَا َر ُس َ‬
‫اح ٍد َويَ َرانيِ فُضْ لاً َوقَ ْد أَنْ َز َل اللَّ ُه َع َّز َو َج َّل‬ ‫اللَّ ِه إِنَّا كُ َّنا نَ َرى َسالِماً َولَ ًدا َوكَا َن يَأْوِي َم ِعي َو َم َع أَبيِ ُح َذيْ َف َة فيِ بَيْ ٍت َو ِ‬
‫ات فَكَا َن‬ ‫ِفي ِه ْم َما قَ ْد َعلِ ْم َت فَ َك ْي َف تَ َرى ِفي ِه فَق ََال لَ َها ال َّنب ُِّي َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم أَ ْر ِض ِعي ِه فَأَ ْرضَ َعتْ ُه َخ ْم َس َرضَ َع ٍ‬
‫ات إِ ْخ َوتِ َها أَ ْن يُ ْر ِض ْع َن َم ْن‬ ‫ات أَ َخ َواتِ َها َوبَ َن ِ‬ ‫بمِ َ ْن ِزلَ ِة َول َِد َها ِم ْن ال َّرضَ ا َع ِة فَ ِب َذلِ َك كَان َْت َعائِشَ ُة َرضيِ َ اللَّ ُه َع ْن َها تَأْ ُم ُر بَ َن ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ات ث ُ َّم يَ ْدخ ُُل َعلَيْ َها َوأبَ ْت أ ُّم َسلَ َم َة َو َسائِ ُر أ ْز َوا ِج‬ ‫أَ َحبَّ ْت َعائِشَ ُة أَ ْن يَ َرا َها َويَ ْدخ َُل َعلَيْ َها َوإِ ْن كَا َن كَ ِب ًريا َخ ْم َس َرضَ َع ٍ‬
‫اس َحتَّى يَ ْرضَ َع فيِ الْ َم ْه ِد َوقُلْ َن لِ َعائِشَ َة‬ ‫ال َّنب ِِّي َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم أَ ْن يُ ْد ِخلْ َن َعلَيْ ِه َّن ِب ِتل َْك ال َّرضَ ا َع ِة أَ َح ًدا ِم ْن ال َّن ِ‬
‫اس)‪.‬‬ ‫َواللَّ ِه َما نَ ْدرِي لَ َعلَّ َها كَان َْت ُرخ َْص ًة ِم ْن ال َّنب ِِّي َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم لِ َسالِمٍ ُدو َن ال َّن ِ‬

‫‪24‬‬
‫رضاع الكبري يف كتب األحاديث‬

‫روايات رضاع الكبري يف ابن ماجة‬

‫روى ابن ماجة‪-‬كتاب النكاح ‪:‬بَاب رِضَ ا ِع الْ َك ِبريِ‪-‬الحديث رقم‪.]1933[ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫( َح َّدث َ َنا ِهشَ ا ُم بْ ُن َعماَّ ٍر َح َّدث َ َنا ُس ْفيَا ُن بْ ُن ُعيَيْ َن َة َع ْن َعبْ ِد ال َّر ْح َمنِ بْنِ الْقَاسمِ َع ْن أبِيه َع ْن َعائشَ َة قَال َْت َجا َءتْ‬
‫ِ‬
‫ول اللَّ ِه إِنيِّ أَ َرى فيِ َو ْج ِه أَبيِ ُح َذيْ َف َة الْ َك َرا ِهيَ َة ِم ْن‬ ‫َس ْهلَ ُة ِب ْن ُت ُس َهيْلٍ إِلىَ ال َّنب ِِّي َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم فَقَال َْت يَا َر ُس َ‬
‫ول‬ ‫ُدخُو ِل َسالِمٍ َعليَ ّ ‪ :‬فَق ََال ال َّنب ُِّي َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪ :‬أَ ْر ِض ِعي ِه قَال َْت كَ ْي َف أُ ْر ِض ُع ُه َو ُه َو َر ُج ٌل كَ ِب ٌري؟‪ .‬فَتَ َب َّس َم َر ُس ُ‬
‫اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َوق ََال‪ :‬قَ ْد َعلِ ْم ُت أَنَّ ُه َر ُج ٌل كَ ِب ٌري‪ .‬فَ َف َعل َْت فَأَت َْت ال َّنب َِّي َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم فَقَال َْت‪َ :‬ما‬
‫َرأَيْ ُت فيِ َو ْج ِه أَبيِ ُح َذيْ َف َة شَ ْيئًا أَكْ َر ُه ُه بَ ْع ُد َوكَا َن شَ ِه َد بَ ْد ًرا)‬

‫روى ابن ماجة‪-‬كتاب النكاح‪:‬بَاب رِضَ ا ِعة الْ َكبِري‪-‬الحديث رقم‪.]1934[ :‬‬
‫( َح َّدث َ َنا أَبُو َسلَ َم َة يَ ْح َيى بْ ُن َخل ٍَف َح َّدث َ َنا َع ْب ُد الأْ َ ْعلىَ َع ْن ُم َح َّم ِد بْنِ إِ ْس َح َق َع ْن َع ْب ِد اللَّ ِه بْنِ أَبيِ بَ ْك ٍر َع ْن َع ْم َر َة‬
‫َاسمِ َع ْن أَبِي ِه َع ْن َعائِشَ َة قَال َْت‪( :‬لَ َق ْد نَ َزل َْت آيَ ُة ال َّر ْجمِ َو َرضَ ا َع ُة الْ َك ِبريِ‬ ‫َع ْن َعائِشَ َة و َع ْن َع ْب ِد ال َّر ْح َمنِ بْنِ الْق ِ‬
‫َعشرْ ًا َولَ َق ْد كَا َن فيِ َص ِحي َف ٍة تَ ْح َت سرَ ِيرِي فَلَماَّ َماتَ َر ُس ُ‬
‫ول اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َوتَشَ ا َغلْ َنا بمِ َ ْوتِ ِه َدخ ََل َدا ِج ٌن‬
‫فَأَكَلَ َها)‪.‬‬

‫روايات رضاع الكبري يف مسند أحمد بن حنبل‬

‫روى أحمد بن حنبل‪ -‬الحديث رقم‪ .]25125[:‬كتاب‪ :‬باقي سند األنصار‪ ،‬باب‪ :‬باقي السند السابق‪َ .‬ح َّدث َ َنا‬
‫اب َع ْن َع ِّم ِه ق ََال أَ ْخبرَ َنيِ ُع ْر َو ُة بْ ُن ال ُّزبَيرْ ِ َع ْن َعائِشَ َة قَال َْت ‪( :‬أَت َْت َس ْهلَ ُة‬ ‫ُوب ق ََال َح َّدث َ َنا ابْ ُن أَ ِخي ابْنِ ِش َه ٍ‬ ‫يَ ْعق ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِب ْن ُت ُس َهيْ بْنِ َع ْمرٍو َوكَان َْت تَ ْح َت أبيِ ُحذيْ َفة بْنِ ُعتْبَة َر ُسول الله َصلىَّ الل ُه َعليْه َو َسل َم فقَال َْت‪ :‬إ َّن َسالماً َم ْولىَ‬ ‫لِ‬
‫ول اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه‬ ‫أَبيِ ُح َذيْ َف َة يَ ْدخ ُُل َعلَ ْي َنا َوإِنَّا فُضُ ٌل َوإِنَّا كُ َّنا نَ َرا ُه َولَ ًدا َوكَا َن أَبُو ُح َذيْ َف َة تَ َب َّنا ُه كَماَ تَ َب َّنى َر ُس ُ‬
‫ول اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ِع ْن َد َذلِ َك‬ ‫َو َسلَّ َم َزيْ ًدا فَأَنْ َز َل اللَّ ُه ا ْد ُعو ُه ْم لآِ بَائِ ِه ْم ُه َو أَق َْس ُط ِع ْن َد اللَّ ِه فَأَ َم َر َها َر ُس ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ات َوكَا َن بمِ َ ْن ِزلَ ِة َول َِد َها ِم ْن ال َّرضَ ا َع ِة‪ :‬فَ ِب َذلِ َك كَان َْت َعائِشَ ُة تَأ ُم ُر أ َخ َواتِ َها‬ ‫أَ ْن تُ ْر ِض َع َسالِماً فَأَ ْرضَ َعتْ ُه َخ ْم َس َرضَ َع ٍ‬
‫ات ث ُ َّم يَ ْدخ ُُل‬ ‫ات أَ َخ َواتِ َها أَ ْن يُ ْر ِض ْع َن َم ْن أَ َحبَّ ْت َعائِشَ ُة أَ ْن يَ َرا َها َويَ ْدخ َُل َعلَيْ َها َوإِ ْن كَا َن كَ ِب ًريا َخ ْم َس َرضَ َع ٍ‬ ‫َوبَ َن ِ‬
‫اس‬ ‫َعلَيْ َها َوأَبَ ْت أُ ُّم َسلَ َم َة َو َسائِ ُر أَ ْز َوا ِج ال َّنب ِِّي َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم أَ ْن يُ ْد ِخلْ َن َعلَيْ ِه َّن ِب ِتل َْك ال َّرضَ ا َع ِة أَ َح ًدا ِم ْن ال َّن ِ‬
‫َحتَّى يَ ْرضَ َع فيِ الْ َم ْه ِد َوقُلْ َن لِ َعائِشَ َة َواللَّ ِه َما نَ ْدرِي لَ َعلَّ َها كَان َْت ُرخ َْص ًة ِم ْن َر ُسو ِل اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‬
‫اس)‪.‬‬‫لِ َسالِمٍ ِم ْن ُدونِ ال َّن ِ‬

‫روايات رضاع الكبري يف موطأ مالك‬


‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫روى اإلمام مالك‪ :‬حديث رقم [‪.]1113‬ىف كتاب‪ :‬الرضاع‪ -‬بَاب‪َ :‬ما َجا َء فيِ ال َّرضَ ا َعة بَ ْع َد الكبرَ ِ‪َ .‬ح َّدثني يَ ْحيَى‬
‫اب أَنَّ ُه ُس ِئ َل َع ْن َرضَ ا َع ِة الْ َك ِبريِ فَق ََال‪( :‬أَ ْخبرَ َنيِ ُع ْر َو ُة بْ ُن ال ُّزبَيرْ ِ أَ َّن أَبَا ُح َذيْ َف َة بْ َن ُعتْ َب َة‬
‫َع ْن َمالِك َع ْن ابْنِ ِش َه ٍ‬

‫‪25‬‬
‫رضاع الكبري يف كتب األحاديث‬

‫اب َر ُسو ِل اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َوكَا َن قَ ْد شَ ِه َد بَ ْد ًرا َوكَا َن تَ َب َّنى َسالِماً ال َِّذي يُق َُال‬ ‫بْنِ َربِي َع َة َوكَا َن ِم ْن أَ ْص َح ِ‬
‫ول اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َزيْ َد بْ َن َحا ِرث َ َة َوأَنْك ََح أَبُو ُح َذيْ َف َة َسالِماً‬ ‫لَ ُه َسالِ ٌم َم ْولىَ أَبيِ ُح َذيْ َف َة كَماَ ت َ َب َّنى َر ُس ُ‬
‫ات الأْ ُ َو ِل‬ ‫َو ُه َو يَ َرى أَنَّ ُه ابْ ُن ُه أَنْ َك َح ُه ِب ْن َت أَ ِخي ِه ف َِاط َم َة ِب ْن َت الْ َولِ ِيد بْنِ ُعتْ َب َة بْنِ َربِي َع َة َو ِه َي يَ ْو َم ِئ ٍذ ِم ْن الْ ُم َها ِج َر ِ‬
‫َو ِه َي ِم ْن أَفْضَ لِ أَيَا َمى قُ َريْ ٍش فَلَماَّ أَنْ َز َل اللَّ ُه ت َ َعالىَ فيِ كِتَا ِب ِه فيِ َزيْ ِد بْنِ َحا ِرث َ َة َما أَنْ َز َل فَق ََال‪ :‬ا ْد ُعو ُه ْم لآِ بَائِ ِه ْم‬
‫اح ٍد ِم ْن أُولَ ِئ َك إِلىَ أَبِي ِه فَ ِإ ْن‬ ‫ُه َو أَق َْس ُط ِع ْن َد اللَّ ِه فَ ِإ ْن لَ ْم ت َ ْعلَ ُموا آبَا َء ُه ْم فَ ِإ ْخ َوانُ ُك ْم فيِ الدِّينِ َو َم َوالِي ُك ْم ُر َّد ك ُُّل َو ِ‬
‫لَ ْم يُ ْعلَ ْم أَبُو ُه ُر َّد إِلىَ َم ْوال ُه‪ .‬فَ َجا َءتْ َس ْهلَ ُة ِب ْن ُت ُس َه ْيلٍ َو ِه َي ا ْم َرأَ ُة أَبيِ ُح َذيْ َف َة َو ِه َي ِم ْن بَ ِني َعا ِم ِر بْنِ لُ َؤ ٍّي إِلىَ‬
‫ول اللَّ ِه كُ َّنا نَ َرى َسالِماً َولَ ًدا َوكَا َن يَ ْدخ ُُل َعليََّ َوأَنَا فُضُ ٌل َولَ ْي َس لَ َنا‬ ‫َر ُسو ِل اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم فَقَال َْت‪ :‬يَا َر ُس َ‬
‫ات فَ َي ْح ُر ُم‬ ‫َ‬
‫ول اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪:‬أ ْر ِض ِعي ِه َخ ْم َس َرضَ َع ٍ‬ ‫اح ٌد فَماَ ذَا ت َ َرى فيِ شَ أْنِ ِه‪.‬؟‪ .‬فَق ََال لَ َها َر ُس ُ‬ ‫إِال بَ ْي ٌت َو ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِبلَبَ ِن َها َوكَان َْت تَ َرا ُه ابْ ًنا م ْن ال َّرضَ ا َعة‪ .‬فَأ َخ َذتْ ِب َذل َك َعائشَ ُة أ ُّم الْ ُم ْؤم ِن َني في َم ْن كَان َْت ت ُح ُّب أ ْن يَ ْدخ َُل َعلَيْ َها م ْن‬
‫ات أَ ِخي َها أَ ْن يُ ْر ِض ْع َن َم ْن أَ َحبَّ ْت أَ ْن يَ ْدخ َُل َعلَيْ َها‬ ‫الصدِّيقِ َوبَ َن ِ‬ ‫ال ِّر َجا ِل‪ .‬فَكَان َْت تَأْ ُم ُر أُ ْختَ َها أُ َّم كُلْثُومٍ ِب ْن َت أَبيِ بَ ْك ٍر ِّ‬
‫اس َوقُلْ َن‬ ‫ِم ْن ال ِّر َجا ِل‪َ :‬وأَبىَ َسائِ ُر أَ ْز َوا ِج ال َّنب ِِّي َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم أَ ْن يَ ْدخ َُل َعلَ ْي ِه َّن ِب ِتل َْك ال َّرضَ ا َع ِة أَ َح ٌد ِم ْن ال َّن ِ‬
‫ول اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َس ْهلَ َة ِب ْن َت ُس َه ْيلٍ إِال ُرخ َْص ًة ِم ْن َر ُسو ِل اللَّ ِه َصلىَّ‬ ‫ال َواللَّ ِه َما نَ َرى ال َِّذي أَ َم َر ِب ِه َر ُس ُ‬
‫اج ال َّنب ِِّي‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم فيِ َرضَ ا َع ِة َسالِمٍ َو ْحدَهُ ال َواللَّ ِه ال يَ ْدخ ُُل َعلَ ْي َنا ِب َه ِذ ِه ال َّرضَ ا َع ِة أ َح ٌد فَ َعلىَ َهذَا كَا َن أ ْز َو ُ‬
‫َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم فيِ َرضَ ا َع ِة الْ َك ِبريِ)‪.‬‬

‫روايات رضاع الكبري يف الدارمي‬


‫روى الدارمى‪ :‬الحديث رقم‪ )2157( :‬كتاب‪ :‬النكاح‪ ،‬بَاب فيِ َرضَ ا َع ِة الْ َك ِبريِ‪( :‬أَ ْخبرَ َنَا أَبُو الْ َيماَ نِ الْ َح َك ُم بْ ُن نَا ِفعٍ‬
‫أَ ْخبرَ َنَا شُ َع ْي ٌب َع ْن ال ُّز ْهر ِِّي َع ْن ُع ْر َو َة َع ْن َعائِشَ َة قَال َْت َجا َءتْ َس ْهلَ ُة ِب ْن ُت ُس َه ْيلِ بْنِ َع ْمرٍو َوكَان َْت تَ ْح َت أَبيِ‬
‫ول اللَّ ِه َصلىَّ اللَّ ُه َعلَيْ ِه َو َسلَّ َم فَقَال َْت‪ :‬إِ َّن َسالِماً َم ْولىَ أَبيِ ُح َذيْ َف َة يَ ْدخ ُُل َعلَيْ َنا َوأَنَا‬‫ُح َذيْ َف َة بْنِ ُعتْبَ َة بْنِ َربِي َع َة َر ُس َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فُضُ ٌل َوإِنمَّ َا نَ َرا ُه َولَ ًدا َوكَا َن أَبُو ُحذيْ َفة تَبَ َّنا ُه كَماَ تَبَ َّنى ال َّنب ُِّي َصلىَّ الل ُه َعليْه َو َسل َم َزيْ ًدا فَأنْ َزل الل ُه ت َ َعالىَ ا ْد ُعو ُه ْم‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لآِ بَائِ ِه ْم ُه َو أَق َْس ُط ِع ْن َد اللَّ ِه فَأَ َم َر َها ال َّنب ُِّي َصلىَّ اللَّ ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ِع ْن َد َذلِ َك أَ ْن ت ُ ْر ِض َع َسالِماً ق ََال أَبُو ُم َح َّمد َهذَا‬
‫لِ َسالِمٍ خ َّ‬
‫َاصةً)‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫يف منتصف املنحدر ‪ ....‬ما قبل الهاوية‬

‫يهرطق املدافعون عن االديان كثريا ً ولكنهم يخفون دامئاً سالحهم الرسي اىل النهاية والذي يهزمونك به برسعة‬
‫الربق ‪..‬‬

‫نعم ‪ ..‬إنه قولهم بأن األديان لو مل تكن منيعة وقوية ملا صمدت ‪ 1400‬سنة أو ‪ 2000‬عام ‪..‬‬

‫كنظرة عامة وسطحية للموضوع فأنهم عىل حق ولكن أمعن قليالً يف التاريخ وسرتى زيف إدعائهم ‪ ,‬كيف ؟‬
‫كل التاريخ قبل القرن التاسع عرش عموماً وتحديدا ً الثورة الفرنسية عام ‪ 1789‬والتي تعتري أول ثورة ليربالية‬
‫كان متشابهاً ‪ ..‬ألن هذه الفرتة التي سبقت الثورة متيزت بالديكتاتورية الدينية سواء عىل صعيد الكنيسة‬
‫األرثودوكسية التي أزاحت ملوكاً والتي قتلت كل من عارضها بتهمة الهرطقة أو عىل صعيد الكنسية اإلسالمية‬
‫التي قتلت من عارضها بتهمة اإلرتداد أو الزندقة ‪.‬‬

‫فالتغيري بدأ منذ الثورة الفرنسية وهي نقطة الصفر التي يحق منطقياً النظر اليها كنقطة مقارنة سواء ريض‬
‫املؤمنون ام مل يرضوا والتي جاء بعدها داروين بسبعني عاما بكتابه أصل األنواع الذي لعب دور املنافس القوي‬
‫للنظرية الخلقية وتحديدا ً عام ‪. 1859‬‬

‫حاول أن تتخيل خطاً بيانياً منذ عام ‪ 1859‬وحتى األن يرسم نسبة األشخاص الذين هجروا الدين أو اإلله أو‬
‫تحولوا ملذهب الالأدرية وسرتى ما يذهلك حقاً ‪ ,‬قارن بني شبه عدم وجود ألي مشككني يف االديان (وليس‬
‫عىل مستوى الرب) واإلنتشار الحايل للملحدين والألدريني والال دينيني ‪.‬‬

‫حسنا ‪ ,‬فلندع الكالم جانباً و لننتقل اىل أرض الواقع وسأستعرض بعض االحصائيات ‪..‬‬

‫يف متوز عام ‪ 2012‬أصدرت مؤسسة (‪ )The Blaze‬األمريكية احصائا قالت فيه أن واحدا ً من كل خمس‬
‫أشخاص أمريكيني هو ملحد او ال أدري أو غري مرتبط بالدين وقد تجاهل الكثريون هذه اإلحصائية واألن ويف‬
‫بداية شهر ترشين األول اوكتوبر نرش مركز بيو (‪ )Pew‬للدرسات الدينية واإلجتامعية دراسة جديدة اكرث‬
‫تفصيالً عن هذا املوضوع حيث وجدوا إزديادا ً كبريا ً يف نسبة األشخاص الغري مرتبطني بالدين والتي هي تحديدا ً‬
‫‪ %19.6‬وان ثلث االمريكيني تحت عمر الثالثني ينتمون لهذه الفئة ‪.‬‬

‫‪ %6‬من األمريكيني هم ملحدون او ال أدريون وأن ‪ %14‬الباقية هم األشخاص الغري مرتبطني بالدين والذي يعني‬
‫انهم الدينني أي غري مؤمنني باألديان او ال يثقون بالكنائس ويرون فيها مراكز لكسب املال والسلطة والتأثري‬
‫عىل السياسة أو غري متدينني بالطرق التقليدية ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫يف منتصف املنحدر ‪ ....‬ما قبل الهاوية‬ ‫د‪ .‬أٌبي‬

‫‪ %33‬من البالغني األمريكيني هم غري مرتبطني بالدين و ‪ %13‬هم ملحدون أو الأدريون ‪ ..‬وتقول االحصائية أن‬
‫‪ %68‬منهم يؤمنون بالرب و‪ %58‬يشعرون باإلرتباط بالطبيعة واألرض و‪ %37‬وصفوا أنفسهم كروحيني وليس‬
‫دينني ‪.‬‬

‫‪ %32‬من األشخاص من الشباب تحت عمر الثالثني غري مرتبطني مقارنة ب ‪ %9‬من األشخاص فوق عمر ‪ 65‬عام‬
‫وتقول الدراسة أن النسبة تزداد مع كل جيل جديد أي أن الجيل التايل سيحتوي عىل نسبة اكرب من الحايل ‪.‬‬
‫وقد نقصت نسبة املسيحني بني عامي ‪ 2007‬و ‪ 2012‬من ‪ %78‬اىل ‪ %73‬وإزداد ت نسبة امللحدين من ‪%1.6‬‬
‫اىل ‪ %2.4‬بني نفس العامني وإزدادت نسبة الألدريني من ‪ %2.1‬اىل ‪ %3.3‬وغري املرتبطني بالدين من ‪ %15.3‬اىل‬
‫‪. %19.6‬‬

‫ويف مقالة لصحيفة الواشنطن بوست (‪ )The Washington Post‬بتاريخ ‪ 13‬أب ‪ , 2012‬قالت املقالة أنه‬
‫حسب إحصائية أن عدد األمريكيني الذين يصفون أنفسهم كمتدينني إنخفضت من ‪ %73‬يف عام ‪ 2005‬إىل ‪%60‬‬
‫األن وحري بالذكر ان املجتمع األمرييك يعترب أكرث تديناً ومحافظة من املجتمع األوريب بكثري ‪.‬‬

‫وأن نسبة امللحدبن ارتفعت من ‪ %1‬إىل ‪ %5‬وقد قامت باإلحصائية مؤسسة (‪)WIN-Gallup International‬‬
‫عىل ‪ 50000‬شخص من القارات الخمسة والتي تضمنت ثالث اجوبة مطروحة وهي أن يصف الشخص نفسه‬
‫كمتدين أو غري متدين أو ملحد مقتنع بإلحاده ‪.‬‬

‫ويف نفس املقالة وحسب إحصائية اخرى قالت أن عدد األمريكني الذين قالوا أن ال دين لهم إزداد من ‪%8‬‬
‫عام ‪ 1990‬إىل ‪ %15‬عام ‪ , 2008‬وأن عدد املتدينني إنخفض يف فييتنام منذ ‪ 2005‬بنسبة ‪ %23‬ويف ايرلندا من‬
‫‪ %69‬إىل ‪ %47‬وقد إحتوت الصني عىل أكرب نسبة من امللحدين املقتنعني وهي ‪ %47‬وتلتها اليابان ب ‪ %31‬ثم‬
‫التشيك ب ‪ %30‬ثم فرنسا ب ‪. %29‬‬

‫وأن أكرث الدول املتدينة يف إفريقيا هي (غانا ‪ -‬نيجرييا ‪ -‬كينيا) ويف أمريكيا الجنوبية (الربازيل ‪ -‬البريو) ويف أوربا‬
‫الرشقية (ارمينيا ‪ -‬مقدونيا ‪ -‬رومانيا) ومن املثري لإلهتامم أن نسبة امللحدين يف اململكة العربية السعودية‬
‫مشابه للنسبة يف الواليات املتحدة حسب نفس اإلحصائية ‪.‬‬

‫وقد لعب ظهور اإللحاد اىل العلن دورا ً كبريا ً والذي تجىل من خالل نرش كتب كبرية مثل (نهاية االميان) للكاتب‬
‫سام هارس عام ‪ 2005‬و كتاب (وهم االله) للكاتب ريتشارد داوكنز عام ‪ 2006‬وكتاب (كرس السحر) للكاتب‬
‫دانييل دانيت عام ‪ 2006‬باالضافة إىل كاتبني اخرين مثل كريستوفر هيتشنز و دوغالس ادامز ومن العوامل‬
‫االخرى امليل الحايل نحو إعالن اإللحاد مثل حملة الخروج للعلن (‪ )The Out Campaign‬التي أطلقتها‬

‫‪28‬‬
‫يف منتصف املنحدر ‪ ....‬ما قبل الهاوية‬

‫مؤسسة ريتشارد داوكنز للمنطق والعلم عام ‪ 2007‬والتي دعت امللحدين فيها اىل إعالن إلحادهم اىل العلن‬
‫والتي إنضمت اليها الكثري من املجموعات اإللحادية ‪.‬‬

‫إن الحديث عن إزدراء األديان والذي تضاعف يف الفرتة االخرية هو أكرب دليل عىل املرحلة الحرجة التي وصلت‬
‫لها األديان وخصوصاً الدين اإلسالمي الذي يعاين نوعاً من الصدمة بسبب تجرأ امللحدين والالدينني عىل‬
‫مهاجمته وبرضاوة أيضاً لدرجة االستهزاء بشكل مل يعهده من قبل وطبعاً بسبب طبيعته القمعية املتخلفة‬
‫فالحل الوحيد هو القتل وهدر الدم والسجن يف أحسن االحوال يف حال كانت الدولة دولة (قانون) كام هو‬
‫الحال مع ألبري صابر يف مرص ‪.‬‬

‫طبعاً ال توجد أي إحصائيات خاصة بالدول العربية واملسلمة عموماً ولكن حسب إعتقادي أن النسبة أكرب‬
‫بكثري من الواليات املتحدة والسبب طبعاً هو إخفاء هذه املعتقدات خشية القتل وقطع الرؤوس ونفي‬
‫املجتمع ولكن هناك بوادر أمل كبرية يف االفق حيث أنني أنصدم كل يوم بعدد امللحدين العرب الذين أقابلهم‬
‫وبعدد امللحدين من الناس الذين أعرفهم ولكنهم أخفوا ذلك عني وأظهروه يل بعد أن اعلنت إلحادي للعلن‬
‫وأدعو كل امللحدين العرب اىل قولها عالنية ودون وجس ألننا سنكون الرشارة األوىل واملتجرئيني االوائل وتأكدوا‬
‫ان البقية سيتشجعون وسيلحقون بالقافلة التي ليست ببعيدة عنهم وسنكشف ألنفسنا وللمجتمع كم كبرية‬
‫هي أعدادنا ومعاً سنميض لدق املسامر االخري يف نعش التخلف الديني و التسليم االعمى ‪.‬‬

‫املصادر‬

‫‪http://www.washingtonpost.com/national/on-faith/poll-shows-atheism-on-the-rise-in-‬‬
‫‪the-us/2012/08/13/90020fd6-e57d-11e1-9739-eef99c5fb285_story.html‬‬

‫‪http://www.pewforum.org/Unaffiliated/nones-on-the-rise.aspx‬‬

‫‪http://www.theblaze.com/stories/growing-unbelief-1-in-5-americans-are-now-atheists-‬‬
‫‪agnostics-or-nones/‬‬

‫‪29‬‬
‫يف منتصف املنحدر ‪ ....‬ما قبل الهاوية‬

‫‪30‬‬
‫زنا عائشة باألدلة‬

‫‪ --‬ذهبت عائشة إىل أبعد نقطة حيث ال ميكنها أن ترى القافلة‬ ‫(‪ )1‬من عائشة‬
‫و ال تسمع املنادي ‪ ،‬هذا كله ليك تقيض حاجتها علام أن الليل‬ ‫مراهقة جريئة لدرجة الوقاحة(كام تروى االحاديث) ىف‬
‫ليل و ال أحد يراها و لو قضت حاجتها عىل بعد عرشة أمتار أو‬
‫ٌ‬ ‫الرابعة عرش من عمرها متزوجة من شيخ ىف عقدة السابع‬
‫عرشتني ملا رآها أحد و ملا سمعها شخص !!!‬
‫(‪ )2‬من هو صفوان‬
‫ومل يرها القوم اال وهي راكبة عىل جمل صفوان بن املعطل‬ ‫* عن أيب سعيد قال جاءت امرأة إىل النبي صلعم فقالت يا‬
‫بعد ان قضت ليلتها معه!!‬ ‫رسول الله إن زوجي صفوان يرضبني إذا صليت ويفطرين إذا‬
‫صمت وال يصيل صالة الفجر حتى تطلع الشمس قال وصفوان‬
‫رأى الصحابة ىف رشف عائشة‪-:‬‬ ‫عنده فسأله فقال صفوان‪ .. ..‬أما قولها يفطرين إذا صمت فإنها‬
‫تصوم وأنا رجل شاب فال أصرب(عن النساء)‬
‫(‪ )1‬حسان ابن ثابت شاعر الرسول الذى كان يقول محمد عنة‬ ‫فقال صلعم ال تصوم امرأة إال بإذن زوجها ‪.. ...‬‬
‫انة يتكلم بلسان جربيل كان احد من اتهمو عائشة بالزىن!!!‬
‫وجلد‬ ‫(*) تهذيب تاريخ دمشق الكبري لإلمام الحافظ أبن عساكر باب صفوان‬
‫أبن املعطل السلمي‪.‬‬
‫(‪ )2‬حمنة بنت جحش اخت زينب بنت جحش زوجة محمد‬
‫صلعم اتهمت عائشة بالزىن وجلدت‬ ‫صفوان الشاب الذى ال يصرب عىل النكاح وال يلقى باال للصالة‬
‫والصوم يزور محمد ويدخل ويخرج عىل عائشة‬
‫(‪)3‬عىل ابن اىب طالب اقرب الصحابة للنبى وبيت النبى قال‪:‬‬
‫يا رسول الله‪ ،‬إن النساء لكثري وإنك لقادر عىل أن تستخلف(اى‬ ‫* عن عائشة قالت قال النبي يا معرش املسلمني من يعذرين‬
‫طلقها وتزوج غريها فهل تعتقد ان رأي عىل ىف عائشة نابع من‬ ‫من رجل قد بلغني عنه أذاه يف أهيل فوالله ما علمت عىل‬
‫هذا املوقف فقط ؟؟؟ام قال ذلك بناء عىل انة يعرف عنها‬ ‫أهيل إال خريا ولقد ذكروا رجال (صفوان)ما علمت عليه إال خريا‬
‫الكثري؟؟!!!‬ ‫وما كان يدخل عىل أهيل إال معي‪.‬‬
‫(*) صحيح البخاري وصحيح مسلم ومنتخب كنز العامل يف‬
‫(‪)4‬رأى(ام عائشة وابوها ) ابو بكر وزوجتة ىف عائشة‪:‬‬ ‫سنن األقوال واألفعال للشيخ العالمة عيل املتقي الهندي باب‬
‫ابو بكر وزوجتة ال يجدان كلمة يقوالنها تربئ عائشة‬ ‫أم املؤمنني عائشة بنت أيب بكر الصديق‪ .‬السرية النبوية ألبن‬
‫هشام املجلد الثاين ص‪116‬‬
‫((قالت‪ :‬فلام مل أر أبوي يتكلامن‪ ،‬قالت‪ :‬قلت لهام‪ :‬أال تجيبان‬
‫رسول الله صلعم؟ قالت‪ :‬فقاال‪ :‬والله ما ندري مباذا نجيبه‬ ‫(‪ )3‬من محمد؟‬
‫!!!!))‬ ‫شيخ ىف عقدة السابع متزوج من العديد من النساء ومشغول‬
‫لدرجة انة ينىس زوجتة ىف الصحراء ليال ويرتحل بالقافلة !!!!‬

‫‪31‬‬
‫زنا عائشة باألدلة‬

‫الجميع كان يعرف ان عائشة زنت ورمبا كان امرا متوقعا من‬ ‫القول الفصل‬
‫مراهقة متزوجة من كهل قضت ليلة مع شاب جميل مشهور‬ ‫رأى صلعم الحكيم الذى ىف عقدة السابع و الذى ال ينطق عن‬
‫بالنكاح وهذا رأى اى عاقل‬ ‫الهوى ىف قضية اتهام احب زوجاتة واقربهم الية بالزىن‪:‬‬

‫لكن هل هناك حل اخر ينقذ محمد وابو بكر وبيت النبوة‬ ‫(( اتقي الله‪ ،‬وإن كنت قد قارفت سوءا مام يقول الناس فتويب‬
‫ويقطع السنة اعداء محمد ىف هذا الوقت الحرج غري تأليف‬ ‫إىل الله‪ ،‬فإن الله يقبل التوبة عن عباده؛ ))‬
‫قران لتربئتها؟؟؟؟‬

‫عن الجواري يف صدر االسالم‬


‫كيف تختار جاريتك‬

‫عن ابن عمر أنه كان إذا اشرتى جارية كشف عن ساقها ووضع يده بني ثدييها وعىل عجزها وكأنه كان يضعها‬
‫عليها من وراء الثياب الراوي‪ :‬نافع موىل ابن عمر املحدث‪ :‬األلباين ‪ -‬املصدر‪ :‬إرواء الغليل ‪ -‬الصفحة أو الرقم‪:‬‬
‫‪201/6‬‬
‫خالصة حكم املحدث‪ :‬إسناده صحيح_________________________جاء يف كتاب مجمع الزاوئد ومنبع‬
‫‪:‬الفوائد لنور الدين عيل بن أيب بكر الهيثمي‬

‫عن ابن عباس عن النبي ء صىل الله عليه وسلم قال ‪ « :‬ال بأس أن يقلب الرجل الجارية إذا أراد أن يشرتيها ما‬
‫‪» .‬خال عورتها ما بني ركبتها إىل معقد اإلزار‬

‫‪ ..‬رواه الطرباين يف الكبري وذكره ابن حبان يف الثقات‬


‫مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد‬
‫» كتاب الصالة‬
‫باب ما جاء يف العورة‬

‫‪32‬‬
‫املصرية التى “أعيت” النبى‬

‫واخري انقضت السنة التى وعد بها املكيني محمد ميممونة بنت الحارث‪ ،‬فطلب من رسول قريش ان‬
‫يجعله يدخل بزوجته ىف مكة اوال‪:‬‬ ‫ليعتمر مع رجاله‪.‬‬

‫” وترك املكيني بيوتهم وبلدهم حتى اليروا محمد “وماعليكم لو تركتموىن فاعرست بني أظهركم وصنعنا‬
‫وه��و يحج كعبتهم‪ ،‬ودخ��ل الناس الكعبة وراء لكم طعاما فحرضمتوه قالوا‪ :‬الحاجة لنا ىف طعامك‬
‫الرسول ففوجئوا به يتقيد بذات الطقوس الجاهلية فاخرج عنا”‪( !.‬بن اسحق ج ‪ 3‬ص ‪.) 177‬‬
‫بحذافريها‪ ،‬كان الناس يظنون انها ليست عليهم‪،‬‬
‫حتى اذا حج حجة ال��وداع فلزمها فمضت السنة وهكذ خرج الحبييب من مكة دون أن يدخل عىل‬
‫امنا ميمونة‪ ،‬ولكنه توقف ىف منطقة قريبة من مكة‬ ‫بها”‪( !.‬بن اسحق عن ابن عباس ج‪ 3‬ص ‪.) 176‬‬
‫ودخل عليها دخوال رشعيا ص ورض الله عنها‪.‬‬
‫ولنا أن نتخيل دهشة الوثنيني قبل املؤمنني من‬
‫مامرسة محمد لنفس طقوسهم بالحرف‪ ،‬ففيم كان بعد العمرة مل يجد الرسول من يحاربه فأرسل ثالثة‬
‫هذا العناء وهذه الحروب إذا كان دينه هو نفس أالف مقاتل للشام فيام عرف بغزوة مؤتة‪ ،‬ويبدو أنها‬
‫كانت وسيلة منه لفتح أعني القوم عىل آمال املستقبل‬ ‫دينهم؟‬
‫واحتامالت الغد‪ ،‬فهاهو واحد منهم يتجرأ ويحاول‬
‫فالكعبة التى يطوف املصطفى بها مألى باألصنام محاربة ملك الروم شخصيا‪ ،‬وهو ماكان يعد قبل‬
‫واألوثان من الداخل والخارج‪ ،‬ومل يعلق عليها الفحل سنوات رضبا من الجنون‪ ،‬صحيح أن الجند انهزموا‬
‫اإللهى بكلمة‪ ،‬ثم وجدوه يهرول بني الصنمني إساف لفارق العدد‪ ،‬يقال ثالثة آالف مقابل مئة ألف‪ ،‬ولكن‬
‫ونائلة العاشقان ليوصل بينهام الغرام كام كان يفعل كانت فرصة للفت إنتباه العرب‪ ،‬والهدف األهم أن‬
‫الكفرة متاما‪ ،‬نستطيع أن نعرف رقة قلب محمد ىف يعى املؤمنني أنهم اليكفيهم اإلميان وحده للنرص‪ ،‬بل‬
‫وصاله بني إساف ونائلة ليكمال مامرسة الجنس ىف البد من اإلستعداد أوال ويأىت بعده التوكل‪.‬‬
‫حجر الكعبة‪ ،‬ومحمد نبى يعشق الحب والجنس‪،‬‬
‫ولكن ال نستطيع تصور أن يفرض محمد عىل أمته يقال لنا أن محمدا قد أرسل العديد من الرسل لحكام‬
‫هذا الطقس الجنىس من بعده‪ ،‬هذا باإلضافة لباقى الدول املجاورة لدعوتهم إىل الدين الجديد‪ ،‬ومع أننا‬
‫تفاصيل الحج الجاهلية التى مل يغري املعصوم منها نتحفظ كثريا عىل هذا الرأى إال أننا مضطرين للمرور‬
‫عليه من أجل أن نتعرف عىل أرشف زوجات أو إماء‬ ‫شيئا رمبا إال التلبية إخترصها فقط؟؟‬
‫محمد وهى ماريا القبطية بنت مرص الرائعة‪ ،‬ترى‬
‫وبعد ثالثة أيام حان ميعاد الرحيل حسب اإلتفاق مالذى جعل فتاة مرصية تعارش رجل بدوى حتى لو‬
‫فأرسلت له قريش أن إخىل البلد‪ ،‬وكان ص قد وجد كان يعمل ىف وظيفة نبى‪.‬؟‬
‫وقتا ىف وسط تلك املشاعر املقدسة أن يتزوج من أمنا‬

‫‪33‬‬
‫املصرية التى “أعيت” النبى‬

‫تبدأ قصة مارية حني أرسل محمد حاطب ابن بلتعة ثانيا كيف يرد عظيم القبط عىل محمد بأنه كان ىف‬
‫إىل املقوقس عظيم القبط ليدعوه إىل اإلسالم ومعه إنتظار نبى يخرج من الشام؟ فأى شيعة مسيحية‬
‫هذه التى كانت ىف إنتظار نبى بعد يسوع سواء من‬ ‫رسالة خطية من املصطفى شخصيا‪:‬‬
‫الشام أو من صحراء البدو؟‬
‫“من محمد بن عبد الله إىل املقوقس عظيم القبط‬
‫سالم عىل من اتبع الهدى‪ ،‬أما بعد فإننى أدعوك ثالثا‪ :‬كيف يصف الجاريتني بأن لهام مكان ىف القبط‬
‫بدعاية اإلسالم‪ ،‬إسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتني‪ ،‬عظيم؟ كيف تكون أمة أو جارية ذات شأن ىف مرص‬
‫فإن توليت فإمنا عليك إثم القبط‪ ” ،‬يا أهل الكتاب ويرسلها الحاكم إىل بدوى صحراوى يرسل إليه رسالة‬
‫تعالو إىل كلمة سواء بيننا وبينكم ان ال نعبد إال الله تهديد من عىل بعد آالف األميال‪.‬‬
‫ال نرشك به شيئا وال يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون‬
‫هى قصة ساذجة ال تنطىل عىل عاقل هدفها الوحيد‬ ‫الله فإن تولولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون”‪!.‬‬
‫رفع شأن محمد وخصوصا أمام أسياد املنطقة من‬
‫وصلت الرسالة إىل “عظيم القبط” ال��ذى رحب املرصيني‪.‬‬
‫بالرسول واعرتف فورا بنبوته وكتب إليه الرد فورا‪:‬‬
‫ولكن من هو هذا املدعو‪ :‬املقوقس؟‬
‫“أما بعد فقد قرأت كتابك وفهمت ماذكرت فيه‬
‫وماتدعوا إليه‪ ،‬وقد علمت أن نبيا قد بقى‪ ،‬وكنت “املقوقس صاحب مدينة اإلسكندرية واسمه جريج‬
‫أظن أنه يخرج بالشام‪ ،‬وقد أكرمت رسولك وبعثت بن مينا القبطى”(بن كثري‪ ،‬البداية والنهاية‪ ،‬ج‪ 4‬ص‬
‫لك بجاريتني لهام مكان من القبط عظيم وبثياب‪!.) 310 ،‬‬
‫ومطية لرتكبها والسالم عليك”‪!.‬‬
‫يبدو أن املقوقس هذا هو نفسه قريس مندوب روما‬
‫قلنا من قبل أن الدين هو تفسري زائف لوقائع لألسكندرية كحاكم دينى وعسكرى ليخرس البدع‬
‫حقيقية‪ ،‬فواقعة وجود إمرأة إسمها ماريا عند محمد املرصية التى كادت تدمر الديانة املسيحية‪ ،‬أما‬
‫هى حقيقية‪،‬أما كيف وصلت له فأعتقد بأن قصة عظيم القبط الحقيقى أو بابا اإلسكندرية فهو البابا‬
‫“عظيم القبط” هذه وإرساله ماريا كهدية للمنتظر” بنيامني الذى كان مختفيا من قريس ىف تلك األيام‪،‬‬
‫وبالتاىل نحسب أن قريس الوزن له حني يتحدث عن‬ ‫فيها شك كبري ولنوضح أكرث‪:‬‬
‫الشأن املرصى‪ ،‬فهو ليس مرصيا ومل يعرتف به أحد ك‬
‫أوال أن يتجرأ محمد ويرسل رسالة تحذيرية إىل “عظيم للقبط”‪!.‬‬
‫زعيم مرص‪ ،‬هى ىف رأى إعالء لشأن محمد لوضعه ىف‬
‫مستوى الند لحاكم مرص بدال من حسبانه بدوى مل إذن فلنقل أن ماريا وصلت إىل محمد عن طريق ما‪،‬‬
‫واتخذها محمد عشيقة الزوجة‪ ،‬أو بالتعبري اإلسالمى‬ ‫يخرج بعد من مرحلة الهمجية السعودية‬

‫‪34‬‬
‫املصرية التى “أعيت” النبى‬

‫إن قربتها‪ ,‬قالت حفصة‪ ,‬وكيف تحرم عليك وهى‬ ‫إتخذها من ماملكت ميينه‪ ،‬وأسكنها بعيدا عن‬
‫جاريتك فحلف لها أال يقربها ‪ ,‬قال لها ال تذكريه‬ ‫زوجاته إلحساسهن بالغرية منها لجاملها الفتان ورمبا‬
‫ألحد ” [ أسباب النزول للواحدى ـ ص ‪ 291‬ـ مصدر‬ ‫أيضا لترصفاتها الحضارية املرتفعة عن همجية نسائه‬
‫سابق ]‪.‬‬ ‫من البدو جميعا‪ ،‬ولهذا كان محمد يقىض عندها‬
‫الكثري من الوقت‪ ،‬سواء المتطائها وهو مانشك فيه‬
‫لبلوغه الستني ىف ذلك الوقت‪ ،‬أو لتحىك له ما تعرفه يبدو من الحوار أن محمد كان يعيش ىف رعب‬
‫عن التاريخ املرصى الذى كان يبهر البدو عىل الدوام‪ .‬من زوجاته‪ ،‬وخاصة حفصة سليطة اللسان كأبيها‪،‬‬
‫وعائشة التى “يستكرث منها” ‪ ،‬وهو ما دفعه مرغام‬
‫وذات يوم حدثت واقعة طريفة بني محمد ومارية‪ ،‬إىل الحلفان بالله بأال يقرب مارية مرة أخرى‪ ،‬ولكن‬
‫فقد إستغل محمد فرصة خروج حفصة بنت عمر محمد كام عرفنا مهووس بالجنس‪ ،‬ومارية بضة‬
‫لزيارة أهلها واستدعى عشيقته ماريا ليامرس معها جميلة متحرضة‪ ،‬ودفعه الشوق ألحضان مارية‬
‫الجنس عىل رسير حفصة الغائبة‪ ،‬ولسوء حظه تعود الجميلة إىل إستدعاء جربيل ملساعدته ىف التحلل‬
‫حفصة ىف الوقت القاتل لتشاهد زوجها ىف أحضان من القسم‪ ،‬وجربيل كام علمنا ال يعىص محمد ما‬
‫عشيقته‪ ،‬وبالطبع إنهالت عليه بالتقريع واللوم حتى أمره ويفعل ما يأمره به‪ ،‬فجاءه بالحل من فوق‬
‫أجربته عىل تحريم ماريا عىل نفسه إرضاءا لها وأيضا سبع سموات عىل هيئة لوم من الله ملحمد لرفضه‬
‫أن يضاجع عشيقته‪ ،‬فالله اإلسالمى يريد أن يشبع‬ ‫خوفا من أن تبلغ عائشة بفضيحته تلك‪!.‬‬
‫نبيه جنسيا حتى ميارس الدعوة لإلسالم وهو منتعش‬
‫خال النبى مبارية ىف بيت حفصة ودخلت عليه حفصة وراىض‪:‬‬
‫وهى معه ىف بيتها‪ ،‬فقالت يارسول الله ىف يومى وىف‬
‫بيتى وعىل فراىش فقال النبى هى عىل حرام فامسىك “يا أيها النبى مل تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة‬
‫عنى‪ ،‬قالت‪ :‬الأقبل دون أن تحلف ىل‪ ،‬قال‪ :‬والله أزواجك والله غفور رحيم قد فرض الله لكم تحلة‬
‫ال أمسها أبدا”‪ ( .‬الطبقات الكربى‪ ،‬إبن سعد‪ ،‬باب أميانكم”‪ ( !.‬التحريم ‪!.) 1‬‬
‫املرأتني اللتني تظاهرتا عىل رسول الله ص )‪.‬‬
‫وهنا عاد محمد إىل إعتالء عشيقته املرصية مرة‬
‫أما الواحدى فيطلعنا عىل الحوار الذى دار بني ” أخرى تنفيذا لتعليامت السامء‪ ،‬باعتباره نبى صالح‬
‫متمم مكارم األخالق؟؟” وبني زوجته العدوية حفصة ال يعىص لله أمرا‪ ،‬وهنا ظهرت غرية نساء النبى من‬
‫مس مارية ىف حجرتها وعىل فراشها تلك املرصية الحسناء التى بدأت تسحب البساط من‬ ‫بنت عمر الذى ّ‬
‫” دخل رسول الله ـ ص ـ بأم ولده مارية ىف بيت تحت أرجل نساء الحبيب املصطفى‬
‫حفصة فوجدته حفصة معها فقالت‪ :‬مل تدخلها‬
‫بيتى ما صنعت ىب هذا من بني نسائك إال من هواىن “ماغرت عىل إمرأة إال دون ما غرت عىل مارية وذلك‬
‫ىل حرام أنها كانت جميلة جعدة‪ ،‬فأعجب بها رسول الله‬ ‫عليه‪ ,‬فقال لها ال تذكرى هذا لعائشة هى ع ّ‬
‫‪35‬‬
‫املصرية التى “أعيت” النبى‬

‫“ملا ولد إبراهيم جاء به رسول الله إىل فقال أنظرى‬ ‫صلعم‪ ،‬وكان أنزلها أول ماقدم بها ىف بيت لحارثة‬
‫إىل شبهه ىب‪ ،‬فقلت ما أرى شبها”‪(.‬بن سعد الطبقات‬ ‫بن النعامن‪ ،‬فكانت جارتنا‪ ،‬فكان عامة الليل والنهار‬
‫الكربى‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪!.) 137‬‬ ‫عندها حتى عنى أو عناها‪ ،‬فجزعت‪ ،‬فحولها إىل‬
‫ياملحمد املسكني الذى يستكرث عليه الجميع أن يفرح‬ ‫العالية‪ ،‬وكان يختلف إليها هناك‪ ،‬فكان ذلك أشد‬
‫ولو ليوم واحد بإنجاب وىل عهده ىف أخريات أيامه‪،‬‬ ‫علينا‪ ،‬ثم رزقه الله منها الولد وحرمناه منه”‪( .‬‬
‫ومن من تأىت الطعنة؟ من عائشة أحب الناس إىل‬ ‫السمط الثمني‪ ،‬ص ‪!.) 140‬‬
‫قلبه تطعنه ىف رشفه‪ ،‬وويبدو ان هذا مل يكن رأى‬
‫عائشة وحدها بل هو رأى الكثريين ولكن محمد مل‬ ‫ياحبيى يا رسول الله‪ ،‬ظل يكافح ىف فراش عشيقته‬
‫يكن يعرف به إال مؤخرا‪ ،‬وكانت الشائعات تسب‬ ‫حتى “عنى أو عناها” يعنى بالبلدى لحد ماجاب‬
‫املرصية ىف مرصى آخر معها هو الذى أحبلها بغالم‬ ‫جاز‪ ،‬فأين إذا قوة العرشتارش حصان التى ميتلكها‬
‫نسبته لعشيقها محمد‪:‬‬ ‫املعصوم؟ ومن حقنا كمرصيني ومرصيات أن نفخر‬
‫بأن أمنا مارية كانت هى األنثى الوحيدة التى أعيت‬
‫رسول اإلسالم‪ ،‬فرغم كرثة نسائه وامتطائه لهن جميعا “كانت أم إبراهيم رسية النبى ص ىف مرشبتها وكان‬
‫ىف ليلة واحدة‪ ،‬إال أن أيا منهن مل تستطع أن تجعله قبطى يأوى إليها ويأتيها باملاء والحطب‪ ،‬فقال الناس‬
‫ىف ذلك‪ :‬علج يدخل عىل علجة‪ ،‬فبلغ ذلك رسول‬ ‫يلهث ىف فراشها كام فعلت املرصية الجميلة‪!.‬‬
‫الله ص فأرسل سيدنا عىل رض فوجد القبطى عىل‬
‫ويبدو أن كفاح محمد العنيف ىف فراش مارية قد نخلة هناك‪ ،‬فلام أخذ سيدنا عىل سيفه وقع ىف‬
‫أنتج مثاره وحبلت العشيقة من املكرم الذى عنى أو نفسه وألقى الرداء الذى كان يسرته فتعرى‪ ،‬فإذا هو‬
‫مجبوب‪ ،‬فرجع عىل إىل الرسول صلعم فأخربه مبا رأى‬ ‫عناها حتى أحبلها أخريا‪.‬‬
‫من القبطى ثم جاء جربيل أمني الوحى فقال‪ :‬السالم‬
‫وحني ولد ملحمد إبنه من مارية أسامه إبراهيم‪ ،‬عليك يا أبا إبراهيم فاطمنئ رسول الله صلعم”‪( .‬‬
‫وأرسع به إىل عائشة لتشاركه فرحته الطاغية بوصول اإلستيعاب‪ ،‬الجزء ‪ ، 4‬ص ‪!.) 1912‬‬
‫وىل العهد الذى طال إنتظاره‪ ،‬ولكن عائشة كان لها‬
‫موقف آخر‪ ،‬كانت تحسب أن إبراهيم إبن زنا وليس “أن رجال كان يتهم بأم ولد رسول الله ص فقال رسول‬
‫الله لعىل‪ :‬إذهب فارضب عنقه‪ ،‬فأتاه عىل فإذا هو ىف‬ ‫إبنا ملحمد من صلبه‪:‬‬
‫رىك يتربد فيها فقال له عىل أخرج فناوله يده فأخرجه‬
‫“ملا ولد إبراهيم جاء به رسول الله صلعم إىل فقال فإذا هو مجبوب ليس له ذكر فكف عنه عىل ثم أىت‬
‫أنظرى إىل شبهه ىب فقلت ما أرى شبها‪ ،‬فقال صلعم النبى فقال‪ :‬يارسول الله إنه ملجبوب ليس له ذكر‬
‫أال ترين إىل بياضه ولحمه؟ قالت من سقى ألبان ‪(.‬بن حجر العسقالىن‪ ،‬اإلصاية ج‪ 8‬ص ‪!.) 112‬‬
‫الضأن إبيض وسمن”‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫املصرية التى “أعيت” النبى‬

‫عشيقته التى استكرث منها حتى عناها أو عنته‪ ،‬فرجع‬ ‫وأخريا وصلت الشائعات إىل محمد وتيقن النبى أنه‬
‫عىل ملحمد وادعى أنه قد كشف عىل العبد املرصى‬ ‫قد تعرض لخدعة دنيئة من عشيقته املرصية التى‬
‫ليجده مجبوب‪ ،‬أى مقطوع العضو الذكرى وبالتاىل‬ ‫شاركه الفراش معها إبن عمها مأبور‪ ،‬وفتحت العلجة‬
‫ال يصلح ملامرسة الغرام وإنجاب األبناء لينسبهم‬ ‫رسيرها للعلج املرصى‪ ،‬والعلج باملناسبة ال تعنى‬
‫للحبيب املصطفى‪.‬‬ ‫آنذاك ما تعنيه من سب اليوم‪ ،‬بل كانت تطلق عىل‬
‫وبالطبع نزل الخرب عىل محمد بردا وسالما‪ ،‬بينام‬ ‫اآلخر من غري العرب عىل سبيل اإلحتقار أو اإلستهانة‪،‬‬
‫أشعل نار الكراهية ىف قلب عائشة تجاه عىل أكرث‬ ‫فكلنا علوج ىف نظر بدو الصحراء ىف تلك األيام‪ ،‬ورمبا‬
‫وأكرث‪ ،‬ولكننا نتساءل ىف هذا السياق‪ :‬كيف يصدر‬ ‫لليوم أيضا‪.‬‬
‫نبى الله أمرا بالقتل لرجل ملجرد الظن فقط وبدون‬ ‫املهم أن محمد إنهار ملا سمع الشائعة‪ ،‬وبدون أن‬
‫حتى أن يتحرى الحقيقة؟ هل أرواح اآلدميني رخيصة‬ ‫يتحقق منها أرسل عىل لقتل الرجل العشيق املرصى‪،‬‬
‫إىل هذا الحد عند نبى التسامح؟ أين العدل وأين‬ ‫ولكن القدر يلعب لعبته‪ ،‬فعىل كام علمنا يكره‬
‫الرحمة وأين وأين‪.‬؟‬ ‫عائشة كره املوت‪ ،‬ومارية منافسة خطرية لعائشة ال‬
‫أسئلة لن نجد لها إجابة فلنكتمها ىف صدورنا ولنخرس‬ ‫يتمنى عىل خروجها من املشهد بهذه الطريقة املهينة‬
‫حتى ال يقيموا علينا الحدود‪!.‬‬ ‫التى تعنى إنتصار عائشة عليه وعىل محمد وعىل‬

‫‪37‬‬
38
‫مقهى أمريكي‬

‫باصاً إىل منزيل‪ ،‬حيث سأنتظر ساعة كاملة أو أقل عىل األغلب‪،‬‬ ‫ماهر أسمر – صحفي‬
‫شخص واحد أو اثنان‬
‫يف حني أتفرج عىل السيارات التي ميلؤها ٌ‬ ‫كنا يف ذلك املقهى الغريب ننهي النقاط التي اتفقنا عليها‪،‬‬
‫تأيت وتذهب‪.‬‬ ‫كان واحدا ً من تلك املقاهي التي تعتمد النمط األمرييك يف‬
‫كنت منذ‬‫تصميمها ومرشوباتها وأسلوب الخدمة وزبائنها‪ُ ،‬‬
‫عند الخروج‪ ،‬قاطع طريقنا صوت رصاخ‪ ،‬وذاك الصبي يحمله‬ ‫عدة أيام أفكر إىل أين وصلنا‪ ،‬مل يكن السبب الذي يجعلني‬
‫أحد العاملني يف املقهى‪ ،‬وصل إىل الباب‪ ،‬وكنا نحن نخرج خلفه‪،‬‬ ‫أفكر بذلك هو املوت أو املآيس الكبرية التي تحيط بنا كام‬
‫فجأة توقف عن الرصاخ وصدر صوتٌ آخر من الداخل‪ ،‬كان‬ ‫يحصل للجميع‪ ،‬بل كانت تلك املآيس الصغرية جدا ً‪ ،‬االنتظار‬
‫ٍ‬
‫وشابات يغنون أغنية عيد امليالد لصديقهم‪،‬‬ ‫شباب‬
‫صوت عدة ٍ‬ ‫الطويل قبل الحصول عىل وسيلة نقل تأخذنا إىل املنزل أو‬
‫شعرتُ حينها بسخرية القدر‪ ،‬كيف جسد هذا الطفل الذي‬ ‫إىل العمل‪ ،‬كان وقويف صباحاً بانتظار باص ورؤيتي للسيارات‬
‫يتسول للحصول عىل بعض النقود والشاب الذي يحتفل بعيد‬ ‫الخاصة متر بقريب مستفزا ً‪ ،‬كل سيارة متر كانت تحتوي شخصاً‬
‫مقهى أمرييك انعدام العدالة التام عىل األرض‪ ،‬ولكن‬
‫ميالده يف ً‬ ‫أو اثنني‪ ،‬أعلم بوضوح أنهم يتجهون إىل حيث أنوي التوجه‪،‬‬
‫بالطبع مل أعطه نقودا ً‪.‬‬ ‫وحيث ينوي العرشات اآلخرين الواقفني أمامي بانتظار باص‬
‫التوجه‪ ،‬ولدى أولئك الذين يسوقون السيارات مقاعد فارغة‬
‫عالء الدين أيوب – الجئ سوري‬ ‫يف سياراتهم‪ ،‬ملاذا ال يقومون ببساطة بتوصيلنا؟ ملاذا ال يقوم‬
‫كانت تلك ليلتي األخرية يف دمشق‪ ،‬مل يكن بإمكاين املكوث‬ ‫أولئك الذي يعملون أكرث من عمل بالتخيل عن أحدها ألولئك‬
‫ٍ‬
‫لوقت أطول هنا‪ ،‬كان عيل العودة إىل قريتي‪ ،‬هناك ما زالت‬ ‫الباقني دون عمل‪ ،‬أو ملاذا ال يقوم أولئك الذين ميلكون منازالً‬
‫بعض حوادث االختطاف والقتل تحصل‪ ،‬ولكن ما من خيا ٍر‬ ‫خالية بفتحها ألولئك الذين دون منازل‪ ،‬ملاذا ال تحصل الكثري‬
‫آخر‪ ،‬مل يعد لدي عمل‪ ،‬وال ميكنني تحمل تكلفة استئجار‬ ‫من تلك األمور التي تخرج الرثوات املكدسة ليستفيد منها‬
‫غرفة يف دمشق بعد اليوم‪ ،‬كانت تلك الليلة قبل يومني من‬ ‫أولئك الذين ال ميلكون شيئاً؟‬
‫عيد ميالدي‪ ،‬وكان أصدقايئ يرصون أن يروين‪ ،‬كنت أتهرب من‬
‫املوضوع‪ ،‬ولكن ليس ألنني ال أريد رؤيتهم‪ ،‬إمنا مل يكن معي‬ ‫التفت‪ ،‬كان طفالً‪ ،‬ليس طفالً‪ ،‬ال‬
‫ُ‬ ‫قاطع أفكاري نق ٌر عىل كتفي‪،‬‬
‫من النقود ما يكفي للجلوس يف ذلك املقهى الذي يريدون‬ ‫كنت أراه يف‬
‫ُ‬ ‫ما‬ ‫ولكن‬ ‫بالتأكيد‪،‬‬ ‫ال‬
‫ً‬ ‫طف‬ ‫أدري‪ ،‬بالنسبة لعمره كان‬
‫لقايئ فيه‪ ،‬ومن ثم دفع مثن تذكرة الباص‪ ،‬لكنهم أرصوا‪ ،‬ال‬ ‫عينيه مل يكن طفالً‪ ،‬كانت عيناه زرقاوان‪ ،‬مل يكن ينظر بحزنٍ ‪،‬‬
‫مقهى ذو طابعٍ أمرييك‪ ،‬أي ليس مهامً‬
‫ً‬ ‫بأس‪ ،‬بكل األحوال هو‬ ‫إمنا بوقاحة‪ ،‬بدون مالمح عىل وجهه كام لو أن لديه مهمة‬
‫إن مل تطلب شيئاً‪ ،‬سأتهرب من أن أطلب مرشوباً‪ ،‬وأسارع يف‬ ‫وقت ممكن‪ ،‬كان متسوالً‪ ،‬طلب مني‬ ‫ويريد إنهاءها بأرسع ٍ‬
‫الذهاب‪.‬‬ ‫نقودا ً‪ ،‬طلبها بوقاحة‪“ ،‬أعطني نقودا ً”‪ ،‬مل يحاول أن يستجر‬
‫شفقتي أو أن يدعي يل بالتوفيق ونوال الفتاة التي أحب‪ ،‬ال!‬
‫ساقي إىل بعضهام‪ ،‬وكانت‬
‫ّ‬ ‫جلست معهم كنت أضم‬ ‫ُ‬ ‫حني‬ ‫طلب النقود وانتظر أن أعطيه‪ ،‬وكأن ذلك واجبي وطلبه مني‬
‫أنت مرتبك؟ مل أكن مرتبكاً‪ ،‬كان هناك‬
‫صديقتي تقول يل ملاذا َ‬ ‫وشاركت‬
‫ُ‬ ‫التفت إىل الجالسني عىل الطاولة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫هو مجرد شكليات‪،‬‬
‫اهرتا ٌء يف بنطايل عند الفخذ اكتشفته قبل خروجي من املنزل‬ ‫يف االستامع ملا كان يقوله اثنان منهم‪ ،‬مل أكن مهتامً ولكن‬
‫الذي أخليته عىل دفعات ملدة أسبوع‪ ،‬مل أرد أن يروه‪ ،‬كان‬ ‫كنت أتكلم عن العدالة‪،‬‬ ‫يل تجاهله‪ ،‬ماذا؟ أعلم أنني ُ‬ ‫كان ع ّ‬
‫القلق يسيطر عيل طوال الوقت‪ ،‬كان عيل أن أراقب الجميع‬ ‫لست ممن يكدسون الرثوات حتى أقوم‬ ‫ُ‬ ‫أنا‬ ‫كالم‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫ولكن‬
‫طوال الوقت‪ ،‬حني يكون هناك بعض اللحظات التي أكون‬ ‫وضبت أغرايض يف حقيبتي وأنتظر يك‬ ‫ُ‬ ‫مبساعدته‪ ،‬كنت قد‬
‫متأكدا ً فيها أن ما من ٍ‬
‫أحد ينظر نحوي أو نحو قدمي‪ ،‬أباعدهام‬ ‫أذهب‪ ،‬كنت بانتظار صديقي الذي سيوصلني إىل حيث أستقل‬

‫‪39‬‬
‫مقهى أمريكي‬ ‫مناف زيتون‬

‫التي منعتني من الزواج بها يف البداية كانت قد ذهبت إىل‬ ‫قدمي واملراقبة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫قليالً يك أريحهام‪ ،‬ومن ثم أعود ملالصقة‬
‫غري رجعة‪ ،‬ولكن انتقايل من الفقر املدقع إىل الغنى الفاحش‬
‫جعلني – رغم وفرتها – أقدر قيمة النقود‪ ،‬وأفهم كم من‬ ‫بعد أن جلسنا لحوايل الساعة‪ ،‬وكان كل الحديث متمحورا ً‬
‫العمل املضني يجب أن يبذل من أجلها‪.‬‬ ‫عىل ترجيات صديقايت وبعض أصدقايئ أن أجد حالً أو تسوية‬
‫يك ال أذهب إىل هناك‪ ،‬كانوا يتكلمون عن ذهايب إىل قريتي‬
‫ذلك الصبي املدلل مل يكن يفهم‪ ،‬هو يف عمر الثالث عرشة‬ ‫وكأنني أنتحر‪ ،‬ولكن مل يكن هناك بالفعل ما أجيبهم به‪ ،‬وكأين‬
‫سنة اآلن‪ ،‬ورغم ذلك منذ اآلن ينفق النقود كيفام شاء دون‬ ‫أنا ال أريد البقاء يف دمشق‪ ،‬بعد مرور الساعة أحرضوا كعكة‬
‫أي توفريٍ أو احرتامٍ لجهدي يف الحصول عىل تلك النقود‪ ،‬هو‬ ‫كنت عىل وشك البكاء‪ ،‬ليس فرحاً مبا فعلوا‪،‬‬
‫ميالد من أجيل‪ُ ،‬‬
‫قبلت أن نقوم نح ُن برتبيته فقط بسبب حبي‬
‫ليس ابني‪ ،‬وقد ُ‬ ‫ولكن مل أمتكن وال مرة من االحتفال بعيد ميالدي يف يومه‪،‬‬
‫لها‪ ،‬ولكنه قد متادى‪.‬‬ ‫دامئاً بسبب انشغايل وانشغال أصدقايئ كان علينا االحتفال به‬
‫يف أقرب يوم عطلة أسبوعية منه‪ ،‬وذلك بسبب حظي السيئ‬
‫كان هاتفه جديدا ً‪ ،‬اشرتيته له منذ ثالثة شهو ٍر فقط مببلغٍ‬ ‫الذي جعلني أولد يف الشهر الوحيد رمبا يف السنة الذي ال‬
‫أحتاج يومني كاملني ألجنيه‪ ،‬ولكنه اآلن يطلب هاتفاً آخرا ً‪،‬‬ ‫يتضمن أي عطل رسمية‪.‬‬
‫غضبت جدا ً منه‪ ،‬وبعد أن تشاجرتُ معها طالباً منها أن تكون‬
‫ُ‬
‫اشرتطت‬
‫ْ‬ ‫أكرث حزماً معه‪ ،‬أعطتني صالحية يك أؤدبه بطريقتي‪،‬‬ ‫متسول قد دخل املقهى قبل ثوانٍ من دخول‬ ‫ٌ‬ ‫كان هناك‬
‫عيل أال أرضبه‪ ،‬بالطبع لن أفعل‪ ،‬ولكني وجدتُ طريقة أكرث‬ ‫كنت أتأمله‪،‬‬
‫الكعكة‪ ،‬حني كانوا يغنون يل أغنية عيد امليالد ُ‬
‫دها ًء يك أجعله يشعر كم من الصعب الحصول عىل النقود‪،‬‬ ‫مراهناً نفيس أنه ميلك عن طريق التسول ماالً أكرث مني‪ ،‬أكرث‬
‫قلت له “اِذهب‪ ،‬ا ُخرج من املنزل‪ ،‬ولن أسمح َلك بالعودة‬ ‫ُ‬ ‫مني بكثري عىل ما أعتقد‪.‬‬
‫قبل أن تأتيني بألفي لرية”‪ ،‬سألني “كيف أحصل عليها؟ ال‬
‫ميكن يف يومٍ واحد أن أحصل عىل هذه النقود من العمل”‪،‬‬ ‫جميل حداد – موظف حكومي‬
‫قلت له “الكثري من الناس يف الطرقات ميلكون النقود‪ ،‬ج ّرب‬‫ُ‬ ‫متكنت من الزواج منها‪ ،‬كانت حوايل‬ ‫ُ‬ ‫انتظرتُ طويالً حتى‬
‫أن تطلب منهم ذلك”‪.‬‬ ‫الثامين سنوات‪ ،‬عملياً هي اثنتا عرشة سنة‪ ،‬ولكن السنني‬
‫ٍ‬
‫سنوات‪ ،‬كنا نسرتق النظر‬ ‫التي كانت متزوجة فيها هي مثاين‬
‫لبعضنا يف املناسبات االجتامعية التي تجربنا عىل اللقاء أمام‬
‫اآلخرين‪ ،‬ولكن مل يكن هذا الوضع سيئاً‪ ،‬كان يضيف بعض‬
‫اإلثارة والرومانسية إىل عالقتنا‪ ،‬وأعتقد أن تلك األيام الصعبة‬
‫هي السبب يف قدرتنا عىل التامسك اليوم‪.‬‬

‫فكرنا كثريا ً بعد وفا ِة زوجها‪ ،‬كانت خائفة من رد فعل الجميع‬


‫من حولها‪ ،‬خصوصاً أن يف طائفتنا ليس أمرا ً اعتيادياً زواج‬
‫وكنت قد بدأتُ أعاين بعض الرتدد بعد‬ ‫املرأة بعد أن ترتمل‪ُ ،‬‬
‫سنوات حني ترملت‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫أن أصبح لديها ولد‪ ،‬عمره كان ست‬
‫وليس أمرا ً سهالً أن تدفع طفالً يف هذا العمر إىل أن َ‬
‫يحبك‪،‬‬
‫قبلت التحدي‪ ،‬تزوجنا‪ ،‬وأوضاعي املادية السيئة‬
‫ولكن ال بأس‪ُ ،‬‬

‫‪40‬‬
‫‪Blanqesto‬‬

‫ضايقك كالمي يف املقـدس؟‬


‫ضايقك اين اقول واهجـــص؟‬
‫طب مـــا تولع! أل مــــا تولع !!‬
‫فكرك سكويت بيخليه مقدس؟!‬

‫يابني ده انت مخدوع ف الحياه‬


‫طب تعاال احكيلك يف الــصاله‬
‫خمسه وتلف ف دواير والزكاه‬
‫والشهاده والبالده‬
‫واإلميان األعمى ف أصول العباده‬
‫والقيامة واملالمة‬
‫واليل مكتوب ف الكتاب‬
‫واملخري واملسري والحساب‬

‫ارعبني بالقيامه والجه ّنم والعذاب‬


‫قويل ان قدري مكتوب ف الكتاب!‬

‫ناقش واطرح اصول املنطق االكيده‬


‫طبق عليا الرشع وافرض ف العقيده‬

‫ادخل ما بيني وبني خياري ف الحيـاه‬


‫اصلك إلــــه بفعلك والعن م اإللـــه!!!‬

‫‪41‬‬
‫مقهى أمريكي‬

‫‪42‬‬
‫‪-‬متعصب‪ -‬له‬
‫يقول أن اهلل ُ‬

‫هذا لألنثى لكن بالنسبة للذكر الله مل يقُل أي شئ‬ ‫ُصعقت عندما سمعت هذه الجملة من إحدى الشباب‬
‫فقد إنحاز للذكر بل وتعصب له‪!!..‬‬ ‫العادي جدا يف فكره‬
‫هكذا يتحدث الشخص الذكوري يربر القمع واإلهانة لألنثى‬ ‫ُصعقت أن أجد التطرف الذكوري يصل إىل هذا الحد‬
‫بالدين ويربر اإلنفالت والتسلط واإلنحطاط بالدين أيضاً‬ ‫فكيف ميكن عالج هذا الفكر؟!‬
‫األمر ليس غريباً فالشخص الذي يفكر بهذه الدونية املتخلفة‬ ‫فقد قال “إذا كان ربنا ُمتعصب لذكوريت يبقا إزاي أنا مبقاش‬
‫تطرفه يضلله جعله رضير العني والعقل‬ ‫ُمتعصب لها” !!!!!!!!!!‬
‫فاليرى إال ما يخدم تطرفه وأهوائه املنفلتة…‬ ‫قالها هكذا بالحرف واألسلوب هذا‪ ..‬فهذه الكلامت وقعت‬
‫فالتطرف الذكوري الغارقة فيه اغلب املجتمعات الرشق‬ ‫عىل أذين كالصاعقة‬
‫أوسطية الحدود لتطرفه‬ ‫كأنني سمعت صوتاً مزعج جدااا ولكن األمل مل يكن مثل أمل‬
‫فقد يكفر الشخص الذكوري دون أن يعلم‬ ‫الصوت املزعج‬
‫ألن أهوائه هي أهم شئ لديه‬ ‫بل أصعب بكثييري مل أستطع نسيان هذه الجملة ولكن حاولت‬
‫شئ مؤسف هذه الثقافة العنرصية‬ ‫أن أخفي إنزعاجي الشديد‬
‫فقد تسببت يف تأخر املجتمعات عن الحضارة‬ ‫الذي ألّم يب بعد سامع هذه الكلامت‪..‬‬
‫العامل يلهث وراء التقدم والتحرض‬ ‫من يتصور هذا‪ ..‬شخص عادي من النوع املتعصب للدين رغم‬
‫وهم يفكرون يف ماذا ترتدي املرأة؟!‬ ‫أنه اليقوم بأية فروض الدين الذي يتعصب له‬
‫وماحكم عمل املرأة؟ هل تساوي الر ُجل أم أنها أقل درجة‬ ‫ذكوري مثله مثل ثقافة غالبية املجتمع يتنكر يف زي متحرض‬
‫منه؟!‬ ‫لكن فكره الميت للحضارة بشئ‬
‫وهل من حقها أن يكون لها عالقات أوال؟!‬ ‫من يتصور أن الفكر الذكوري الدوين املتخلف يصل إىل هذه‬
‫والبكارة!! وماذا عن عالقة املرأة والر ُجل……إلخ‬ ‫الدرجة‬
‫ماهذه السخافات‪ ..‬أما سئمتم؟؟!!‬ ‫أن يصف إلهه الذي يعبده بأنه “إله ُمتعصب” التعصب صفة‬
‫أنظروا أمامكم بعقولكم‬ ‫الجهالء‬
‫ما فائدة العقل إن مل يكن النور الذي نرى به ماهو منطقي؟‬ ‫وتتنايف هذه الصفة مع صفات الكامل التي يتصف بها الرب‬
‫ما فائة العقل إن كنا نؤمن بالخرافة ونرفض العلم؟‬ ‫فكيف يؤمن هذا الشخص أن إلهه كامل ثم يقول عليه‬
‫ما فائدة العقل إن كنا نرفض الحضارة ونبحث عن كل ماهو‬ ‫ُمتعصب لذكورته؟!‬
‫قديم لنكون أكرث تخلفاً عن أوىل خطوات الحضارة؟‬ ‫الله ليس ذكرا ً وإن كان ذكرا ً فكيف سيكون ُمتعصب وهذا‬
‫ما فائدة العقل إن مل نفكر مبوضوعية وبحرية؟‬ ‫يتناىف مع صفات الكامل؟!‬
‫ما فائدة العقل إن كنا نعتقد بحياة أدىن درجة من حياة‬ ‫وهو يؤمن بأن الله ليس ذكر أو أنثى‬
‫الحيوانات؟؟‬ ‫ويؤمن أن الله هو الكامل امل ُطلق‬
‫إن ظل هذا النمط من التفكري‬ ‫فكيف يصفه بصفة ت ُنقص من كامله؟!‬
‫فلن يرى أصحاب هذا الفكر‬ ‫ال أتصور أن التعصب الذكوري املتخلف هذا يصل إىل هذه‬
‫النور أبدا ً‬ ‫الدرجة من التطرف‬
‫يصل إىل أن يتطاول عىل اإلله الذي يؤمن به‬
‫والذي يتحجج به يف قمع األنثى والحط من شأنها‬
‫فيقول لك أن الله أمر بكذا وكذا‬

‫‪43‬‬
‫آيا اجلوهري‬

Freedom
by: lanetkedi

44
‫تعلم طريقة القتل بدون أن تتلطخ يداك بالدماء‬

‫أعزائنا املجرمني و املجرمات و الحر و الحرة و العبد و الجارية‪ ،‬نقدم لكم طريقة فعالة مع نظام الفسق والكفر ‪ -‬و‬
‫العياذ بالله ‪ -‬لتخطي العقوبة « اإلنسانية الوضع « البعيدة عن حكم الرشع ‪ -‬رشع الله ‪ -‬و التي هي السجن أو‬
‫السجن‪ ،‬و التي ‪ -‬أي الطريقة ‪ -‬مييش عليها النظام الكافر‪ ،‬ليس رغبة منه بل رغبة من سيدنا البوطي عليه الصالة و‬
‫السالم‪ ،‬ألننا مهام أختلفنا باآلراء السياسية نبق أخوة يف الجهاد « املقدس «‪ .‬و عليه نقدم لكم هذا الحل الفعال لتخطي‬
‫عقوبات برشية ‪ -‬و العياذ بالله ‪. -‬‬

‫إن الطريقة التي يتبعها نظام الكفر ‪ -‬و العياذ بالله ‪ -‬يف إخراج الجهاديني أخوتنا من املعتقالت هي « مل تتلطخ أيديهم‬
‫بالدماء « و هذه الطريقة أعجبتنا جدا ً‪ ،‬و نشكر عليها موالنا البوطي عليه أفضل الصالة والسالم‪ ،‬ألنه هو من يأمر‬
‫نظام الكفر ‪ -‬و العياذ بالله ‪ -‬بأتباعها ليك يساعدنا يف إقامة دولة الخالفة التي بها نأخذ حريتنا بالرجم و قطع األيادي‬
‫و األرجل كام أوصانا « نبي الرحمة « و أنه ‪ -‬أي البوطي «ص» ‪ -‬يريد مساعدتنا بأمتام مشيئة الله عز و جل بعمل‬
‫هيئة األمر باملعروف و النهي عن املنكر { كام قال بإحدى خطبه } ليك نحاسب الكفرة و املرشكني الذين قد يبقوا عىل‬
‫قيد الحياة بعد املعركة‪.‬‬

‫إىل أخوتنا الجهاديني و الجهاديات ‪ -‬أي العبد و الجواري ‪ -‬عليكم بأتباع ما نقوله لكم بالحرف الواحد‪ ،‬ليك نُسيرّ األمة‬
‫عىل نفس النهج ‪ -‬نهج السلف الصالح ‪ -‬و نبدأ رشح الطريقة و بالله املستعان ‪:‬‬

‫‪ -1‬قتل الكفار و املرشكني بالسالح ال يحتاج ألي إضافات ألنكم مهام قتلتم من أهل الكفر و الرشك فلن تتلطخ أيديكم‬
‫بالدماء‪ ،‬و عليه فأنتم براء من الدم براءة الذئب من دم يوسف‪.‬‬

‫‪ -2‬قتل الكفار و املرشكني بالعبوات الناسفة أيضاً ال تحتاج إلضافات‪ ،‬فلن تتلطخ أيديكم بالدماء‪.‬‬

‫‪ -3‬قتل الكفار و املرشكني ذبحاً بالسكني أو بالساطور أو بالسيف‪ ،‬يحتاج إلضافة عدة طرق لتفادي تلطخ أديكم بالدماء‪،‬‬
‫و إليكم الطرق ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬لبس مبا يُعرف بــ» الكفوف « أي قفاذات‪ ،‬باألملانية « ‪ « Handschuhe‬و باإلنكليزية « ‪ « gloves‬و بالصينية «‪手‬‬
‫‪ « 套‬و بالعربي « כפפות « و هكذا مهام قتلتم من كفار و مرشكني لن تتلطخ أيديكم بالدماء و بالتايل فأنتم إن تم‬
‫ألقاء القبض عليكم ستخرجون بالعفو تحت مس ّمى « مل تتلطخ أيديكم بالدماء « ‪.‬‬

‫ب‪ -‬رمي السكاكني عن بُعد‪ .‬و هذه الطريقة تحتاج لتدريب و عليكم االستعانة بخرباء من املكسيك و بالتحديد من‬
‫الغجر‪ ،‬فهم يربعون بهذه الطريقة‪ ،‬هل تتذكرون املسلسل املكسييك « كساندرا « ؟ تابعوا حلقاته ستجدوا أن لويس‬
‫دافيد كان يفعلها‪ ،‬و تعلّموا منه ريثام نؤ ّمن لكم خبري مكسييك يعلمكم الطريقة عىل أصولها‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫تعلم طريقة القتل بدون أن تتلطخ يداك بالدماء‬
‫وديع طعمة‬

‫ت‪ -‬أستعامل السيف لذبح الكفار و املرشكني‪ ،‬ال يحتاج إال لتوخي الحذر قليالً‪ ،‬ليك ال تتلطخ أيديكم بالدماء عن بُعد‪،‬‬
‫و يُفضل قطع الرأس من الخلف‪ ،‬أي بطريقة الحكم الرشعي يف قتل الكافر و املرتد‪ ،‬يكون الكافر ُمنحنياً لألمام قليالً‬
‫و رأسه لألسفل‪ ،‬مام يُتيح لكم قطع رأسه من الخلف بأريحية‪ ،‬و هكذا لن تتلطخ أيديكم بالدماء ألن الدماء ‪ -‬بقدرة‬
‫قادر ‪ -‬تسيل من األمام ‪.‬‬

‫عىل كافة الجهاديني إتباع هذه التعليامت ليك ال تقعوا بقبضة النظام الكافر الفاسق ‪ -‬و العياذ بالله ‪. -‬‬

‫واآلن مع املجاهدين اإللكرتونيني‪ ،‬يوجد موقع كافر ألحد املرتدين يس ّمي موقعه « الحقيقة « قد قام بكشف أخوتنا‬
‫الجهاديني الذين خرجوا بالعفو « مل تتلطخ أيديهم بالدماء « و أظهر أن من خرج بالعفو السابق كان ُمشرتك بعمليات‬
‫جهادية‪ ،‬و هذا األمر بالغ الخطورة‪ ،‬إذ يضع النظام الكافر بخانة املتعاونني معنا‪ ،‬و نحن ال نريد هذا السيط و إن كان‬
‫صحيح‪ ،‬و لقد قامت إحدى العصابات بهكر موقعه ليك يُخفي هذا التعاون‪ ،‬و عىل الرغم من أنهم مؤيدين للنظام‬
‫الكافر إال أن ُه يجب عليكم مساعدتهم يف تخريب املوقع ليك ال ندخل يف متاهات نحن بالغنى عنها‪.‬‬

‫اللهم قد بلغت اللهم فاشهد‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫دراسة فى اصول معتقداتنا املتوارثة‬ ‫تطور الدين اليهودي ‪-‬‬

‫اوال ‪ :‬مرحلة ما قبل موىس‬ ‫مقدمة‬


‫يكتنف الغموض هذه املرحلة بشكل عام‪ ,‬ال يوجد اى ذكر‬ ‫لطاملا ظننت ان التفسري املسيحى للتوراة هو تفسري بالغ‬
‫لنهاية العامل او للحساب او الى شكل من اشكال البقاء بعد‬ ‫االعوجاج و املراوغة‪ ,‬و لطاملا ظننت ان الدين اليهودى يخفى‬
‫املوت‪ .‬ال يوجد اى ذكر للشيطان ىف هذه املرحلة ‪ ,‬و تتهافت‬ ‫ارسارا يخجل املسيحى من ذكرها ‪ ,‬فبينام يقدم املسيحى صورة‬
‫حجج املسيحيني الذين يحاولون لصق قصة السقوط بالشيطان‪,‬‬ ‫العهد القديم و كأنه منسجم مع العهد الجديد‪ ,‬فانا ارى ىف‬
‫فالتوراة تتحدث عن حية تغوى و حية ت ُعاقـَب و ال ياىت ذكر‬ ‫العهد القديم تاريخ تطور شعب و دين‪ ,‬لقد كُتب الساطري‬
‫من قريب او بعيد للشياطني و ال تذكر التوراة ان الشيطان‬ ‫اليهود ان تصبح تراثا يدين به اكرث من نصف البرشية من‬
‫دخل ىف حية او اتخذ شكلها‪ ,‬القصة واضحة و رصيحة و ال‬ ‫مسيحيني و مسلمني‪...‬‬
‫تحتمل اى مط او ىل عنق‪.‬‬
‫اال ان اليهودية‪ ,‬كونها اوىل االديان التوحيدية مل تنشأ بني ليلة‬
‫تذكر التوراة ان ابراهيم يعبد «االيلوهيم» و هذه الكلمة هى‬ ‫و ضحاها‪ ,‬بل شهدت تطورات كبرية ‪ ,‬و ان عدنا بها لالصل‪,‬‬
‫بصيغة الجمع ‪ ,‬مام يدفعنا لالعتقاد ان اليهود القدامى كانوا‬ ‫نجد الجبني اليهودى‪-‬املسيحى‪-‬االسالمى يندى الصلها خجال ‪..‬‬
‫يعبدون اكرث من اله واحد‪ .‬قد يحتج البعض بان صيغة الجمع‬
‫هى للتفخيم لكن من املالحظ ان االسفار املكتوبة بعد ذلك‬ ‫اركز هنا عىل اليهودية عمال مبقولة»ارضب رأس الحية» الن‬
‫بكثري اصبحت تستخدم اللقب املفرد «ايل» مام يثري مزيدا من‬ ‫اليهودية‪ ,‬اذا ما تفحصناها‪ ,‬نجدها ملحمة برشية تطورت عرب‬
‫الشك و عموما فهنالك مالحظات تالية تشدد عىل عبادة اليهود‬ ‫آالف السنني و ليست رشيعة الهية ثابتة كام يدعى اليهود و‬
‫القدامى اللهة متعددة‪.‬‬ ‫املسيحيون وال هى نتيجة تحريفات لرشيعة اصلية كام يدعى‬
‫االسالم‪ ,‬ذلك الدين الذى يدعى حدوث «محرقة جامعية»‬
‫مام يستوجب التدقيق ايضا هو استخدام سفر التكوين‬ ‫للنصوص االلهية التى اتت من قبله‪ ,‬ليوفر عىل نفسه مشقة‬
‫لضمري االنثى عند الحديث عن االله و استخدام مصطلحات‬ ‫تفسري نصوص االولني و توفيقها بعضا ببعض‪ ,‬و كان االوىل عىل‬
‫انثوية‪ Mothering‬و‪giving birth through labor pains‬‬ ‫هذا الدين اال يفرتض روابط بينهو بني ما سبقه من االديان ‪,‬‬
‫و تم تغيري هذه االلفاظ اىل ‪ Fathering‬عند ترجمة التوراة‬ ‫بدال من القاء الكالم بهذا االسلوب املستخف بعقول املؤمنني و‬
‫لالنجليزية‪..‬‬ ‫الكفار عىل حد سواء‪.‬‬

‫كام تتحدث التوراة عن االله ىف هذه الفرتة باوصاف برشية اىل‬ ‫نراجع ىف هذا البحث الصغري مراحل تطور الدين اليهودى عرب‬
‫حد كبري يصل احيانا لتصور االله عىل ان له جسام ماديا ايضا‪..‬‬ ‫فرتات زمنية و نالحظ معا دخول بعض املعتقدات لهذا الدين‬
‫«وسمعا صوت الرب االله ماشيا يف الجنة عند هبوب ريح‬ ‫من حضارات مجاورة ‪ ,‬بعض املعتقدات التى صارت الحقا‬
‫النهار‪».‬‬ ‫«ثوابت ال ينكرها عاقل» ىف نظر اكرب دينني من حيث عدد‬
‫«فحزن الرب انه عمل االنسان يف االرض‪.‬وتأسف يف قلبه»‬ ‫االتباع حاليا ‪...‬‬

‫ثانيا ‪ :‬رشيعة موىس‬ ‫سنعرض تاريخ اليهودية حسب بعض الحقب الزمنية و هى ‪:‬‬
‫يبدو ان رشيعة موىس دفعت باليهودية لالمام (او باالصح‬ ‫‪ -1‬ما قبل موىس‬
‫للخلف!!) تجاه فكرة التوحيد ‪ ,‬و هى مل تصل للتوحيد املطلق‬ ‫‪ -2‬رشيعة موىس‬
‫و امنا طورت الفكر اليهودي من تعدد اآللهة‪Polytheism‬‬ ‫‪ -3‬االنبياء‬
‫اىل عبادة اله واحد بالرغم من االعتقاد بوجود آلهة أخرى‬ ‫‪ -4‬ما بعد السبى لزمن يسوع النارصى‬

‫‪47‬‬
‫تطور الدين اليهودي ‪ -‬دراسة فى اصول معتقداتنا املتوارثة‬
‫العزاء الصويف‬

‫و قد بدا الغيظ واضحا عىل النبى صاموئيل عندما طالبه‬ ‫‪ Monolatry‬و لعل هذا يتضح لنا من خالل النص التوراىت ىف‬
‫الشعب علنا ىف تحد واضح للسلطة الدينية باقامة ملك‪ ,‬و‬ ‫سفر الخروج «ال يكن لك آلهة اخرى امامي» فالنص مل ينفى‬
‫لقد ذكر صاموئيل عىل لسان يهوه ىف حنق ‪ « :‬اسمع لصوت‬ ‫قط وجود آلهة اخرى لكنه فقط دفع الناس لعبادة «يهوة»‬
‫الشعب يف كل ما يقولون لك‪.‬النهم مل يرفضوك انت بل اياي‬ ‫و يتكرر النص حرفيا ىف سفر التثنية ايضا و باملناسبة فالكلمة‬
‫رفضوا حتى ال املك عليهم‪ .‬حسب كل اعاملهم التي عملوا‬ ‫اصال هى‪ YHWH‬و التى تعنى حرفيا «انا هو ما انا عليه» و‬
‫من يوم اصعدتهم من مرص اىل هذا اليوم وتركوين وعبدوا آلهة‬ ‫لهذه اللحظة يستخدم اليهود املحافظون الكلمة بهذا الشكل‬
‫اخرى هكذا هم عاملون بك ايضا‪ .‬فاآلن اسمع لصوتهم‪.‬ولكن‬ ‫من دون كتابتها «يهوه»‬
‫أشهد ّن عليهم واخربهم بقضاء امللك الذي ميلك عليهم»‬
‫من املالحظ ان شخصية يهوه ىف هذه الفرتة كانت كريهة لحد‬
‫و هكذا اضطر صاموئيل صاغرا اىل االنصياع لرغبة الشعب فيام‬ ‫بعيد‪ ,‬فمثال الرضبات املتتالية عىل شعب مرص كانت عدوانية‬
‫يبدو انه كان اول انقالب علامىن عىل سلطة الدين ىف التاريخ‬ ‫بشكل غري مربر‪ ,‬كذلك يبدو ان يهوه قد خالف الرشيعة‬
‫اليهودى‪...‬‬ ‫املتفق عليها بشكل عاملى و القائلة ان االعامل بالنيات‪ ,‬فتذكر‬
‫التوراة انه قتل رجال ملجرد ان هذا الرجل كرس وصية عدم ملس‬
‫و قام صاموئيل باختيار شاول راجيا ان يكون االخري عند حسن‬ ‫التابوت ملجرد منعه من السقوط ‪ ,‬اى انه جازى املسكني عىل‬
‫ظنه‪ ,‬و كان اول اختبار وجهه صاموئيل لشاول هو مجزرة‬ ‫اهتاممه بالتابوت بان قتله! و من املثري للسخرية ان التوراة‬
‫جامعية كام هو متوقع‪..‬لكن شاول فشل ىف اول اختبار و اظهر‬ ‫تذكر ان داود نفسه استنكر هذا العمل !!‬
‫تسامحا مع شعوب الجوار « وعفا شاول والشعب عن اجاج‬ ‫«وملا انتهوا اىل بيدر ناخون م ّد ع ّزة يده اىل تابوت الله وامسكه‬
‫وعن خيار الغنم والبقر والثنيان والخراف وعن كل الجيد ومل‬ ‫الن الثريان انشمصت‪ .‬فحمي غضب الرب عىل ع ّزة ورضبه الله‬
‫يرضوا ان يح ّرموها»‬ ‫هناك الجل غفله فامت هناك لدى تابوت الله ‪ .‬فاغتاظ داود‬
‫عندها ادرك صاموئيل ان شاول ميؤوس منه و رسعان ما افتعل‬ ‫الن الرب اقتحم ع ّزة اقتحاما وس ّمى ذلك املوضع فارص ع ّزة‬
‫خالف مع شاول لينزع عنه السلطة امللكية و يعطيها لداود‪,‬‬ ‫اىل هذا اليوم»‬
‫الذى كان خري خادم الرادة يهوه (او باالدق كهنة يهوه !!) عىل‬
‫ما يبدو ‪....‬‬ ‫هذا و مل تدخل معتقدات جديدة غري ما سبق ذكره لليهودية‬
‫ىف هذه الفرتة‪.‬‬
‫اال ان االحوال من بعد داود تدنت كثريا و صار هنالك رصاع‬
‫شبه دائم بني امللوك و االهداف الدينية مام ادى لظهور عدد‬ ‫ثالثا ‪ :‬االنبياء‬
‫كبري من االنبياء اليهود و منهم عاموس و ميخا و اشعياء و‬ ‫مل تكن االيام التى اتت بعد موىس اياما سعيدة لليهود‪ ,‬فلقد‬
‫ايليا‪ ..‬الخ‬ ‫دخلوا ىف نزاعات داخلية‪ ,‬و دخلوا ىف رصاعات مريرة مع سكان‬
‫االرض الفلسطينيني االصليني‪ ,‬اراد اليهود ان يتحدوا تحت لواء‬
‫و قد قدم االنبياء عددا من االصالحات الدينية التى اعتقدوا‬ ‫ملك قوى واحد‪ ,‬و لقد كان هذا تحدى لسلطة القيادة الدينية‬
‫انها ستساعد الشعب اليهودى ىف رصاعه الدائم من اجل‬ ‫‪ ,‬التى رأت ىف ملك قد يكون علامنيا خطرا كبريا عىل سلطتها‪,‬‬
‫السيادة‪ ,‬و نذكر منها ‪:‬‬ ‫فامللك قد يكون مساملا ال يريد حروبا مع جريانه‪ ,‬و قد يسمح‬
‫ا‪ -‬التوحيد املطلق ‪:‬‬ ‫بتزاوج اليهود مع الشعوب االخرى‪ ,‬مام يعنى للسلطة الدينية‬
‫اصبح يهوه االن الها مطلق للكون كله‪ ,‬ال اله سواه‪ ,‬هو صاحب‬ ‫نهاية العرق اليهودى و زورانه ىف سالم مع الشعوب االخرى‪ ,‬و‬
‫القدرة املطلقة عىل الكل سواء كانوا يهودا او ال ‪ .‬فنقرا ىف‬ ‫يبدو ان هذا كان اخر ىشء يريده كهنة يهوه‪....‬‬

‫‪48‬‬
‫تطور الدين اليهودي ‪ -‬دراسة فى اصول معتقداتنا املتوارثة‬

‫مل يكن العقل اليهودى مهيئا لكارثة بهذا الجحم‪ ,‬فيهوه قد‬ ‫اشعياء «انا الرب وليس آخر‪.‬ال اله سواي‪.‬نطّقتك وانت مل‬
‫وعد ارسائيل بارض الفلسطينيني‪ ,‬و قد عقد ميثاق رشف مع‬ ‫تعرفني» و يعد هذا تطورا ملحوظا الله كان باالمس يقول «ال‬
‫ابراهيم ان يحمى ابناء االخري‪ .‬فلامذا حدثت هذه الكارثة ؟‬ ‫يكن لك آلهة اخرى امامي» ‪...‬‬

‫يبدو ىل ان السبى كان اول حدث يجلب مشكلة الرش للعقل‬ ‫ب‪ -‬االخالقية ‪:‬‬
‫اليهودى‪ ,‬فلقد رأى اليهود ملحة من غوغائية الطبيعة و قسوتها‪,‬‬ ‫كان يهوه باالمس غيورا عبثيا رسيع الغضب يقتل عزة املسكني‬
‫لكنهم بالطبع مازالوا مؤمنني بالههم‪ ,‬فلامذا حصل كل هذا ؟‬ ‫بكل ظلم‪ ,‬لكنه اليوم اصبح الها عادال مطلق الصالح‪ .‬بدأ االنبياء‬
‫اليهود يرفعون من قدر الههم بكل عبارات التبجيل االخالقى‪,‬‬
‫يلجأ رجال الدين عادة ىف هكذا مواقف للتحجج بان الكوارث‬ ‫انه اله عادل و رحيم و محب لشعبه املسكني ارسائيل‪ ,‬و يقول‬
‫الطبيعية او البرشية املصدر هى عقاب الهى عىل رش او‬ ‫لنا اشعياء عىل لسان يهوه االخالقى «الين انا الرب محب العدل‬
‫معصية‪ ,‬و يبدو ان هذا الحل السمج كان حارضا عىل اذهان‬ ‫مبغض املختلس بالظلم‪.‬واجعل اجرتهم امينة واقطع لهم عهدا‬
‫كهنة اليهود ايضا‪..‬‬ ‫ابديا» كام اصبح تركيز االنبياء االكرب عىل اخالق شعب ارسائيل‬
‫و رضورة االرتقاء بسلوكهم و ليس الزبائح و املحرقات ‪...‬‬
‫فقامت جامعات اصالحية تدعى ان ما حصل لليهود هو عقاب‬
‫الهى عادل لنسيانهم اليهودية االصلية و االنصياع وراء االنبياء‬ ‫ظهر ايضا ىف ايام االنبياء مفهوم بسيط جدا عن حياة قصرية‬
‫الذين قللوا من شأن الذبائح لصالح السمو االخالقى و دعوا‬ ‫بعد املوت‪ ,‬ىف «بيت الرتاب» شيؤول‪ Sheol‬و هو مكان يذهب‬
‫للعودة اىل االصول‪..‬‬ ‫له امليت و يبقى فيه لوقت قصري ثم يختفى عن الوجود بشكل‬
‫ابدى‪.....‬‬
‫و تظهر االدبيات اليهودية التى كتبت بعد السبى روحا‬
‫منسحقة و نفسا مكسورة اىل مرارة املوت‪ ,‬عىل عكس روح‬ ‫لقد كانت فرتة االنبياء فرتة مليئة بالرسقة و الظلم الطبقى‬
‫العنجهة القومية التى سيطرت عىل كتابات اليهود قبل السبى‪..‬‬ ‫و الكذب و الرياء و الفساد و الرشاوى‪ ,‬و لقد ظن االنبياء‬
‫فتظهر بعض املزامري مدى الحزن و الكآبة التى كانت تسيطر‬ ‫انهم يصلحون كل هذا بالعودة لالصول املوسوية‪ ,‬لكن هذا‬
‫عىل اليهود املسبيني‪ ,‬نذكر منها ‪:‬‬ ‫مل يكن صحيحا‪ ,‬فلقد كانوا ىف واقع االمر يبتدعون دينا جديدا‬
‫« عىل انهار بابل هناك جلسنا‪.‬بكينا ايضا عندما تذكرنا صهيون‪.‬‬ ‫صار يهوه فيه الها واحدا يرمز للصالح املطلق‪ ..‬اال ان املستقبل‬
‫عىل الصفصاف يف وسطها علقنا اعوادنا‪ .‬النه هناك سألنا الذين‬ ‫كان يحمل حدثا هاما جدا‪ ..‬لعله اهم حدث ىف تاريخ الشعب‬
‫سبونا كالم ترنيمة ومعذبونا سألونا فرحا قائلني رمنوا لنا من‬ ‫اليهودى عىل االطالق‪ ..‬و كانت تغريات جذرية ستجتاح هذا‬
‫ترنيامت صهيون كيف نرنم ترنيمة الرب يف ارض غريبة‪ .‬ان‬ ‫الدين بسبب هذا الحادث‪.‬‬
‫نسيتك يا اورشليم تنىس مييني و ليلتصق لساين بحنيك ان مل‬
‫اذكرك ان مل افضل اورشليم عىل اعظم فرحي‪ .‬اذكر يا رب لبني‬ ‫رابعا‪ :‬ما بعد السبى لزمن يسوع النارصى‬
‫ادوم يوم اورشليم القائلني هدوا هدوا حتى اىل اساسها‪ .‬يا بنت‬ ‫كانت هزمية اليهود امام نبوخذرارص ‪ 597‬ق‪.‬م و ارس عدد‬
‫بابل املخربة طوىب ملن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا‪ .‬طوىب ملن‬ ‫كبري منهم لبابل مبثابة اكرب كارثة حلت عىل الشعب اليهودى‪.‬‬
‫ميسك اطفالك ويرضب بهم الصخرة»‬ ‫اال ان هذا ليس كل ىشء‪ ,‬فلقد غضب ملك بابل بشدة عىل‬
‫توق اليهود املستمر للعودة ملوطنهم‪ .‬وقام ىف عام ‪ 586‬ق‪.‬م‬
‫و ىف الواقع ان سفرا كامال هو سفر ايوب اىت ليحاول تربير‬ ‫بالعودة الورشليم و سحقها مبعبدها لتتفاقم فاجعة اليهود‪...‬‬

‫‪49‬‬
‫تطور الدين اليهودي ‪ -‬دراسة فى اصول معتقداتنا املتوارثة‬

‫قاوم املصلحني هذه التجديدات بشدة كونها متثل افكارا مل‬ ‫مشكلة الرش‪ ,‬و لقد كٌـتب هذا السفر بعد قرن تقريبا من‬
‫تذكر ىف الكتب املقدسة ابدا و تعد زندقة من وجهة نظر‬ ‫السبى‪ .‬يبدو ان سفر ايوب من اكرث اسفار اليهود عمقا‪ ,‬و ذلك‬
‫يهودية بحتة‪ ..‬لكن هذه االفكار القت قبوال كبريا جدا لدى‬ ‫النه ال يقترص ىف الحديث عىل الغنائم و الجنس و الحروب‬
‫العامة و كـُتب لها ان تصري ثوابت ىف املسيحية و االسالم‪ ,‬و من‬ ‫و الطقوس و امنا يناقش مسألة فلسفية بشكل مرسحى‪ ..‬ملاذا‬
‫ثم يؤمن بهذه االفكار اكرث من نصف سكان كوكبنا البائس ىف‬ ‫يوجد الرش‪..‬؟‬
‫القرن الواحد و العرشين‪.‬‬
‫نالحظ ىف هذا السفر وجود شخصية رشيرة و هى الشيطان‬
‫(ىف العربية الكلمة هى ‪ :‬املشتىك) مام يظهر تبنى اليهود لفكرة و يذكر االنجيل ان الصدوقيون مل يكونوا مؤمنني باى حياة‬
‫اله الرش الزرادشتية‪ ...‬اما نهاية السفر فليس لها اى رد فلسفى اخرى او ثواب و عقاب عىل عكس الفريسيني الذين آمنوا‬
‫عميق‪ ..‬امنا فقط ان يهوه ال يٌسائل‪ ..‬هو ليس رشيرا و ال ضعيف بكل هذا‪ ..‬و يبدو ان مثة طائفة ثالثة مل يذكرها االنجيل كانت‬
‫موجودة و هى االيسينز و يرجح البعض انتامء يسوع لهذه‬ ‫ال يقدر عىل رد الرش‪ ,‬لكن الرش يحدث و ال تسأل ملاذا !!‬
‫الطائفة االخرية‪ .‬لكن هذا امر يطول رشحه هنا‪..‬‬
‫زحفت املعتقدات الفارسية بشدة اىل عامة اليهود فصارت‬
‫هنالك مفاهيم جديدة الول مرة ىف عقول العامة و ظهرت ارجو ان اكون قد قدمت بحثا مفيدا يساعد املسيحيني و‬
‫بكثافة شديدة ىف الكتابات اليهودية الغري معرتف بها من قبل املسلمني عىل اخذ فكرة رسيعة لتطور معتقداتهم التى‬
‫رجال الدين و املدعوة باالبوكريفا و لكنها مل تظهر بشكل واضح يعتربوها ثابتة و ازلية‪ ,‬و اشكر كل باحث عن الحقيقة‪.‬‬
‫ىف الكتب املقدسة اليهودية‪..‬‬
‫املراجع‬
‫‪ -1‬التوراة‬ ‫و نذكر منها ‪:‬‬
‫ا‪ -‬الشيطان ‪ :‬اصبح هنالك حاجة لتفسري الرش‪ ..‬و من ثم الله ‪ -2‬املوقع الرسمى لجامعة واشنطن‬
‫‪http://www.wsu.edu:8080/~dee/‬‬ ‫رش عىل غرارا (انجرا مانو) الزرادشتى‪ ,‬لكن مبا ان اليهودية قد‬
‫‪HEBREWS/CONTENT1.HTM‬‬ ‫صارت دينا توحيديا‪ ,‬فاكتفى مصدر الرش بلقب «شيطان»‪..‬‬

‫ب‪-‬العامل االخر ‪ :‬مبا ان الرش امر ىسء‪ ,‬و تعرض له اليهود الكاتب‪ :‬العزاء الصويف‬
‫انفسهم عىل ايدى البابليني‪ ,‬و مبا ان يهوه الغوغاىئ قد صار املصدر يف شبكة الالدينيني العرب‬
‫عادال منذ ايام االنبياء‪ ,‬فالبد من ثواب و عقاب‪ ..‬و مبا انهام ال‬
‫يحصالن ىف الدنيا‪ ,‬فالبد ان هنالك حياة اخرى بعد املوت يتم‬
‫فيها هذا‪ ,‬حيث يكافأ االبرار و يعاقب االرشار‪ ..‬لقد تطورت‬
‫معتقدات اليهود عام بعد الحياة كثريا عىل بيت شيؤول القديم‪..‬‬

‫ج‪ -‬نهاية العامل و املسيانية ‪ :‬سيأىت يوم‪ ,‬يحل فيه بطل عظيم هو‬
‫املسيا‪ ,‬و هذا سيسحق كل الرشور و سيسحق شعوب الجوار‬
‫املؤذية و ينىشء مملكة اورشاليم الخالدة‪ ..‬هذه هى النهاية‪..‬‬
‫ورمبا كانت الفكرة السائدة عن املسيا كونه محارب عسكرى‬
‫هى اكرب سبب ىف رفض اليهود ليسوع النارصى‪...‬‬

‫‪50‬‬
‫الرغبات اجلنسية واملرأة عند العلمانيني‬

‫أنجلس أشار يف كتابه “أصل العائلة” كيف تطورت العالقات الجنسية املعممة إىل الحب الجنيس الفردي وبالتايل أصبح‬
‫أكرث نقاء‪.‬‬

‫ويف مقابلة صحفية حول مسألة املرأة أجرتها الصحفية األملانية الشيوعية‪ ،‬كالرا زتكني يف عام ‪ 1920‬مع فالدميري آيليتش‬
‫لينني‪ ،‬قال لينني عن العالقات الجنسية‪“ :‬موقف الشباب املعدل ملسائل الجنس‪ ،‬هو بالطبع أسايس‪ ،‬وتأسس عىل نظرية‪.‬‬
‫كثري من الناس أطلقوا عليها “ثورية” و”شيوعية”‪ .‬واعتقدوا مخلصني أن األمر لكذلك‪ .‬أنا رجل عجوز‪ ،‬وأنا ال أحب‬
‫ذلك‪ .‬رمبا أنا زاهد نكدي‪ ،‬لكن مرات كثرية هذا الذي أسمه “حياة جنسية جديدة” للشباب الصغار والناضجني معاً‪،‬‬
‫أنظر إليه باعتباره برجوازية محضة‪ ،‬وامتداد للامخور الربجوازي القديم الجيد‪ .‬كل هذا ال عالقة مشرتكة له مع الحب‬
‫سمعت ب بالنظرية الشهرية التي تقول أن تلبية الرغبات الجنسية يف‬ ‫ِ‬ ‫الحر كام نفهمه نحن الشيوعيني‪ .‬الشك ِ‬
‫أنك قد‬
‫املجتمع الشيوعي سيكون أمرا ً عادياً وبسيطاً مثل رشب كوب من املاء‪ .‬جزء من شبابنا أصابهم جنون‪ ،‬جنون مطلق‪،‬‬
‫حول نظرية “كوب املاء” هذي‪ .‬أنه ألمر مهلك كثري من األوالد والبنات الصغار‪ .‬األنصار املتحمسون (لنظرية كوب‬
‫املاء) يجزمون بأنها نظرية ماركسية (…) أنا أعترب نظرية “كوب املاء” الشهرية‪ ،‬بالكامل‪ ،‬ليست ماركسية‪ ،‬بل أكرث من‬
‫ذلك‪ ،‬ضد االشرتاكية‪ .‬األمر ليس فقط ماذا أعطت الطبيعة‪ ،‬لكن أيضاً ماذا أصبح ثقافة‪ ،‬غض النظر عن مستوى عال أو‬
‫منخفض‪ ،‬ذلك هو ما يجيء للعب يف الحياة الجنسية‪.‬‬

‫وقال احد العنارص املنتمية لـ فصائل االسالم السيايس وتحديدا ً لـ “جامعة اإلخوان املسلمون”‬
‫يقصدون يف دواخلهم باملدنية‪ ،‬الدولة الالدينية أو العلامنية والتي تهدف إىل التنصل من مبادئ الدين وأحكامه‬
‫ويريدونها علامنية متبجحة‪ ،‬كام قالت إحداهن “نريد تقنني دور الدعارة وبيوتها مثل الخمور متا ًما”‪ ،‬كام قال أحد‬
‫الداعني للدولة املدنية‪ :‬أنا مل أعلم ابني اإلسالم ولن أجربه عيل دين معني وسأترك له حرية االختيار حينام يبلغ السادسة‬
‫عرشة من عمره‪ ،‬وشعارهم‪ :‬دع ما لله لله وما لقيرص لقيرص‪.‬‬

‫( نفس التضليالت التي يبثها األصوليون دامئاً يف حق العلامنية‪ ،‬حيث يحاولون نزع حيادها املعلن واملامرس تجاه‬
‫األديان‪ ،‬ليتم تصويرها عىل أنها ضد األديان )‬
‫وهنا أستغرب ملاذا يتم اختزال الدولة املدنية والعلامنية‪ ،‬بأمور الجنس والنحالل الخلقي فقط‪ ،‬وملاذا يسيطر الجنس‬
‫عىل عقولنا نحن العرب بهذا الشكل ودامئاً ما نحذر من االنحالل األخالقي ونربطه فقط بلباس املرأة وخروجها للسوق‬
‫وبالعالقات الجنسية خارج إطار الزواج؟‪ ،‬بالرغم أن الرشوة مثالً وعدم قيام املوظف بعمله عىل أكمل وجه جزء من‬
‫منظومة االنحالل األخالقي‪.‬‬

‫أن هذه العقلية ليست بعقلية محدثة ولكنها عقلية تاريخية‪ ،‬حسب ما ذكر الالند الفيلسوف الفرنيس عند تقسيم‬
‫العقل إىل عقل فاعل وعقل سائد‪ ،‬فأن العقل السائد العريب تعشش فيه هذه الفكرة‪ ،‬املتأتية عن تاريخ الذكر باألنثى يف‬
‫الثقافة العربية‪ ،‬حيث كان للمرأة تاريخ أسود يف جاهلية العرب‪ ،‬من حيث دفن األنثى وهي عىل قيد الحياة‪ ،‬ومن ثم‬

‫‪51‬‬
‫الرغبات اجلنسية واملرأة عند العلمانيني‬
‫جمدي مشعل‬

‫وصفها بأنها ضلع قارص‪ ،‬والخوف من إنجاب األنثى ناجم من كرثة الحروب والخوف من السبي‪ ،‬فقد كانت عادة عربية‬
‫بامتياز أن يتم سبي النساء وبيعهن بسوق النخاسة‪ ،‬مام خلق حالة وعي بأن املرأة عورة يحب الخجل من وجودها‪،‬‬
‫ويجب السيطرة عليها من خالل الحجاب‪.‬‬

‫ومع انتصارات العرب يف الفتوحات أستمر سبي النساء من األعداء‪ ،‬ولكن السبايا يذهنب للخليفة وأمراء الجند أما‬
‫الفقراء ليس لهم من الغنائم شيئاً‪ ،‬ومع انتشار أخبار الخلفاء مع سباياهم بني العامة وجامل النساء القادمات من‬
‫بالد الروم‪ ،‬تشكل وعي جديد من الحقد الطبقي لدى الفقراء وصدرت الفتاوي بتحريم رؤية نساء الخليفة‪ ،‬وتم خيص‬
‫العبيد يف القصور‪ ،‬ومن هنا تشكل الهوس الجنيس التاريخي والذي أستمر ليومنا هذا‪ ،‬ليتم ربط التحرر من سطوة‬
‫السالطني والدميقراطية يف فتاوي علامء الدين بالتحرر الجنيس‪ ،‬ومن هنا نشأ الخوف من الدميقراطية والعلامنية‬
‫واملجتمع املدين‪.‬‬

‫للتذكري الجنس غريزة حيوانية موجودة لدى كل إنسان ال ميكن إخفائها‪ ،‬والجنس وسيلة مهمة الستمرار الحياة البرشية‪،‬‬
‫أما العلامنية هو مذهب سيايس يدعو لفصل الدين عن الدول‪.‬‬

‫السعودية كمثال‬
‫_ حسب دراسة أجرتها الدكتورة انعام الربوعي رئيسة قسم جراحة االطفال يف مستشفى القوات املسلحة يف جدة نُرشت يف‬
‫جريدة الوطن السعودية ‪:‬‬
‫‪ % 23‬من أطفال هذا البلد تعرضو لإلعتداء الجنيس ‪.‬‬
‫‪ % 63‬منهم تعرضوا لهذا االعتداء عىل يد االقارب او االهل او املعلمني ‪.‬‬
‫يف نفس املستشفى الذي تعمل به ترد اسبوعيا بني ‪ 3‬اىل ‪ 6‬حاالت اعتداء جنيس عىل االطفال ‪.‬‬
‫_ يف دراسة أخرى ملكتب االرشاف االجتامعي يف نفس الدولة تبني ‪:‬‬
‫‪ % 46‬من الطلبة بالرياض ‪ ..‬يعانون من الشذوذ الجنيس‬
‫‪ % 25‬من الطلبة بجدة ‪ ..‬يعانون من الشذوذ الجنيس‬
‫حسب مؤرش‬
‫‪Education index‬‬
‫ترتيب هذا البلد بني الدول العربية يف التعليم‬
‫لألمم املتحدة هو الثاين عرش عربياً‬
‫_ يحتل هذا البلد واحدة من املراتب الثالث األوىل سنوياً يف تصنيف الدولة املتابعة للمواقع اإلباحية والخالعية وذلك حسب‬
‫تصنيف موقع ‪ alexa‬العاملي‬
‫و يذكر أن السعودية هي الدولة الوحيدة يف العامل التي متنع النساء من قيادة السيارة بحجة أنها تذهب عذريتها و أنها الدولة‬
‫الوحيدة التي متلك جهاز مختص مدعوم حكومياً مباليني الدوالرات لألمر باملعروف و النهي عن املنكر‬

‫‪52‬‬
‫الباريدوليا‬

‫‪53‬‬
54
‫التصميم الغبي ج‪1‬‬

‫فلنتبع طريق العصب الحنجري الراجع ‪/‬الخلفي‪ /‬وهو عصب‬ ‫أزكم املؤمنون أنوفنا بالتصميم واملصمم ‪ ,‬وهنا كان التفسري‬
‫مهم وفرع من العصب املبهم ‪/‬العصب القحفي العارش‪/‬‬ ‫العظيم للكون والحياة ال��ذي إعتمد عىل األدل��ة التي ال‬
‫لتعرف كيف يعمل التطور وكيف انه ال مكان للتصميم الذيك‬ ‫تدحض والتي مل أمتكن يوماً من النظر إليها إال كغباء مطلق‬
‫يف أي من مراقباتنا البيولوجية ‪.‬‬ ‫طبعاً بإستثناء األوقات التي كنت فيها مغسول الدماغ وبرأي‬
‫الشخيص املتواضع فإن هذا التفسري ناجم عند أغلب األشخاص‬
‫سأستخدم مصطلح ‪/‬تسلق الجبل بعيد اإلحتامل‪ /‬الذي أىت‬ ‫عن قصور يف الفكر أو تقيص الحقيقة‪.‬‬
‫به الربوفيسور ريتشارد دوكنز (‪Climbing Mountain‬‬
‫‪. )Improbable‬‬ ‫ما سبب هذا ؟ الله يريد ذلك !! ثم يكتشف العلم سبب هذا‬
‫‪ ..‬فريد املؤمنون نعم !! بهذه الطريقة أراد الله لهذا أن يكون !!‬
‫التطور سنقارنه بجبل له قمم مختلفة وكلام صعدت نحو‬ ‫ومع كرثة ال (ه��ذا) وتقديم العلم لألجوبة تراجع الدين‬
‫االعىل يف الجبل كلام زاد التعقيد بيولوجيا الكائن ‪.‬‬ ‫تدريجياً ‪ ...‬ويعرب (علامء) الدين و املتحذلقني عن تعقيد‬
‫الكون والطبيعة والجسم البرشي والعالقات بني الكائنات‬
‫إفرتض أننا مسبقاً يف منتصف الطريق اىل القمة وفجأة تدرك‬ ‫مبصطلح التصميم الذيك (‪ )Intelligent Design‬و بحسب‬
‫أنه يوجد طريق أفضل للصعود نحو القمة ولكنك لن تعود‬ ‫املنطق فإن نقض الذكاء يف هذا التصميم املزعزم سيؤدي اىل‬
‫أدراجك كل الطريق نحو السفح لتبدأ من جديد وامنا ستحاول‬ ‫نقض وجود مصمم بل ومصمم خارق الذكاء حسب توصيف‬
‫االلتحاق بالطريق الجديد بطريقة اخرى ‪ ،‬ملاذا ؟‬ ‫األديان لهذا الكائن الخرايف ذو الصفات الخارقة ‪.‬‬
‫الن التطور ليس كذلك والنك ال تعرف ماذا ستجد يف طريقك‬
‫وستتعامل معه حسب الظرف ‪.‬‬ ‫سأستعرض يف هذا الجزء و بلمحة رسيعة بعض األخطاء يف‬
‫الجسم البرشي والتي لو قام بأحدها أحد املهندسني يف رشكة‬
‫كذلك هو املثال الذي رضبته ‪/‬العصب الحنجري الراجع‪ ، /‬هذا‬ ‫سيارات مثالً عند تصميمه لسيارة لكان قد طرد بسبب عدم‬
‫العصب يصل الدماغ بالحنجرة وإصابته تعني إصابة الصوت‬ ‫الكفاءة ‪.‬‬
‫باألذية وبالتايل فالطريق املنطقي لهذا العصب هو من الدماغ‬
‫اىل الحنجرة مبارشة ‪ ،‬أليس كذلك ؟‬ ‫بعض األمثلة عىل تلك األخطاء هي الحلمة عند الذكور والتي‬
‫ولكن العصب يعود أدراجه متفرعاً من املبهم و متجاوزا ً‬ ‫هي بغري ذات فائدة مع العلم أن الحلمة تتشكل عند الجنني‬
‫القلب ومن ثم إىل الحنجرة ‪.‬‬ ‫قبل أن يتحدد جنسه والزائدة الدودية والعضلة املقفة للشعرة‬
‫وعظم العصعص املوجود يف أخر العمود الفقري والتي يعتقد‬
‫السبب أنه يسلك هذا الطريق ‪ ،‬أنه عند أسالفنا أشباه األسامك‬ ‫أنها بقايا الذيل عند اإلنسان وقد سجلت أكرث من ‪ 100‬حالة‬
‫والتي يكون فيها الطريق من الدماغ حول القلب هو األقرص‬ ‫ألطفال ولدوا بذيل والعضالت املحركة لألذن وأرضاس العقل‬
‫ولكن مع تطور العنق و تطاولها يف املورفولوجية الشبيهة‬ ‫التي ال مكان مخصص لها يف الفك والعضو امليكعي اإلنفي‬
‫بالثديات فإن العصب مل يعد بحاجة لهذا الطريق وهذا ما‬ ‫وهو عضو متخصص ولكن ال يعمل عند اإلنسان ويعتقد أنه‬
‫نجده جلياً يف مساره الطويل وغري املفيد ‪.‬‬ ‫كان عضو التحسس للفريمونات (مواد كيميائية تفرزها بشكل‬
‫خاص الحرشات والفقاريات بإستثناء الطيور وتحرض تأثريا ً عند‬
‫واملثال أوضح ما يكون عند الزرافة حيث العصب ال يحتاج‬ ‫الجنس األخر) وسنأخذ بقليل من التفصيل العصب الحنجري‬
‫سوى اىل مسار بطول إنشني ليصل اىل مبتغاه ولكنه ينزل اىل‬ ‫الراجع (‪. ) Recurrent Laryngeal Nerve‬‬
‫أسفل الرقبة ويعود كل الطريق اىل األعىل نحو الحنجرة ويف‬
‫الفيديو التايل يرشح دوكنز بنفسه املوضوع ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫التصميم الغبي ج‪1‬‬
‫د‪.‬أبي‬

‫‪http://scienceblogs.com/grrlscientist/2010/06/22/‬‬ ‫‪https://www.youtube.com/watch?v=cO1a1Ek-HD0‬‬
‫‪the-laryngeal-nerve-of-the-gir/‬‬ ‫كام يقول دوكنز فإن التطور مل يبدأ منذ ماليني السنني بتخطيط‬
‫انه سوف يكون هناك ثديات وانها ستحكم االرض وامنا هذا‬
‫‪http://qilong.wordpress.com/2012/06/05/the-‬‬ ‫النموذج األويل هو تطور وعالج مشاكله بنفسه ‪.‬‬
‫‪stupid-unint elligent-recurrent-laryngeal-nerve-‬‬ ‫وبالنظر إىل كل هذه األخطاء يف الجسم البرشي فال أعتقد أن‬
‫‪evolution-working-as-not-intended/‬‬ ‫عاقالً سيعتقد أن مصمامً قد صمم هذه األخطاء وخصوصاً مع‬
‫مقولة «وخلقنا اإلنسان يف أحسن تقويم» والتي ال أعتقد انها‬
‫‪http://www.laughinginpurgatory.com/2010/10/‬‬ ‫عىل عالقة جيدة مع األطفال الذين ولدوا بذيل ‪.‬‬
‫‪what-is-example-of-natural-selection.html‬‬ ‫هنا بعض الروابط عن هذا العصب ومساره‬

‫‪56‬‬
‫هل يؤدي اإلسالم لإلصابة باألمراض النفسية؟‬

‫يأمر اإلسالم املسلمني بالوضوء خمس مرات يف اليوم قبل اداء‬ ‫الجواب القصري هو نعم‪ .‬سبق و ان بينت ان املسلمون يتسمون‬
‫الصالة و ينطوي ذلك عىل استخدام املاء لغسل اجزاء معينة‬ ‫بالغوغائية و العنف و الفوىض و التدمري و اإلميان بالخزعبالت‬
‫من الجسد مثل اليدان و الرجالن حتى و ان اخذ املسلم‬ ‫و هذا واضح مام نراه يف وسائل اإلعالم من سلوكيات تربز ذلك‪.‬‬
‫حامم قبلها بربع ساعة يف حالة حدوث ما ينقض وضوئه مثل‬ ‫اليوم حببت ان اتطرق اىل فكرة انتشار األمراض النفسية بني‬
‫مصافحة امرأة غري محرمة او مالمسة كلب او خروج ريح منه‬ ‫املسلمني بشكل كبري لدرجة انك ال تستطيع ان متيز بني العاقل‬
‫(فساء)‪ .‬فيقول الرسول‪:‬‬ ‫و املريض فيهم ألن كالهام يترصف بنفس الطريقة‪ .‬فاملسلمون‬
‫يبدون للعامل املتحرض و كأنهم برش خرجوا للتو من مستشفى‬
‫حدثنا الزهري‪ ،‬عن سعيد بن املسيب‪ ،‬وعن عباد بن متيم‪ ،‬عن‬ ‫للمجانني و ذلك ألن الكثري من سلوكياتهم ال ميكن تفسريها اال‬
‫عمه‪ ،‬أنه شكا إىل رسول الله صىل الله‬ ‫انها رضب من الجنون‪.‬‬
‫عليه وسلم الرجل الذي يخيل إليه أنه يجد الىشء يف الصالة‪.‬‬
‫فقال « ال‬ ‫سبب انتشار األمراض النفسية ‪ ،‬خصوصا األمراض التي تشكل‬
‫يسمع صوتا أو يجد ريحا «‪.‬‬ ‫خطرا مبارشا عىل املجتمع‪ ،‬بني املسلمني دون غريهم هو انها‬
‫‪-‬‬ ‫جميعها مستقاة من الدين اإلسالمي‪ .‬فاإلسالم يطلب من‬
‫الرجل يف الحديث اعاله يشك بانه فىس او رشق اثناء صالته‬ ‫متبعية اشياء تجعلهم اكرث عرضة من غريهم لإلصابة باألمراض‬
‫و يعرب عن خوفه من ان ذلك قد يبطلها ليطمئنه الرسول ان‬ ‫النفسية و هو ما يفرس كون معظم املجانني يف العامل اليوم‬
‫صالته لخالق السوبرنوفا مقبولة طاملا انه مل يسمع صوت‬ ‫من املسلمني‪.‬‬
‫الفساء بأذنيه او يشم رائحة الخراء بأنفه‪ .‬هذا اإلنسان‪ ،‬و الذي‬ ‫يف الفقرات القادمة سوف استعرض بعض طلبات اإلسالم من‬
‫يفرتض انه بني يدي خالقه عابدا‪ ،‬يفكر يف رضاطه و خرائه اثناء‬ ‫متبعيه و الكيفية التي تؤدي بها اىل اصابتهم باألمراض النفسية‪،‬‬
‫الصالة بدال من الخشوع لربه‪ .‬هذا مؤرش مهم عىل ان السائل‬ ‫و االنعكاس السلبي لذلك عىل املجتمع‪ .‬و تتفاوت النتائج‬
‫كان مصاب بعقدة النظافة القرسية انذاك و لك ان تعمم ذلك‬ ‫السلبية لهذه األمراض اإلسالمية يف خطورتها عىل البرشية من‬
‫عىل جميع املسلمني اليوم‪.‬‬ ‫التبذير يف استخدام املاء يف احسن األحوال اىل قتل األبرياء يف‬
‫‪-‬‬ ‫اسؤها‪ .‬و سوف استند بكل ما اقوله عىل ما ورد يف القرآن و‬
‫السنة املحمدية‪.‬‬
‫اإلميان بالجن و مرض الهسترييا‬ ‫الوضوء و عقدة النظافة القرسية‬
‫‪Conversion Disorder‬‬ ‫‪Cleanliness obsessive-compulsive disorder‬‬

‫الهسترييا حالة مرضية‪ ،‬يشعر املصاب بها بخوف شديد او اثارة‬ ‫يعرف دليل الدي اس ام عقدة النظافة القرسية بأنها «سلوك‬
‫عاطفية ال يستطيع التحكم بها ‪ ،‬من اشياء ليست موجودة عىل‬ ‫مريض يجرب املصاب به عىل تنظيف جسده او اماكن معينة منه‬
‫ارض الواقع‪ .‬غالبا تكون اعراضها عىل شكل الخوف من املرض‬ ‫بشكل متكرر دون وجود حاجة فعلية لذلك‪ .‬و التنظيف هنا‬
‫كأن يكون الشخص مقتنع انه مصاب بالرسطان دون ان يكون‬ ‫ميثل طقس لتحييد افكار مؤذية يف عقل املصاب مثل ذاكرة عن‬
‫ذلك حقيقيا‪ .‬هناك حالة مرادفة لكنها عىل مستوى املجتمع و‬ ‫تجربة مؤملة من الطفوله تجعل املصاب يشعر بالقذارة‪ .‬يتميز‬
‫تسمى «الهسترييا الجمعية»‪ .‬هنا تظهر األعراض املرضية عىل‬ ‫الجانب «القرسي» لهذا املرض بتكرار هذه السلوكيات بشكل‬
‫مجاميع كأن يشعر فرد بالغثيان و يترصف بشكل هستريي‬ ‫تلقايئ يوميا‪ .‬كام انها ليست مرتبطة بحاجة فعلية للنظافة‪ ،‬كأن‬
‫و يتأثر به من حوله و تظهر عليه نفس األعراض و بالتايل‬ ‫يكون الشخص للتو اخذ حامم و يقوم بغسل رجليه بعد نصف‬
‫يقتنع من حولهم ان هناك شيئ مجهول اصابهم مثل مس‬ ‫ساعة دون وجود سبب فعيل‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫هل يؤدي اإلسالم لإلصابة باألمراض النفسية؟‬
‫ياسر احملمد‬

‫هناك من يتنصت عليه او يالحقة او يحيك املؤامرات ضده‪.‬‬ ‫من الشيطان و يقلدون نفس األعراض ال شعوريا ضنا منهم ان‬
‫هناك عدة انواع من هذا اإلضطراب النفيس منها‪:‬‬ ‫املس ال بد و ان يصيبهم ألنهم موجودون يف نفس املحيط و‬
‫هكذا اىل ان تتسع الدائرة شيئا فشيئ‪.‬‬
‫ارتياب اإلضطهاد‪ :‬هنا الفرد متأكد ان هناك من يريد الحاق‬
‫الرضر به و قد يكون هذا فرد آخر او مؤسسات (الحكومة) او‬ ‫يؤمن املسلمون بوجود كائنات غري ملموسة تسمى الجن و‬
‫مجاميع برشية (اليهود)‪.‬‬ ‫الشياطني و تعيش هذه الكائنات يف نفس محيط البرش لكن يف‬
‫بعد آخر غري مريئ لإلنسان العادي‪ .‬فيقول القرآن‪:‬‬
‫الجراندوازية (انخداع العظمة)‪ :‬هنا يعتقد املصاب انه انسان‬
‫ذو مكانه او شأن عظيم كأن يعتقد صدام حسني انه من نسل‬ ‫وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون»‪ 51(.‬الذاريات‪.) 56/‬‬
‫الرسول و هو رشف من منظور املسلمني‪.‬‬ ‫‪ »:‬الذين يأكلون الربا اليقومون إال كام يقوم الذي يتخبطه‬
‫الشيطان من املس «(‪ 2‬البقرة ‪ « .) 275 /‬استحوذ عليهم‬
‫يحث اإلسالم متبعينه عىل الشعور بالريبة من غري املسلمني‬ ‫الشيطان فأنساهم ذك الله أولئك حزب الشيطان أال إن حزب‬
‫خصوصا املسيحني و اليهود و يف نفس الوقت يزرع الشعور ان‬ ‫الشيطان هم الخارسون «‪ 58 (.‬املجادلة ‪ »: .)19 /‬فلام أتاها‬
‫املسلم افضل من غريه‪ ،‬فيقول القرآن‪:‬‬ ‫نودي من شاطىء الواد األمين يف البقعة املباركة من الشجرة أن‬
‫ياموىس إين أنا الله رب العاملني ‪.‬وأن ألق عصاك فلام رآها تهتز‬
‫يا أيها الذين آمنوا ال تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم‬ ‫كأنها جان وىل مدبرا ً ومل يعقب ياموىس أقبل وال تخف إنك من‬
‫أولياء بعض و من يتولهم منكم فإنه منهم إن الله ال يهدي‬ ‫اآلمنني «‪ 28( .‬القصص ‪.) 31 – 30 /‬‬
‫القوم الظاملني ) املائدة ‪. 51 :‬‬ ‫هذه مجرد عينة صغرية لذكر الجن و الشياطني يف القرآن‪.‬‬
‫بسبب اميان املسلم بهذه األمور فإنه يصاب بحالة هيستريية‬
‫ودوا لو تكفرون كام كفروا فتكونون سواء فال تتخذوا منهم‬ ‫بعض املرات نتيجة اعتقاده ان الجن تالحقه و تنوي الحاق‬
‫أولياء حتى يهاجروا يف سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم‬ ‫الرضر به كام تطالعنا الصحف يوميا بقصص مثل جنية تقع يف‬
‫حيث وجدمتوهم وال تتخذوا منهم وليا وال نصريا‪ .‬سورة النساء‪،‬‬ ‫حب رجل و ترص عىل ابعاده عن زوجته او شخص يتكلم لغات‬
‫اآلية ‪89‬‬ ‫غري معروفة او انسان تصيبه حالة مثل الرصع دون وجود‬
‫سبب طبي لذلك‪ .‬هذه كلها عوارض هسترييا فردية بسبب‬
‫كنتم خري امة اخرجت للناس تامرون باملعروف وتنهون عن‬ ‫اإلميان بالجن و الشياطني‪ .‬كام ان هناك حاالت هسترييا جمعية‬
‫املنكر وتؤمنون بالله ولو أمن اهل الكتاب لكان خري لهم‬ ‫مثل ما شهدنا قبل فرتة يف مرص من انتشار حالة هستريية‬
‫منهم املؤمنون واكرثهم من الفاسقني ) ( البقرة ‪ 2‬ايه ‪) 11‬‬ ‫بني فتيات املدارس الذين اقتنعن انهن مسكونات من قبل‬
‫‪-‬‬ ‫العفاريت‪.‬‬
‫نالحظ من النصوص اع�لاه ان القرآن يدفع املسلم ملرض‬
‫«ارتياب اإلضطهاد» تجاه املسيحيني و اليهود بل و حثه عىل‬ ‫كراهية الغري و اضطراب اإلنخداع‬
‫قتلهم اينام وجدوا! كام يدفعه إلضطراب «الجراندوازية» عن‬ ‫‪Paranoia/Delusional Disorder‬‬
‫طريق اقناعه ان املسلم اعىل شأنا من غريه فقط لكونه مسلم‪،‬‬
‫و محصلة كل ذلك هي كراهية املسلم املرضية لكل من هو‬ ‫اإلسم العلمي لهذا املرض النفيس املسمى بارانويا هو «اضطراب‬
‫ليس مسلم مع شعوره الوهمي بالتفوق عليهم‪ .‬و لعل هذا ما‬ ‫اإلنخداع» و هو اإلعتقاد املريض بوجود شيئ غري موجود مثل‬
‫يفرس السلوك الغري سوي للمسلمني اإلنتحاريني يف جميع انحاء‬ ‫ان يعتقد الفرد ان هناك من يريد ان يوقع الرضر به او ان‬

‫‪58‬‬
‫هل يؤدي اإلسالم لإلصابة باألمراض النفسية؟‬

‫العامل فقد هيئهم دينهم و حولهم اىل مرىض نفسيني خطرين‬


‫عىل سالمة املجتمعات البرشية‪ .‬هذا ليس تطرف كام يدعي‬
‫البعض بل هذا هو اإلسالم الصحيح كام جاء عىل لسان محمد‬
‫بن عبد الله رسول املسلمني‪.‬‬

‫‪Delusional Disorder Remake‬‬


‫‪by: SamanthaKimberly‬‬

‫‪59‬‬
‫نركيسوس والرنجسية‬

‫اإلسطورة‬
‫نركيسوس (باللفظ اليوناين) شخصية أسطورية‪ ،‬ألنه ابن النهر كيفيسوس والحورية لرييويب‪ .‬حيث يقال‪ ،‬وفق الرواية التي نقلها‬
‫لنا أوفيديوس يف كتابه التحوالت‪ ،‬أنه كان خارق الجامل‪ ،‬وأنه رفض عرض الحورية إيخو (“صدى”) التي جفَّت من فرط عشقها‬
‫يبق منها إال “صداها”‪ .‬أما هو فقد غرق يف املاء بينام كان يتأمل صورة وجهه‪ ،‬فتحول‬
‫له‪ ،‬حتى تحولت يف النهاية إىل صخرة ومل َ‬
‫إىل زهرة الرنجس التي مازالت تحمل اسمه إىل اليوم‪.‬‬

‫التعريف الفلسفي‬
‫ُنسب الرنجسية تعريفًا إىل أسطورة نركيسوس (الذي يقال إنه افتنت بانعكاس صورة وجهه عىل وجه املاء‪ ،‬فحاول اإلمساك بها‪،‬‬ ‫ت َ‬
‫مام أدى إىل غرقه)‪ .‬واملقصود بها حب صورة الذات‪ .‬وهي مرحلة طبيعية حني يتعلق األمر بالشبقية الطفولية‪ ،‬حيث يعشق‬
‫صاحب العالقة جسمه هو‪ .‬أما بالنسبة لإلنسان البالغ‪ ،‬فهي ت ُعتبرَ يف منظور علم النفس نو ًعا من النكوص‪.‬‬

‫علم النفس‬
‫هو تعبري أ ْد َخلَه يف ميدان علم النفس املريض هـ‪ .‬إيليس يف العام ‪ ،1898‬وأعاد فرويد استعامله يف العام ‪ .1910‬وهو يعبرِّ عن‬
‫حالة يصري فيها الشخص‪ ،‬أو جسمه‪ ،‬موضع حب ذاته‪ .‬يف البداية‪ ،‬تص َّورها فرويد مرحل ًة انتقالية بني ما أسامه بالشهوانية الذاتية‬
‫(حيث تكفي املناطق املهيِّجة يف الجسم لتلبية ما يس َّمى بـالليبيدو – وهي الطاقة الحيوية الشبقية بذاتها التي تتمثل فيها غريزة‬
‫الطفل ذات َه بعد) ومرحلة الليبيدو امل ُشَ خ َْصن (أي الذي تتحول فيه هذه الطاقة وتتو َّجه نحو شخصية‬
‫ُ‬ ‫الحياة –‪ ،‬لكن حيث مل يعِ‬
‫خارجية)‪ .‬ما يعني‪ ،‬بالتايل‪ ،‬أن أهمية مفهوم الرنجسية إمنا يرتبط بتشكُّل األنا‪ ،‬أو لنقل‪ ،‬بالوعي الكليِّ الذي يشكِّله الجسم ويتعلق‬
‫مبختلف نبضاته الجنسية‪.‬‬

‫بعد فرويد‪ ،‬استعان ج‪ .‬الكان بأسطورة نركيسوس ليبينِّ أن تشكُّل األنا امل ُشَ خ َْص َنة إمنا يرتبط بـ”مرحلة املرآة”‪ ،‬وهي تلك اللحظة‬
‫التي يُغ َرم فيها الطفل بصورة ذاته عن طريق مالءمتها مع صورة سواه‪ .‬أما الجاش فقد اعتقد بأن تشكُّل الذات املثالية إمنا ينبع‬
‫من تلك املرحلة الرنجسية‪ ،‬ألن تلك الصورة املجملة للذات إمنا تنبع من تلك الرغبة التي تجعل الفرد يسعى إىل استعادة ما‬
‫يتصوره بوصفه االستقالل الذايت الرنجيس (وهي حالة مرشوحة بإسهاب يف رواية األحمر واألسود لستاندال‪ ،‬حيث يحاول بطل‬
‫القصة جوليان سوريل أن يتامهى مع شخصية اإلمرباطور نابوليون األول)‪ .‬أما بعد العام ‪ ،1920‬عندما وضع فرويد نظريته‬
‫املتعلقة باألداة النفسانية‪ ،‬فأدخل مفهوم األنا املثايل‪ ،‬فإننا نجده مييز بني نرجسيتني‪:‬‬

‫الطفل فيها طاقتَه الليبيدية‬


‫ُ‬ ‫الرنجسية األولية والرنجسية الثانوية‪ ،‬حيث األوىل (أي الرنجسية األولية) هي تلك الحال التي يوظِّف‬
‫كلَّها عىل ذاته‪ ،‬فيتامها مع شهوانيته الذاتية‪ .‬ويسعى الطفل يف هذه املرحلة إىل استعادة حالته الرحمية الداخلية‪ ،‬وهي حالة‬
‫الخضوع الكامل واملنقطع متا ًما عن العامل الخارجي الذي يجد بديالً له يف النوم‪ .‬بينام الثانية (أي الرنجسية الثانوية) تعبرِّ عن تلك‬
‫الحالة الدينامية من الليبيدو التي تعود إىل ذاته‪ ،‬بعد أن تكون قد أشبعت ح َّبها من األشياء الخارجية‪.‬‬

‫لكن بعض املحلِّلني النفسانيني الفرويديني ال ُجدُد‪ ،‬كميالين كالين‪ ،‬يرفضون هذا املفهوم الفرويدي املتعلق بالرنجسية األولية‪ ،‬ألنهم‬
‫يعتقدون بأن التو ُّجه نحو الخارج إمنا يحصل منذ اللحظات األوىل التي تيل الوالدة؛ ما يح ِّول الرنجسية كمفهوم إىل مجرد عودة‬
‫الحب إىل التو ُّجه نحو الذات بعد أن كان متو ِّج ًها نحو اآلخر‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫والرد عليها‪11‬‬
‫ّ‬ ‫التطور‬
‫ّ‬ ‫نظرية‬
‫ّ‬ ‫فكرة خاطئة حول‬

‫من األحافري املرحل ّية منذ تف ّرع السالالت البرشية من سالالت‬ ‫نص منشور باإلنكليزية عام ‪2010‬‬‫مشتق جزئياً من ّ‬
‫ّ‬ ‫النص التايل‬
‫ّ‬
‫القردة العظمى منذ ستة مليون عام‪ .‬وبالنظر إىل أنه من النادر‬ ‫بعنوان “عرش أساطري حول التط ّور”‪ ،‬إصدار ‪،Skeptics Societ‬‬
‫أن تتح ّول نبتة أو حيوان ميت إىل مستحجرات أحفورية‪ ،‬من‬ ‫الخاصة‪ .‬ميكن‬
‫ّ‬ ‫وقد أضفنا إليه مواد جديدة وبعض الرشوحات‬
‫املذهل أن يكون لدينا هذا الك ّم من املستحجرات املتوافرة‬ ‫املساعدة عىل نرشه لتعميم الفائدة العلميّة‪.‬‬
‫بني أيدينا‪ .‬فأوالً عىل الحيوان أن ينجو من أنياب املفرتسني‪،‬‬
‫ثم عليه أن يُدفن يف ظروف نادرة جدا ً لتسمح له بالتح ّول إىل‬ ‫‪ 1‬إذا كان اإلنسان تط ّور من القرد‪ ،‬ملاذا ال نرى القرود اآلن‬
‫مستحجرة بدل التحلّل‪ ،‬ثم عىل القوى الجيولوجية أن تخرج‬ ‫تتط ّور إىل برش؟‬
‫تلك املستحجرة بطريقة ما إىل السطح ليك يكون باإلمكان‬
‫اكتشافها بعد ماليني السنني من قبل حفنة قليلة من علامء‬ ‫البرش‪ ،‬القرود والحمري هم فقط أنسباء متباعدين من الناحية‬
‫األحفوريّات‪.‬‬ ‫البيولوجية‪ .‬البرش مل يتط ّوروا من القرود بل من ج ّد مشرتك‬
‫نطلق عليه اسم “القردة العظمى” لكنه مل يكن ال قردا ً وال‬
‫‪ 3‬إذا كان التطور حدث عىل مدار ماليني السنني‪ ،‬ملاذا ال يظهر‬ ‫برشياً باملعنى العلمي للكلمة‪ ،‬وعاش منذ ماليني السنني يف‬
‫السجل األحفوري تط ّورات تدريج ّية؟‬
‫ّ‬ ‫املايض‪ .‬يف الواقع‪ ،‬خالل السبعة ماليني سنة املاضية تط ّورت‬
‫العديد من الفصائل األخرى التي تشبه البرش؛ بعض األمثلة‬
‫تدل عىل غياب‬ ‫السجل األحفوري ال ّ‬
‫ّ‬ ‫التغيرّ ات املفاجئة يف‬ ‫تشمل هومو آبيليس ‪( Homo habilis‬اإلنسان املاهر)‪،‬‬
‫التد ّرج بل هي دليل عىل أطوار التشكّل‪ .‬الفصائل الحيّة تكون‬ ‫هومو أيريكتوس (اإلنسان املنتصب) ‪،Homo erectus‬‬
‫مستق ّرة لفرتات طويلة وترتك بالتايل الكثري من املستحجرات يف‬ ‫وهومو نياندرثالينسيس (إنسان النيادرتال)‪ .‬كل هذه الفصائل‬
‫األرض خالل هذه الفرتة‪ .‬التغيرّ من فصيلة إىل أخرى يحدث‬ ‫انقرضت خالل فرتات مختلفة وبقيت فصيلتنا نحن فقط‬
‫برسعة نسبياً (باملقاييس الجيولوج ّية التي متت ّد ملئات ماليني‬ ‫املعروفة علمياً باسم ‪( Homo Sapiens‬اإلنسان العاقل)‬
‫السنني) يف عمليّة معروفة باسم التوازن الدقيق ‪punctuated‬‬ ‫لتشارك الكوكب مع بقيّة املخلوقات‪.‬‬
‫‪ .equilibrium‬فصيلة واحدة ميكن أن مت ّهد الطريق لفصيلة‬
‫“مؤسسة” وتصبح منعزلة عن‬ ‫َّ‬ ‫أخرى حني تنفصل مجموعة‬ ‫‪ 2‬هناك الكثري من الثغرات يف الس ّجالت األحفورية مام يجعل‬
‫املجموعة األساسية‪ .‬طاملا بقيت هذه املجموعة التأسيسيّة‬ ‫إثبات نظرية التط ّور مستحيالً‬
‫صغرية ومنعزلة‪ ،‬ميكن أن تخترب تغيرّ رسيع نسبياً (خاصة أن‬
‫املجموعات الكبرية مستق ّرة من الناحية الجين ّية)‪ .‬التغيرّ ات‬ ‫يف الواقع العكس هو الصحيح‪ .‬هنالك الكثري من األحافري‬
‫األكرث أهميّة تحصل برسعة لدرجة أنه ال يوجد سوى القليل‬ ‫الوسيطة‪ .‬األركيوبرتكس عىل سبيل املثال هو املثال األقدم‬
‫من األحافري لتسجيلها‪.‬‬ ‫عىل الطيور األحفورية التي متتلك هيكل زواحف وكسوة‬
‫ريش يف نفس الوقت‪ .‬اليوم هنالك بعض األدل��ة عىل أن‬
‫لكن ما أن تحصل عمل ّية التح ّول إىل فصيلة جديدة‪ ،‬يحافظ‬ ‫بعض الديناصورات كانت متتلك شعرا ً وكسوة أيضاً (بعض‬
‫األفراد عىل ميزاتهم لفرتة طويلة‪ ،‬تاركني ورائهم العديد من‬ ‫الديناصورات هو سلف الطيور)‪ .‬الرتابسيد (ن��وع من‬
‫سجل‬
‫األحافري املحفوظة جيدا ً‪ .‬بعد ماليني السنني يصبح لدينا ّ‬ ‫الكائنات سابق عىل الديناصورات) هم الحلقة الوسيطة بني‬
‫أحفوري يوث ّق املرحلتني‪ ،‬املرحلة األوىل واملرحلة الثانية‪ ،‬لكننا‬ ‫الزواحف والثدييات‪ ،‬التيتكاليك هو نوع منقرض من السمك‬
‫نادرا ً ما نحصل عىل مستحجرات من املرحلة االنتقالية بينهام‬ ‫ذات الزعانف املزدوجة التي تشكّل الحلقة الوسيطة نحو‬
‫ألن التغيرّ ات األساسية تحصل يف الفرتات القصرية بني توازن‬ ‫الربمائيات‪ ،‬هنالك اآلن عىل األقل ست أحافري مرحليّة تظهر‬
‫وآخر‪ .‬وبذلك يوث ّق الس ّجل األحفوري بشكل أسايس فرتات‬ ‫تط ّور الحيتان‪ ،‬ويف ما يتعلّق بالبرش هناك عىل األقل دزينة‬

‫‪61‬‬
‫والرد عليها‪11‬‬
‫ّ‬ ‫التطور‬
‫ّ‬ ‫نظرية‬
‫ّ‬ ‫فكرة خاطئة حول‬

‫النجاح يف ذلك عرب ‪ 335‬محاولة فقط‪ .‬ريتشارد داوكنز يع ّرف‬ ‫طويلة من االستقرار وتغيرّ ات شبه مفاجئة يف البنية البيولوجية‬
‫التط ّور بأنه “تغيرّ عشوايئ زائد انتقاء غري عشوايئ”‪ .‬اإلنتقاء‬ ‫للكائنات الح ّية‪.‬‬
‫املرتاكم للمزايا األفضل يف الفصائل الحيّة هو ما يقود التط ّور‪.‬‬
‫حساسة واحدة يف خلية يتيمة لتصبح‬ ‫تط ّور العني من بقعة ّ‬ ‫‪ 4‬مل ير أحد التط ّور يحدث بعينيه‬
‫فيام بعد العني املعقّدة املك ّونة من آالف الخاليا التي نعرفها‬
‫اليوم مل يحصل بالصدفة بل حصل من خالل آالف الخطوات‬ ‫التط ّور هو علم تاريخي مثبت بواقع أنه هنالك العديد‬
‫الوسيطة التي تراكمت فوق بعضها البعض ألن كل واحدة منها‬ ‫من األدلّة املستقلّة يف ميادين علميّة مختلفة تجتمع عند‬
‫جعلت العني أفضل وأكرث فعال ّية‪ .‬العديد من هذه الخطوات ال‬ ‫هذه الخالصة‪ .‬البيانات املتوافرة من علوم الجيولوجيا‪ ،‬علم‬
‫تزال تحصل حولنا يف الطبيعة‪.‬‬ ‫املتح ّجرات‪ ،‬علم النبات‪ ،‬علم الحيوان‪ ،‬الجغرافيا البيولوجية‪،‬‬
‫علم الترشيح والفيزيولوجيا املقارنة‪ ،‬علم الجينات‪ ،‬البيولوجيا‬
‫‪ 6‬فقط ميكن ملص ّمم ذيك أن يصنع شيئاً معقداً مثل العني‬ ‫الجزيئ ّية‪ ،‬البيولوجيا التط ّورية‪ ،‬علم األج ّنة‪ ،‬الجينات الجامع ّية‪،‬‬
‫تسلسل الجينوم والعديد من العلوم األخرى كلها تشري إىل‬
‫بنية العني البرشية تظهر بأنها مص ّممة يف الواقع بشكل غري‬ ‫خالصة أن الحياة تط ّورت‪ .‬الخلقيني (اللذين يؤمنون بفرضيّة‬
‫ذيك أبدا ً‪ .‬هي مبنيّة باملقلوب ومعكوسة ويجب عىل فوتونات‬ ‫الخلق الدينيّة) يطالبون بـ”دليل أحفوري واحد عىل التط ّور”‪،‬‬
‫الضوء أن تنتقل عرب القرن ّية‪ ،‬العدسة‪ ،‬السائل املايئ‪ ،‬رشايني‬ ‫لكن التط ّور ال يُربهن عليه من خالل مستحجرة واحدة‪ .‬التط ّور‬
‫الدم‪ ،‬الخاليا املعقودة‪ ،‬خاليا األماكرين‪ ،‬الخاليا األفقيّة والخاليا‬ ‫تربهنه العديد من األحافري‪ ،‬إىل جانب املقارنات الجينية بني‬
‫الثنائية القطبيّة قبل أن تصل إىل املخاريط واألطراف التي تح ّول‬ ‫الفصائل‪ ،‬واملقارنات الترشيحية والفيزيولوجية بني الكائنات‬
‫اإلشارات الضوئية إىل نبضات عصب ّية‪ ،‬التي بدورها تذهب إىل‬ ‫والعديد من األبحاث العلم ّية األخرى‪ .‬يف الواقع ميكننا أن نرى‬
‫القرشة البرصية يف مؤخرة الدماغ لتحويلها إىل صورة ميكن‬ ‫التط ّور يحدث مخربياً‪ ،‬خاصة يف الكائنات الحية التي تخضع‬
‫لنا فهمها‪ .‬إن كنا نريد للرؤية أن تكون ممتازة‪ ،‬ملاذا سيقوم‬ ‫لضغوط بيئية كبرية وتكون ذات أمد قصري يف الحياة ووترية‬
‫مص ّمم ذيك ببناء العني بطريقة مقلوبة ومعكوسة ومعقدة‬ ‫رسيعة يف التكاثر‪ .‬هكذا حصلنا عىل معرفتنا حول كيف ّية تط ّور‬
‫كهذه؟ هذا “التصميم” ميكن فهم أسباب وجوده فقط إن كان‬ ‫الفريوسات والبكترييا التي تشكّل جز ًء حيوياً جدا ً من العلوم‬
‫االنتقاء الطبيعي بنى العني من خالل املواد املتوافرة سابقاً‬ ‫الطبيّة‪.‬‬
‫وبالتحديد بنا ًء عىل الخاليا املوروثة من الكائنات العضوية‬
‫السابقة‪ .‬العني تثبت بأن وجودها ت ّم عن طريق التط ّور من‬ ‫ّ‬
‫والحظ‬ ‫‪ 5‬العلم يزعم بأن التط ّور يحصل بالصدفة‬
‫بنية سابقة وال عن طريق التصميم الذيك من الصفر‪.‬‬
‫اإلنتقاء الطبيعي ليس عشوائياً وال يعمل عرب الصدفة‪ .‬اإلنتقاء‬
‫‪ 7‬التط ّور هو مج ّرد نظرية وهي غري مثبتة علمياً‬ ‫الطبيعي يحافظ عىل املكتسبات (الفيزيولوج ّية) ويتخلّص‬
‫من األخطاء‪ .‬ليك نفهم ذلك‪ ،‬فلنتخ ّيل قردا ً يعمل عىل اآللة‬
‫كل فروع العلوم ترتكز عىل نظريّات ترتكز بدورها عىل‬ ‫الطابعة‪ .‬ليك يقوم القرد بطباعة الحروف الـ ‪ 13‬األوىل من‬
‫فرضيات قابلة لإلختبار وترشح جز ًء كبريا ً ومتنوعاً من الحقائق‬ ‫رواية هاملت بالصدفة‪ ،‬يتطلّب ذلك القيام بـ ‪ 2613‬محاولة‬
‫عن العامل‪ .‬ميكن اعتبار نظرية ما أنها مثبتة أو متينة إن كانت‬ ‫عىل األقل من أجل النجاح؛ مجموع هذا الرقم هو مسا ٍو لـ ‪16‬‬
‫تستطيع التنبؤ بظواهر جديدة ميكن مشاهدتها واختبارها‬ ‫ضعف مجموع الثواين منذ والدة النظام الشميس حتى اليوم‪.‬‬
‫للتأكد من ص ّحتها‪ .‬الوقائع التي تتوافر لنا هي املعلومات‬ ‫أما إن كان لدينا القدرة عىل حفظ الحرف الصحيح والتخلّص‬
‫األكيدة التي نعرفها عن العامل والنظريات هي األفكار التي‬ ‫من الحرف الخاطىء‪ ،‬كام تفعل عمل ّية االنتقاء الطبيعي‪ ،‬ميكن‬

‫‪62‬‬
‫والرد عليها‪11‬‬
‫ّ‬ ‫التطور‬
‫ّ‬ ‫نظرية‬
‫ّ‬ ‫فكرة خاطئة حول‬

‫هذه األخطاء بل العلامء هم اللذين قاموا بذلك‪ .‬الخلقيني‬ ‫تفسرّ وترشح تلك الوقائع‪ .‬العقائد والفرائض التي ال ميكن‬
‫اكتفوا بالقراءة عن هذه األخطاء ثم ادّعوا أنهم اكتشفوها‪.‬‬ ‫وضعها تحت االختبار ليست جز ًءا من العلم‪ .‬نظريّة التط ّور‬
‫تستويف كافة رشوط العلم الدقيق‪:‬‬
‫‪ 9‬إن كان التط ّور حصل يف املايض فلامذا ال نراه يحصل اليوم؟‬
‫‪ -‬هي ترتكز عىل القوانني الطبيعية‪.‬‬
‫التط ّور يحصل عىل امتداد فرتات طويلة جدا ً من الزمن متت ّد‬ ‫‪ -‬ترشح الوجود وفقاً للقوانني الطبيعية‪.‬‬
‫لعرشات أو مئات ماليني السنني وبالتايل ال ميكن مالحظة‬ ‫‪ -‬قابلة لالختبار يف عامل األدلّة التجريبيّة‪.‬‬
‫التغيرّ ات الكبرية يف الرتكيبة الجين ّية ألي فصيلة ح ّية إال بعد‬ ‫‪ -‬خالصاتها مؤقتة وقابلة للتط ّور‪.‬‬
‫إنقضاء فرتة طويلة جدا ً تفوق عمر الساللة البرشية نفسها‪.‬‬ ‫‪ -‬ميكن تحدّيها والربهنة عىل خلل فيها باستعامل الطريقة‬
‫لكن التط ّور يحصل باستمرار وميكن مشاهدته يف أكرث من‬ ‫العلميّة‪.‬‬
‫مجال؛ التط ّور الذي تعيشه البكترييا والفريوسات هو مثال‬
‫سبق وأعطيناه‪ .‬باإلضافة إىل ذلك هنالك بعض التط ّورات‬ ‫الطريقة الوحيدة إلثبات خطأ نظرية التط ّور هو عرب إيجاد‬
‫امله ّمة التي ميكن مالحظتها منذ اآلن‪ .‬هنالك دراسة يف جامعة‬ ‫مستحجرات أحفورية لثدييات تعود لنفس الزمن الجيولوجي‬
‫ويسكونسن تظهر بأن حجم الدماغ البرشي تقلّص قليالً خالل‬ ‫للرتيلوبيات أو إيجاد مستحجرات برشية تعود لزمن‬
‫الـ ‪ 20‬ألف عام األخرية مبقدار ‪ 1350‬سنتمرت مكعب‪ ،‬أي بحجم‬ ‫الديناصورات‪ .‬مل يتم يوماً إيجاد أي أدلة من هذا القبيل‬
‫طابة تنس‪ .‬والعلامء اليوم يتساءلون ما إذا كان ذلك يعني‬ ‫السجل األحفوري يظهر بأنه هنالك فصائل مختلفة من‬
‫ّ‬ ‫وكل‬
‫أقل للقيام بنفس‬‫زيادة يف كفاءة الدماغ الذي بات يحتاج لوزن ّ‬ ‫الكائنات يف كل زمن جيولوجي‪.‬‬
‫املهماّ ت املعقدّة‪ ،‬أو ما إذا كان ذلك يعني تقلّصاً يف بعض أنواع‬
‫الذكاء التي مل نعد نحتاج لها مثل تلك التي ك ّنا نستعملها لصيد‬ ‫‪ 8‬حسناً‪ ،‬ميكن أن نقبل بتط ّور النباتات والحيوانات لكن ليس‬
‫الطرائد والهروب من املفرتسني يف زمن ما قبل التاريخ‪.‬‬ ‫البرش‪ .‬األدلة حول تط ّور البرش حتى اآلن اتضح أنها مزيفة‬
‫أو غري حقيق ّية‬

‫‪ 10‬القانون الثاين للديناميكا الحرارية يربهن بأن التط ّور‬ ‫يف سعيهم للتشكيك بنظريّة التطور‪ ،‬يتجاهل الخلقيّون كل‬
‫مستحيل‬ ‫األدلة األحفورية املتوافرة حول السالالت البرشية السابقة‬
‫وينتقون أمثلة وخدع وأخطاء‪ ،‬معتقدين أنها تظهر العلم‬
‫القانون الثاين للديناميكا الحرارية‪ ،‬الذي يقول أن كل نظام‬ ‫يدل عىل سوء فهم هائل لطبيعة‬ ‫مبظهر الضعيف‪ .‬لكن هذا ّ‬
‫فيزيايئ يخرس الطاقة باستمرار عىل شكل حرارة‪ ،‬ينطبق فقط‬ ‫العلم الذي يتقدّم باستمرار عرب االستفادة من أخطائه ومن‬
‫عىل األنظمة املغلقة واملنعزلة‪ .‬مبا أن األرض تحصل عىل كم ّية‬ ‫نجاحاته عىل السواء‪ .‬القدرة عىل البناء الرتاكمي هي الطريقة‬
‫ثابتة من الطاقة من الشمس‪ ،‬تنخفض األنرتوبيا (الخسارة‬ ‫التي يتقدّم بها العلم‪ .‬القدرة عىل تصحيح النظريات التي‬
‫الحرارية) ويزيد مستوى التعقيد يف أشكال الحياة‪ .‬بالتايل‬ ‫تتيحها الطريقة العلميّة هي واحدة من أقوى مزايا العلم‪.‬‬
‫األرض ليست نظاماً مغلقاً والحياة ميكن أن تتط ّور عليها من‬ ‫الخدع املزيّفة مثل “رجل بيلتدون” (جمجمة مزيفة صنعها‬
‫دون خرق القوانني الطبيعية‪ .‬طاملا أن الشمس تحرتق وترسل‬ ‫أحد العلامء واعتقدها بعض العلامء لفرتة عىل أنها الرابط‬
‫إلينا الطاقة‪ ،‬ميكن للحياة أن تزدهر وتتط ّور‪ .‬حني تتوقّف‬ ‫املفقود بني البرش والقردة العظمى)‪ ،‬واألخطاء الصادقة مثل‬
‫الشمس عن االحرتاق‪ ،‬تأخذ االنرتوبيا مجراها ومتوت الحياة‬ ‫“رجل نيرباسكا” (هيكل عظمي لحيوان منقرض اعتقده العلامء‬
‫عىل األرض‪.‬‬ ‫يف العرشينات عىل أنه يعود إلحدى السالالت البرشية) ت ّم مع‬
‫الوقت تصحيحها‪ .‬يف الواقع مل يكن الخلقيني هم من فضح‬

‫‪63‬‬
‫والرد عليها‪11‬‬
‫ّ‬ ‫التطور‬
‫ّ‬ ‫نظرية‬
‫ّ‬ ‫فكرة خاطئة حول‬

‫رصفات الفردية عىل حساب الجامعة؛ هذا الشعور الفطري‬ ‫والت ّ‬ ‫تفس وجود األخالق‬
‫‪ 11‬ال ميكن لنظريّة التط ّور أن رّ‬
‫يحسن فرص وأسلوب عيش فصيلتنا‪ .،‬التط ّور‬ ‫ّ‬ ‫والصواب‬ ‫بالخطأ‬
‫الغش‪،‬‬
‫خلق فينا املشاعر األخالقية التي تنبّهنا بأن الكذب‪ّ ،‬‬ ‫معظم الحيوانات األساسية متتلك ح ّد أدىن ّمام ميكن أن نسميه‬
‫الخيانة والرسقة هي أمور خاطئة ألنها تد ّمر الثقة يف العالقات‬ ‫الشعور األخالقي؛ خاصة فصائل الثدييات‪ .‬القردة‪ ،‬األسود‬
‫اإلنسانية التي تعتمد عىل قول الحقيقة‪ ،‬الصدق واالحرتام‪ .‬لن‬ ‫والغزالن مثالً كلها متتلك منظومات سلوك ّية تقوم عىل مساعدة‬
‫حس‬
‫يكون من املمكن ألي فصيل حيواين أن يعيش من دون ّ‬ ‫بعضها البعض وحامية األضعف يف فصيلتها‪.‬‬
‫أخالقي‪ .‬املجتمعات البرشية مبنيّة عىل الطبيعة البرشية التي‬
‫تدرك الخطأ والصواب بالفطرة‪.‬‬ ‫بدورنا كبرش‪ ،‬ط ّورنا شعور عميق بالخطأ والصواب بهدف‬
‫زيادة ومكافأة التبادل والتعاون وملعاقبة األنانية الزائدة‬

‫ال ِدميَاغُوجِ َيا‬


‫وس ‪ :»δῆμος‬الشعب‪ ،‬وغوجيا من «أَگَينْ ْ ‪ :»ἄγειν‬قَا َد ‪ /‬قيادة) وهي اسرتاتيجية القناع اآلخرين‬ ‫(من اليونانية ِد َميا من « ِد ُمي ْ‬
‫باإلستناد إىل مخاوفهم وأفكارهم املسبقة‪ .‬ويشري إىل اسرتاتيجية سياسية للحصول عىل السلطة والكسب للقوة السياسية من خالل‬
‫مناشدة التحيزات الشعبية معتمدين عىل مخاوف وتوقعات الجمهور املسبقة‪ ،‬عادة عن طريق الخطابات والدعاية الحامسية‬
‫مستخدمني املواضيع القومية والشعبية‪.‬‬
‫أما اليوم فهي تدل عىل مجموعة األساليب والخطابات واملناورات والحيل السياسية التي يلجأ إليها السياسيون إلغراء الشعب أو‬
‫الجامهري بوعود كاذبة أو خداعه وذلك ظاهرياً من أجل مصلحة الشعب‪ ،‬وعملياً من أجل الوصول إىل الحكم‪ .‬قد اعتاد الكثري‬
‫من السياسيني اللجوء الستخدام أساليب السفسطة واللعب عىل مشاعر ومخاوف الشعوب‪ ،‬ويعترب بعض السياسيني أفضل من‬
‫غريهم ورمبا محرتفون يف ذلك‪ .‬وعليه فهي خداع الجامهري وتضليلها بالشعارات والوعود الكاذبة‪ .‬والدمياغوجية هي أحد األساليب‬
‫األساسية يف سياسة األحزاب الربجوازية‪ .‬وهي موقف شخص أو جامعة يقوم عىل إطراء ومتلق الطموحات والعواطف الشعبية‬
‫بهدف الحصول عىل تأييد الرأي العام استنادا ً عىل مصداقيته‪ .‬والدمياغوجي هو الشخص الذي يسعى الجتذاب الناس إىل جانبه عن‬
‫طريق الوعود الكاذبة والتملق وتشويه الحقائق ويؤكد كالمه مستندا ً إىل شتى فنون الكالم ورضوبه وكذلك األحداث‪ ،‬ولكنه ال يلجأ‬
‫إىل الربهان أو املنطق الربهاين ألن من حق الربهان أن يبعث عىل التفكري وأن يوقظ الحذر‪ ،‬والكالم الدمياغوجي مبسط ومتزندق‪،‬‬
‫يعتمد عىل جهل سامعيه وسذاجتهم‪ .‬وتطلق أحياناً عىل املتمدنني أي سكان األرياف الذين سكنوا املدن‬

‫‪64‬‬
‫لتحميل املجلة‬
issuu
www.issuu.com/i-think-magazine
Mediafire
www.mediafire.com/?odd3nd897q2ne
Box
www.box.com/s/zhvvajbeglqpq2enaqzp
facebook
www.facebook.com/I.Think.Magazine
Web
www.ithinkmag.net
www.i-think-magazine.blogspot.com

‫عيشوا سعداء‬...ً‫شكرا‬

You might also like

  • 31 PDF
    31 PDF
    Document57 pages
    31 PDF
    OrwaB.Al-Shara'a
    No ratings yet
  • 21
    21
    Document65 pages
    21
    OrwaB.Al-Shara'a
    No ratings yet
  • 11
    11
    Document73 pages
    11
    OrwaB.Al-Shara'a
    No ratings yet
  • 17
    17
    Document68 pages
    17
    OrwaB.Al-Shara'a
    No ratings yet