You are on page 1of 20

‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم َع َلى المبعوث رحمة‬

‫محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ،‬أما بعد‪:‬‬‫ٍ‬ ‫للعالمين نبينا‬

‫فإن من المهمات العظيمة التي نتدارسها في هذه النسائم اإليمانية؛‬


‫المستمدة من القرآن‬
‫السنة والجماعة‪ ،‬العقيدة الصافية ُ‬ ‫ُ‬
‫ترسيخ عقيدة أهل ُ‬
‫السنة َع َلى فهم خيار هذه األمة من الصحابة‪ ،‬والتابعين‪ ،‬ومن تبعهم‬
‫ومن ُ‬
‫ً‬
‫بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬

‫فهذه العقيدة بالنسبة لإلنسان هي كصمام األمان‪ ،‬والسد المنيع أمام‬


‫ٍ‬
‫ووقت آخر؛‬ ‫األهواء والتطرف والفتن التي قد تموج في البالد بين ٍ‬
‫وقت‬ ‫ُ‬
‫ومن الفتن الخطيرة والتطرفات السيئة التي تفسد المجتمعات وتفسد‬
‫المسلمين‬
‫العقائد عقيدة الخوارج؛ التي هي اليوم متمثلة في فكر اإلخوان ُ‬
‫وداعش والقاعدة وغيرهم‪.‬‬

‫وأود أن أذكر لكم قص ًة ثم نبني عليها هذه ُ‬


‫المحاضرة‪:‬‬

‫عن ُعبادة بن ُقرص أنه ‪ ‬غزى‪ ،‬فمكث في غزاته ما شاء الله َت َعا َلى‬
‫‪6‬‬

‫أن يمكث‪ ،‬ثم رجع إلى بالده أو إلى موطنه من الغزو حتى إذا كان‬
‫قري ًبا من قرية األهواز سمع صوت األذان‪ ،‬فقال‪« :‬والله ما لي عهد‬
‫المسلمين منذ زمان»‪ ،‬ما صلى صالة جماعة بالمسلمين‬
‫مع جماعة ُ‬
‫يسمع األذان وكل ُه شوق للصالة مع‬
‫ُ‬ ‫في مسجد من فترة طويلة‪ ،‬وهو‬
‫المسلمين‪ ،‬فقصد نحو األذان يريد الصالة فإذا هو باألزارقة ‪-‬فرقة من‬
‫ُ‬
‫فِرق الخوارج‪ -‬فلما رأوه قالوا‪ :‬ما جاء بك يا عدو الله؟ الحظ! قالوا‬
‫له‪ :‬ما جاء بك يا عدو الله؟ قال‪ :‬ما أنتم يا إخوتي؟ يعني ماذا تقولون‬
‫يا إخوتي؟ قالوا‪ :‬أنت أخو الشيطان لنقتلنك‪-،‬يقولونه لمن؟ لصحابي‬
‫‪-‬‬

‫محتجا عليهم بحجة قوية جدًّ ا‪ ،‬قال‪« :‬ما ترضون مني بما‬
‫ً‬ ‫قال لهم‬
‫شيء َر ِض َي به منك؟»‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫رضيه رسول الله ‪ ‬مني؟ قالوا‪ :‬وأي‬
‫كافر َّ‬
‫فشهدني أن ال إله إال الله وأنه رسول الله فخلى عني‪،‬‬ ‫«أتيت ُه وأنا ٌ‬
‫فأخذوه فقتلوه»‪.‬‬

‫كافرا فأتيت رسول الله ونطقت بالشهادتين فقبل‬


‫يقول لهم‪ :‬كانت ً‬
‫مني‪ ،‬فهل تقبلون مني ذلك وأنا مسلم‪ ،‬فلم يقبلوا منهم بل أخذوه‬
‫فقتلوه‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫هذا الفكر الخطير الذي ُقتل بسببه خيار األمة قبله اعتدوا َع َلى‬
‫َ‬
‫عثمان‪ ،‬واعتدوا َع َلى علي ‪َ ،‬‬
‫هذا الفكر المتطرف الذي لم ُيعظموا‬ ‫َّ‬
‫المسلم الذي قال‬ ‫فيه شأن كلمة ال إله إال الله‪ ،‬ولم يحترموا فيه ُحرمة ُ‬
‫ٍ‬
‫رجل مسل ٍم »[[[‪.‬‬ ‫أهون على ال َّل ِه ِمن ِ‬
‫قتل‬ ‫ُ‬ ‫فيه النبي ‪َ « :‬لز ُ‬
‫َوال الدنيا‬

‫المجتمعات ينمو بعد قطعه‪ ،‬وينبت‬ ‫َ‬


‫هذا الفكر اليزال في بعض ُ‬
‫بعد خلعه‪َ ،‬‬
‫هذا الفكر الذي ينحو نحو الغلو والتشدد يزداد‪ ،‬واالستزادة‬
‫خصوصا مع‬
‫ً‬ ‫من األفكار المسمومة ُ‬
‫والشبهات الهدامة ال يزال ينمو‪،‬‬
‫سهلت لهم الوصول‬
‫وجود وسائل تواصل االجتماعي الحديثة‪ ،‬فإنها َّ‬
‫إلى قلوب بعض العامة‪.‬‬

‫قديما‪ ،‬ال غرابة أن يصل خوارج‬


‫المسلمين ً‬ ‫َ‬
‫هذا الفكر الذي كفروا به ُ‬
‫ٍ‬
‫انحطاط فكري أشد من‬ ‫العصر كالدواعش‪ ،‬حيث وصلوا به إلى‬
‫االنحطاط الفكري القبلي‪ ،‬حتى بلغ منهم اإلجرام والسفك والتدمير‬
‫دين‬ ‫ٍ‬
‫رحمة وال ٍ‬ ‫بالمسلمين؛ ٌ‬
‫قتل وإجرا ٌم بال‬ ‫ما لم يفعله أعداء اإلسالم ُ‬
‫ٍ‬
‫وال عق ٍل وال إنسانية‪ ،‬بل تجرأوا جرأ ًة عظيمة َع َلى خيار ُ‬
‫المسلمين في‬

‫[[[ أخرجه الرتمذي يف السنن ‪ ،16 /4‬كتاب الديات (‪ ،)14‬باب ما جاء يف تشديد‬
‫قتل المؤمن (‪ ،)7‬الحديث (‪)1395‬‬
‫‪8‬‬

‫المسلمين بال ٍّإل وال ذمة وال‬


‫العهود األولى وهم اليوم يتجرؤون َع َلى ُ‬
‫رحمة‪.‬‬

‫وقد أخبر النبي ‪ ‬عنهم فقال‪« :‬يقتلون أهل اإلسالم‪ ،‬ويدعون أهل‬
‫األوثان»[[[‪ ،‬يقول أبو العباس ال ُقرطبي‪« :‬ويكفيك من جهلهم وغلوهم‬
‫في بدعتهم ُحكمهم في تكفير من شهد له رســول الله ‪ ‬بصحة‬
‫‪-‬ر ِض َي الل ُه َت َعا َلى َعنْ ُه‪ ،-‬وغيرهم‬
‫كعلي َ‬
‫َّ‬ ‫اإليمان‪ ،‬وبأنه من أهل الجنة‬
‫من الصحابة َر ِض َي الل ُه َت َعا َلى َعن ُْهم»‪.‬‬

‫وكما أخبر النبي ‪ ‬وقع بالفعل من خوارج العصر الدواعش‪،‬‬


‫المتطرفة السفك والتدمير‬ ‫ِ‬
‫المسلمين‪ ،‬وغيرهم من الفرق ُ‬
‫واإلخوان ُ‬
‫والقتل بصورة لم يكن العقل يتصورها؛ لوال أنه أخبر بها الصادق‬
‫المصدوق‪ ،‬ورأيناها بأعيننا فدمعت‪ ،‬وشعرنا بها بقلوبنا فتألمت‪.‬‬

‫يقول ‪« :‬إن بين يدي الساعة الهرج‪ ،‬قلنا‪ :‬يا رسول الله‪ ،‬وما‬
‫الهرج؟ قال‪ :‬القتل القتل حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وأباه»[[[‪.‬‬
‫يقول راوي الحديث‪« :‬فرأينا من قتل أباه زمان األزارقة»‪ ،‬ورأينا نحن‬

‫[[[ أخرجه البخاري (‪ )1144‬ومسلم (‪)143 /1064‬‬


‫[[[ أخرجه أحمد ‪)10380( 492/2‬‬
‫‪9‬‬

‫اليوم من قتل أمه وأباه وعمه في َ‬


‫هذا الزمان من الدواعش ومن نحا‬
‫المتطرف‪.‬‬ ‫نحوهم من أصحاب َ‬
‫هذا الفكر ُ‬
‫يقول علي عشماوي آخر قادة التنظيم السري فكتاب تاريخ التنظيم‬
‫المسلمين‪،‬‬
‫المسلمين‪ ،‬بعد أن ذكر جرائم اإلخوان ُ‬
‫السري لإلخوان ُ‬
‫وسفكهم للدماء في مصر الحبيبة ‪-‬سلم الله مصر من أفكارهم‪ ،-‬قال‪:‬‬
‫المسلمين المسؤولية عن جميع أعمال ال ُعنف‬ ‫ُ‬
‫«تتحمل جماعة اإلخوان ُ‬
‫ٍ‬
‫مكان في العالم اإلسالمي‪ ،‬وبجميع‬ ‫باسم الدين‪ ،‬التي تحدث في أي‬
‫صوره وأشكاله‪ ،‬والحقيقة أني حين قلت‪ :‬إن جماعة اإلرهاب خرجت‬
‫من عباءة اإلخوان فإنني لم أجانب الحقيقة»‪ً ،‬‬
‫فعاًل جماعة اإلرهاب‬
‫وجميع التنظيمات اإلرهابية من القاعدة وداعــش‪ ،‬وجبهة النُصرة‪،‬‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫وغيرها إنما خرجت من تحت عباءة اإلخوان ُ‬
‫المجتمع أو الدول بسبب‬
‫لقد أتيت لكم بالنهاية التي سيصل لها ُ‬
‫المجتمعات؛ الحالة التي رأيناها في‬ ‫تمكين‪ ،‬أو وصول َ‬
‫هذا الفكر لهذه ُ‬
‫الربيع العربي من التدمير والثورات والقتل واإلجرام‪ ،‬مما يجب علينا‬
‫وجو ًبا أن نعرف كيفية ال ُطرق التي وصلوا إليها‪ ،‬وما هي األسباب التي‬
‫ُتنجينا من هذه األفكار اإلخوانية؟‬
‫‪10‬‬

‫المفكرين‪ ،‬وبعض‬ ‫تغلغل َ‬


‫هذا الفكر اإلخواني الذي تبناه بعض ُ‬
‫المثقفين‪ ،‬والمسؤولين وبعض الشخصيات حتى أنك إذا انتقدت‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫حدب وصوب‬ ‫شخصية َّبرقها اإلعالم وكبرها؛ قاموا عليك من كل‬
‫يرمونك بالسب والتُهم من أجــل هــذه الشخصية‪ ،‬وإن كانت قد‬
‫المسلمين‪ ،‬وأيدت الثورات‪ ،‬وأشاد بالثناء َع َلى‬
‫صرحت بفكر اإلخوان ُ‬
‫َّ‬
‫المسلمين‪ ،‬لكنهم ال يرضون في هذه الشخصيات؛ ألن هذه‬
‫اإلخوان ُ‬
‫الشخصيات تغلغلت في القلوب‪ ،‬وسارت في العروق؛ فأصبح بعض‬
‫عامة الناس ال يستطيع أن يقف موق ًفا ضد هذه األفكار‪ ،‬أو ضد هذه‬
‫الشخصيات بسبب التأثر الذي تأثروه بسبب المراحل التي استخدمها‬
‫أصحاب َ‬
‫هذا الفكر‪.‬‬

‫والمراحل تقري ًبا َع َلى ثالثة‪ ،‬وممكن أن ُتقسم إلى غير ذلك‪ ،‬لكن‬
‫المراحل‪:‬‬
‫‪11‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬مرحلة التخدير‬


‫المثقفين‪ ،‬كيف‬
‫المتابعين‪ ،‬تخدير عامة الناس‪ ،‬تخدير ُ‬
‫تخدير ُ‬
‫يتوصلون إلى َ‬
‫هذا التخدير؟‬

‫أواًل‪ :‬بتحريك العواطف‪ ،‬بتهييج الجانب العاطفي‪ ،‬استخدام‬


‫ً‬
‫الخطاب العاطفي للتأثير على من ال علم عنده لتوجيهه نحو سلوك‬
‫ُمعين؛ تجدهم يستخدمون نبرة الفقر‪ ،‬حرمان الشعوب‪ ،‬غالء المعيشة‪،‬‬
‫استئثار الحكام باألموال‪ ،‬وغير ذلك من األساليب التي ُتهيج عاطفة‬
‫الناس حتى تميل إليهم‪.‬‬

‫تعليما يؤثر‬
‫ً‬ ‫ثان ًيا‪ :‬التعليم التجهيلي‪ ،‬فهم يحاولون أن ُيعلموا الناس‬
‫فيهم‪ ،‬لكن في الحقيقة َ‬
‫هذا العلم جزء من أجزاء كثيرة جدًّ ا‪ ،‬فيحاولون‬
‫ً‬
‫مثاًل أن يستخدموا بعض المواد العلمية من القصاص وتفسير األحالم‬
‫وبعض المرغبات وغير ذلك دون المسائل العقدية وأصول الدين‪،‬‬
‫وأساسياته‪ ،‬فيقوم بتثيقف المجتمع ثقافة سطحية ال حقيقية‪.‬‬

‫أيضا استخدام بعض العلوم والفنون غير الشرعية للوصول إلى‬


‫ً‬
‫األماكن الحساسة بفكر إخــوانــي‪ ،‬وهناك هيكل تنظيمي متكامل‬
‫‪12‬‬

‫المسلمين‪ ،‬كيف يكون اإلخواني طبي ًبا‪ ،‬كيف يكون اإلخواني‬


‫لإلخوان ُ‬
‫درسا‪،‬‬
‫صحف ًيا‪ ،‬كيف يكون اإلخواني إعالم ًيا‪ ،‬كيف يكون اإلخواني ُم ً‬
‫ممرضا‪ ،‬صيدلي‪ ،‬أي نوع من األنواع يريدون‬
‫ً‬ ‫كيف يكون اإلخواني‬
‫المسلمين يدخلون ويتغلغلون في كل مكان من أماكن الدولة‪.‬‬
‫اإلخوان ُ‬
‫واستخدام بعض المجاالت الشرعية التي هي مجاالت صحيحة‬
‫لكن الحقيقة الداخلة إخوانية كاستخدام بعض المدارس‪ ،‬أو بعض‬
‫حلقات تحفيظ القرآن‪ ،‬أو بعض الــدورات وغير ذلــك‪ ،‬الــدورات‬
‫العلمية التي يصطادون بها بعض الشباب لغرس هذه الثقافة وهذا‬
‫الفكر في قلوبهم‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬التجميع دون التفريق‪ ،‬التي هي القاعدة نجتمع فيما اتفقنا‬


‫بعضا فيما اختلفنا عليه؛ حتى تتكون أكبر قاعدة‬
‫عليه‪ ،‬ويعذر بعضنا ً‬
‫إخوانية‪ ،‬وبعد ذلك يستطيع اإلخوان أن ُيحركوا الشعب ضد األنظمة‬
‫كما يقولون‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬ثناءاتهم على رموز اإلخوان وتلميع بعضهم بعض‪ِ ،‬‬
‫وذكر‬ ‫ً‬
‫المسلمين‪ ،‬وبعض رموز‬
‫المحاضرات والكلمات بعض اإلخوان ُ‬
‫في ُ‬
‫المسلمين حتى يظن الناس أنه ال يوجد في الساحة غيرهم‪.‬‬
‫اإلخوان ُ‬
‫‪13‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة التعليق والتنفير‬


‫إذا تمكنوا من المرحلة األولى التي تمثل االتجاه البنائي‪ ،‬انتقلوا‬
‫إلى المرحلة الثانية المرحلة الثانية هي مرحلة التعليق والتنفير‪ ،‬وهي‬
‫مرحلة ُيعلقون الناس بهم‪ ،‬وينفرون الناس من غيرهم‪ ،‬من المجتمع‬
‫المسلم وحكامه وعلمائه‪ .‬فتتكون المرحلة من عدة أساليب‪:‬‬

‫الحكام‪ ،‬ومدح جماعة اإلخوان؛ إلظهار‬


‫أواًل‪ :‬البدء بنشر مساوئ ُ‬
‫ً‬
‫المجتمعات ُمجتمعات جاهلية يسودها الجهل‪ ،‬وال ُظلم‪ ،‬وفي‬
‫أن هذه ُ‬
‫المتزنة التي تنشر اإلسالم‬
‫المقابل أن جماعة اإلخوان هي الجماعة ُ‬
‫ُ‬
‫السمح‪.‬‬

‫خصوصا علماء‬
‫ً‬ ‫المسلمين والطعن فيهم‪،‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬اتهام علماء ُ‬
‫المسلمين الذين ُيحذرون منهم‪ ،‬والتعليق بعلماء جماعة اإلخوان‬
‫ُ‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫ُ‬
‫ثال ًثا‪ :‬يقومون باستخدام بعض القواعد‪ ،‬أو بعض األلفاظ المطاطة‬
‫التي ُتستخدم في بعض العصور للوصول إلى مآربهم‪ ،‬مثل كلمة‬
‫الحرية ‪ ،‬التسامح‪ ،‬مثل‪ ،..‬يستخدمون بعض األلفاظ التي هي متداولة‬
‫ُ‬
‫‪14‬‬

‫ثم ُيحورونها َع َلى حسب أفكارهم ومبادئهم ليصلوا ُ‬


‫بالمجتمع إلى‬
‫أفكارهم الهدامة‪.‬‬

‫راب ًعا‪ :‬يذمون من يحث َع َلى السمع والطاعة‪ ،‬واالجتماع َع َلى والة‬
‫األمر‪.‬‬

‫خامسا‪ُ :‬يقررون في هذه المرحلة مبدأ الثورات‪ ،‬واإلنكار العالني‬


‫ً‬
‫َع َلى والة األمر‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬يرسخون في هذه المرحلة مبدأ الجهاد؛ حتى إذا انتقلوا إلى‬
‫ً‬
‫المجتمعات‬ ‫المرحلة الثالثة وجهوا َ‬
‫هذا الجهاد إلى والة األمر‪ ،‬وإلى ُ‬
‫المسلمة‪ ،‬الذي هو في نظرهم جاهلي‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪15‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬هي مرحلة التكفير والتفجير‬


‫هي النتيجة من تلك المراحل يصلون بها إلى المظاهرات‪ ،‬بالبدء‬
‫المجتمعات‪ ،‬يأمرون الناس بوجوب‬
‫بتكفير الحكام عالنية‪ ،‬تكفير ُ‬
‫وزورا أنها‬
‫ً‬ ‫الجهاد ضد هذه األنظمة اإلسالمية التي هم يدعون كذ ًبا‬
‫أنظمة غير إسالمية‪.‬‬

‫هذه المراحل وهذه األساليب وغيرها من األفكار واألساليب التي‬


‫خصوصا في وسائل التواصل االجتماعي‪.‬‬
‫ً‬ ‫يستخدمونها اليوم‬
‫‪16‬‬

‫وطنك كبيتك‬
‫فمن عرف خطر اإلخوان وقد عرفه في أيام الربيع العربي الذي‬
‫المجتمع العربي‪ ،‬واستشعر األضــرار التي وقعت َع َلى‬
‫دمــروا به ُ‬
‫المسلمين‪ ،‬واقتصادهم‪ ،‬وأوطانهم‪ ،‬و ُمجتمعاتهم‪ ،‬حينما انتهكت‬
‫ُ‬
‫وسلبت األمــوال‪ ،‬وحتى األعراض انتُهكت‪ ،‬من استشعر‬
‫الحرمات ُ‬
‫ُ‬
‫والسلطان البد‬
‫الحكام ُ‬
‫ذلك؛ وقد ذاق طعم األمن واألمان في وجود ُ‬
‫عليه أن يسلك األسباب التي تجعله ُيحافظ َع َلى هذه النعمة‪ ،‬وال‬
‫يتساهل أبدً ا‪ ،‬ال يتساهل أبدً ا في المحافظة عليها‪،‬‬
‫ٍ‬
‫فكرة‪ ،‬من كل‬ ‫فالوطن كبيتك؛ فأنت ُتحافظ على بيتك من كل‬
‫ســارق‪ ،‬من كل لص؛ يجب عليك أن ُتحافظ على وطنك أضعاف‬
‫أضعاف ما ُتحافظ به َع َلى بيتك؛ فأنت ال ترضى أن بيتك ُيسلب‬
‫و ُيهدم أو يؤذى أهله‪ ،‬فكذلك ال ترضى َع َلى وطنك أن ُيهدم أو ُتفرق‬
‫كلمته‪ ،‬أو أنه ينزل مستواه‪ ،‬وقد وصلنا ولله الحمد في دولة اإلمارات‬
‫إلى مستويات عالية؛ حتى أصبحنا في عيون بعض الناس محسودين‪،‬‬
‫فيحرص اإلنسان َع َلى أنه يسلك األسباب التي ُتثبت له هذه النعمة‪،‬‬
‫‪17‬‬

‫أول تلك األسباب‪:‬‬

‫المستمد من الكتاب‬
‫ السبب األول‪ :‬التسلح بالعلم الشرعي ُ‬
‫والسنة َع َلى فهم صحيح ُمعتدل‪.‬‬
‫ُ‬
‫ السبب الثاني‪ :‬توقير الحاكم‪ ،‬والحذر من الطعن فيه‪ ،‬والحذر من‬
‫كل من يطعن فيه‪ ،‬والسمع والطاعة لوالة األمر بالمعروف‪ ،‬واالرتباط‬
‫بهم لزوم الجماعة‪ ،‬والحذر من الحزبيات والتفرقات‪.‬‬

‫المعتدلين الربانيين‪.‬‬
‫ السبب الثالث‪ :‬االرتباط بالعلماء ُ‬
‫ السبب الرابع‪ :‬الحذر من أئمة الضالل وأصحاب األفكار‬
‫الدخيلة َع َلى ديننا‪ ،‬وعلى أوطاننا‪ ،‬وعلى بالدنا الذين ينشرون فكر‬
‫مثاًل‪.‬‬ ‫المتشدد في ٍ‬
‫زي ُيسمى االعتدال ً‬ ‫الخوارج ُ‬
‫والحذر من أصحاب الفكر الداعشي‪ ،‬والخارجي‪ ،‬واإلخواني‪،‬‬
‫َ‬
‫هذا الفكر الداعشي سقاه الفكر اإلخواني‪ ،‬وخرج ظهر من رحمه‪ ،‬وهو‬
‫يتغذى منه ومن جميع اتجاهاته ال ُقطبية والبنائية والسرورية‪.‬‬
‫‪18‬‬

‫في الختام‬
‫حفظكم الله‪ ،‬من أراد األمــان فعليه بتحقيق اإليمان‪ ،‬ومن أراد‬
‫السالم فعليه بالسير في طريق اإلسالم الصحيح‪ ،‬ومن أراد النجاة من‬
‫الفساد فالبد عليه من ٍ‬
‫علم صحيحٍ يرفع الجهل والفساد‪ ،‬والبد عليه‬
‫المبارك وقرر ذلك‬
‫أن يرتبط بالعلماء‪ ،‬وباألمراء‪ ،‬كما قال عبد الله بن ُ‬
‫جمع من أئمة الدين‪ ،‬نسأل الله ‪ ‬أن يحفظ والة أمرنا‪ ،‬وأن يؤمن‬
‫بالدنا‪ ،‬وأن يقطع دابر هؤالء المتطرفين من اإلخوانيين والسروريين‪،‬‬
‫والدواعش المارقين‪ ،‬نسأل الله ‪ ‬أن يحفظ بالدنا‪ ،‬وأن ُيزيل عنا َ‬
‫هذا‬
‫الوباء الذي نزل بنا‪.‬‬

‫كثيرا‪.‬‬
‫تسليما ً‬
‫ً‬ ‫وصلى الله َع َلى نبينا ُمحمد وعلى آله وصحبه وسلم‬
‫‪‬‬
‫مقدمة ���������������������������������������������������������������������������������������������������������������� ‪5‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬مرحلة التخدير ������������������������������������������������������������� ‪11‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة التعليق والتنفير ������������������������������������������� ‪13‬‬

‫المرحلة الثالثة‪ :‬هي مرحلة التكفير والتفجير ����������������������������������� ‪15‬‬

‫وطنك كبيتك��������������������������������������������������������������������������������������������������� ‪16‬‬

‫في الختام�������������������������������������������������������������������������������������������������������� ‪18‬‬

You might also like