Professional Documents
Culture Documents
القناع
تأليف
سماحة الشيخ العلمة
أحمد بن حمد الخليلي
تقديم
الحمد ل رب العالمين والصلة والسلم على
رسوله المين وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى
يوم الدين.
أشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له،
وأوحده توحيد المؤمنين الموفين ،وأنزهه عن كل نقص
وتجسيم ،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بعقيدة
التوحيد الصافية والمحجة البيضاء النقية ،وأدين إلى ال
تعالى باتباع نور كتابه المنزل وهدي رسوله الكريم
صلى ال عليه وسلم ،وأعادي كل من يعاديهما
ويصفهما بأن ل خير فيهما ،وأبرأ إليه تعالى ممن
انتحل الدين ليكيد لهله ،وأوالي أولياء ال تعالى
المخلصين .وبعد-:
فالسلم عليكم ورحمة ال وبركاته
يطيب لنا أن نقدم إلى المسلمين هذه المحاضرة
القيمة التي ألقاها سماحة العلمة الشيخ أحمد بن حمد
ابن سليمان الخليلي المفتي العام للسلطنة ردا على رجل
وسقط القناع5-
من الحشوية المجسمة الذين يطعنون في كتاب ال
العظيم والسنة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل
الصلة والسلم وهو المدعو عبدالرحيم الطحان.
يجيء نشر هذه المحاضرة نتيجة إلحاح كثير من
المسلمين -من السلطنة وخارجها بمختلف مدارسهم
السلمية -علينا بطبعها في كتاب ،وفي هذا دليل على
أن المة السلمية قد َقَلتْ هذه الطائفة الحشوية التي
تلبس لبوس السلم زورا وبهتانا بعد أن تكشفت لها
دخائلها الخبيثة ،وللسف الشديد فإن هؤلء الحشوية
تجدهم مصدر تخريب في كل المجتمعات التي يوجدون
فيها ،فما من فتنة إل وهم وراءها لسيما قتل البرياء
وتفريق المسلمين ،ولكن ال مظهر كيدهم وكاشف
سترهم ومسقط قناعهم.
ل نريد أن نطيل التقديم فالمحاضر معروف
والمحاضرة منتشرة بالتسجيل السمعي ،وإنما نريد أن
نذكر للقارئ الكريم -من خلل إخراج المحاضرة على
هيئة كتاب -بأن أسلوب الشيخ حفظه ال تعالى هنا هو
أسلوب اللقاء وليس التحرير؛ وشتان ما بين السلوبين،
وسقط القناع6-
على أن شيخنا الخليلي قد وهبه ال تعالى مقدرة بيانية
في اللقاء قوية تبز كتابة الدباء ،ربما ل يفوقها إل قلم
الشيخ نفسه.
وعملنا في هذه المحاضرة هو الخراج الفني
فقط وذلك بوضع العناوين والفهرسة والتخريج والتعليق
وفي بعض الحيان إصلح العبارة كحذف المتكرر
وسبق اللسان ونحوهما بما ل يخل بنسق النص ومعناه.
وقصدنا من وراء هذا كله وجه ال سبحانه
وتعالى بتعميم الفائدة بين المسلمين.
ول يسكعنا فكي هذا المقام إل أن نشككر الخوة
العزاء الذين شاركوا في هذا العمل الطيب؛ سواء بنقل
المحاضرة مكن الشرطكة أو بالطباعكة على الحاسكب
اللي أو بالمراج عة ،وند عو ال العلي القد ير أن يرزق نا
من واسع فضله وينفعنا بعلم الشيخ حفظه ال تعالى وأن
يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه.
والسلم عليكم ورحمة ال وبركاته.
وسقط القناع7-
خميس بن راشد بن سعيّد العدوي
وليكككة بهككل
الثلثاء /غرة ذي الحجة سنة 1417هك.
الموافق 8 /مكن إبريكل سكنة 1997م.
وسقط القناع8-
المقدمة
الحمد ل الذي يحق الحق ويبطل الباطل ولو كره
المجرمون ،هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ،وهو
القائل في محكم كتابه :بل نقذف بالحق على الباطل
فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ( ).
1
)(2منها الفتوى التي صدرت عن مفتيهم الكبير ابن باز بتكفير أهل الحق
والستقامة ،وقد رد عليها سماحة العلمة الخليلي في شريط متداول،
ومنها دعايات عبدالعزيز آل عبداللطيف في مجلة الجهاد ووليد الطبطبائي
وقد رد عليهما ،وقد نال بقية المة من دعاياتهم ما نال الباضية ،فالمة
كلها تدعوهم إلى الكف عن ذلك والوبة إلى الحق.
) (1بل للحشوية يد طولى في ترسيخ الوجود الصهيوني في أرض
فلسطين المحتلة ،نذكر من ذلك موقفين لكبار علمائهم يبينان تواطؤَهم مع
العدو اليهودي وممالتهم للصهيونية العالمية الحاقدة-:
الموقف الول :فتوى محدث الحشوية الكبير ناصر الدين اللباني التي
أفتى فيها هذا الشيخ بخروج أهل فلسطين المسلمين منها وتركها لليهود
لقمة سائغة.
وقد تناقلت هذه الفتوى وسائل العلم المختلفة ،انظر مجلة المجتمع
ل لهذه الفتوى الخبيثة وردود علماء المة عليها.
الكويتية تجد تحلي ً
الموقف الثاني :فتوى الشيخ عبدالعزيز ابن باز مفتي الحشوية الكبير
التي أفتى فيها بجواز الصلح مع الصهاينة اليهود ،سواء كان الصلح=
=هدنة دائمة أو مؤقتة ،بل أكثر من هذا اعتبر زيارة المسجد القصى في
هذه الفترة المؤسفة سنة على المسلمين إتيانها ،ونسي أو تناسى هذا المفتي
الحشوي أن في ذلك إقرارا بالحتلل الصهيوني لهذه الماكن المقدسة
وأيضا فيه تقوية اقتصادية للكيان الصهيوني الغاصب.
وسقط القناع11-
يعانونه من الويلت من جراء المؤامرات المختلفة
عليهم ،ومن ذلك تلك المأساة الكبرى التي في البوسنة
والهرسك ،حيث تنتهك أعراض المسلمين وتسفك
دماؤهم وتزهق أرواحهم.
في هذا الوقت نفسه ،هناك فئة ترتدي أردية
السلم زوراً وبهتاناً ،وتكيد له كيدًا من الداخل ،هذه
الفئة كثيراً ما غرت الناس بشعاراتها البراقة ،فقد
حملت شعار السلفية -والسلف بريء منهم براءة
المسيح عليه السلم ممن اتخذوه وأمه إلهين من دون
ال -فكثيراً ما حاول هؤلء أن يكيدوا كيداً لهذه المة
من الداخل ،ولست بمبالغ إن قلت :إن هؤلء ورثوا
عن اليهود مؤامراتهم ضد السلم كما ورثوا منهم
عقائدهم الضالة ،فإن ذلك أمر قد قاله غير واحد من
العلماء المفكرين -علماء هذه المة( ) -ول ريب أن
1
وقد ساقت وكالت النباء العالمية وسائر وسائل العلم هذه الفتوى
ومنها هيئة الذاعة البريطانية ،و جريدة "المسلمون" السعودية التي نشرت
مقابلة مع هذا المفتي الحشوي بخصوص هذه الفتوى المأجورة ،وانظر
كذلك كتاب المؤسسات الدينية السلمية والكيان الصهيوني (نظرة إلى
فتوى ابن باز بجواز الصلح) للدكتور زهير غزاوي ،ص 205وما بعدها،
ط الغدير للدراسات والنشر ،بيروت1416 ،هك1996 -م.
))1ولقد سمع جميع المسلمين ما قاله أحد علماء الشام فيهم( :ما من فتنة
تقوم ضد المسلمين إل وهؤلء وراءها) من شريط مسجل منتشر
يفضحهم.
وسقط القناع12-
زوراً إلى السلف -والسلف كما قلت منهم بريء براءة
الذئب من دم ابن يعقوب -هذه الطائفة ل تزال تسعى
إلى فرقة هذه المة ،فتحرص كل الحرص على تقطيع
أوصالها وإيقاد نار الفتنة فيما بينها ،كأنما حملت على
عاتقها مسؤولية تدمير هذه المة من الداخل ،فهي منذ
وجدت ل زالت تسعى سعياً حثيثاً لجل بلوغ هذه
الغاية ،وكأنما ل يقر لها قرار ول يهدأ لها بال حتى
ترى صرح هذه المة قد دك دكاً دكاً.
هذه الفئة كثيراً مببا سببمعنا وقرأنببا عنهببا ممببا كتبببه
عنهببا العلماء الذيببن عرفوا حقيقببة أمرهببا ،ولكننببا كنببا
نظببن بأن أولئك الكاتبببين يبالغون عندمببا يكيلون التهببم
لهبا ويرمونهبا بمبا يرمونهبا ببه ،وكنبا نرد مبا يقبع مبن
تصرفها إلى تبلد أذهانها وسبوء طباعها وقسوة قلوبها
وغلظ أكبادهببا ،مببا كنببا نعلم علم اليقيببن بأن هذه الفئة
تكيبد للسبلم كيداً عبن قصبد وعمبد ،وأنهبا تسبعى سبعياً
حثيثاً إلى تدميبر كيان هذه المبة ،وتحاول بكبل جهدهبا
أن تمزقهبا كبل ممزق ،وأن تمكبن لعدائهبا منهبا حتبى
تكون أمببة خاسببئة ذليلة تابعببة لعدائهببا ،ولكببن ممببا
سببمعناه كثيراً مببن فلتات ألسببنة هؤلء الحشويببة انبلج
الصبببح لذي عينيببن ،فأصبببح المببر واضحًا وضوح
الشمبس فبي رابعبة النهار ،وأيقنبا أن هذه الفئة تحارب
القرآن الكريببم والسببنة النبويببة على صبباحبها أفضببل
الصببلة وأتببم التسببليم كببل محاربببة ،رغببم أنهببا تنتمببي
-حسببب زعمهببا -إلى السببنة فهببي ليسببت مببن القرآن
الكريم ول من السنة النبوية في شيء ،والشواهد على
وسقط القناع13-
هذا الذي أقوله كثيرة سببواء كانببت هذه الشواهببد مببن
تصبرفاتها وأعمالهبا أو كانبت مبن شهادة علماء المبة
الذيببن تحدثوا عنهببا ،فقالوا فيهببا مببا قالوا ،ومببن بيببن
هؤلء علماء المذاهببب الربعببة بببل مببن بينهببم بعببض
علماء الحنابلة أنفسهم الذين شهدوا شهادة حق بأن هذه
الفئة ليسبت مبن السبلم فبي شيبء ،وبأنهبا أخطبر على
السبلم والمسبلمين مبن الكفار الصبرحاء الذيبن كشفوا
عبن وجوههبم ولم يحاولوا بأي وسبيلة مبن الوسبائل أن
يغطوا معائبهم.
وإذا كان القرآن الكريبببم قبببد عنبببي عنايببة بالغبببة
بإبراز صبفات المنافقيبن وكشبف عوارهبم والتنديبد بهبم
أكثبر ممبا عنبي بأمبر المشركيبن وذلك لخطورة النفاق
والمنافقيببن ،فإن هذه الطائفببة التببي تتقمببص السببلفية
وتنتسببب زوراً إلى السببنة هببي أخطببر وأشببد مببا تكون
نكايببة بهذه المببة ،فهببي إذاً حريببة بأن يكشببف السببتار
عنهببا وتبببين حقيقببة أمرهببا حتببى يتجلى للناس الحببق
واضحاً جلياً من غير شيء من الغموض.
كثيراً مبببا توافينبببا مؤلفات هؤلء ومحاضراتهبببم
وخطبهم وهي تسعى إلى تمزيق شمل هذه المة ،فهي
بمثاببببة المدى التبببي تفري أديمهبببا وتقطبببع أوصبببالها
وتمزع أشلءهبا ،وكثيراً مبا لمسبنا مبن هؤلء الحشوية
الخوف الشديببد مببن اجتماع هذه المببة وتآلفهببا ،لن
شأنهببم شأن الخفافيببش التببي ل تعيببش إل فببي الظلم،
فهبي تخشبى كبل الخشيبة مبن سبطوع النهار ،ذلك لنهبم
يجدون فرصببة فببي الظلم الدامببس -ظلم تفرق هذه
وسقط القناع14-
المبة وتناحرهبا -لمبا يسبعون إليبه مبن ببث مؤامراتهبم
فبي صبفوفها ،أمبا إن اتحدت هذه المبة وسبطع الضياء
في حياتها سطوعاً واضحاً بيناً ،فإن مؤامراتهم سوف
تنكشبف ،وحقيقبة أمرهبم سبوف تتجلى ،ومبن أجبل ذلك
يخشون كل الخشية من وحدة هذه المة.
وسقط القناع15-
سبب إلقاء المحاضرة
وفببي اليام الخيرة اسببتمعنا إلى محاضرة ألقاهببا
أحببد هؤلء الحشويببة يسببمى عبدالرحيببم الطحان ،هذه
المحاضرة لقيت كثيراً من المعارضة من الذين يحبون
الخيبر لهذه المبة ،ويحبون لهبا أن تجتمبع وتتوحبد فبي
ظببل السببلم الحنيببف وفببي ظببل العقيدة الحقببة على
اختلف مذاهبهبا ،فإن المسبلمين جميعاً يعظمون كتاب
ال وسببنة رسببوله صببلى ال عليببه وسببلم ويعظمون
السبلف الصبالح مبن الصبحابة والتابعيبن لهبم بإحسبان،
ويبذلون جهدهببم أن يسببعوا سببعيهم ويسببلكوا طريقهببم
ويقتفوا هديهم.
وقد جاءني أحد الخوة من أتباع المذهب الشافعي
بأشرطبة هذه المحاضرة ،وطلب منبي أن أعقبب عليهبا
بمببا يكشببف عوارهببا ويبببين دسببائسها ويكشببف طوايببا
خببث قائلهبا الذي يسبعى بكبل جهده إلى تمزيبق صبف
هذه المة كل ممزق.
جاء في هذه المحاضرة ما جاء من محاولة تفريق
هذه المة ،وذلك لن المحاضر ألب الناس أيما تأليب
على الباضية أهل الحق والستقامة ،الذين يسعون
إلى توحيد هذه المة وجمع كلمتها ،وقد كان من
ضمن الذي شغل باله وأقلق قلبه وأقض مضجعه ما
قرأه في كتابنا "الحق الدامغ"( ) ذلك الكتاب الذي دفع
1
)(1يقع الكتاب في 239صفحة صدر عام 1409هك وقد طبع إلى الن
طبعتين ،وهو يعالج ثلثة مواضيع -:الرؤية والخلود في النار وخلق
وسقط القناع16-
الشّبه التي نسجت حول الباضية -أهل الحق
والستقامة -بما أبانه من دلئل حجتهم ووضوح
معتقدهم وسلمة خطتهم ،إذ هم يسعون إلى جمع
صف هذه المة ،وتأليف قلوبها حتى تكون كقلب
رجل واحد ،يصدق عليها قول رسول ال صلى ال
عليه وسلم(( :ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم
وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى
له سائر الجسد بالحمى والسهر))( ).
1
وسقط القناع18-
عجز شبه الباطل
أمام دلئل الحق
وقد حاول الطحان أن يدحض حجة الحق بشبه
الباطل التي حاول أن ينسجها ليموه بها على الناس
ويحول بينهم وبين إدراك الحقيقة ،ومن ذلك تلك الشبه
التي حاول أن يلصقها بما قلناه في كتابنا "الحق
الدامغ" في تفسير قول الحق تبارك وتعالى :وجوه
ناظرة( ) فإنه حاول بكل جهده
1
يومئذ ناضرة إلى ربها
أن يقول بأن الذي قلناه كلم باطل وتلعب بكتاب ال،
وأنا فسرنا آيات ال تعالى بغير مراده سبحانه وتعالى،
وأن النظر في هذه الية وهي قوله تعالى :إلى ربها
ناظرة ليس إل بمعنى الرؤية ،ولكنه لم يستطع بأي
حال من الحوال أن يأتي بنص الذي قلناه ،ويحاول
أن يحلله تحليلً بحيث يبين بطلن أي شيء منه،
وإنما حام حوله بهذه الشبه التي حاول بجهده أن
يدحض بها حجة الحق ،وأنا أعرض على
المستمعين( ) ما قلته في "الحق الدمغ" ليتبين بهذا
2
)(1القيامة .23-22
)(2لكونها في الصل محاضرة مسجلة.
وسقط القناع19-
بأن ينقضوا هذا الكلم جملة جملة( ) إن كانوا صادقين
1
)(1هذا التحدي قائم منذ سنوات من قبل سماحة الشيخ الخليلي ومن
الباضية عموما ولكن هيهات هيهات أن تغامر الحشوية بشبهها أمام دلئل
الحق ،وقد دعوناهم للمباهلة ورفضوها كذلك.
)(2أي استند إليه القائلون بالرؤية.
))3الحق الدامغ ص .43-42
وسقط القناع20-
()2
والملئكة ) (وقوله :ما ينظرون إل صيحة واحدة
1
)(1البقرة .210
))2يس .49
)(3الحديد .13
وسقط القناع21-
البلغية ل تفوت البلغاء في كلمهم؛ منثوره
ومنظومه ،فما بالكم بكلم ال تعالى الذي هو أدق في
التعبير ،وأبلغ في التصوير ،وأكثر انسجاماً وأشد
1
ترابطاً من كل كلم ،كيف ل وهو كلم ال جل؟)( ).
نجببببد أن الطحان لم يتعقببببب هذا الكلم بمببببا
يدحضه ويبين أن فيه شيئاً من العوار.
ثم قلت-:
(ج -أن هذا التأويل هو الذي يتفق مع ما في خاتمة
"عبس" وهو قوله سبحانه :وجوه يومئذ مسفرة
ضاحكة مستبشرة ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها
قترة ( ) إذ ل فارق بين ما وصفت به وجوه المؤمنين
2
هنا من الستبشار ،ووصفت به في آية القيامة من
النظر بمعنى النتظار ،فإن المنتظر للرحمة مستبشر
بها والمستبشر منتظر لما استبشر به.
د -أن تقديم المعمول على عامله يؤذن بقصره عليه،
ناظرة يؤذن أنها ل تنظر
فتقديم إلى ربها على
إل إليه وهو ل يتفق إل مع تفسير النظر بالنتظار،
فلو كان المراد به الرؤية لقتضى أنهم ل يرون شيئاً
غيره تعالى مع ما هو معروف عقلً ونقلً من رؤية
بعضهم لبعض ،ورؤيتهم لما أعد ال لهم من النعيم.
وأنكر المثبتون للرؤية تفسير النظر بالنتظار
من ثلثة أوجه-:
)(1أي الحشوية المجسمة فإنهم ينكرون المجاز لجل إنكارهم تأويل اليات
المتشابهات بما يتفق مع أخواتها المحكمات.
وسقط القناع25-
معنى ،ولذلك جاز إسناد الظن إليها في قوله :تظن أن
يفعل بها فاقرة،) (كما جاز إسناد الخشوع والعمل
1
)(1القيامة .25
)(2الغاشية .3-2
)(3الغاشية .6-4
)(4الغاشية .9-8
وسقط القناع26-
وأبي صالح بإسناد صححه الحافظ ابن حجر وأخرجه
المام ابن جرير عن مجاهد بخمسة أسانيد وفي كلمه
إنكار صريح للرؤية ،فقد جاء في رواية منصور عنه
أنه قال( :ل يراه من خلقه شيء) وفي أخرى من
طريقه أيضاً قال( :كان الناس يقولون في حديث
"فيرون ربهم" فقلت لمجاهد :إن أناساً يقولون إنه
يُرى .فقال :يَرى ول يَراه شيء).
وفي تفسير الميزان للعلمة الطباطبائي -وهو
أحد علماء الشيعة المامية المعاصرين -ما نصه:
(وفي العيون من باب ما جاء عن الرضى عليه السلم
من أخبار التوحيد بإسناده إلى إبراهيم بن أبي محمود
قال :قال علي بن موسى الرضى عليه السلم في قوله
ناضرة إلى ربها ناظرة :يعني
تعالى وجوه يومئذ
مشرقة تنتظر ثواب ربها قال :أقول :ورواه في
التوحيد والحتجاج والمجمع عن علي عليه السلم).
ومن أقطع الدلة وأبين الشواهد على مجيء
النظر معدى بإلى ،وهو ليس بمعنى الرؤية قوله
تعالى :إن الذين يشترون بعهد ال وأيمانهم ثمناً
قليلً أولئك ل خلق لهم في الخرة ول يكلمهم ال
ول ينظر إليهم يوم القيامة ) (فإنه لو حمل النظر في
1
)(1العراف .143
)(2النعام .103
)(3يس .49
)(4العراف .53
)(5البقرة .210
وسقط القناع29-
جلله وبهجة قدسه التي ل تخول رؤيتها لغير أهل
السعادة)( ).
1
وسقط القناع31-
موقف
علماء أهل السنة من الحشوية
ثم إننا نجد أن الطحان بسبب كساد بضاعته
وقلة حصيلته من العلم ،حاول بكل جهده أن يضفي
على أهل الحق والستقامة السباب ،وما هذا إل دليل
إفلسه من الحجة ،فإن الذي يعتمد على السباب ما هو
إل مفلس من الحجة ،وهذا هو شأن الحشوية ،فإن كل
همهم في سباب المسلمين مخالفة لحديث المصطفى
صلى ال عليه وسلم الذي يقول(( :سباب المسلم
فسوق وقتاله كفر))( ) ومن سبابه لهل الحق
1
هذا يأتون عوام الناس غير المتعلمين فيموهون عليهم الدين بخزعبلتهم،
في حين أنهم ل يقدرون القتراب من المتعلمين.
وسقط القناع33-
التشبيه ل تبارك وتعالى بخلقه ،قال في هؤلء( :هي
نزعة سامرية في التجسيم ،ونزعة يهودية في التشبيه،
وكذا نزعة نصرانية ،فإنه لما قيل عن عيسى عليه
السلم :إنه روح ال سبحانه وتعالى اعتقدت النصارى
أن ل صفة هي روح ولجت في مريم عليها السلم،
وهؤلء وقع لهم من الغلط من سوء فهمهم ،وما ذلك
إل أنهم سموا الخبار أخبار صفات وإنما هي
إضافات ،وليس كل مضاف صفة ،فإنه سبحانه
وتعالى قال :ونفخت فيه من روحي وليس ل صفة
تسمى روحاً)( ) إلى آخر ما قاله.
1
)(1انظر :دفع شبه من شبه وتمرد ونسب ذلك إلى السيد الجليل المام
أحمد ،للمام أبي بكر تقي الدين الحصني ،ص 7وص ،10ط.دار إحياء
الكتب العربية1350،هك.
وسقط القناع34-
أرواحنا بيده -أضر على السلم من اليهود
والنصارى والمجوس وعبدة الوثان ،لن ضللت
الكفار ظاهرة يتجنبها المسلمون ،وهؤلء أتوا الدين
والعوام من طريق يغتر به المستضعفون ،فأوحوا إلى
أوليائهم بهذه البدع ،وأحلوا في قلوبهم وصف المعبود
سبحانه بالعضاء والجوارح والركوب والنزول،
والتكاء والستلقاء والستواء بالذات والتردد في
الجهات ،فمن أصغى إلى ظاهرهم يبادر بوهمه إلى
تخيل المحسوسات ،فاعتقد الفضائح ،فسال به السيل
وهو ل يدري).
ونجد أن كثيراً من العلماء والئمة من المذاهب
الربعة تحاملوا تحاملً شديداً على أئمة هؤلء
الحشوية ،وأخرجوهم من حظيرة السلم رأساً ،ومن
بين أئمة الحشوية الذين ضللهم أتباع المذاهب
الربعة ،وهم -كما قلت -يلزون أنفسهم بهذه المذاهب
الربعة ،ويلصقونها بهم ،من بينهم مجدد النحلة
الحشوية ابن تيمية الحراني ،فقد ضلله العدد الكثير
من أئمة المذاهب الربعة ،من بين هؤلء العلمة ابن
حجر الهيثمي ،فقد قال في كتابه " الفتاوى الحديثية"
في (ص ( :)203وإياك أن تصغي إلى ما في كتب ابن
تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ
إلهه هواه ،وأضله ال على علم ،وختم على سمعه
وقلبه وجعل على بصره غشاوة ،فمن يهديه من بعد
ال؟! وكيف تجاوز هؤلء الملحدون الحدود وتعدوا
الرسوم ،وخرقوا أسياج الشريعة والحقيقة ،فظنوا
وسقط القناع35-
بذلك أنهم على هدى من ربهم ،وليسوا كذلك) وقال
في حاشيته على مناسك المام النووي في (ص )214
طبعة دار الفكر( :ول يغتر بإنكار ابن تيمية بسن
زيارته صلى ال عليه وسلم ،فإنه عبد أضله ال كما
قال العز بن جماعة ،وأطال في الرد عليه التقي
السبكي في تصنيف مستقل ،ووقوعه في حق رسول
ال صلى ال عليه وسلم ليس بعجيب ،فإنه وقع في
حق ال سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون
والجاحدون علواً كبيراً ،فنسب إليه العظائم كقول :إن
ل تعالى جهة ويداً ورجلً وعيناً ،وغير ذلك من
القبائح الشنيعة ،ولقد كفره كثير من العلماء ،عامله ال
بعدله ،وخذل متبعيه الذين نصروا ما افتراه على
الشريعة الغراء).
وقال أيضاً في كتابه "الجوهر المنظم في زيارة
القبر الشريف النبوي المكرم"( :فقلت :كيف تحكي
الجماع السابق على مشروعية الزيارة والسفر إليها
وطلبها ،وابن تيمية من متأخري الحنابلة منكر
لمشروعية ذلك كله ،كما رآه التقي السبكي بخطه؟
وأطال -أعني ابن تيمية -في الستدلل بذلك بما تمجه
السماع ،وتنفر عنه الطباع ،بل زعم حرمة السفر لها
إجماعاً ،وإنه ل تقصر فيه الصلة ،وإن جميع
الحاديث الواردة فيه موضوعة ،وتبعه بعض من
تأخر من أهل مذهبه ،قلت :من هو ابن تيمية حتى
ينظر إليه أو يعول في شيء من أمور الدين عليه؟!
وهل هو إل كما قال جماعة من الئمة الذين تعقبوا
وسقط القناع36-
كلماته الفاسدة ،وحججه الكاسدة ،حتى أظهروا عوار
سقطاته وقبائح أوهامه وغلطاته كالعز بن جماعة:
عبد أضله ال تعالى على علم وأغواه ،وألبسه رداء
الخزي وأرداه وبوأه من قوة الفتراء والكذب ما أعقبه
الهوان ،وأوجب له الحرمان) ومن أراد الطلع على
هذا النقل فلينظر إلى كتاب "فرقان القرآن بين صفات
الخالق وصفات الكوان" للعلمة سلمة القضاعي
الشافعي في (ص .)132-131
وقال أيضاً العلمة ابن حجر الهيثمي في شرح
الشمائل( :قال ابن القيم عبن شيخه ابن تيمية :إنه ذكر
شيئاً بديعاً وهبو أنبه صبلى ال عليبه وسبلم لمبا رأى رببه
واضعاً يده بين كتفيه ،أكرم ذلك الموضع بالعذبة .قال
العراقي :لم نجد لذلك أصل -يعني من السنة ،قال ابن
حجر :بل هذا من قبيح رأيهما وضللهما إذ هو مبني
على ما ذهبا إليه وأطال في الستدلل له ،والحط على
أهل السنة في نفيهم له ،وهو إثبات الجهة والجسمية ل
تعالى ،ولهمبا فبي هذا المقام مبن القبائح وسبوء العتقاد
مببا تصببم عنببه الذان ويقضببى عليببه بالزور والبهتان،
قبحهما ال وقبح من قال بقولهما ،والمام أحمد وأتباع
مذهبه مبرؤون عن هذه الوصمة القبيحة ،كيف؟ وهي
كفبر عنبد كثيريبن) انتهبى كلم الحافبظ الهيثمبي فبي اببن
تيميببة مجدد النحلة الحشويببة التببي سببار عليهببا هؤلء
الذين يشنعون على أهل الحق والستقامة بما يشنعونه
عليهم.
وسقط القناع37-
ويقول المام إبراهيم الباجوري شارح جوهرة
التوحيد للعلمة اللقاني في (ص ( :)183ولقد أسرف
بعض الناس في هذا العصر ،فخاضوا في متشابه
الصفات بغير حق ،وأتوا في حديثهم عنها بما لم يأذن
به ال ،ولهم فيها كلمات غامضة ،تحتمل التشبيه
والتنزيه ،وتحتمل الكفر واليمان ،حتى باتت هذه
الكلمات نفسها من المتشابهات ،فهم قوم قد تصوروا
الذات اللهية كما صورتها لهم أخيلتهم ،ثم راحوا
يستنهضون ظواهر بعض اليات من كتاب ال إلى
تلك الخيلة لتصدقها ،ومن الزيغ أنهم يواجهون العامة
وأشباههم بما اعتقدوه ،ومن المؤسف أنهم ينسبون ما
يقولون إلى سلفنا الصالح ،ويخيلون إلى الناس أنهم
سلفيون ومن أقوالهم أن ال تعالى يشار إليه بالشارة
الحسية ،وإن له من الجهات الست جهة الفوق ،وإنه
استوى على عرشه بذاته استواءً حقيقياً ،بمعنى أنه
استقر استقراراً حقيقياً ،غير أنهم يعودون بالقول بأنه
ليس كاستقرارنا ،وليس لهم مستند في ذلك إل التشبث
بالظواهر ،ولقد تجلى مذهب السلف والخلف آنفاً،
وفيه أن حمل متشابهات الصفات على ظواهرها مع
القول بأنها باقية على حقيقتها ليس رأياً لحد
المسلمين ،وإنما هو رأي لبعض أصحاب الديان
الخرى كاليهود والنصارى وأهل النحل الضالة
كالمشبهة والمجسمة ،أما المسلمون فأمور العقائد
عندهم معتمدة على الدلة القطعية التي تواترت على
أنه تعالى ليس بجسم ،ول متحيزاً ول متجزءًا ول
وسقط القناع38-
متركباً ،ول محتاجاً لحد ل مكاناً ول زماناً ول حالً
فيها ،ولقد جاء القرآن الكريم بهذا في محكماته) ثم
أورد طائفة من آيات الكتاب العزيز.
فترى أنه نسب عقيدة هؤلء إلى اليهود
والنصارى وأهل النحل الضالة ،فإذاً هؤلء هم أفراخ
أولئك إن كان الطحان يرى أن الباضية -أهل الحق
والستقامة -هم أفراخ الخوارج بحسب ما يحلو لذوقه
السقيم.
ولنترك ما يقوله علماء المذاهب الثلثة الحنفية
والشافعية والمالكية ،ولنأت إلى ما يقوله أحد علماء
الحنابلة ،مع أن هؤلء الحشوية يتقمصون المذهب
الحنبلي ،فهذا العلمة الكبير أبو الفرج عبدالرحمن بن
الجوزي الحنبلي يقول في مقدمة كتابه "دفع شُبه
التشبيه بأكف التنزيه"( :ورأيت من أصحابنا من تكلم
في الصول بما ل يصلح وانتدب للتصنيف ثلثة :أبو
عبدال بن حامد وصاحبه القاضي وابن الزاغوني،
فصنفوا كتباً شانوا بها المذهب ورأيتهم قد نزلوا إلى
مرتبة العوام ،فحملوا الصفات على مقتضى الحس،
فسمعوا أن ال خلق آدم على صورته ،فأثبتوا له
صورة ووجهاً زائداً على الذات وعينين ولهوات،
وأضراساً وأضواءً لوجهه هي السبحات ،ويدين
وأصابع وكفاً ،وخنصراً وإبهاماً ،وصدراً وفخذاً،
وساقين ورجلين ،وقالوا :ما سمعنا بذكر الرأس.
وقالوا :يجوز أن يَمس ويُمس ،ويدني العبد من ذاته
وقال بعضهم :ويتنفس .ثم يرضون العوام بقولهم :ل
وسقط القناع39-
كما يعقل وقد أخذوا بالظاهر في السماء والصفات
فسموها بالصفات تسمية مبتدعة ،ل دليل لهم في ذلك
من النقل ول من العقل ،ولم يلتفتوا إلى النصوص
الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة ل تعالى،
ول إلى إلغاء ما يوجبه الظاهر من صفات الحدوث،
ولم يقتنعوا بأن يقولوا صفة فعل ،حتى قالوا صفة
ذات ،ثم لما أثبتوا أنها صفات ذات قالوا :ل نحملها
على توجيه اللغة ،مثل يد على نعمة وقدرة ،ومجيء
وإتيان على بر ولطف ،وساق على شدة بل قالوا:
نحملها على ظواهرها المتعارفة .والظاهر هو
المعهود من نعوت الدميين ،والشيء إنما يحمل على
حقيقته إذا أمكن ،ثم يتحرجون من التشبيه ويأنفون من
إضافته إليهم ،ويقولون :نحن أصحاب السنة.وكلمهم
صريح في التشبيه ،وقد تبعهم خلق من العوام)( ).
1
)(1انظر :دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه للمام أبي الفرج عبدالرحمن بن
الجوزي الحنبلي ،ص ،101-97ط .2دار المام النووي ،عمّان،
1412هك 1992-م.
وسقط القناع40-
حديث ابن عباس رضي ال عنهما عن النبي صلى ال
عليه وسلم أنه قال :ولما أسري بي رأيت الرحمن
تعالى في صورة شاب أمرد له نور يتلل ،وقد نهيت
عن وصفه لكم ،فسألت ربي أن يكرمني برؤيته ،وإذا
هو كأنه عروس حين كشف عن وجهه ،مستو على
عرشه -قال ابن الجوزي -قلت :هذا الحديث كذب
قبيح ما روي قط ل في صحيح ول في كذب ،فأبعد
ال من عمله ،فقد كنا نقول ذلك في المنام ،فذكر
الوضاع هذا في ليلة السراء كافأهم ال وجزاهم
النار ،يشبهون ال سبحانه بعروس!! ل يقول هذا
مسلم) فترون أنه نفى السلم عن من يقول مثل هذا
الكلم.
الموضع الثاني :جاء في نفس الكتاب في (ص :)274
(وقال ابن حامد المجسم :رأيت بعض أصحابنا يثبتون
ل وصوفاً في ذاته بأنه يتنفس.قال :وقالوا :الرياح
الهابة مثل الرياح العاصفة والعقيم ،والجنوب
والشمال ،والصبا والدبور ،مخلوقة إل ريحاً من
صفاته هي ذات نسيم حياتي وهي من نفس الرحمن
قلت( ) :على من يعتقد هذا اللعنة ،لنه يثبت جسداً1
)(1هذا الكتاب يضم مجموعة الحكام التي حكم بها علماء نجد الوهابية
الحشوية بتكفير وقتل المسلمين ،ومن خلل هذه الحكام يتضح للقارئ
المسلم المؤامرة الخبيثة ضد المة السلمية من قِبل هؤلء الحشوية ،وقد
طبع لول مرة بمصر سنة 1349هك ،وقد صدر الذن بنشره للمرة=
621/5 =الثالثة من رئاسة الفتاء والدعوة والرشاد بالسعودية برقم
وتأريخ 4/6/1409هك ،ونشرته دار العاصمة ،الرياض1412 ،هك.
وسقط القناع44-
الكتاب ،وإنما أريد أن أنقل نصوصاً من كتاب
"عنوان المجد في تاريخ نجد" الذي ألفه أحد علمائهم
وهو عثمان بن بشر النجدي الحنبلي ،ونشرته مكتبة
الرياض الحديثة بالمملكة العربية السعودية ،فإن في
هذا الكتاب من تعسف هؤلء الحشوية ومعاملتهم
للمسلمين معاملة الكافرين الصرحاء ما تشيب منه
الولدان ،ول أريد أن أنقل كيف عاملوا غير أصحاب
المذاهب الربعة بل أقتصر على ذكر معاملتهم
لصحاب هذه المذاهب وأكثرهم حنابلة.
يقول المؤلف المذكور في (ص ( :)15ثم أمر
الشيخ( ) بالجهاد وحضهم عليه ،فامتثلوا فأول جيش 1
وهذا يدل على أن هؤلء الحشوية الوهابية سائرون على نفس الخط
إلى الن.
)(1المقصود هنا محمد بن عبدالوهاب النجدي شيخ النحلة الوهابية
الحشوية الذي قال عنه أخوه العلمة سليمان بن عبدالوهاب وقد صنف
فيه تأليفا للرد على مزاعمه اسماه الصواعق اللهية في الرد على
الوهابية ،طبع في دار النسان بالقاهرة ،قال فيه( :فإن اليوم الناس ابتلي
بمن ينتسب إلى الكتاب والسنة ،ويستنبط في علومها ول يبالي من
يخالفه ،فإذا طلبت منه أن يعرض كلمه على أهل العلم لم يفعل بل=
=يوجب على الناس الخذ بقوله وبمفهومه ومن خالفه فهو عنده كافر،
ولم يكن فيه خصلة واحدة من أهل الجتهاد ،ول وال عشر واحدة).
وصنف فيه العلمة السيد أحمد بن زيني دحلن كتابا اسماه “الدرر
السنية في الرد على الوهابية”.والعلمة محمد بن عبدالرحمن عفالق كتابه
المسمى “تهكم المقلدين بمن ادعى تجديد هذا الدين”والعلمة السيد علوي
وسقط القناع45-
غزا سبع ركايب ،فلما ركبوها وأعجلت بهم النجائب
في سيرها سقطوا من أكوارها لنهم لم يعتادوا
ركوبها ،فأغاروا أظنه على بعض العراب فغنموا
ورجعوا سالمين) فما هو الموجب للغارة على هؤلء
العراب؟! وما هو المسوغ لخذهم مالهم غنيمة؟!.
ثم قال بعد ذلك( :وكان الشيخ -رحمه ال -لما
هاجر إليه المهاجرون ،يتحمل الدين الكثير في ذمته
لمؤونتهم وما يحتاجون إليه ،وفي حوائج الناس
وجوائز الوفود إليه من أهل البلدان والبوادي ،ذكر لي
أنه حين فتح الرياض وفي ذمته أربعون ألف محمدية
فقضاها من غنائمها) مع أن أهل الرياض كانوا حنابلة
لكنهم استباحوا أموالهم ،فترى أنه قضى أربعين ألف
محمدية من أموال أهل الرياض ،كيف استباحوا ذلك
من هؤلء الناس؟! أليسوا أهل عقيدة؟! أل يقولون ل
إله إل ال محمد رسول ال؟! إل يدينون ل سبحانه
بالوحدانية؟! أما كان في كلمة "ل إله إل ال" معصم
لهؤلء؟!.
ثم قال( :وكان ل يمسك على درهم ول دينار،
وما أوتي إليه من الخماس) ولنقف عند كلمة
الخماس ،فإنه ل يخمس إل ما يغنم من مال
ابن أحمد باعلوي كتابا اسماه “جلء الظلم في الرد على النجدي الذي
أضل العوام”والعلمة سنبل بن محمد سنبل كتابه الموسوم “النتصار
للولياء البرار”.
وسقط القناع46-
المشرك( ) ،أما مال المسلم فل يمكن أن يخمس بأي 1
حال من الحوال.
يقول( :وما أوتي إليه من الخماس والزكاة
يفرقه في أوانه ،وكان يعطي العطاء الجزيل بحيث إنه
يهب خمس الغنيمة العظيمة الثنين أو الثلثة ،فكانت
الخماس والزكاة وما يجبى إلى الدرعية من دقيق
الشياء وجليلها تدفع إليه بيده ،ويضعها حيث يشاء).
ويقول في (ص )46عندما تحدث عن أحداث
سنة 1176هب( :وفيها سار عبدالعزيز -رحمه ال-
بالجيوش المنصورة إلى الحساء وأناخ( ) بالموضع
2
)(1بل أشنع من ذلك أنهم كانوا من عادتهم أسر النساء والطفال حيث
حكاه عبدالرحمن الجبرتي المؤرخ المعروف -وهو ذو هوى وهابي -في
كتابه “تأريخ عجائب الثار في التراجم والخبار” يقول فيه( :فحاربوا
الطائف وحاربهم أهلها= =ثلثة أيام حتى غلبوا فأخذ البلدة الوهابيون
واستولوا عليها عنوة ،وقتلوا الرجال وأسروا النساء والطفال ،وهذا رأيهم
مع من يحاربهم) .انظر :من أخبار الحجاز ونجد في تاريخ الجبرتي
لمحمد أديب غالب ص ،90ط.دار اليمامة للبحث والترجمة والشراف،
طبعة أولى.
)(2ورد في بيان كلمات هذا الكتاب ص (د)-:ناوخهم :صافهم واستعد
للهجوم ،المناوخة :الهجوم.
وسقط القناع47-
الرياض وأهل خرمة معها أموالً ،فأخذ أهل الرياض
وترك أهل السدير لجل هدنة بينه وبينهم ،وفيها نقض
أهل وثيثة العهد وحاربوا المسلمين وقتلوا عبدالكريم
بن زامل ،وفيها غزا عبدالعزيز سبيع في الموضع
المسمى "سيح الديول" وأخذ عليهم نحو مائتي
بعير).فانظروا أولً كيف استباح أن يقتل الناس بدون
حجة أو موجب للقتل ،ثم بجانب ذلك أخذ من الموال
ما أخذه بغير حق ،أخذ نحو مائتي بعير على قوم
يدينون بشهادة أن ل إله إل ال.
وفي (ص )47يقول( :ثم دخلت السنة الثامنة
والسبعون بعد المائة واللف ،وفيها كانت الوقعة
المشهورة على حماد المديهيم ومن معه من السعيد
الضفير ،سار إليهم عبدالعزيز -رحمه ال تعالى-
ومعه غزوا( ) أهل الرياض مع دواس بن دهام ،فأغار 1
()انظر العنوان القادم من هذه المحاضرة لترى شيئا من ناصع تصرفات 2
الباضية.
وسقط القناع49-
شمر ،فصبحهم وأخذهم عليها ،وقتل رجالً من
رؤسائهم وفرسانهم ،منهم دخيل ال بن جاسر الفغم
وخلف الفغم ،وأخذ إبلهم وأغنامهم وحلتهم وعشراً من
الخيل).
وفي (ص )78تحدث عن أحداث السنة 1198هب
بقوله( :وفيها سار سعود -رحمه ال تعالى -بالمسلمين
وقصد ناحية الحساء ،فصبح أهل العيون وهجم
عليهم ولم يأتهم خبر عنه ،وأخذ كثيراً من الحيوانات
ونهب من بيوتها أزواداً وأمتعة) فانظر كيف هؤلء
يأتون الناس على غرة في بيوتهم وهم آمنون هاجعون
مستقرون ،فل يشعرون بهم إل وهم يسفكون دماءهم
ويزهقون أرواحهم وينهبون أموالهم وينتهكون
أعراضهم ،أهذه هي سيرة المسلمين التي سار عليها
السلف الصالح؟!.
وفي (ص )79قال( :ثم دخلت السنة التاسعة
والتسعون بعد المائة واللف ،وفيها سار سعود غازياً
إلى جهة الخرج ،فذكر له في أثناء الطريق أن قافلة
حافلة من أهل الخرج والفرع وغيرهم ظاهرة من
الحساء ،فرصد لهم سعود على الثليمى الماء
المعروف قرب الخرج ،فأقبلت القافلة وكانت على
ظمأ وقدموا له ركاباً ورجالً إلى الماء ،فأغار عليهم
سعود وقتّلهم) فانظروا إلى هذا التصرف المشين،
كيف يكون ناس آمنون يمشون في الطريق وإذا بهم
يفاجؤون بغارة هؤلء الحشوية الذين هم أشبه بالسباع
وسقط القناع50-
الكاسرة ،ل همّ لهم إل في امتصاص دماء الناس
وإزهاق أرواحهم وأخذ أموالهم بغير حق.
وفي (ص )85يقول( :ثم دخلت السنة الرابعة
بعد المائتين واللف ،وفيها كانت وقعة غريميل وهو
جبل صغير تحته ماء قرب الحساء ،وذلك أن سعوداً
سار من الدرعية بجنوده المسلمين من الحاضرة
والبادية ،وسار معه بوادي الظفير وبوادي العارض
وزيد بن عريعر ومن معه من جلوية بني خالد ،فسار
بتلك الجنود وقصد جموع بني خالد ورئيسهم يومئذ
عبدالمحسن بن سدراح وابن أخته دويحس بن عريعر
وهم عند عريميد المذكور ،فعدا عليهم ونازلهم ووقع
بينهم القتال ثلثة أيام ،فانهزم عبدالمحسن ومن معه
وهم من بني خالد ،فكروا في ساقتهم يقتلون ويغنمون،
وحاز سعود من البل والغنم والمتعة ما ل يعد ول
يحصى ،وقتل عليهم قتلى كثير ،وأخذ خمس الغنيمة
وقسم باقيه على المسلمين للراجل سهم وللفارس
سهمان) هذه التصرفات بعضها يشبه بعضاً ،وهي
نماذج من تصرفات أولئك الحشوية.
وفي (ص )87تحدث عن أحداث سنة 1205هب
قال( :فنهض إليهم سعود واستنفر أهل نجد من البادي
والحاضر ،فسار بالجيوش المنصورة وقصدهم في
تلك الناحية ونازلهم ،ووقع بينهم قتال شديد ،فانهزم
أولئك البوادي وقتل منهم قتلى كثيرة من فرسانهم
ورؤسائهم ،منهم مسعود الملقب حصان إبليس وسمرة
الفارس المشهور رئيس العبيات من مطر وعدد كثير
وسقط القناع51-
منهم ،وغنم المسلمون منهم غنائم كثيرة من البل
والغنم والثاث والمتعة ،وأخذ جميع محلهم( ) ،وهذه
1
)(1انظر ،كيف قام هؤلء الحشوية بالسيطرة على أماكن الناس بعد إبادة
أهلها وسرقة كل شيء حتى الثاث.
وسقط القناع52-
بالضرورة؟! هل ارتدوا عن هذا الدين الحنيف؟! هل
هم من الوثنين؟! هل هم من اليهود أو النصارى وقد
امتنعوا عن الدخول في الطاعة وامتنعوا عن أداء
الجزية الواجبة عليهم حتى تنتهك أموالهم وأنفسهم هذا
النتهاك ،أم أن هذا التصرف يباح لهؤلء الحشوية
ويشنع على الخوارج إن تصرفوا تصرفاً ل يكاد
يصل إلى عشر مثل هذا التصرف؟! فكيف مع ذلك
يقال إن هؤلء الحشوية على طريقة السلف الصالح،
ويعاب على الخوارج بما يعابون به؟! ونحن بطبيعة
الحال ل نتفق مع الخوارج في استباحتهم لموال
المسلمين ول في تشريكهم لهم ،ولكننا مع ذلك ل نجد
أي فرق بين تصرف هؤلء الحشوية وتصرف
الخوارج ،فإذاً من هم أفراخ الخوارج يا أيها
الطحان؟!.
وفي (ص )88يقول( :ثم دخلت السنة السادسة
بعد المائتين واللف ،وفيها في أول جمادى سار سعود
-رحمه ال تعالى -غازياً بالجيوش المنصورة من
البادي والحاضر ،وقصد القطيف وحاصر أهل
سبهات وأخذها عنوة ونهبها ،وأخذ عنك عنوة ونهبها،
وقتل منهم عدداً كثيراً من الرجال أكثر من أربعمائة
وأخذ أموالً عظيمة ،وصالحوه عن الفرضة
بخمسمائة أحمر( )).
1
)(1نوع من النقد.
وسقط القناع53-
وقال في (ص ( :)89-88وفيها غزا سليمان بن
عفيصان بأمر عبدالعزيز بجيش من أهل الخرج
وغيرهم ،وقصد قطر المعروف بين عمان والبحرين،
فصادف منهم غزواً نحو خمسين مطية فناوخهم،
فقاتلوا وهزمهم سليمان ،وقتلهم إل القليل ،وأخذ
ركبهم ،وفيها كانت غزوة الشقرة وذلك أن سعوداً
سار بالجيوش الكثيفة من جميع نجد الحاضرة
والبادية ،وقصد ناحية جبل شمر ،وقد ذكر له قبائل
كثيرة من البوادي من مطير وحرب وغيرهم ،وهم
على الماء المعروف بالشقرة قريب من جبل شمر،
فعدا عليهم سعود وأخذهم جملة وحاز منهم أموالً
عظيمة ،البل أكثر من ثمانية آلف بعير ،وأخذ جميع
أغنامهم ومحلتهم وأمتعتهم ،وأكثر من عشرين فرساً،
قتل عليهم عدة رجال ،ثم رحل سعود بجميع تلك الغنم
وأخرج خمسها وقسم باقيها غنيمة في المسلمين
للراجل سهم وللفارس سهمان).
فهل أهل قطر كانوا خارجين من ملة السلم
حتى يعاملوا هذه المعاملة ،فتستباح دماؤهم وأموالهم
ويؤخذ كل ما بأيديهم عنوة؟! هل هذا هو تصرف
المسلمين؟! وهل عرف ذلك عن السلف الصالح؟ وهل
كان صحابة رسول ال صلى ال عليه وسلم يصنعون
بأهل التوحيد مثل هذا الصنيع؟ فكيف ينتسب هؤلء
الحشوية زوراً وبهتاناً إلى السلف الصالح؟! ثم هم في
نفس الوقت ينكرون على أهل الحق والستقامة
استقامتهم ويلصقونهم بالخوارج.
وسقط القناع54-
ما هو الفارق ما بين تصرف الخوارج
وتصرف هؤلء الحشوية؟
من هو أولى -يا أيها الطحان -بصفة
الخارجية؟ هل هم أهل الحق والستقامة الذين هم أنزه
الناس عن إيذاء أي مسلم ،وأبعدهم من استحلل ماله،
أم هم أولئك الحشوية الذين جمعوا بين تشبيه ال بخلقه
-كما ورثوا ذلك عن اليهود -وبين قسوة الخوارج على
هذه المة.
وجاء في (ص )98-97من نفس الكتاب( :ثم
دخلت السنة السابعة بعد المائتين واللف ،وفيها سار
سعود -رحمه ال تعالى -بالجيوش المؤيدة المنصورة
بجميع أهل نجد وأكثر بواديها ،وقصد ناحية الشمال
يريد بوادي بني خالد وهم على الجهراء الماء
المعروف ،فلما قرب منهم وجد آثار الجيوش والخيل
غازية من الوادي عادين ،وكانت بنو خالد قد مالوا مع
براك بن عبدالمحسن وتابعوه وطردوا أولد عريعر
وذويهم ،فلما تولى عليهم براك المذكور نهض بهم
غازياً ونهض معه جميع بني خالد ،وورد على الماء
المعروف باللصافة في الشمال ،فأغار منها على
بوادي من سبيع وغيرهم وأخذ منهم إبلً كثيرة ،فلما
وجد سعود آثارهم تبعهم وورد على اللصافة ،فوجد
آثار الجيوش صادرة منه فنزل على الماء ،وأخبر
بمسير براك المذكور ،وتحقق أن قفولهم على هذا
الماء أو اللهابة أو القرعا وكانت أمواهاً قريباً بعضها
من بعض ،فبعث خيلً إلى اللهابة وخيلً إلى القرعا
وسقط القناع55-
لئل يردها من حيث ل يعلم ،ورتب عيونه لتقفوهم فلم
يلبثوا أن أقبلت عليه جموع بني خالد واردين الماء
كأنهم الليل ،فنهض عليهم المسلمون فرساناً وركباناً
فلم يثبتوا لهم ساعة واحدة ،فانهزم بنو خالد ل يلوي
أحد على أحد ول والد على ما ولد ،فتبعهم المسلمون
في ساقتهم يقتلون ويغنمون واستأصلوا تلك الجموع
قتلً ونهباً ،وانهزم براك بن عبدالمحسن شريداً ومعه
شرذمة قليلة من الخيالة إلى المنتفق ،وهلك من بني
خالد في هذه الوقعة بين القتل والظمأ خلئق كثيرة
قيل :إنهم أكثر من ألف رجل .وقيل :إن الذي هلك
قريب من ألفي رجل .وأخذ جميع ركابهم وخيلهم
وأزوادهم وأمتاعهم وفرشهم وجميع ما معهم ،قيل إن
الخيل أكثر من مائتي فرس ،وحاز سعود تلك الغنائم
وأخذ خمسها وقسم باقيها غنيمة للمسلمين للراجل سهم
وللفارس سهمان).
وفي (ص )103عندما تحدث عن أحداث سنة (
1209هب) قال( :وفيها أمر عبد العزيز على جيش من
أهل الخرج وغيرهم ،وسار بهم إبراهيم بن عفيصان
فقصد ناحية قطر وأغار على أهله فأخذ إبلً كثيرة من
بواديهم وأموالهم ،فأقبل بها وباعها في الحساء).
وفي (ص )106-105يقول( :فلما كان ذو القعدة
من هذه السنة( ) ،سار سعود بن عبدالعزيز من
1
)(1انظر أخي القاريء المسلم إلى هذه الوحشية الكاسرة ،وكأن المسلمين
في أيديهم أغنام تذبح ،والقتل لمدة أشهر -وليس أياما -والجلي والحبس
والنهب والهدم كان بعد الستسلم ،يالهول هذه الفاجعة المؤلمة التي حلت
على المسلمين من قبل هؤلء الحشوية الذين هم أكثر خارجية من
الخوارج ،إنا ل وإنا إليه راجعون.
وسقط القناع57-
وذلك لما تكرر منهم من نقض العهد ومنابذة المسلمين
وجرهم العداء عليهم ،وأكثر فيهم سعود القتل ،فكان
مع ناجم بن دهينيم عدة من الرجال يتخطفون في
السواق لهل الفسوق ونقاض العهد ،وكان أكثر القتل
في ذلك اليوم في المسلمين في الحساء بالتلنيقة
والسوادية المجتمعة في الفسوق الذين فعل فيهم في
الحساء بأهوائهم كلما أرادوا فعلوه ،ول يتجاسر أحد
أن يأمرهم أو ينهاهم لكثرة تعديهم ،فهذا مقتول في
البلد ،وهذا يخرجونه إلى الخيام ويضرب عنقه عند
خيمة سعود ،حتى أفناهم إل قليلً( ) ،وحاز سعود من
1
()لم نقرأ في التأريخ حتى اليوم عن أحد يزعم أنه مسلم تجاسر أن يفعل 1
()رواه المام مسلم في كتاب اليمان عن أسامة بن زيد بن حارثة بعدة 1
وسقط القناع60-
فانظروا كيف يعامل هؤلء الحشوية المسلمين؛
أبناء ملة التوحيد؛ هذه المعاملة التي ل يقرها السلم
ول يعرفها الدين.
وسقط القناع61-
صفحات ناصعة
من سيرة الباضية
والباضية الذين قلت فيهم -يا طحان -بأنهم
أفراخ الخوارج ،إن كنت ل تدري ما سيرتهم فإنني
سوف أنقل لك هنا بعض ما دونوه في فقههم من أحكام
الجهاد ،وأنقل لك أيضاً بعض تصرفهم في ميادين
القتال عندما يواجهون أعداءهم من البغاة الذين اعتدوا
عليهم ،فهم أبعد ما يكونون عن سفك دماء المسلمين،
وأكثر احتياطاً ،ول يغنمون شيئًا من أموالهم مهما كان
بغيهم.
حكم أهل البغي عند الباضية-:
فهذا المام نور الديببببن السببببالمي -رحمببببه ال
تعالى -في كتابه "جوهر النظام" عندما تكلم في أحكام
الجهاد تحدث عبن أهبل البغبي ،فذكبر أنهبم -ولو قوتلوا-
ل يحببل شيببء مببن أموالهببم ،وذلك الذي أطبقببت عليببه
جميبع كتبب الباضيبة ،ولكبن أنقبل لك هنبا نبص كلم
المام السالمي حيث قال-:
ومال أهل البغي ل وإن يكن قوم له
يحـل استحلوا
ثم ذكر مَن هؤلء الذين استحلوا أموالهم-:
خوارج ضلت فصارت من دينها صفرية أزارقة
مارقة جهلً على بغاة المسلمينا
فحكموا بحكم المشركينا قد استحلوا المال منهم
فعرضوا للناس بالسيف مغنما
كما وضللتهم وفسقتهم
وسقط القناع62-
وأمة المختار فارقتهم جملة أخبار مع الثار
ووردت فيهم عن ومـنـهـم ل شك نبرأنا
المختار
وفـيـهم المروق يعرفــنا
ثببم احتببج بفعببل أصببحاب رسببول ال صببلى ال
عليه وسلم الذين كانوا يحرصون على عدم غنم أموال
أهل التوحيد فقال-:
ولم يكن غنم بيوم الجمل ويوم صفين وسبي من
كذاك يوم الدار أيضاً لم علي
يكن سبي ول غنم فكيف
()
فعلهم الحجة فيما فعلوا يقبلن
1
()
ولم يكن للعمرين فيهم 2
ونقلهم فيما له قد نقلوا
لن خصمهم بالرتداد سبي ول غنم كما قد
تأول السابي لهم يوم دبا زعموا
وزعم الغلة أن هذا يدعون ل بالبغي والفساد
تعلقوا فيه بنفس الـزلــل وأنكر الفاروق ذاك
المذهبا
وجه يكون لهم ملذا
()أي كيف يقبل الغنم من البغاة ،وأما الحشوية المدعية للسلفية فبينها 1
وبين سيرة أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد المشرقين ،بل هم
قد جددوا نحلة الخوارج في حركتهم المعروفة بالوهابية ،والغثائية
والحشوية ...إلخ.
()الضمير عائد في (فعلهم) و(نقلهم) إلى أهل الحق والستقامة بينما 2
وسقط القناع64-
سيرة المام طالب الحق الكندي في اليمن-:
وأما إن سألت عن سيرة أهل الحق والستقامة،
فأريدك أن تقرأ بعض ما كتبه الكاتبون من غير
الباضية ،فانظر -إن شئت -ما حفظه المؤرخون عن
سيرة المام طالب الحق عبدال بن يحيى الكندي
وقائده أبي حمزة المختار بن عوف( ) ،ومن بين هؤلء
1
)(1كانت ثورتهما على ظلم بني أمية وجورهم عام 129هك .وكانت
ثمرة ثورتهما المباركة نشر الحق والعدل في اليمن والحجاز.
وسقط القناع65-
دمهم إل بطريق واضح ل غبار عليه بعد أن يقيموا
عليهم الحجة ،وبعد أن يبدأ أولئك البغاة بالقتال.
وعندما دخل المام طالب الحق عبدال بن
يحيى الكندي -رحمه ال تعالى -صنعاء بعدما هزموا
القائد الموي القاسم بن عمر الثقفي ،عامله المام
عبدال بن يحيى الكندي معاملة حسنة فلم يحز
غلصمته ،أو يقطع رأسه ،بل لم يصنع به أي شيء،
وإنما أخرجه ومن معه وهم سالمون من كل أذى.
ووجد المام طالب الحق الموال الكثيرة التي
جباها هذا العامل من الناس وتكدست في خزينته،
وكان المام طالب الحق وأصحابه في فقر مدقع وهم
بحاجة ملحة إلى المال ،ولكنهم لم تشرئب أعناقهم إلى
هذه الموال بل قسموها بين أهل صنعاء ،يقول في
ذلك البدر الشماخي في كتابه " السير" في ص()99
من الطبعة الولى( )( :وخلص لعبدال وقسم ما وجد
1
وسقط القناع70-
ثم يقول العلمة الدرجيني( :وبلغنا أن أبا
الخطاب رضي ال عنه لما هزمهم أحسن فيهم
السيرة ،وأمر أصحابه أل يتبعوا مدبراً ول يجهزوا
على جريح ،فقال رجل من لواتى من معسكر أبي
الخطاب يقال له خالد( :نأكل من أموالهم كما يأكلوا
أموالنا ويعتقدون أنها غنيمة أحلت لهم ،فقال أبو
الخطاب رحمه ال( :إن فعلنا كما فعلوا فحق على ال
أن يرفضنا ويدخلنا معهم جهنم ،فنكون كما قال ال
تعالى :كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا
فيها جميعاً قالت أخراهم لولهم ربنا هؤلء أضلونا
فآتهم عذاباً ضعفاً من النار قال لكل ضعف ولكن ل
تعلمون وقالت أولهم لخراهم فما كان لكم علينا من
1
فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون.) (
هذا هو تصرف الباضية الذين جعلتهم أيها
الحشوي أفراخ الخوارج.
يا طحان ،حاولت برحاك أن تطحن حجة الحق
الدامغة ،وأن تلبس الحق بالباطل ،وأن تصور أهل
الحق في صورة أهل الباطل ،ولكن يأبى ال ذلك،
فالشواهد قائمة والبينة ظاهرة ،ونحن نعلم يقيناً أن
الباضية في جميع أدوارهم يتحرجون كل التحرج من
مال الموحد مهما كان ،ولو أبيح دمه بسبب بغيه.
سيرة المام عزان بن قيس في عُمان-:
)(1العراف .39-38
وسقط القناع71-
ومما ذكره إمامنا نور الدين السالمي رحمه ال
تعالى في كتابه "تحفة العيان بسيرة أهل عمان" أن
المام العدل عزان بن قيس رضي ال تعالى عنه( ) قام
1
ومما جاء في هذا العهد العظيم ...( :وإذا التحمت الحرب بينكم
وبينهم فل تقتلوا صبيا صغيرا ول شيخا كبيرا ول امرأة ،إل شيخا أو
امرأة أعانوا على القتال ،ومن قتلتموه عند المحاربة فل تمثلوا به فإن
رسول ال صلى ال عليه وسلم نهى عن المثلة.)...
وسقط القناع74-
دور اليعاربة في تطهير البلد السلمية من
البرتغاليين-:
ومن ذلك أيضاً ما قام به المام الفاتح المظفر
ناصر بن مرشد اليعربي رحمه ال تعالى( ) ،إذ قام
1
()وقد كان من نوايا هؤلء الستعماريين البرتغال السيطرة على مقدسات 2
()انظر :تحفة العيان بسيرة أهل عمان ،للمام العلمة نور الدين 1
()انظر :الباضية في موكب التأريخ للعلمة علي يحيى معمر ،ج 2ص 1
=لنقاذ المدينة فعرضوا خطتهم على الباشا ،فما كان من هذا الخير إل
أن وافق كما هو متوقع.
والحيلة التي استعملها بنو ميزاب للوصول دون خطر إلى الموقع هي
كما يلي-:
لبسوا ملبس النساء ،وغطوا وجوههم باللحاف حسب العادة المحلية حتى
ل تظهر لحاهم وشواربهم ،وأخفوا تحت حواثكهم مسدسات ملى بالذخيرة
وخناجر مشحذة ،فخرجوا من المدينة من جهة (الباب الجديد) وتوجهوا
نحو الموقع ،عند ظهورهم توقف السبان الموجودون في الخنادق عن
إطلق النار ظنا منهم أن سكان المدينة قد استسلموا معبرين عن ذلك بهذه
القافلة من النساء حسب الطريقة المتبعة عند المسلمين [ليس صحيحا أن
هذه طريقة إسلمية ،بل لم يؤثر عن المسلمين مثل ذلك أبدا وهذا من
مطاعن المستشرقين قطعا].
وهكذا دخل هؤلء المهاجمون الماكرون الحصن دون عرقلة ،وما إن
دخل آخرهم حتى كشفوا عن دورهم الحقيقي فأفرغوا أسلحتهم في هؤلء
السبان المغرورين وسلوا خناجرهم ،فاحتدمت معركة عنيفة ورهيبة لم
تنته إل بموت آخر مدافعي الحصن ،ورغم المفاجأة لم يكن الدفاع أقل
عنفا وضراوة مما تسبب في هلك كثير من بني ميزاب ،وما إن سيطر
هؤلء على الحصن وبعد الشارة المتفق عليها من قبل ،أسرعت قافلة من
جند المشاة كانت قد أعدت من قبل وراء الباب الجديد فأخذت مواقعها
وسقط القناع79-
اعتراف...
وإنكار!!...
ومن الدواهي التي جاء بها هذا الطحان أنه
حاول أن يشنع على أهل الحق والستقامة بسبب
تفرقتهم في تفسير النظر ،بين النظر المذكور في
سورة العراف في قوله تعالى :ربي أرني انظر إليك
( ) وبين النظر المذكور في سورة القيامة في قوله 1
وسقط القناع81-
ضاحكة مستبشرة ) ( ل فرق بين هذا وذاك ،وخير ما
1
))1عبس .39-38
)(2مريم .90
*
*)) هذا هو نص عبارته بالضبط في أشرطته التي أجلب فيها بخيله
ورجله على مدلول اليات القرآنية والحاديث النبوية ،يتجرأ فيها على=
=سلب الخيرية عن القرآن الكريم والسنة الشريفة إل إن لويت أعناقها
وسقط القناع82-
وبجرأتك على ربك تبارك وتعالى أن نفيت الخير عن
كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم ،وال
سبحانه وتعالى وصف الكتاب العزيز بخلف ما قلته،
ولم يأت في كتاب ال شيء ينفي الخير عنه ،ولم يأت
فيه شيء ينفي الخير عن سنة رسوله صلى ال عليه
وسلم.
فال تعالى يقول في هذا الكتاب العزيز :ذلك
الكتاب ل ريب فيه هدى للمتقين ) ( ويقول سبحانه:
1
()
الحكيم هدى ورحمة للمحسنين ويقول ال سبحانه:
3
)(2النمل .2-1
)(3لقمان .3-2
)(4المائدة .15-14
وسقط القناع83-
وأنت -يا أيها الطحان -اجترأت على ال
سبحانه وتعالى فقلت هذا القول العظيم في كتابه،
ونفيت الخير عنه وجعلته مجرد قنطرة عبور إلى
غيره ،من أين لك ذلك؟!!.
وسقط القناع84-
وسقط القناع!!...
هنا سقط برقع الحشوية إذ يتبرقعون باسم
السلفية ،ويدّعون زوراً وبهتاناً أنهم من أتباع سلفنا
الصالح -الصحابة والتابعين -شتان بين الصحابة
والتابعين وبين هؤلء الحشوية الذين يقولون على
كتاب ال وعلى سنة رسوله صلى ال عليه وسلم ما لم
يأذن به ال.
اقرأ يا طحان قول ال سبحانه وتعالى في كتابه
العزيز :وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت
تدري ما الكتاب ول اليمان ،ولكن جعلناه نوراً نهدي
به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط
مستقيم ) ( سماه ال روحاً لن الرواح تحيا به ،كما
1
)(1الشورى .52
()السراء .82 2
وسقط القناع85-
يجترئون عليه فيكذبونه ويردونه من أمثال الحشوية
إل خساراً.
وقد بلغ المر بالحشوية أن اجترأوا هذه الجرأة
العظيمة التي أسقطت قناعهم ،وفضحت عوارهم،
وبينت دخائلهم ،وكشفت حقيقة أمرهم للمؤمنين ،فقد
وضح الصبح لذي عينين من كلم هذا الطحان عندما
وصف هذا القرآن بما وصفه به ،على أن القرآن
الكريم يأمرنا عند الختلف أن ل نحتكم إل إلى
القرآن نفسه وإلى سنة الرسول صلى ال عليه وسلم،
فال تعالى يقول :فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى
ال والرسول إن كنتم تؤمنون بال واليوم الخر.) (
1
)(1النساء .59
)(2النساء .174
)(3النساء .61
وسقط القناع86-
وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباؤنا أو لو
كان آباؤهم ل يعلمون شيئاً ول يهتدون.) (
1
)(1المائدة .104
()ص .29 2
)(3النعام .126
()النعام .157 4
)(5العراف .3
وسقط القناع87-
ورحمة للمؤمنين ) ( إي وربي إنه لهدى ورحمة
1
للمؤمنين.
ويقول سبحانه :كتاب أحكمت آياته ثم فصلت
من لدن حكيم خبير.) (
2
)(2هود .1
()يوسف .2 3
)(4الزخرف .3
)(5فصلت .3
()فصلت .44 6
وسقط القناع88-
يحاربون نفس السلم ،إذ هم يبطنون الكيد له
ويحيكون المؤامرات ضد أهله.
يقول ال سبحانه :ولقد يسرنا القرآن للذكر
فهل من مدكر ) ( فال سبحانه وتعالى يسر هذا القرآن
1
)(1القمر .17
)(2يوسف .111
()طه .101-99 3
وسقط القناع89-
أخبر ال سبحانه وتعالى بأنه كتاب فصلت وبينت آياته
في آيات متعددة ،فالكتاب العزيز كثير من قضاياه
جاءت مفصلة مبينة ل سيما تلك القضايا التي تتصل
بالعقيدة ،فل يمكن أن يقال بأن التمسك بها ل خير
فيها ،على أن كتاب ال سبحانه وتعالى قد نقل إلينا
نقلً تواترياً فل يجوز لحد أن يشك في حرف منه،
فقد أجمعت المة على نقله جيلً بعد جيل منذ نزوله
على قلب النبي الخاتم محمد صلى ال عليه وسلم وإلى
وقتنا هذا ،فل ريب في أي شيء جاء به القرآن
الكريم.
ونصوص القرآن الكريم في كثير من القضايا
-كما قلت -نصوص واضحة ظاهرة ،فيجب الحتكام
إليها ،وسنة رسول ال صلى ال عليه وسلم هي الحجة
بعد كتاب ال ،وال تعالى أخبر عن النبي صلى ال
عليه وسلم بأنه ل ينطق عن الهوى ،وأخبر عن قوله
بأنه وحي يوحى بقوله سبحانه وتعالى :وما ينطق
عن الهوى إن هو إل وحي يوحى ) ( فيجب التسليم بما
1
((1النجم .4-3
وسقط القناع90-
الناس جميعاً إنما يجب أن يعرض على كلم ال
وعلى كلم رسول ال صلى ال عليه وسلم ،إذ الكتاب
العزيز والسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلة
والسلم هما الميزان العدل الذي يفرق به بين الحق
والباطل ،والمحك الذي يتبين به الهدى والضلل،
والغي والرشد ،والستقامة والنحراف ،ومهما يكن
من أمر فإن المسلم الحق ل يتردد في قبول شيء مما
جاء من كتاب ال تعالى ومن سنة رسوله صلى ال
عليه وسلم.
أما أولئك الذين فسدت فطرهم ،وانحرفت
عقائدهم ،وضلت عقولهم ،فهم الذين يقدمون كلم غير
ال سبحانه وتعالى على كلمه ،ويقدمون حديث الناس
على ما ثبت عن الرسول صلى ال عليه وسلم،
ويردون الحق بالباطل ،ل إله إل ال ،ما هذه المصيبة
التي حلت بالسلم؟!.
كيف يجتري هؤلء في بلد السلم وبين
أوساط المسلمين على كتاب ال وعلى سنة رسوله
صلى ال عليه وسلم؟!
أين غيرة أولي البصائر من المسلمين؟!
على أن هذا ليس ببعيد إذا نظرنا إلى حديث
رسول ال صلى ال عليه وسلم عندما قال عليه أفضل
الصلة والسلم(( :لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر،
وسقط القناع91-
وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه))
( ) فإن ال سبحانه وتعالى يقول في أهل الكتاب -الذين 1
()رواه المام ابن جرير الطبري في تفسيره لهذه الية بطرق كثيرة، 3
((1محمد .30
وسقط القناع93-
من لي أعناق اليات حتى تتفق مع أهوائهم وخرافاتهم
وبدعهم.
والجواب عن ذلك :أن الحشوية لو لم يكونوا
مجامعين للطحان في هذا المعتقد وراضين بهذا
المقال ،ومشاركين له في هذه المؤامرة ضد السلم
والمسلمين لما طاروا فرحاً بهذه المحاضرة ،ونشروا
أشرطتها في أرجاء الرض ،فل تكاد مكتبة من
مكتبات الحشوية تخلو من العدد الهائل من أشرطة
هذه المحاضرة التي فيها هذه المحاربة الصارخة
الصريحة لكتاب ال ولسنة رسوله صلى ال عليه
وسلم ،ولو كانت الحشوية غير موافقة للطحان في هذا
الذي قاله لعلنت الرد عليه ،وقد مضى وقت على
إلقائه هذه المحاضرة فمن ذا رد عليه يا قوم؟! ( ).
1
وسقط القناع94-
افتراء الطحان
على سلف المة
ثم إن الطحان حاول أن يكابر الحقيقة عندما
ادعى أنه لم يقل بما فسرنا به قول ال تعالى :وجوه
ناظرة أحد من السلف.
يومئذ ناضرة إلى ربها
ما المراد بكلمة "السلف" في كلمه؟.
هل المراد بذلك السلف الصالح؟ أو أن المراد
بذلك سلف الحشوية الذين يقدمون كلمهم على كلم
ال وكلم رسوله صلى ال عليه وسلم كما جاء ذلك
واضحاً في كلمه الذي نقضناه قبل قليل.
فإن كان المراد بقوله السلف؛ سلف الحشوية
فمالنا ولهم ،فقد نابذناهم من أول المر بأن رجعنا إلى
كتاب ال الذي كفروا به وإلى سنة رسوله صلى ال
عليه وسلم التي جحدوها؛ بقولهم( :ل خير فيها).
وإن كان المراد بالسلف؛ سلف هذه المة
الصالحين ،فإن السلف قد قالوا قولنا ،وقد سبق أن
ذكرت( ) ذلك فيما حكيته من النص الذي جاء في 1
وسقط القناع95-
عنهما من الصحابة وعن عكرمة من التابعين ،ورواه
عن عكرمة عبد بن حميد ،كما رواه عن مجاهد وأبي
صالح بإسناد صححه الحافظ ابن حجر ،وقد ذكرت أن
المام ابن جرير الطبري رواه عن مجاهد بخمسة
أسانيد( ).
1
((2البقرة .55
)(3آل عمران .181
وسقط القناع96-
جاء في توراتهم المحرفة أن إسرائيل صارع الله
فصرعه ،فهل هؤلء ينكرون الرؤية؟!.
وأما النصارى فقد أثبتوا حلول اللهوت في
الناسوت وقالوا :بأن ال ثالث ثلثة .وقالوا في عيسى
ابن مريم :أنه هو ال .كما نص القرآن الكريم على
ذلك ،فهل كان هؤلء يجحدون رؤية ال سبحانه
وتعالى حتى يقال :بأن مجاهداً أخذ هذا التفسير عنهم.
المر الثاني-:
أننا نجد سلف الحشوية الذين يعتز بهم الطحان،
يقولون بخلف ذلك ،فيكفي هنا أن أنقل نصاً عن ابن
تيمية الذي هو في مقدمة أئمة هؤلء الحشوية الذين
يعتز بهم الطحان ،ويقدم كلمهم على كلم ال وكلم
رسوله صلى ال عليه وسلم.
فابن تيمية يقول في مجموع فتاواه في ج ،13
ص ( :369-368إذا لم تجد التفسير في القرآن ول في
السنة ول وجدته عن الصحابة ،فقد رجع كثير من
الئمة في ذلك إلى أقوال التابعين كمجاهد بن جبر،
فإنه كان آية في التفسير ،كما قال ابن إسحاق :حدثنا
أبان بن صالح عن مجاهد قال :عرضت المصحف
على ابن عباس ثلث مرات من فاتحته إلى خاتمته،
أوقفه عند كل آية منه ،وأسأله عنها .وبه إلى
الترمذي :حدثنا الحسين بن مهدي البصري حدثنا
عبدالرزاق عن معمر عن قتادة قال :ما في القرآن آية
إل وقد سمعنا فيها شيئاً .وبه إليه قال :حدثنا ابن أبي
عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن العشى قال :قال
وسقط القناع97-
مجاهد :لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود لم أحتج أن
أسأل ابن عباس عن كثير من القرآن مما سألت .وقال
ابن جرير :حدثنا أبو جريج قال :حدثنا طلق بن غنام
عن عثمان المكي عن أبي مليكة قال :رأيت مجاهداً
يسأل ابن عباس عن تفسير القرآن ومعه ألواح قال:
فيقول ابن عباس :اكتب .حتى سأله عن التفسير كله،
ولهذا كان سفيان الثوري يقول :إذا جاءك التفسير عن
مجاهد فحسبك به) وجاء هذا الكلم أو نحوه في
أصول التفسير لبن تيمية أيضاً في ص .93
فليرجع الطحان إلى هذين المصدرين.
فهل يؤمن بما قاله ابن تيمية مع أنه يقدم كلمه
على كلم ال وكلم رسوله صلى ال عليه وسلم أو ل
يؤمن بذلك؟!!.
وسقط القناع98-
بضاعة كاسدة
واستدلل سخيف
ثم إن الطحان حاول أن يجتر ما قيل من قبل،
وهو ذلك الستدلل السخيف الضعيف في قول ال
تعالى :كل إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) ( على
1
)(1المطففين .15
وسقط القناع99-
فكيف بالقضايا العتقادية الصلية مع أن العتقاد
ثمرة اليقين ،على أن المفهوم هنا أقرب أن يكون
مفهوم لقب وهو أضعف المفاهيم بإجماع الصوليين
والفقهاء وسائر أصحاب فنون العلم ،حتى أنهم عدوا
من أخذ به من الفقهاء في الفروع شاذاً.
ثالثها :أنه لو جاز الستناد إلى هذا المفهوم في إثبات
رؤية المؤمنين ل يوم القيامة ،لكان أحرى أن يستند
يومئذ في إثبات رؤية
إلى مفهوم يفيده التقييد بب
الكفار له تعالى قبل ذلك اليوم ،فإن الظروف لها حكم
الصفات في تقييد النسبة ،ومفهوم الوصف من أقوى
المفاهيم كما حرره الصوليون ،قال المام نور الدين
السالمي رضي ال عنه في "شمس الصول"-:
فالوصف والغاية الشرط
معا
أقوى مفاهيم وأجلى
()
1
موقعا)
ومن الغريب أن هؤلء الحشوية عندما تقهرهم
الحجة ،ويعجزون عن دحض البرهان إنما يكتفون
بالدندنة حوله ،ول يحاولون تحليل ما جاء في ذلك
الحتجاج الذي يهد عقائدهم ويقضي على ضللتهم،
فترى أن الطحان اكتفى هنا بمجرد هذه الدندنة،
وغاية ما قاله :إن الستدلل بالمفهوم هنا يتقوى
بالمنطوق ،والمنطوق الذي يشير إليه هو قول ال
وسقط القناع101-
الحشوية المشبهة
والمتشابه من القرآن الكريم
ثم إنه مما يستغرب جداً من هذا الطحان تلك
الدعوة الفارغة الكاذبة إذ قال :بأن الباضية ومن قال
بقولهم أخذوا بالمتشابه وتركوا المحكم.
من الذي يأخذ بالمتشابه؟!
هل هم الباضية الذين يردون اليات
المتشابهات إلى اليات المحكمات عملً بقول ال
تبارك وتعالى :هو الذي أنزل عليك الكتاب منه
آيات محكمات هن أم الكتاب ) (وصفها ال تعالى
1
وسقط القناع104-
ومما يميز به بين الحديث الصحيح الثابت إن
كان آحادياً وبين غير الصحيح موافقة القرآن وعدم
موافقته ،ولذلك كان السلف من الصحابة والتابعين
عندما يروي لهم راوٍ حديثاً يشمون منه رائحة مخالفة
القرآن ل يأخذون به حتى في المور الظنية ،كما
ثبت ذلك عن عمر رضي ال عنه في قصة فاطمة
بنت قيس( ) ،وكذلك كان مثل ذلك موقف أم المؤمنين 1
وسقط القناع106-
موقف
الحشوية من الصحيحين
ومما يعجب منه كثيراً أن نجد هؤلء الحشوية
يشنعون علينا عندما نترك بعض الروايات التي
جاءت في صحيحي البخاري ومسلم ،بينما هناك أكثر
من تسعين عالماً ردوا روايات من أحاديث الشيخين
وهم من أئمة الحديث.
ومن بين هؤلء الذين ردوا هذه الروايات
شيخا الحشوية اللذان جددا نحلتها ابن تيمية وابن
القيم ،فقد ردا مجموعة من الحاديث التي جاءت في
الصحيحين ،كما يعلم ذلك من تتبع مؤلفاتهما.
على أنه مما يدعو إلى الستغراب ويثير
العجب العجاب أن نجد هؤلء الحشوية يعتمدون على
الحديث الحادي الذي يخالف دللة القرآن الكريم
ويستندون إليه في إثبات العقيدة ،بينما نجدهم يردون
أحياناً الحديث الحادي الذي وافق نصوص القرآن
الكريم في إثبات قضية من قضايا العقيدة ،ومن ذلك
صنيع ابن تيمية فإنه قد أنكر أشد النكار على ابن
حزم الذي نقل في كتابه "مراتب الجماع"-:
(الجماع على كفر من نازع أن ال سبحانه وتعالى
لم يزل وحده ول شيء معه) فقد تعجب ابن تيمية من
ذلك وقال في هذه القضية( :وأعجب من ذلك حكايته
الجماع على كفر من نازع أنه سبحانه وتعالى لم
وسقط القناع107-
يزل وحده ول شيء غيره معه( ) ،ثم خلق الشياء
1
((1وهنا نتسآل بماذا يحكم المسلمون الذين يدينون بإله واحد هو ال
سبحانه وتعالى قد تفرد بالقدم وما عداه مخلوق ،بماذا سيحكمون على
هؤلء الحشوية الذين يقولون بتعدد القدماء؟!.
((2الحقيقة أن إحدى الثلث الروايات غير موجودة في البخاري كما
سيذكر شيخنا حفظه ال تعالى لحقا.
وسقط القناع108-
ثم قال بعد هذا الكلم بقليل( :وهذا الحديث لو
كان نصاً فيما ذكر فليس هو متواتراً ،فكم من حديث
صحيح ومعناه فيه نزاع كثير ،فكيف ومقصود
الحديث غير ما ذكر...الخ)( ).
1
((1انظر :نقد مراتب الجماع لبن تيمية المطبوع بهامش مراتب الجماع
للمام ابن حزم ،ص ،170-168ط.دار العربي ،بيروت1406 ،هك-
1985م ،ط .3
((2انظر فتح الباري بشرح صحيح البخاري ،للحافظ أحمد بن علي بن
حجر العسقلني ،ج ،13ص ،6ط .مكتبة الكليات الزهرية ،القاهرة،
1398هك1978-م.
وسقط القناع109-
ظاهراً صريحاً بأن ال سبحانه وتعالى خلق كل
شيء ،وأنه هو الذي يبدأ الخلق :أمن يبدأ الخلق ثم
يعيده وال خالق كل شيء وخلق كل شيء
()2 ()1
بأسرها.
ولكن ابن تيمية نجده يرد هذه الرواية التي
جاءت في صحيح البخاري ،ويعتل في رده لها بأنها
رواية غير متواترة ،مع أن هذه الرواية وإن كانت
غير متواترة تعتضد بالنصوص القطعية من كتاب
ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم التي تدل على
أن ال سبحانه وتعالى خلق الوجود بأسره ،وقد
أجمعت المة على ذلك ،فما من شيء في هذا الوجود
إل وهو مخلوق ل سبحانه ،وإذا كان كل شيء
مخلوقاً ل فإنه سبحانه وتعالى متقدم على كل ما
خلق ،إذ ل يمكن أن تكون الصنعة سابقة على
صانعها ،وإذا كان ذلك مستحيلً فمن الضروري
عقلً أن يكون ال سبحانه وتعالى سابقًا لهذا الوجود
بأسره.
ولكن ابن تيمية يرفض ذلك لجل موافقته
لمذهب أرسطو ،ويحاول أن يلوي الدلة ،ويرد
((1النمل .64
((2الزمر .62
((3الفرقان .2
وسقط القناع110-
بعضها بكونها غير متواترة ،ويأول بعضها بما يتفق
مع هواه في هذه القضية ،فال المستعان.
وسقط القناع111-
الزيادة
وكذب الطحان على السلف
ومن كذب هذا الطحان البين وجهله الفاضح
أنه ادعى زوراً بأنه لم يقل أحد في قول ال سبحانه
وتعالى :للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) ( إن الزيادة
1
((1يونس .26
وسقط القناع112-
أبواب) كما سبق ذلك عن ابن عباس ،وروى ابن
جرير عن الحسن( :أنه فسرها بمغفرة من ال
ورضوان) وهو مروي عن مجاهد عند الربيع،
وروى الربيع عن أبي حازم ،وابن جرير عن ابن
زيد( :أنها عدم محاسبتهم على ما أعطاهم في
الدنيا) وروى الربيع عن الشعبي( :أن "الزيادة"
دخول الجنة) وعن محمد بن كعب( :ما يزيدهم ال
من الكرامة والثواب) ( ).
1
((1البقرة .55
وسقط القناع115-
الحشوية
تبني عقيدتها على القياس
وتخبط الطحان أيما تخبط عندما زعم بأن
الحق تبارك وتعالى تجلى للجبل تجلياً ظاهراً بذاته
وأن الجبل رآه ،سبحان ال من أين لك ذلك؟!.
إن ال سبحانه وتعالى تجلى للجبل بكبريائه
وعظمته وجلله فلذلك اندك الجبل ،وقد جعل ال ذلك
آية لموسى عليه السلم حتى يتبين بأن رؤيته
مستحيلة ،ولذلك قال موسى عليه السلم بعد اعتذاره
منزهاً ال تعالى عما ل يليق بجلله وكبريائه :وأنا
المؤمنين ( ).
1
أول
ول أريد هنا أن أطيل في نقض الباطل الذي
جاء به الطحان في هذا الموضع ،فإن لنا مواقف
أخرى إن شاء ال مع هؤلء المشبهة في كتابات
سوف نبين فيها الحقيقة للمؤمنين ،فإن السامعين
يستطيلون الحديث الذي يسمعونه( ) بخلف ما إذا
2
((1العراف .143
((2لقد كانت هذه المحاضرة في الصل مسجلة في شريط سمعي ألقاها
سماحة العلمة الخليلي ردا على هذا الطحان الحشوي.
وسقط القناع116-
المخلوق القاصر المحدود ،فكيف تزعمون أنكم سلفية
تأخذون بنصوص الكتاب العزيز والسنة النبوية
حسب زعمكم ،ونجدكم تنكرون على الذين يعملون
العقول في فهم مقاصد هذه النصوص وتشددون
عليهم وتحاولون جهدكم أن تسفهوهم ،ثم بجانب ذلك
تبنون عقائدكم على القياس ،وأنتم تعلمون أن أول من
قاس في هذا المر هو إبليس لعنه ال ،إذ قاس النار
على النور عندما قال ال تعالى حكاية عنه :خلقتني
1
طين ( ).
من نار وخلقته من
وأسلف القول في استدلل الذين استدلوا على
إنكار رؤية ال تعالى بب"لن" قائلً :بأن "لن" ل تفيد
التأبيد هنا وأطال في ذلك ،ولست بحاجة إلى تتبع كل
ما قال لن ذلك أمر يؤدي إلى طول الحديث ،ولكني
أقول :بأن "لن" في قول ال تعالى :لن تراني} تدل
على نفي رؤيته سبحانه وتعالى ،وانتفاء الرؤية أمر
يتعلق بذاته سبحانه ،وذاته تبارك وتعالى ل تتحول
من حال إلى حال ،فإن ال عز وجل ل تجري عليه
الحوال إل عند الحشوية الذين يصفون ال سبحانه
وتعالى بصفات مخلوقاته ،فلذلك يقولون :بأنه يفرح
تارة ويحزن تارة أخرى ،وينتقل سبحانه وتعالى من
حال إلى حال ،تعالى ال عما يقولون علواً كبيرًا.
ويكفينا في الرد على هؤلء أنهم يستندون في
إنكار دللة "لن" هنا على التأبيد بقول ال سبحانه
((1العراف .12
وسقط القناع117-
وتعالى في اليهود :ولن يتمنوه أبد اً ( ) فهم لو كانوا
2
((2البقرة .95
وسقط القناع118-
حجتهم ،بدليل أن ال سبحانه وتعالى نعى هذا المر
على اليهود في غير موضع من كتابه ،فقد قال
سبحانه :فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا
ال جهرة ) ( وقال تعالى :وإذ قلتم يا موسى لن
1
((1النساء .153
((2البقرة .55
((3العراف .155
((4انظر هذه القضية في سورة النعام اليات .79-75
وسقط القناع119-
أفتعتقدون أن إبراهيم -إمام الحنيفين -الذي
بعث بملة التوحيد الحنيفية السمحة كان يعتقد ألوهية
تلك النيرات ،أو أنه أراد أن يبكت بذلك قومه الذين
كانوا يعبدونها من دون ال ،وعندما قامت الحجة
عليهم واتضحت المحجة لهم رغم مكابرتهم قال ال
سبحانه وتعالى :وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على
قومه ) ( فتلك حجة ال تبارك وتعالى التي آتاها عبده
1
((1النعام .83
وسقط القناع120-
الحشوية
ل تفقه لغة القرآن الكريم
وقد حاول الطحان جهده أن يلبس الحق بالباطل
عندما اعترض على استدللنا على نفي رؤية ال
سبحانه وتعالى بقوله عز وجل :ل تدركه البصار
وهو يدرك البصار وهو اللطيف الخبير ) ( وقد ذكرت
1
((1النعام .103
((2الحق الدامغ ص .85-68
وسقط القناع121-
إل أننا نقول ما قلناه من قبل بأن الكلم العربي
يدل على أن الدراك ل يعني الحاطة ،فالدراك في
كل شيء بحسبه ،فإن قلت في الشيء الملموس:
أدركته بيدي .فمعناه :أنك لمسته بيدك ،وإذا قلت في
الشيء المسموع :أدركته بسمعي فمعناه :أن سمعك
وصل إليه( ) ،وإذا قلت في الشيء المرئي :أدركته 1
((1الشعراء .62-61
وسقط القناع126-
وإدراك الرمح إصابته للمطعون ،وإدراك العدو تمكنه
منه وقدرته على إنزال السوء به ،فأصحاب موسى
عليه السلم ما كانوا يتوقعون مجرد رؤية عدوهم
لهم ،وإنما كانوا يحذرون من تمكنه منهم( ).
1
((1انظروا إلى ابن تيمية هنا فقد اعترف بأن ال سبحانه وتعالى ذكر هذه
الية الكريمة في سياق التمدح.
وسقط القناع128-
عدله وعلمه وغناه ،ونفي النسيان وعزوب شيء عن
علمه المتضمن كمال علمه وإحاطته ،ونفي المثل
المتضمن لكمال ذاته وصفاته ،ولهذا لم يمتدح بعدم
محض ل يتضمن أمراً ثبوتياً ،فإن المعدوم يشارك
الموصوف في ذلك العدم ،ول يوصف الكامل بأمر
يشترك هو والمعدوم فيه ،فلو كان المراد بقوله :ل
تدركه البصار أنه ل يُرى بحال لم يكن في ذلك مدح
ول كمال لمشاركة المعدوم له في ذلك)( ) سبحانك
1
الكلم؟!.
وقد قلت في "الحق الدامغ" على إثره( :وهو
شدَهُ منه كل من كان يتمتع بشيء من العقل الذي كلم ُي ْ
لم يتكدر بتأثير الهوى ،فإنه ظاهر البطلن بيّن
التناقض ،وناهيك أنه أثبت في صدره أن الية ذكرت
في سياق التمدح ،ثم أتبع ذلك أن ال ل يتمدح بعدم
محض وانتهى به التطواف إلى القول بأن العدم
وسقط القناع134-
وحمل الحافظ الرداء في هذا الحديث على
الحجاب المذكور في حديث صهيب المتقدم ،وبعد أخذ
ورد قال( :ومقتضى حديث الباب أن مقتضى عزة ال
واستغنائه أن ل يراه أحد لكن رحمته للمؤمنين
اقتضت أن يريهم وجهه كمالً للنعمة ،فإذا زال المانع
فعل معهم خلف مقتضى الكبرياء ،فكأنه رفع عنه
حجاباً كان يمنعهم).
وقد نقل كلمه هذا صاحب المنار ولم يتعقبه
بشيء ،مع أنه ل يقل تكلفاً عما قبله ،فإن الحديث ل
يفيد أن امتناع الرؤية عن ال لشيء في نفوس عباده
كالهيبة التي تخشع لها أبصارهم وتوجل منها قلوبهم،
وإنما يفيد أن امتناعها لمر خاص بالذات اللهية،
وهو اتصاف ال تعالى بالكبرياء ،وصفات ال تعالى
ل تتناقض ول تناقضها أفعاله ،فقول الحافظ( :فعل
معهم خلف مقتضى الكبرياء) قول تقشعر منه جلود
الذين يخشون ربهم ،فحاشا ل سبحانه أن يفعل ما ل
تقتضيه صفاته الذاتية ،كيف وهي أجل المحامد
المقتضية لعظم المدائح ،وقد مر بكم من القول في
حديث صهيب ما يغني عن إعادته هنا)( ).
1
وسقط القناع136-
الرض ،ويأتوا كل منهي في السلم متذرعين إلى
ذلك كله بدعوى أن النهي غير شامل لعموم الزمنة.
وما تقدم تقريره من أن هذه الية -كسائر
اليات التي انتظمت في سلكها -سيقت مساق مدحه
تعالى مبطل لهذه الدعوى ،إذ لو حمل النفي فيها على
الدار الدنيا دون الخرة لجاز مثله في نظائرها نحو
قوله تعالى :ل تأخذه سنة ول نوم}( ) وقوله :ما
1
()
4
يكن له كفواً أحد ) (وقوله :ول يظلم ربك أحداً
3
((1البقرة .25
((2الجن .3
((3الخلص .4-3
((4الكهف .4
((5الحق الدامغ ص .78-77
وسقط القناع137-
الشبهة الثالثة ...تأثير الزمان على ال تعالى!-:
وأما الشبهة الثالثة التي دندن حولها الطحان
هي أن ال سبحانه وتعالى ل يدرك عندما يتجلى
بجميع نوره ،ويمكن إدراكه عندما يتجلى ببعض
نوره ،وقد أطال في ذلك ،ويكفي رداً على هذه الشبهة
الواهية الباطلة ،هو أن ال سبحانه وتعالى ل يتحول
من حال إلى حال فهو سبحانه وتعالى :ليس كمثله
شيء وهو السميع البصير}( ) وأنتم أيها الحشوية
1
((1الشورى .11
وسقط القناع138-
قد تكلموا في هذا الحديث ،ومنهم من قال بإبطاله،
وقال بأن الحتجاج به ل يمكن بأي حال من الحوال،
وسوف أتحدث عن بعض ذلك إن شاء ال فيما يأتي.
ثم إن هذا الطحان من منطلق ضلله ،وسوء
فهمه ،وتعفن فطرته ،وإظلم عقله ،وانطماس
بصيرته ،حاول بكل جهده أن يشوش الحقائق
ويشوهها ويموه في كلمه ،حتى يصور للناس أن
الذي قلناه مجرد تشويش ،مع أننا استندنا في ذلك إلى
هذه الدلة الظاهرة القاطعة البينة ،استندنا إلى أدلة
العقل والنقل ،ولكن أين عقل الطحان من إدراك مثل
هذه الحقائق ،وقد أظلم عقله بعقيدة الغي والضلل
-عقيدة تشبيه ال سبحانه وتعالى بخلقه -وانطمس عقله
من جراء كبائره التي ارتكبها وفي مقدمتها تلك
الوقاحة والجرأة على ال سبحانه وتعالى ،ورضاه بأن
يكون ال تعالى ورسوله صلى ال عليه وسلم خصماً
له في الدار الخرة إذ نفى عن كتاب ال وسنة رسوله
صلى ال عليه وسلم الخير ،أي جرأة على ال أعظم
من هذه الجرأة؟!.
وهو قد حاول أن يقول بأن ما قلناه من أن ال
سبحانه وتعالى لو كان يُرى في الدار الخرة للزم من
ذلك تبدل صفاته ،وغاية ما يستند إليه في هذا أن
امتناع رؤيته في هذه الدار الدنيا إنما هو لضعف في
العباد ل لشيء في ذاته ،وهذا تكذيب صارخ لحديث
رسول ال صلى ال عليه وسلم ،إذ أخبر النبي صلى
ال عليه وسلم كما جاء في حديث أبي موسى
وسقط القناع139-
الشعري( ) بأن أولئك المؤمنين في الجنة ليس بينهم 1
الحشوية
يردون على الله تعالى!!
((1ونص متن الحديث كما رواه المامان البخاري ومسلم وغيرهما عن
أبي موسى الشعري عن النبي -صلى ال عليه وسلم -أنه قال(( :جنتان
من فضة آنيتهما وما فيهما ،وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم
إل رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن)) .رواه البخاري في كتاب
التوحيد ،باب ،24رقمه ،7444ورواه مسلم في كتاب اليمان ،باب ،80
ورقمه ،296ورواه ابن ماجه في المقدمة ،باب ،13ورقمه ،186
والترمذي في أبواب صفة الجنة ،باب ،3ورقمه ،2648والدرامي في
كتاب الرقائق ،باب ،3ورقمه .2648كما رواه البخاري أيضا في كتاب
ل من الكبرياء.
التفسير ،باب ،1ورقمه ،4878ولكن بلفظة الكبر بد ً
وسقط القناع140-
هذا؛ وإن مما يدعو للضحك والسخرية
والستخفاف حشر الطحان عدداً من اليات استناداً
إليها في أن ال سبحانه وتعالى يُرى يوم القيامة ،من
ذلك قول ال تبارك وتعالى في سورة "يس" :إن
أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ) (بال عليكم
1
((1يس .55
((2السجدة .17
وسقط القناع141-
أعرف أن الناس سوف يرونك يوم القيامة؛ وهذا هو
الذي أخفيته لهم من قرة أعين!! يا ويحك يا طحان ما
هذه الجرأة التي تجترؤها على ال سبحانه وتعالى ،ال
ينفي أن تعلم نفس ما أخفاه لهم من قرة أعين في الدار
الخرة ،وأنت تدعي بجهلك وحمقك أنك تعلم ذلك
الذي نفى ال سبحانه وتعالى علمه عن أي نفس من
النفس.
وسقط القناع142-
اللقاء
وتأويل الحشوية
ومن اليات التي حشرها في الستدلل للرؤية
قول ال تعالى :تحيتهم يوم يلقونه سلم ) (وقوله:
1
بأعينهم؟!.
((1الحزاب .44
((2الفرقان .21
((3الكهف .110
((4التوبة .77
((5الجمعة .8
وسقط القناع143-
ويقول ال تعالى :ولقد كنتم تمنون الموت من
قبل أن تلقوه ) (فهل لقاء الموت هنا بمعنى رؤيته؟!.
1
وسقط القناع146-
الحشوية
يتناقضون مع أسلفهم
هذا؛ واستدل الطحان أيضاً على رؤية ال
تعالى بآيات يزعم أنها تشير إلى رؤية النبي صلى ال
عليه وسلم ل سبحانه ليلة السراء والمعراج ،وأنا ل
أريد أن أرد على الطحان في هذه القضية بالدلة من
سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم ،كحديث عائشة
رضي ال عنها كما جاء في الصحيحين اللذين يعتبر
الطحان مخالفهما جديراً بأن يقتل ،ل أريد أن أستدل
بهذه الدلة ،فلعله ل يؤمن بالسنة ،لنه صرح بنفسه
أن القرآن والسنة ما هما إل قنطرة عبور إلى أقوال
أسلفهم الذين يلوون أعناق اليات لتتفق مع أهوائهم
ومع ما في قرارة نفوسهم من عقائد زائغة ،وإنما أرد
عليه بكلم أحد أئمته الذين يرفع كلمهم إلى مستوى
أرفع من كلم ال سبحانه وتعالى وكلم رسوله صلى
ال عليه وسلم بحيث يرى أن كلمهم هو الغاية التي
يتوصل إليها ،ويجب التسليم لها وطمس البصيرة من
أجل الستسلم من أجلها ،نقل ابن تيمية –وهو عندهم
عنصر مقدس من عناصر أئمتهم -نقل في المجلد
السادس ص 507من فتاواه الكبرى( :عن عثمان بن
سعيد الدارمي أنه حكى إجماع الصحابة رضوان ال
عليهم على أن النبي صلى ال عليه وسلم لم ير
ربه).
وسقط القناع147-
فماذا عسى أن تقول يا طحان ،بعد أن قلت في
كتاب ال :ل خير فيه إل إذا مر بطريق السنة ،ثم أن
السنة أيضاً ل خير فيها حتى يصل الكتاب والسنة معاً
إلى أقوال سلفكم فيقبلون ما يقبلونه وينكرون ما
ينكرونه .هذا كلم أحد سلفكم ينكر رؤية النبي صلى
ال عليه وسلم لربه ليلة السراء والمعراج ،ويحكي
إجماع الصحابة على ذلك ،فماذا عسى أن تقول؟!.
وسقط القناع148-
المحدث القنوبي
يزف بشرى سارة إلى الحشوية!!
ثم انتقل الطحان إلى الستدلل بثبوت معتقده
بروايات الحاديث التي جاءت عند الشيخين
وغيرهما ،وأنا ل أريد أن أطيل في هذا الموقف ،فقد
ذكرت في "الحق الدامغ" ما في أصح هذه الروايات
سنداً من اضطراب المتن( ) ،وقد اعترف به كثير من
1
)(1نسوق هنا للقارئ المسلم متن الحديث ليرى أنه ل يمكن أن يخرج هذا
الكلم من مشكاة النبوة لما فيه من الضطراب والتداعي ووصف ال
تعالى بما ل يليق ،ولكن هؤلء الحشوية قوم بهت ينكرون الحق وإن
تجلى لهم كتجلي الشمس في وضح النهار-:
(عن أبي هريرة أن الناس قالوا :يا رسول ال هل نرى ربنا يوم
القيامة؟ فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم :هل تضارون في القمر ليلة
البدر؟ قالوا :ل يا رسول ال .قال :فهل تضارون في الشمس ليس دونها
حجاب؟ قالوا :ل يا رسول ال .قال :فإنكم ترونه كذلك ،يجمع ال الناس
يوم القيامة ،فيقول :من كان يعبد شيئا فليتبعه .فيتبع من كان يعبد الشمسَ
الشمسَ ،ويتبع من كان يعبد القمرَ القمرَ ،ويتبع من كان يعبد الطواغيتَ
الطواغيتَ ،وتبقى هذه المة فيها شافعوها أو منافقوها فيأتيهم ال فيقول:
أنا ربكم .فيقولون :هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا ،فإذا جاء ربنا عرفناه.
فيأتيهم ال في صورته التي يعرفون فيقول لهم :أنا ربكم .فيقولون :أنت
ربنا .فيتبعونه )...الخ الكلم.
وسقط القناع150-
والمتون لوجد فيها كثير من الضطراب ،وقد تولى
مناقشة أكثرها في وقتنا هذا العلمة المحدث الكبير
الحافظ الحجة الشيخ القنوبي( ) جزاه ال تعالى خيراً
1
))1منهاج السنة النبوية لبي العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية
الحراني ،ج 2ص ،133ط دار الكتب العلمية ،بيروت.
ونص كلمه في ذلك( :إن هذا من أخبار الحاد فكيف يثبت به أصل
الدين الذي ل يصح إل به).
وسقط القناع152-
منهج الباضية...
ومنهج الحشوية
ثم إن الطحان حاول أن يقلب المر رأساً على
عقب ،ويأتي بأوهام في محل الحقيقة ،حاول جهده أن
يخفي الشمس في رابعة النهار عندما قال خطاباً لنا
-معشر أهل الحق والستقامة( :ل بقرآن تقبلون ،ول
بقول الرسول تقبلون) سبحانك يا رب هذا بهتان
عظيم ،وهذا أمر ل يستغرب عند هؤلء الناس الذين
يكابرون الحق.
من قال؛ يا طحان :إن القرآن ل خير فيه؟!.
من قال؛ يا طحان :إن كلم الرسول صلى ال
عليه وسلم ل خير فيه؟!.
من جعلهما قنطرة عبور إلى أقوال الئمة الذين
تقتدون بهم؟!.
هل نحن قلنا ذلك أم أنت؟!.
هل نحن امتعضنا من الستدلل بكتاب ال
وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم استدللً صحيحاً
يتفق مع مفاهيم القرآن الكريم وحديث الرسول عليه
أفضل الصلة والسلم ،ويتفق مع دللت الكلمات
العربية ودلئل العقل السليم ،أم أنت وحزبك الحشوية
الذين يقولون على ال ما ل يعلمون ،ويجترئون عليه
سبحانه وتعالى بما تهوى أنفسهم من قول الباطل؟!.
نحن -والحمدل -قلنا من أول المر بالحتكام
إلى الكتاب العزيز والسنة النبوية الشريفة على
وسقط القناع153-
صاحبها أفضل الصلة والسلم ،واستدللنا بقوله عز
وجل :فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى ال
والرسول إن كنتم تؤمنون بال واليوم الخر ذلك
خير وأحسن تأويلً ) (أما أنت فإنك قلت بأن القرآن ل
1
((1النساء .59
((2محمد .19
وسقط القناع154-
العزيز الحكيم ) (بحاجة إلى بيان من السنة أو من جهة
3
أخرى؟!.
هل قول ال تعالى :ال ل إله إل هو الحي
القيوم ل تأخذه سنة ول نوم له ما في السموات وما
في الرض من ذا الذي يشفع عنده إل بإذنه يعلم ما
بين أيديهم وما خلفهم ول يحيطون بشيء من علمه
إل بما شاء وسع كرسيه السموات والرض ول
يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم ) (بحاجة إلى
1
بيان؟!.
هل من تعلق بهذه اليات ضال مضل إن لم
يكن له بيان من أقوال من تسمونهم بالسلف الصالح،
وهم أبعد ما يكونون عن السلف الصالح؟!.
هل قول ال تعالى :بسم ال الرحمن الرحيم
قل هو ال أحد ال الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له
كفواً أحد ) (بحاجة إلى بيان وتفصيل وإيضاح؟! وهل
2
((3الحشر .24-22
((1البقرة .255
((2سورة الخلص.
وسقط القناع155-
قلتموه ،إذ قلتم بأن القرآن والسنة ل خير فيهما،
سبحان ال هذا بهتان عظيم!!.
ثم إن الطحان ادعى أن نفاة الرؤية يؤمنون
ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ،أي شيء من الكتاب
كفروا به؟ بال عليك يا طحان ،أجب عن ذلك.!...
أنت الذي جعل الكتاب كله ل خير فيه إل إن
اعتمد على غيره ،وأنت الذي جعل السنة كلها ل خير
فيها إل إن كانت خاضعة لمنهج من تسمونهم بالسلف
الصالح ،أنت حرصت كل الحرص على أن تنزع ثقة
الناس من الكتاب العزيز والسنة النبوية على صاحبها
أفضل الصلة والسلم ،فقلت ما قلت افتراءً على ال
وعلى رسوله عليه أفضل الصلة والسلم ،يا ويحك
إن كان ربك ورسوله صلى ال عليه وسلم خصميك
يوم القيامة ،وذلك أمر ل محيص عنه ،إن لم تتب عن
غيك وتثب إلى رشدك.
وسقط القناع156-
الطحان
يحكم بقطع رقاب أئمته
زعمت أيها الطحان أن من طعن في رواية من
صحيح البخاري تحز رقبته ،هذا الكلم ليس هو إل
كلماً نابعاً عن هوى متبع ،من قال هذا القول؟! ومن
أين جئت به؟! أنا أتعجب من مثل هذا الكلم!! ولكن
على أي حال ل أريد أن أناقشك هنا مناقشة طويلة،
وإنما أقول يجب عليك أن تجرد سيفك لقطع رقاب
أئمتك لو كانوا أحياءً ،فإن نفس الحشوية ردوا أحاديث
في صحيح البخاري ،ومن بين أولئك ابن تيمية الذي
أنكر ما أنكره في صحيح البخاري( )؟
1
وسقط القناع158-
الحشوية
يبنون عقيدتهم على الدلة الظنية
هذا وقد أطال الطحان الدندنة حول الحديث
المروي عن الرسول صلى ال عليه وسلم أنه قال:
(وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم) ويجب قبل كل
شيء أن ننظر في سند الحديث -ولو قيل بصحته -هو
حديث آحادي ،وقد سبق أن قلنا :بأن قول جمهور
المة إن الحديث الحادي ل يفيد العلم ،فدللته على
المعتقد دللة غير قطعية ول يعتد به في قضايا
العقيدة ،وبجانب كونه آحادياً ،فإن "النظر" له وجوه
أيضاً ،والعلماء يقولون( :الدليل إذا طرقه الحتمال
سقط به الستدلل).
نحن نرجح أن لذة النظر إلى وجه ال تعالى
إنما هي العتماد على ال رجاء فضله سبحانه
وتعالى ،بحيث نرجو استمرار فضله ،ومزيد نواله،
وامتداد عطائه( ) ،هذا الذي يجب أن يحمل الحديث
1
((1وهذا مما يوحي إليه وصف الوجه بصفة (الكريم) من أسمائه تبارك
وتعالى.
وسقط القناع159-
هيبة الرب
تتعارض مع تجسيمه تعالى
ثم إن هذا الطحان ادعى أن من تعلم علم الكلم
سقطت هيبة الرب من قلبه ،وأنا أسأله هل سقطت
هيبة الرب من قلب الذي ينزهه ويجعله ليس كمثله
شيء ،ل يمكن أن يتخيله خيال ،ول يمتد إليه حس،
ول يصل إليه نظر؟ أو سقطت ممن يصفه بصفات
خلقه فيقول :له يدان ورجلن ،وعينان وشفتان،
وأضراس ولهاه ،وجنبان وفخذان ،وساقان وقدمان،
يمشي ويهرول ويضحك ويفرح ويحزن كسائر
الناس ،من يحمل هذه المور على حقائقها الحسية من
غير أن يحاول حملها على ما يفيد تنزيه ال سبحانه
وتعالى عن مشابهة خلقه من التأويل الصحيح؟!.
من الذي سقطت هيبة الرب من قلبه الذي
يقول :إن ال ليس كمثله شيء ،قد كان قبل خلق
الزمان والمكان ،وهو الن على ما عليه كان ،ل
يدرك بعين ول يطلب بأين ،جل أن تحويه المكنة،
وعز أن تجري عليه الزمنة ،لنه سبحانه وتعالى
خالق الزمان والمكان ،أو هذا الحشوي الذي يشبه ال
بخلقه فيقول :إن ال بحاجة إلى مكان وإنه يرتفع
وينزل ،ويخلو منه مكان ويحل في مكان آخر ،وينتقل
من مكان إلى مكان؟! تعالى ال عما يقولون علواً
كبيراً.
وسقط القناع160-
الطحان
يكذب على أشياخه
ثم إن الطحان حاول جهده أن يلبس الحقيقة
ويموه كلمه إذ ادعى أن ابن تيمية مال إلى القول بأن
رؤية ال تبارك وتعالى في الدار الخرة للمؤمن
ولغيره ،وهذا كلم عجيب فإن ابن تيمية قال في فتاواه
الكبرى في المجلد السادس (ص )501-500حكى عن
القاضي أبي يعلى وغيره من الحنابلة( :أن مثبتي
رؤية ال في الخرة ومنكريها اتفقوا على أن الكافرين
ل يرونه ،قالوا :فثبت بهذا إجماع المة ممن يقول
بجواز الرؤية وممن ينكرها على منع رؤية الكافرين
ل ،وكل قول حادث بعد الجماع فهو باطل).
فترون أن الطحان نسب إلى ابن تيمية ما لم
يقله.
وحكى عنهم ابن تيمية أيضاً ما نصه( :الخبار
الواردة في رؤية المؤمنين ل إنما هي طريق البشارة،
فلو شاركهم الكفار في ذلك بطلت البشارة ،ول
اختلف بين القائلين برؤيته بأن رؤيته من أعظم
كرامات الجنة).
()
ثم اتبع ذلك قوله( :قال :وقول من قال :إنما
1
((2النجم .28
وسقط القناع163-
الطحان
يفتري على الرسول الكريم
ثم نجد أن الطحان تعرض لستدللنا بحديث:
((من قتل نفسه بحديدة فحديدته بيده يتوجأ بها في
نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ....إلخ))( ) وقال( :إن
1
()
2
به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون
وبين أن هذا المعتقد هو الذي جرأ اليهود على ما
جرأهم عليه إذ قال سبحانه :ذلك بأنهم قالوا لن
تمسنا النار إل أياماً معدودات وغرهم في دينهم ما
كانوا يفترون .) (
3
((1البقرة .80
((2البقرة .81
((3آل عمران .24
وسقط القناع165-
نموذج
من أحكام دولة الحشوية
ثم جاء هذا الطحان بما ل يستغرب منه عندما
قال( :منكر الرؤية في الخرة؛ أي رؤية المؤمنين
لربهم الكريم في جنات النعيم كافر بل شك ،فإذا كان
عنده شبهة تزال شبهته وتقام عليه الحجة ،فإن أصر
فهو كافر ،إذا وجدت دولة إسلمية( ) تضرب رقبته )
()
2 1
((1لعله كان من الولى أن يقول( :إذا وجدت دولة حشوية) فهذا هو دينهم
استحلل دماء المسلمين ،فهم على طريق سلفهم الخوارج الذين يُشَرّكون
المسلمين لجل مخالفتهم في الرأي ،فأنت ترى أخي المسلم أن هؤلء
الحشوية الخوارج استحلوا دماء أهل الحق والستقامة -الباضية -لكونهم
يستندون في معتقدهم إلى القرآن الكريم والسنة النبوية على صاحبها
أفضل الصلة والسلم ،فأهل الحق والستقامة ل يرضون أن يجسموا ال
تعالى ويشبهوه بالمخلوقين كما يفعل هؤلء الحشوية النابتة ،ولذا حكموا
عليهم بقطع رقابهم إرضاءً لشياخهم اليهود لعنهم ال تعالى.
((2ول يستغرب من هؤلء الحشوية إلقاؤهم الحكام جزافا حسب ما يمليه
عليهم الهوى وذلك موزع على جميع المسلمين بل استثناء ،فانظر إن
شئت كتاب (دعوة الخوان المسلمين في ميزان السلم) لمؤلفه الحشوي
فريد آل الثبيت من منشورات دار المنار -الرياض ،انظركيف كفر
هؤلء جل علماء المة ومما قاله ص 91بعد أن افترى على كتاب إحياء
علوم الدين للغزالي قال( :بل كيف لو رأى الظلل لسيد قطب؟!بل كيف
لو رأى تصانيف محمد الغزالي؟! وكيف لو رأى مؤلفات القرضاوي
والندوي والمودودي والترابي؟! بل كيف لو رأى مذكرات حسن البنا
ورسالة العقائد؟! لطار لبه وكيف لو رأى تصانيف فتحي يكن وسعيد
وسقط القناع166-
هذا ل يستغرب منه مادام أنه يعمل لصالح اليهود،
ويتبع خطواتهم شبراً بشبر وذراعاً بذراع ،فل ريب
أنه سيحرص كل الحرص على الثآر ممن خالفهم
وبيّن عوار معتقدهم ،فاليهود هم الذين قالوا لموسى
عليه السلم :لن نؤمن لك حتى نرى ال جهرة وقال
سبحانه فيهم :فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا
أرنا ال جهرة ول ريب أنك تعمل لصالحهم في نشر
معتقداتهم التي تقتضي تشبيه ال سبحانه وتعالى بخلقه
من ناحية.
ومن ناحية أخرى فإنك أيضاً تعمل لصالحهم
في محاولتك تفتيت وحدة هذه المة وصدع جدارها
وهدّ أركانها وزلزلة بنيانها ،فابشر بأنهم سيرضون
عنك وستنال منهم الجائزة التي تميل إليها من قبلهم،
فهذا هو شأن المتزلفين إلى أعداء السلم الذين
يكيدون المكائد لهذه المة.
وسقط القناع169-
الحشوية
تحرف الكلم عن مواضعه
ومما هو ليس بغريب أن يدعي الطحان بأنني
سخرت من السلف الصالح عندما علقت على كلم ابن
القيم في "حادي الرواح" حيث نقل عن ابن المبارك
بأن قول ال تعالى :هذا الذي كنتم به تكذبون )1( هو
وعيد لمن قال بعدم رؤية ال تعالى .وقلت :إن هذا
الكلم رقص على أنغامه كثير من الذين يقولون مال
يعلمون ،ويجترون كل ما يلقى إليهم ،إذ ادعوا أن هذا
الوعيد واقع بالباضية الذين أنكروا الرؤية وأنهم
المقصودون به ،فهذا كلم بيّن بطلنه ،فإن مما يدركه
كل من له معرفة بلغة العرب أن الشارة ل تكون إل
إلى مشار إليه سواء كان حاضراً أو في حكم الحاضر
لتقدم ذكره ،والضمير في الية عائد إلى اسم الشارة
صلَى الجحيم) ونحو الذي قصد به ما تقدم ذكره من ( َ
تكذبون
هذا قوله تعالى :انطلقوا إلى ما كنتم به
انطلقوا إلى ظل ذي ثلث شعب ل ظليل ول يغني من
اللهب )2(ولو كان المر كما ادعوا لكان قاضياً بأنهم
يرونه سبحانه وتعالى ،فإنك عندما تقول لحد تبكيتاً
وتقريعاً :هذا الذي كنت ل تصدق به .ل يمكن إل أن
تكون مشيراً إلى شيء أوضحته له بعد الخفاء ،فقامت
بوضوحه الحجة عليه به ،ولول تفاهة قولهم هذا الذي
((1المطففين .17
((2المرسلت .31-29
وسقط القناع170-
حملوا عليه كتاب ال غير مبالين بتحريف الكلم عن
مواضعه لسقت نصوص أقوال المفسرين في قوله جل
وعل هذا الذي كنتم به تكذبون لسيما الذين
يعتقدون الرؤية منهم ليتضح خطأ هذا التأويل الفاسد
غير أن فساده أبين من أن يحتاج إلى بيان-:
وليس يصح في الذهان إن احتاج النهار إلى
()1
شيء دليل)
ونحبن نرى الطحان يجتريبء على ال سببحانه
وتعالى حينمبا يقول فبي كتاببه العزيبز :ل خيبر فيبه .ول
يرى فبببي نفسبببه حرجاً ،أمبببا إن رد أحبببد كلم أحبببد
مبطليهببم وبيّن عواره فإن ذلك عنده جريمببة ل تغتفببر
ويعتبره سخرية من السبلف الصالح ،وما هذا إل دليل
على أنببه يقدم أولئك الذيببن يزعببم أنهببم مببن السببلف
الصببالح على كلم ال وكلم رسببوله صببلى ال عليببه
وسلم.
لبالمرصاد( ) فهذه
3
عما يعمل الظالمون إن ربك
()2
((1الشعراء .227
((2إبراهيم .42
((3الفجر .14
وسقط القناع172-
بالسلف الصالح وما هم من الصلح في شيء ،كما
جاء ذلك واضحاً صريحاً في كلمه ،فال المستعان.
والمة ل بد من أن تتحد وتتآلف ويقترب
بعضها من ببعض ويزول ما بينها من الشقاق ،وعندئذ
يشرق صبح الصحوة على هذه المة ،ولن يبقى
للخفافيش التي تمرح في الظلم ساعية لتفرقة هذه
المة وتوزيعها عضين مجال لما تصبوا إليه وما
تحاوله وما تحرص عليه من إثارة البغضاء في هذه
المة ،فعندما يشرق الصبح تفتضح هذه الخفافيش
بمشيئة ال تعالى.
سبحانك اللهم نستغفرك ونتوب إليك ،نسألك
ربنا أل تهلكنا بما فعل السفهاء منا ،ونسألك ربنا أن
تجمع شمل هذه المة على خير ،وأن تبرم فيها أمراً
يعز فيه الحق وأهله ويخفض فيه الباطل وحزبه،
نسألك اللهم أن تنصر الحق وأهله وتقطع دابر الباطل
وأهله ،نسألك اللهم أن تجمع كلمة المسلمين على
الخير وتؤلف بين قلوبهم وتوحد صفهم ،وأن تقطع
دابر أعدائهم ،وتستأصل شأفة جميع أعدائهم.
نسألك ربنا أن ل تدع لنا في مقامنا هذا ذنباً إل
غفرته ،ول عيباً إل أصلحته ،ول غماً إل فرجته ،ول
كرباً إل نفسته ،ول ديناً إل قضيته ،ول مريضاً إل
عافيته ،ول غائباً إل حفظته ورددته ،ول ضالً إل
هديته ،ول عدواً إل كفيته ،ول دعاءً إل استجبته ،ول
رجاءً إل حققته ،ول بلءً إل كشفته ،ونسألك ربنا أن
تؤلف بين قلوبنا ،وأن تنور بصائرنا ،وأن تطهر
وسقط القناع173-
سرائرنا ،وأن تلهمنا رشدنا ،وأن ل تهلكنا بما فعل
السفهاء منا ،نبرأ إليك من فعلهم وقولهم ،ونبرأ إليك
سبحانك من كل قول قاله مبطل في حقك ،نسألك ربنا
أن تحيينا على عقيدة التوحيد والتنزيه ،ونسألك ربنا
أن تميتنا على عقيدة التوحيد والتنزيه ،ونسألك ربنا أن
تبعثنا على عقيدة التوحيد والتنزيه.
نسألك ربنا أن تجعلنا أتباعاً لكتابك ولسنة نبيك
محمد صلى ال عليه وسلم ،ونسألك ربنا أن تحيينا
مناصرين لكتابك ولسنة نبيك محمد صلى ال عليه
وسلم ،عاملين بما فيهما ،معتقدين بما جاءا به
معرضين عن كل ما يخالفهما ،إنك ربنا على كل
شيء قدير.
نسبألك ربنبا أن تجعبل كتاببك الكريبم قائدنبا إلى
الجنة يوم الدين ،إنك ربنا على كل شيء قدير ،وصل
اللهببم على رسببولك سببيدنا محمببد وعلى آله وصببحبه
أجمعيبن ،سببحان رببك رب العزة عمبا يصبفون وسبلم
على المرسلين ،والحمد ل رب العالمين.
والسلم عليكم ورحمة الله
وبركاته.
وسقط القناع174-
الفـــــهـــرس
الموضوع الصفح
ة
التقديم 5
المقدمة 7
والقيروان
سيرة المام عزان بن قيس في عُمان 68
المستعمرين
دور المام الصلت بن مالك في طرد نصارى 69
الحبشة
دور اليعاربة في تطهير البلد السلمية من 71
البرتغاليين
دور إباضية تونس في حماية جزيرة جربة من 72
السبان
دور إباضية الجزائر في الدفاع عن العاصمة 73
الجزائرية
اعتراف وإنكار 76
وسقط القناع175-
افتراء وجرأة على الكتاب والسنة 78
السلمية
موقف الحشوية من الصحيحين 102
وسقط القناع176-
الطحان يفتري على الرسول الكريم 159
الفهرس 170
وسقط القناع177-