Professional Documents
Culture Documents
السالم عليكم ورحمة الله وبركاته ,النظرة لقضايا األمة تؤثر في ترتيب األولويات
ولكي تعرف هل بوصلتك في النظر إلى قضايا األمة منضبطة و متجهة لالتجاه
الصحيح خذ هذا الضابط إذا كنت تنظر إلى قضايا األمة على أنها مطالب مما
يشترك فيه المسلم والكافر مثل النصر الدنيوي و االنتقام من األعداء الظلمة و
ً
تكوين مستوى اقتصادي جيد جدا ,فاعلم أن نظرتك بحاجة إلى تعديل وتقويم ,
ُ
هي مطالب مهمة وضرورية ال أحد يقول غير هذا لكن بعض المطالب التي تختزل
فيها قضايا األمة هي مطالب ليست فقط يشترك فيها المسلم والكافر بل تشترك
فيها الكائنات الحية ككل وهذا يفقدك غايتك أيها المسلم ! بل عليك أن تفهم أنك
حين تطلب هذه المطالب البد أن تطلبها كما يطلبها الموحدون و كما طلبها النبي
ﷺ وأصحابه ما معنى هذا ؟ معناه يندرج تحت « إنا لله وإنا إليه راجعون »
بحيث تكون العقيدة فوق هذا كله فهي الغاية األساسية وهذه كلها وسائل
🛑 أمثلة :
ً
[« - ]١أريال شارون» مثال هذا المجرم الكبير ,في قوانين الدنيا أو مطالب الدنيا لو
كانت مظلمته وقعت على العرب أو العجم أو النصارى فإنهم بمجرد ما يتمكنون
ً
منه سيقتلونه أو سيحاكمونه ثم يحكمون عليه باإلعدام قضائيا و نحن المسلمون
نتفق معهم في هذا لكن عندنا استثناء فإذا أسلم من قبل أن نقدر عليه ساعة إذ
َ
ؤمنين﴾ [التوبة]١١ : دور َقوم ُ
م يسقط كل هذا سبحان الله وكيف ﴿ َو َيشف ُص َ
ِ ٍ ِ
؟ ,نعم شفاء صدور المؤمنين بإسالمه وعودته أعظم من شفائها باالنتقام ,لماذا
؟ الن الله ورسوله أحب إلى المؤمنين مما سواهما بما فيها حظوظ النفس ,حتى
ً ً
نفاقا فنحن ّ
نؤمل أن يكون أوالده مسلمين حقا ,رأيت الفارق ؟ هذا مهم لو أسلم
وضروري
[ - 0٠40 [[ -]٢حدثنا عبد الله بن سعيد قال :حدثنا أبو خالد األحمر ،عن كثير
بن زيد ،عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ،عن أبيه ،عن أبي
سعيد ،قال :خرج علينا رسول الله ﷺ ونحن نتذاكر المسيح الدجال ،فقال:
« أال أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟» قال :قلنا :بلى،
فقال « :الشرك الخفي ،أن يقوم الرجل يصلي ،فيزين صالته ،لما يرى من نظر
رجل» ]] 📚 سنن ابن ماجة
سبحان الله الدجال هذا سيكون عنده كل مظاهر ا لقوة المادية وبالتالي سيحقق
ً ً
نصرا في األربعين يوما «مدته» وسيكون هناك من يتباكى على هزيمة المسلمين
في وقت الدجال وهناك من سيأتي من أتباع الدجال ويقولها « :ما أغنى عنكم
دينكم نحن اآلن مع الدجال وعندنا تقدم وعندنا تطور وعندنا كل شيء » ومع
ذلك هذه الفتنة التي تجعل مقاليد كل شيء في يد الكفار مدة من الزمن ويكون
أهل االيمان منزوين ,النبي ﷺ يخاف علينا الرياء أعظم منها الن هذه الفتنة
ً ً
يخرج منها اإلنسان إما مؤمنا وإما كافرا ولكن في النهاية المؤمنون ككل ُيضرون في
ً ً
دنياهم أما الرياء فهذه فتنة أعظم استمرارا فالدجال فتنته أربعين يوما ,لماذا
فتنة الرياء أعظم ؟ ألنها تنقص من نصيبك في االخرة ,ألنها تخالف غائيتك « إنا
لله وإنا إليه راجعون »
لهذا المصيبة الحقيقية -حين ننظر لقضايا األمة -هي فيما ينغص علينا آخرتنا
بمعنى أن ترك الصالة وسب الله والرياء و غيرها من األمور الخطيرة ينبغي أن
يكون انتشارها في شباب االمة أو في بعض البلدان من قضايا األمة الكبرى ,كثير
من الناس صاروا ينظرون لقضايا األمة نظرة عالمانية فيما يشترك فيه المسلم
والكافر ,وهي أمور مهمة ولكن هي وسيلة لغاية وليست هي األمر األصلي ,بعض
الناس بدأ يقول « التوحيد ! التوحيد ! التوحيد ! » وبدأ يهون من شأن المعاصي
ً
أو من شأن العلمنة التي هي أصال مناقضة للتوحيد وهذا غلط شعيب دعا قومه
للتوحيد ونهاهم عن الغش و لوط نفس القصة ولكن األمر اليوم معكوس في
غالب الناس « أمة أمة أمة » ثم ما هي األمة ؟ ما معنى أمة ؟ معناها أناس
ً
يجتمعون على عقيدة و عقيدتهم هذه ينبغي أن تكون أهم من أي شيء لهذا مثال
)١مسلم تولى يوم الزحف هذا غايته فاسق
ً ً
)٢شخص مثل أبي طالب نصر القضية نصرا عظيما و مثل مطعم بن عدي الذي
اجار النبي ﷺ كالهما في جهنم
هذا نصر النبي ﷺ وهذا نصر النبي ﷺ ونصر القضية وذاك تولى يوم الزحف !
ً
نعم ,ألن حق الله أعظم من كل شيء وهؤالء لما نصروا ,هذا نصر حمية و هذا
نصر إرادة للصيت ,ما أحد أراد وجه الله ألن « إنا لله وإنا إليه راجعون » هذه
هي القصة فكثير من طلبة العلم لما ينظر لقضايا األمة كثير منهم يشتغل بالنظر
في قنوات األخبار وتتبع بعض األمور -وهو أمر مهم -ولكن يغفل عن مكتبته
وعن كتبه وعن طلبه للعلم ويستصغر هذا ,لماذا ؟ ألن أثرها ال يتعلق بقضايا
األمة التي ُينظر إليها نظرة عالمانية
🛑 اآلثار السلبية للنظرة االختزالية
اليوم يحصل مثل هذه القصة فيظهر إنسان منتمي كذبا لبعض التيارات فيجيء
ً
بعضهم يصفي حسابه مع المجدد مثال من خالل هذا اإلنسان وبعضهم يصعد
ً
قليال ليصفي حسابه مع الصحابة أو مع أهل الحديث ككل بعضهم تصل معه
لدرجة أن يذكر النبي شخصيا ﷺ
🛑 إهمال الدرس العقدي
تعظيم أي خالف له متعلقات دنيوية مع تصغير أي خالف عقدي محض وإهمال
ً
الغائية وصل إلى مرحلة مستفزة جدا ال تقبل السكوت مع األسف قد يتضايق
كالما يؤذي الناس أو يزعجهم أو ّ ً
يضيق كثيرون من هذا الكالم و كنت أود أال أقول
ً ً
صدورهم ,فالمرء ال يستمتع بهذا ولكن هذا هو الواقع ,حين ترى إنسانا مشركا
يعبد غير الله بشكل واضح و ترى ذبائح تسفك و شركيات فظيعة تنتشر في االمة
و طقوس غريبة عجيبة بعضها لو يراها وثني يقشعر له بدنه ثم فقط نبدأ نتكلم
فيما توجهنا له القنوات اإلخبارية وقد رأينا من دجلها وتدليسها ما رأينا وعلى أنه
ً
فعال قد نستفيد منهم في فهم من يحصل إلخواننا المسلمين هنا أو هناك لكن في
الواقع اليوم أن القضية الصغيرة تكبر والكبيرة تصغر بحسب ما هم يريدون ألن
ً
الناس لم يتعلموا و يتحصنوا مبدئيا ثم يأخذوا منهم بل من عندهم بدؤوا وحين
ً
أقول أن هناك قيما عالمانية دخلت على كثيرين فأنا ال أعني العوام فحسب بل
أعني منتسبي التيارات االسالمية بل بعض الخواص و بعض الدعاة ,هذا الشيء ال
ينكره إال مكابر علمنة ظاهرة في طرح الكثيرين وبسبب هذا االختزال في النظر
ً ً
لقضايا األمة صار مجرد النصر المرحلي أو الهزيمة المرحلية يسبب شيئا عجبا من
اإلحباط أو التيه فإن كان نصر ,صار تيه ُيحتقر معه العلم وي هون من شأن العلوم
حتى ُيقال « :لم نحتجكم ولتنفعكم دروسكم وجلوسكم ! » واذا كانت هزيمة
صار إحباط شديد و ُيقال « :لم تنفعنا دروسكم و جلوسكم » !
ً َُّ
الحدث المؤثر مثل الري ح التي تهب عليك فإن كنت خفيفا لم تثقل نفسك بالعلم
ستذهب يمنة او يسرة ! و بعض التيارات التي أوغلت في الوسيلة ألجل الغاية
فصارت الوسيلة نفسها غاية بعد الهزيمة أو بعد أي حدث مؤثر تجد منهم من
يذهب إلى أقصى اليمين ومنهم من يذهب إلى أقصى اليسار تحت ضغط
االنفعاالت النفسية وألنه ال يوجد علم يضبط و اليوم انظر إلي هم في عدد من
تجمعاتهم في عدد من البلدان ,ال تعرفه هو علماني أم إسالمي إذا جلست
ً
تسمعه ! و بعضهم أصال يتفوق على العالمانيين في تعظيم قيم حرية الفرد فترى
ً
العالماني متناقض ومتالعب و ذاك متسق بشكل كبير جدا ,فهذا إشكال كبير ,
واليوم الناس تفاضل بين ما ال يتفاضل يقول لك « :إما أن أطلب علم أو أنظر في
قضايا المسلمين » قضايا المسلمين بالمفهوم االختزالي ال قضايا المسلمين
بالمفهوم العام الذي يتناول أي انحراف فكري ينتشر بين المسلمين ,ال ,بعضهم
بدأ يحتال حيلة لطيفة ,االنحرافات الفكرية يعذر أصحابها و يبحث في النصوص
ألجل ذلك حتى يتفرغ للخالفات واالنحرافات التي لها متعلقات سياسية وهناك
من طلبة العلم من يتأثر بهذا الطرح وقصده حسن لكن هناك من توجهه معروف ,
وينبغي أن ال نفاضل بين ما ال يتفاضل مثل أن أقول « إما أن أصوم أو أصلي » «
إما أن أصلي الظهر أو العصر » و في كثير من األمور يقول لك « :هذا فرض
كفاية » « هذا تخصص » و فكرة التخصص مسيطرة علينا ,هناك « مهندس »
و « طبيب » إال لما نأتي للعلم الشرعي ال يوجد إنسان يحق له أن يتخصص
بالعلم الشرعي!
وكل الناس يجب أن تتكلم بالسياسة وتتكلم بتوسع فيها وفي التحليل مع غفلة عن
ً ً
مطالب أعظم ! أحيانا أنت تستطيع أن تصلح في بيتك و أهلك بما هو أعظم نفعا
ً
من ذلك ! ,و أصال كثير من المشاكل السياسية التي تمر بها األمة هي عرض
وليست أصل المرض المرض هو أثر لمشاكل متراكمة لن تستطيع أن تحلها من
خالل متابعة وكاالت األنباء بل حين تنظر في مستوى العقيدة عند المسلمين وما
حل بهم وما دخل عليهم من اإلعالم والتعليم العالماني وما ضاع من إسالمهم وهم
ال يشعرون ,فإذا عالجت هذا فهو األساس الذي إذا عولج فستتعالج األعراض
ً ً ً
بشكل تلقائي ويبدأ الناس يتحركون تحركا مباركا أما أن نسمع عوامنا يتكلمون كالما
ً
يقوله المسلم والكافر بالظبط واخترعوا لنا « اإلنسانية » والمطالب دائما
مشتركات بين المسلمين والكفار وهذا ضياع وتيه الله عز وجل يصف الكفار يقول
ً َ ُ َ َ ُ ا َ َ
نعام بل هم أضل َسبيل﴾ [الفرقان ]١١ :هم غافلون عن ِ األ ﴿ ِإن هم ِإّل ك
غائيتهم ونحن نأتي ونقلدهم ونحاول أن نوجد أرضية مشتركة معهم و نهتم ألن
نأخذ منهم ما يريدوننا أن نأخذه أو ألن ينظروا لنا نظرة رحمة ورأفة ويكون هذا
عندنا أهم مليون مرة من أن ندعوهم لما عندنا معتزين به ؟! هذه إشكاليات كبيرة
🛑 معالجة العرض و ترك المرض
ً
هذه ظاهرة موجودة عند كثير من اإلصالحيين في عصرنا ,مثال موضوع اإللحاد
ً
لما ظهر بصورته الفجة بدأنا نتكلم ونناقش وفي الواقع اإللحاد كان مبنيا على
ً
مقدمات كانت تنتشر وأحيانا بعض من يحارب اإللحاد ينشر هذه المقدمات من
ً
اإليغال في الدنيوية وتقديس الغرب وتسمية البحث التجريبي علما لوحده
والتهوين من شأن علوم الشريعة فلما انتشرت هذه األفكار اجتمعت لدى بعض
ً ً
الناس إلى أن وصل إلى مرحلة أن يصبح سوفسطائيا ملحدا فقط لكي يتسق مع
هذه القيم ولما ظهر هذا الموضوع بدأنا نناقشه موضوع اإللحاد هذا لي سنوات
معه و أقول لك القصة أصلها وفصلها ليست شبهات متعلقة بوجود الخالق إال في
بعضهم بل سوفسطائيات و أمراض نفسية متعلقة بهذا األمر الذي نتحدث عنه
االن أي النظرة االختزالية الدنيوية المحضة مع التقديس المفرط للكفار وعدم فهم
الدين بشكل كامل ألننا ال نتعلمه بل ألننا باألساس مشغولون عنه وعن تعلمه بل
نستهونه بل بعض الكتاب من جماعة ال « وعي » يكتب و يقول « انتبه ا
لما
ً ً
تتكلم في السياسة واالقتصاد هذه ليست علوم شريعة » طبعا هو جاهل أصال
و يظن أنه لما يقرأ بعض المختصرات التي كتبها بعض المعاصرين « عقيدتنا » أو
ُ
« العقيدة في كذا » ,أو األمور التي قربت للعوام يظن أنه حاز كل شيء ! ال
ُ
فت َ
درك لكن في فهم مقاصدها وغاياتها واتساق أحكامها الشريعة في أصولها فطرية
وقواعدها فيها من األسرار واألمور فهي فرع عن القرآن فالشريعة القرآن والقرآن
قالوا عنه « ال تنقضي عجائبه » فتأتي تتكلم عن الشريعة بهذا الشكل ثم تتكلم
عن نتاج أفكار بشر على أنها شيء ال ينبغي لك أن تتكلم فيه إال بعد أن تدرسه
سنوات طويلة بدراسة أكاديمية مكثفة صارمة ! وال حول وال قوة إال بالله ثم
يتساءلون من أين ظهر اإللحاد ؟ وبعضهم سذج يحاول يناقش القضية و يذكر أدلة
ً
عقلية ,جزاه الله خيرا فمن يقتصر على هذا فقط فيه نوع سالمة الصدر لكنه
ً
ليس مستوعبا القصة وإن كانت مثل هذه األمور مفيدة ونافعة لتثبيت المؤمن ورد
المتشكك الذي فعال تأثر بهذه الشبهات ولكن أصل القول هذا
والله المستعان