Professional Documents
Culture Documents
عن ُعبادة بن ُقرص أنه غزى ،فمكث في غزاته ما شاء الله َت َعا َلى
6
أن يمكث ،ثم رجع إلى بالده أو إلى موطنه من الغزو حتى إذا كان
قري ًبا من قرية األهواز سمع صوت األذان ،فقال« :والله ما لي عهد
المسلمين منذ زمان» ،ما صلى صالة جماعة بالمسلمين
مع جماعة ُ
يسمع األذان وكل ُه شوق للصالة مع
ُ في مسجد من فترة طويلة ،وهو
المسلمين ،فقصد نحو األذان يريد الصالة فإذا هو باألزارقة -فرقة من
ُ
فِرق الخوارج -فلما رأوه قالوا :ما جاء بك يا عدو الله؟ الحظ! قالوا
له :ما جاء بك يا عدو الله؟ قال :ما أنتم يا إخوتي؟ يعني ماذا تقولون
يا إخوتي؟ قالوا :أنت أخو الشيطان لنقتلنك-،يقولونه لمن؟ لصحابي
-
محتجا عليهم بحجة قوية جدًّ ا ،قال« :ما ترضون مني بما
ً قال لهم
شيء َر ِض َي به منك؟» ،قال:
ٍ رضيه رسول الله مني؟ قالوا :وأي
كافر َّ
فشهدني أن ال إله إال الله وأنه رسول الله فخلى عني، «أتيت ُه وأنا ٌ
فأخذوه فقتلوه».
هذا الفكر الخطير الذي ُقتل بسببه خيار األمة قبله اعتدوا َع َلى
َ
عثمان ،واعتدوا َع َلى علي َ ،
هذا الفكر المتطرف الذي لم ُيعظموا َّ
المسلم الذي قال فيه شأن كلمة ال إله إال الله ،ولم يحترموا فيه ُحرمة ُ
ٍ
رجل مسل ٍم »[[[. أهون على ال َّل ِه ِمن ِ
قتل ُ فيه النبي َ « :لز ُ
َوال الدنيا
[[[ أخرجه الرتمذي يف السنن ،16 /4كتاب الديات ( ،)14باب ما جاء يف تشديد
قتل المؤمن ( ،)7الحديث ()1395
8
وقد أخبر النبي عنهم فقال« :يقتلون أهل اإلسالم ،ويدعون أهل
األوثان»[[[ ،يقول أبو العباس ال ُقرطبي« :ويكفيك من جهلهم وغلوهم
في بدعتهم ُحكمهم في تكفير من شهد له رســول الله بصحة
-ر ِض َي الل ُه َت َعا َلى َعنْ ُه ،-وغيرهم
كعلي َ
َّ اإليمان ،وبأنه من أهل الجنة
من الصحابة َر ِض َي الل ُه َت َعا َلى َعن ُْهم».
يقول « :إن بين يدي الساعة الهرج ،قلنا :يا رسول الله ،وما
الهرج؟ قال :القتل القتل حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وأباه»[[[.
يقول راوي الحديث« :فرأينا من قتل أباه زمان األزارقة» ،ورأينا نحن
والمراحل تقري ًبا َع َلى ثالثة ،وممكن أن ُتقسم إلى غير ذلك ،لكن
المراحل:
11
تعليما يؤثر
ً ثان ًيا :التعليم التجهيلي ،فهم يحاولون أن ُيعلموا الناس
فيهم ،لكن في الحقيقة َ
هذا العلم جزء من أجزاء كثيرة جدًّ ا ،فيحاولون
ً
مثاًل أن يستخدموا بعض المواد العلمية من القصاص وتفسير األحالم
وبعض المرغبات وغير ذلك دون المسائل العقدية وأصول الدين،
وأساسياته ،فيقوم بتثيقف المجتمع ثقافة سطحية ال حقيقية.
خصوصا علماء
ً المسلمين والطعن فيهم،
ثان ًيا :اتهام علماء ُ
المسلمين الذين ُيحذرون منهم ،والتعليق بعلماء جماعة اإلخوان
ُ
المسلمين.
ُ
ثال ًثا :يقومون باستخدام بعض القواعد ،أو بعض األلفاظ المطاطة
التي ُتستخدم في بعض العصور للوصول إلى مآربهم ،مثل كلمة
الحرية ،التسامح ،مثل ،..يستخدمون بعض األلفاظ التي هي متداولة
ُ
14
راب ًعا :يذمون من يحث َع َلى السمع والطاعة ،واالجتماع َع َلى والة
األمر.
خامسا :يرسخون في هذه المرحلة مبدأ الجهاد؛ حتى إذا انتقلوا إلى
ً
المجتمعات المرحلة الثالثة وجهوا َ
هذا الجهاد إلى والة األمر ،وإلى ُ
المسلمة ،الذي هو في نظرهم جاهلي.
ُ
15
وطنك كبيتك
فمن عرف خطر اإلخوان وقد عرفه في أيام الربيع العربي الذي
المجتمع العربي ،واستشعر األضــرار التي وقعت َع َلى
دمــروا به ُ
المسلمين ،واقتصادهم ،وأوطانهم ،و ُمجتمعاتهم ،حينما انتهكت
ُ
وسلبت األمــوال ،وحتى األعراض انتُهكت ،من استشعر
الحرمات ُ
ُ
والسلطان البد
الحكام ُ
ذلك؛ وقد ذاق طعم األمن واألمان في وجود ُ
عليه أن يسلك األسباب التي تجعله ُيحافظ َع َلى هذه النعمة ،وال
يتساهل أبدً ا ،ال يتساهل أبدً ا في المحافظة عليها،
ٍ
فكرة ،من كل فالوطن كبيتك؛ فأنت ُتحافظ على بيتك من كل
ســارق ،من كل لص؛ يجب عليك أن ُتحافظ على وطنك أضعاف
أضعاف ما ُتحافظ به َع َلى بيتك؛ فأنت ال ترضى أن بيتك ُيسلب
و ُيهدم أو يؤذى أهله ،فكذلك ال ترضى َع َلى وطنك أن ُيهدم أو ُتفرق
كلمته ،أو أنه ينزل مستواه ،وقد وصلنا ولله الحمد في دولة اإلمارات
إلى مستويات عالية؛ حتى أصبحنا في عيون بعض الناس محسودين،
فيحرص اإلنسان َع َلى أنه يسلك األسباب التي ُتثبت له هذه النعمة،
17
المستمد من الكتاب
السبب األول :التسلح بالعلم الشرعي ُ
والسنة َع َلى فهم صحيح ُمعتدل.
ُ
السبب الثاني :توقير الحاكم ،والحذر من الطعن فيه ،والحذر من
كل من يطعن فيه ،والسمع والطاعة لوالة األمر بالمعروف ،واالرتباط
بهم لزوم الجماعة ،والحذر من الحزبيات والتفرقات.
المعتدلين الربانيين.
السبب الثالث :االرتباط بالعلماء ُ
السبب الرابع :الحذر من أئمة الضالل وأصحاب األفكار
الدخيلة َع َلى ديننا ،وعلى أوطاننا ،وعلى بالدنا الذين ينشرون فكر
مثاًل. المتشدد في ٍ
زي ُيسمى االعتدال ً الخوارج ُ
والحذر من أصحاب الفكر الداعشي ،والخارجي ،واإلخواني،
َ
هذا الفكر الداعشي سقاه الفكر اإلخواني ،وخرج ظهر من رحمه ،وهو
يتغذى منه ومن جميع اتجاهاته ال ُقطبية والبنائية والسرورية.
18
في الختام
حفظكم الله ،من أراد األمــان فعليه بتحقيق اإليمان ،ومن أراد
السالم فعليه بالسير في طريق اإلسالم الصحيح ،ومن أراد النجاة من
الفساد فالبد عليه من ٍ
علم صحيحٍ يرفع الجهل والفساد ،والبد عليه
المبارك وقرر ذلك
أن يرتبط بالعلماء ،وباألمراء ،كما قال عبد الله بن ُ
جمع من أئمة الدين ،نسأل الله أن يحفظ والة أمرنا ،وأن يؤمن
بالدنا ،وأن يقطع دابر هؤالء المتطرفين من اإلخوانيين والسروريين،
والدواعش المارقين ،نسأل الله أن يحفظ بالدنا ،وأن ُيزيل عنا َ
هذا
الوباء الذي نزل بنا.
كثيرا.
تسليما ً
ً وصلى الله َع َلى نبينا ُمحمد وعلى آله وصحبه وسلم
مقدمة ���������������������������������������������������������������������������������������������������������������� 5