Professional Documents
Culture Documents
31 PDF
31 PDF
واقع
املتدينون و ادياهنم كينونة واحدة قاتلة و مدمرة و سافكة للدماء جيب القضاء عليها ك افكار أو رمبا تكون مجلة « هؤالء ال ميثلون االسالم « و هذا ليس اسالماً وال ميت لألسالم بصلة « و اذا
حتييدها على األقل . كان املسلمون سيئيني فال تتهمو األسالم بالسوء» من أكثر اجلمل استخداماً للدفاع عن انتشار
أما مسألة عدم متثيلهم ملا يؤمنون فيه فعدا اهنا فكرة غري واقعية أن يكون 4مليارات مؤمن مل يفهم العته االسالمي خصوصاً و باالتأكيد يستعمل يف بقية الديانات عموماً بنفس املعىن .
اياً منهم دينه فكرهتم أن ماحيصل هو تطبيق سئ لألسالم رغم أن اكثر املسلمني تطرفاً هو برأيي و حبس
فهي مسألة ال هتمين شخصياً و ال جيب أن هتم أحداً غريهم . النصوص االسالمية هو أقرهبم لتطبيق االسالم بصورته الصحيحة .
العته و خاصة اذا كان يسبب القتل و ضياع مكتسبات احلضارة االنسانية و انعدام االخالقيات ال فالضرب فوق االعناق و قطع االيادي و اجللد و نشر الدين بالقوة هي آيات حمكمات يف القرآن
حيرتم و لو مسيتموه مقدساً . ملن يعرف القرآن و مدعومة بعشار األحاديث الصحيحة ملن يعرف األحاديث .
العته و الغباوات القاتله هي عته و غباوات قاتله و ال توجد تسميه ( اكثر احرتاماً ) هلذه الغباوات لكن سنفرتض جدالً أن هذه الكذبه هي الواقع و أن هؤالء املليار مل يفهم احد منهم االسالم
. و لن يستطيع أي مسلم يتكلم مبنطق اجلمل اليت أوردهتا اعاله أن يدلك على ثالثة مسلمني من
الدين نظام جمتمعي قائم حيرض على الكراهية و العنف و القتل و جيب على كل مؤمن باالنسانية ضمن املليار يطبقون االسالم الصحيح (جربوها)
أن يقاومه . بكل األحوال لنتفرض ن هؤالء ال ميثلون األسالم و هؤالء ال ميثلون املسيحية و هؤالء ال ميثلون
مثلما نقاوم اجلرمية و التلوث البيئي و جتارة املخدرات و العبودية . اليهودية و هلم جرا
ال بل أن االديان تدعم منهجياً كل ما سبق و اكثر بكثري . واقعياً ما الذي ميكن أن يشكل فارقاً .
اصدقائي اآلن االديان هتدم كل منتجات احلضارة االنسانية بشكل ممنهج حالياً االسالم يضرب ارهاباً مينة و
مقاومة الدين ليست ترفاً فكرياً يسرة و حيصد االرواح
بل دفاع مشروع عن النفس و عن الغري و عن احلضارة . واقعياً الكنائس حتارب كل ماهو علمي و انساين .واقعياً اليهودية تلغي كل خمتلف عنها أو تصهرة
ببوتقة مسخ .
و عيشو سعداء الواقع و بغض النظر عن فهم ذلك الدين أو الدين اآلخر هي أمور قاتلة و بأمتياز مثلها مثل
أمين غوجل اسلحة الدمار الشامل و تلغي و تشوه كل االخالقيات االنسانية اليت وصل هلا االنسان احلر .
مؤسس و رئيس التحرير اليهمين بصراحة اذا كان اتباع املاركسية أو البوذية مثالً اليفهمون ايديولوجيتهم
و علينا أن نتحمل قتلهم و ختريبهم للكوكب و ال حناول منعهم حبجة أن املاركسية أو البوذية براء
منهم و جيب احرتامها .
ال يهم .
facebook.com/I.Think.Magazine
2 1
ذكرى ميالد ريتشارد فاينمان ذكرى ميالد ريتشارد فاينمان
6 5
اجتاهات جديدة يف العلم اجتاهات جديدة يف العلم
حتت الذري subatomicليست حمكومة وبعد ذلك ،طور العلماء مفهوم التجربة املضبوطة اليت تساعد على عزل أهداف
بقوانني مطلقة أو حمددة ،خاضعة للسبب الرصد وحتديدها وجعلها أكثر دقة .وقد ميز رونيه ديكارت R. Descartes
والالتعي
ُّ والنتيجة ،ب ــل بقوانني الصدفة ال راصد عن موضوع الرصد ،وحدد هدف التجربة واملالحظة باكتشاف القوانني
.indeterminacyويف ال ــري ــاض ــي ــات، السببية ال ــي تربط ب ــن األش ــي ــاء وال ــظ ــاه ـرات .وبعد ف ــرة ،استفاد اسحق نيوتن
كان كورت غودل K. Gödelقد برهن أنه I. Newtonمن فكرة ديكارت ،فأوجد عالقة بني مالحظات كوبرنيكوس
توجد دائم اً إثباتات حقيقية ومتجانسة، وب راهني كبلر وغريمها ،وطرح نظريته اليت مل تكن تشتمل إال على ثالثة مبادئ
إمنا ال ميكن أن تُشتق من جمموعة حمدودة بسيطة ،إضافة إىل فرضية تتعلق بالثقالة .gravityوأدى جناح قوانني كبلر إىل
دائ ــم ـاً ،حب ــي ــث ي ــل ــزم دائ ــم ـاً ال ــت ــوس ــع يف أي ــة ترسيخ اعتقاد ،أسسه ديكارت ،بأن الطبيعة آلية يف عملها .وقاد ذلك البالس
منظومة جي ــب ال ــره ــان عليها .وإذا أخذنا Laplaceيف القرن التاسع عشر إىل التنبؤ مبعادلة قريبة ،ستحمل اجلواب عن
بعني االعتبار ما كانت قد طرحته نظرية كل شيء موجود يف الطبيعة. ِّ
النسبية م ــن ت ــوس ــي ــع ك ــب ــر ملفاهيم ال ــزم ــن لقد أثرت أعمال نيوتن يف مدرسة فلسفية كاملة ،كان أهم أساتذهتا لوك Lock
وامل ــادة والطاقة واجلاذبية ،ميكننا القول إن وبركلي Berkleyوهيوم .Humeوعلى الرغم من تأكيد هؤالء – وخباصة
جممل هذه الرؤى اجلديدة طرح من جديد مسألة النظرية العلمية طرح اً خمتلف اً. هيوم – على الصفة املستقلة لل راصد عن موضوع التجربة ،لكنهم مل يتأكدوا
ول م ــع بيكون وع ــر بوبر ع ــن ذل ــك بقوله« :إن مفهوم ال ــك ــون امليكانيكي ق ــد ّ من أن االستق راء ميكن أن يقود إىل اليقني .وبالتايل فإن ما يظهر لنا من انتظام يف
ونيوتن وديكارت؛ فالعامل املوضوعي ليس مطلق اً يف شيء منه .والعلم ال يرتكز أبدا أنه سيؤدي إىل معرفة مطلقة يف املستقبل. الطبيعة ال يعين ً
دح ض ».ويكمل توماس كوهن T. Kuhnهذا املنظور بقوله على أسس ال تُ َ عب فلسفي اً ،بعد ظهور نظرييت ورمب ــا كان ك ــارل بوبر K. Popperأول من َّ
إن النظريات تُعدَّل باستم رار مع ظهور تعارضات أو معضالت جديدة وهكذا، النسبية العامة وامليكانيكا الكوانتية ،عن الاليقني ،uncertaintyوعن صلة
حىت يتطلب األمر تعدي الً جوهري اً يف النظرية وظهور نظرية جديدة. ال راصد مبوضوع التجربة .كذلك طرح بوبر فكرة الربهان بعكس االستق راء ،أي
لقد مت حتسني النموذج األويل القائم على قوانني نيوتن األساسية ،حىت ب ــدا يف بنفي حالة واحدة من النظرية العامة :إن جبعة سوداء ميكن أن تنقض نظرية أن
هناية القرن التاسع عشر وكأنه قد اكتمل .لكن ظهور النظرية النسبية عدَّل يكون البجع كله أبيض اللون .وينعكس ذلك على الفهم الفلسفي للمنحى
هذا الشعور بالنظرية الكاملة ،وطرح يف املقابل فكرة جديدة ،حيث ليس من الذي اختذه العلم :ف طَ ْر ُح نظرية جديدة جيب أن ي رتافق إذن بأسلوب برهان حاسم
الضروري أن تنقض النظري ةُ اجلديدةُ النظري ةَ السابقة ،بل حتفظ هلا سوية خاصة عليها أو بإمكانية دحضها .ومل تكن قد تبلورت حىت ذلك احلني بالتايل ،فكرة
هبا تُط بَّ ق فيها .وك ــان ذل ــك إي ــذان ـاً بفتح الباب على مص راعيه على احل ــوار بني أن تكون النظرية العلمية إمكانية معرفية مفتوحة دائم اً.
نظريات العامل اجلَ هاري (املاكروسكويب) والعامل اجملهري الدقيق (امليكروسكويب). كانت امليكانيكا الكوانتية توحي يف تلك الفرتة بأن الظاه رات على املستوى ما
10 9
اجتاهات جديدة يف العلم اجتاهات جديدة يف العلم
تكشف عن كون غري حمدَّد واحتمايل ،وال ينفصل فيه فعل الرصد عن موضوع ***
املعرفة .ويف مقابل العالقة السببية يف الكون حبسب نظرية النسبية ،كان تفسري استطاعت نظريتا النسبية والكوانتية َس ــبـْـ َـر جم ــاه ــل ج ــدي ــدة يف اجمل ــال امل ــع ــريف.
النظرية الكوانتية الذي قدَّمه بوهر ومدرسة كوبنهاغن يقول بعدم إمكانية وجود واستطاعت أن
ْ دجمت الزمان باملكان ،واملادة بالطاقة ،واجملرد باحملسوس، فالنسبية ْ
ص ــورة هنائية يف العامل الصغري (امليكروكوزموس) للسبب والنتيجة ،بل أم ــواج تبين عامل اً هندسي اً خيلق املادة وماد ًة تؤثِّر يف بنية املكان اهلندسية .وقد اعتمدت
احتمالية فقط. النسبية يف ذل ــك على قوانني نيوتنية يف أصوهلا ،ووصلت بالسببية إىل أقصى
وعلى الرغم من اخلالف الذي نشأ بني بوهر وأينشتاين حول التفسري الفلسفي مداها .لكنها كانت تشري إىل قفزة يف ط رائق تفكرينا ،من حيث إن هذه السببية
ترس ختا رس ــوخ ـاً ك ــب ـراً ،حىت ب ــدأ العمل على للنظريتني ،لكن هاتني األخ ــرت ــن َّ والدينامي مل تعد قابلة للتوصيف من منظور حم لّ ي َّ اليت حتكم هذا العامل املتحرك
حماولة توحيدمها يف نظرية واح ــدة .وك ــان اهل ــدف هو إجي ــاد وسيلة تعبري رياضية، حد بعيد، فقط .أما النظرية الكوانتية فقد استطاعت اخ ـراق هذا احلاجز إىل ٍّ
مدع مة بتفسري فيزيائي ،جتمع القوى األرب ــع املعروفة يف الطبيعة ،حبيث تظهر َّ وأوجدت عامل اً غري سبيب ،بل احتمايل يف جوهره ،وال ينفصل عن وعينا.
وكأهنا منبثقة عن قوة وحيدة أولية. ويف كال العاملني ..الكبري السبيب والصغري الكوانيت ..كانت مثة مفاهيم ال َّ
بد
أي تقدُّم
عند هذا املنعطف ،عاد التساؤل العلمي يطرح نفسه بقوة :هل يتطلب ُّ من تفسريها :فهذه امل ــادة الطاقة كانت تعاين من «التعب» ،وه ــذا اإللكرتون
تفس ر الظاه رات ك لَّ ها ،وعلى كافة املستويات؟ وهل معريف إجياد منظومة واحدة ِّ صد ر طاقة ضائعة .فأين تذهب هذه الطاقة؟ القافز من م ــدار إىل م ــدار كان ي ِ
ُ
ميكن حتقيق إبداع نظرية جديدة دون اخلروج مرة أخرى ،عن الشكل التقليدي وكيف نستطيع فهم ك ــون حيافظ على انتظامه رغ ــم خسارته للطاقة؟ كانت
الذي بات م تَّبع اً يف العلم؟ هذه النقطة بالذات مفتاح االجتاه اجلديد الذي سينطلق منه العلم ،لكنها مع
كان ديفيد بوهم D. Bohmمن أوائ ــل الذين تن بَّ هوا إىل هذه النقطة ،فقال ص لب احل ــوار ال ــذي ق ــام بني النظريتني النسبية والكوانتية، األس ــف مل تكن يف ُ
وأك د خطأ فكرة البحث عن كوانتوم بضرورة عدم جعل اليقني العلمي مطلق اًَّ ، مم ثَّالً باحلوارات اليت دارت بني ألربت أينشتاين A. Einsteinونيلز بوهر N.
ـوح ــدة ،أو عن قُ َس ْي م أويل هو اللبنة األساسية للمادة ،معت رباً (أو ك ــم) القوة امل ـ ِّ Bohrبشكل خاص.
ٍ
عندئذ املوح دة
أن ذلك يتناىف مع فكرة أن الكون يشكل ك الً ،إذ تكون القوة ِّ فعلى الرغم من أن ك الً من أينشتاين وبوهر كانا يقبالن بك لِّ ية الكون ،لكن
جتميع اً ألج ـزاء ليس هو الكل بالضرورة .كذلك ع ــارض روب ــرت ِش لدريك R. نظريتيهما كانتا خمتلفتني :فالنسبية ترتكز على مفهوم احلقول املتصلة ،يف
Sheldrakeفكرة توحيد القوى كمنهج علمي :إذ إن ذلك سيعين التساؤل («كم ات») َّ حني أن الطبيعة الكوانتية غري متصلة ،بل تتألف من كوانتونات
عما كان قبل هذه القوة قبل أن يكون الكون بسببها ،وهو سؤال ميتافيزيائي منفصلة .وقد متَّ التخ لِّ ي عن فكرة املسار يف هذه األخرية لصاحل «القفزة الكوانتية»
حبت ،حيث سيـُ َع ُّد أن القانون الطبيعي قانون أزيل ،وإنه ُو ِج َد قبل وجود الطبيعة خط جيوديسي هام يف تطور مفهوم «املسار» إىل ٍّ ،quantum leapيف حني َّ
نفسها! النسبية .والكون يف نظر أينشتاين موضوعي وحمدود ،فهو مستقل عن ال راصد
ـت نظريتا النسبية والكوانتية م ــن امل ــس ــائ ــل ال ــي ال ت ـزال ويف امل ــق ــاب ــل فقد ط ــرح ـ ْ الذي يكتشف فيه قوانني ثابتة وغري احتمالية .ويف املقابل فإن النظرية الكوانتية
12 11
اجتاهات جديدة يف العلم اجتاهات جديدة يف العلم
جتل لل راصد وأدواته اليت احلديثة .فثنائية املوجة ..اجلسيم عند بوهر ليست سوى ٍّ غامضة ما يكفي للبدء جدي اً بالتحضري النطالقة جديدة يف الفهم ،حبيث يتم
حترض اجملموعات املنطوية من الكمونات بأشكال خمتلفة .أما إشكالية االتصال ِّ احلفاظ على أساس النظريتني ،إمنا مع إمكان حتقيق منظور أوسع وأمشل .ولعل
واالنفصال ،اليت ترجع إىل أيام زينون ،فيح لُّ ها بوهم بإرجاعها إىل عملية منفصلة هذا املنظور كان ليحمل معه إمكانية منهج جديد يف العلم كما سنرى.
املنبس ط أو يف املنطوي. تتم يف ِ ومتصلة يف الوقت نفسه ،حبسب ما إذا كانت ُّ ***
ويذهب بوهم بالسببية إىل حدِّها األقصى – وال ننسى أنه تلميذ أينشتاين – ك ــان ب ــوه ــم م ــن ال ــس ـبَّ ــاق ــن إىل حم ــاول ــة اخ ـ ـراق ه ــذا ال ــش ــك ــل ال ــت ــق ــل ــي ــدي للنظرية
لكل شيء .وهذا يعين كل شيء هو سبب ِّ ليحل إشكالية الالسببية ،فيقول إن َّ َّ العلمية .فقد استطاع بنظريته الك لِّ ية يف االنبساط explicationواالنطواء
متجذ راً جت ـ ُّـذ راً غري حم لِّ ي يف احلركة
ِّ أي حدث حم لِّ ي يف النظام ِ
املنبس ط يكون أن َّ بغض النظر عما إذا كان قد َ ،implicationر ْس َم أول اجتاه جديد يف العلمِّ ،
نظام–ص دفة
ُ الك لِّ ية املنطوية .Holomovementوبذلك ،ال يكون مثة ثنائية توص ل إىل نتيجة مقنعة أم ال .لقد حاول دخول املرآة ،كما فعلت أليس ،Alice َّ
كل ما فيه من ظَّم وفق نظام أعلى فأعلى .والكون ،حبسب بوهم ،حمدَّد يف كون ُّ فاج أ بأن
ليجد نفسه يف «بالد العجائب»! حاول تقطيع قالب احللوى ،فإذا به يُ َ
فكل شيء من ظَّم وحمدَّد يف احلركة الك لِّ ية .أما اجلوانب آن واحدُّ : وغري حمدَّد يف ٍ الق طَع تعود لتتماسك من جديد! ِ
متغيات خفية متغيات «خفية» ترتكز هي نفسها على ِّ غري احملدَّدة فتقوم على ِّ لقد أراد ب ــوه ــم اخل ــروج م ــن ال ــك ــون الفيزيائي امل ــع ــروف وط ــرح ك ــون ـاً جييب عن
أخرى ،وهكذا ،حبيث تؤلِّف احلركة الك لِّ ية نفسها! ومن هذا املنظور فإن الكون تساؤالت ليست علمية باملعىن املتعارف عليه ،كاحلقيقة والفهم واللغة ،وحاول
غري حمدَّد. أن يربهن على أن هذه املفاهيم توازي يف أمهيتها املفاهيم الكالسيكية ،كالشحنة
وي ــرى بوهم أن قوانني الطبيعة نفسها تتطور ،وه ــذا ما يعطي الفرصة للجديد وكمية احلركة .وترتكز فكرة بوهم على اتصالية العامل .فالكون هولوغ رام كبري،
جمرد احتاد أولِّ ياهتا يف ظروف معينة ،بل بالظهور حق اً .فاحلياة ليست نامجة عن َّ كل جزء فيه على الصورة الك لِّ ية له .إن الكون انبساط وإفصاح أي كلٌّ حيتوي ُّ
لكل إبداع جديد ،مبا يف ذلك القوانني هي كمون منط ٍو يف احلركة الك لِّ ية القابلة ِّ لكمون منط ٍو ،وهو يف حالة انبساط وانطواء مستمرة ،هي اليت تعطي الكون
علم صريورة وليس علم عطالة. اجلديدة .وهكذا فإن العلم ،من منظور بوهمُ ، مظهره احلركي والدينامي.
الكل حيوي اجلزء ،كما أن اجلزء حيوي الكل، والكل ليس جمموع أج زائه ،بل إن َّ ُّ ـدم شاسع ،ميوج إن امل ــادة ليست عطالية ومنفصلة يف منظور بوهم :فكوننا ع ـ ٌ
يتحول إىل أحد عناصر التجربة ،ليصبح هو نفسه موضوع وعلى هذا فإن ال راصد َّ جتع دات تظهر على سطحه .وبالتايل ال ميكن أن توجد كل شيء على شكل ُّ فيه ُّ
املعرفة. خارطة هنائية هلذا الكون ،مبعىن نظرية كاملة ،ألن خ رائطنا ستتغري ببساطة مع
وعلى الرغم من أن نظرية بوهم مل حتقق النجاح املتوقَّع هلا ،ومع أهنا وقعت يف تغري انبساطاته :إهنا ببساطة ،النظريات ..امل رايا اليت ننظر هبا إليه .أما لكي
مطب العودة إىل اآللية يف كثري من جوانبها – حيث تعود بنا إىل تلك السلسلة ِّ حد امل ــرآة ،ومبعىن آخر الغوص فيه! فـنظرتنا نفسها نعرفه ،فما علينا إال جتاوز ِّ
م ــن ال ــس ــاح ــف ال ــي حت ــم ــل األرض بعضها ف ــوق ب ــع ــض دومن ــا هن ــاي ــة ،ع ــر سلسلة حقل التجربة واالختبار معرفتَ نا ووعيَ نا. يغي ُ تغي حقل املعرفة املدروس؛ وبدورهِّ ، ِّ
انطواءاهتا وأنظمتها ال رتاتبية إىل أعلى فأعلى! – لكن أثرها واضح على ما قدَّم ْت ه العديد من اإلشكاليات الفلسفية القدمية والعلمية َ حي ـ ُّـل ه ــذا النظام املنطوي
14 13
اجتاهات جديدة يف العلم اجتاهات جديدة يف العلم
اجلزيئات الغازية ،أي أن احل رارة هي تعبري عن الشواش اجلزيئي ،وهي طاقة ضائعة مشج ع اً
ِّ من حماولة لتجاوز اإلط ــار العام لصريورة النظرية العلمية .وك ــان ذلك
يف اجلزء األكرب منها ،مهما كان العمل املستفاد منها .أي أن هذا الشواش اجلزيئي حملاولة أكثر ج رأة ومتاس اً مع الشكل العلمي املتعارف عليه ،إمنا مع طرح منظور
هو اإلنرتوبيا .وعندما يربد الغاز ،أي تتوقف احلركة الشواشية للجزيئات ،تبلغ أوسع للمفاهيم األساسية ،حبيث تغدو النظرية اجلديدة نفسها طريقة خمتلفة يف
أي
اإلنرتوبيا أقصاها ،إذ تصبح هذه اجلزيئات يف وضعية غري تفاعلية وال تؤدي َّ الفهم .ف رمبا كان علينا حق اً ،يف بعض األحيان أن نفعل كما فعلت أليس بعد
عمل .وكان كالوزيوس قد خلَّص الرتموديناميكا ك لَّ ها يف عبارة واحدة« :إن طاقة بعد نقطعه! دخوهلا يف املرآة :نأكل قالب احللوى ومن ُ
العامل ثابتة ،وإنرتوبيا العامل تنحو إىل حدِّها األقصى ».وهذا يعين أن طاقة العامل كان غوته – هذا الشاعر والفيلسوف والعامل الكبري – قد انتقد رجال العلم يف
باض ط راد للشواش .chaos تتحول إىل طاقة غري فاعلة ،وأن النظام يفسح اجملال ِّ بد من انتظار يفس رون الصريورة يف الطبيعة .وكان ال َّ وات مهم بأهنم ال ِّ عصرهَّ ،
وم ــن املدهش أن ــه ،يف الوقت نفسه ال ــذي س ــادت فيه أفكار بولتسمان ،كانت علم جديد للصريورة. إيليا بريغوجني I. Prigogineلينطلق ٌ
حتق ق إجنازات كبرية .ووفق هذه النظرية ،كانت اجلزيئات نظرية التطور لدار ِون ِّ يتعلق هذا العلم مبفهوم اإلنرتوبيا – entropyوهي ببساطة الطاقة املستن َف دة
البسيطة تتفاعل لتشكيل الربوتينات والسالسل النووية الريبية واإلنزميات ،مث حتول هلا من شكل إىل آخر، فكل استخدام للطاقة ،أو ُّ اليت ال ميكن اإلفادة منهاُّ :
فاملتعض يات املعقدة ،وصوالً إىل الكائنات احلية العليا ،وذلك ِّ اخلاليا احلية األوىل، كل
ي ــؤدي إىل خسارة جزء منها على شكل طاقة ضائعة .ويف احلقيقة ،خيسر ُّ
ع ــر منظومات بيئية متداخلة وم ــت ــوازن ــة ،وبواسطة ق ــوان ــن للتكاثر واالصطفاء شيء طاقته تدرجيي اً يف كوننا ،ليتحول إىل إنرتوبيا .وازدي ــاد اإلنرتوبيا هو الذي
والوراثة على غاية من االنتظام! فكيف نستطيع تفسري ظهور احلياة وارتقائها يف فكل شيء يكرب ويتحول يف صريورة وجوده، يعطي للزمن اجتاه اً حنو املستقبلُّ .
مواجهة الكون–اإلنرتوبيا؟ حىت يفقد طاقته يف النهاية.
شك أن املنهج العلمي كان يقف ،هاهنا بالذات ،عند منعطف حاسم .فها ال َّ ي ــع ــاك ــس ه ــذا امل ــن ــظ ــور ال ــف ــك ــر ال ــن ــي ــوتُــي ال ــق ــدمي ،ح ــي ــث ك ــان ال ــزم ــن َع ــك ــوس ـاً
التعارض ،ويتن بَّ ه إىل أن وضع
ُ يتوص ل ،عرب منهجه الصارم إىل ما يشبه هو العلم َّ .irreversibleوأم ــا إذا تساءلنا نيوتوني اً :مل ــاذا عندما نرمي حبجر يف امل ــاء،
النظريات وإثباهتا ال يكفي لفهم الظاهرة الطبيعية يف ك لِّ يتها ،وي ــدرك إدراك ـاً فيغوص إىل القعر بعد أن يُظ ِه ر دوائر على سطح املاء متباعدة عن مركز السقوط،
للتغي وللتعديل.
حيق قها يف إطار نظرياته معرف ةٌ قابلة ُّ صرحي اً أن معرفته اليت ِّ ال ي ــع ــود احل ــج ــر إىل األع ــل ــى ،م ــع ــي ــداً ال ــدوائ ــر م ــن احمل ــي ــط إىل امل ــرك ــز ،ف ــإن اإلج ــاب ــة
لقد الحظ بريغوجني أن ما مي يِّ ز املنظومات احلية املفتوحة عن املنظومات املغلقة النيوتنية تأتينا بأن ذلك ليس مستحي الً ،لكنه احتمال ال معىن فيزيائي اً له .وهذا
أبدا بسبب تدفق الطاقة فيه على شكل مواد كيميائية أو هو الوسط غري املتوازن ً يعين أن مفهوم سهم الزمن ،املرتبط بازدياد اإلنرتوبيا يف الرتموديناميكا ،يرتبط
غريها؛ وهلذا يـُ َع ُّد هذا الوسط وس طًا شواشي اً ،فيه تظهر املنظومات احلية وتتطور. يف امليكانيكا النيوتنية مبفهوم االحتمال .فهل أن سيالن الزمن مرتبط بغياب
بل إن هناك أمثلة كثرية على نشوء انتظامات آنية يف وس ــط شواشي ،كما يف األحداث غري احملتملة وبظهور األحداث احملتملة فقط؟
جتارب بينار Bénardأو جابوتنسكي–بلوسوف وغريهم .ويوافق بريغوجني هنا لقد درس بولتسمان Boltzmannه ــذه ال ــف ــك ــرة ،واس ــت ــط ــاع تفسري طبيعة
على أن احلياة والالحياة يظه ران يف وضعيات عدم التوازن .وهكذا ،على عكس مسخ ن ،تكون احل رارة مسة حلركة اإلنرتوبيا مبثال بسيط :عندما يكون لدينا غاز َّ
16 15
اجتاهات جديدة يف العلم اجتاهات جديدة يف العلم
الزمن. توص ف نشوءترموديناميكا القرن التاسع عشر ،اكتشف بريغوجني ترموديناميكا ِّ
*** ت برتموديناميكا ي الب ىن املنتظمة واملعقدة يف الوسط الشواشي غري املتوازن؛ وقد د ِ
ع
ُ َ ْ ُ
ي ــذه ــب ف ــري ــق م ــن ال ــع ــل ــم ــاء إىل أب ــع ــد م ــن ذل ــك يف ط ــرح ب ــري ــغ ــوج ــن للمنظومات التدومية .ودعا بريغوجني األشكال اليت تظهر يف وسط غري متوازن املنظومات ُّ
انش ْس كو فاريال ،F. Varelaتستمد امل ــب ــدِّدة .فهذه املنظومات كما ي ــرى ف ر ِ بـ»البُ ىن املبدِّدة» :structures dissipativesذلك أنه عليها ،لكي حتافظ
استقالليتها من ارتباطها نفسه باحمليط الشواشي الذي تنشأ منه .وينطبق ذلك على شكلها ،أن تبدِّد دائم اً الطاقة ،أي أن تزيد من اإلنرتوبيا ،حىت ال ت رتاكم
على أن ــواع اململكة احليوانية والنباتية ك ــاف ــة ،كما وعلى املنظومات األعقد، ه ــذه األخ ــرة فيها .ويتطلب ذل ــك احلصول على الطاقة باستم رار .وبالتايل فإن
وصوالً إىل التجمعات البشرية .وهكذا تكون املنظومة مغلقة من جهة بانتظامها ميران عرب املنظومة املبدِّدة املفتوحة ليحفظا هلا توازهنا وانتظامها،املادة والطاقة ّ
وباستقالليتها ،ومفتوحة يف الوقت نفسه بتفاعُ لها املستمر مع بيئتها .وأضاف يف حني تُس ِه م املنظومة يف طرح اإلنرتوبيا وزيادهتا.
إىل ذل ــك إري ــك ي ــان ــت ــش E. Jantschبُــع ــداً ج ــدي ــداً :ف ــه ــو ي ــرى أن ال ــبُ ــى ذات ــي ــة وي ــرى بريغوجني أن احلقيقة متعدِّدة األب ــع ــاد ،وال يصح النظر إليها من منظور
االنتظام حتافظ على شكل صريورهتا بإقامة ت ــوازن ثابت حلاجتها لالحنفاظ من واح ــد .وهكذا ف ــإن الشكل امليكانيكي يكون صحيح اً ضمن مستوى معني،
التغ ريات ،مع حاجتها للبقاء مفتوحة عليها .فعند اإلنسان ،مث الً يكون دوران ويبقى تطبيق قوانني نيوتن سليم اً فيه ،إمنا مع حدود معينة ال ميكن جتاوزها.
الدم أو العمليات الكيميائية يف اجلهاز اهلضمي مغلقني أمام التغ ريات أو الدفوق ويق لِّ ل ذلك كث رياً من أمهية املفاهيم املطلقة اليت سادت منذ نيوتن .ويف املقابل
اخلارجية ،وحتاول هاتان املنظومتان التخ لُّ ص من أية مادة غريبة تدخل يف دورهتا. تعطي املنظومات املبدِّدة باستم رار سويات أعلى فأعلى من التعقيد هلا قوانينها
أم ــا املنظومات العليا يف اجلسم اإلن ــس ــاين ،كالدماغ فهي أكثر عرضة للدفوق آن واحد مع املستويات األخرى .وعلى عكس اخلاصة ،املستقلة واملتداخلة ،يف ٍ
الدينامي .لكن الدماغ مفتوح ِّ اخلارجية ،وهي حتاول أيض اً احلفاظ على توازهنا أي من هذه املستويات أساسي اً، منظور النسبية أو الكوانتية ،ال ميكن اعتبار ٍّ
عرب احل ــواس انفتاح اً كب رياً على العامل اخلارجي :إن بضعة أفكار ميكن أن تولد وميكن ترتيب السويات األخرى وتصنيفها وفهمها اعتماداً عليه فقط.
دفوق اً خارجية كبرية (كاآلمال أو اإلحباطات أو امل ــخ ــاوف) ،قبل التخلص من شك إىل التساؤل حول جوهر النظرية العلمية« :إذا وقاد ذلك بريغوجني دون ٍّ
توم ض يف حلظة بسبب مؤثر هذه األفكار .وبالعكس ميكن لفكرة إبداعية جديدة ِ كان الكون ليس مبني اً من األدىن إىل األعلى ،أو من اليسار إىل اليمني ،بل هو
خ ــارج ــي ،أال تُــط ـَـرح من املنظومة الدماغية حبيث تعمل على تغيري بنية الفكر نسيج ك لِّ ي من السويات والقوانني املتداخلة ،فأين نقف منه ك راصدين فاعلني؟»
نفسها ،وتعطي رؤيا حدسية جديدة متام اً. الع كوس اً.
وجييب بريغوجني بأن الكائنات احلية – ومنها البشر – تعيش وجوداً َ
إن الدماغ يعطينا فرص اً مم يَّ زة لالستقالل واحلرية .فنحن غري حمدودين مث الً بالعيش هم نا الزمين ي تَّجه حنو امل ــوت دائم اً .لقد ساهم تطور البنية املبدِّدة – اليتفس ُ
َ
وفق منط اجتماعي واح ــد كالنمل .والدماغ ال ــذي يسمح لنا هبذه االستقاللية ندعوها «وعي اً» – بإضافة سوية جديدة من احلقيقة الواقعية ،وبالتايل قانون اً
الفردية واالجتماعية مفتوح مع ذل ــك على ال ــدف ــوق اخلارجية ،وه ــو بالتايل غري طبيعي اً جديداً إىل التاريخ الكوين .ويتعلق هذا القانون اجلديد مبوقف ال راصد يف
انفتاح
ٌ مستقر .وهكذا يكتشف يانتش أنه كلما ازدادت االستقاللية ،قابل ذلك تقدير االختالف بني املاضي واملستقبل .واحلق أن ما مي يِّ زنا هو إدراكنا هذا لسهم
18 17
اجتاهات جديدة يف العلم اجتاهات جديدة يف العلم
ورمب ــا نستطيع القول أيض اً وعيها .ويدعو ِش لدريك هذه احلقول باملورفوجينية أكرب على اخلارج ،األمر الذي يوسع ويه يِّ ئ طُ ُرق التواصل بني ما هو يف الداخل
،morphogenetic fieldsوي ــس ــم ــي ف ــرض ــي ــت ــه ه ــذه ب ــ»ال ــع ـلَّ ــة امل ــش ـ ِّـك ــل ــة» وما هو يف اخلارج من البنية نفسها.
.Causative Formation ويف املقابل فنحن كمنظومات حية ،ال نعيش منفصلني ومستقلني إال بتفاعلنا
َّ
تتشك ل حد مدهش مع احلقول اهلندسية اليت إن رؤيا ِش لدريك هذه تتقارب إىل ٍّ وتواح ده معنا :حنن نعرف مث الً أن الكثري مع اخلارج ،بل وبدخول هذا اخلارج إلينا ُ
املادة وفق اً هلا يف النسبية العامة ،إهنا حقول تعطي الكون ك لَّ ه شكله وحركته، من أن ــواع البكترييا الصديقة يدخل أجسامنا ويعيش فيها ،أي أننا يف النهاية
تشك لها تتشك ل بواسطة األشياء اليت ِّ َّ وليس أمناط احلياة فيه فقط .وهي يف املقابل حد بعيد ،وحنن متطورون ومتغريون مع صريورة منظومات متداخلة مع بيئتنا إىل ٍّ
حتول كينوناهتا. هي أوالً .وهكذا فإن احلقول املورفوجينية عرضة للتحول دائم اً مع ُّ التغري املستمرة.
ت ــرى ،هل نبالغ إذا ق ــارنَّــا أيض اً ه ــذه احلقول بالالوعي اجلمعي Collective ترى أليست تلك النتائج الصرحية للعلم دعوًة واضحة للعلم نفسه إىل االنطالق
نوس ع
Unconsciousال ــذي حتدث عنه ك ــارل يونغ C.G. Jung؟ مل ــاذا ال ِّ يف مناهج واجتاهات جديدة ،موازية لألنساق الطبيعية يف تنوعها وانتظاماهتا،
مشك لة» حبسب تعبري ِش ــل ــدري ــك، ه ــذا ال ــاوع ــي إىل الوع ــي ك ــوين ،وإىل «ع ـلَّ ــة ِّ حبيث تكون النظريات العلمية أقدر على االنفتاح وعلى تشكيل بُناها املنطقية
تشك ل الكون ك لُّ ه وف ًق ا ونأنس فيه إىل «النماذج البدئية» Archetypesاليت َّ كتفاعل مباشر مع الكون؟
لس ٍْب أعمق لصلتنا مع الطبيعة ولعمل ٍ
واع هلا؟! ألن يكون ذلك مشروع اً أصي الً َ لعل نظريات االنتظام الذايت ،auto-organizationاليت سنع ِرض هلا الحق اً،
بالتايل على الذات ،من أجل املشاركة يف الصريورة الكونية؟ تقدِّم لنا مثاالً هام اً على هذا التصور .لكن لِنر أوالً إىل جوانب أخرى من صريورة
يتبادر إىل ذهننا ف ــوراً ،وحن ــن ن ــط ــرح ه ــذه ال ــف ــك ــرة ،م ــا اق ــرح ــه ك ــارل ب ــري ـرام C. املنهج العلمي يف مواجهة نفسه وجت ــدُّده عرب ما يطرحه على نفسه من أسئلة.
العال تطبيق نظرية بوهم Pribramحول هولوغ رافية الدماغ .لقد حاول هذا ِ إن الوعي ميثل بذلك م ــرآة حقيقية ينعكس فيها املعىن اآلين والك لِّ ي للحركة
يف ك لِّ ية املنظومات على الدماغ ،حبيث تكون مثة بنية ك لِّ ية هلذا األخ ــر حتكم تشك ل بشكل موا ٍز ،مرحل ةً أساسية الطبيعية عرب مناذج نظرية ليست هنائية إمنا ٍّ
كل وظيفة ختص صه ،وتكون قادرة يف الوقت نفسه ،على مت ثُّل ِّ وظائفه ومناطق ُّ يف بناء الوعي نفسه.
دخ لنا بري ربام إىل منها ،وإن تعرضت منطقتها الفسيولوجية للعطب .وبذلك إمنا ي ِ إن أحد األسئلة الكربى املطروحة على العلماء يتع لَّ ق مبعرفة الطريقة اليت تبلغ
ُ ْ
منظور جديد لعمليات الوعي ،حبيث ال يكون الدماغ جمموعة وظائف متمركزة يوج ه مث الً بنية جنينية إىل
هبا األشياء أشكاهلا احملددة وحتافظ عليها .فما الذي ِّ
يف منطقة حم ــددة ،بل ك ــلٌّ ينعكس وظيفي اً عرب إمكانات فسيولوجية عديدة. شكلها الناضج بعد فرتة؟ وكيف ينشأ التمايز؟ وكيف نع لِّ ل انتقال املعلومات
وعلى الرغم من أن هذه الفرضية ،كسابقاهتا املتعلقة باحلقول ،مل ختضع لربهان يؤم ن االرتقاء املتوازي للحياة؟ اخلاصة بالتطور الشكالين عرب أمكنة متباعدة ،مما ِّ
لعبت دوراً كب رياً ْ حاسم لكنها من منظور تأثريها يف الصريورة املنهجية للعلم، املتعض ية
ِّ يطرح ِش لدريك فرضية وجود حالة وسطى بني الـ DNAوصريورة ُّ
تشك ل
يف تعديل رؤيتنا إىل العلوم عموم اً ،وإىل البيولوجيا ،خصوص اً. :organismوه ــي ع ــب ــارة ع ــن جمموعة معقدة م ــن احل ــق ــول اخلفية ال ــي حتكم
*** كافة م راحل التكون الشكالين واألشكال النهائية لألشياء ،مبا فيها سلوكها،
20 19
اجتاهات جديدة يف العلم اجتاهات جديدة يف العلم
للمتعض ية إمكانات خيار خاصة. ِّ السلوك املختلفة إمالءً آلي اً ،وإمنا يرتك لقد خضعت النظريات البيولوجية فرتة طويلة لتأثري النظرة امليكانيكية ،وكانت
ف ــاحل ـ ُّـل ال ــب ــدي ــل إذن ع ــن االص ــط ــف ــاء يكمن ببساطة يف ال ــت ــن ــوع .وه ــك ــذا ت ــب ــدو لنا نظرية دار ِون متثل ذروة ه ــذه النظرة .فوفق ه ــذه النظرية ،حنن نقف على قمة
كل ـوري ،ب ــدءاً م ــن اخللية األول ــي ــة ،م ــروراً باملمالك احلية ك ــاف ــةِ . ٍ
املورثات وكأهنا ترفض الدخول يف مناذج آلية شديدة التبسيط – كأ ْن تكون ُّ ِّ وع ـ ْـر هذه ه ــرم ت ــط ـ ٍّ
مورثة مسؤولة عن مهمة حم ــددة ،حبيث يكون الكائن وتطوره مقيدين بإرثهما ِّ ال رتاتبية ،تلعب مفاهيم االصطفاء وال ــص ـراع دوراً أس ــاس ــي ـاً .لكن ه ــذه النظرية
كتحد على مواجهة وقائع وظروف معينة، ٍّ أيض ا ،ال يتبدَّى التطور منها .وهكذا ً طرحت إشكاليات كثرية ،رغم ثبات مبادئها األساسية .فعملية االصطفاء تقوم ْ
بل كقدرة على التجدد .ويكون ذلك جمديًا مبقدار ما تكون إمكانات التحول على خصائص قدرة الكائن على التأق لُ م؛ وقدرة الكائن على التطور قد جتعله
املورثات متنوعة. جتم عية ِّ والتكيف مع الوسط املتغري كبرية ،أي مبقدار ما تكون ُّ مرتب طًا ببيئته .وحنن ال نستطيع أن نفهم اليوم ما يعين «البقاء لألفضل» بعزل
*** النوع عن بيئته .ويف املقابل فإن علم املستحاثات يطرح تساؤالت كثرية حول
يقودنا احل ــدي ــث ع ــن التنوع مباشرة إىل نظريات االن ــت ــظ ــام ال ــذايت – ه ــذا االجت ــاه اختفاء «فجائي» لألنواع املتأقلمة مع بيئتها ،وظهور غريها دون سابق إنذار.
اجلديد الذي بدأ العلم يسرب إمكاناته يف غضون العقد األخري ،وهو يعي متام اً إىل احلي باحلدِّ ،قدر اإلمكان، استدالالت حتاول تفسري تطور العامل ِّ ٌ برزت
وهلذا فقد ْ
ويغي مفاهيمه ومناهجه. حد ميكن أن يؤثر عليه ِّ أي ٍّ ِّ من اللجوء إىل مفهوم صعب كالقيمة االصطفائية .فهي ال تنكر وجود ضغوط
حد ذاته ،بل هو عملية انش ْس كو فاريال أن االنتظام الذايت ليس ظاهرة يف ِّ يرى ف ر ِ عام الت الرئيسية يف صريورة بناء املنظومات احلية يف انتقائية ،لكنها ال متثل امل ِ
ـف املنظومات بعامة ،أال وهو انتقالية تنجم ع ــن ش ــيء أكثر جوهرية مي يِّ ز ص ـ َّ طرح يانتش نظريته يف التطور املتوازي والك لِّ ي ،حيث شكلها الك لِّ ي .كذلك ُ
وتعرفها .وتكمن هذه اآللية ـواع ِّ ٍ
كصفوف وأن ـ ٍ اآللية اليت حت ــدِّد هذه املنظومات ال يفقد االصطفاء أو الص راع من أجل البقاء دوريهما ،إمنا ال يكونان الدافعني
فيما ميكن أن ندعوه بـ»ذاتية» املنظومة اليت ترتبط بالقدرة على تعريف منظومة الرئيسيني يف تطور أن ــواع احلياة اجلديدة .وهو يرتكز يف نظريته على أن تطور
بواسطة تناغمها الداخلي ال ــذي يعطيها هويتها وتاريخ العالقات فيها .وهذا ـك ـ َـري ،وبالعكس فإن الص غَ ري يعكس تطوراً على املستوى ال ـ ِ البُ ىن يف التطور ِّ
التناغم الداخلي ميكن أن ندعوه بـ»السياج الوظيفي» .وهكذا يكمن الفارق مع ا ككل .ويرى يانتش مع بريغوجني ،أن تتطور رية غ
َ والص
ِّ يةب املنظومات ِ
الك
ً َ
بني تفاعل املنظومات فيما بينها وفق اً للمنظور القدمي وبني تفاعلها وفق منظور صريورة التطور هذه ال تتم بشكل حمدود وآيل ،بل هي أشبه باللوحة اإلبداعية
االنتظام الذايت يف أن التفاعل القدمي كان يتم فقط عرب نقل املعلومات نق الً آلي اً، تكش فات جديدة باستم رار .ويرى بريغوجني أنه يف اليت يستمر العمل فيها مع ُّ
مهما ب ــدا ذل ــك غني اً ،يف حني أن ــه يتم ،وفق اً للمنظور اجلديد ،عرب التفاعل أو حلظة الاليقني ،حيث يؤدي التفرع اجلديد إىل والدة بُىن مبدِّدة جديدة ،يولد مبدأ
سم ى بـ»الت زاوج باألسيجة». الت زاوج بالتناغم ما بني املنظومات – وهو ما يُ َّ الك َبي يكافئ مبدأ اليقني هايزنربغ .فالكائن يعيش إذن اليقني على املستوى ِ
فإذا أخذنا منظومة ذاتية االنتظام ،ميكننا التساؤل :هل إن سلوك هذه املنظومة يف ك ـ ٍّـل غري حم ــدود ،والكون يفلت من ك ـ ِّـل تفسري هنائي ،متام اً كما هي احلال
عام الهتا مبقدار طفيف؟ إن اجلواب لتشوش يف أحد م ِ تعرضت ُّ سيبقى هو نفسه إذا ـورث ــي ال ــذي
بالنسبة لكانتاتا لباخ أو قصيدة لبليك .وه ــك ــذا ف ــإن الربنامج امل ـ ِّ
ُ ْ
شديد التعقيد ،ألن جمموعة التفرعات الناشئة ستكون غنية جدًّا ،وهي يف كثري يعكس قانون تطور املنظومات احلية ،يصبح أقل تقييداً ،حبيث ال ُي لي جوانب
22 21
اجتاهات جديدة يف العلم اجتاهات جديدة يف العلم
شريالش ر Scheirlacherأن األشكال املعقدة ِ وانتقاهلا .وعلى هذا األساس يرى ص ر وفق اً لطريقتنا القدمية يف دراسة تطور أية منظومة. من األحيان ال ميكن أن ُت َ
النمو البنائي الذي
تفس ر كنتائج متبدِّلة لنمط ثابت من ِّ واجلميلة للقواقع مث الًَّ ، فنحن هنا إذن أم ــام شكل جديد ،خمتلف متام اً ،من فهم عاملنا ووج ــودن ــا فيه.
يعتمد مبدأ «اجلهد األقل» ،وأن هذا التنوع يف األشكال املختلفة ال يتعلق ،ال من بل ميكن لبعض هذه التفرعات أن تتخذ أدواراً الهنائية حبيث ال تتكرر ،وتصبح
قريب وال من بعيد ،مبا يُدعى االصطفاء أو حىت التأقلم مع الطبيعة. مماثلة متام اً للضجيج أو للشواش .وهذا يعين أن منظومة ذات واح ــدات ذاتية،
عام لنا مع
وميكن تلخيص آلية االنتظام الذايت ،اليت تطرح فهم اً جديداً ملنهجية تَ ُ دينامي بسيط جداً ،ميكن أن تصبح بسهولة معقدة ٍّ حمدَّدة متام اً بسياج أو بتناغم
الطبيعة ووعينا هلا ،كما يلي :االنتظام الذايت هو سلوك مم يِّ ز للواحدات الذاتية. كل سلوك منتظم ذاتي اً يولد جداً – «التعقيد» مبعىن الغىن والتنوع .وهذا يعين أن َّ
وميكن وصف «واح ــدة ذاتية» باملرور من وجهة نظر الت زاوج بالتناغم الداخلي من تناغم داخلي ملنظومة مغلقة عملياتي اً .وهكذا تبدو املنظومة الذاتية عائمة
كج دَّة غري متوقعة وكتأكيد للذاتية – وباختصار كسلوك لواحدة الذي يظهر ِ على الشواش :فهي تتغذى عليه وهتضمه إلنتاج النظام.
ذاتية االنتظام. ميكننا أن نأخذ تطور الكائنات احلية كمثال :فالت زاوج باملعلومات فقط يكافئ
*** املوج ه األول الذي املورثية النامجة عن االحتكاك بهِّ ، اعتبار احمليط ،والتغ ريات ِّ
شك أن ذلك يتجاوز جمال البيولوجيا .وهذا يعين املورثي يأيت من التنوع .وال َّ
إن الغىن ِّ يسمح بفهم دينام يَّ ة التحوالت من جيل إىل جيل ،األمر الذي يُظ ِه رها كصفوف
أن «االع رتاف باآلخر» أمر على غاية من األمهية بالنسبة لنا ،ليس من باب أخالقي أو منتظمة ،حيث يكون االصطفاء الطبيعي منوذج اً خوارزمي اً أمثلي اً هلذه العملية.
بسبب كرم فجائي ،بل ألن املعرفة العلمية اليوم تع لِّ منا هذا الدرس يف أهبى صوره .فأية أما «امل زاوجة باألسيجة» – أي بالتناغم الداخلي – فتكافئ اعتبار أن خمتلف
تفردنا وأصالتنا؟! تلكم
يعزز ُّهدية أحلى ميكن للعلم أن يقدِّمها لنا أكثر من كونه ِّ املوج ه الذي يسمح بفهم التحوالت أمناط التجانس الداخلي جملموعة حيوانية هي ِّ
ليست دعوة إللغاء التعارضات أو للرضوخ هلا ،بل لتحويلها إىل تناغمات داخلية املورثية ل ــدى أنساهلا .وي ــؤدي ه ــذا إىل ظهور التنوع اهلائل يف الطبيعة – على ِّ
احلل األصيل والوحيد الذي ميكن أن
على مستويات حياتنا كافة .وقد يكون ذلك هو ُّ تفس ر تنوع األحياء حبق. العكس متام اً من أمثلية االصطفاء الطبيعي ،اليت ال ِّ
ن و ِاج ه به ما نلحظه اليوم من تقييم للثقافات وطرح ثقافة وحيدة كضرورة لالستم رار إن فكرة «االصطفاء الطبيعي» هتيمن على العلم منذ أكثر من نصف قرن .ومع
والبقاء. ذلك فإن علوم االنتظام الذايت تطرح رؤيا جديدة عوض اً عنها :فالتأقلم الطبيعي،
احلل املاثل أمامنا يف احلفاظ على التنوع يأتينا من العلم
ومن املفيد أن ننتبه إىل أن هذا َّ ـاك زعان َف ها مث الً جيب أال يُنسينا اجلانب األه ــم من ناحية ـب األمس ـ َ
ـس ـ َ
ال ــذي أك ـ َ
معين هبذا
حص راً ،ومن الثقافة الغ ربية حتديداً .ومن املهم أن نشري أيض اً إىل أن العلم ٌّ املتعض ية ومن ـ َّـوه ــا .فالواحدة ال تعمل كمجموعة من الصفات بل ِّ فسيولوجيا
بدأت
احلل قبل أية منظومة أخرى .وحنن نالحظ منذ اآلن أن صريورة املنهج العلمي ْ ِّ فه م انطالق اً ككل متجانس .إن موضع عضو يف جنني غري متمايز ال ميكن أن يُ َ ٍّ
تتخذ هذا االجت ــاه اجلديد ،حيث التنوع العلمي تعبري عن ص ــرورة التنوع الطبيعي. م ــن تقدير م ــا س ــي ــؤول إل ــي ــه مستقب الً ،ب ــل جي ــب فهمه على ال ــع ــك ــس ،كنتيجة
وميكننا القول أخ رياً إن هذا العلم اجلديد القادم يعلن بثقة وجب ـرأة أن أية منظومة لالستقاللية املتبادلة والتعريف امل ــت ــب ــادل داخ ــل ــي ـاً ل ــك ـ ِّـل م ــا ي ــوج ــد يف ك ـ ِّـل نقطة
معرفية ليست هنائية ،بوصفها منظومة مؤثِّرة ومتأثِّرة بصريورة التطور الطبيعي. املتعض ية .ويشبه ذلك كث رياً رؤية ِش لدريك لظهور األشكال واألمناط ِّ من نقاط
24 23
قدمت ال ّنساء للعلم؟
ماذا ّ ماذا قدمت النساء للعلم؟؟
احللقة الثالثة
عندما نتح ّدث يف العادة عن علم احلاسوب ،ندرس اخلوارزميّ ات ونظم التّ حليل
والتطور التّ كنولوجي الذي ط رأ
ّ ياضي ،أو ُرّب ا ندرس تاريخ هندسة احلاسوب الر ّّ
على اآلل ــة ال ــي غ ـ ّـرت حياتنا ،غالبً ا م ــا نسمع ع ــن أمس ــاء عظماء كـجان فون
نيومان ،أالن تورين ،كون راد زوس ،وغريهم.
قليل منّ ا يع ِرف عن ُم سامهات من تُعتربُ فعل يًّ ا ّأول مربجمة يف تاريخ احلاسوب:
ولكن ٌ
الش هرة آدا لولفاليسالكونتيسة أوجستا آدا بايرون ،أو كما تُعرف حال يًّ ا بإسم ّ
( .)Ada Lovelaceآدا كانت عاملة رياضيّ ات إجنليزيّة عاشت يف القرن التّ اسع
عشر ،وتعاونت م ــع مهندسني أم ــث ــال تشارلز بابيج على تصميم آل ــة حسابيّ ة
نسخ من كتابات آدا ّأن ــا سامهت يف كتابة ّأول خوارزميّ ة تظهر ٌ
ُ ميكانيكيّ ة.
باحملرك التّ حليلي،
ف اآلن ّعر ُ
(حاولت حساب أعداد برينويل) هبدف معاجلتها يف ما يُ َ
وهو اآللة احلسابيّ ة امليكانيكيّ ة اليت طُ ّورت على يد بابيج.
24 25
اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي
النمط األول من تأثري املضاد احليوي بال فاعلية – أو حىت ذات أثر ضار قليال – لبيئتها بطرق معقدة .
يف ظروف البيئة اخلالية من املضاد احليوي ،ولكن توافرها يف النمط األول مكن
البكت ريات من البقيا عندما تغريت الظروف . ومبقدور علماء الوراثة التطوريني إث راء النقاش السابق من خالل إحتافنا بتفاصيل
بيولوجية غنية .فنحن نعلم ،على سبيل املثال ،أن منشأ األمناط اجلينية هو
لقد أض ــاء علماء ال ــوراث ــة املختصون باجلماعات جوانب من عملية االنتخاب طف رات يف جزيء الدنا – dnaتغ ريات عشوائية يف تسلسل النكليوتيدات (
الطبيعي أيضا عرب اللجوء إىل وصف رياضيايت هلا .وبينوا ،على سبيل املثال ، وهو خيط متسلسل مكون من األحرف ) T,C,G,Aاملكونة « للغة « اجلينوم
وجود تناسب طردي بني درجة لياقة منط ما يف مجاعة من جهة ،وسرعة تنامي .وكذلك نعلم ق ــد را جيدا عن معدل تشكل طفرة مشرتكة – حت ــول يف حرف
ت ــوات ــره م ــن جهة أخ ــرى .وق ــد أمكن بالفعل حساب م ــدى سرعة ح ــدوث هذه واحد يف الدنا إىل حرف آخر .فلكل نكليوتيد يف كل خلية تناسلية ،يف كل
الزيادة .واكتشف علماء الوراثة املختصون باجلماعات احلقيقة املدهشة بأن جيل ،فرصة واح ــدة يف البليون تقريبا كي يتحول إىل نكليوتيد آخر .ولكن
لالنتخاب الطبيعي قوة « إبصار» من الصعب تصورها ،تستطيع متييز تباين األهم يف هذا السياق ،هو أننا على علم بعض الشيء بتأثري الطف رات يف اللياقة
مدهش يف الصغر يف مستوى لياقة األمناط اجلينية .ففي مجاعة مكونة من مليون .فالغالبية الساحقة للطف رات العشوائية ضارة بالكائن احلي ،فهي حتط من
فرد ،مبقدور االنتخاب الطبيعي أن يعمل من خالل تباين صفري يف مستوى لياقة لياقته ؛ ويقتصر املفيد منها الداعم للياقة على أقلية قليلة جدا .ومعظم هذه
األف راد يصل إىل واحد يف املليون . الطف رات سيئ للسبب نفسه الذي جيعل معظم أخطاء الطباعة يف كود احلاسوب
سيئ .فاملرجح أن يؤدي أي تغري عشوائي يف منظومة حمكمة بدقة إىل خلل يف
ومث ــة مس ــة مميزة ملنطق االنتخاب الطبيعي وه ــي أن ــه يبدو صحيحا م ــن أج ــل أي األداء وليس إىل حتسنه .
مستوى من مستويات الكينونة entityاحليوية ،من اجلينة إىل النوع .وقد
أخذ البيولوجيون يف االعتبار ،منذ « داروين « بالطبع ،تباين اللياقة بني أف راد تنقسم فعالية التطور التكيفي adaptive evolutionإىل مرحلتني ،يتوزع
الكائنات ،ولكن ميكن لالنتخاب الطبيعي من حيث املبدأ ،التأثري يف بقيا فيهما العمل بشكل صارم بني حادثة الطفرة وعملية االنتخاب .وينجم عن
survivalأو تكاثر كائنات أخرى . ه ــذه الطف رات يف ك ــل جيل كائنات ج ــدي ــدة معدلة جينيا تثري اجلماعات .
وعلى سبيل املثال ،ميكننا أن نفسر أن :أنواع الكائنات ذات االنتشار اجلغ رايف ويغربل االنتخاب الطبيعي الحقا هذه الطف رات :تعمل قسوة الشروط البيئية
الواسع هلا – كنوع – فرصة أكرب للبقيا من األنواع األخرى ذات االنتشار اجلغ رايف على خفض تواتر الكائنات املعدلة « السيئة « ( غري الالئقة نسبيا ) ترفع من
احملدود .فاألنواع األوىل املنتشرة ستتحمل ،يف النهاية زوال بعض اجلماعات احمللية تواتر « اجليدة « ( الالئقة نسبيا ) .وجتدر اإلشارة هنا إىل قدرة مجاعة الكائنات
أكثر مما ستتحمله األنواع احملصورة جغ رافيا .وبذلك قد يتنبأ منطق االنتخاب على مجع العديد من األف راد املعدلني جينيا يف آن واحد ،ويساعد هذا اجلمع على
الطبيعي بزيادة نسبية مع مرور الوقت يف األنواع ذات االنتشار اجلغ رايف الواسع . التصدي للمتغ ريات البيئية عندما تنشأ .فقد تكون اجلينة اليت أنقذت بكت ريات
29 28
اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي
انتخاب طبيعي « إجيايب « حيث ترفع البيئة من خالله تواتر األمناط املفيدة اليت وعلى ال ــرغ ــم م ــن صحة ه ــذه احلجة شكليا – و التطوريون يشتبهون فعال يف
كانت نادرة يف البدء .واألحرى – كما قال – أن معظم الطف رات اجلينية اليت حدوث انتخاب مستويات أعلى بني احلني واآلخر فإننا جند معظم البيولوجيني
تدوم وتبلغ توات را مرتفعا يف اجلماعات هي حمايدة انتخابيا وليس هلا أثر يذكر يف متفقني على ك ــون االن ــت ــخ ــاب الطبيعي حيصل اعتياديا يف مستوى الكائنات
اللياقة بطريقة أو أخرى . الفردية أو األمناط اجلينية .ويعود ذلك إىل أن مدة حياة الكائنات أقصر كث ريا
من مدة حياة األنواع .فاالنتخاب الطبيعي يف مستوى الكائنات هو الغالب يف
وتستمر بالطبع الطف رات الضارة بالظهور مبعدل مرتفع ،إال أهن ــا ال تستطيع مستوى األنواع .
أبدا بلوغ تواتر مرتفع يف مجاعة ما ؛ أي إهنا مسلك تطوري مسدود ,وملا كانت
الطف رات احملايدة عمليا « غري مرئية « يف البيئة األنية ،فإن مبقدورها أن تتسلل ما مدى شيوع االنتخاب الطبيعي ؟
هبدوء إىل اجلماعة ،ومع مرور الزمن تعدل تركيب اجلماعة اجليين تعديال رئيسيا إن أح ــد أب ــس ــط األس ــئ ــل ــة ال ــي ميكن أن يطرحها البيولوجيون ح ــول االنتخاب
.وقد أطلق على هذه العملية تسمية « االجن راف اجليين العشوائي « وهو جوهر الطبيعي هو أيضا – وهذا مفاجئ – أكثرها صعوبة من حيث اإلجابة عنها :
نظرية احلياد يف التطور اجلزيئي . ما مدى مسؤولية االنتخاب الطبيعي يف إحداث تغ ريات يف التكوين اجليين العام
جلماعة ما ؟ إن أحدا ال يشك جديا يف أن االنتخاب الطبيعي هو احملرك لعميلة
ومع ولوج الثمانينات من القرن املاضي ،تبىن معظم علماء الوراثة التطوريني تطور معظم السمات الفيزيائية يف الكائنات احلية – اذ ال يوجد تفسري آخر
نظرية احلياد ،إال أن معظم البيانات الساندة هل ــذا التوجه ك ــان غري مباشر ، معقول للسمات الواسعة االنتشار ،كاملنقار والعضلة ذات ال رأسني والدماغ
إذ غابت االختبارات احلرجة املباشرة .وساعد تطور مسعيني على إصالح هذه .ولكن هناك شك جدي حول أمهية الدور الذي يؤديه االنتخاب الطبيعي يف
املشكلة : توجيه التغري على املستوى اجلزيئي .ما هي إذن نسبة التغ ريات التطورية يف الدنا
املسعى األول هو تصميم علماء الوراثة املختصني باجلماعات اختبارات إحصائية اليت منشؤها مفعول االنتخاب الطبيعي عرب ماليني السنني ،مقارنة بالتغ ريات
بسيطة لتمييز التغ ريات احليادية يف اجلينوم من تلك ذات الطبيعة التكيفية . اليت تعود إىل مفعول بعض العمليات األخرى ؟
واملسعى ال ــث ــاين ه ــو تصميم تقانات ج ــدي ــدة لتحليل تسلسل ال ــدن ــا أو اجلينوم
الكلي للعيد من األنواع ،مما وافر مدا كب ريا من البيانات أتاح تطبيق االختبارات اف رتاض مجهور علماء احلياة ،حىت أعوام الستينات من القرن املاضي أن اإلجابة
اإلحصائية نفسها عليها . عن هذا السؤال تتمثل يف « مجيع التغ ريات تقريبا « إال أن جمموعة من علماء
الوراثة املختصني باجلماعات ي رأسها الباحث الياباين «كيمورا « حتدث بقوة
وقد أوضحت تلك البيانات اجلديدة أن نظرية احلياد قد خبست االنتخاب الطبيعي هذه الفرضية .فقد جادل «كيمورا» بأن معظم التطور اجلزيئي ال حيركه عادة
أمهيته .يف إحدى هذه الد راسات عمل فريق ،ي رأسه كل من « بيكان « و «
31 30
اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي
هذه اإلشكالية بصورة مباشرة .وحاليا هناك حماوالت لإلجابة عن جمموعة أسئلة النكلي « ( ومها يف جامعة كاليفورنيا – ديفيس ) ،على مقارنة تسلسل دنا
جوهرية حول عملية االنتخاب ؛ كاألسئلة التالية :عندما يتكيف كائن مع نوعني من ذبابة الفاكهة ،تابعني جلنس الدوروسوفيال . Drosophilaفحلال
بيئة جديدة من خالل االنتخاب الطبيعي ،فهل يتم ذلك بسبب تغ ريات حتدث حنو ستة أالف جينة يف كال النوعني ،وحددا تلك اجلينات اليت قد تشعبت بعد
يف جينات قليلة أم كثرية .وهل ميكن حتديد هوية هذه اجلينات ؟ وهل تشارك انفصال النوعني عن أصلهما املشرتك ,وعرب تطبيق اختبار إحصائي ،قد را أنه
اجلينات ذاهتا يف حاالت مستقلة من التكيف مع احمليط نفسه ؟ ميكن استبعاد التطور احليادي يف %19على األقل من هذه اجلينات ؛ أو بعبارة
ليس من السهل اإلجابة عن تلك األسئلة .وتكمن الصعوبة الرئيسية يف أن زيادة أخرى :إن االنتخاب الطبيعي يدفع التشعب التطوري يف ُخ س جمموعة اجلينات
اللياقة النامجة عن طفرة مفيدة قد تكون زيادة صغرية جدا ،وهو األمر الذي جيعل املدروسة ( وألن االختبار اإلحصائي املستخدم كان حمافظا ،فإن النسبة احلقيقية
التغري التطوري بطئيا جدا .وتتمثل إحدى الطرق اليت جلأ إليها البيولوجيون قد تكون أكرب بكثري ) .
التطوريون ملعاجلة هذه املشكلة ،ويف وضع مجاعات من الكائنات احلية السريعة
التكاثر وتنميتها يف بيئات صنعية ،حيث االختالف يف اللياقة أكرب ،ومن مث وال تعين هذه النتيجة هتميش التطور احليادي ؛ إذ إن بعضا من اجلينات الـ%81
فإن عملية التطور أسرع .ويساعد العملية إن كان عدد مجاعات الكائنات احلية قد يكون ،يف النهاية ،تشعب بفعل عامل االجن راف اجليين ؛ بل هو يدل على
كب ريا مبا فيه الكفاية لتحقيق سيل مستمر من الطف رات .ويف دراس ــة التطور أن دور االنتخاب الطبيعي يف تشعب األنواع يفوق ما مخنه معظم مؤيدي نظرية
التجرييب للميكوربات ،توضع منطيا مجاعة من الكائنات امليكروية املتماثلة احلياد .ودفعت دراسات شبيهة بتلك معظم علماء الوراثة التطوريني إىل استنتاج
جينيا يف حميط جديد عليها أن تتكيف معه .وملا كانت مجيع هذه الكائنات مفاده أن االنتخاب الطبيعي هو العامل الشائع الذي حيرك التغري التطوري ،حىت
حتوي تسلسل الدنا ذاته يف بداية التجربة ،فإن االنتخاب الطبيعي يعمل على يف مستوى تسلسل نيكلوتيدات الدنا .
استثمار الطف رات اجلديدة اليت حدثت إبان التجربة فقط ويستطيع الباحث مع
مرور الزمن ،تبيان كيفية تغري اللياقة يف اجلماعة من خالل قياس سرعة النكاثر
يف البيئة اجلديدة . الوراثة اخلاصة باالنتخاب الطبيعي :
أكثر أحباث التطور التجرييب إثارة للفضول أُجنزت باستخدام الفريوسات امللتهمة على الرغم من ثقة البيولوجيني يف دفع االنتخاب الطبيعي للتغري التطوري ،
للبكت ريات ،وهي فريوسات من الصغر حبيث تستطيع مخج infectالبكت ريات . فإننا غالبا م ــا جندهم جيهلون كيفية حديث ذل ــك ،وه ــذا يشمل ح ــى مسات
وهذه الفريوسات حتوي جينومات صغرية مكافئة حلجمها ،ما يساعد البيولوجيني بدنية عادية ( املنقار ،العضلة ذات ال رأسني ،الدماغ ) .فعلى سبيل املثال ،
على إج راء تسلسل كامل جلينوماهتا يف بداية التجربة وهنايتها ،وكذلك أثناء مل يكن معروفا – حىت تاريخ حديث – إال القليل عن التغ ريات اجلينية املؤسسة
التجربة .وهذا يسمح بتعقب كل تغري جيين « ميسك « به االنتخاب الطبيعي للتطور التكيفي .لقد مسح التطور اجلديد يف علم الوراثة للبيولوجيني بتحدي
لينشره مع الزمن .
33 32
اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي
جامعة واشنطن ) بتحليل دور االنتخاب الطبيعي يف نوعني من زهرة القرد . طبق كل من « هولدر « و « بول « ( ومها من جامعة تكساس يف أوسنت ) جتربة
وقد وجدا أنه على الرغم من عالقة القرىب القوية فيما بني هذين النوعني ،فإن كالواردة أنفا باستخدام نوعني قريبني جداً من الفريوسات امللتهمة للبكت ريات
التلقيح يتم بشكل رئيسي يف زهرة Mimulus Lewisiiبوساطة النحل الطنان ФX174 :و ، G4وكالمها خيمج بكترية معوية شائعة هي اإلشريشيا كويل
bumble beesفيما ينجز بشكل رئيسي يف M.Cardinalisبوساطة الطائر . E.Coliلقد وضع الباحثان الفريوسات يف درجات ح رارة عالية غري اعتيادية
الطنان hummingbirdوتبني البيانات املت وافرة من األن ـواع األخرى أن أسلوب ،ومسحا هلا بالتكيف مع البيئة احلارة اجلديدة ،فازدادت يف كال النوعني درجة
التلقيح عرب الطيور يف اجلنس Mimulusقد تطور من تلقيح حشرة النحل . اللياقة أثناء التجربة بشكل درامي .والحظ الباحثون يف كلتا احلالتني النمط
إن اختالف ل ــون الزهرة وح ــده – M. Lewisiiأزه ــار وردي ــة اللون ،يف حني أن ذاته ؛ إذا حتسنت اللياقة سريع اً يف بداية التجربة ،وتباطأت مع مرور الزمن .
M.Cardinalisأزهار مح راء اللون .يفسر بكشل جلي التباين يف اختيار امللقح والالفت هو أن « هولدر « و « بول « متكنا بشكل دقيق من حتديد طف رات الدنا
. pollinatorوعندما جلأ كل من « شيمسيكه « و « ب رادشو « إىل هتجني النوعني ، اليت عملت على زيادة اللياقة .
بيّ نا أن االختالف يف لون الزه رتني يعود يف معظمه ،فيما يبدو ،إىل مفعول جينة وحيدة
تسمى األصفر العلوي . YUPوبناءً على ذلك ،عمال على توليد منطني خمتلفني من االنتخاب الطبيعي ( يف البيئات الطبيعية ) :
اهلجائن :النمط األول الذي حيوي اجلينة YUPمن النوع ، M.Cardinalisأما على الرغم مما يقدمه البحث التطوري التجرييب من رؤية جديدة ملفعول االنتخاب
ما تبقى من جينوم هذا اهلجني فهو مشتق من النوع M. Lewisiiليعطي أزهارا الطبيعي ،يبقى األسلوب املعتمد حمصورا يف استخدام الكائنات احلية البسيطة
ب رتقالية اللون .النمط الثاين كان صورة مرآتية للهجني األول ؛ إذ حوى اجلينة YUP اليت تسمح بتحديد كامل تسلسل دنا اجلينوم م رات عدة .كذلك حذر بعض
من النوع ، M. Lewisiiوما تبقى من اجلينوم مشتق من النوع M.Cardinalis العاملني يف هذا اجمل ــال من أن أحب ــاث التطور التجرييب قد تضمن ضغوطا انتخابية
ليعطي أزهارا وردية اللون . قاسية ال توجد يف الطبيعة ،وقد تكون أقسى كث ريا من تلك اليت ت واجهها الكائنات
وعندمات مت نقل اهلجائن إىل الربية ،الحظ الباحثات أن اجلينة YUPهلا مفعول يف بيئاهتا الطبيعية .لذلك رغبنا يف دراسة عملية االنتخاب يف كائنات حية أرقى
هائل يف حذب املل ّق ح .فنباتات ، M. Lewisiiعلى سبيل املثال ،اليت حتمل يف ظروف أقرب إىل ظروف البيئة الطبيعة ،فكان ال بد لنا من ابتداع أسلوب مغاير
اجلينة YUPمن النوع M.Cardinalisجذبت إليها الطائر الطنان مبقدار 68 للبحث يف هذه التغ ريات التطورية البالغة البطء .
مرة أكثر من نباتات M. Lewisiiالصافية ؛ أما فيما خيص التج ربة املع****ة ( و لعمل ذلك ،فإن علماء التطور يلجؤون منطيا إىل مجاعات أو أن واع انفصلت عن
نباتات M.Cardinalisمع اجلينة YUPمن النوع ) M. Lewisiiفكانت كاف للعثور بسهولة على اختالفات تكيفية بينها حنتها االنتخاب بعضها منذ زمن ٍ
النتيجة زيادة يف زيارات النحل الطنان قدرها 74مرة .فليس إذن مثة شك يف الدور الطبيعي ؛ ومن مث عملوا على دراسة هذه االختالفات جينيا .وعلى سبيل املثال
ال رئيسي للجينة YUيف تطور التلقيح ال ــذي يقوم به الطائر الطنان يف النوع ،قام كل من « شيمسكيه «( من جامعة والية ميتشكان ) و « ب رادشو « ( من
. M.Cardinalisويتضح من حبث « شيمسكيه « و «ب رادوشو « أن عامل
35 34
اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي
معني باملغازلة ،على سبيل املثال ،قد ال تستجيب إناث من أنواع قريبة أخرى االنتخاب الطبيعي قادر أحيانا على تأسيس تكيفات عرب ما يبدو أنه تغ ريات
إىل هذه املغازلة ( إذا صادف أن مت اتصال جغ رايف بني النوعني ) .فإناث الف راشات جينية بسيطة .
، pieris occidentalisعلى سبيل املثال ،لن تت زاوج بذكور النوع القريب أصل األنواع :
p. protodiceويعود ذلك اإلحجام على األرجح إىل اختالف يف الرسم على إن ادعاء « داروين « األكثر ج رأة فيما خيص االنتخاب الطبيعي ،يتلخص يف
أجنحة ذكور النوعني .وحىت إن حصل الت زاوج بني النوعني ،فسيؤدي ذلك إىل يفس ر كيفية نشوء األنواع ) علما أن
اعتبار االنتخاب الطبيعي هو العامل الذي ّ
موت اهلجني أو والدة هجني عقيم ،وسيكون ذلك شكال آخر من أشكال العزل عنوان كتابه املشهور هو :أصل األنواع ) .ولكن هل مبقدور االنتخاب الطبيعي
التكاثري ؛ إذ ال ميكن أن تنتقل اجلينات من ن ــوع إىل آخ ــر يف ح ــال ك ــون مجيع تفسري ذلك بالفعل ؟ وما هو الدور الذي يؤديه االنتخاب الطبيعي يف عملية
اهلجائن الناجتة فيما بينها ميتة أو عقيمة .فسؤال البيولوجيني املعاصرين عما تكون األن ــواع speciationوتشعب ساللة معينة إىل ساللتني ؟ س ــؤاالن ما
سي أصل األنواع ،يتحول إىل السؤال عما إذا كان االنتخاب الطبيعي هو الذي يُ ّ ي زاالن إىل اليوم موضوعا مهما يف أحباث البيولوجيا التطورية .
إذا كان االنتخاب الطبيعي هو الذي يؤدي إىل نشوء العزل التكاثري .
كي نتوصل إىل إجابات عن هذين السؤالني /ال بد من فهم ما يقصده علماء
طوال القرن العشرين تقريبا ،كان جواب أكثر علماء التطور عن هذا السؤال التطور مبصطلح « النوع « .يلتزم البيولوجيون املعاصرون عموما بعكس «
بالنفي ؛ واعتقدوا أن االجن ـراف اجليين ك ــان العامل احلاسم يف نشوء األن ــواع – داروين « مبا يسمى املفهوم احليوي لألنواع ،الذي يتمثل جوهره يف عزلة األنواع
وأح ــد أكثر املكتشفات احلديثة إث ــارة هو احتمال خطأ فرضية االجن ـراف اجليين فيما بينها تكاثريا :أي امتالك األنواع مسات جينية حتول دون تبادل اجلينات مع
كمنشأ لألنواع .واملرجح حاليا هو أن االنتخاب الطبيعي يؤدي دورا رئيسيا يف األنواع األخرى ،وبعبارة أخرى :إن مجيع األنواع املختلفة متتلك أحواض جينية
تشكل األنواع . genetic poolsمنفصلة .
نوع ي زهرة القرد الذين سبق ذكرمها ،مثاال جيدا على ما ذكر ويُع ّد تاريخ تطور َ ويعتقد العلماء أنه ال بد من فصل مجاعتني من الكائنات احلية جغ رافيا كشروط
.وألنه يندر أن خيطئ ِّ
امللق حان بني نوعي زهرة القرد ،فهذا يعين أن كال النوعني لتطور العزل التكاثري .فطيور ال ــدوري finchesاليت سكنت جزرا عدة يف
معزوالن تكاثريا بصورة تامة تقريب اً .ومع أن كال النوعني يوجد يف األمكنة ذاهتا أرخبيل كاالبا**** واشتهرت من خالل وصف « داروين « هلا يف كتابه « أصل
يف مشال أمريكا ،فإن النحل الطنان الذي يزور زهرة M. Lewisiiسيتجنب األن ــواع « ميكن مشاهدهتا يف يومنا ه ــذا وق ــد تشعبت ب ــص ــورة جلية إىل أن ــواع
زي ــارة زه ــرة M.Cardinalisكما سيتفادى الطائر الطنان ال ــذي ي ــزور زهرة خمتلفة بعد أن انفصلت جغ رافيا .
، M.Cardinalisزيارة زهرة M. Lewisii؛ وبذلك لن يتم نقل حبوب
الطلع فيما بني النوعني إال فيما ندر . وعندما ينشأ العزل التكاثري ،فقد يتخذ أشكاال عدة .فعند قيام ذكور نوع
37 36
اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي
إال أن مكانة االنتخاب الطبيعي لدى البيولوجيني التطوريني ،بدءا من العقود بي « شيمسكيه « وزمالؤه أن هذا االختالف يف امللقح مسؤول وحده وبالفعل ّ
القليلة املاضية ،مل تشهد إال تناميا يف أمهيتها وترسيخا هلا . عن كبح الدفق اجليين بني النوعني مبا م ــق ــد راه . %98يف ه ــذه احلالة حتديدا ،
املؤلف H.Allen orr : ال ميكن الشك إذن يف أن االنتخاب الطبيعي قد عمل على تشكيل تكيفات
أس ــت ــاذ جامعي ،وأس ــت ــاذ Shirley Cox Kearnsللبيولوجيا يف جامعة النباتني مع مل ّق حني معينني وأدى إىل عزل تكاثري قوي .
روشسرت ،ومؤلف مشارك ( مع « جريي كوين « ) لكتاب « تشكل األنواع «
. speciation وقد ظهرت أدلة أخرى حول دور االنتخاب الطبيعي يف تشكل األنواع ،وذلك
وتتمحور أحباثه حول األس ــس اجلينية لتشكل وتكيف األن ــواع .حصل « أورر من مصدر آخر غري متوقع .ففي العقد املاضي أو قبل ذلك بقليل استطاع عدة
« على ميدالية داروين واالس من مجعية لينيان يف لندن ،وزمالة جيوجينهامي ، علماء وراث ــة تطوريني ( ومنهم املؤلف ) حتديد نصف دزينة من اجلينات اليت
وزمالة داوود ولوسيل باكارد ،وجائزة دوب زانسكي من مجعية دراس ــات التطور تسبب عقما أو موت اهلجني .وتؤدي هذه اجلينات – اليت جرت دراسة معظمها
.نشرت له عدة دراسات ومقاالت نقدية يف اجمللتني New Yorker، New يف أن ــواع ذب ــاب ــة الفاكهة – وظ ــائ ــف متنوعة ع ــادي ــة ؛ فبعضها ي ــك ـ ّـود ألن ــزمي ــات
. York Review of books يكود لربوتينات بنيوية أو بروتينات ترتبط بالدنا . DNA وبعضها اآلخر ِّ
املصدر : وهلذه اجلينات مستان بارزتان :األوىل هي أن معظم اجلينات اليت تسبب اضط رابات
جملة العلوم األمريكية ( 2009( 6/5 تشع بت بسرعة كبرية .والثانية هي أهنا أكدت – وهو ما
يف النسل اهلجني قد ّ
منقول من موقع منتدى امللحدين العرب تبني من اختبارات علم الوراثة املختص باجلماعات – أن التطور السريع هلذه
/http://www.il7ad.com اجلينات كان نامجا عن عامل االنتخاب الطبيعي .
إن الد راسات اليت تناولت زهرة القرد وعُ قم هجائن ذباب الفاكهة ،مل تتعمق بعد
مبا يكفي يف األحباث املستمرة يف الصدور للكشف عن الدور الفاعل لالنتخاب
الطبيعي يف تشكل األنواع .
وبالفعل ،يتفق حاليا معظم البيولوجيني على أن االنتخاب الطبيعي قوة تطورية
مفتاحية ،ال يقتصر دورها على دفع عجلة التغري التطوري داخل النوع الواحد
،وإمنا ميتد ليشمل أنواعا جديدة من الكائنات احلية .ومع أن جمموعة من غري
املختصني مازالت تشكك بقوة يف حجة االنتخاب الطبيعي وكفاية مفعوله ،
39 38
مدخل موجز إىل فكر جودي كريشنامورتي مدخل موجز إىل فكر جودي كريشنامورتي
أُنشئت مببادرة منه .ويف هذه املناقشات ،تعمقنا جداً يف العديد من املسائل اليت
كانت تشغل ب ــايل يف حبثي العلمي .فقد توغلنا يف طبيعة املكان وال ــزم ــن ،ويف إعداد الربوفسور الفيزيائي ديفيد بوهم
طبيعة الكليات ،سواء ما يتعلق منها بالطبيعة اخلارجية أو ما يتعلق بالذهن. تعريف إىل فكر كريشناموريت أول مرة إىل العام 1959حني ق رأت كتابه احلرية يعود ُّ
إال أننا ،يف هذا اخلصوص ،مضينا للنظر يف الفوضى والتشويش العميمني اللذين األوىل واألخرية.
وقعت على ما أشعر أنه أكرب اكتشافات ُ يتخلالن وعي اجلنس البشري .وهاهنا وما أثار اهتمامي بصفة خاصة كان ف راسته العميقة يف مسألة ال راصد واملرصود.
كريشناموريت :فما كان يطرحه يف ِج دِّية هو أن هذه الفوضى كلها ،اليت هي قبلئذ قريبة من حمور حبثي الشخصي ،بوصفي فيزيائي اً ٍ إذ مافتئت هذه املسألة
السبب اجل ــذري لكل ه ــذا ال ــرح وال ــب ــؤس العميمني ،وال ــي حت ــول دون الكائنات نظري اً ،معني اً أساس اً مبعىن النظرية الكوانتية.
متجذ رةٌ يف كوننا جاهلني للطبيعة ِّ البشرية والعمل متعاونني على ما ينبغي، ففي هذه النظرية ،للمرة األوىل يف تطور الفيزياء ،طُرح مفهوم تعذر الفصل بني
العامة لسريورات فكرنا .أو بعبارة أخ ــرى ،يصح أن يقال إننا ال نرى ما حيدث ال راصد واملرصود بوصفه ضروري اً لفهم القوانني األساسية للمادة بعامة .لذا –
فعلي اً حني نكون منخرطني يف نشاط التفكري .وعرب االنتباه إىل نشاط التفكري وألن الكتاب حيوي العديد من االستبصارات العميقة األخرى أيض اً – شعرت بأن
ه ــذا ،وعرب رص ــده عن كثب ،يشعر كريشناموريت أنه ي ــدرك إدراك ـاً مباش راً بأن من األمهية العاجلة يل أن أحتدث مع كريشناموريت حديث اً مباش راً وشخصي اً يف
الفكر سريورة مادية ،تتواصل داخل الكائن البشري يف املخ ويف اجلهاز العصيب أسرع وقت ممكن .وحني التقيت به للمرة األوىل لدى واحدة من زياراته إىل لندن،
ككل. أذهلتين تلك السهولة العظيمة يف التواصل معه ،تتيحها تلك القدرة املتوقدة
إننا ننحو بصفة اعتيادية ،إىل وعي حمتوى هذا الفكر على األغلب ،وليس كيفية التحر من التحفظات واحلواجز الواقية الذي َت اوب به اليت كان يصغي هبا وذلك
ُ
حصوله فعلي اً .ويف وسع املرء توضيح هذه النقطة بالنظر فيما حيدث حني يق رأ مع ما كان لدي من كالم .وكشخص يعمل يف جمال العلم ،شعرت بارتياح تام
كتاب اً :فاملرء عادة يكون منتبه اً انتباه اً يكاد أن يكون حمصوراً يف معىن ما يُق رأ .غري إىل هذا النوع من التجاوب ،ألنه كان يف اجلوهر يتصف بتلك اخلاصية عينها اليت
أن يف وسع املرء كذلك أن يكون واعي اً للكتاب نفسه ،ملكوناته بوصفه مصنوع اً صادفتها يف اتصاالت يل مع غريي من العلماء كان فيها معهم ٍ
تالق يف العقول
من صفحات ميكن هلا أن تُق لَ ب ،للكلمات املطبوعة وللحرب ،ولقوام الورق ،إخل. وثيق للغاية .وهاهنا ،خيطر ببايل بصفة خاصة آينشتاين الذي أبدى توقداً وغياب اً ٌ
على حنو مشابه ميكن لنا أن نعي بنية سريورة الفكر ووظيفتها الفعليتني ،وليس للحواجز مشاهبني يف عدد من املناقشات اليت جرت بينه وبيين .وبعد هذا ،بدأت
حمتواه وحده. ألتقي بكريشناموريت بصفة منتظمة وأتناقش معه كلما جاء إىل لندن.
كيف ميكن ملثل ه ــذا الوعي أن يولد؟ يقرتح كريشناموريت أن ه ــذا يتطلب ما
يسميه التأمل .على أن كلمة «تأمل» meditationأُضفيت عليها طائف ةٌ
واس ــع ــة م ــن امل ــع ــاين املختلفة ،وح ــى املتناقضة ،ينطوي العديد منها على أن ــواع
حد ما من الغيبيات .أما كريشناموريت فهو يقصد مفهوم اً معين اً سطحية إىل ٍّ وهكذا بدأنا ش راك ةً ،ص ــارت مذ ذاك أوث ــق فيما أصبحت مهتم اً باملدارس اليت
41 40
مدخل موجز إىل فكر جودي كريشنامورتي مدخل موجز إىل فكر جودي كريشنامورتي
ويقول كريشناموريت إن شيئ اً جديداً وخالق اً حيدث يف هذا الصمت – شيئ اً ال وواضح اً حني يستعمل هذه الكلمة .ويف وسع املرء أن حيصل على مؤشر نفيس
ميكن إيصاله يف كلمات ،لكنه ذو مغزى خارق من أجل ك لِّ ية احلياة .من هنا إىل هذا املعىن إذا نظر يف اشتقاق الكلمة( .إن ج ــذور الكلمات ،باالق رتان مع
فإنه ال حياول أن يب لِّ غ هذا الشيء بالكالم ،بل باألحرى يسأل أولئك املهتمني أن لتبص رات مباغتة س قيادها ُّ معانيها احلالية املعمول هبا عموم اً ،غالب اً ما تُسلِ
ُ
يستكشفوا مسألة التأمل بأنفسهم ،من خالل االنتباه الفعلي إىل طبيعة الفكر. ملعانيها األعمق).
غري أنه ميكن للمرء ،من دون أن حياول التوغل يف معىن التأمل األعمق هذا ،أن إن كلمة meditationاإلنكليزية تعود بأصلها إىل اجلذر الالتيين medالذي
يقول إن التأمل باملعىن الذي يضفيه كريشناموريت على الكلمة ،ميكن له أن ُِي َّل «ر َاز» to َّ
يعين «القياس» .واملعىن احل ــايل للكلمة هو «تفك ر» َ ،to ref lect
النظام على نشاطنا الذهين اإلمج ــايل ،وإن هذا قد يكون عام الً أساسي اً يف وضع َ قاس) ،و»ق لَّ ب النظر» .وباملثل فإن الكلمة السنسكريتية ( ponderأي َوَز َن أو َ
للتح والبؤس والفوضى والتشويش ال ــي ظلت من نصيب اجلنس البشري ح ـ ٍّـد َّ َّ
«تفك ر». اليت تقابل التأمل – وهي دهيانا – وثيقة الصلة بـدهيايت ،اليت تعين
يبش ر بتغيريعلى ك ـِّـر العصور ،وم ــازال ــت عموم اً تتواصل من دون طالع مرئي ِّ فإذا كان األمر كذلك ،فإن التأمل هو «تقليب املرء ال رأي أو ُّ
التفك ر امل رافق إليالء
أساسي يف املستقبل املنظور. االنتباه الشديد إىل ما حيصل فعلي اً فيما املرء يفعل ذلك».
ـرب العلمي، سم ى جوهر امل ــق ـ َ
إن فكر كريشناموريت يتخلله م ــا ميكن ل ــه أن يُ َّ ولعل هذا ما يعنيه كريشناموريت ببداية التأمل .أي أن املرء يويل انتباهه اللصيق
منظوراً إليه يف صورته األمسى واألنقى .إذ إنه ينطلق من حقيقة من حقائق طبيعة كل ما حيدث ،باالق رتان مع النشاط الفعلي للفكر ،الذي هو املصدر األصلي إىل ِّ
ِ للفوضى العامة .واملرء يفعل هذا من دون اختيار ،من دون نقد ،من دون ٍ
سريورات فكرنا .وهذه احلقيقة يتم التأكد منها ع ْب انتباه لصيق ،يتضمن إصغاءً قبول ملا
متأني اً إىل سريورة الوعي ومثابرًة على رصدها .ويف هذا يتع لَّ م املرءُ بصفة دائمة؛ رفض له .وهذا كله حيصل بالتالزم مع التفكر يف املعىن الذي يتعلمه املرء جيري أو ٍ
ومن هذا التع لُّ م ينتج االستبصار يف الطبيعة اإلمجالية أو العامة لسريورة الفكر. الصفحات
ُ ت عن نشاط الفكر( .لعل األمر أشبه ما يكون بق راءة املرء كتاب اً ُل بِ طَ ْ
متاس ك اًمث يتم الفحص عن ه ــذا االستبصار :يتأكد امل ــرء أوالً من أن ــه متماسك ُ فيه ،وبوعيه هذه الفوضى وعي اً شديداً ،بدالً من جمرد «حماولة إضفاء املعىن» على
عقالني اً ،مث يتأكد املرء من أنه يقود إىل النظام واالتساق ،وذلك مما ينضح عنه املشوش الذي يربز حني يكتفي املرء بقبول الصفحات كما يتفق هلا أن احملتوى َّ
يف احلياة ككل. تأيت).
أي وجه .لقد يشدِّد كريشناموريت تشديداً دائم اً على أنه ليس مرجعي ةً وال من ِّ النظام على
َ حد ذات ــهُِ ،ي ـ ُّـل
ص ـ َـد كريشناموريت بأن فعل التأمل نفسه ،يف ِّ لقد َر َ
بكل ما يف وسعه جلعل قام بعدد من االكتشافات وحسب ،وهو يف بساطة يقوم ِّ نشاط الفكر من دون تدخل اإلرادة أو االختيار أو الق رار أو أي فعل آخر من
مكتشفاته يف متناول مجيع أولئك القادرين على اإلصغاء .وفكره ال حيتوي على والش واش اللذانحيل مثل هذا النظام ،خيمد الضجيج َّ ِّ
«املفك ر» .وفيما ُّ أفعال
أي ــة مجلة من املعتقدات ،وال هو يقدِّم تقنيات أو مناهج للحصول على ذهن يشكالن خلفية وعينا املعتادة ،ويصري الذهن صامت اً عموم اً( .ال ينشط الفكر
صامت .إنه ال يهدف إىل إنشاء أية منظومة جديدة من املعتقدات الدينية .إذ إال عند احلاجة إليه من أجل غرض ما ضروري حق اً ،مث يتوقف إىل حني احلاجة
كل كائن إنساين ،باألحرى ،أن يرى إن كان يستطيع أن يكتشف إنه من شأن ِّ إليه من جديد).
43 42
مدخل موجز إىل فكر جودي كريشنامورتي مدخل موجز إىل فكر جودي كريشنامورتي
بنفسه ما يلفت كريشناموريت االنتباه إليه ،مث يواصل درب ــه من هناك للقيام
ختص ه هو.
مبكتشفات جديدة ُّ
أي مدخل ،من حنو هذا املدخل ،ميكن له وحسب يف أحسن من الواضح إذن أن َّ
فكر كريشناموريت. – أنا مثلي معي – ِ
عال َّ شخص م يبي كيف فَ ِ
ه األحوال ،أن ِّ
َ ٌ َ
ل ــذا ف ــإن رؤي ــة تامة ملا يقصده كريشناموريت تتطلب من امل ــرء بالطبع ،املتابع ةَ
وق ـراء َة ما يقوله هو فع الً ،خباصية االنتباه تلك إىل ك لِّ ية استجاباته ،الداخلي
لتونا.
منها واخلارجي ،اليت ناقشناها هاهنا ِّ
45 44
هجن بشرية هجن بشرية
ُم ِزحيا ومستبدال متاما األشكال البشرية القدمية األخرىّ .إل أن موضوع الكيفية
الدقيقة النف راد اإلنسان العاقل أخ ريا يف العامل بقي ملتبسا .ومن احملتمل أن يكون تبني من خالل حتاليل الدنا DNAأن اإلنسان العاقل
الغ زاة قد عملوا على قتل السكان األصليني ،أو تفوقوا عليهم يف املنافسة على homo sapiensالباكر قد تزاوج بأنواع بشرية أخرى ،وأن مثل
املوارد ،أو ببساطة عملوا على التكاثر بسرعة أكرب .ومهما تكن كيفية حدوث هذا التهجني بني األنواع قد أدى دورا مفتاحيا يف انتصار نوعنا البشري.
ذلك ،فإن الغ زاة عملوا وفق هذه الفرضية على إفناء املنافسني من دون الت زاوج
باختصار
هبم.
تنص النظرية ح ــول منشأ اإلنسان العاقل ال ــي هيمنت لفرتة
ط ــوي ــل ــة ,على أن نوعنا ال ــب ــش ــري ق ــد نشأ ع ــن جمموعة بشرية
لقد خدمت هذه الفرضية ،اليت باتت تعرف بنموذج االستبدال Replacement
معينة جم ــاورة للصح راء ال ــك ــرى وعملت على ال ــق ــض ــاء على
modelكقاعدة نظرية أساسية ملنشأ اإلنسان ملدة مخس وعشرين سنة ،وذلك
أنواع اإلنسان القدمي.
على الرغم من ت راكم البيانات اليت تناقض هذا الطرح .فقد مكن التطور األخري
إال أن الد راسات احلديثة لدنا DNAاإلنسان احلديث وتلك
يف تقانات حتديد َس ْل َس لة sequencingالدنا ،الباحثني من احلصول على كم
لإلنسان القدمي بينت أن اإلنسان احلديث الذي جاء من إفريقيا
كبري من البيانات .ومصدر هذه البيانات كان من بشر أحياء ،إضافة إىل أنواع
قد ت زاوج باإلنسان القدمي .وتشري البيانات إىل أن هذا التهجني
بشرية بائدة .وقد جنم عن حتليل هذه البيانات باالعتماد على أدوات حاسوبية
قد ساعد اإلنسان العاقل على االزدهار إبان استعماره أراضي
متطورة ،ترسيخ املعتقد ب ــأن قصة تطورنا كبشر مل تكن البتة بالبساطة اليت
جديدة.
ختيلها معظم املختصني يف علم اإلن ــس ــان .إذ تبني أن اإلن ــس ــان احل ــايل حيمل دنا
موروثا من إنسان النياندرتال ومن بشر قدماء آخرين ،مما يدل على أن اإلنسان
العاقل الباكر قد ت ـزاوج بالفعل ب ــأن ــواع أخ ــرى ،وأن ه ــذا ال ــت ـزاوج أدى إىل نسل قد يكون من الصعوبة مبكان تصور ذلك اليوم ،إال أن واقع األمر هو أن عدة أنواع
خصب قادر على نقل موروثه اجليين عرب آالف األجيال املتعاقبة .ومل يقتصر أثر شبيهة بالبشر ُو ِج دت معا يف خضم معظم تاريخ تطور اإلنسان .فمنذ ما ال يزيد
هذا االكتشاف على تقويض املفهوم السائد حول طريقة نشوئنا ،بل دفع العلماء على 40ألف سنة كانت هناك عدة كائنات شبيهة بالبشر ذات أصول مشرتكة،
أيضا إىل البحث يف تقييم مدى هذا التهجني بني األن ــواع وحثهم كذلك على وتلك مشلت النياندرتال وهومو فلوريسينزيس .Homo f loresiensisولعدة
حتديد األماكن اجلغ رافية اليت حصل فيها ذلك ،وتبيان ما إذا كان اإلنسان احلايل عقود ،احتدم اجلدل بني العلماء حول كيفية نشوء اإلنسان العاقل وكيف صار
قد استفاد بالفعل من أي من هذه اإلسهامات اجلينية اآلتية من أبناء عمومتنا ملا الشكل النهائي لألنواع البشرية .ويعود الفضل يف هيمنة فرضية معينة يف هذا
قبل التاريخ. الشأن إىل الد راسات اجلينية اليت جرت يف مثانينات القرن املنصرم واليت توصلت
إىل أن اإلنسان احلديث تشرحييا نشأ يف إفريقيا وانتشر يف سائر أحناء العامل القدمي،
47 46
هجن بشرية هجن بشرية
ومناصرو ما يسمى منوذج التطور املتعدد املناطق( )1الذي طوره < H .M. أصول يكتنفها الغموض
وولپوف> وزمالؤه يف جامعة ميتشيگان قد تبنوا فكرة أن التحول حدث تدرجييا ولكي يتسىن لنا متاما تقدير أثر هذه االكتشافات اجلينية احلديثة يف فهم العلماء
لدى اجلماعات القدمية مجيعها ،بغض النظر عن مناطق وجودها يف كل من قارات لتطور اإلنسان علينا أن نعود إىل مثانينات القرن املاضي ،عندما احتدم النقاش
إفريقيا وآسيا وأوروبا وأقيانوسيا .لقد مت هذا التحول وذلك بفعل اهلجرة والت زاوج حول كيفية نشوء اإلنسان العاقل .وتفحص بيانات املستحاثات fossil data
الذي مسح للسمات احلديثة املفيدة باالنتشار بني جممل هذه اجلماعات .وللبشر جعل علماء اإلن ــس ــان ال ــق ــدمي يتفقون على أن ف ــرع ــا ق ــدمي ــا م ــن نوعنا البشري،
احلاليني وف ــق ه ــذا املشهد ،مس ــات مم ــي ــزة مناطقية ت ــوارث ــوه ــا م ــن األص ــول القدمية اإلنسان املنتصب ،homo erectusقد نشأ يف إفريقيا منذ حنو مليوين سنة
بسبب ما وفّ رته هذه السمات فيما يبدو من فائدة ساعدهتم على التكيف يف ومن مث بدأ سريعا باالنتشار من هذه القارة إىل شىت مناطق العامل القدمي األخرى.
بيئاهتم اخلاصة .وق ــد مت ذل ــك على الرغم من انتشار السمات األخ ــرى الشائعة وقد متركز اخلالف بني هؤالء العلماء حول كيفية نشوء اإلنسان العاقل من هذا
لدى مجيع البشر احلاليني مع انتهاء هذه العملية االنتقالية .وهناك أيضا فرضية اإلن ــس ــان املنتصب ،وه ــو اإلن ــس ــان ال ــذي ميتلك حجرة دماغية م ــك ــورة وهيكال
أخرى مشتقة من السابقة طرحها < F.مسيث> [وهو حاليا يعمل يف جامعة عظميا دقيقا ،وهي السمات اليت مل تظهر يف السجل األحفوري ّإل قبل 195
والية إلينوي] أمساها منوذج االندماج االجتماعي ،Assimilation model ألف سنة.
واليت يعرتف فيها بدور أكرب للجماعات اليت أتت من إفريقيا يف حتديد صفات
اإلنسان احلايل.
ويف مقابل هذه الفرضية ،فإن مناصري منوذج االستبدال(( )2واملعروف أيضا باسم
منوذج املنشأ اإلفريقي ،من مجلة أمساء أخرى) ومن هؤالء < Ch.سرتينگر> [من
متحف التاريخ الطبيعي يف لندن] ادعوا بأن البشر احلديثني تشرحييا نشؤوا كنوع
خ ــاص متميز يف مكان واح ــد حم ــدد -على أط ـراف الصح راء ال ــك ــرى -وعمل
هؤالء على القضاء على مجيع البشر القدماء يف كل مكان ومن دون أن يت زاوجوا
هب ــم .ومث ــة صيغة أق ــل حت ــدي ــدا هل ــذه النظرية -فنموذج التهجني امل ــق ــرح م ــن قبل
< G.بروير> [من جامعة هامبورگ يف أملانيا] يتضمن حدوث التهجني أحيانا
بني البشر احلديثني واجملموعات البشرية القدمية يف خضم اندفاعهم إىل مناطق
جديدة.
49 48
هجن بشرية هجن بشرية
فرضيات متنافسة
تحديد مصدر اإلنسان العاقل
لقد استمر طويال جدل العلماء حول التطور التشرحيي لإلنسان
احلديث (اخلطوط البنية الغامقة) من السلف القدمي (اخلطوط
البنية الفاحتة) .ويف الفرضيات املعروضة هنا يعود منشأ اإلنسان
الدنا القدمي اخلاص بنا احلديث إىل إفريقيا .ووفقا لنموذج االستبدال replacement
،modelفقد استبدلت أنواع اإلنسان القدمي يف العامل القدمي
إن التقدم الذي أحرزته تقانة َس ْل َس لة الدنا مسح للعلماء حديثا بإج راء َس ْل َس لة م ــن دون أن حي ــدث هتجني بينها وب ــن اإلن ــس ــان احل ــدي ــث .ويف
سريعة جلينومات نووية كاملة( - )5متضمنا ذل ــك جينومات إنسان منقرض املقابل ،ينص منوذج االندماج assimilation modelعلى
كالنياندرتال .ويف عام ،2010أعلنت جمموعة <پعابو> عن َس ْل َس لة دنا اجلزء انتشار السمات املفيدة من إفريقيا بني هذه اجملموعات القدمية
األكرب من جينوم النياندرتال الذي يعود إىل دنا مستخلص من عدة مستحاثات من خالل الدمج واهلجرة والت زاوج والذي يسمى بالدفق اجليين
للنياندرتال من كرواتيا .وبعكس التوقعات ،فقد تبني من ه ــذه التحاليل أن ( gene f lowاألسهم اخلض راء) .أما منوذج التهجني فيفرتض
إلنسان النياندرتال مسامهة صغرية يف جتميعية جينية gene poolاإلنسان أن اإلنسان احلديث مل يت زاوج باإلنسان القدمي إال فيما ندر
احلايل وإن كانت ذات أثـر معتبـر :فللبشر خارج إفريقيا مكون وراثي ي رتاوح بني (األسهم احلمر) إبان عملية االستبدال .ويف منوذج التطور املتعدد
1و 4%من اجلينوم يعود إىل جينوم النياندرتال .والتفسري املقرتح لذلك متثل يف املناطق جي ــري الرتكيز بشكل حصري على ف ــرة التحول من
أن الت زاوج بني النياندرتال ومجيع البشر غري اإلفريقيني اقتصر غالبا على الفرتة الشكل القدمي إىل احلديث يف إفريقيا وينص على الدفق اجليين
مجيع هؤالء املنطق ةَ ذاهتا يف الشرق األوسط واليت امتدت احملدودة اليت شغر فيها ُ والتهجني بني اجملموعات القدمية املختلفة .ومثل هذا املشهد
من 80إىل 50ألف سنة املاضية. قد يكون سابقا لعملية االستبدال واالندماج والتهجني.
53 52
هجن بشرية هجن بشرية
ومن مث تال اإلع ــا ُن السابق إع ــا َن <پعابو> عن اكتشاف مدهش أكثر ،متثل
يف حصوهلم على دن ــا ميتوكوندريا من قطعة عظم إصبع تعود إىل ما قبل 40
أل ــف سنةُ ،وج ــدت يف كهف Denisovanجببال ألتاي يف سيبرييا .وم ــع أن
العلماء مل يتمكنوا م ــن حت ــدي ــد ه ــوي ــة ال ــن ــوع لقطعة العظم تلك اع ــت ــم ــادا على
صفاهتا التشرحيية ،إال أن تسلسل الدنا بـَ ّي أهنا تعود إىل فرد ينتمي إىل مجاعة
ق رابتها للنياندرتال أكثر قليال من ق رابتها هي والنياندرتال للبشر احلاليني .كما
أن مقارنة تسلسل دنا الدينوسوڤان مبا يقابله يف اجلماعات احلديثة مكن من
العثور على كمية معتربة من الدنا يف اجلماعة الشبيهة بالدينوسوڤان ومتثلت
يف 1إىل 6%يف امليالنيزيني واألس رتاليني والپولينرييني وبعض اجملموعات املرتبطة
ذات الصلة يف غرب احمليط اهل ــادي ،فيما مل يُعثر على شيء من هذا الدنا لدى
ولكي يتسىن للباحثني تفسري هذا النمط املعقد من التشاركية للدنا ،فقد اقرتحوا
اإلفريقيني والبشر احلاليني من منطقة آسيا وأوروبا.
ح ــدوث هتجني م ــع ع ــدة أش ــك ــال ق ــدمي ــة يف زم ــن ــن خمتلفني :األول ،عندما هاجر
اإلنسان احلديث بداية من إفريقيا وت ـزاوج بالنياندرتال ،والحقا ،عندما وصل
مكتشفات
خلفاء هذا الت زاوج إىل جنوب شرق آسيا والتقوا باإلنسان الشبيه بالدينوسوڤان.
أدلة حول التهجين
وقد وصل سلف اجملموعات امليالنيزية احلالية املختلط مرتني ،إىل احمليط اهلادي
يشري السجل األحفوري إىل أن اإلنسان العاقل نشأ من إفريقيا منذ
قبل حنو 45ألف سنة كما حدثت موجة هجرة ثانية لإلنسان احلديث إىل شرق
حنو مئيت ألف سنة .وتبني الد راسات احلديثة للدنا أن اإلنسان احلديث
آسيا من دون أن حيصل ت زاوج السلف الشبيه بالدينوسوڤان.
ت زاوج باإلنسان القدمي يف خضم هجرته داخل إفريقيا ونزوحه خارجها
إىل سائر بقاع العامل القدمي (األسهم ال ــرم ــادي ــة) .وتظهر اخلريطة يف
ومع أن مناقشة عمليات التهجني يف تطور اإلنسان تتمحور عادة حول الت زاوج
األس ــف ــل ع ــدة أن ــواع قدمية -مب ــا يف ذل ــك ن ــوع مت حت ــدي ــده م ــؤخ ـرا على
بني اإلنسان احلديث تشرحييا بالنياندرتال يف أوروبا أو عدة أشكال أخرى قدمية
أساس بيانات حتليل الدنا املأخوذة من عظم إصبع مستحاثة مصدره
يف آسيا ،إال أن فرص الت زاوج الكربى املتاحة كانت يف إفريقيا ،وذلك ألن اإلنسان
ك ــه ــف دي ــن ــس ــوڤ ــا يف س ــي ــري ــا -ك ــم ــا تظهر امل ــن ــاط ــق ال ــي ج ــرى فيها
احلديث عايش األشكال القدمية للبشر ملدة أطول كث ريا .ولسوء احلظ ال يساعد
التهجني احملتمل بني اإلنسان احلديث (القطع الناقص) اعتمادا على
مناخ إفريقيا اإلستوائي وغاباته املطرية ،على احلفاظ على الدنا يف املستحاثات.
بيانات الدنا املتاحة.
ويف غياب مرجعية تعتمد معلومات مأخوذة من دنا قدمي ،فإن الد راسة احلالية
55 54
هجن بشرية هجن بشرية
آخرين ولدى الشيمبانزي تبني أن هذا الدنا يعود إىل الصبغي Yغري املعروف لالحتماالت األخ ــرة تقتصر على حتليل دنا البشر احلاليني يف إفريقيا حبثا عن
من قبل ،تفرع سلفه عن شجرة الصبغي Yقبل أكثر من 300ألف سنة .عندئذ مؤش رات لتهجني قدمي.
قمنا بتفحص قاعدة البيانات لنحو ستة آالف للصبغي Yإلفريقيني ،فوجدنا
تطابقا يف إحدى عشرة عينة كان مجيع أصحاهبا ينتمون إىل منطقة صغرية جدا ومن أجل ذلك َع ِم َل فريقي (املؤلف) يف جامعة أريزونا ،بالتعاون مع <D .J.
يف غرب الكامريون .وقد نُشر هذا االكتشاف يف عدد الشهر 3/2013من الدورية وول> [من جامعة كاليفورنيا يف سان ف رانسيسكو] ،على مجع بيانات تسلسل
األمريكية ،Geneticsوهو يشري إىل أن األصل املشرتك جلميع تنوعات الصبغي الدنا من 61منطقة للجينوم يف عينات من ثالث مجاعات إفريقية تعيش على
Yاحلديثة يعود إىل فرتة أقدم بـ 70%مما مت تقديره من قبل .ووجود هذا الشكل أط ـراف الصح راء ال ــك ــرى .وباستخدام حم ــاك ــاة حاسوبية الختبار ع ــدة أح ــداث
ال ــق ــدمي للصبغي Yيف البشر احل ــال ــي ــن ي ــدل على ح ــدوث هتجني ب ــن اإلن ــس ــان تطورية متنوعة ممكنة ،توصلنا إىل استنتاج ،مت نشره ع ــام ،2011إىل أن هذه
احلديث وإنسان قدمي جمهول اهلوية كان يعيش يف غرب إفريقيا الوسطى. حوت مسامهة جينية من جمموعة بشرية منقرضة وتقدر هذه اجلماعات احلديثة َ
املسامهة بـ 2يف املئة .وق ــد انفصلت تلك اجملموعة القدمية عن سلف اإلنسان
وقد توفرت حديثا أدل ــة أخ ــرى ج ــاءت من السجل األحفوري إلمكانية حدوث احلديث تشرحييا قبل حنو 700ألف سنة ،وجرى الت زاوج بينهما قبل حنو 35ألف
ت زاوج خمتلط يف إفريقيا .فمباشرة بعد نشر نتائجنا يف عام 2011عملت جمموعة سنة يف إفريقيا الوسطى.
من علماء املستحاثات على إعادة حتليل البقايا املوجودة يف املوقع Iwo Eleru
بنيجرييا ،وق ــد تبني أن مس ــات اجلمجمة متثل حالة وسطى ب ــن تلك ال ــي لدى
إن ج ــذور اإلن ــس ــان احل ــدي ــث ال تعود إىل مجاعة سلف واح ــد
اإلنسان احلديث واإلنسان القدمي ،وأن عمرها ال يتجاوز 13ألف سنة ،أي بعد
يف إفريقيا وإمنا إىل مجاعات موزعة يف بقاع خمتلفة من العامل
زمن طويل من ظهور اإلنسان احلديث تشرحييا .وهذه النتائج إىل جانب تلك اليت
القدمي كله.
مت التوصل إليها يف موقع Ishangoجبمهورية الكونغو الدميوق راطية ،تشري إىل
أن مسرية تطور اإلنسان احلديث تشرحييا كانت أعقد مما هي يف أي من النماذج
الطليعية لنشوء اإلنسان احلديث .فإما كان اإلنسان القدمي موجودا إىل جانب
اإلن ــس ــان احل ــدي ــث يف امل ــاض ــي ال ــق ــري ــب ،أو أن مج ــاع ــات بسمات م ــش ــرك ــة ،قدمية وق ــد ظهر م ــؤش ــر جيين آخ ــر ل ــوج ــود اخ ــت ــاط ق ــدمي يف إفريقيا وذل ــك م ــن خالل
وحديثة ،كانت تت زاوج فيما بينها آلالف السنني. دراس ــة سلسلة دن ــا الصبغي Yغ ــر ال ــع ــادي ،مت احل ــص ــول عليه م ــن أمريكي -
إفريقي يعيش يف جنوب كارولينا أرسلت عينة الدنا اخلاصة به إىل شركة توفر
للمستهلك حتليال جينيا مباش را .وقد تبني من التحليل أن هذا الدنا فريد من
نوعه .فمن خ ــال مقارنة التسلسل Yاخل ــاص هب ــذا الشخص وغ ــره ل ــدى بشر
57 56
هجن بشرية هجن بشرية
البيضاء البشرية ( )6()HLAق ــد تنامى ت ــوات ــره عاليا نسبيا ل ــدى اجلماعات إسهامات؟
األوراس ــي ــة نتيجة النتقاء طبيعي إجي ــايب ارتبط ب ــدور تلك اجلماعات يف مقاومة مع أن حتاليل دنا النياندرتال ودنا الدينوسوڤان توفر أدلة إضافية حول إسهام
املمرضات .ورمبا ال داعي لالستغ راب من وجود إسهامات قدمية تضمن جينات اإلن ــس ــان ال ــق ــدمي يف إرث ــن ــا اجل ــي ــي ،إال أن هناك العديد م ــن القضايا والتقدي رات
تعمل على تقوية املناعة .ومن السهولة مبكان تصور أن اكتساب شكل خمتلف احلالية للنسبة املئوية يف جينومنا اليت تنتمي إىل النياندرتال والدينوسوڤان الشبيه
جل ــن متكيف م ــع مقاومة امل ــم ــرض ــات يف بيئات غ ــر إفريقية ق ــد يعود بالفائدة بالبشر تقوم على أس ــل ــوب ال يوفر معلومات كافية ح ــول كيف وم ــى حدث
امل ــب ــاش ــرة على أس ــاف البشر احلاليني ال ــذي ــن ان ــت ــش ــروا يف م ــواط ــن ج ــدي ــدة خ ــارج االختالط .ودراسة ذلك تقتضي تطوير فهمنا الدقيق حلدود مناطق اجلينوم اليت
إفريقيا. جاءت بالفعل من اإلنسان القدمي وحتديد أي من هذه األن ــواع البشرية القدمية
قد أسهمت يف ذل ــك .وأثناء إع ــداد أطروحة الدكتوراه يف خمتربي (املؤلف) اختذ
ويف ضوء هذه األدلة امل رتاكمة حول التهجني بني اإلنسان العاقل احلديث تشرحييا < L .F.مينديز> خطوات هبذا االجتاه متاما .وقد عثر على أدلة قوية على وجود
واإلنسان القدمي يف كل من إفريقيا وخارجها ،مل يعد منوذج االستبدال مقبوال. قطعة من الدنا يف الصبغي 12حتوي اجلني ( STAT2وهو جني يسهم يف خط
فاألنواع البشرية القدمية واحلديثة كانت قادرة على إنتاج هجائن قابلة للحياة. الـم ْم رضات pathogensالڤريوسية) اليت مصدرها إنسان الدفاع األول ضد ُ
وه ــك ــذا ،فاإلنسان القدمي ال ــذي تعرض لالنق راض ك ــان ق ــادرا على ت ــرك بصمته نياندرتال.
اجلينية يف جينوم اإلنسان احلديث .وبعد تبيان ذلك ،يبدو أن جينومات اإلنسان
احل ــايل ه ــي يف معظمها م ــن أص ــل إفريقي وأن إس ــه ــام األن ــواع األوراس ــي ــة (األورو ستساعد الد راسة التفصيلية ملناطق الدنا املوروثة من السلف القدمي على اإلجابة
آس ــي ــوي ــة) أق ــل مم ــا يتنبأ ب ــه ك ــل م ــن ال ــن ــم ــوذج ال ــت ــط ــوري املتعدد املناطق أو من ــوذج عم ا إذا كان اكتساب هذه املكونات اجلينية املختلفة قد وفّ ر فائدة
عن التساؤل ّ
االندماج. تَ َك يفية ما لإلنسان العاقل يف امل راحل الباكرة .وبالفعل ،فإن اجلني STAT2
يوفر منوذجا جذابا ملا يبدو كبديل مفيد دخل جتميعية جينية اإلنسان احلديث.
ومث ــة ع ــدد م ــن الباحثني مييل اآلن إىل من ــوذج <ب ــروي ــر> التهجيين Br?uer?s وهناك حنو 10%من البشر يف أوروبا وآسيا وأقيانوسيا حيملون هذا الشكل اخلاص
،Hybridizationالذي يستصوب حدوث ت زاوج بني اإلنسان العاقل واإلنسان للجني STAT2املوجود يف النياندرتال .ومن املثري لالهتمام أن هذا اجلني يوجد
القدمي اقتصر على حاالت قليلة معزولة .وإنين أوافق على أن مثل هذا الت زاوج يف ميالنيزيا بتواتر يزيد عشر م ـرات على وج ــوده بشرق آسيا .ويشري التحليل
كان نادرا بعد خروج اإلنسان احلديث من إفريقيا ،إال أن القصة ال تنتهي عند إىل أن هذا التواتر املرتفع ناجم عن انتقاء طبيعي natural selectionإجيايب
هذا احلد .فالسجل األحفوري املعقد يشري إىل وجود جمموعات بشرية ذات مسات (وه ــذا ،ألنه ساعد على إجناح التكاثر أو البقيا) أكثر من كونه انتشر مبحض
انتقالية يكتنفها موزاييك منوع وخمتلط م ــن صفات ك ــل م ــن اإلن ــس ــان القدمي الصدفة ،فقد كان مفيدا جلماعات اإلنسان احلديث تشرحييا يف ميالنيزيا.
واحلديث ،وقد عاشت هذه اجملموعات يف نطاق جغ رايف ميتد من املغرب العريب وباملثل ،يبدو أن قسم اً شبه نياندرتايل مبنطقة من اجلينوم يدعى مستضد الكريات
59 58
هجن بشرية هجن بشرية
العديد من احلاالت منافسا لإلنسان احلديث ،إال أنه ال مناص اآلن للعلماء من حىت جنوب إفريقيا يف فرتة زمنية امتدت من 200ألف سنة إىل 35ألف سنة
األخذ بعني االعتبار إمكانية كون كليهما معا مصدر وسر جناح اإلنسان العاقل. ماضية .وبناء على ذلك يتعني علينا ترجيح النموذج الذي يشمل الت زاوج بني
األنواع البشرية أثناء التحول من احلقبة القدمية إىل احلقبة احلديثة .ويُطلق أحيانا
على ه ــذا التحول اس ــم التطور اإلفريقي املتعدد املناطق .ويسمح ه ــذا املشهد
بإمكانية وراثة بعض مسات اإلنسان احلديث من أشكال انتقالية قبل انق راضها.
ويف رأيي ،إن منوذج التطور املتعدد املناطق إضافة إىل منوذج <بروير> التهجيين
املؤلف يفس ران أفضل ما ميكن ،حىت اليوم ،البيانات األحفورية واجلينية.
Michael F. Hammer
<هامر> عامل وراثة اجلماعات ،يف جامعة أريزونا .وهو يدرس أمناط التنوع اجليين وقبل أن يتمكن الباحثون م ــن تقييم ت ــام ملثل ه ــذا النموذج لتشكل اإلنسان
يف اجلماعات البشرية احلديثة هبدف اكتشاف األصول التطورية لإلنسان العاقل. احلديث سنحتاج إىل معرفة أفضل لكود codeالسمات التشرحيية احلديثة وإىل
فك شيفرة decipherتارخيها التطوري .وإن إج راء حتاليل إضافية جلينومات
اإلن ــس ــان القدمي واحل ــدي ــث سيساعد الباحثني على حتديد زم ــن ومكان حدوث
االختالط بشكل دقيق ،وفيما إذا كانت هذه اجلينات القدمية اليت انضمت إىل
العنوان األصلي جتميعية جينية اإلنسان املعاصر ،مفيدة للجماعات اليت محلتها .وهذه املعلومات
HUMAN HYBRIDS ستساعدنا على تقييم فرضية أن التهجني مع مجاعات اإلنسان القدمي اليت كانت
املقال نشر مبجلة ,Scientific Americanو ترجتمه للعربية جملة العلوم متكيفة بشكل جيد مع حميطها احمللي قد أكسبت اإلنسان العاقل مسات مسحت
الصادرة عن دار التقدم العلمي يف الكويت له باهليمنة على العامل .هذا ،وإن التشارك يف اجلينات من خالل التهجني فيما
بني األن ــواع البشرية وال ــذي حي ــدث أحيانا هو إح ــدى الطرق املتاحة ال ــي ينجم
عنها شيء جديد تطوريا يف كثري من احليوانات والنباتات ،فليس من املستغرب
إذن أن يقع الشيء ذاته يف مسرية نوعنا البشري.
وما زال هناك الكثري من األمور اليت مل حتسم بعد ،إال أن هناك شيئا اتضح اآلن:
إن جذور اإلنسان احلديث ال تقتصر على مجاعة بشرية إفريقية واحدة فقط ،بل
عم رت العامل القدمي كله .ومع أن اإلنسان القدمي قد اُعتُِ َب يف
تعود إىل مجاعات ّ
61 60
بطالن االدلة العقلية: بطالن االدلة العقلية
و جنمعهم واحد +واحد حىت نصل اىل ملياران و هذا كما أسلفنا ممل و مكلف
و غري مفيد لذلك احرتعو ا علم احلساب (الرياضيات) و هنا تبدأ االدلة العقلية الدليل :هو شيء ما يستدل به على ذات الشيء أو شيئا» آخر .
و بالتايل فاالدلة العقلية ليس هلا معىن بدون االدلة احلسية التجريبية .
يعين يسأل سائل بالعقل:أليس وجود الطاولة دليل على أن هلذه الطاولة صانع فنقول م ــث ــا» ال ــدل ــي ــل على وج ــود احل ــج ــر ه ــو أن ــن ــا ن ــرى و نلمس ه ــذه احل ــج ــر و
و أن البعر دليل على وجود البعري و يسمي هذا الدليل الدليل العقلي التحليلي نسمع صوت ارتطامها ب ــاالرض أو بأي شيئ آخر و بالتايل الدليل هو شيء و
الرتكييب و هذا صحيح و لكن كيف حللت و ركبت و فككت و بالتايل توصلت معرفة الدليل هو االحساس(الدليل احلسي) به عن طريق احلواس اخلمسة ،النظر
اىل ذلك .هنا يدخل الدليل احلسي التجرييب ليلعب لعبته فمثال» أي شخص مل ،و السمع ،و الشم ،و الذوق ،و اللمس .وهذه احلواس صحيح أهنا تأيت عن
يزر اس رتاليا و ال يعرف الكنغارو فهو ال يعرف كيف يتربز الكنغاروا و ال يعرف طريق االط راف و لكن م راكزها موجودة يف الدماغ فلوال وجود الدماغ فليس هلذه
شكله وال يعرف رائحته و ال يعرف أي شيء عنه و بالتايل مل يكتسب(بالتجربة احلواس أي معىن ،و بالتايل فالدماغ هو الذي حيلل و يستنتج و يستقرئ النتائج
بالدليل احلسي أية معلومات لكي يقوم على أساسها الدليل العقلي ) وبالتايل وه ــذا ه ــو ال ــدل ــي ــل( العقلي ) ول ــك ــن العقل ليس ه ــو ال ــدم ــاغ فقط ف ــال ــدم ــاغ هو
فلو أنه رأى ب راز الكنغاروا فسوف لن يستطيع أن يقول هذا دليل على وجود اآللة اليت حتلل االحاسيس و لكن هذا التحليل يستند اىل معلومات موجودة يف
الكنغارو الدماغ منها موروث ،و منها مكتسب ،املوروث هو كافة االستعدادات للتعلم
و نفس الشيء لو أتينا بانسان من العصر احلجري و أريناه الطاولة مباشرة دون مثل تعلم اللغة تعلم احلركة تعلم املشي تعلم الكالم ،تعلم القفز و السباحة
أن نريه كيفية صنعها لظنها خشبة مثل أي خشبة أخ ــرى مرمية يف االرض و و الكمبيوتر ،تعلم الكذب ،و الصدق ،و االمانة ،واحلرية ،و العبودية ....اخل و
ملا استطاع أن يقول أن هلذه الطاولة صانع النه ال ميلك معلومات مكتسبة من املكتسب معرفة كنه االشياء ،ماهية االشياء ،االلوان ،الروائح االص ــوات...،اخل
االدلة احلسية التجريبية .و بالتايل فاالدلة العقلية ال معىن هلا إن مل تكن مشفوعة ،و أيضا» طرق التحليل طرق الفك و الرتكيب .
باالدلة احلسية التجريبية . الدليل احلسي التجرييب هو أن حتس االشياء حبواسك اخلمسة أو امتداداهتا الصنعية
و من هنا االع رتاض على االدلة العقلية اليت يقول هبا أصحاب االعجاز العلمي يف مثل اجملهر ،التلسكوب ،الكمبيوتر ،الكام ريا ...اخل و الدليل العقلي هو التحليل
القرآن و هي أن وجود الكون دليل على وجود صانع هلذا الكون .عمليا» حنن الذي يقوم به العقل للدليل احلسي فمثال» نقول يف الرياضيات أن 2=1+1حىت
رأينا و تعلمنا و عرفنا -أي بالدليل احلسي التجرييب-كيف تصنع الطاولة لذلك اآلن هذا حتليل و لكن مستقى من التجربة فقد أتينا حبجر مثال» ووضعناه قرب
قلنا أن وجود الطاولة دليل على وجود صانع ولكننا مل نرى كيف أن اهلل أو أية حجر آخر و قلنا أن جمموعهما حج ران أو اتينا بأرنب ووضعناه عند أرنب آخر و
قوة أخرى صنعت الكون أو أكوان أخرى و مل يعلمنا أحد كيفية صناعة الكون قلنا أن جمموعهما أرنبان و نستطيع أن نفعل ذلك حىت أعداد كبرية و لكن ذلك
و كيفية خلقه لكي نستنتج االستنتاج القائل أن وجود الكون دليل على وجود سيكون مكلفا» جدا» و ممال» فلكي نعرف عن طريق (الدليل احلسي التجرييب)
خالق هلذا الكون . ،أن مليار +مليار =2مليار يعين أن نأيت مبلياري أرنب و نضعهم عند بعضهم
63 62
نبضات بن باز ... نبضات بن باز ...
-1العلة االوىل:
ويقولون فيها «اننا نعيش يف كون يعتمد على السبب والتأثري ».ولكن من قال ذلك االعرابي:
(البعرة تدل على البعري ،واألثر يدل على املسري؛ فسماء ذات أبراج،
املستحيل منطقيا ان حنصل على احندار الهنائي من االسباب .يف مرحله ما وأرض ذات فجاج ،وبحار ذات أمواج أفال يدل ذلك على احلكيم اخلبري؟)
فان هذا االحندار جيب ان يتوقف ،ويف هذه املرحله انت حباجه اىل العله االوىل
اليت ليس هلا سبب وهو ما يسمونه اهلل. قاهلا ذلك االع رايب القح ،واختذها املؤمنون من بعده دليال على الفطرة السليمة!
قالوا بالعلة االوىل وان صقل السماء واالرض هبذا الشكل هو دليل على وجود
اهلل.
ان الكون ايل نعيش فيه بدا من حوايل 13.7بيليون سنه .اليهمنا ان كان قد
بدا قبل ذلك بشكل خمتلف سواء كان طاقة ام مادة ام جاذبية اخل ..وهذا
شيء غري معروف ان كان الكون بدأ هكذا او بشكل خمتلف .وان كان له
بدايه فنحن ال نعلم ان كان اهلل هو السبب الوحيد وال نعلم ان كان اهلل عله
اوىل ام ال!
67 66
نبضات بن باز ... نبضات بن باز ...
هناك احتماليه اخرى وهي تواجد عدة اكوان اخرى متفرقة او جمتمعة كلها ان هناك جسيمات اف رتاضية تظهر وختتفي يف الوجود طوال الوقت ،ان فيزياء
يف ك ــون واح ــد .رمب ــا يكون لكل ك ــون منها ثوابته اخل ــاص ــه ،فلو افرتضنا ان الكم توضح ان هناك بالفعل احداث ال اسباب هلا.
هناك اكوان كثرية اذا فالصدفة قد تلعب دورها هنا يف ان يكون هناك كون
واحد على االقل قادر على انتاج احلياه. -2من اتى بقوانني الكون؟:
واالن دعنا ننظر اىل تعريف كلمه اهلل « :ابدي ،العليم ،القوي ،الودود» .اذا الناس تظن ان قوانني الفيزياء توجد خارج نطاق الفيزياء! او اهنا مستمدة من
هل بامكان اهلل ان ينحرف قليال عن هذه الصفات ؟ مع اننا نعلم ان هناك خارج الكون! يف احلقيقة فان الفيزياء احلديثة تنفي هذا ،ان القوانني االساسية
تباينا حديا بسيطا يف ثوابت الكون «املصقول» .ومع ذلك فانه ليس هناك للفيزياء هي مجل رياضية تصف الواقع بطريقة موضوعية.
تباين ح ــدي يف صفات ذل ــك االل ــه التقليدي ،منطقيا ه ــذا يقودنا اىل عدم
تصديق وجود اله يف الكون. -3صقل الكون:
وايضا حيق لنا ان نسأل من الذي صقل اهلل ؟ ان بعض املتدينني يقولون «ان
لو ان هذا الكون قد خلق خصيصا من اجل البشر ،فان حجمه اهلائل هذا الثوابت الفيزيائية السته للكون
وكل تلك السنني اليت مرت قبل ظهور االنسان كانت بال معىن! وهذا ما م ــن املمكن فقط ان تتواجد يف
الجيب ان يظهر من ذلك االله ! نطاق ضيق لتنتج كونا حيتوي
على احلياة وبالتايل ف ــان ه ــذا ال
-4صقل االرض: ميكن ان يكون قد حدث مصادفة
بعض املتدينون يقولون «ان االرض موضوعة يف مكاهنا االم ــث ــل يف النظام وبالتايل فان اهلل هو من احدثه».
الشمسي ( ليست ب ــاردة جدا وال ح ــاره ج ــدا) وبالتايل تقبل احلياة ،وايضا انه فكر يعتمد على لصق كل
فان العناصر على االرض ( الكربون ،االوكسيجني) ايضا يف نسبها السليمة. ما النستطيع تفسريه باهلل .ولكن
ويقولون ان هذا ال ميكن ان حيدث بالصدفة وبالتايل ال بد من وجود اله وضع ه ــذه امل ــق ــول ــه ت ــف ــرض ان ــن ــا نعرف
االرض يف مكاهنا الصحيح ووضع هذه العناصر الكيميائية». ك ــل ش ــيء ع ــل ــى ف ــي ــزي ــاء ال ــك ــون،
وه ــو العلم ال ــذي يكتشف كل
ان هذا تك رار لتفسري كل شيء غامض بكلمه اهلل .هذا الكالم كان ليكون يوم شيئا جديدا ،ق رمبا نكتشف
صحيحا لو ان االرض هي الكوكب الوحيد يف الكون كله .وبالتايل ستكون ي ــوم ــا م ــا ان ه ـ ــذا ال ــك ــون ل ــي ــس
عالمه واضحة. مصقوال على االطالق!
69 68
نبضات بن باز ...
يقول فولتري « :ان كان اهلل غري موجود فال بد من اخ رتاعه» لكن املتدينون هم اول الناس معرفة ان هناك املاليني من الكواكب يف الكون
بن باز
@benbazbuzz
وبالتايل فانه بالصدفة احد تلك الكواكب تيسر له الظروف املناسبه النتاج
احلياة.
بامكانكم ان تتخيلوا خملوقات فضائية وردية اللون وهلا اربع عيون وتتنفس
ثاين اكسيد الكربون على كوكب اخر تؤمن ان كوكبها مصقول وان اهلل هو
من صقله !
على املؤمنني واج ــب صعب وه ــو حماوله اثبات اهلل بطريقة علمية ب ــدال من
مقوالت ذلك االع رايب القح.
71 70
امرأة غامضة امرأة غامضة
الوحش.
مال جسده عن كرسيه ليسقط على األرض ..معه حق ..قبلة عذبة مثل هذه مصطفى تاج الدين موسى
ال يستطيع أي رجل يف العامل أن حيتملها.
أسرع إليه صاحب املقهى وبعض الرواد ,بينما هي تنسل من بينهم لتمشي
وأتأم ل هذه الوجوه البشرية اليت ضاعت مالحمها كدت اختنق وأن ــا أمشي ّ
هبدوئها الغريب حىت الباب ,حيث استدارت لتنظر إىل جاري وكأهنا تودعه,
يف ازدح ــام هذا اليوم ..هربت منها ألدخل هذا املقهى ,مث طلبت من النادل
مث خرجت ..مل أفهم سر ابتسامتها الغامضة.
زجاجة عصري.
قال أحد الذين احننوا على جسد جاري ,وهيئته تدل على أنه طبيب:
لكأسني وأنا أرمق ذباب ةً كسولة كانت تتمشى على سطح طاوليت ,بدت يل
ـــ يبدو أنه قد أصيب بأزمة قلبيّ ة حادة ..لقد مات..
مالحمها واضحة.
عال الكالم والص راخ حول اجلثمان ,أسرعت وأخربت صاحب املقهى بأنه من
شهقت وأن ــا أش ــاه ــد ام ـ ـرأ ًة مجيلة ت ــدخ ــل املقهى لتجلس إىل ط ــاول ـ ٍـة قريبة..
املمكن أن تكون تلك امل رأة قد قتلته .قال يل مندهش اً:
تأملتها مذهوالً ,مل يسبق يل أن شاهدت أمجل منها يف حيايت ,مجاهلا نادر..
املتوف أثار طعنة أو طلقة..
ـــ ال يوجد على جسد ّ مع ابتسامتها الساحرة والغامضة.
زفرت ,مث خرجت من هذه احلانة ,وظللت لساعات أمشي على األرصفة بني
حاولت أن ألفت انتباهها ,استغربت منها ..كانت مشغولة بالنظر وبإعجاب
البشر الذين ال مالمح هلم ..شعرت باجلوع ..فدخلت مطعم اً متواضع اً: ٍ
طاولة عن يساري. إىل جاري على
شهقت وأن ــا أش ــاه ــد امل ـرأة اجلميلة ذاهت ــا ت ــدخ ــل املطعم لتجلس إىل ط ــاول ـ ٍـة
كانت ترمقه بعينيها اللتني تنضحان شهوة وحب.
أمامي.
ما ال ــذي أعجبها هب ــذا البدين البشع؟ .أمرها غامض ه ــذه اجلميلة ,لنصف
هذه املرة انتبهت يل ,ابتسمت هلا خببث فابتسمت يل خببث ,غمزهتا بلطف
ساعة وهي ترمقه دون أن يكرتث هلا.
فغمزتين بلطف ,لعقت شفيت السفلى فلعقت شفتها السفلى.
مهست يف س ــري( :أن ــا مستعد ألن أخ ــس ــر ح ــي ــايت مقابل أن أن ــام معها ليلة
ما أمجلها ! .هذه الليلة سوف أربح سرها وأربح جسدها.
واحدة).
قلت للنادل:
ف ــج ــأ ًة ..هن ــض ــت ع ــن كرسيها وم ــش ــت حن ــو ج ــاري ال ــب ــدي ــن ,ي ــا إهل ــي ك ــم هي
ـــ اجلب زجاجة نبيذ من النوع الفاخر ..وقدمه هلذه السيدة على حسايب..
جريئة! .تلك الشهوة يف عينيها كانت تشتعل ن ــاراً ,عليه اللعنة ..سريره
ـــ عن أي سيدة تتحدث ؟.
سريحبها هذه الليلة.
ـــ هذه السيدة اليت جتلس أمامي..
احن ــن ــت إل ــي ــه لتقرتب بوجهها م ــن وج ــه ــه ,مث قبلته قبلة طويلة ,خ ــيّ ــل يل أنه
ونظر إىل حيث أشرت له بسبابيت.
سيتحول إىل أمري ,كما يف تلك احلكاية القدمية اليت تقبل فيها احلسناء ذلك
ـــ على هذه الطاولة ال يوجد أحد ..إهنا فارغة يا سيدي..
73 72
وذهب وهو يهز ب رأسه ويبتسم.
إيل,
مل أفهم شيئ اً ..بينما هذه امل رأة اجلميلة تنهض عن كرسيها لتمشي هبدوء ّ
ويف عينيها شهوة عارمة.
ٍ
عندئذ ..مثة ذبابة كانت تتمشى على طاوليت ,طارت بعيداً عن هنا.
أسمائي يف املشفى أسمائي يف املشفى
77 76
سراديب اآللهه سراديب اآللهه -القسم األول
فسر جيمس فريدزر(* )2هذا االعتقاد على أنه نتيجة جهل اإلنسان األول
أس ــب ــاب التناسل واإلجن ــاب ال ــي أدت إىل ختصيب فكرة تناسخ احليوانات رنده قسيس
والكائنات من خالل اإلنسان .فالنظرية األوىل لتفسري الطوطم استندت
على مبدأ تبادل األرواح بني اإلنسان وطوطمه ،ليكون احليوان الطوطمي أثر مفهوم الطوطم في نشأة األديان ...حلقة 1
فرداً من أف راد العشرية املنتمي اليها ،و»املقدس» يف آن واحد.
يف هذا املكان املقدس يتم حتديد طوطم الطفل من دون أن يتبع طوطم األم تعد اخل ـراف ــة الينبوع األول للنظام الطوطمي ال ــذي ساهم يف شق الطريق
أو األب ،بل يُنسب إىل طوطم السلف وال ــذي ُي ـ ّدد من خالل النبات أو لإلنسان يف تدجني احليوانات ومن مث الزراعة وال لّ ذي ِن سامها بدورمها يف عملية
احليوان املتعلق مبكان األم عند شعورها بأول عالمات احلمل ،ويعود ذلك، تطور اإلنسان وانتقاله من اإلنسان «الباليوثي» إىل اإلنسان «النيوليثي».
كما ذكر «فريدزر» بسبب جهل قبيلة «األرونتا» لعملية التناسل املرتبطة وهنا ال بد من اإلشارة ،إىل أن اإلنسان «الباليوثي» يف مجيع م راحله كان
بالعملية اجلنسية. صيّ اداً وقاطف اً للفاكهة .وكما يعتقد بعض اختصاصي اآلثار فإن مرحلة
وجد ساالمون رينا (* )3أن النظام الطوطمي قام على أساسني :األول ،وهو القطف واالستفادة من امل ــوارد الطبيعية لعبت دوراً هام اً يف تطور اإلنسان
اح رتام حياة الطوطم ،فقتله ال يتم إال يف ظروف معينة حيث جيتمع أف راد تدرجيي اً ،ويف تأسيس معتقداته البدائية اليت مهدت لتكوين نظام اجتماعي
القبيلة ألكله مجاعي اً مع ممارسة طقوس خاصة تليق به؛ أما األساس الثاين، املؤس سة لنظام اجتماعي تلك اليت ديين .فكانت من تلك املعتقدات اخل رافية و ِ
فهو قائم على حترمي العالقات اجلنسية بني األف راد املنتسبني إىل طوطم واحد ختص عملية احلمل عند األنثى وعملية التكاثر عند احلي وانات والنباتات،
وه ــذا م ــا يلقب بالنظام ال ــ»اي ــك ــزوغ ــام ــي» ال ــذي ينظم العالقات اجلنسية ويعود ذلك لعدم ربط عالقة احلمل عند امل رأة باحلي وانات املنوية لدى الذكر عند
داخ ــل القبيلة ال ــواح ــدة ،كما اعتقد ري ــن ــا أي ــض ـاً أن التحرمي ال ــذي أص ــاب بعض القبائل األس رتالية ،والناشئ بالطبع عن جهل اإلنسان البدائي يف تلك
هذين األساسني ناتج عن مشاعر االح رتام جتاه حياة أف راد العشرية الواحدة احلقبة بعالقة الذكر يف تلقيح البويضة ،وظن البعض منهم آنذاك بوجود
وامت زاجها بشعور االمشئ زاز من رؤية الدم امل ـراق .فالطوطم هو أحد أف راد عالقة تبادلية تربط تكاثر احليوانات والنباتات بعملية احلمل عند امل رأة،
العشرية املتميز واملمتلك لقدرة غامضة (* . )4هلذا مت التعارف على أن لينشأ عن هذا الربط معتقدات خمتلفة .فكان االعتقاد السائد آن ــذاك أن
الطوطمية والنظام االيكزوغامي مها نظامان نابعان من مبدأ واحد خيصان حلظة حصول احلمل م رتافقة مع شعور ينتاب امل رأة عند إحساسها بارتعاش
فرتة زمنية معينة ونتجا عن عملية تطور هليكلة اجلماعة. يف ال ــث ــدي ،ليتوجب عليها أن تستذكر م ــا أكلته أو رأت ــه أو ف ــك ــرت به
اعترب معظم األنرتبولوجيني الطوطم نظام اً عشائري اً أو قبلي اً قائم اً على كنبات أو حيوان يف تلك اللحظة كي يتم نسب الطفل إىل طوطم معني.
79 78
سراديب اآللهه سراديب اآللهه
-------------------------------------- جمموعة م ــن التابوهات ال ــي تتلخص يف ع ــب ــادة معينة م ــن قبل مجاعة ما
* -2أسس جيمس فريدزر فرضياته بناءً على دراسات «سبينسر وجيلني» حليوان يف معظم األحيان ،أو نبات يف حاالت نادرة ،كما ميكن للطوطم
ال ــي أعطت تفس رياً ملنشأ فكرة النظام الطوطمي ،فعند قبائل «ارون ــت ــا» أن يتجلى بعبادة مادة غري حية يف حاالت استثنائية .فما مييز الطوطم عن
االس رتالية اليت كانت األقدم واألكثر بدائية املعروفة لدى األنرتبولوجيني يف الصنم هي تلك العالقه غري احملددة وغري املرتبطة بغرض واحد ،بل مرتبطة
ذلك الوقت .وجد «فريدزر» أن مفهوم الطوطم لدى أف راد هذه القبيلة مرتبط مبجموعة من امل ــواد من خ ــال مفهوم واس ــع .ه ــذه العبادات ال ــي مارسها
مبكان حمدد لديها يسكنها أرواح أسالف القبيلة ،ففي هذا املكان املقدس اإلنسان لصاحل حيوان أو نبات ما ،ولدت من احلقبات البدائية يف مرحلة
ُت ارس الطقوس وحتتفظ بالـ»شورينجا» اليت حتتوي يف معظم األحيان عند الصيد للجماعات ،إال أهنا استمرت مع تطور اجملتمعات لتأخذ أشكاالً متطورة
قبائل الـ»ارونتا» و»لوريتجا» ...على بعض اخلشب أو األحجار املمتلكة عديدة .فنجد ،على سبيل املثال ،أن التابو رافق النظام الطوطمي وتطور معه
من فرد معني أو من مجاعة لتمنح صفة القدسية عليها .وال بد من الذكر حسب تطور النظام االجتماعي ليصبح جزءاً منه ،هلذا جند تغ ريات يف مفهوم
انه متت إضافة بعض الطقوس عليها عند بعض القبائل ،كغناء األناشيد التابو عرب العصور.
واالحتفاالت ...علم اً أن الـ»شورينجا» يف علم النفس التحليلي هلا داللة مر النظام الطوطمي مب راحل متعددة ،ففي مرحلته البدائية اعتمد على اعتبار
رمزية فهي ترمز إىل العضوالذكري كما ذكرها األنرتبولوجي وحملل النفس املوح د ما بني أصل الطوطم املتجسد مبنشأ احلمل والطوطم الوراثي ط ِّ األم ال راب َ
جي زا روهيم .وبعيداً عن رمزية «الشورينجا» جندها تعرب يف طقوسها عن عند حصول حلظة اإلحساس باحلمل امل رتافق بارتعاش الثدي .من هنا تش ّك َل
ارتباط املاضي باحلاضر واملستقبل ،كما أن ممارسة طقوس «الشورينجا» الطوطم الفردي الناشئ من فكرة تبادل األرواح بني اإلنسان وطوطمه .هذه
هتدف إىل اقامة عالقة ملموسة وحمسوسة بني احلاضر واملاضي وأمهية استم راره النظرية القدمية ،من وجهة نظر جيمس فريدزر ،تالمحت وامتزجت مع املفهوم
يف احلاضر. الوراثي األبوي اجلديد لتعطي مفهوم اً جديداً للطوطم.
ميز فريدزر الطوطم إىل ثالثة أن واع:
* -3ري ــن ــا س ــاالم ــون ،ك ــت ــاب ط ــق ــوس وأس ــاط ــر وأدي ـ ــان؛ ف ــص ــل الطوطمية 1ـ طوطم العشرية (* )5الذي ينتقل من جيل آلخر،
وااليكزوغامي صفحة .81-77 2ـ الطوطم املتعلق بالنوع اجلنسي ،أي املنقسم إىل طوطم لإلناث وآخر للذكور.
3ـ الطوطم الفردي واخلاص بالفرد ال واحد واملت وارث عربه.
* -4القوى الغامضة مت تعريفها على أهنا املانا اليت تعد املكون الرئيسي هلذه بينما قسم امييل دوركهيم الطوطم إىل نوعني :الطوطم العشائري والطوطم
القوى اليت ميكن حلاملها لعب دور أساسي ضمن مجاعته ،هلذا مت وصفها الفردي........يتبع
81 80
سراديب اآللهه سراديب اآللهه
من قبل القبائل البدائية على أهنا امتداد ظل حلياة سابقة وأن األموات أو
اآلهلة هم ينابيع املانا ،أي مبعىن آخر نستطيع القول إن املانا وما حتتوي من
قوى تستمد طاقتها من األعداد الالمتنهاية للموتى.
51
37 38
82
االحلاد بني اليوم واالمس االحلاد بني اليوم واالمس
من ــوت ،وحنيا وما حنن مببعوثني)، .ومنهم منكرو البعث ،و اإلع ــادة الذين
أق ــروا بوجود خالق (وض ــرب لنا مثال ونسي خلقه ،قال «من حييي العظام راما فاروسي
وه ــي رم ــي ــم») .ومنهم من أق ـ َّـر بالبعث واإلع ــادة واخل ــال ــق ،ولكنهم رفضوا
قاطع ا وتقربوا لألصنام لتقرهبم من اخلالق. مل تكن منطقة شبه اجلزيرة العربية ،بيئة مهجية تعج بالوثنيني اجلهلة ،كما
رفض ا ً مدعي النبوة بنظرهمً ،
كثريا ،ودخل معهم يف ص راعات كالمية صورها لنا اإلس ــام واملسلمون بالرغم من العصبيات القبلية ،واحل ــروب
ولقد عاىن الرسول من زنادقة مكة ً
كان منطقهم فيها هو الغالب ،وكانوا يردون آيات الق ران للكتب املقدسة، املستمرة إال انه كان للفرد فيها حرية اإلعتقاد مبا يشاء؛ طاملا انه ال ميس
واألساطري القدمية ،وكان أخطرهم النضر بن حارث الذي كان ميثل الطبقة القبيلة وأهلتها بإسته زاء أو أذى .فكانت تعيش يف شبه اجل ــزي ــرة قبائل
املثقفة ،و املتمدنة بقريش يف ذلك الوقت اليت رفضت ما جاء به حممد مجلة نص رانية ويهودية وقلة من الصابئة واجملوس ،باإلضافة إىل ملحدي العصر
و تفصيال .وق ــد ك ــان على سفر دائ ــم وإط ــاع على الثقافات ،والديانات الوثين والزنادقة .ولطاملا كانت شبه اجلزيرة موطنً ا ألنبياء بشروا بدعواهتم،
يك حملمد أن جياريه وغالبً ا ما كان الناس يرتكون مساع تالوة األخ ــرى فلم ُ وم ــض ــوا ..وبعضهم ق ــد ذك ــر يف ال ــق ــرآن ،وق ــد ق ــال أب ــو ال ــع ــاء امل ــع ــري ،عن
علم ا ،ومعرفة إدعاء البعض بالنبوة يف اجلاهلية( :مل تكن العرب تقدم على هذه العظائم
القرآن ،ويفضلون حديث بن ح ــارث ال ــذي أثبت انه أكثر ً
جهدا لتصفيته بوحشية وأقوى حجة من نيب اهلل ،لذا مل يدخر النيب حممد ً واألمور غري النظائم ،بل كانت عقوهلم جتنح إىل رأي احلكماء ،وما سلف
يف إحدى الغزوات .وبعد تطاول النيب املستمر على سادة قريش وآهلتهم، من كتب القدماء ،إذ كان أكثر الفالسفة ال يقولون بنيب ،وينظرون إىل
إضطر للهجرة ليتمكن من مجع حلفاء جدد ،وذهب ليثرب اليت كانت تعج من زع ــم ذل ــك بعني ال ــغ ــي) .ون ــظ ـًـرا إلعتياد العرب على مدعيي النبوة مل
باليهود يف ذلك الوقت ،وعقد هدنة معهم سرعان ما نقضها وبدأ بتكفريهم تلق دعوة حممد بعد جتاوزها مرحلة السرية معارضة من قبيلة بين قريش،
يف السور املدنية( ،ومن يتبع غري اإلسالم دينً ا لن يقبل منه) ،وبدأت األوامر خصوص ا أهنا كانت تقتصر يف أوهلا على آيات البعث ،والنشور ،والوعيد، ً
بتصفيتهم وك ــان ذل ــك أول تطهري عرقي على أس ــاس دي ــي يف ت ــاري ــخ شبه والرفق ،باملساكني ،والدعوة للتفكر باخلالق والطبيعة ،ورغ ــم إنزعاجها
اجلزيرة .خالل الص راعات بني املعسكرين القريشي واحملمدي ،وحينها كان خلروجه بأتباعه إىل الشعاب ،وال ــص ــاة هبم بطريقة خارجة على أع ـراف
ممثل للدفاع
الشعر هو األداة األبرز يف تلك احلرب ،وكان حسان بن ثابت ً قريش ،إال أهنا تركته ،وصحبه ومل تبدأ بالرد عليهم إال بعد أن بدأ يستخف
عن حممد ،وقرآنه يف وجه أشعار الزنادقة ،واملستهزئني واملكذبني له ،وبعد بآهلة قريش ،وأسيادها علنً ا .وكان أخطر خصوم النيب حممد الفكريني يف
فتح مكة بدأ عصر جديد قضى على مجيع أشكال التعددية الدينية ،واحلرية ذلك الزمان ،من امللحدين هم ماديو العصر الوثين ،وك ــان منهم منكرو
الفكرية يف تلك الصح راء ،وبدأ عصر حممدي حيارب العقل والفكر واملنطق اخللق والبعث واإلع ــادة .ذكرهم القرآن بقوله( :إن هي إال حياتنا الدنيا
85 84
االحلاد بني اليوم واالمس االحلاد بني اليوم واالمس
وحيكم حبد السيف وبشريعة القرآن ،فقد أمر بقطع رأس كل من استهزأ
بالنيب فور فتحه مكة ،مما أمخد صوت الزنادقة يف تلك الفرتة .عاد الزنادقة
للظهور يف م ـراح ــل الح ــق ــة يف العصور اإلس ــام ــي ــة ،وك ــان أغلبهم فالسفة
وشع راء يتغنون بأيام اجلاهلية ويناقشون وجود اإلنسان ،وفنائه متحدِّين
احلكم اإلسالمي .وقد تعزز تيار الزندقة بدخول جنسيات وثقافات خمتلفة
نوع ا من التهديد الفكري يف حظرية احلكم اإلسالمي وأصبحوا يشكلون ً
يف العصر العباسي ،مما إضطر اخلليفة املهدي إىل إنشاء ديوان امسه ديوان
الزنادقة مجع فيه أثارهم ،وأمر مبالحقتهم وقتلهم إن مل يتوبوا! أمر اخللفاء
ورج ــال الدين عرب العصور ب ــإب ــادة مجيع آث ــاره ــم النثرية ،ومل يبق منها إال
وأم ــا آثارهم الشعرية فهي تتعرض مقتطفات بكتب الدين للرد عليهاَّ ،
لإلتالف حىت يومنا هذا ،على يد قوى اإلسالم السياسي اليت ال تريد ألي
ثقافة خمالفة هلا أن تنتشر بني الناس .إن زنادقة األمس هم ملحدو اليوم،
وما زالوا يتعرضون لنفس املالحقة والتضيق ،ومعظم مفكريهم املعاصرين
إنتهوا إىل القتل أو النفي
51 86
خمطوطات القرآن املكتشفة التتطابق خمطوطات القرآن املكتشفة التتطابق
بأكثر من مئة سنة .ال يوجد أي دليل يف اآلثار القدمية على وجود النسخة
القرآنية اليت نقحها وأصدرها اخلليفة عثمان ابن عفان: راما فاروسي
Martin ;154-140 .pp ,1989 ,Gilchrist, Jam’ al-Qur’an
,1976 ,Lings and Yasin Hamid Safadi, The Qur’an أكتشفت أقدم اقتباسات قرآنية على عمالت أثرية قدمية كانت متداولة يف
17-11 .pp عام 685م ،ويف املسجد األقصى الذي بناه عبد امللك بن مروان يف القدس
يف 691م ( .)18 .p ,1977 ,Crone-Cookختتلف هذه االقتباسات
أقدم املخطوطات القرآنية هي اآليت: القرآنية كث ريا عن النص القرآين املتداول يف العصر احلايل .إستنتج فان برشم
.1خمطوطة مسرقند (مبكتبة تشقند ،أزخبستان) .حتتوي هذه املخطوطة فقط وجرومان بعد دراسات تفصيلية ألقدم نقوش وكتابات يف املسجد األقصى
على أج زاء غري كاملة من 42سورة—من سورة البقرة 2إىل سورة الزخرف أهنا ختتلف كث ريا عن القرآن احلايل يف تصريف األفعال ويف تركيب اجلمل
.43حتتوي على آيات قرآنية ختتلف عن النصوص القرآنية احلالية ومعانيها كما أهنا حتذف بعض ما حيتويه قرآن اليوم:
()67 .Brother Mark, A Perfect Qur’an, p ,1977 Crone-Cook ;74 .p ,1983 ,Cook, Muhammad
.2خمطوطة توبكايب (مبتحف توبكايب باستانبول ،تركيا) .غري مسموح ,1927 ,see Van Berchem, part two, vol. ii ;168-167 .pp
للخ رباء بتصوير ودراسة هذه املخطوطة. and Grohmann’s Arabic Papyri form 217-215 .pp
هذين املخطوطتني مكتوبتني باخلط الكويف الذي أستخدم يف أواخر القرن 72 .Khirbet el-Mird, no
الثامن م ،.ومل يكن مستخدما يف مكة واملدينة يف القرن السابع م:.
(,Martin Lings and Yasin Hamid Safadi, The Qur’an أق ــدم شاهد غري إسالمي لكتاب يدعى ال ــق ــرآن يرجع إىل منتصف القرن
)17 ,13-12 .pp ,1976 الثامن م .بني رجل عريب وراهب من بيت هيل (.)6f .pp ,1915 Nau
كتبت هذان املخطوطتان يف أواخر القرن الثامن أو أوائل القرن التاسع م،. لكن هذا الشاهد ال يصف حمتويات الكتاب .ليست لدينا أية خمطوطات
أي أكثر من 150سنة بعد إصدار النسخة العثمانية املزعومة للقرآن: قرآنية كاملة من القرن السابع م:
(.)147-144 .pp ,1989 ,Gilchrist, Jam’ al-Qur’an (,A. Schimmel, Calligraphy and Islamic Culture
.3خمطوطة قرآنية مكتوبة باخلط املائل ال ــذي كان مستخدما يف احلجاز )4 .p ,1984
(ب ــامل ــت ــح ــف ال ــري ــط ــاين ب ــل ــن ــدن ،ب ــري ــط ــان ــي ــا) .حب ــس ــب د .م ــارت ــن لنجز (مي ــارس يف الواقع ،معظم املخطوطات ألج زاء من القرآن قد ُك تبت بعد موت حممد
89 88
خمطوطات القرآن املكتشفة التتطابق خمطوطات القرآن املكتشفة التتطابق
ال تشري األدل ــة األثرية إىل وج ــود نص ق ــرآين قانوين مشابه للقرآن احل ــايل يف
القرن السابع م .كما أن علماء اآلثار مل يعثروا على أية خمطوطات ألج زاء
من أي حديث مكتوبة يف املائة سنة اليت تلت موت حممد.
andy
من صفحة
https://www.facebook.com/ProphetsAreFakes
91 90
ســــورة مـــن مثلـــــه ســــورة مـــن مثلـــــه
التحدي الوحيد الذي يتبجح به املسلمني أتو سورة من مثله و لكن امسعوا
ض ْوهُ َولِ يـَ ْق َِتفُوا َم ا ُه ْم ِ ِ ِ
ين َل يـُ ْؤم نُ و َن بِ ْالَخ َرِة َول يـَْر َ َ
{ولِت ص غ ى إِلَ ي ِه أَفْ ئِ َدةُ الَّ ِ
ذ ََ َْ ْ بعدما حتدى كاتب القرآن بسورة ماذا حدث
ورٍة ِم ْن ِم ثْ لِ ِه َو ْادعُ وا ُش َه َداءَ ُك ْم ب ِمَّا نـ َّزلْ نَ ا َع لَ ى َع ْب ِدنَا فَ أْتُوا بِ ِ
ُم ْق َِتفُو َن} -األنعام ()113 ُ َس َوإ ْن ُك ْن تُ ْم ِف َريْ ٍ َ
مث اهتم الشع راء بأخذ الشعر من الشياطني اليت تسرتق السمع ني البقرة ()23 ون ال لَّ ِه إِ ْن ُك ْن ت م ِ ِ ِم ن د ِ
ص ادق َ ُْ َ ْ ُ
ني ه ل أُنـ بِّ ئُ ُك م ع لَ ى م ن تـ نـ َّز ُل َّ ِ
الش يَ اط ُ َ ْ َ ْ َ َ ََ و ملا أتوه بسورة من مثله ماذا قال كاتب القرآن ،رفع التحدي إىل عشرة سور
اك أَثِي ٍم تـ نـ َّز ُل ع لَ ى ُك ِّل أَفَّ ٍ اس تَ طَ ْع تُ ْم ِم ْن نِ م وا ع اد
ْ و اتأَم يـ ُق ولُو َن افـ تـ راه قُل فَ أْتُوا بِع ْش ِر س و ٍر ِم ثْ لِ ِه م ْف تـ ري ٍ
ََ َ َ ْ ُ ُ ََ َ َ َ َُ ْ ََ ُ ْ ْ َ
الس ْم َع َوأَ ْك ثـَُر ُه ْم َك ِاذبُو َن ِ ِ ِ ِ
يـُْل ُق و َن َّ ني هود ()13 ص ادق َ ُدون ال لَّ ه إِ ْن ُك ْن تُ ْم َ
الش َع َراء يـَتَّ بِ عُ ُه ُم الْ غَ ُاوو َنَو ُّ و ملا ج ــاؤوه بعشرة سور بدأ التهديد و الوعيد ملن يكتب سور و آيات من
يم و َن هأَ َلْ تـَر أَنـَّ ُه م ِف ُك ِّل و ٍاد يَ ِ مثله
ُ َ َ ْ
َوأَنـَّ ُه ْم يـَ ُق ولُو َن َم ا ال يـَ ْف َع لُ و َن اب بِأَيْ ِدي ِه ْم ُثَّ يـَ ُق ولُو َن َه َذا ِم ْن ِع ْن ِد ال لَّ ِه لِ يَ ْش تـَُروا
َ ت
َ فـ وي ل لِلَّ ِذين ي ْك تُ ب و َن الْ ِ
ك ََ ُ ٌ ََ ْ
مث ختمها مبهزلة يف سورة األع راف و قال أن أحدهم و احلديث يف الرواية و ت أَيْ ِدي ِه ْم َو َويْ ٌل َلُ ْم ِمَّا يَ ْك ِس بُ و َن البقرة ()79 ِ
يل فـََويْ ٌل َلُ ْم مَّا َك تَ بَ ْ بِ ِه َثَنً ا قَ لِ ً
ال رتاث عن أمية بن أيب الصلت أن اهلل أتاه من آياته و لكنه انسلخ منها
الش ْي طَا ُن فَ َك ا َن{واتْ ُل َع لَ ْي ِه ْم نـَبَ أَ الَّ ِذي آَتـَيـْنَ اهُ آَيَاتِنَ ا فَ انْ َس لَ َخ ِم نـْ َه ا فَ أَتـْبـَ َع هُ َّ َ و ملا كانت بالغة الذين يكتبون الشعر و النثر الديين عالية و متمكنة امسع
ين} -األع راف ()175 ِ
و ا غ
َ ل
ْ ا ن ِ
م ماذا قال حممد
َ َ
ض َواتـَّــبَ ـ َـع َه ـ َـواهُ فَ َم ثـَلُ هُ َك َم ثَ ِلَخ لَ َد إِ َل ْالَْر ِ ِ ِ ِ
{ولَ ـ ْـو ش ئـْنَ ا لَ َرفـَ ْع نَ اهُ بَا َولَ ك نَّهُ أ ْ اب َوَم ا ُه َو اب لِتَ ْح س ب وه ِم ن الْ ِك تَ ِ وإِ َّن ِم نـْه م لَ َف ِري ًق ا يـ ْل وو َن أَلْ ِس نَ تـ ه م بِالْ ِك تَ ِ
َ َُ ُ َ َُ ْ َُ ُْ َ
ين َك َّذبُوا ِ َّ ِ ِ ِ ِ
ب إِ ْن َْت م ْل َع لَ ْي ه يـَْل َه ْ الْ َك ْل ِ اب ويـ ُق ولُو َن ه و ِم ن ِع ْن ِد ال لَّ ِه وم ا ه و ِم ن ِع ْن ِد ال لَّ ِه ويـ ُق ولُو َن ع لَ ى ال لَّ هِ ِ ِ ِ
ك َم ثَ ُل الْ َق ْوم ال ذ َ ث َذل َ ث أ َْو تـَتـُْر ْك هُ يـَْل َه ْ َ ََ ََ ُ َ ْ َُ ْ ََ َت ك ل
ْ ا ن
َ م
ص لَ َع لَّ ُه ْم يـَتـَ َف َّك ُرو َن} -األع راف ()176 ِ بِآَي اتِ ب َو ُه ْم يـَ ْع لَ ُم و َن آل عم ران ()78 ِ
َ َ ص ق
َ ل
ْ ا ص ص
ُ ق
ْ ا ف
َ ا ن
َ َ الْ َك ذ َ
هذا هو قرآنكم يا مسلمني و هذا هو حتديكم إذا كانت بالغة القرآن فارقة ملاذا حيسب الناس أن الشعر املكتوب من عنذ
كائن خ رايف
Lydia Slimani و تواصلت مهازل كاتب القرآن يف حربه ضد الذين يكتبون ال رتاتيل و الشعر
الديين يف قوله
ض ُه ْم إِ َل ِ ـس و ِْ ِ ِ ـك ج ع ْل نَ ا لِ ُك ِّل نَـِـي ع ـ ُـد ًّوا َش ي ِ {و َك ـ َذلِ
ال ـ ِّـن يُوح ي بـَ ْع ُ َ ـ ن
ْ ال
ْ ني
َ َ اط ٍّ َ ََ َ ـ َ
ك َم ا فـَ َع لُ وهُ فَ َذ ْر ُه ْم َوَم ا يـَ ْف تـَُرو َن} - ورا َولَ ْو َش اءَ َربُّ َ ِ بـَ ْع ٍ
ف الْ َق ْول غُ ُر ً ض ُز ْخ ُر َ
األنعام ()112
93 92
أصنام ( املسلمني) أصنام ( املسلمني)
البشرية تسري بتاريخ زمن العوملة ..حىت ( الفيسبوك ) الذي يستخدمه ملى حممد
جتار الدين حيمل التاريخ امليالدي ..أين ذهبت حضارتكم يا أحفاد
النخيل ..من أحرقها و حيرقها؟!
احلزن» حيضنين كقوقعة سلحفاة ما زال (احلظ ) يسبقها..حيميين من
حول األذكياء شجرة امليالد إىل رمز ديين ( مسيحي) مع أهنا موجودة من ّ مفاجآت أتت و أخرى مل ِ
تأت.. ْ
العصور الوثنية ،و يف سياق حكاية قدمية تشبه قصة « عيد األضحى»
عند املسلمني ..أ ِ كربت فجأة؟!هل تعلم يا صديقي ملَ ُ
حمل الدم
ّ اجلميل الرمز حل
ّ و اإلنسان األضحية ت
ْ ذ
َ ُنق ألنين فقدت القدرة على اق رت ِ
اف (الدهشة).. ُ
ليعطي فكرة مجيلة عن املعتقد...
لست أبداً بذلك النقاء.. أجل ُ
سريع كأرنب..و صفعات األصدقاء ما فر خوف اً من قوقعيت ٌ احلب الذي ّ
يف املقابل قام كثريٌ من املعاقني حبرق الشجرة باسم ( اإلسالم) و حترمي
عادت تعين زمن اً للبكاء..
وضعها يف بيوت املسلمني ليصنعوا من ذلك قضية تافهة جديدة تشغلهم ٍ ِ
بسماء و كث ٍري أكتف من األحالم ..طريقي الطويل ال ي زال يعدين لكنين مل
حولوا حكاية « عيد األضحى» عن قضايا مصريية جتاهلوها ..متام اً كما ّ من الفصول يسكنها الربيع حىت يف الشتاء...
إىل أصابع مغمسة بالدم...
من «حب آخر» « ..ملى حممد».
الشجرة اليت دلّت على ذكاء اإلنسان و قدرته على خلق عامل أمجل..
اكتشفت منذ زمن أن احلياة أقصر من االستسالم للفشل ،و أطول من ُ
هتارمز
شجرة السرو بعنفواهنا و مشوخها ،بتحديها للصقيع و دوام خض ر ٌ النجاح مهما كرب..
مجيل جيمع مجيع من يؤمن بأن « اهلل» وضعنا على هذه األرض لنعمرها
و أننا كث رياً ما نتبع عادات األجداد من غري تفكري فنفشل ألننا مل خنرت
باحلب و العلم بغض النظر عن األديان ..الطوائف ..القوميات ..و
طريقنا بأنفسنا بل ورثنا القدرة على اختيار ذات العادات..
الكماليات األخرى.
إذا أردنا أن نكون على قدر ( العقل) جيب أن نستخدمه يف كثري من
« املسلمون» احلقيقيون اليوم مسؤولون عن تطهري « اإلسالم» من عبدة
املوروثات:
األصنام ..ح ّد السيوف ..و إرهاب الثقافة و العمائم ..مسؤولون عن نشر
مثل « النقاب» ..و « شجرة امليالد»...
احملبة ..السالم ..و كل الصفات اليت يقولون أهنا عماد الدين السليم...
***************
95 94
اسطورة Pegasusاليونانية و براق حممد الطائر اسطورة Pegasusاليونانية و براق حممد الطائر
- 1أن رس ــول اهلل صلى اهلل عليه وسلم رأى عندها بنات لعب ،ورأى بينهن
فرسا له جناحان من رقاع ،فقال :ما هذا الذي أرى وسطهن ؟ قالت :فرس ،
قال :وما هذا الذي عليه ؟ قالت :جناحان ،قال :فرس له جناحان ؟ قالت :
أما علمت أن لسليمان خيال هلا أجنحة ؟ قالت :فضحك حىت بدت نواجذه
اسطورة Pegasusاليونانية او احلصان اجملنح و ال ــي اقتبسها االشوريني
ال راوي :عائشة احملدث :أمحد شاكر -املصدر :مسند أمحد -الصفحة أو الرقم:
والف راعنة والزرادشتيني وكذا فعل حممد !
264/14
اي ان حممد كان اخر من يستخدم هذه االسطورة
خالصة حكم احملدث :إسناده صحيح
مسعت ايها املسلم ؟؟ اسطورة اي اهنا خيال وليست حقيقة
- 2ق ــدم رس ــول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،م ــن غ ــزوة تبوك – أو خيرب – ويف
http://en.wikipedia.org/wiki/Pegasus
سهوهتا سرت ،فهبت ريح فكشفت ناحية السرت ،عن بنات لعائشة – لعب –
http://en.wikipedia.org/wiki/Lamassu
فقال :ما هذا يا عائشة ؟ قالت :بنايت ! ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع
،فقال :ما هذا الذي أرى وسطهن ؟ قالت :فرس ،قال :وما هذا الذي عليه
لقد غار حممد من هرقل إبن زيوس فسرق األسطورة وحبكها على حسب
؟ قالت :جناحان ،قال :فرس له جناحان ؟ قالت :أما مسعت :أن لسليمان
عقول البُ سطاء !
خيال هلا أجنحة ؟ قالت :فضحك حىت رأيت نواجذه
و العديد من األساطري امل شاهبة هلذه األسطورة ،يكفي كتابة الفرس الطائر
ال راوي :عائشة احملدث :األلباين -املصدر :صحيح أيب داود -الصفحة أو الرقم: أو اخليل الطائر يف أي ُ
لغة من لغات العامل و ستظهر لكم أساطري كثرية تعود
4932
آلالف السنني قبل حممد !
خالصة حكم احملدث :صحيح
- 3قدم رسول اهلل -صلى اهلل عليه وسلم -من غزوة تبوك – أو حنني -؛ ويف
ختيّ ل ع ــزي ــزي ال ــق ــارئ أن تُشاهد شخص يقول ل ــك :ال ــب ــارح ــة لي الً ذهبت
سهوهتا سرت ،فهبت الريح فكشفت ناحية السرت عن بنات لعائشة – لعب ، -
للسماء على ظهر حصان له أجنحة ! ماذا سيكون موقفك ؟! ستضحك
فقال :ما هذا يا عائشة ؟ ! ،قالت :بنايت ،ورأى بينهن فرسا له جناحان من
ح ــى تُــب ــان ن ــواج ــذك كما ضحك حممد رس ــول ال ــع ــرب ؟! نعم بكل تأكيد
رقاع ،فقال :ما هذا الذي أرى وسطهن ؟ ! ،قالت :فرس ،قال :وما هذا الذي
ستضحك ؛ فهل يوجد أحصنة تطري ؟! أطارت العقول حىت تُص ّدق هكذا
عليه ؟ ! ،قالت :جناحان ،قال :فرس له جناحان ؟ ! ،قلت :أما مسعت أن
ختريف ؟! حىت الرسول ضحك على هذه اخلُرافة قبل أن يتبىن فكرة ُم شاهبة
لسليمان خيال هلا أجنحة ؟ ! قالت :فضحك ،حىت رأيت نواجذه
هلا /لنق رأ :
ال راوي :عائشة احملدث :األلباين -املصدر :ختريج مشكاة املصابيح -الصفحة
لنق رأ :
أو الرقم3201 :
97 96
اسطورة Pegasusاليونانية و براق حممد الطائر اسطورة Pegasusاليونانية و براق حممد الطائر
فربطته باحللقة ال ــي يربط به األنبياء .ق ــال ،مث دخلت املسجد فصليت فيه خالصة حكم احملدث :إسناده صحيح
ركعتني .مث خرجت .فجاءين جربيل عليه السالم بإناء من مخر وإناء من لنب . إذن القصة ُم ضحكة كما ضحك عليها حممد رسول العرب ! فهل سيعتب
فاخرتت اللنب .فقال جربيل صلى اهلل عليه وسلم :اخرتت الفطرة .مث عرج بنا علينا املؤمنني إن ضحكنا على بُراقهم الطائر ال ــذي طار مبحمد للسماء
إىل السماء .فاستفتح جربيل فقيل :من أنت ؟ قال :جربيل .قيل :ومن معك السابعة ؟!
؟ قال :حممد .قيل :وقد بعث إليه ؟ قال :قد بعث إليه .ففتح لنا .فإذا أنا
بآدم .فرحب يب ودعا يل خبري .مث عرج بنا إىل السماء الثانية .فاستفتح جربيل الرواية بلسان محمد
عليه السالم .فقيل :من أنت ؟ قال :جربيل .قيل :ومن معك ؟ قال .حممد حمم د ذات يوم ي ّدعي أنهُ طار للسماء السابعة على فرس ُم نّ ح ويصفه وقف ّ
.قيل :وقد بعث إليه ؟ قال :قد بعث إليه ؟ ففتح لنا .فإذا أنا بابين اخلالة لنا مسلم يف صحيحه قائ الً :دابة أبيض يقال له ال رباق .فوق احلمار ودون
عيسى بن مرمي وحيىي بن زكريا صلوات اهلل عليهما .فرحبا ودعوا يل خبري .مث البغل .يا سالم!
عرج يب إىل السماء الثالثة .فاستفتح جربيل .فقيل :من أنت .قال :جربيل كيف ضحك ساخ راً على خيول سليمان الطائرة كما تقول الطفلة عائشة
.قيل .ومن معك ؟ قال :حممد صلى اهلل عليه وسلم .قيل :وقد بعث إليه ؟ أم املؤمنني وبعدها أخرتع نفس القصة ؟!
قال :قد بعث إليه .ففتح لنا .فإذا أنا بيوسف صلى اهلل عليه وسلم .إذا هو لنق رأ القصة :
قد أعطي شطر احلسن .فرحب ودعا يل خبري .مث عرج بنا إىل السماء ال رابعة . َس ـ َـرى بِ َع ْب ِد ِه لَ ْي ًل ِم ـ َـن الْ َم ْس ِج ِد ْ
الَ ـ َـر ِام إِ َل ْ أ ي يقول القرآن ﴿ :س ب ح ا َن الَّـ ِ
ـذ ُْ َ
الس ِم يع الْ ب ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِِ
فاستفتح جربيل عليه السالم .قيل :من هذا ؟ قال :جربيل .قيل :ومن معك ص ريُ) ص ى الَّذي بَ َار ْك نَ ا َح ْولَ هُ ل نُ ِريَهُ م ْن آَيَات نَ ا إنَّه ُه َو َّ ُ َ الْ َم ْس ج د ْالَقْ َ
؟ قال :حممد .قال :وقد بعث إليه ؟ قال :قد بعث إليه .ففتح لنا فإذا أنا .يُسميها املسلمني اإلس ـراء هي رحلة قام هبا حممد على ال ـراق [ احلصان
بإدريس .فرحب ودعا يل خبري .قال اهلل عز وجل { :ورفعناه مكانا عليا } [ الطائر ] مع جربيل ليال من بلده مكة إىل بيت املقدس يف فلسطني ،وأنه انتقل
/ 19مرمي /آية ] 57مث عرج بنا إىل السماء اخلامسة .فاستفتح جربيل .قيل بعد من القدس يف رحلة مساوية بصحبة جربيل أوحسب التعبري اإلسالمي
من هذا ؟ قال :جربيل .قيل :ومن معك ؟ قال :حممد .قيل :وقد بعث إليه عرج به إىل املآل اآلعلى عند سدرة املنتهى أي إىل أقصى مكان ميكن الوصول
؟ قال :وقد بعث إليه .ففتح لنا .فإذا أنا هبارون صلى اهلل عليه وسلم .فرحب إليه يف السماء وعاد بعد ذلك يف نفس الليلة.
ودع ــا يل خبري .مث ع ــرج إىل السماء السادسة .فاستفتح جربيل عليه السالم . طبع اً مىت حدثت القصة ؟ ال أحد يعلم كالعادة إختالف فقيل :قبل اهلجرة
قيل :من ه ــذا ؟ ق ــال :جربيل .قيل :وم ــن معك ؟ ق ــال :حممد .قيل :وقد بسنة ،وقيل :بثالث سنني ،وقيل :خبمس سنني !
بعث إليه ؟ قال :قد بعث إليه .ففتح لنا فإذا أنا مبوسى صلى اهلل عليه وسلم يقول حممد :
.فرحب ودعا يل خبري .مث عرج إىل السماء السابعة .فاستفتح جربيل .فقيل : « أتيت ب ــال ـراق ( وه ــو داب ــة أبيض طويل ف ــوق احلمار ودون البغل .يضع
من هذا ؟ قال :جربيل .قيل :ومن معك ؟ قال :حممد .قيل .وقد بعث إليه حافره عند منتهى طرفه ) ق ــال ،فركبته حىت أتيت بيت املقدس .ق ــال ،
99 98
اسطورة Pegasusاليونانية و براق حممد الطائر اسطورة Pegasusاليونانية و براق حممد الطائر
؟ قال :قد بعث إليه .ففتح لنا .فإذا أنا بإب راهيم صلى اهلل عليه وسلم ،
مسندا ظهره إىل البيت املعمور .وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك
ال يعودون إليه .مث ذهب يب إىل السدرة املنتهى .وإن ورقها كآذان الفيلة .
وإذا مثرها كالقالل .قال ،فلما غشيها من أمر اهلل ما غشي تغريت .فما
أحد من خلق اهلل يستطيع أن ينعتها من حسنها .فأوحى اهلل إيل ما أوحى .
ففرض علي مخسني صالة يف كل يوم وليلة .فنزلت إىل موسى صلى اهلل عليه
وسلم .فقال :ما فرض ربك على أمتك ؟ قلت مخسني صالة .قال :ارجع
إىل ربك .فاسأله التخفيف .فإن أمتك ال يطيقون ذلك .فإين قد بلوت بين
إس رائيل وخربهتم .قال ،فرجعت إىل ريب فقلت :يا رب ! خفف على أميت
.فحط عين مخسا .فرجعت إىل موسى فقلت :حط عين مخسا .قال :إن
أمتك ال يطيقون ذلك فارجع إىل ربك فاسأله التخفيف .قال ،فلم أزل أرجع
بني ريب تبارك وتعاىل وبني موسى عليه السالم حىت قال :يا حممد ! إهنن مخس
صلوات كل يوم وليلة .لكل صالة عشر .فذلك مخسون صالة .ومن هم
حبسنة فلم يعملها كتبت له حسنة .فإن عملها كتبت له عش را ومن هم
بسيئة فلم يعملها مل تكتب شيئا .فإن عملها كتبت سيئة واحدة .قال :
فنزلت حىت انتهيت إىل موسى صلى اهلل عليه وسلم فأخربته .فقال :ارجع
إىل ربك فاسأله التخفيف .فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فقلت :قد
رجعت إىل ريب حىت استحييت منه « .
ال راوي :أنس بن مالك احملدث :مسلم -املصدر :صحيح مسلم -الصفحة
أو الرقم162 :
خالصة حكم احملدث :صحيح
andy
من صفحة
https://www.facebook.com/ProphetsAreFakes
101 100
فصل من كتاب "التارو فى روح الزن" فصل من كتاب "التارو فى روح الزن"
لوحده. اع ــت ــادت ع ــل ــي ــه ف ــق ــد ق ــام ــوا بتنشئته
االسد الكبري مل يصدق عينيه وجرى م ــن ــذ ان ك ــان ش ــب ــل .ب ــال ــرغ ــم م ــن ان ــه فصل من كتاب (vلعبة الحياة) للمتأمل أوشو
خلف احل ــش ــد ،طبيعى ك ــل اخل ـراف ك ــان خ ــروف غ ــري ــب الشكل ولكنه
ب ــدأت ىف اجل ــرى م ــع إح ــداث صوت بالنسبه هلم كان خروف .ألنه اعتاد التشريط (بمعنى العالمات لكل شخصية)
اخل ـراف وقت الفزع واألس ــد الصغري اك ــل احلشائش ال ــى ع ــادة ال يأكلها
أخ ـ ــذ ىف اجل ـ ــرى اي ــض ــا م ــع إح ـ ــداث األس ـ ــود .ف ــاألس ــود تفضل امل ــوت عن خيافون من الوحدة ،فمن اخلطر ان أى ش ــئ ت ــع ــل ــم ــت ــه م ــن اآلخ ــري ــن ال
نفس صوت اخل راف. اك ـ ــل احل ــش ــائ ــش ف ــك ــان ه ـ ــذا األس ــد تكون وحيدة ألنه ىف ذلك الوقت مي ــث ــل ــك ،ف ــه ــذه ت ــدع ــى «ش ــخ ــص ــي ــة»
ب ــع ــد ص ــع ــوب ــة وج ــه ــد ك ــب ــر إستطاع يأكل احلشائش وظل نباتى. اى ح ــي ــوان م ــت ــوح ــش ي ــس ــت ــط ــي ــع ان وع ــل ــي ــك ان ت ــس ــت ــع ــي ــد م ـ ــرة اخ ــرى
األس ـ ـ ــد ال ــك ــب ــر اإلم ـ ــس ـ ــاك ب ــال ــش ــب ــل وقد اعتاد ان يكون ىف وسط احلشد ينقض عليه ولذا البد هلم ان يكونوا الفطرة الىت جئت هبا حني اتيت اىل
واخذ يبكى الشبل وينوح متاما مثل حىت يشعر باألمان بالرغم من انه كان ىف مجع هذه الدنيا
اخل ـراف .وج ــر األس ــد الكبري الشبل اطول واضخم من اخل راف .ولكنه مل األس ـ ـ ــود مت ــش ــي وح ــي ــدة ىف اق ــال ــي ــم البد لك ان جتد جوهرك قبل ان يبدأ
اىل بركة ماء قريبة. يعلم ذلك .ومل يزجر ابدا كأسد ألنه ش ــاس ــع ــة والي ــس ــم ــح ــون ب ــاق ـراب اى الناس ىف وضع طبقات من افكارهم
الشبل كان يشعر خبوف شديد ومل ايضا اليعلم كيف. احد من اقليمهم .
يكن يريد الذهاب مع األسد وكان كان حيلم كاخلروف خياف كاخلروف. وىف بعض االح ــي ــان ت ــك ــون املساحة ه ــن ــاك م ــث ــل ق ـ ــدمي م ــن ال ــش ــرق ع ــن
ش ــدي ــد امل ــق ــاوم ــة وب ــال ــط ــب ــع كشبل كان خياف من احليوانات املتوحشة ال ــى يتحرك هبا األس ــد بضعة اميال انثى االس ــد ىف طريقها قف زا من تل
ك ــان أق ــوى م ــن األس ــد ال ــك ــب ــر ول ــو الىت ال تستطيع ان تؤذيه. وال يستطيع اى اس ــد أخ ــر الدخول اىل اآلخ ــر سقط وليدها ب ــن حشد
ك ــان يعلم ه ــذا مل يكن يسمح أن وىف يوم من االيام رأى أسد كبري هذا ىف م ــن ــط ــق ــت ــه واال س ـ ـ ــوف ت ــك ــون من اخلرفان .اخذ اخلرفان ىف تغذية
يؤخذ بالقوة فكان من املمكن ان املشهد مل يكن قد رأى هذا اخللط بني ال ــع ــواق ــب وخ ــي ــم ــة وت ــن ــت ــه ــى امل ــع ــرك ــة الشبل ظنا منهم ان ــه اح ــد اخل ـراف
يقتل األسد الكبري ولكنه يعرف عن األس ــد واخل ـراف من قبل .فلم يكن مب ــوت احدهم أو االثنني معا .ولذا وليس بأسد .ولذا كان ميشي وسط
نفسه ان ــه خ ــروف ،ل ــذا مس ــح لألسد هناك اى صداقة بني األسد واخلروف يتجولون وحيدين. اخل راف وكأنه واحد منهم.
ال ــك ــب ــر أن ي ــف ــع ــل ب ــه ه ــك ــذا ب ــال ــق ــوة قبال ،ال يوجد احتمال لذلك. أم ــا ه ــذا ال ــش ــب ــل امل ــس ــك ــن مل يكن اخلروف الميشي وحيدا ابدا ،لكنهم
ودون رغبته حىت انه ظن انه سوف ولكن اخلروف كان ميشي مع األسد ي ــدرى ان ــه أس ــد مل يكن ل ــدي ــة فكرة ميشون ىف حشد متالصقني ىف بعض
مي ــوت من بطش األس ــد الكبري متاما ب ــدون اى خ ــوف واألس ــد اي ــض ــا كان عن هيئته وظل يكرب ،ولكن اخل راف االحيان،
مثل اى خروف. ميشي مع اخلروف خوفا من ان ميشي
103 102
فصل من كتاب "التارو فى روح الزن" فصل من كتاب "التارو فى روح الزن"
من الشخصية وال ــوص ــول اىل امل ــوارد األساسية بداخلك ملمارسة احل ــي ــاة .تفردك ل ــت ــع ــرف ذل ــك الب ــد ل ــك م ــن احل ــف ــر وألول مرة رأى الشبل وجهه ووجه
والشعلة ال ــى ات ــي ــت هب ــا م ــن رح ــم أم ــك .ف ــإن ــك متفرد منذ األزل .فهى الوعي بعمق داخل النفس بني كل القمامة األسد الكبري ىف الربكة وفجأة كان
االساسي بداخلك. امل رتاكمة داخلك بإسم الشخصية. هناك زئري ،من اعماق كينونته جاء
فتذكر اي شئ تعلمته من اآلخرين ليس أنت والبد لك من البحث عن فطرتك البد لك أن تعود طفل من جديد ، زئري يهز اجلبال من حوله.
مرة أخرى البد لك من العثور على كينونتك قبل ان يضع الناس طبقات عليها ما تعرفه عن ذاتك هو شخصيتك وق ــال األس ــد ال ــك ــب ــر ل ــل ــش ــب ــل «ل ــق ــد
من آرائهم قبل ان يبدأوا بتعليمك وتثقيفك. ،انت تعرف ان لك اسم خاص بك أمتمت عملى» واآلن أنت حلالك،
ف ــه ــل ت ــع ــى ان ــه مل ي ــك ــن ل ــدي ــك اس ــم فأنت اآلن تعلم من أنت.
عندما أتيت اىل هذا العامل؟ ال ــش ــخ ــص ــي ــة ه ــى ال ــى ي ــع ــط ــي ــه ــا لك
ف ــل ــدي ــك ق ــدر م ــن التعليم ق ــدر من اجملتمع ،الثقافة ،التحضر ،التعليم
الكفاءة وتعلم انك مل تولد طبيب من اآلخرين .يعطيك الناس آرائهم
أو مهندس أو مدرس. عنك وأنت جتمع هذه اآلراء وتتكون
ف ــه ــذه األش ـ ــي ـ ــاء أض ــي ــف ــت ع ــل ــي ــك. منها شخصيتك.
درجاتك العلمية ،امسك ،شهرتك، ل ــق ــد ك ــن ــت م ـ ــوج ـ ــودا ه ــن ــا خ ــال
كل هذه األشياء أضيفت لك .وهذا ال ــث ــاث س ــن ــوات االوىل م ــن ع ــم ــرك
فقط هو ماتعلمه انت عن نفسك ولكن التتذكر شيئا منها
أما اذا جتردت من كل هذه اآلشياء ك ــن ــت ىف رح ــم أم ــك 9أش ــه ــر دون
م ــن س ــت ــك ــون؟ م ــاذا ستصبح؟ فقط ت ــذك ــر ش ــئ م ــن ه ــذا اي ــض ــا .وسبب
صفر ،قطعه صخر بدون أى نقوش. عدم تذكرك ألى شيء ىف هذا السن
شخصيتك ه ــى ك ــل م ــا تعرفه عن ه ــو ع ـ ــدم وج ـ ــود ش ــخ ــص ــي ــة ل ــك ىف
نفسك ،عن ذاتك ،أحاول تبسيطها ذال ــك ال ــوق ــت ،فالشخصية ه ــى أن
ع ــل ــى ق ــدر امل ــس ــت ــط ــاع ح ــى ت ــن ــت ــب ــه. ت ــأخ ــذ ب ــآراء اآلخ ــري ــن وت ـراك ــم ه ــذه
ت ــف ــردك ه ــو ال ــش ــئ ال ــوح ــي ــد ال ــذى ال اآلراء وختلق هوية غري حقيقية فكرة
تعلمه أنت بالرغم من انه حقيقة. معينة عن «من أنا»
أل ــت ــأم ــل ه ــو العمل جبهد للتخلص أن ــت التعلم حقيقة م ــن أن ــت ألنه
105 104
107 106
شكراً...عيشوا سعداء