You are on page 1of 15

‫اإلرتداد ف الفكر املسيحي_ دراسة تأرخيية من خالل‬

‫الكتاب املقدس‬

‫ هدى علي حيدر‬.‫ د‬.‫م‬


‫ كلية اآلداب‬/‫اجلامعة العراقية‬
Apostasy in Christian Thought - A Historical Study
Through The Bible
Instr. Dr. Huda Ali Haider
Al-Iraqia University- College of Arts
hudaali441@gmail.com
‫‪‬‬ ‫اإلرتداد يف الفكر املسيحي_ دراسة تأرخيية من خالل الكتاب املقدس‬ ‫‪‬‬
‫ملخص البحث‪:‬‬
‫لم تعرف حالة جحد اإليمان بالعصور الجماعية في اإلضطهادات المبكرة‪ ،‬لكنها عرفت على وجه الخصوص أثناء إضطهادات سبتيموس‬
‫ساويروس وديسيوس ودقلديانوس وأعوانه‪ ،‬حيث كان ضغط اإلضطهادات شديدا قاسيا‪ ،‬إضافة إلى أن المسيحيين كانوا غير مستعدين إيمانيا‬
‫وروحيا لسفك دمائهم وتحمل العذابات مقابل إيمانهم‪.‬هذا وقد عد جاحدا لإليمان كل من قرب أو بخر لآللهة‪ ،‬واستحضر شهادة زور‪ ،‬وسلم‬
‫الكتب المقدسة لتحرق‪.‬وقد نظرت الكنيسة نظرة حانية إلى هؤالء الجاحدين‪ ،‬لكنها وبكل األحوال ال يمكن أن تسمح لهم _دون شرط_ أن‬
‫يمارسوا حقوق الشركة المسيحية في الكنيسة والتقدم إلى األسرار المقدسة دون تقديم التوبة عن اإلنكار لإليمان‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The apostasy was unknown in mass ages in early persecution, but it was known in particular in the‬‬
‫‪persecutions of Septimius Severus, Decius, and Diocletianus and his followers. In these persecutions, the‬‬
‫‪pressure of this one was harsh, and on the other hand, Christians did not seem to be prepared to believe in‬‬
‫‪religion and spirituality, to shed their blood and endure torments for their faith. Anyone who made‬‬
‫‪offerings or burned incense to the gods, perjured or hand over the holy books to be burned was considered‬‬
‫‪as apostate. The Church looked kindly upon these apostates, but could not unconditionally allow them to‬‬
‫‪exercise the rights of Christian communion in the Church and to partake of the Holy Mysteries without‬‬
‫‪repentance for their denial of the faith.‬‬
‫توطئة‪:‬‬
‫على الرغم من تعدد أنواع اإلرتداد‪ ،‬الذي انبثق منه الديني والروحي والعقدي‪ ،‬إال أن معناه يصب في أنه يقوم الشخص بترك دينه أو مذهبه‬
‫إلى دين ومذهب آخر‪ ،‬أو ترك عقيدته ويؤمن بعقيدة أخرى‪.‬كثيرة هي األسباب التي أدت إلى اإلرتداد‪ ،‬منها عدم المعرفة والجهل بالدين أو‬
‫قلة اإليمان أو االضطهادات األخيرة كان لها أبلغ األثر في ذلك‪.‬هذا وأن اإلرتداد في الفكر المسيحي يجابه بالعقوبة والحرمان _الحرمان‬
‫الكنسي_ فضل عن سقوطهم وعدم توبتهم‪.‬وفيما يخص الذين جحدوا اإليمان بعد أن ذاقوا اآلآلم والعذابات داخل السجون‪ ،‬فعليهم أن يتأدبوا‬
‫كل حسب جحده وكفره وفقا لقوانين الشرع الكنسي وبعد ذلك تتم قبل توبتهم‪.‬‬
‫مفهوم اإلرتداد‪:‬‬
‫يعني‪ :‬الرجوع إلى الوراء كما جاء في سفر اشعيا‪" :‬تركوا الرب استهانوا بقدوس إسرائيل ارتدوا إلى الوراء"‪ .1‬كما جاء في إنجيل يوحنا‪" :‬رجع‬
‫كثيرون من تلميذه إلى الوراء ولم يعودوا يمشون"‪ .2‬وأيضا‪" :‬ارتدتم عن الرب‪ ،‬فالرب ال يكون معكم"‪" ،3‬ال ترتدوا عن كلمات فمي"‪.4‬‬
‫يف اللغة‪:‬‬
‫رددت الشيء ُأرُّده ردا‪ ،‬فهو مردود‪ ،‬وفي الوجه ردة‪ ،‬إذا كان قبيحا‪ .‬و َّ‬
‫الردة الرجوع عن الشيء‪ ،‬ومنه الردة عن اإلسلم‪.5‬وقبل‪ ..." :‬وقد ارتد‬
‫الردة عن الدين‪ ،‬أي الرجوع عنه‪ .‬وار َّتد فلن عن دينه‪ ،‬إذا‬
‫الردة‪ ،‬ومنه َّ‬
‫عنه‪ ،‬تحول"‪.6‬وقوله تعالى‪" :‬من كان يرتد منكم عن دينه"‪ 7‬واالسم َّ‬
‫كفر‪ ...‬وهو من االرتداد‪ .‬ويقال‪ :‬إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم‪ ،‬أي متخلفين عن بعض الواجبات‪ .‬فاالرتداد‪ ،‬الرجوع‪ ،‬ومنه المرتد‪.8‬‬
‫_أنواع اإلرتداد‪:9‬‬
‫أن يقوم الشخص بترك دينه إلى ديانة أخرى أو مذهب فكري آخر‪.‬‬ ‫‪_1‬اإلرتداد الديني‪:‬‬
‫‪_2‬اإلرتداد الروحي‪ :‬ترك الحياة الروحية والبعد عن اإلله فيعيش في حالة الخطيئة وعدم السير في الطريق القويم_ طريق اإليمان القويم_‪.‬‬
‫أي أن يترك اإلنسان عقيدته ويؤمن بطائفة أخرى‪.‬‬ ‫‪_3‬اإلرتداد العقدي‪:‬‬
‫_التحذير من اإلرتداد من خالل الكتاب المقدس‪:‬‬
‫جاءت العديد من النصوص التي حذر من خللها الكتاب المقدس من اإلرتداد‪ ،‬ونذكر منها‪":‬فأنتم أيها األحباء إذ قد سبقتم فعرفتم احترسوا من أن تنقادوا‬
‫بضلل االردياء فتسقطوا من ثباتكم"‪ 10‬انظروا أيها األخوة أن ال يكون في أحدكم قلب شرير بعدم إيمان في اإلرتداد عن هللا الحي"‪.11‬‬
‫_صفات المشجعين على اإلرتداد‪:‬‬
‫حدد الكتاب المقدس من خلل نصوصه العديد من صفات المشجعين لإلرتداد‪ ،‬نذكر أبرزها‪":‬يكون دان حية على الطريق افعوانا على السبيل‬
‫‪13‬‬
‫يلسع عقبي الفرس فيسقط راكبه إلى الوراء"‪" .12‬صوتها يمشي كحية ألنهم يسيرون بجيش وقد جاءوا إليها بالفؤوس كمحتطبي حطب"‬
‫"لهم حمة مثل حمة الحية مثل الصل األصم يسد أذنه"‪.14‬‬
‫_أسباب اإلرتداد من خالل الكتاب المقدس‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪296‬‬


‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫اإلرتداد يف الفكر املسيحي_ دراسة تأرخيية من خالل الكتاب املقدس‬ ‫‪‬‬
‫من خلل دراسة نصوص الكتاب المقدس واالستشهاد بها‪ ،‬نستطيع أن نصنف األسباب المؤدية لإلرتداد إلى‪:‬‬
‫‪_1‬اإلرتداد عن اإليمان‪":‬فل تسمع لكلم ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم ألن الرب إلهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب إلهكم من كل‬
‫قلوبكم ومن كل أنفسكم"‪".15‬انظروا أيها األخوة أن ال يكون في أحدكم قلب شرير بعدم إيمان في اإلرتداد عن هللا الحي"‪.16‬‬
‫‪_2‬عدم المعرفة والجهل بالكتب المقدسة"تضلون إذ ال تعرفون الكتب وال قوة هللا"‪17‬؛ وأيضا‪" :‬هلك شعبي من عدم المعرفة ولكن معرفة هللا‬
‫فهي حياة أبدية وهذه هي الحياة األبدية أن يعرفوك أنك أنت اإلله الحقيقي وحدك"‪.18‬‬
‫‪_3‬اإلضطهاد"حينئذ يسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع األمم ألجل اسمى وحينئذ يعثر كثيرون ويسلمون بعضهم‬
‫بعضا ويبغضون بعضهم بعضا"‪"19‬الذين على الصخر هم الذين متى سمعوا يقبلون الكلمة بفرح وهؤالء ليس لهم أصل فيؤمنون إلى حين وفي‬
‫وقت التجربة يرتدون"‪.20‬‬
‫‪_4‬الروح الدنيوية‪:‬ويقصد بها‪ ،‬محبة العالم وشهوانية الطمع في الماديات وخاصة في هذا العصر المشحون بالمشاكل المادية واالجتماعية‬
‫واالقتصادية‪" :‬ألن ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر وذهب إلى تسالونيكي‪."21‬‬
‫‪_5‬التمرد على وصايا الرب‪ :‬كما قال القديس بطرس الرسول‪" :‬كان خي ار لهم لو لم يعرفوا طريق البر مع أنهم بعدما عرفوا يرتدون عن‬
‫الوصية المقدسة المسلمة لهم"‪.22‬‬
‫_عقوبة المرتد من خالل الكتاب المقدس‪:‬أشارت نصوص الكتاب المقدس إلى حاالت اإلرتداد وخروج اإلنسان من طريق العبادة واإليمان‬
‫إلى المعصية‪ ،‬كما وأشارت إلى أنواع العقوبات التي سيتعرض لها المرتد جراء فعلته تلك‪ ،‬ونذكر منها‪":‬فكم عقابا أشر تظنون أنه يحسب‬
‫مستحقا من داس ابن هللا وحسب دم العهد الذي قدس به دنسا وازدرى بروح النعمة"‪.23‬هؤالء هم آبار بل ماء غيوم يسوقها النؤ الذين قد حفظ‬
‫لهم قتام الظلم إلى األبد"‪". 24‬وأمد يدي على يهوذا وعلى سكان أورشليم وأقطع من هذا المكان بقية البعل اسم الكماريم مع الكهنة والساجدين‬
‫على السطوح لجند السماء والساجدين الحالفين بالرب والحالفين بملكوم والمرتدين من وراء الرب والذين لم يطلبوا الرب وال سألوا عنه"‪.25‬‬
‫_صور تلك العقوبات وضعت العديد من العقوبات القاسية لمنع هذه الحالة وتخويف المقدمين عليها ومن عواقبها‪ ،‬وقد وردت بأشكال وأنواع‬
‫عديدة من خلل نصوص الكتاب المقدس‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬
‫_ال ينسب إلى السيد المسيح البتة‪":‬منا خرجوا ولكنهم لم يكونوا منا ألنهم لو كانوا منا لبقوا معنا لكي ليظهروا انهم ليسوا جميعا منا"‪.26‬‬
‫وذاقوا كلمة هللا الصالحة وقوات‬ ‫‪27‬‬
‫_سقوطهم وعدم توبتهم‪":‬ألن الذين استنيروا مرة وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس‬
‫الدهر االتي وسقطوا ال يمكن تجديدهم أيضا للتوبة إذ هم يصلبون ألنفسهم ابن هللا ثانية ويشهرونه"‪.28‬‬
‫_في أواخر األيام‪":‬الروح يقول صريحا أنه في األزمنة األخيرة يرتد قوم عن اإليمان تابعين أرواحا مضلة وتعاليم شيطانية"‪" .29‬ال يخدعنكم‬
‫أحد على طريقة ما ألنه ال يأتي إن لم ِ‬
‫يأت اإلرتداد أوال ويستعلن إنسان الخطية ابن الهلك"‪ .30‬هذا وقد وردت كلمة اإلرتداد في الكتاب‬
‫المقدس أربع مرات في مواقع مختلفة ندرجها أدناه‪:‬‬
‫األولى‪:‬على لسان السيد المسيح بقوله‪" :‬في وقت التجربة (يرتدون)" وفي النص إشارة واضحة يكشفها السيد المسيح بأن اإلرتداد والتراجع‬
‫يمكن أن يأتي عند المواجهة وخوض التجارب سواء بخطوات الحقة أو عند وقت التجربة‪ ،‬وهي إشارة لحالة الضعف وعدم القدرة على‬
‫المواجهة‪.31‬‬
‫الثانية‪ :‬قالها القديس بولس‪" :‬ولمن الروح يقول صريحا أنه في اآلونة األخيرة يرتد كثيرون عن اإليمان"‪.32‬‬
‫الثالثة‪ :‬في رسالة القديس بولس‪" :‬أما البار‪ 33‬فباإليمان يحيا وإن إرتد لكن ال يسر به نفسي"‪.34‬‬
‫الرابعة‪":‬ال يضلكم أحد ألنه ال يأتي _أي السيد المسيح_ إن لم ِ‬
‫يأت اإلرتداد أوال"‪35‬وهي إشارة إلى رفاق السوء واالصغاء لهم ولما يطرحوه‬
‫من أفكار وللمغريات التي باإلمكان أن تضعف مقاومة المؤمن وتسحبه لإلرتداد وقطع علقته الروحانية‪.‬‬
‫_قوانين القديس بطرس‪ :36‬لقطع دابر اإلرتداد ومنع المؤمنين من االنجراف وراء المغريات أو الضغوطات‪ ،‬فقد شرعت الكنيسة مجموعة‬
‫من العقوبات والقوانين لردع المسيحيين المؤمنين عن ذلك األمر‪ ،‬ومنها قانون القديس بطرس الذي تقسمت أنواعه بحسب أنواع اإلرتداد‬
‫وظروفها‪ ،‬والتي نستعرضها بالشكل أدناه‪:‬‬
‫_القانون األول الذي تم تخصيصه والعمل به لمعاقبة األفراد المرتدين من الذين جحدوا اإليمان وارتدوا تحت ضغط التهديد والتعذيب القاسي‬
‫داخل الزنزانات المرعبة فلم يحتملوا جسديا‪ ،‬وهؤالء حددت لهم عقوبتهم الخاصة للتكفير عن ذنبهم‪ ،‬كانت عبارة عن التفرغ للصلة والتعبد‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪297‬‬


‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫اإلرتداد يف الفكر املسيحي_ دراسة تأرخيية من خالل الكتاب املقدس‬ ‫‪‬‬
‫واعلن للندم وطلب المغفرة مدته ثلثة أعوام يكون فيها الشخص في توبة وندامة‪ .‬حتى إذا حل عيد الفصح الرابع تمت مسامحته وغفران ما‬
‫اقترفه‪ ،‬فيكون ذلك مدة كافية لهؤالء الذين خانهم ضعف الجسد بعد أن قبض عليهم وأودعوا في السجون المرعبة ألن يتأدبوا يضاف لها‬
‫أربعين يوما إلى ال فترة السابقة التي تقربوا بخضوع وندم للتوبة‪ ،‬ويبرر ذلك التسامح بالعقوبة بان هؤالء تعرضوا لهذه األخطاء وانحدروا في‬
‫هذه السقطة الخطيرة بعد نضال ومقاومة للتعذيب‪ ،‬وبسبب ضعف أجسادهم عن تحملها فكانوا مجبرين‪ ،‬حتى أنهم حلوا علمات يسوع في‬
‫أجسادهم‪ ،‬ومنهم من كان ينوح على سقطته طوال السنين الثلثة‪.37‬وإن األربعين يوما اإلضافية كانت مشابهة للطقوس الدينية المسيحية‬
‫وتشبيها بصوم األربعين يوما للسيد المسيح _أي التي صامها المخلص يسوع المسيح_ الذي جرب من إبليس بعد عماده ليجربوا أنفسهم حسنا‬
‫خلل هذه الفترة فكانت عبارة عن صوم بغير انقطاع وسهر في الصلة فانه الرب الذي جرب بالسجود والتعبد "اذهب عني يا شيطان" "فأنه‬
‫مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد"‪.38‬‬
‫_القانون الثاني‪" :‬بخصوص الذين جحدوا اإليمان بعد سجنهم لكنهم انهاروا قبل أن تحل أي عذابات"‪ .39‬هذا القانون تم تخصيصه لمعاقبة‬
‫نوع آخر من المرتدين من الذين انهاروا وتركوا ديانتهم وإرتدوا حتى قبل التعرض للتعذيب أو التهديد داخل زنزانات السجون التي حبسوا فيها‪،‬‬
‫وهؤالء عقوبتهم كانت بأن يؤدبوا لمدة عام آخر مضاف لفترة عقوبة القانون األول_ الثلث سنوات واألربعين يوم_ وذلك ألنهم انهاروا‬
‫وأصابهم عمي في أذهانهم وأثارهم انحطاط الروح‪ ،‬ألنهم قد حرموا أنفسهم من أن يتألموا على اسم المسيح‪ ،‬لذلك سيكون لهم ثمر مضاعف‬
‫_عقاب_ إذ يرغبون في العتق من أسر إبليس الشديد الم اررة متذكرين ذات الذي قال‪" :‬روح الرب علي ألنه مسحني ألبشر المساكين‪...‬‬
‫بسنة الرب المقبولة ويوم‬ ‫‪40‬‬
‫أرسلني ألشفي منكسري القلوب ألنادي المأسورين باإلطلق وللعمي بالبصر وأرسل المنسحقين في الحرية وأكرز‬
‫انتقام الهنا"‪.41‬‬
‫_القانون الثالث‪:‬نصه وعقوبته تشمل نوعا جديدا من المرتدين حددهم القانون باآلتي‪":‬بالنسبة للذين سقطوا في الجحود بمحض اختيارهم قبل‬
‫القبض عليهم"‪.42‬وهو مخصص لألشخاص الذين تركوا اإليمان بدون تهديد أو تعذيب‪ ،‬من الذين يصفهم بأنهم لم يصبهم شيء قط من‬
‫اآلآلم لكنهم خافوا وجبنوا فانقلبوا إلى الشر غير مظهرين سر اإليمان‪ ،‬ويذكر القانون هنا عقوبة هذا النوع وأمثالهم من طالبي التوبة الذين‬
‫شبههم بشجرة التين التي بل ثمر والتي وصفها السيد المسيح بقوله‪" :‬إن كانت لواحد شجرة تين مغروسة في كرمة فأتى يطلب فيها ثم ار ولم‬
‫يجد‪ :‬قال الكرام هوذا ثلث سنين آتي أطلب ثم ار في هذه التينة ولم أجد أقطعها لماذا تبطل األرض أيضا فأجاب وقال له يا سيد أتركها هذه‬
‫السنة أيضا حتى أنقب حولها وأضع ذبل فأن صنعت ثم ار وإال ففيما بعد تقطعها"‪" ،‬إذ يذكرون هذا المثل ويظهرون ثما ار تليق بالتوبة لكن‬
‫بعد فترة فاصلة طويلة كهذه _أي ثلث سنوات_"‪.43‬‬
‫_القانون الرابع‪":‬الجاحدون غير التائبين‪ :‬أما الذين يصرون على الجحود بغير توبة هؤالء أقول لهم "هل يغير الكوشي جلد أو النمر‬
‫قطة"‪ .44‬نقول لهؤالء ما قيل عن شجرة التين األخرى "ال يكون منكي ثمر بعد إلى األبد فيبست التينة في الحال"‪.45‬طبقا للنصوص أعله فأن‬
‫المقصود هم الفئة المصرة على اإلرتداد والرافضة إلعلن التوبة والندم ممن وصفهم بالجاحدين وأعلن بأن عقوبتهم هي األشد ممن يتحقق‬
‫فيهم قول المبشر‪" :‬األعوج ال يمكن أن يقوم والنقص ال يمكن أن يجبر"‪ .46‬ألنه لم يصر األعمى بوجه مستقيما ال يصير جميل وأن لم‬
‫يكتمل النقص ال يحسب كامل"‪.‬هؤالء يتحقق فيهم قول اشعيا‪" :‬يرون الذين عصوا على أن دودهم ال يموت ونارهم ال تطفأ ويكونون رذال لكل‬
‫ذي جسد"‪ .47‬فقد وصفهم باألشرار الذين ال سلم لهم‪" :‬أما األشرار فكالبحر المضطرب ألنه ال يستطيع أن يهدأ وتقذف مياهه حمأة وطينا‬
‫ليس سلم قال إلهي لألشرار"‪.48‬‬
‫_القانون الخامس "الذين استخدموا الحيلة لكي ال يجحدوا اإليمان فأرسلوا أصدقاء وثنيين ليبخروا عوضا عنهم"‪ .49‬ويقصد هنا األشخاص‬
‫المؤمنين الذين ادعوا بانهم مرتدين تجنبا للعقوبة واستعانوا بغيرهم ليؤدوا المراسيم عنهم‪ ،‬فاعترفوا بالذنب الذي اقترفوه ثن أعلنوا الرجوع للدين‪،‬‬
‫وحدد القانون عقوبتهم بأن تكون ستة أشهر تحت التأديب‪ ،‬ألنهم لم يمارسوا اإلرتداد الفعلي وتجنبوا لمس النار بأيديهم ولم يقربوا بخور‬
‫الشياطين الدنسة بل تهربوا من مضطهديهم بحيل ما‪.‬ومدة الستة شهور التأديبية يعللها القديس بطرس بأنها مشابهة لألشهر الستة التي كان‬
‫فيها يوحنا المعمدان جنينا قبل تجسد المسيح مخفيا عن الناس لتأديب هؤالء الذين آمنوا في القلب دون أن يعترفوا بالشفاه علنية إذ يقول‪:‬‬
‫‪50‬‬
‫"بهذا يربح هؤالء متأملين كلمات النبي ألنه يولد لنا ولد ويعطي ابنا وتكون الرياسة على كتفيه ويدعي اسمه عجيبا مشي ار إلها قدي ار"‬
‫غير أن موضوع الك ارزة ليس فقط التوبة "وإنما لملكوت السموات الذي كما تعلمنا هو في داخلنا"‪" .51‬فأن الكلمة التي نؤمن بها قريبة منا في‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪298‬‬


‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫اإلرتداد يف الفكر املسيحي_ دراسة تأرخيية من خالل الكتاب املقدس‬ ‫‪‬‬
‫فمنا وفي قلبنا"‪.52‬قيل هذا لنذكر أن يكون االعتراف بالشفاه بأن يسوع هو المسيح واإليمان في القلب بأن هللا أقامه من األموات من يعمل‬
‫هذا يسمع القول‪" :‬القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلص"‪.53‬‬
‫_القانون السادس‪" :‬العبيد الجاحدون لإليمان طاعة لسادتهم"‪.54‬والقانون هنا مخصص لفئة العبيد المسيحيين الذين أرسلهم سادتهم للتضحية‬
‫باألوثان نيابة عنهم‪ ،‬هؤالء إذا جاءوا بهذا العمل وجحدوا اإليمان في خضوع لسادتهم مجبرين وتحت تهديداتهم خوفا منهم فأن عقوبتهم هي‬
‫أن يظهروا أعمال التوبة لمدة عام‪ .‬وذلك كنوع من التأديب والتدريب المستقبلي لهم كعبيد للسيد المسيح والذي يلزمهم أن يتمموا إ اردته ويخافوه‬
‫منصتين للقول أنه مهما عمل كل واحد من الخير فذلك يناله من الرب عبدا كان أم ح ار‪.55‬‬
‫_القانون السابع‪":‬السادة الذين ألزموا عبيدهم المسيحيين لتقديم ذبائح وثنية عوضا عنهم"‪ .56‬ونص هذا القانون واضح التوجيه ألي فئة من‬
‫المرتدين الذين أجبروا عامليهم بالقيام بالمهام والطقوس اإلرتدادية الكافرة نيابة عنهم من باب التخفي والسرية‪ ،‬وتكون عقوبتهم هنا كأسياد‬
‫أحرار أن يختبرون يختبرون بالتوبة لمدة ثلث سنوات ألنهم خدعوا رفقائهم العبيد وألزموهم أن يتعبدوا لألوثان وتقديم ذبائح لهم‪ ،‬فهؤالء لم‬
‫يطيعوا الرسول الذي طالب السادة أن يسلكوا مع عبيدهم كما مع أنفسهم تاركين التهديد‪ ،‬عالمين أن سيدهم في السموات ليس عنده محاباة‪.57‬‬
‫فأذ لنا سيد واحد ال يحابي الوجوه ومسيحا هو الكل في الكل للبربري والسكيثي والعبد الحر‪.58‬‬
‫_القانون الثامن‪":‬الذين أنكروا اإليمان بسبب عنف العذابات عادوا في ندامة يعترفون بإيمانهم محتملين آآلمات جديدة من أجل‬
‫المسيح"‪.59‬أما الذين استسلموا وسقطوا لكنهم في كامل حريتهم ثم عادوا إلى المقاومة من جديد يعترفون أنهم مسيحيون محتملين التعذيب‬
‫والسجن هؤالء تعامل معه القانون بحب وأعلن بأنه يقبلهم بفرح وتهليل ألنهم ازدادوا قوة فاشركوهم بمراسيمهم الدينية‪ :‬في الصلة وشركة‬
‫التناول من جسد المسيح ودمه وفي مناقشة ِ‬
‫العظات لكي يناضلوا بأكثر مثابرة ويحسبون أهل لجعلة الدعوة العليا‪ .60‬إذ قيل "الصديق يسقط‬
‫سبع مرات ويقوم"‪.61‬‬
‫_القانون التاسع‪":‬الذين أثاروا المقاوم في اندفاع لكي يلهب نار الضيق فينعمون باالستشهاد"‪ .62‬الذين كانوا كمن في نوم وقد وثبوا فجأة‬
‫ليثيروا المقاوم الذي كمن طال به زمان المخاض هؤالء يجربون على أنفسهم تجارب كهجمات البحر وفيض أمواج بل حصر مشعلين نار‬
‫األشرار ضد أخوتهم هكذا وصفهم القانون الذي قرر بإلزام الشراكة معهم ألنهم سلكوا هكذا من أجل المسيح وإن كانوا لم يصغوا لكلماته فقد‬
‫علمنا أن نصلي لئل ندخل في تجربة لكن نجانا من الشرير‪".63‬لعلهم لم يعرفوا أن رب البيت ومعلمنا األعظم كثي ار ما كان ينسحب بعيدا عن‬
‫الذين ألقوا له شباكا بل وأحيانا ال يسير علنية بسببهم وفي وقت آآلمه انسحب ولم يسلم نفسه منتظ ار مجيئهم إليه "بسيوف وعصي" قائل‬
‫لهم "كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتأخذوني"‪.64‬وما حدث معه تكرر مع تلميذه الممثلين به متذكرين كلماته اإللهية التي نطق بها‬
‫مرة أخرى يقول‪" :‬متى طردوكم في هذه‬ ‫‪65‬‬
‫وقت االضطهاد قائل "احذروا من الناس ألنهم سيسلمونكم إلى مجالس وفي مجامعهم يجلدونكم"‬
‫المدينة فأهربوا إلى أخرى"‪ .66‬وكأنه يريد أال نقحم أنفسنا على خدام الشر وأتباعه حتى ال نكون نحن علة موتهم المضاعف وال ندفعهم إلى‬
‫اقتفى إسطفانوس األول الشهيد آثار‬ ‫‪67‬‬
‫القسوة دفعا فيرتكبوا أعماال ميتة لكنه يريدنا أن ننتظر ونحذر بالسهر والصلة لكي ال ندخل في تجربة‬
‫ديني‬ ‫‪68‬‬
‫السيد _المسيح_ ألنه أحتمل التعذيب حتى االستشهاد عندما ألقى العصاة القبض عليه في أورشليم ورجموه بعد تقديمه أمام مجمع‬
‫كمذنب خاطئ وبدوره تمجد من أجل اسم المسيح مصليا "يا رب ال تقم لهم هذه الخطية"‪.69‬وبطرس أول الرسل "في الدعوة الرسولية" إذ قبض‬
‫عليه وأودع في السجن شهر وأخي ار صلب في روما‪.‬ومثله كان بولس الرسول الذي تعرض للموت مرات كثيرة وتحمل شرو ار كثيرة في‬
‫االضطهادات غير المحصاة التي لحقت به وانتهى أمره بأن قطع رأسه في نفس المدينة عندما أتى بالليل فتدليت من طاقة في زنبيل بجوار‬
‫السور هربا من يد طالبيه‪70‬وهؤالء قد وضعوا في أذهانهم أوال وقبل كل شيء أن يتمموا العمل اإلنجيلي ويكرزوا بكلمة هللا لتثبيت األخوة حتى‬
‫يبقوا محفوظين في اإليمان‪.‬‬
‫_القانون العاشر‪ :‬موقف الكهنة الذين تقدموا للوالة بمحض اختيارهم وتحت شدة العذابات أنكروا اإليمان ثم عادوا فندموا متقدمين إلى الصراع‬
‫من جديد محتملين آالما من أجل السيد المسيح ‪ ،‬وهذا النوع تم تخصيص عقوبة خاصة تناسب الجرم الذي اقترفوه بأن يطردوا من العمل‬
‫الكنسي والرهبنة وال يبقوا في الخدمة‪ ،‬إذ ال يليق بقاءهم وال يستحقونها‪ ،‬وإنما يرجعوا علمانيين‪.71‬‬
‫_المرتد في العصر الروماني‪ :‬لم تعرف حالة جحد اإليمان بالعصور الجماعية في االضطهادات المبكرة‪ ،‬لكنها عرفت على وجه الخصوص‬
‫في اضطهادات سبتيموس ساويروس (سيفيريوس) وديسيوس ودقلديانوس وأعوانه‪ ،‬ففي هذه الفترات التي نصفها بالمروعة كان ضغط‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪299‬‬


‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫اإلرتداد يف الفكر املسيحي_ دراسة تأرخيية من خالل الكتاب املقدس‬ ‫‪‬‬
‫‪72‬‬
‫االضطهاد شديدا عنيفا قاسيا‪ ،‬هذا وأن المسيحيين كانوا غير مستعدين إيمانيا وروحانيا لسفك دمائهم وتحمل العذابات مقابل إيمانهم‬
‫حددت الكنيسة المسيحية وبينت المرتدين على أنواع ثلث بعد أن وصفتهم بالجاحدين‪ ،‬وهم كل من‪:‬‬
‫‪_1‬قرب أو بخر لآللهة‪.‬‬
‫‪_2‬استحضر شهادة مزورة‪.‬‬
‫‪_3‬سلم الكتب المقدسة لتحرق‪ .‬كثير من هؤالء المسيحيين باالسم لم يصلوا إلى السجن ولم يثبتوا حتى يقبض عليهم ويستجوبوا وفي ذلك‬
‫يقول كبريانوس‪" :‬كثيرون منا هزموا قبل المعركة"‪.73‬وفي بعض األحيان كانت تحدث بعض حاالت الجحد الظاهري ونذكر مثل كحالة زوجة‬
‫جرها زوجها بالقوة إلى مذبح اآللهة وتمم الطقس الوثني وهو ممسك بيدها قس ار وضاغط عليها بيديه‪ ،‬وهذا النوع لم تعده الكنيسة كحالة من‬
‫حاالت جحد اإليمان‪ ،‬وذلك ألن الشخص كان مغصوبا على ذلك‪74‬هذا ويصف البابا ديونيسيوس السكندري كيف وقف الجاحدون في رعدة‬
‫وخوف أثناء التضحية لآللهة الوثنية كما لو كانوا هم أنفسهم الضحايا وليسوا مقدميها؛ ومثله قدم كبريانوس بأسلوبه البليغ ما قاساه الجاحدون‬
‫من كرب ورعب في تلك الساعة المشؤمة فيقول‪" :‬حينما كان الجاحدون يأتون إلى المعبد بإرادتهم حينما اقتربوا بكامل حرياتهم إلتمام الشر‬
‫الفظيع كانت تتعثر خطواتهم ويظلم بصرهم ويرتجف قلوبهم وتتداعي أذرعتهم وتضعف حواسهم ويلتصق لسانهم بفمهم ويتلعثمون في الكلم"‬
‫أيمكن أن يقف خادم هللا هناك ويتكلم ويمجد المسيح بعد أن يكون قد جحده وأحب الشيطان والعالم‪75‬وبعد أن تتم المأساة كان هؤالء‬
‫الجاحدون في يأسهم يشاهدون في صورة تمزق قلوب الناظرين إليهم وتثير عواطفهم حتى أن بعضهم انتحر بعضهم مثل يهوذا بعد أن خان‬
‫سيده‪ ،‬والمرأة التي مزقت لسانها بأسنانها الذي أنكر الرب يسوع وهي على وشك الموت‪.76‬‬
‫_موقف الكنيسة من الجاحدين‪:‬بعد انقضاء عهد االضطهادات توجهت الكنيسة لتحصي في فرح أبطالها كما وصفتهم من الذين استشهدوا‬
‫في ساحة المعركة‪ ،‬وبالمقابل تحصي في حزن المفقودين الذين ضعفوا وأنكروا اإليمان‪ .‬ويقول كبريانوس في عبارات مؤثرة بعد أن أنقضى‬
‫اضطهاد ديسيوس الذي راح ضحيته كثيرون "ال نستطيع أن نعبر بالكلمات لكن بالدموع فقط عن الحزن الذي نشعر به بسبب الجرح أصاب‬
‫جسد المسيح الذي هو الكنيسة بسبب سقوط البعض المميت من يستطيع أن يكون فاقد الحس قاسي القلب ناسيا المحبة األخوية حتى ينظر‬
‫بعين جافة غير دامعة إلى هذا الخراب المدمر المرعب"‪.77‬والملحظ بعد كل اضطهاد أن بعض المسيحيين ممن ضعفوا وجحدوا إيمانهم في‬
‫ساعة الشدة كانوا يرجعون في جماعات ويقفون أمام الكنيسة قارعين بابها طالبين المغفرة والسماح‪ ،‬أما طريقة قبولهم ثانية في شركة الكنيسة‬
‫فقد أثارت سؤاال حساسا في نظام الكنيسة ومن بين مخالفات عصر االضطهاد ليس لدينا ما هو أثبت من رسائل القديس كبريانوس الشهيد‬
‫أسقف قرطاجنة والبابا السكندري بطرس خاتم الشهداء في معالجة هذا الموقف‪ .78‬لقد نظرت الكنيسة نظرة حانية إلى هؤالء الجاحدين‪ ،‬ولم‬
‫تما نع في عودتهم ألحضانها والتي كانت مربوطة بعدة شروط وضوابط فرضتها عليهم حتى يتمكنوا من أن يمارسوا حقوق الشركة المسيحية‬
‫في الكنيسة والتقدم إلى األسرار المقدسة دون تقديم توبة عن اإلنكار العلني لإليمان؛ وقد اختلفت هذه الضوابط المشروطة بين كنيسة وأخرى‬
‫بحسب ما تراه مناسبا لمعاقبة رعاياها من المخطئين الجاحدين‪ ،‬سنذكرها كاآلتي‪:‬‬
‫_موقف بعض الكنائس تجاه الجاحدين‪:‬‬
‫_كنيسة قرطاجنة‪ :‬المقالة المعنونة "إلى الجاحدين" كتبها القديس كبريانوس سنة (‪251‬م) عقب اضطهاد ديسيوس مباشرة وعودته لمباشرة‬
‫مهامه الرعوية بعد أن ظل فترة مختبئا‪ ،‬وهذا المقال دعوة للجاحدين أن يعودوا إلى الكنيسة بالتوبة‪ ،‬على أن شروط العودة لم يكن من السهل‬
‫البت فيها‪ ،‬فقد ظهرت أشكال سببته التوصيات التي كان يعطيها المعترفون والشهداء للتائبين يرجون فيها األساقفة أن يقصروا مدة التوبة‪.79‬‬
‫أما حاملوا رسائل التوصية هذه فقد طلبوا أن يسمح لهم بتناول األسرار المقدسة‪ ،‬وقد زاد من خطورة األمر استسلم بعض األساقفة لهذه‬
‫المطالب تحت ضغط الناس وهياجهم‪ ،‬علما بأن معالجة موضوع الجاحدين قد مر في ثلث مراحل ندرجها على النحو اآلتي‪:80‬‬
‫‪_1‬أثناء اضطهاد ديسيوس‪ :‬كانت وجهة نظر كبريانوس في تلك الفترة‪ ،‬والذي كان مختبئا من وجه االضطهاد‪ ،‬أن يراعي اآلتي‪:‬‬
‫فو ار للجاحدين ممن يحملون رسائل توصية من المعترفين ويكونون في حالة مرضية خطيرة تهدد بالموت‪.‬‬ ‫‪81‬‬
‫أ_ يسمح بالتناول‬
‫ب_ ينتظر باقي الجاحدين حتى يعود الهدوء ويفحص الموضوع بصفة عامة بواسطة مجمع كنسي يضم األساقفة والكهنة والعلمانيين وبعد‬
‫ذلك تمنحهم الكنيسة سلمها وشركتها وعلى ضوء ما يتقرر كما وهدد كبريانوس الكهنة بالقطع أن هم سمحوا للجاحدين بالتقرب إلى المائدة‬
‫الروماني وللمعترفين في روما ووافقت عليه كنيسة روما‪.83‬وحدث‬ ‫‪82‬‬
‫المقدسة في غير الحدود السابقة وقد بلغ قرار كبريانوس إلى اإلكليروس‬
‫أن بعض الكهنة لم يطيعوا أسقفهم وهو بعيد في مخبئه فعفوا عن الجاحدين دون أن يرجعوا إلى األسقف أو يطلبوا منهم توبة صادقة‪ ،‬فأرسل‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪300‬‬


‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫اإلرتداد يف الفكر املسيحي_ دراسة تأرخيية من خالل الكتاب املقدس‬ ‫‪‬‬
‫إليهم كبريانوس الرسالة التالية‪":84‬من كبريانوس إلى أخوته الكهنة والشمامسة‪ ...‬سلم لقد صبرت طويل أيها األخوة األعزاء حاسبا أن‬
‫صبري وسكوتي أنفع للسلم ولكن ازاء جرأة البعض الصارخة التي تحمل على تدنيس شرف الشهداء وتعكير تواضع المعترفين وهدوء‬
‫المؤمنين فل يليق بي أن أسكت أطول مما سكت وإال اضطررت بالشعب وبنفسي أنهم يضرون الجاحدين بقبولهم دون أن يفكروا فيما يلزم‬
‫أن يرد لهم من الصحة على أن هؤالء الذين حملهم االضطهاد على السقوط في الجحود يعلمون مدى خطئهم وقد بينه الرب الديان بقوله‪:‬‬
‫من يعترف بي قدام الناس أعترف به قدام أبي الذي في السموات‪ ،‬ومن ينكرني قدام الناس أنكره أنا""فمن يحول "أخوتنا" عن هذه األحكام‬
‫يغشهم بعد أن كان في وسعهم لو تابوا توبة صحيحة أن يرضوا بصلواتهم وأعمالهم إلها هو رؤوف رحيم"‪ ،‬فبينما في حالة الذنوب األخف‬
‫يمارس الخطاة التوبة مدة مناسبة بحسب القوانين ويعترفون بعدها اعترافا عاما‪ ،‬وبعد وضع يد األسقف واإلكليروس يصبح لهم حق شركة‬
‫الكنيسة‪.‬ونرى اآلن إنه بينما االضطهاد ال يزال قائما والسلم بعيدا عن الكنيسة يسمح للجاحدين بحق الشركة وتقديم الذبيحة باسمهم قبل أن‬
‫_التناول المقدس_ على‬ ‫‪85‬‬
‫يمارسوا أعمال التوبة أو يعترفوا بخطئهم‪ ،‬وقبل أن يضع األسقف واإلكليروس أيديهم عليهم تعطي لهم األفخارستيا‬
‫الرغم مما هو مكتوب من يأكل الخبز ويشرب كأس الرب وهو غير مستحق بخطأ إلى جسد الرب ودمه‪.‬‬
‫‪_2‬عقب انتهاء اضطهاد ديسيوس‪:‬في سنة (‪251‬م) حالما رجع كبريانوس إلى مقر كرسيه بقرطاجنة بعد زوال االضطهاد عمل على عقد‬
‫مجمع كنسي من أساقفة كرسيه وناقش موضوع الجاحدين‪ ،‬وخرج بق اررات عالجت حالتهم‪ ،‬نذكر منها ما يلي‪:86‬‬
‫أ_ يقبل فو ار في شركة الكنيسة من قدموا للهيئات الحكومية شهادات مزورة تثبت أنهم ضحوا لألوثان‪.‬‬
‫ب_ يقبل في شركة الكنيسة أيضا من ضحوا لألوثان مرة ولكنهم عادوا حينما قدموا للمحاكمة ثانية واحتملوا النفي ومصادرة ممتلكاتهم‪.‬‬
‫جـ_ يقبل في شركة الكنيسة من اعترفوا أوال بالمسيح ثم عادوا وأنكروه تحت وطأة التعذيب ومضي ثلث سنوات على ممارستهم أفعال التوبة‪.‬‬
‫د_ يقبل في شركة الكنيسة المرضى المشرفون على الموت‪.‬‬
‫‪_3‬قبيل اضطهاد فاليريان‪:‬استمرت األوضاع على هذا النحو لمدة عام حين أعلنت لكبريانوس رؤيا تنبئه بتجدد االضطهاد فعقد مجمعا في‬
‫قرطاجنة وقرر قبول جميع الجاحدين الراغبين في شركة الكنيسة‪ ،‬لكن هذا القرار قوبل باالستياء من بعض المتشددين والذين أعلنوا انفصالهم‬
‫عن الكنيسة‪ ،‬حتى أن كبريانوس رفض بعد ذلك قبول الجاحدين تحت أي شروط‪ ،‬واستثنى من ذلك من كان مشرفا على الموت فقط‪.87‬‬
‫_كنيسة اإلسكندرية في سنة (‪307‬م) بينما االضطهاد المروع الذي بدأه دقلديانوس وأكمله من بعده أعوانه كان ما يزال على أشده‪ ،‬رأى البابا‬
‫بطرس السكندري (خاتم الشهداء)‪ ،‬أن األمر يتطلب وضع قوانين مشروطة يقبل على هديها الجاحدين الراغبين في العودة إلى حضن الكنيسة‬
‫بعد أن تقدم بعضهم وطلبوا إليه بدموع أن يحلهم ويقبلهم في شركة الكنيسة‪ ،‬وقد ضمن منشوره الرعوي لعيد القيامة هذه القوانين والتي ظلت‬
‫مرعية في جميع الكنائس األرثوذكسية في العالم إلى ما بعد االنشقاق‪ ،‬ولكن يبدو أن بنود هذه القوانين لم يعثر عليها‪ ،‬والتي قيل أن البابا‬
‫بطرس أيدها بالشواهد واألدلة الكتابية‪.88‬ومما يجدر ذكره هنا بأن الحكام وحكام األقاليم قد استخدموا كل ألوان العنف والقسوة لكي يحملوا‬
‫المسيحيين على اإلرتداد عن دينهم‪ ،‬وترتب كنتيجة ل ذلك أن ضعف كثير من المسيحيين والبعض ضحى لألوثان‪ ،‬والبعض تمكنوا بطريقة أو‬
‫بأخرى من الحصول على شهادا ت مزورة من الحكام تفيد ما يثبت أنهم فعلوا ذلك‪ ،‬وقد حصلوا على هذه الشهادات المزورة أما بواسطة المال‬
‫الشهادة‪.‬‬ ‫‪89‬‬
‫أو بواسطة أصدقاء وثنيين‪ ،‬بينما أندفع آالف منهم في غيرة عجيبة وشجاعة نادرة أما للسجون أو لنيل إكليل‬
‫_المنتفعون‪ :‬كانت أنواع االضطهادات هذه يغيرها بعض المنتفعون من كهنة األوثان والصناع والنجار وغيرهم ممن كانوا يستفيدون من‬
‫عبادة األصنام‪ ،‬ونذكر منهم‪:‬‬
‫‪_1‬ديمتريوس الصانع من أفسس‪.90‬‬
‫‪_2‬موالي الجارية التي كان بها روح عرافة في فيلي‪ .91‬هؤالء هيجوا الجماهير ضد المسيحيين لتدخلها فيما يمس أرزاقهم‪ ،‬ويتضح من ذلك‬
‫إلى اإلمبراطور تراجان أوضح فيه أن اإلقبال على التقدمات والقرابين التي تقدم لآللهة قد قل‬ ‫‪92‬‬
‫تقرير بليني الصغير حاكم ووالي بيثينية‬
‫نتيجة ازدياد عدد المسيحيين‪.93‬‬
‫_طرق اإلنكار‪ :‬كان الشماس أبولونيوس ال يريد أن ينكر إيمانه‪ ،‬لذلك فقد هداه تفكيره إلى طريقة يتخلص منها من محاكمة أريانوس‪ ،‬وذلك‬
‫بأن ذهب إلى فليمون وقدم له أربعة دنانير من الذهب وسأله أن يذهب إلى معبد األوثان ليضحي لآللهة نيابة عنه‪ ،‬ووافق فليمون على أن‬
‫يعيره بعض ملبسه ليذكر فيها‪ ،‬فذهب فليمون إلى المعبد بعد أن ترك مزماره ألبولونيوس ولم يتعرف عليه أحد‪.94‬‬
‫_شخصيات عادت بعد إرتدادها‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪301‬‬


‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫اإلرتداد يف الفكر املسيحي_ دراسة تأرخيية من خالل الكتاب املقدس‬ ‫‪‬‬
‫‪_1‬مرقس والي البرلس والزعفران‪:‬كان مسيحيا وزوجته مسيحية أيضا‪ ،‬ولم يرزقا سوى ببنت تدعى دميانة التي أحسنا تربيتها‪ ،‬وفي‬
‫االضطهاد الذي أثاره دقلديانوس طلب إليه مع بقية الوالة أن يصحبه إلى الهيكل ليبخر لألصنام معه ضعف مرقس وخاف على فقدان مركزه‬
‫فأشترك في التبخير لآللهة‪ ،‬وما أن سمعت دميانة بالخبر حتى تركت عزلتها وقابلت والدها ووبخته بقولها "كان األهون على نفسي أن أسمع‬
‫خبر انتقالك إلى دار الخلود من أسمع أنك أنكرت فادينا الحبيب"‪95‬؛ ألهبت هذه الكلمات قلبه فذهب لتوه وقابل دقلديانوس وندم أمامه على‬
‫فعلته واعترف باإليمان المسيحي‪ ،‬لكن دقلديانوس أمر بقطع رأسه‪.96‬‬
‫‪_2‬القديس الشهيد يعقوب المقطع‪ :‬نشأ في احدى مدن بلد فارس‪ ،‬من أسرة مسيحية عريقة في حسبها ونسبها وثرواتها‪ ،‬وتولى مناصب‬
‫مختلفة في بلط الملك يزدجرد األول الذي مات وثنيا‪ ،‬وهو الذي اضطهد المسيحيين بسبب حرق الهيكل وتدميره‪ ،‬ورفض األسقف أن يرممه‬
‫على حسابه‪ ،‬ألنه يعد تشجيع للعبادة الوثنية‪ ،‬ومن الذين صعقوا أمام االضطهاد يعقوب الذي أنكر إيمانه المسيحي‪ .‬أما أم يعقوب وقرينته‬
‫فحزنتا لسقطته وطلبتا اهتدائه بإلحاح فكتبتا إليه رسالة جاء بها‪" :‬قد عرفنا منذ زمن أنك رفضت محبة اإلله الذي ال يموت إكراما للملك وحبا‬
‫في حطام الدنيا وكرامتها‪ ...‬لكن ماذا حل بمن اعتبرته اعتبا ار عظيما‪...‬؟ لقد فاجأه الموت وصار رمادا فلم يبقى لك وجه للرجاء به وال يقدر‬
‫يخلصك من العذاب األبدي‪ ،...‬وأعلم أنك إذا بقيت في إثمك يقضي عليك العدل اإللهي بهذا العذاب كما قضي على صديقك الملك‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة لنا فل نريد أن يكون بيننا وبينك أي علقة"‪ .97‬تأثر يعقوب من هذه الرسالة تأث ار شديدا‪ ،‬وتأمل في عظم خطيئته وبشاعتها فأعلن‬
‫إيمانه المسيحي ‪ ،‬خاصة بعد موت الملك يزدجرد األول وتسلم ابنه قا اررانس الرابع الذي استدعاه للتأكد من األمر فاعترف أمامه بشجاعة مما‬
‫أغضب الملك ثم دار بينهما حوار أثبت فيه يعقوب تمسكه باإليمان المسيحي فأمر أن يعذب ثم يقطع عضوا عضوا‪ ،98‬وكان في كل هذا‬
‫التعذيب‪ ،‬يشكر هللا‪ ،‬وأخي ار تقدم أحد الحراس وقطع رأسه‪ ،‬ولهذا السبب سمي بالمقطع‪.99‬‬
‫‪100‬‬
‫‪_3‬ببلياس الشهيدة كانت قد أنكرت اإليمان أوال‪ ،‬ثم استعادت قوتها تحت آآلالم بصلوات الشهداء والمجاهدين‪ ،‬فوقفت في وجه المجدفين‬
‫قائلة‪" :‬كيف يستطيع هؤالء أن يأكلوا األطفال وهم يحرمون أن يذوقوا حتى دماء الحيوانات غير القاتلة"‪.101‬‬
‫‪_4‬يوليانوس أو جوليانوس الجاحد‪ :‬نشأ مسيحيا وتلقى ثقافته في أثينا‪ ،‬وكان زميل للقديسين باسيليوس الكبير وغريغوريوس النزاينزي‪ ،‬وكان‬
‫يدرس معهما الكتاب المقدس‪ ،‬لكن ما لبث بعد أن صار إمبراطو ار أن اشتعل فيه الحماس للوثنية فجحد الديانة المسيحية واضطهد أتباعها‬
‫وشرع يحتضن اليهود‪ ،‬وحاول إعادة بناء هيكل أورشليم‪ ،‬ويذكر بأنه كانت تخرج من األرض كرات نارية تحرق العمال الذين كانوا يحفرون‬
‫األساسيات‪ ،‬وهكذا توقف العمل‪ .102‬اتصف بأنه كان مغرو ار متفلسفا‪ ،‬أراد أن يتشبه باإلسكندر الكبير في توسيع رقعة مملكته‪ ،‬فقام بحملة‬
‫على بلد فارس إلخضاعها لكنه أصيب برمح استقر في جنبه األيمن فسقط والدماء تنزف منه وهو يصرخ ويقول‪" :‬لقد انتصرت أيها‬
‫الجليلي"‪ .‬وهكذا مات ولم يكمل الثانية والثلثون من عمره‪.103‬‬
‫_التائب العائد في الطقس الكنسي‪ :‬مورست طقوس خاصة لتنقية التائبين في مراسيم كنسية يتم فيها تجهيز آنية جديدة من الفخار والتي‬
‫تمأل ماءا حلوا ثم يصب فيها الكاهن زيتا ثلث مرات ويرشم علمة الصليب‪ ،‬ويمكن ترتيب خطواتها بالنقاط التالية‪:104‬‬
‫‪_1‬يقول الكاهن صلة الشكر‪.‬‬
‫‪_2‬وفي نهايتها يقول الشعب‪ :‬أرباع الناقوس‪.‬‬
‫‪_3‬وخللها يرفع الكاهن البخور ويتلو سر البولس‪" :‬يا هللا العظيم األبدي الذي بل بداية وال نهاية العظيم في مشورته والقوي في أفعاله الذي‬
‫هو في كل مكان وكائن مع كل أحد كن معنا أيضا يا سيدنا في هذه الساعة وقف في وسطنا كلنا طهر قلوبنا وقدس أنفسنا ونقنا من كل‬
‫الخطايا التي صنعناها بإرادتنا وامنحنا أن نقدم أمامك ذبائح ناطقة وصعائد للبركة وبخو ار روحيا يدخل إلى الحجاب في موضع أقداسك"‪ .‬ثم‬
‫يبخر ثلث أيادي في األربعة جهات‪.‬‬
‫‪_4‬وبعدها ينتهي الشعب من أرباع الناقوس يكملون‪.‬‬
‫‪_5‬ثم يقول الشعب أبانا الذي في السموات‪...‬‬
‫‪_6‬ومن بعدها يتلو المزمور الخمسين "ارحمني يا هللا كعظيم رحمتك"‪.‬‬
‫‪_7‬ثم يختمون بالسجود هلل األب واالبن والروح القدس‪.‬‬
‫‪_8‬بعدها تق أر آيات من الكتاب المقدس‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪302‬‬


‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫اإلرتداد يف الفكر املسيحي_ دراسة تأرخيية من خالل الكتاب املقدس‬ ‫‪‬‬
‫_هرطقة نوفاتيوس‪ :105‬ردا على البعض الذين يقولون أنه يجب أن ال يقبل جاحدي اإليمان في الجماعة مرة أخرى‪ ،‬إذ دنسوا المقدسات‬
‫األمر الذي يثنيهم عن نوال الغفران‪ ،‬وبالتالي يجب أن نقسوا عليهم‪ .‬الرد‪ :‬أن هذه الفكرة هي هرطقة نوفاتيوس الذي رفض قبول جاحدي‬
‫اإليمان‪_ :‬إن هللا يضع تميي از‪ ،‬بل وعد بمراحمه للجميع واهبا كهنته سلطانا أن يحلوا جميع الخطايا بل استثناء‪_ .‬إن السيد المسيح هو إله‬
‫رحمة يميل إلى العفو ال إلى القسوة‪ ،‬لذلك قيل‪" :‬أريد رحمة ال ذبيحة"‪ ،106‬أن هللا ال يشاء موت الخاطئ مثل أن يرجع‪.‬‬
‫_الرحمة‪ ،‬فقال‪" :‬فكل من يعترف بي قدام الناس اعترف به أنا أيضا قدام أبي الذي في السموات"‪ .107‬عندما تكلم عن المعترفين به قال‪" :‬أما‬
‫عن حديثه عن حالة األفكار فلم يذكر كلمة كل"‪ ،‬ففي حالة الجزاء المقيد وعد به المعترفين عند العقاب فلم يهدد الكل‪_ .‬كل من يعترف‬
‫بي‪ ...‬أي يقصد أيا كان عمره وأيا كان حاله دون أي استثناء‪ ،‬أما في األفكار فلم تذكر عبارة من شأنهم‪_ .‬يقول النبي داود‪" :‬هل إلى‬
‫الدهور يرفق الرب‪ ...‬هل انتهت إلى األبد رحمته؟ هل نسي هللا رأفته أو قفص برجزه مراحمه"‪.108‬‬
‫_ االستنتاجات‪:‬‬
‫‪ _1‬من األسباب التي أدت إلى اإلرتداد هو ضعف اإليمان وعدم المعرفة والجهل بالكتب المقدسة‪ ،‬فضل عن االضطهاد‪.‬‬
‫‪ _ 2‬يعاقب المرتد عند إرتداده عن دينه‪ ،‬ومن صور تلك العقوبات بأن المرتد ال ينسب للسيد المسيح‪ ،‬وسقوطه وعدم توبته‪.‬‬
‫‪ _3‬الذين جحدوا اإليمان وألقوا في السجن وتحملوا العذابات وانهاروا وأثارهم انحطاط الروح‪ ،‬هؤالء حكم عليهم بالتأديب لكي تقبل توبتهم‪.‬‬
‫‪ _ 4‬أما الكهنة الذين تقدموا للوالة بمحض اختيارهم وتحت شدة العذابات أنكروا اإليمان ثم عادوا فندموا متقدمين إلى الصراع من جديد‬
‫محتملين آآلما من أجل السيد المسيح ال يبقوا في الخدمة _خدمة الكنيسة_‪ ،‬إذ ال يليق بقاءهم‪ ،‬وإنما يرجعوا علمانيين‪.‬‬
‫‪ _5‬عد جاحدا لإليمان كل من قرب أو بخر لآللهة أو استحضر شهادة مزورة أو سلم الكتب المقدسة لتحرق‪.‬‬
‫‪ _6‬نظرت الكنيسة نظرة حانية إلى هؤالء الجاحدين‪ ،‬لكن كان ال يمكن أن تسمح لهم دون شرط أن يمارسوا حقوق الشركة المسيحية في‬
‫الكنيسة والتقدم إلى األسرار المقدسة دون تقديم توبة عن اإلنكار العلني لإليمان‪.‬‬
‫_اهلوامش‪:‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬سفر اشعيا‪.)4:1 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬يوحنا‪.)66:6 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬عبرانيين‪.)10:14 ،‬‬ ‫‪3‬‬

‫الكتاب المقدس‪ 1( ،‬مكابيين‪.)7:5 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫األزدي‪ ،‬أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد (ت ‪321‬ه)‪ :‬جمهرة اللغة‪ ،‬تحقيق‪ :‬رمزي منير بعلبكي‪ ،‬مط‪ .‬دار العلم للمليين‪( ،‬بيروت‪:‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪1987‬م)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.72‬‬


‫ابن منظور‪ ،‬جمال الدين محمد بن مكرم األنصاري (ت ‪711‬ه)‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مط‪ .‬دار إحياء التراث العربي‪( ،‬د‪ .‬م‪1405 :‬ه)‪ ،‬ج‪،4‬‬ ‫‪6‬‬

‫ص‪.153‬‬
‫القرآن الكريم‪( ،‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.)217 :‬‬ ‫‪7‬‬

‫للتفصيل أكثر ينظر‪ :‬الجوهري‪ ،‬اسماعيل بن حماد (ت ‪393‬ه)‪ :‬الصحاح تاج اللغة‪ ،‬ط‪ ،4‬تحقيق‪ :‬أحمد بن عبد الغفور العطار‪ ،‬مط‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫دار العلم للمليين‪( ،‬بيروت‪1407 :‬ه)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪470‬؛ الزبيدي‪ ،‬محمد مرتضى الحسيني الواسطي‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪،‬‬
‫مط‪ .‬مكتبة الحياة‪( ،‬بيروت‪ :‬د‪ .‬ت)‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.351‬‬
‫حول أنواع اإلرتداد ينظر‪ :‬البابا شنودة الثالث‪ :‬حياة اإليمان_ سلسلة اإليمان والرجاء والمحبة‪ ،‬مط‪ .‬األنبا رويس (األوفست)‪( ،‬القاهرة‪:‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪ ،)1984‬ص ص‪.32_29‬‬
‫الكتاب المقدس‪ 2( ،‬بطرس‪.)17:3 ،‬‬ ‫‪10‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬عبرانيين‪.)12:3 ،‬‬ ‫‪11‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬سفر التكوين‪.)17:49 ،‬‬ ‫‪12‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬ارميا‪.)22:46 ،‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪303‬‬


‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫اإلرتداد يف الفكر املسيحي_ دراسة تأرخيية من خالل الكتاب املقدس‬ ‫‪‬‬
‫الكتاب المقدس‪( ،‬مزمور‪.)4:58 ،‬‬ ‫‪14‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬تثنية‪.)3:13 ،‬‬ ‫‪15‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬عبرانيين‪.)12:3 ،‬‬ ‫‪16‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬متى‪.)26:22 ،‬‬ ‫‪17‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬يوحنا‪.)20:17 ،‬‬ ‫‪18‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬متى‪.)9،10 :24،‬‬ ‫‪19‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬لوقا‪.)13:8 ،‬‬ ‫‪20‬‬

‫تسالونيكي‪ :‬مدينة تجارية في مقدونية‪ ،‬تقع على خليج ترميس وعلى الطريق األغناطية‪ .‬أنها في الواقع مستوطنة ترميس اليونانية التي‬ ‫‪21‬‬

‫أسسها في نهاية القرن الرابع قبل الميلد‪ ،‬كساندريس مل ك مقدونية‪ .‬ولكنه سماها باسم امرأته تسالونيكي شقيقة اإلسكندر الكبير‪ .‬ازدهرت‬
‫تسالونيكي على أيام الرومان الذين احتلوا المدينة بعد معركة فدنة عام (‪ 168‬ق‪.‬م)‪ ،‬وجعلوها في عام (‪ 146‬ق‪.‬م) عاصمة مقدونية‪.‬‬
‫للتفصيل أكثر ينظر‪ :‬الفغالي‪ ،‬الخوري بولس‪ :‬المحيط الجامع في الكتاب المقدس والشرق القديم‪ ،‬ط‪ ،2‬مط‪ .‬المكتبة البولسية‪( ،‬لبنان‪:‬‬
‫‪ ،)2009‬ص ص‪.358_355‬‬
‫الكتاب المقدس‪ 2( ،‬بطرس‪.)21:2 ،‬‬ ‫‪22‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬عبرانيين‪.)19:10 ،‬‬ ‫‪23‬‬

‫الكتاب المقدس‪ 2( ،‬بطرس‪.)17:2 ،‬‬ ‫‪24‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬نبوءة صفنيا‪.)6_4 :1 ،‬‬ ‫‪25‬‬

‫الكتاب المقدس‪ 1( ،‬يوحنا‪.)19:2 ،‬‬ ‫‪26‬‬

‫الروح القدس‪ :‬األقنوم الثالث من الثالوث‪ ،‬وإنه ينبثق من هللا‪ ،‬وألنه يصور كمن يؤله ويشارك في الطبيعة اإللهية ويهب روح االبن‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫للتفصيل ينظر‪ :‬ابن المقفع‪ ،‬ساويروس (توفي في القرن العاشر الميلدي)‪ :‬مصباح العقل‪ ،‬تقديم وتحقيق‪ :‬سمير خليل‪ ،‬مط‪ .‬دار العالم‬
‫العربي‪( ،‬القاهرة‪ ،)1978 :‬ص ص‪20_19‬؛ اليسوعي‪ ،‬صبحي حموي‪ :‬معجم اإليمان المسيحي‪ ،‬ط‪ ،2‬أعاد النظر فيه من الناحية‬
‫المسكونية‪ :‬األب جان كوربون‪ ،‬مط‪ .‬دار المشرق‪( ،‬بيروت‪ ،)1998 :‬ص‪.240‬‬
‫الكتاب المقدس‪( ،‬عبرانيين‪.)4:6 ،‬‬ ‫‪28‬‬

‫الكتاب المقدس‪ 1( ،‬تيموتاوس‪.)1:4 ،‬‬ ‫‪29‬‬

‫الكتاب المقدس‪ 2( ،‬تسالونيكي‪.)3:2 ،‬‬ ‫‪30‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬متى‪.)13 ،‬‬ ‫‪31‬‬

‫الكتاب المقدس‪ 1( ،‬تيموتاوس)‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫البار‪ :(Just) :‬في الكتاب المقدس‪ ،‬من يعمل بشريعة هللا‪ ،‬أو من يعيش وفقا لما يفكر ويريد هللا الخالق في أمره‪ .‬و(البار) هللا نفسه‬ ‫‪33‬‬

‫بصفته يخلص ويجري العدل وينجز مواعده‪ .‬ينظر‪ :‬اليسوعي‪ ،‬صبحي حموي‪ ،‬معجم اإليمان المسيحي‪ ،‬ص‪.93‬‬
‫الكتاب المقدس‪( ،‬عبرانيين‪.)10 ،‬‬ ‫‪34‬‬

‫الكتاب المقدس‪ 2( ،‬تسالونيكي‪.)3:2 ،‬‬ ‫‪35‬‬

‫كساب‪ ،‬حنانيا الياس‪ :‬مجموعة الشرع الكنسي أو قوانين الكنيسة المسيحية الجامعة‪ ،‬ط‪ ،2‬مط‪ .‬النور‪( ،‬بيروت‪ ،)1998 :‬ص‪. 847‬‬ ‫‪36‬‬

‫ملطي‪ ،‬القمص تادرس يعقوب‪ :‬الب ابا بطرس خاتم الشهداء_ سلسلة دراسات آبائية‪ ،‬نشر‪ :‬الكنوز القبيطة‪( ،‬اإلسكندرية‪ :‬د‪ .‬ت)‪ ،‬ص‬ ‫‪37‬‬

‫ص‪.29_20‬‬
‫الكتاب المقدس‪( ،‬متى‪.)10:4 ،‬‬ ‫‪38‬‬

‫ملطي‪ ،‬القمص تادرس يعقوب‪ ،‬البابا بطرس خاتم الشهداء‪ ،‬ص ص‪.29_20‬‬ ‫‪39‬‬

‫أكرز_ الك ارزة‪ :‬كلمة يونانية األصل تعني إعلن البشرية األول‪ ،‬يقوم به منادي المسيح‪ ،‬داعيا غير المؤمنين إلى توبة اإليمان‬ ‫‪40‬‬

‫والمعمودية‪ .‬إن الك ارزة هي العمل األساس في التبشير‪ .‬وكرازي‪ :‬نسبة إلى ك ارزة‪ .‬واللهوت الكرازي‪ :‬اللهوت الخاص بدرس الك ارزة‪ ،‬أو‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪304‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫اإلرتداد يف الفكر املسيحي_ دراسة تأرخيية من خالل الكتاب املقدس‬ ‫‪‬‬
‫اللهوت الذي يوضع بالنسبة إلى الوعظ ليكون الموضوع المباشر للوعظ‪ .‬ينظر‪ :‬اليسوعي‪ ،‬صبحي حموي‪ ،‬معجم اإليمان المسيحي‪،‬‬
‫ص‪303‬؛ كاكه يى‪ ،‬الدكتورة هدى علي‪ :‬الصلت الحضارية بين الفكر المسيحي والفكر اإلسلمي من القرن الثالث حتى القرن التاسع‬
‫الميلدي‪ ،‬مط‪ .‬دار ومكتبة عدنان للطباعة والنشر والتوزيع‪( ،‬بغداد‪ ،)2015 :‬ص‪.165‬‬
‫الكتاب المقدس‪( ،‬سفر اشعيا‪)2:1 ،‬؛ (لوقا‪.)19_18 :4،‬‬ ‫‪41‬‬

‫ملطي‪ ،‬القمص تادرس يعقوب‪ ،‬البابا بطرس خاتم الشهداء‪ ،‬ص ص‪.29_20‬‬ ‫‪42‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬لوقا‪.)9_ 6 :13 ،‬‬ ‫‪43‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬ارميا‪.)23:13 ،‬‬ ‫‪44‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬متى‪.)19:21 ،‬‬ ‫‪45‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬سفر الجامعة‪.)15:1 ،‬‬ ‫‪46‬‬

‫الكتاب المقدس‪.)4:66( ،‬‬ ‫‪47‬‬

‫الكتاب المقدس‪.)21_20:57( ،‬‬ ‫‪48‬‬

‫ملطي‪ ،‬القمص تادرس يعقوب‪ ،‬البابا بطرس خاتم الشهداء‪ ،‬ص ص‪.29_20‬‬ ‫‪49‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬اشعيا‪.)6:9 ،‬‬ ‫‪50‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬لوقا‪.)1:17 ،‬‬ ‫‪51‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬رؤيا‪.)8:10 ،‬‬ ‫‪52‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬رؤيا‪.)10_8 :10،‬‬ ‫‪53‬‬

‫ملطي‪ ،‬القمص تادرس يعقوب‪ ،‬البابا بطرس خاتم الشهداء‪ ،‬ص ص‪.29_20‬‬ ‫‪54‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬أفسس‪.)8:6 ،‬‬ ‫‪55‬‬

‫ملطي‪ ،‬القمص تادرس يعقوب‪ ،‬البابا بطرس خاتم الشهداء‪ ،‬ص ص‪.29_20‬‬ ‫‪56‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬أفسس‪.)9:6 ،‬‬ ‫‪57‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬رؤيا‪.)11:2 ،‬‬ ‫‪58‬‬

‫ملطي‪ ،‬القمص تادرس يعقوب‪ ،‬البابا بطرس خاتم الشهداء‪ ،‬ص ص‪.29_20‬‬ ‫‪59‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬فيليبي‪.)14:3 ،‬‬ ‫‪60‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬سفر األمثال‪.)16:14 ،‬‬ ‫‪61‬‬

‫ملطي‪ ،‬القمص تادرس يعقوب‪ ،‬البابا بطرس خاتم الشهداء‪ ،‬ص ص‪.29_20‬‬ ‫‪62‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬متى‪.)13:6 ،‬‬ ‫‪63‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬متى‪.)2:27 ،55:26 ،‬‬ ‫‪64‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬متى‪.)17:10 ،‬‬ ‫‪65‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬متى‪.)22:10 ،‬‬ ‫‪66‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬متى‪.)21:26 ،‬‬ ‫‪67‬‬

‫مجمع‪ :‬في اللغة‪ ،‬مفردة تدل على االجتماع؛ وفي االصطلح‪ ،‬الكنيس في اليونانية "سيناغوغي" وهو ترجمة العبرية "بيت كنست"‪ ،‬مكان‬ ‫‪68‬‬

‫اجتماع لرؤساء الكنيسة‪ ،‬تقتضيها الظروف‪ ،‬يتدارس فيها أولئك الرعاة الموضوع المطروح عليهم ويأخذون القرار الضروري‪ .‬للتفصيل أكثر‬
‫حول المجامع الكنسية والمسكونية وأنواعها ووظائفها‪ ،‬ينظر‪ :‬كاكه يى‪ ،‬الدكتورة هدى علي‪ :‬المذهب اآلريوسي بين التأثر والتأثير دراسة في‬
‫الفكر الديني اإلسكندري‪ ،‬مط‪ .‬دار ومكتبة قناديل للطباعة والنشر والتوزيع‪( ،‬بغداد‪ ،)2016 :‬ص ص‪.192_185‬‬
‫الكتاب المقدس‪( ،‬أعمال الرسل‪.)59:7 ،‬‬ ‫‪69‬‬

‫الكتاب المقدس‪ 2( ،‬كورنتس‪.)33_32 :11،‬‬ ‫‪70‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪305‬‬


‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫اإلرتداد يف الفكر املسيحي_ دراسة تأرخيية من خالل الكتاب املقدس‬ ‫‪‬‬
‫علمانيين‪ :‬ما ينتمي إلى العالم‪ ،‬وكاهن علماني‪ :‬كاهن ال ينتمي إلى إحدى الرهبانيات‪ ،‬بل يعيش في العالم بين الناس‪ ،‬وعلماني‪ :‬من لم‬ ‫‪71‬‬

‫يكن من رجال اإلكليروس‪ ،‬بل كان عضوا عاديا من أعضاء الشعب‪ .‬للتفصيل ينظر‪ :‬اليسوعي‪ ،‬صبحي حموي‪ ،‬معجم اإليمان المسيحي‪،‬‬
‫ص ص‪ 233_232‬؛ بولس الثاني‪ ،‬يوحنا‪ :‬ارشاد رسولي في الحياة المكرسة‪ ،‬مط‪ .‬منشورات اللجنة األسقفية لوسائل اإلعلم‪( ،‬لبنان‪ :‬د‪.‬ت)‪،‬‬
‫ص ص‪.100_98‬‬
‫يوسابيوس القيصري (ت ‪340‬ه‪951 /‬م)‪ :‬تاريخ الكنيسة‪ ،‬ط‪ ، 3‬ترجمة‪ :‬القمص مرقس داود‪ ،‬مط‪ .‬شركة تريكرومي للطباعة‪( ،‬القاهرة‪:‬‬ ‫‪72‬‬

‫‪ ،)1988‬ك‪ ،6‬ف‪ ،39‬ص‪286‬؛ أبرص‪ ،‬ميشال وعرب‪ ،‬أنطوان‪ :‬المجمع المسكوني األول_ نيقيا األول (‪325‬م)‪ ،‬مط‪ .‬البولسية‪( ،‬بيروت‪:‬‬
‫‪ ،)1997‬ص‪ ،108‬كساب‪ ،‬حنانيا الياس‪ ،‬مجموعة الشرع الكنسي‪ ،‬ص‪.873‬‬
‫جورج‪ ،‬أثناسيوس فهمي‪ :‬االستشهاد في فكر اآلباء (علم المارترولوجي)‪ ،‬ط‪ ،2‬مط‪ .‬سيوبرس‪( ،‬مصر‪ ،)2019 :‬ص ص‪.97_95‬‬ ‫‪73‬‬

‫إيسوذورس‪ :‬الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة‪ ،‬مط‪ .‬شركة هارموني للطباعة‪( ،‬القاهرة‪ ،)2002 :‬ج‪ ،1‬ص ص‪149_142‬؛ ملتيوس‪:‬‬ ‫‪74‬‬

‫الدرة النفيسة في شرح حال الكنيسة‪ ،‬مط‪ .‬القبر المقدس البطريركية‪( ،‬أورشليم‪1867 :‬م)‪ ،‬ص ص‪.65_63‬‬
‫ديوسقورس‪ ،‬يسطس الصموئيلي‪ :‬موجز تاريخ المسيحية‪ ،‬إعداد ومراجعة‪ :‬ميخائيل مكسي إسكندر‪ ،‬مط‪ .‬شركة هارموني للطباعة‪،‬‬ ‫‪75‬‬

‫(مصر‪ ،)2003 :‬مج‪ ،1‬ج‪ ،1‬ص ص‪101_99‬؛ دانيال‪ ،‬روبين‪ :‬التراث المسيحي في شمال افريقيا (دراسة تاريخية من القرن األول إلى‬
‫القرون الوسطى)‪ ،‬ترجمة‪ :‬سمير مالك‪ ،‬مساعدة‪ :‬م‪ .‬الخوري وع‪ .‬المهدي وإخوة آخرون‪ ،‬مط‪ .‬دار منهل الحياة‪( ،‬بيروت‪ ،)1999 :‬ص‬
‫ص‪.152_151‬‬
‫إيسوذورس‪ ،‬الخريدة النفيسة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ص‪149_142‬؛ ديوسقورس‪ ،‬موجز تاريخ المسيحية‪ ،‬مج‪ ،1‬ج‪ ،1‬ص ص‪.101_99‬‬ ‫‪76‬‬

‫يوسابيوس القيصري‪ ،‬تاريخ الكنيسة‪ ،‬ك‪ ،6‬ف‪ ،34‬ص‪283‬؛ دانيال‪ ،‬روبين‪ ،‬التراث المسيحي‪ ،‬ص ص‪152_151‬؛ أبرص‪ ،‬ميشال‬ ‫‪77‬‬

‫وعرب‪ ،‬أنطوان‪ ،‬المجمع المسكوني األول‪ ،‬ص ص‪110_108‬؛ جورج‪ ،‬أثناسيوس فهمي‪ ،‬االستشهاد في فكر اآلباء‪ ،‬ص ص‪،33_31‬‬
‫‪.97_95‬‬
‫إيسوذورس‪ ،‬الخريدة النفيسة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ص‪149_142‬؛ ديوسقورس‪ ،‬موجز تاريخ المسيحية‪ ،‬مج‪ ،1‬ج‪ ،1‬ص ص‪101_99‬؛ ملطي‪،‬‬ ‫‪78‬‬

‫القمص تادرس يعقوب‪ ،‬البابا بطرس خاتم الشهداء‪ ،‬ص‪ 20‬وما بعدها؛ جورج‪ ،‬أثناسيوس فهمي‪ ،‬االستشهاد في فكر اآلباء‪ ،‬ص‬
‫ص‪.97_95‬‬
‫اللذقي‪ ،‬جراسيموس مسرة‪ :‬تاريخ االنشقاق‪ ،‬مط‪ .‬األميرية‪( ،‬اإلسكندرية‪1891 :‬م)‪ ،‬ص‪69‬؛ ملتيوس‪ ،‬الدرة النفيسة‪ ،‬ص ص‪65_63‬؛‬ ‫‪79‬‬

‫أسعد‪ ،‬الخوري عيسى‪ :‬الطرفة النقية من تاريخ الكنيسة المسيحية‪ ،‬مط‪ .‬حمص‪( ،‬دمشق‪1922 :‬م)‪ ،‬ص‪49‬؛ الفاضلي‪ ،‬داود علي‪ :‬أصول‬
‫المسيحية كما يصورها القرآن الكريم‪ ،‬مط‪ .‬مكتبة المعارف‪( ،‬الرباط‪ ،)1986 :‬ص‪227‬؛ جورج‪ ،‬أثناسيوس فهمي‪ ،‬االستشهاد في فكر اآلباء‪،‬‬
‫ص ص‪.97_95‬‬
‫يوسابيوس القيصري‪ ،‬تاريخ الكنيسة‪ ،‬ك‪ ،6‬ف‪ ،39‬ص‪286‬؛ أبرص‪ ،‬ميشال وعرب‪ ،‬أنطوان‪ ،‬المجمع المسكوني األول‪ ،‬ص‬ ‫‪80‬‬

‫ص‪112_108‬؛ كساب‪ ،‬حنانيا الياس‪ ،‬مجموعة الشرع الكنسي‪ ،‬ص ص‪.875_873‬‬


‫التناول‪ :‬االشتراك في ذبيحة الرب الفصحية واالشتراك بفضلها في الخيرات اإللهية التي ورثها المسيح في مجد الرب‪ .‬فهو يعني ويحقق‬ ‫‪81‬‬

‫المشاركة الكنسية ويمهد للتمتع األبدي باهلل‪ ،‬مع التمكين من تذوقه منذ اآلن‪ .‬إنه وليمة الملكوت‪ .‬والتناول هو االشتراك في سر القربان‪.‬‬
‫التناول األول‪ :‬هو تناول الولد للمرة األولى ع ند اعتماده أو عند بلوغه سن الرشد‪ .‬والتناول الفصحي‪ :‬هو التناول الذي يتم في أثناء االحتفال‬
‫بأعياد الفصح‪ .‬ينظر‪ :‬اليسوعي‪ ،‬صبحي حموي‪ ،‬معجم اإليمان المسيحي ص ص‪.156_155‬‬
‫اإلكليروس‪ :‬مجموعة من اإلكليركيين‪ ،‬أي من غير العلمانيين‪ ،‬وهناك اإلكليروس القانوني‪ :‬الذي أعضاؤه رهبان‪ ،‬واإلكليروس العلماني‪:‬‬ ‫‪82‬‬

‫الذي ال ينتمي إلى مؤسسة رهبانية‪ .‬وإكليريكي‪ :‬من اختار المهنة الكنسية واضطلع بخدمة من خدمات الكنيسة‪ .‬وإكليريكية‪ :‬دار يستعد فيها‬
‫الكهنة للقيام بخدمتهم وأعمالهم‪ .‬ينظر‪ :‬اليسوعي‪ ،‬صبحي حموي‪ ،‬معجم اإليمان المسيحي‪ ،‬ص‪57‬؛ منصور‪ ،‬يوحنا‪ :‬معجم مختصر‬
‫لمصطلحات الحق القانوني‪ ،‬مط‪ .‬البولسية‪( ،‬بيروت‪ ،)1997 :‬ص‪.11‬‬
‫جورج‪ ،‬أثناسيوس فهمي‪ ،‬االستشهاد في فكر اآلباء‪ ،‬ص ص‪.97_95 ،33‬‬ ‫‪83‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪306‬‬


‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫اإلرتداد يف الفكر املسيحي_ دراسة تأرخيية من خالل الكتاب املقدس‬ ‫‪‬‬
‫ديوسقورس‪ ،‬موجز تاريخ المسيحية‪ ،‬مج‪ ،1‬ج‪ ،1‬ص ص‪101_99‬؛ إيسوذورس‪ ،‬الخريدة النفيسة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ص‪149_142‬؛ رستم‪،‬‬ ‫‪84‬‬

‫أسد‪ :‬كنيسة مدينة هللا أنطاكية العظمى‪ ،‬مط‪ .‬البولسية‪( ،‬بيروت‪ ،)1988 :‬ج‪ ،1‬ص ص‪.115_114‬‬
‫األفخارستيا‪ :‬سر من أسرار الكنيسة‪ ،‬واألفخارستيا ذبيحة جسد يسوع ودمه بذاتها‪ ،‬التي أوجدها لكي تستمر بها ذبيحة الصليب على مر‬ ‫‪85‬‬

‫األجيال إلى أن يجيء‪ ،‬واألفخارستيا هي علمة الوحدة‪ ،‬ورباط المحبة‪ ،‬والوليمة الفصحية‪ .‬وإن هذا السر لديه تسميات مختلفة واألكثر شيوعا‬
‫هي‪ :‬األفخارستيا‪ ،‬مائدة الرب‪ ،‬كسر الخبز‪ ،‬المحفل األفخارستي‪ ،‬الذبيحة المقدسة‪ ،‬الليترجيا اإللهية المقدسة‪ ،‬سر المذبح المقدس‪ ،‬المناولة‪.‬‬
‫يجري االحتفال في قسمين كبيرين يؤلفان فعل عبادة واحدا‪ :‬ليترجيا الكلمة التي تتضمن إعلن كلمة هللا واالستماع لها‪ ،‬والليترجيا األفخارستية‬
‫التي تتضمن تقديم الخبز والخمر‪ ،‬والصلة أو األنافورة التي تضم كلمات التقديس والمناولة‪ .‬وإن خادم سر األفخارستيا هو الكاهن المرسوم‬
‫رسامة صحيحة‪ .‬للتفصيل أكثر ينظر‪ :‬كاكه يى‪ ،‬الدكتورة هدى علي‪ ،‬المذهب اآلريوسي‪ ،‬ص ص‪.16_15‬‬
‫إيسوذورس‪ ،‬الخريدة النفيسة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ص‪149_142‬؛ ديوسقورس‪ ،‬موجز تاريخ المسيحية‪ ،‬مج‪ ،1‬ج‪ ،1‬ص ص‪101_99‬؛ ملتيوس‪،‬‬ ‫‪86‬‬

‫الدرة النفيسة‪ ،‬ص ص‪65_63‬؛ أسعد‪ ،‬الخوري عيسى‪ ،‬الطرفة النقية‪ ،‬ص‪49‬؛ جورج‪ ،‬أثناسيوس فهمي‪ ،‬االستشهاد في فكر اآلباء‪ ،‬ص‬
‫ص‪.97_95 ،34_31‬‬
‫يوسابيوس القيصري‪ ،‬تاريخ الكنيسة‪ ،‬ك‪ ،6‬ف‪ ،34‬ص‪283‬؛ إيسوذورس‪ ،‬الخريدة النفيسة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ص‪149_142‬؛ ديوسقورس‪،‬‬ ‫‪87‬‬

‫موجز تاريخ المسيحية‪ ،‬مج‪ ،1‬ج‪ ،1‬ص ص‪.101_99‬‬


‫يوسابيوس القيصري‪ ،‬تاريخ الكنيسة‪ ،‬ك‪ ،6‬ف‪ ،39‬ص‪286‬؛ ملتيوس‪ ،‬الدرة النفيسة‪ ،‬ص ص‪65_63‬؛ اللذقي‪ ،‬جراسيموس مسرة‪،‬‬ ‫‪88‬‬

‫تاريخ االنشقاق‪ ،‬ص‪.69‬‬


‫إكليل‪ :‬في بعض الطقوس‪ ،‬يعتبر القسم األهم من رتبة الزواج‪ ،‬وفيه يضع الكاهن إكليل على رأس كل من الخطيبين‪ .‬ينظر‪ :‬اليسوعي‪،‬‬ ‫‪89‬‬

‫صبحي حموي‪ ،‬معجم اإليمان المسيحي‪ ،‬ص‪.58‬‬


‫الكتاب المقدس‪( ،‬أعمال الرسل‪.)29_24:19 ،‬‬ ‫‪90‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬أعمال الرسل‪.)24_16:16 ،‬‬ ‫‪91‬‬

‫بيثينية‪ :‬ويقال لها البثنة والبثنية‪ ،‬ناحية من نواحي دمشق‪ ،‬وقيل البثنة قرية بين دمشق وأذرعات‪ .‬ينظر‪ :‬ياقوت الحموي‪ ،‬شهاب الدين أبي‬ ‫‪92‬‬

‫عبد هللا الرومي البغدادي (ت‪626‬ه‪1225 /‬م)‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬مط‪ .‬دار صادر‪( ،‬بيروت‪1397 :‬ه‪1877 /‬م)‪ ،‬مج‪ ،1‬ص‪338‬؛ ابن عبد‬
‫الحق البغدادي‪ ،‬صفي الدين عبد المؤمن (ت‪739‬ه)‪ :‬مراصد االطلع على أسماء األمكنة والبقاع‪ ،‬تحقيق وتعليق‪ :‬علي محمد البجاوي‪،‬‬
‫مط‪ .‬دار الجيل‪( ،‬بيروت‪1412 :‬ه‪1992 /‬م)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.163‬‬
‫جورج‪ ،‬أثناسيوس فهمي‪ ،‬االستشهاد في فكر اآلباء‪ ،‬ص ص‪.31_30‬‬ ‫‪93‬‬

‫باسيه‪ ،‬رينيه‪ :‬مخطوط السنكسار القبطي اليعقوبي‪ ،‬تنسيق وتعليق‪ :‬ميخائيل مكسي إسكندر‪ ،‬مط‪ .‬شركة هارموني للطباعة‪( ،‬مصر‪:‬‬ ‫‪94‬‬

‫‪ ،)2003‬مج‪ ،1‬ج‪ ،2‬ص ص‪.288_287‬‬


‫ملطي‪ ،‬القمص تادرس يعقوب‪ ،‬قاموس آباء الكنيسة وقديسيها‪ ،‬حرف الدال‪.‬‬ ‫‪95‬‬

‫األنبا يوأنس‪ :‬االستشهاد في المسيحية‪ ،‬ط‪ ،4‬مط‪ .‬األنبا رويس (األوفست)‪( ،‬مصر‪ ،)1969 :‬ص‪.131‬‬ ‫‪96‬‬

‫باسيه‪ ،‬رينيه‪ ،‬مخطوط السنكسار القبطي اليعقوبي‪ ،‬مج‪ ،1‬ج‪ ،1‬ص ص‪.98_96‬‬ ‫‪97‬‬

‫باسيه‪ ،‬رينيه‪ ،‬مخطوط السنكسار القبطي اليعقوبي‪ ،‬مج‪ ،1‬ج‪ ،1‬ص ص‪.98_97‬‬ ‫‪98‬‬

‫باسيه‪ ،‬رينيه‪ ،‬مخطوط السنكسار القبطي اليعقوبي‪ ،‬مج‪ ،1‬ج‪ ،1‬ص‪.97‬‬ ‫‪99‬‬

‫المجدفين‪ :‬التجديف بالعرف المسيحي‪" :‬هو القول في شيء بخلف ما يجب أن يقال فيه مثل قول اليهود عن المسيح" "أن معه روحا‬ ‫‪100‬‬

‫نجسا" ويندرج تحت الكذب‪ ،‬والتجديف على هللا يدل على ظلمة العقل‪ ،‬ويظل بها حتى يهلك‪ .‬ويعتبر التجديف على رأس الخطايا العقلية‬
‫ومن الخطايا الكبيرة عند علماء الشريعة المسيحية‪ .‬للتفصيل ينظر‪ :‬ابن المكين‪ ،‬جرجس بن العميد (ت ‪1273‬م)‪ :‬موسوعة علوم الدين‪،‬‬
‫تلخيص وتبسيط وتعليق‪ :‬ميخائيل مكسي إسكندر‪ ،‬مط‪ .‬شركة هارموني للطباعة‪( ،‬مصر‪ ،)2003 :‬ص ص‪84_80‬؛ كاكه يى‪ ،‬الدكتورة‬
‫هدى علي‪ ،‬المذهب اآلريوسي‪ ،‬ص ص‪.110_109‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪307‬‬


‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫اإلرتداد يف الفكر املسيحي_ دراسة تأرخيية من خالل الكتاب املقدس‬ ‫‪‬‬
‫ملطي‪ ،‬تادرس يعقوب‪ :‬قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية‪ ،‬د‪.‬مط‪( ،.‬اإلسكندرية‪ :‬د‪.‬ت)‪ ،‬حرف الباء؛ جورج‪،‬‬ ‫‪101‬‬

‫أثناسيوس فهمي‪ ،‬االستشهاد في فكر اآلباء‪ ،‬ص‪.141‬‬


‫ديوسقورس‪ ،‬موجز تاريخ المسيحية‪ ،‬مج‪ ،1‬ج‪ ،1‬ص‪ 23‬؛ موسهيم‪ ،‬يوحنا لورنس فان‪ :‬تاريخ الكنيسة المسيحية القديمة والحديثة‪ ،‬ترجمة‬ ‫‪102‬‬

‫وشرح‪ :‬العلمة يعقوب مردوك االمريكاني‪ ،‬تنقيح‪ :‬القس هنري هرس جسب االمريكاني‪ ،‬مط‪ .‬االميركانية‪( ،‬بيروت‪ ،)1875 :‬ك‪ ،2‬قرن‪،4‬‬
‫قسم‪ ،1‬ص ص‪.131،166_129‬‬
‫ديوسقورس‪ ،‬موجز تاريخ المسيحية‪ ،‬مج‪ ،1‬ج‪ ،1‬ص‪23‬؛ موسهيم‪ ،‬يوحنا لورنس فان‪ ،‬تاريخ الكنيسة المسيحية‪ ،‬ك‪ ،2‬قرن‪ ،4‬قسم‪ ،1‬ص‬ ‫‪103‬‬

‫ص‪.131،166_129‬‬
‫يوحنا الدمشقي‪ :‬مقاالت الهوتية وإيمانية وعقائدية‪ ،‬إعداد وتعليق‪ :‬ميخائيل مكسي إسكندر‪ ،‬مط‪ .‬شركة هارموني للطباعة‪( ،‬مصر‪:‬‬ ‫‪104‬‬

‫‪ ،)2004‬ص ص‪.151_148‬‬
‫يوسابيوس القيصري‪ ،‬تاريخ الكنيسة‪ ،‬ك‪ ،6‬ف‪ ،43‬ص ص‪297_294‬؛ ك‪ ،7‬ف‪8‬و‪ ،9‬ص‪803‬؛ إيسوذورس‪ ،‬الخريدة النفيسة‪ ،‬مج‪،1‬‬ ‫‪105‬‬

‫ج‪ ،1‬ص‪168‬؛ دانيال‪ ،‬روبين‪ ،‬التراث المسيحي‪ ،‬ص ص‪152_151‬؛ الغزال‪ ،‬أنطوان واليسوعي‪ ،‬صبحي حموي‪ :‬تاريخ الكنيسة المفصل‪،‬‬
‫مط‪ .‬دار المشرق‪( ،‬بيروت‪ ،)2002 :‬مج‪ ،1‬ص ص‪.110_108‬‬
‫الكتاب المقدس‪( ،‬نبوءة هوشع‪.)6:6 ،‬‬ ‫‪106‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬متى‪.)33_32 :10،‬‬ ‫‪107‬‬

‫الكتاب المقدس‪( ،‬مزمور‪.)9_7 :77 ،‬‬ ‫‪108‬‬

‫_قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫أوالً‪ :‬القرآن الكريم‬
‫ثانياً‪ :‬الكتاب المقدس (العهدين‪ :‬العتيق والجديد)‬
‫ثالثاً‪ :‬المصادر العربية‪:‬‬
‫‪ _1‬األزدي‪ ،‬أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد (ت ‪321‬ه)‪ :‬جمهرة اللغة‪ ،‬تحقيق‪ :‬رمزي منير بعلبكي‪ ،‬مط‪ .‬دار العلم للمليين‪( ،‬بيروت‪:‬‬
‫‪1987‬م)‪.‬‬
‫‪ _2‬الجوهري‪ ،‬اسماعيل بن حماد (ت ‪393‬ه)‪ :‬الصحاح تاج اللغة‪ ،‬ط‪ ،4‬تحقيق‪ :‬أحمد بن عبد الغفور العطار‪ ،‬مط‪ .‬دار العلم للمليين‪،‬‬
‫(بيروت‪1407 :‬ه)‪.‬‬
‫‪ _ 3‬الزبيدي‪ ،‬محمد مرتضى الحسيني الواسطي‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬مط‪ .‬مكتبة الحياة‪( ،‬بيروت‪ :‬د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫‪ _4‬ابن عبد الحق البغدادي‪ ،‬صفي الدين عبد المؤمن (ت ‪739‬ه)‪ :‬مراصد االطلع على أسماء األمكنة والبقاع‪ ،‬تحقيق وتعليق‪ :‬علي‬
‫محمد البجاوي‪ ،‬مط‪ .‬دار الجيل‪( ،‬بيروت‪1412 :‬ه‪1992 /‬م)‪.‬‬
‫‪ _5‬ابن منظور‪ ،‬جمال الدين محمد بن مكرم األنصاري (ت ‪711‬ه)‪ :‬لسان العرب‪ ،‬مط‪ .‬دار إحياء التراث العربي‪( ،‬د‪ .‬م‪1405 :‬ه)‪.‬‬
‫‪ _6‬ياقوت الحموي‪ ،‬شهاب الدين أبي عبد هللا الرومي البغدادي (ت ‪626‬ه‪1225 /‬م)‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬مط‪ .‬دار صادر‪( ،‬بيروت‪:‬‬
‫‪1397‬ه‪1877 /‬م)‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬المصادر الكنسية‪:‬‬
‫‪ _7‬إيسوذورس‪ :‬الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة‪ ،‬مط‪ .‬شركة هارموني للطباعة‪( ،‬القاهرة‪.)2002 :‬‬
‫‪ _8‬بولس الثاني‪ ،‬يوحنا‪ :‬ارشاد رسولي في الحياة المكرسة‪ ،‬مط‪ .‬منشورات اللجنة األسقفية لوسائل اإلعلم‪( ،‬لبنان‪ :‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ _ 9‬باسيه‪ ،‬رينيه‪ :‬مخطوط السنكسار القبطي اليعقوبي‪ ،‬تنسيق وتعليق‪ :‬ميخائيل مكسي إسكندر‪ ،‬مط‪ .‬شركة هارموني للطباعة‪( ،‬مصر‪:‬‬
‫‪.)2003‬‬
‫‪ _ 10‬ديوسقورس‪ ،‬يسطس الصموئيلي‪ :‬موجز تاريخ المسيحية‪ ،‬إعداد ومراجعة‪ :‬ميخائيل مكسي إسكندر‪ ،‬مط‪ .‬شركة هارموني للطباعة‪،‬‬
‫(مصر‪.)2003 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪308‬‬


‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫اإلرتداد يف الفكر املسيحي_ دراسة تأرخيية من خالل الكتاب املقدس‬ ‫‪‬‬
‫‪ _ 11‬ملتيوس‪ :‬الدرة النفيسة في شرح حال الكنيسة‪ ،‬مط‪ .‬القبر المقدس البطريركية‪( ،‬أورشليم‪1867 :‬م)‪.‬‬
‫‪ _12‬ابن المقفع‪ ،‬ساويروس (توفي في القرن العاشر الميلدي)‪ :‬مصباح العقل‪ ،‬تقديم وتحقيق‪ :‬سمير خليل‪ ،‬مط‪ .‬دار العالم العربي‪،‬‬
‫(القاهرة‪.)1978 :‬‬
‫‪ _13‬اللذقي‪ ،‬جراسيموس مسرة‪ :‬تاريخ االنشقاق‪ ،‬مط‪ .‬األميرية‪( ،‬اإلسكندرية‪1891 :‬م)‪.‬‬
‫‪ _14‬ابن المكين‪ ،‬جرجس بن العميد (ت ‪1273‬م) ‪ :‬موسوعة علوم الدين‪ ،‬تلخيص وتبسيط وتعليق‪ :‬ميخائيل مكسي إسكندر‪ ،‬مط‪ .‬شركة‬
‫هارموني للطباعة‪( ،‬مصر‪.)2003 :‬‬
‫‪ _ 15‬ملطي‪ ،‬تادرس يعقوب‪ :‬قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية‪ ،‬د‪ .‬مط‪( ،.‬اإلسكندرية‪ :‬د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫‪ _16‬موسهيم‪ ،‬يوحنا لورنس فان‪ :‬تاريخ الكنيسة المسيحية ال قديمة والحديثة‪ ،‬ترجمة وشرح‪ :‬العلمة يعقوب مردوك االمريكاني‪ ،‬تنقيح‪ :‬القس‬
‫هنري هرس جسب االمريكاني‪ ،‬مط‪ .‬االميركانية‪( ،‬بيروت‪.)1875 :‬‬
‫‪ _ 17‬يوحنا الدمشقي‪ :‬مقاالت الهوتية وإيمانية وعقائدية‪ ،‬إعداد وتعليق‪ :‬ميخائيل مكسي إسكندر‪ ،‬مط‪ .‬شركة هارموني للطباعة‪( ،‬مصر‪:‬‬
‫‪.)2004‬‬
‫‪ _18‬يوسابيوس القيصري (ت ‪340‬ه‪951 /‬م)‪ :‬تاريخ الكنيسة‪ ،‬ط‪ ،3‬ترجمة‪ :‬القمص مرقس داود‪ ،‬مط‪ .‬شركة تريكرومي للطباعة‪( ،‬القاهرة‪:‬‬
‫‪.)1988‬‬
‫خامساً‪ :‬المراجع الكنسية والعربية‪:‬‬
‫‪ _19‬أبرص‪ ،‬ميشال وعرب‪ ،‬أنطوان‪ :‬المجمع المسكوني األول_ نيقيا األول (‪325‬م)‪ ،‬مط‪ .‬البولسية‪( ،‬بيروت‪.)1997 :‬‬
‫‪ _20‬أسعد‪ ،‬الخوري عيسى‪ :‬الطرفة النقية من تاريخ الكنيسة المسيحية‪ ،‬مط‪ .‬حمص‪( ،‬دمشق‪1922 :‬م)‪.‬‬
‫‪ _21‬جورج‪ ،‬أثناسيوس فهمي‪ :‬االستشهاد في فكر اآلباء (علم المارترولوجي)‪ ،‬ط‪ ،2‬مط‪ .‬سيوبرس‪( ،‬مصر‪.)2019 :‬‬
‫‪ _22‬دانيال‪ ،‬روبين‪ :‬التراث المسيحي في شمال افريقيا (دراسة تاريخية من القرن األول إلى القرون الوسطى)‪ ،‬ترجمة‪ :‬سمير مالك‪،‬‬
‫مساعدة‪ :‬م‪ .‬الخوري وع‪ .‬المهدي وإخوة آخرون‪ ،‬مط‪ .‬دار منهل الحياة‪( ،‬بيروت‪.)1999 :‬‬
‫‪ _23‬رستم‪ ،‬أسد‪ :‬كنيسة مدينة هللا أنطاكية العظمى‪ ،‬مط‪ .‬البولسية‪( ،‬بيروت‪.)1988 :‬‬
‫‪ _24‬الغزال‪ ،‬أنطوان واليسوعي‪ ،‬صبحي حموي‪ :‬تاريخ الكنيسة المفصل‪ ،‬مط‪ .‬دار المشرق‪( ،‬بيروت‪.)2002 :‬‬
‫‪ _ 25‬الفاضلي‪ ،‬داود علي‪ :‬أصول المسيحية كما يصورها القرآن الكريم‪ ،‬مط‪ .‬مكتبة المعارف‪( ،‬الرباط‪.)1986 :‬‬
‫‪ _26‬الفغالي‪ ،‬الخوري بولس‪ :‬المحيط الجامع في الكتاب المقدس والشرق القديم‪ ،‬ط‪ ،2‬مط‪ .‬المكتبة البولسية‪( ،‬لبنان‪.)2009 :‬‬
‫‪ _27‬كاكه يى‪ ،‬الدكتورة هدى علي‪ :‬الصلت الحضارية بين الفكر المسيحي والفكر اإلسلمي من القرن الثالث حتى القرن التاسع‬
‫الميلدي‪ ،‬مط‪ .‬دار ومكتبة عدنان للطباعة والنشر والتوزيع‪( ،‬بغداد‪.)2015 :‬‬
‫‪ _28‬كاكه يى‪ ،‬الدكتورة هدى علي‪ :‬المذهب اآلريوسي بين التأثر والتأثير دراسة في الفكر الديني اإلسكندري‪ ،‬مط‪ .‬دار ومكتبة قناديل‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪( ،‬بغداد‪.)2016 :‬‬
‫‪ _29‬كساب‪ ،‬حنانيا الياس‪ :‬مجموعة الشرع الكنسي أو قوانين الكنيسة المسيحية الجامعة‪ ،‬ط‪ ،2‬مط‪ .‬النور‪( ،‬بيروت‪.)1998 :‬‬
‫‪ _30‬ملطي‪ ،‬القمص تادرس يعقوب‪ :‬البابا بطرس خاتم الشهداء_ سلسلة دراسات آبائية‪ ،‬نشر‪ :‬الكنوز القبطية‪( ،‬اإلسكندرية‪ :‬د‪ .‬ت)‪.‬‬
‫‪ _31‬منصور‪ ،‬يوحنا‪ :‬معجم مختصر لمصطلحات الحق القانوني‪ ،‬مط‪ .‬البولسية‪( ،‬بيروت‪.)1997 :‬‬
‫‪ _32‬األنبا يوأنس‪ :‬االستشهاد في المسيحية‪ ،‬ط‪ ،4‬مط‪ .‬األنبا رويس (األوفست)‪( ،‬مصر‪.)1969 :‬‬
‫‪ _33‬اليسوعي‪ ،‬صبحي حموي‪ :‬معجم اإليمان المسيحي‪ ،‬ط‪ ،2‬أعاد النظر فيه من الناحية المسكونية‪ :‬األب جان كوربون‪ ،‬مط‪ .‬دار‬
‫المشرق‪( ،‬بيروت‪.)1998 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪309‬‬


‫‪‬‬

You might also like