You are on page 1of 182

‫هذا الكتاب‬

‫يحاول هذا الكتاب جمع م ا أمكن من األح اديث ال تي يمكن قبوله ا‬


‫حول ما أطلقنا عليه [دالئل النب وة الخاص ة]‪ ،‬وذل ك من خالل المص ادر‬
‫السنية والشيعية‪.‬‬
‫وال نقصد بدالئل النبوة الخاصة تلك ال تي تف رق بينه ا وبين األدل ة‬
‫العامة‪ ،‬والتي تعنى بالبحث في البراهين العقلية على النب وة‪ ،‬كاالس تدالل‬
‫بالعناية والرعاية والهداية اإللهية وغيرها‪ ،‬وإنما نقصد مجموعة أمور‪:‬‬
‫أولها‪ :‬تلك الخاصة بإثبات رسالة رسول هللا ‪ ..‬ذلك أن لكل ن بي‬
‫براهينه وأدلته الخاصة به‪ ،‬والتي تناسب األقوام ال ذين أرس ل إليهم‪ ،‬ولم‬
‫نذكر كل تلك األدلة هن ا‪ ،‬ألن ه يص عب إحص اؤها‪ ،‬وإنم ا ذكرن ا أنواع ا‬
‫خاصة منها‪.‬‬
‫ثانيها‪ :‬تل ك الخاص ة بعص ر الرس الة‪ ،‬ذل ك أن هللا تع الى بكرم ه‬
‫ورحمته بخلقه أتاح لرسول هللا ‪ ‬أن يظهر بعض الخوارق لقومه حتى‬
‫يؤمنوا وتزول عنهم الشبهات واإلشكاالت‪.‬‬
‫ثالثها‪ :‬تل ك الخاص ة بال ذين يؤمن ون ب الخوارق الحس ية المتعلق ة‬
‫باألنبي اء عليهم الس الم‪ ،‬أو من س ار على ه ديهم من ورثتهم من أئم ة‬
‫الهدى أو غيرهم من الصالحين‪ ،‬وال يرون في ذل ك أي غضاض ة‪ ،‬ذل ك‬
‫أن إيم انهم بق درة هللا المطلق ة يجعلهم ال يس تغربون أي خ ارق من‬
‫الخ وارق‪ ،‬وخاص ة إن دل علي ه ال دليل‪ ..‬ذل ك أن النب وة نفس ها أعظم‬
‫الخوارق‪.‬‬
‫سنة بال مذاهب‬

‫(‪)7‬‬

‫دالئل النبوة الخاصة‬


‫الأحاديث والآثار الواردة حول الدالئل الحسية للنبوة‬
‫د‪ .‬نور الدين أبو لحية‬
‫‪www.aboulahia.com‬‬

‫الطبعة الأولى‬

‫‪ 1441‬ـ ‪2020‬‬

‫دار الأنوار للنشر والتوزيع‬



‫فهرس المحتويات‬
‫‪4‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪16‬‬ ‫الفصل األول‬
‫‪16‬‬ ‫دالئل النبوة في المصادر السنية‬
‫‪16‬‬ ‫أوال ـ ما ورد حول بركاته على كل ما ارتبط به‪:‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪ 1‬ـ ما ورد في بركته على أنواع األطعمة‪:‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪ 2‬ـ ما ورد في بركته على الوالئم وغيرها‪:‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪ 3‬ـ ما ورد في بركته على المياه‪:‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪ 4‬ـ ما ورد في بركته على الحيوانات‪:‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪ 5‬ـ ما ورد في بركته على المرضى‪:‬‬
‫‪64‬‬ ‫‪ 6‬ـ ما ورد في بركته على األصحاء‪:‬‬
‫‪74‬‬ ‫‪ 7‬ـ ما ورد في بركته على الموتى‪:‬‬
‫‪77‬‬ ‫‪ 8‬ـ ما ورد في بركته على كل من صاحبه‪:‬‬
‫‪81‬‬ ‫ثانيا ـ ما ورد حول إجابة دعواته‪:‬‬
‫‪82‬‬ ‫‪ 1‬ـ ما ورد حول إجابة دعائه في إغاثة الملهوفين‪:‬‬
‫‪87‬‬ ‫‪ 2‬ـ ما ورد حول إجابة دعائه للمؤمنين‪:‬‬
‫‪98‬‬ ‫‪ 3‬ـ ما ورد حول إجابة دعائه على المستكبرين‪:‬‬
‫‪102‬‬ ‫ثالثا ـ ما ورد حول عصمته من الناس‪:‬‬
‫‪113‬‬ ‫رابعا ـ ما ورد حول اآليات الحسية‪:‬‬
‫‪128‬‬ ‫خامسا ـ ما ورد حول اآليات العلمية واإلدراكية‪:‬‬
‫‪158‬‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪158‬‬ ‫دالئل النبوة في المصادر الشيعية‬
‫‪159‬‬ ‫أوال ـ ما ورد حول داللة القرآن الكريم على النبوة‪:‬‬
‫ثانيا ـ ما ورد حول اتفاق األنبياء في أنواع الدالئل على النبوة‪166 :‬‬
‫ثالثا ـ ما ورد حول احتجاج أئمة الهدى بأنواع الدالئل على النبوة‪185 :‬‬
‫‪186‬‬ ‫‪ 1‬ـ احتجاج اإلمام الكاظم بدالئل النبوة الخاصة‪:‬‬
‫‪195‬‬ ‫‪ 2‬ـ احتجاج اإلمام الهادي بدالئل النبوة الخاصة‪:‬‬
‫‪202‬‬ ‫رابعا ـ ما ورد حول بركاته على كل ما ارتبط به‪:‬‬
‫‪216‬‬ ‫خامسا ـ ما ورد حول استجابة هللا لدعائه‪:‬‬
‫‪227‬‬ ‫سادسا ـ ما ورد حول حول عصمته من الناس‪:‬‬
‫‪234‬‬ ‫سابعا ـ ما ورد حول اآليات الحسية‪:‬‬
‫‪264‬‬ ‫ثامنا ـ ما ورد حول اآليات العلمية واإلدراكية‪:‬‬
‫‪282‬‬ ‫هذا الكتاب‬
‫‪2‬‬
3
‫المقدمة‬
‫يحاول هذا الكتاب جم ع م ا أمكن من األح اديث ال تي يمكن قبوله ا ح ول م ا‬
‫أطلقنا عليه [دالئل النبوة الخاصة]‪ ،‬وذلك من خالل المصادر السنية والشيعية‪.‬‬
‫وال نقصد بدالئل النبوة الخاصة تلك ال تي تف رق بينه ا وبين ال دالئل العام ة‪،‬‬
‫والتي تعنى بالبحث في البراهين العقلية على النبوة‪ ،‬كاالس تدالل بالعناي ة والرعاي ة‬
‫والهداية اإللهية وغيرها‪ ،‬وإنما نقصد مجموعة أمور‪:‬‬
‫أولها‪ :‬تلك الخاصة بإثبات رسالة رسول هللا ‪ ..‬ذلك أن لك ل ن بي براهين ه‬
‫وأدلته الخاصة به‪ ،‬والتي تناسب األقوام الذين أرسل إليهم‪ ،‬ولم نذكر كل تلك األدل ة‬
‫هنا‪ ،‬ألنه يصعب إحصاؤها‪ ،‬وإنما ذكرنا أنواعا خاصة منها(‪.)1‬‬
‫ثانيها‪ :‬تلك الخاصة بعصر الرسالة‪ ،‬ذلك أن هللا تعالى بكرمه ورحمته بخلق ه‬
‫أت اح لرس ول هللا ‪ ‬أن يظه ر بعض الخ وارق لقوم ه ح تى يؤمن وا وت زول عنهم‬
‫الشبهات واإلشكاالت‪ ،‬كما عبر اإلمام الص ادق عن ذل ك بقول ه‪( :‬إن من الن اس من‬
‫يؤمن بالكالم ومنهم من ال يؤمن إال بالنظر‪ ،‬إن رجال أتى النبي ‪ ‬فق ال ل ه‪ :‬أرني‬
‫آي ة‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪ ‬لش جرتين‪ :‬اجتمع ا‪ ،‬فاجتمعت ا‪ ،‬ثم ق ال‪ :‬تفرق ا‪ ،‬فافترقت ا‪،‬‬
‫ورجع كل واحدة منهما إلى مكانهما‪ ،‬قال‪ :‬فآمن الرجل)(‪)2‬‬
‫وق ال‪( :‬من الن اس من ال ي ؤمن إال بالمعاين ة ومنهم من ي ؤمن بغيره ا‪ ،‬إن‬
‫رجال أتى النبي ‪ ‬فقال‪ :‬أرني آية‪ ،‬فقال بيده إلى النخل فذهبت يمنة‪ ،‬ثم قال‪ :‬هكذا‪،‬‬
‫فذهبت يسرة فآمن الرجل)(‪)3‬‬
‫وعن ابن عباس قال‪ :‬قدم ملوك حضرموت على النبي ‪ ‬فق الوا‪ :‬كي ف نعلم‬
‫أنك رسول هللا؟ فأخذ كفا من حصى فقال‪ :‬هذا يشهد أني رسول هللا‪ ،‬فس بح الحص ى‬
‫في يده وشهد أنه رسول هللا(‪.)4‬‬
‫ثالثها‪ :‬تلك الخاصة بالذين يؤمنون بالخوارق الحسية المتعلقة باألنبياء عليهم‬
‫الس الم‪ ،‬أو من س ار على ه ديهم من ورثتهم من أئم ة اله دى أو غ يرهم من‬
‫الص الحين‪ ،‬وال ي رون في ذل ك أي غضاض ة‪ ،‬ذل ك أن إيم انهم بق درة هللا المطلق ة‬
‫يجعلهم ال يستغربون أي خارق من الخوارق‪ ،‬وخاصة إن دل عليه الدليل‪ ..‬ذل ك أن‬
‫النبوة نفسها أعظم الخوارق‪.‬‬
‫ولذلك ال نرى ذكر مث ل ه ذه األح اديث أم ام عام ة الن اس‪ ،‬وخاص ة أولئ ك‬
‫الذين قد يتهمون هذه الروايات بكونها من الخراف ة‪ ..‬ذل ك أن في روايته ا فتن ة لهم‪،‬‬

‫‪ )(1‬ذكرنا بتفصيل أنواع تلك األدلة‪ ،‬وكيفية تطبيقها في سلسلة [حقائق ورقائق]‪ ،‬ألن غرضها جميعا إثبات نبوة‬
‫رسول هللا ‪ ‬والرد على كل الشبهات المتعلقة بها‪..‬‬
‫‪ )(2‬بصائر الدرجات‪..71 :‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)377 /17‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(4‬مناقب آل أبى طالب ‪.80 :1‬‬
‫‪4‬‬
‫ونحن أمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم‪.‬‬
‫ومع ذلك أمرنا أيضا أال نكتم شيئا من الرواية‪ ،‬وخاصة إن ت واترت األخب ار‬
‫الواردة فيها‪ ،‬ذلك أن التواتر من البراهين التي تخضع لها العقول السليمة‪.‬‬
‫ويدعم ذلك التواتر ما ورد في القرآن الكريم من ذكره للخوارق الحسية ال تي‬
‫حصلت لألنبياء عليهم السالم‪ ،‬وهو ما يدل على ارتباط النبوة بأمثال تلك الخوارق‪.‬‬
‫وهذا ال يتناقض م ع م ا ورد في الح ديث من قول ه ‪( :‬م ا من األنبي اء من‬
‫نبي إال قد أعطي من اآليات ما مثله آمن عليه البشر‪ ،‬وإنما ك ان ال ذي أوتيت وحي ا‬
‫أوحى هللا إلي‪ ،‬فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة) (‪)1‬‬
‫فرسول هللا ‪ ‬ال ينفي في هذا الحديث األدلة الحسية الكث يرة ال تي حص لت‬
‫في عصره‪ ،‬وإنما يشير إلى األدلة العامة‪ ،‬والتي ترتبط بجميع األماكن والعصور‪.‬‬
‫ومع كون تلك األدلة خاصة بعصر النبوة‪ ،‬إال أنن ا ال ننك ر دوره ا في زي ادة‬
‫اإليمان‪ ،‬وخاصة ألولئ ك البس طاء الطي بين ال ذين ي ذكرون أمث ال تل ك األح اديث‪،‬‬
‫ويتغنون بها في أشعارهم‪ ،‬فرحين بها‪ ،‬وربما يكون له ا من الت أثير في نفوس هم م ا‬
‫ليس للقرآن الكريم نفسه‪.‬‬
‫وبما أننا أمرنا أن نخاطب الن اس جميع ا خواص هم وع وامهم؛ ف إن حرص نا‬
‫على الخاصة ال يلغي حرصنا على العامة‪ .‬ولذلك فإن تكذيب تلك النصوص بس بب‬
‫رفض بعض الخاصة لها ظلم وإجحاف‪.‬‬
‫أما استبعاد عقول الخاصة ألمثال تلك األدلة؛ فهو ال يرج ع إلى غرابته ا‪ ،‬أو‬
‫ميلها إلى الخرافة‪ ،‬وإنما لمحدودية وع اء تل ك العق ول‪ ،‬ذل ك أن ق درة هللا تع الى ال‬
‫حدود لها‪.‬‬
‫ومن األمثلة على ذلك ما ن ورده من األح اديث ال واردة في المص ادر الس نية‬
‫والشيعية حول حديث بعض الحيوان ات‪ ،‬وإقراره ا بنب وة رس ول هللا ‪ ..‬ف ذلك ال‬
‫يتنافى أوال مع القرآن الكريم الذي أخبر عن حديث الحيوانات‪ ،‬كم ا ق ال تع الى عن‬
‫ت نَ ْملَ ةٌ‬‫النملة وقصتها مع سليمان علي ه الس الم‪َ ﴿ :‬حتَّى إِ َذا أَتَ وْ ا َعلَى َوا ِد النَّ ْم ِل قَ الَ ْ‬
‫يَاأَيُّهَا النَّ ْم ُل ا ْد ُخلُ وا َم َس ا ِكنَ ُك ْم اَل يَحْ ِط َمنَّ ُك ْم ُس لَ ْي َمانُ َو ُجنُ و ُدهُ َوهُ ْم اَل يَ ْش ُعرُونَ (‪)18‬‬
‫ي َو َعلَى‬ ‫ال َربِّ أَوْ ِز ْعنِي أَ ْن أَ ْش ُك َر نِ ْع َمتَكَ الَّتِي أَ ْن َع ْمتَ َعلَ َّ‬ ‫ضا ِح ًكا ِم ْن قَوْ لِهَا َوقَ َ‬ ‫فَتَبَ َّس َم َ‬
‫الص الِ ِحينَ ﴾ [النم ل‪:‬‬ ‫ك َّ‬ ‫ضاهُ َوأَ ْد ِخ ْلنِي بِ َرحْ َمتِكَ فِي ِعبَا ِد َ‬ ‫صالِحًا تَرْ َ‬ ‫ي َوأَ ْن أَ ْع َم َل َ‬ ‫َوالِ َد َّ‬
‫‪]19 ،18‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ال َما لِ َي أ َرى الهُدهُ َد أم كانَ ِمنَ الغَائِبِينَ‬ ‫َ‬ ‫اَل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫﴿وتَفق َد الطي َْر فق َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫وقال عن الهدهد‪َ :‬‬
‫َ‬
‫ين (‪ )21‬ف َم َكث َغ ْي َر‬‫َ‬ ‫ان ُمبِ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫(‪ )20‬أَل ُ َع ِّذبَنَّهُ َع َذابًا َش ِديدًا أوْ ذبَ َحنهُ أوْ ليَ أتِيَني بِ ُس لط ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أَل‬ ‫َ‬
‫ين﴾ [النمل‪]22 - 20 :‬‬ ‫ك ِم ْن َسبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِ ٍ‬ ‫ط بِ ِه َو ِج ْئتُ َ‬ ‫ت بِ َما لَ ْم تُ ِح ْ‬ ‫بَ ِعي ٍد فَقَا َل أَ َح ْ‬
‫ط ُ‬
‫وفي ذلك داللة على إمكانية الحديث مع الحيوانات‪ ،‬وفهم كالمها‪..‬‬
‫أما االعتراض بأن ذلك خاص بسليمان عليه الس الم؛ فه و عجيب ج دا‪ ،‬ذل ك‬
‫‪ )(1‬رواه مسلم حديث (‪ ،)152‬البخاري حديث (‪)4981‬‬
‫‪5‬‬
‫أن التخصيص يحتاج إلى مخصص‪ ..‬والعقل المحدود ال يكون مخصصا أبدا‪.‬‬
‫أما كيفية ذلك فهي مما ال تحتاج العقول المسلمة لربها إليها‪ ،‬ذلك أن قدرة هللا‬
‫أعظم من أن تحص ر أو يق ترح عليه ا‪ ..‬ولكن من ب اب التبس يط؛ ف إن في ق درة هللا‬
‫تعالى أن يترجم لآلذان ما تريد أن تقوله تلك الحيوان ات‪ ،‬أو غيره ا من الجم ادات‪،‬‬
‫من غير حاجة لنطقها‪ ..‬ذلك أن النطق قد يستدعي أجهزة وأدوات خاص ة ال تملكه ا‬
‫تلك الحيوانات‪.‬‬
‫فم ا الم انع أن يح دث هللا تع الى في آذان الحاض رين لتل ك األح داث تل ك‬
‫األصوات التي تترجم لهم ما تريده تل ك الحيوان ات أو الجم ادات من المع اني ح تى‬
‫يترسخ إيمانهم‪ ،‬ويكون ذلك دليلهم إلى النبوة؟‬
‫وهكذا يقال في كل أنواع الخوارق من تكث ير الطع ام والم اء وإجاب ة ال دعاء‬
‫والبركات المختلفة التي وردت األدلة الكثيرة عليها‪.‬‬
‫وأحب أن أذك ر هن ا أن ه ظه ر في المس لمين وفي العص ور األخ يرة من‬
‫يستعجل بإنكار كل ما ورد من األحاديث في هذا الباب‪ ،‬بن اء على توهم ه مخالفته ا‬
‫للعق ل‪ ،‬ولس نا ن دري أي عق ل يقص دون‪ ..‬ه ل العق ل الم ادي ال ذي ال ي ؤمن باهلل‬
‫أصال؟‪ ..‬أم العقل المؤمن‪ ،‬والذي يرى أن قدرة هللا أعظم من أن تحد بأي حدود؟‬
‫وقد توهم هؤالء معارضة تلك األحاديث للقرآن الك ريم م ع أنه ا ال تتع رض‬
‫لذلك أصال‪ ،‬بل إنه ال يمكن تفسير الكثير من اآليات وال فهمها الفهم الصحيح البعيد‬
‫عن التأويل المتكلف ما لم نثبت أمثال تلك األحاديث‪.‬‬
‫فاهلل تعالى يقول‪َ ﴿ :‬وإِ َذا َرأَوْ ا آيَ ةً يَ ْست َْس ِخرُونَ (‪َ )14‬وقَ الُوا إِ ْن هَ َذا إِاَّل ِس حْ ٌر‬
‫ين﴾ [الصافات‪ ]15 ،14 :‬فهات ان اآليت ان‪ ،‬تش يران إلى وق وع اآلي ات من ه ‪،‬‬ ‫ُمبِ ٌ‬
‫وأنهم كانوا يقابلونها بدعوى أنها من السحر‪ ،‬كما حصل لألنبياء السابقين‪ ،‬كما ق ال‬
‫ال آ َم ْنتُ ْم لَ هُ قَ ْب َل أَ ْن آ َذنَ لَ ُك ْم إِنَّهُ لَ َكبِ ي ُر ُك ُم الَّ ِذي‬
‫تع الى عن موس ى علي ه الس الم‪﴿ :‬قَ َ‬
‫عَلَّ َم ُك ُم السِّحْ َر﴾ (طه‪)71 :‬‬
‫ت‬‫وهللا تعالى يقول في سورة القمر عند ذكره لمعجزة انش قاق القم ر‪﴿ :‬ا ْقتَ َربَ ِ‬
‫ْرضُوا َويَقُولُوا ِسحْ ٌر ُم ْس تَ ِمرٌّ (‪َ )2‬و َك َّذبُوا‬ ‫ق ْالقَ َم ُر (‪َ )1‬وإِ ْن يَ َروْ ا آيَةً يُع ِ‬‫السَّا َعةُ َوا ْن َش َّ‬
‫َواتَّبَعُوا أَ ْه َوا َءهُ ْم َو ُكلُّ أَ ْم ٍر ُم ْستَقِ ٌّر (‪َ )3‬ولَقَ ْد َجا َءهُ ْم ِمنَ اأْل َ ْنبَ ا ِء َم ا فِي ِه ُم ْزد ََج ٌر (‪)4‬‬
‫ِح ْك َمةٌ بَالِ َغةٌ فَ َما تُ ْغ ِن النُّ ُذ ُر ﴾ [القمر‪]5 - 1 :‬‬
‫وهللا تعالى يخبر أنهم رأوا اآليات الكثيرة الدال ة على ص دق رس ول هللا ‪،‬‬
‫ق َو َجاءهُ ُم‬ ‫ُول َح ٌّ‬‫فهو يقول‪َ ﴿ :‬ك ْيفَ يَ ْه ِدي هّللا ُ قَوْ ما ً َكفَرُوا بَ ْع َد إِي َمانِ ِه ْم َو َش ِهدُوا أَ َّن ال َّرس َ‬
‫﴿وإِ َذا َج ا َء ْتهُ ْم آيَ ةٌ‬ ‫َات َوهّللا ُ الَ يَ ْه ِدي ْالقَوْ َم الظَّالِ ِمينَ ﴾ [آل عم ران‪ ،]86:‬ويق ول‪َ :‬‬ ‫ْالبَيِّن ُ‬
‫ْث يَجْ َع ُل ِر َس الَتَهُ‬ ‫ُس ُل هَّللا ِ هَّللا ُ أعلم َحي ُ‬ ‫قَ الُوا لَ ْن نُ ْؤ ِمنَ َحتَّى نُ ْؤتَى ِم ْث َل َم ا أُوتِ َي ر ُ‬
‫صغَا ٌر ِع ْن َد هَّللا ِ َو َع َذابٌ َش ِدي ٌد بِ َم ا َك انُوا يَ ْم ُك رُونَ ﴾ [األنع ام‪:‬‬ ‫صيبُ الَّ ِذينَ أَجْ َر ُموا َ‬ ‫َسيُ ِ‬
‫‪]124‬‬
‫وق د ت رك ه ؤالء أمث ال ه ذه اآلي ات الص ريحة‪ ،‬وم ا ي دل عليه ا من مئ ات‬
‫‪6‬‬
‫األح اديث ال واردة في جمي ع المص ادر اإلس المية‪ ،‬وذهب وا إلى آي ات متش ابهات‪،‬‬
‫فهموا غير المراد منها‪ ،‬ومن األمثلة عنها‪:‬‬
‫َّ‬
‫‪ .1‬استداللهم بقوله تعالى‪﴿ :‬قُلْ إِنِّي َعلَى بَيِّنَ ٍة ِم ْن َربِّي َو َكذ ْبتُ ْم بِ ِه َما ِع ْن ِدي َم ا‬
‫اص لِينَ ﴾ (األنع ام‪ ،)57:‬فق د‬ ‫ق َوه َُو خَ ْي ُر ْالفَ ِ‬ ‫تَ ْستَ ْع ِجلُونَ بِ ِه إِ ِن ْال ُح ْك ُم إِاَّل هَّلِل ِ يَقُصُّ ْال َح َّ‬
‫توهموا أن ﴿ َما تَ ْستَ ْع ِجلُونَ بِ ِه﴾ المراد به اآليات والخوارق الحسية‪..‬‬
‫وذلك غير صحيح؛ فاالستعجال ه و طلب تق دم ش يء وع دوا ب ه أو ه ددوا‪..‬‬
‫وبالرجوع إلى القرآن الكريم نج د الكف ار ال ذي ق اموا بفع ل االس تعجال‪ ،‬اس تعجلوا‬
‫النبي ‪ ‬في أمرين‪ ..‬أحدهما القيام ة‪ ،‬فق د ك انوا يك ذبون به ا أش د تك ذيب‪ ،‬ول ذلك‬
‫ك انوا يس تعجلون حض ورها‪ ،‬كم ا ق ال تع الى‪َ ﴿ :‬ويَقُولُ ونَ َمتَى هَ َذا ْال َو ْع ُد إِ ْن ُك ْنتُ ْم‬
‫ْجلُونَ ﴾ [النم ل‪،71 :‬‬ ‫َس ى أَ ْن يَ ُك ونَ َر ِدفَ لَ ُك ْم بَعْضُ الَّ ِذي ت َْس تَع ِ‬ ‫صا ِدقِينَ (‪ )71‬قُلْ ع َ‬ ‫َ‬
‫صا ِدقِينَ (‪ )29‬قُ لْ لَ ُك ْم ِمي َع ا ُد يَ وْ ٍم اَل‬ ‫ْ‬
‫﴿ويَقُولُونَ َمتَى هَ َذا ال َو ْع ُد إِ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬ ‫‪ ،]72‬وقال‪َ :‬‬
‫تَ ْستَأْ ِخرُونَ َع ْنهُ َسا َعةً َواَل تَ ْستَ ْق ِد ُمونَ ﴾ [سبأ‪]30 ،29 :‬‬
‫والثاني‪ ،‬فهو نزول العذاب بهم في الدنيا قبل القيامة‪ ،‬وهو ما تش ير إلي ه ه ذه‬
‫ض َي األم ر بَ ْينِي َوبَ ْينَ ُك ْم﴾ أي‪:‬‬ ‫ْجلُونَ بِ ِه لَقُ ِ‬ ‫اآلية بدليل قوله‪﴿ :‬قُلْ لَوْ أَ َّن ِع ْن ِدي َما تَ ْستَع ِ‬
‫لو كان مرجع ما تستعجلون به إلي‪ ،‬ألوقعت بكم ما تستحقونه من ذلك‪.‬‬
‫وقد أشار إلى هذا المعنى آيات كثيرة من القرآن الكريم‪ ،‬فقد ك ان المش ركون‬
‫لعتوهم يطلبون من رسول هللا ‪ ‬أن ينزل بهم العذاب الذي يتوعد هللا به الكافرين‪،‬‬
‫فاهلل تع الى يق ول‪﴿ :‬قُ لْ أَ َرأَ ْيتُ ْم إِ ْن أَتَ ا ُك ْم َع َذابُ هُ بَيَاتً ا أَوْ نَهَ ارًا َم ا َذا يَ ْس تَ ْع ِج ُل ِم ْن هُ‬
‫ْجلُونَ (‪ )51‬ثُ َّم قِي َل‬ ‫ْال ُمجْ ِر ُمونَ (‪ )50‬أَثُ َّم إِ َذا َما َوقَ َع آ َم ْنتُ ْم بِ ِه آآْل نَ َوقَ ْد ُك ْنتُ ْم بِ ِه ت َْس تَع ِ‬
‫اب ْال ُخ ْل ِد هَ لْ تُجْ زَ وْ نَ إِاَّل بِ َم ا ُك ْنتُ ْم تَ ْك ِس بُونَ ﴾ [ي ونس‪- 50 :‬‬ ‫لِلَّ ِذينَ ظَلَ ُموا ُذوقُوا َع َذ َ‬
‫‪]52‬‬
‫﴿وإِ ْذ قَ الُوا اللَّهُ َّم إِ ْن َك انَ‬ ‫ويحكي هللا تعالى عنهم اس تعجالهم الع ذاب‪ ،‬فيق ول‪َ :‬‬
‫ب أَلِ ٍيم ﴾‬ ‫الس َما ِء أَ ِو ا ْئتِنَ ا بِ َع َذا ٍ‬
‫ارةً ِمنَ َّ‬ ‫ك فَ أ َ ْم ِطرْ َعلَ ْينَ ا ِح َج َ‬ ‫ق ِم ْن ِع ْن ِد َ‬ ‫هَ َذا هُ َو ْال َح َّ‬
‫[األنفال‪ ،]32 :‬وهذا من جهلهم و ُعتُ ِّوهم وعنادهم وش دة تك ذيبهم‪ ،‬وق د ك ان األولى‬
‫لهم أن يقولوا‪( :‬اللهم‪ ،‬إن كان هذا هو الحق من عندك‪ ،‬فاهدنا له‪ ،‬ووفقن ا التباع ه)‪،‬‬
‫ولكن الكبر الذي امتألت به نفوسهم منعهم من ذلك‪.‬‬
‫وهللا تعالى يحكي هذا عن األمم الس الفة‪ ،‬كم ا ق ال ق وم ش عيب ل ه‪ ﴿ :‬فَأ َ ْس قِطْ‬
‫الص ا ِدقِينَ ﴾ [الش عراء‪ ،]187 :‬وق ال ه ؤالء‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫الس َما ِء إِ ْن ُك ْنتَ ِمنَ‬ ‫َعلَ ْينَ ا ِك َس فًا ِمنَ َّ‬
‫الس َما ِء أَ ِو ا ْئتِنَ ا‬‫ارةً ِمنَ َّ‬ ‫ق ِم ْن ِع ْن ِدكَ فَ أ َ ْم ِطرْ َعلَ ْينَ ا ِح َج َ‬ ‫﴿اللَّهُ َّم إِ ْن َك انَ هَ َذا هُ َو ْال َح َّ‬
‫ب أَلِ ٍيم﴾ [األنفال‪]32 :‬‬ ‫بِ َع َذا ٍ‬
‫وقد كان في رسول هللا ‪ ‬من الرحمة ما منعه أن يسأل هللا عذابهم‪ ،‬بل ك ان‬
‫حريصا عليهم حزينا على كفرهم‪ ،‬ولذلك لم ا ع رض علي ه تع ذيبهم أبى ذل ك؛ ففي‬
‫الحديث الذي ذكر فيه رسول هللا ‪ ‬ما لقيه من أهل الطائف‪( :‬ف إذا أن ا بس حابة ق د‬
‫أظَلَّ ْتني‪ ،‬فنظرت فإذا فيها جبريل‪ ،‬عليه السالم‪ ،‬فناداني‪ ،‬فقال‪ :‬إن هللا ق د س مع ق ول‬
‫‪7‬‬
‫قوم ك ل ك‪ ،‬وم ا ردوا علي ك‪ ،‬وق د بعث إلي ك َملَ ك الجب ال لت أمره بم ا ش ئت فيهم‪،‬‬
‫فناداني َملَك الجبال وسلم علي‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا محمد‪ ،‬إن هللا قد سمع قول قومك لك‪ ،‬وقد‬
‫بعثني ربك إليك‪ ،‬لتأمرني ب أمرك‪ ،‬فم ا ش ئت؟ إن ش ئت أطبقت عليهم األخش بين)‪،‬‬
‫فقال رسول هللا ‪( :‬بل أرجو أن يخرج هللا من أصالبهم من يعبد هللا‪ ،‬ال يشرك به‬
‫شيئا) (‪ ،)1‬فقد عرض عليه عذابهم واستئصالهم‪ ،‬فاس تأنى بهم‪ ،‬وس أل لهم الت أخير‪،‬‬
‫لعل هللا أن يخرج من أصالبهم من ال يشرك به شيئا‪.‬‬
‫‪ .2‬استداللهم بقوله تعالى‪َ ﴿ :‬وأَ ْق َس ُموا بِاهّلل ِ َج ْه َد أ ْي َمانِ ِه ْم لَئِن َجاء ْتهُ ْم آيَةٌ ليُ ْؤ ِمنُ َّن‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫اءت الَ ي ُْؤ ِمنُونَ ﴾ [األنعام‪]109 :‬‬ ‫ات ِعن َد هّللا ِ َو َما يُ ْش ِع ُر ُك ْم أَنَّهَا إِ َذا َج ْ‬
‫بِهَا قُلْ إِنَّ َما اآليَ ُ‬
‫َ‬ ‫هّلل‬ ‫َ‬
‫فاآلية الكريم ة تنص على أن الكف ار ﴿أ ْق َس ُموا بِا ِ َج ْه َد أ ْي َم انِ ِه ْم لَئِن َج اء ْتهُ ْم‬
‫آيَةٌ﴾ من مقترحاتهم أو اآلية التي يختارونها ﴿لَّي ُْؤ ِمنُ َّن بِهَا﴾‬
‫ات ِعن َد هّللا ِ﴾‪ ،‬فه و‬ ‫وقد أمر هللا تعالى نبيه ‪ ‬بأن يرد عليهم بقوله ﴿إِنَّ َم ا اآليَ ُ‬
‫وحده القادر عليها‪ ،‬والذي يظهر منها ما يشاء‪.‬‬
‫اءت الَ ي ُْؤ ِمنُونَ ﴾ أي اآلية المقترح ة‬ ‫﴿و َما يُ ْش ِع ُر ُك ْم أَنَّهَا إِ َذا َج ْ‬
‫ثم خاطبهم بقوله َ‬
‫إذا جاءت ال يؤمنون بها‪.‬‬
‫وهذا ال يعني عدم وجود اآليات‪ ،‬ولكن ه يع ني أن ه ؤالء اق ترحوا معج زات‬
‫معينة من باب السخرية واالستهزاء ال من باب االسترشاد والتحق ق‪ ،‬وهللا تع الى ال‬
‫يجيب المستهزئين أو المنك رين لم ا يطلب ون‪ ،‬ف إن أج ابهم‪ ،‬ثم لم يؤمن وا أن زل بهم‬
‫العذاب‪.‬‬
‫وقد روي في سبب نزول هذه اآلية أن قريشا كلموا رسول هللا ‪ ،‬فقالوا‪ :‬ي ا‬
‫محمد تخبرنا أن موسى كان مع ه عص ا يض رب به ا الحج ر‪ ،‬ف انفجرت من ه اثنت ا‬
‫عشرة عينا‪ ،‬وتخبرنا أن عيسى كان يحيي الموتى‪ ،‬وتخبرنا أن ثم ود ك ان لهم ناق ة‬
‫فآتنا من االيات حتى نصدقك‪ ،‬فقال رسول هللا ‪( :‬أي شيء تحب ون أن آتيكم ب ه)‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬تجعل لنا الصفا ذهبا‪ ،‬فقال لهم‪( :‬فإن فعلت تص دقوني؟)‪ ،‬ق الوا‪ :‬نعم وهللا لئن‬
‫فعلت لنتبعنك أجمعون‪ ،‬فقام رسول هللا ‪ ‬يدعو‪ ،‬فجاءه جبريل عليه الس الم؛ فق ال‬
‫له‪( :‬ما شئت إن شئت أص بح الص فا ذهب ا‪ ،‬ولئن أرس ل آي ة فلم يص دقوا عن د ذل ك‬
‫ليعذبنهم وإن شئت فاتركهم حتى يتوب تائبهم)‪ ،‬فقال رسول هللا‪( :‬ب ل أت ركهم ح تى‬
‫يتوب تائبهم) (‪)2‬‬
‫فهذا النص يدل على أن رحمة هللا ورحم ة رس وله ‪ ‬بقوم ه وبالن اس كاف ة‬
‫جعلته يمتنع من تلك اآلية التي اقترحوها في ذلك المحل‪ ،‬وهو ال يعني عدم اآليات‪،‬‬
‫وإنما يعني ما اقترحوه‪ ،‬ألنهم لم يقترحوه بدوافع الصدق واالسترشاد والتحقق‪.‬‬
‫فلو نزلت تلك اآلي ة ولم ي ؤمن ه ؤالء وجب هالكهم ألنه ا س نته تع الى فيم ا‬
‫مضى من القرون واألمم السابقة‪ ،‬فاهلل تعالى يُنزل اآلية‪ ،‬فإن لم يؤمن وا به ا يهلكهم‬

‫‪ )(1‬البخاري ‪ )3231( 237 /4‬ومسلم ‪.)1795 -111( 1420 /3‬‬


‫‪ )(2‬رواه أحمد‪ ،‬سبل الهدى والرشاد (‪.)11 /7‬‬
‫‪8‬‬
‫لكفرهم وعنادهم‪ ،‬كما حدث مع قوم ثمود لما جاءتهم الناقة‪ ،‬كما قال تعالى في اآلية‬
‫ب بِهَ ا‬ ‫ت إِالَّ أَن َك َّذ َ‬ ‫﴿و َما َمنَ َعنَا أَن نُّرْ ِس َل بِاآليَا ِ‬‫التي هي من األدلة التي استدللت بها‪َ :‬‬
‫ت إِالَّ ت َْخ ِويف ا﴾ً‬
‫ْص َرةً فَظَلَ ُم وا بِهَ ا َو َم ا نُرْ ِس ُل بِاآليَ ا ِ‬ ‫األَ َّولُ ونَ َوآتَ ْينَ ا ثَ ُم و َد النَّاقَ ةَ ُمب ِ‬
‫[اإلسراء‪]59:‬‬
‫وهذا المعنى نج ده في كتب أه ل الكت اب أنفس هم ال ذي يث يرون الش به ح ول‬
‫المعجزات الحسية لرس ول هللا ‪ ،‬ويتوهم ون أن ه لم ي أت ب أي أدل ة غ ير الق رآن‬
‫الكريم؛ ففي إنجيل (مرقس‪( :)12 - 11 /8:‬فخرج الفريسيون وابتدأوا يحاورون ه‬
‫طالبين منه آية من السماء لكي يجربوه‪ .‬فتنهد بروحه وق ال لم اذا يطلب ه ذا الجي ل‬
‫آية‪ .‬الحق اقول لكم لن يعطى هذا الجيل آية)‬
‫وفي إنجيل (لوقا‪( :)12 - 8 /23:‬واما هيرودس فلما رأى يسوع فرح ج دا‬
‫ألنه كان يريد من زمان طويل أن يراه لسماعه عنه أش ياء كث يرة وت رجى أن ي رى‬
‫آية تصنع منه‪ .‬وسأله بكالم كث ير فلم يجب ه بش يء‪ .‬ووق ف رؤس اء الكهن ة والكتب ة‬
‫يشتكون عليه باشتداد‪ .‬فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزأ به وألبسه لباسا المعا‬
‫ورده الى بيالطس)‬
‫وهذا النص يظهر هنا للعيان أن المسيح ما أظهر ولو معجزة واح دة م ع أن ه‬
‫كان أنسب وقت لظهور معجزة‪ ،‬وقد ك ان ه يرودس ي ترجى أن ي رى من ه معج زة‬
‫واحدة‪ ،‬ولو رأى هيرودس معجزة واحدة لوبخ اليهود‪ ،‬وما احتقر المس يح حين ذاك‪،‬‬
‫فهل هذا ينفي ظهور المعجزات من المسيح؟‬
‫‪ .3‬استداللهم بقوله تع الى‪َ ﴿ :‬وقَ الُوا لَ ْن نُ ْؤ ِمنَ لَ كَ َحتَّى تَ ْف ُج َر لَنَ ا ِمنَ األرض‬
‫ار ِخاَل لَهَ ا تَ ْف ِج يرًا (‪)91‬‬ ‫جِّر اأْل َ ْنهَ َ‬
‫ب فَتُفَ َ‬‫يل َو ِعنَ ٍ‬ ‫يَ ْنبُوعًا (‪ )90‬أَوْ تَ ُكونَ لَكَ َجنَّةٌ ِم ْن ن َِخ ٍ‬
‫ْ‬
‫أَوْ تُ ْسقِطَ ال َّس َما َء َك َما زَ َع ْمتَ َعلَ ْينَا ِك َسفًا أَوْ تَأتِ َي بِاهَّلل ِ َو ْال َماَل ئِ َك ِة قَبِياًل (‪ )92‬أَوْ يَ ُك ونَ‬
‫ُف أَوْ تَ رْ قَى فِي َّ‬
‫الس َما ِء َولَ ْن نُ ْؤ ِمنَ لِ ُرقِيِّكَ َحتَّى تُنَ ِّز َل َعلَ ْينَ ا ِكتَابً ا‬ ‫ْت ِم ْن ُز ْخر ٍ‬ ‫ك بَي ٌ‬ ‫لَ َ‬
‫ت إِاَّل بَ َشرًا َر ُسواًل ﴾ [اإلسراء‪]93 - 90 :‬‬ ‫نَ ْق َر ُؤهُ قُلْ ُس ْب َحانَ َربِّي هَلْ ُك ْن ُ‬
‫فالمشركون ـ كما تدل هذه اآليات الكريمة ـ علقوا إيم انهم بالرس ول ‪ ‬ب أن‬
‫يفجر لهم من األرض ينبوعاً‪ ،‬أو بأن تكون له جن ة من نخي ل وعنب يفج ر األنه ار‬
‫خاللها تفجيراً‪ ،‬أو أن يأخذهم بعذاب من السماء‪ ،‬فيسقطها عليهم قطع ا ً كم ا أن ذرهم‬
‫أن يكون ذلك يوم القيامة! أو أن يأتي باهلل والمالئكة قبيالً يناص ره وي دفع عن ه كم ا‬
‫يفعل ون هم في قب ائلهم! أو أن يك ون ل ه بيت من المع ادن الثمين ة‪ ،‬أو أن ي رقى في‬
‫السماء‪ ،‬وال يكفي أن يعرج إليها وهم ينظرونه‪ ،‬بل ال بد أن يعود إليهم ومعه كت اب‬
‫محبر يقرأونه‪.‬‬
‫وكل ذلك يدل على عقولهم الضعيفة‪ ،‬وما كان للن بي ‪ ‬أن ي ذعن له ا‪ ،‬كم ا‬
‫يقول سيد قطب في تعليقه على اآليات الكريمة‪( :‬وتبدو طفول ة اإلدراك والتص ور‪،‬‬
‫كما يبدو التعنت في ه ذه المقترح ات الس اذجة‪ .‬وهم يس وون بين ال بيت المزخ رف‬
‫والع روج إلى الس ماء! أو بين تفج ير الينب وع من األرض ومجيء هّللا ‪ -‬س بحانه ‪-‬‬
‫‪9‬‬
‫والمالئك ة ق بيال! وال ذي يجم ع في تص ورهم بين ه ذه المقترح ات كله ا ه و أنه ا‬
‫خوارق‪ .‬فإذا جاءهم بها نظروا في اإليمان له والتص ديق ب ه! وغفل وا عن الخارق ة‬
‫الباقي ة في الق رآن‪ ،‬وهم يعج زون عن اإلتي ان بمثل ه في نظم ه ومعن اه ومنهج ه‪،‬‬
‫ولكنهم ال يلتمسون هذا اإلعجاز بحواسهم فيطلب ون م ا تدرك ه الح واس! والخارق ة‬
‫ليس ت من ص نع الرس ول‪ ،‬وال هي من ش أنه‪ ،‬إنم ا هي من أم ر هّللا س بحانه وف ق‬
‫تقديره وحكمت ه‪ ..‬وليس من ش أن الرس ول أن يطلبه ا إذا لم يعط ه هّللا إياه ا‪ .‬ف أدب‬
‫الرس الة وإدراك حكم ة هّللا في ت دبيره يمنع ان الرس ول أن يق ترح على رب ه م ا لم‬
‫يصرح له به) (‪)1‬‬
‫وله ذا‪ ،‬ف إن الق رآن الك ريم ينص على أن مقص ود الكف ار به ذه اإلقتراح ات‬
‫العناد والتعنت واللجاج‪ ،‬ولو جاءتهم كل آية لقالوا هذا س حر‪ ،‬كم ا ق ال تع الى‪﴿ :‬لَ وْ‬
‫نَ َّز ْلنَا َعلَ ْي كَ ِكتَاب ا ً فِي قِرْ طَ ا ٍ‬
‫س فَلَ َم ُس وهُ بِأي دي ِه ْم لَقَ ا َل الَّ ِذينَ َكفَ رُوا إِ ْن هَ َذا إِالَّ ِس حْ ٌر‬
‫ين﴾ [األنعام‪]7:‬‬ ‫ُّمبِ ٌ‬
‫***‬
‫بناء على هذا حاولنا في هذا الكتاب أن نجمع أكبر قدر من األحاديث ال تي ال‬
‫نرى غضاضة في قبولها‪ ،‬وإن كنا ال نثق تماما ببعض التفاصيل الواردة فيها‪ ،‬ألنها‬
‫نقلت بالمعنى‪.‬‬
‫ولهذا فإنا ذكرنا الحادثة الواحدة من مصادر متعددة‪ ،‬وبص يغ مختلف ة‪ ،‬ح تى‬
‫يفيد ذلك الداللة على الكثرة المفيدة للتواتر المعنوي‪.‬‬
‫ومع أن أك ثر األح اديث ال واردة في ه ذا الب اب من المتف ق علي ه بين الس نة‬
‫والشيعة إال أنا آثرنا أن نخصص أحاديث كل مدرسة منهما بفصل خاص به ا‪ ،‬وق د‬
‫بدأنا بالمدرسة السنية ردا على أولئك الذين يرمون المدرسة الشيعية بالخرافة نتيجة‬
‫اهتمامها بأمثال تلك الروايات‪ ،‬مع أن أكثرها منقول من المدرسة السنية نفسها‪.‬‬
‫ونحب أن ننبه إلى أننا ب دل رفض بعض األح اديث ال واردة في مص ادر كال‬
‫المدرستين قمنا بتعديالت على ألفاظها بحيث يمكن قبولها‪ ،‬ولو بش كل ع ام‪ ..‬وله ذا‬
‫حذفنا ما ورد في الروايات الشيعية من األلفاظ التي تربط إثبات النبوة بإثبات إمام ة‬
‫أئمة الهدى‪ ..‬ذلك أن مث ل تل ك الرواي ات كث يرة ج دا‪ ،‬وق د س بق ذكره ا في كت اب‬
‫[اإلمامة واالمتداد الرسالي]‪ ،‬وال معنى إلقحام اإلمامة في كل محل‪.‬‬
‫باإلضافة إلى أنه من المتف ق علي ه عن د األم ة جميع ا أن ك ل الخ وارق ال تي‬
‫حصلت ك ان الغ رض منه ا إثب ات رس الة رس ول هللا ‪ ..‬أم ا اإلمام ة فهي تابع ة‬
‫للنبوة‪ ،‬وليست مزاحمة لها‪ ،‬ولذلك فإن من آمن بالنبوة‪ ،‬وصدقها في ك ل م ا ت ذكره‬
‫آمن باإلمامة بالبداهة‪ ،‬ألنها من وصايا النبوة‪.‬‬
‫وننبه في األخ ير إلى أنن ا م ع إيرادن ا للكث ير من األح اديث ال واردة في ه ذا‬
‫الباب‪ ،‬وتساهلنا معها‪ ،‬ال يعني ذلك أننا نقبلها جميعا‪ ،‬وبكل ما ورد فيه ا‪ ،‬ولكن ا في‬
‫‪ )(1‬فى ظالل القرآن (‪.)2250 /4‬‬
‫‪10‬‬
‫نفس الوقت ال نستطيع أن نحكم أهواءنا فيما ال نرى تناقضه مع العق ل والنص وص‬
‫المقدسة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‬
‫دالئل النبوة في المصادر السنية‬
‫نحاول في هذا الفصل جمع ما نراه مقبوال من األحاديث الواردة حول دالئ ل‬
‫النب وة الخاص ة في المص ادر الس نية‪ ،‬وق د اعتم دنا في تخريجه ا على م ا ورد في‬
‫كتاب [سبل اله دى والرش اد‪ ،‬في س يرة خ ير العب اد‪ ،‬وذك ر فض ائله وأعالم نبوت ه‬
‫وأفعال ه وأحوال ه في المب دأ والمع اد] للش يخ محم د بن يوس ف الص الحي الش امي‬
‫(المت وفى‪942 :‬هـ)‪ ،‬باعتب اره من أوث ق الكتب‪ ،‬وأكثره ا اهتمام ا بجم ع الط رق‬
‫المختلفة لألحاديث‪.‬‬
‫وقد استبعدنا ما ال نراه مناسبا‪ ،‬أو ما نراه معارضا للقرآن الكريم‪ ،‬وتص رفنا‬
‫في بعض الروايات بما يزيل عنها ذلك التعارض‪.‬‬
‫وقد قسمنا هذا الفصل ـ بحسب أنواع الدالئل ـ إلى خمسة أقسام‪:‬‬
‫أوال ـ ما ورد حول بركاته ‪ ‬على كل ما ارتبط به‪.‬‬
‫ثانيا ـ ما ورد حول إجابة دعواته ‪.‬‬
‫ثالثا ـ ما ورد حول عصمته ‪ ‬من الناس‪.‬‬
‫رابعا ـ ما ورد حول اآليات الحسية‪.‬‬
‫خامسا ـ ما ورد حول اآليات العلمية واإلدراكية‪.‬‬
‫أوال ـ ما ورد حول بركاته على كل ما ارتبط به‪:‬‬
‫وهي أحاديث تتوافق مع ما ورد في القرآن الكريم ح ول البرك ة ال تي وهبه ا‬
‫هللا تعالى للصالحين من عب اده‪ ،‬كقول ه تع الى عن المس يح علي ه الس الم‪َ ﴿ :‬و َج َعلَنِي‬
‫ت﴾ [مريم‪]31 :‬‬‫ُمبَا َر ًكا أَ ْينَ َما ُك ْن ُ‬
‫وهو ما نرى اهتمام جميع أه ل األدي ان ب ه؛ فكلهم ينس بون البرك ة ألنبي ائهم‬
‫وقديسيهم‪ ،‬ولهذا نرى المس يحيين يش يدون كث يرا بم ا ورد في الكت اب المق دس عن‬
‫بركات المسيح عليه السالم‪ ،‬ويعتبرونها من البراهين الدال ة على خصوص يته‪ ،‬م ع‬
‫أن م ا ورد في ه ال يس اوي ش يئا أم ام م ا ورد من األح اديث عن رس ول هللا ‪..‬‬
‫باإلضافة إلى أن أسانيد تلك الروايات الواردة في كتب الحديث ال تقل عن نظيرته ا‬
‫في الكتاب المقدس‪.‬‬
‫وقد ذكرنا هنا نماذج عن األحاديث الواردة في هذا ا لباب‪ ،‬وتتعلق بما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ما ورد في بركته على أنواع األطعمة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ما ورد في بركته على الوالئم وغيرها‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ما ورد في بركته على الماء‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ما ورد في بركته على الحيوانات‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ 5‬ـ ما ورد في بركته على المرضى‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ ما ورد في بركته على األصحاء‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ ما ورد في بركته على الموتى‪.‬‬
‫وهذه هي األحاديث‪ ،‬بحسب هذا الترتيب‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ما ورد في بركته على أنواع األطعمة‪:‬‬
‫سنذكر هنا ما ورد من األحاديث حول أنواع األطعمة التي ورد في الروايات‬
‫الح ديث عن تخصيص ها ببركت ه ‪ ،‬وهي‪ :‬الش عير‪ ،‬والتم ر‪ ،‬والس من‪ ،‬واللحم‪،‬‬
‫والبيض‪ ،‬واللبن‪ ..‬وغيرها‪ ،‬وهي مجرد نماذج عن بركاته ‪.‬‬
‫ونحب أن ننب ه إلى أن المس يحيين يش يدون كث يرا به ذه الحادث ة ال واردة في‬
‫الكتاب المقدس‪ ،‬والتي تشبه كثيرا ما ورد في األحاديث ال تي س نوردها‪ ،‬فهي تنص‬
‫على أن المسيح عليه السالم‪( :‬أخذ األرغف ة الخمس ة والس مكتين ورف ع نظ ره نح و‬
‫السماء وبارك وكس ر وأعطى األرغف ة للتالمي ذ والتالمي ذ للجم وع‪ ،‬فأك ل الجمي ع‬
‫وشبعوا‪ ،‬ثم رفعوا ما فضل من الكسر‪ :‬اثنتي عش رة قف ة ممل وءة‪ ،‬واألكل ون ك انوا‬
‫نحو خمسة آالف رجل ما عدا النساء واألوالد)(متى‪)1()21-14/19:‬‬
‫وهذا نفس ه ينطب ق على رس ول هللا ‪ ‬وجمي ع األنبي اء عليهم الس الم‪ ..‬فمن‬
‫األحاديث الواردة في ذلك‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]1 :‬عن جابر أن رجال أتى النبي ‪ ‬يستطعمه فأطعمه شطر وسق‬
‫شعير فما زال يأكل منه هو وامرأته ومن ضيفهما حتى كالوه فأخبر النبي ‪ ‬فق ال‬
‫رسول هللا ‪( :‬لو لم تكله ألكلتم منه‪ ،‬ولقام لكم)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]2 :‬عن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أنه اس تعان برس ول هللا‬
‫‪ ‬في التزويج فأنكحه امرأة فالتمس ش يئا فلم يج ده فبعث رس ول هللا ‪ ‬أب ا راف ع‬
‫وأبا أيوب بدرعه فرهناه عند يهودي بثالثين صاعا من شعير‪ ،‬فدفعه رسول هللا ‪‬‬
‫إليه‪ ،‬قال‪ :‬فطعمنا منه نصف سنة ثم كلناه فوجدناه كما أدخلناه‪ ،‬ق ال نوف ل‪ :‬ف ذكرت‬
‫ذلك لرسول هللا ‪ ‬فقال‪( :‬لو لم تكله ألكلت منه ما عشت)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]3 :‬عن عائشة ق الت‪ :‬لق د ت وفي رس ول هللا ‪ ‬وم ا في بي تي من‬
‫شيء يأكله ذو كبد إال شطر وسق من شعير في رف لي فأكلت منه حتى ط ال علي‬
‫فكلته ففني(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]4 :‬عن أبي هري رة ق ال‪ :‬ك ان رس ول هللا ‪ ‬في غ زاة فأص ابهم‬
‫عوز من الطعام فقال‪( :‬يا أبا هريرة عن دك ش يء؟) قلت‪ :‬ش يء من تم ر في م زود‬
‫لي قال‪( :‬جيء به) قال فجئت بالمزود‪ ،‬قال‪( :‬هات نطع ا)‪ ،‬فجئت ب النطع فبس طته‪،‬‬
‫فأدخل يده فقبض على التمر‪ ،‬فإذا هو إحدى وعشرون تمرة فجعل يض ع ك ل تم رة‬
‫‪ )(1‬وانظر‪ :‬مرقس‪21-6/13:‬؛ لوقا‪17-9/10:‬؛ ويوحنا‪.14-6/1:‬‬
‫‪ )(2‬رواه أحمد ‪ 347 ،337 /3‬ومسلم (‪ )9‬والبيهقي في الدالئل ‪.114 /6‬‬
‫‪ )(3‬رواه الحاكم في المستدرك ‪ 346 /3‬والبيهقي في الدالئل ‪.114 /6‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.9/470 :‬‬
‫‪13‬‬
‫ويسمي هللا عز وجل حتى أتى على التمر‪ ،‬فقال به هكذا فجمعه فقال‪( :‬ادع عشرة)‪،‬‬
‫فدعوت عشرة‪ ،‬فأكلوا حتى شبعوا وك ذلك ح تى أك ل الجيش كل ه وفض ل تم رات‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬ادع لي فيهن بالبرك ة فق ال‪ :‬فقبض هن ثم دع ا فيهن بالبرك ة ثم‬
‫قال‪( :‬خذهن فاجعلهن في المزود‪ ،‬وإذا أردت أن تأخ ذ منهن ش يئا فأدخ ل ي دك في ه‬
‫وال تكفأ فيكفأ عليك)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]5 :‬عن العرباص بن سارية قال‪ :‬كنت مع رس ول هللا ‪ ‬بتب وك‪،‬‬
‫فقال ليلة لبالل‪( :‬هل من عشاء؟) فقال‪ :‬والذي بعثك بالحق لقد نفضنا جرابن ا‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫(انظر عسى تجد شيئا)‪ ،‬فأخذ الجرب ينفضها جرابا جرابا‪ .‬فتق ع التم رة والتمرت ان‬
‫حتى رأيت في يده سبع تمرات ثم دعا بصحفة فوضع التمر فيها ثم وض ع ي ده على‬
‫التمرات وقال‪( :‬كلوا باس م هللا) فأكلن ا ثالث ة أنفس فأحص يته أربع ا وخمس ين تم رة‬
‫أعدها عدا ونواها في يدي األخرى وصاحبي يصنعان ك ذلك فش بعنا ورفعن ا أي دينا‬
‫فإذا التمرات السبع كما هن فقال‪( :‬يا بالل ارفعهن‪ ،‬فإنه ال يأك ل منه ا أح د إال نه ل‬
‫منها شبعا) فلما كان من الغد دعا بالال بالتمرات فوضع يده عليها ثم قال (كلوا باسم‬
‫هللا)‪ ،‬فأكلن ا ح تى ش بعنا وإن ا لعش رة ثم رفعن ا أي دينا وإذا التم رات كم ا هي‪ ،‬فق ال‬
‫رس ول هللا ‪( :‬ل وال أني مس تح من ربي ألكلن ا من ه ذه التم رات ح تى ن رد إلى‬
‫المدينة عن آخرنا) فأعطاهن غالما فولى يلوكهن(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]6 :‬عن محمد بن عمرو األس لمي ق ال‪ :‬ق ال رج ل من ب ني س عد‪:‬‬
‫جئت مع رسول هللا ‪ ‬وهو في نفر من أصحابه وهو سابعهم‪ ،‬فأسلمت‪ ،‬فق ال‪( :‬ي ا‬
‫بالل‪ ،‬أطعمنا)‪ ،‬فبسط نطعا ثم جعل يخرج ش يئا ل ه ف أخرج ش يئا من تم ر معج ون‬
‫بالسمن واألقط‪ ،‬فقال رسول هللا ‪( :‬كلوا) فأكلنا حتى شبعنا فقلت‪ :‬ي ا رس ول هللا‪،‬‬
‫إني كنت أكل هذا وحدي‪ ،‬ثم جئته من الغد‪ ،‬فإذا عشرة نفر حوله فق ال‪( :‬أطعمن ا ي ا‬
‫بالل)‪ ،‬فجل يخرج من جراب تمرا بكفه قبضه قبضة‪ ،‬فقال‪( :‬أخ رج وال تخ ف من‬
‫ذي العرش إقالال) فجاء بالجراب فنثره فحزرت ه م دين فوض ع الن بي ‪ ‬ي ده على‬
‫التمر ثم قال‪( :‬كلوا باسم هللا)‪ ،‬فأكل القوم‪ ،‬وأكلت معهم حتى ما أجد له مس لكا وبقي‬
‫على النطع مثل الذي جاء به كأنا لم نأكل منه تمرة واح دة ثم غ دونا من الغ د وع اد‬
‫نفر عشرة يزيدون رجال أو رجلين‪ ،‬فقال‪( :‬ي ا بالل‪ ،‬أطعمن ا) فج اء ب ذلك الج راب‬
‫بعينه فنثره فوضع يده عليه‪ ،‬وقال‪( :‬كلوا باسم هللا) فأكلنا‪ ،‬ثم رفع مث ل ال ذي ص ب‬
‫ففعل ذلك ثالثة أيام(‪.)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]7 :‬عن دلين بن س عيد الخثعمي والنعم ان بن مق رن ق اال‪ :‬أتين ا‬
‫رسول هللا ‪ ‬ونحن أربعون وأربعمائ ة نس أله الطع ام‪ ،‬فق ال الن بي ‪ ‬لعم ر‪( :‬قم‬
‫ف أعطهم)‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬م ا عن دي إال م ا يقيظ ني والص بية‪ ،‬ق ال‪( :‬قم‬
‫فأعطهم)‪ ،‬قال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬سمعا وطاعة‪ ،‬فق ام عم ر وقمن ا مع ه وص عد بن ا إلى‬
‫‪ )(1‬رواه أحمد وابن سعد والترمذي وابن حبان والبيهقي في الدالئل ‪ ،110 /6‬سبل الهدى‪.9/471 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه أبو نعيم وابن عساكر‪ ،‬سبل الهدى‪.9/471 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.9/472 :‬‬
‫‪14‬‬
‫غرفة له فإذا فيها من التمر مثل الفصيل الرابض قال‪ :‬ش أنكم؛ فأخ ذ ك ل رج ل من ا‬
‫حاجته ما شاء قال‪ :‬وإني لمن آخرهم فكأنا لم نرزأ منه تمرة(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]8 :‬عن أبي رج اء ق ال‪ :‬خ رج رس ول هللا ‪ ‬ح تى دخ ل حائط ا‬
‫لبعض األنصار فإذا هو يسنو فيه فقال‪( :‬ما تجعل لي إن أرويت حائطك هذا)‪ ،‬قال‪:‬‬
‫إني أجهد أن أروي ه فال أطي ق ذل ك فق ال ل ه رس ول هللا ‪( :‬تجعل لي مائ ة تم رة‬
‫أختارها من تمرك) قال‪ :‬نعم‪ ،‬فأخ ذ رس ول هللا ‪ ‬ال ترب فم ا لبث أن أرواه ح تى‬
‫قال الرجل‪ :‬غرقت على حائطي فاختار رس ول هللا ‪ ‬من تم ره مائ ة تم رة‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫فأكل رسول هللا ‪ ‬وأصحابه حتى شبعوا ثم رد عليه مائة تمرة كما أخذها(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]9 :‬عن جابر‪ ،‬قال‪( :‬توفي أبي‪ ،‬وعليه ديون ليهودي منها ثالث ون‬
‫وسقا فاستعنت بالنبي ‪ ‬علي غرمائه أن يض عوا من دين ه‪ ،‬فطلب إليهم فلم يفعل وا‬
‫فاستنظرهم فلم يفعلوا فعرضت عليهم أن يأخذوا تمري كل ه ف أبوا ولم ي روا أن في ه‬
‫وفاء‪ ،‬فطاف رسول هللا ‪ ‬في النخل ودعا في تم ره بالبرك ة‪ ،‬ثم ق ال‪( :‬إذا جددت ه‬
‫فوضعته في المربد فاجعله أصنافا‪ ،‬العجوة على حدة‪ ،‬وع ذق ابن زي د على ح دة)‪،‬‬
‫ثم أرسل إلي‪ ،‬ففعلت فلم ا وض عته في المرب د أرس لت إلي ه فج اء أب و بك ر وعم ر‬
‫فطاف حول أعظمها بيدرا ثالث م رات ثم جلس علي ه ودع ا بالبرك ة ثم ق ال‪( :‬ادع‬
‫غرماءك فأوفهم) فما تركت أحدا له علي دين إال قضيته وأنا أرضى أن يرد هللا عز‬
‫وجل أمانة والدي وال أرجع إلى إخوتي منه بتمرة فسلم وهللا البيادر كلها‪ ،‬ح تى إني‬
‫ألنظر إلى البيدر الذي عليه رسول هللا ‪ ‬كأنه لم تنقص منه تمرة واح دة فقلت‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا أال ترى أنى كلت لغريمي تمره فوفاه هللا عز وجل وفضل من التم ر ك ذا‬
‫وكذا فقال ابن عمر‪ :‬فجاء يهرول فقال‪ :‬سل جابر عن غريمه وغيره‪ ،‬فق ال‪ :‬م ا أن ا‬
‫بسائله قد علمت أن هللا عز وجل سوف يوفيه إذا أجزت فيه فكرر عليه الكلمة ثالث‬
‫مرات كل ذلك يقول‪ :‬ما أن ا بس ائله‪ ،‬وك ان ال يراج ع بع د الم رة الثالث ة‪ ،‬فق ال‪( :‬ي ا‬
‫جابر‪ ،‬ما فعل غريمك وتمرتك)‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬وفاه هللا عز وجل وفضل لن ا من التم ر‬
‫كذا وكذا(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]10 :‬عن ابنة بشير بن سعد قالت‪ :‬دعتني أمي فأعطتني جفن ة من‬
‫تمر في ثوبي ثم قالت‪ :‬ي ا بني ة‪ ،‬اذه بي إلى أبي ك وخال ك عب د هللا بغ دائهما‪ ،‬ق الت‪:‬‬
‫فأخذته ثم انطلقت به ا فم ررت برس ول هللا ‪ ‬فق ال‪( :‬تع الي م ا مع ك؟) فقلت‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا هذا تمر بعثتني به أمي إلى أبي بشير بن سعد وخالي عب د هللا بن رواح ة‬
‫يتغديانه فق ال‪( :‬هاتي ه)‪ ،‬فص ببته في كفي رس ول هللا ‪ ‬فم ا مأله ا ثم أم ر بث وب‬
‫فبسط ثم دعا بالتمر فصبه فوق الثوب ثم قال إلنسان عنده‪( :‬أخرج في أهل الخن دق‬

‫‪ )(1‬رواه أحمد وأبو داود وابن حبان‪ ،‬البخاري في التاريخ ‪ ،255 /3‬وسبل الهدى‪.9/472 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه أبو نعيم وابن عساكر‪ ،‬الطبراني في الكبير ‪ ،244 /18‬سبل الهدى‪.9/472 :‬‬
‫‪ )(3‬البخاري ‪ )4053 ،2781( ،2709 ،2127( 344 /4‬والنسائي ‪.46 /6‬‬
‫‪15‬‬
‫أن هلموا إلى الغداء)‪ ،‬فاجتمع أهل الخندق عليه‪ ،‬فجعل وا ي أكلون من ه وجع ل يزي د‬
‫حتى صدر أهل الخندق عنه وإنه ليسقط من أطراف الثوب(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]11 :‬عن أبي هريرة قال‪ :‬خ رجت يوم ا من بي تي إلى المس جد لم‬
‫يخرجني إال الجوع فوجدت نفرا قالوا‪ :‬ما أخرجنا إال الجوع فدخلنا على رس ول هللا‬
‫‪ ‬فأخبرناه فدعا بطبق فيه تمر فأعطى كل رجل من ا تم رتين فق ال‪( :‬كل وا ه اتين‬
‫التمرتين واشربوا عليهما فإنهما ستجزيانكم يومكم هذا)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]12 :‬عن عبد هللا بن أبي أوفى قال‪ :‬بينما نحن جلوس عند رس ول‬
‫هللا ‪ ‬أت اه غالم فق ال‪ :‬ب أبي أنت ي ا رس ول هللا غالم ي تيم وأخت ل ه يتيم ة وأم ل ه‬
‫أرملة أطعمن ا أطعم ك هللا مم ا عن ده‪ ،‬فق ال الن بي ‪( :‬انطل ق إلى أهلن ا فأتن ا بم ا‬
‫وجدت عندهم) فأتى بواحدة وعشرين تمرة فوضعها في كف النبي ‪ ‬فأشار الن بي‬
‫‪ ‬بكفه إلى فيه‪ ،‬ونحن نرى أنه يدعو بالبركة ثم قال‪( :‬ي ا غالم‪ ،‬س بعا ل ك وس بعا‬
‫ألمك‪ ،‬وسبعا ألختك فتعشى بتمرة وتغدى بأخرى)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]13 :‬عن أم أنس‪ ،‬قالت‪ :‬كانت لنا شاة فجمعت من سمنها في عك ة‬
‫فمألتها العكة وبعثت بها مع الجارية فقالت‪ :‬أبلغي هذه العكة رس ول هللا ‪ ‬فق الت‪:‬‬
‫يا رس ول هللا ه ذه عك ة س من بعثت به ا إلي ك أم س ليم‪ ،‬ق ال‪( :‬فرغ وا له ا عكته ا)‬
‫ففرغت العكة فدفعت إليه ا ف انطلقت وج اءت أم س ليم‪ ،‬ف رأت العك ة ممتلئ ة تقط ر‬
‫فقالت أم سليم‪ :‬أليس قد أمرت ك أن تنطلقي به ا إلى رس ول هللا ‪ ‬فق الت‪ :‬ق د فعلت‬
‫فإن لم تصدقيني فانطلقي فسلي رسول هللا ‪ ‬فانطلقت أم س ليم‪ ،‬فق الت‪ :‬ي ا رس ول‬
‫هللا إني بعثت إليك بعكة سمن قال‪( :‬قد فعلت جاءت بها)‪ ،‬قالت‪ :‬والذي بعثك بالهدى‬
‫ودين الحق إنها للممتلئة تقطر سمنا فقال لها رسول هللا ‪( :‬يا أم سليم أتعج بين إن‬
‫كان هللا أطعمك كما أطعمت نبيه كلي وأطعمي)‪ ،‬فج اءت إلى ال بيت‪ ،‬ففتت لن ا ك ذا‬
‫وكذا وتركت فيها ما ائتدمنا شهرا أو شهرين(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]14 :‬عن أم أوس البهزية ق الت‪ :‬س ليت س منا لي فجعلت ه في عك ة‬
‫فأهديته إلى رسول هللا ‪ ‬فقبله‪ ،‬وترك في العكة قليال ونفخ فيه‪ ،‬ودع ا بالبرك ة‪ ،‬ثم‬
‫قال‪( :‬ردوا عليها عكتها) فردوها عليها وهي ممتلئة سمنا‪ ،‬قالت‪ :‬فظننت أن رس ول‬
‫هللا ‪ ‬لم يقبلها فجاءت ولها صراخ فقالت‪ :‬يا رسول هللا إنما س ليته ل ك لتأكل ه فعلم‬
‫أنه قد استجيب له‪ ،‬فقال‪( :‬اذهبوا فقولوا لها لتأك ل س منها وت دعو بالبرك ة)‪ ،‬ف أكلت‬
‫بقية عمر رسول هللا ‪ ‬ووالية أبي بكر ووالية عمر ووالية عثمان ح تى ك ان من‬
‫أمر علي ومعاوية ما كان(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]15 :‬عن أبي هريرة قال‪ :‬كانت امرأة من دوس يقال لها أم ش ريك‬

‫‪ )(1‬رواه ابن سعد‪ ،‬سبل الهدى‪.9/474 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه ابن سعد‪ ،‬سبل الهدى‪.9/474 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.9/474 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه أبو يعلى والطبراني وأبو نعيم وابن عساكر‪ ،‬سبل الهدى‪.9/467 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه الطبراني والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.9/467 :‬‬
‫‪16‬‬
‫أسلمت فأقبلت تطلب من يصحبها إلى رسول هللا ‪ ‬فلقيت رجال من اليهود‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫تعالي أنا أصحبك‪ ،‬قالت‪ :‬انظرني حتى أمأل س قائي م اء‪ ،‬ق ال‪ :‬معى م اء ف انطلقت‬
‫مع ه‪ ،‬فس اروا ح تى أمس وا‪ ،‬ف نزل اليه ودي ووض ع س فرته وتعش ى‪ ،‬وق ال‪ :‬ي ا أم‬
‫شريك‪ ،‬تعالي إلى العشاء‪ ،‬قالت‪ :‬اس قني‪ ،‬ف إني عطش ى وال أس تطيع أن أك ل ح تى‬
‫أشرب‪ ،‬قال‪ :‬ال أس قيك قط رة ح تى ته ودي‪ ،‬ق الت‪ :‬وهللا ال أته ود أب دا ف أقبلت إلى‬
‫بعيرها فعقلته ووضعت رأسها على ركبته‪ ،‬قالت‪ :‬فما أيقظني إال ب رد دل و ق د وق ع‬
‫على جبيني فرفعت رأسي فنظرت إلى ماء أش د بياض ا من اللبن وأحلى من العس ل‬
‫فشربت حتى رويت ثم نضحت على سقائي حتى ابتل ثم مألته ثم رفع بين يدي وأنا‬
‫أنظر حتى توارى مني في السماء فلما أصبحت ج اء اليه ودي‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا أم ش ريك‬
‫قلت‪ :‬وهللا قد سقاني هللا‪ .‬قال‪ :‬من أين؟ أنزل عليك من السماء ماء؟ ق الت‪ :‬نعم‪ ،‬وهللا‬
‫لقد أنزل على من السماء م اء ثم رف ع بين ي دي ح تى ت وارى ع ني في الس ماء‪ ،‬ثم‬
‫أقبلت ح تى دخلت على رس ول هللا ‪ ‬ف وهبت نفس ها ل ه فزوجه ا زي دا وأم ر له ا‬
‫بثالثين صاعا وقال‪( :‬كلوا وال تكيلوا)‪ ،‬وكان معها عكة سمن هدي ة لرس ول هللا ‪‬‬
‫ف أمرت جاريته ا أن تحمله ا إلى رس ول هللا ‪ ‬ف انطلقت فأخ ذوها‪ ،‬فأفرغوه ا‪،‬‬
‫وأمرها رس ول هللا ‪ ‬إذا ردته ا أن تعلقه ا وال توكئه ا ف دخلت أم ش ريك فوج دتها‬
‫مألى‪ ،‬فقالت‪ :‬للجارية‪ :‬ألم آمرك أن تذهبي إلى رس ول هللا ‪‬؟ ق الت‪ :‬ق د فعلت ثم‬
‫أقبلت بها ما ينظ ر منه ا ش يء‪ ،‬ولكن ه ق ال‪( :‬علقوه ا وال توكئوه ا)‪ ،‬ف ذكروا ذل ك‬
‫لرس ول هللا ‪ ‬ف أمرهم أن ال يوكئوه ا‪ ،‬فلم ت زل ح تى أوكأته ا أم ش ريك ثم ك الوا‬
‫الشعير فوجدوه ثالثين صاعا لم ينقص منه شيء(‪.)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]16 :‬عن حم زة األس لمي ق ال‪ :‬خ رج رس ول هللا ‪ ‬إلى تب وك‪،‬‬
‫وخرجت على خدمته ذلك السفر‪ ،‬فنظ رت إلى نحي الس من ق د ق ل م ا في ه وهي أت‬
‫للنبي ‪ ‬طعاما ووض عت الس من في الش مس ونمت ف انتبهت بخري ر النحي فقمت‬
‫فأخذت برأسه بيدي فقال رسول هللا ‪( :‬لو تركته لسال واديا سمنا)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]17 :‬عن جابر قال‪ :‬إن البهزية أم مالك كانت تهدي لرسول هللا ‪‬‬
‫في عكة لها سمنا‪ ،‬فيأتيها بنوه ا يس ألونها عن إدام وليس عن دها ش يء فعم دت إلى‬
‫العكة التي كانت تهدي فيها إلى النبي ‪ ‬فوج دت فيه ا س منا فم ا زال يقيم له ا إدام‬
‫بنيها حتى عصرته فأتت النبي ‪ ‬فقال‪( :‬أعصرتيها؟) قالت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪( :‬لو تركته ا‬
‫ما زال قائما)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]18 :‬عن أم مالك األنصارية قالت‪ :‬جاءت أم مالك بعك ة س من إلى‬
‫رسول هللا ‪ ‬فأمر رسول هللا ‪ ‬بالال بعصرها‪ ،‬ثم دفعه ا إلي ه ف رجعت ف إذا هي‬
‫مملوءة فأتيت رسول هللا ‪ ‬فقلت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬نزل في شيء؟ قال‪( :‬وم ا ذاك ي ا‬
‫أم مالك؟) قالت‪ :‬رددت هديتي فدعا بالال‪ ،‬فسأله عن ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬والذي بعثك بالحق‬
‫‪ )(1‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.9/467 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه الطبراني والبيهقي وأبو نعيم‪ ،‬أبو نعيم في الدالئل (‪ ،)155‬سبل الهدى‪.9/468 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحمد ومسلم ‪ )2280 /8( 1784 /4‬سبل الهدى‪.9/468 :‬‬
‫‪17‬‬
‫لقد عصرتها حتى استحييت‪ ،‬فقال رسول هللا ‪( :‬هنيئا لك يا أم مال ك‪ ،‬ه ذه برك ة‬
‫عجل هللا تعالى لك ثوابها)(‪)1‬‬
‫ك‬‫﴿وأَ ْن ِذرْ ع َِش ي َرتَ َ‬
‫[الحديث‪ ]19 :‬عن البراء وعلي‪ :‬إن هللا تع الى لم ا أن زل‪َ :‬‬
‫اأْل َ ْق َربِينَ ﴾ [الش عراء‪ ]214 :‬جم ع رس ول هللا ‪ ‬ب ني عب د المطلب وهم يومئ ذ‬
‫أربعون رجال يأكلون المسنة ويشربون العس ف أمر علي ا أن يص نع لهم طعام ا وأن‬
‫يجعل عليه رجل شاة فصنعها ثم قربها إلى رس ول هللا ‪ ‬فأخ ذ منه ا بض عة فأك ل‬
‫منها ثم تتبع بها جوانب القصعة ثم قال‪( :‬ادن وا باس م هللا) ف دنا الق وم ف أكلوا عش رة‬
‫عشرة‪ ،‬فأكلوا حتى صدروا ما ن رى إال أث ر أص ابعهم‪ ،‬وهللا إن ك ان الرج ل ليأك ل‬
‫مثل ما قدم لجميعهم‪ ،‬ثم قال‪( :‬يا علي‪ ،‬اسق القوم) فجاءهم ب ذلك العس فش رب من ه‬
‫ثم ناولهم‪ ،‬وقال‪( :‬اش ربوا باس م هللا) فش ربوا ح تى رووا عن آخ رهم‪ ،‬وايم هللا‪ ،‬إن‬
‫كان الرجل منهم ليشرب مثله‪ ..‬الحديث(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]20 :‬عن خالد بن عبد العزى بن سالمة أن النبي ‪ ‬أج زره ش اة‬
‫وكان عيال خالد كثيرا يذبح الشاة فال يبد عياله عظما عظما وأن النبي ‪ ‬أكل منها‬
‫ثم قال‪( :‬أرني دلوك يا أبا حباش) فوضع فيه فضلة الشاة‪ ،‬ثم قال‪( :‬اللهم بارك ألبي‬
‫حباش) فانقلب به‪ ،‬فنثره لهم‪ ،‬وقال‪( :‬تواسوا فيه فأكل منه عياله وأفضلوا(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]21 :‬عن مسعود بن خال د‪ ،‬ق ال‪ :‬بعثت إلى رس ول هللا ‪ ‬ش اة ثم‬
‫ذهبت في حاجة فرد رسول هللا ‪ ‬شطرها فرجعت فإذا لحم فقلت‪ :‬يا أم خن اس م ا‬
‫هذا اللحم؟ قالت‪ :‬رد رسول هللا ‪ ‬من الشاة التي بعثت بها إلي ه ش طرها‪ ،‬قلت‪ :‬م ا‬
‫ل ك ال تطعمين ه عيال ك‪ ،‬ق الت‪ :‬ه ذا س ؤرهم‪ ،‬وكلهم ق د أطعمت‪ ،‬وك انوا ي ذبحون‬
‫الشاتين والثالثة فال تجزئهم(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]22 :‬عن جابر ق ال‪ :‬لم ا قت ل أبي ت رك دين ا‪ ..‬فقلت الم رأتي‪ :‬إن‬
‫رسول هللا ‪ ‬يحب النوم نصف النهار فدخلت وفرشت له فنام فذبحت له عناقا فلما‬
‫استيقظ وضعتها بين يديه‪ ،‬فقال‪( :‬ادع أبا بك ر)‪ ،‬ثم دع ا ال ذين ك انوا مع ه‪ ،‬ف دخلوا‬
‫فأكلوا حتى شبعوا وفضل منا لحم كثير(‪.)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]23 :‬عن أبي راف ع م ولى رس ول هللا ‪ ‬ق ال‪ :‬أه ديت لن ا ش اة‪،‬‬
‫فجعلتها في قدر‪ ،‬فدخل رسول هللا ‪ ‬فقال‪( :‬ما هذا يا أبا رافع؟) فقلت‪ :‬شاة أه ديت‬
‫لنا‪ ،‬فطبختها في القدر‪ ،‬فقال‪( :‬ناولني الذراع) فناولته ثم قال‪( :‬ناولني الذراع ي ا أب ا‬
‫راف ع)‪ ،‬فناولت ه ثم ق ال‪( :‬ن اولني ال ذراع اآلخ ر) فقلت‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬إنم ا للش اة‬
‫ذراعان‪ ،‬فقال رسول هللا ‪( :‬أما إنك لو مسكت لناولتني ذراعا ما دعوت به)(‪)6‬‬

‫‪ )(1‬رواه ابن أبي شيبة ‪. 495 /11‬‬


‫‪ )(2‬رواه ابن إس حاق وابن جري ر وابن أبي ح اتم وال بيهقي وأب و نعيم وابن مردوي ه وأب و نعيم‪ ،‬س بل اله دى‪:‬‬
‫‪.9/476‬‬
‫‪ )( 3‬رواه الحسن بن سفيان والنسائي في الكنى والطبراني والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.9/476 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه الطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.9/477 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه الحاكم‪ ،‬سبل الهدى‪.9/477 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه أحمد ‪ 392 /6‬وأبو يعلى‪ ،‬سبل الهدى‪.9/490 :‬‬
‫‪18‬‬
‫[الحديث‪ ]24 :‬عن أبي هريرة أن شاة طبخت فقال رسول هللا ‪( :‬أعط ني‬
‫الذراع)‪ ،‬فناولته إياه‪ ،‬ثم قال‪( :‬الذراع)؛ فناولته إياه‪ ،‬ثم دعا ب ذراع آخ ر‪ ،‬فقلت‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا‪ ،‬إنما للشاة ذراعان‪ ،‬قال‪( :‬أما إنك لو التمستها لوجدتها)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]25 :‬عن أسامة بن زيد أن ام رأة ج اءت ب ابن له ا ف ذكر الح ديث‬
‫وفي ه‪ :‬فأه دت للن بي ‪ ‬ش اة مش وية‪ ،‬فق ال‪( :‬خ ذ الش اة منه ا)‪ ،‬ثم ق ال‪( :‬ن اولني‬
‫ذراعها)‪ ،‬فناولته ثم قال‪( :‬ناولني ذراعها)‪ ،‬فقلت ي ا رس ول هللا إنم ا هم ا ذراع ان‪،‬‬
‫وقد ناولتك فقال‪( :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬لو سكت م ا زلت تن اولني ذراع ا م ا قلت ل ك‬
‫ناولني ذراعا)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]26 :‬عن أبي عبيد مولى رسول هللا ‪ ‬أنه طبخ للن بي ‪ ‬ق درا‬
‫فيه لحم‪ ،‬فقال‪( :‬ناولني ذراعها) فناول ه ثم ق ال‪( :‬ن اولني ذراعه ا) فناول ه‪ ،‬ثم ق ال‪:‬‬
‫(ن اولني ذراعه ا)‪ ،‬فقلت‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬كم للش اة من ذراع‪ ،‬فق ال‪( :‬وال ذي نفس ي‬
‫بيده‪ ،‬لو سكت ألعطتك ذراعا ما دعوت به)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]27 :‬عن عب د ال رحمن بن أبي بك ر ق ال‪ :‬كن ا م ع رس ول هللا ‪‬‬
‫ثالثين ومائة فقال‪( :‬هل مع أحد منكم من طعام؟) فإذا مع رج ل ص اع من طع ام أو‬
‫نحوه‪ ،‬فعجن ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها‪ ،‬فاش ترى من ه رس ول‬
‫هللا ‪ ‬شاة‪ ،‬فصنعت‪ ،‬وأمر رسول هللا ‪ ‬بس واد البطن أن يش وى‪ ،‬ق ال‪ :‬وايم هللا‪،‬‬
‫ما من الثالثين ومائة إال وقد حز له رس ول هللا ‪ ‬ح زة ح زة من س واد بطنه ا‪ .‬إن‬
‫كان شاهدا أعطاه‪ ،‬وإن كان غائبا خبأ له‪ ،‬وجعل منها قصعتين فأكلنا منها أجمعون‪،‬‬
‫وشبعنا وفضل في القصعتين‪ ،‬فحملته على البعير(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]28 :‬عن جابر قال‪ :‬لما أراد رسول هللا ‪ ‬غزو ذات الرقاع جاء‬
‫له علبة زيد بثالث بيضات أداحي‪ ،‬فقال‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬وج دت ه ذه البيض ات في‬
‫مفحص نعام‪ ،‬فقال‪( :‬دونك يا جابر‪ ،‬فاعم ل ه ذه البيض ات)‪ ،‬فعملتهن ثم جئت بهن‬
‫في قصعة‪ ،‬فجعلت أطلب خبزا فال أج ده‪ ،‬فجع ل رس ول هللا ‪ ‬وأص حابه ي أكلون‬
‫من ذلك البيض بغير خبز حتى انتهى إلى حاجته‪ ،‬والبيض في القص عة كم ا ه و ثم‬
‫قام فأكل منه عامة أصحابه ثم رحلنا مبردين قال ابن سعد‪ :‬وكانوا أربعمائة ويق ال‪:‬‬
‫سبعمائة(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]29 :‬عن ابنة خباب بن األرث قالت‪ :‬خرج خباب في سرية فك ان‬
‫رسول هللا ‪ ‬يتعاهدنا حتى كان يحلب عنزا لنا‪ ،‬فك ان يحلبه ا في جفن ة لن ا فتمتلئ‬
‫فلما قدم خباب حلبها‪ ،‬فعاد حالبها كما كان‪ ،‬فقالت أمي‪ :‬أفس دت علين ا ش اتنا‪ ،‬ق ال‪:‬‬

‫‪ )(1‬رواه أحمد‪ ، 517 /2 ،‬سبل الهدى‪.9/490 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه أبو يعلى وأبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.9/490 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحمد‪ ،485 ،484 /3 ،‬والدرامي‪ ،‬سبل الهدى‪.9/490 :‬‬
‫‪ )(4‬البخاري ‪ 213 ،14 /3‬ومسلم في األشربة (‪ )175‬وأحمد ‪ 198 ،197 /1‬والبيهقي في الك برى ‪215 /9‬‬
‫وفي الدالئل ‪..95 /6‬‬
‫‪ )(5‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.9/476 :‬‬
‫‪19‬‬
‫وما ذاك؟ قالت‪ :‬إن كانت لتحلب ملء ه ذه الجفن ة‪ ،‬ق ال‪ :‬ومن ك ان يحلبه ا؟ ق الت‪:‬‬
‫رسول هللا ‪ ‬قال‪ :‬وقد عدلتيني به؟ هو وهللا أعظم بركة(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]30 :‬عن نضلة بن عم رو الغف اري أن ه حلب لرس ول هللا ‪ ‬إن اء‬
‫فشرب ثم شرب نضلة ف امتأل‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬إني كنت ألش رب الس قية فم ا‬
‫أمتلئ‪ ،‬فقال رسول هللا ‪( :‬إن المؤمن ليشرب في معاء واحد‪ ،‬وإن الكافر ليش رب‬
‫في سبعة أمعاء)(‪)2‬‬
‫[الحـــديث‪ ]31 :‬عن أبي العالي ة ق ال‪ :‬بعث الن بي ‪ ‬إلى أزواج ه يطلب‬
‫طعاما‪ ،‬وعنده ناس من أصحابه‪ ،‬فلم يوجد‪ ،‬فنظر إلى عناق في الدار م ا نتجت ق ط‬
‫فمسح مكان الضرع‪ ،‬فدفعت بضرع مليء بين رجليها فدعى بقف فحلب في ه فبعث‬
‫إلى أبياته بعثا ثم حلب فشرب وشربوا(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]32 :‬عن أبي هريرة قال‪ :‬وهللا الذي ال إله إال ه و إن كنت ألعتم د‬
‫بكبدي على األرض من الجوع‪ ،‬وإني كنت ألشد الحجر على بطني من الجوع ولقد‬
‫قعدت يوما على طريقهم الذي يخرج ون في ه فم ر بي أب و بك ر فس ألته عن آي ة من‬
‫كتاب هللا عز وجل ما سألته إال ليستتبعني فمر ولم يفعل‪ ،‬ثم مر عمر فسألته عن آية‬
‫من كتاب هللا عز وجل ما سألته إال ليس تتبعني فم ر ولم يفع ل‪ ،‬فم ر أب و القاس م ‪‬‬
‫فتبسم حين رآني وعرف ما في نفس ي وم ا في وجهي‪ ،‬ثم ق ال‪( :‬ي ا أب ا ه ر) فقلت‪:‬‬
‫لبيك يا رسول هللا‪ ،‬فقال‪( :‬الحق) ومضى فتبعته‪ ،‬فدخل واستأذنت فأذن لي‪ ،‬ف دخلت‬
‫فوجدت لبنا في قدح‪ ،‬فقال‪( :‬من أين هذا اللبن؟) فق الوا‪ :‬أه دى ذل ك فالن أو فالن ة‪،‬‬
‫فقال‪( :‬يا أبا هر)‪ ،‬قلت‪ :‬لبيك يا رسول هللا‪ ،‬ق ال‪( :‬الح ق بأه ل الص فة ف ادعهم لي)‬
‫وقال‪ :‬وأهل الصفة أضياف اإلسالم ال يأوون إلى أهل وال مال‪ ،‬إذا أتته صدقة بعث‬
‫بها إليهم ولم يتناول منها شيئا‪ ،‬وإذا أتته هدية أرسل إليهم‪ ،‬فأص اب منه ا وأش ركهم‬
‫فيها فساءني ذلك‪ ،‬فقلت‪ :‬وما هذا اللبن في أه ل الص فة؟ كنت أرج و أن أص يب من‬
‫هذا اللبن شربة أتقوى بها بقية ي ومي وليل تي‪ ،‬وإني لرس ول ف إذا ج اءوا أم رني أن‬
‫أعطيهم‪ ،‬وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن‪ ،‬ولم يكن من طاعة هللا وطاع ة رس وله‬
‫بد‪ ،‬فأتيتهم‪ ،‬فدعوتهم‪ ،‬فأقبلوا وأخذوا مجالسهم من البيت‪ ،‬فقال‪( :‬ي ا أب ا ه ر)‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫لبيك يا رسول هللا‪ ،‬قال‪( :‬خذ فأعطهم فأخذت القدح فجعلت أعطي ه الرج ل فيش رب‬
‫حتى يروى‪ ،‬ثم يرد علي القدح أعطيه اآلخر فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح‬
‫حتى انتهيت إلى رسول هللا ‪ ‬وقد روي القوم كلهم فأخ ذ الق دح فوض عه على ي ده‬
‫فنظ ر إلي وتبس م‪ ،‬وق ال‪( :‬ي ا أب ا ه ر)‪ ،‬قلت‪ :‬لبي ك ي ا رس ول هللا‪ ،‬ق ال‪( :‬بقيت أن ا‬
‫وأنت)‪ ،‬قلت‪ :‬صدقت يا رسول هللا‪ ،‬ق ال‪( :‬اقع د فاش رب) فش ربت فق ال‪( :‬اش رب)‬
‫فشربت حتى قلت‪ :‬ال والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا فأعطيت ه الق دح فحم د هللا‬

‫‪ )(1‬رواه أحمد وأبو داود الطيالسي وابن سعد والطبراني‪ ،‬أحمد ‪ ، 111 /5‬وسبل الهدى‪.9/466 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه مسلم (‪.)1632 /3‬‬
‫‪ )(3‬رواه البيهقي في الشعب ‪.23 /5‬‬
‫‪20‬‬
‫عز وجل وسمى وشرب الفضلة(‪.)1‬‬
‫‪ 2‬ـ ما ورد في بركته على الوالئم وغيرها‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة في ذلك‪:‬‬
‫[الحــديث‪ ]33 :‬م ا ورد في تكث يره ‪ ‬طع ام أبي طلح ة؛ فعن مب ارك بن‬
‫فضالة عن ثابت عن أنس أنه كان شاهد أبا طلحة قال ألم سليم‪ :‬لق د س معت ص وت‬
‫رسول هللا ‪ ‬ضعيفا أعرف فيه الجوع‪ ،‬فهل عندك من شيء؟ فقالت‪ :‬م ا عن دنا إال‬
‫نحو من مد شعير‪ ،‬قال‪ :‬فاعجنيه وأص لحيه‪ ،‬عس ى أن ن دعو رس ول هللا ‪ ‬فيأك ل‬
‫عندنا‪ ،‬قالت‪ :‬فعجنته وخبزته‪ ،‬فجاء قرصا‪ ،‬فقال‪ :‬ادع لي رس ول هللا ‪ ‬ق ال أنس‪:‬‬
‫فذهبت فوج دت رس ول هللا ‪ ‬في المس جد ومع ه الن اس‪ ،‬ق ال مب ارك بن فض الة‪،‬‬
‫فأحس به ق ال‪ :‬بض عة وثم انون‪ ،‬فقمت عليهم فق ال رس ول هللا ‪( :‬أرس لك أب و‬
‫طلح ة؟) فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪ ‬لمن مع ه‪( :‬قوم وا) ف انطلق وانطلقت بين‬
‫أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أب و طلح ة‪ :‬فض حتنا‪ ،‬قلت‪ :‬إني لم أس تطع‬
‫أن أرد على رسول هللا ‪ ‬أمرا‪ ،‬فتلقاه أبو طلحة فدهش لمن أقبل مع رسول هللا ‪‬‬
‫فمشى جنبه‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬إنما هو ق رص فق ال‪( :‬إن هللا ع ز وج ل س يبارك‬
‫فيه)‪ ،‬فلما انتهى رسول هللا ‪ ‬إلى الباب ق ال لهم‪( :‬اقع دوا) ودخ ل رس ول هللا ‪‬‬
‫فقال أبو طلحة‪ :‬يا أم سليم قد جاء رس ول هللا ‪ ‬والن اس وليس عن دنا م ا نطعمهم‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬هللا ورسوله أعلم‪ ،‬فدعا رسول هللا ‪ ‬بالقرص‪ ،‬ودعا بجفن ة فوض عه فيه ا‪،‬‬
‫وقال‪( :‬هل من سمن) قال أبو طلحة‪ :‬قد كان في العكة شيء ق ال‪ :‬فج اء به ا فجع ل‬
‫هو ورسول هللا ‪ ‬يعصرانها حتى خرج ش يء مس ح رس ول هللا ‪ ‬ب ه س بابته ثم‬
‫مسح القرص فانتفخ‪ ،‬وقال‪( :‬باسم هللا) فانتفخ فلم يزل يص نع ك ذلك والق رص ينتفخ‬
‫ح تى رأيت الق رص في الجفن ة ثم ق ال‪( :‬ادع عش رة من أص حابي)‪ ،‬ف دعوت ل ه‬
‫عشرة‪ ،‬قال‪ :‬فوضع رسول هللا ‪ ‬يده وسط القرص‪ ،‬وقال‪( :‬كلوا باس م هللا) ف أكلوا‬
‫من حوالي القرص حتى شبعوا فلم يزل يدعو عشرة بعشرة يأكلون من ذلك القرص‬
‫حتى أكل منه بضعة وثمانون من حوالي القرص ح تى ش بعوا‪ ،‬وإن وس ط الق رص‬
‫حيث وضع رسول هللا ‪ ‬يده كما هو‪ ،‬وأك ل رس ول هللا ‪ ‬وأب و طلح ة وأم س ليم‬
‫وأنا حتى شبعنا وفضلت فضلة أهديناها لجيران لنا(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]34 :‬ما ورد في تكثيره ‪ ‬طعام جابر بن عبد هللا؛ فعنه ق ال‪ :‬كن ا‬
‫يوم الخندق مع رسول هللا ‪ ‬فعرضت كدية شديدة فج اؤوا الن بي ‪ ،‬فق الوا‪ :‬ه ذه‬
‫كدية من الجبل عرضت فقال‪( :‬أنا نازل) ثم قام وبطنه معصوب بحجر ولبثنا ثالث ة‬
‫أيام ال نذوق ذواقا فأخذ رسول هللا ‪ ‬المعول فضرب فعادت كثيبا مهيال‪ .‬فقلت‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا‪ ،‬ائذن لي إلى ال بيت‪ ،‬ف أذن لي فقلت الم رأتي‪ :‬إني رأيت من رس ول هللا‬
‫‪ )(1‬البيهقي ‪ 55 /8 ،88 ،83 /7‬والح اكم ‪ 15 /3‬وال بيهقي في ال دالئل ‪ 101 /6‬ورواه البخ اري في كت اب‬
‫الرقاق‪ ،‬سبل الهدى‪.9/465 :‬‬
‫‪ )(2‬البخاري ‪ 89 /7 ،115 /1‬ومسلم (‪ )142‬والترمذي (‪ )3630‬والبيهقي ‪ 273 /7‬وفي الدالئل ‪ 89 /6‬وأبو‬
‫نعيم في الدالئل ‪ 147‬ومالك في الموطأ ‪.927‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ ‬خمصا شديدا ما في ذلك صبر فعندك شيء؟ فأخرجت لي جرابا في ه ص اع من‬
‫شعير ولنا عناق فذبحتها وطحنت ففرغت إلى فراغي وقطعتها في برمتها والعجين‬
‫ق د انكس ر والبرم ة بين األث افي ق د ك ادت أن تنض ج ثم وليت إلى رس ول هللا ‪‬‬
‫فقالت‪ :‬ال تفضحني برسول هللا ‪ ‬وبمن مع ه‪ ،‬فجئت ه فس اررته فقلت‪ :‬اطعم لي فقم‬
‫أنت يا رسول هللا ورجل أو رجالن قال‪( :‬كم هو؟) فذكرت له‪ ،‬ق ال‪( :‬كث ير طيب)‪،‬‬
‫قل لها‪ :‬ال ت نزع البرم ة والخ بز من التن ور ح تى آتيكم واس تعر ص حافا) ثم ص اح‬
‫رسول هللا ‪ ‬فقال‪( :‬يا أهل الخندق إن جابرا ص نع لكم س ؤرا فحيهال بكم)‪ ،‬فلقيت‬
‫من الحياء ما ال يعلمه إال هللا عز وجل فجئت وجاء رسول هللا ‪ ‬يقدم الن اس ح تى‬
‫جئت امرأتي فقلت‪ :‬ويحك جاء النبي ‪ ‬بالمهاجرين واألنص ار ومن معهم فق الت‪:‬‬
‫هل سألك؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬فقالت‪ :‬هللا ورسوله أعلم‪ ،‬قال‪ :‬فكشفت عني غما شديدا‪ ،‬فدخل‬
‫رسول هللا ‪ ‬فقال‪( :‬ادخلوا وال تضاغطوا فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك ثم‬
‫عمد إلى برمتنا فبصق فيها وبارك ثم قال‪( :‬يا جابر‪ ،‬ادع خبازة فلتخبز معك واقدح‬
‫من ب رمتكم وال تنزلوه ا) وجع ل رس ول هللا ‪ ‬ي برد ويغ رف اللحم ويخم ر ه ذا‬
‫ويخمر هذا فما زال يقرب إلى الناس حتى شبعوا أجمعين ويعود التنور والق در أمأل‬
‫ما كانا فكلما فرغ قوم ج اء ق وم ح تى ص در أه ل الخن دق وهم أل ف ح تى ترك وه‪،‬‬
‫وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي‪ ،‬وإن عجيننا ليختبز كم ا ه و ثم ق ال رس ول هللا‬
‫‪( :‬كلي وأهدي فإن الناس أصابتهم مجاعة) فلم نزل نأكل ونهدي يومنا(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]35 :‬م ا ورد في تكث يره ‪ ‬حيس أم س ليم؛ فعن أنس ق ال‪ :‬لم ا‬
‫ت زوج رس ول هللا ‪ ‬زينب بنت جحش ق الت لي أمي‪ :‬ي ا أنس أن رس ول هللا ‪‬‬
‫أصبح عروس ا وال أدري أص ح ل ه (غ ذاء) فهلم تل ك العك ة فأتيته ا بالعك ة وبتم ر‬
‫فجعلت من ه حيس ا فق الت‪ :‬ي ا أنس‪ :‬اذهب به ذا إلى الن بي ‪ ‬وامرأت ه‪ ،‬فلم ا أتيت‬
‫رسول هللا ‪ ‬بتور من حجارة فيه ذل ك الحيس ق ال‪( :‬دع ه ناحي ة ال بيت وادع أب ا‬
‫بكر‪ ،‬وعمر وعليا وعثمان ونف را من أص حابه ثم ادع لي أه ل المس جد ومن رأيت‬
‫في الطري ق) فجعلت أتعجب من قل ة الطع ام وك ثرة م ا ي أمرني أن أدع و الن اس‬
‫وكرهت أن أعصيه حتى امتأل البيت والحجرة‪ ،‬فقال‪( :‬هات ذل ك الت ور) فجئت ب ه‬
‫فوض عه قدام ه فعمس ثالث أص ابع في الت ور فجع ل التم ر يرب و فجعل وا يتغ دون‬
‫ويخرجون حتى إذا فرغوا أجمعون‪ ،‬وبقي في التور نحو ما جئت به‪ ،‬فقال‪( :‬ض عه‬
‫قدام زينب)‪ ،‬قال ثابت‪ :‬يا حم زة‪ ،‬كم ت رى ك ان ال ذين أكل وا من ذل ك الت ور؟ ق ال‪:‬‬
‫واحدا وسبعين أو اثنين وسبعين(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]36 :‬ما ورد في تكثيره ‪ ‬طعام أبي أيوب؛ فعن ه ق ال‪ :‬ص نعت‬
‫لرسول هللا ‪ ‬وأبي بكر طعاما قدر ما يكفيهم ا‪ ،‬فأتيتهم ا ب ه فق ال رس ول هللا ‪:‬‬
‫(اذهب فادع ثالثين من أشراف األنصار‪ )،‬قال‪ :‬فش ق ذل ك علي‪ ،‬وقلت‪ :‬م ا عن دي‬

‫‪ )(1‬البخاري ‪ 395 /7‬والبغوي في الشرح ‪. 5 /14‬‬


‫‪ )(2‬رواه أبو يعلى وأبو نعيم وابن عساكر‪ ،‬سبل الهدى‪.9/481 :‬‬
‫‪22‬‬
‫شيء أزيده‪ ،‬قال‪ :‬فكأني تثاقلت‪ ،‬فقال‪( :‬اذهب فأدع لي ثالثين من األنصار فدعوتهم‬
‫فجاؤوا‪ ،‬فقال‪ :‬أطعموا فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول هللا ‪ ‬وبايعوه قبل‬
‫أن يخرجوا ثم قال‪ :‬اذهب فادع لي ستين من األنصار‪ ،‬ق ال أب و أي وب‪ :‬ف و هللا ألن ا‬
‫بالستين أجود مني ب الثالثين‪ ،‬ق ال‪ :‬ف دعوتهم فق ال رس ول هللا ‪( :‬أطعم وا ف أكلوا‬
‫حتى صدروا) ثم شهدوا أن ه رس ول هللا وب ايعوه قب ل أن يخرج وا‪ ،‬ثم ق ال‪( :‬اذهب‬
‫فادع لي تسعين من األنصار فألنا أج ود بالتس عين م ني ب الثالثين)‪ ،‬ق ال‪ :‬ف دعوتهم‬
‫فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول هللا ‪ ‬وبايعوه قب ل أن يخرج وا فأك ل من‬
‫طعامي ذلك مائة وثمانون رجال كلهم من األنصار(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]37 :‬ما ورد في تكثيره ‪ ‬طعام ابنته فاطمة؛ فعن جابر ق ال‪ :‬ق ام‬
‫رسول هللا ‪ ‬أياما لم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه فطاف في منازل أزواجه فلم‬
‫يصب عند واحدة منهن شيئا‪ ،‬فأتى فاطمة‪ ،‬فقال‪( :‬ي ا بني ة‪ ،‬ه ل عن دك ش يء أكل ة‪،‬‬
‫فإني جائع) فقالت‪ :‬ال وهللا‪ ،‬فلما خرج من عندها رسول هللا ‪ ‬بعثت إليها جارة لها‬
‫برغيفين وقطعة لحم‪ ،‬فأخذته منه ا فوض عته في جفن ة له ا وغطت عليه ا‪ ،‬وق الت‪:‬‬
‫وهللا‪ ،‬ألوثرن بهذا رسول هللا ‪ ‬على نفسي ومن عندي فكانوا جميعا محتاجين إلى‬
‫شبعة طعام فبعثت حسنا أو حسينا إلى رسول هللا ‪ ‬فرجع إليها فق الت ل ه‪ :‬ق د آتى‬
‫هللا بشيء فخبأته لك‪ ،‬قال‪( :‬هلمي يا بنية)‪ ،‬فكشفت عن الجفنة‪ ،‬فإذا هي مملؤة خبزا‬
‫ولحما‪ ،‬فلما نظرت إليها بهتت وعرفت أنها بركة من هللا عز وجل‪ ،‬فحمدت هللا عز‬
‫وجل وصلت على نبيه ‪ ‬وقدمته إلى رسول هللا ‪ ‬فلم ا رآه حم د هللا ع ز وج ل‪،‬‬
‫وقال‪( :‬من أين لك هذا يا بنية؟) ق الت‪ :‬ي ا أبت‪ ،‬ه ذا من عن د هللا‪ ،‬إن هللا ي رزق من‬
‫يشاء بغير حساب‪ ،‬فقال‪( :‬الحمد هلل ال ذي جعل ك ش بيهة بس يدة نس اء ب ني إس رائيل‬
‫فإنها كانت إذا رزقها هللا عز وجل شيئا فس ئلت عن ه ق الت ه و من عن د هللا‪ ،‬إن هللا‬
‫يرزق من يشاء بغير حساب‪ )،‬فبعث رسول هللا ‪ ‬إلى علي ثم أكل رس ول هللا ‪‬‬
‫وعلى وفاطم ة وحس ن وحس ين وجمي ع أزواج الن بي ‪ ‬وأه ل بيت ه ح تى ش بعوا‬
‫وبقيت الجفنة كما هي فأوسعت بقيتها على جميع جيرانها‪ ،‬وجعل هللا عز وجل فيه ا‬
‫بركة وخيرا كثيرا(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]38 :‬عن ابن عباس قال‪ :‬لما نزل رسول هللا ‪ ‬مر الظه ران في‬
‫عمرته بلغ أصحابه أن قريش ا تق ول م ا يتب اعثون من العج ف‪ ،‬فق ال أص حابه‪ :‬ل و‬
‫انتحرنا من ظهورنا‪ ،‬فأكلنا من لحمه وحس ونا من مرق ة الص بحنا غ دا ن دخل على‬
‫الق وم وبن ا جمام ة فق ال‪( :‬ال تفعل وا ولكن اجمع وا لي من أزوادكم) فجمع وا ل ه‬
‫وبسطوا األنطاع‪ ،‬فأكلوا حتى تولوا وحثا كل واحد منهم في جرابه(‪)3‬‬
‫[الحـــديث‪ ]39 :‬عن أبي هري رة ق ال‪ :‬ق ال لي رس ول هللا ‪( :‬ادع لي‬
‫أص حابك)؛ فجعلت أتتبعهم رجال رجال‪ ،‬فجئن ا ب اب الن بي ‪ ‬فاس تأذنا ف أذن لن ا‪،‬‬
‫‪ )(1‬الطبراني في الكبير ‪ 222 ،221 /4‬والبيهقي في الدالئل ‪ 94 /6‬وابن عبد البر في التمهيد ‪.294 /1‬‬
‫‪ )(2‬رواه أبو يعلى‪ ،‬سبل الهدى‪.9/483 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحمد‪ 305 /1 ،‬ـ والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.9/484 :‬‬
‫‪23‬‬
‫فوضعت بين أيدينا صحفة صنيع قدر مد من شعير فوضع رسول هللا ‪ ‬عليها ي ده‬
‫وقال‪( :‬كلوا باسم هللا) فأكلنا م ا ش ئنا وكن ا م ا بين الس بعين إلى الثم انين‪ ،‬ثم رفعن ا‬
‫أيدينا‪ ،‬فقال رسول هللا ‪ ‬حين وضعت الصحفة‪( :‬والذي نفسي بي ده م ا أمس ى آلل‬
‫محمد طعام)‪ ،‬قيل ألنس‪ :‬كم كانت حين فرغتم منها؟ قال‪ :‬مثلها حين وضعت إال أن‬
‫فيها أثر األصابع(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]40 :‬عن واثلة بن األسقع‪ ،‬قال‪ :‬بعثني أه ل الص فة إلى رس ول هللا‬
‫‪ ‬يشكون الج وع ف التفت في بيت ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ه ل من ش يء؟) ق الوا‪ :‬نعم‪ ،‬كس رة أو‬
‫كسرتين وشيء من لبن فأتي به ففت وه فت ا دقيق ا‪ ،‬ثم ص ب علي ه اللبن ثم حلب ه بي ده‬
‫حتى جعله كالثريد ثم قال‪( :‬يا واثلة‪ ،‬ادع عشرة من أصحابك) ففعلت‪ ،‬فقال رس ول‬
‫هللا ‪( :‬كلوا باسم هللا من حواليها‪ ،‬وأبقوا رأسها فإن البركة تأتيها من فوقه ا وإنه ا‬
‫تمد) فرأيتهم يأكلون ويتخلل ون أص ابعه ح تى تمثل وا ش بعا ثم ذهب وا‪ ،‬فق ال‪( :‬جيء‬
‫بعشرة)‪ ،‬فقال لهم مثل ذلك‪ ،‬فأكلوا حتى شبعوا ثم ق ال‪( :‬ه ل بقي أح د)‪ ،‬قلت‪ :‬نعم‪،‬‬
‫عشرة‪ ،‬قال‪( :‬جى بهم)‪ ،‬فقال لهم مثل ما قال لمن قبلهم فأكلوا ح تى ش بعوا‪ ،‬وح تى‬
‫انتهوا وإن فيها فضلة‪ ،‬فقمت متعجبا مما رأيت(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]41 :‬عن حمزة بن عمرو األسلمي‪ ،‬ق ال‪ :‬عملت طعام ا للن بي ‪‬‬
‫ثم ذهبت به فتحرك به النحي فأهريق ما فيه فقلت‪ :‬على ي دي أهري ق طع ام رس ول‬
‫هللا ‪ ‬فقال رسول هللا ‪( :‬ادنه) فقلت‪ :‬ي ا رس ول هللا ال أس تطيع ف رجعت مك اني‬
‫فإذا النحي يقول قب قب‪ ،‬فقلت‪ :‬مه قد أهريق فضلة فضلت فيه‪ ،‬فاجتذبته‪ ،‬ف إذا ه و‬
‫قد ملئ إلى يديه فأوكيته ثم جئت إلى رسول هللا ‪ ‬فذكرت له ذلك‪ ،‬فقال‪( :‬أما إن ك‬
‫لو تركته لمليء إلى فيه ثم أوكى)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]42 :‬عن جابر بن عبد هللا قال‪ :‬صنعت أمي طعاما إلى رسول هللا‬
‫‪ ‬ق الت‪ :‬ادع ه‪ ،‬فجئت فس اررته‪ ،‬فق ال ألص حابه‪( :‬قوم وا)‪ ،‬فق ام مع ه خمس ون‬
‫رجال‪ ،‬فقال‪( :‬ادخلوا عشرة عشرة) فأكلوا حتى شبعوا وفضل نحو ما كان(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]43 :‬عن صهيب قال‪ :‬صنعت لرس ول هللا ‪ ‬طعام ا فأتيت ه وه و‬
‫في نفر من أصحابه فقمت حياله‪ ،‬فلما نظر إلى أومأت إلي ه‪ ،‬فق ال‪( :‬وه ؤالء) قلت‪:‬‬
‫ال‪ ،‬مرتين يفعل ذلك أو ثالثا فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬وهؤالء وإنما كان شيئا يس يرا ص نعته ل ك‬
‫فأكلوا وفضل منهم(‪.)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]44 :‬عن أسماء بنت يزي د ق الت‪ :‬رأيت رس ول هللا ‪ ‬ص لى في‬
‫مسجدنا المغرب‪ ،‬فجئت إلى منزلي فجئت ه بع رق وأرغف ة فقلت‪ :‬ب أبي وأمي تعش‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ألصحابه‪( :‬كلوا باسم هللا)‪ ،‬فأكل هو وأصحابه ال ذين ج اءوا مع ه‪ ،‬ومن ك ان‬

‫‪ )(1‬رواه أبو جعفر الفريابي وابن سعد وابن أبي شيبة والطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.9/486 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه الطبراني والحاكم وصححه وأبو نعيم وابن عساكر‪ ،‬سبل الهدى‪.9/486 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه الطبراني وأبو نعيم والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.9/487 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه الطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.9/487 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.9/487 :‬‬
‫‪24‬‬
‫حاضرا من أهل الدار‪ ،‬فو الذي نفسي بي ده ل رأيت بعض الع رق لم يتعرق ه وعام ة‬
‫الخبز وإن القوم أربعون رجال(‪.)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]45 :‬عن عب د هللا بن طهف ة ق ال‪ :‬ك ان رس ول هللا ‪ ‬إذا اجتم ع‬
‫الضيفان قال‪( :‬لينقلب كل رجل مع جليسه)‪ ،‬فكنت أنا ممن انقلب مع رس ول هللا ‪‬‬
‫فقال‪( :‬يا عائشة‪ ،‬هل من شيء؟)‪ ،‬قالت‪ :‬حويسة كنت أعددتها إلفط ارك‪ ،‬ف أتي به ا‬
‫في قعبة فأكل منها رسول هللا ‪ ‬شيئا ثم قدمها إلينا ثم ق ال‪( :‬بس م هللا كل وا) فأكلن ا‬
‫منها ح تى وهللا م ا ننظ ر إليه ا‪ ،‬ثم ق ال‪( :‬ه ل من ش راب؟) فق الت لبين ة‪ :‬أع ددتها‬
‫إلفطارك‪ ،‬فجاءت بها فشرب منها شيئا‪ ،‬ثم قال‪( :‬باس م هللا اش ربوا)‪ ،‬فش ربنا ح تى‬
‫وهللا ما ننظر إليها(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]46 :‬عن أبي هريرة قال‪ :‬دع اني رس ول هللا ‪ ‬ليل ة ف انطلق إلى‬
‫المنزل فقال‪( :‬هلموا إلى الطعام الذي عندكم فأعطوني ص حفة فيه ا عص يدة بتم ر)‬
‫فأتيته به ا‪ ،‬فق ال‪( :‬ادع أه ل المس جد) فقلت في نفس ي‪ :‬الوي ل لي مم ا أرى من قل ة‬
‫الطعام والويل لي من المعصية‪ ،‬فدعوتهم‪ ،‬فاجتمعوا‪ ،‬فوضع النبي ‪ ‬أصابعه فيها‬
‫وغمز نواحيها وقال‪( :‬كلوا بسم هللا) فأكلوا حتى شبعوا وأكلت حتى شبعت ورفعتها‬
‫فإذا هي كهيئتها حين وضعتها إال أن فيها أثر األصابع(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]47 :‬عن عب د هللا بن مغيث أبي ب ردة األنص اري ق ال‪ :‬أرس لت أم‬
‫عامر األشهلية بقصعة فيها حيس إلى رسول هللا ‪ ‬وه و في قبت ه وعن ده أم س لمة‬
‫فأكلت أم سلمة حاجتها ثم خرجت بالقعبة‪ ،‬فنادى من ادي رس ول هللا ‪ ‬إلى عش ائه‬
‫فأكل أهل الخندق وهي كما هي(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]48 :‬عن أبي هريرة قال‪ :‬أتت علي ثالثة أي ام لم أطعم فجئت أري د‬
‫الصفة فجعلت أسقط فجعل الصبيان يقولون‪ :‬جن أبو هري رة‪ ،‬ق ال فجعلت أن اديهم‪،‬‬
‫وأقول‪ :‬بل أنتم المجانين حتى انتهينا إلى الصفة‪ ،‬فوافقت رسول هللا ‪ ‬أتى بقصعة‬
‫من ثريد‪ ،‬فدعا عليها أه ل الص فة وهم ي أكلون منه ا‪ ،‬فجعلت أتط اول كي ي دعوني‬
‫حتى قام القوم وليس في القصعة إال ش يء في ن واحي القص عة‪ ،‬فجمع ه رس ول هللا‬
‫‪ ‬فصارت لقمة فوضعه على أصابعه‪ ،‬فقال لي‪( :‬ك ل باس م هللا)‪ ،‬ف و ال ذي نفس ي‬
‫بيده ما زلت أكل منها حتى شبعت(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]49 :‬عن أنس قال‪ :‬جئت رسول هللا ‪ ‬فوجدته جالسا مع أصحابه‬
‫يحدثهم قد عصب بطن ه بعص ابة‪ ،‬فقلت لبعض أص حابه‪ :‬لم عص ب رس ول هللا ‪‬‬
‫بطنه فقالوا‪ :‬من الجوع‪ ،‬فذهبت إلى أبي طلحة فأخبرته ف دخل على أمي فق ال‪ :‬ه ل‬
‫من شيء؟ قالت‪ :‬نعم عندي كسر من خبز وتمرات‪ ،‬فإن جاءنا رسول هللا ‪ ‬وح ده‬

‫‪ )(1‬رواه ابن سعد‪..110 /2 /1 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه أحمد وابن سعد وأبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.9/487 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه الطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.9/488 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه ابن عساكر‪ ،‬سبل الهدى‪.9/488 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه ابن حبان في صحيحه‪ ،‬سبل الهدى‪.9/488 :‬‬
‫‪25‬‬
‫أشبعناه وإن جاء معه بأحد قل عنهم‪ ،‬فقال لي أبو طلحة‪ :‬قم قريبا من رسول هللا ‪‬‬
‫فإذا قام فدعه حتى يتفرق عنه أصحابه ثم اتبعه حتى إذا ق ام على عتب ة باب ه‪ ،‬فق ل‪:‬‬
‫أبي يدعوك‪ ،‬ففعلت ذلك‪ ،‬فلما قلت‪ :‬أبي يدعوك‪ ،‬قال ألصحابه‪( :‬ي ا ه ؤالء تع الوا)‬
‫ثم أخذ بيدي فشدها‪ ،‬ثم أقبل بأصحابه ح تى إذا دنون ا من بيتن ا أرس ل ي دي ف دخلت‬
‫وأنا حزين لكثرة من جاء به‪ ،‬فقلت‪ :‬يا أبت اه‪ ،‬ق د قلت لرس ول هللا ‪ ‬ال ذي قلت لي‬
‫فدعا أصحابه‪ ،‬وقد جاء بهم‪ ،‬فخرج أبو طلح ة‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬إنم ا أرس لت‬
‫أنسا يدعوك وحدك ولم يكن عندي ما يش بع من أرى‪ ،‬فق ال‪ :‬رس ول هللا ‪ ‬ادخ ل‪،‬‬
‫فإن هللا سيبارك فيما عندك‪ ،‬فدخلت فقال‪( :‬اجمعوا م ا عن دكم ثم قرب وه) فقربن ا م ا‬
‫كان عندنا من خبز وتمر‪ ،‬فجعلناه على حصير فدعا فيه بالبركة‪ ،‬فقال‪( :‬يدخل علي‬
‫ثمانية) فأدخلت عليه ثمانية‪ ،‬فجعل كفه ف وق الطع ام‪ ،‬فق ال‪( :‬كل وا وس موا هللا ع ز‬
‫وجل) فأكلوا من بين أصابعه حتى شبعوا‪ ،‬ثم أمرني أن أدخل عليه ثماني ة فم ا زال‬
‫ذلك أمره حتى دخل عليه ثمانون رجال كلهم يأكل حتى يشبع‪ ،‬ثم دع اني وأمي وأب ا‬
‫طلحة‪ ،‬فقال‪( :‬كلوا)‪ ،‬فأكلنا حتى شبعنا‪ ،‬ثم رفع يده‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا أم س ليم‪ ،‬أين ه ذا من‬
‫طعام ك حين قدمتي ه؟ فق الت‪ :‬ب أبي أنت وأمي‪ ،‬ل وال أني رأيتهم ي أكلون لقلت‪ :‬م ا‬
‫نقص من طعامنا شيء(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]50 :‬عن أبي هريرة ق ال‪ :‬ج اء أع رابي إلى الن بي ‪ ‬ليس أله عن‬
‫شيء فدخل يطلب له فأصابه لقمة في بعض حجره‪ ،‬فأخذها‪ ،‬ففتها أج زاء‪ ،‬ووض ع‬
‫ي ده عليه ا ثم ق ال‪( :‬ك ل)‪ ،‬فأك ل األع رابي ح تى ش بع وفض لت من ه فض لة فجع ل‬
‫األعرابي ينظر إليه ويقول‪ :‬إنك لرج ل ص الح فق ال رس ول هللا ‪( :‬أس لم) فجع ل‬
‫يأبى اإلسالم ويقول إنك لرجل صالح(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]51 :‬عن ص فية أم المؤم نين ق الت‪ :‬ج اءني رس ول هللا ‪ ‬يوم ا‪،‬‬
‫فقال‪( :‬هل عندك شيء‪ ،‬فإني جائع)‪ ،‬قلت ال‪ ،‬إال م دين من طحين ق ال‪( :‬فاس خنيه)‬
‫فجعلته في القدر وأنضجته‪ ،‬فقلت‪ :‬قد نضج ثم دعا ينحي ليس فيه إال القلي ل فعص ر‬
‫حافتيه في القدر موضع ي ده فق ال‪( :‬بس م هللا ادعي أخوات ك‪ ،‬ف إني أعلم أنهن يج دن‬
‫مثل ما أجد) فدعوتهن فأكلنا حتى شبعنا ثم جاء أبو بكر فدخل ثم عمر فدخل ثم جاء‬
‫رجل فأكلوا حتى شبعوا وفضل عنهم(‪.)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]52 :‬عن اإلم ام علي ق ال‪ :‬نمن ا ليل ة بغ ير عش اء فأص بحت؛‬
‫فالتمست فأصبت ما أشتري ب ه طعام ا ولحم ا ب درهم‪ ،‬ثم أتيت ب ه فاطم ة فخ بزت‬
‫وطبخت فلما فرغت‪ ،‬قالت‪ :‬لو أتيت أبي‪ ،‬فدعوت ه‪ ،‬فجئت إلى رس ول هللا ‪ ‬وه و‬
‫يق ول‪( :‬أع وذ باهلل من الج وع ض جيعا)‪ ،‬فقلت‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬عن دنا طع ام فهلم‪،‬‬
‫فجاءوا والقدر تفور‪ ،‬فقال‪( :‬اغرفي لعائشة في صحفة) حتى غرفت لجمي ع نس ائه‪،‬‬
‫ثم قال‪( :‬اغرفي ألبيك وزوجك)‪ ،‬فغرفت‪ ،‬فقال‪( :‬اغرفي فكلي‪ ،)،‬فغرفت ثم رفعت‬
‫‪ )(1‬مسلم (‪ )2040 /143‬والبيهقي في الدالئل ‪ 963 /1‬وأبو نعيم في الدالئل ‪. 148‬‬
‫‪ )(2‬رواه أحمد في الزهد والبزار والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.9/489 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه الطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.9/484 :‬‬
‫‪26‬‬
‫القدر‪ ،‬وإنها لتفيض فأكلنا منها ما شاء هللا عز وجل‬
‫(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]53 :‬عن أبي سلمة بن نفيل السكوني قال‪ :‬كنا جلوس ا عن د رس ول‬
‫هللا ‪ ‬إذ قال ل ه قائ ل‪ :‬ي ا رس ول هللا ه ل أتيت بطع ام من الس ماء‪ ،‬وفي لف ظ‪ :‬من‬
‫الجنة؟ قال‪( :‬نعم)‪ ،‬قال‪ :‬وبماذا؟ قال‪( :‬بطعام مسخنة)‪ ،‬قالوا‪ :‬فه ل ك ان فيه ا فض ل‬
‫عنك؟ قال‪( :‬نعم)‪ ،‬قال‪ :‬فما فعل به؟ قال‪( :‬رفع إلى السماء)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]54 :‬عن سمرة بن جندب أن رسول هللا ‪ ‬أتى بقصعة فيها ثريد‪،‬‬
‫فأكل وأكل القوم‪ ،‬فلم يزالوا يتداولونها إلى قريب من الظهر‪ ،‬يأكل قوم ثم يقوم ون‪،‬‬
‫ويجيء قوم فيتعاقبونه‪ .‬فقال له رجل‪ :‬هل كانت تم د بطع ام؟ ق ال‪ :‬أم ا من األرض‬
‫فال‪ ،‬إال أن تكون كانت تمد من السماء(‪.)3‬‬
‫‪ 3‬ـ ما ورد في بركته على المياه‪:‬‬
‫وهي أحاديث كثيرة جدا‪ ،‬وبعضها مت واتر‪ ،‬وأهميته ا تكمن في تلبي ة رس ول‬
‫هللا ‪ ‬للحاجات الشديدة للماء‪ ،‬خاصة في تلك البيئة الصحراوية الجافة‪ ،‬ولهذا ك ان‬
‫لتلك البركات آثارها الدعوية الكبيرة‪.‬‬
‫وسنورد هنا ما ورد من بركاته حول‪:‬‬
‫‪ .1‬نبع الماء بين أصابعه الشريفة‪ ،‬وهي حادثة متواترة‪ ،‬قال القرطبي‪ :‬قص ة‬
‫نب ع الم اء من بين أص ابعه ‪ ‬تك ررت من ه في ع دة م واطن في مش اهد عظيم ة‬
‫ووردت عن ه من ط رق كث يرة يفي د عمومه ا العلم القطعي المس تفاد من الت واتر‬
‫المعنوي‪ ..‬ولم يسمع بمثل هذه المعجزة العظيمة من غ ير نبين ا ‪ ‬حيث نب ع الم اء‬
‫من بين عظمه وعصبه ولحمه ودمه) (‪)4‬‬
‫ونقل ابن عبد البر عن المزني أنه قال‪( :‬نبع الم اء من بين أص ابع الن بي ‪‬‬
‫أبلغ في المعجزة من نبع الماء من الحجر حيث ضربه موسى ‪ ‬بالعص ا فتفج رت‬
‫منه المي اه‪ ،‬ألن خ روج الم اء من الحج ارة معه ود‪ ،‬بخالف خروج ه من بين اللحم‬
‫والدم) (‪)5‬‬
‫‪ .2‬في تكثيره ‪ ‬ماء الميضاة والقدح‪.‬‬
‫‪ .3‬في تكثيره ‪ ‬ماء عين تبوك‪.‬‬
‫‪ .4‬في تكثيره ‪ ‬ماء بئر بقباء‪.‬‬
‫‪ .5‬في تكثيره ‪ ‬ماء بئر باليمن‪.‬‬
‫‪ .6‬في تكثيره ‪ ‬ماء قطيعة برهاط باليمن‪.‬‬
‫‪ .7‬في تكثيره ‪ ‬ماء بئر أنس بن مالك‪.‬‬
‫‪ .8‬في تكثيره ‪ ‬ماء بئر الحديبية‪.‬‬
‫‪ )(1‬ابن سعد ‪..124 /1 /1‬‬
‫‪ )(2‬رواه أحمد ‪ ،104 /4‬والنسائي والدارمي والحاكم‪ ،‬سبل الهدى‪.9/492 :‬‬
‫‪ )( 3‬رواه أحمد والنسائي والترمذي وابن حبان والحاكم والبيهقي وصححوه‪ ،‬سبل الهدى‪.9/492 :‬‬
‫‪ )(4‬سبل الهدى‪.)9/447( :‬‬
‫‪ )(5‬سبل الهدى‪.)9/447( :‬‬
‫‪27‬‬
‫‪ .9‬في تكثيره ‪ ‬ماء بئر غرس‪.‬‬
‫‪ .10‬في تكثيره ‪ ‬ماء المزادتين‪.‬‬
‫‪ .11‬في عذوبة ماء بئر باليمن ببركته ‪.‬‬
‫‪ .12‬في نبع الماء من األرض له ‪.‬‬
‫وهذه هي األحاديث‪ ،‬بحسب هذا الترتيب‪:‬‬
‫ّ‬
‫[الحديث‪ ]55 :‬ما ورد ح ول نب ع الم اء الطه ور من بين أص ابعه ‪ ،‬فعن‬
‫أنس‪ :‬كان رسول هللا ‪ ‬بالزوراء وحانت ص الة العص ر والتمس الن اس الوض وء‬
‫فلم يجدوا م اء‪ ،‬ف أتى رس ول هللا ‪ ‬بوض وء‪ ،‬فوض ع رس ول هللا ‪ ‬ي ده في ذل ك‬
‫اإلناء فحين بسط يده فيه فض ّم أصابعه‪ ،‬وأمر الناس أن يتوضأوا من ه ف رأيت الم اء‬
‫ينبع من بين أصابع النبي ‪ ‬فتوضأوا من عند آخ رهم‪ ..‬ق ال قت ادة‪ :‬قلت ألنس‪ :‬كم‬
‫كنتم؟ قال‪ :‬كنا زهاء ثالثمائة(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]56 :‬عن عبد هللا بن مس عود ق ال‪ :‬بينم ا نحن عن د رس ول هللا ‪‬‬
‫ليس معنا ماء‪ ،‬فقال‪ :‬اطلبوا من معه فضل ماء‪ ،‬فأتى بماء فوضعه في إناء‪ ،‬فوض ع‬
‫يده فيه‪ ،‬فجعل الماء يج ري‪ ،‬وفي لف ظ يخ رج من بين أص ابعه‪ ،‬ثم ق ال‪( :‬ح ّي على‬
‫الطّهور المبارك‪ ،‬البركة من هللا) فتوضأوا وشربوا‪ ،‬قال عبد هللا‪ :‬كنا نس مع تس بيح‬
‫الطعام وهو يؤكل(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]57 :‬عن أنس أن رسول هللا ‪ ‬خرج ذات ي وم لبعض مخارج ه‪،‬‬
‫معه ن اس من أص حابه‪ ،‬ف انطلقوا يس يرون‪ ،‬فحض رت الص الة فلم يج د الق وم م اء‬
‫يتوضئون به‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول هللا‪ :‬وهللا م ا نج د م اء نتوض أ ب ه‪ ،‬ورأى في وج وه‬
‫أصحابه كراهية ذلك‪ ،‬فانطلق رجل من القوم فجاء بقدح فيه ماء يسير‪ ،‬فأخذ رسول‬
‫هللا ‪ ‬فتوض أ من ه ثم م ّد أص ابعه األرب ع في الق دح ثم ق ال‪( :‬هلم وا فتوض أوا)‪،‬‬
‫فتوضأ القوم حتى بلغوا ما يريدون‪ ،‬قال الحسن‪ :‬سئل أنس كم بلغوا؟ قال‪ :‬سبعين أو‬
‫ثمانين(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]58 :‬عن زياد بن الحارث قال‪ :‬كنت مع رس ول هللا ‪ ‬في س فر‪،‬‬
‫فقال‪( :‬هل معك من ماء؟) فقلت‪ :‬ال إال شيء قليل ال يكفيك‪ ،‬فق ال‪( :‬اجعل ه في إن اء‬
‫وائتني به)‪ ،‬ففعلت فوضع كفه في الماء‪ ،‬فرأيت الماء بين أصبعين من أصابعه عينا‬
‫تفور‪ ،‬فقال‪( :‬ناد في أصحابي من كان ل ه حاج ة في الم اء)‪ ،‬فن اديت فيهم فأخ ذ من‬
‫أراد منهم(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]59 :‬عن جابر بن عبد هللا قال‪ :‬عطش النّاس يوم الحديبي ة‪ ،‬وك ان‬
‫الذي بين يديه ركوة يتوضّأ منها وجهش الن اس نح وه‪ ،‬ق ال‪( :‬م ا لكم؟) ق الوا‪ :‬ليس‬

‫‪ )(1‬البخاري ‪ )3572( 580 /6‬ومسلم ‪.)2279 /7( 1783 /4‬‬


‫‪ )(2‬الدارمي ‪ 15 /1‬والنسائي ‪ 60 /1‬وابن أبي شيبة ‪ 474 /11‬وأبو نعيم في الدالئل (‪ )144‬وأحم د ‪460 /1‬‬
‫وابن عبد البر في التمهيد ‪ 219 /1‬والطحاوي في المشكل ‪ 332 /4‬والبيهقي في الدالئل ‪..62 /6 ،129 /4‬‬
‫‪ )(3‬أحمد في المسند ‪ 216 /3‬والبيهقي في الدالئل ‪..124 /4‬‬
‫‪ )(4‬أحمد ‪ 250 ،244 /4‬والبيهقي ‪..58 /1‬‬
‫‪28‬‬
‫عندنا ماء نتوضأ به وال ماء نشربه إال ما بين يديك‪ ،‬فوض ع ي ده في الرّك وة فجع ل‬
‫الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون‪ ،‬فشربنا وتوضأنا‪ ،‬قال سالم‪ :‬قلت لجابر‪:‬‬
‫كم كنتم؟ قال‪ :‬لو كنا مائة ألف لكفانا‪ ،‬كنا خمس عشرة مائة(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]60 :‬عن البراء بن عازب قال‪ :‬كنا يوم الحديبية أربع عشرة مائة‪،‬‬
‫والحديبية بئر فنزحناها فلم نترك فيها قط رة م اء فبل غ رس ول هللا ‪ ‬فأتاه ا فجلس‬
‫على ش فيرها ثم دع ا بإن اء من م اء فمض مض وب ّخ في الب ئر‪ ،‬فمكث غ ير بعي د ثم‬
‫استقينا حتى روينا وصررنا ركائبنا(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]61 :‬قال أبو قتادة‪ :‬بينما نحن مع رس ول هللا ‪ ‬نس ير في الجيش‬
‫إذ لحقهم عطش كاد يقطع أعناق الرجال والخيل والركاب عطشا ف دعا برك وة فيه ا‬
‫ماء فوضع أصابعه عليها‪ ،‬فنبع الماء من بين أصابعه‪ ،‬فاستقى النّاس‪ ،‬وفاض الم اء‬
‫حتى رووا خيلهم وركابهم‪ ،‬وكان من العسكر اثنا عشر ألف بعير‪ ،‬والن اس ثالث ون‬
‫ألفا‪ ،‬والخيل اثنا عشر ألف فرس(‪.)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]62 :‬ق ال ابن عب اس‪ :‬أص بح رس ول هللا ‪ ‬ذات ي وم وليس في‬
‫العسكر ماء‪ ،‬فقال رجل‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬ليس في العسكر ماء‪ ،‬قال‪ :‬هل عندك شيء؟‬
‫قال‪ :‬نعم فأتي بإناء فيه شيء من ماء فجعل رسول هللا ‪ ‬أص ابعه في اإلن اء وفتح‬
‫أصابعه‪ ،‬قال‪ :‬فرأيت العي ون تنب ع من بين أص ابع الن بي ‪ ‬ف أمر بالال ين ادي في‬
‫الناس بالوضوء المبارك(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]63 :‬قال ابن عباس‪ :‬دعا رسول هللا ‪ ‬بالال‪ ،‬فطلب الماء‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫وجدت‪ .‬قال‪( :‬هل من شيء؟) فأتاه بشيء فبس ط كف ه في ه‪ ،‬ف انبعث تحت‬ ‫ّ‬ ‫ال وهللا ما‬
‫يده عين فكان ابن مسعود يشرب وغيره يتوضأ(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]64 :‬قال أب و ليلى األنص اري‪ :‬كن ا م ع رس ول هللا ‪ ‬في س فر‪،‬‬
‫فأصابنا عطش فشكونا إليه‪ ،‬فأمره بحف رة فوض ع عليه ا نطع ا ووض ع ي ده عليه ا‪،‬‬
‫وقال‪( :‬ه ل من م اء؟) ف أتي بم اء‪ ،‬فق ال لص احب اإلداوة‪( :‬ص بّ الم اء على كفّي‬
‫واذكر اسم هللا)‪ ،‬ففعل‪ ..‬قال أبو ليلى‪ :‬فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع النبي ‪‬‬
‫حتى روى القوم وسقى ركابهم(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]65 :‬قال جابر‪ :‬غزونا مع رسول هللا ‪ ‬ونحن يومئذ بضع عشرة‬
‫مائة فحضرت الصالة فقال رسول هللا ‪( :‬وه ل في الق وم من م اء؟) فج اءه م اء‬
‫وعبّه رسول هللا ‪ ‬في قدح وتوضأ رسول هللا ‪ ‬فأحس ن الوض وء‪ ،‬ثم انص رف‬
‫وترك القدح فركب الناس القدح وقالوا‪ :‬تمسحوا تمسحوا‪ ،‬فقال رس ول هللا ‪ :‬على‬

‫‪ )(1‬البخاري ‪ )4152( )3576( 581 /6‬ومسلم ‪.)1856 /73( 1484 /3‬‬


‫‪ )(2‬البخاري ‪..)4151 ،4150 ،3577( 581 /6‬‬
‫‪ )(3‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.)9/449( :‬‬
‫ّ‬
‫والبزار‪ ،‬سبل الهدى‪.)9/449( :‬‬ ‫‪ )(4‬رواه أحمد‬
‫ارمي وأبو نعيم‪ ،‬أحمد ‪ ،426 /5‬سبل الهدى‪)9/450( :‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )(5‬رواه ال ّد‬
‫‪ )(6‬رواه الطبراني وأبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.)9/450( :‬‬
‫‪29‬‬
‫رسلكم حين سمعهم يقولون ذلك‪ ،‬قال‪ :‬فوضع رسول هللا ‪ ‬كف ه في الم اء ثم ق ال‪:‬‬
‫(سبحان هللا)‪ ،‬ثم قال‪( :‬أسبغوا الوضوء)‪ ،‬قال جابر‪ :‬وال ذي ابتالني ببص ري‪ ،‬فلق د‬
‫رأيت العيون عيون الماء يومئذ تخرج من بين أصابع الن بي ‪ ‬فم ا رفعهم ا ح تى‬
‫توضئوا أجمعون(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]66 :‬قال أبو رافع‪ :‬أنه خرج مع رسول هللا ‪ ‬في سفر‪ ،‬فقال‪( :‬يا‬
‫ق وم ك ّل رج ل يلتمس من إداوت ه)‪ ،‬فلم يج دوا غ ير واح د فص به في إن اء ثم ق ال‪:‬‬
‫(توضئوا) فنظرت إلى الماء وهو يفور من بين أصابع النبي ‪ ‬حتى توضأ الركب‬
‫أجمعون ثم جمع كفيه فما خلتها إال النطفة التي صب أول مرة(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]67 :‬قال‪ :‬أبو عمرة األنصاري‪ :‬كنا مع رس ول هللا ‪ ‬في غ زوة‬
‫غزاها وأصاب الن اس مخمص ة ثم دع ا برك وة فوض عت بين يدي ه‪ ،‬ثم دع ا بم اء‪،‬‬
‫وصبه فيها‪ ،‬ثم مسح فيها بما شاء هللا أن يتكلم‪ ،‬ثم أدخ ل خنص ره فيه ا‪ ،‬فأقس م باهلل‬
‫لقد رأيت أصابع النبي ‪ ‬تفجر ماء مع الماء‪ ،‬ثم أمر الناس فش ربوا ومألوا ق ربهم‬
‫وإداواتهم‪ ،‬فضحك رسول هللا ‪ ‬ح تى ب دت نواج ذه‪ ،‬ثم ق ال‪( :‬أش هد أن ال إل ه إال‬
‫هللا‪ ،‬وأن محمداً عبده ورسوله ال يلقى هللا بهما أحد يوم القيامة إال دخل الجنة) (‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]68 :‬قال جابر‪ :‬أن رسول هللا ‪ ‬قال ل ه في غ زوة ذات الرّق اع‪:‬‬
‫(ي ا ج ابر‪ ،‬ن اد بوض وء)‪ ،‬فقلت‪ :‬أال وض وء‪ ،‬أال وض وء‪ ،‬قلت‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬م ا‬
‫وجدت في الرّكب من قطرة‪ ،‬وكان رجل من األنصار ي برد لرس ول هللا ‪ ‬الم اء‪،‬‬
‫فقال لي‪( :‬انطلق إلى فالن األنصاري فانظر ه ل في أش جابه من ش يء)‪ ،‬ف انطلقت‬
‫إليه فنظرت فيها فلم أجد فيها إال قطرة من عزالء شجب منها لو أني أفرغه لش ربة‬
‫يابسة فأتيت رسول هللا ‪ ‬فأخبرته فقال‪( :‬اذهب فأتيني به‪ ،‬فذهبت فأتيته ب ه فأخ ذه‬
‫بيده فجعل يتكلم بشيء ال أدري ما هو ويغمزه بيده‪ ،‬ثم أعطاني ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ي ا ج ابر‪،‬‬
‫ناد بجفنة الركب) فقلت يا جفنة الركب فأتيته بها فوضعت بين يدي رس ول هللا فق ام‬
‫رس ول هللا ‪ ‬بي ده في الجفن ة هك ذا‪ ،‬فبس طها في الجفن ة وف رّق بين أص ابعه ثم‬
‫وضعها في قعر الجفنة وقال‪( :‬خذ ي ا ج ابر‪ ،‬فص بّ عل ّي‪ ،‬وق ل‪ :‬بس م هللا)‪ ،‬ف رأيت‬
‫الماء يفور من بين أصابعه ففارت الجفنة‪ ،‬ودارت ح تى امتألت‪ ،‬فق ال‪( :‬ي ا ج ابر‪،‬‬
‫ناد من كانت له حاجة بماء) فأتى الناس فاستقوا حتى رووا ورفع رسول هللا ‪ ‬يده‬
‫من الجفنة وهي مألى(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]69 :‬عن أنس ما أن رسول هللا ‪ ‬كان في سفر‪ ،‬فقال ألبي قتادة‪:‬‬
‫(أمعكم ماء؟) قلت‪ :‬نعم‪ ،‬في ميضاة فيها شيء من ماء‪ ،‬قال‪( :‬ائت به ا) ق ال‪ :‬فأتيت ه‬
‫مس وا منه ا فتوض ئوا)‪ ،‬وجع ل يص بّ عليهم‪ ،‬فتوض أ‬ ‫بها فقال ألص حابه‪( :‬تع الوا ّ‬
‫القوم‪ ،‬وبقيت جرع ة‪ ،‬فق ال‪( :‬ي ا أب ا قت ادة‪ ،‬احفظه ا‪ ،‬فإنه ا س تكون له ا نب أ) ف ذكر‬
‫‪ )(1‬رواه أحمد والشيخان‪ ،‬سبل الهدى‪.)9/450( :‬‬
‫‪ )(2‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.)9/450( :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.)9/450( :‬‬
‫‪ )(4‬رواه مسلم والبيهقي وأبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.)9/450( :‬‬
‫‪30‬‬
‫الحديث إلى أن قال‪ :‬فقالوا‪ :‬يا رس ول هللا‪ ،‬هلكن ا عطش نا‪ ،‬انقطعت األعن اق‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫(ال هلك عليكم) ثم قال‪( :‬يا أبا قتادة‪ ،‬ائت بالميض اة) فأتيت ه به ا‪ ،‬فق ال‪( :‬أطلق وا لي‬
‫غمري) يعني قدحي فحللت ه فأتيت ه ب ه‪ ،‬فجع ل يص ب في ه ويس قي الن اس‪ ،‬ف ازدحم‬
‫الن اس‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪( :‬أيه ا الن اس أحس نوا المأل‪ ،‬فكلكم س يروى)‪ ،‬فش رب‬
‫القوم‪ ،‬وسقوا دوابّهم وركابهم وملئوا ما كان معهم من إداوة وقربة وم زادة ح تى لم‬
‫يبق غيري وغيره‪ ،‬قال‪( :‬اشرب يا أبا قتادة)‪ ،‬قلت‪ :‬اشرب أنت يا رس ول هللا‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫(ساقي القوم آخرهم شربا) فشربت‪ ،‬وشرب بعدي‪ ،‬وبقي في الميضاة نحو مما ك ان‬
‫فيها وهم يومئذ ثالثمائة(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]70 :‬عن سلمة بن األكوع قال‪ :‬غزونا مع رس ول هللا ‪ ‬ه وازن‬
‫فأصابنا جهد شديد فأتى بشيء من ماء في إداوة‪ ،‬فأمر بها فصبّت في ق دح‪ ،‬فجعلن ا‬
‫نتطهّر حتى تطهرنا جميعا‪ ،‬وفي لفظ‪ :‬فأفرغها في قدح فتوضأنا كلّنا ندغفقه دغفق ة‬
‫وكنا أربع عشرة مائة(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]71 :‬عن ج ابر ومع اذ بن جب ل أن رس ول هللا ‪ ‬ق ال في غ زوة‬
‫تب وك‪( :‬إنكم س تأتون غ دا إن ش اء هللا عين تب وك‪ ،‬وإنكم لن تأتوه ا ح تى يض حى‬
‫النهار فمن جاءها فال يمسّ من مائها شيئا حتى آتي) فجئن ا وق د س بق إليه ا رجالن‬
‫والعين مثل الشراك تبضّ بشيء من ماء‪ ،‬فسألهما رسول هللا ‪( :‬ه ل مس يتما من‬
‫مائها شيئا؟) قاال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال لهما ما شاء هللا أن يقول‪ ،‬ثم غرفوا من العين قليال قليال‬
‫حتى اجتمع في شيء‪ ،‬ثم غسل رسول هللا ‪ ‬وجه ه ويدي ه‪ ،‬ثم أع اده فيه ا فج رت‬
‫العين بماء كثير‪ ،‬فاستقى الناس‪ ،‬ثم قال رسول هللا ‪( :‬ي ا مع اذ‪ ،‬يوش ك إن ط الت‬
‫بك حياة أن ترى ماء ههنا قد ملئ جنانا) (‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]72 :‬عن يحيى بن سعيد أن أنس بن مالك أت اهم بقب اء‪ ،‬فس أله عن‬
‫بئر هناك قال‪ :‬فدللته عليه ا فق ال‪ :‬لق د ك انت ه ذه وإن الرج ل لينض ح على حم اره‬
‫فتنزح‪ ،‬فجاء رسول هللا ‪ ‬وأمر بذنوب فس قى فإم ا أن يك ون توض أ من ه وإم ا أن‬
‫يكون تفل فيه ثم أمر به فأعيد في البئر فما نزحت بعد(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]73 :‬عن أنس أن النبي ‪ ‬سكب من فضل وضوئه في بئر قب اء‬
‫فما نزحت بعد(‪.)5‬‬
‫ي ق ال‪ :‬قلت‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬أن‬ ‫[الحديث‪ ]74 :‬عن زياد بن الحارث الصّدائ ّ‬
‫بئرنا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها واجتمعنا عليها‪ ،‬وإذا كان في الص يف ق ل ماؤه ا‬
‫وتفرقنا عن مياه حولنا وقد أسلمنا وكل من حولن ا لن ا ع دوّ‪ ،‬ف ادع هللا لن ا في بئرن ا‬

‫‪ )(1‬مسلم ‪ )681 /311( 472 /1‬وأبو داود في األدب باب ( ‪ )130‬والنسائي ‪ 76 /1‬وأحمد ‪ 398 /1‬والدارمي‬
‫‪..358 /1‬‬
‫‪ )(2‬الدالئل للبيهقي (‪.)119 /4‬‬
‫‪ )(3‬أحمد (‪.)238 ،237 /5‬‬
‫‪ )(4‬رواه ابن سعد والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.)9/457( :‬‬
‫‪ )(5‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.)9/457( :‬‬
‫‪31‬‬
‫فيسقينا ماؤها فنجتمع عليه ا وال نتف رق ف دعا بس بع حص يات فع رّكهن بي ده ودع ا‬
‫فيهن‪ ،‬ثم قال‪( :‬اذهبوا بهذه الحصيات‪ ،‬فإذا أتيتم البئر فألقوا واحدة واح دة واذك روا‬
‫اسم هللا عز وجل)‪ ،‬قال‪ :‬ففعلنا ما قال لنا‪ ،‬فم ا اس تطعنا أن ننظ ر إلى قعره ا يع ني‬
‫البئر(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]75 :‬عن راشد بن عبد ربّه السّلم ّي قال‪ :‬كان الصنم الذي يقال ل ه‬
‫سواع بالمعالة قال‪ :‬فأرسلتني بنو ظفر بهدية إليه ف ألفيت م ع الفج ر إلى ص نم قب ل‬
‫صنم سواع‪ ،‬وإذا صارخ يصرخ من جوفه العجب ك ل العجب من خ روج ن ب ّي من‬
‫ب ني عب د المطلب يح رم الزن ا والرّب ا وال ذبح لألص نام وحرس ت ّ‬
‫الس ماء ورمين ا‬
‫بال ّشهب‪ ،‬ثم هتف هاتف من جوف صنم آخر ترك الضماد وك ان يعب د خ رج أحم د‬
‫والص لة لألرح ام‪ ،‬ثم هت ف من‬‫ّ‬ ‫نبي يصلي الصالة وي أمر بالزك اة والص يام وال بر‬
‫إن ال ذي ورث النب وة واله دى بع د ابن م ريم من ق ريش‬ ‫ج وف ص نم آخ ر ه اتف ّ‬
‫مهتدي نبي يخبر بما سبق‪ ،‬وما يكون في غد‪ ،‬قال راشد‪ :‬فألقيت س واعا م ع الفج ر‬
‫وثعلبان يلحسان ما حوله ويأكالن ما يهدى ل ه ثم يعرج ان علي ه ببولهم ا فعن د ذل ك‬
‫أقول في ذلك‪:‬‬
‫لقد ذ ّل من بالت عليه‬ ‫أربّ يبول الثعلبان‬
‫الثّعالب‬ ‫برأسه‬
‫وذل ك عن د مخ رج رس ول هللا ‪ ‬إلى المدين ة‪ ،‬فخ رج راش د ح تى أتى إلى‬
‫رس ول هللا ‪ ‬بالمدين ة فأس لم وبايع ه‪ ،‬ثم طلب من ه قطيع ة بره اط فأقطع ه إيّاه ا‬
‫وأعطاه إداوة مملوءة من ماء‪ ،‬وتفل فيها‪ ،‬وقال ل ه‪( :‬أفرغه ا في أعلى القطيع ة وال‬
‫تمنع الناس فضولها) ففعل فج اء الم اء عين ا جم ة إلى الي وم فغ رس عليه ا النّخ ل‪،‬‬
‫ويقال‪ :‬إن رهاط كلّها تشرب منه وسماه الناس ماء الرسول وأه ل ره اط يغتس لون‬
‫منه ويستقون به(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]76 :‬عن أنس قال‪ :‬أتى رسول هللا ‪ ‬منزلنا فسقيناه من بئر كانت‬
‫لنا في دارنا وكانت تسمى في الجاهلية (النزور) فتفل فيها فكانت ال تنزح بعد(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]77 :‬عن البراء قال‪ :‬قدمنا مع رسول هللا ‪ ‬الحديبية ونحن أرب ع‬
‫عشرة مائة والحديبية بئر فنزحناها فلم نترك فيها قط رة‪ ،‬فقع د رس ول هللا ‪ ‬على‬
‫شفيرها‪ ،‬قال البراء‪ :‬وأتي بدلو فيه ماء فبصق ودعا‪ .‬ثم قال‪( :‬دعوها س اعة) وق ال‬
‫سلمة‪ :‬فجاشت فأرووا أنفسهم وركابهم بالماء فسقينا واستقينا(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]78 :‬عن أنس قال‪ :‬جئنا مع رسول هللا ‪ ‬إلى قباء فانتهى إلى بئر‬
‫غرس وإنه ليستقى منه على حمار ثم نقوم عا ّمة النّهار ما نجد فيه ا م اء فمض مض‬
‫في الدلو ورده فجاشت بالرواء(‪.)5‬‬
‫‪ )(1‬رواه الحارث بن أبي أسامة وأبو نعيم و البيهقي في الدالئل ‪. 357 /5 ،127 /4‬‬
‫‪ )(2‬أبو نعيم في الدالئل (‪.)81‬‬
‫‪ )(3‬رواه أبو نعيم والبزار‪ ،‬سبل الهدى‪.)9/459( :‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.)9/459( :‬‬
‫‪ )(5‬رواه ابن سعد‪ ،‬سبل الهدى‪.)9/460( :‬‬
‫‪32‬‬
‫[الحــديث‪ ]79 :‬عن عم ران بن حص ين‪ :‬كن ا م ع رس ول هللا ‪ ‬في س فر‬
‫فاشتكى إليه الناس العطش‪ ،‬فنزل ثم دعا عليّا‪ ،‬ورجال آخ ر وفي رواي ة‪ :‬وعم ران‬
‫بن حصين‪ ،‬فقال‪( :‬اذهبا فابغيا الماء فإنّكم ا س تجدان ام رأة بمك ان ك ذا وك ذا معه ا‬
‫بعير عليه مزادتان فأتيا بها) فانطلقا فلقيا امرأة بين مزادتين من ماء على بع ير له ا‬
‫فقاال لها‪ :‬أين الماء؟ قالت‪ :‬عهدي بالم اء أمس ه ذه الس اعة‪ .‬فق اال له ا‪ :‬انطلقي إذا‪،‬‬
‫قالت‪ :‬إلى أين؟ قاال‪ :‬إلى رسول هللا ‪ ‬قالت‪ :‬الذي يقال له الصّابئ؟ قاال‪ :‬هو ال ذي‬
‫تعنين(‪ ،)1‬فانطلقا فجاءا به ا إلى الن بي ‪ ‬وح دثاه بالح ديث‪ ،‬ق ال‪ :‬فاس تنزلوها عن‬
‫بعيرها ودعا النبي ‪ ‬بإن اء‪ ،‬ف أفرغ في ه من أف واه الم زادتين فمض مض في الم اء‬
‫وأعاده في أفواه الم زادتين وأوك أ أفواههم ا‪ ،‬وأطل ق الغ رارتين ون ودي في الن اس‬
‫اسقوا واستقوا فسقى من شاء واس تقى من ش اء ومألن ا ك ل قرب ة معن ا وإداوة وهي‬
‫قائمة تنظر ما يفعل بمائها وأيم هللا‪ ،‬لقد أقلع عنها وإنها ليخي ل إليه ا أنه ا أش د ملئ ة‬
‫منها حيث ابتدأ فيها فقال النبي ‪( :‬اجمعوا لها طعاما) فجمعوا له ا م ا بين عج وة‬
‫ودقيقة وس ويقة ح تى جمع وا له ا طعام ا فجعل وه في ث وب وحملوه ا على بعيره ا‬
‫ووضعوا الثوب بين يديها‪ ،‬وقالوا لها‪ :‬تعلمين ما رزأنا من مائك ش يئا ولكن هللا ه و‬
‫الذي أسقانا‪ ..‬الحديث وفيه أنها أسلمت وقومها بعد ذلك(‪.)2‬‬
‫ي ق ال‪ :‬ق دمت على رس ول هللا ‪‬‬ ‫الس عد ّ‬
‫[الحديث‪ ]80 :‬عن همّام بن نقي د ّ‬
‫فقلت‪ :‬يا رسول هللا‪ :‬حفرنا لنا بئرا فخرجت مالحة ف دفع إل ّي إداوة فيه ا م اء‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫(صبّه)‪ ،‬فصببته فيها‪ ،‬فعذبت فهي أعذب ماء بئر باليمن(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]81 :‬عن عمرو بن سعيد قال‪ :‬قال أب و ط الب‪ :‬إن أول م ا أنك رت‬
‫من ابن أخي أنا كنا بذي المج از في إبلن ا‪ ،‬وك ان رديفي في ي وم ص ائف فأص ابني‬
‫عطش شديد فقلت له‪ :‬يا ابن أخي أذاني العطش فثنى رجل ه‪ ،‬ف نزل‪ ،‬فق ال‪( :‬ي ا عم‪،‬‬
‫أتريد ماء؟) قلت‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪( :‬انزل) فنزلت‪ ،‬فانتهيت إلى صخرة فركضها برجل ه‪،‬‬
‫وقال شيئا فنبعت ماء لم أر مثل ه فش ربت ح تى رويت فق ال‪( :‬أرويت)‪ ،‬قلت‪( :‬نعم‪،‬‬
‫فركضها ثانية فعادة كما كانت)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]82 :‬عن علي السلمي قال‪ :‬خرجنا م ع رس ول هللا ‪ ‬ح تى نزلن ا‬
‫القاحة وهي التي تسمى اليوم السقيا‪ ،‬لم يكن بها ماء‪ ،‬فبعث رس ول هللا ‪ ‬إلى مي اه‬
‫بني غفار على ميل من القاح ة ون زل رس ول هللا ‪ ‬في ص در ال وادي واض طجع‬
‫بعض أصحابه ببطن الوادي فبحث بيده في البطحاء فن ديت فجلس ففحص‪ ،‬ف انبعث‬
‫عليه الماء‪ ،‬فأخبر النبي ‪ ‬فسقى واستقى جميع من معه حتى اكتفوا‪ ،‬فق ال رس ول‬

‫علي ورفيقه لها لما ق الت‪ّ :‬‬


‫الص ابئ‪( :‬ه و ال ذي تع نين) أدب حس ن ول و ق اال له ا‪ :‬ال‪ ،‬لف ات‬ ‫‪ )(1‬في قول اإلمام ّ‬
‫المقصود أو نعم لما يحسن بهما إذ فيه طلب تقرير ذلك فتخلّصا أحسن تخليص‪ ،‬سبل الهدى‪.)9/461( :‬‬
‫‪ )(2‬رواه أحمد والشيخان‪ ،‬سبل الهدى‪.)9/461( :‬‬
‫‪ )(3‬رواه ابن السّكن‪ ،‬سبل الهدى‪.)9/463( :‬‬
‫‪ )(4‬رواه ابن سعد‪ ،‬سبل الهدى‪.9/463 :‬‬
‫‪33‬‬
‫هللا ‪( :‬هذه سقيا سقاكموها هللا عز وجل)‪ ،‬فسميت السقيا(‪.)1‬‬
‫‪ 4‬ـ ما ورد في بركته على الحيوانات‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة في ذلك‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]83 :‬عن أبي قرصافة قال‪ :‬ك ان ب دء إس المي أني كنت يتيم ا بين‬
‫أمي وخ التي وك ان أك ثر ميلي لخ التي‪ ،‬وكنت أرعى ش ويهات لي وك انت خ التي‬
‫كثيرا ما تقول لي‪ :‬يا بني‪ ،‬ال تم ر على ه ذا الرج ل فيغوي ك ويض لك فكنت أخ رج‬
‫ح تى آتي الم رعى‪ ،‬وأت رك ش ويهاتي وأتى رس ول هللا ‪ ‬فال أزال أس مع من ه ثم‬
‫أروح غنمي ض مرا يابس ات الض روع فق الت لي خ التي‪ :‬م ا لغنم ك يابس ات‬
‫الضروع؟ قلت‪ :‬ال أدري‪ ،‬ثم عدت إليه اليوم الثاني‪ ،‬ففعل كما فع ل الي وم األول‪ ،‬ثم‬
‫إني رحت بغنمي كما رحت في اليوم األول‪ ،‬ثم عدت إليه في اليوم الث الث‪ ،‬فلم أزل‬
‫عنده أسمع منه حتى أسلمت وبايعت ه وص افحته‪ ،‬وش كوت إلي ه أم ر خ التي‪ ،‬وأم ر‬
‫غنمي‪ ،‬فق ال لي رس ول هللا ‪( :‬جئ ني بالش ياة) فجئت ه بهن‪ ،‬فمس ح ظه ورهن‬
‫وضروعهن ودعا فيهن بالبركة‪ ،‬فامتألت لحم ا ولبن ا‪ ،‬فلم ا دخلت على خ التي بهن‬
‫قالت‪ :‬يا بني هكذا ف ارع‪ ،‬قلت‪ :‬ي ا خال ة‪ ،‬م ا رعيت إال حيث أرعى ك ل ي وم ولكن‬
‫أخ برك بقص تي‪ ،‬وأخبرته ا بالقص ة‪ ،‬وإتي اني رس ول هللا ‪ ‬وأخبرته ا بس يرته‬
‫وبكالم ه‪ ،‬فق الت أمي وخ التي‪ :‬اذهب بن ا إلي ه ف ذهبت أن ا وأمي وخ التي فأس لمنا‪،‬‬
‫وبايعنا رسول هللا ‪ ‬وصافحهن(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]84 :‬عن حماد بن سلمة‪ ،‬قال‪ :‬س معت ش يخا من قيس يح دث عن‬
‫أبيه‪ ،‬قال‪ :‬جاءنا رسول هللا ‪ ‬وعندنا بكرة صعبة ال نقدر عليها‪ ،‬فدنا منه ا رس ول‬
‫هللا ‪ ‬فمسح ضرعها فاحتفل فحلب(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]85 :‬عن جابر قال‪ :‬غزوت مع رسول هللا ‪ ‬فتالحق بي وتح تي‬
‫ناضح أعيا وال يكاد يسير حتى ذهب الناس فجعلت أرقيه ويهمني شأنه فإذا رس ول‬
‫هللا ‪ ‬في آخر الناس فقال لي‪( :‬ما لبعيرك؟) قلت‪ :‬عليل فمسح في نح ره من الم اء‬
‫ثم ضربه ودع ا ل ه‪ ،‬ف وثب ثم ق ال‪( :‬اركب باس م هللا)‪ ،‬قلت‪ :‬إني أرض ى أن يس اق‬
‫معنا قال‪( :‬اركب) فركبت‪ ،‬فو الذي نفسي بيده‪ ،‬لقد رأيت ني وإني ألكف ه عن رس ول‬
‫هللا ‪ ‬إرادة أال يسبقه فما ركبت دابة قبله وال بعده أوسع وال أوط أ من ه‪ ،‬وم ا زال‬
‫بين اإلبل يسير قدامها‪ ،‬فقال رسول هللا ‪( :‬كيف ت رى بع يرك؟) قلت‪ :‬بخ ير‪ ،‬ق د‬
‫أصابته بركتك(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]86 :‬عن أبي هريرة أن رسول هللا ‪ ‬بعث رجال فأتاه‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا أعيتني ناقتي أن تنبعث‪ ،‬فأتاها فضربها برجله‪ ،‬ق ال أب و هري رة‪ :‬وال ذي‬

‫‪ )(1‬رواه أبو نعيم رواه ابن سعد‪ ،‬سبل الهدى‪.9/463 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه الطبراني في الكبير ‪ 1 /3‬وأبو نعيم في الدالئل ‪ ، 162‬سبل الهدى‪.10/31 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحمد‪ ،‬سبل الهدى‪.9/510 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخاري ‪ )2967 ،2718 ،2097( 320 /4‬ومسلم ‪.)715 /110( 1221 /3‬‬
‫‪34‬‬
‫نفسي بيده‪ ،‬لقد رأيتها تسبق القائد(‪.)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]87 :‬عن الحكم بن أي وب‪ ،‬ق ال‪ :‬كنت م ع رس ول هللا ‪ ‬إذ حلب‬
‫ناقتي فرجها رسول هللا ‪ ‬فتقدمت الركاب(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]88 :‬عن فضالة بن عبيد‪ ،‬قال‪ :‬غزا رس ول هللا ‪ ‬غ زوة تب وك‪،‬‬
‫فجه د الظه ر جه دا ش ديدا فش كوا ذل ك لرس ول هللا ‪ ‬ورآهم رج اال ال يزج ون‬
‫ظهرهم‪ ،‬فوقف في مضيق‪ ،‬والناس يمرون فيه فنفخ فيه ا نفخ ا وق ال‪( :‬اللهم ب ارك‬
‫فيها واحمل عليها في سبيلك‪ ،‬فإنك تحمل على القوي والضعيف وال رطب والي ابس‬
‫في البر والبحر)‪ ،‬فاستمرت فما دخلت المدينة إال وهي تنازعنا أزمتها(‪.)3‬‬
‫‪ 5‬ـ ما ورد في بركته على المرضى‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة في ذلك‪:‬‬
‫[الحــديث‪ ]89 :‬عن ح بيب بن ف ديك أن أب اه خ رج ب ه إلى رس ول هللا ‪‬‬
‫وعيناه مبيضتان ال يبصر بهما شيئا‪ ،‬فسأله‪( :‬ما أصابك؟) فق ال‪ :‬وقعت رجلي على‬
‫بيضة حي ة فأص يب بص ري‪ ،‬فنفث رس ول هللا ‪ ‬في عيني ه فأبص ر فرأيت ه وه و‬
‫يدخل الخيط في اإلبرة وإنه البن ثمانين سنة‪ ،‬وإن عينيه لمبيضتان(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]90 :‬عن سهل بن سعد أن رسول هللا ‪ ‬قال يوم خيبر‪( :‬ألعطين‬
‫(ه ذه) الراي ة غ دا رجال يفتح هللا على يدي ه)‪ ،‬فلم ا أص بح‪ ،‬ق ال‪( :‬أين علي بن أبي‬
‫طالب؟) قالوا‪ :‬يشتكي عينيه‪ ،‬قال‪( :‬فأرسلوا إلي ه) فبص ق رس ول هللا ‪ ‬في عيني ه‬
‫ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع(‪.)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]91 :‬عن علي ق ال‪ :‬بعث ني رس ول هللا ‪ ‬إلى خي بر‪ ،‬فقلت‪ :‬إني‬
‫رمد فتفل في عيني فما وجدت حرا وال بردا وال رمدت عيناي(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]92 :‬عن أبي سعيد الخدري أن قتادة بن النعمان أصيبت عينه يوم‬
‫أحد‪ ،‬فسالت حدقته على وجنته‪ ،‬فأرادوا أن يقطعوها‪ ،‬فق الوا‪ :‬ح تى تس تأمر رس ول‬
‫هللا ‪ ‬فاستأمروه‪ ،‬فق ال‪( :‬ال)‪ ،‬ف دعي ب ه فرف ع حدقت ه ثم غمزه ا براحت ه‪ ،‬وق ال‪:‬‬
‫(اللهم اكسبه جماال‪ ،‬وبزق فيها)‪ ،‬فكانت(‪ )7‬أصح عينيه وأحسنها(‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]93 :‬عن رفاع ة بن راف ع بن مال ك ق ال‪ :‬رميت بس هم ي وم ب در‪،‬‬
‫ففقئت عيني‪ ،‬فبصق فيها رسول هللا ‪ ‬ودعا لي فما آذاني منها شيء(‪.)9‬‬
‫[الحديث‪ ]94 :‬عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيدة عن جده قال‪ :‬أصيبت‬
‫‪ )(1‬رواه مسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.9/515 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه ابن حبان في تاريخه والحسن بن سفيان والطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.9/515 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه الطبراني في الكبير ‪. 376 /11‬‬
‫‪ )(4‬رواه ابن أبي شيبة والبيهقي وأبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/17 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/17 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه الطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.10/17 :‬‬
‫‪ ) (7‬وفي لفظ‪ :‬فكان ال يدري أي عينيه أصيبت‪.‬‬
‫‪ )(8‬رواه أبو يعلى والبيهقي عن قتادة‪ ،‬والبيهقي وابن سعد عن زيد بن أسلم‪ ،‬وأب و نعيم عن أبي س عيد الخ دري‬
‫عن قتادة بن النعمان‪ ،‬وكان أخوه ألمه وأبو ذر الهروي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/17 :‬‬
‫‪ )(9‬رواه الحاكم والبيهقي وأبو نعيم ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/18 :‬‬
‫‪35‬‬
‫عين أبي ذر يوم أحد‪ ،‬فبزق فيها رسول هللا ‪ ‬فكانت أصح عينيه(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]95 :‬عن ش مر بن عطي ة عن بعض أش ياخه أن الن بي ‪ ‬جاءت ه‬
‫امرأة بصبي قد شب فقالت‪ :‬يا رسول هللا إن ابني هذا لم يتكلم من ذ ول د‪ ،‬فق ال‪( :‬من‬
‫أنا؟) قال‪ :‬أنت رسول هللا(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]96 :‬عن معرض بن معيقيب اليمامي قال‪ :‬حججت حجة ال وداع‪،‬‬
‫فدخلت دارا بمكة‪ ،‬فرأيت فيها رسول هللا ‪ ‬ورأيت منه عجبا جاءه رجل من أه ل‬
‫اليمامة بغالم يوم ولد‪ ،‬فقال له رسول هللا ‪( :‬من أنا؟) قال‪ :‬أنت رسول هللا‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫(ص دقت‪ ،‬ب ارك هللا في ك)‪ ،‬ثم إن الغالم لم يتكلم بع د ذل ك ح تى ش ب فكن ا نس ميه‬
‫مبارك اليمامة(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]97 :‬عن عكرمة والزهري وعاصم بن عمرو بن قتادة مرسال أن‬
‫مخوس بن معدي كرب‪ ،‬قال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬ادع هللا أن ي ذهب ع ني الرتة(‪ ،)4‬ف دعا‬
‫له‪ ،‬فذهبت(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]98 :‬عن ابن أبي عبيد من ولد عمار بن ياسر‪ ،‬قال‪ :‬وف د مخ وس‬
‫بن معدي كرب فيمن معه على رسول هللا ‪ ‬ثم خرجوا من عنده‪ ،‬فأصابت مخوسا‬
‫اللقوة‪ ،‬فرجع منهم نفر‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬سيد العرب ضربته اللقوة‪ ،‬فادللنا على‬
‫دوائه‪ ،‬فقال رسول هللا‪( :‬خذوا بخي ط ف احموه في الن ار ثم اقلب وا ش فرة عين ه ففيه ا‬
‫شفاؤه وإليها مصيره) فصنعوه به فبرأ(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]99 :‬عن محمد بن إبراهيم أن رسول هللا ‪ ‬أتى برجل في رجل ه‬
‫قرحة قد أعيت األطباء فوضع أصبعه على ريقه‪ ،‬ثم رفع طرف الخنصر فوض عها‬
‫على التراب ثم رفعها‪ ،‬فوضعها على القرح ة‪ ،‬ثم ق ال‪( :‬باس مك اللهم ري ق بعض نا‬
‫بتربة أرضنا ليشفى سقيمنا بإذن ربنا)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]100 :‬عن شرحبيل الجحفي قال‪ :‬أتيت رسول هللا ‪ ‬وبكفي سلعة‬
‫فقلت‪ :‬يا رسول هللا هذه السلعة قد آذت ني وتح ول بي ني وبين ق ائم الس يف أن أقبض‬
‫عليه‪ ،‬وعنان الدابة فنفث في كفي ووضع كفه على الس لعة‪ ،‬فم ا زال يطحنه ا بكف ه‬
‫حتى رفعها عنها‪ ،‬وما أرى أثرها(‪.)8‬‬
‫[الحديث‪ ]101 :‬عن عبد هللا الجحفي عن أشياخهم‪ ،‬قالوا‪ :‬إن أبا سبرة ق ال‪:‬‬
‫يا رسول هللا‪ ،‬إن بظهر كفي سلعة(‪ ،)9‬قد منعتني من خط ام راحل تي‪ ،‬ف دعا رس ول‬

‫‪ )(1‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/18 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/19 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/19 :‬‬
‫‪ ) (4‬الرتة‪ :‬العجمة في اللسان وهي اللثغة والتردد في النطق‪.‬‬
‫‪ )(5‬رواه ابن سعد‪ ،‬سبل الهدى‪.10/20 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه ابن سعد‪ ،‬سبل الهدى‪.10/20 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه البيهقي في الدالئل ‪.170 /6‬‬
‫‪ )(8‬رواه البخاري في التاريخ والطبراني والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/21 :‬‬
‫‪ ) (9‬السلعة‪ :‬الغدة تكون في العنق‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫هللا ‪ ‬بقدح فجعل يضرب به على السلعة يمسحها فذهبت(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]102 :‬عن أبيض بن حمال أنه كان بوجهه جدرة‪ ،‬وفي لفظ حذارة‬
‫وهي وقد التقمت وجهه‪ ،‬وفي لفظ‪ :‬التقمت أنفه ف دعاه رس ول هللا ‪ ‬فمس ح وجه ه‬
‫فلم يمس من ذلك اليوم منها أثر(‪.)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]103 :‬عن ع روة أن مالعب األس نة أرس ل إلى رس ول هللا ‪‬‬
‫يستشفيه من وجع كان به الدبيلة(‪ ،)3‬فتناول النبي ‪ ‬م درة من األرض‪ ،‬فتف ل فيه ا‬
‫ثم ناولها لرسوله‪ ،‬فقال‪( :‬دفها بماء ثم اسقها إياه)‪ ،‬ففعل فبرأ‪ ،‬ويق ال‪ :‬إن ه بعث إلي ه‬
‫بعكة عسل فلم يزل يلعقها حتى برا(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]104 :‬عن محمد بن حاطب عن أمه أم جميل‪ ،‬قالت‪ :‬أقبلت بك من‬
‫أرض الحبشة حتى إذا كنت من المدينة بليلة طبخت طبيخا‪ ،‬ففني الحطب‪ ،‬فخرجت‬
‫أطلب الحطب‪ ،‬فتن اولت الق در‪ ،‬فانكف أت على ذراع ك‪ ،‬ف أتيت ب ك رس ول هللا ‪‬‬
‫فجعل يتفل على يدك وهو يق ول‪( :‬اذهب الب أس رب الن اس‪ ،‬اش ف أنت الش افي‪ ،‬ال‬
‫شفاء إال شفاؤك شفاء ال يغادر سقما) فما قمت بك من عنده حتى برأت يدك(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]105 :‬عن يزيد بن ذكوان أن عبد هللا بن رواح ة ق ال‪ :‬ي ا رس ول‬
‫هللا‪ ،‬أشتكي ضرس آذاني واشتد علي فوضع رسول هللا ‪ ‬يده على الخد ال ذي في ه‬
‫الوجع فقال‪( :‬اللهم أذهب عن ه س وء م ا يج د وفحش ه ب دعوة نبي ك المب ارك المكين‬
‫عندك) سبع مرات‪ .‬فشفاه هللا تعالى قبل أن يبرح(‪.)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]106 :‬عن أس ماء بنت أبي بك ر أنه ا أص ابها ورم في رأس ها‬
‫ووجهها‪ ،‬فوضع رس ول هللا ‪ ‬ي ده على رأس ها ووجهه ا من ف وق الثي اب‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫(باسم هللا‪ ،‬أذهب عنها سوءه وفحش ه ب دعوة نبي ك الطيب المب ارك المكين عن دك)‪،‬‬
‫ففعل ذلك ثالث مرات‪ ،‬فذهب الورم(‪.)7‬‬
‫[الحــديث‪ ]107 :‬روي أن رجال من ليث يق ال ل ه ف راس بن عم رو أص ابه‬
‫صداع شديد‪ ،‬فذهب به أبوه إلى النبي ‪ ‬فأخذ رس ول هللا ‪ ‬بجل دة م ا بين عيني ه‬
‫فجذبها فنبتت في موضع أصابع رسول هللا ‪ ‬من جبينه شعرة فذهب عنه الصداع‬
‫فلم يصدع(‪.)8‬‬
‫[الح ــديث‪ ]108 :‬عن عب د هللا بن أنيس ق ال‪ :‬ض رب المس تنير بن رزام‬
‫اليهودي وجهي فشجني منقل ة أو مأموم ة‪ ،‬ف أتيت به ا رس ول هللا ‪ ‬فكش ف عنه ا‬
‫‪ )(1‬رواه البيهقي عن الواقدي وابن سعد ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/21 :‬‬
‫‪ )( 2‬رواه الطبراني برجال ثقات وأبو نعيم والبيهقي وأبو داود والترمذي والنسائي في الك برى وابن ماج ه وابن‬
‫حبان‪ ،‬سبل الهدى‪.10/21 :‬‬
‫‪ ) (3‬الدبيلة‪ :‬خراج ودمل كبير تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالبا‪.‬‬
‫‪ )(4‬رواه أبو نعيم والواقدي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/21 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه البخ اري في الت اريخ والنس ائي والطيالس ي وابن أبي ش يبة ومس دد وأب و يعلى وابن حب ان والح اكم‬
‫والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/22 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/22 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/22 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/22 :‬‬
‫‪37‬‬
‫ونفث فيها فما آذاني منها شيء(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]109 :‬عن معاوية بن الحكم‪ ،‬قال‪ :‬كن ا م ع رس ول هللا ‪ ‬ف أنزى‬
‫أخي علي بن الحكم فرسه خندقا فقصر الفرس فدق جدار الخندق ساقه‪ ،‬فأتيت النبي‬
‫‪ ‬علي فرسه‪ ،‬فمسح ساقه فما نزل عنها حتى برأت(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]110 :‬عن البراء بن عبد هللا بن عتيكة‪ :‬لما قت ل أب و راف ع ون زل‬
‫من درج ة بيت ه س قط إلى األرض فانكس رت س اقه‪ ،‬ق ال‪ :‬فح دثت الن بي ‪ ‬فق ال‪:‬‬
‫(ابسط رجلك)‪ ،‬فبسطتها فمسحها فكأنما لم أشكها قط(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]111 :‬عن أبي أزهر قال‪ :‬إن خالد بن الولي د أثق ل بالجراح ة ي وم‬
‫حنين فرأيت النبي ‪ ‬بعد أن هزم هللا الكفار ورجع المسلمون إلى رح الهم يمش ي‪،‬‬
‫يقول‪( :‬من يدل على رحل خالد بن الوليد)‪ ،‬قال‪ :‬فمشيت أو ق ال‪ :‬س عيت بين يدي ه‪،‬‬
‫وأنا محتلم أقول‪ :‬من يدل على رح ل خال د بن الولي د‪ ،‬ح تى دللن ا على رحل ه‪ ،‬ف إذا‬
‫بخالد بن الوليد مستند إلى مؤخرة رحله‪ ،‬فأتاه رسول هللا ‪ ‬فنظر إلى جرحه فنفث‬
‫فيه فبرأ(‪.)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]112 :‬عن عب د هللا بن الح ارث بن أوس أن الح ارث بن أوس‬
‫أص ابه في قت ل كعب بن األش رف بعض أس يافهم فج رح في رأس ه وفي رجل ه‬
‫فاحتملوه فجاؤوا به النبي ‪ ‬فتفل على جرحه فلم يؤذه(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]113 :‬روي أن أبا جهل قطع يوم ب در ي د مع وذ بن عف راء فج اء‬
‫النبي ‪ ‬يحمل يده فبصق رسول هللا ‪ ‬عليها وألصقها فلصقت(‪.)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]114 :‬عن يزي د بن أبي عبي د‪ ،‬ق ال‪ :‬رأيت أث ر ض ربة في س اق‬
‫سلمة بن األكوع‪ ،‬فقلت‪ :‬يا أبا مسلم‪ ،‬ما هذه الضربة؟ قال‪ :‬هذه ضربة أصابتها ي وم‬
‫خيبر‪ ،‬فق ال الن اس‪ :‬أص يب س لمة‪ ،‬ف أتيت الن بي ‪ ،‬فنفث فيه ا ثالث نفث ات‪ ،‬فم ا‬
‫اشتكيتها حتى الساعة(‪.)7‬‬
‫[الحديث‪ ]115 :‬عن حبيب بن يساف قال‪ :‬شهدت مع رسول هللا ‪ ‬مش هدا‬
‫فأص ابتني ض ربة على ع اتقي فتعلقت ي دي ف أتيت الن بي ‪ ‬فتف ل فيه ا وألزقه ا‬
‫فالتأمت وبرأت وقتلت الذي ضربني(‪.)8‬‬
‫[الحــديث‪ ]116 :‬عن ع روة وابن ش هاب ق اال‪ :‬بعث رس ول هللا ‪ ‬ثالثين‬
‫رجال فأقب ل المس تنير بن رزام اليه ودي فض رب المس تنير وج ه عب د هللا بن أنيس‬

‫‪ )(1‬رواه أبو القاسم البغوي والطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.10/23 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه ابن أبي السكن وأبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/23 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه البخاري‪ ،‬سبل الهدى‪.10/23 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه أحمد وعبيد بن حميد‪ ،‬سبل الهدى‪.10/23 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/23 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه ابن وهب ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/23 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه البخاري‪ ،‬سبل الهدى‪.10/23 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/23 :‬‬
‫‪38‬‬
‫فشجه مأمومة‪ ،‬فقدم على رسول هللا ‪ ‬فبصق في شجته‪ ،‬فلم يؤذه حتى مات(‪.)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]117 :‬عن عائ ذ بن عم رو ق ال‪ :‬أص ابتني رمي ة ي وم ح نين في‬
‫وجهي فس ال ال دم على وجهي وص دري فتن اول الن بي ‪ ‬ال دم بي ده عن وجهي‬
‫وصدري إلى ثندوتي ثم دعا لي قال‪ :‬جئت مع والد عبد هللا فرأيت أثر يد رسول هللا‬
‫‪ ‬إلى منتهى ما مسح صدره فإذا غرة سائلة كغرة الفرس(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]118 :‬عن عبد الرحمن بن أزهر قال‪ :‬كان خال د بن الولي د خ رج‬
‫ي وم ح نين‪ ،‬وك ان على رس ول هللا ‪ ‬فلق د رأيت رس ول هللا ‪ ‬بع د م ا ه زم هللا‬
‫الكفار ورجع المسلمون إلى رحالهم يمشي في المس لمين‪ ،‬ويق ول‪( :‬من ي دلني على‬
‫رحل خالد بن الوليد)‪ ،‬فسعيت بين يدي رس ول هللا ‪ ،‬وأن ا غالم محتلم أق ول‪ :‬من‬
‫يدل على رحل خالد بن الوليد‪ ،‬حتى دللنا عليه فإذا خالد مس تند إلى م ؤخرة رحل ه‪،‬‬
‫فأتاه رسول هللا ‪ ‬فنظر إلى جرحه فتفل فيه(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]119 :‬عن سفينة أنه قيل له ما اسمك؟ قال‪ :‬سماني رس ول هللا ‪‬‬
‫س فينة قي ل‪ :‬ولم؟ ق ال‪ :‬خ رج رس ول هللا ‪ ‬ومع ه أص حابه فثق ل عليهم مت اعهم‬
‫فحملوه على ظهري‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪( :‬احم ل‪ ،‬فإنم ا أنت س فينة)‪ ،‬فل و حملت‬
‫يومئذ وقر بعير أو بع يرين أو ثالث ة أو أربع ة أو خمس ة أو س تة أو س بعة م ا ثق ل‬
‫علي(‪.)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]120 :‬عن س لمة بن األك وع أن رس ول هللا ‪ ‬م ر على الن اس‬
‫ينتضلون فقال‪( :‬ما أحسن هذا الله و! ارم وا وأن ا معكم جميع ا)‪ ،‬فلق د رم وا عام ة‬
‫يومهم ذلك ثم تفرقوا على السواء ما نضل بعضهم بعضا(‪.)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]121 :‬عن علي ق ال‪ :‬بعث ني رس ول هللا ‪ ‬إلى اليمن‪ ،‬فقلت‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا‪ ،‬تبعثني‪ ،‬وأنا شاب أقضي بينهم‪ ،‬وال أدري ما القضاء؟ فضرب بي ده في‬
‫صدري وقال‪( :‬اللهم اه د قلب ه‪ ،‬وثبت لس انه) ف و ال ذي فل ق الحب ة‪ ،‬م ا ش ككت في‬
‫قضاء بين اثنين(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]122 :‬عن أبي أمامة ق ال‪ :‬ك انت ام رأة ت رافث الرج ال‪ ،‬وك انت‬
‫بذيئة فمرت بالنبي ‪ ‬وهو يأكل ثريدا فطلبت منه فناولها‪ ،‬فقالت‪ :‬أطعمني مم ا في‬
‫فيك‪ ،‬فأعطاها‪ ،‬فأكلت‪ ،‬فعالها الحياء‪ ،‬فلم ترافث أحدا حتى ماتت(‪.)7‬‬
‫[الحديث‪ ]123 :‬عن الوازع أنه انطلق إلى رسول هللا ‪ ‬ب ابن ل ه مجن ون‪،‬‬
‫فمسح وجهه ودعا له فلم يكن في ألوفد أحد بعد دعوة رسول هللا ‪ ‬أعقل منه(‪.)8‬‬
‫‪ )(1‬رواه أبو نعيم والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/23 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه الحاكم وأبو نعيم وابن عساكر‪ ،‬سبل الهدى‪.10/23 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه عبد الرزاق وابن عساكر‪ ،‬سبل الهدى‪.10/23 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه أحمد وابن سعد والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/25 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/25 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه البيهقي والحاكم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/26 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه الطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.10/26 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/26 :‬‬
‫‪39‬‬
‫[الحــديث‪ ]124 :‬عن ج ابر ق ال‪ :‬ع ادني رس ول هللا ‪ ‬في ب ني س لمة‪،‬‬
‫فوجدني ال أعقل‪ ،‬فدعا بماء فتوضأ فرش منه علي فأفقت(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]125 :‬عن ابن عباس أن امرأة جاءت بابن لها‪ ،‬فقالت‪ :‬ي ا رس ول‬
‫هللا‪ ،‬إن بابني هذا جنونا‪ ،‬وإنه يأخذه عند غدائنا وعشائنا فيفسد علينا‪ ،‬فمسح رس ول‬
‫هللا ‪ ‬صدره ودعا له‪ ،‬فثغ ثغة فخرج من جوفه مثل الجرو األسود فشفي(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]126 :‬عن محمد بن سيرين أن امرأة جاءت ب ابن له ا إلى رس ول‬
‫هللا ‪ ‬فقالت‪ :‬هذا ابني‪ ،‬وقد أتى عليه كذا وكذا‪ ،‬وهو كما ترى‪ ،‬فادع هللا تع الى أن‬
‫يميته‪ ،‬قال‪( :‬أدعو هللا تعالى أن يشفيه ويشب ويكون رجال صالحا فيقات ل في س بيل‬
‫هللا‪ ،‬فيقتل فيدخل الجنة)‪ ،‬فدعا هللا تعالى فشفاه هللا تعالى‪ ،‬وشب وكان رجال ص الحا‬
‫فقاتل في سبيل هللا فقتل(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]127 :‬عن الوازع أنه وفد إلى رسول هللا ‪ ‬فذكر الحديث وفي ه‪:‬‬
‫فقال الوازع‪ :‬يا نبي هللا‪ ،‬بأبي أنت وأمي جئت بابن أخ لي مص ابا لت دعو هللا تع الى‬
‫له وهو في الركاب قال‪( :‬فائت به)‪ ،‬فأتيته فجئت به رسول هللا ‪ ‬وهو ينظر نظ ر‬
‫المجنون‪ ،‬فقال رس ول هللا ‪( :‬اجع ل ظه ره من قبلي)‪ ،‬فأقمت ه فجعلت ظه ره من‬
‫قبل رسول هللا ‪ ‬ووجه ه من قبلي‪ ،‬فأخ ذه ثم ج ره بج امع ثياب ه‪ ،‬فرف ع ي ده ح تى‬
‫رأيت بياض إبطه‪ ،‬ثم ضرب بيديه ظهره‪ ،‬وقال‪( :‬أخ رج ع دو هللا)‪ ،‬ف التفت‪ ،‬وه و‬
‫ينظر نظر الصحيح‪ ،‬فأقعده بين يديه‪ ،‬ودعا له ومس ح وجه ه‪ ،‬وق ال‪ :‬فلم ت زل تل ك‬
‫المسحة في وجهه‪ ،‬وهو شيخ كب ير‪ ،‬وك ان وجه ه وجه ا ع ذرا ش بابا وم ا ك ان في‬
‫القوم رجل يفضل عليه بعد دعوة رسول هللا ‪.)4(‬‬
‫[الحديث‪ ]128 :‬عن أبي بن كعب‪ ،‬قال‪ :‬كنت عن د الن بي ‪ ‬فج اء أع رابي‬
‫فقال‪ :‬يا نبي هللا‪ ،‬إن لي أخا أص ابه وج ع‪ ،‬ق ال‪( :‬وم ا وجع ه؟) ق ال‪ :‬ب ه لمم‪ .‬ق ال‪:‬‬
‫(فأتني به) فأتاه به فوضعه بين يديه‪ ،‬فعوذه النبي ‪ ‬بفاتح ة الكت اب‪ ،‬وأرب ع آي ات‬
‫اح ٌد اَل إِلَ هَ إِاَّل هُ َو ال رَّحْ َمنُ‬ ‫من آخ ر س ورة البق رة وه اتين اآلي تين‪َ ﴿ :‬وإِلَهُ ُك ْم إِلَ هٌ َو ِ‬
‫﴿ش ِه َد هَّللا ُ أَنَّهُ اَل إِلَ هَ إِاَّل‬
‫ال َّر ِحي ُم﴾ [البقرة‪ ،]163 :‬وآية الكرسي وآية من آل عم ران‪َ :‬‬
‫ْط اَل إِلَ هَ إِاَّل هُ َو ْال َع ِزي ُز ْال َح ِكي ُم ﴾ [آل عم ران‪:‬‬ ‫هُ َو َو ْال َماَل ئِ َكةُ َوأُولُو ْال ِع ْل ِم قَائِ ًما بِ ْالقِس ِ‬
‫ت َواألرض فِي ِس تَّ ِة أَي ٍَّام ثُ َّم‬ ‫اوا ِ‬ ‫ق ال َّس َم َ‬ ‫‪ ]18‬وآية من األعراف ﴿إِ َّن َربَّ ُك ُم هَّللا ُ الَّ ِذي خَ لَ َ‬
‫س َو ْالقَ َم َر َوالنُّ ُج و َم‬ ‫طلُبُ هُ َحثِيثً ا َو َّ‬
‫الش ْم َ‬ ‫ار يَ ْ‬‫ش يُ ْغ ِش ي اللَّ ْي َل النَّهَ َ‬ ‫اس تَ َوى َعلَى ْال َع رْ ِ‬ ‫ْ‬
‫اركَ ُ َربُّ ال َع ال ِمينَ ﴾ [األع راف‪]54 :‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫هَّللا‬ ‫ق َواألم ر تَبَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اَل‬‫َ‬
‫ت بِ أ ْم ِر ِه أ ل هُ ال َخل ُ‬ ‫َ‬ ‫ُم َسخ َرا ٍ‬ ‫َّ‬
‫ش الك ِر ِيم ﴾‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫اَّل‬
‫ك ال َحق إِلهَ إِ ه َُو َربُّ ال َع رْ ِ‬ ‫َ‬ ‫اَل‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫هَّللا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وآخر سورة المؤمنين‪ ﴿ :‬فتَ َعالى ُ ال َملِ ُ‬
‫احبَةً َواَل‬ ‫ص ِ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫﴿وأنهُ تَ َعالى َج ُّد َربِّنَا َما ات َخذ َ‬‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫[المؤمنون‪ ،]116 :‬وآية من سورة الجن‪َ :‬‬
‫َولَ دًا﴾ [الجن‪ ،]3 :‬وعش ر آي ات من أول الص افات وثالث آي ات من آخ ر س ورة‬
‫‪ )(1‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/26 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه الدارمي والطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.10/26 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/26 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه البزار‪ ،‬سبل الهدى‪.10/26 :‬‬
‫‪40‬‬
‫الحشر وقل هو هللا أحد والمعوذتين فقام الرجل كأنه لم يشك شيئا قط(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]129 :‬عن غيالن بن سلمة الثقفي‪ ،‬قال‪ :‬خرجنا مع رسول هللا ‪‬‬
‫فنزلنا منزال‪ ،‬فأقبلت امرأة بابن لها‪ ،‬فقالت‪ :‬يا ن بي هللا م ا ك ان في الحي غالم أحب‬
‫إلي من ابني هذا‪ ،‬فأصابته الموتة‪ ،‬فأنا أتمنى موته‪ ،‬فادع هللا ل ه‪ ،‬ف أدنى رس ول هللا‬
‫‪ ‬الغالم منه‪ ،‬ثم قال‪( :‬باسم هللا‪ ،‬أنا رس ول هللا‪ ،‬أخ رج ع دو هللا)‪ ،‬ثالث ا‪ ،‬ثم ق ال‪:‬‬
‫(اذهبي بابنك لن تري بأسا إن شاء هللا)‪ ،‬ثم رجعنا‪ ،‬فجاءت أم الغالم‪ ،‬فقالت‪ :‬والذي‬
‫بعثك بالحق ما زال من أعقل غلمان الحي(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]130 :‬عن أم جندب قالت‪ :‬رأيت رسول هللا ‪ ‬لم ا انص رف من‬
‫جمرة العقبة جاءته امرأة ومعها ابن لها ب ه مس ق الت‪ :‬ي ا ن بي هللا‪ ،‬ه ذا ب ه بالء ال‬
‫يتكلم‪ ،‬فأمرها رسول هللا ‪ ‬فجاءت بتور من حجارة فيه ماء فأخذه فمج فيه‪ ،‬ودع ا‬
‫فيه وأعاده فيه ثم أمرها‪ ،‬فقال‪( :‬اسقيه واغسليه فيه) قال‪ :‬فتبعته ا‪ ،‬فقلت‪ :‬ص بي لي‬
‫من هذا الماء‪ ،‬قالت‪ :‬خذي منه‪ ،‬فأخذت منه جفنة فسقيته اب ني عب د هللا فع اش فك ان‬
‫من بره ما شاء هللا أن يكون‪ ،‬ولقيت المرأة فزعمت أن ابنها ب رئ وعق ل عقال ليس‬
‫كعقول الناس(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]131 :‬عن جابر أنه خرج م ع رس ول هللا ‪ ‬في س فر‪ ،‬ف إذا نحن‬
‫بامرأة قد عرضت لرسول هللا ‪ ‬معها صبي تحمله‪ ،‬فقالت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬إن اب ني‬
‫هذا يأخذه الشيطان كل يوم ثالث مرات ال يدعه فوقف رسول هللا ‪ ‬فتناوله فجعله‬
‫بينه وبين مقدمة الرجل‪ ،‬فقال رسول هللا ‪( :‬اخسأ عدو هللا أنا رسول هللا) ثالثا ثم‬
‫ناولها إياه فلما رجعنا عرضت لنا المرأة كبشان تقودهما‪ ،‬والصبي تحمله فقالت‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا‪ ،‬اقبل مني هذين‪ ،‬فو الذي بعثك بالحق‪ ،‬ما عاد إليه بعد‪ ،‬فق ال رس ول هللا‬
‫‪( :‬خذوا أحدهما)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]132 :‬عن رفاعة بن رافع قال‪ :‬أخذت شحمة فازدردتها‪ ،‬فاشتكيت‬
‫منها سنة ثم إني ذكرت ذلك لرسول هللا ‪ ‬فمسح بطني فألقيتها خضراء‪ ،‬ف و ال ذي‬
‫بعثه بالحق‪ ،‬ما اشتكيت بطني حتى الساعة (‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]133 :‬عن جرهد بن خويلد أنه أكل بيده الشمال‪ ،‬فق ال ل ه رس ول‬
‫هللا ‪( :‬كل باليمين)‪ ،‬فقال‪ :‬إنها مصابة‪ ،‬فنفث فيها رسول هللا ‪ ‬فما اشتكى ح تى‬
‫مات(‪.)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]134 :‬عن علي ق ال‪ :‬أتى على رس ول هللا ‪ ‬وأن ا ش اك‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫(اللهم اشفه) أو قال‪( :‬عافه)‪ ،‬فما اشتكيت وجعي ذلك بعد(‪.)7‬‬
‫‪ )(1‬رواه الحاكم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/26 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه أبو نعيم وابن عساكر‪ ،‬سبل الهدى‪.10/26 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحمد وابن أبي شيبة وأبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/28 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه إسحاق بن راهويه وابن أبي شيبة‪ ،‬سبل الهدى‪.10/28 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه أبو نعيم والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/30 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه الطبراني في الكبير ‪.306 /2‬‬
‫‪ )(7‬رواه الحاكم ‪ 620 /2‬وأحمد ‪ 128 ،84 /1‬والبيهقي في الدالئل ‪ 179 /6‬وأبو نعيم في الدالئل (‪)161‬‬
‫‪41‬‬
‫[الحديث‪ ]135 :‬عن ج ابر ق ال‪ :‬ع ادني رس ول هللا ‪ ‬وأب و بك ر في ب ني‬
‫سلمة فوجدني ال أعقل فدعا بماء فتوضأ فرش منه علي فأفقت(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]136 :‬عن أبي العشراء عن أبيه قال‪ :‬لما م رض أبي أت اه رس ول‬
‫هللا ‪ ‬فتفل عليه من قرنه إلى قدمه ثالث مرات بريقه إلى جسده(‪.)2‬‬
‫‪ 6‬ـ ما ورد في بركته على األصحاء‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة في ذلك‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]137 :‬عن أبي الطفيل أن رجال ولد له غالم على عهد رس ول هللا‬
‫‪ ‬فأتى به فدعا له بالبركة‪ ،‬وأخذ بجبهته‪ ،‬فنبت شعره في جبهته كأنها هلبة فرس‪،‬‬
‫فشب الغالم‪ ،‬فلما كان زمن الخوارج أجابهم فأخذه أبوه فأوثقه وحبسه‪ ،‬فسقطت تلك‬
‫الشعرة فشق عليه سقوطها‪ ،‬فقيل له‪ :‬هذا مما هممت به‪ ،‬ألم تر بركة رس ول هللا ‪‬‬
‫وقعت‪ ،‬فلم نزل به حتى تاب‪ ،‬فرد هللا تعالى عليه الش عرة بع د في وجه ه‪ ،‬ق ال أب و‬
‫الفضل‪ :‬فرأيتها بعد ما نبتت قد سقطت ثم رأيتها قد نبتت(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]138 :‬عن أبي عطية البكري‪ ،‬قال‪ :‬انطلق بي أهلي إلى رسول هللا‬
‫‪ ‬وأنا شاب فمسح رأسي‪ ،‬قال‪ :‬فرأيت أبا عطية أسود ال رأس واللحي ة وك انت ق د‬
‫أتت عليه مائة سنة(‪.)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]139 :‬عن عم رو بن ثعلب ة الجه ني ق ال‪ :‬لقيت رس ول هللا ‪‬‬
‫بالسالة فأسلمت فمسح رأسي‪ ،‬قال الراوي‪ :‬فأتت على عمرو مائة س نة‪ ،‬وم ا ش اب‬
‫موضع يد رسول هللا ‪ ‬من رأسه(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]140 :‬عن مدلوك أبي سفيان قال‪ :‬أتيت رسول هللا ‪ ‬م ع م والي‬
‫فأسلمت فمسح رسول هللا ‪ ‬يده على رأس ي ق ال‪ :‬فرأين ا مس ح رس ول هللا ‪ ‬من‬
‫رأسه أسود وقد شاب ما سوى ذلك(‪.)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]141 :‬عن عب د هللا بن هالل األنص اري ق ال‪ :‬ذهب بي أبي إلى‬
‫رسول هللا ‪ ‬فقال‪ :‬يا رسول هللا ادع هللا ل ه فم ا أنس ى‪ .‬وض ع رس ول هللا ‪ ‬ي ده‬
‫على رأسي حتى وجدت بردها فدعا لي‪ ،‬وبارك علي‪ ،‬فرأيته أبيض الرأس واللحية‬
‫ما يستطيع أن يفرق رأسه من الكبر‪ ،‬وكان يصوم النهار ويقوم الليل(‪.)7‬‬
‫[الحــديث‪ ]142 :‬عن محم د بن أنس ق ال‪ :‬ق دم الن بي ‪ ‬المدين ة وأن ا ابن‬
‫أسبوعين‪ ،‬فأتي بي فمس ح رأس ي‪ ،‬ودع ا لي بالبرك ة وحج حج ة ال وداع‪ ،‬وأن ا ابن‬
‫عشرين سنة‪ ..‬ق ال ي ونس‪ :‬ولق د عم ر أبي ح تى ش اب ك ل ش يء من ه‪ ،‬وم ا ش اب‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/30 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه ابن عدي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/38 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/32 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه الطبراني بسند جيد‪ ،‬سبل الهدى‪.10/32 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه الطبراني ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/32 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه البخاري في التاريخ وابن سعد والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/32 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه البغوي في معجمه والبيهقي والطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.10/32 :‬‬
‫‪42‬‬
‫موضع يد النبي ‪ ‬من رأسه‪ ،‬وال من لحيته(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]143 :‬عن محم د عب د ال رحمن بن س عد أن رس ول هللا ‪ ‬مس ح‬
‫رأس عبادة بن سعد بن عثمان الزرقي‪ ،‬ودعا له‪ ،‬فمات وهو ابن ثم انين س نة‪ ،‬وم ا‬
‫شاب(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]144 :‬عن بشير بن عقربة الجهني أن رسول هللا ‪ ‬مسح رأسه‪،‬‬
‫فكان أثر يده من رأسه أسود‪ ،‬وسائره أبيض(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]145 :‬عن أبي زيد األنصاري قال‪ :‬مسح رسول هللا ‪ ‬بيده على‬
‫رأسي وقال‪( :‬اللهم جمله وأدم جماله) ق ال‪ :‬فبل غ بض عا ومائ ة س نة وم ا في لحيت ه‬
‫بياض‪ ،‬ولقد كان منبسط الوجه‪ ،‬ولم ينقبض وجهه حتى مات(‪.)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]146 :‬عن أنس أن يهودي ا أخ ذ من لحي ة الن بي ‪ ‬فق ال‪( :‬اللهم‬
‫جمله) فاسودت لحيته بعد ما كانت بيضاء(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]147 :‬عن قتادة‪ ،‬قال‪ :‬حلب يه ودي للن بي ‪ ‬ناق ة‪ ،‬فق ال‪( :‬اللهم‬
‫جمله) فاسود شعره‪ ،‬حتى صار اشد سوادا من كذا وكذا‪ ،‬قال معمر‪ :‬وسمعت قت ادة‬
‫يذكر أنه عاش تسعين سنة فلم يشب(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]148 :‬عن الذيال بن عبيد أنه سمع جده حنظلة بن جذيم بن حنيف ة‬
‫التميمي أن أباه قدم على رسول هللا ‪ ‬فقال‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬إن لي ب نين ذوي لحى‬
‫وإن هذا أصغرهم‪ ،‬فادع هللا له‪ ،‬فمسح رأسه‪ ،‬وقال‪( :‬بارك هللا فيك) أو قال‪( :‬بورك‬
‫فيك)‪ ،‬قال الذيال‪( :‬فلقد رأيت حنظلة) يؤتى باإلنسان الوارم وجهه فيتف ل على يدي ه‬
‫ويقول‪ :‬باسم هللا‪ ،‬ويضع يده على رأسه موضع كف رسول هللا ‪ ‬ثم يمسح موضع‬
‫الورم‪ ،‬فيذهب الورم(‪.)7‬‬
‫[الحديث‪ ]149 :‬عن بشر بن معاوية بن ث ور أن ه وف د من ب ني البك اء على‬
‫رسول هللا ‪ ‬ثالثة نفر‪ ،‬معاوية بن ثور‪ ،‬وابنه بش ر‪ ،‬والفجي ع بن عب د هللا‪ ،‬ومعهم‬
‫عبد عمرو البكائي فقال معاوية‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬إني أتبرك بمسك فامس ح وج ه اب ني‬
‫بشر‪ ،‬فمسح وجهه‪ ،‬ودعا له‪ ،‬فكانت في وجه ه مس حة الن بي ‪ ‬ك الغرة‪ ،‬وك ان ال‬
‫يمسح شيئا إال برأ وأعطاه أعنزا عفرا قال الجعد‪ :‬فالسنة ربم ا أص ابت ب ني البك اء‬
‫وال تصيبهم(‪.)8‬‬
‫قال محمد بن بشر بن معاوية‪:‬‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري في تاريخه والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/32 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه الزبير بن بكار‪ ،‬سبل الهدى‪.10/32 :‬‬
‫‪ )( 3‬رواه ابن عساكر وإسحاق بن إبراهيم الرملي وأبو يعلى في فوائده‪ ،‬سبل الهدى‪.10/32 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه الترمذي وحسنه والبيهقي وصححه‪ ،‬سبل الهدى‪.10/32 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/32 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه عبد الرزاق‪ ،‬سبل الهدى‪.10/33 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه أحمد‪ ،‬سبل الهدى‪.10/33 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه ابن سعد وابن ش اهين وعب د هللا بن ع امر البك ائي عن أبي ه‪ ،‬والبخ اري في تاريخ ه‪ ،‬وأب و نعيم وأب و‬
‫القاسم البغوي في معجمه‪ ،‬سبل الهدى‪.10/33 :‬‬
‫‪43‬‬
‫ودعا له بالخير والبركات‬ ‫وأبي الذي مسح الرسول‬
‫برأسه‬
‫عفرا نواجل ليس‬ ‫أعطاه أحمد إذ أتاه أعنزا‬
‫باللجبات‬
‫ويعود ذاك الملء‬ ‫يمألن وفد الحي كل عشية‬
‫بالغدوات‬
‫وعليه مني ما حييت‬ ‫بورك في منح وبورك مانحا‬
‫صالتي‬
‫[الحديث‪ ]150 :‬عن محمد بن صالح عن أبي وجزة السعدي قال‪ :‬ق دم وف د‬
‫محارب سنة عشر في حجة الوداع وهم عشرة نف ر منهم س واء بن الح ارث‪ ،‬وابن ه‬
‫خزيمة‪ ،‬فمسح رسول هللا ‪ ‬وجه خزيمة‪ ،‬فصارت له غرة بيضاء(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]151 :‬عن خزيمة بن عاصم البكائي أن ه ق دم على رس ول هللا ‪‬‬
‫فمسح رسول هللا ‪ ‬وجهه فما زال جديدا حتى مات(‪.)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]152 :‬عن أبي العالء بن عم ير ق ال‪ :‬كنت عن د قت ادة بن ملح ان‬
‫حيث حضر فمر رجل من أقص ى ال دار فأبص رته في وج ه قت ادة‪ ،‬ق ال‪ :‬وكنت إذا‬
‫رأيته كأن على وجهه الدهان‪ ،‬كان رسول هللا ‪ ‬يمسح وجهه(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]153 :‬عن عائذ بن عمرو قال‪ :‬أصابتني رمية وأنا أقاتل بين يدي‬
‫رس ول هللا ‪ ‬ي وم خي بر في وجهي‪ ،‬فلم ا س الت ال دماء على وجهي وجبي ني‬
‫وصدري‪ ،‬فوضع رسول هللا ‪ ‬يده فسلت الدم عن وجهي وصدري إلى ثن دوتي ثم‬
‫دعا لي‪ ،‬قال حشرج‪ :‬فكان عائذ يخبرنا بذلك حياته‪ ،‬فلما هل ك وغس لناه نظرن ا إلى‬
‫ما كان يصف لنا من أثر يد رسول هللا ‪ ‬التي مسها ما كان يق ول لن ا من ص دره‪،‬‬
‫فإذا غرة سائلة كغرة الفرس(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]154 :‬عن أبي العالء قال‪ :‬عدت قتادة بن ملحان في مرضه‪ ،‬فمر‬
‫رجل في مؤخرة الدار‪ ،‬فرأيته في وج ه قت ادة‪ ،‬وك ان رس ول هللا ‪ ‬مس ح وجه ه‪،‬‬
‫وكنت قلما رأيته إال رأيت كأن على وجهه الدهان(‪.)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]155 :‬عن وائ ل بن حج ر ق ال‪ :‬كنت أص افح الن بي ‪ ‬أو يمس‬
‫جلدي جلده فأعرف في يدي بعد ثالثة أصيب من ريح المسك(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]156 :‬عن أبي جحيفة ق ال‪ :‬خ رج رس ول هللا ‪ ‬باله اجرة ف أتي‬
‫بوضوء فتوضأ‪ ،‬فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه فيتمسحون به(‪.)7‬‬
‫[الحديث‪ ]157 :‬عن أبي موسى ق ال‪ :‬كنت عن د رس ول هللا ‪ ‬وه و ن ازل‬

‫‪ )(1‬رواه ابن سعد‪ ،‬سبل الهدى‪.10/33 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه ابن شاهين‪ ،‬سبل الهدى‪.10/33 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحمد برجال الصحيح‪ ،‬سبل الهدى‪.10/33 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه الطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.10/33 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/33 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه البيهقي وابن عساكر‪ ،‬سبل الهدى‪.10/36 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه البخاري ومسلم والبرقاني وأبو سعيد بن األعرابي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/37 :‬‬
‫‪44‬‬
‫بالجعرانة فذكر حديثا وفيه ثم دعا رسول هللا ‪ ‬بقدح فيه ماء فغس ل يدي ه ووجه ه‬
‫ومج فيه‪ ،‬ثم قال لهما‪( :‬اشربا منه‪ ،‬وافرغا على وجوهكما ونحوركما)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]158 :‬عن ع روة عن م روان والمس ور بن مخرم ة يص دق ك ل‬
‫واحد منهما صاحبه أن النبي ‪ ‬كان إذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه(‪.)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]159 :‬عن المس ور بن مخرم ة ق ال‪ :‬خ رج رس ول هللا ‪ ‬ع ام‬
‫الحديبية يريد زيارة البيت‪ ،‬وال يريد قتاال‪ ،‬فذكر الحديث‪ ،‬وفيه‪ :‬أن قريشا بعثت إليه‬
‫عروة بن مسعود الثقفي فجعل عروة يرمق أصحاب رسول هللا ‪ ‬بعيني ه ق ال‪ :‬ف و‬
‫هللا ما بصق رسول هللا ‪ ‬إال وقعت في كف رجل منهم‪ ،‬ف دلك به ا وجه ه وجل ده‪،‬‬
‫وإذا أمرهم ابتدروا أمره‪ ،‬وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه‪ ،‬وإذا تكلم خفضوا‬
‫أصواتهم عنده‪ ،‬ما يحدون النظر إليه تعظيما له‪ ،‬فرجع إلى أص حابه‪ ،‬وق د رأى م ا‬
‫يصنع برسول هللا ‪ ‬فرجع إلى قريش فقال‪ :‬يا معشر قريش‪ ،‬إني جئت كسرى في‬
‫ملكه‪ ،‬وجئت قيصر والنجاشي في ملكهما‪ ،‬فو هللا ما رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه‬
‫ما يعظم أصحاب محمد محمدا‪ ..‬ولقد رأيت قوما ال يسلمونه لشيء أبدا‪ ،‬فروا رأيكم‬
‫فيه(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]160 :‬عن أنس قال‪ :‬كان رسول هللا ‪ ‬إذا صلى الغداة جاء خ دم‬
‫أهل المدينة بآنيتهم فيها الماء فلم يؤت بإناء إال غمس يده فيه فربما في الغداة جاءوا‬
‫الباردة فيغمس يده فيها(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]161 :‬روي أن أبا محذورة كانت له قصة في مقدم رأسه يرس لها‬
‫فتبلغ األرض إذا جلس فقلنا له‪ :‬أال تحلقها؟ فقال‪ :‬إن رسول هللا ‪ ‬مسح عليها بيده‪،‬‬
‫فلم أكن ألحلقها حتى أموت‪ ،‬فما حلقها حتى مات(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]162 :‬عن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬كنت يوم ا عن د رس ول هللا ‪‬‬
‫فأتى بتمر يفرقه علينا وكنا ندنيه منه ليمس ه لم ا نرج و من برك ة ي ده‪ ،‬ف إذا رآه ق د‬
‫اجتمع فرقه بيننا(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]163 :‬عن عروة عن السائب بن يزي د ق ال‪ :‬ذهبت بي خ التي إلى‬
‫رس ول هللا ‪ ‬فق الت‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬إن ابن أخ تي وق ع فمس ح رأس ي‪ ،‬ودع ا لي‬
‫بالبركة ثم توضأ فشربت من وضوئه(‪.)7‬‬
‫[الحديث‪ ]164 :‬عن األسلع بن شريك قال‪ :‬كنت أرحل ناق ة رس ول هللا ‪‬‬
‫فأص ابتني جناب ة في ليل ة ب اردة وأراد رس ول هللا ‪ ‬الرحل ة‪ ،‬وك رهت أن أرح ل‬
‫ناقته‪ ،‬وأنا جنب وخشيت أن أغتسل بالماء البارد‪ ،‬ف أمرض‪ ،‬ف أموت ف أمرت رجال‬
‫‪ )(1‬رواه البخاري تعليقا وأسنده اإلسماعيلي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/37 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه البخاري تعليقا وأسنده اإلسماعيلي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/37 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه البخاري وغيره‪ ،‬سبل الهدى‪.10/37 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه أبو الحسن بن الضحاك‪ ،‬سبل الهدى‪.10/37 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه أبو القاسم البغوي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/38 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه أبو سعيد بن األعرابي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/38 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه البخاري‪ ،‬سبل الهدى‪.10/38 :‬‬
‫‪45‬‬
‫من األنصار فرحلها ووضعت أحجارا فأسخنت بها ماء فاغتسلت ثم لحقت برس ول‬
‫هللا ‪ ‬وأص حابه‪ ،‬فق ال لي‪( :‬ي ا أس لع م الي أرى راحلت ك ق د تغ يرت؟) فقلت‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا‪ ،‬لم أرحلها‪ ،‬رحلها رجل من األنصار(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]165 :‬عن أم إسحاق قالت‪ :‬ه اجرت م ع أخي إلى رس ول هللا ‪‬‬
‫فقال لي‪ :‬نسيت نفقتي بمكة‪ ،‬فرج ع ليأخ ذها فقتل ه زوجي‪ ،‬فق دمت على رس ول هللا‬
‫‪ ‬فقلت له‪ :‬أخي قتل‪ ،‬فأخذ كفا من ماء فنفخه في وجهي‪ ،‬فكانت تصيبها المصيبة‪،‬‬
‫فترى الدموع في عينيها وال تسيل على خدها(‪.)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]166 :‬عن الزه ري‪ ،‬ق ال‪ :‬ح دثني من ال أتهم من األنص ار أن‬
‫رسول هللا ‪ ‬كان إذا توضأ ابتدروا وضوءه‪ ،‬فمسحوا به وجوههم وجلودهم‪ ،‬فق ال‬
‫رسول هللا ‪( :‬لم تفعلون هذا؟) فقالوا‪ :‬نلتمس البركة(‪.)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]167 :‬عن ابن مس عود ق ال‪ :‬رأيت رس ول هللا ‪ ‬كح ل علي‬
‫ببزاقه(‪.)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]168 :‬عن العط اف بن خال د بن أمي ة أن زينب بنت أبي س لمة‬
‫دخلت‪ .‬وهي صغيرة على رسول هللا ‪ ‬في مغتسله فنضح في وجهها الم اء وق ال‪:‬‬
‫(ارجعي)‪ ،‬قال عطاف‪ :‬ق الت أمي‪ :‬ورأيت زينب وهي عج وز كب يرة م ا نقص من‬
‫وجهها شيء(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]169 :‬عن خالد بن الوليد قال‪ :‬اعتمرن ا م ع رس ول هللا ‪ ‬فعل ق‬
‫ش عره فاس تبق الن اس إلى ش عره‪ ،‬فس بقت إلى الناص ية فأخ ذتها فاتخ ذت قلنس وة‬
‫فجعلتها في مقدمة القلنسوة فما وجهت في وجه إال فتح لي(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]170 :‬عن سفينة أن رسول هللا ‪ ‬احتجم ثم ق ال‪( :‬خ ذ ه ذا ال دم‬
‫فادفن ه من ال دواب والن اس) ق ال‪ :‬ف ذهبت فتغيبت فق ال لي‪( :‬م ا ص نعت؟)‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫شربته‪ ،‬فتبسم(‪.)7‬‬
‫[الحديث‪ ]171 :‬عن أبي عقيل الديلي قال‪ :‬أتيت رس ول هللا ‪ ‬ف آمنت ب ه‪،‬‬
‫وصدقت وسقاني رسول هللا ‪ ‬شربة سويق‪ ،‬شرب رس ول هللا ‪ ‬أوله ا وش ربت‬
‫آخرها فما زلت أجد بلتها على فؤادي إذا ظمئت‪ ،‬وبردها إذا أضحيت(‪.)8‬‬
‫[الحــديث‪ ]172 :‬عن حنش بن عقي ل ق ال‪ :‬دع اني الن بي ‪ ‬إلى اإلس الم‪،‬‬
‫فأسلمت فسقاني فضلة سويق فما زلت أجد ريها إذا عطشت‪ ،‬وشبعتها إذا جعت(‪.)9‬‬

‫‪ )(1‬رواه الطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.10/38 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/38 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه عبد الرزاق‪ ،‬سبل الهدى‪.10/38 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/39 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه عبد هللا بن أحمد‪ ،‬سبل الهدى‪.10/39 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه أبو الحسن بن الضحاك وأبو يعلى بسند صحيح‪ ،‬سبل الهدى‪.10/39 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه أبو يعلى‪ ،‬سبل الهدى‪.10/40 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه الطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.10/41 :‬‬
‫‪ )(9‬رواه قاسم بن ثابت في الدالئل‪ ،‬سبل الهدى‪.10/41 :‬‬
‫‪46‬‬
‫[الحديث‪ ]173 :‬عن عدة من أصحاب الن بي ‪ ‬فيهم أب و أس يد وأب و حمي د‬
‫وأبو سهل بن سعد يقولون‪ :‬أتى رسول هللا ‪ ‬بئر بضاعة‪ ،‬فتوضأ في ال دلو‪ ،‬ورده‬
‫في البئر ومج مرة أخرى في الدلو‪ ،‬وبصق فيها وشرب من مائها‪ ،‬وكان إذا مرض‬
‫الم ريض في عه ده يق ول‪( :‬اغس لوه من م اء بض اعة)‪ ،‬فيغس ل‪ ،‬فكأنم ا ح ل من‬
‫عقال(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]174 :‬عن حنظلة بن قيس أن عبد هللا بن ع امر بن كري ز أتي ب ه‬
‫رسول هللا ‪ ‬فتفل عليه وعوده فجعل يتس رع ري ق الن بي ‪ ‬فق ال‪( :‬إن ه ليش فى)‬
‫وكان ال يعالج أرضا إال ظهر له فيها الماء(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]175 :‬عن ثابت بن قيس بن شماس أنه ف ارق جميل ة بنت عب د هللا‬
‫بن أبي وهي حامل بمحمد‪ ،‬فلما ولدته حلفت ال تلبنه من لبنه ا‪ ،‬ف دعا ب ه رس ول هللا‬
‫‪ ‬فبزق في فيه‪ ،‬وحنكه بتمرة عجوة‪ ،‬وس ماه محم دا‪ ،‬وق ال‪ :‬اختل ف ب ه‪ ،‬ف إن هللا‬
‫رازقه‪ ،‬فأتيته في اليوم األول والثاني والثالث‪ ،‬فإذا أنا بامرأة من العرب‪ ،‬تس أل عن‬
‫ثابت بن قيس ابن شماس فقلت‪ :‬ما تريدين من ه؟ فق الت‪ :‬رأيت أني أرض ع ابن ا ل ه‪،‬‬
‫يقال له‪ :‬محمد‪ ،‬قال‪ :‬فأن ا ث ابت‪ ،‬وه ذا اب ني محم د‪ ،‬ق ال‪ :‬وإذا درعه ا ينعص ر من‬
‫لبنها(‪.)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]176 :‬عن أبي قت ادة أن رس ول هللا ‪ ‬بص ق على أث ر س هم في‬
‫وجهه في يوم ذي قرد‪ ،‬قال‪ :‬فما ضرب علي قط وال قاح(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]177 :‬عن عكرمة أن رسول هللا ‪ ‬تفل على رجل زيد بن مع اذ‬
‫حين أصابها السيف أي العلب حين قتل ابن األشرف فبرأت(‪.)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]178 :‬عن بش ير بن عقرب ة‪ ،‬ق ال‪ :‬لم ا قت ل أبي ي وم أح د‪ ،‬أتيت‬
‫رسول هللا ‪ ‬وأنا أبكي‪ ،‬فقال‪( :‬أما ترضى أن أكون أبوك‪ ،‬وعائش ة أم ك)‪ ،‬فمس ح‬
‫رأسي فك ان أث ر ي ده من رأس ي أس ود وس ائره أبيض‪ ،‬وك انت بي رث ة فتف ل فيه ا‬
‫فانحلت(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]179 :‬عن جرهد أنه أتى رسول هللا ‪ ‬وبين يدي ه طع ام‪ ،‬ف أدنى‬
‫جرهد يده الشمال وكانت يده اليم نى مص ابة‪ ،‬فنفث عليه ا رس ول هللا ‪ ‬فم ا ش كا‬
‫حتى مات(‪.)7‬‬
‫[الحديث‪ ]180 :‬عن وائل بن حج ر ق ال‪ :‬أتى رس ول هللا ‪ ‬ب دلو من م اء‬
‫زمزم‪ ،‬فش رب‪ ،‬ثم توض أ‪ ،‬ثم مج ه في ال دلو مس كا أو أطيب من المس ك‪ ،‬واس تنثر‬

‫‪ )(1‬رواه ابن سعد‪ ،‬سبل الهدى‪.10/41 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه الحاكم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/41 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه الحاكم وصححه وأقره الذهبي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/41 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/41 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه عبد بن حميد‪ ،‬سبل الهدى‪.10/42 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه ابن عساكر‪ ،‬سبل الهدى‪.10/42 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه الطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.10/42 :‬‬
‫‪47‬‬
‫خارجا من الدلو(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]181 :‬عن أبي هريرة قال‪ :‬خرجنا مع رسول هللا ‪ ‬حتى إذا كن ا‬
‫ببعض الطريق سمع صوت الحسن والحسين‪ ،‬وهما يبكيان‪ ،‬فقال لفاطمة‪( :‬ما ش أن‬
‫ابني؟) قالت‪ :‬العطش‪ ،‬فنادى في الناس (هل أحد منكم معه ماء؟) فلم يجد أح د منهم‬
‫قط رة‪ ،‬فق ال‪( :‬ن اوليني أح دهما) فناولت ه إي اه من تحت الخ در‪ ،‬فأخ ذه فض مه إلى‬
‫صدره وهو يضغو لم يسكت‪ ،‬فادلع لسانه فجعل يمصه حتى هدأ‪ ،‬وس كن فلم أس مع‬
‫له بكاء‪ ،‬واآلخر يبكي كما هو ما يسكت‪ ،‬فقال‪( :‬ناوليني اآلخر) فناولته إياه ففعل به‬
‫كذلك فسكتا فما سمع لهما صوتا(‪.)2‬‬
‫‪ 7‬ـ ما ورد في بركته على الموتى‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة في ذلك‪:‬‬
‫[الحــديث‪ ]182 :‬عن أنس ق ال‪ :‬كن ا في الص فة عن د رس ول هللا ‪ ‬فأتت ه‬
‫عجوز عمياء مهاجرة ومعها ابن لها قد بلغ فلم يلبث أن أصابه وباء المدينة فمرض‬
‫أياما ثم قبض فغمضه النبي ‪ ‬وأمر بجهازه‪ ،‬فلما أردنا أن نغسله‪ ،‬ق ال‪( :‬ي ا أنس‪،‬‬
‫ائت أمه فأعلمها)‪ ،‬قال‪ :‬فأعلمتها فجاءت حتى جلست عند قدمي ه‪ ،‬فأخ ذت بهم ا‪ ،‬ثم‬
‫قالت‪ :‬اللهم‪ ،‬إني أسلمت ل ك طوع ا وخلعت األوث ان زه دا وه اجرت إلي ك رغب ة‪،‬‬
‫اللهم ال تش مت بي عب دة األوث ان‪ ،‬وال تحمل ني من ه ذه المص يبة م ا ال طاق ة لي‬
‫بحملها‪ ،‬قال‪ :‬فو هللا ما انقضى كالمها حتى ح رك قدمي ه وألقى الث وب عن وجه ه‪،‬‬
‫وطعم وطعمنا معه‪ ،‬وعاش حتى قبض النبي ‪ ‬حتى هلكت أمه(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]183 :‬عن أنس قال‪ :‬عدنا شابا من األنصار وعن ده أم ل ه عج وز‪،‬‬
‫فما برحن ا أن ف اض يع ني م ات وم ددنا على وجه ه الث وب‪ ،‬وقلن ا ألم ه‪ :‬ي ا ه ذه‪،‬‬
‫احتسبي مصابك عند هللا‪ ،‬قالت‪ :‬أمات ابني؟ قلنا‪ :‬نعم‪ ،‬قالت‪ :‬اللهم إن كنت تعلم أني‬
‫ه اجرت إلي ك‪ ،‬وإلى نبي ك رج اء أن تعين ني عن د ك ل ش دة‪ ،‬فال تحم ل علي ه ذه‬
‫المصيبة اليوم‪ ،‬قال أنس‪ :‬ف و هللا‪ ،‬م ا ب رحت ح تى كش ف الث وب عن وجه ه وطعم‬
‫وطعمنا معه(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]184 :‬عن كعب بن مالك قال‪ :‬أتى جابر بن عبد هللا رسول هللا ‪‬‬
‫فرأى وجهه متغيرا فرجع إلى امرأته‪ ،‬فقال‪ :‬ق د رأيت وج ه رس ول هللا ‪ ‬متغ يرا‬
‫وما أحسب إال متغيرا من الجوع‪ ،‬فذكر الحديث السابق في باب تكثيره ‪ ‬األطعمة‬
‫وزاد فقال‪ :‬فكان رسول هللا ‪ ‬يقول‪( :‬كلوا وال تكسروا عظما) ثم جمع العظ ام في‬
‫وسط الجفنة فوض ع ي ده عليه ا ثم تكلم بكالم لم أس معه ف إذا الش اة ق د ق امت تنفض‬
‫أذنيها‪ ،‬فق ال‪( :‬خ ذ ش اتك ي ا ج ابر ب ارك هللا ل ك)‪ ،‬ق ال‪ :‬فأخ ذتها ومض يت‪ ،‬وإنه ا‬
‫لتنازعني أذنها حتى أتيت المنزل فقالت المرأة‪ :‬م ا ه ذا ي ا ج ابر‪ ،‬فقلت‪ :‬وهللا‪ ،‬ه ذه‬
‫‪ )(1‬رواه الحميدي برجال ثقات‪ ،‬سبل الهدى‪.10/42 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه الطبراني وابن عساكر‪ ،‬سبل الهدى‪.10/42 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه ابن أبي الدنيا وأبو نعيم والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/14 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/14 :‬‬
‫‪48‬‬
‫شاتنا ال تي ذبحناه ا لرس ول هللا ‪ ‬دع ا هللا تع الى فأحياه ا لن ا‪ ،‬فق الت‪ :‬أش هد أن ه‬
‫رسول هللا ‪.)1(‬‬
‫[الحديث‪ ]185 :‬عن ضمرة قال‪ :‬كان لرجل غنم وكان له ابن يأتي النبي ‪‬‬
‫بقدح من لبن إذا حلب ثم إن النبي ‪ ‬افتقده فجاء أبوه‪ ،‬ف أخبره أن ابن ه هل ك‪ ،‬فق ال‬
‫النبي ‪( :‬أتريد أن أدعو هللا تعالى أن ينشره ل ك أو تص بر‪ ،‬في ؤخره ل ك إلى ي وم‬
‫القيامة فيأتيك فيأخذ بيدك فينطلق بك إلى الجنة‪ ،‬فتدخل من أي أبواب الجنة ش ئت؟)‬
‫فقال الرجل‪ :‬من لي بذلك يا رسول هللا؟ قال‪( :‬هو لك ولكل مؤمن)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]186 :‬عن أبي سبرة النخعي قال‪ :‬أقبل رج ل من اليمن‪ ،‬فلم ا ك ان‬
‫ببعض الطريق نفق حم اره فق ام وتوض أ وص لى ركع تين‪ ،‬ثم ق ال‪ :‬اللهم إني جئت‬
‫مجاهدا في سبيلك‪ ،‬وابتغاء مرضاتك‪ ،‬وأنا أشهد أنك تح يي الم وتى‪ ،‬وتبعث من في‬
‫القبور ال تجعل ألح د علي الي وم من ة‪ ،‬أطلب إلي ك أن تبعث حم اري‪ ،‬فق ام الحم ار‬
‫ينفض أذنيه(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]187 :‬عن أبي هريرة وأنس وابن عباس وجابر وغيرهم أن خيبر‬
‫لما فتحت أهدت يهودية للنبي ‪ ‬شاة مصلية فأخذ ال ذراع فلم ا بس ط الق وم أي ديهم‬
‫ق ال‪( :‬كف وا أي ديكم‪ ،‬ف إن عض وها يخ برني أنه ا مس مومة) ودع ا اليهودي ة‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫(أسممت هذه الش اة؟) ق الت‪ :‬من أخ برك؟ ق ال‪( :‬ه ذا العظم لس اقها وه و في ي ده)‪،‬‬
‫قالت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪( :‬فما حملك على ه ذا؟) ق الت‪ :‬قلت‪ :‬إن ك ان نبي ا‪ ،‬فال يض ره‪ ،‬وإن‬
‫هللا سيطلعه عليه‪ ،‬وإن لم يكن نبيا استرحنا منه‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪( :‬م ا ك ان هللا‬
‫ليسلطك علي) فعفا عنها ولم يعاقبها(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]188 :‬عن ابن عباس قال‪ :‬أقبلت يوم بدر من قتال المشركين وأن ا‬
‫جائع‪ ،‬ثم استقبلتني امرأة يهودية على رأسها جفنة فيها جدي مشوي‪ ،‬فق الت‪ :‬الحم د‬
‫هلل يا محمد‪ ،‬الذي سلمك‪ ،‬كنت نذرت هلل إن سلمك هللا وقدمت المدينة س الما ألذبحن‬
‫هذا الجدي فألشوينه وألحملنه إليك لتأكل منه‪ ،‬فاستنطق هللا تعالى الجدي‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا‬
‫محمد ال تأكلني فإني مسموم(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]189 :‬عن عبيد بن مرزوق قال‪ :‬كانت امرأة بالمدينة تقم المسجد‪،‬‬
‫فماتت‪ ،‬فلم يعلم بها النبي ‪ ‬فم ر على قبره ا فق ال‪( :‬م ا ه ذا الق بر؟) ق الوا ل ه‪ :‬أم‬
‫محجن قال النبي ‪( :‬كانت تقم المسجد؟) قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬فصف الناس‪ ،‬فصلى عليه ا‪،‬‬
‫ثم قال‪( :‬أي العمل وجدت أفضل) قالوا‪ :‬يا رس ول هللا‪ ،‬أتس مع م ا تق ول؟ ق ال‪( :‬م ا‬
‫أنتم بأسمع منها) فذكر أنها أجابته‪ :‬قم المسجد(‪.)6‬‬

‫‪ )(1‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/14 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/15 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/15 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخاري ومسلم والبيهقي وأبو نعيم وغيرهم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/15 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/16 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه أبو الشيخ وابن حبان‪ ،‬سبل الهدى‪.10/16 :‬‬
‫‪49‬‬
‫[الحديث‪ ]190 :‬عن أبي حميد الس اعدي أن رس ول هللا ‪ ‬ق ال ي وم تب وك‪:‬‬
‫(ال يخرجن أحد منكم إال ومعه صاحب له)‪ ،‬ففعل الناس ما أمرهم رسول هللا ‪ ‬به‬
‫إال رجلين من بني ساعدة خرج أحدهما لحاجته‪ ،‬وخ رج اآلخ ر في طلب بع ير ل ه‪،‬‬
‫فأما الذي خرج لحاجته فإنه خنق على مذهبه أي موضعه ثم دعا له ‪ ‬فشفي(‪.)7‬‬
‫‪ 8‬ـ ما ورد في بركته على كل من صاحبه‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة في ذلك‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]191 :‬عن عبد هللا بن عباس ق ال‪ :‬ح دثتني حليم ة‪ ،‬ق الت‪ :‬ق دمت‬
‫ق ذل ك عليهم ض عفا ً وعجف ا ً ومعي‬ ‫على أتان لي قمراء ق د أز ّمت ب الرّكب ح تى ش ّ‬
‫صب ّي لنا وشارف لنا وهللا ما تبضّ بقطرة‪ ،‬وما نن ام ليلن ا أجم ع‪ ،‬من ص بيّنا ذاك ال‬
‫يجد في شارفنا ما يكفيه وال في ثديي ما يغنيه فقدمنا مك ة‪ ..‬ف و هللا م ا علمت ام رأةً‬
‫منا إال وقد عرض عليها رسول هللا ‪ ‬فتأباه إذا قيل لها بأنه يتيم‪ ،‬وذلك أنّا إنما كن ا‬
‫نرجو المعروف من أبي الصب ّي‪ ،‬فكنا نقول ي تيم م ا عس ى تص نع أم ه وج ده‪ .‬فكن ا‬
‫نكرهه لذلك‪ .‬فو هللا ما بقي من صواحبي ام رأة إال أخ ذت رض يعا ً غ يري‪ ،‬فلم ا لم‬
‫أج د غ يره قلت ل زوجي‪ :‬وهللا إني ألك ره أن أرج ع من بين ص واحبي ليس معي‬
‫رضيع‪ ،‬ألنطلقن إلى ذل ك الي تيم فآلخذنّه‪ .‬ف ذهبت فأخذت ه فجئت ب ه رحلى‪ .‬فق الت‬
‫آمنة‪ :‬يا حليمة قيل لي ثالث ليال‪ :‬استرضعي ابن ك في ب ني س عد بن بك ر ثم في آل‬
‫فإن زوجي أب و ذؤيب‪ .‬وإنه ا أخبرته ا بم ا رأت في حمل ه‬ ‫أبي ذؤيب‪ .‬قالت حليمة‪ّ :‬‬
‫وحين وضعته‪ ..‬قالت حليمة‪ :‬فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي‪ .‬بما ش اء هللا‬
‫من لبن‪ ،‬فش رب ح تى روي ثم ش رب أخ وه ح تى روي ثم نام ا‪ .‬وق ام زوجي إلى‬
‫شارفنا فإذا إنها لحافل‪ ،‬فحلب فشرب وشربت حتى انتهين ا‪ ،‬وبتن ا بخ ير ليل ة‪ .‬فق ال‬
‫صاحبي‪ :‬تعلّمي يا حليمة وهللا إني ألراك قد أخ ذت نس مةً مبارك ة ألم ت رى إلى م ا‬
‫بتنا فيه الليلة من الخير والبركة حين أخذناه؟ قلت‪:‬وهللا إني ألرجو ذلك‪.‬‬
‫قالت‪ :‬ثم رجعنا وركبت أتاني وحملت ه عليه ا معي‪ ،‬ف و هللا لق د قطعت أت اني‬
‫بالرّكب حتى م ا يتعل ق به ا حم ار‪ ،‬ح تى إن ص واحبي ليقلن لي ي ا بنت أبي ذؤيب‬
‫ويحك! أربعي علينا أهذه أتانك التي خرجت عليه ا معن ا؟ ف أقول نعم وهللا إنه ا لهي‬
‫إن لها لشأناً‪ ..‬ثم قدمنا أرض ب ني س عد‪ ،‬وم ا أعلم أرض ا ً من أرض هللا‬ ‫فيقلن‪ :‬وهللا ّ‬
‫تعالى أجدب منها‪ ،‬فك انت غنمي تس رح ثم ت روح ش باعا ً لبّن ا فنحلب ونش رب وم ا‬
‫إنسان قطرة لبن وال يجدها في ض رع‪ ،‬إن ك ان الحاض ر من قومن ا ليقول ون‬ ‫ٌ‬ ‫يحلب‬
‫لرع اتهم‪ :‬ويحكم انظ روا حيث تس رح غنم حليم ة فاس رحوا معهم‪ .‬فيس رحون م ع‬
‫غنمي حيث تسرح فتروح أغنامهم جياعا ً م ا فيه ا قط رة لبن وت روح غنمي ش باعا ً‬
‫لبّناً‪.‬‬
‫قالت‪ :‬ولما دخلت به إلى منزلي لم يبق منزل من منازل بني س عد إال ش ممنا‬
‫إن أحدهم ك ان إذا ن زل ب ه‬ ‫منه ريح المسك وألقيت محبته ‪ ‬في قلوب الناس حتى ّ‬
‫‪ )(7‬رواه أحمد‪ ،‬سبل الهدى‪.10/16 :‬‬
‫‪50‬‬
‫أذى في جسده أخذ كفه ‪ ‬فيضعها على موضع األذى فيبرأ سريعا ً بإذن هللا تعالى‪.‬‬
‫وكانوا إذا اعت ّل لهم بعير أو شاة فعلوا ذلك(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]192 :‬روي عن بعض من كان يرعى غنم حليمة أنهم كانوا يرون‬
‫غنمها ما ترفع برؤوسها وترى الخضر في أفواهها وأبعارها‪ ،‬وما تزيد غنمن ا على‬
‫أن تربض ما تجد عوداً تأكله(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]193 :‬روي أن حليمة ك انت ال ت دع رس ول هللا ‪ ‬ي ذهب مكان ا ً‬
‫بعيداً‪ ،‬فغفلت عنه يوما فخرج مع أخته ال ّشيماء في الظه يرة فخ رجت حليم ة تطلب ه‬
‫حتى وجدته مع أخته فقالت‪ :‬في هذا الحر؟ فقالت أخته‪ :‬يا أ ّمه ما وج د أخي ح راراً‬
‫رأيت غمام ة تظ ّل علي ه إذا وق ف وقفت وإذا س ار س ارت ح تى انتهى إلي ه ذا‬
‫الموضع‪ .‬قالت‪ :‬حقّا ً يا بنية؟‪ ..‬قالت‪ :‬إي وهللا(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]194 :‬عن ابن عباس وغيره قالوا‪ :‬لم ا ت وفي عب د المطلب قبض‬
‫أبو طالب رسول هَّللا ‪ ‬فكان يكون معه‪ ،‬وكان يحبه حبا شديدا ال يحبه ولده وك ان‬
‫ال ينام إال إلى جنبه وصب ب ه ص بابة لم يص ب مثله ا ق ط‪ ،‬وك ان يخص ه بالطع ام‬
‫وكان عيال أبي طالب إذا أكلوا جميع ا أو ف رادى لم يش بعوا وإذا أك ل معهم رس ول‬
‫هَّللا ‪ ‬شبعوا‪ .‬وكان أبو طالب إذا أراد أن يغديهم أو يعش يهم يق ول‪ :‬كم ا أنتم ح تى‬
‫يحضر ابني‪ .‬فيأتي رسول هَّللا ‪ ‬فيأك ل معهم فيفض لون من طع امهم‪ ،‬وإن لم يكن‬
‫معهم لم يشبعهم‪ ،‬وإن كان لبنا ش رب أولهم ثم يتن اول العي ال القعب فيش ربون من ه‬
‫فيروون عن آخرهم من القعب الواحد‪ ،‬وإن كان أح دهم ليش رب قعب ا ً وح ده فيق ول‬
‫أبو طالب‪ :‬إنك لمبارك‪ .‬وكان الصبيان يصيحون رمص ا ً ش عثا ً ويص بح رس ول هَّللا‬
‫‪ ‬دهينا كحيال(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]195 :‬عن أم أيمن قالت‪ :‬ما رأيت رس ول هَّللا ‪ ‬ش كا جوع ا وال‬
‫عطشا ال في كبره وال في ص غره‪ ،‬وك ان يغ دو إذا أص بح فيش رب من م اء زم زم‬
‫شربة فربما عرضنا عليه الغداء فيقول‪ :‬أنا شبعان(‪.)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]196 :‬عن ابن عب اس ق ال‪ :‬ك ان أب و ط الب يق رب للص بيان‬
‫تصبيحهم فيضعون أيديهم فينتهب ون ويك ف رس ول هَّللا ‪ ‬ي ده فلم ا رأى ذل ك أب و‬
‫طالب عزل له طعامه(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]197 :‬عن جلهمة بن عرفطة قال‪ :‬قدمت مك ة وق ريش في قح ط‪،‬‬
‫فقائل منهم يقول‪ :‬اعتمدوا والالت والعزى‪ .‬وقائل منهم يق ول‪ :‬اعتم دوا من اة الثالث ة‬
‫األخرى فقال شيخ وسيم حسن الوجه جي د ال رأي‪ :‬أنى تؤفك ون وفيكم بقي ة إب راهيم‬

‫‪ )( 1‬رواه ابن إسحاق وابن راهوية وأبو يعلى والطبراني وابن حبان‪ ،‬سبل الهدى‪.)386 /1(:‬‬
‫‪ )(2‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.)386 /1(:‬‬
‫‪ )(3‬رواه ابن سعد‪ ،‬سبل الهدى‪.)386 /1(:‬‬
‫‪ )(4‬رواه ابن سعد والحسن بن عرفة وابن عساكر‪ ، ،‬سبل الهدى‪.)135 /2(:‬‬
‫‪ )(5‬رواه أبو نعيم‪ ، ،‬سبل الهدى‪.)135 /2(:‬‬
‫‪ )(6‬رواه الحسن بن سفيان‪ ،‬سبل الهدى‪.)135 /2(:‬‬
‫‪51‬‬
‫وساللة إسماعيل‪ .‬قالوا‪ :‬كأنك عنيت أب ا ط الب؟ ق ال‪ :‬إيه ا‪ .‬فق اموا ب أجمعهم وقمت‬
‫معهم فدققنا عليه بابه فخرج إلينا رجل حسن الوجه علي ه إزار ق د اتش ح ب ه فث اروا‬
‫إليه فقالوا‪ :‬يا أبا طالب أقح ط ال وادي وأج دب العي ال فهلم فاستس ق لن ا فخ رج أب و‬
‫طالب ومعه غالم كأنه شمس دجنة تجلت عليه سحابة قتم اء وحول ه أغيلم ة فأخ ذه‬
‫أبو طالب فألصق ظهره بالكعب ة والذ بإص بعه الغالم وم ا في الس ماء قزع ة فأقب ل‬
‫السحاب من هاهنا وها هنا وأغدق واغ دودق وانفج ر ل ه ال وادي وأخص ب الن ادي‬
‫والبادي(‪ .)1‬وفي ذلك يقول أبو طالب‪:‬‬
‫ثمال اليتامى عصمة‬ ‫وأبيض يستسقي الغمام‬
‫لألرامل‬ ‫بوجهه‬
‫فهم عنده في نعمة‬ ‫هاشم‬
‫ٍ‬ ‫يلوذ به الهالك من آل‬
‫وفواضل‬
‫[الحديث‪ ]198 :‬عن عمرو بن سعيد أن أبا ط الب ق ال‪ :‬كنت ب ذي المج از‬
‫مع ابن أخي‪ ،‬يعني النبي ‪ ،‬فأدركني العطش فش كوت إلي ه فقلت‪ :‬ي ا ابن أخي ق د‬
‫عطشت‪ .‬وما قلت له ذلك وأنا أرى عنده شيئا ً إال الجزع قال‪ :‬فثنى وركه ثم قال‪ :‬ي ا‬
‫عم عطش ت؟ قلت‪ :‬نعم‪ .‬ف أهوى بعقب ه إلى األرض ف إذا أن ا بالم اء فق ال اش رب‬
‫فشربت(‪.)2‬‬
‫ثانيا ـ ما ورد حول إجابة دعواته‪:‬‬
‫وهي أحاديث تتوافق مع ما ورد في القرآن الك ريم ح ول اس تجابة هللا تع الى‬
‫لعباده الصالحين؛ فكيف برسول هللا ‪ ‬والذي هو أشرف الصالحين وأعظمهم‪ ،‬قال‬
‫ان فَ ْليَ ْس ت َِجيبُوا‬ ‫ُ‬
‫اع إِ َذا َد َع ِ‬‫﴿وإِ َذا َسأَلَكَ ِعبَا ِدي َعنِّي فَإِنِّي قَ ِريبٌ أ ِجيبُ َد ْع َوةَ ال َّد ِ‬ ‫تعالى‪َ :‬‬
‫لِي َو ْلي ُْؤ ِمنُوا بِي لَ َعلهُ ْم يَرْ ُش ُدونَ ﴾ [البقرة‪]186 :‬‬
‫َّ‬
‫وذك ر النم اذج الكث يرة عن ذل ك من أدعي ة األنبي اء عليهم الس الم‪ ،‬وكي ف‬
‫ُّوب إِ ْذ نَادَى َربَّهُ أَنِّي‬ ‫﴿وأَي َ‬ ‫استجاب هللا دعواتهم‪ ،‬كقوله تعالى عن أيوب عليه السالم‪َ :‬‬
‫ض رٍّ َوآتَ ْينَ اهُ‬ ‫َم َّسنِ َي الضُّ رُّ َوأَ ْنتَ أَرْ َح ُم الرَّا ِح ِمينَ (‪ )83‬فَا ْست ََج ْبنَا لَهُ فَ َك َش ْفنَا َما بِ ِه ِم ْن ُ‬
‫أهله َو ِم ْثلَهُ ْم َم َعهُ ْم َرحْ َمةً ِم ْن ِع ْن ِدنَا َو ِذ ْك َرى لِ ْل َعابِ ِدينَ ﴾ [األنبياء‪]84 ،83 :‬‬
‫﴿و َز َك ِريَّا إِ ْذ نَ ادَى َربَّهُ َربِّ اَل تَ َذرْ نِي فَ رْ دًا‬ ‫وقول ه عن زكري ا علي ه الس الم‪َ :‬‬
‫اس تَ َج ْبنَا لَ هُ َو َوهَ ْبنَ ا لَ هُ يَحْ يَى َوأَ ْ‬
‫ص لَحْ نَا لَ هُ َزوْ َج هُ إِنَّهُ ْم‬ ‫ارثِينَ (‪ )89‬فَ ْ‬ ‫َوأَ ْنتَ َخ ْي ُر ْال َو ِ‬
‫خَاش ِعينَ ﴾ [األنبي اء‪:‬‬ ‫ت َويَ ْدعُونَنَا َر َغبًا َو َرهَبًا َو َكانُوا لَنَ ا ِ‬ ‫ار ُعونَ فِي ْال َخي َْرا ِ‬ ‫َكانُوا يُ َس ِ‬
‫‪]90 ،89‬‬
‫َاض بًا فَظَ َّن أَ ْن لَ ْن نَ ْق ِد َر‬
‫َب ُمغ ِ‬ ‫﴿و َذا النُّو ِن إِ ْذ َذه َ‬ ‫وقوله عن يونس عليه السالم‪َ :‬‬
‫ت ِمنَ الظَّالِ ِمينَ (‪)87‬‬ ‫ك إِنِّي ُك ْن ُ‬‫ت أَ ْن اَل إِلَ هَ إِاَّل أَ ْنتَ ُس ب َْحانَ َ‬ ‫َعلَ ْي ِه فَنَ ادَى فِي ُّ‬
‫الظلُ َم ا ِ‬
‫ك نُ ْن ِجي ْال ُم ْؤ ِمنِينَ ﴾ [األنبياء‪]88 ،87 :‬‬ ‫فَا ْست ََج ْبنَا لَهُ َونَ َّج ْينَاهُ ِمنَ ْال َغ ِّم َو َك َذلِ َ‬
‫وغيرها من اآليات الكثيرة‪ ،‬وسنذكر هنا األحاديث الواردة حول‪:‬‬

‫‪ )(1‬رواه ابن عساكر‪ ،‬سبل الهدى‪.)137 /2( ،‬‬


‫‪ )(2‬رواه ابن سعد‪ ،‬سبل الهدى‪.)137 /2( ،‬‬
‫‪52‬‬
‫‪ 1‬ـ إجابة دعائه ‪ ‬في إغاثة الملهوفين‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إجابة دعائه ‪ ‬للمؤمنين‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ إجابة دعائه ‪ ‬على المستكبرين‪.‬‬
‫وهذه هي األحاديث‪ ،‬بحسب هذا الترتيب‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ما ورد حول إجابة دعائه في إغاثة الملهوفين‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة في ذلك‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]199 :‬قال ابن عمر‪( :‬ربم ا ذك رت ق ول الش اعر وأن ا أنظ ر إلى‬
‫وجه رسول هللا ‪ ‬يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب(‪:)1‬‬
‫ثمال اليتامى عصمة‬ ‫وأبيض يستسقى الغمام‬
‫لألرامل‬ ‫بوجهه‬
‫[الحديث‪ ]200 :‬عن أنس قال‪( :‬دخل رجل المسجد يوم جمعة من باب كان‬
‫وجاه منبر رسول هللا ‪ ‬ورس ول هللا ‪ ‬يخطب على المن بر؛ فاس تقبل رس ول هللا‬
‫‪ ‬قائما فقال‪ :‬يا رسول هللا هلكت األموال وانقطعت السبل ف ادع هللا ع ز وج ل أن‬
‫يغيثنا؛ فرفع رسول هللا ‪ ‬يديه ثم قال‪( :‬اللهم أغثنا اللهم أغثن ا)‪ ،‬م رتين ق ال أنس‪:‬‬
‫وأيم هللا ال نرى في الس ماء من س حاب وال قرح ة وم ا بين ا وبين س لع من بيت وال‬
‫دار؛ فطلعت من ورائه س حابة كأمث ال الجب ال‪ ،‬ثم لم ي نزل عن المن بر ح تى رأيت‬
‫الماء يتحادر على لحيته متوالية‪ ،‬وم ا رأيت الش مس ص بحا‪ ،‬وم ا زالت تمط ر إلى‬
‫الجمعة المقبل ة‪ ،‬ثم دخ ل ذل ك الرج ل من ذل ك الب اب ورس ول هللا ‪ ‬ق ائم يخطب‬
‫واستقبله رسول هللا ‪ ‬قائم ا وق ال‪ :‬ي ا رس ول هللا هلكت األم وال وانقطعت الس بل‬
‫ادع هللا عز وج ل أن يمس كها؛ فرف ع رس ول هللا ‪ ‬يدي ه فق ال‪( :‬اللهم حوالين ا وال‬
‫علينا اللهم على اآلك ام والجب ال والظ راب وبط ون األودي ة ومن ابت الش جر)؛ فم ا‬
‫جعل يسير إلى ناحية من السحاب إال تمزقت حتى صارت المدين ة في مث ل الجوب ة‬
‫حتى سال الوادي شهرا ولم يجيء أحد إال حدث بالجود(‪.)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]201 :‬عن أنس ق ال‪ :‬ج اء أع رابي إلى رس ول هللا ‪ ‬فق ال‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا‪ ،‬لقد أتيناك وما لنا بعير يئط‪ ،‬وال صبي يصيح وأنشد‪:‬‬
‫وقد شغلت أم الصبي عن الطفل‬ ‫أتيناك والعذراء يدمى لبانها‬
‫من الجوع ضعفا ما يمر وما‬ ‫وألقى بكفيه الصبي استكانة‬
‫يحلي‬
‫سوى الحنظل القامي والعلهز‬ ‫وال شيء مما يأكل الناس‬
‫الغسل‬ ‫عندنا‬
‫وأين فرار الناس إال إلى الرسل‬ ‫وليس لنا إال إليك فرارنا‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري وابن ماجه‪ ،‬سبل الهدى‪9/440 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه أحمد والشيخان‪ ،‬سبل الهدى‪9/440 :‬‬
‫‪53‬‬
‫فقام رسول هللا ‪ ‬حتى ص عد المن بر ثم رف ع يدي ه فق ال‪( :‬اللهم اس قنا غيث ا‬
‫مغيثا مريئا مريعا غدقا طبقا عاجال غ ير رائث نافع ا غ ير ض ار تمأل ب ه الض رع‬
‫وتنبت به الزرع وتحيي به األرض بعد موتها وكذلك تخرجون)؛ فو هللا ما رد يدي ه‬
‫إلى نحره حتى ألقت السماء بأردافه ا وج اء أه ل الوطاب ة يض جون‪ :‬ي ا رس ول هللا‬
‫الغرق؛ فرفع يديه إلى السماء وقال‪( :‬اللهم حوالينا وال علينا)؛ فانجاب الس حاب من‬
‫المدينة فضحك رسول هللا ‪ ‬حتى بدت نواجذه ثم قال‪( :‬هلل در أبي ط الب ل و ك ان‬
‫حيا قرت عيناه)‪ ،‬فقال علي‪ :‬كأنك أردت يا رسول هللا قوله‪:‬‬
‫ثمال اليتامى عصمة‬ ‫وأبيض يستسقى الغمام‬
‫لألرامل‬ ‫بوجهه‬
‫وقام رجل من كنانة فقال‪:‬‬
‫سقينا بوجه النبي‬ ‫لك الحمد والحمد لمن‬
‫المطر‬ ‫شكر‬
‫إليه وأشخص منه‬ ‫دعا هللا خالقه دعوة‬
‫البصر‬
‫وهذا العيان لذاك‬ ‫أغاث به هللا عليا مضر‬
‫الخبر‬
‫وأسرع حتى رأينا‬ ‫فلم تك إال ككف الردا‬
‫الدرر‬
‫وكان كما قال عمه أبو طالب‪ :‬أبيض ذو غرر‪.‬‬
‫ومن يكفر هللا يلقى‬ ‫به هللا يسقي صوب‬
‫الغير‬ ‫الغمام‬
‫فقال النبي ‪ ‬إن يك شاعرا يحسن فقد أحسنت (‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]202 :‬قال أبو أمامة‪ :‬قام رسول هللا ‪ ‬ضحى في المسجد‪ ،‬فك بر‬
‫ثالث تكب يرات ثم ق ال‪( :‬اللهم ارزقن ا س منا ولبن ا وش حما ولحم ا)‪ ،‬وم ا ن رى في‬
‫السماء من سحاب؛ فثارت ريح وغبرة‪ ،‬ثم اجتمع السحاب؛ فص بت الس ماء فص اح‬
‫أهل األسواق ورسول هللا ‪ ‬قائم فسالت في الطرق فما رأيت عاما ك ان أك ثر لبن ا‬
‫وسمنا وشحما ولحما منه إن هو إال في الطرق ما يشتريه أحد)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]203 :‬قالت الربيع بنت معوذ بن عفراء‪( :‬بينا نحن عند رسول هللا‬
‫‪ ‬في بعض أسفاره إذا احتاج الناس إلي فالتمسوا في الركب م اء فلم يج دوا ف دعا‬
‫رسول هللا ‪ ‬فأمطرت حتى استقى الناس وسقوا)((‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]204 :‬قالت عائشة‪( :‬شكا الناس إلى رسول هللا ‪ ‬قح وط المط ر‬
‫فخرج إلى المصلى وقعد على المنبر ورفع يديه ح تى رأى بي اض إبطي ه فأنش أ هللا‬
‫سبحانه وتعالى سبحانه فرع دت وب رقت ثم أمط رت فلم ي أت المس جد ح تى س الت‬

‫‪ )(1‬رواه البيهقي وابن عساكر‪ ،‬سبل الهدى‪9/440 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه أبو نعيم والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪9/441 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.9/441 :‬‬
‫‪54‬‬
‫ورسوله)(‪)1‬‬ ‫السيول فقال‪ :‬أشهد أن هللا على كل شيء قدير وأني عبد هللا‬
‫[الحديث‪ ]205 :‬قال كعب بن مرة أو مرة بن كعب البهزي‪ :‬دعا رس ول هللا‬
‫‪ ‬على مضر فأتاه أبو سفيان فقال‪ :‬إن قوم ك ق د هلك وا ف ادع هللا لهم فق ال‪( :‬اللهم‬
‫اسقنا غيثا مغيثا غدقا طبقا مريعا نافعا غير ضار‪ ،‬عاجال غير رائث)‪ ،‬فما لبثن ا إال‬
‫جمعة حتى مطرنا فأتوه فشكوا إلي ه المط ر فق الوا‪ :‬لق د ته دمت ال بيوت فق ال‪ :‬اللهم‬
‫حوالينا وال علينا فجعل السحاب يتقطع يمينا وشماال (‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]206 :‬عن أبي لباب ة‪ :‬أن وف د ب ني ف زارة أت وا رس ول هللا ‪ ‬لم ا‬
‫فصل من غزوة تبوك مقرين باإلسالم‪ ،‬وق دموا على إب ل ض عاف عج اف؛ فس ألهم‬
‫رسول هللا ‪ ‬عن بالدهم فقالوا‪ :‬يا رسول هللا أسنت بالدنا‪ ،‬وأجدبت جنانا‪ ،‬وع زر‬
‫عيالنا‪ ،‬وهلكت مواشينا فادع هللا لنا أن يغيثنا‪ ،‬واشفع لنا إلى ربك‪ ،‬فق ال رس ول هللا‬
‫‪( :‬سبحان هللا ويلك أن اشفع إلى ربي فمن ذا الذي يش فع ربن ا إلي ه ال إل ه إال هللا‬
‫العلي العظيم‪ ،‬وسع كرسيه السموات واألرض‪ ،‬تئ ط من عظمت ه وجالل ه كم ا يئ ط‬
‫الرجل الحديد)‪ ،‬فقام رسول هللا ‪ ‬فصعد المن بر وتكلم بكلم ات‪ ،‬ورف ع يدي ه ح تى‬
‫رؤي بياض إبطيه وكان مما حفظ من دعائه قال‪( :‬اللهم اسق بلدك وبهائمك وانش ر‬
‫رحمتك‪ ،‬وأحيي بلدك الميت‪ ،‬اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريعا طبقا واس عا ع اجال غ ير‬
‫آجل‪ ،‬نافعا غير ضار‪ ،‬اللهم سقيا رحمة ال سقيا عذاب وال هدم وال غرق وال مح ق‬
‫اللهم اسقنا الغيث وانصرنا على األعداء)‪ ،‬فقام أبو لبابة األنصاري فقال‪ :‬يا رس ول‬
‫هللا ‪ ‬أن التمر في المرابد ثالث مرات‪ ،‬فقال رسول هللا ‪( :‬اسقنا حتى يقوم أب و‬
‫لبابة يسد ثعلب مربده بإزاره)‪ ،‬قال‪ :‬فال وهللا ما في الس ماء س حاب وال قزع ة وم ا‬
‫بين المسجد وبين سلع من بناء وال دار؛ فطلعت من وراء سلع سحابة مث ل ال ترس؛‬
‫فلما توسطت السماء‪ ،‬انتشرت وهم ينظرون ثم أمطرت فو هللا ما رأوا الشمس ستا‪،‬‬
‫وقام أبو لبابة يسد ثعلب مربده بإزاره لئال يخرج التم ر من ه؛ فج اء ذل ك الرج ل أو‬
‫غيره فق ال‪ :‬ي ا رس ول هللا هلكت األم وال وانقطعت الس بل؛ فص عد رس ول هللا ‪‬‬
‫المنبر فدعا ورفع يديه مدا حتى رؤي بياض إبطيه ثم قال‪( :‬اللهم حوالين ا وال علين ا‬
‫اللهم على اآلكام والظراب وبطون األودية ومن ابت الش جر) فانج ابت الس حابة عن‬
‫المدينة كانجياب الثوب(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]207 :‬قال ابن عباس‪ :‬جاء أعرابي إلى النبي ‪ ‬فقال‪ :‬ي ا رس ول‬
‫هللا لقد جئتك من عند قوم م ا ي تزود لهم راع وال يحص د لهم فح ل؛ فص عد المن بر؛‬
‫فحمد هللا وأثنى عليه ثم قال‪( :‬اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا طبقا مريع ا غ دقا ع اجال‬
‫غير رائث)‪ ،‬ثم نزل فما يأتيه أحد من وجه من وجوه إال قالوا أحينا(‪.)4‬‬

‫‪ )(1‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.9/441 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه ابن ماجة والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.9/442 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أبو الشيخ والبيهقي بإسناد حسن‪ ،‬سبل الهدى‪.9/442 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه ابن ماجة‪ ،‬سبل الهدى‪.9/443 :‬‬
‫‪55‬‬
‫[الحديث‪ ]208 :‬ق ال عم ر‪ :‬خرجن ا إلى تب وك في قي ظ ش ديد فنزلن ا م نزال‬
‫وأصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستقطع حتى إن الرجل لينحر بعيره فيعصر‬
‫فرثه فيشربها به ويجعل م ا بقي على كب ده فق ال أب و بك ر‪ :‬ي ا رس ول هللا أن هللا ق د‬
‫عودك في الدعاء خ يرا ف ادع هللا لن ا‪ ،‬فق ال أتحب ذل ك ق ال‪ :‬نعم؛ فرف ع يدي ه نح و‬
‫السماء فلم يرجعه ا ح تى ق الت الس ماء ف أظلت ثم س كبت فمألوا م ا معهم ثم ذهبن ا‬
‫ننظر فلم نجدها جازت العسكر(‪.)1‬‬
‫قال الواقدي كان مع المسلمين في هذه الغزوة اثنا عشر ألف بعير ومثله ا من‬
‫الخيل وكانوا ثالثين ألفا من المقاتلة‪.‬‬
‫[الحديث‪ ]209 :‬عن عبد الرحمن بن إبراهيم المزي عن أشياخهم قالوا‪ :‬قدم‬
‫وفد بني م رة على رس ول هللا ‪ ‬فق ال رس ول هللا ‪ :‬كي ف البالد ق الوا‪ :‬وهللا إن ا‬
‫لمسنتون وم ا في الم ال مخ ف ادع هللا لن ا فق ال‪( :‬اللهم اس قهم الغيث)؛ فرجع وا إلى‬
‫بالدهم فوجدوها قد مطرت في اليوم الذي دعى لهم رس ول هللا ‪ ‬فق دم علي ه ق ادم‬
‫وهو متجهز لحجة الوداع فقال‪ :‬يا رسول هللا‪ :‬رجعنا إلى بالدنا فوج دناها مص بوبة‬
‫مطرا لذلك اليوم الذي دعوت لنا في ه‪ ،‬ثم قل دتنا أقالد ال زرع في ك ل خمس ة عش رة‬
‫مطيرة جودا‪ ،‬وقد رأيت اإلب ل تأك ل وهي ب رك وإن غنمن ا م ا ت وارى من أبياته ا‪،‬‬
‫فترجع‪ ،‬فتقيل في أهلنا‪ ،‬فقال رسول هللا ‪( :‬الحمد هلل الذي هو صنع ذلك)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]210 :‬ق ال ابن عب اس‪ :‬إن ناس ا من مض ر أت وا رس ول هللا ‪‬‬
‫فسألوه أن يدعو هللا أن يسقيهم فقال‪( :‬اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا مريع ا غ دقا‬
‫طبقا نافعا غير ضار عاجال غير رائث فأطبقت عليهم حتى مطروا سبعا)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]211 :‬عن محمد بن عمر األسلمي عن أش ياخه‪ :‬أن وف د س المان‬
‫قدموا في شوال سنة عشر فقال لهم رسول هللا ‪ :‬كيف البالد عندكم؟ قالوا‪ :‬مجدبة‬
‫ف ادع هللا أن يس قينا في أوطانن ا فق ال‪( :‬اللهم اس قهم الغيث في بالدهم) فق الوا‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا ارفع يديك فإنه أكثر وأطيب فتبسم ورفع يديه ح تى ب دا بي اض إبطي ه ثم‬
‫رجعوا إلى بالدهم فوجدوها قد مطرت في الي وم ال ذي دع ا في ه رس ول هللا ‪ ‬في‬
‫تلك الساعة(‪.)4‬‬
‫‪ 2‬ـ ما ورد حول إجابة دعائه للمؤمنين‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة في ذلك‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]212 :‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول هللا ‪( :‬اللهم اجعل رزق‬
‫آل محمد قوتا) قال البيهقي‪ :‬وقد رزقوا ذلك وصبروا عليه(‪.)5‬‬

‫‪ )(1‬رواه ابن خزيمة وابن جرير وابن حبان والحاكم وصححه‪ ،‬سبل الهدى‪.9/443 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه ابن سعيد وأبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.9/443 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.9/443 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.9/444 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/201 :‬‬
‫‪56‬‬
‫[الحــديث‪ ]213 :‬عن عمران بن حص ين ق ال‪ :‬كنت م ع الن بي ‪ ‬إذ أقبلت‬
‫فاطم ة ف وقفت بين يدي ه‪ ،‬فنظ ر إليه ا ووجهه ا مص فر من ش دة الج وع فرف ع ي ده‬
‫فوض عها على ص درها في موض ع القالدة‪ ،‬وف رج أص ابعه ثم ق ال‪( :‬اللهم مش بع‬
‫الجاعة‪ ،‬ورافع الوضيعة‪ ،‬ارفع فاطمة بنت محمد)‪ ،‬قال عمران بن حصين فنظرت‬
‫إليها وقد ذهبت الصفرة من وجهها فلقيتها بع دها‪ ،‬فس ألتها فق الت‪ :‬م ا جعت بع د ي ا‬
‫عمران(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]214 :‬عن علي قال‪ :‬مرضت فع ادني رس ول هللا ‪ ‬وأن ا أق ول‪:‬‬
‫اللهم إن ك ان أجلي ق د حض ر ف أرحني وإن ك ان مت أخرا ف ارفعني‪ ،‬وإن ك ان بالء‬
‫فصبرني‪ ،‬فقال‪( :‬اللهم اشفه اللهم عافه)‪ ،‬ثم قال‪ :‬فقمت فما عاد ذلك الوجع بعد(‪.)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]215 :‬عن علي أن رس ول هللا ‪ ‬دع ا لعلي فق ال‪( :‬اللهم أذهب‬
‫عنه الحر والبرد)‪ ،‬فكان يلبس في الشتاء ثي اب الص يف‪ ،‬ويلبس في الص يف ثي اب‬
‫الشتاء وال يصيبه حر وال برد(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]216 :‬عن أبي الحويرث قال‪ :‬قدم وف د تجيب على رس ول هللا ‪‬‬
‫سنة تسع وفيهم غالم فقال يا رسول هللا‪ :‬اقض لي حاجتي قال‪( :‬وما حاجتك) ؟ قال‪:‬‬
‫تسأل هللا أن يغفر لي ويرحمني ويجعل غناي في قلبي فقال‪( :‬اللهم اغفر له وارحمه‬
‫واجعل غناه في قلبه) فرجعوا ثم وافوا رسول هللا ‪ ‬في الموس م بم نى س نة عش ر‬
‫فسألهم عن الغالم‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما رأينا مثله أقنع منه بما رزق ه هللا فق ال رس ول هللا ‪:‬‬
‫(إني ألرجو أن يموت جميعا)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]217 :‬عن النابغة عبد هللا بن قيس الجع دي ق ال‪ :‬أتيت رس ول هللا‬
‫‪ ‬فأنشدته‪:‬‬
‫ويتلو كتابا واضح الحق‬ ‫أتيت رسول هللا إذ جاء‬
‫نيرا‬ ‫بالهدى‬
‫وإنا لنرجو فوق ذلك‬ ‫بلغنا السماء مجدنا وثراؤنا‬
‫مظهرا‬
‫فقال لي‪( :‬إلى أين المظهر يا أبا ليلى؟ ق ال‪ :‬قلت‪ :‬إلى الجن ة ق ال‪( :‬ك ذلك إن‬
‫شاء هللا) ثم قال‪:‬‬
‫بوادر تحمي صفوه أن‬ ‫وال خير في حلم إذا لم تكن‬
‫يكدرا‬ ‫له‬
‫حليم إذا ما أورد األمر‬ ‫وال خير في جهل إذا لم‬
‫أصدرا‬ ‫يكن له‬
‫فق ال الن بي ‪( :‬ص دقت ال يفض ض هللا ف اك)‪ ،‬ق ال ال راوي‪ :‬فبقي عم ره‬
‫أحسن الناس ثغرا كلما سقطت سنة عادت أخرى مكانها‪ ،‬وكان معمرا(‪.)5‬‬
‫‪ )(1‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/201 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/201 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه ابن ماجة والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/201 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه الحافظ السلفي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/203 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/202 :‬‬
‫‪57‬‬
‫[الحــديث‪ ]218 :‬عن أبي أمام ة أن رس ول هللا ‪ ‬ق ال للنابغ ة إذ أنش ده‬
‫قصيدته‪( :‬ال يفضض هللا فاك)‪ ،‬فما سقطت سن‪.‬‬
‫وفي رواي ة فك ان أحس ن الن اس ثغ را إذا س قطت ل ه س نة نبتت ل ه أخ رى‪،‬‬
‫وعاش عشرين ومائة سنة وما ذهب له سن(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]219 :‬عن أم ولد عبد هللا بن عتبة ق الت‪ :‬قلت لس يدي عب د هللا بن‬
‫عتبة‪ :‬إيش تذكر من الن بي ‪ ‬ق ال‪ :‬أذك ر أني غالم خماس ي أو سداس ي‪ ،‬أجلس ني‬
‫الن بي ‪ ‬في حج ره ودع ا لي ولول دي بالبرك ة‪ :‬ق الت‪ :‬فنحن نع رف ذل ك إن ا ال‬
‫نهرم(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]220 :‬عن ثابت بن يزيد أنه قال لرسول هللا ‪ :‬يا رس ول هللا إن‬
‫رجلي عرج اء ال تمس األرض‪ ..‬ق ال‪ :‬ف دعا لي ف برأت ح تى اس توت مث ل‬
‫األخرى(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]221 :‬عن ضباعة بنت الزبير ق الت‪ :‬دع ا رس ول هللا ‪ ‬للمق داد‬
‫بن األسود بالبركة‪ ،‬فكانت له غرائر من الورق في بيت المقداد(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]222 :‬عن عم رو بن الحم ق أن ه س قى رس ول هللا ‪ ‬لبن ا فق ال‪:‬‬
‫(اللهم أمتعه بشبابه)‪ ،‬فمرت به ثمانون سنة لم ير الشعرة البيضاء(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]223 :‬عن سبرة أن أباه أتى النبي ‪ ‬ف دعا لول ده‪ ،‬فلم يزال وا في‬
‫شرف إلى اليوم(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]224 :‬عن ضمرة بن ثعلبة أنه أتى رسول هللا ‪ ‬فقال‪ :‬يا رس ول‬
‫هللا‪ ،‬ادع هللا لي بالش هادة‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪( :‬اللهم إني أح رم دم ابن ثعلب ة على‬
‫المش ركين والكف ار)‪ ،‬فكنت أحم ل في ع رض الق وم‪ ،‬في تراءى لي رس ول هللا ‪‬‬
‫خلفهم فقال لي‪ :‬يا ابن ثعلبة‪ ،‬إنك لتغ رر‪ ،‬وتحم ل على الق وم‪ ،‬فق ال‪ :‬إن رس ول هللا‬
‫‪ ‬ي تراءى لي خلفهم‪ ،‬فأحم ل عليهم ح تى أق ف عن ده‪ ،‬ثم ي تراءى لي أص حابي‬
‫فأحمل حتى أكون مع أصحابي‪ ،‬قال‪ :‬فعمر زمانا طويل من دهره(‪.)7‬‬
‫[الحـــديث‪ ]225 :‬عن س ليمان بن ص رد أن أبي بن كعب أتى الن بي ‪‬‬
‫ب رجلين ق د اختلف ا في الق راءة ك ل واح د منهم ا يق ول‪ :‬أق رأني رس ول هللا ‪‬‬
‫فاستقرأهما‪ ،‬فقال‪( :‬أحسنتما) قال أبي فدخل في قلبي من الشك أش د مم ا كنت علي ه‬
‫في الجاهلية‪ ،‬فضرب رسول هللا ‪ ‬في صدري وقال‪( :‬اللهم أذهب عن ه الش يطان)‬
‫فارفضضت عرقا‪ ،‬وكأني أنظر إلى هللا فرقا(‪.)8‬‬
‫‪ )(1‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/203 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/203 :‬‬
‫‪ )( 3‬رواه الطبراني في (مسند الشاميين) وابن مندة والباوردي في (المعرفة) ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/204 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه أبو نعيم في الدالئل‪ ،‬سبل الهدى‪.10/204 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه ابن أبي شيبة في (مسنده) وأبو نعيم وابن عساكر‪ ،‬سبل الهدى‪.10/204 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه الطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.10/204 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه الطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.10/204 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/205 :‬‬
‫‪58‬‬
‫[الحديث‪ ]226 :‬عن سليمان بن صرد أن رسول هللا ‪ ‬قال‪( :‬الهم فقهه في‬
‫الدين وعلمه التأويل)‪ ،‬فسمي بعد الحبر‪ ،‬فكان يقال له حبر األمة (‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]227 :‬عن أنس قال‪ :‬قالت أمي‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬خادمك أنس أدع هللا‬
‫له قال‪( :‬اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته!)‪ ،‬ق ال أنس‪ :‬ف و هللا إن م الي‬
‫لكثير‪ ،‬وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون نحو المائة(‪.)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]228 :‬عن بهي ة بنت عب د هللا البكري ة ق الت‪ :‬وف دت م ع أبي إلى‬
‫النبي ‪ ‬فبايع الرجال وصافحهم‪ ،‬وبايع النس اء ولم يص افحهن‪ ،‬ق الت‪ :‬فنظ ر إلي‪،‬‬
‫ف دعاني ومس ح برأس ي‪ ،‬ودع ا لي ولول دي فول د له ا س تون ول دا أربع ون رجال‬
‫وعشرون امرأة(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]229 :‬عن الجعد بن عبد الرحمن بن عوف قال‪ :‬مات السائب ابن‬
‫يزيد وهو ابن أربع وتس عين س نة‪ ،‬وك ان جل دا معت دال وق ال‪ :‬لق د علمت م ا متعت‬
‫بسمعي وبصري إال بدعاء النبي ‪.)4(‬‬
‫[الحديث‪ ]230 :‬عن أنس بن مالك أن رس ول هللا ‪ ‬ق ال لعب د ال رحمن بن‬
‫عوف‪( :‬بارك هللا لك!)‪ ،‬قال عبد الرحمن‪ :‬فلقد رأيت ني ول و رفعت حج را لرج وت‬
‫أن أصيب تحته ذهبا أو فضة قال القاضي‪ :‬وفتح هللا عليه ومات‪ ،‬فجع ل ال ذهب في‬
‫تركته بالقوس‪ ،‬حتى كلت فيه األي دي‪ ،‬وأخ ذت ك ل زوج ة ثم انين ألف ا‪ ،‬وكن أربعا‬
‫(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]231 :‬عن ع روة الب ارقي أن رس ول هللا ‪ ‬دع ا ل ه بالبرك ة في‬
‫بيعه فكان لو اشترى التراب لربح فيه(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]232 :‬عن عروة البارقي قال‪ :‬قال لي رس ول هللا ‪( :‬ب ارك هللا‬
‫لك في صفقة يمينك)‪ ،‬فكنت أقوم بالكناسة(‪ )7‬فما أرجع إلى أهلي حتى أربح أربعين‬
‫ألفا(‪.)8‬‬
‫[الحديث‪ ]233 :‬عن قتادة قال‪ :‬ج اء يه ودي إلى الن بي ‪ ‬فق ال الن بي ‪:‬‬
‫(اللهم جمله) فاسود شعره‪ ،‬حتى ص ار أش د س وادا من ك ذا وك ذا‪ ،‬وفي رواي ة عن‬
‫أنس فاسودت لحيته بعد أن كانت بيضاء(‪.)9‬‬
‫[الحديث‪ ]234 :‬عن عمرو بن أخطب األنصاري قال‪ :‬استس قى رس ول هللا‬
‫‪ ‬فأتيته بقدح‪ ،‬فكانت فيه شعرة فأخذتها فقال‪( :‬اللهم جمله)‪ ،‬ق ال ال راوي‪ :‬فرأيت ه‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/205 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/205 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه الباوردي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/205 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخاري‪ ،‬سبل الهدى‪.10/206 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/206 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/207 :‬‬
‫‪ ) (7‬الكناسة‪ :‬مكان بالكوفة‪.‬‬
‫‪ )(8‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/207 :‬‬
‫‪ )(9‬رواه البخاري في (األدب) والنسائي‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫وهو ابن أربع وتسعين سنة ليس في لحيته شعرة بيضاء(‪.)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]235 :‬عن أم قيس أنه ا ق الت‪ :‬ت وفي اب ني فج زعت‪ ،‬فقلت لل ذي‬
‫يغسله‪ :‬ال تغسل ابني بالماء البارد فيقتله‪ ،‬فانطلق عكاشة بن محصن إلى رسول هللا‬
‫‪ ‬فأخبره بقولها ثم قال‪( :‬طال عمرها‪ ،‬فال تعلم امرأة عمرت ما عمرت)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]236 :‬عن أبي زيد عمرو بن أخطب األنصاري قال‪ :‬قال رس ول‬
‫هللا ‪( :‬ادن مني) فدنوت‪ ،‬فمس ح بي ده على رأس ي ولحي تي‪ ،‬وق ال‪( :‬اللهم جمل ه‪،‬‬
‫وأدم جماله)‪ ،‬فبلغ بضعا ومائة سنة‪ ،‬وما في لحيته بياض إال نبذة يس يرة ولق د ك ان‬
‫منبسط الوجه حتى مات(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]237 :‬عن أنس قال‪ :‬اشتكى ابن ألبي طلحة‪ ،‬فم ات‪ ،‬وأب و طلح ة‬
‫خارج‪ ،‬فلما رأت امرأته أنه قد مات هيأت شيئا‪ ،‬ونحته من جانب ال بيت‪ ،‬فلم ا ج اء‬
‫أبو طلحة فقال‪ :‬كي ف الغالم ق الت‪ :‬ه دأت نفس ه‪ ،‬وأرج و أن ق د اس تراح فظن أب و‬
‫طلحة أنها صادقة‪ ،‬فلما أصبح اغتسل وكان قد أصابها‪ ،‬فلم ا أراد أن يخ رج ق الت‪:‬‬
‫أرأيت أن رجال أعارك عارية‪ ،‬ثم أخذها منك أجزعت؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬ق الت‪ :‬ف إن هللا ق د‬
‫أعارك ابنك وقد أخذه منك‪ ،‬فصلى مع النبي ‪ ‬ثم أخبره لما كان منهما‪ ،‬فقال النبي‬
‫‪( :‬بارك هللا لكما في ليلتكما!) قال‪ :‬فولدت غالما فجئت ب ه إلى الن بي ‪ ‬فحنك ه‬
‫ثم مسح بناصيته‪ ،‬وسماه عبد هللا‪ ،‬فكانت تلك المسحة غ رة في وجه ه وم ا ك ان في‬
‫األنصار ناشيء أفضل منه(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]238 :‬عن أبي عقيل أنه كان يخرج به جده عب د هللا بن هش ام إلى‬
‫السوق ليشتري الطعام فيتلقاه ابن الزبير وابن عمر فيقوالن له‪ :‬أشركنا‪ ،‬فإن رسول‬
‫هللا ‪ ‬قد دعا لك بالبركة فيشركهم‪ ،‬فربما أصاب الراحل ة كم ا هي فيبعث به ا إلى‬
‫المنزل(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]239 :‬عن شيخ من أهل المدينة قال‪ :‬بعث رسول هللا ‪ ‬حكيم بن‬
‫حزام بدينار يبتاع له به أضحية فمر بها‪ ،‬فباعها بدينارين فابتاع ل ه أض حية ب دينار‬
‫وجاء له بدينار‪ ،‬فدعا له أن يبارك له في تجارت ه‪ ،‬وروي أيض ا عن حكيم أن ه ك ان‬
‫رجال مجدودا في التجارة ما باع شيئا قط إال ربح فيه(‪.)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]240 :‬عن جري ر ق ال‪ :‬كنت ال أثبت على الخي ل‪ ،‬ف ذكرت ذل ك‬
‫لرسول هللا ‪ ‬فضرب بي ده في ص دري ح تى رأيت أث ر ي ده في ص دري‪ ،‬وق ال‪:‬‬
‫(اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا!) قال‪ :‬فما وقعت عن فرس بعد(‪.)7‬‬

‫‪ )(1‬رواه أحمد وأبو يعلى وابن حبان والطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.10/208 :‬‬
‫‪ ) (2‬رواه عبد الرزاق‪ ،‬سبل الهدى‪.10/208 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحمد‪ ،‬سبل الهدى‪.10/208 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخاري ومسلم والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/208 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه البخاري ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/208 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه ابن سعد‪ ،‬سبل الهدى‪.10/209 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه البخاري‪ ،‬سبل الهدى‪.10/209 :‬‬
‫‪60‬‬
‫[الحديث‪ ]241 :‬عن ابن عباس أن امرأة س وداء أتت الن بي ‪ ‬فق الت‪ :‬إني‬
‫أصرع فادع هللا لي قال‪( :‬إن ش ئت ص برت ول ك الجن ة‪ ،‬وإن ش ئت دع وت هللا أن‬
‫يعافيك)‪ ،‬فقالت‪ :‬أصبر‪ ،‬قالت‪ :‬فإني أتكشف فادع هللا أن ال أتكشف‪ ،‬فدعا لها(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]242 :‬عن صخر الغامدي قال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬اللهم ب ارك‬
‫ألمتي في بكورها)‪ ،‬وكان صخر رجال تاجرا يبعث غلمانه أول النهار فأثرى وكثر‬
‫ماله‪ ،‬حتى لم يدر أين يضعه(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]243 :‬عن ابن عمر أن امرأة ش كت زوجه ا إلى الن بي ‪ ‬فق ال‪:‬‬
‫(أتبغضينه؟) قالت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪( :‬أدنيا رؤوسكما)‪ ،‬فوضع جبهته ا على جبه ة زوجه ا‬
‫ثم قال‪( :‬اللهم ألف بينهما‪ ،‬وحبب أحدهما إلى ص احبه)‪ ،‬ثم لقيت ه الم رأة بع د فقبلت‬
‫رجليه فقال‪( :‬كيف أنت؟ وكيف زوجك؟) ق الت‪ :‬م ا ط ارق وال تال د وال ول د أحب‬
‫إلي منه فقال‪( :‬أشهد أني رسول هللا)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]244 :‬عن جابر أن امرأة كان بينه ا وبين زوجه ا خص ومة فأتي ا‬
‫رسول هللا ‪ ‬فقالت المرأة‪ :‬هذا زوجي‪ ،‬والذي بعثك بالحق‪ ،‬ما في األرض أبغض‬
‫إلي منه‪ ،‬وقال اآلخر‪ :‬هذه امرأتي‪ ،‬وال ذي بعث ك ب الحق م ا في األرض أبغض إلي‬
‫منها‪ ،‬فأمرهما رسول هللا ‪ ‬أن يدنوا إليه‪ ،‬ثم دعا لهم ا‪ ،‬فلم يفترق ا من عن ده ح تى‬
‫قالت الم رأة‪ :‬وال ذي بعث ك ب الحق م ا خل ق هللا ش يئا أحب إلي من ه‪ ،‬وق ال الرج ل‪:‬‬
‫والذي بعثك بالحق‪ ،‬ما خلق هللا شيئا أحب إلي منها(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]245 :‬عن زيد بن ثابت قال‪ :‬نظر رسول هللا ‪ ‬قبل اليمن فق ال‪:‬‬
‫(اللهم‪ ،‬أقبل بقلوبهم)‪ ،‬ثم نظر إلى العراق فقال‪( :‬اللهم‪ ،‬أقبل بقلوبهم)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]246 :‬عن أبي أمامة قال‪ :‬جاء ثعلبة بن حاطب‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا رس ول‬
‫هللا‪ ،‬ادع هللا أن يرزقني ماال وولدا‪ ،‬فقال‪( :‬ويحك يا ثعلب ة‪ ،‬قلي ل تطيق ش كره خ ير‬
‫من كثير ال تطيقه) فأبى‪ ،‬فقال‪( :‬ويحك يا ثعلبة‪ ،‬أما تحب أن تكون مثلي‪ ،‬فلو ش ئت‬
‫أن يس ير ربي معي ه ذه الجب ال ذهب ا لس ارت)‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬ادع هللا أن‬
‫يرزقني ماال وولدا‪ ،‬فو ال ذي بعث ك ب الحق‪ ،‬إن أت اني هللا م اال أعطين ك ل ذي ح ق‬
‫حقه‪ ،‬فدعا له فاشترى غنما‪ ،‬فبورك له فيها‪ ،‬ونمت كما ينمو الدود حتى ض اقت ب ه‬
‫المدينة‪ ،‬فتنحى بها فكان يشهد الصالة بالنهار مع رسول هللا ‪ ‬وال يش هدها باللي ل‬
‫ثم نمت فتنحى به ا فك ان ال يش هد الص الة ال باللي ل وال بالنه ار إال من جمع ة إلى‬
‫جمعة ثم نمت فتنحى بها فكان ال يشهد جمعة وال جنازة‪ ،‬فقال رسول هللا ‪( :‬ويح‬
‫ثعلبة بن حاطب)‪ ،‬ثم إن هللا أمر رسوله أن يأخذ الصدقات فبعث رجلين وكتب لهما‬
‫أس نان اإلب ل والغنم كي ف يأخ ذانها وأمرهم ا أن يم را على ثعلب ة فم را ب ه فس أاله‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/209 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه أحمد واألربعة وابن خزيمة ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/209 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/210 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه الطبراني ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/210 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/210 :‬‬
‫‪61‬‬
‫الصدقة فقال‪ :‬أرياني كتابكما فنظر فيه فقال‪ :‬ما هذه إال جزية انطلقا حتى تفرغ ا ثم‬
‫مرا‪ ،‬فلما فرغا مرا به فقال‪ :‬ما هذه إال جزية انطلق ا ح تى أرى رأيي فانطلق ا ح تى‬
‫أتيا المدينة فلما رآهما رسول هللا ‪ ‬قال قبل أن يكلمهما‪( :‬ويح ثعلب ة بن ح اطب)‪،‬‬
‫وأنزل هللا تعالى‪ :‬ومنهم من عاهد هللا لئن أتانا من فضله اآليات الثالث‪ ،‬فبل غ ثعلب ة‬
‫ما أنزل فيه فقدم على رسول هللا ‪ ‬بصدقته‪ ،‬فقال‪( :‬إن هللا منع ني أن أقب ل من ك)‪،‬‬
‫فجعل يبكي ويحثي التراب على رأسه فلم يقبل منه رس ول هللا ‪ ‬وال أب و بك ر وال‬
‫عمر حتى هلك في خالفة عثمان(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]247 :‬عن زيد بن ثابت قال‪ :‬قال رسول هللا ‪( :‬نض ر هللا ام رأ‬
‫سمع مقالتي‪ ،‬فبلغها فوعاها فأداها كما سمعها)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]248 :‬عن لقي ط بن أرط أة الس كوني ق ال‪ :‬أتيت رس ول هللا ‪‬‬
‫ورجالي معوجتان ال تمسان األرض فدعا لي النبي ‪ ‬فمشيت على األرض(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]249 :‬عن الوليد بن قيس قال‪ :‬كان بي برص فدعا لي رس ول هللا‬
‫‪ ‬فبرأت منه(‪.)4‬‬
‫[الحـــديث‪ ]250 :‬عن س لمان أن رس ول هللا ‪ ‬خ رج يع ود رجال من‬
‫األنصار‪ ،‬فلما دخل عليه وضع يده على جبينه فقال‪( :‬كي ف تج دك؟) فلم يح ر إلي ه‬
‫شيئا فقيل يا رسول هللا‪ ،‬إنه عنك مشغول‪ ،‬فقال‪( :‬خلوا بي ني وبين ه)‪ ،‬فخ رج الن اس‬
‫من عنده وتركوا رسول هللا ‪ ‬فرف ع رس ول هللا ‪ ‬ي ده فأش ار الم ريض أن أع د‬
‫يدك حيث كانت‪ ،‬ثم ن اداه ي ا فالن م ا تج د؟ ق ال‪ :‬أج د خ يرا‪ .‬وق د حض رني اثن ان‬
‫أح دهما أس ود‪ ،‬واآلخ ر أبيض‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪( :‬أيهم ا أق رب من ك؟) ق ال‪:‬‬
‫األسود‪ ،‬قال‪( :‬إن الخ ير قلي ل وإن الش ر كث ير)‪ ،‬ق ال‪ :‬فمتع ني ي ا رس ول هللا من ك‬
‫بدعوة‪ ،‬فقال رسول هللا ‪( :‬اللهم اغفر الكثير وأنم القلي ل) ثم ق ال رس ول هللا ‪:‬‬
‫(ما ترى؟) قال‪ :‬خيرا بأبي أنت وأمي أرى الخير ينمى وأرى الش ر يض محل‪ ،‬وق د‬
‫استأخر عني األسود‪ ،‬قال‪( :‬أي عملك كان أملك بك؟) ق ال‪ :‬كنت أس قي الم اء‪ ،‬ق ال‬
‫رسول هللا ‪( :‬اسمع ي ا س لمان ه ل تنك ر م ني ش يئا؟) ق ال‪ :‬نعم ب أبي وأمي‪ ،‬ق د‬
‫رأيتك في مواطن ما رأيتك على مث ل حال ك الي وم ق ال‪( :‬إني أعلم م ا يلقى م ا من ه‬
‫عرق إال وهو يألم الموت على حدته)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]251 :‬عن بالل قال‪ :‬أذنت في غداة بادرة‪ ،‬فخ رج رس ول هللا ‪‬‬
‫فلم ير في المسجد أحدا‪ ،‬قال‪( :‬أين الناس يا بالل؟) ق ال‪ :‬منعهم ال برد‪ ،‬فق ال‪( :‬اللهم‬
‫أذهب عنهم البرد)‪ ،‬قال بالل‪ :‬فرأيتهم يتروحون(‪.)6‬‬

‫‪ )(1‬رواه الباوردي وابن شاهين وابن السكن والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/211 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه األربعة ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/211 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه الطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.10/213 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه الطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.10/213 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه الطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.10/213 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه البيهقي وأبو نعيم والطبراني ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/213 :‬‬
‫‪62‬‬
‫[الحديث‪ ]252 :‬عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال‪ :‬كان علي يلبس في الحر‬
‫الش ديد العب اء المحش و الثخين وم ا يب الي الح ر‪ ،‬ويلبس في ال برد الش ديد الث وبين‬
‫الخفيفين وم ا يب الي ال برد‪ ،‬وس ئل عن ذل ك فق ال‪ :‬إن الن بي ‪ ‬ق ال في خي بر‪:‬‬
‫(ألعطين الراية رجال يحبه هللا ورسوله يفتح هللا عليه غير فرار) فدعاني فأعط اني‬
‫الراية ثم قال‪( :‬اللهم اكفه الحر والبرد) فما وجدت بعد ذلك حرا وال بردا(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]253 :‬عن شبرمة بن الطفيل قال‪ :‬رأيت عليا بذي ق ار علي ه إزار‬
‫ورداء في يوم شديد البرد وإن جبهته لترشح عرقا(‪.)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]254 :‬عن أم سلمة ق الت خطب ني رس ول هللا ‪ ‬فقلت‪ :‬م ا مثلي‬
‫ينكح‪ ،‬أما أنا فال ولد في وأنا غيور ذات عيال‪ ،‬فق ال‪( :‬أن ا أك بر من ك‪ ،‬وأم ا الغ يرة‬
‫فيذهبها هللا تعالى‪ ،‬وأما العيال فإلى هللا ورس وله)‪ ،‬فك انت في النس اء‪ ،‬كأنه ا ليس ت‬
‫منهن ال تجد ما يجدن من الغيرة(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]255 :‬عن حنظلة بن حذيم قال‪ :‬وف دت م ع ج دي ح ذيم فق ال‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا إن لي ب نين ذوي لحى وه ذا أص غرهم‪ ،‬فأدن اني رس ول هللا ‪ ،‬ومس ح‬
‫على رأسي‪ ،‬وقال‪( :‬بارك هللا فيك)‪ ،‬ق ال ال ذيال‪ :‬فلق د رأيت حنظل ة ي ؤتى بالرج ل‬
‫الوارم وجهه أو الشاة الوارم ضرعها‪ ،‬فيقول‪ :‬بسم هللا على موضع كف رس ول هللا‬
‫‪ ‬فيمسحه فيذهب الورم(‪.)4‬‬
‫‪ 3‬ـ ما ورد حول إجابة دعائه على المستكبرين‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة في ذلك‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]256 :‬عن سلمة بن األكوع أن رجال أكل عن د الن بي ‪ ‬بش ماله‪،‬‬
‫فقال‪( :‬كل بيمينك)‪ ،‬فقال‪ :‬ال أستطيع‪ ،‬قال‪( :‬ال استطعت‪ ،‬م ا منع ه إال الك بر)‪ ،‬ق ال‬
‫فما رفعها إلى فيه بعد(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]257 :‬عن عقبه بن عامر أن رسول هللا ‪ ‬رأى س بيعة األس لمية‬
‫تأكل بشمالها‪ ،‬فقال‪( :‬أخذها داء غزة)‪ ،‬فلما مرت بغزة أصابها الطاعون فقتلها(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]258 :‬عن بريدة أن رس ول هللا ‪ ‬س أل عن رج ل يق ال ل ه قيس‬
‫فقال‪( :‬ال أقرته األرض)‪ ،‬فكان ال يدخل أرضا يستقر بها حتى يخرج منها(‪.)7‬‬
‫[الحديث‪ ]259 :‬عن ابن عباس قال رسول هللا ‪( :‬ادع لي معاوية)‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫إنه يأكل‪ ،‬فقال في الثالثة‪( :‬ال أشبع هللا بطنه) فما شبع بطنه أبدا(‪.)8‬‬
‫[الحديث‪ ]260 :‬عن أنس أن رسول هللا ‪ ‬رأى رجال س اجدا وه و يق ول‪:‬‬
‫‪ )(1‬رواه الطبراني والبيهقي ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/213 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه أبو نعيم ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/213 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أبو يعلى وابن منيع والبيهقي ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/213 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه الطبراني وأحمد‪ ،‬سبل الهدى‪.10/213 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه مسلم ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/215 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/215 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/215 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه مسلم والبيهقي ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/215 :‬‬
‫‪63‬‬
‫بشعره هكذا يكفه عن التراب فقال‪( :‬اللهم قبح شعره) قال‪ :‬فسقط(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]261 :‬عن جابر بن عب د هللا ق ال‪ :‬خرجن ا م ع رس ول هللا ‪ ‬في‬
‫بعض مغازيه فقال لرجل‪ :‬ضرب هللا عنقك‪ ،‬فسمعه الرجل فق ال‪ :‬ي ا رس ول هللا في‬
‫سبيل هللا‪ ،‬فقتل الرجل في سبيل هللا (‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]262 :‬روي أن عتبة بن أبي لهب قال‪ :‬يا محمد هو يكفر بالذي دنا‬
‫فتدلى‪ ،‬فكان قاب قوسين أو أدنى‪ ،‬ك ذا في ح ديث هب ار‪ ،‬وفي ح ديث ط اوس وأب و‬
‫الضحى‪ ،‬ويكف ر ب رب النجم‪ ،‬إذا ه وى فق ال رس ول هللا ‪( :‬س لط علي ه كلب ا من‬
‫كالبك)‪ ،‬وكان أبو لهب يحتمل البز إلى الشام‪ ،‬ويبعث بول ده م ع غلمان ه ووكالئ ه‪،‬‬
‫ويقول‪ :‬إنكم قد عرفتم س ني وحقي‪ ،‬وإن محم دا ق د دع ا على اب ني دع وة‪ ،‬وهللا م ا‬
‫آمنها علي ه‪ ،‬فتعاه دوه‪ ،‬فك انوا إذا نزل وا الم نزل ألزق وه إلى الحائ ط وغط وا علي ه‬
‫الثياب والمت اع ح تى نزل وا في مك ان من الش ام يق ال ل ه الزرق اء ليال‪ ،‬فط اف بهم‬
‫األسد‪ ،‬فجعل عتبة يق ول‪ :‬ي ا وي ل أمي ه و وهللا أكلي كم ا دع ا محم د علي‪ ،‬قتل ني‬
‫محمد وهو بمكة وأنا بالش ام‪ ،‬ال وهللا م ا أظلت الس ماء‪ ،‬على ذي لهج ة أص دق من‬
‫محمد‪ ،‬ثم وضعوا العشاء فلم يدخل يده فيه ثم جاء الن وم‪ ،‬فح اطوا أنفس هم بمت اعهم‬
‫ووس طوه بينهم‪ ،‬ون اموا فج اء األس د يهمس يستنش ق رؤوس هم رجال رجال‪ ،‬ح تى‬
‫انتهى إليه‪ ،‬وقال هبار‪ :‬فجاء األس د فش م وجوهن ا فلم ا لم يج د م ا يري د تق ابض ثم‬
‫وثب‪ ،‬فإذا هو فوق المتاع فشم وجهه ثم هزمه هزمة ففضخ رأسه فق ال وه و ب آخر‬
‫رمق‪ :‬ألم أقل لكم إن محمدا أصدق الناس؟ ومات فبلغ ذل ك أب ا لهب‪ ،‬فق ال‪ :‬ألم أق ل‬
‫لكم إني أخاف عليه دعوة محمد؟ قد وهللا عرفت ما كان لينفلت من دعوة محمد‪.‬‬
‫زاد القرظي أن حسان بن ثابت قال في ذلك‪:‬‬
‫ما كان أبناء أبي واسع؟!‬ ‫سائل بن األشقر إن‬
‫جئتهم‬
‫بل ضيق هللا على القاطع‬ ‫ال وسع هللا قبره‬
‫يدعو إلى نور له ساطع‬ ‫رحم بني جده ثابت‬
‫دون قريش نهزة القادع‬ ‫أسبل بالحجر لتكذيبه‬
‫بين للناظر والسامع‬ ‫فاستوجب الدعوة منه بما‬
‫يمشي الهوينا مشية‬ ‫إن سلط هللا بها كلبه‬
‫الخادع‬
‫وقد علتهم سنة الهاجع‬ ‫حتى أتاه وسط أصحابه‬
‫الجائع(‪)3‬‬ ‫والنحر منه فغرة‬ ‫فالتقم الرأس بيافوخه‬

‫‪ )(1‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/215 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/215 :‬‬
‫‪64‬‬
‫[الحديث‪ ]263 :‬عن ضمرة ومهاجر ابني حبيب قاال‪ :‬خ رج رس ول هللا ‪‬‬
‫في سرية فصلى بأصحابه على ظهر فاقتحم رجل من الناس‪ ،‬فصلى على األرض‪،‬‬
‫فقال‪( :‬خالف خالف هللا به) فما مات الرجل حتى خرج من اإلسالم(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]264 :‬عن أبي يحيى عن فروخ مولى عثمان أن عمر‪ ،‬قيل له‪ :‬إن‬
‫موالك فالنا قد احتكر طعاما فقال‪ :‬قد سمعت رسول هللا ‪ ‬يقول‪( :‬من احتكر على‬
‫المسلمين طعامهم ض ربه هللا بالج ذام أو ب اإلفالس)‪ ،‬فق ال م واله‪ :‬نش تري بأموالن ا‬
‫ونبيع فذكر أبو يحيى أنه رأى مولى عمر بعد حين مجذوما(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]265 :‬عن البراء بن عازب في حديث هجرة النبي ‪ ‬أن رس ول‬
‫هللا ‪ ‬دعا عليه قال‪( :‬اللهم اكفن اه بم ا ش ئت)‪ ،‬فس اخت ب ه فرس ه في األرض إلى‬
‫بطنها(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]266 :‬عن أبي نوف ل عن أبي ه ق ال‪ :‬ك ان لهب بن أبي لهب يس ب‬
‫النبي ‪ ‬فقال رسول هللا ‪( :‬اللهم سلط عليه كلبك)‪ ،‬فخ رج يري د الش ام في قافل ة‬
‫من أصحابه‪ ،‬فنزلوا منزال‪ ،‬فقال‪ :‬وهللا إني ألخاف دعوة محمد ق الوا ل ه‪ :‬كال‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫فحفظوا المتاع حوله‪ ،‬وقعدوا يحرسونه‪ ،‬فجاء السبع فانتزعه‪ ،‬فذهب به(‪.)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]267 :‬عن عب د ال رحمن بن أبي بك ر ق ال‪ :‬ك ان الحكم بن أبي‬
‫العاص يجلس عند رسول هللا ‪ ‬فإذا تكلم النبي ‪ ‬اختلج فبصر به النبي ‪ ‬فقال‪:‬‬
‫(أنت كذلك) فما زال يختلج حتى مات‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬مر النبي ‪ ‬ب أبي الحكم‪ ،‬فجع ل يغم ز ب النبي ‪ ‬فق ال‪ :‬ف رآه‪،‬‬
‫فقال‪( :‬اللهم اجعل به وزعا)‪ ،‬فرجف مكانه والوزع االرتعاش(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]268 :‬عن معاوية بن حي دة ق ال‪ :‬أتيت رس ول هللا ‪ ‬فلم ا دفعت‬
‫إليه قال‪( :‬أما إني سألت هللا أن يعينني عليكم بالسنة تحفيكم‪ ،‬وبالرعب أن يجعله في‬
‫قلوبكم)‪ ،‬فقال‪ :‬بيديه جميعا‪ ،‬أما إني قد خلقت هكذا وهكذا أال أومن بك‪ ،‬وال أتبع ك‪،‬‬
‫فما زالت السنة تحفيني‪ ،‬وما زال الرعب يجعل في قلبي حتى قمت بين يديك(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]269 :‬عن يزيد بن نمران‪ ،‬قال‪ :‬رأيت رجال بتبوك مقع دا‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫مررت برسول هللا ‪ ‬وأنا على حمار‪ ،‬وهو يصلي فق ال‪( :‬اللهم اقط ع أث ره)‪ ،‬فم ا‬
‫مشيت عليها بعد(‪.)7‬‬
‫[الحديث‪ ]270 :‬عن ابن عباس ان رس ول هللا ‪ ‬بعث بكتاب ه إلى كس رى‪،‬‬
‫‪ )(3‬رواه البيهقي وأبو نعيم عن أبي نوفل بن أبي عقرب عن أبي ه‪ ،‬وال بيهقي عن قت ادة وأب و نعيم وابن عس اكر‬
‫عن عروة عن هبار بن األسود‪ ،‬وأبو نعيم عن ط اوس‪ ،‬وابن إس حاق وأب و نعيم عن محم د بن كعب الق رظي‪ ،‬س بل‬
‫الهدى‪.10/215 :‬‬
‫‪ )(1‬رواه ابن عساكر‪ ،‬سبل الهدى‪.10/217 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/217 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أبو نعيم في المستخرج عن مسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/220 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه الحارث برجال ثقات ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/220 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه الطبراني والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/221 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/221 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه أحمد وأبو داود‪ ،‬سبل الهدى‪.10/221 :‬‬
‫‪65‬‬
‫فلما قرأه كسرى مزقه فدعا عليهم رسول هللا ‪ ‬أن يمزقوا كل ممزق(‪.)8‬‬
‫[الحــديث‪ ]271 :‬عن عبد ال رحمن بن عب د الق ارئ أن رس ول هللا ‪ ‬بعث‬
‫بكتابه إلى كسرى‪ ،‬فمزقه كسرى فقال رسول هللا ‪( :‬اللهم مزق ملكه)(‪)1‬‬

‫[الحديث‪ ]272 :‬عن عمير بن إسحاق قال‪ :‬كتب رس ول هللا ‪ ‬إلى كس رى‬
‫وقيصر‪ ،‬فأما قيصر فوضعه وأما كسرى فمزقه‪ ،‬فبلغ ذلك رسول هللا ‪ ‬فقال‪( :‬أما‬
‫هؤالء فيمزقون‪ ،‬وأما هؤالء فستكون لهم بقية)(‪)2‬‬
‫ثالثا ـ ما ورد حول عصمته من الناس‪:‬‬
‫وهي أحاديث تتوافق م ع م ا ورد في الق رآن الك ريم ح ول حماي ة هللا تع الى‬
‫لعباده الصالحين؛ ليؤدوا وظائفهم الرسالية ال تي كلف وا به ا؛ فكي ف برس ول هللا ‪‬‬
‫ك‬ ‫ُس ٍل ِم ْن قَ ْبلِ َ‬ ‫ئ بِر ُ‬ ‫اس تُه ِْز َ‬ ‫﴿ولَقَ ِد ْ‬
‫والذي هو أشرف الصالحين وأعظمهم‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬‬
‫ق بِالَّ ِذينَ َس ِخرُوا ِم ْنهُ ْم َم ا َك انُوا بِ ِه يَ ْس تَه ِْزئُونَ ﴾ [األنع ام‪ ،]10:‬وق ال‪َ ﴿ :‬ولَقَ ِد‬ ‫فَ َح ا َ‬
‫ق بِالَّ ِذينَ َس ِخرُوا ِم ْنهُ ْم َم ا َك انُوا بِ ِه يَ ْس تَه ِْزئُونَ ﴾‬ ‫ك فَ َح ا َ‬ ‫ُس ٍل ِم ْن قَ ْبلِ َ‬ ‫ئ بِر ُ‬ ‫اس تُه ِْز َ‬‫ْ‬
‫[األنبياء‪]41:‬‬
‫ويشير إلى ذلك في حق رسول هللا ‪ ‬قوله تعالى‪﴿ :‬فَإِ ْن آ َمنُوا بِ ِم ْث ِل َم ا آ َم ْنتُ ْم‬
‫الس ِمي ُع ْال َعلِي ُم﴾‬
‫ق فَ َس يَ ْكفِي َكهُ ُم هَّللا ُ َوهُ َو َّ‬
‫بِ ِه فَقَ ِد ا ْهتَ دَوْ ا َوإِ ْن ت ََولَّوْ ا فَإِنَّ َم ا هُ ْم فِي ِش قَا ٍ‬
‫[البقرة‪]137:‬‬
‫وقد تحق ق ه ذا الوع د اإللهي‪ ،‬وأش ار الق رآن الك ريم إلى ه ذا التحق ق‪ ،‬ق ال‬
‫ك ْال ُم ْستَه ِْزئينَ ﴾ [الحجر‪]95:‬‬ ‫تعالى‪﴿ :‬إِنَّا َكفَ ْينَا َ‬
‫وسنذكر هنا ما ورد من األحاديث في المصادر السنية عن ذلك‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ما ورد حول عصمته من المستهزئين‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ما ورد حول عصمته من أبي جهل‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ما ورد حول عصمته من المخزوميين‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ما ورد حول عصمته من النضر بن الحارث‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ ما ورد حول عصمته من الحارث‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ ما ورد حول عصمته من شيبة بن عثمان‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ ما ورد حول عصمته من دعثور الغطفاني‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ ما ورد حول عصمته من سراقة بن مالك‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ ما ورد حول عصمته من المنافقين‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ ما ورد حول عصمته من زيد بن قيس وعامر بن الطفيل‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ ما ورد حول عصمته من اليهود‪.‬‬
‫‪ 12‬ـ ما ورد حول عصمته من امرأة أبي لهب‪.‬‬

‫‪)(8‬رواه البخاري‪ ،‬سبل الهدى‪.10/222 :‬‬


‫‪)(1‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/222 :‬‬
‫‪)(2‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/222 :‬‬
‫‪66‬‬
‫‪ 13‬ـ ما ورد حول عصمته ممن أراد الفتك به‪.‬‬
‫‪ 14‬ـ ما ورد حول عصمته من أذى الهوام‪.‬‬
‫وهذه هي األحاديث‪ ،‬بحسب هذا الترتيب‪:‬‬
‫[الحــديث‪ ]273 :‬عن ابن عب اس ق ال‪ :‬المس تهزؤون هم الولي د بن المغ يرة‬
‫واألسود بن عبد يغ وث واألس ود بن المطلب‪ ،‬والح ارث بن عيطل ة الس همي‪ ،‬فلم ا‬
‫أكثروا برسول هللا ‪ ‬االستهزاء أتاه جبريل فشكا إليه ف أراه الولي د‪ ،‬فأوم أ جبري ل‬
‫إلى أكحل ه‪ ،‬ق ال‪( :‬م ا ص نعت؟) ق ال‪ :‬كفيت ه ثم أراه األس ود بن المطلب فأوم أ إلى‬
‫عينيه‪ ،‬فقال‪( :‬ما صنعت؟) ق ال‪ :‬كفيت ه‪ ،‬ثم أراه األس ود بن عب د يغ وث‪ ،‬فأوم أ إلى‬
‫رأسه‪ ،‬فقال‪( :‬ما صنعت؟) قال‪ :‬كفيته‪ ،‬فأما الوليد فمر ب ه رج ل من خزاع ة‪ ،‬وه و‬
‫يريش نبال له‪ ،‬فأصاب أكحله‪ ،‬فقطعها‪ ،‬وأما األسود بن المطلب فنزل تحت س مرة‪،‬‬
‫فجعل يقول‪ :‬يا بني أال تدفعون عني فجعلوا يقولون‪ :‬ما نرى ش يئا‪ ،‬وه و يق ول‪ :‬ق د‬
‫هلكت ها هو ذا أطعن بالش وك في عي ني فلم ي زل ك ذلك ح تى عميت عين اه‪ ،‬وأم ا‬
‫األسود بن عبد يغوث فخرج في رأسه قروح فمات منها وأما الح ارث فأخ ذه الم اء‬
‫األصفر في بطنه حتى خرج من فيه فم ات منه ا‪ ،‬أم ا الع اص ف ركب إلى الط ائف‬
‫على حمار فربض على شبرقة‪ ،‬فدخل في أخمص قدمه شوكة فقتلته(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]274 :‬عن عب د ال رحمن بن أبي بك ر ق ال‪ :‬ك ان رجل يجلس إلى‬
‫النبي ‪ ‬فإذا تكلم النبي ‪ ‬بشيء اختلج بوجهه‪ ،‬فقال له النبي ‪( :‬كن كذلك) فلم‬
‫يزل يختلج حتى مات(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]275 :‬عن ابن عباس قال‪ :‬مر الن بي ‪ ‬علي ن اس بمك ة فجعل وا‬
‫يغمزون في قفاه‪ ،‬ويقولون‪ :‬هذا الذي يزعم أنه نبي‪ ،‬ومعه جبري ل‪ ،‬فغم ز جبري ل‪،‬‬
‫فوقع مثل الظفر في أجسادهم فصارت قروحا ح تى نتن وا فلم يس تطع أح د أن ي دنو‬
‫ستَهْزئينَ ﴾ [الحجر‪)3(]95:‬‬
‫منهم فأنزل هللا تعالى‪﴿ :‬إِنَّا َكفَ ْينَاكَ ْال ُم ْ ِ‬
‫[الحديث‪ ]276 :‬عن أبي هريرة قال‪ :‬قال أبو جهل‪ :‬هل يعف ر محم د وجه ه‬
‫بين أظهركم؟ فقيل‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬والالت والع زى‪ ،‬لئن رأيت ه يفع ل ذل ك ألط أن على‬
‫رقبته‪ ،‬أو ألعف رن وجه ه في ال تراب ف أتى رس ول هللا ‪ ‬وه و يص لي ليط أ على‬
‫رقبته‪ ،‬فما فجئهم منه إال وهو ينكص على عقبي ه‪ ،‬ويتقي بيدي ه‪ ،‬فقي ل ل ه‪ :‬م ا ل ك؟‬
‫فقال‪ :‬إن بيني وبينه خندقا من نار‪ ،‬وه وال وأجنح ة‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪( :‬ل و دن ا‬
‫طغَى (‪)6‬‬ ‫الختطفته المالئكة عضوا عضوا)‪ ،‬ف أنزل هللا تع الى‪َ ﴿ :‬كاَّل إِ َّن اإْل ِ ْن َس انَ لَيَ ْ‬
‫أَ ْن َرآهُ ا ْستَ ْغنَى ﴾ [العلق‪ ]7 ،6 :‬إلى آخر السورة(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]277 :‬عن العباس قال‪ :‬كنت يوم ا جالس ا في المس جد‪ ،‬فأقب ل أب و‬
‫جهل‪ ،‬فقال‪ :‬إن هلل علي إن رأيت محمدا س اجدا أن أط أ على رقبت ه‪ ،‬فخ رجت على‬
‫‪)(1‬رواه أبو نعيم والبيهقي وصححه الضياء في المختارة‪ ،‬سبل الهدى‪.10/254 :‬‬
‫‪)(2‬رواه أبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/254 :‬‬
‫‪)(3‬رواه البزار والطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.10/255 :‬‬
‫‪)(4‬رواه أحمد والنسائي ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/255 :‬‬
‫‪67‬‬
‫رسول هللا ‪ ‬حتى دخلت عليه‪ ،‬فأخبرته بقول أبي جهل‪ ،‬فخرج غضبانا ح تى أتى‬
‫المسجد فعجل قبل أن يدخل من الباب‪ ،‬فاقتحم الحائط فقلت‪ :‬ه ذا ي وم ش ر ف اتزرت‬
‫واتبعته(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]278 :‬عن ابن عباس ق ال‪ :‬ق ال أب و جه ل‪ :‬ي ا معش ر ق ريش‪ ،‬إن‬
‫محمدا ق د أبى إال م ا ت رون من عيب دينن ا‪ ،‬وش تم آبائن ا‪ ،‬وتس فيه أحالمن ا‪ ،‬وس ب‬
‫آلهتنا‪ ،‬وإني ألعاهد هللا ألجلسن ل ه غ دا بحج ر ف إذا س جد في ص الته فض حت ب ه‬
‫رأسه‪ ،‬فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم‪ ،‬فلما أصبح أب و جه ل أخ ذ حج را‬
‫وقام رسول هللا ‪ ‬يصلي‪ ،‬وقد غدت قريش فجلسوا في أنديتهم ينظرون‪ ،‬فلما سجد‬
‫رسول هللا ‪ ‬احتمل أبو جه ل الحج ر‪ ،‬ثم أقب ل نح وه ح تى إذا دن ا من ه ثم رج ع‪،‬‬
‫منتقعا لونه‪ ،‬قد يبست ي داه على حج ره‪ ،‬ح تى ق ذف الحج ر من ي ده‪ ،‬ف أتى قريش ا‪،‬‬
‫فقالوا له‪ :‬مالك؟ قال‪ :‬لما قمت إليه عرض لي فحل من اإلبل‪ ،‬ف و هللا م ا رأيت مث ل‬
‫هامته وال قصرته‪ ،‬وال أنيابه لفحل قط‪ ،‬فهم أن ي أكلني‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪( :‬ذاك‬
‫جبريل‪ ،‬لو دنا مني ألخذه)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]279 :‬عن ابن عباس قال‪ :‬مر أبو جه ل ب النبي ‪ ‬وه و يص لي‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ألم أنهك أن تصلي يا محمد‪ ،‬لقد علمت م ا به ا أح د أك ثر نادي ا م ني ف انتهره‬
‫النبي ‪ ‬فقال جبريل‪ :‬فليدع ناديه سندع الزبانية‪ ،‬فو هللا لو دعا ناديه ألخذته زبانية‬
‫العذاب(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]280 :‬عن ابن عباس إن ناسا من بني مخزوم تواصوا ب النبي ‪‬‬
‫ليقتلوه‪ ،‬منهم أبو جهل والوليد بن المغيرة ونف ر من ب ني مخ زوم‪ ،‬فبينم ا الن بي ‪‬‬
‫قائما يصلي فلما سمعوا قراءته فأرسلوا إليه الولي د ليقتل ه‪ ،‬ف انطلق ح تى انتهى إلى‬
‫المكان الذي يصلي فيه‪ ،‬فجعل يسمع قراءته وال ي راه‪ ،‬فرج ع إليهم ف أعلمهم ب ذلك‪،‬‬
‫فأتاه من بعده أبو جهل والوليد ونفر منهم‪ ،‬فلم ا انته وا إلى الص وت‪ ،‬ف إذا الص وت‬
‫من خلفهم‪ ،‬فينته ون إلي ه فيس معونه أيض ا من خلفهم‪ ،‬ثم انص رفوا ولم يج دوا إلي ه‬
‫سبيال(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]281 :‬عن عروة أن النضر بن الحارث كان يؤذي رس ول هللا ‪‬‬
‫ويتعرض ل ه‪ ،‬فخ رج رس ول هللا ‪ ‬يوم ا يري د حاجت ه في نص ف النه ار في ح ر‬
‫شديد‪ ،‬فبلغ أسفل من ثني ة الحج ون‪ ،‬ف رآه النض ر بن الح ارث‪ ،‬فق ال‪ :‬ال أج ده أب دا‬
‫أخلى منه الساعة‪ ،‬فاغتاله‪ ،‬فدنا إلى رسول هللا ‪ ‬ثم انص رف راجع ا مرعوب ا إلى‬
‫منزله فلقي أبا جهل‪ ،‬فقال‪ :‬من أين؟ قال النضر‪ :‬اتبعت محمدا رجاء أن أغتاله وهو‬
‫وحده‪ ،‬فإذا أسود تضرب بأنيابها على رأس ي فاتح ة أفواهه ا ف ذعرت منه ا ووليت‬

‫‪)(1‬رواه البزار والطبراني والحاكم وصححه‪ ،‬سبل الهدى‪.10/255 :‬‬


‫‪)(2‬رواه أحمد والترمذي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/255 :‬‬
‫‪)(3‬رواه ابن إسحاق وأبو نعيم والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/255 :‬‬
‫‪)(4‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/257 :‬‬
‫‪68‬‬
‫راجعا قال أبو جهل‪ :‬هذا بعض سحره(‪.)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]282 :‬عن ج ابر بن عب د هللا ق ال‪ :‬كن ا م ع رس ول هللا ‪ ‬ب ذات‬
‫الرق اع ف إذا أتين ا على ش جرة ظليل ة‪ ،‬تركناه ا لرس ول هللا ‪ ‬وأن رجال من ب ني‬
‫محارب يقال له غورث قال لقومه من غطفان‪ :‬ألقتلن لكم محمدا‪ ،‬ف نزل رس ول هللا‬
‫‪ ‬تحت ظل شجرة‪ ،‬فعلق سيفه‪ ،‬فنمن ا نوم ة‪ ،‬ف إذا رس ول هللا ‪ ‬ي دعونا‪ ،‬فجئن اه‬
‫فإذا عنده أعرابي جالس فقال‪( :‬إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم‪ ،‬فاس تيقظت وه و في‬
‫ي ده ص لتا فق ال لي‪ :‬من يمنع ك م ني؟ قلت‪ :‬هللا)‪ ،‬زاد الح اكم وفي رواي ة‪ :‬فس قط‬
‫السيف من يده‪ ،‬زاد أبو نعيم‪ :‬وأخذه راجفا‪ .‬وأخذ رسول هللا ‪ ‬الس يف وق ال‪( :‬من‬
‫يمنعك مني؟) قال‪ :‬كن خيرا آخذ‪ ،‬فخلى سبيله فأتى أص حابه‪ ،‬فق ال‪ :‬جئتكم من عن د‬
‫خير الناس(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]283 :‬قال عثمان بن شيبة‪ :‬لما غزا رسول هللا ‪ ‬حنين ا ف ذكرت‬
‫أبي وعمي‪ ،‬وقتل علي وحمزة إياهما فقلت‪ :‬اليوم أدرك ثأري من محمد‪ ،‬فجئت ه من‬
‫خلفه فدنوت منه حتى لم يبق إال أن أسوره بالسيف إذ دف ع لي ش واظ من ن ار بي ني‬
‫وبينه كأنه ال برق‪ ،‬فنكص ت القهق رى‪ ،‬ف التفت إلى الن بي ‪ ‬فق ال‪( :‬ي ا ش يبة‪ ،‬ادن‬
‫م ني) فوض ع ي ده على ص دري‪ ،‬واس تخرج هللا الش يطان من قل بي‪ ،‬ف رفعت إلي ه‬
‫بصري‪ ،‬وهو أحب إلي من سمعي وبصري(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]284 :‬عن عبد هللا بن أبي بكر قالوا‪ :‬كنا م ع رس ول هللا ‪ ‬فبل غ‬
‫رسول هللا ‪ ‬أن جمعا من غطفان من بني ثعلبة بن محارب بذي أمر‪ ،‬ق د تجمع وا‬
‫يري دون أن يص يبوا من أط راف رس ول هللا ‪ ،‬معهم رج ل يق ال ل ه‪ :‬دعث ور بن‬
‫الحارث‪ ،‬فخرج رسول هللا ‪ ‬في أربعمائة وخمسين رجال ومعهم أف راس فه زمت‬
‫من ه األع راب ف وق ذروة من الجب ال‪ ،‬ون زل رس ول هللا ‪ ‬ذا أم ر فعس كر ب ه‪،‬‬
‫وأصابهم مطر كثير‪ ،‬فذهب رسول هللا ‪ ‬لحاجته‪ ،‬فأصابه ذلك المط ر فب ل ثوب ه‪،‬‬
‫وقد جعل وادي ذي أمر بينه وبين أصحابه‪ ،‬ثم ن زع ثياب ه فنش رها لتج ف‪ ،‬وألقاه ا‬
‫على شجرة ثم اضطجع تحته ا واألع راب ينظ رون‪ ،‬فق الت ل دعثور وك ان س يدها‬
‫وأشجعها‪ :‬قد أمكن ك محم د‪ ،‬وق د انف رد من أص حابه‪ ،‬حيث إن غ وث بأص حابه لم‬
‫يغث حتى تقتله‪ ،‬فاختار سيفا من سيوفهم صارما‪ ،‬ثم أقبل حتى ق ام على رس ول هللا‬
‫‪ ‬بالسيف مشهورا فقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬من يمنعك مني الي وم‪ ،‬فق ال‪( :‬هللا ع ز وج ل)‪،‬‬
‫ودفع جبريل في صدره فوقع السيف من يده‪ ،‬فأخذه رسول هللا ‪ ‬وقام على رأسه‪،‬‬
‫فقال‪( :‬من يمنعك مني؟) قال‪ :‬ال أحد‪ ،‬وأنا أشهد أن ال إله إال هللا‪ ،‬وأن محمدا رسول‬
‫هللا‪ ،‬ال أكثر عليك جمعا أبدا‪ ،‬فأعطاه سيفه ثم أدبر‪ ،‬ثم أقبل بوجهه فقال‪ :‬وهللا‪ ،‬ألنت‬
‫خير مني‪ ،‬فقال رسول هللا ‪( :‬أنا أحق بذلك منك)‪ ،‬فأتى قومه فقالوا‪ :‬أين م ا كنت‬

‫‪)(5‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/258 :‬‬


‫‪)( 1‬رواه البخاري ومسلم وابن إسحاق وأبو نعيم والحاكم والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/258 :‬‬
‫‪)(2‬رواه البيهقي وأبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/261 :‬‬
‫‪69‬‬
‫تق ول‪ ،‬والس يف في ي دك‪ ،‬ق ال‪ :‬ق د ك ان وهللا ذل ك‪ ،‬ولكن نظ رت إلى رج ل أبيض‬
‫طويل فدفع في صدري‪ ،‬ف وقعت لظه ري‪ ،‬وع رفت أن ه مل ك‪ ،‬وش هدت أن محم دا‬
‫رسول هللا‪ ،‬وجعل يدعو قومه إلى اإلسالم‪ ،‬ون زلت ه ذه اآلي ة‪﴿ :‬يَاأَيُّهَ ا الَّ ِذينَ آ َمنُ وا‬
‫ف أي ديهُ ْم َع ْن ُك ْم َواتَّقُ وا‬‫ْاذ ُكرُوا نِ ْع َمتَ هَّللا ِ َعلَ ْي ُك ْم إِ ْذ هَ َّم قَوْ ٌم أَ ْن يَ ْب ُسطُوا إِلَ ْي ُك ْم أيديهُ ْم فَ َك َّ‬
‫ال ُم ْؤ ِمنُونَ ﴾ [المائدة‪)1(]11 :‬‬ ‫هَّللا َ َو َعلَى هَّللا ِ فَ ْليَتَ َو َّك ِل ْ‬
‫[الحديث‪ ]285 :‬عن أبي بك ر ق ال‪ :‬طلبن ا الق وم فلم ي دركنا أح د منهم غ ير‬
‫سراقة بن مالك على فرس ل ه‪ ،‬فقلت‪ :‬ي ا رس ول هللا ه ذا الطلب ق د لحقن ا ق ال‪( :‬ال‬
‫تحزن‪ ،‬إن هللا معنا)‪ ،‬فلما كان بيننا وبينه قيد رمح أو ثالثة دعا عليه رس ول هللا ‪‬‬
‫فقال‪( :‬اللهم‪ ،‬أكفناه بما شئت)‪ ،‬فساخت قوائم فرسه في األرض إلى بطنها‪ ،‬ق ال‪ :‬ي ا‬
‫محمد‪ ،‬قد علمت أن هذا عملك فادع هللا أن ينجيني مما أن ا في ه‪ ،‬ف و هللا ألعمين ك ل‬
‫من ورائي من الطلب‪ ،‬فدعا له فانطلق راجعا (‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]286 :‬عن حذيفة في قوله تعالى‪ :‬وهموا بما لم ينالوا أن رسول هللا‬
‫‪ ‬رجع قافال من تبوك إلى المدينة‪ ،‬حتى إذا كان ببعض الطريق مك ر برس ول هللا‬
‫‪ ‬ناس من أصحابه فتآمروا عليه أن يطرحوه في عقبة في الطري ق وفي لف ظ‪ :‬أن‬
‫يقتلوه‪ ،‬فلما هموا وبلغوا العقبة أرادوا أن يسلكوها معه‪ ،‬فلما غش يهم رس ول هللا ‪‬‬
‫أخبر خبرهم‪ ،‬فقال‪( :‬من ش اء منكم أن يأخ ذ ببطن ال وادي فإن ه أوس ع لكم)‪ ،‬وأخ ذ‬
‫رسول هللا ‪ ‬العقبة‪ ،‬وأخذ الناس ببطن الوادي إال النف ر ال ذين مك روا برس ول هللا‬
‫‪ ‬لما س معوا ذل ك اس تعدوا وتلثم وا وق د هم وا ب أمر عظيم وأم ر رس ول هللا ‪‬‬
‫حذيفة بن اليمان‪ ،‬وعمار بن ياس ر فمش يا مع ه مش يا وأم ر عم ارا أن يأخ ذ بزم ام‬
‫الناقة وأمر حذيفة أن يسوقها‪ ،‬فبينم ا هم يس يرون إذ س معوا ب القوم من ورائهم‪ ،‬ق د‬
‫غش وهم‪ ،‬فغض ب رس ول هللا ‪ ‬وأم ر حذيف ة أن ي ردهم وأبص ر حذيف ة غض ب‬
‫رس ول هللا ‪ ‬فرج ع ومع ه محجن فاس تقبل وج وه رواحلهم‪ ،‬فض ربها ب المجن‬
‫وأبص ر الق وم وهم متلثم ون ال يش عر إنم ا ذل ك فع ل المس افر‪ ،‬ف رعبهم هللا حين‬
‫أبصروا حذيفة وظنوا أن مكرهم قد ظهر عليه فأسرعوا حتى خالطوا الناس‪ ،‬وأقبل‬
‫حذيف ة ح تى أدرك رس ول هللا ‪ ،‬فلم ا أدرك ه ق ال‪( :‬اض رب الراحل ة ي ا حذيف ة‪،‬‬
‫وامش أنت يا عمار)‪ ،‬فأسرعوا حتى استوى بأعالها فخرجوا من العقب ة ينتظ رون‬
‫الناس‪ ،‬فقال رسول هللا ‪( :‬يا حذيفة‪ ،‬هل عرفت من هؤالء الره ط‪ ،‬أو ال ركب أو‬
‫أحدا منهم؟) قال‪ :‬عرفت راحلة فالن وفالن‪ ،‬وقال‪ :‬كانت ظلمة الليل وغشيتهم وهم‬
‫متلثم ون فق ال رس ول هللا ‪( :‬ه ل علمتم ش أنهم وم ا أرادوا؟) ق الوا‪ :‬ال‪ ،‬وهللا ي ا‬
‫رسول هللا‪ ،‬قال‪( :‬فإنهم مكروا ليس يروا معي ح تى إذا أظلمت في العقب ة طرح وني‬
‫منها‪ ،‬وأن هللا تعالى قد أخبرني بأسمائهم‪ ،‬وأسماء آب ائهم‪ ،‬وهم عب د هللا بن س عد بن‬
‫أبي السرح‪ ،‬وأبو حاضر األعرابي‪ ،‬وأب و ع امر والجالس بن س ويد بن الص امت‪،‬‬

‫‪)(1‬رواه الواقدي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/257 :‬‬


‫‪)(2‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/259 :‬‬
‫‪70‬‬
‫ومجمع بن جارية وفليح التيمي‪ ،‬وحصين بن نمير‪ ،‬وطعمة بن أب يرق وعب د هللا بن‬
‫عيينة‪ ،‬ومرة بن الربيع)‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬أفال تأمر بهم فتض رب أعن اقهم‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫أكره أن يتحدث الناس‪ ،‬ويقول وا‪ :‬إن محم دا وض ع ي ده في أص حابه)‪ ،‬فلم ا أص بح‬
‫أرس ل إليهم كلهم‪ ،‬فق ال‪( :‬أردتم ك ذا وك ذا) فحلف وا باهلل م ا ق الوا‪ ،‬وال أرادوا ال ذي‬
‫سألهم عنه فذلك قوله تعالى‪{ :‬يَحْ لِفُونَ بِاهَّلل ِ َما قَالُوا َولَقَ ْد قَ الُوا َكلِ َم ةَ ْال ُك ْف ِر َو َكفَ رُوا‬
‫بَ ْع َد إِ ْساَل ِم ِه ْم َوهَ ُّموا بِ َما لَ ْم يَنَ الُوا } [التوب ة‪ ]74 :‬فهم اثن ا عش ر رجال‪ ،‬ح اربوا هللا‬
‫ورسوله‪ ،‬وكان أبو عامر رأسهم‪ ،‬وله بنوا مسجد الضرار(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]287 :‬روي أن عامر بن الطفيل قدم على رسول هللا ‪ ‬وهو يريد‬
‫أن يغدر به‪ ،‬فقال ألربد‪ :‬إنا قدمنا على الرجل‪ ،‬فإني شاغل عن ك وجه ه‪ ،‬ف إذا فعلت‬
‫ذلك‪ ،‬فاعله بالسيف‪ ،‬قال‪ :‬أفعل فلما قدمنا على رسول هللا ‪ ‬فقال‪ :‬أريدك يا محم د‬
‫قم معي أكلمك‪ ،‬فقام معه فخليا إلى جدارا ووقف عامر يكلمه‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد خ الني‬
‫ق ال‪( :‬ال‪ ،‬ح تى ت ؤمن باهلل وح ده)‪ ،‬فلم ا أتى على رس ول هللا ‪ ‬فق ال‪ :‬أم ا وهللا‪،‬‬
‫ألمألنه ا علي ك خيال حم را ورج اال‪ .‬فلم ا ولى ق ال رس ول هللا ‪( :‬اللهم‪ ،‬اكف ني‬
‫عامر بن الطفيل) فلما خرجوا من عند رس ول هللا ‪ ‬ق ال ع امر إلرب د‪ :‬ويح ك ي ا‬
‫إربد‪ ،‬أين ما كنت أمرتك به؟ قال‪ :‬وهللا‪ ،‬م ا ك ان على ظه ر األرض رج ل أخ وف‬
‫عندي على نفسي منك‪ ،‬وأيم هللا‪ ،‬ال أخاف بعد اليوم أبدا‪ ،‬ق ال‪ :‬ال أب ا ل ك‪ ،‬ال تعج ل‬
‫علي‪ ،‬فو هللا‪ ،‬ما هممت بالذي أمرتني به من مرة إال دخلت بيني وبين الرج ل ح تى‬
‫ما أرى غيرك‪ ،‬أفأضربك بالسيف؟(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]288 :‬روي أنه خرج رسول هللا ‪ ‬إلى بني النضير يستعينهم في‬
‫عقل الكالبيين فقالوا‪ :‬اجلس يا أبا القاسم‪ ،‬حتى تطعم وترج ع بحاجت ك‪ ،‬فجلس ومن‬
‫معه في ظل جدار ينتظرون أن يصلحوا أمرهم فلما خل وا والش يطان معهم ائتم روا‬
‫بقتل رسول هللا ‪ ‬فق الوا‪ :‬لن تج دوه من اآلن‪ ،‬فق ال رج ل منهم‪ :‬إن ش ئتم ظه رت‬
‫فوق ال بيت ال ذي ه و تحت ه ف دليت علي ه حج را فقتلت ه‪ ،‬فج اؤوا إلى رحى عظيم ة‬
‫ليطرحوها عليه فأمس ك هللا عنه ا أي ديهم‪ ،‬وأخ بره بم ا ائتم روا ب ه من ش أنه‪ ،‬فق ام‬
‫ورجع أصحابه‪ ،‬ونزل القرآن ﴿يَاأَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا ْاذ ُكرُوا نِ ْع َمتَ هَّللا ِ َعلَ ْي ُك ْم إِ ْذ هَ َّم قَ وْ ٌم‬
‫ف أي ديهُ ْم َع ْن ُك ْم َواتَّقُ وا هَّللا َ َو َعلَى هَّللا ِ فَ ْليَت ََو َّك ِل ْال ُم ْؤ ِمنُ ونَ ﴾‬
‫أَ ْن يَ ْب ُسطُوا إِلَ ْي ُك ْم أيديهُ ْم فَ َك َّ‬
‫[المائدة‪)3(]11 :‬‬

‫َّت يَ دَا أَبِي لَهَ ٍ‬


‫ب‬ ‫[الحديث‪ ]289 :‬عن ابن عب اس وغ يره أن ه لم ا ن زلت‪﴿ :‬تَب ْ‬
‫َوتَبَّ ﴾ [المسد‪ ]1 :‬أقبلت العوراء أم جميل‪ ،‬ولها ولولة‪ ،‬وفي يديها فهر‪ ،‬وهي تقول‪:‬‬
‫مذمما أبينا ودينه قلينا وأمره عصينا والنبي ‪ ‬ج الس في المس جد ومع ه أب و بك ر‬

‫‪)(1‬رواه ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/262 :‬‬
‫‪)(2‬رواه الطبراني وابن المنذر وأبو نعيم عن ابن عباس وابن جرير وأبو الش يخ عن ابن زي د وال بيهقي عن ابن‬
‫إسحاق‪ ،‬سبل الهدى‪.10/260 :‬‬
‫‪)( 3‬رواه ابن جرير عن عكرمة وبرير بن أبي زياد وعبد الحميد عن مجاهد وابن إسحاق عن عاص م بن عم ر‪،‬‬
‫وابن قتادة‪ ،‬وعبد هللا بن أبي بكر‪ ،‬وأبو نعيم والبيهقي عن الزهري وعروة بن الزبير‪ ،‬سبل الهدى‪.10/260 :‬‬
‫‪71‬‬
‫إلى جنبه فقال أبو بكر‪ :‬لقد أقبلت هذه‪ ،‬وأنا أخاف أن تراك‪ ،‬فقال‪( :‬إنها لن ت راني)‪،‬‬
‫وقرأ قرآنا فاعتصم به‪ ،‬كما قال تعالى‪َ ﴿ :‬وإِ َذا قَ َر ْأتَ ْالقُ رْ آنَ َج َع ْلنَ ا بَ ْينَ كَ َوبَ ْينَ الَّ ِذينَ‬
‫اَل ي ُْؤ ِمنُونَ بِاآْل ِخ َر ِة ِح َجابًا َم ْس تُورًا﴾ [اإلس راء‪ ]45 :‬فج اءت ح تى أق امت على أبي‬
‫بكر فلم ت ر الن بي ‪ ‬فق الت‪ :‬أين ال ذي هج اني وهج ا زوجي‪ ،‬فق ال‪ :‬ال ورب ه ذا‬
‫البيت ما هجاك‪ ،‬فولت‪ ،‬وهي تقول‪ :‬قد علمت ق ريش أني بنت س يدها وفي لف ظ‪ :‬ي ا‬
‫أبا بكر‪ ،‬ما شأن صاحبك ينشد في الشعر‪ ،‬بلغني أن صاحبك هجاني فقال أب و بك ر‪:‬‬
‫وهللا ما صاحبي بشاعر وال هجاك‪ ،‬فقالت‪ :‬أليس قد قال‪﴿ :‬فِي ِجي ِدهَا َح ْب ٌل ِم ْن َم َس ٍد﴾‬
‫[المسد‪ ،]5 :‬فما يدريه ما في جيدي‪ ،‬قال النبي ‪( :‬قل لها‪ :‬هل ترين عندي أح دا‪،‬‬
‫فإنها لن تراني‪ ،‬جعل هللا بي ني وبينه ا حجاب ا)‪ ،‬فس ألها أب و بك ر‪ ،‬فق الت‪ :‬أته زأ بي‬
‫وهللا‪ ،‬ما أرى عندك أحدا‪ ،‬فانصرفت وهي تقول‪ :‬قد علمت قريش أني بنت س يدها‪،‬‬
‫فقال أبو بكر الصديق‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬إنها لم ترك‪ ،‬فقال‪( :‬حال بيني وبينه ا جبري ل‪،‬‬
‫يسترني بجناحيه حتى ذهبت)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]290 :‬عن محمد بن كعب الق رظي ق ال‪ :‬ك ان رس ول هللا ‪ ‬إذا‬
‫نزل منزال اختار له أصحابه شجرة ظليلة فيقيل تحتها‪ ،‬فأتاه أعرابي فاخترط سيفه‪،‬‬
‫ثم قال‪ :‬من يمنع ك م ني؟ ق ال‪( :‬هللا)‪ ،‬فرع دت ي د األع رابي‪ ،‬وس قط الس يف من ه‪،‬‬
‫ك ِمنَ‬ ‫ْص ُم َ‬‫﴿وهَّللا ُ يَع ِ‬
‫وضرب برأس ه الش جرة ح تى انت ثر دماغ ه‪ ،‬ف أنزل هللا تع الى‪َ :‬‬
‫النَّاس ﴾ [المائدة‪)2(]67 :‬‬
‫ِ‬
‫[الحديث‪ ]291 :‬عن أبي هريرة قال‪ :‬كنا إذا صحبنا رسول هللا ‪ ‬في س فر‬
‫تركنا له أعظم شجرة وأظلها فينزل تحتها‪ ،‬فنزل ذات يوم تحت شجرة وعلق س يفه‬
‫فيها‪ ،‬فجاء رجل فأخذه فقال‪ :‬يا محم د‪ ،‬من يمنع ك م ني؟ فق ال رس ول هللا ‪( :‬هللا‬
‫اس ﴾ [المائ دة‪:‬‬ ‫ْص ُمكَ ِمنَ النَّ ِ‬ ‫يمنعني منك‪ ،‬ضع السيف) فوض عه‪ ،‬ف نزلت‪َ ﴿ :‬وهَّللا ُ يَع ِ‬
‫‪)3(]67‬‬
‫[الحــديث‪ ]292 :‬روي أن رهط ا من ق ريش جلس وا في الحج ر بع د ب در‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬قبح هللا العيش بعد موت آبائنا ببدر‪ ،‬ليتنا أصبنا رجال يقتل محمدا‪ ،‬وجعلنا له‬
‫جعال فقال رجل‪ :‬أنا وهللا جريء الصدر‪ ،‬جواد الشد جي د الحدي د‪ ،‬أقتل ه‪ ،‬فجع ل ل ه‬
‫أربعة رهط‪ ،‬كل ره ط منهم أوقي ة من ذهب‪ ،‬فخ رج ح تى ق دم المدين ة ف نزل على‬
‫رجل من قومه مسلم‪ ،‬فقال له‪ :‬ما جاء بك قال‪ :‬أسلمت‪ ،‬فجئت‪ ،‬قال‪ :‬ف أطلع هللا نبي ه‬
‫‪ ‬على ما في نفسه‪ ،‬فبعث إلى الرجل الذي نزل عليه‪ ،‬ينظ ر ض يفه فيش ده وثاق ا‪،‬‬
‫ثم ابعث به إلي قال‪ :‬فجعل الرجل ينادي حين خرجوا به هك ذا تفعل ون بمن يتبعكم‪،‬‬
‫هكذا تفعلون بمن اختار دينكم‪ ،‬فقال له النبي ‪( :‬أصدقني) حتى ظن الناس أنه ل و‬
‫صدقه خلى عنه‪ ،‬قال‪ :‬ما جئت إال ألسلم‪ ،‬قال‪( :‬كذبت)‪ ،‬ثم قص الرسول ‪ ‬قصته‬
‫‪)( 1‬رواه أبو يعلى وابن حبان والحاكم‪ ،‬وصححه ابن مردويه‪ ،‬والبيهقي عن أسماء بنت أبي بكر‪ ،‬وابن أبي شيبة‬
‫والدارقطني وأبو نعيم عن ابن عباس وابن مردويه عن أبي بكر‪ ،‬سبل الهدى‪.10/255 :‬‬
‫‪)(2‬رواه ابن جرير ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/261 :‬‬
‫‪)(3‬رواه ابن حبان وابن مردويه ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/261 :‬‬
‫‪72‬‬
‫في قصة القوم‪ ،‬فقال ما كان ذلك فأمر به فصلب على ذباب‪ ،‬فإنه ألول مصلوب‪.‬‬
‫[الحديث‪ ]293 :‬عن أبي أمامة قال‪ :‬إن رس ول هللا ‪ ‬دع ا بخفي ه يلبس هما‬
‫فلبس أحدهما ثم جاء غراب فاحتمل األخرى فرمى به ا‪ ،‬فخ رجت من ه حي ة‪ ،‬فق ال‬
‫رسول هللا ‪( :‬من كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر فال يلبس خفيه حتى ينفضهما)(‪)1‬‬
‫رابعا ـ ما ورد حول اآليات الحسية‪:‬‬
‫والمراد منها تلك الخوارق التي حصلت لرسول هللا ‪ ‬إما بناء على اق تراح‬
‫بعضهم لذلك‪ ،‬أو حصلت من دون اقتراح‪ ،‬مما يدخل في إكرام هللا تعالى لنبيه ‪.‬‬
‫وقد ذكرنا هنا األحاديث الواردة في اآليات التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ما ورد حول انشقاق القمر‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ما ورد حول تسبيح الطعام والشراب بين يديه‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ما ورد حول تكثيره الذهب‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ما ورد حول تأمين أسكفة الباب وحوائط البيت على دعائه‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ ما ورد حول تنكيس األصنام حين أشار إليها‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ ما ورد حول إالنة الصخرة التي عجز الناس عنها‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ ما ورد حول سالم األحجار عليه‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ ما ورد حول انقياد الحيوانات له‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ ما ورد حول إضاءة األشياء له‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ ما ورد حول انقالب األعيان له‪.‬‬
‫وهذه هي األحاديث‪ ،‬بحسب هذا الترتيب‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]294 :‬عن أنس بن مالك قال‪ :‬سأل أهل مكة النبي ‪ ‬آية‪ ،‬فانش ق‬
‫القمر بمكة مرتين(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]295 :‬عن أنس‪ :‬أن أهل مكة س ألوا رس ول هللا ‪ ‬أن ي ريهم آي ة‬
‫فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]296 :‬عن أبي عبد الرحمن السلمي‪ ،‬قال‪ :‬خطبنا حذيفة بن اليمان‬
‫ق ْالقَ َمرُ﴾ [القم ر‪ ]1 :‬أال‬ ‫بالمدائن فحمد هللا وأثنى عليه ثم قال‪﴿ :‬ا ْقتَ َربَ ِ‬
‫ت السَّا َعةُ َوا ْن َش َّ‬
‫وإن الساعة قد اقتربت‪ ،‬أال وإن القمر قد انش ق‪ ،‬أال وإن ال دنيا ق د آذنت بف راق‪ ،‬أال‬
‫وإن اليوم المضمار وغدا الس باق‪ ..‬فلم ا ك انت الجمع ة الثاني ة انطلقت م ع أبي إلى‬
‫الجمعة فحمد هللا وقال مثله وزاد‪ :‬أال وإن السابق من سبق إلي الجمعة(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]297 :‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪( :‬إن القمر انشق في زم ان الن بي ‪)‬‬
‫(‪)5‬‬

‫‪)(1‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/263 :‬‬


‫‪ )(2‬أحمد ج ‪ 447 ،413 ،377 / 1‬و ‪ 275 / 3‬و ‪ ،82 / 4‬ومسلم ‪.. 50‬‬
‫‪ )(3‬البخاري‪ ،‬حديث ‪ 3627‬ومسلم حديث (‪.)48 - 47 - 43‬‬
‫‪ )(4‬دالئل النبوة ألبي نعيم (‪.)236 – 233‬‬
‫‪ )(5‬البخاري‪ :‬فتح الباري ‪.499 / 8‬‬
‫‪73‬‬
‫[الحديث‪ ]298 :‬عن ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬اجتمع المش ركون إلى رس ول هللا ‪‬‬
‫منهم الوليد بن المغيرة‪ ،‬وأبو جهل بن هشام‪ ،‬والعاص بن وائل‪ ،‬والعاص بن هشام‪،‬‬
‫واألسود بن عبد يغ وث‪ ،‬واألس ود بن المطلب بن أس د بن عب د الع زى‪ ،‬وزمع ة بن‬
‫األسود‪ ،‬والنضر بن الحارث‪ ،‬ونظ راؤهم كث ير‪ ،‬فق الوا للن بي ‪ :‬إن كنت ص ادقا‬
‫فشق لنا القمر فرقتين نص فا على أبي ق بيس ونص فا على قعيقع ان‪ ،‬فق ال لهم الن بي‬
‫‪ :‬إن فعلت تؤمنوا؟ قالوا نعم! وكانت ليلة بدر؛ فس أل هللا عزوج ل أن يعطي ه م ا‬
‫سألوا‪ ،‬فأمسى القمر قد سلب نصفا على أبي ق بيس ونص فا على قعيقع ان‪ ،‬ورس ول‬
‫هللا ‪ ‬ينادي يا أبا سلمة بن عبد األسد واألرقم بن األرقم اشهدوا(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]299 :‬عن ابن عباس قال‪ :‬جاءت أحبار اليهود إلى رسول هللا ‪‬‬
‫فقالوا‪ :‬أرنا آية حتى نؤمن بها‪ ،‬فسأل ربه فأراهم القمر ق د انش ق بج زئين‪ ،‬أح دهما‬
‫على الصفا واآلخ ر على الم روة‪ ،‬ق در م ا بين العص ر إلى اللي ل ينظ رون إلي ه ثم‬
‫غاب(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]300 :‬عن ابن مسعود ق ال‪ :‬كن ا نأك ل م ع رس ول هللا ‪ ‬فنس مع‬
‫تسبيح الطعام‪ ،‬وهو يؤكل)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]301 :‬عن أنس أن رسول هللا ‪ ‬أتي بطعام ثريد‪ ،‬فقال‪( :‬إن ه ذا‬
‫الطعام يسبح)‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬وتفقه تسبيحه‪ ،‬قال‪( :‬نعم)‪ ،‬ثم ق ال لرج ل‪( :‬ادن‬
‫هذه القصعة من هذا الرجل)‪ ،‬فأدناها منه فقال‪ :‬نعم‪ ،‬يا رسول هللا‪ ،‬هذا الطعام يسبح‬
‫فقال‪( :‬ادنها من آخر) وأدناه ا من ه فق ال‪ :‬ه ذا الطع ام يس بح ثم ق ال‪( :‬رده ا) فق ال‬
‫رجل‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬لو أمرت على القوم جميعا‪ ،‬فقال‪( :‬ال إنها لو سكتت عند رج ل‬
‫لقالوا‪ :‬من ذنب ردها)‪ ،‬فردها(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]302 :‬عن ابن مسعود قال‪( :‬كنا نسمع صوت الماء وتسبيحه وهو‬
‫يشرب‪ ،‬الحديث وتقدم في باب نبع الماء من بين أصابع النبي ‪)5()‬‬
‫[الحديث‪ ]303 :‬عن أبي ذر قال‪ :‬كان بين يدي رسول هللا ‪ ‬سبع حصيات‬
‫أو قال‪ :‬تسع حصيات‪ ،‬فأخذهن في كف ه‪ ،‬فس بحن‪ ،‬ح تى س معت لهن حنين ا كح نين‬
‫النحل‪ ،‬ثم وضعهن فخرسن(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]304 :‬عن ابن عباس قال‪ :‬قدم ملوك حض رموت على رس ول هللا‬
‫‪ ‬وفيهم األشعث بن قيس‪ ،‬فقالوا إنا قد خبأنا لك خب أ فم ا ه و؟ ق ال‪( :‬س بحان هللا!‬
‫إنما يفعل هذا الك اهن والكهان ة في الن ار)‪ ،‬فق الوا‪ :‬فكي ف نعلم أن ك رس ول هللا ع ز‬
‫وجل فأخذ رسول هللا ‪ ‬كفا من حصى‪ ،‬فق ال‪( :‬ه ذا يش هد أني رس ول هللا) فس بح‬
‫‪ )(1‬دالئل النبوة البي نعيم ص ‪.234‬‬
‫‪ )(2‬رواه أبو نعيم‪ ،‬البداية والنهاية (‪.)148 /3‬‬
‫‪ )(3‬رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو الشيخ وابن مردويه‪ ،‬سبل الهدى‪.9/493 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه أبو الشيخ‪ ،‬سبل الهدى‪.9/493 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه النسائي وابن مردويه‪ ،‬سبل الهدى‪.9/493 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه الطبراني والبيهقي في الدالئل ‪ ، 65 /6‬سبل الهدى‪.9/503 :‬‬
‫‪74‬‬
‫الحصى في يده‪ ،‬فقالوا‪ :‬نشهد أنك رسول هللا عز وجل(‪.)7‬‬
‫[الحديث‪ ]305 :‬عن أنس قال‪ :‬تناول النبي ‪ ‬من األرض س بع حص يات‪،‬‬
‫فسبحن في يده‪ ،‬ثم ناولهن أبا بك ر فس بحن كم ا س بحن في ي د الن بي ‪ ‬ثم ن اولهن‬
‫النبي ‪ ‬عمر فسبحن في يده كما سبحن في يد أبي بكر‪ ،‬ثم ناولهن عثم ان فس بحن‬
‫في كفه كما سبحن في يد أبي بكر وعمر(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]306 :‬عن سلمان أن رسول هللا ‪ ‬أت اه رج ل من بعض المع ادن‬
‫بمثل بيضة الدجاجة من ذهب‪ ،‬فقال رسول هللا ‪( :‬خذ ه ذه ي ا س لمان‪ ،‬فأدبه ا م ا‬
‫عليك)‪ ،‬فقلت‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬وأين تق ع ه ذه مم ا علي؟ فقلبه ا رس ول هللا ‪ ‬على‬
‫لسانه ثم قذفها إلي‪ ،‬ثم قال‪( :‬انطلق بها‪ ،‬ف إن هللا س يؤدي به ا عن ك‪ ،‬فوال ذي نفس ي‬
‫بيده‪ ،‬لو وزنت لهم منها أربعين أوقية فأديتها إليهم وبقي عندي مثل ما أعطيتهم)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]307 :‬عن أبي أسيد الساعدي قال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪ ‬للعب اس بن‬
‫عبد المطلب‪( :‬يا أبا الفضل‪ ،‬ال ترم منزلك غدا أنت وبنوك ح تى آتيكم ف إن لي فيكم‬
‫حاجة)‪ ،‬فانتظروه‪ ،‬حتى جاء بعد م ا أض حى‪ ،‬ف دخل عليهم‪ ،‬فق ال‪( :‬الس الم عليكم)‬
‫فقالوا‪ :‬وعليك السالم ورحمة هللا وبركاته‪ ،‬ثم قال لهم‪( :‬تقاربوا يزحف بعض كم إلى‬
‫بعض) حتى إذا أمكنوه اشتمل عليهم بمالءته وقال‪( :‬يا رب‪ ،‬ه ذا عمي وص فو أبي‬
‫وهؤالء أه ل بي تي فاس ترهم من الن ار كس تري إي اهم بمالءتي ه ذه)‪ ،‬ق ال‪ :‬ف أمنت‬
‫أسكفة الباب وحوائط البيت فقالت‪ :‬آمين آمين آمين(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]308 :‬عن جمع من الصحابة أن النبي ‪ ‬لما دخل مك ة وج د به ا‬
‫ق ْالبَ ِ‬
‫اط ُل‬ ‫ق َوزَ هَ َ‬‫{جا َء ْال َح ُّ‬
‫ثالثمائة وستين صنما فأشار إلى كل صنم بعصا‪ ،‬فقال‪َ :‬‬
‫ئ ْالبَ ِ‬
‫اط ُل َو َم ا ي ُِعي ُد }‬ ‫ق َو َما يُ ْب ِد ُ‬‫{جا َء ْال َح ُّ‬
‫إِ َّن ْالبَا ِط َل َكانَ َزهُوقًا } [اإلسراء‪َ ]81 :‬‬
‫[سبأ‪ ]49 :‬فك ان ال يش ير إلى ص نم إال س قط من غ ير أن يمس ه بعص ا‪ ،‬وفي ذل ك‬
‫يقول تميم بن أسد الخزاعي(‪:)4‬‬
‫لمن يرجو الثواب أو‬ ‫وفي األصنام معتبر‬
‫العقابا‬ ‫وعلم‬
‫[الحــديث‪ ]309 :‬عن ج ابر وغ يره‪ ،‬ق الوا‪ :‬ع رض لن ا في بعض الخن دق‬
‫صخرة عظيمة شديدة ال تأخذها المع اول‪ ،‬فش كونا ذل ك لرس ول هللا ‪ ‬فق ال‪( :‬إن ا‬
‫نازل)‪ ،‬ثم قال‪ :‬فلما رآها أخذ المعول وقال‪( :‬باسم هللا) وضربها ضربة تكسر ثلثه ا‬
‫وب رقت برق ة أض اءت م ا بين الب تي المدين ة ح تى ك أن مص باحا في ج وف ليل ة‬
‫مظلمة‪ ،‬فق ال‪( :‬هللا أك بر‪ ،‬أعطيت مف اتيح ف ارس‪ ،‬وهللا إني ألبص ر قص ر الم دائن‬

‫‪ )(7‬رواه أبو نعيم في الدالئل ‪ ، 78 /1‬والحكيم الترمذي‪ ،‬سبل الهدى‪.9/503 :‬‬


‫‪ )(1‬رواه ابن عساكر‪ ،‬سبل الهدى‪.9/503 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه أحمد ‪ 444 /5‬والطبراني في الكب ير ‪ 277 /6‬أخرج ه ال بيهقي ‪ 322 /10‬والخطيب في الت اريخ ‪/6‬‬
‫‪ 169‬وابن عساكر كما في التهذيب ‪ 197 /6‬وأبو نعيم في الدالئل ‪ 89 /1‬وابن سعد ‪. 123 /1 /1‬‬
‫‪ )(3‬رواه ابن عساكر كما في التهذيب ‪ 238 /7‬والبيهقي في الدالئل ‪. 71 /6‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود وأحمد وأبو نعيم والبيهقي عن ابن عب اس وابن إس حاق وال بيهقي عن‬
‫علي وأبو نعيم والبيهقي من طريق نافع عن ابن عمر‪ ،‬سبل الهدى‪.9/507 :‬‬
‫‪75‬‬
‫األبيض) ثم ضربه التالية فقطع بقية الحجر‪ ،‬وبرق منها برقة أضاء ما بين البتيه ا‪،‬‬
‫فقال (هللا أكبر‪ ،‬أعطيت مفاتيح اليمن‪ ،‬وهللا إني ألبصر صنعاء من مك اني الس اعة)‬
‫(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]310 :‬عن جابر بن سمرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رس ول هللا ‪( ‬إني ألع رف‬
‫حجرا كان يسلم علي قبل أن أبعث إني ألعرفه اآلن)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]311 :‬عن علي ق ال‪ :‬كنت م ع رس ول هللا ‪ ‬بمك ة فخرجن ا في‬
‫بعض نواحيها فما استقبله جبل وال شجر إال قال‪ :‬السالم عليك‪ ،‬يا رسول هللا(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]312 :‬عن جابر بن سمرة قال‪( :‬لما كانت ليالي بعثت م ا م ررت‬
‫بشجر وال حجر إال قال‪ :‬السالم عليك‪ ،‬يا رسول هللا)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]313 :‬عن ابن عباس قال‪ :‬ج اء ق وم من األنص ار إلى رس ول هللا‬
‫‪ ‬فقالوا‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬أن لنا بعيرا فطم في حائط فجاء إلي ه رس ول هللا ‪ ‬فق ال‪:‬‬
‫(تعال)‪ ،‬فجاء مطأطئا رأسه حتى خطمه‪ ،‬وأعط اه أص حابه‪ ،‬فق ال ل ه أب و بك ر‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا‪ ،‬كأنه علم أنك نبي فقال رسول هللا ‪( :‬م ا بين البتيه ا أح د إال يعلم أني‬
‫نبي إال كفرة اإلنس والجن)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]314 :‬عن جابر بن عبد هللا قال‪ :‬أقبلنا مع رس ول هللا ‪ ‬من س فر‬
‫حتى إذا دفعنا إلى حائط من حوائط بني النج ار إذا في ه جم ل ال ي دخل أح د إال ش د‬
‫عليه‪ ،‬فذكر ذلك لرسول هللا ‪ ‬فجاء حتى أتى الحائ ط ف دعا البع ير‪ ،‬فج اء واض عا‬
‫مشفره إلى األرض حتى برك بين يديه‪ ،‬فقال النبي ‪( :‬هاتوا خطامه)‪ ،‬ودفعه إلى‬
‫صاحبه ثم التفت إلى الناس‪ ،‬فقال‪( :‬إنه ليس شيء بين السماء واألرض إال يعلم أني‬
‫رسول هللا إال عاصي اإلنس والجن)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]315 :‬عن ج ابر بن عب د هللا ق ال‪ :‬أقبلن ا على رس ول هللا ‪ ‬من‬
‫سفر حتى إذا دفعنا إلى حائط من حيط ان ب ني النج ار إذا في ه جم ل ه ائج ال ي دخل‬
‫الحائط أحد إال شد عليه ق ال‪ :‬فج اء رس ول هللا ‪ ‬ح تى أتى الحائ ط‪ ،‬ف دعا البع ير‬
‫فج اءه ووض ع مش فره في األرض ح تى ب رك بين يدي ه‪ ،‬فق ال الن بي ‪( :‬ه اتوا‬
‫خطام ه) فخطم ه ودفع ه إلى أص حابه ثم التفت إلى الن اس‪ ،‬فق ال‪( :‬ليس ش يء بين‬
‫السماء واألرض إال يعلم أني رسول هللا غير عصاة الجن واإلنس)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]316 :‬عن أنس قال‪ :‬كان أهل بيت من األنصار‪ ،‬لهم جمل يستقون‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري ‪ 395 /7‬والبغوي في الشرح ‪ ، 5 /14‬أحمد ‪ 303 /4‬وابن أبي شيبة ‪ 422 /14‬والبيهقي في‬
‫الدالئل ‪ 421 /3‬والخطيب في التاريخ ‪.131 /4 ،131 /1‬‬
‫‪ )(2‬رواه مسلم ‪ 1782 /4‬وأحمد ‪ 95 ،89 /5‬والطبراني في الكبير ‪ 257 /2‬وفي الصغير ‪ 6 /1‬وأبو نعيم في‬
‫الدالئل (‪ )142‬والبيهقي في الدالئل ‪ 153 /2‬وابن أبي شيبة ‪..464 /11‬‬
‫‪ )(3‬رواه الدارمي ‪ 12 /1‬والترمذي ‪ )3626( 593 /5‬والحاكم ‪ 65 /2‬والبيهقي في الدالئل ‪..153 /2‬‬
‫‪ )(4‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.9/509 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه الطبراني والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.9/510 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه مسلم‪ ،‬والدارمي ‪ 11 /1‬وأحمد ‪ 310 /3‬وأبو نعيم في الدالئل (‪.)135‬‬
‫‪ )(7‬رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد وعبد هللا بن حميد والبزار‪ ،‬سبل الهدى‪.9/510 :‬‬
‫‪76‬‬
‫عليه الماء‪ ،‬وإنه استصعب عليهم فمنعهم ظه ره‪ ،‬وإن األنص ار ج اءوا إلى رس ول‬
‫هللا ‪ ‬فقالوا‪ :‬إنه كان لنا جمل نستقي عليه‪ ،‬وإنه استص عب علين ا‪ ،‬ومنعن ا ظه ره‪،‬‬
‫وقد عطش الزرع والنخل‪ ،‬فقال رس ول هللا ‪ ‬ألص حابه‪( :‬قوم وا)‪ ،‬فق اموا ف دخل‬
‫الحائط‪ ،‬والجمل من ناحية‪ ،‬فمشى رس ول هللا ‪ ‬نح وه فق ال األنص ار‪ :‬ي ا رس ول‬
‫هللا‪ ،‬قد صار مث ل الكلب‪ ،‬وإنم ا نخ اف علي ك ص ولته‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪( :‬ليس‬
‫علي منه بأس)‪ ،‬فلما نظر الجمل إلى رسول هللا ‪ ‬أقبل نحوه حتى خر س اجدا بين‬
‫يديه‪ ،‬فأخذ رسول هللا ‪ ‬بناصيته أذل ما كانت قط حتى أدخله في العمل(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]317 :‬عن جابر بن عبد هللا أن جمال جاء إلى رسول هللا ‪ ،‬فلم ا‬
‫كان قريبا منه خر الجمل ساجدا فقال رس ول هللا ‪( :‬ي ا أيه ا الن اس‪ ،‬من ص احب‬
‫هذا الجمل؟) فقال فتية من األنصار‪ :‬هو لنا يا رسول هللا‪ ،‬ق ال‪( :‬فم ا ش أنه؟) ق الوا‪:‬‬
‫س نونا علي ه عش رين س نة فم ا ك برت س نه‪ ،‬أردن ا نح ره‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪:‬‬
‫(تبيعونه؟) فقالوا‪ :‬هو لك يا رسول هللا‪ ،‬فقال‪( :‬أحسنوا إليه حتى يأتيه أجل ه)‪ ،‬فق الوا‬
‫يا رسول هللا‪ ،‬نحن أحق أن نسجد ل ك من البه ائم‪ ،‬فق ال‪( :‬ال ينبغي لبش ر أن يس جد‬
‫لبشر ولو كان النساء ألزواجهن)(‪)2‬‬

‫[الحديث‪ ]318 :‬عن عائشة قالت‪ :‬كان النبي ‪ ‬في نف ر فج اء بع ير فس جد‬


‫له‪ ،‬فقال أصحاب رسول هللا ‪ ‬يسجد لك البهائم والشجر‪ ،‬فنحن أحق أن نسجد لك‪،‬‬
‫قال‪( :‬اعبدوا ربكم‪ ،‬وأكرموا أخاكم)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]319 :‬عن عبد هللا بن جعفر قال‪ :‬دخ ل رس ول هللا ‪ ‬حائط ا من‬
‫حيطان األنصار فإذا جمل قد أتاه فجرجر وذرفت عين اه‪ ،‬فمس ح رس ول هللا ‪ ‬من‬
‫رأسه إلى سنامه وزفر له فسكن‪ ،‬فق ال‪( :‬من ص احب ه ذا الجم ل؟) فج اء ف تى من‬
‫األنصار قال‪ :‬هو لي يا رسول هللا‪ ،‬قال‪( :‬أما تتقي هللا في هذه البهيمة ال تي ملكته ا‪،‬‬
‫إنه شكا لي أنك تجيعه وتدئبه)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]320 :‬عن ابن عباس ان رجال من األنصار كان له فحالن فاغتلما‬
‫فأدخلهم ا حائط ا‪ ،‬فس د عليهم ا الب اب‪ ،‬ثم ج اء رس ول هللا ‪ ‬ف أراد أن ي دعو ل ه‪،‬‬
‫والنبي ‪ ‬قاعد معه نفر من األنصار فقال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬إني جئت في حاجة‪ ،‬وإن‬
‫فحلين لي اغتلما‪ ،‬وإني أدخلتهما حائطا‪ ،‬وسددت عليهما الباب‪ ،‬فأحب أن ت دعو لي‬
‫أن يسخرهما هللا عز وجل‪ ،‬فقال رسول هللا ‪ ‬ألصحابه‪( :‬قوموا معنا) فذهب حتى‬
‫أتى الباب‪ ،‬فقال‪( :‬افتح)‪ ،‬فأشفق الرجل على رسول هللا ‪ ‬فقال‪( :‬افتح)‪ ،‬ففتح‪ ،‬فإذا‬
‫أحد الفحلين قريب من الباب‪ ،‬فلما رأى رسول هللا ‪ ‬سجد له فق ال رس ول هللا ‪:‬‬
‫(ائتني بشيء أشد به رأسه وأمكنك من ه)‪ ،‬فج اء بخط ام فش د رأس ه وأمكن ه من ه ثم‬
‫مشى إلى أقصى الحائط إلى الفحل اآلخر‪ ،‬فلم ا رآه وق ع س اجدا ل ه‪ ،‬فق ال للرج ل‪:‬‬
‫‪ )(1‬رواه أحمد ‪ 150 /3‬وأبو نعيم في الدالئل (‪ ،)137‬سبل الهدى‪.9/511 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه أحمد والبيهقي ‪ ،‬سبل الهدى‪.9/511 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحمد ‪ 76 /6‬وأبو نعيم والطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.9/511 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه أحمد ‪ 204 /1‬والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.9/512 :‬‬
‫‪77‬‬
‫(ائت ني بش يء أش د ب ه رأس ه)‪ ،‬فش د رأس ه وأمكن ه من ه‪ ،‬فق ال‪( :‬اذهب فإنهم ا ال‬
‫يعصيانك)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]321 :‬عن بري دة أن رجال من األنص ار أتى الن بي ‪ ‬فق ال‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا إن لنا جمال صئوال في الدار وليس أحد منا يس تطيع أن يقرب ه فق ام مع ه‬
‫النبي ‪ ‬وقمنا مع ه‪ ،‬ف أتى ذل ك الب اب ففتح ه فلم ا رآه الجم ل ج اء إلي ه فس جد ل ه‬
‫ووضع جرانه فأخذ النبي ‪ ‬برأسه فمس حه ثم دع ا بالخط ام فخطم ه ثم دفع ه إلي‬
‫صاحبه‪ ،‬فقال له أبو بكر‪ ،‬وعمر وقد عرفك‪ ،‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬إن ك ن بي‪ ،‬ق ال‪( :‬ليس‬
‫شيء إال يعرف أني رسول هللا غير كفرة الجن واإلنس)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]322 :‬عن عصمة ق ال‪ :‬ش رد علين ا بع ير لي تيم من األنص ار فلم‬
‫يقدر على أخذه فذكرنا ذلك له فقام معنا حتى جاء الحائط الذي فيه البع ير فلم ا رأى‬
‫البعير رسول هللا ‪ ،‬أقبل حتى سجد له فقلنا‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬لو أمرتنا أن نسجد ل ك‬
‫كما يسجد للملوك! فقال‪( :‬ليس ذاك في أمتي)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]323 :‬عن يعلى بن مرة قال‪ :‬كنت جالس ا م ع رس ول هللا ‪ ‬ذات‬
‫يوم إذ جاء جمل يرغو حتى ضرب بجران ه بين يدي ه ثم ذرفت عين اه ح تى ب ل م ا‬
‫حوله‪ ،‬فقال رسول هللا ‪( :‬أتدرون م ا يق ول البع ير؟ إن ه ي زعم أن ص احبه يري د‬
‫نحره)‪ ،‬ثم ق ال‪( :‬ويح ك أنظ ر لمن ه ذا الجم ل) فخ رجت ألتمس ص احبه فوجدت ه‬
‫لرجل من األنصار فدعوته إليه‪ ،‬فقال‪( :‬ما لبعيرك يش كوك زعم أن ك أف نيت ش بابه‬
‫حتى إذا كبر تريد أن تنحره؟) قال‪ :‬صدقت والذي بعثك ب الحق لق د هممن ا البارح ة‬
‫أن ننحره ونقسم لحمه‪ ،‬قال‪( :‬فال تفعل هبه لي أو بعنيه)‪ ،‬فقال ي ا رس ول هللا‪ ،‬م الي‬
‫مال أحب إلي من ه)‪ ،‬ق ال‪( :‬فاس توص ب ه خ يرا)‪ ،‬فق ال ال ج رم‪ ،‬ال أك رم م اال لي‬
‫كرامته يا رسول هللا(‪.)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]324 :‬عن الحس ن ق ال‪ :‬بين ا رس ول هللا ‪ ‬في مس جده إذا أقب ل‬
‫جمل ناد حتى وضع رأسه في حجر النبي ‪ ‬وجرجر‪ ،‬فق ال الن بي ‪ ‬ألص حابه‪:‬‬
‫(إن هذا الجمل يزعم أنه لرجل وأنه يري د أن ينح ره في طع ام عن أبي ه اآلن فج اء‬
‫يستغيث) فقال رجل‪ :‬يا رسول هللا هذا جم ل فالن‪ ،‬وق د أراد ذل ك‪ ،‬ف دعا الن بي ‪‬‬
‫الرج ل فس أله عن ذل ك ف أخبره أن ه أراد ذل ك‪ ،‬فطلب إلي ه الن بي ‪ ‬أن ال ينح ره‬
‫ففعل(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]325 :‬عن جابر قال‪ :‬لم ا رجعن ا من غ زوة ذات الرق اع ح تى إذا‬
‫كنا بمهبط الحرة‪ ،‬أقبل جمل يرغل فقال رسول هللا ‪( :‬أتدرون ما قال هذا الجم ل‬
‫ه ذا جم ل يس تعديني على س يده ي زعم أن ه يح رث علي ه من ذ س نين‪ ،‬وأن ه أراد أن‬

‫‪ )(1‬رواه الطبراني في الكبير ‪.356 /11‬‬


‫‪ )(2‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.9/512 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه الطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.9/513 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه أحمد والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.9/513 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه ابن سعد في الطبقات ‪.124 /1 /1‬‬
‫‪78‬‬
‫ينحره‪ ،‬اذهب يا جابر إلى صاحبه فأت به)‪ ،‬فقلت‪ :‬ال أعرفه قال‪( :‬إنه سيدلك عليه)‬
‫فخرج بين يديه مقنعا حتى وقف على صاحبه فجئت به)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]326 :‬عن عبد هللا بن أبي أوفى قال‪ :‬بينا نحن قعود مع رس ول هللا‬
‫‪ ‬إذا أت اه آت‪ ،‬فق ال‪ :‬إن ناض ح آل فالن ق د أب ق عليهم‪ ،‬فنهض رس ول هللا ‪‬‬
‫ونهضنا معه فقلنا يا رسول هللا‪ ،‬ال تقربه‪ ،‬فإنا نخافه عليك‪ ،‬ف دنا رس ول هللا ‪ ‬من‬
‫البعير فلما رآه البعير سجد ثم إن رسول هللا ‪ ‬مس ح في غ رة البع ير من الم اء ثم‬
‫ض ربه ودع ا ل ه ووض ع ي ده على رأس ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ه اتوا الس فار)‪ ،‬فجيء بالس فار‬
‫فوضعه في رأسه وقال‪( :‬ادعوا لي صاحب البعير)‪ ،‬فدعي‪ ،‬فقال‪( :‬أحسن علفه وال‬
‫تشق عليه في العمل)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]327 :‬عن أنس قال‪ :‬دخ ل رس ول هللا ‪ ‬حائط ا لألنص ار ومع ه‬
‫أبو بكر وعمر‪ ،‬ورجل من األنصار وفي الحائط غنم فسجدت له(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]328 :‬عن أبي س عيد وغ يره‪ ،‬ق ال‪ :‬بينم ا أع رابي ببعض ن واحي‬
‫المدينة في غنم له إذ عدا ذئب على ش اة‪ ،‬فأخ ذها‪ ،‬فطلبه ا ال راعي‪ ،‬فاس تنقذها من ه‬
‫فصعد الذئب على تل فاقع واستقر‪ ،‬وقال‪ :‬أال تتقي هللا عز وج ل‪ ،‬ت نزع م ني رزق ا‬
‫ساقه هللا عز وجل إلي؟ فق ال‪ :‬ي ا عجب ا ل ذئب يق ع على ذنب ه يكلم ني بكالم اإلنس!‬
‫فقال الذئب‪ :‬أتعجب مني؟ فقال الرجل‪ :‬كيف ال أعجب من ذئب مستذفر ذنب ه يتكلم!‬
‫فقال الذئب‪ :‬وهللا إن ك تص ادف أعجب من ه ذا‪ ،‬ق ال‪ :‬وم اذا أعجب من ه ذا؟ ق ال‪:‬‬
‫رسول هللا ‪ ‬في النخالت بين الحرتين يحدث الناس عن نبأ ما سبق وما يكون بعد‬
‫ذلك‪ ،‬يدعو الناس إلى الهدى‪ ،‬وإلى دين الح ق وهم يكذبون ه‪ ،‬فأقب ل ال راعي يس وق‬
‫ح تى دخ ل المدين ة‪ ،‬فزواه ا إلى زاوي ة من زواي ا المدين ة‪ ،‬ثم أتى رس ول هللا ‪‬‬
‫فأخبره؛ فق ال ل ه رس ول هللا ‪( :‬إذا ص ليت الص بح معن ا غ دا ف أخبر الن اس بم ا‬
‫رأيت)‪ ،‬فلم ا أص بح الرج ل وص لى الص بح ف أمر رس ول هللا ‪ ‬فن ودي الص الة‬
‫جامع ة‪ ،‬ثم خ رج فق ال لألع رابي‪( :‬أخ برهم)‪ ،‬ف أخبرهم‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪:‬‬
‫(صدق‪ ،‬والذي نفسي بي ده‪ ،‬ال تق وم الس اعة ح تى يخ رج من أهل ه فيخ بره نعل ه أو‬
‫سوطه أو عصاه بما أحدث أهله من بعده)(‪)4‬‬
‫وعن محمد بن جعف ر بن خال د الدمش قي‪ ،‬ق ال راف ع بن عم ير الط ائي فيم ا‬
‫يزعمون‪ :‬كلمه الذئب وهو في ض أن ل ه يرعاه ا‪ ،‬ف دعاه ال ذئب إلى رس ول هللا ‪‬‬
‫وأمره باللحوق بالنبي ‪ ‬وله شعر قاله في ذلك يرحمه هللا تعالى آمين‪:‬‬
‫من اللص الخفي وكل ذيب‬ ‫دعيت الضأن أجمعها‬
‫بكلبي‬

‫‪ )(1‬رواه البزار والطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.9/514 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه البيهقي وأبو نعيم في الدالئل (‪ ،)137‬سبل الهدى‪.9/514 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أبو نعيم وأبو عبد هللا بن حامد الفقيه‪ ،‬سبل الهدى‪.9/516 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه أحمد والترمذي والح اكم وص ححاه عن أبي س عيد وال بيهقي عن ابن عم ر‪ ،‬وأب و نعيم عن أنس وابن‬
‫مسعود‪ ،‬وأحمد عن أبي هريرة‪ ،‬سبل الهدى‪.9/517 :‬‬
‫‪79‬‬
‫يبشرني بأحمد من قريب‬ ‫فلما أن سمعت الذئب نادى‬
‫على الساقين في ألوفد‬ ‫سعيت إليه قد شمرت ثوبي‬
‫الركيب‬
‫صدوقا ليس بالقول الكذوب‬ ‫فألفيت النبي يقول قوال‬
‫تبينت الشريعة للمنيب‬ ‫فبشرني بدين الحق حتى‬
‫أمامي إن سعيت وعن‬ ‫وأبصرت الضياء يضيء‬
‫جنوبي‬ ‫حولي‬
‫وأخبرهم جديدا أن أجيبي‬ ‫أال بلغ بني عمرو بن‬
‫تجيبي(‪)1‬‬
‫عوف‬
‫فإنك إن أجبت فلن‬ ‫دعاء المصطفى ال شك فيه‬
‫[الحديث‪ ]329 :‬عن عائشة قالت‪ :‬كان آلل رس ول هللا ‪ ‬داجن ف إذا خ رج‬
‫رسول هللا ‪ ‬لعب واشتد وأقبل وأدب ر‪ ،‬ف إذا أحس برس ول هللا ‪ ‬ق د دخ ل ربض‬
‫فلم يترمرم ما دام رسول هللا ‪ ‬في البيت كراهية أن يؤذيه(‪.)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]330 :‬عن عب د هللا بن ق رط ق ال‪ :‬ق رب لرس ول هللا ‪ ‬خمس أو‬
‫ست بدنات ينحؤرهن يوم عيد فطفقن يزدلفن إليه بأيتهن يب دأ‪ ،‬فلم ا وجبت جنوبه ا‪،‬‬
‫قال‪ :‬فتكلم بكلمة لم أفهمها‪ ،‬فسألت الذي يليه فقال‪ :‬قال‪( :‬من شاء فليقتطع)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]331 :‬عن قتادة بن النعمان قال‪ :‬خرجت ليل ة من اللي الي مظلم ة‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬لو أتيت رسول هللا ‪ ‬وش هدت مع ه الص الة‪ ،‬وآنس ته بنفس ي‪ ،‬ففعلت‪ ،‬فلم ا‬
‫دخلت المسجد برقت السماء‪ ،‬فرآني رسول هللا ‪ ‬فقال‪( :‬يا قتادة‪ ،‬ما ه اج علي ك؟)‬
‫قلت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬أردت بأبي أنت وأمي أن أؤنسك؛ فلما انص رف رس ول هللا ‪‬‬
‫ومعه عرجون‪ ،‬قال‪( :‬خذ هذا العرج ون فتحص ن ب ه‪ ،‬فإن ك إذا خ رجت أض اء ل ك‬
‫عشرا أمامك‪ ،‬وعشرا خلفك)؛ فخرجت فأضاء لي العرجون مثل الشمعة فاستضأت‬
‫به‪ ،‬فأتيت البيت فوج دتهم ق د رق دوا‪ ،‬فنظ رت في الزاوي ة‪ ،‬ف إذا فيه ا قنف ذ فلم أزل‬
‫أضربه بالعرجون حتى خرج(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]332 :‬عن أبي عبس بن جبر أن ه ك ان يص لي م ع رس ول هللا ‪‬‬
‫الصلوات ثم يرجع إلى بني حارثة‪ ،‬فخرج في ليلة مظلمة‪ ،‬فنور له في عصاه ح تى‬
‫دخل على بني حارثة(‪.)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]333 :‬عن أنس ق ال‪ :‬ك ان عب اد بن بش ر وأس يد بن حض ير عن د‬
‫‪ )(1‬رواه ابن عساكر‪ ،‬سبل الهدى‪.9/517 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه أحم د ‪ 112 /6‬وال بيهقي في ال دالئل ‪ 31 /6‬ومس دد وأب و يعلى وال بزار والط براني‪ ،‬س بل اله دى‪:‬‬
‫‪.9/518‬‬
‫‪ )(3‬رواه أبو داود ‪ )1765( 369 /2‬والنسائي وأبو مسلم (الكجي) ‪ ،‬سبل الهدى‪.9/525 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه الطبراني وأحمد في حديث طويل‪ ،‬والبزار‪ ،‬ورجال أحمد رج ال الص حيح‪ ،‬وأب و نعيم بس ند ص حيح‪،‬‬
‫سبل الهدى‪.10/43 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه الحاكم وأبو نعيم والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/44 :‬‬
‫‪80‬‬
‫رس ول هللا ‪ ‬في حاج ة ح تى ذهب من اللي ل س اعة‪ ،‬وهي ليل ة ش ديدة الظلم ة ثم‬
‫خرج ا‪ ،‬وبي د ك ل واح د منهم ا عص ا‪ ،‬فأض اءت لهم ا عص ا أح دهما‪ ،‬فمش يا في‬
‫ضوئها‪ ،‬حتى إذا افترقت بهم الطريق‪ ،‬أضاءت لآلخر عصاه حتى بلغ أهله(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]334 :‬عن أنس أن النبي ‪ ‬وعمر س مرا عن د أبي بك ر يتح دثان‬
‫عنده حتى ذهب الليل‪ ،‬ثم خرجا‪ ،‬وخرج أبو بكر معهما جميع ا في ليل ة مظلم ة م ع‬
‫أحدهما عصا‪ ،‬فجعلت تضيء لهما‪ ،‬وعليهما نور حتى بلغوا المنزل(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]335 :‬عن حمزة بن عمرو األس لمي ق ال‪ :‬كن ا م ع رس ول هللا ‪‬‬
‫في سفر فتفرقنا في ليلة مظلمة‪ ،‬فأضاءت أصابعي حتى جمعوا عليها ظهرهم‪ ،‬وم ا‬
‫هلك منهم وإن أصابعي لتنير(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]336 :‬عن أبي هريرة قال‪ :‬كنا نصلي م ع رس ول هللا ‪ ‬العش اء‪،‬‬
‫فكان يصلي‪ ،‬فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره‪ ،‬ف إذا رف ع رأس ه أخ ذهما‬
‫فوضعهما وضعا رقيقا‪ ،‬فإذا عاد عادا‪ ،‬فلما صلى جعل واحدا هاهن ا وواح دا هاهن ا‬
‫فجئت فقلت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬أال أذهب بهما إلى أمهما؟ قال‪( :‬ال) فبرقت برقة‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫(الحقا بأمكما)‪ ،‬فما زاال يمشيان في ضوئها حتى دخال(‪.)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]337 :‬عن س الم بن أبي الجع د‪ ،‬ق ال‪ :‬بعث رس ول هللا ‪ ‬رجلين‬
‫في بعض أمره فقاال‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬م ا معن ا م ا ن تزوده‪ ،‬فق ال‪( :‬ابتغي ا لي س قاء)‬
‫فجاءاه بسقاء‪ ،‬قاال‪ :‬فأمرنا فمألناه ماء ثم أوكأه وقال‪( :‬اذهب ا ح تى تبلغ ا مك ان ك ذا‬
‫وكذا فإن هللا عز وجل سيرزقكما) فانطلقا ح تى أتي ا ذل ك المك ان ال ذي أمرهم ا ب ه‬
‫رسول هللا ‪ ‬فانحل سقاؤها فإذا لبن وزبد فأكال حتى شبعا(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]338 :‬عن ابن إسحاق أن عكاشة بن محصن انقطع س يفه في ي وم‬
‫ب در فأعط اه رس ول هللا ‪ ‬ج ذال من ش جرة فص ار في ي ده س يفا ص ارما ص افي‬
‫الحديد شديد المتن فقاتل بها حتى فتح هللا ع ز وج ل على رس ول هللا ‪ ‬ثم لم ي زل‬
‫عنده يشهد به المشاهد مع رسول هللا ‪ ‬حتى قتل في الردة وه و عن ده وك ان ذل ك‬
‫يسمى القوي(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]339 :‬عن معمر عن عبد الرحمن الجرشي ق ال‪ :‬أخبرن ا أش ياخنا‬
‫أن عبد هللا بن جحش جاء إلى النبي ‪ ‬وقد ذهب سيفه فأعطاه النبي ‪ ‬عس يبا من‬
‫نخل فرجع في يد عبد هللا سيفا(‪.)7‬‬
‫[الحديث‪ ]340 :‬عن عبد هللا بن جحش أن س يفه انقط ع فأعط اه رس ول هللا‬
‫‪ ‬عرجونا فصار في يده سيفا فكان يسمى العرج ون ولم ي زل بع د يت وارث ح تى‬
‫‪ )(1‬رواه ابن سعد والبيهقي والحاكم وصححه‪ ،‬سبل الهدى‪.10/44 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه أبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/44 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه البخاري في التاريخ والبيهقي وأبو نعيم والطبراني بسند جيد‪ ،‬سبل الهدى‪.10/44 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه الحاكم وصححه والبيهقي وأبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/44 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه ابن سعد مرسال‪.114 /1 ،‬‬
‫‪ )(6‬رواه ابن سعد عن زيد بن أسلم ويزيد بن رومان وغيرهما والبيهقي ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/8 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه عبد الرزاق‪ ،‬سبل الهدى‪.10/9 :‬‬
‫‪81‬‬
‫بيع من التركي بمائتي دينار(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]341 :‬عن داود بن الحصين عن رجال من بني عبد األشهل عدة‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬انكسر س يف س لمة بن ح ريش ي وم ب در فبقي أع زل ال س الح مع ه فأعط اه‬
‫رسول هللا ‪ ‬قضيبا كان في يده من عراجين ابن ط اب فق ال‪( :‬اض رب ب ه)‪ ،‬ف إذا‬
‫هو سيف جيد‪ ،‬فلم يزل عنده حتى قتل يوم جسر أبي عبيد(‪.)2‬‬
‫خامسا ـ ما ورد حول اآليات العلمية واإلدراكية‪:‬‬
‫والم راد منه ا تل ك الخ وارق المرتبط ة ب العلم‪ ،‬وال ذي تعج ز عن ه الم دارك‬
‫العادي ة‪ ،‬وق د أش ار الق رآن الك ريم إلى ه ذا الن وع من اآلي ات في قول ه تع الى عن‬
‫يوسف عليه السالم‪ ،‬وهو يبرهن ألصحابه في السجن عن نبوت ه‪﴿ :‬ال يَأْتِي ُك َم ا طَ َع ا ٌم‬
‫تُرْ َزقَانِ ِه إِاَّل نَبَّأْتُ ُك َما بِتَأْ ِويلِ ِه قَب َْل أَ ْن يَأْتِيَ ُك َما َذلِ ُك َما ِم َّما عَلَّ َمنِي َربِّي﴾ (يوسف‪)37 :‬‬
‫رائيل أَنِّي قَ ْد‬
‫َ‬ ‫وأخبر عن المس يح علي ه الس الم‪ ،‬فق ال‪َ ﴿ :‬و َر ُس والً إِلَى بَنِي إِ ْس‬
‫ين َكهَ ْيئَ ِة الطَّ ْي ِر فَ أ َ ْنفُ ُخ فِي ِه فَيَ ُك ونُ طَ ْي راً‬ ‫ِج ْئتُ ُك ْم بِآيَ ٍة ِم ْن َربِّ ُك ْم أَنِّي أَ ْخلُ ُ‬
‫ق لَ ُك ْم ِمنَ الطِّ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ص َوأحْ يِي ْال َموْ تَى بِ إِ ْذ ِن هَّللا ِ َوأنَبِّئُ ُك ْم بِ َم ا تَ أكلونَ َو َم ا‬
‫ئ اأْل َ ْك َمهَ َواأْل َ ْب َر َ‬ ‫بِإِ ْذ ِن هَّللا ِ َوأُب ِْر ُ‬
‫تَ َّد ِخرُونَ فِي بُيُ وتِ ُك ْم إِ َّن فِي َذلِ كَ آَل يَ ةً لَ ُك ْم إِ ْن ُك ْنتُ ْم ُم ْؤ ِمنِينَ ﴾ (آل عم ران‪ ،)49:‬فق د‬
‫أخبر المسيح عليه السالم أن من دالئل نبوته إخبارهم بما يأكلون‪ ،‬وما ي دخرون في‬
‫بيوتهم‪.‬‬
‫وقد ذكرنا هنا األحاديث الواردة‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ حول رؤيته المعاني في صور حسية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ حول رؤيته البرزخ والجنة والنار‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ما ورد حول رؤية بعض أصحابه المالئكة وغيرهم‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ما ورد حول إخباره بما في النفوس‪.‬‬
‫وهذه هي األحاديث‪ ،‬بحسب هذا الترتيب‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]342 :‬عن سلمان أنه كان في عصابة يذكرون هللا عز وج ل فم ر‬
‫بهم رسول هللا ‪ ‬فجاء نحوهم قاصدا ح تى دن ا منهم‪ ،‬فكف وا عن الح ديث إعظام ا‬
‫لرسول هللا ‪ ‬قال‪( :‬ما كنتم تقولون؟ ف إني رأيت الرحم ة ت نزل عليكم ف أحببت أن‬
‫أشارككم فيها)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]343 :‬عن سعد بن مسعود الصدفي ق ال‪ :‬ك ان رس ول هللا ‪ ‬في‬
‫مجلس فرفع طرفه إلى السماء ثم طأطأ نظره‪ ،‬ثم دفعه‪ ،‬فس ئل عن ذل ك‪ ،‬فق ال‪( :‬إن‬
‫هؤالء القوم ك انوا ي ذكرون هللا) يع ني أه ل مجلس أمام ه‪( ،‬ف نزلت عليهم الس كينة‬
‫تحملها المالئكة كالقبة فلما دنت تكلم رجل منهم بباطل فرفعت عنهم)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]344 :‬عن أنس قال‪ :‬خرجت مع رسول هللا ‪ ‬إلى المس جد وفي ه‬
‫‪ )(1‬رواه الزبير بن بكار في الموافقيات‪ ،‬سبل الهدى‪.10/9 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه البيهقي في الدالئل ‪.99 /3 ،370 /2‬‬
‫‪ )(3‬رواه الحاكم (‪)122 /1‬‬
‫‪ )(4‬رواه ابن أبي حاتم وابن عساكر‪ ،‬سبل الهدى‪.10/3 :‬‬
‫‪82‬‬
‫قوم رافعو أيديهم يدعون‪ ،‬فقال‪( :‬ترى ما بأيديهم ما أرى؟) قلت‪ :‬وما بأيديهم؟ ق ال‪:‬‬
‫(بأيديهم نور)‪ ،‬قلت‪ :‬ادع هللا عز وجل أن يرينيه‪ ،‬فدعا هللا عز وجل فأرانيه(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]345 :‬عن البراء بن عازب قال‪ :‬ك ان رج ل يق رأ س ورة الكه ف‬
‫وإلى جانبه حصان مربوط فتغش ته س حابة‪ ،‬فجعلت ت دنو وجع ل فرس ه ينف ر‪ ،‬فلم ا‬
‫أصبح أتى النبي ‪ ‬فذكر له‪ ،‬فقال‪( :‬تلك السكينة تنزلت للقرآن)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]346 :‬عن أس يد بن حض ير ق ال‪ :‬كنت أص لي إذ ج اءني ش يء‬
‫فأظلني ثم ارتفع‪ ،‬فغدوت إلى النبي ‪ ‬فأخبرته‪ ،‬فقال‪( :‬تل ك الس كينة ن زلت تس مع‬
‫القرآن)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]347 :‬عن أسامة بن زيد قال‪ :‬أشرف رسول هللا ‪ ‬على أطم من‬
‫آطام المدينة‪ ،‬فقال‪( :‬هل ت رون م ا أرى؟ إني ألرى مواق ع الفتن تق ع خالل بي وتكم‬
‫كوقع المطر)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]348 :‬عن بالل قال‪ :‬رفع رسول هللا ‪ ‬بصره إلى السماء فق ال‪:‬‬
‫(سبحان الذي يرسل عليهم الفتن إرسال القطر)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]349 :‬عن أبي بكر قال‪ :‬كنت مع رسول هللا ‪ ‬فرأيت ه ي دفع عن‬
‫نفسه شيئا‪ ،‬ولم أر معه أحدا‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬ما ال ذي ت دفع؟ ق ال‪( :‬ه ذه ال دنيا‬
‫مثلت لي‪ ،‬فقلت لها‪ :‬إليك عني‪ ،‬ثم رجعت فقالت‪ :‬إن أفلت م ني فلن ينفلت م ني من‬
‫بعدك)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]350 :‬عن عطاء بن يسار مرسال عن رسول هللا ‪ ‬قال‪( :‬أتت ني‬
‫ال دنيا خض رة حل وة ورفعت لي رأس ها وت زينت لي‪ ،‬فقلت‪ :‬ال أري دك‪ ،‬فق الت‪ :‬إن‬
‫انفلت مني لم ينفلت مني غيرك)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]351 :‬عن أنس قال‪ :‬قال رسول هللا ‪( :‬أت اني جبري ل وفي ي ده‬
‫مرآة بيضاء فيها نكتة سوداء‪ ،‬قلت‪ :‬ما هذا يا جبري ل؟ ق ال ه ذه الجمع ة‪ ،‬يعرض ها‬
‫عليك ربك‪ ،‬لتكون لك عيدا ولقومك‪ ،‬قلت‪ :‬ما ه ذه النكت ة الس وداء فيه ا؟ ق ال‪ :‬ه ذه‬
‫الساعة)(‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]352 :‬عن الحسين بن علي قال‪ :‬لم ا ت وفي القاس م ابن رس ول هللا‬
‫‪ ‬قالت خديجة‪ :‬وددت لو كان هللا أبق اه ح تى يس تكمل رض اعه‪ ،‬فق ال رس ول هللا‬
‫‪( :‬إن تمام رضاعه في الجنة)‪ ،‬قالت‪ :‬لو أعلم ذلك يا رسول هللا يهون علي أم ره‬
‫‪ )(1‬رواه البخاري في التاريخ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/3 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه البخاري ‪ 232 ،170 /6‬ومسلم في كتاب صالة المسافرين ( ‪ )241‬أخرجه الترمذي (‪ )2885‬وأحمد‬
‫‪.298 ،293 /4‬‬
‫‪ )(3‬رواه أبو نعيم ‪.342 /4‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخاري ‪ )7060()1878( 94 /4‬ومسلم ‪)2885 /9( 2211 /4‬‬
‫‪ )(5‬رواه الطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.10/7 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه الحاكم ‪ 309 /4‬والخطيب في التاريخ ‪.268 /10‬‬
‫‪ )(7‬رواه أحمد في الزهد‪ ،‬سبل الهدى‪.10/7 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه البزار وأب و يعلى اآلج رى في الش ريعة (‪ )265‬وابن أبي ش يبة ‪ 150 /2‬والط بري في التفس ير ‪/26‬‬
‫‪ ، 209‬سبل الهدى‪.10/7 :‬‬
‫‪83‬‬
‫ق ال‪( :‬إن ش ئت دع وت هللا ع ز وج ل يس معك ص وته)‪ ،‬ق الت‪ :‬ب ل أص دق هللا‬
‫ورسوله(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]353 :‬عن زيد بن ثابت قال‪ :‬بينم ا رس ول هللا ‪ ‬في حائ ط ب ني‬
‫النجار على بغلة له ونحن معه إذ جادت به فكادت تلقيه‪ ،‬وإذا بق بر س تة أو خمس ة‪،‬‬
‫فق ال‪( :‬من يع رف أص حاب ه ذه األق بر؟) فق ال رج ل‪ :‬أن ا‪ ،‬فق ال‪ :‬ق وم هلك وا في‬
‫الجاهلية فقال‪( :‬إن ه ذه األم ة تبتلى في قبوره ا‪ ،‬فل وال أن ت دافنوا ل دعوت هللا ع ز‬
‫وجل أن يسمعكم من عذاب القبر)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]354 :‬عن ابن عباس ق ال‪ :‬م ر رس ول هللا ‪ ‬على ق برين فق ال‪:‬‬
‫(إنهم ا ليع ذبان‪ ،‬أم ا أح دهما فك ان ال يس تبرئ من بول ه وأم ا اآلخ ر فك ان يمش ي‬
‫بالنميمة بين الناس)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]355 :‬عن أسماء قالت‪ :‬كس فت الش مس فص لى رس ول هللا ‪ ‬ثم‬
‫حمد هللا‪ ،‬وأثنى عليه‪ ،‬ثم قال‪( :‬ما من ش يء لم أكن رأيت ه إال رأيت ه في مق امي ه ذا‬
‫حتى الجنة والنار)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]356 :‬عن ابن عباس قال‪ :‬انكسفت الش مس على عه د رس ول هللا‬
‫‪ ‬فصلى ثم انصرف فقالوا‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬رأيناك تناولت ش يئا في مقام ك ه ذا ثم‬
‫رأيناك تكعكعت قال‪( :‬إني رأيت الجنة‪ ،‬فتناولت عنقودا‪ ،‬ولو أصبته ألكلتم من ه م ا‬
‫بقيت الدنيا‪ ،‬ورأيت النار فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع ورأيت أكثرها النساء)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]357 :‬عن أنس قال‪ :‬صلى رسول هللا ‪ ‬ذات ليلة صالة‪ ،‬فمد يده‬
‫ثم أخرها فسألناه‪ ،‬فقال‪( :‬إنه عرضت علي الجنة‪ ،‬فرأيت قطوفها داني ة‪ ،‬ف أردت أن‬
‫أتناول منها شيئا‪ ،‬وعرضت علي النار فيما بينكم وبيني كظلي وظلكم فيها)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]358 :‬عن أنس قال‪ :‬بينا رسول هللا ‪ ‬وبالل يمش يان فق ال‪( :‬ي ا‬
‫بالل‪ ،‬هل تسمع ما أس مع؟) ق ال‪ :‬ال وهللا ي ا رس ول هللا‪ ،‬م ا أس مع ش يئا‪ ،‬ق ال‪( :‬أال‬
‫تسمع أهل القبور يعذبون؟)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]359 :‬عن أبي أمامة قال‪ :‬أتى رسول هللا ‪ ‬بقي ع الغرق د فوق ف‬
‫على قبرين ثريين‪ ،‬قال‪( :‬أدفنتم هاهنا فالنا وفالنة؟) أو قال‪( :‬فالن ا وفالن ا؟) ق الوا‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬ق ال‪ :‬ق د أقع د فالن اآلن يض رب)‪ ،‬ثم ق ال‪( :‬وال ذي نفس ي بي ده‪ ،‬لق د ض رب‬
‫ضربة سمعها الخالئق إال الثقلين ولوال تمريج قلوبكم وتزيدكم في الح ديث لس معتم‬
‫ما أسمع)‪ ،‬ثم ق ال‪( :‬اآلن يض رب ه ذا)‪ ،‬ثم ق ال‪( :‬وال ذي نفس ي بي ده‪ ،‬لق د ض رب‬
‫ضربة ما بقي منه عظم إال انقطع)‪ ،‬وقال‪( :‬تطاير قبره نارا)‪ ،‬قالوا‪ :‬ي ا رس ول هللا‪،‬‬
‫‪ )(1‬رواه ابن ماجة‪)1512( ،‬‬
‫‪ )(2‬رواه مسلم (‪ )67‬وأحمد ‪190 /5‬‬
‫‪ )(3‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/11 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخاري‪ ،‬سبل الهدى‪.10/11 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه البخاري‪ ،‬سبل الهدى‪.10/11 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه الحاكم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/11 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه الحاكم ‪ 40 /1‬وأحمد ‪.259 ،151 /3‬‬
‫‪84‬‬
‫وما ذنبهما؟ قال‪( :‬أما هذا فإنه كان ال يستبرئ من البول‪ ،‬وأما هذا فكان يأكل لح وم‬
‫الناس)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]360 :‬عن عم ران بن حص ين وغ يره‪ :‬أن رس ول هللا ‪ ‬ق ال‪:‬‬
‫(اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الض عفاء والفق راء‪ ،‬واطلعت في الن ار ف رأيت‬
‫أكثر أهلها األغنياء)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]361 :‬عن عقبة بن ع امر ق ال‪ :‬ص ليت م ع رس ول هللا ‪ ‬يوم ا‬
‫فأطال القيام وكان إذا صلى لنا خفف فرأيته أه وى بي ده ليتن اول ش يئا ثم رك ع بع د‬
‫ذلك‪ ،‬فلما سلم رسول هللا ‪ ‬قال‪( :‬علمت أنه راعكم طول ص التي وقي امي)‪ ،‬قلن ا‪:‬‬
‫أجل‪ ،‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬وس معناك تق ول‪( :‬أي رب‪ ،‬وأن ا فيهم؟) فق ال رس ول هللا ‪:‬‬
‫(والذي نفسي بيده‪ ،‬ما من شيء وعدتموه في اآلخرة إال قد ع رض علي في مق امي‬
‫هذا حتى عرضت علي النار‪ ،‬فأقبل منها حتى حاذى خبائي هذا فخشيت أن تغش اكم‬
‫فقلت‪ :‬أي رب‪ ،‬وأنا فيهم؟ فص رفها هللا تع الى عنكم ف أدبرت قطع ا كأنه ا ال زرابي‬
‫فنظرت نظرة‪ ،‬فرأيت عمران بن حرثان بن الحارث أحد بني غفار متكئ ا في جهنم‬
‫على قوسه‪ ،‬ورأيت فيها الحميرية صاحبة القطة التي ربطته ا فال هي أطعمته ا وال‬
‫هي سقتها)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]362 :‬عن عائشة ق الت‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬رأيت جهنم يحطم‬
‫بعضها على بعض ورأيت عمرا بن عامر الخزاعي يجر قصبه وهو أول من سيب‬
‫السوائب)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]363 :‬عن جابر بن عبد هللا وأبي بن كعب قاال‪ :‬بينما نحن ص فوفا‬
‫خلف رسول هللا ‪ ‬في الظهر أو العصر إذ رأيناه يتناول شيئا بين يديه في الص الة‬
‫ليأخذه ثم يتناوله ليأخذه ثم حيل بينه وبينه‪ ،‬ثم تأخر وتأخرنا ثم تأخر الثانية وتأخرنا‬
‫فلما سلم‪ ،‬قال أبي بن كعب‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬رأيناك اليوم تص نع في ص التك ش يئا لم‬
‫تكن تصنعه‪ ،‬قال‪( :‬إني عرضت لي الجنة بما فيها من الزه رة والنض رة‪ ،‬فتن اولت‬
‫قطفا منها آلتيكم به ولو أخذته ألكل منه من بين السماء واألرض ال ينقصونه فحيل‬
‫بيني وبينه‪ ،‬ثم عرضت علي النار فلم ا وج دت ح ر ش عاعها‪ ،‬ت أخرت‪ ،‬وأك ثر من‬
‫رأيت فيها النساء الالتي إن ائتمن أفش ين وإن س ئلن أخفين وإن أعطين لم يش كرن‪،‬‬
‫ورأيت فيها لحي بن عمرو يجر قصبه في النار وأشبه من رأيت ب ه معب د بن أكتم)‬
‫قال معبد‪ :‬أي رسول هللا يخشى على من شبهه فإنه والد‪ ،‬قال‪( :‬ال‪ ،‬أنت مؤمن وه و‬
‫كافر‪ ،‬وهو أول من جمع العرب على عبادة األصنام)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]364 :‬عن عمران بن حصين قال‪ :‬كانت المالئك ة تس لم علي فلم ا‬

‫‪ )(1‬رواه ابن خزيمة في كتاب السنة‪ ،‬سبل الهدى‪.10/12 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه أحمد عن عبد هللا بن عمر والطبراني عن عمران بن حصين ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/12 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه الطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.10/12 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخاري ‪ 69 /6‬والبيهقي في الكبرى ‪341 /3‬‬
‫‪ )(5‬رواه أحمد‪ ،‬سبل الهدى‪.10/13 :‬‬
‫‪85‬‬
‫اكتويت‪ ،‬انقطع عني فتركت الكي‪ ،‬فعادوا يسلمون‪ ،‬وكان يراهم عيانا(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]365 :‬عن أبي عثمان النهدي قال‪ :‬نبئت أن جبريل أتى الن بي ‪‬‬
‫وعنده أم سلمة‪ ،‬فجعل يتحدث‪ ،‬ثم قام‪ ،‬فقال النبي ‪( :‬من هذا؟) ق الت‪ :‬ه ذا دحي ة‬
‫الكلبي‪ ،‬قالت‪ :‬ما حسبته إال إياه حتى سمعت خطبة النبي ‪ ‬يخبر جبريل قلت ألبي‬
‫عثمان‪ :‬ممن سمعت هذا؟ قال‪ :‬من أسامة(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]366 :‬عن أبي هريرة قال‪ :‬كان النبي ‪ ‬يوما بارزا للن اس‪ ،‬فأت اه‬
‫رجل‪ ،‬فقال‪ :‬م ا اإليم ان؟ ق ال‪( :‬أن ت ؤمن باهلل ومالئكت ه وبكتاب ه ورس له‪ ،‬وت ؤمن‬
‫بالبعث)‪ ،‬قال‪ :‬ما اإلس الم؟ ق ال‪( :‬أن تعب د هللا وال تش رك ب ه ش يئا‪ ،‬وتقيم الص الة‪،‬‬
‫وتؤدي الزكاة‪ ،‬وتصوم رمضان)‪ ،‬قال‪ :‬ما اإلحسان؟ قال‪( :‬أن تعبد هللا كأن ك ت راه‪،‬‬
‫فإن لم تكن تراه‪ ،‬فإنه يراك)‪ ،‬قال‪ :‬متى الساعة؟ قال‪( :‬ما المسؤول عنه ا ب أعلم من‬
‫السائل‪ ،‬وسأخبرك عن أشراطها إذا ولدت الم رأة ربته ا‪ ،‬وإذا تط اول رع اء اإلب ل‬
‫إليهم (في البنيان) في خمس ال يعلمهن إال هللا)‪ ،‬ثم أدبر فقال‪ :‬ردوه فلم ي روا ش يئا‪،‬‬
‫فقال‪( :‬هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]367 :‬عن حارث ة بن النعم ان ق ال‪ :‬م ررت على رس ول هللا ‪‬‬
‫ومعه جبريل‪ ،‬فسلمت عليه وم ررت‪ ،‬فلم ا رجعن ا وانص رف رس ول هللا ‪ ‬ق ال‪:‬‬
‫(هل رأيت الذي كان معي؟) قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪( :‬فإنه جبريل قد رد عليك السالم)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]368 :‬عن تميم بن سلمة‪ ،‬قال‪ :‬بينما أنا عند النبي ‪ ‬إذ انص رف‬
‫من عنده رجل‪ ،‬فنظ رت إلي ه مولي ا معتم ا بعمام ة ق د أرس لها من ورائ ه‪ ،‬قلت‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا‪ ،‬من هذا؟ قال‪( :‬جبريل(‪))5‬‬
‫[الحديث‪ ]369 :‬عن ابن عباس قال‪ :‬كنت مع أبي عند رسول هللا ‪ ‬وعنده‬
‫رجل يناجيه‪ ،‬فكان كالمعرض عن أبي فخرجنا‪ ،‬فقال‪ :‬أي بني‪ ،‬ألم تر أن ابن عم ك‬
‫كالمعرض عني؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬يا أبت! إنه ك ان عن ده رج ل يناجي ه‪ ،‬فرج ع‪ ،‬فق ال‪ :‬يا‬
‫رسول هللا‪ ،‬قلت لعبد هللا كذا وكذا فقال‪ :‬إنه كان عندك رجل يناجيك‪ ،‬هل كان عندك‬
‫أحد؟ قال‪( :‬وهل رأيته‪ ،‬ي ا عب د هللا؟) قلت‪ :‬نعم‪ ،‬ق ال‪( :‬ذاك جبري ل ه و ال ذي ك ان‬
‫يشغلني عنك)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]370 :‬عن ابن عباس قال‪ :‬رأيت جبريل م رتين ودع ا لي رس ول‬
‫هللا ‪ ‬مرتين(‪.)7‬‬
‫[الحديث‪ ]371 :‬عن ابن عباس قال‪ :‬عاد رسول هللا ‪ ‬رجال من األنص ار‬
‫فلما دنا من منزله سمعته يتكلم في الداخل‪ ،‬فلما دخ ل لم ي ر أح دا‪ ،‬فق ال رس ول هللا‬
‫‪ )(1‬رواه مسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/45 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/45 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/45 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه أحمد والطبراني والبيهقي بسند صحيح‪ ،‬سبل الهدى‪.10/45 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه أبو موسى المديني في المعرفة‪ ،‬سبل الهدى‪.10/45 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه أحمد والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/45 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه ابن سعد‪ ،‬سبل الهدى‪.10/46 :‬‬
‫‪86‬‬
‫‪( :‬من كنت تكلم؟) قال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬دخل علي داخل ما رأيت رجال ق ط بع دك‬
‫أكرم مجلسا وال أحسن حديثا منه‪ ،‬قال‪( :‬ذاك جبريل وإن منكم لرجاال لو أن أح دهم‬
‫يقسم على هللا ألبره)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]372 :‬عن محم د بن مس لمة‪ ،‬ق ال‪ :‬م ررت برس ول هللا ‪ ‬وه و‬
‫واضع خده على خد رجل فلم أسلم ثم رجعت‪ ،‬فقال‪( :‬م ا منع ك أن تس لم؟) قلت‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا‪ ،‬رأيتك فعلت بهذا الرجل شيئا ما فعلته بأحد من الناس فكرهت أن أقط ع‬
‫عليك حديثك‪ ،‬فمن كان يا رسول هللا؟ قال‪( :‬جبريل)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]373 :‬عن عائش ة ق الت‪( :‬رأيت جبري ل واقف ا في حج رتي ه ذه‬
‫ورسول هللا ‪ ‬يناجيه‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬من هذا؟ ق ال‪( :‬بمن تش بهينه؟) ق الت‪:‬‬
‫بدحية‪ ،‬فقال‪( :‬لقد رأيت جبريل)‪ ،‬قالت فما لبثت إال اليسير ح تى ق ال‪( :‬ي ا عائش ة‪،‬‬
‫هذا جبريل يقرئك السالم)‪ ،‬قلت‪ :‬وعليه السالم جزاه هللا من دخيل خيرا(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]374 :‬عن أنس بن مالك ق ال‪ :‬ق ال أبي بن كعب‪ :‬ألدخلن المس جد‬
‫وألحمدن هللا بمحامد لم يحمده بها أحد‪ ،‬فلما صلى وجلس ليحمد هللا‪ ،‬ويثني عليه إذا‬
‫هو بصوت عال من خلفه يقول‪ :‬اللهم لك الحمد كله ولك األم ر كل ه‪ ،‬وبي دك الخ ير‬
‫كله‪ ،‬وإليك يرجع األمر كله عالنيته وس ره‪ ،‬ل ك الحم د إن ك على ك ل ش يء ق دير‪،‬‬
‫اغف ر م ا مض ى من ذن وبي‪ ،‬واعص مني فيم ا بقي من عم ري‪ ،‬وارزق ني أعم اال‬
‫زاكية‪ ،‬ترضى بها ع ني‪ ،‬وتب علي‪ .‬ف أتى رس ول هللا ‪ ‬فقص علي ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ذاك‬
‫جبريل عليه السالم)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]375 :‬عن حذيفة بن اليمان‪ ،‬قال‪ :‬صلى بنا رسول هللا ‪ ‬ثم خرج‬
‫فتبعته فإذا عارض ق د ع رض ل ه فق ال لي‪( :‬ي ا حذيف ة‪ .‬ه ل رأيت الع ارض ال ذي‬
‫ع رض لي؟) قلت‪ :‬نعم‪ ،‬ق ال‪( :‬ذاك مل ك من المالئك ة لم يهب ط إلى األرض قبله ا‪،‬‬
‫استأذن ربه فسلم علي‪ ،‬وبشرني بالحسن والحس ين أنهم ا س يدا ش باب أه ل الجن ة‪،‬‬
‫وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة)(‪)5‬‬

‫[الحديث‪ ]376 :‬عن أسيد بن حضير ق ال‪ :‬بينم ا ه و يق رأ من اللي ل س ورة‬


‫البقرة وفرسه مربوطة إذ جالت الفرس فسكت فسكنت‪ ،‬فرفع رأسه إلى السماء‪ ،‬فإذا‬
‫هو بمثل الظلة فيها أمثال المصابيح عرجت إلى السماء حتى ما يراها‪ ،‬فلم ا أص بح‬
‫حدث رسول هللا ‪ ‬بذلك‪ ،‬فقال‪( :‬تلك المالئك ة دنت لص وتك‪ ،‬ول و ق رأت ألص بح‬
‫الناس ينظرون إليها ال تتوارى منهم)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]377 :‬عن سلمة بن األكوع أن ه ك ان م ع رس ول هللا ‪ ‬إذ ج اءه‬

‫‪ )(1‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/46 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه الطبراني والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/46 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه الحاكم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/46 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الذكر‪ ،‬سبل الهدى‪.10/46 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه البيهقي وابن عساكر‪ ،‬سبل الهدى‪.10/46 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/46 :‬‬
‫‪87‬‬
‫رجل فقال‪ :‬من أنت؟ قال‪( :‬أنا نبي)‪ ،‬قال‪ :‬وما نبي؟ ق ال‪( :‬رس ول هللا)‪ ،‬ق ال‪ :‬م تى‬
‫تقوم الساعة؟ قال‪( :‬غيب‪ ،‬وال يعلم الغيب إال هللا)‪ ،‬قال‪ :‬أرني سيفك‪ ،‬فأعط اه الن بي‬
‫‪ ‬سيفه‪ ،‬فهزه الرجل‪ ،‬ثم رده عليه‪ ،‬فقال رسول هللا ‪( :‬أما إنك لم تكن تس تطيع‬
‫ذلك الذي أردت)‪ ،‬قال‪ :‬وقد كان‪ ،‬ثم قال رسول هللا ‪( :‬إن هذا أقب ل‪ ،‬فق ال‪ :‬آتي ه‪،‬‬
‫فأسأله ثم آخذ السيف‪ ،‬فأقتله ثم أغمد السيف)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]378 :‬عن أنس قال‪ :‬ذكروا رجال عند الن بي ‪ ‬ف ذكروا قوت ه في‬
‫الجهاد واجتهاده في العبادة‪ ،‬فإذا هم بالرجل مقبل فقال له رس ول هللا ‪( :‬إني أرى‬
‫على وجهه سفعة من الشيطان)‪ ،‬فلما دنا سلم فق ال ل ه رس ول هللا ‪( :‬ه ل ح دثت‬
‫نفسك بأنه ليس في القوم أحد خير منك؟) قال‪ :‬نعم‪ ،‬ثم ذهب فاختط مس جدا‪ ،‬ووق ف‬
‫يصلي فقال رسول هللا ‪( :‬من يق وم إلي ه فيقتل ه؟) فق ام أب و بك ر‪ ،‬ف انطلق فوج ده‬
‫يصلي‪ ،‬فرجع‪ ،‬فقال‪ :‬وجدته يصلي فهبت أن أقتله‪ ،‬فقال رس ول هللا ‪( :‬أيكم يق وم‬
‫إليه فيقتله؟) فقام عمر‪ ،‬فصنع كما صنع أبو بك ر‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪( :‬أيكم يق وم‬
‫إلي ه فيقتل ه؟) فق ال علي‪ :‬أن ا ق ال‪( :‬أنت إن أدركت ه)‪ ،‬ف ذهب فوج ده ق د انص رف‪،‬‬
‫فرجع‪ ،‬فقال رسول هللا ‪( :‬هذا أول قرن خرج من أمتي لو قتلته ما اختل ف اثن ان‬
‫بعده من أمتي)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]379 :‬عن أنس ق ال‪ :‬كنت جالس ا م ع رس ول هللا ‪ ‬في مس جد‬
‫الخيف فأتاه رجل من األنصار‪ ،‬ورجل من ثقيف فلما سلما‪ ،‬قاال‪ :‬جئناك‪ ،‬يا رس ول‬
‫هللا‪ ،‬لنسألك‪ ،‬قال‪( :‬إن شئتما أخبرتكما بما تسأالني عنه فعلت‪ ،‬وإن شئتما أن أس كت‬
‫وتسأالني فعلت)‪ ،‬قاال‪ :‬ال‪ ،‬أخبرنا ي ا رس ول هللا‪ ،‬ن زدد إيمان ا أو ن زدد يقين ا‪ ،‬فق ال‬
‫األنصاري للثقفي‪ :‬سل رسول هللا ‪ ‬قال‪ :‬بل أنت فسله‪ ،‬فإني أعرف حقك‪ ،‬فس أله‪،‬‬
‫فقال‪ :‬أخبرنا يا رس ول هللا‪ ،‬ق ال‪( :‬جئت تس ألني عن مخرج ك من بيت ك ت ؤم ال بيت‬
‫الحرام ومالك فيه وعن طوافك بالبيت‪ ،‬ومالك فيه‪ ،‬وركعتيك بع د الط واف‪ ،‬ومال ك‬
‫فيهما‪ ،‬وعن طوافك بالصفا والمروة‪ ،‬وعن وقوفك بعرفة‪ ،‬ومالك في ه‪ ،‬وعن رمي ك‬
‫الجمار ومالك فيه‪ ،‬وعن نحرك ومالك فيه‪ ،‬وعن حالقك رأسك‪ ،‬ومال ك في ه‪ ،‬وعن‬
‫طوافك‪ ،‬ومالك فيه) يعني اإلفاضة قال‪ :‬والذي بعث ك ب الحق عن ه ذا جئت أس ألك!‬
‫قال‪( :‬فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام‪ ،‬لم تضع ناقتك خفا ولن ترفعه إال‬
‫كتب هللا لك به حسنة ومحا به عنك خطيئة‪ ،‬ويرفع لك بها درجة‪ ،‬وأما ركعتاك بع د‬
‫الطواف فإنهما كعتق رقبة من ولد إسماعيل‪ ،‬وأما طوافك بالصفا والم روة فكعتق ك‬
‫سبعين رقبة‪ ،‬وأما وقوفك عش ية عرف ة‪ ،‬ف إن هللا تع الى يب اهي بكم المالئك ة يق ول‪:‬‬
‫هؤالء عبادي جاءوني شعثا غبرا من كل فج عميق‪ ،‬يرجون رحمتي ومغفرتي‪ ،‬فلو‬
‫كانت ذنوبكم عدد الرمل وكزبد البحر لغفرته ا‪ ،‬أفيض وا مغف ورا لكم‪ ،‬ولمن ش فعتم‬
‫له‪ ،‬وأما رميك الجمار فلك بكل حص اة رميته ا تكف ير كب يرة من الكب ائر الموبق ات‬

‫‪ )(1‬رواه الحاكم وصححه والطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.10/49 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه ابن أبي شيبة وأبو يعلى والبزار والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/50 :‬‬
‫‪88‬‬
‫الموجبات‪ ،‬وأما نحرك فمدخور لك عند ربك‪ ،‬وأما حالق رأسك فبكل شعرة حلقتها‬
‫حسنة يمحى عنك بها خطيئة)‪ ،‬قال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬فإن كانت الذنوب أق ل من ذل ك؟‬
‫قال‪( :‬يدخر لك في حسناتك‪ ،‬وأما طوافك ب البيت بع د ذل ك‪ ،‬فإن ك تط وف وال ذنب‬
‫لك‪ ،‬يأتي ملك ح تى ي ده بين كتفي ك‪ ،‬ثم يق ول‪ :‬اعم ل لم ا تس تقبل فق د غف ر ل ك م ا‬
‫مضى) قال الثقفي‪ :‬أخبرني رسول هللا‪ ،‬قال‪ :‬جئت تس ألني عن الص الة!) ق ال‪( :‬إذا‬
‫غسلت وجهك انتثرت الذنوب من أشفار عينيك‪ ،‬وإذا غسلت ي ديك انت ثرت ال ذنوب‬
‫من أظف ار ي ديك‪ ،‬وإذا مس حت برأس ك انت ثرت ال ذنوب عن رأس ك‪ ،‬وإذا غس لت‬
‫رجليك انتثرت الذنوب من أظفار قدميك)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]380 :‬عن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬أصابنا جوع ما أصابنا مثله قط‬
‫فقالت لي أختي‪ :‬اذهب إلى رسول هللا ‪ ‬فاسأله فجئت فإذا هو يخطب‪ ،‬فق ال‪( :‬من‬
‫يستعفف‪ ،‬يعفه هللا‪ ،‬ومن يستغن يغن ه هللا)‪ ،‬فقلت في نفس ي‪ :‬وهللا لكأنم ا أردت به ذا‬
‫إال جرم ال أسأله شيئا فرجعت إلى أختي فأخبرته ا‪ ،‬فق الت‪ :‬أحس نت‪ ،‬فلم ا ك ان من‬
‫الغ د ف إني وهللا ألتعب نفس ي تحت األجم‪ ،‬إذ وج دت من دراهم يه ود فابتعن ا ب ه‪،‬‬
‫وأكلنا منه وجاءت الدنيا‪ ،‬فما من أهل بيت من األنصار أكثر أمواال منا(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]381 :‬عن وابصة بن معبد قال‪ :‬جئت رس ول هللا ‪ ‬وأن ا ال أري د‬
‫أن أدع من البر واإلثم شيئا إال سألته عن ه‪ ،‬فأتيت ه‪ ،‬وه و في عص ابة من المس لمين‬
‫حوله‪ ،‬فجعلت أتخطاهم ألدنو من ه‪ ،‬ف انتهرني بعض هم‪ ،‬فق ال‪ :‬إلي ك ي ا وابص ة عن‬
‫رسول هللا ‪‬؟ فقلت‪ :‬إني أحب أن أدنو منه‪ ،‬فقال رس ول هللا ‪( :‬دع وا وابص ة‪،‬‬
‫ادن مني وابصة)‪ ،‬فأدناني حتى كنت بين يديه‪ ،‬فق ال‪( :‬أتس ألني أم أخ برك؟) فقلت‪:‬‬
‫ال‪ ،‬بل تخبرني‪ ،‬قال‪( :‬جئت تسأل عن البر واإلثم؟) قلت‪ :‬نعم‪ ،‬فجم ع أنامل ه فجع ل‬
‫ينكت بهن في صدري وقال‪( :‬البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب‪ ،‬واإلثم‬
‫ما حاك في نفسك‪ ،‬وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]382 :‬عن جابر بن عب د هللا ق ال‪ :‬ج اء رج ل إلى رس ول هللا ‪‬‬
‫فقال‪ :‬يا رسول هللا إن أبي يريد أن يأخ ذ م الي‪ ،‬ف دعا أب اه فهب ط جبري ل‪ ،‬فق ال‪ :‬إن‬
‫الشيخ قد قال في نفسه ش يئا لم تس معه أذن اه! فق ال رس ول هللا ‪( :‬قلت في نفس ك‬
‫شيئا لم تسمعه أذناك؟) قال‪ :‬ال يزال يزيدنا هللا تعالى بك بص يرة ويقين ا‪ ،‬نعم‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫هات‪ ،‬فأنشأ يقول‪:‬‬
‫تعل بما أجني عليك وتنهل‬ ‫غذوتك مولودا ومنتك يافعا‬
‫لسقمك إال ساهرا أتململ‬ ‫إذا ليلة ضاقتك بالسقم لم‬
‫أبت‬
‫لتعلم أن الموت حتم موكل‬ ‫تخاف الردى نفسي عليك‬
‫وإنها‬
‫‪ )(1‬رواه أحمد والطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.10/51 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/52 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه مسدد والبزار واألصبهاني والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪..10/51 :‬‬
‫‪89‬‬
‫طرقت به دوني فعيناي‬ ‫كأني أنا المطروق دونك‬
‫تهمل‬ ‫بالذي‬
‫إليك مدى ما كنت فيك أؤمل‬ ‫فلما بلغت السن والغاية التي‬
‫كأنك أنت المنعم المتفضل‬ ‫جعلت جزائي غلظة‬
‫وفظاظة‬
‫فعلت كما الجار المجاور‬ ‫فليتك إذ لم ترع حق مودتي‬
‫يفعل‬
‫فبكى رسول هللا ‪ ‬وأخذ بتأنيب ابنه وقال‪( :‬أنت ومالك ألبيك)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]383 :‬عن جابر أن رسول هللا ‪ ‬م ر وأص حابه ب امرأة ف ذبحت‬
‫لهم شاة واتخذت لهم طعام ا‪ ،‬فلم ا رج ع‪ ،‬ق الت‪ :‬ي ا رس ول هللا إن ا ذبحن ا لكم ش اة‪،‬‬
‫واتخذنا لكم طعاما‪ ،‬فادخلوا فكلوا فدخل رسول هللا ‪ ‬وأصحابه‪ ،‬وكانوا ال يبدءون‬
‫حتى يبدأ النبي ‪ ‬فأخذ النبي ‪ ‬لقمة‪ ،‬فلم يستطع أن يسيغها‪ ،‬فقال النبي ‪( :‬هذه‬
‫ذبحت بغير إذن أهلها)‪ ،‬فقالت المرأة‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬إنا ال نحتشم من آل معاذ‪ ،‬نأخذ‬
‫منهم ويأخ ذون من ا‪ ،‬في لف ظ‪ :‬إن ا ال نحتش م من آل فالن وال يحتش مون من ا‪ ،‬نأخ ذ‬
‫منهم‪ ،‬ويأخذون منا(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]384 :‬عن أبي موس ى أن رس ول هللا ‪ ‬زار قوم ا من األنص ار‬
‫في دارهم فذبحوا له شاة‪ ،‬فأخذ رسول هللا ‪ ‬من اللحم شيئا ليأكله‪ ،‬فمض غه س اعة‬
‫ال يسيغه فقال‪( :‬ما شأن هذا اللحم؟) قالوا‪ :‬ش اة لفالن ذبحناه ا ح تى يجيء نرض يه‬
‫من ثمنها‪ ،‬فقال‪( :‬أعطوها األسارى)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]385 :‬عن الحسن بن يحيى الخشني أن معاذا قال‪ :‬قال رس ول هللا‬
‫‪( :‬تنزلون منزال يقال له الجابية أو الجويبية فيصيبكم فيه داء مث ل غ دتي الجم ل‬
‫يستشهد هللا تعالى به أنفسكم وزراريكم‪ ،‬ويزكي به أعمالكم)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]386 :‬عن شداد بن أوس أنه كان عند رس ول هللا ‪ ‬وه و يج ود‬
‫بنفسه‪ ،‬فقال‪( :‬مالك يا ش داد؟) ق ال‪ :‬ض اقت بي ال دنيا‪ ،‬ق ال‪( :‬علي ك‪( ،‬الش ام تفتح)‬
‫ويفتح (بيت المقدس) فتكون أنت وولدك أئمة فيهم)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]387 :‬عن س هل بن س عد الس اعدي أن رس ول هللا ‪ ‬التقى ه و‬
‫والمشركون‪ ،‬ف اقتتلوا‪ ،‬فلم ا م ال رس ول هللا ‪ ‬إلى عس كره‪ ،‬وم ال اآلخ رون إلى‬
‫عسكرهم‪ ،‬وفي أصحاب رس ول هللا ‪ ‬رج ل ال ي دع لهم ش اذة وال ف اذة إال تبعه ا‬
‫يضربها بالسيف‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فالن فق ال رس ول هللا ‪:‬‬
‫(أما إنه من أهل النار)‪ ،‬فقال رجل من القوم‪ :‬أن ا ص احبه‪ ،‬ق ال‪ :‬فخ رج مع ه فكلم ا‬
‫وقف وقف معه‪ ،‬وإذا أسرع أسرع معه‪ ،‬قال‪ :‬فجرح الرجل جرحا ش ديدا فاس تعجل‬
‫‪ )(1‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/53 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه أحمد ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/53 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه الطبراني‪ ،‬سبل الهدى‪.10/53 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه الطبراني ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/54 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه الطبراني ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/54 :‬‬
‫‪90‬‬
‫الموت‪ ،‬فوضع نصل سيفه باألرض وذبابه بين ثديي ه‪ ،‬ثم تحام ل على س يفه‪ ،‬فقت ل‬
‫نفسه فخرج الرجل إلى رسول هللا ‪ ‬قال‪ :‬أشهد أنك رسول هللا‪ ،‬ق ال‪( :‬وم ا ذاك؟)‬
‫قال‪ :‬الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار‪ ،‬فأعظم الناس ذلك‪ ،‬فقلت‪ :‬أنا لكم به‪،‬‬
‫فخرجت في طلبه‪ ،‬ثم جرح جرحا شديدا‪ ،‬فاستعجل الموت فوض ع نص ل س يفه في‬
‫األرض وذبابه بين ثدييه‪ ،‬ثم تحامل عليه فقتل نفسه‪ ،‬فقال رسول هللا ‪ ‬عن د ذل ك‪:‬‬
‫(إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل الن ار‪ ،‬وإن الرج ل‬
‫ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]388 :‬عن أبي هريرة قال‪ :‬شهدنا مع رس ول هللا ‪ ‬خي بر‪ ،‬فق ال‬
‫لرجل ممن يدعي اإلسالم‪( :‬هذا من أهل النار) فلما حضر القتال‪ ،‬قاتل الرجل قت اال‬
‫شديدا فأصابته جراحة‪ ،‬فقيل‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬إن الذي قلت إنه من أهل النار‪ ،‬فإنه ق د‬
‫قاتل اليوم قتاال شديدا وقد مات‪ ،‬فقال النبي ‪( :‬إلى النار)‪ ،‬زاد غيره‪ :‬فك اد بعض‬
‫الناس أن يرتاب فبينما هو على ذل ك إذ وج د الرج ل ألم الج راح‪ ،‬ف أهوى بي ده إلى‬
‫كنانته‪ ،‬فانتزع منها سهما فانتحر بها‪ ،‬فاشتد رجال من المسلمين إلى رس ول هللا ‪‬‬
‫فقالوا‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬صدق هللا حديثك‪ ،‬قد انتح ر فالن فقت ل نفس ه فق ال رس ول هللا‬
‫‪( :‬يا بالل‪ ،‬قم فأذن‪ :‬ال يدخل الجنة إال مؤمن‪ ،‬وإن هللا ليؤي د ه ذا ال دين بالرج ل‬
‫الفاجر)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]389 :‬عن أم سلمة قالت‪ :‬أهدي إلي بض عة من لحم فقلت للخ ادم‪:‬‬
‫ارفعها إلى رسول هللا ‪ ،‬وجاء س ائل فق ام على الب اب‪ ،‬فق ال‪ :‬تص دقوا ب ارك هللا‬
‫فيكم‪ ،‬وذهب السائل‪ ،‬وجاء النبي ‪ ‬فقلت للخادم‪ :‬أقربي إليه اللحم‪ ،‬فجاءت بها فإذا‬
‫هي قد صارت مروة حجر‪ ،‬فق ال الن بي ‪( :‬أت اكم الي وم س ائل فرددتم وه؟) قلت‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬قال‪( :‬فإن ذاك لذاك)‪ ،‬فما زالت حجرا في ناحية بيتها تدق حتى ماتت(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]390 :‬عن معاذ أن النبي ‪ ‬يوم بعثه إلى اليمن‪ ،‬حمل على ناقت ه‬
‫وقال‪( :‬يا معاذ‪ ،‬انطلق‪ ،‬حتى تأتي الجند‪ ،‬فحينما بركت بك هذه الناقة‪ ،‬ف أذن وص ل‬
‫وابتن مسجدا)‪ ،‬فانطلق معاذ حتى انتهى إلى الجند‪ ،‬دارت به الناقة وأبت أن ت برك‪،‬‬
‫فقال‪ :‬هل من جند غير هذا؟ قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬جند ركامة‪ ،‬فلما أتاه دارت‪ ،‬وبركت‪ ،‬ف نزل‬
‫معاذ بها فنادى بالصالة ثم قام يصلي الجند(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]391 :‬عن الزهري وغيره‪ :‬أن المش ركين اش تدوا على المس لمين‬
‫كأشد ما كانوا حتى بلغ المسلمين الجهد‪ ،‬واشتد عليهم البالء‪ ،‬حين هاجر المس لمون‬
‫إلى النجاشي وبلغهم كرمه إياهم‪ ،‬وأجمعت قريش أن يقتلوا رس ول هللا ‪ ‬عالني ة‪،‬‬
‫فلما رأى أبو طالب عمل القوم جمع بني عب د المطلب‪ ،‬وأم رهم أن ي دخلوا رس ول‬
‫هللا ‪ ‬شعبهم ويمنعوه ممن أرادوا قتله‪ ،‬فاجتمعوا على ذلك مسلمهم وكافرهم‪ ،‬فلم ا‬
‫‪ )(1‬رواه البخاري ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/55 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه البخاري ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/55 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه البيهقي وأبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/56 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه ابن عبد الحكم في فتوح مصر‪ ،‬سبل الهدى‪.10/58 :‬‬
‫‪91‬‬
‫عرفت قريش أن القوم منع وا رس ول هللا ‪ ‬ف أجمعوا أم رهم أن ال يجالس وهم وال‬
‫يب ايعوهم‪ ،‬وال ي دخلوا بي وتهم‪ ،‬ح تى يس لموا رس ول هللا ‪ ‬للقت ل وكتب وا ص حيفة‬
‫وعهودا ومواثيق‪ ،‬ال يقبلوا من بني هاشم أبدا صلحا ح تى يس لموه للقت ل‪ ،‬فلبث بن و‬
‫هاشم في شعبهم ثالث سنين‪ ،‬واشتد عليهم البالء والجهد‪ ،‬وفي لفظ‪ :‬فحص روا ب ني‬
‫هاشم في شعب أبي طالب ليلة هالل المحرم سنة سبع من تنبؤ رس ول هللا ‪ ،‬فلم ا‬
‫ك ان رأس ثالث س نين تالوم رج ال من ب ني عب د من اف ومن ب ني قص ي ورج ال‬
‫سواهم من ق ريش ق د ول دتهم نس اء من ب ني هاش م‪ ،‬ورأوا أنهم ق د قطع وا ال رحم‪،‬‬
‫وأجمعوا أمرهم من ليلتهم على نقض ما تعاهدوا عليه من الغدر والبراءة منه وبعث‬
‫هللا تعالى على صحيفتهم األرضة فأكلت كل ما كان فيها من عه د وميث اق‪ ،‬وك انت‬
‫معلقة في سقف البيت‪ ،‬فأكلت ما كان فيها من جور وظلم وبقي ما فيه ا من ذك ر هللا‬
‫تعالى(‪..)1‬ثم أطلع هللا تعالى رسوله على أمر ص حيفتهم‪ ،‬وأن األرض ة ق د أكلت م ا‬
‫فيها من جور وظلم وبغي‪ ،‬وبقي ما كان فيها من ذكر هللا تعالى‪ ،‬فذكر ذل ك رس ول‬
‫هللا ‪ ‬ألبي طالب‪ ،‬فقال أبو طالب‪ :‬ال والثواقب‪ ،‬ما كذبني فانطلق يمش ي بعص ابة‬
‫من بني عبد المطلب حتى أتى المسجد‪ ،‬وهو حافل من ق ريش فلم ا رأوهم ع امرين‬
‫بجماعتهم أنكروا ذلك‪ ،‬وظنوا أنهم خرجوا من ش دة البالء‪ ،‬ف أتوا ليعط وهم رس ول‬
‫هللا ‪ ‬فتكلم أبو طالب‪ ،‬فقال‪ :‬قد حدثت أمور بينكم لم ن ذكرها لكم ف أتوا بص حيفتكم‬
‫التي تعاهدتم عليه ا‪ ،‬فلعل ه أن يك ون بينن ا وبينكم ص لح‪ ،‬وإنم ا ق ال ذل ك خش ية أن‬
‫ينظروا في الصحيفة قبل أن يأتوا بها‪ ،‬فأتوا بص حيفتهم معج بين به ا ال يش كون أن‬
‫رسول هللا ‪ ‬مدفوعا إليهم‪ ،‬فوضعوها بينهم فقال أب و ط الب‪ :‬إنم ا أتيتكم ألعطيكم‬
‫أمرا لكم فيه نصف‪ ،‬أن ابن أخي قد أخبرني أن هللا تعالى ب ريء من ه ذه الص حيفة‬
‫التي في أيديكم‪ ،‬ومحا منها كل اسم هو له فيها وترك فيها غ دركم‪ ،‬وقطيعتكم إيان ا‪،‬‬
‫وتظاهركم علينا بالظلم‪ ،‬فإن كان ما قال ابن أخي كم ا ق ال ف أفيقوا ف و هللا‪ ،‬ال يس لم‬
‫أبدا حتى نم وت من عن د آخرن ا‪ ،‬وإن ك ان ب اطال رفعن اه إليكم فقتلتم أو اس تحييتم‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬قد رضينا بالذي تقول‪ ،‬ففتحوا الص حيفة فوج دوا الص ادق المص دوق ‪ ‬ق د‬
‫أخبر خبرها‪ ،‬فلما رأتها قريش كالذي قال‪ ،‬قالوا‪ :‬وهللا إن كان هذا ق ط إال س حر من‬
‫صاحبكم! فقال‪ :‬أولئك النف ر‪ :‬إن األولى بالك ذب والس حر غيرن ا فإن ا نعلم أن ال ذي‬
‫اجتمعتم علي ه من قطيعتن ا أق رب إلى الجبت والس حر‪ ،‬ول وال أنكم اجتمعتم على‬
‫السحر لم تفسد صحيفتكم‪ ،‬وهي بأيديكم طمس هللا تعالى ما كان فيها من اسم له وم ا‬
‫كان من بغي تركه أفنحن السحرة أم أنتم؟ فقال عند ذل ك النف ر من ب ني عب د من اف‬
‫ومن قص ي‪ :‬نحن ب راء من ه ذه الص حيفة‪ ،‬وخ رج الن بي ‪ ‬وأص حابه فعاش وا‪،‬‬
‫وخالطوا الناس‪ ،‬وقال أبو طالب في الصحيفة‪:‬‬
‫وأن كل ما لم يرضه هللا‬ ‫ألم يأتكم أن الصحيفة‬
‫يفسد‬ ‫مزقت‬
‫‪ ) ( 1‬وفي لفظ‪ :‬فأرسل هللا تعالى على الصحيفة دابة فأكلت كل شيء فيها إال اسم هللا‪ ،‬وفي لفظ‪ :‬إال باسمك اللهم‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫كان كاتب الصحيفة منصور بن عكرمة العبدري‪ ،‬فشلت يده حتى يبست فم ا‬
‫كان ينتف ع به ا‪ ،‬فك انت ق ريش تق ول بينه ا‪ :‬إن ال ذي ص نعنا إلى ب ني هاش م لظلم‪،‬‬
‫انظروا ما أصاب منصور بن عكرمة(‪.)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]392 :‬روي أن المش ركين ق الوا ل ه‪ :‬ي ا محم د‪ ،‬ص ف لن ا بيت‬
‫المقدس كي ف بن اؤه‪ ،‬وكي ف هيئت ه وكي ف قرب ه من الجب ل؟ فق ال لهم‪( :‬بن اؤه ك ذا‬
‫وهيئته ك ذا) ح تى التبس علي ه النعت فوض ع جبري ل ل ه بيت المق دس وس ألوه عن‬
‫أبوابه‪ ،‬ولم يكن أتاها فجع ل ينظ ر إلي ه ويخ برهم به ا‪ ،‬وأب و بك ر يق ول‪ :‬ص دقت‪،‬‬
‫صدقت؛ فراجعها إن شئت(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]393 :‬عن العباس بن عبد المطلب أنه قال‪ :‬يا رس ول هللا‪ ،‬إني ق د‬
‫كنت مس لما فق ال رس ول هللا ‪( :‬أعلم بإس المك ف إن يكن كم ا تق ول فاهلل يجزي ك‬
‫بذلك فأما ظاهر منك فكان علينا فافد نفسك وابني أخي ك نوف ل بن الح ارث بن عب د‬
‫المطلب وعقيل بن أبي ط الب بن عب د المطلب وحليف ك عتب ة بن عم رو أخي ب ني‬
‫الحارث بن فهر)‪ ،‬قال‪ :‬ما أخال ذاك عندي ي ا رس ول هللا‪ .‬ق ال‪( :‬ف أين الم ال ال ذي‬
‫دفنته أنت وأم الفضل‪ ،‬فقلت لها‪ :‬إن أصبت في سفري فه ذا الم ال لب ني الفض ل بن‬
‫العباس وعبد هللا بن العباس وقثم بن العباس؟) فقال لرسول هللا ‪ :‬وهللا ي ا رس ول‬
‫هللا إني ألعلم أنك رسول هللا إن ه ذا ش يء م ا علم ه أح د غ يري وغ ير أم الفض ل‬
‫فاحسب لي ي ا رس ول هللا م ا أص بتم م ني عش رين أوقي ة من م ال ك ان معي فق ال‬
‫رسول هللا ‪( :‬ال ذاك ش يء أعطان اه هللا تع الى من ك) فف دى نفس ه واب ني أخوي ه‬
‫وحليفه‪ ،‬وأنزل هللا عز وجل‪﴿ :‬يَاأَيُّهَ ا النَّبِ ُّي قُ لْ لِ َم ْن فِي أي دي ُك ْم ِمنَ اأْل َ ْس َرى إِ ْن يَ ْعلَ ِم‬
‫هَّللا ُ فِي قُلُوبِ ُك ْم خَ ْيرًا ي ُْؤتِ ُك ْم َخ ْيرًا ِم َّما أُ ِخ َذ ِم ْن ُك ْم َويَ ْغفِرْ لَ ُك ْم َوهَّللا ُ َغفُو ٌر َر ِحي ٌم﴾ [األنفال‪:‬‬
‫‪.)3(]70‬‬
‫[الحديث‪ ]394 :‬روي أن جبريل أتى النبي ‪ ‬فأخبره أن الحارث بن س ويد‬
‫قتل المجذر بن زياد غيلة وأمره أن يقتله به فقت ل رس ول هللا ‪ ‬الح ارث بن س ويد‬
‫بالمجذر بن زياد وكان الذي ضرب عنقه بأمر رسول هللا ‪ ‬عويم بن س اعدة على‬
‫باب مسجد قباء(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]395 :‬عن أبي هريرة‪ ،‬أن خبيبا لما قال‪ :‬اللهم إني ال أجد من يبل غ‬
‫رسولك عني السالم‪ ،‬فقال النبي ‪ ‬حينئذ‪( :‬وعليك السالم) قال أصحابه‪ :‬يا رس ول‬
‫هللا‪ ،‬من قال؟ قال‪( :‬خبيب يقتل)‪ ،‬وفي لفظ قال رسول هللا ‪ ‬وه و ج الس في ذل ك‬
‫اليوم الذي قتل فيه خبيب‪( :‬عليك السالم خبيب قتلته قريش)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]396 :‬عن أنس أن أناس ا ج اءوا إلى الن بي ‪ ‬فق الوا‪ :‬ابعث معن ا‬

‫‪ )(1‬رواه البيهقي وأبو نعيم وغيرهما‪ ،‬سبل الهدى‪.10/58 :‬‬


‫‪ )(2‬سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (‪)60 /10‬‬
‫‪ )(3‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/61 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه ابن سعد‪ ،‬سبل الهدى‪.10/61 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه البخاري والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/61 :‬‬
‫‪93‬‬
‫رج اال يعلمونن ا الق رآن والس نة‪ ،‬فبعث إليهم س بعين رجال من األنص ار يق ال لهم‪:‬‬
‫القراء‪ ،‬فتعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان فقالوا‪ :‬اللهم بلغ عنا نبين ا إن ا ق د‬
‫لقيناك‪ ،‬فرضينا عنك ورض يت عن ا‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪ ‬ألص حابه‪( :‬إن إخ وانكم‬
‫قتلوا‪ ،‬فقالوا‪ :‬اللهم بلغ عنا نبينا أن قد لقيناك فرضينا عنك‪ ،‬ورضيت عنا)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]397 :‬عن ابن مس عود ق ال‪ :‬بعث رس ول هللا ‪ ‬س رية‪ ،‬فلم نلبث‬
‫إال قليال‪ ،‬حتى قام فحمد هللا وأث نى علي ه‪ ،‬ثم ق ال‪( :‬إن إخ وانكم ق د لق وا المش ركين‬
‫واقتطعوهم فلم يبق منهم أحد‪ ،‬وإنهم قالوا‪ :‬ربنا بلغ قومنا إنا قد رضينا ورضي عن ا‬
‫ربنا‪ ،‬فأنا رسولهم إليكم‪ ،‬إنهم قد رضوا ورضي عنهم)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]398 :‬عن س هل بن س عد أن رس ول هللا ‪ ‬ق ال ي وم فتح خي بر‪:‬‬
‫(ألعطين هذه الراية غدا رجال يفتح هللا على يديه)‪ ،‬فلم ا أص بح ق ال‪( :‬أين علي بن‬
‫أبي طالب؟) قالوا‪ :‬يشتكي عينيه‪ ،‬قال‪( :‬فأرسلوا إليه)‪ ،‬فأتي ب ه‪ ،‬فبص ق رس ول هللا‬
‫‪ ‬في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]399 :‬عن سلمة بن األك وع ق ال‪ :‬ك ان علي تخل ف عن الن بي ‪‬‬
‫في خيبر وكان رمدا‪ ،‬فقال‪ :‬أنا أتخلف عن رس ول هللا ‪ !!‬فخ رج فلح ق ب ه‪ ،‬فلم ا‬
‫كان مساء الليلة التي فتح هللا في صباحها‪ ،‬قال رسول هللا ‪( :‬ألعطين الراية غ دا‬
‫رجال يحبه هللا ورسوله‪ ،‬يفتح هللا علي ه)‪ ،‬ف إذا نحن بعلي وم ا نرج وه‪ ،‬فق الوا‪ :‬ه ذا‬
‫علي‪ ،‬فأعطاه الراية ففتح هللا عليه(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]400 :‬عن بريدة أن رسول هللا ‪ ‬قال في خيبر‪( :‬ألعطين الراي ة‬
‫غ دا رجال يحب هللا ورس وله يأخ ذها عن وة)‪ ،‬وليس ثم علي فتط اولت له ا ق ريش‪،‬‬
‫وجاء علي على بعير له وهو أرمد‪ ،‬ق ال‪( :‬ادن م ني)‪ ،‬فتف ل في عيني ه فم ا وجعه ا‬
‫حتى مضى لسبيله ثم أعطاه الراية(‪.)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]401 :‬عن زي د بن خال د الجه ني أن رس ول هللا ‪ ‬ق ال‪( :‬ص لوا‬
‫على صاحبكم‪ ،‬إنه غل في سبيل هللا) ففتشنا متاعه فوجدنا فيه خرزا من خرز يه ود‬
‫ما يساوي درهمين(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]402 :‬عن أبي هريرة قال‪ :‬ش هدنا م ع رس ول هللا ‪ ‬حنين ا فق ال‬
‫لرجل ممن ي دعي اإلس الم‪( :‬ه ذا من أه ل الن ار)‪ ،‬فلم ا حض رنا القت ال قات ل قت اال‬
‫شديدا‪ ،‬فأصابته جراحة‪ ،‬فقيل‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬الرجل الذي قلت له آنف ا‪ :‬أن ه من أه ل‬
‫النار‪ ،‬فإنه قاتل قت اال ش ديدا‪ ،‬وق د م ات‪ ،‬فق ال الن بي ‪( :‬إلى الن ار)‪ ،‬فك اد بعض‬
‫المسلمين أن يرتاب‪ ،‬فبينما هم على ذلك إذ قيل‪ :‬فإنه لم يمت ولكن به جراحا شديدا‪،‬‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/61 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه البيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/61 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/62 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/62 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه البيهقي وأبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/62 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه أبو داود والنسائي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/63 :‬‬
‫‪94‬‬
‫فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح‪ ،‬فقت ل نفس ه‪ ،‬ف أخبر الن بي ‪ ‬فق ال‪( :‬هللا‬
‫أكبر‪ ،‬أشهد أني عبد هللا ورسوله)‪ ،‬ثم أمر بالال فنادى في الناس أنه ال ي دخل الجن ة‬
‫إال نفس مسلمة‪ ،‬وإن هللا يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر(‪.)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]403 :‬عن س هل بن س عد الس اعدي أن رس ول هللا ‪ ‬التقى ه و‬
‫والمش ركون ف اقتتلوا‪ ،‬فلم ا م ال رس ول هللا ‪ ‬إلى عس كره‪ ،‬وم ال اآلخ رون إلى‬
‫عسكرهم‪ ،‬وفي أصحاب رس ول هللا ‪ ‬رج ل ال ي دع لهم ش اذة وال ف اذة إال تبعه ا‬
‫فضربها بسيفه‪ ،‬فقالوا‪ :‬ما أجزأ منا اليوم أحد كما أج زأ فالن! فق ال رس ول هللا ‪:‬‬
‫(إما أنه من أهل النار)‪ ،‬فقال رجل من القوم‪ :‬أنا صاحبه أب دا‪ ،‬ق ال‪ :‬فج رح الرج ل‬
‫جراحا شديدا‪ ،‬فاستعجل الموت فوضع س يفه ب األرض وذباب ه بين ثديي ه ثم تحام ل‬
‫على سيفه‪ ،‬فقتل نفسه‪ ،‬فخرج الرجل إلى رسول هللا ‪ ‬فقال‪ :‬أشهد أن ك رس ول هللا‬
‫‪ ‬قال‪( :‬وما ذاك؟) قال‪ :‬الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أه ل الن ار ف أعظم الن اس‬
‫ذلك فقلت‪ :‬أنا لكم به فخرجت في طلبه حتى جرح جرح ا ش ديدا فاس تعجل الم وت‪،‬‬
‫فوضع نصل س يفه ب األرض وذباب ه بين ثديي ه‪ ،‬ثم تحام ل علي ه فقت ل نفس ه‪ ،‬فق ال‬
‫رسول هللا ‪( :‬أن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيم ا يب دو للن اس‪ ،‬وه و من أه ل‬
‫النار‪ ،‬وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]404 :‬عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال‪ :‬زعم وا أن رس ول‬
‫هللا ‪ ‬ق ال‪ :‬م ر علي جعف ر بن أبي ط الب في المالئك ة يط ير كم ا يط يرون ل ه‬
‫جناحان‪ ،‬وزعموا أن يعلى بن منيه قدم على رسول هللا ‪ ‬يخبر أهل مؤتة‪ ،‬فقال له‬
‫رسول هللا ‪( :‬إن شئت فأخبرني‪ ،‬وإن شئت أخبرتك)‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني يا رس ول هللا‬
‫به‪ ،‬فأخبره رسول هللا ‪ ‬خبرهم كلهم ووصفه لهم فق ال‪ :‬وال ذي بعث ك ب الحق‪ ،‬م ا‬
‫تركت من حديثه حرفا لم ت ذكره‪ ،‬وإن أم رهم لكم ا ذك رت‪ ،‬فق ال‪( :‬إن هللا رف ع لي‬
‫األرض حتى رأيت معتركهم)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]405 :‬عن أنس أن رسول هللا ‪ ‬بعث زيدا وجعفرا وعب د هللا ابن‬
‫رواحة ودفع الراية إلى زيد فأص يبوا جميع ا‪ ،‬فنع اهم رس ول هللا ‪ ‬قب ل أن يجيء‬
‫الخبر‪ ،‬فقال‪( :‬أخذ الراية زيد فأصيب‪ ،‬ثم أخذها جعف ر فأص يب‪ ،‬ثم أخ ذها عب د هللا‬
‫بن رواحة فأصيب)‪ ،‬ثم أخذها خالد بن الوليد من غير أمره ففتح عليه(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]406 :‬عن عروة قال‪ :‬لم ا أجم ع رس ول هللا ‪ ‬على المس ير إلى‬
‫مكة كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع رس ول هللا ‪ ‬علي ه‬
‫من المسير إليهم ثم أعطاه امرأة من مزينة‪ ،‬وجع ل له ا جعال على أن تبلغ ه قريش ا‬
‫فجعلته في رأسها ثم فتلت عليه قرونها وخرجت به‪ ،‬فأتى رس ول هللا ‪ ‬الخ بر من‬
‫السماء بما صنع حاطب‪ ،‬فبعث علي بن أبي طالب والزبير بن العوام‪ ،‬فقال‪( :‬أدركا‬
‫‪ )(1‬رواه مسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/63 :‬‬
‫‪ )(2‬سبل الهدى‪.10/63 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه البيهقي وأبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/64 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخاري‪ ،‬سبل الهدى‪.10/64 :‬‬
‫‪95‬‬
‫يحذرهم)(‪)1‬‬ ‫امرأة قد كتب معها حاطب كتابا إلى قريش‬
‫[الحديث‪ ]407 :‬عن علي قال‪ :‬بعث ني رس ول هللا ‪ ‬أن ا والزب ير والمق داد‪،‬‬
‫فقال‪( :‬انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ‪ ،‬فإن بها ظعينة معه ا كت اب‪ ،‬فخ ذوه منه ا)‪،‬‬
‫قال‪ :‬فانطلقنا تع ادي بن ا خيلن ا ح تى أتين ا الروض ة‪ ،‬ف إذا نحن بالظعين ة‪ ،‬قلن ا له ا‪:‬‬
‫أخرجي الكتاب‪ ،‬قالت‪ :‬ما معي كتاب‪ ،‬فقلنا‪ :‬لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول هللا ‪ ‬فإذا فيه‪ :‬من حاطب بن أبي بلتع ة إلى‬
‫أناس بمكة من المشركين يخبرهم ببعض أم ر رس ول هللا فق ال رس ول هللا ‪( :‬ي ا‬
‫حاطب‪ ،‬م ا ه ذا؟!) ق ال‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬ال تعج ل علي‪ ،‬إني كنت ام رأ ملص قا في‬
‫قريش‪ ،‬يقول‪ :‬كنت حليف ا ولم أكن من أنفس ها‪ ،‬وك ان من مع ك من المه اجرين لهم‬
‫قرابات يحمون أهليهم وأموالهم‪ ،‬فأحببت أن تكون إذ فاتني ذاك من النس ب فيهم أن‬
‫أتخذ عندهم يدا يحمون قرابتي‪ ،‬ولم أفعله ارتدادا عن ديني‪ ،‬وال رض ى ب الكفر بع د‬
‫اإلسالم‪ ،‬فقال رس ول هللا ‪( :‬أم ا إن ه ق د ص دقكم)‪ ،‬ف أنزل هللا تع الى ه ذه اآلي ة‪:‬‬
‫﴿يَاأَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا اَل تَتَّ ِخ ُذوا َعد ُِّوي َو َع ُد َّو ُك ْم أَوْ لِيَا َء تُ ْلقُونَ إِلَ ْي ِه ْم بِ ْال َم َو َّد ِة َوقَ ْد َكفَ رُوا‬
‫ُول َوإِيَّا ُك ْم أَ ْن تُ ْؤ ِمنُ وا بِاهَّلل ِ َربِّ ُك ْم إِ ْن ُك ْنتُ ْم خَ َرجْ تُ ْم‬ ‫ق ي ُْخ ِرجُونَ ال َّرس َ‬ ‫بِ َما َجا َء ُك ْم ِمنَ ْال َح ِّ‬
‫ضاتِي تُ ِس رُّ ونَ إِلَ ْي ِه ْم بِ ْال َم َو َّد ِة َوأَنَ ا أعلم بِ َم ا أَ ْخفَ ْيتُ ْم َو َم ا‬ ‫ِجهَادًا فِي َسبِيلِي َوا ْبتِغَا َء َمرْ َ‬
‫يل﴾ [الممتحنة‪)2(]1 :‬‬ ‫ض َّل َس َوا َء ال َّسبِ ِ‬‫أَ ْعلَ ْنتُ ْم َو َم ْن يَ ْف َع ْلهُ ِم ْن ُك ْم فَقَ ْد َ‬
‫[الحــديث‪ ]408 :‬عن أبي هري رة ق ال‪ :‬ق الت األنص ار ي وم فتح مك ة‪ :‬أم ا‬
‫الرجل فقد أدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته‪ ،‬وك ان ال وحي إذا ج اء لم يخ ف‬
‫علينا‪ ،‬فإذا جاء فليس أحد يرفع طرفه إلى رسول هللا ‪ ‬حتى ينقض ي ال وحي فلم ا‬
‫رفع الوحي قال‪( :‬يا معش ر األنص ار‪ ،‬قلتم‪ :‬أم ا الرج ل فأدركت ه رغب ة في قريت ه‪،‬‬
‫ورأف ة بعش يرته كال فم ا أس مي إذن كال‪ ،‬إني عب د هللا ورس وله المحي ا محي اكم‪،‬‬
‫والممات مماتكم)‪ ،‬فأقبلوا يبكون‪ ،‬وقالوا وهللا‪ ،‬ما قلنا إال للضن باهلل ورسوله‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫(إن هللا ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]409 :‬عن شيبة بن عثمان قال‪ :‬خرجت مع النبي ‪ ‬ي وم ح نين‪،‬‬
‫وهللا‪ ،‬ما خرجت إسالما‪ ،‬ولكني خرجت اتقاء أن تظهر هوازن على قريش‪ ،‬فو هللا‪،‬‬
‫إني لواقف مع رسول هللا ‪ ‬إذ قلت‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬إني ألرى خيال بلق ا ق ال‪( :‬ي ا‬
‫شيبة‪ ،‬إنه ال يراها إال كافر)‪ ،‬قال‪ :‬فضرب بيده في صدري فقال‪( :‬اللهم اهد شيبة)‪،‬‬
‫ففعل ذلك ثالثا‪ ،‬فما رفع النبي ‪ ‬يده عن صدري الثالثة حتى ما أج د من خل ق هللا‬
‫أحب إلي منه(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]410 :‬عن شيبة بن عثمان قال‪ :‬لما فتح رسول هللا ‪ ‬مك ة عن وة‬
‫قلت‪ :‬أسير مع قريش إلى ه وازن‪ ،‬بح نين فعس ى إن اختلط وا أن أص يب غ رة من‬
‫‪ )(1‬رواه ابن إسحاق والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/64 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/64 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه مسلم والطيالسي والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/65 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه البيهقي وابن عساكر‪ ،‬سبل الهدى‪.10/66 :‬‬
‫‪96‬‬
‫محمد فأكون أنا الذي قمت بثأر قريش كلها‪ ،‬وأق ول‪ :‬ل و لم يب ق من الع رب والعجم‬
‫أحد إال اتبع محمدا ما اتبعته أبدا فكنت مرصدا لم ا خ رجت ل ه ال ي زداد األم ر في‬
‫نفسي إال قوة فلما اختلط الناس اقتحم رسول هللا ‪ ‬عن بغلته ف دنوت من ه‪ ،‬ورفعت‬
‫سيفي حتى كدت أسوره فرفع لي شواظ من نار كالبرق كاد يمحشني فوضعت ي دي‬
‫على بصري خوفا عليه فالتفت إلي رسول هللا ‪ ‬وقال‪ :‬ادن م ني)‪ ،‬ف دنوت فمس ح‬
‫صدري‪ ،‬وقال‪( :‬اللهم أعذه من الشيطان) فو هللا لهو من حينئذ أحب إلي من س معي‬
‫وبصري ونفسي‪ ،‬وأذهب هللا ما كان بي‪ ،‬فقال‪( :‬ي ا ش يبة‪ ،‬ال ذي أراد هللا ب ك خ يرا‬
‫مما أردت بنفسك؟) ثم حدثني بما أضمرت في نفسي! فقلت‪ :‬بأبي أشهد أن ال إله إال‬
‫هللا‪ ،‬وأنك رسول هللا‪ ،‬استغفر لي يا رسول هللا‪ ،‬قال‪( :‬غفر هللا لك)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]411 :‬عن عروة قال‪ :‬استأذن عيينة بن حصين رس ول هللا ‪ ‬أن‬
‫يأتي أهل الطائف يكلمهم‪ ،‬لعل هللا تعالى أن يهديهم فأذن له‪ ،‬فأت اهم‪ ،‬فق ال‪ :‬تمس كوا‬
‫بمكانكم فو هللا لنحن أذل من العبيد‪ ،‬وأقسم باهلل لو حدث به حدث لتمسن العرب عز‬
‫ومنعة فتمسكوا بحص نكم‪ ،‬وإي اكم أن تعط وا بأي ديكم وال يتك اثرن عليكم قط ع ه ذا‬
‫الشجر‪ ،‬ثم رجع فقال ل ه رس ول هللا ‪( :‬م اذا قلت لهم؟) ق ال‪ :‬قلت لهم‪ ،‬وأم رتهم‬
‫باإلسالم ودعوتهم إليه‪ ،‬وح ذرتهم من الن ار‪ ،‬ودللتهم إلى الجن ة‪ ،‬ق ال‪( :‬ك ذبت‪ ،‬ب ل‬
‫قلت لهم‪ :‬كذا وكذا)‪ ،‬فقال‪ :‬ص دقت‪ ،‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬أت وب إلى هللا تع الى وإلي ك من‬
‫ذلك(‪.)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]412 :‬عن جم ع من الص حابة أن رس ول هللا ‪ ‬ق ال لرس ول‬
‫ص احب ص نعاء‪( :‬اذهب وا إلى ص احبكم‪ ،‬فقول وا‪ :‬إن ربي ق د قت ل ربكم الليلة(‪،))3‬‬
‫فرجعا إلى باذان بذلك فأسلم هو واألبناء الذين باليمن(‪.)4‬‬
‫وفي رواية‪ :‬فأخبرهما رسول هللا ‪ ‬بإن هللا قد قتل كسرى وسلط علي ه ابن ه‬
‫شيرويه في ليلة ك ذا من ش هر ك ذا بع د م ا مض ى من اللي ل‪ ،‬وق وال ل ه‪( :‬إن دي ني‬
‫وسلطاني سيبلغ ما بلغ ملك كسرى‪ ،‬وقوال له‪ :‬إن أس لمت أعطيت ك م ا تحت ي دك)‪،‬‬
‫فقدما على (باذان) فأخبراه‪ ،‬فقال دحية‪ :‬ثم جاء الخبر بأن كسرى قد قتل تلك الليلة‪.‬‬
‫وفي رواية‪ :‬فقال باذان‪ :‬فو هللا‪ ،‬ما هذا بكالم ملك‪ ،‬ولننظر م ا ق ال‪ ،‬فلم يلبث‬
‫أن قدم عليه كتاب شيرويه‪ ،‬أما بعد‪ ،‬فإني قتلت كسرى‪ ،‬فال كسرى بع د الي وم‪ ،‬وق د‬
‫قتل قيصر‪ ،‬فال قيص ر بع د الي وم‪ ،‬فكتب قول ه في الس اعة ال تي تح دث به ا والي وم‬
‫والشهر‪ ،‬فإذا كسرى قد قتل وإذا قيصر قد مات‪.‬‬

‫‪ )(1‬رواه ابن سعد وابن عساكر‪ ،‬سبل الهدى‪.10/66 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه البيهقي وأبو نعيم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/67 :‬‬
‫‪ ) ( 3‬وفي لفظ‪( :‬انطلقا إلى باذان فأعلماه أن ربي قد قتل كسرى في هذه الليل ة)‪ ،‬وفي لف ظ‪( :‬أبلغ ا ص احبكما أن‬
‫ربي قد قتل ربه كسرى في هذه الليلة‪ ،‬لسبع ساعات مضت منها وإن هللا سلط عليه ابنه شيرويه فقتله)‬
‫‪ )(4‬رواه البزار والبيهقي وأبو نعيم عن دحية‪ ،‬وأبو نعيم عن س عيد بن جب ير‪ ،‬وابن س عد عن ابن عب اس‪ ،‬وأب و‬
‫نعيم وأبو سعد في (شرف المصطفى)‪ ،‬وأحمد والبزار والطبراني وأبو نعيم عن أبي بكرة‪ ،‬والديلمي عن عمر‪ ،‬س بل‬
‫الهدى‪.10/67 :‬‬
‫‪97‬‬
‫[الحديث‪ ]413 :‬عن ابن عباس أن رس ول هللا ‪ ‬ق ال‪( :‬إن ناس ا من أم تي‬
‫يشربون الخمر‪ ،‬يسمونها بغير اسمها)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]414 :‬عن عبادة بن الصامت ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬يس تحل‬
‫طائفة من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]415 :‬عن ابن كيسان أن رسول هللا ‪ ‬قال‪( :‬ستش رب أم تي من‬
‫بعد الخمر‪ ،‬يسمونها بغير اسمها يكون عونهم عليها أمراءهم)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]416 :‬عن أبي أمام ة ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ال ت ذهب األي ام‬
‫والليالي حتى تشرب طائفة من أمتي الخمر‪ ،‬ويسمونها بغير اسمها)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]417 :‬عن جرير‪ ،‬ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬لتش ربن طائف ة من‬
‫أمتي الخمر باسم يسمونها إياه)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]418 :‬عن أبي هري رة أن رس ول هللا ‪ ‬ق ال‪( :‬اإلم ام ض امن‪،‬‬
‫والمؤذن مؤتمن)‪ ،‬فقال رجل‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬تركتن ا نتن افس في اآلذان‪ ،‬فق ال‪( :‬إن ه‬
‫يكون زمان سفلتهم مؤذنوهم)(‪)6‬‬
‫وقال الحافظ أبو نعيم‪ :‬هذا من دالئل رسول هللا ‪ ‬أنا نشاهد جماعة أخ زاهم‬
‫هللا تعالى من حيله إال منا من المؤذنين يتنافسون عليه ويتحاس دون تش وقا وتكس با‪،‬‬
‫والفصحاء واألمناء عن التأذين مرفوعون‪.‬‬
‫[الحــديث‪ ]419 :‬عن أنس أن رس ول هللا ‪ ‬ق ال‪( :‬تس ألوني عن الس اعة‪،‬‬
‫والذي نفسي بيده‪ ،‬ما على األرض نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]420 :‬عن ج ابر أن رس ول هللا ‪ ‬ق ال‪( :‬تس ألوني عن الس اعة‪،‬‬
‫وإنما علمه ا عن د هللا)‪ ،‬وأقس م باهلل‪ ،‬م ا على األرض من نفس منفوس ة الي وم ي أتي‬
‫عليها مائة سنة(‪.)8‬‬
‫[الحديث‪ ]421 :‬عن أبي سعيد قال‪ :‬قال رسول هللا ‪( :‬ال تأتي مائة س نة‪،‬‬
‫وعلى األرض نفس منفوسة)(‪)9‬‬
‫[الحديث‪ ]422 :‬عن س فيان بن وهب الخ والني أن رس ول هللا ‪ ‬ق ال‪( :‬ال‬
‫تأتي مائة سنة وعلى ظهرها أحد باق)(‪)10‬‬
‫[الحديث‪ ]423 :‬عن أبي شهم قال‪ :‬أتيت المدينة‪ ،‬فمرت بي ام رأة‪ ،‬فأخ ذت‬
‫‪ )(1‬رواه الطبراني والنسائي ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/68 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه أحمد وابن ماجه‪ ،‬وابن منيع‪ ،‬وابن أبي عاصم‪ ،‬والنسائي‪ ،‬والضياء‪ ،‬سبل الهدى‪.10/68 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه ابن عساكر ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/68 :‬‬
‫‪ )( 4‬رواه ابن ماجه‪ ،‬والطبراني في الكبير‪ ،‬وأبو نعيم في الحلية‪ ،‬والضياء في المختارة‪ ،‬سبل الهدى‪.10/68 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه عبد الرزاق‪ ،‬سبل الهدى‪.10/68 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه أبو طاهر السلفي في بعض أجزائه‪ ،‬سبل الهدى‪.10/68 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه ابن حبان‪ ،‬سبل الهدى‪.10/69 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه أحمد ومسلم وأبو عوانة‪ ،‬وابن حبان‪ ،‬والحاكم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/69 :‬‬
‫‪ )(9‬رواه مسلم وابن حبان‪ ،‬سبل الهدى‪.10/69 :‬‬
‫‪ )( 10‬رواه الطبراني في الكبير‪ ،‬والحاكم‪ ،‬وابن عساكر والحسن بن سفيان وابن شاهين‪ ،‬وابن قانع‪ ،‬سبل الهدى‪:‬‬
‫‪.10/69‬‬
‫‪98‬‬
‫بثوب امرأة‪ ،‬فأص بح رس ول هللا ‪ ‬يب ايع الن اس‪ ،‬ق ال‪ :‬فأتيت ه فلم يب ايعني‪ ،‬وق ال‪:‬‬
‫(أنت ص احب الجب ذة ب األمس)‪ ،‬فقلت‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬ال أع ود ل ه ي ا رس ول هللا‪،‬‬
‫فبايعني(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]424 :‬عن معاذ بن جبل‪ ،‬قال‪ :‬ص لى رس ول هللا ‪ ‬يوم ا ص الة‬
‫فأطال فيها فلما انصرف قلنا (أو قالوا)‪ :‬ي ا رس ول هللا! أطلت الي وم الص الة‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫(صليت صالة رغبة ورهبة سألت هللا عز وجل ألمتي ثالث ا‪ .‬فأعط اني اثن تين ورد‬
‫علي واح دة‪ .‬س ألته أن ال يس لط عليهم ع دوا من غ يرهم فأعطانيه ا‪ ،‬وس ألته أن ال‬
‫يهلكهم غرقا‪ ،‬فأعطانيها وسألته أن ال يجعل بأسهم بينهم فردها علي)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]425 :‬عن أبي هريرة قال النبي ‪( :‬ال تقوم الساعة حتى يقبض‬
‫العلم وتكثر الزالزل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر اله رج وه و القت ل ح تى‬
‫يكثر فيكم المال فيفيض)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]426 :‬عن عبد هللا بن بسر أن النبي ‪ ‬قال له‪( :‬يعيش هذا الغالم‬
‫قرنا)‪ ،‬فعاش مائة سنة(‪.)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]427 :‬عن عقب ة بن ع امر ق ال‪ :‬س معت رس ول هللا ‪ ‬يق ول‪:‬‬
‫(ستفتح عليكم األرضون ويكفيكم هللا فال يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]428 :‬عن أبي سعيد الخدري أن النبي ‪ ‬قال‪( :‬إن الدنيا خض رة‬
‫حلوة‪ ،‬وإن هللا مستخلفكم فيها‪ ،‬لينظر كيف تعملون‪ ،‬فاتقوا الدنيا واتق وا النس اء ف إن‬
‫أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]429 :‬عن عمرو بن ع وف أن الن بي ‪ ‬ق ال‪( :‬وهللا‪ ،‬م ا أخش ى‬
‫عليكم الفقر‪ ،‬ولكن أخشى عليكم أن تبس ط عليكم ال دنيا‪ ،‬كم ا بس طت على من ك ان‬
‫قبلكم‪ ،‬فتنافسوا كما تنافسوا وتلهيكم كما ألهتهم)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]430 :‬عن جابر قال‪ :‬قال رسول هللا ‪( :‬هل لكم من أنم اط(‪)8‬؟)‬
‫قلنا‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬وأنى لنا أنماط؟ قال‪( :‬إنه ا س تكون لكم أنم اط‪ ،‬فأن ا أق ول الي وم‬
‫المرأتي نحي عني أنماطك‪ ،‬فتقول‪ :‬ألم يق ل رس ول هللا ‪ ‬إنه ا س تكون لكم أنم اط‬
‫بعدي)(‪)9‬‬
‫[الحــديث‪ ]431 :‬عن طلح ة النض ري أن رس ول هللا ‪ ‬ق ال‪( :‬عس ى أن‬
‫تدركوا زمانا حتى يغدى على أحدكم بجفنة‪ ،‬ويراح علي ه ب أخرى‪ ،‬وتلبس ون أمث ال‬

‫‪ )(1‬رواه ابن أبي شيبة‪ ،‬سبل الهدى‪.10/70 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه الترمذي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/70 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه البخاري‪ ،‬سبل الهدى‪.10/70 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخاري في التاريخ الصغير‪ ،‬سبل الهدى‪.10/70 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه أحمد ومسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/71 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه مسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/71 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬سبل الهدى‪.10/71 :‬‬
‫‪ ) (8‬األنماط‪ :‬نوع من البسط له حمل رقيق يغشى به الفرش والهوادج واحدها نمط‪.‬‬
‫‪ )(9‬رواه البخاري ومسلم ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/71 :‬‬
‫‪99‬‬
‫أستار الكعبة)‪ ،‬قالوا‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬أنحن الي وم خ ير أم ذاك الي وم؟ ق ال‪( :‬ب ل أنتم‬
‫اليوم خير‪ ،‬أنتم اليوم متح ابون‪ ،‬وأنتم يومئ ذ متباغض ون‪ ،‬يض رب بعض كم رق اب‬
‫بعض)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]432 :‬عن الحسن مرسال أن رسول هللا ‪ ‬قال‪( :‬ستفتح مش ارق‬
‫األرض ومغاربها على أمتي أال وعماله ا في الن ار‪ ،‬إال من اتقى هللا‪ ،‬وأدى األمانة)‬
‫(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]433 :‬عن وحشي قال‪ :‬قال رسول هللا ‪( :‬لعلكم ستفتحون بعدي‬
‫مدائن عظاما‪ ،‬وتتخذون في أسواقها مجالس‪ ،‬فإذا كان ذلك فردوا الس الم‪ ،‬وغض وا‬
‫من أبصاركم‪ ،‬وأهدوا األعمى‪ ،‬وأعينوا المظلوم)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]434 :‬عن طلحة بن عبد هللا البصري‪ ،‬قال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪:‬‬
‫(إنكم ستدركون زمانا من أدركه منكم يلبسون فيه مثل أستار الكعبة‪ ،‬ويغدى ويراح‬
‫عليه بالجفان)(‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]435 :‬عن ابن عم ر ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إذا مش ت أم تي‬
‫بالمطيطياء وخدمها أبناء فارس والروم‪ ،‬رد هللا بأسهم بينهم‪ ،‬وس لط ش رارهم على‬
‫خيارهم)(‪)5‬‬

‫‪ )(1‬رواه أحمد‪ ،‬والحاكم وصححه‪ ،‬والبيهقي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/71 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه أبو نعيم في الحلية ‪ ،‬سبل الهدى‪.10/71 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه الطبراني في الكبير‪ ،‬سبل الهدى‪.10/72 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه البغوي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/72 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه الترمذي‪ ،‬سبل الهدى‪.10/72 :‬‬
‫‪100‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫دالئل النبوة في المصادر الشيعية‬
‫نحاول في هذا الفصل جمع ما نراه مقبوال من األحاديث الواردة حول دالئ ل‬
‫النب وة الخاص ة في المص ادر الش يعية‪ ،‬بحس ب م ا ورد في كت اب [بح ار األن وار]‬
‫والمصادر التي اعتمد عليها‪.‬‬
‫وبم ا أن من أغ راض ه ذه السلس لة بي ان تواف ق الم دارس اإلس ألمية على‬
‫األح اديث‪ ،‬فق د كررن ا بعض م ا ورد في المص ادر الس نية بحس ب م ا ورد في‬
‫المص ادر الش يعية‪ ،‬لن بين اتف اق األم ة على أك ثر األح اديث‪ ،‬وأن الخالف بينهم ال‬
‫يعدو بعض األحاديث التي تحتاج إلى المزيد من التحقيق والبحث لتبين الحق فيها‪.‬‬
‫وقد استبعدنا هنا مثلما استبعدنا في الفصل الس ابق م ا ال ن راه مناس با‪ ،‬أو م ا‬
‫نراه معارضا للق رآن الك ريم‪ ،‬وتص رفنا في بعض الرواي ات بم ا يزي ل عنه ا ذل ك‬
‫التعارض‪.‬‬
‫وقد قسمنا هذا الفصل ـ بحسب أنواع الدالئل ـ إلى ثمانية أقسام‪:‬‬
‫أوال ـ ما ورد حول داللة القرآن الكريم على النبوة‪.‬‬
‫ثانيا ـ ما ورد حول اتفاق األنبياء في أنواع الدالئل على النبوة‪.‬‬
‫ثالثا ـ ما ورد حول احتجاج أئمة الهدى بأنواع الدالئل على النبوة‪.‬‬
‫رابعا ـ ما ورد حول بركاته ‪ ‬على كل ما ارتبط به‪.‬‬
‫خامسا ـ ما ورد حول استجابة هللا لدعائه ‪.‬‬
‫سادسا ـ ما ورد حول حول عصمته ‪ ‬من الناس‪.‬‬
‫سابعا ـ ما ورد حول اآليات الحسية‪.‬‬
‫ثامنا ـ ما ورد حول اآليات العلمية واإلدراكية‪.‬‬
‫أوال ـ ما ورد حول داللة القرآن الكريم على النبوة‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة في ذلك‪:‬‬
‫[الحــديث‪ ]436 :‬قي ل لإلم ام الرض ا‪ :‬لم اذا بعث هللا موس ى بن عم ران‬
‫بالعصا‪ ،‬ويده البيضاء‪ ،‬وآل ة الس حر؟ وبعث عيس ى بآل ة الطب؟ وبعث محم دا ‪‬‬
‫على جميع األنبي اء ب الكالم والخطب؟ فق ال‪( :‬إن هللا لم ا بعث موس ى ك ان الغ الب‬
‫على أهل عصره السحر فأتاهم من عند هللا بما لم يكن في وسعهم مثل ه‪ ،‬وم ا أبط ل‬
‫به سحرهم‪ ،‬وأثبت ب ه الحج ة عليهم‪ ،‬وإن هللا بعث عيس ى عليه‌الس الم في وقت ق د‬
‫ظهرت فيه الزمانات واحتاج الناس إلى الطب فأتاهم من عند هللا بما لم يكن عن دهم‬
‫مثله‪ ،‬وبم ا أحي ا لهم الم وتى‪ ،‬وأب رأ االكم ه واالب رص ب إذن هللا وأثبت ب ه الحج ة‬
‫عليهم‪ ،‬وإن هللا بعث محم دا ‪ ‬في وقت ك ان الغ الب على أه ل عص ره الخطب‬
‫‪101‬‬
‫والكالم والشعر فآتاهم من عند هللا من مواعظه وأحكامه ما أبطل ب ه ق ولهم‪ ،‬وأثبت‬
‫به الحجة عليهم)‪ ،‬فقال السائل وهو ابن السكيت‪( :‬تاهلل ما رأيت مثلك قط) (‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]437 :‬ذك ر اإلم ام الرض ا يوم ا الق رآن فعظم الحج ة في ه واآلي ة‬
‫المعجزة في نظمه‪ ،‬فقال‪( :‬هو حبل هللا المتين‪ ،‬وعروت ه ال وثقى‪ ،‬وطريقت ه المثلى‪،‬‬
‫المؤدي إلى الجنة‪ ،‬والمنجي من النار‪ ،‬ال يخلق من االزمنة‪ ،‬وال يغث على االلسنة‪،‬‬
‫النه لم يجعل لزمان دون زمان بل جعل دليل البره ان‪ ،‬وحج ة على ك ل إنس ان‪ ،‬ال‬
‫يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه تنزيل من حكيم حميد)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]438 :‬كان رسول هللا ‪ ‬ال يكف عن عيب آلهة المشركين‪ ،‬ويقرأ‬
‫عليهم القرآن فيقول ون‪ :‬ه ذا ش عر محم د‪ ،‬ويق ول بعض هم‪ :‬ب ل ه و كهان ة‪ ،‬ويق ول‬
‫بعضهم‪ :‬بل هو خطب‪ ،‬وكان الوليد بن المغيرة شيخا كبيرا‪ ،‬وكان من حكام العرب‬
‫يتحاكمون إليه في االمور وينشدونه االشعار فم ا اخت اره من الش عر ك ان مخت ارا‪،‬‬
‫وكان له بنون ال برحون من مكة‪ ،‬وكان له عبي د عش رة عن د ك ل عب د أل ف دين ار‬
‫يتجر بها‪ ،‬وملك القنطار في ذلك الزمان‪ ،‬والقنطار‪ :‬جلد ثور مملو ذهب ا‪ ،‬وك ان من‬
‫المستهزئين برسول هللا ‪ ،‬وكان عم أبي جهل بن هشام‪ ،‬فقال له‪ :‬يا أبا عبد شمس‬
‫ما هذا الذي يقول محمد أسحر أم كهانة أم خطب؟ فقال‪ :‬دعونى أس مع كالم ه‪ ،‬ف دنا‬
‫من رسول هللا ‪ ‬وهو جالس في الحجر فقال‪ :‬يا محمد أنشدني من شعرك‪ ،‬قال‪ :‬ما‬
‫هو بشعر‪ ،‬ولكنه كالم هللا الذي به بعث أنبيائ ه ورس له‪ ،‬فق ال‪ :‬ات ل علي من ه‪ ،‬فق رأ‬
‫عليه رسول هللا‪( :‬بسم هللا الرحمن الرحيم) فلما س مع ال رحمن اس تهزأ فق ال‪ :‬ت دعو‬
‫إلى رج ل باليمام ة يس مى ال رحمن‪ ،‬ق ال‪ :‬ال‪ ،‬ولك ني أدع و إلى هللا وه و ال رحمن‬
‫الرحيم‪ ،‬ثم افتتح سورة حم السجدة‪ ،‬فلما بلغ إلى قوله‪ ﴿ :‬فَإِ ْن أَ ْع َرضُوا فَقُ لْ أَ ْن َذرْ تُ ُك ْم‬
‫صا ِعقَ ِة عَا ٍد َوثَ ُمودَ﴾ [فصلت‪ ،]13 :‬وسمعه اقشعر جل ده‪ ،‬وق امت ك ل‬ ‫اعقَةً ِم ْث َل َ‬
‫ص ِ‬‫َ‬
‫ش عرة في رأس ه ولحيت ه‪ ،‬ثم ق ام ومض ى إلى بيت ه ولم يرج ع إلى ق ريش‪ ،‬فق الت‬
‫قريش‪ :‬يا أبا الحكم صبا أبو عبد شمس إلى دين محمد‪ ،‬أما تراه لم يرج ع إلين ا وق د‬
‫قبل قوله ومضى إلى منزله‪ ،‬فاغتمت قريش من ذل ك غم ا ش ديدا‪ ،‬وغ دا علي ه أب و‬
‫جهل فقال‪ :‬ياعم نكست برؤوسنا وفضحتنا‪ ،‬قال‪ :‬وما ذاك يا ابن أخ؟ ق ال‪ :‬ص بوت‬
‫إلى دين محمد‪ ،‬قال‪ :‬ما صبوت وإني على دين قومي وآبائي ولك ني س معت كالم ا‬
‫صعبا تقشعر منه الجلود‪ ،‬قال أبو جهل‪ :‬أشعر هو؟ قال‪ :‬ما هو بشعر‪ ،‬ق ال‪ :‬فخطب‬
‫هي؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬إن الخطب كالم متصل‪ ،‬وهذا كالم منثور‪ ،‬وال يش به بعض ه بعض ا‪،‬‬
‫له طالوة‪ ،‬قال‪ :‬فكهانة‪ ،‬هي؟ قال‪ :‬ال قال‪ :‬فما هو؟ قال‪ :‬دعني افك ر في ه‪ ،‬فلم ا ك ان‬
‫من الغد قالوا‪ :‬يا أبا عبد شمس م ا تق ول؟ ق ال‪ :‬قول وا ه و س حر‪ ،‬فإن ه آخ ذ بقل وب‬
‫ت لَهُ َمااًل َم ْم دُودًا‬ ‫ت َو ِحيدًا (‪َ )11‬و َج َع ْل ُ‬ ‫الناس‪ ،‬فأنزل هللا تعالى فيه ﴿ َذرْ نِي َو َم ْن خَ لَ ْق ُ‬
‫ط َم ُع أَ ْن أَ ِزي َد (‪َ )15‬كاَّل إِنَّهُ‬ ‫ت لَهُ تَ ْم ِهي دًا (‪ )14‬ثُ َّم يَ ْ‬
‫(‪َ )12‬وبَنِينَ ُشهُودًا (‪َ )13‬و َمهَّ ْد ُ‬

‫‪ ) (1‬اصول الكافى ‪ 24 :1‬و‪25‬‬


‫‪ ) (2‬عيون أخبار الرضا‪.271 :‬‬
‫‪102‬‬
‫صعُودًا (‪ )17‬إِنَّهُ فَ َّك َر َوقَ َّد َر (‪ )18‬فَقُتِ َل َك ْيفَ قَ َّد َر (‬ ‫َكانَ آِل يَاتِنَا َعنِيدًا (‪َ )16‬سأُرْ ِهقُهُ َ‬
‫اس تَ ْكبَ َر (‬ ‫س َوبَ َس َر (‪ )22‬ثُ َّم أَ ْدبَ َر َو ْ‬ ‫‪ )19‬ثُ َّم قُتِ َل َك ْيفَ قَ َّد َر (‪ )20‬ثُ َّم نَظَ َر (‪ )21‬ثُ َّم َعبَ َ‬
‫ص لِي ِه َس قَ َر (‬ ‫ال إِ ْن هَ َذا إِاَّل ِسحْ ٌر ي ُْؤثَ ُر (‪ )24‬إِ ْن هَ َذا إِاَّل قَوْ ُل ْالبَ َش ِر (‪َ )25‬سأ ُ ْ‬ ‫‪ )23‬فَقَ َ‬
‫اح ة لِلبَ َش ِر (‪َ )29‬علَ ْيهَ ا‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫ك َم ا َس قَ ُر (‪ )27‬اَل تُ ْبقِي َواَل تَ َذ ُر (‪ )28‬لَ َّو َ‬ ‫َ‬
‫‪َ )26‬و َم ا أ ْد َرا َ‬
‫ر ﴾ [المدثر‪)1( ]30 - 11 :‬‬ ‫تِ ْس َعةَ َع َش َ‬
‫[الحديث‪ ]439 :‬جاء الوليد بن المغيرة إلى رسول هللا ‪ ‬فقال له‪ :‬اقرأ علي‬
‫فقرأ عليه‪﴿ :‬إِ َّن هَّللا َ يَ أْ ُم ُر بِ ْال َع ْد ِل َواإْل ِ حْ َس ا ِن َوإِيتَ ا ِء ِذي ْالقُ رْ بَى َويَ ْنهَى َع ِن ْالفَحْ َش ا ِء‬
‫َو ْال ُم ْن َك ِر َو ْالبَ ْغ ِي يَ ِعظُ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تَ َذ َّكرُونَ ﴾ [النحل‪ ،]90 :‬فقال‪ :‬أعد‪ ،‬فأعاد‪ ،‬فق ال‪ :‬وهللا‬
‫إن له لحالوة‪ ،‬وإن عليه لطالوة‪ ،‬إن أعاله لمثمر‪ ،‬وإن أسفله لمعذق وم ا يق ول ه ذا‬
‫بشر(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]440 :‬روي أن رجال سأل اإلمام الصادق‪ :‬ما بال القرآن ال يزداد‬
‫على النشر والدرس إال غضاضة؟ فق ال‪( :‬الن هللا تب ارك وتع الى لم يجعل ه لزم ان‬
‫دون زمان‪ ،‬وال لناس دون ناس‪ ،‬فهو في كل زمان جديد‪ ،‬وعند ك ل ق وم غض إلى‬
‫يوم القيامة) (‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]441 :‬روي أن ابن أبي العوج اء وثالث ة نف ر من الدهري ة اتفق وا‬
‫على أن يعارض كل واحد منهم ربع القرآن‪ ،‬وك انوا بمك ة عاه دوا على أن يج يئوا‬
‫بمعارضته في العام القابل‪ ،‬فلما حال الحول واجتمعوا في مقام إب راهيم أيض ا‪ ،‬ق ال‬
‫يض‬ ‫اس َما ُء أَ ْقلِ ِعي َو ِغ َ‬ ‫ك َويَ َ‬ ‫أح دهم‪ :‬إني لم ا رأيت قول ه‪َ ﴿ :‬وقِي َل يَ اأَرْ ضُ ا ْبلَ ِعي َم ا َء ِ‬
‫ت َعلَى ْالجُو ِديِّ َوقِي َل بُ ْع دًا لِ ْلقَ وْ ِم الظَّالِ ِمينَ ﴾ [ه ود‪]44 :‬‬ ‫ض َي األمر َوا ْستَ َو ْ‬ ‫ْال َما ُء َوقُ ِ‬
‫كففت عن المعارضة‪ ،‬وقال اآلخر وك ذا أن ا لم ا وج دت قول ه‪﴿ :‬فَلَ َّما ا ْستَيْأ َ ُس وا ِم ْن هُ‬
‫خَ لَصُوا ن َِجيًّ ا﴾ [يوس ف‪ ]80 :‬أيس ت من المعارض ة‪ ،‬وك انوا يس رون ب ذلك إذ م ر‬
‫ت اإْل ِ ْنسُ َو ْال ِج ُّن َعلَى‬ ‫عليهم اإلمام الصادق فالتفت إليهم وقرأ عليهم‪﴿ :‬قُلْ لَئِ ِن اجْ تَ َم َع ِ‬
‫ْض ظَ ِهيرًا﴾ [اإلس راء‪:‬‬ ‫ضهُ ْم لِبَع ٍ‬ ‫آن اَل يَأْتُونَ بِ ِم ْثلِ ِه َولَوْ َكانَ بَ ْع ُ‬
‫أَ ْن يَأْتُوا بِ ِم ْث ِل هَ َذا ْالقُرْ ِ‬
‫‪ ،]88‬فبهتوا(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]442 :‬عن هشام بن الحكم قال‪ :‬اجتمع ابن أبى العوجاء وأبوشاكر‬
‫الديصانى الزنديق وعبدالملك البصرى وابن المقفع عند بيت هللا الح رام يس تهزئون‬
‫بالحاج‪ ،‬ويطعنون بالقرآن‪ ،‬فقال ابن أبى العوجاء‪ :‬تعالوا ننقض كل واح د من ا رب ع‬
‫القرآن‪ ،‬وميعادنا من قابل في هذا الموضع نجتمع فيه وقد نقض نا الق رآن كل ه‪ ،‬ف ان‬
‫في نقض القرآن إبطال نبوة محم د‪ ،‬وفى إبط ال نبوت ه إبط ال اإلس الم‪ ،‬وإثب ات م ا‬
‫نحن فيه‪ ،‬فاتفقوا على ذلك وافترقوا‪ ،‬فلما كان من قابل اجتمعوا عند بيت هللا الحرام‬
‫فقال ابن أبى العوجاء‪ :‬أما أنا فمفكر منذ افترقنا في ه ذه اآلي ة‪﴿ :‬فَلَ َّما ا ْستَيْأ َ ُس وا ِم ْن هُ‬
‫‪ ) (1‬إعالم الورى‪ 27 :‬و‪.28‬‬
‫‪ ) (2‬إعالم الورى‪ 27 :‬و‪.28‬‬
‫‪ ) (3‬عيون أخبار الرضا‪239 :‬‬
‫‪ ) (4‬الخرائج‪ ، 242 :‬االحتجاج‪205 :‬‬
‫‪103‬‬
‫خَ لَصُوا ن َِجيًّا﴾ [يوسف‪ ،]80 :‬فما أقدر أن أضم إليه ا في فص احتها وجمي ع معانيه ا‬
‫شيئا فشغلتنى هذه اآلية عن التفكر فيما سواها‪ ،‬فقال عب د المل ك‪ :‬وأن ا من ذ ف ارقتكم‬
‫ب َمثَ ٌل فَا ْستَ ِمعُوا لَهُ إِ َّن الَّ ِذينَ تَ ْد ُعونَ ِم ْن دُو ِن‬ ‫ُر َ‬ ‫مفكر في هذه اآلية‪﴿ :‬يَاأَيُّهَا النَّاسُ ض ِ‬
‫ض عُفَ‬ ‫هَّللا ِ لَ ْن يَ ْخلُقُوا ُذبَابًا َولَ ِو اجْ تَ َمعُوا لَهُ َوإِ ْن يَ ْسلُ ْبهُ ُم ُّ‬
‫الذبَابُ َش ْيئًا اَل يَ ْستَ ْنقِ ُذوهُ ِم ْن هُ َ‬
‫طلُوبُ ﴾ [الحج‪ ]73 :‬ولم أقدر‪ ،‬فقال أبوشاكر‪ :‬وأنا من ذ ف ارقتكم مفك ر‬ ‫الطَّالِبُ َو ْال َم ْ‬
‫ش َع َّما‬ ‫في ه ذه اآلي ة‪﴿ :‬لَ وْ َك انَ فِي ِه َم ا آلِهَ ةٌ إِاَّل هَّللا ُ لَفَ َس َدتَا فَ ُس ْب َحانَ هَّللا ِ َربِّ ْال َع رْ ِ‬
‫صفُونَ ﴾ [األنبياء‪ ]22 :‬لم أقدر على االتيان بمثلها‪ ،‬فقال ابن المقف ع‪ :‬ي اقوم إن ه ذا‬ ‫يَ ِ‬
‫﴿وقِي َل‬ ‫الق رآن ليس من جنس كالم البش ر‪ ،‬وأن ا من ذ ف ارقتكم مفك ر في ه ذه اآلي ة‪َ :‬‬
‫ت َعلَى‬ ‫اس تَ َو ْ‬
‫ض َي األم ر َو ْ‬ ‫يض ْال َم ا ُء َوقُ ِ‬
‫اس َما ُء أَ ْقلِ ِعي َو ِغ َ‬ ‫ك َويَ َ‬ ‫يَ اأَرْ ضُ ا ْبلَ ِعي َم ا َء ِ‬
‫يل بُ ْعدًا لِ ْلقَوْ ِم الظَّالِ ِمينَ ﴾ [هود‪ ]44 :‬لم ابلغ غاية المعرف ة به ا‪ ،‬ولم أق در‬ ‫ي َوقِ َ‬ ‫ْالجُو ِد ِّ‬
‫على االتي ان بمثله ا‪ ،‬ق ال هش ام بن الحكم‪ :‬فبينم ا هم في ذل ك إذ م ر بهم جعف ر بن‬
‫آن‬‫ت اإْل ِ ْنسُ َو ْال ِج ُّن َعلَى أَ ْن يَأْتُوا بِ ِم ْث ِل هَ َذا ْالقُ رْ ِ‬ ‫محمد الصادق فقال‪﴿ :‬قُلْ لَئِ ِن اجْ تَ َم َع ِ‬
‫ْض ظَ ِهيرًا﴾ [اإلسراء‪ ،]88 :‬فنظر القوم بعضهم‬ ‫ضهُ ْم لِبَع ٍ‬ ‫اَل يَأْتُونَ بِ ِم ْثلِ ِه َولَوْ َكانَ بَ ْع ُ‬
‫إلى بعض وقالوا‪ :‬لئن كان لالسالم حقيقة لما انتهت أمر وصية محمد إال إلى جعف ر‬
‫بن محمد‪ ،‬وهللا ما رأيناه قط إال هبناه‪ ،‬واقشعرت جلودن ا لهيبت ه‪ ،‬ثم تفرق وا مق رين‬
‫بالعجز(‪.)1‬‬
‫ب ِم َّما‬ ‫﴿وإِ ْن ُك ْنتُ ْم فِي َر ْي ٍ‬ ‫[الحديث‪ ]443 :‬قال اإلم ام الب اقر في قول ه تع الى‪َ :‬‬
‫نَ َّز ْلنَ ا َعلَى َع ْب ِدنَا فَ أْتُوا بِ ُس و َر ٍة ِم ْن ِم ْثلِ ِه َوا ْد ُع وا ُش هَدَا َء ُك ْم ِم ْن د ِ‬
‫ُون هَّللا ِ إِ ْن ُك ْنتُ ْم‬
‫ار الَّتِي َوقُو ُدهَ ا النَّاسُ َو ْال ِح َج ا َرةُ‬ ‫صا ِدقِينَ (‪ )23‬فَإِ ْن لَ ْم تَ ْف َعلُوا َولَ ْن تَ ْف َعلُ وا فَ اتَّقُوا النَّ َ‬ ‫َ‬
‫ت لِ ْل َكافِ ِرينَ ﴾ [البقرة‪( :]24 ،23 :‬لما ضرب هللا االمثال للك افرين المج اهرين‬ ‫أُ ِع َّد ْ‬
‫الدافعين لنبوة محمد ‪ ،‬والناصبين المنافقين لرس ول هللا‪ ،‬ال دافعين م ا قال ه محم د‬
‫‪ ‬في أخيه علي‪ ،‬وال دافعين أن يك ون ما قاله عن هللا ع ز وجل وهي آي ات محمد‬
‫ومعجزاته مض افة إلى آياته ال تي بينها لعلي بمكة والمدين ة‪ ،‬ولم ي زدادوا إال عت وا‬
‫ب ِم َّما‬ ‫﴿وإِ ْن ُك ْنتُ ْم فِي َر ْي ٍ‬ ‫وطغيانا‪ ،‬قال هللا تعالى لم ردة أهل مكة وعت اة أهل المدين ة َ‬
‫نَ َّز ْلنَا َعلَى َع ْب ِدنَا﴾ [البقرة‪ ]23 :‬حتى تجحدوا أن يكون محمد رسول هللا‪ ،‬وأن يك ون‬
‫هذا المنزل عليه كالمي‪ ،‬مع إظهاري عليه بمك ة الب اهرات من اآلي ات‪ ،‬كالغمام ة‪،‬‬
‫التي كانت تظله في أسفاره‪ ،‬والجمادات التي كانت تسلم عليه من الجبال والصخور‬
‫واالحج ار واالش جار‪ ،‬وكدفاع ه قاص ديه بالقت ل عن ه‪ ،‬وقتل ه إي اهم‪ ،‬وكالش جرتين‬
‫المتباعدتين اللتين تالصقتا فقعد خلفهما لحاجته‪ ،‬ثم تراجعتا إلى أمكنتهما كما كانت ا؟‬
‫وكدعائه الشجرة فجاءته مجيبة خاضعة ذليلة‪ ،‬ثم أمره لها بالرجوع فرجعت سامعة‬
‫مطيعة؛ فأتوا يا معاشر قريش واليهود ويا معشر النواصب المنتحلين اإلسالم الذين‬
‫هم منه برآء‪ ،‬ويا معشر العرب الفصحاء البلغاء ذوي االلسن بسورة من مثل محمد‬
‫‪ ،‬من مثل رجل على االتيان بمثلها منكم ال يقرأ وال يكتب ولم ي درس كتاب ا‪ ،‬وال‬
‫‪ ) (1‬الخرائج‪ ، 242 :‬االحتجاج‪205 :‬‬
‫‪104‬‬
‫اختلف إلى ع الم وال تعلم من أح د وأنتم تعرفون ه في أس فاره وحض ره‪ ،‬بقي ك ذلك‬
‫أربعين س نة ثم اوتي جوام ع العلم ح تى علم علم االولين واآلخ رين‪ ،‬ف إن كنتم في‬
‫ريب من هذه اآليات فأتوا من مثل هذا الرجل بمثل هذا الكالم ليبين أن ه ك اذب كم ا‬
‫تزعمون‪ ،‬الن كل ما كان من عند غير هللا فسيوجد له نظير في سائر خلق هللا‪ ،‬وإن‬
‫كنتم معاشر قراء الكتب من اليهود والنصارى في شك مما جاءكم به محم د ‪ ‬من‬
‫شرائعه‪ ،‬بعد أن أظهر لكم معجزاته التي منها أن كلمته الذراع المسموس ة‪ ،‬وناطق ه‬
‫ذئب‪ ،‬وحن إليه العود‪ ،‬وهو على المنبر‪ ،‬ودفع هللا عنه السم ال ذي دس ته اليه ود في‬
‫طعامهم‪ ،‬وقلب عليهم البالء وأهلكهم به‪ ،‬وكثر القليل من الطع ام ﴿فَ أْتُوا بِ ُس و َر ٍة ِم ْن‬
‫ِم ْثلِ ِه﴾ [البق رة‪ ]23 :‬يع ني من مث ل ه ذا الق رآن من الت وراة واالنجي ل والزب ور‬
‫وصحف إبراهيم والكتب االربعة عشر؛ ف إنكم ال تج دون في س ائر كتب هللا س ورة‬
‫كسورة من هذا القرآن‪ ،‬وكيف يكون كالم محمد المتق ول أفض ل من س ائر كالم هللا‬
‫﴿وا ْد ُع وا ُش هَدَا َء ُك ْم ِم ْن دُو ِن‬ ‫وكتبه يا معشر اليهود والنص ارى‪ ،‬ثم ق ال لجم اعتهم‪َ :‬‬
‫هَّللا ِ﴾ [البقرة‪ ]23 :‬ادعوا أصنامكم التي تعبدونها أيها المشركون‪ ،‬وادع وا ش ياطينكم‬
‫يا أيها اليهود والنص ارى‪ ،‬وادع وا قرن اءكم من الملح دين ي ا من افقي المس لمين من‬
‫صا ِدقِينَ ﴾ [البق رة‪:‬‬ ‫النصاب آلل محمد الطيبين وسائر أعوانكم على آرائكم ﴿إِ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬
‫‪ ]23‬أن محمدا تقول‪ :‬هذا القرآن من تلقاء نفس ه‪ ،‬لم ينزل ه هللا علي ه‪ ،‬وأن م ا ذك ره‬
‫من فضل علي على جميع امته وقلده سياس تهم‪ ،‬ليس ب أمر أحكم الح اكمين‪ ،‬ثم ق ال‬
‫عز وجل‪ ﴿ :‬فَإِ ْن لَ ْم تَ ْف َعلُوا﴾ [البقرة‪ ]24 :‬أي لم تأتوا ي ا أيه ا المقرع ون بحج ة رب‬
‫العالمين ﴿ َولَ ْن تَ ْف َعلُ وا﴾ [البق رة‪ ]24 :‬أي وال يك ون ه ذا منكم أب دا ﴿اتَّقُ وا النَّا َر الَّتِي‬
‫ارةُ﴾ [البقرة‪ ]24 :‬المكذبين لكالمه ونبيه‪ ،‬فأعلموا بعجزكم عن‬ ‫َوقُو ُدهَا النَّاسُ َو ْال ِح َج َ‬
‫ذلك أنه من قبل هللا تعالى‪ ،‬ولو كان من قبل المخلوقين لقدرتم على معارضته‪ ،‬فلم ا‬
‫ت اإْل ِ ْنسُ َو ْال ِج ُّن‬
‫عجزوا بعد التقري ع والتح دي ق ال هللا ع ز وج ل‪ ﴿ :‬قُ لْ لَئِ ِن اجْ تَ َم َع ِ‬
‫ْض ظَ ِه يرًا﴾‬ ‫ْض هُ ْم لِبَع ٍ‬ ‫َعلَى أَ ْن يَ أْتُوا بِ ِم ْث ِل هَ َذا ْالقُ رْ آ ِن اَل يَ أْتُونَ بِ ِم ْثلِ ِه َولَ وْ َك انَ بَع ُ‬
‫[اإلسراء‪)1( ]88 :‬‬
‫ك ْال ِكتَ ابُ‬‫[الحديث‪ ]444 :‬قال اإلمام العسكري في قوله تعالى‪﴿ :‬الم (‪َ )1‬ذلِ َ‬
‫ْب فِي ِه هُدًى لِ ْل ُمتَّقِينَ ﴾ [البقرة‪( :]2 ،1 :‬كذبت قريش واليه ود ب القرآن وق الوا‪:‬‬ ‫اَل َري َ‬
‫سحر مبين تقوله‪ ،‬فقال هللا عز وجل‪﴿ :‬الم (‪َ )1‬ذلِكَ ْال ِكتَ ابُ ﴾ [البق رة‪ ]2 ،1 :‬أي ي ا‬
‫محمد هذا الكتاب الذي أنزلته عليك‪ ،‬هو بالحروف المقطع ة ال تي منه ا‪ :‬أل ف‪ ،‬الم‪،‬‬
‫ميم‪ ،‬وهو بلغتكم وحروف هجائكم ﴿فَأْتُوا بِس َ‬
‫ُور ٍة ِم ْن ِم ْثلِ ِه َوا ْدعُوا ُش هَدَا َء ُك ْم ِم ْن دُو ِن‬
‫صا ِدقِينَ ﴾ [البقرة‪ ]23 :‬واستعينوا على ذلك بسائر ش هدائكم‪ ،‬ثم بين أنهم‬ ‫هَّللا ِ إِ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬
‫ت اإْل ِ ْنسُ َو ْال ِج ُّن َعلَى أَ ْن يَ أْتُوا بِ ِم ْث ِل هَ َذا‬‫ال يق درون علي ه بقول ه‪ ﴿ :‬قُ لْ لَئِ ِن اجْ تَ َم َع ِ‬
‫ْض ظَ ِه يرًا﴾ [اإلس راء‪ ،]88 :‬ثم ق ال هللا‬ ‫ْض هُ ْم لِبَع ٍ‬ ‫ْالقُرْ آ ِن اَل يَأْتُونَ بِ ِم ْثلِ ِه َولَوْ َكانَ بَع ُ‬
‫تعالى‪( :‬الم) هو القرآن الذي افتتح بالم‪ ،‬هو (ذلك الكتاب) الذي أخبرت ب ه موس ى‪،‬‬
‫‪ ) (1‬التفسير المنسوب إلى االمام العسكرى ‪ 58 :4‬و‪.59‬‬
‫‪105‬‬
‫ومن بعده من األنبياء‪ ،‬وأخبروا بني إسرائيل أني سانزله عليك يا محمد كتابا عربيا‬
‫عزيزا ال يأتيه الباط ل من بين يدي ه وال من خلف ه‪ ،‬تنزي ل من حكيم حمي د (ال ريب‬
‫فيه) ال شك فيه لظهوره عندهم‪ ،‬كما أخبرهم أنبياؤهم أن محمدا ينزل علي ه الكت اب‬
‫ال يمح وه الم اء يق رأه ه و وامت ه على س ائر أح والهم (ه دى) بي ان من الض اللة‬
‫(للمتقين) الذين يتقون الموبقات‪ ،‬ويتقون تسليط السفه على أنفسهم‪ ،‬ح تى إذا علم وا‬
‫ما يجب عليهم علمه عملوا بما يوجب لهم رضا ربهم(‪.)1‬‬
‫ثانيا ـ ما ورد حول اتفاق األنبياء في أنواع الدالئل على النبوة‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة في ذلك‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]445 :‬عن اإلمام الك اظم ق ال‪ :‬إن أص حاب رس ول هللا ‪ ‬ك انوا‬
‫جلوسا يتذاكرون وفيهم أمير المؤمنين إذ أتاهم يهودي‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمة محمد ما ت ركتم‬
‫لألنبياء درجة إال نحلتموه ا لن بيكم‪ ،‬فق ال اإلم ام علي‪ :‬إن كنتم تزعم ون أن موسى‬
‫عليه‌السالم كلمه ربه على طور سيناء ف إن هللا كلم محم دا ‪ ‬في الس ماء الس ابعة‪،‬‬
‫وإن زعمت النصارى أن عيسى أبرأ االكمه وأحيى الم وتى ف إن محم دا ‪ ‬س ألته‬
‫قريش أن يحيي ميتا فدعاني وبعثني معهم إلى المقابر‪ ،‬فدعوت هللا تعالى عز وج ل‬
‫فقاموا من قبورهم‪ ،‬ينفضون التراب عن رؤوسهم بإذن هللا عز وجل‪ ،‬وإن أبا قت ادة‬
‫بن ربعي األنصاري شهد وقعة احد فأصابته طعنة في عين ه‪ ،‬فب دت حدقت ه فأخ ذها‬
‫بيده‪ ،‬ثم أتى بها رسول هللا ‪ ‬فقال‪ :‬امرأتي اآلن تبغض ني‪ ،‬فأخ ذها رس ول هللا ‪‬‬
‫من يده ثم وضعها مكانه ا‪ ،‬فلم ي ك يع رف إال بفض ل حس نها وض وءها على العين‬
‫األخرى‪ ،‬ولقد بارز عبد هللا بن عتيك فابين ي ده فج اء إلى رس ول هللا ‪ ‬ليلا ومع ه‬
‫اليد المقطوعة‪ ،‬فمسح عليها فاستوت يده)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]446 :‬عن اإلمام الحسين أن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم كان‬
‫قد قرأ التوراة واالنجيل والزبور وصحف األنبياء عليهم‌السالم وعرف دالئلهم جاء‬
‫إلى مجلس في ه أص حاب رس ول هللا ‪ ‬وفيهم علي بن أبي ط الب وابن عب اس‬
‫وأبومعبد الجهني‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمة محمد ما ت ركتم لن بي درج ة وال لمرس ل فض يلة إال‬
‫نحلتموها نبيكم فهل تجيبوني عما أسألكم عنه‪ ،‬فك اع الق وم عن ه‪ ،‬فق ال علي بن أبي‬
‫طالب‪ :‬نعم‪ ،‬ما أعطى هللا عز وجل نبي ا درج ة وال مرس ال فض يلة إال وق د جمعه ا‬
‫لمحمد ‪ ‬وزاد محمدا ‪ ‬على األنبياء أضعافا مض اعفة‪ ،‬فق ال ل ه اليه ودي فه ل‬
‫أنت مجيبي؟ قال له‪ :‬نعم‪ ،‬سأذكر لك اليوم من فضائل رسول هللا ‪ ‬م ا يق ر هللا ب ه‬
‫أعين المؤمنين‪ ،‬ويكون فيه إزالة لش ك الش اكين في فض ائله‪ ،‬إن ه ‪ ‬ك ان إذا ذك ر‬
‫لنفسه فضيلة قال‪( :‬وال فخر) وأنا أذكر لك فضائله غير م زر باألنبي اء وال متنقص‬
‫لهم‪ ،‬ولكن شكرا هلل عز وجل على ما أعطى محمدا ‪ ‬مثل ما أعط اهم‪ ،‬وم ا زاده‬

‫‪ ) (1‬بحار األنوار (‪ ،)217 /17‬التفسير المنسوب إلى االمام العسكرى‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)113 /20‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪106‬‬
‫هللا وما فضله عليهم(‪.)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]447 :‬قي ل لإلم ام علي‪ :‬ه ذا آدم أس جد هللا له مالئكت ه‪ ،‬فهل فعل‬
‫بمحمد شيئا من هذا؟ فقال‪( :‬لقد كان ذلك‪ ،‬ولئن أسجد هللا آلدم مالئكته فإن سجودهم‬
‫لم يكن سجود طاعة‪ ،‬إنهم م ا عب دوا آدم من دون هللا ع ز وج ل ولكن اعتراف ا آلدم‬
‫بالفضيلة‪ ،‬ورحمة من هللا له‪ ،‬ومحمد ‪ ‬اعطي مث ل ه ذا‪ ،‬إن هللا ع ز وج ل ص لى‬
‫عليه في جبروته‪ ،‬والمالئكة بأجمعها‪ ،‬وتعبد المؤمنين بالصالة عليه‪ ،‬فهذه زيادة ل ه‬
‫يايهودي)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]448 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬إن إدريس رفعه هللا عز وجل مكانا علي ا‪،‬‬
‫وأطعمه من تحف الجنة بعد وفاته؛ فه ل أعطي ن بيكم مث ل ه ذا؟‪ ..‬فق ال‪( :‬لق د ك ان‬
‫ك﴾‬ ‫كذلك‪ ،‬ومحمد ‪ ‬اعطي مثل هذا‪ ..‬إن هللا جل ثناؤه قال في ه‪َ ﴿ :‬و َرفَ ْعنَ ا لَ كَ ِذ ْك َر َ‬
‫[الشرح‪ ]4 :‬فكفى بهذا من هللا رفعة‪ ،‬ولئن اطعم إدريس من تحف الجنة بع د وفات ه‬
‫فإن محمدا ‪ ‬اطعم في الدنيا في حياته بينما يتضور جوع ا فأت اه جبري ل بج ام من‬
‫الجنة فيه تحفة‪ ،‬فهلل الجام‪ ،‬وهللت التحفة في يده وسبحا وكبرا وحمدا)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]449 :‬قي ل لإلم ام علي‪ :‬إن نوح ا ص بر في ذات هللا ع ز وج ل‪،‬‬
‫وأعذر قومه إذ كذب؛ فهل أعطي نبيكم مثل هذا؟‪ ..‬فقال‪( :‬لق د ك ان ك ذلك‪ ،‬ومحم د‬
‫‪ ‬ص بر في ذات هللا وأع ذر قوم ه إذ ك ذب وش رد وحص ب بالحص ى‪ ،‬وعاله‬
‫أبولهب بسال شاة‪ ،‬فأوحى هللا تبارك وتعالى إلى ملك الجبال أن ش ق الجب ال‪ ،‬وانت ه‬
‫إلى أمر محمد ‪ ،‬فأت اه فق ال ل ه‪ :‬إني ق د ام رت ل ك بالطاع ة ف إن أم رت أطبقت‬
‫عليهم الجب ال ف أهلكتهم به ا‪ ،‬ق ال ‪ :‬إنم ا بعثت رحم ة رب اه د ام تي ف إنهم ال‬
‫يعلمون‪ ،‬ويحك ي ايهودي إن نوح ا لم ا ش اهد غ رق قوم ه رق عليهم رق ة القراب ة‪،‬‬
‫ق َوأَ ْنتَ أَحْ َك ُم‬‫ك ْال َح ُّ‬ ‫وأظه ر عليهم ش فقة فق ال‪َ ﴿ :‬ربِّ إِ َّن ا ْبنِي ِم ْن أَ ْهلِي َوإِ َّن َو ْع َد َ‬
‫ك إِنَّهُ َع َم ٌل‬ ‫ْس ِم ْن أَ ْهلِ َ‬‫ْال َحا ِك ِمينَ ﴾ [هود‪ ،]45 :‬فقال هللا تبارك اسمه‪ ﴿ :‬يَ انُو ُح إِنَّهُ لَي َ‬
‫ح﴾ [هود‪ ]46 :‬أراد جل ذكره أن يس ليه ب ذلك‪ ،‬ومحم د ‪ ‬لم ا علنت من‬ ‫َغ ْي ُر َ‬
‫صالِ ٍ‬
‫قومه المعاندة شهر عليهم سيف النقمة‪ ،‬ولم تدركه فيهم رقة القرابة‪ ،‬ولم ينظر إليهم‬
‫بعين مقة)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]450 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬إن نوحا دعا ربه فهطلت له الس ماء بم اء‬
‫منهمر؛ فهل أعطي نبيكم مثل هذا؟‪ ..‬فقال‪( :‬لق د ك ان ك ذلك‪ ،‬وك انت دعوت ه دع وة‬
‫غضب‪ ،‬ومحم د ‪ ‬هطلت ل ه الس ماء بم اء منهم ر رحم ة إن ه ‪ ‬لم ا ه اجر إلى‬
‫المدينة أت اه أهله ا في ي وم جمع ة فق الوا ل ه‪ :‬ي ا رس ول هللا احتبس القط ر‪ ،‬واص فر‬
‫العود‪ ،‬وتهافت الورق‪ ،‬فرفع يده المبارك ة ح تى رئي بي اض إبطي ه‪ ،‬وم ا ت رى في‬
‫السماء سحابة فما برح حتى سقاهم هللا‪ ،‬حتى أن الشاب المعجب بشبابه لتهمه نفس ه‬
‫‪ )(1‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(2‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(3‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(4‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪107‬‬
‫في الرجوع إلى منزله‪ ،‬فم ا يق در من ش دة الس يل‪ ،‬ف دام اس بوعا ف أتوه في الجمع ة‬
‫الثانية فقالوا‪ :‬يا رسول هللا لقد تهدمت الجدر‪ ،‬واحتبس ال ركب والس فر فض حك ‪‬‬
‫وقال‪( :‬هذه سرعة ماللة ابن آدم) ثم قال‪( :‬اللهم حوالينا وال علين ا‪ ،‬اللهم في اص ول‬
‫الشيح‪ ،‬ومراتع البقع) فرئي حوالي المدينة المطر يقطر قطرا‪ ،‬وم ا يق ع في المدين ة‬
‫قطرة لكرامته على هللا عز وجل)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]451 :‬قي ل لإلم ام علي‪ :‬ه ذا ه ود ق د انتص ر هللا ل ه من أعدائ ه‬
‫بالريح‪ ،‬فهل فعل بمحمد ‪ ‬شيئا من هذا؟ فقال‪( :‬لقد كان ك ذلك‪ ،‬ومحمد ‪ ‬اعطي‬
‫مثل هذا‪ ..‬إن هللا عز وجل ذكره انتصر له من أعدائه بالريح ي وم الخن دق إذ أرس ل‬
‫عليهم ريحا تذرو الحص ى‪ ،‬وجن ودا لم يروه ا ف زاد هللا تب ارك وتع الى محم دا ‪‬‬
‫على هود بثماني ة آالف مل ك‪ ،‬وفض له على ه ود ب أن ريح ع اد ريح س خط‪ ،‬وريح‬
‫محمد ‪ ‬ريح رحمة قال هللا تب ارك وتع الى‪﴿ :‬يَاأَيُّهَ ا الَّ ِذينَ آ َمنُ وا ْاذ ُك رُوا نِ ْع َم ةَ هَّللا ِ‬
‫َعلَ ْي ُك ْم إِ ْذ َجا َء ْت ُك ْم ُجنُو ٌد فَأَرْ َس ْلنَا َعلَ ْي ِه ْم ِريحًا َو ُجنُودًا لَ ْم ت ََروْ هَا َو َك انَ هَّللا ُ بِ َم ا تَ ْع َملُ ونَ‬
‫صيرًا ﴾ [األحزاب‪)2()]9 :‬‬ ‫بَ ِ‬
‫[الحديث‪ ]452 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬إن صالحا أخرج هللا له ناقة جعله ا لقوم ه‬
‫عبرة؛ فهل أعطي نبيكم مثل هذا؟‪ ..‬فقال‪( :‬لقد كان كذلك‪ ،‬ومحمد ‪ ‬اعطي ما ه و‬
‫أفضل من ذلك‪ ،‬إن ناقة ص الح لم تكلم ص الحا‪ ،‬ولم تناطق ه‪ ،‬ولم تش هد ل ه ب النبوة‪،‬‬
‫ومحمد ‪ ‬بينما نحن معه في بعض غزواته إذا هو ببعير ق د دنا ثم رغا فأنطقه هللا‬
‫عز وجل‪ ،‬فقال‪ :‬ي ا رس ول هللا إن فالنا اس تعملني ح تى ك برت ويريد نح ري‪ ،‬فأن ا‬
‫أستعيذ بك منه‪ ،‬فأرسل رسول هللا ‪ ‬إلى صاحبه فاستوهبه من ه فوهب ه ل ه وخاله‪،‬‬
‫ولقد كنا معه فإذا نحن بأعرابي معه ناقة ل ه يس وقها‪ ،‬وق د استس لم للقط ع لم ا زور‬
‫عليه من الش هود فنطقت ل ه الناق ة فق الت‪ :‬ي ا رس ول هللا إن فالن ا م ني ب رئ‪ ،‬وإن‬
‫الشهود يشهدون عليه بالزور‪ ،‬وإن سارقي فالن اليهودي)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]453 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬إن إبراهيم قد تيقظ باالعتبار على معرف ة‬
‫هللا تعالى‪ ،‬وأحاطت داللته بعلم االيمان به؛ فهل أعطي نبيكم مثل هذا؟‪ ..‬فق ال‪( :‬لق د‬
‫كان كذلك‪ ،‬واعطي محمد ‪ ‬مثل ذلك‪ ،‬قد تيق ظ باالعتب ار على معرف ة هللا تع الى‪،‬‬
‫وأحاطت داللته بعلم االيمان به‪ ،‬وتيقظ إبراهيم وهو ابن خمس عشرة سنة‪ ،‬ومحم د‬
‫‪ ‬ك ان ابن س بع س نين‪ ،‬ق دم تج ار من النص ارى ف نزلوا بتج ارتهم بين الص فا‬
‫والمروة‪ ،‬فنظر إليه بعضهم فعرفه بصفته ونعته وخبر مبعثه وآياته ‪ ،‬فق الوا ل ه‪:‬‬
‫ياغالم ما اسمك؟ قال‪ :‬محمد‪ ،‬قالوا‪ :‬ما اسم ابيك؟ قال‪ :‬عبد هللا‪ ،‬قالوا‪ :‬ما اس م ه ذه؟‬
‫وأشاروا بأيديهم إلى األرض قال‪ :‬األرض قالوا‪ :‬فما اسم هذه؟ وأشاروا بأي ديهم إلى‬
‫السماء‪ ،‬قال‪ :‬السماء‪ ،‬قالوا‪ :‬فمن ربهما؟ قال‪ :‬هللا‪ ،‬ثم انتهرهم وقال‪ :‬أتش ككونني في‬
‫هللا عز وجل‪ ،‬ويحك يايهودي لقد تيقظ باالعتبار على معرفة هللا عز وجل م ع كف ر‬
‫‪ )(1‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(2‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(3‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪108‬‬
‫قومه‪ ،‬إذ هو بينهم يستقسمون باالزالم‪ ،‬ويعبدون األوثان‪ ،‬وهو يقول‪ :‬ال إله إال هللا)‬
‫(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]454 :‬قي ل لإلم ام علي‪ :‬إن إب راهيم حجب عن نم رود بحجب‬
‫ثالثة؛ فهل أعطي نبيكم مثل هذا؟‪ ..‬فقال‪( :‬لق د ك ان ك ذلك‪ ،‬ومحم د ‪ ‬حجب عمن‬
‫أراد قتله بحجب خمسة فثالثة بثالثة‪ ،‬واثنان فضل‪ ،‬قال هللا ع ز وج ل وه و يص ف‬
‫﴿و َج َع ْلنَ ا ِم ْن بَي ِْن أي دي ِه ْم َس ًّدا﴾ [يس‪ ]9 :‬فه ذا الحج اب األول‬ ‫أمر محم د ‪ ‬فق ال‪َ :‬‬
‫ْص رُونَ ﴾‬ ‫﴿ َو ِم ْن َخ ْلفِ ِه ْم َس ًّدا﴾ [يس‪ ]9 :‬فه ذا الحج اب الث اني ﴿فَأغ َش ْينَاهُ ْم فَهُ ْم اَل يُب ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫[يس‪ ]9 :‬فهذا الحجاب الثالث‪ ،‬ثم قال‪َ ﴿ :‬وإِ َذا قَ َر ْأتَ ْالقُرْ آنَ َج َع ْلنَا بَ ْينَكَ َوبَ ْينَ الَّ ِذينَ اَل‬
‫ي ُْؤ ِمنُونَ بِاآْل ِخ َر ِة ِح َجابًا َم ْستُورًا﴾ [اإلسراء‪ ]45 :‬فهذا الحج اب الراب ع‪ ،‬ثم ق ال‪﴿ :‬إِنَّا‬
‫َج َع ْلنَ ا فِي أَ ْعنَ اقِ ِه ْم أَ ْغاَل اًل فَ ِه َي إِلَى اأْل َ ْذقَ ا ِن فَهُ ْم ُم ْق َم ُح ونَ ﴾ [يس‪ ]8 :‬فه ذه حجب‬
‫خمسة)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]455 :‬قي ل لإلم ام علي‪ :‬إن إب راهيم ق د بهت ال ذي كف ر ببره ان‬
‫نبوته؛ فهل أعطي نبيكم مثل هذا؟‪ ..‬فقال‪( :‬لقد ك ان ك ذلك‪ ،‬ومحم د ‪ ‬أت اه مك ذب‬
‫بالبعث بعد الموت وه و أبي بن خل ف الجمحي مع ه عظم نخ ر ففرك ه‪ ،‬ثم ق ال‪ :‬ي ا‬
‫محم د ﴿ َم ْن يُحْ ِي ْال ِعظَ ا َم َو ِه َي َر ِمي ٌم﴾ [يس‪ ،]78 :‬ف أنطق هللا محم دا بمحكم آيات ه‪،‬‬
‫ق َعلِي ٌم﴾‬ ‫وبهته ببره ان نبوت ه فق ال‪ ﴿ :‬يُحْ يِيهَ ا الَّ ِذي أَ ْن َش أَهَا أَ َّو َل َم َّر ٍة َوهُ َو بِ ُك لِّ خَ ْل ٍ‬
‫[يس‪ ]79 :‬فانصرف مبهوتا)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]456 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬إن إبراهيم جذ أصنام قومه غضبا هلل ع ز‬
‫وجل؛ فهل أعطي نبيكم مثل هذا؟‪ ..‬فقال‪( :‬لقد ك ان ك ذلك ومحم د ‪ ‬ق د نكس عن‬
‫الكعبة ثالثمائة وستين صنما‪ ،‬ونفاها من جزيرة العرب‪ ،‬وأذل من عب دها بالس يف)‬
‫(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]457 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬إن إبراهيم قد أض جع ول ده وتل ه للج بين؛‬
‫فه ل أعطي ن بيكم مث ل ه ذا؟‪ ..‬فق ال‪( :‬لق د ك ان ك ذلك‪ ،‬ولق د اعطي إب راهيم بع د‬
‫االضجاع الفداء‪ ،‬ومحمد ‪ ‬اصيب بأفجع منه فجيعة‪ ،‬إن ه وق ف على عم ه حم زة‬
‫أسد هللا وأس د رس وله وناص ر دين ه‪ ،‬وق د ف رق بين روح ه وجس ده فلم ي بين علي ه‬
‫حرق ة‪ ،‬ولم يفض علي ه ع برة‪ ،‬ولم ينظ ر إلى موض عه من قلب ه وقل وب أه ل بيت ه‬
‫ليرضي هللا عز وجل بصبره‪ ،‬ويستسلم المره في جميع الفعال‪ ،‬وقال ‪( :‬ل وال أن‬
‫تحزن صفية لتركته حتى يحشر من بطون السباع وحواصل الطير‪ ،‬ولوال أن يكون‬
‫سنة بعدي لفعلت ذلك)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]458 :‬قي ل لإلم ام علي‪ :‬إن إب راهيم قد أس لمه قوم ه إلى الحري ق‬

‫‪ )(1‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(2‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(3‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(4‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(5‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪109‬‬
‫فصبر‪ ،‬فجعل هللا ع ز وج ل الن ار علي ه ب ردا وس الما‪ ،‬فه ل فع ل بمحم د ش يئا من‬
‫ذلك؟‪ ..‬فقال‪( :‬لقد كان كذلك ومحمد ‪ ‬لما ن زل بخي بر س مته الخيبري ة فص ير هللا‬
‫السم في جوفه بردا وسالما إلى منتهى أجل ه‪ ،‬فالس م يح رق إذا اس تقر في الج وف‪،‬‬
‫كما أن النار تحرق‪ ،‬فهذا من قدرته ال تنكره)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]459 :‬قي ل لإلم ام علي‪ :‬إن يعق وب أعظم في الخ بر نص يبه‪ ،‬إذ‬
‫جعل االسباط من ساللة صلبه‪ ،‬ومريم ابنة عمران من بناته؛ فهل أعطي نبيكم مث ل‬
‫هذا؟‪ ..‬فقال‪( :‬لقد كان كذلك ومحمد ‪ ‬أعظم في الخير نص يبا من ه‪ ،‬إذ جعل فاطمة‬
‫سيدة نساء العالمين من بناته‪ ،‬والحسن والحسين من حفدته)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]460 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬إن يعقوب قد صبر على فراق ول ده ح تى‬
‫كاد يحرض من الحزن؛ فهل أعطي نبيكم مثل هذا؟‪ ..‬فقال‪( :‬لقد ك ان ك ذلك‪ ،‬وك ان‬
‫حزن يعقوب حزنا بعده تالق‪ ،‬ومحم د ‪ ‬قبض ول ده إب راهيم ق رة عين ه في حي اة‬
‫منه‪ ،‬وخصه باالختبار ليعظم له االدخار فقال ‪( :‬تحزن النفس ويجزع القلب وإنا‬
‫عليك يا إبراهيم لمحزونون‪ ،‬وال نقول ما يسخط ال رب) في ك ل ذل ك ي ؤثر الرض ا‬
‫عن هللا عز ذكره‪ ،‬واالستسالم له في جميع الفعال)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]461 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬إن يوسف قاسى مرارة الفرقة‪ ،‬وحبس في‬
‫السجن توقيا للمعصية‪ ،‬فالقي في الجب وحيدا؛ فهل أعطي نبيكم مث ل ه ذا؟‪ ..‬فق ال‪:‬‬
‫(لقد كان كذلك‪ ،‬ومحم د ‪ ‬قاس ى م رارة الغرب ة‪ ،‬وف ارق االه ل واالوالد والم ال‬
‫مهاجرا من حرم هللا تعالى وأمنه‪ ،‬فلما رأى هللا عز وجل كأبت ه واستش عاره الح زن‬
‫أراه تبارك وتع الى اس مه رؤي ا ت وازي رؤي ا يوس ف في تأويله ا‪ ،‬وأب ان للع المين‬
‫ق لَتَ ْد ُخلُ َّن ْال َم ْس ِج َد ْال َح َرا َم‬
‫ق هَّللا ُ َرسُولَهُ الرُّ ْؤيَا بِ ْال َح ِّ‬ ‫صدق تحقيقها‪ ،‬فقال‪ ﴿ :‬لَقَ ْد َ‬
‫ص َد َ‬
‫ص ِرينَ اَل تَخَ افُونَ فَ َعلِ َم َم ا لَ ْم تَ ْعلَ ُم وا فَ َج َع َل‬ ‫إِ ْن َشا َء هَّللا ُ آ ِمنِينَ ُم َحلِّقِينَ ُر ُءو َس ُك ْم َو ُمقَ ِّ‬
‫ك فَ ْتحًا قَ ِريبًا﴾ [الفتح‪ ]27 :‬ولئن كان يوسف حبس في السجن فلق د حبس‬ ‫ِم ْن دُو ِن َذلِ َ‬
‫رس ول هللا ‪ ‬نفس ه في الش عب ثالث س نين‪ ،‬وقط ع من ه أقارب ه وذووا ال رحم‪،‬‬
‫وألج أوه إلى أض يق المض يق‪ ،‬فلق د ك ادهم هللا ع ز ذك ره ل ه كي دا مس تبينا إذ بعث‬
‫أضعف خلقه فأكل عه دهم ال ذي كتب وه بينهم في قطيع ة رحم ه‪ ،‬ولئن ك ان يوس ف‬
‫القي في الجب فلقد حبس محمد ‪ ‬نفسه مخافة عدوه في الغار حتى ق ال لص احبه‪:‬‬
‫ن هَّللا م َعنَا﴾ [التوبة‪ ]40 :‬ومدحه هللا بذلك في كتابه)(‪)4‬‬
‫﴿اَل تَحْ زَ ْن إِ َّ َ َ‬
‫[الحديث‪ ]462 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬إن موسى بن عمران آتاه هللا التوراة ال تي‬
‫فيها حكمه؛ فهل أعطي نبيكم مثل هذا؟‪ ..‬فقال‪( :‬لقد ك ان ك ذلك‪ ،‬ومحم د ‪ ‬أعطي‬
‫س ورة البق رة والمائ دة باالنجي ل‪ ،‬وطواس ين وط ه ونص ف المفص ل والح واميم‬
‫بالتوراة‪ ،‬واعطي نصف المفصل والتسابيح بالزبور‪ ،‬واعطي س ورة ب ني إس رائيل‬
‫‪ )(1‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(2‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(3‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(4‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪110‬‬
‫وب راءة بص حف إب راهيم وص حف موس ى وزاد هللا ع ز ذك ره محم دا ‪ ‬الس بع‬
‫الط وال‪ ،‬وفاتح ة الكت اب‪ ،‬وهي الس بع المث اني والق رآن العظيم‪ ،‬واعطي الكت اب‬
‫والحكمة)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]463 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬إن موسى ناجاه هللا ع ز وج ل على ط ور‬
‫سيناء؛ فهل أعطي نبيكم مثل هذا؟‪ ..‬فقال‪( :‬لقد كان كذلك‪ ،‬ولقد أوحى هللا عز وج ل‬
‫إلى محمد ‪ ‬عند سدرة المنتهى‪ ،‬فمقامه في السماء محم ود‪ ،‬وعن د منتهى الع رش‬
‫مذكور)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]464 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬لق د ألقى هللا على موس ى محبة منه؛ فه ل‬
‫أعطي نبيكم مثل هذا؟‪ ..‬فقال‪( :‬لقد كان كذلك‪ ،‬ولق د ألقى هللا ع ز وج ل علي ه محب ة‬
‫منه‪ ،‬فمن هذا الذي يشركه في هذا االسم إذ تم من هللا عز وجل ب ه الش هادة‪ ،‬فال تتم‬
‫الشهادة إال أن يقال‪ :‬أشهد أن ال إله إال هللا‪ ،‬وأشهد أن محم دا رس ول هللا‪ ،‬ين ادى ب ه‬
‫على المناير‪ ،‬فال يرفع صوت بذكر هللا عز وجل إال رفع بذكر محمد ‪ ‬معه)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]465 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬لقد أوحى هللا إلى أم موسى لفض ل منزل ة‬
‫موسى عند هللا عز وجل؛ فهل أعطي نبيكم مثل هذا؟‪ ..‬فق ال‪( :‬لقد ك ان ك ذلك‪ ،‬ولقد‬
‫لطف هللا جل ثناؤه الم محمد ‪ ‬بأن أوصل إليها اسمه حتى قالت‪ :‬أشهد والعالمون‬
‫أن محمدا رسول هللا منتظر‪ ،‬وشهد المالئك ة على األنبي اء أنهم أثبت وه في االس فار‪،‬‬
‫وبلطف من هللا عزو جل ساقه إليها‪ ،‬ووصل إليها اس مه لفض ل منزلت ه عن ده ح تى‬
‫رأت في المنام أنه قيل لها‪ :‬إن ما في بطنك سيد‪ ،‬فإذا ولدت ه فس ميه محم دا‪ ،‬فاش تق‬
‫هللا له اسما من أسمائه‪ ،‬فاهلل محمود‪ ،‬وهذا محمد)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]466 :‬قيل لإلم ام علي‪ :‬إن موس ى بن عم ران ق د أرس له هللا إلى‬
‫فرعون وأراه اآلية الكبرى؛ فهل أعطي ن بيكم مث ل ه ذا؟‪ ..‬فق ال‪( :‬لقد ك ان ك ذلك‪،‬‬
‫ومحمد أرسله إلى فراعنة شتى‪ ،‬مثل أبي جهل ابن هشام‪ ،‬وعتبة بن ربيعة‪ ،‬وشيبة‪،‬‬
‫وأبي البختري‪ ،‬والنضر بن الحارث‪ ،‬وأبي بن خل ف‪ ،‬ومنب ه ونبي ه اب ني الحج اج‪،‬‬
‫وإلى الخمس ة المس تهزئين‪ :‬الولي د بن المغ يرة المخ زومي‪ ،‬والع اص بن وائ ل‬
‫الس همي‪ ،‬واالس ود بن عب د يغ وث الزه ري‪ ،‬واالس ود بن المطلب‪ ،‬والح ارث ابن‬
‫الطالطلة‪ ،‬فأراهم اآليات في اآلفاق وفي أنفسهم حتى تبين لهم أنه الحق)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]467 :‬قي ل لإلم ام علي‪ :‬لق د انتقم هللا لموس ى من فرع ون؛ فه ل‬
‫أعطي نبيكم مثل ه ذا؟‪ ..‬فق ال‪( :‬لقد ك ان ك ذلك‪ ،‬ولقد انتقم هللا جل اس مه لمحمد ‪‬‬
‫من الفراعن ة‪ ،‬فأما المس تهزؤون فقد ق ال هللا ع ز وجل‪﴿ :‬إِنَّا َكفَ ْينَ اكَ ْال ُم ْس تَه ِْزئينَ ﴾‬
‫[الحجر‪ ،]95:‬فقتل الله خمستهم‪ ،‬كل واحد منهم بغير قتلة ص احبه في ي وم واح د‪،‬‬

‫‪ )(1‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(2‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(3‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(4‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(5‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫فأما الوليد بن المغيرة فمر بنبل لرج ل من خزاع ة ق د راش ه ووض عه في الطري ق‬
‫فأصابه شظية منه فانقطع أكحله حتى أدم اه فم ات وه و يق ول‪ :‬قتل ني رب محم د‪..‬‬
‫وأما العاص بن وائل فإنه خرج في حاجة له إلى موضع فتده ده تحت ه حج ر فس قط‬
‫فتقطع قطعة قطعة فمات‪ ،‬وهو يقول‪ :‬قتلني رب محمد‪ ..‬وأما االسود بن عبد يغوث‬
‫فإن ه خ رج يس تقبل ابن ه زمع ة فاس تظل بش جرة فأت اه جبري ل فأخذ رأسه فنطح به‬
‫الشجرة‪ ،‬فقال لغالمه‪ :‬امنع عني هذا‪ ،‬فقال‪ :‬ما أرى أح دا يص نع بك ش يئا إال نفسك‬
‫فقتله وهو يقول‪ :‬قتلني رب محمد‪ ..‬وأما االسود بن المطلب فإن النبي ‪ ‬دعا علي ه‬
‫أن يعمي هللا بصره‪ ،‬وأن يثكله ولده‪ ،‬فلما كان في ذلك الي وم خ رج ح تى ص ار إلى‬
‫موضع فأتاه جبريل بورقة خضراء فضرب به ا وجه ه فعمى وبقي ح تى أثكل ه هللا‬
‫ولده‪ ..‬وأم ا الح ارث بن الطالطل ة فإن ه خ رج من بيت ه في الس موم فتح ول حبش يا‬
‫فرجع إلى أهله فق ال‪ :‬أن ا الح ارث‪ ،‬فغض بوا علي ه فقتل وه‪ ،‬وه و يق ول‪ :‬قتل ني رب‬
‫محمد‪ ..‬وروي أن االسود بن الح ارث أك ل حوت ا مالح ا فأص ابه العطش‪ ،‬فلم ي زل‬
‫يشرب الماء حتى انشق بطن ه فم ات‪ ،‬وه و يق ول‪ :‬قتل ني رب محم د‪ ،‬ك ل ذل ك في‬
‫ساعة واحدة‪ ،‬وذلك أنهم كانوا بين يدي رسول هللا ‪ ،‬فقالوا له‪ :‬يا محمد ننتظر بك‬
‫إلى الظهر‪ ،‬فإن رجعت عن قولك وإال قتلن اك‪ ،‬ف دخل الن بي ‪ ‬منزله ف أغلق عليه‬
‫بابه مغتما لقولهم‪ ،‬فأتاه جبريل عليه عن هللا س اعته فق ال له‪ :‬ي ا محمد الس الم يق رأ‬
‫اص َد ْع بِ َم ا تُ ْؤ َم ُر َوأَ ْع ِرضْ َع ِن ْال ُم ْش ِر ِكينَ ﴾ [الحج ر‪:‬‬
‫عليك السالم‪ ،‬وهو يقول‪﴿ :‬فَ ْ‬
‫‪ ]94‬يعني أظهر أمرك الهل مكة‪ ،‬وادعهم إلى االيمان‪ ..‬قال‪ :‬ياجبريل كيف أص نع‬
‫بالمستهزئين وما أوعدوني؟ قال له‪﴿ :‬إِنَّا َكفَ ْينَ اكَ ْال ُم ْس تَه ِْزئينَ ﴾ [الحج ر‪ ..]95:‬ق ال‪:‬‬
‫ياجبريل كانوا الساعة بين يدي‪ ،‬قال‪ :‬قد كفيتهم‪ ،‬فأظهر أمره عند ذل ك‪ ،‬وأم ا بقيتهم‬
‫من الفراعنة فقتلوا يوم بدر بالسيف‪ ،‬وهزم هللا الجمع وولوا الدبر)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]468 :‬قيل لإلم ام علي‪ :‬إن موس ى بن عم ران قد اعطي العص ا‪،‬‬
‫فكانت تتحول ثعبانا؛ فهل أعطي نبيكم مثل هذا؟‪ ..‬فقال‪( :‬لقد كان كذلك‪ ،‬ومحمد ‪‬‬
‫اعطي مثل هذا‪ ..‬إن رجال كان يطالب أباجهل بن هشام بدين ثمن جزور قد اشتراه‪،‬‬
‫فاش تغل عن ه وجلس يش رب‪ ،‬فطلب ه الرج ل فلم يق در علي ه‪ ،‬فق ال ل ه بعض‬
‫المستهزئين‪ :‬من تطلب؟ قال‪ :‬عمرو بن هشام ـ يعني أباجهل ـ لي علي ه دين‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫فأدلك على من يس تخرج الحق وق؟ ق ال‪ :‬نعم‪ ،‬فدل ه على الن بي ‪ ،‬وك ان أبوجه ل‬
‫يقول‪ :‬ليت لمحمد إلي حاجة فأسخر به وأرده‪ ،‬ف أتى الرج ل الن بي ‪ ‬فق ال ل ه‪ :‬ي ا‬
‫محمد بلغني أن بينك وبين عمرو بن هشام حسن‪ ،‬وأنا أستش فع ب ك إلي ه‪ ،‬فق ام مع ه‬
‫رسول هللا ‪ ‬فأتى بابه فقال ل ه‪ :‬قم ي ا أب ا جه ل ف أد إلى الرج ل حق ه‪ ،‬وإنم ا كن اه‬
‫أباجهل ذلك اليوم‪ ،‬فقام مسرعا حتى أدى إليه حق ه‪ ،‬فلم ا رج ع إلى مجلس ه ق ال ل ه‬
‫بعض أصحابه‪ :‬فعلت ذل ك فرق ا من محم د‪ ،‬ق ال‪ :‬ويحكم أع ذروني‪ ،‬إن ه لم ا أقب ل‬
‫رأيت عن يمينه رجاال بأيديهم حراب تتالال‪ ،‬وعن يساره ثعبانان تصطك أس نانهما‪،‬‬
‫‪ )(1‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪112‬‬
‫وتلم ع الن يران من أبص ارهما‪ ،‬ل و امتنعت لم آمن أن يبعج وا ب الحراب بط ني‪،‬‬
‫ويقضمني الثعبانان‪ ،‬هذا أكبر مم ا اعطي موس ى‪ ،‬ثعب ان بثعب ان موس ى‪ ،‬وزاد هللا‬
‫محمدا ‪ ‬ثعبانا وثماني ة أمالك معهم الح راب‪ ،‬ولق د ك ان الن بي ‪ ‬ي ؤذي قريش ا‬
‫بالدعاء‪ ،‬فقام يوما فسفه أحالمهم‪ ،‬وعاب دينهم وضلل آباءهم‪ ،‬فاغتموا من ذلك غما‬
‫شديدا‪ ،‬فقال أبوجهل‪ :‬وهللا للموت خير لنا من الحياة‪ ،‬فليس فيكم معاشر ق ريش أح د‬
‫يقتل محمدا ‪ ‬فيقتل به؟ فقالوا له‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬فأنا أقتله‪ ،‬فإن شاءت بن و عب د المطلب‬
‫قتل وني ب ه‪ ،‬وإال ترك وني‪ ،‬ق الوا‪ :‬إن ك إن فعلت ذل ك اص طنعت إلى أه ل ال وادي‬
‫معروفا ال تزال تذكر به‪ ،‬قال‪ :‬إنه كثير السجود حول الكعبة‪ ،‬فإذا جاء وسجد أخذت‬
‫حج را فش دخته ب ه‪ ،‬فج اء رس ول هللا ‪ ‬فط اف ب البيت اس بوعا ثم ص لى وأط ال‬
‫السجود‪ ،‬فأخذ أبو جهل حجرا فأتاه من قبل رأسه‪ ،‬فلما أن قرب من ه أقب ل فح ل من‬
‫قبل رسول هللا ‪ ‬فاغرا فاه نحوه‪ ،‬فلما أن رآه أبوجه ل ف زع من ه‪ ،‬وارتع دت ي ده‪،‬‬
‫وط رح الحج ر فش دخ رجل ه‪ ،‬فرج ع م دمى متغ ير الل ون يفيض عرق ا‪ ،‬فق ال ل ه‬
‫أصحابه‪ :‬ما رأينا كاليوم‪ ،‬قال‪ :‬ويحكم أعذروني‪ ،‬فإنه أقبل من عنده فحل فاغرا ف اه‬
‫فكاد يبلعني‪ ،‬فرميت بالحجر فشدخت رجلي)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]469 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬إن موس ى ق د اعطى الي د البيض اء‪ ،‬فه ل‬
‫فعل بمحمد شيء من هذا؟‪ ..‬فقال‪( :‬لقد كان كذلك‪ ،‬ومحمد ‪ ‬اعطي مث ل ه ذا‪ ..‬إن‬
‫نورا كان يضئ عن يمينه حيثما جلس‪ ،‬وعن يساره أينم ا جلس‪ ،‬وك ان ي راه الن اس‬
‫كلهم)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]470 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬إن موسى قد ضرب له في البحر طري ق‪،‬‬
‫فهل فعل بمحمد شيء من هذا؟‪ ..‬فقال‪( :‬لقد كان كذلك‪ ،‬ومحمد ‪ ‬اعطي مثل هذا‪..‬‬
‫خرجنا معه إلى حنين ف إذا نحن ب واد يش خب فق درناه ف إذا ه و أرب ع عش رة قام ة‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬يا رسول هللا العدو من ورائنا‪ ،‬والوادي أمامنا‪ ،‬كما قال أصحاب موسى‪ :‬إن ا‬
‫لمدكون‪ ،‬فنزل رسول هللا ‪ ‬ثم قال‪( :‬اللهم إن ك جعلت لك ل مرس ل دالل ة‪ ،‬ف أرني‬
‫قدرتك) وركب ‪ ‬فعبرت الخيل ال تندى حوافرها‪ ،‬واالبل ال تندى أخفافها فرجعنا‬
‫فكان فتحنا)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]471 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬إن موسى قد اعطي الحجر فانبجست من ه‬
‫اثنتا عشرة عينا؛ فهل أعطي نبيكم مثل هذا؟‪ ..‬فقال‪( :‬لقد كان كذلك‪ ،‬ومحمد ‪ ‬لما‬
‫نزل الحديبية وحاصره أهل مكة قد اعطي أفضل من ذلك‪ ،‬وذلك أن أصحابه ش كوا‬
‫إليه الظماء وأصابهم ذلك حتى التقت خواصر الخيل‪ ،‬فذكروا له ذلك‪ ،‬ف دعا برك وة‬
‫يمانية‪ ،‬ثم نصب يده المباركة فيها فتفجرت من بين أصابعه عي ون الم اء‪ ،‬فص درنا‬
‫وصدرت الخيل رواء ومالنا كل مزادة وسقاء ولقد كنا مع ه بالحديبي ة وإذا ثم قليب‬
‫جافة‪ ،‬ف أخرج ‪ ‬س هما من كنانت ه فناول ه ال براء بن ع ازب فق ال ل ه‪ :‬اذهب به ذا‬
‫‪ )(1‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(2‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(3‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪113‬‬
‫السهم إلى تلك القليب الجافة فاغرسه فيها‪ ،‬ففعل ذلك فتفجرت منه اثنتا عش رة عين ا‬
‫من تحت السهم‪ ،‬ولقد ك ان ي وم الميض أة ع برة وعالم ة للمنك رين لنبوت ه‪ ،‬كحج ر‬
‫موسى حيث دعا بالميضأة فنصب يده فيها‪ ،‬ففاضت بالماء وارتفع حتى توض أ من ه‬
‫ثمانية آالف رجل؟ وشربوا حاجتهم‪ ،‬وسقوا دوابهم؟ وحملوا ما أرادوا)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]472 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬إن موسى قد اعطي المن والس لوى‪ ،‬فه ل‬
‫فعل بمحمد نظير هذا؟‪ ..‬فقال‪( :‬لقد كان كذلك‪ ،‬ومحمد ‪ ‬اعطي مث ل ه ذا‪ ..‬إن هللا‬
‫ع ز وجل أح ل ل ه الغن ائم والمت ه‪ ،‬ولم تح ل ألح د قبل ه‪ ،‬فه ذا أفض ل من المن‬
‫والسلوى)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]473 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬إن موسى قد ظلل عليه الغمام؛ فهل أعطي‬
‫ن بيكم مث ل ه ذا؟‪ ..‬فق ال‪( :‬لقد ك ان ك ذلك‪ ،‬وقد فعل ذلك لموسى في التي ه‪ ،‬واعطي‬
‫محمد ‪ ‬مثل هذا‪ ،‬إن الغمامة كانت تظلله من ي وم ول د إلى ي وم قبض في حض ره‬
‫وأسفاره‪ ،‬فهذا مثلما اعطي موسى)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]474 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬هذا داود قد أالن هللا عز وجل ل ه الحدي د‪،‬‬
‫فعمل منه الدروع؛ فهل أعطي نبيكم مثل هذا؟‪ ..‬فق ال‪( :‬لقد ك ان ك ذلك‪ ،‬ومحمد ‪‬‬
‫أعطي ما هو أفضل منه‪ ،‬إنه لين هللا عز وجل له الصم الصخور الصالب‪ ،‬وجعلها‬
‫غ ارا‪ ،‬ولق د غ ارت الص خرة تحت ي ده ب بيت المق دس لين ة ح تى ص ارت كهيئ ة‬
‫العجين‪ ،‬قد رأينا ذلك والتمسناه تحت رايته)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]475 :‬قي ل لإلم ام علي‪ :‬إن داود بكى على خطيئت ه ح تى س ارت‬
‫الجبال مع ه لخوفه؛ فه ل أعطي ن بيكم مث ل ه ذا؟‪ ..‬فق ال‪( :‬لقد ك ان ك ذلك‪ ،‬ومحمد‬
‫اعطي مث ل ه ذا‪ ..‬إنه ك ان إذا ق ام إلى الص الة س مع لص دره وجوفه أزيز ك أزيز‬
‫المرجل على االث افي من ش دة البك اء‪ ،‬وقد آمنه هللا ع ز وجل من عقاب ه‪ ،‬ف أراد أن‬
‫يتخشع لرب ه ببكائ ه‪ ،‬ويك ون إمام ا لمن اقت دى ب ه‪ ،‬ولق د ق ام ‪ ‬عش ر س نين على‬
‫أطراف أصابعه حتى تورمت قدماه‪ ،‬واصفر وجهه‪ ،‬يقوم الليل أجم ع ح تى ع وتب‬
‫في ذلك فقال هللا عز وجل‪﴿ :‬طه (‪َ )1‬ما أَ ْنزَ ْلنَا َعلَ ْيكَ ْالقُرْ آنَ لِتَ ْشقَى﴾ [طه‪ ]2 ،1 :‬بل‬
‫لتسعد به‪ ،‬ولقد كان يبكي ح تى يغش ى علي ه‪ ،‬فقي ل ل ه‪ :‬ي ا رس ول هللا أليس هللا ع ز‬
‫وجل قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وم ا ت أخر؟ ق ال‪ :‬بلى‪ ،‬أفال أك ون عب دا ش كورا‪،‬‬
‫ولئن سارت الجبال وسبحت معه لقد عمل محمد ‪ ‬م ا ه و مث ل ه ذا‪ ،‬إذ كن ا مع ه‬
‫على جبل حراء إذ تحرك الجبل فقال له‪ :‬قر فليس عليك إال نبي وصديق شهيد‪ ،‬فقر‬
‫الجبل مجيبا المره‪ ،‬ومنتهيا إلى طاعته‪ ،‬ولقد مررنا معه بجبل وإذا ال دموع تخ رج‬
‫من بعضه‪ ،‬فقال له‪ :‬ما يبكيك ياجبل؟ فقال‪ :‬يا رسول هللا ك ان المس يح م ر بي وه و‬
‫يخوف الناس بنار وقودها الناس والحجارة‪ ،‬فأنا أخاف أن أكون من تل ك الحج ارة‪،‬‬
‫‪ )(1‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(2‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(3‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(4‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫لقوله)(‪)1‬‬ ‫قال له‪ :‬ال تخف‪ ،‬تلك حجارة الكبريت‪ ،‬فقر الجبل وسكن وهدأ وأجاب‬
‫[الحديث‪ ]476 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬إن سليمان اعطي ملكا ال ينبغي ألح د من‬
‫بعده؛ فهل أعطي نبيكم مثل هذا؟‪ ..‬فقال‪( :‬لق د ك ان ك ذلك‪ ،‬ومحم د ‪ ‬اعطي مث ل‬
‫هذا‪ ..‬إنه هبط إليه ملك لم يهبط إلى األرض قبله وهو ميكائي ل‪ ،‬فق ال ل ه‪ :‬ي ا محم د‬
‫عش ملك ا منعم ا‪ ،‬وه ذه مف اتيح خ زائن األرض مع ك‪ ،‬وتس ير مع ك جباله ا ذهب ا‬
‫وفضة‪ ،‬ال ينقص لك فيما ادخر لك في اآلخرة شئ‪ ،‬فأومأ إلى جبريل ـ وك ان خليله‬
‫من المالئكة ـ فأشار إليه‪ :‬إن تواضع‪ ،‬فقال‪ :‬بل أعيش نبيا عبدا‪ ،‬أكل يوم ا‪ ،‬وال أكل‬
‫ي ومين‪ ،‬وألحق ب إخواني من األنبي اء من قبلي‪ ،‬ف زاده هللا تع الى الك وثر‪ ،‬وأعط اه‬
‫الشفاعة‪ ،‬وذلك أعظم من ملك الدنيا من أولها إلى آخرها سبعين مرة‪ ،‬ووعده المق ام‬
‫المحم ود‪ ،‬ف إذا ك ان ي وم القيام ة أقع ده هللا تع الى على الع رش‪ ،‬فه ذا مثلم ا اعطي‬
‫سليمان بن داود)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]477 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬إن سليمان قد سخرت له الرياح فسارت به‬
‫في بالده‪ ،‬غدوها شهر ورواحها شهر؛ فهل أعطي نبيكم مثل هذا؟‪ ..‬فقال‪( :‬لقد ك ان‬
‫كذلك‪ ،‬ومحمد ‪ ‬اعطي مثل هذا‪ ..‬إنه اس ري ب ه من المس جد الح رام إلى المس جد‬
‫االقصى مسيرة شهر‪ ،‬وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف ع ام في‬
‫أقل من ثلث ليلة حتى انتهى إلى ساق العرش‪ ،‬فدنا بالعلم فتدلى‪ ،‬فدلي ل ه من الجن ة‬
‫رفرف أخضر‪ ،‬وغشى النور بصره‪ ،‬فرأى عظمة ربه عز وجل بف ؤاده‪ ،‬ولم يره ا‬
‫بعينه‪ ،‬فأوحى إلى عبد ه ما أوحى)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]478 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬إن سليمان سخرت له الش ياطين‪ ،‬يعمل ون‬
‫له ما يش اء من مح اريب وتماثيل؛ فه ل أعطي ن بيكم مث ل ه ذا؟‪ ..‬فق ال‪( :‬لق د ك ان‬
‫كذلك‪ ،‬ولقد اعطي محمد ‪ ‬مثل ه ذا‪ ،‬إن الش ياطين س خرت لس ليمان وهي مقيم ة‬
‫على كفرها‪ ،‬وقد سخرت لنبوة محمد ‪ ‬الشياطين بااليمان‪ ،‬فأقبل إليه الجن التسعة‬
‫﴿وإِ ْذ‬
‫من أشرافهم من جن نص يبين واليمن‪،‬وهم ال ذين يق ول هللا تب ارك اس مه فيهم‪َ :‬‬
‫ض َي‬ ‫ضرُوهُ قَ الُوا أَ ْن ِ‬
‫ص تُوا فَلَ َّما قُ ِ‬ ‫ص َر ْفنَا إِلَ ْيكَ نَفَرًا ِمنَ ْال ِجنِّ يَ ْستَ ِمعُونَ ْالقُرْ آنَ فَلَ َّما َح َ‬
‫َ‬
‫َولَّوْ ا إِلى قوْ ِم ِه ْم ُمن ِذ ِرينَ ﴾ [األحقاف‪ ]29 :‬فأقبل إليه الجن والن بي ‪ ‬ببطن النخ ل‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فاعتذروا بأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث هللا أحدا‪ ،‬ولقد أقب ل إلي ه أح د وس بعون‬
‫ألفا منهم فبايعوه على الص وم والص الة والزك اة والحج والجه اد ونص ح المس لمين‬
‫فاعت ذروا ب أنهم ق الوا على هللا ش ططا‪ ،‬وه ذا مثلم ا اعطي س ليمان‪ ،‬س بحان من‬
‫سخرها لنبوة محمد ‪ ‬بعد أن كانت تتمرد وتزعم أن هلل ولدا‪ ،‬فلقد شمل مبعث ه من‬
‫الجن واالنس ما ال يحصى)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]479 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬ه ذا يح يى بن زكري ا أوتي الحكم ص بيا‪،‬‬
‫‪ )(1‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(2‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(3‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(4‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪115‬‬
‫والحلم والفهم‪ ،‬وأنه ك ان يبكي من غ ير ذنب‪ ،‬وك ان يواص ل الص وم؛ فه ل أعطي‬
‫نبيكم مثل هذا؟‪ ..‬فقال‪( :‬لقد كان ك ذلك‪ ،‬ومحمد ‪ ‬اعطي مث ل ه ذا‪ ..‬إن يح يى بن‬
‫زكري ا‪ ،‬ك ان في عصر ال أوث ان فيه وال جاهلي ة‪ ،‬ومحمد ‪ ‬اوتي الحكم والفهم‬
‫صبيا بين عبد ة األوثان‪ ،‬وحزب الشيطان‪ ،‬ولم يرغب لهم في صنم ق ط‪ ،‬ولم ينش ط‬
‫العيادهم ولم ير منه كذب قط ‪ ..‬وكان أمينا صدوقا حليما‪ ،‬وكان يواص ل ص وم‬
‫االسبوع واالقل واالكثر‪ ،‬فيقال له في ذلك فيقول‪( :‬إني لست كأحدكم إني أظ ل عن د‬
‫ربي فيطعمني ويسقيني) وكان يبكي ‪ ‬حتى يبتل مصاله‪ ،‬خشية من هللا ع ز وجل‬
‫من غير جرم)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]480 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬إن عيس ى بن م ريم تكلم في المهد ص بيا؛‬
‫فهل أعطي نبيكم مثل هذا؟‪ ..‬فق ال‪( :‬لقد ك ان ك ذلك‪ ،‬ومحمد ‪ ‬س قط من بطن امه‬
‫واض عا ي ده اليس رى على األرض‪ ،‬ورافعا ي ده اليم نى إلى الس ماء‪ ،‬يح رك ش فتيه‬
‫بالتوحيد‪ ،‬وبدا من فيه نور رأى أهل مكة منه قصور بصرى من الش ام وم ا يليه ا‪،‬‬
‫والقصور الحمر من أرض اليمن وم ا يليه ا‪ ،‬والقص ور ال بيض من إص طخر وم ا‬
‫يليها‪ ،‬ولقد أضاءت الدنيا ليلة ولد النبي ‪ ‬حتى ف زعت الجن واالنس والش ياطين‪،‬‬
‫وقالوا‪ :‬حدث في األرض حدث‪ ،‬ولقد رئيت المالئكة ليلة ولد تصعد وت نزل وتس بح‬
‫وتقدس‪ ،‬وتض طرب النج وم وتتس اقط‪ ،‬عالم ة لميالده‪ ،‬ولق د هم إبليس ب الظعن في‬
‫السماء لم ا رأى من االع اجيب في تل ك الليل ة‪ ،‬وك ان ل ه مقع د في الس ماء الثالث ة‪،‬‬
‫والشياطين يسترقون السمع‪ ،‬فلما رأوا االعاجيب أرادوا أن يسترقوا الس مع ف إذا هم‬
‫قد حجبوا من السماوات كلها‪ ،‬ورموا بالشهب داللة لنبوته ‪)2()‬‬
‫[الحديث‪ ]481 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬إن عيسى أبرأ االكمه واالبرص ب إذن هللا‬
‫عز وجل؛ فهل أعطي نبيكم مثل هذا؟‪ ..‬فقال‪( :‬لق د ك ان ك ذلك‪ ،‬ومحم د ‪ ‬أب رأ ذا‬
‫العاهة من عاهته‪ ،‬فبينما هو ج الس ‪ ‬إذ س أل عن رج ل من أص حابه‪ ،‬فق الوا‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا أنه قد صار من البالء كهيئة الفرخ ال ريش عليه‪ ،‬فأتاه ‪ ‬فإذا هو كهيئة‬
‫الفرخ من شدة البالء‪ ،‬فقال‪ :‬قد كنت تدعو في صحتك دعاء؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬كنت‪ ،‬أقول‪:‬‬
‫يارب أيما عقوبة أنت معاقبي بها في اآلخ رة فعجله ا لي في ال دنيا؛ فق ال ل ه الن بي‬
‫‪ :‬أال قلت‪َ ﴿ :‬ربَّنَ ا آتِنَ ا فِي ال ُّد ْنيَا َح َس نَةً َوفِي اآْل ِخ َر ِة َح َس نَةً َوقِنَ ا َع َذ َ‬
‫اب النَّ ِ‬
‫ار ﴾‬
‫[البقرة‪ ،]201 :‬فقالها‪ ،‬فكأنما نشط من عقال‪ ،‬وقام صحيحا وخرج معن ا‪ ،‬ولق د أت اه‬
‫رجل من جهينة أجذم يتقطع من الجذام‪ ،‬فشكا إليه ‪ ‬فأخذ قدحا من ماء فتف ل في ه‪،‬‬
‫ثم قال‪ :‬امسح به جسدك‪ ،‬ففع ل ف برئ ح تى لم يوج د في ه ش ئ‪ ،‬ولق د أتي ب أعرابي‬
‫أبرص فتفل من فيه عليه فما قام من عنده إال صحيحا‪ ،‬ولئن زعمت أن عيسى أب رأ‬
‫ذوي العاهات من عاهاتهم فإن محمدا ‪ ‬بينما هو في بعض أصحابه إذا هو بامرأة‬
‫فقالت‪ :‬يا رسول هللا إن ابني قد أشرف على حياض الموت‪ ،‬كلم ا أتيت ه بطع ام وف ع‬

‫‪ )(1‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(2‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪116‬‬
‫عليه التثاؤب‪ ،‬فقام النبي ‪ ‬وقمنا معه‪ ،‬فلما أتيناه قال له‪ :‬جانب يا عدو هللا ولي هللا‬
‫فأنا رسول هللا‪ ،‬فجانبه الشيطان فقام صحيحا وه و معن ا في عس كرنا‪ ،‬ولئن زعمت‬
‫أن عيسى أبرأ العميان فإن محم دا ‪ ‬ق د فع ل م ا ه و أك ثر من ذل ك‪ ،‬إن قت ادة بن‬
‫ربعي كان رجال صبيحا‪ ،‬فلم ا أن ك ان ي وم اح د أص ابته طعن ة في عين ه‪ ،‬فب درت‬
‫حدقت ه فأخ ذها بي ده‪ ،‬ثم أتى به ا الن بي ‪ ‬فق ال‪ :‬ي ا رس ول هللا إن ام رأتي اآلن‬
‫تبغض ني‪ ،‬فأخ ذها رس ول هللا ‪ ‬من ي ده‪ ،‬ثم وض عها مكانه ا‪ ،‬فلم تكن تع رف إال‬
‫بفضل حسنها‪ ،‬وفضل ضوئها على العين األخ رى‪ ..‬ولق د ج رح عب د هللا بن عتي ك‬
‫وبانت يده يوم ابن أبي الحقيق‪ ،‬فجاء إلى الن بي ‪ ‬ليال‪ ،‬فمس ح علي ه ي ده‪ ،‬فلم تكن‬
‫تعرف من اليد األخرى‪ ..‬ولقد أصاب محمد بن مسلمة ي وم كعب بن االش رف مث ل‬
‫ذلك في عينه ويده‪ ،‬فمسحه رسول هللا ‪ ‬فلم نستبينا‪ ..‬ولقد أصاب عبد هللا بن أنيس‬
‫مثل ذلك في عينه فمسحها فما عرفت من األخرى‪ ،‬فهذه كلها داللة لنبوته ‪)1()‬‬
‫[الحديث‪ ]482 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬إن عيسى قد أحي ا الم وتى ب إذن هللا؛ فه ل‬
‫أعطي ن بيكم مث ل ه ذا؟‪ ..‬فق ال‪( :‬لقد ك ان ذل ك‪ ،‬ومحمد ‪ ‬س بحت في ي ده تسع‬
‫حصيات‪ ،‬تسمع نغماتها في جمودها وال روح فيها‪ ،‬لتمام حج ة نبوت ه‪ ،‬ولق د كلمت ه‬
‫الموتى من بعد موتهم‪ ،‬واستغاثوه مما خافوا من تبعت ه‪ ،‬ولق د ص لى بأص حابه ذات‬
‫يوم فقال‪ :‬ما ههنا من ب ني النج ار أح د وص احبهم محتبس على ب اب الجن ة بثالث ة‬
‫دراهم لفالن اليهودي‪ ،‬وكان شهيدا‪ ..‬وإن النبي ‪ ‬لما نزل بالطائف وحاصر أهلها‬
‫بعثوا إليه بشاة مسلوخة مطلية بس م‪ ،‬فنط ق ال ذراع منه ا‪ ،‬فق الت‪ :‬ي ا رس ول هللا ال‬
‫تأكلني فإني مسمومة‪ ،‬فلو كلمت ه البهيم ة وهي حي ة لك انت من أعظم حجج هللا ع ز‬
‫ذكره على المنكرين لنبوته‪ ،‬فكيف وقد كلمته من بعد ذبح وسلخ وشي ولقد ك ان ‪‬‬
‫يدعو بالشجرة فتجيبه‪ ،‬وتكلمه البهيمة وتكلمه السباع‪ ،‬وتشهد له ب النبوة‪ ،‬وتح ذرهم‬
‫عصيانه)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]483 :‬قي ل لإلم ام علي‪ :‬إن عيس ى أنب ا قوم ه بم ا ي أكلون‪ ،‬وم ا‬
‫يدخرون في بيوتهم؛ فهل أعطي نبيكم مثل هذا؟‪ ..‬فقال‪( :‬لقد كان كذلك‪ ،‬ومحمد ‪‬‬
‫فعل ما هو أكثر من هذا‪ ،‬إن عيسى أنبأ قومه بما كان من وراء حائ ط‪ ،‬ومحم د أنب أ‬
‫عن مؤت ة‪ ،‬وه و عنه ا غ ائب ووص ف ح ربهم ومن استش هد منهم‪ ،‬وبين ه وبينهم‬
‫مسيرة شهر‪ ..‬وكان يأتيه الرجل يريد أن يسأله عن شيء فيقول ‪ :‬تقول أو أقول؟‬
‫فيقول‪ :‬بل قل يا رسول هللا‪ ،‬فيقول‪ :‬جئتنى في كذا وكذا حتى يفرغ من حاجته‪ ..‬ولقد‬
‫كان ‪ ‬يخبر أهل مكة بأسرارهم بمكة ح تى ال ي ترك من أس رارهم ش يئا منه ا م ا‬
‫كان بين صفوان بن أمية وبين عمير بن وهب‪ ،‬إذ أت اه عم ير فق ال‪ :‬جئت في فك اك‬
‫ابني‪ ،‬فقال له‪ :‬كذبت‪ ،‬بل قلت لصفوان وقد اجتمعتم في الحطيم‪ ،‬وذكرتم قتلى ب در‪:‬‬
‫وهللا للموت خير لنا من البقاء مع ما صنع محم د بن ا‪ ،‬وه ل حي اة بع د أه ل القليب؟‬

‫‪ )(1‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(2‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫فقلت أنت لوال عيالي ودين علي الرحتك من محمد‪ ،‬فقال ص فوان‪ :‬علي أن أقض ي‬
‫دينك‪ ،‬وأن أجعل بناتك مع بناتي يصيبهن ما يص يبهن من خ ير أو ش ر‪ ،‬فقلت أنت‪:‬‬
‫فاكتمها علي‪ ،‬وجهزني حتى أذهب فأقتله‪ ،‬فجئت لتقتلني‪ ،‬فق ال‪ :‬ص دقت ي ا رس ول‬
‫هللا‪ ،‬فأنا أشهد أن ال إله إال هللا‪ ،‬وأنك رسول هللا‪ ،‬وأشباه هذا مما ال يحصى)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]484 :‬قي ل لإلم ام علي‪ :‬إن عيس ى ك ان يخل ق من الطين كهيئ ة‬
‫الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن هللا عز وجل؛ فهل أعطي نبيكم مثل هذا؟‪ ..‬فق ال‪:‬‬
‫(لقد كان كذلك‪ ،‬ومحمد ‪ ‬قد فعل ما هو شبيه بهذا إذ أخذ يوم حنين حجرا فس معنا‬
‫للحجر تسبيحا وتقديسا‪ ،‬ثم قال للحجر‪ :‬انفلق فانفلق ثالث فلق‪ ،‬نسمع لكل فلقة منه ا‬
‫تسبيحا ال يسمع لألخرى‪ ..‬ولقد بعث إلى شجرة يوم البطحاء فأجابته‪ ،‬ولك ل غص ن‬
‫منها تسبيح وتهليل وتقديس‪ ،‬ثم قال لها‪ :‬انشقي فانشقت نصفين‪ ،‬ثم قال لها‪ :‬التزقي‪،‬‬
‫فالتزقت‪ ،‬ثم قال لها‪ :‬اشهدي لي ب النبوة‪ ،‬فش هدت‪ ،‬ثم ق ال له ا‪ :‬ارجعي إلى مكان ك‬
‫بالتسبيح والتهليل والتقديس ففعلت‪ ،‬وكان موضعها بجنب الجزارين بمكة)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]485 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬إن عيسى ك ان زاه دا؛ فه ل أعطي ن بيكم‬
‫مثل هذا؟‪ ..‬فقال‪( :‬لقد كان كذلك‪ ،‬ومحمد ‪ ‬أزهد األنبياء عليهم‌الس الم‪ ،‬م ا رفعت‬
‫له مائدة قط وعليها طعام‪ ،‬وما أكل خبز بر قط‪ ،‬وال شبع من خبز شعير ثالث لي ال‬
‫متواليات قط‪ ،‬توفي ‪ ‬ودرعه مرهونة عند يهودي بأربعة دراهم‪ ،‬ما ترك صفراء‬
‫وال بيضاء‪ ،‬مع ما وطئ له من البالد)(‪)3‬‬
‫ثالثا ـ ما ورد حول احتجاج أئمة الهدى بأنواع الدالئل على النبوة‪:‬‬
‫وسنسوق هنا نموذجين عن احتجاجات أئمة الهدى باآليات الحسية على نب وة‬
‫رسول هللا ‪ ،‬أحدهما لإلمام موسى الكاظم‪ ،‬والثاني لإلمام الهادي‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ احتجاج اإلمام الكاظم بدالئل النبوة الخاصة‪:‬‬
‫وقد ورد في رواية طويلة عن اإلمام موسى الك اظم رويت في كت اب (ق رب‬
‫اإلس ناد) للش يخ أبي العب اس عب د هللا بن جعف ر الحم يري القمي‪ ،‬من أعالم الق رن‬
‫الهجري الثالث‪ ،‬وهي ت دل على أن واع األدل ة ال تي ك ان يس تعملها أئم ة اله دى في‬
‫االستدالل للنبوة‪ ،‬وقد قسمنا الرواية إلى مقاطع لتيسير االستفادة منها‪.‬‬
‫ونص الرواية هو م ا ح دث ب ه اإلم ام الك اظم ق ال‪( :‬كنت عن د أبي عب د هللا‬
‫ي إذ دخ ل علي ه نف ٌر من اليه ود فق الوا‪ :‬أنت ابن‬ ‫الصادق ذات يوم وأنا طف ٌل خماس ٌ‬
‫محمد نبي هذه األمة‪ ،‬والحجة على أهل األرض؟ قال لهم‪ :‬نعم‪ ..‬ق الوا‪ :‬إن ا نج د في‬
‫التوراة أن هللا تبارك وتعالى آتى إبراهيم عليه السالم وولده الكتاب والحكم والنب وة‪،‬‬
‫وجعل لهم الملك واإلمامة‪ ،‬وهكذا وجدنا ذري ة األنبي اء ال تتع داهم النب وة والخالف ة‬
‫والوصية‪ ،‬فما بالكم قد تعداكم ذلك وثبت في غيركم ونلق اكم مستض عفين مقه ورين‬

‫‪ )(1‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(2‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪ )(3‬االحتجاج‪ 111 :‬ـ ‪ ،120‬وهو جزء من حديث طويل يحتج فيه اإلمام علي لنبوة رسول هللا ‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫ال ترقب فيكم ذمة نبيكم؟!‬
‫فدمعت عين ا أبي عب د هللا‪ ،‬ثم ق ال‪ :‬نعم لم ت زل أمن اء هللا مض طهدة مقه ورة‬
‫مقتولة بغير حق‪ ،‬والظلمة غالبةٌ‪ ،‬وقلي ٌل من عباد هللا الشكور‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬فإن األنبياء وأوالدهم علموا من غير تعليم‪ ،‬وأوتوا العلم تلقينا‪ ،‬وك ذلك‬
‫ينبغي ألئمتهم وخلفائهم وأوصيائهم‪ ،‬فهل أوتيتم ذلك؟‬
‫فقال اإلمام الصادق‪ :‬ادن يا موسى‪ .‬فدنوت فمس ح ي ده على ص دري ثم ق ال‪:‬‬
‫اللهم أيده بنصرك‪ ،‬بحق محمد وآله‪ .‬ثم قال‪ :‬سلوه عما بدا لكم‪ ..‬قالوا‪ :‬وكي ف نس أل‬
‫طفال ال يفقه؟ قلت‪ :‬سلوني تفقها ودعوا العنت‪..‬‬
‫قالوا‪ :‬أخبرنا عن اآليات التسع التي أوتيها موسى بن عم ران‪ ،‬قلت‪ :‬العص ا‪،‬‬
‫وإخراجه يده من جيبه بيضاء‪ ،‬والجراد‪ ،‬والقمل‪ ،‬والضفادع‪ ،‬والدم‪ ،‬ورف ع الط ور‪،‬‬
‫والمن والسلوى آية واحدة‪ ،‬وفلق البحر‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬صدقت‪ ،‬فما أعطي ن بيكم من اآلي ات الالتي نفت الش ك عن قل وب من‬
‫آيات كثيرةٌ‪ ،‬أعدها إن شاء هللا‪ ،‬فاسمعوا وعوا وافقهوا‪ ..‬أما أول‬‫ٌ‬ ‫أرسل إليه؟‪ ..‬قلت‪:‬‬
‫ذلك‪ :‬أنتم تقرون أن الجن كانوا يسترقون السمع قبل مبعثه‪ ،‬فمنعت في أوان رسالته‬
‫بالرجوم وانقضاض النجوم‪ ،‬وبطالن الكهنة والسحرة)(‪)1‬‬
‫وقد قسمنا باقي الحديث إلى األحاديث التالية‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]486 :‬قال اإلمام الكاظم‪( :‬من اآليات الدالة على نبوة رسول هللا‬
‫‪ :‬أن س يف بن ذي ي زن حين ظف ر بالحبش ة وف د علي ه وف د ق ريش‪ ،‬فيهم عب د‬
‫المطلب‪ ،‬فسألهم عنه ووصف لهم صفته‪ ،‬فأقروا جميعا ب أن ه ذا الص فة في محم د‬
‫‪ ‬فقال‪ :‬هذا أوان مبعثه‪ ،‬ومستقره أرض يثرب وموته بها)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]487 :‬قال اإلمام الكاظم‪( :‬من اآلي ات الدال ة على نب وة رس ول هللا‬
‫‪ :‬أن أبرهة بن يكسوم قاد الفيلة إلى بيت هللا الحرام ليهدمه‪ ،‬قبل مبعثه‪ ،‬فقال عبد‬
‫المطلب‪ :‬إن لهذا البيت ربا يمنعه‪ ،‬ثم جمع أهل مكة فدعا‪ ،‬وهذا بعد ما أخبره س يف‬
‫بن ذي يزن‪ ،‬فأرسل هللا تبارك وتعالى عليهم طيرا أبابيل ودفعهم عن مك ة وأهله ا)‬
‫(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]488 :‬قال اإلمام الكاظم‪( :‬من اآلي ات الدال ة على نب وة رس ول هللا‬
‫‪ :‬أن أبا جهل‪ ،‬عمرو بن هشام المخزومي‪ ،‬أتاه وهو نائ ٌم خلف جدار ومعه حج ٌر‬
‫يريد أن يرميه به‪ ،‬فالتصق بكفه)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]489 :‬قال اإلمام الكاظم‪( :‬من اآلي ات الدال ة على نب وة رس ول هللا‬
‫‪ :‬أن أعرابيا باع ذودا من اإلبل من أبي جه ل فمطل ه بحق ه‪ ،‬ف أتى قريش ا وق ال‪:‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫اع دوني على أبي الحكم فق د ل وى حقي‪ ،‬فأش اروا إلى محم د ‪ ‬وه و يص لي في‬
‫الكعبة‪ ،‬فقالوا‪ :‬ائت هذا الرجل فاستعده عليه‪ ،‬وهم يه زؤون ب األعرابي؛ فأت اه فق ال‬
‫له‪ :‬يا عبد هللا اعدني على عمرو بن هشام فقد منعني حقي‪ ..‬قال‪ :‬نعم‪ .‬ف انطلق مع ه‬
‫ف دق على أبي جه ل باب ه‪ ،‬فخ رج إلي ه متغ يرا‪ .‬فق ال ل ه‪ :‬م ا حاجت ك؟ ق ال‪ :‬أع ط‬
‫األعرابي حقه‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ ..‬وجاء األعرابي إلى قريش فقال‪ :‬جزاكم هللا خيرا‪ ،‬انطلق‬
‫معي الرج ل ال ذي دللتم وني علي ه‪ ،‬فأخ ذ حقي‪ ..‬فج اء أب و جه ل‪ ،‬فق الوا‪ :‬أعطيت‬
‫األعرابي حقه؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬ق الوا‪ :‬إنم ا أردن ا أن نغري ك بمحم د‪ ،‬ونه زأ ب األعرابي‪.‬‬
‫قال‪ :‬يا هؤالء‪ ،‬دق بابي فخرجت إليه‪ ،‬فقال‪ :‬أعط األعرابي حقه‪ ،‬وفوقه مثل الفح ل‬
‫فاتحا فاه كأنه يريدني‪ ،‬فقال‪ :‬أعطه حقه‪ ،‬فلو قلت‪ :‬ال‪ ،‬البتلع رأسي‪ ،‬فأعطيته)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]490 :‬قال اإلمام الكاظم‪( :‬من اآلي ات الدال ة على نب وة رس ول هللا‬
‫‪ :‬أن قريشا أرسلت النضر بن الحارث وعلقمة بن أبي معيط بيثرب إلى اليه ود‪،‬‬
‫وقالوا لهما‪ :‬إذا قدمتما عليهم فسائلوهم عنه‪ ،‬وهما قد سألوهم عنه فقالوا‪ :‬ص فوا لن ا‬
‫صفته‪ ،‬فوصفوه‪ .‬وقالوا‪ :‬من تبعه منكم؟ قالوا‪ :‬سفلتنا؛ فصاح ح ب ٌر منهم فق ال‪ :‬ه ذا‬
‫النبي الذي نجد نعته في التوراة‪ ،‬ونجد قومه أشد الناس عداوة له)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]491 :‬قال اإلمام الكاظم‪( :‬من اآلي ات الدال ة على نب وة رس ول هللا‬
‫‪ :‬أن قريشا أرسلت سراقة بن جعشم حتى خرج إلى المدينة في طلب ه‪ ،‬فلح ق ب ه‬
‫فقال صاحبه‪ :‬هذا سراقة يا نبي هللا‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم اكفنيه‪ ،‬فساخت قوائم ظهره‪ ،‬فناداه‪:‬‬
‫يا محمد خل عني بموثق أعطيكه أن ال أناصح غيرك‪ ،‬وكل من ع اداك ال أص الح‪.‬‬
‫فقال النبي ‪ :‬اللهم إن كان صادق المقال فأطلق فرسه؛ ف انطلق ف وفى وم ا انث نى‬
‫بعد ذلك)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]492 :‬قال اإلمام الكاظم‪( :‬من اآلي ات الدال ة على نب وة رس ول هللا‬
‫‪ :‬أن عامر بن الطفيل وأزيد بن قيس أتيا النبي ‪ ،‬فقال ع ام ٌر ألزي د‪ :‬إذا أتين اه‬
‫فأنا أشاغله عنك فأعله بالسيف‪ ،‬فلما دخال عليه قال عامرٌ‪ :‬يا محمد خائر‪ ،‬ق ال‪ :‬ال‪،‬‬
‫حتى تقول أشهد أن ال إله إال هللا وأني رس ول هللا‪ ،‬وه و ينظ ر إلى أزي د‪ ،‬وأزي د ال‬
‫يخبر شيئا‪ ..‬فلما طال ذلك نهض وخرج وقال ألزيد‪ :‬ما كان أح ٌد على وجه األرض‬
‫أخوف على نفسي فتكا منك‪ ،‬ولعمري ال أخافك بعد اليوم‪ ،‬فقال ل ه أزي د‪ :‬ال تعج ل‪،‬‬
‫فإني م ا هممت بم ا أمرت ني ب ه إال ودخلت الرج ال بي ني وبين ك‪ ،‬ح تى م ا أبص ر‬
‫غيرك‪ ،‬فأضربك؟!)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]493 :‬قال اإلمام الكاظم‪( :‬من اآلي ات الدال ة على نب وة رس ول هللا‬
‫‪ :‬أن أزيد بن قيس والنضر بن الحارث اجتمعا على أن يسأاله عن الغيوب فدخال‬
‫عليه‪ ،‬فأقبل النبي ‪ ‬على أزيد فقال‪ :‬يا أزي د‪ ،‬أت ذكر م ا جئت ل ه ي وم ك ذا ومع ك‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬
‫‪120‬‬
‫عامر بن الطفيل؟ فأخبره بما كان فيهما‪ ،‬فقال أزيد‪ :‬وهللا ما حضرني وعامرا أح ٌد‪،‬‬
‫ك من السماء‪ ،‬وأنا أشهد أن ال إل ه إال هللا وح ده ال ش ريك ل ه‬ ‫وما أخبرك بهذا إال مل ٌ‬
‫وأنك رسول هللا)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]494 :‬قال اإلمام الكاظم‪( :‬من اآلي ات الدال ة على نب وة رس ول هللا‬
‫‪ :‬أن نفرا من اليهود أتوه‪ ،‬فقالوا ألبي الحسن‪ :‬استأذن لن ا على ابن عم ك نس أله‪،‬‬
‫ي فأعلمه‪ ،‬فقال النبي ‪ :‬وم ا يري دون م ني؟ ف إني عب ٌد من عبي د هللا‪ ،‬ال‬ ‫فدخل عل ٌ‬
‫أعلم إال ما علمني ربي‪ ،‬ثم قال‪ :‬ائذن لهم‪ .‬فدخلوا عليه فقال‪ :‬أتسألوني عما جئتم ل ه‬
‫أم أنبئكم؟ قالوا‪ :‬نبئنا‪ ،‬قال‪ :‬جئتم تسألوني عن ذي القرنين‪ ،‬قالوا‪ :‬نعم)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]495 :‬قال اإلمام الكاظم‪( :‬من اآلي ات الدال ة على نب وة رس ول هللا‬
‫‪ :‬أن وابصة بن معب د األس دي أت اه فق ال‪ :‬ال أدع من ال بر واإلثم ش يئا إال س ألته‬
‫عنه‪ ،‬فلما أتاه قال له بعض أصحابه‪ :‬إليك يا وابصة عن رسول هللا ‪ ،‬فقال الن بي‬
‫‪ :‬ادن يا وابصة‪ ،‬فدنوت‪ ،‬فقال‪ :‬أتسال عما جئت ل ه أو أخ برك؟ ق ال‪ :‬أخ برني‪..‬‬
‫قال‪ :‬جئت تسأل عن ال بر واإلثم‪ .‬ق ال‪ :‬نعم‪ .‬فض رب بي ده على ص دره‪ ،‬ثم ق ال‪ :‬ي ا‬
‫وابصة البر ما اطمأن به الصدر‪ ،‬واإلثم ما ت ردد في الص در وج ال في القلب‪ ،‬وإن‬
‫أفتاك الناس وأفتوك)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]496 :‬قال اإلمام الكاظم‪( :‬من اآلي ات الدال ة على نب وة رس ول هللا‬
‫‪ :‬أنه أتاه وفد عبد القيس فدخلوا علي ه‪ ،‬فلم ا أدرك وا ح اجتهم عن ده ق ال‪ :‬ائت وني‬
‫بتمر أهلكم مما معكم‪ ،‬فأتاه كل رج ل منهم بن وع من ه‪ ،‬فق ال الن بي ‪ :‬ه ذا يس مى‬
‫كذا‪ ،‬وهذا يسمى كذا‪ ،‬فقالوا‪ :‬أنت أعلم بتمر أرض نا‪ ،‬فوص ف لهم أرض هم‪ ،‬فق الوا‪:‬‬
‫أدخلتها؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬ولكن فسح لي فنظرت إليها‪ ،‬وأتوه بشاة هرم ة‪ ،‬فأخ ذ أح د أذنيه ا‬
‫بين أصابعه‪ ،‬فصار ميسما‪ ،‬ثم قال‪ :‬خذوها فإن هذا الس مة في آذان م ا تل د إلى ي وم‬
‫القيامة‪ .‬فهي توالد وتلك في آذانها معروفة ٌ غير مجهولة)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]497 :‬قال اإلمام الكاظم‪( :‬من اآليات الدالة على نبوة رس ول هللا‬
‫‪ :‬أنه توجه إلى الشام قب ل مبعث ه م ع نف ر من ق ريش‪ ،‬فلم ا ك ان بحي ال بح يراء‬
‫الراهب نزلوا بفناء ديره‪ ،‬وكان عالما بالكتب‪ ،‬وقد كان قرأ في التوراة مرور الن بي‬
‫‪ ‬به‪ ،‬وعرف أوان ذلك‪ ،‬فأمر فدعي إلى طعامه‪ ،‬فأقبل يطلب الصفة في القوم فلم‬
‫يجدها‪ ،‬فقال‪ :‬هل بقي في رح الكم أح ٌد؟‪ ..‬فق الوا‪ :‬غال ٌم ي تي ٌم‪ .‬فق ام بح يراء ال راهب‬
‫فاطلع‪ ،‬فإذا هو برسول هللا ‪ ‬نائ ٌم وقد أظلته سحابةٌ‪ ،‬فقال للقوم‪ :‬ادعوا ه ذا الي تيم‪،‬‬
‫مشرف عليه‪ ،‬وهو يس ير والس حابة ق د أظلت ه‪ ،‬ف أخبر الق وم بش أنه‬ ‫ٌ‬ ‫ففعلوا وبحيراء‬
‫وأنه س يبعث فيهم رس وال ويك ون من حال ه وأم ره‪ .‬فك ان الق وم بع د ذل ك يهابون ه‬
‫ويجلونه‪ ..‬فلما قدموا أخبروا قريشا بذلك‪ ،‬وكان عند خديجة بنت خويلد ف رغبت في‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫تزويجه‪ ،‬وهي سيدة نساء قريش‪ ،‬وقد خطبها كل صنديد ورئيس ق د أبتهم‪ ،‬فزوجت ه‬
‫نفسها للذي بلغها من خبر بحيراء)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]498 :‬قال اإلمام الكاظم‪( :‬من اآلي ات الدال ة على نب وة رس ول هللا‬
‫‪ :‬أنه كان بمكة أيا ٌم ألب عليه قومه وعشائره‪ ،‬فأمر عليا أن يأمر خديجة أن تتخذ‬
‫له طعاما ففعلت‪ ،‬ثم أمره أن يدعو ل ه أقرب اءه من ب ني عب د المطلب‪ ،‬ف دعا أربعين‬
‫رجال فقال‪ :‬هات لهم طعام ا ي ا علي‪ ،‬فأت اه بثري دة وطع ام يأكل ه الثالث ة واألربع ة‬
‫فقدمه إليهم‪ ،‬وقال‪ :‬كلوا وسموا‪ ،‬فسمى ولم يسم القوم‪ ،‬فأكلوا وصدروا شبعى‪ ،‬فق ال‬
‫أبو جهل‪ :‬جاد ما س حركم محم ٌد‪ ،‬يطعم من طع ام ثالث رج ال أربعين رجال‪ ،‬ه ذا‬
‫ي‪ :‬ثم أم رني بع د أي ام فاتخ ذت ل ه مثل ه‬ ‫وهللا ه و الس حر ال ذي ال بع ده‪ ،‬فق ال عل ٌ‬
‫ودعوتهم بأعيانهم فطعموا وصدروا)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]499 :‬قال اإلمام الكاظم‪( :‬من اآلي ات الدال ة على نب وة رس ول هللا‬
‫‪ :‬أن امرأة عبد هللا بن مسلم أتته بشاة مسمومة‪ ،‬ومع النبي ‪ ‬بشر بن البراء بن‬
‫عازب‪ ،‬فتناول النبي ‪ ‬الذراع وتناول بش ٌر الكراع‪ ،‬فأما النبي عليه السالم فالكه ا‬
‫ولفظها وقال‪ :‬إنها لتخبرني أنها مسمومةٌ‪ .‬وأما بش ٌر فالك المضغة وابتلعه ا فم ات‪،‬‬
‫فأرسل إليها فأقرت‪ ،‬وقال‪ :‬ما حمل ك على م ا فعلت؟ ق الت‪ :‬قتلت زوجي وأش راف‬
‫قومي‪ ،‬فقلت‪ :‬إن ك ان ملك ا قتلت ه‪ ،‬وإن ك ان نبي ا فس يطلعه هللا تب ارك وتع الى على‬
‫ذلك)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]500 :‬قال اإلمام الكاظم‪( :‬من اآلي ات الدال ة على نب وة رس ول هللا‬
‫‪ :‬أن ج ابر بن عب د هللا ق ال‪ :‬رأيت الن اس ي وم الخن دق يحف رون وهم خم اصٌ ‪،‬‬
‫ورأيت النبي ‪ ‬يحفر وبطنه خميصٌ ‪ ،‬ف أتيت أهلي فأخبرته ا فق الت‪ :‬م ا عن دنا إال‬
‫هذه الشاة ومحر ٌز من ذرة‪ ..‬قال‪ :‬فاخبزي‪ .‬وذبح الشاة وطبخوا شقها وشووا الباقي‪،‬‬
‫حتى إذا أدرك أتى النبي ‪ ‬فق ال‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬اتخ ذت طعام ا ف ائتني أنت ومن‬
‫أحببت‪ ،‬فشبك أصابعه في يده ثم نادى‪ :‬أال إن جابرا يدعوكم إلى طعامه‪ ..‬فأتى أهله‬
‫مذعورا خجال فقال لها‪ :‬هي الفضيحة قد حفل بهم أجمعين‪ ..‬فقالت‪ :‬أنت دع وتهم أم‬
‫هو؟ قال‪ :‬هو‪ .‬قالت‪ :‬فهو أعلم بهم‪ ..‬فلما رآنا أمر باألنطاع فبسطت على الش وارع‪،‬‬
‫وأمره أن يجمع التواري والجفان‪ ،‬ثم ق ال‪ :‬م ا عن دكم من الطع ام؟ فأعلمت ه‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫غطوا السدانة والبرمة والتنور‪ ،‬واغرفوا وأخرجوا الخبز واللحم وغطوا؛ فما زالوا‬
‫يغرفون وينقلون وال يرونه ينقص شيئا حتى ش بع الق وم‪ ،‬وهم ثالث ة آالف‪ ،‬ثم أك ل‬
‫ر وأهله وأهدوا وبقي عندهم أياما)(‪)4‬‬‫جاب ٌ‬
‫[الحديث‪ ]501 :‬قال اإلمام الكاظم‪( :‬من اآلي ات الدال ة على نب وة رس ول هللا‬
‫‪ :‬أن سعد بن عبادة األنصاري أتاه عشية وه و ص ائ ٌم ف دعاه إلى طعام ه‪ ،‬ودع ا‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬
‫‪122‬‬
‫معه علي بن أبي طالب‪ ،‬فلما أكل وا ق ال الن بي ‪ :‬ي ا س عد أك ل طعام ك األب رار‪،‬‬
‫وأفطر عندك الصائمون‪ ،‬وصلت عليكم المالئك ة‪ .‬فحمل ه س ع ٌد على حم ار قط وف‬
‫وألقى عليه قطيفة‪ ،‬فرجع الحمار وإنه لهمالج ما يساير)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]502 :‬قال اإلمام الكاظم‪( :‬من اآلي ات الدال ة على نب وة رس ول هللا‬
‫‪ :‬أنه أقبل من الحديبية‪ ،‬وفي الطريق ما ٌء يخرج من وشل بقدر ما يروي الراكب‬
‫والراكبين‪ ،‬فق ال‪ :‬من س بقنا إلى الم اء فال يس تقين من ه؛ فلم ا انتهى إلي ه دع ا بق دح‬
‫فتمضمض فيه ثم صبه في الماء‪ ،‬ففاض الم اء فش ربوا ومل ؤوا أدواتهم ومياض يهم‬
‫وتوضأوا‪ .‬فقال النبي ‪ :‬لئن بقيتم‪ ،‬أو بقي منكم‪ ،‬ليتسعن بهذا الوادي بسقي ما بين‬
‫يديه من كثرة مائه‪ ،‬فوجدوا ذلك كما قال)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]503 :‬قال اإلمام الكاظم‪( :‬من اآلي ات الدال ة على نب وة رس ول هللا‬
‫‪ :‬إخباره عن الغيوب‪ ،‬وما كان وما يكون‪ ،‬فوجد ذلك موافقا لما يقول)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]504 :‬قال اإلمام الكاظم‪( :‬من اآلي ات الدال ة على نب وة رس ول هللا‬
‫‪ :‬أنه أخبر صبيحة الليلة التي أسري ب ه‪ ،‬بم ا رأى في س فره‪ ،‬ف أنكر ذل ك بعضٌ‬
‫وصدقه بعضٌ ‪ ،‬فأخبرهم بما رأى من المارة والممتارة وهيآتهم ومنازلهم وم ا معهم‬
‫من األمتعة‪ ،‬وأنه رأى عيرا أمامها بعي ٌر أورق‪ ،‬وأنه يطلع ي وم ك ذا من العقب ة م ع‬
‫طلوع الشمس؛ فغدوا يطلبون تكذيبه للوقت الذي وقته لهم‪ ،‬فلما ك انوا هن اك طلعت‬
‫الشمس فقال بعضهم‪ :‬كذب الساحر‪ ،‬وأبصر آخرون بالعير قد أقبلت يقدمها األورق‬
‫فقالوا‪ :‬صدق‪ ،‬هذه نعم قد أقبلت)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]505 :‬قال اإلمام الكاظم‪( :‬من اآليات الدالة على نبوة رس ول هللا‬
‫‪ :‬أن أخت عبد هللا بن رواحة األنصاري مرت به أيام حفرهم الخندق‪ ،‬فق ال له ا‪:‬‬
‫إلى أين تريدين؟ قالت‪ :‬إلى عبد هللا بهذه التمرات‪ ،‬فقال‪ :‬هاتيهن‪ .‬فنثرت في كفه‪ ،‬ثم‬
‫دع ا باألنط اع وفرقه ا عليه ا وغطاه ا ب األزر‪ ،‬وق ام وص لى‪ ،‬فف اض التم ر على‬
‫األنطاع‪ ،‬ثم نادى‪ :‬هلموا وكلوا؛ فأكلوا وشبعوا وحملوا معهم ودفع ما بقي إليها)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]506 :‬قال اإلمام الكاظم‪( :‬من اآليات الدال ة على نب وة رس ول هللا‬
‫‪ :‬أنه أقبل من بعض أسفاره فأتاه قو ٌم فقالوا‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬إن لن ا ب ئرا إذا ك ان‬
‫القيظ اجتمعنا عليها‪ ،‬وإذا كان الشتاء تفرقنا على مياه حولن ا‪ ،‬وق د ص ار من حولن ا‬
‫عدوا لنا‪ ،‬فادع هللا في بئرنا‪ .‬فتفل ‪ ‬في ب ئرهم‪ ،‬ففاض ت المي اه المغيب ة فك انوا ال‬
‫يقدرون أن ينظروا إلى قعرها بعد من كثرة مائها؛ فبلغ ذلك مسيلمة الك ذاب فح اول‬
‫ذلك في قليب قليل ماؤه‪ ،‬فتفل األنكد في القليب فغار ماؤه وصار كالجبوب(‪)7())6‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬
‫‪ )(6‬الجبوب‪ :‬وجه األرض‪.‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬
‫‪123‬‬
‫[الحديث‪ ]507 :‬قال اإلمام الكاظم‪( :‬من اآليات الدالة على نبوة رس ول هللا‬
‫‪ :‬أن أم جميل امرأة أبي لهب أتته حين نزلت سورة (تبت) ومع الن بي ‪ ‬بعض‬
‫أصحابه‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬هذه أم جمي ل مغض بةٌ تري دك ومعه ا حج ٌر تري د أن‬
‫ترميك به؛ فقال‪ :‬إنها ال ت راني‪ .‬فق الت للرج ل‪ :‬أين ص احبك؟ ق ال‪ :‬حيث ش اء هللا‪.‬‬
‫قالت‪ :‬لقد جئته‪ ،‬ولو أراه لرميته‪ ،‬فإنه هجاني‪ ،‬والالت والع زى إني لش اعرةٌ‪ .‬فق ال‬
‫الرجل‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬لم ترك؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬ضرب هللا بيني وبينها حجابا)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]508 :‬قال اإلمام الكاظم‪( :‬من اآلي ات الدال ة على نب وة رس ول هللا‬
‫‪ :‬كتاب ه المهيمن الب اهر لعق ول الن اظرين‪ ،‬م ع م ا أعطي من الخالل ال تي إن‬
‫ذكرناها لطالت‪ ..‬فقالت اليهود‪ :‬وكيف لنا أن نعلم أن ه ذا كم ا وص فت؟‪ ..‬فق ال لهم‬
‫اإلمام الكاظم‪ :‬وكيف لنا أن نعلم أن ما تذكرون من آيات موسى على ما تص فون؟‪..‬‬
‫قالوا‪ :‬علمنا ذلك بنقل ال بررة الص ادقين‪ ..‬ق ال لهم‪ :‬ف أعلموا ص دق م ا أنب أتكم ب ه‪،‬‬
‫بخبر طفل لقنه هللا من غير تلقين‪ ،‬وال معرفة عن الن اقلين‪ ..‬فق الوا‪ :‬نش هد أن ال إل ه‬
‫إال هللا وأن محمدا رسول هللا‪ ،‬وأنكم األئمة القادة والحجج من عند هللا على خلقه)(‪)2‬‬
‫‪ 2‬ـ احتجاج اإلمام الهادي بدالئل النبوة الخاصة‪:‬‬
‫وقد ورد في رواية طويلة عن اإلم ام اله ادي س ئل فيه ا عن األح اديث ال تي‬
‫وردت في شأن دالئ ل النب وة الخاص ة‪ ،‬وق د ذك ر الكث ير من األمثل ة عنه ا‪ ،‬وال تي‬
‫قطعناها إلى األحاديث التالية لتيسير االستفادة منها‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]509 :‬سئل اإلمام الهادي عن الغمامة ال تي ك ان تظ ل رس ول هللا‬
‫‪ ،‬فقال‪( :‬إن رسول هللا ‪ ‬كان يس افر إلى الش ام مض اربا لخديج ة بنت خويل د‪،‬‬
‫وكان من مكة إلى بيت المقدس مسيرة شهر‪ ،‬فكانوا في حم ارة القي ظ يص يبهم ح ر‬
‫تلك البوادي‪ ،‬وربم ا عص فت عليهم فيه ا الري اح‪ ،‬وس فت عليهم الرم ال وال تراب‪،‬‬
‫وكان هللا تعالى في تلك االحوال يبعث لرسول هللا ‪ ‬غمامة تظله فوق رأسه‪ ،‬تقف‬
‫بوقوفه‪ ،‬وتزول بزواله‪ ،‬إن تق دم تق دمت‪ ،‬وإن ت أخر ت أخرت‪ ،‬وإن تي امن تي امنت‪،‬‬
‫وإن تياسر تياسرت‪ ،‬فكانت تك ف عن ه ح ر الش مس من فوق ه وك انت تل ك الري اح‬
‫المثيرة لتلك الرمال والتراب تسفيها في وجوه ق ريش ورواحله ا‪ ،‬ح تى إذا دنت من‬
‫محمد ‪ ‬ه دأت وس كنت‪ ،‬ولم تحم ل ش يئا من رم ل وال ت راب‪ ،‬وهبت علي ه ريح‬
‫باردة لينة‪ ،‬حتى كانت قواف ل ق ريش يق ول قائله ا‪ :‬ج وار محم د أفض ل من خيم ة‪،‬‬
‫فكانوا يلوذون به‪ ،‬ويتقربون إليه‪ ،‬فكان الروح يص يبهم بقرب ه‪ ،‬وإن ك انت الغمام ة‬
‫مقصورة عليه وكان إذا اختلط بتلك القوافل غرباء ف إذا الغمام ة تس ير بعي دا منهم)‬
‫(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]510 :‬سئل اإلمام الهادي عن تسليم الجبال والص خور واالحج ار‬
‫عليه ‪ ،‬فقال‪( :‬إن رسول هللا ‪ ‬لم ا ت رك التج ارة إلى الش ام‪ ،‬وتص دق بك ل م ا‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)225 /17‬قرب اإلسناد‪.‬‬
‫‪ )(3‬التفسير المنسوب لإلمام العسكري‪ ،155 :‬ح ‪..77‬‬
‫‪124‬‬
‫رزقه هللا تعالى من تلك التجارات كان يغ دو ك ل ي وم إلى ح را يص عده وينظ ر من‬
‫قلله إلى آثار رحمة هللا‪ ،‬وأنواع عجائب رحمته‪ ،‬وبدائع حكمته‪ ،‬وينظ ر إلى أكن اف‬
‫السماء وأقطار األرض والبح ار والمف اوز والفي افي‪ ،‬فيعت بر بتل ك اآلث ار‪ ،‬ويت ذكر‬
‫بتلك اآليات‪ ،‬ويعبد هللا حق عبادته‪ ،‬فلما اس تكمل أربعين س نة ونظ ر هللا ع ز وج ل‬
‫إلى قلبه فوجده أفضل القل وب وأجله ا وأطوعه ا وأخش عها وأخض عها أذن الب واب‬
‫السماء ففتحت‪ ،‬ومحمد ينظر إليها‪ ،‬وأذن للمالئك ة ف نزلوا ومحم د ‪ ‬ينظ ر إليهم‪،‬‬
‫وأمر بالرحمة فانزلت عليه من لدن ساق العرش إلى رأس محم د وغمرت ه‪ ،‬ونظ ر‬
‫إلى جبريل‪ ،‬الروح األمين‪ ،‬المطوق بالنور‪ ،‬هب ط إلي ه‪ ،‬وأخ ذ بض بعه وه زه وق ال‬
‫ق اإْل ِ ْن َس انَ ِم ْن‬‫ق (‪ )1‬خَ لَ َ‬ ‫يامحمد‪ :‬اقرأ‪ ،‬قال‪ :‬وما أقرأ؟ قال‪﴿ :‬ا ْق َر ْأ بِاس ِْم َربِّكَ الَّ ِذي َخلَ َ‬
‫ق (‪ )2‬ا ْق َر ْأ َو َربُّ َ‬
‫ك اأْل َ ْك َر ُم (‪ )3‬الَّ ِذي عَلَّ َم بِ ْالقَلَ ِم (‪ )4‬عَلَّ َم اإْل ِ ْن َس انَ َم ا لَ ْم يَ ْعلَ ْم﴾‬ ‫َعلَ ٍ‬
‫[العلق‪ ،]5 - 1 :‬ثم أوحى إليه ما أوحى إلي ه رب ه ع ز وج ل‪ ،‬ثم ص عد إلى عل و‪،‬‬
‫ون زل محم د ‪ ‬من الجب ل وق د غش يه من تعظيم جالل هللا‪ ،‬وورد علي ه من كب ير‬
‫شأنه ما ركبه الحمى والنافض‪ ،‬وقد اشتد عليه ما يخافه من تكذيب قريش في خبره‪،‬‬
‫ونسبهم إياه إلى الجنون‪ ،‬وأنه يعتريه شياطين‪ ،‬وكان من أول أمره أعق ل خل ق هللا‪،‬‬
‫وأكرم براياه وأبغض االشياء إليه الشيطان وأفعال المجانين وأقوالهم‪ ،‬فأراد هللا عز‬
‫وجل أن يش رح ص دره‪ ،‬ويش جع قلب ه ف أنطق‪ ،‬الجب ال والص خور والم در‪ ،‬وكلم ا‬
‫وصل إلى شيء منها ناداه‪ :‬السالم عليك يامحمد‪ ،‬الس الم علي ك ي ا ولي هللا‪ ،‬الس الم‬
‫عليك يا رسول هللا‪ ،‬أبشر فإن هللا عز وجل قد فضلك وجملك وزينك وأكرم ك ف وق‬
‫الخالئق أجمعين من االولين واآلخرين‪ ،‬ال يحزن ك أن تق ول ق ريش‪ :‬إن ك مجن ون‪،‬‬
‫وعن الدين مفتون‪ ،‬فإن الفاضل من فضله رب الع المين‪ ،‬والك ريم من كرم ه خ الق‬
‫الخلق أجمعين‪ ،‬فال يضيقن ص درك من تك ذيب ق ريش وعت اة الع رب ل ك‪ ،‬فس وف‬
‫يبلغك رب ك أقص ى منتهى الكرام ات‪ ،‬ويرفع ك إلى أرف ع ال درجات‪ ،‬وس وف يبث‬
‫علوم ك في العب اد والبالد‪ ..‬وس وف ينش ر في البالد دين ك‪ ،‬وس وف يعظم أج ود‬
‫المحبين لك‪ ،‬وس وف يض ع في ي دك ل واء الحم د‪ ،‬فيك ون تحت ه ك ل ن بى وص ديق‬
‫وشهيد‪ ،‬يكون قائدهم أجمعين إلى جنات النعيم) (‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]511 :‬سئل اإلمام الهادي عن دف اع هللا القاص دين لمحم د ‪ ‬إلى‬
‫قتله‪ ،‬وإهالكه إي اهم‪ ،‬فق ال‪( :‬ك ان ذل ك كرام ة لنبي ه ‪ ،‬وتص ديقه إي اه في ه‪ ،‬ف إن‬
‫رسول هللا ‪ ‬كان وهو ابن سبع سنين بمكة‪ ،‬قد نشأ في الخير نشوا ال نظير ل ه في‬
‫سائر ص بيان ق ريش‪ ،‬ح تى ورد مك ة ق وم من يه ود الش ام فنظ روا إلى محم د ‪‬‬
‫وشاهدوا نعته وصفته‪ ،‬فأسر بعض هم إلى بعض‪ :‬ه ذا وهللا محم د الخ ارج في آخ ر‬
‫الزمان‪ ،‬المدال على اليهود وسائر أهل االدي ان‪ ،‬يزي ل هللا تع الى ب ه دول ة اليه ود‪،‬‬
‫ويذلهم ويقمعهم‪ ،‬وقد كانوا وجدوه في كتبهم النبي االمي الفاض ل الص ادق‪ ،‬فحملهم‬
‫الحسدعلى أن كتموا ذل ك‪ ،‬وتفاوض وا في أن ه مل ك ي زال‪ ،‬ثم ق ال بعض هم لبعض‪:‬‬
‫‪ )(1‬التفسير المنسوب لإلمام العسكري‪ ،155 :‬ح ‪..77‬‬
‫‪125‬‬
‫تعالوا نحتال عليه فنقتله‪ ،‬فإن هللا يمحو ما يش اء ويثبت‪ ،‬لعلن ا نص ادفه ممن يمح و‪،‬‬
‫فهموا بذلك‪ ،‬ثم قال بعضهم لبعض‪ :‬ال تعجل وا ح تى نمتحن ه ونجرب ه بأفعال ه‪ ،‬ف إن‬
‫الحلية قد توافق الحلية‪ ،‬والصورة ق د تش أكل الص ورة‪ ،‬إن م ا وج دناه في كتبن ا أن‬
‫محمدا يجنبه ربه من الحرام والشبهات‪ ،‬فصادفوه والقوه وادعوه إلى دعوة‪ ،‬وقدموا‬
‫إليه الحرام والشبهة‪ ،‬فإن انبس ط فيهم ا أو في أح دهما فأكل ه ف أعلموا أن ه غ ير من‬
‫تظنون‪ ،‬وإنما الحلية وافقت الحلية‪ ،‬والص ورة س اوت الص ورة‪ ،‬وإن لم يكن األم ر‬
‫كذلك ولم يأكل منهما ف أعلموا أن ه ه و‪ ،‬فاحت الوا ل ه في تطه ير األرض من ه لتس لم‬
‫لليهود دولتهم‪ ،‬فجاءوا إلى أبي طالب فصادفوه ودع وه إلى دع وة لهم‪ ،‬فلم ا حض ر‬
‫رسول هللا ‪ ‬قدموا إليه وإلى أبي طالب والمأل من قريش دجاجة مس منة ك انوا ق د‬
‫وقذوها وشووها فجعل أبوطالب وسائر قريش يأكلون منها‪ ،‬ورسول هللا ‪ ‬يمد يده‬
‫نحوها فيعدل بها يمنة‪ ،‬ثم يسرة‪ ،‬ثم أماما‪ ،‬ثم خلفا‪ ،‬ثم فوقا‪ ،‬ثم تحت ا ال تص يبها ي ده‬
‫فقالوا‪ :‬مالك يا محمد ال تأكل منها؟ فقال‪ :‬يامعشر اليهود قد جهدت أن أتن اول منه ا‪،‬‬
‫وهذه يدي يعدل بها عنها‪ ،‬وما أراها إال حراما يصونني ربي عز وجل عنها فقالوا‪:‬‬
‫ما هي إال حالل فدعنا نلقمك‪ ،‬فقال رسول هللا ‪ :‬فافعلوا إن قدرتم‪ ،‬فذهبوا ليأخذوا‬
‫منها ويطعموه فكانت أيديهم يعدل بها إلى الجهات كما كانت يد رسول هللا ‪ ‬تعدل‬
‫عنها‪ ..‬فجاءوه بدجاجة أخرى مسمنة مشوية قد أخذوها لجار لهم غ ائب‪ ،‬لم يكون وا‬
‫اشتروها‪ ،‬وعملوها على أن يردوا عليه ثمنها إذا حضر‪ ،‬فتناول رسول هللا ‪ ‬لقمة‬
‫فلما ذهب يرفعها ثقلت عليه‪ ،‬ونصلت حتى سقطت من يده‪ ،‬وكلما ذهب يرفع ما ق د‬
‫تناوله بعدها ثقلت وسقطت فقالوا‪ :‬يا محمد فما بال ه ذه ال تأك ل منه ا؟ ق ال رس ول‬
‫هللا ‪ :‬وهذه أيضا قد منعت منها‪ ،‬وما أراها إال من شبهة يصونني ربي عز وج ل‬
‫عنها‪ ،‬قالوا‪ :‬ما هي شبهة‪ ،‬ف دعنا نلقم ك منه ا فق ال‪ :‬افعل وا إن ق درتم علي ه‪ ،‬فكلم ا‬
‫تناولوا لقمة ليلقموه ثقلت كذلك في أيديهم ثم سقطت‪ ،‬ولم يق دروا أن يلقموه ا‪ ،‬فق ال‬
‫رسول هللا ‪ :‬هو ما قلت لكم‪ :‬شبهة يصونني ربي عز وجل عنها‪ ،‬فتعجبت قريش‬
‫من ذلك‪ ،‬وكان ذلك مما يقيمهم على اعتقاد عداوته إلى أن أظهروها لم ا أن أظه ره‬
‫هللا عز وجل بالنبوة‪ ،‬وأغرتهم اليهود أيضا‪ ،‬فقالت لهم اليهود‪ :‬أي ش يء ي رد عليكم‬
‫من هذا الطفل؟ ما نراه إال يسالبكم نعمكم وأرواحكم‪ ،‬سوف يكون لهذا شأن عظيم‪..‬‬
‫فتواط أت اليه ود على قتل ه في طريق ه على جب ل ح را وهم س بعون‪ ،‬فعم دوا إلى‬
‫سيوفهم فس موها‪ ،‬ثم قع دوا ل ه ذات غلس في طريق ه على جب ل ح را‪ ،‬فلم ا ص عده‬
‫صعدوا إليه وسلوا سيوفهم وهم سبعون رجال من أشد اليهود وأجلدهم وذوي النجدة‬
‫منهم‪ ،‬فلما أهووا بها إليه ليضربوه بها حي ل بينهم وبين محم د ‪ ،‬وانقط ع طمعهم‬
‫عن الوصول إليه بسيوفهم) (‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]512 :‬سئل اإلمام الهادي عن دعائه ‪ ‬الشجرة‪ ،‬فقال‪( :‬إن رجال‬
‫من ثقيف كان أطب الناس يقال له‪ :‬الحارث بن كلدة الثقفي‪ ،‬جاء إلى رس ول هللا ‪‬‬
‫‪ )(1‬التفسير المنسوب لإلمام العسكري‪ ،155 :‬ح ‪..77‬‬
‫‪126‬‬
‫فقال‪ :‬يا محمد جئت اداويك من جنوبك‪ ،‬فقد داويت مجانين كثيرة فش فوا على ي دي‪،‬‬
‫فقال رسول هللا ‪ :‬أنت تفعل أفعال المجانين‪ ،‬وتنسبني إلى الجنون؟ قال الح ارث‪:‬‬
‫وماذا فعلته من أفعال المجانين؟ قال‪ :‬نسبتك إياي إلى الجن ون من غ ير محن ة من ك‬
‫وال تجربة وال نظر في صدقي أو ك ذبي‪ ،‬فق ال الح ارث‪ :‬أو ليس ق د ع رفت ك ذبك‬
‫وجنوبك بدعواك النبوة التي ال تقدر له ا‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪ :‬وقول ك ال تق در له ا‬
‫فعل المجانين‪ ،‬النك لم تقل‪ :‬لم قلت ك ذا؟ وال ط البتني بحج ة فعج زت عنه ا‪ ،‬فق ال‬
‫الحارث‪ :‬صدقت أنا أمتحن أمرك بآية اطالبك بها‪ ،‬إن كنت نبيا فادع تل ك الش جرة ـ‬
‫يشير بشجرة عظيمة بعيد عمقها ـ فإن أتتك علمت أنك رسول هللا ‪ ،‬وش هدت ل ك‬
‫بذلك‪ ،‬وإال فأنت ذلك المجنون الذي قيل لي‪ ،‬فرفع رسول هللا يده إلى تل ك الش جرة‪،‬‬
‫وأشار إليها أن تع الى ف انقلعت تل ك الش جرة باص ولها وعروقه ا‪ ،‬وجعلت تخ د في‬
‫األرض اخدودا عظيما كالنهر حتى دنت من رسول هللا ‪ ‬فوقفت بين يديه‪ ،‬ونادت‬
‫بصوت فصيح‪ :‬ها أناذا يا رسول هللا ما تأمرني؟ فق ال له ا رس ول هللا ‪ :‬دعوت ك‬
‫لتشهد لي بالنبوة بع د ش هادتك هلل بالتوحي د‪ ،‬فن ادت أش هد أن ال إل ه إال هللا وح ده ال‬
‫شريك له‪ ،‬وأشهد أنك يا محمد عبده ورسوله‪ ،‬أرسلك بالحق بشيرا ون ذيرا‪ ،‬وداعي ا‬
‫إلى هللا بإذنه وسراجا منيرا‪ ..‬فنظ ر رس ول هللا ‪ ‬إلى الح ارث فق ال‪ :‬ياح ارث أو‬
‫مجنونا يعد من هذه آياته؟ فق ال الح ارث‪ :‬ال وهللا ي ا رس ول هللا‪ ،‬ولك ني أش هد أن ك‬
‫رسول رب العالمين‪ ،‬وسيد الخلق أجمعين‪ ،‬وحسن إسالمه) (‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]513 :‬سئل اإلمام الهادي عن كالم ال ذراع المس مومة‪ ،‬فق ال‪( :‬إن‬
‫رسول هللا ‪ ‬لما رجع من خيبر إلى المدينة وقد فتح هللا له جاءته امرأة من اليه ود‬
‫قد أظهرت االيمان‪ ،‬ومعها ذراع مسمومة مشوية وض عتها بين يدي ه‪ ،‬فق ال رس ول‬
‫هللا ‪ :‬ما هذه؟ قالت له‪ :‬بأبي أنت وامي ي ا رس ول هللا هم ني أم رك في خروج ك‬
‫إلى خيبر‪ ،‬فإني علمتهم رج اال جل دا‪ ،‬وه ذا حم ل ك ان لى ربيب ة أع ده كالول د لي‪،‬‬
‫ونذرت هلل لئن س لمك هللا منهم الذبحن ه والطعمن ك من ش وائة ذراعي ه‪ ،‬واآلن فق د‬
‫سلمك هللا منهم وأظفرك عليهم‪ ،‬وقد جئتك بنذري‪ ،‬وكان م ع رس ول هللا ‪ ‬ال براء‬
‫بن معرور وعلي بن أبي طالب‪ ،‬فقال رسول هللا ‪ :‬ايتوني ب الخبز‪ ،‬ف اتي ب ه فم د‬
‫البراء بن المعرور يده وأخذ منه لقم ة فوض عها في في ه‪ ،‬فق ال علي بن أبي ط الب‪:‬‬
‫يابراء ال تتقدم رسول هللا ‪ ،‬فقال البراء وكان أعرابيا‪ :‬ياعلي كأنك تبخ ل رس ول‬
‫هللا ‪‬؟! فقال علي‪ :‬ما ابخل رسول هللا ‪ ،‬ولكني ابجل ه واوق ره ليس لي وال ل ك‬
‫وال ألحد من خلق هللا أن يتق دم رس ول هللا ‪ ‬بق ول وال فع ل وال أك ل وال ش رب‪،‬‬
‫فقال البراء‪ :‬ما ابخل رسول هللا ‪ ،‬ق ال علي م ا ل ذلك قلت‪ ،‬ولكن ه ذا ج اءت ب ه‬
‫هذه وكانت يهودية‪ ،‬ولسنا نعرف حالها‪ ،‬فإذا أكلته بأمر رسول هللا ‪ ‬فهو الضامن‬
‫لسالمتك منه‪ ،‬وإذا أكلته بغير إذنه وكلت إلى نفس ك يق ول علي ه ذا وال براء يل وك‬
‫اللقمة‪ ،‬إذ أنطق هللا الذراع فق الت‪ :‬ي ا رس ول هللا ال ت أكلني ف إني مس مومة‪ ،‬وس قط‬
‫‪ )(1‬التفسير المنسوب لإلمام العسكري‪ ،155 :‬ح ‪..77‬‬
‫‪127‬‬
‫البراء في سكرات الموت ولم يرف ع إال ميت ا‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪ :‬ايت وني ب المرأة‬
‫فاتي بها‪ ،‬فقال‪ :‬ما حملك على ما صنعت؟ فق الت‪ :‬وترت ني وت را عظيم ا‪ ،‬قتلت أبي‬
‫وعمي وزوجي وأخي وابني‪ ،‬ففعلت هذا وقلت‪ :‬إن كان ملكا فسأنتقم منه‪ ،‬وإن ك ان‬
‫نبيا كم ا يق ول وق د وع د فتح مك ة والنص ر والظف ر فيمنع ه هللا من ه ويحفظ ه ولن‬
‫يضره‪ ،‬فقال رسول هللا ‪ :‬أيتها المرأة لقد ص دقت‪ ،‬ثم ق ال له ا رس ول هللا ‪ :‬ال‬
‫يغرك موت البراء فإنما امتحنه هللا لتقدم ه بين ي دي رس ول هللا ‪ ‬ول و ك ان ب أمر‬
‫رسول هللا أكل منه لكفي شره وسمه) (‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]514 :‬سئل اإلمام الهادي عن كالم الذئب له ‪ ،‬فقال‪( :‬إن رسول‬
‫هللا ‪ ‬كان جالسا ذات يوم إذ جاءه راع ترتعد فرائص ه ق د اس تفزعه العجب‪ ،‬فلم ا‬
‫رآه من بعيد قال ألصحابه‪ :‬إن لصاحبكم هذا شأنا عجيبا‪ ،‬فلما وقف ق ال ل ه رس ول‬
‫هللا ‪ :‬حدثنا بما أزعجك‪ ،‬قال الراعي‪ :‬يا رس ول هللا أم ر عجيب‪ ،‬كنت في غنمي‬
‫إذ ج اء ذئب‪ ،‬فحم ل حمال فرميت ه بمقالع تي فانتزعت ه من ه‪ ،‬ثم ج اء إلى الج انب‬
‫االيمن فتناول حمال فرميت ه بمقالع تي فانتزعت ه من ه‪ ،‬ثم ج اء إلى الج انب االيس ر‬
‫فتناول حمال فرميته بمقالع تي فانتزعت ه‪ ،‬ثم ج اء إلى الج انب اآلخ ر فتن اول حمال‬
‫فرميته بمقالعتي فانتزعته منه‪ ،‬ثم ج اء الخامس ة ه و وانث اه يري د أن يتن اول حمال‬
‫فأردت أن أرميه ف أقعى على ذنب ه وق ال‪ :‬أم ا تس تحيي تح ول بي ني وبين رزق ق د‬
‫قسمه هللا لي‪ ،‬أفما أحتاج أنا إلى غ داء أتغ دى ب ه؟ فقلت‪ :‬م ا أعجب ه ذا ذئب أعجم‬
‫يكلم ني كالم اآلدم يين‪ ،‬فق ال لي ال ذئب‪ :‬أال انبئ ك بم ا ه و أعجب من كالمي ل ك؟‬
‫محمد رسول رب العالمين بين الحرتين‪ ،‬يحدث الناس بأنباء ما قد س بق من االولين‬
‫وما لم يأت من اآلخرين‪ ،‬ثم اليه ود م ع علمهم بص دقه ووج ودهم ل ه في كتب رب‬
‫الع المين بأن ه أص دق الص ادقين وأفض ل الفاض لين يكذبون ه ويجحدون ه وه و بين‬
‫الحرتين‪ ،‬وهو الشفاء النافع‪ ،‬ويحك ياراعي آمن به ت أمن من ع ذاب هللا‪ ،‬وأس لم ل ه‬
‫تسلم من سوء العذاب األليم) (‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]515 :‬س ئل اإلم ام اله ادي عن ح نين الع ود إلى رس ول هللا ‪،‬‬
‫فقال‪( :‬إن رسول هللا ‪ ‬كان يخطب بالمدينة إلى ج ذع نخل ة في ص حن مس جدها‪،‬‬
‫فقال له بعض أصحابه‪ :‬يا رسول هللا إن الناس قد كثروا‪ ،‬وإنهم يحبون النظ ر إلي ك‬
‫إذا خطبت‪ ،‬فلو أذنت أن نعمل لك منبرا له مراقي ترقاها ف يراك الن اس إذا خطبت‪،‬‬
‫فأذن في ذلك‪ ،‬فلما كان يوم الجمعة م ر بالج ذع فتج اوزه إلى المن بر فص عده‪ ،‬فلم ا‬
‫استوى علي ه حن ذل ك الج ذع ح نين الثكلى‪ ،‬وأن أنين الحبلى‪ ،‬ف ارتفع بك اء الن اس‬
‫وحنينهم وأنينهم‪ ،‬وارتفع حنين الجذع وأنينه في ح نين الن اس وأنينهم ارتفاع ا بين ا‪،‬‬
‫فلما رأى رسول هللا ‪ ‬ذلك نزل عن المنبر وأتى الجذع فاحتضنه ومسح عليه يده‪،‬‬
‫وقال‪ :‬اسكن فما تجاوزك رسول هللا تهاون ا ب ك‪ ،‬وال اس تخفافا بحرمت ك‪ ،‬ولكن ليتم‬

‫‪ )(1‬التفسير المنسوب لإلمام العسكري‪ ،155 :‬ح ‪..77‬‬


‫‪ )(2‬التفسير المنسوب لإلمام العسكري‪ ،155 :‬ح ‪..77‬‬
‫‪128‬‬
‫لعباد هللا مص لحتهم‪ ،‬ول ك جالل ك وفض لك إذ كنت مس تند محم د رس ول هللا‪ ،‬فه دأ‬
‫حنينه وأنينه‪ ،‬وعاد رسول هللا ‪ ‬إلى منبره‪ ،‬ثم قال‪ :‬معاشر المس لمين ه ذا الج ذع‬
‫يحن إلى رسول رب العالمين‪ ،‬ويحزن لبع ده عن ه‪ ،‬ففى عب اد هللا الظ المين أنفس هم‬
‫من ال يبالي‪ :‬قرب من رسول هللا أم بعد‪ ،‬ولوال أني احتضنت هذا الج ذع‪ ،‬ومس حت‬
‫يدي عليه ما هدأ حنينه إلى يوم القيامة) (‪)1‬‬
‫رابعا ـ ما ورد حول بركاته على كل ما ارتبط به‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة في ذلك‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]516 :‬عن عاصم بن عبد الرحمن قال‪ :‬كنا بازاء الروم إذ أصاب‬
‫الن اس ج وع فج اءت األنص ار إلى رس ول هللا فاس تأذنوه في نح ر االب ل‪ ،‬فأرس ل‬
‫رس ول هللا ‪ ‬إلى عم ر بن الخط اب فق ال‪ :‬م اترى؟ ف إن األنص ار ج اءوني‬
‫يستأذنوني في نحر االبل؟ فق ال‪ :‬ي ا ن بي هللا فكي ف لن ا إذا القين ا الع دو غ دا رج اال‬
‫جياعا؟ فقال‪ :‬ما ترى؟ قال‪ :‬مر أبا طلحة فليناد في الناس بعزمة من ك‪ :‬ال يبقى أح د‬
‫عنده طعام إال ج اء ب ه‪ ،‬وبس ط االنط اع‪ ،‬فجع ل الرج ل يجئ بالم د ونص ف الم د‪،‬‬
‫فنظرت إلى جميع ما جاءوا به‪ ،‬فقلت‪ :‬سبعة وعش رون ص اعا؟! ثماني ة وعش رون‬
‫ص اعا؟! ال يج اوز الثالثين واجتم ع الن اس يومئ ذ إلى رس ول هللا ‪ ‬وهم يومئ ذ‬
‫أربعة آالف رجل‪ ،‬فدعا رسول هللا ‪ ‬بأكثر دعاء ما سمعته ق ط‪ ،‬ثم أدخ ل ي ده في‬
‫الطعام‪ ،‬ثم قال للقوم‪ :‬ال يبادرن أحدكم صاحبه‪ ،‬وال يأخذن أح دكم ح تى ي ذكر اس م‬
‫هللا‪ ،‬فقامت أول رفقة‪ ،‬فقال‪ :‬اذكروا اسم هللا‪ ،‬ثم خذوا‪ ،‬فأخذوا فمألو أكل وعاء وكل‬
‫شئ‪ ،‬ثم قام الناس فأخذوا كل وعاء وكل شئ‪ ،‬ثم بقي طعام كث ير‪ ،‬فق ال رس ول هللا‬
‫‪( :‬أشهد أن ال إله إال هللا‪ ،‬وأن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬والذي نفسي بي ده ال يقوله ا‬
‫أحد إال حرمه هللا على النار)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]517 :‬عن جابر قال‪ :‬علمت في غزوة الخن دق أن رس ول هللا ‪‬‬
‫جائع‪ ،‬لما رأيت على بطنه الحجر‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول هللا هل لك في الغ داء؟ ق ال‪ :‬م ا‬
‫عندك يا جابر؟ فقلت‪ :‬عناق وصاع من شعير‪ ،‬فقال‪ :‬تق دم وأص لح م ا عن دك‪ ،‬ق ال‬
‫جابر‪ :‬فجئت إلى أهلي فأمرتها فطحنت الشعير‪ ،‬وذبحت الع نز وس لختها‪ ،‬وأمرته ا‬
‫أن تخبز وتطبخ وتشوي‪ ،‬فلما فرغت من ذلك جئت إلى رس ول هللا ‪ ‬فقلت‪ :‬ب أبي‬
‫وأمي أنت ي ا رس ول هللا ق د فرغن ا‪ ،‬فاحض ر م ع من أحببت‪ ،‬فق ام ‪ ‬إلى ش فير‬
‫الخندق ثم قال‪ :‬يا معشر المهاجرين واألنصار أجيبوا جابرا‪ ،‬وكان في الخندق سبع‬
‫مائة رجل‪ ،‬فخرجوا كلهم‪ ،‬ثم لم يمر بأحد من المهاجرين واألنصار إال قال‪ :‬أجيب وا‬
‫جابرا‪ ،‬قال جابر‪ :‬فتقدمت وقلت الهلي‪ :‬قد وهللا أتاك رس ول هللا ‪ ‬بم ا ال قب ل ل ك‬
‫به‪ ،‬فقالت‪ :‬أعلمته أنت ما عن دنا؟ ق ال‪ :‬نعم‪ ،‬ق الت‪ :‬فه و أعلم بم ا أتى‪ ،‬ق ال ج ابر‪:‬‬
‫فدخل رسول هللا ‪ ‬فنظر في الق در ثم ق ال‪ :‬اغ رفي وأبقي‪ ،‬ثم نظ ر في التن ور ثم‬

‫‪ )(1‬التفسير المنسوب لإلمام العسكري‪ ،155 :‬ح ‪..77‬‬


‫‪ )(2‬امالى ابن الشيخ‪ ،163 :‬مناقب آل أبى طالب ‪.89 :1‬‬
‫‪129‬‬
‫قال‪ :‬أخرجي وأبقي‪ ،‬ثم دعا بصحفة فثرد فيها وغ رف‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا ج ابر أدخ ل علي‬
‫عشرة عشرة‪ ،‬ف أدخلت عش رة ف أكلوا ح تى نهل وا‪ ،‬وم ا ي رى في القص عة إال آث ار‬
‫أصابعهم‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا جابر علي بالذراع‪ ،‬فأتيته بالذراع فأكلوه‪ ،‬ثم قال‪ :‬أدخل عشرة‬
‫فأدخلتهم حتى أكلوا ونهلوا‪ ،‬وما ي رى في القص عة إال آث ار أص ابعهم ثم ق ال‪ :‬علي‬
‫بالذراع‪ ،‬فأكلوا وخرجوا‪ ،‬ثم قال‪ :‬أدخ ل علي عش رة ف أدخلتهم ف أكلوا ح تى نهل وا‪،‬‬
‫وما يرى في القصعة إال آثار أصابعهم‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا جابر علي بالذراع‪ ،‬فأتيت ه فقلت‪:‬‬
‫يا رسول هللا كم للشاة من الذراع؟ قال‪ :‬ذراعان‪ ،‬فقلت‪ :‬والذي بعثك بالحق لقد آتيتك‬
‫بثالثة‪ ،‬فقال‪ :‬أما لو سكت يا جابر ألكل الناس كلهم من الذراع‪ ،‬ق ال ج ابر‪ :‬ف أقبلت‬
‫ادخل عشرة عشرة فيأكلون حتى أكلوا كلهم‪ ،‬وبقي وهللا لنا من ذلك الطعام ما عش نا‬
‫به أياما(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]518 :‬عن اإلمام علي قال‪ :‬خرجنا مع النبي ‪ ‬في غزاة وعطش‬
‫الناس‪ ،‬ولم يكن في المنزل ماء‪ ،‬وكان في إناء قليل ماء‪ ،‬فوضع أصابعه فيه فتحلب‬
‫منها الماء حتى روي الناس واالبل والخي ل‪ ،‬ف تزود الن اس‪ ،‬وك ان في العس كر اثن ا‬
‫عشر ألف بعير‪ ،‬ومن الخيل اثنا عشر ألف فرس‪ ،‬ومن الناس ثالثون ألفا(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]519 :‬عن أنس قال‪ :‬أرس لتني أم س ليم ـ يع ني أم ه ـ على ش يء‬
‫صنعته وهو مد من شعير طحنت ه وعص رت علي ه من عك ة ك ان فيه ا س من‪ ،‬فق ام‬
‫النبي ‪ ‬ومن معه فدخل عليها‪ ،‬فقال ‪ :‬أدخل علي عشرة عشرة‪ ،‬ف دخلوا ف أكلوا‬
‫وشبعوا حتى أتى عليهم‪ ،‬قال‪ :‬فقلت النس‪ :‬كم كانوا؟ قال‪ :‬أربعين(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]520 :‬روي أن النبي ‪ ‬مر بامرأة يقال لها أم معبد لها شرف في‬
‫قومها نزل بها فاعتذرت بأنه ما عندها إال عنز لم تر لها قطرة لبن منذ سنة للجدب‪،‬‬
‫فمس ح ض رعها ورواهم من لبنه ا‪ ،‬وأبقى لهم لبنه ا وخ يرا كث يرا‪ ،‬ثم أس لم أهله ا‬
‫لذلك(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]521 :‬روي أنه ‪ ‬مع بعض أصحابه أتى امرأة من العرب يق ال‬
‫له ا‪ :‬أم ش ريك فاجته دت في ق راه وإكرام ه‪ ،‬ف أخرجت عك ة له ا فيه ا بقاي ا س من‬
‫فالتمست فيها فلم تجد شيئا‪ ،‬فأخذها فحركها بيده فامتالت سمنا ع ذبا‪ ،‬وهي تعالجه ا‬
‫قبل ذلك ال يخرج منها شئ‪ ،‬فأروت القوم منها وأبقت فضال عندها كافيا‪ ،‬وبقى له ا‬
‫النبي ‪ ‬شرفا تتوارثه االعقاب‪ ،‬وأمر أن ال يشدوا رأس العكة(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]522 :‬روي أن أصحابه ‪ ‬يوم األحزاب صاروا بعرض العطب‬
‫لفناء االزواد‪ ،‬فهي أ رج ل ق وت رج ل أو رجلين ال أك ثر من ذل ك‪ ،‬ف دعا الن بي ‪‬‬
‫فانقلبت القوم وهم ألوف معه‪ ،‬ف دخل‪ ،‬فق ال‪ :‬غط وا إن اءكم فغط وه‪ ،‬ثم دع ا وب رك‬

‫‪ )(1‬تفسير القمى‪ 518 :‬و‪.519‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)25 /18‬قصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)26 /18‬قصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)26 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)26 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪130‬‬
‫عليه فأكلوا جميعا وشبعوا‪ ،‬والطعام بهيئته(‪.)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]523 :‬روي أن أص حابه ‪ ‬ش كوا إلي ه في غ زوة تب وك نف اد‬
‫أزوادهم‪ ،‬فدعا بفضلة زاد لهم فلم يوجد إال بض ع عش رة تم رة‪ ،‬فط رحت بين يدي ه‬
‫فمسها بيده ودعا ربه‪ ،‬ثم صاح في الناس فانحفلوا‪ ،‬وقال‪ :‬كلوا بسم هللا‪ ،‬فأك ل الق وم‬
‫وهم ألوف‪ ،‬فصاروا كأشبع ما كانوا‪ ،‬ومألوا مزاودهم وأوعيتهم‪ ،‬والتمرات بحاله ا‬
‫كهيئتها يرونها عيانا ال شبهة فيه(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]524 :‬روي أنه ‪ ‬ورد في غزاته هذه على ماء قليل ال يبل حلق‬
‫واحد من القوم وهم عطاش‪ ،‬فشكوا ذلك إليه‪ ،‬فأخذ من كنانته سهما فأمر بغ رزه في‬
‫أسفل الركي ففار الماء إلى أعلى الركي فارتووا للمقام واستقوا للظعن‪ ،‬وهم ثالثون‬
‫ألفا‪ ،‬ورجال من المنافقين حضور متحيرين(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]525 :‬روي أن أصحابه ‪ ‬كانوا معه في سفر فش كوا إلي ه أن ال‬
‫م اء معهم‪ ،‬وأنهم بس بيل هالك‪ ،‬فق ال‪ :‬كال إن معي ربي‪ ،‬علي ه ت وكلي‪ ،‬وإلي ه‬
‫مفزعي‪ ،‬فدعا بركوة فطلب ماء فلم يوجد إال فض لة في الرك وة‪ ،‬وم ا ك انت ت روي‬
‫رجال‪ ،‬فوضع كفه فيه فنبع الماء من بين أصابعه يج ري‪ ،‬فص يح في الن اس فس قوا‬
‫واستسقوا‪ ،‬وشربواحتى نهلوا وعلوا وهم ألوف‪ ،‬وه و يق ول‪ :‬أش هد أني رس ول هللا‬
‫حقا(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]526 :‬روي أن قوما شكوا إلي ه ‪ ‬ملوح ة م ائهم‪ ،‬فأش رف على‬
‫ب ئرهم وتف ل فيه ا‪ ،‬وك انت م ع ملوحته ا غ ائرة ف انفجرت بالم اء الع ذب‪ ،‬فه ا هي‬
‫يتوارثها أهلها يع دونها أعظم مك ارمهم‪ ،‬وه ذه الب ئر بظ اهر مك ة بموض ع يس مى‬
‫الزاهر‪ ،‬واسمها العسيلة‪ ،‬وكان مما أكد هللا صدقه فيه أن قوم مسيلمة لما بلغهم ذل ك‬
‫سألوه مثلها‪ ،‬فأتى بئرا فتفل فيها فغار ماؤها ملحا اجاجا كبول الحم ير‪ ،‬فهي بحاله ا‬
‫إلى اليوم معروفة االهل والمكان(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]527 :‬روي أن سلمان الفارسي أتى رسول هللا ‪ ‬ف أخبر أن ه ق د‬
‫كاتب مواليه على كذا وكذا ودية وهي صغار النخل كلها تعلق‪ ،‬وك ان العل وق أم را‬
‫غير مضمون عند العاملين على ماجرت به عادتهم‪ ،‬لوال ما علم من تأييد هللا لنبي ه‪،‬‬
‫فأمر سلمان بضمان ذلك لهم‪ ،‬فجمعها لهم‪ ،‬ثم قام وغرسها بيده‪ ،‬فما س قطت واح دة‬
‫منها‪ ،‬وبقيت علما معجزا يستشفى بتمرها‪ ،‬وترجى بركاتها‪ ،‬وأعطاه تبرة من ذهب‬
‫كبيضة الديك‪ ،‬فقال‪ :‬اذهب بها وأوف منها أص حاب ال ديون‪ ،‬فق ال متعجب ا مس تقال‬
‫لها‪ :‬وأين تقع هذه مما علي؟ فأدارها على لسانه ثم أعطاها إياه وقد كانت في هيئتها‬

‫‪ )(1‬اعالم الورى‪.17 :‬‬


‫‪ )(2‬اعالم الورى‪.17 :‬‬
‫‪ )(3‬اعالم الورى‪ 17 :‬و‪.18‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)27 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(5‬مناقب آل أبى طالب ‪ 102 :1‬و‪.103‬‬
‫‪131‬‬
‫االولى ووزنها ال يفي بربع حقهم‪ ،‬فذهب بها فأوفى القوم منها حقوقهم(‪.)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]528 :‬عن أنس ق ال‪ :‬خ رجت م ع الن بي ‪ ‬إلى الس وق ومعي‬
‫عشرة دراهم‪ ،‬وأراد ‪ ‬أن يشتري عباءة‪ ،‬ورأى جاري ة تبكي وتق ول‪ :‬س قط م ني‬
‫درهمان في زحام الس وق‪ ،‬وال أجس ر أن أرج ع إلى م والي‪ ،‬فق ال لي ‪ :‬أعطه ا‬
‫درهمين‪ ،‬فأعطيتها‪ ،‬فلما اشترى ‪ ‬عباءة‪ ،‬بعشرة دراهم وزنت م ا بقي معي ف إذا‬
‫هي عشرة كاملة(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]529 :‬روي أن أبا هريرة قال‪ :‬أتيت رسول هللا ‪ ‬يوم ا بتم رات‬
‫فقلت‪ :‬ادع هللا لي بالبركة فيهن‪ ،‬فدعا ثم قال‪ :‬خذهن فاجعلهن في المزود‪ ،‬إذا أردت‬
‫شيئا فأدخل يدك فيه وال تن ثره‪ ،‬ق ال‪ :‬فلق د حملت من ذل ك التم ر أوس قا وكن ا نأك ل‬
‫ونطعم‪ ،‬وكان ال يفارق حقوي‪ ،‬فارتكبت مأثما فانقطع وذهب‪ ،‬وهو أنه كتم الش هادة‬
‫لعلي ثم تاب فدعا له علي فصار كما كان‪ ،‬فلما خرج إلى معاوية ذهب وانقطع(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]530 :‬عن أياس بن س لمة‪ ،‬عن أبي ه ق ال‪ :‬خ رجت إلى الن بي ‪‬‬
‫وأنا غالم حدث‪ ،‬وتركت أهلي ومالي إلى هللا ورسوله‪ ،‬فقدمنا الحديبية مع النبي ‪‬‬
‫حتى قعد على مياهها وهي قليلة‪ ،‬قال‪ :‬فإما بصق فيها وإما دعا فما نزفت بعد(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]531 :‬روي أن النبي ‪ ‬ك ان يخ رج في الليل ة ثالث م رات إلى‬
‫المسجد‪ ،‬فخرج في آخر ليلة وكان ي بيت عن د المن بر مس اكين‪ ،‬ف دعا بجاري ة تق وم‬
‫على نسائه فقال‪ :‬ائتيني بما عندكم‪ ،‬فأتته ببرمة ليس فيها إال شيء يسير‪ ،‬فوض عها‪،‬‬
‫ثم أيقظ عشرة وقال كلوا بسم هللا‪ ،‬فأكلوا حتى شبعوا‪ ،‬ثم أيقظ عشرة فقال‪ :‬كلوا بسم‬
‫هللا‪ ،‬فأكلوا حتى شبعوا‪ ،‬ثم هكذا‪ ،‬وبقي في القدر بقية‪ ،‬فقال‪ :‬اذهبي بهذا إليهم(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]532 :‬عن سلمان قال‪ :‬كنت صائما فلم أقدر إال على الم اء ثالث ا‪،‬‬
‫ف أخبرت رس ول هللا ‪ ‬ب ذلك‪ ،‬فق ال‪ :‬اذهب بن ا‪ ،‬ق ال‪ :‬فمررن ا فلم نص ب ش يئا إاّل‬
‫عنزه‪ ،‬فقال رس ول هللا لص احبها‪ :‬قربه ا‪ ،‬ق ال‪ :‬حائ ل‪ ،‬ق ال‪ :‬قربه ا‪ ،‬فقربه ا فمس ح‬
‫موضع ضرعها فانسدلت‪ ،‬قال‪ :‬قرب قعب ك‪ ،‬فج اء ب ه فماله لبن ا‪ ،‬فأعط اه ص احب‬
‫العنز فقال‪ :‬اشرب‪ ،‬ثم مأل القدح فناولني إياه فشربته‪ ،‬ثم أخذ القدح فماله فشرب(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]533 :‬روي أنه ‪ ‬كان في س فر فم ر على بع ير ق د أعي ا وأق ام‬
‫على أصحابه‪ ،‬فدعا بماء فتمضمض منه في إناء وتوضأ وقال‪ :‬افتح فاه‪ ،‬وصبه في‬
‫فيه وعلى رأسه‪ ،‬ثم قال‪( :‬اللهم احمل جالد وعامرا ورفيقهما) وهما صاحبا الجمل‪،‬‬
‫فركبوه وإنه ليهتز بهم أمام الخيل(‪.)7‬‬
‫[الحديث‪ ]534 :‬روي أن عليا قال‪ :‬دخلت السوق فابتعت لحما ب درهم وذرة‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)29 /18‬الخرائج‪.183 :‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)29 /18‬الخرائج‪.183 :‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)29 /18‬مناقب آل أبى طالب ‪.74 :1‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)29 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)30 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار (‪ ،)30 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار (‪ ،)30 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪132‬‬
‫بدرهم ف أتيت بهم ا فاطم ة ح تى إذا ف رغت من الخ بز والطبخ ق الت‪ :‬ل و أتيت أبي‬
‫فدعوته‪ ،‬فخرجت وه و مض طجع يق ول‪ :‬أع وذ باهلل من الج وع ض جيعا‪ ،‬فقلت‪ :‬ي ا‬
‫رس ول هللا عن دنا طع ام فاتك أ علي ومض ينا نح و فاطم ة‪ ،‬فلما دخلنا ق ال‪ :‬هلمي‬
‫طعامك يا فاطمة فقدمت إليه البرمة والقرص‪ ،‬فغطى القرص وقال‪( :‬اللهم بارك لنا‬
‫في طعامنا) ثم قال‪ :‬اغرفي لعائش ة فغ رفت‪ ،‬ثم ق ال‪ :‬اغ رفي ألم س لمة‪ ،‬فم ا زالت‬
‫تغرف حتى وجهت إلى النساء التسع بقرصة قرصة ومرق‪ ،‬ثم قال‪ :‬اغ رفي البي ك‬
‫وبعلك‪ ،‬ثم قال اغرفي وأهدي لجيرانك ففعلت‪ ،‬وبقي عندهم ما يأكلون أياما(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]535 :‬روي أنه ‪ ‬أقبل إلى الحديبية وفي الطريق وشل بقدر م ا‬
‫ي روي ال راكب والراك بين‪ ،‬وق ال‪ :‬من س بقنا إلى الم اء فال يس قين‪ ،‬فلم ا انتهى إلى‬
‫الماء دعا بقدح فتمضمض فيه ثم صبه في الماء فشربوا ومألوا أداواهم ومياض يهم‬
‫وتوضأوا‪ ،‬فقال النبي ‪ :‬لئن بقيتم أو من بقي منكم ليسمعن يسقي م ا بين يدي ه من‬
‫كثرة مائه‪ ،‬فوجدوا من ذلك ماقال(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]536 :‬روي أنه ‪ ‬كان في سفر فأجهد الن اس جوع ا‪ ،‬فق ال‪ :‬من‬
‫كان معه زاد فليأتنا فأتاه نفر بمقدار صاع‪ ،‬باالزر واالنطاع‪ ،‬ثم صفف التمر عليه ا‬
‫ودعا ربه‪ ،‬فأكثر هللا ذلك التمر حتى كان أزوادهم إلى المدينة(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]537 :‬عن جابر قال‪ :‬استشهد والدي بين يدي رس ول هللا ‪ ‬ي وم‬
‫أحد‪ ،‬وكان عليه دين‪ ،‬فلقي ني رس ول هللا ‪ ‬يوم ا فق ال‪ :‬م ا فع ل دين أبي ك؟ فقلت‪:‬‬
‫على حاله‪ ،‬فقال‪ :‬لمن هذا؟ قلت‪ :‬لفالن اليهودي‪ ،‬قال‪ :‬متى حينه؟ قلت‪ :‬وقت جف اف‬
‫التمر قال‪ :‬إذا جف التمر فال تحدث فيه حتى تعلمني‪ ،‬واجعل ك ل ص نف من التم ر‬
‫على حدة‪ ،‬ففعلت ذل ك وأخبرت ه ‪ ،‬فص ار معي إلى التم ر وأخ ذ من ك ل ص نف‬
‫قبضة بيده وردها فيه‪ ،‬ثم قال‪ :‬هات اليهودي فدعوته فقال ل ه رس ول هللا‪ :‬اخ تر من‬
‫هذا التمر أي صنف شئت‪ ،‬فخذ دينك منه‪ ،‬فقال اليهودي‪ :‬وأي مقدار لهذا التمر كل ه‬
‫حتى آخذ صنفا بينه؟ ولعل كله ال يفي بديني‪ ،‬فقال النبي ‪ :‬اختر أي صنف ش ئت‬
‫فابتدئ به‪ ،‬فأومأ إلى صنف الصيحاني فقال‪ :‬أبتدئ به فقال‪ :‬بسم هللا‪ ،‬فلم يزل يكي ل‬
‫منه حتى استوفى منه دينه كله‪ ،‬والصنف على حاله ما نقص منه ش ئ‪ ،‬ثم ق ال ‪:‬‬
‫يا جابر هل بقي ألحد عليك شيء من دينه قلت‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬فاحمل تمرك بارك هللا ل ك‬
‫فيه‪ ،‬فحملته إلى منزلي وكفانا السنة كلها‪ ،‬فكنا نبيع منه لنفقتنا ومؤونتنا ونأك ل من ه‬
‫ونهب منه ونهدي إلى وقت التمر الجديد‪ ،‬والتمر على حاله إلى أن جاءنا الجديد(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]538 :‬عن جابر ق ال‪ :‬لم ا اجتمعت األح زاب من الع رب لح رب‬
‫الخندق واستشار النبي ‪ ‬المهاجرين واألنصار في ذلك فقال س لمان‪ :‬أن العجم إذا‬
‫حزبها أمر مثل هذا اتخذوا الخنادق ح ول بل دانهم‪ ،‬وجعل وا القت ال من وج ه واح د‪،‬‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)30 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)31 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)31 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)31 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪133‬‬
‫فأوحى هللا إلي ه أن يفع ل مث ل م ا ق ال س لمان‪ ،‬فخ ط رس ول هللا ‪ ‬الخن دق ح ول‬
‫المدينة‪ ،‬وقسمه بين المهاجرين واألنصار بالذراع‪ ،‬فجع ل لك ل عش رة منهم عش رة‬
‫أذرع‪ ،‬قال جابر‪ :‬فظهرت يوما من الخط لنا ص خره عظيم ة لم يمكن كس رها‪ ،‬وال‬
‫كانت المعاول تعمل فيها‪ ،‬فأرس لني أص حابي إلى رس ول هللا ‪ ‬الخ بره بخبره ا‪،‬‬
‫فصرت إليه فوجدته مستلقيا وقد شد على بطنه الحجر‪ ،‬فأخبرته بخبر الحج ر‪ ،‬فق ام‬
‫مس رعا فأخ ذ الم اء في فم ه فرش ه على الص خرة‪ ،‬ثم ض رب المع ول بي ده وس ط‬
‫الص خرة ب رقت منه ا برق ة‪ ،‬فنظ ر المس لمون فيه ا إلى قص ور اليمن وبل دانها‪ ،‬ثم‬
‫ضربها ضربة أخرى فبرقت برقة أخرى نظر المس لمون فيه ا إلى قص ور الع راق‬
‫وفارس ومدنها‪ ،‬ثم ضربها الثالثة فانهارت الصخرة قطعا‪ ،‬فقال رس ول هللا ‪ :‬م ا‬
‫الذي رأيتم في كل برقة؟ قالوا‪ :‬رأينا في االولى ك ذا‪ ،‬وفي الثاني ة ك ذا‪ ،‬وفي الثالث ة‬
‫كذا قال سيفتح هللا عليكم ما رأيتموه‪ ،‬قال جابر‪ :‬وك ان في م نزلي ص اع من ش عير‬
‫وش اة مش دودة فص رت إلى أهلي فقلت‪ :‬رأيت الحج ر على بطن رس ول هللا ‪‬‬
‫وأظنه جائعا‪ ،‬فلو أصلحنا هذا الشعير وهذه الشاة ودعون ا رس ول هللا ‪ ‬إلين ا ك ان‬
‫لنا قربة عند هللا‪ ،‬قالت‪ :‬فاذهب فأعلمه‪ ،‬فإن أذن فعلناه‪ ،‬فذهبت فقلت ل ه‪ :‬ي ا رس ول‬
‫هللا إن رأيت أن تجعل غداءك اليوم عندنا‪ ،‬قال‪ :‬وما عندك؟ قلت‪ :‬صاع من الش عير‬
‫وشاة‪ ،‬قال‪ :‬أفأصير إليك مع من احب أو أن ا وح دي؟ ق ال‪ :‬فك رهت أن أق ول‪ :‬أنت‬
‫وحدك قلت‪ :‬ب ل م ع من تحب‪ ،‬وظننت ه يري د علي ا ب ذلك‪ ،‬ف رجعت إلى أهلي فقلت‪:‬‬
‫أصلحي أنت الشعير‪ ،‬وأنا أصلح الشاة‪ ،‬ففرغنا من ذلك‪ ،‬وجعلنا الشاة كلها قطعا في‬
‫قدر واحدة وماء وملحا‪ ،‬وخبزت أهلي ذلك ال دقيق‪ ،‬فص رت إلي ه وقلت‪ :‬ي ا رس ول‬
‫هللا ق د أص لحنا ذل ك‪ ،‬فوق ف على ش فير الخن دق ون ادى ب أعلى ص وته‪ :‬يامعش ر‬
‫المسلمين أجيبوا دعوة جابر‪ ،‬فخرج جميع المهاجرين واألنصار‪ ،‬فخ رج الن بي ‪‬‬
‫والناس ولم يكن يمر بمأل من أهل المدينة إال قال‪ :‬أجيبوا دعوة جابر فأس رعت إلى‬
‫أهلي وقلت‪ :‬قد أتانا ماال قبل لنا به‪ ،‬وعرفتها خبر الجماعة‪ ،‬فقالت‪ :‬ألست قد عرفت‬
‫رسول هللا ما عندنا؟! قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قالت‪ ،‬فال علي ك ه و أعلم بم ا يفع ل‪ ،‬فك انت أهلي‬
‫أفقه مني‪ ،‬فأمر رسول هللا ‪ ‬الناس بالجلوس خارج الدار‪ ،‬ودخل هو وعلي الدار‪،‬‬
‫فنظر في التنور والخبز فيه فتفل فيه وكشف القدر فنظر فيها‪ ،‬ثم قال للم رأة‪ :‬اقلعي‬
‫من التنور رغيفا رغيفا‪ ،‬وناوليني واحدا بعد واحد‪ ،‬فجعلت تقلع رغيفا وتناوله إياه‪،‬‬
‫وهو وعلي يثردان في الجفنة‪ ،‬ثم تعود المرأة إلى التنور فتجد مكان الرغي ف ال ذي‬
‫قلعته رغيفا آخر‪ ،‬فلما امتالت الجفنة بالثريد غ رف عليه ا من الق در‪ ،‬وق ال‪ :‬أدخ ل‬
‫علي عشرة من الناس‪ ،‬فدخلوا وأكلوا حتى شبعوا‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا ج ابر ايت ني بال ذراع‪،‬‬
‫ثم قال‪ :‬أدخل علي عشرة‪ ،‬فدخلوا وأكلوا حتى شبعوا‪ ،‬والثريد بحاله‪ ،‬ثم ق ال‪ :‬ه ات‬
‫الذراع فأتيته به فقال‪ :‬أدخل عشرة فأكلوا وش بعوا‪ ،‬ثم ق ال‪ :‬ه ات ال ذراع‪ ،‬قلت‪ :‬كم‬
‫للش اة من ذراع؟ ق ال‪ :‬ذراع ان‪ ،‬قلت‪ :‬ق دآتيت بثالث أذرع‪ ،‬ق ال‪ :‬ل و س كت ألك ل‬
‫الجميع من الذراع‪ ،‬فلم يزل يدخل عشرة‪ ،‬ويخرج عشرة حتى أكل الناس جميعا‪ ،‬ثم‬
‫‪134‬‬
‫قال‪ :‬تعالى حتى نأكل نحن وأنت‪ .‬فأكلت أنا ومحمد ‪ ‬وعلي وخرجنا‪ ،‬والخ بز في‬
‫التنور بحاله‪ ،‬والقدر على حالها والثريد في الجفنة على حاله‪ ،‬فعشنا أياما بذلك(‪.)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]539 :‬روي أن أعرابي ا ج اء إلي ه ‪ ‬فش كى إلي ه نض وب م اء‬
‫بئرهم‪ ،‬فأخذ حصاة أو حصاتين وفركها بأنامله‪ ،‬ثم أعطاها األعرابي وق ال‪ :‬ارمه ا‬
‫بالبئر‪ ،‬فلما رماها فيها فار الماء إلى رأسها(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]540 :‬عن زياد بن الحارث الصيدائي أنه قال لرس ول هللا ‪ :‬إن‬
‫لنا بئرا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها واجتمعنا عليه ا‪ ،‬وإذا ك ان الص يف ق ل ماؤه ا‬
‫وتفرقنا على مياه حولنا‪ ،‬وقد أسلمنا‪ ،‬وكل من حولنا لنا أعداء‪ ،‬فادع هللا لنا في بئرنا‬
‫أن ال تمنعنا ماءها فنجتمع عليها وال نتفرق‪ ،‬ف دعا بس بع حص يات فف ركهن في ي ده‬
‫ودعا فيهن ثم قال‪ :‬اذهبوا بهذه الحصيات فإذا أتيتم البئر فألقوا واحدة واذك روا اس م‬
‫هللا‪ ،‬قال زياد ففعلنا م ا ق ال لن ا‪ ،‬فم ا اس تطعنا بع د أن ننظ ر إلى قع ر الب ئر ببرك ة‬
‫رسول هللا(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]541 :‬روي أنه ‪ ‬رأى عمرة بنت رواح ة ت ذهب بتم يرات إلى‬
‫أبيها يوم الخندق‪ ،‬فقال‪ :‬اجعليها على ي دي‪ ،‬ثم جعله ا على نط ع فجع ل يرب و ح تى‬
‫أكل منه ثالثة آالف رجل(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]542 :‬روي أنه ‪ ‬أعطى لعجوز قصعة فيها عسل فك انت تأك ل‬
‫وال يفنى‪ ،‬فيوما من األيام حولت م ا ك ان فيه ا إلى إن اء فف ني س ريعا‪ ،‬فج اءت إلى‬
‫النبي ‪ ‬وأخبرته بذلك‪ ،‬فقال‪( :‬إن األول كان من فعل هللا وصنعه‪ ،‬والثاني ك ان‬
‫من فعلك)(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]543 :‬قال جابر‪ :‬إن رجال أتى النبي ‪ ‬يس تطعمه فطعم ه وس ق‬
‫شعير‪ ،‬فما زال الرجل يأك ل من ه وامرأت ه ووص يفهما ح تى كال ه‪ ،‬ف أتى الن بي ‪‬‬
‫فأخبره‪ ،‬فقال‪ :‬لو لم تكليوه ألكلتم منه‪ ،‬ولقام بكم(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]544 :‬عن جابر بن عبد هللا والبراء بن عازب وسلمة بن االك وع‬
‫والمسوربن مخرمة قالوا‪ :‬لما نزل النبي ‪ ‬بالحديبية في ألف وخمسمئة‪ ،‬وذلك في‬
‫حر شديد قالوا‪ :‬يا رسول هللا ما بها من ماء‪ ،‬وال وادي ي ابس‪ ،‬وق ريش في بل دح في‬
‫ماء كثير‪ ،‬فدعا بدلو من ماء فتوضأ من الدلو ومضمض ف اه‪ ،‬ثم مج في ه‪ ،‬وأم ر أن‬
‫يصب في البئر‪ ،‬فجاشت فسقينا واستقينا(‪.)7‬‬
‫وفي رواية‪ :‬فنزع سهما من كنانته فألقاه في البئر ففارت بالم اء ح تى جعل وا‬
‫يغترفون بأيديهم منها وهم جلوس على شفتها‪.‬‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)31 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)32 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)33 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)33 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)34 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار (‪ ،)34 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار (‪ ،)34 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪135‬‬
‫[الحــديث‪ ]545 :‬عن اإلم ام علي أن ه ق ال‪( :‬إن رس ول هللا ‪ ‬أم رني في‬
‫بعض غزواته وقد نفد الماء يا علي قم وائت بتور‪ ،‬ق ال‪ :‬فأتيت ه فوض ع ي ده اليم نى‬
‫ويدي معها في التور‪ ،‬فقال‪ :‬انبع فنبع)(‪)1‬‬
‫وفي رواية‪ :‬فجعل الماء يخرج من بين أصابعه كأنه العيون فشربنا ووسعنا‪،‬‬
‫وذلك في يوم الشجرة‪ ،‬وكانوا في ألف وخمسمئة رجل‪.‬‬
‫[الحــديث‪ ]546 :‬روي أن الص حابة ش كوا إلي ه ‪ ‬في غ زوة تب وك من‬
‫العطش‪ ،‬فدفع سهما إلى رج ل فق ال‪ :‬ان زل ف اغرزه في ال ركي‪ ،‬ففع ل فف ار الم اء‪،‬‬
‫فطما إلى أعلى الركي فارتوى منه ثالثون ألف رجل في دوابهم‪ ..‬ووضع ي ده تحت‬
‫وشل بوادي المشقق فجعل ينصب في يديه فانخرق الماء حتى س مع ل ه حس كحس‬
‫الصواعق‪ ،‬فشرب الناس واستقوا حاجتهم منه‪ ،‬فقال رس ول هللا ‪( :‬لئن بقي منكم‬
‫أحد ليسمعن بهذا الوادي وهو أخصب ما بين يديه وما خلفه)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]547 :‬عن أبي ليلي قال‪ :‬ش كونا إلى الن بي ‪ ‬من العطش‪ ،‬ف أمر‬
‫بحفرة فحفرت فوضع عليها نطعا‪ ،‬ووضع يده على النطع‪ ،‬وقال‪ :‬هل من ماء؟ فقال‬
‫لصاحب االداوة‪ :‬صب الماء على كفي واذكر اسم هللا‪ ،‬ففع ل فلق د رأيت الم اء ينب ع‬
‫من بين أصابع رسول هللا ‪ ‬حتى روي القوم وسقوا ركابهم(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]548 :‬روي أن النبي ‪ ‬تفل في بئر معطلة ففاض ت ح تى س قي‬
‫منها بغير دلو وال رشاء (‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]549 :‬روي أن النبي ‪ ‬انتبه من نومه دعا بماء فغس ل يدي ه‪ ،‬ثم‬
‫مضمض ماء ومجه إلى عوسجة‪ ،‬فأصبحوا وقد غلظت العوسجة وأثم رت وأينعث‬
‫بثمر أعظم ما يكون في لون ال ورس‪ ،‬ورائح ة العن بر‪ ،‬وطعم الش هد‪ ،‬وهللا م ا أك ل‬
‫منه ا ج ائع إال ش بع‪ ،‬وال ظم آن إال روي‪ ،‬وال س قيم إال ب رئ‪ ،‬وال أك ل من ورقه ا‬
‫حي وان إال در لبنه ا‪ ،‬وك ان الن اس يستش فون من ورقه ا‪ ،‬وك ان يق وم مق ام الطع ام‬
‫والشراب‪ ،‬ورأينا النماء والبركة في أموالنا‪ ،‬فلم يزل كذلك ح تى أص حبنا ذات ي وم‬
‫وقد تساقط ثمرها‪ ،‬وصفر ورقها‪ ،‬فإذا قبض النبي ‪ ،‬فكانت بعد ذل ك تثم ر دون ه‬
‫في الطعم والعظم والرائحة(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]550 :‬روي أن النبي ‪ ‬لما هاجر من مكة ومعه أبو بكر وعامر‬
‫بن فهيرة‪ ،‬ودليلهم عبد هللا بن اريقط اللي ثي م روا على أم معب د الخزاعي ة‪ ،‬وك انت‬
‫امرأة برزة تحتبي وتجلس بفناء الخيمة فسألوا تم را أو لحم ا ليش تروه‪ ،‬فلم يص يبوا‬
‫عندها شيئا من ذلك‪ ،‬وإذا القوم مرملون‪ ،‬فقالت‪ :‬ل و ك ان عن دنا ش يء م ا أع وزكم‬
‫القرى‪ ،‬فنظر رسول هللا ‪ ‬في كسر خيمتها فقال‪ :‬ما ه ذه الش اة ي ا أم معب د ق الت‪:‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)38 /18‬الخرائج‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)38 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)38 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)38 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)41 /18‬أمالي الحاكم‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫شاة خلفها الجهد عن الغنم‪ ،‬فقال‪ :‬هل بها من لبن؟ ق الت‪ :‬هي أجه د من ذل ك‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫أتأذنين في أن أحلبها؟ قالت‪ :‬نعم ب أبي أنت وامي إن رأيت به ا حلب ا فاحلبه ا‪ ،‬ف دعا‬
‫رسول هللا بالش اة فمس ح ض رعها‪ ،‬وذك ر اس م هللا‪ ،‬وق ال‪( :‬اللهم ب ارك في ش اتها)‬
‫فتفاجت ودرت‪ ،‬فدعا رسول هللا ‪ ‬بإناء له ا ي ريض الره ط فحلب في ه ثج ا ح تى‬
‫علته الثمال‪ ،‬فس قاها فش ربت ح تى رويت‪ ،‬ثم س قى أص حابه فش ربوا ح تى رووا‪،‬‬
‫فشرب آخرهم وقال‪( :‬ساقي القوم آخرهم شربا) فشربوا جميعا علال بعد نه ل ح تى‬
‫أراضوا‪ ،‬ثم حلب فيه ثانيا عودا على ب دء فغ ادره عن دها‪ ،‬ثم ارتحل وا عنه ا‪ ،‬فقلم ا‬
‫لبثت أن جاء زوجها أبومعبد يسوق أعنزا عجافا هزلى مخهن قليل‪ ،‬فلم ا رأى اللبن‬
‫قال‪ :‬من أين لكم هذا والشاء عازب وال حلوبة في البيت؟ ق الت‪ :‬ال وهللا إال أن ه م ر‬
‫بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]551 :‬روي أن ابن الكوا ق ال لإلم ام علي‪ :‬بم كنت وص ي محم د‬
‫ك‬ ‫‪ ‬من بين بني عبدالمطلب؟ قال‪ :‬لم ا ن زل على رس ول هللا ‪َ ﴿ ‬وأَ ْن ِذرْ ع َِش َ‬
‫يرتَ َ‬
‫اأْل َ ْق َربِينَ ﴾ [الش عراء‪ ]214 :‬جمعن ا رس ول هللا ‪ ‬ونحن أربع ون رجال‪ ،‬ف أمرني‬
‫فأنضجت له رجل شاة‪ ،‬وصاعا من طعام أمرني فطحنته وخبزته‪ ،‬وأمرني فأدنيته‪،‬‬
‫قال‪ :‬ثم قدم عشرة من أجلتهم فأكلوا حتى صدروا‪ ،‬وبقي الطعام كما كان‪ ،‬وإن منهم‬
‫لمن يأكل الجذعة‪ ،‬ويشرب الفرق‪ ،‬فأكلوا منها كلهم أجمعون‪ ،‬فق ال أب ولهب‪ :‬س حر‬
‫كم صاحبكم‪ ،‬فتفرقوا عنه‪ ،‬ثم دعاهم رسول هللا ‪ ‬ثاني ة‪ ،‬ثم ق ال‪ :‬أيكم يك ون أخي‬
‫ووصيي ووارثي؟ فع رض عليهم فكلهم ي أبى ح تى انتهى إلي وأن ا أص غرهم س نا‪،‬‬
‫وأعمشهم عينا‪ ،‬وأحمشهم ساقا فقلت‪ :‬أن ا؛ ف رمى إلي بنعل ه فل ذلك كنت وص يه من‬
‫بينهم(‪.)2‬‬
‫خامسا ـ ما ورد حول استجابة هللا لدعائه‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة في ذلك‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]552 :‬عن مسلم الغالبي ق ال‪ :‬ج اء أع رابي إلى الن بي ‪ ‬فق ال‪:‬‬
‫وهللا ي ا رس ول هللا لق د أتين اك وم ا لن ا بع ير وال غنم يغ ط‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪‬‬
‫ألصحابه‪ :‬إن هذا األعرابي بشكو قلّة المطر وقحطا شديدا‪ ،‬ثم قام يجر رداءه ح تى‬
‫صعد المنبر فحمد هللا وأثنى عليه فكان فيما حمده به أن ق ال‪( :‬الحم د هللا ال ذي عال‬
‫في السماء فكان عاليا‪ ،‬وفي األرض قريبا دانيا‪ ،‬أقرب إلينا من حبل الوريد)‪ ،‬ورفع‬
‫يديه إلى السماء وقال‪ :‬اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريع ا غ دقا طبق ا‪ ،‬ع اجال غ ير‬
‫رائث‪ ،‬نافعا غير ضار‪ ،‬تمال به الضرع‪ ،‬وتنبت به الزرع‪ ،‬وتحيي به األرض بع د‬
‫موتها فما رد يده إلى نحره حتى أح دق الس حاب بالمدين ة كاألكلي ل‪ ،‬وألقت الس ماء‬
‫بأرواقها وجاء أهل البطاح يصيحون‪ :‬يا رسول هللا الغرق الغ رق‪ ،‬فق ال رس ول هللا‬
‫‪( :‬اللهم حوالينا وال علينا) فانجاب السحاب عن الس ماء‪ ،‬فض حك رس ول هللا ‪‬‬

‫‪ )(1‬اعالم الورى‪.16 :‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)45 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪137‬‬
‫وقال‪ :‬هلل در أبي طالب‪ ،‬لو كان حيا لقرت عيناه‪ ،‬من ينشدنا قوله؟ فقام عم ر فق ال‪:‬‬
‫عسى أردت يا رسول هللا‪:‬‬
‫أبر وأوفى ذمة من‬ ‫وما حملت من ناقة فوق‬
‫محمد‬ ‫ظهرها‬
‫فق ال رس ول هللا ‪ :‬ليس ه ذا من ق ول أبي ط الب ه ذا من ق ول حس ان بن‬
‫ثابت‪ ،‬فقام علي بن أبي طالب فقال‪ :‬كأنك أردت يا رسول هللا‪.‬‬
‫ربيع اليتامى عصمة‬ ‫وأبيض يستسقى الغمام‬
‫لالرامل‬ ‫بوجهه‬
‫فهم عنده في نعمة‬ ‫تلوذ به الهالك من آل هاشم‬
‫وفواضل‬
‫ولما نماصع دونه ونقاتل‬ ‫كذبتم وبيت هللا‪ :‬يبزى محمد‬
‫ونذهل عن أبنائنا‬ ‫ونسلمه حتى نصرع حوله‬
‫والحالئل‬
‫فقال رسول هللا‪ :‬أجل‪ ،‬فقام رجل من بني كنانة فقال‪:‬‬
‫سقينا بوجه النبي‬ ‫لك الحمد والحمد ممن‬
‫المطر‬ ‫شكر‬
‫وأشخص منه إليه‬ ‫دعا هللا خالقه دعوة‬
‫البصر‬
‫وأسرع حتى أتانا‬ ‫فلم يك إال كألقى الرداء‬
‫الدرر‬
‫أغاث به هللا عليا‬ ‫دفاق العزائل جم البعاق‬
‫مضر‬
‫أبوطالب ذا رواء أغر‬ ‫فكان كما قاله عمه‬
‫فهذا العيان وذاك‬ ‫به هللا يسقي صيوب‬
‫الخبر‬ ‫الغمام‬
‫فقال رسول هللا ‪ :‬يا كناني بوأك هللا بكل بيت قلته بيتا في الجنة(‪.)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]553 :‬عن مس لم الغالبي ق ال‪ :‬ك ان قح ط في زمن أبي ط الب‪،‬‬
‫فقالت قريش‪ :‬اعتمدوا الالت والعزى‪ ،‬وقال آخرون‪ :‬اعتمدوا المناة الثالثة األخ رى‬
‫فقال ورقة بن نوفل‪ :‬أنى تؤفكون وفيكم بقية إب راهيم‪ ،‬وس اللة إس ماعيل أبوط الب؟‬
‫فاستسقوه فخرج أبوطالب وحوله اغيلمة من ب ني عب دالمطلب‪ ،‬وس طهم غالم كأن ه‬
‫شمس دجنة تجلت عنها غمامة‪ ،‬فأسند ظهره إلى الكعبة والذ بإص بعه؟ وبصبص ت‬
‫األغلمة حوله فأقبل السحاب في الحال فأنشأ أبوطالب الالمية(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]554 :‬قال اإلمام علي‪ :‬دعاني النبى ‪ ‬وأنا أرمد العين‪ ،‬فتفل في‬
‫عيني‪ ،‬وشد العمامة على رأسي‪ ،‬وقال‪( :‬اللهم أذهب عنه الحر والبرد) فم ا وج دت‬

‫‪ )(1‬مجالس المفيد‪ 178 :‬ـ ‪ .180‬امالى ابن الشيخ‪ 45 :‬ـ ‪..47‬‬


‫‪ )(2‬مناقب آل ابى طالب ‪.119 :1‬‬
‫‪138‬‬
‫بعدها حرا وال بردا(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]555 :‬عن أبي هريرة ق ال‪ :‬أص ابنا عطش في الحديبي ة‪ ،‬فجهش نا‬
‫إلى النبي ‪ ‬فبسط يديه بالدعاء فتألق السحاب‪ ،‬وجاء الغيث فروينا منه(‪.)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]556 :‬روي أن رجال مكف وف البص ر أتى الن بى ‪ ‬فق ال‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا ادع هللا أن يرد علي بصري‪ ،‬قال‪ :‬فدعا هللا فرد عليه بصره‪ ،‬ثم أتاه آخر‬
‫فقال‪ :‬يا رسول هللا ادع هللا لي أن يرد علي بصري‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬الجن ة أحب إلي ك أو‬
‫يرد عليك بصرك؟ قال‪ :‬يا رسول هللا وإن ثوابها الجنة؟ فقال‪ :‬هللا أكرم من أن يبتلي‬
‫عبده المؤمن بذهاب بصره ثم ال يثيبه الجنة(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]557 :‬روي أن رجال من أص حابه ‪ ‬اص يب بإح دى عيني ه في‬
‫بعض مغازيه فسالت حتى وقعت على خده‪ ،‬فأتاه مستغيثابه‪ ،‬فأخذها فردها مكانه ا‪،‬‬
‫فكانت أحسن عينيه منظرا‪ ،‬وأحدهما بصرا(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]558 :‬روي أنه أتاه ‪ ‬رجل من جهينة يتقطع من الجذام‪ ،‬فش كى‬
‫إليه‪ ،‬فأخذ قدحا من الماء فتفل فيه‪ ،‬ثم ق ال‪ :‬امس ح ب ه جس دك ففع ل ف برئ ح تى لم‬
‫يوجد منه شيء(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]559 :‬روي أن رجال جاء إلى النبي ‪ ‬فقال‪ :‬إني قدمت من سفر‬
‫لي فبينا بنية خماسية تدرج حولي في صبغها وحليها أخذت بيدها ف انطلقت به ا إلى‬
‫وادي كذا فطرحتها فيه‪ ،‬فقال ‪ :‬انطلق معي وأرني ال وادي‪ ،‬ف انطلق م ع رس ول‬
‫هللا ‪ ‬إلى الوادي فقال البيها‪ :‬ما اسمها؟ قال‪ :‬فالنة‪ .‬فقال‪ :‬يا فالنة احيي ب إذن هللا‪،‬‬
‫فخرجت الصبية تقول‪ :‬لبيك يا رسول هللا وسعديك‪ ،‬فقال‪ :‬إن أبويك ق د أس لما‪ ،‬ف إن‬
‫أحببت أردك عليهما‪ ،‬قالت‪ :‬ال حاجة لي فيهما‪ ،‬وجدت هللا خيرا لي منهما(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]560 :‬روي أن سلمة بن االكوع أصابه ض ربة ي وم خي بر‪ ،‬ف أتى‬
‫النبي ‪ ‬فنفث فيه ثالث نفثات‪ ،‬فما اشتكاها ح تى المم ات‪ ،‬وأص اب عين قت ادة بن‬
‫النعمان ضربة أخرجتها فردها النبي ‪ ‬موضعها فكانت أحسن عينيه(‪.)7‬‬
‫[الحديث‪ ]561 :‬روي أن شابا من األنصار كان له أم عج وز عمي اء وك ان‬
‫مريض ا فع اده رس ول هللا ‪ ‬فم ات‪ ،‬فق الت‪ :‬اللهم إن كنت تعلم أني ه اجرت إلي ك‬
‫وإلى نبيك رجاء أن تعينني على ك ل ش دة فال تحملن علي ه ذه المص يبة ق ال أنس‪:‬‬
‫فما برحنا إلى أن كشف الثوب عن وجه فطعم وطعمنا(‪.)8‬‬
‫[الحديث‪ ]562 :‬عن أسامة بن زيد قال‪ :‬خرجنا مع رسول هللا ‪ ‬في حجته‬
‫‪ )(1‬مجالس المفيد‪ 187 :‬و‪ .188‬أمالى ابن الشيخ‪.55 :‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)5 /18‬أمالى ابن الشيخ‪..80 :‬‬
‫‪ )(3‬بصائر الدرجات‪..77 :‬‬
‫‪ )(4‬إعالم الورى ‪.19‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)8 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار (‪ ،)8 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار (‪ ،)8 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(8‬بحار األنوار (‪ ،)8 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪139‬‬
‫التي حجه ا ح تى إذا كن ا ببطن الروح اء نظ ر إلى ام رأة تحم ل ص بيا‪ ،‬فق الت‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا هذا ابني ما أفاق من خنق منذ ولدته إلى يومه هذا‪ ،‬فأخ ذه رس ول هللا ‪‬‬
‫وتفل في فيه‪ ،‬فإذا الصبي قد برئ‪ ،‬فقال رسول هللا ‪ :‬انطلق انظ ر ه ل ت رى من‬
‫حش؟ قلت‪ :‬إن ال وادي م ا في ه موض ع يغطى عن الن اس‪ ،‬ق ال لي‪ :‬انطل ق إلى‬
‫النخالت‪ ،‬وق ل‪ :‬إن رس ول هللا ي أمركن أن ت دنين لمخ رج رس ول هللا ‪ ،‬وق ل‬
‫للحجارة مثل ذلك‪ ،‬فوال ذي بعث ه ب الحق نبي ا لق د قلت لهن ذل ك وق د رأيت النخالت‬
‫يتقاربن والحجارة يتفرقن‪ ،‬فلما قضى حاجته رأيتهن يعدن إلى موضعهن‬
‫[الحــديث‪ ]563 :‬روي أن الن بي ‪ ‬لم ا ق دم المدين ة وهي أوب أ أرض هللا‪،‬‬
‫فقال‪( :‬اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلين ا مك ة‪ ،‬وص ححها لن ا‪ ،‬وب ارك لن ا في‬
‫صاعهاو مدها)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]564 :‬روي أن أبا طالب مرض فدخل عليه رس ول هللا ‪ ‬فق ال‪:‬‬
‫يا ابن أخي ادع ربك أن يعافيني‪ ،‬فقال النبى ‪( ‬اللهم اشف عمي) فقام كأنما انشط‬
‫من عقال(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]565 :‬روي أن عليا مرض وأخ ذ يق ول‪( :‬اللهم إن ك ان أجلي ق د‬
‫حضر فأرحني وإن كان مت أخرا ف ارفعني‪ ،‬وإن ك ان للبالء فص برني) فق ال الن بي‬
‫‪( :‬اللهم اشفه اللهم عافه) ثم ق ال‪ :‬قم‪ ،‬ق ال علي‪ :‬فقمت فم ا ع اد ذل ك الوج ع إلي‬
‫بعد(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]566 :‬عن عبد هللا بن بريدة قال‪ :‬سمعت أبي يق ول‪ :‬إن الن بي ‪‬‬
‫تفل في رجل عمرو بن معاذ حين قطعت رجله فبرئ(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]567 :‬روي أن معاذ بن عفراء جاء إلى رسول هللا ‪ ‬يحمل ي ده‬
‫وكانت قد قطعها أبوجهل‪ ،‬فبصق وألصقها فلصقت(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]568 :‬روي أنه ‪ ‬دعا النس لما قالت امه أم س ليم‪ :‬ادع ل ه فه و‬
‫خادمك‪ ،‬فقال‪( :‬اللهم أكثر ماله وولده وب ارك ل ه فيم ا أعطيت ه) ق ال أنس‪ :‬أخ برني‬
‫بعض ولدي أنه دفن من ولده أكثر من مائة(‪.)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]569 :‬روي أن النبي ‪ ‬أبص ر رجال يأك ل بش ماله‪ ،‬فق ال‪ :‬ك ل‬
‫بيمينك فقال‪ :‬ال أستطيع‪ ،‬فقال‪ :‬ال استطعت‪ ،‬قال‪ :‬فما وصلت إلى فيه من بعد‪ ،‬كلم ا‬
‫رفع اللقمة إلى فيه ذهبت في شق آخر(‪.)7‬‬
‫[الحديث‪ ]570 :‬روى أبونهيك االزدي‪ ،‬عن عمرو بن أخطب قال‪ :‬استسقى‬
‫النبي ‪ ‬فأتيته بإناء فيه ماء وفيه ش عرة فرفعته ا‪ ،‬فق ال‪( :‬اللهم جمل ه جمل ه) ق ال‪:‬‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)9 /18‬الخرائج‪..‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)9 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)9 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)9 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)10 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار (‪ ،)10 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار (‪ ،)10 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪140‬‬
‫فرأيته بعد ثالث وتسعين سنة ما في رأسه ولحيته شعرة بيضاء(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]571 :‬روي أن النابغة الجعدي أنشد رسول هللا ‪ ‬قوله‪:‬‬
‫وإنا لنرجو فوق ذلك‬ ‫بلغنا السماء عزة‬
‫مظهرا‬ ‫وتكرما‬
‫فقال‪ :‬إلى أين يا ابن أبي ليلى؟ قال‪ :‬إلى الجنة يا رسول هللا‪ ،‬ق ال‪ :‬أحس نت ال‬
‫يفضض هللا فاك‪ ،‬قال الراوي‪ :‬فرأيته شيخا له مائة وثالثون سنة وأسنانه مث ل ورق‬
‫االقحوان نقاء وبياضا‪ ،‬قد تهدم جسمه إال فاه(‪.)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]572 :‬روي أن الن بي ‪ ‬خ رج فعرض ت ل ه ام رأة فق الت‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا إني امرأة مسلمة ومعي زوج في البيت مثل المرأة‪ ،‬قال‪ :‬فادعي زوجك‪،‬‬
‫فدعته‪ ،‬فقال لها‪ :‬أتبغضينه؟ قالت‪ :‬نعم‪ ،‬ف دعا الن بي ‪ ‬لهم ا ووض ع جبهته ا على‬
‫جبهته وقال‪( :‬اللهم ألف بينهما‪ ،‬وحبب أحدهما إلى ص احبه) ثم ك انت الم رأة تق ول‬
‫بع د ذل ك‪ :‬م ا ط ارف وال تال د وال وال د أحب إلى من ه‪ ،‬فق ال الن بي ‪ :‬أش هد أني‬
‫رسول هللا(‪..)3‬‬
‫[الحديث‪ ]573 :‬روي أن عمرو بن الحم ق الخ زاعي س قى رس ول هللا ‪‬‬
‫فقال‪( :‬اللهم أمتعه بشبابه)‪ ،‬فمرت له ثمانون سنة لم يرله شعرة بيضاء(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]574 :‬عن عطاء قال‪ :‬كان في وسط رأس موالي السائب بن يزيد‬
‫شعر أسود‪ ،‬وبقية رأسه ولحيته بيضاء‪ ،‬فقلت‪ :‬ما رأيت مثل ذلك‪ ،‬رأسك هذا أسود‪،‬‬
‫وهذا أبيض‪ ،‬قال‪ :‬أفال أخبرك قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬إني كنت ألعب من الصبيان‪ ،‬فمر بي‬
‫نبي هللا ‪ ‬فعرضت له وسلمت عليه‪ ،‬فقال‪ :‬وعليك من أنت؟ قال‪ :‬أنا الس ائب أخ و‬
‫النمر بن قاسط‪ ،‬فمسح رس ول هللا رأس ي وق ال‪ :‬ب ارك هللا في ك‪ ،‬فال وهللا ال ت بيض‬
‫أبدا(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]575 :‬روي أن عليا قال‪ :‬بعث ني رس ول هللا ‪ ‬إلى اليمن‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫بعثتني يا رسول هللا وأنا حدث السن ال أعلم بالقضاء‪ ،‬ق ال‪ :‬انطل ق ف إن هللا س يهدي‬
‫قلبك‪ ،‬ويثبت لسانك‪ ،‬قال علي‪ :‬فما شككت في قضاء‪ ،‬بين رجلين(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]576 :‬عن مرة بن جعبل االشجعي قال‪ :‬غزوت مع رسول هللا ‪‬‬
‫في بعض غزواته فقال‪ :‬سريا صاحب الفرس‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول هللا عجف اء ض عيفة‪،‬‬
‫فرفع مخفقة عنده فضربها ضربا خفيفا‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم بارك له فيها‪ ،‬فقال‪ :‬رأيت ني م ا‬
‫أمسك رأسها أن تقدم الناس‪ ،‬ولقد بعت من بطنها باثنى عشر ألفا(‪.)7‬‬
‫[الحديث‪ ]577 :‬روي أن جرهدا أتى رسول هللا ‪ ‬وبين يدي ه طب ق ف أدلى‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)10 /18‬الخرائج‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)10 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)11 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)11 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)11 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار (‪ ،)11 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار (‪ ،)11 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪141‬‬
‫جرهد بيده الشمال ليأكل‪ ،‬وكانت يده اليمنى مصابة‪ ،‬فقال‪ :‬كل ب اليمين‪ ،‬فق ال‪ :‬إنه ا‬
‫مصابة‪ ،‬فنفث رسول هللا ‪ ‬عليها فما اشتكاها بعد(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]578 :‬روى عن عثمان بن جنيد أنه ق ال‪ :‬ج اء رج ل ض رير إلى‬
‫رس ول هللا ‪ ‬فش كى إلي ه ذه اب بص ره‪ ،‬فق ال ل ه رس ول هللا ‪ :‬ائت الميض أة‬
‫فتوضأ ثم صل ركعتين‪ ،‬ثم قل‪( :‬اللهم إنى أسألك وأتوجه إليك بمحمد نبي الرحم ة‪،‬‬
‫يا محمد إني أتوجه ب ك إلى رب ك ليجل و عن بص ري‪ ،‬اللهم ش فعه في وش فعني في‬
‫نفسي) قال ابن جنيد‪ :‬فلم يطل بنا الحديث حتى دخل الرج ل ك أن لم يكن ب ه ض رر‬
‫قط(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]579 :‬روي أن أبيض بن جم ال ق ال‪ :‬ك ان ب وجهي ح زاز يع ني‬
‫القوبا قد التمعت فدعا النبي ‪ ‬فمسح وجهه فذهب في الحال ولم يب ق ل ه أث ر على‬
‫وجهه(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]580 :‬عن الفضل بن العباس قال‪ :‬إن رجال قال‪ :‬يا رسول هللا إني‬
‫بخيل جبان نؤوم فادع لي‪ ،‬فدعا هللا أن يذهب جبنه‪ ،‬وأن يس خي نفس ه‪ ،‬وأن ي ذهب‬
‫كثرة نومه‪ ،‬فلم يرأسخى نفسا وال أشد بأسا وال أقل نوما منه(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]581 :‬روي أن عليا كان رمد العين يوم خيبر فتفل رسول هللا ‪‬‬
‫في عينيه‪ ،‬ودعا له‪ ،‬وقال‪( :‬اللهم أذهب عنه الحر والبرد) فما وج د ح را وال ب ردا‪،‬‬
‫وكان يخرج في الشتاء في قميص واحد(‪.)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]582 :‬روي أن أعرابي ا ق ال‪ :‬ي ا رس ول هللا هل ك الم ال‪ ،‬وج اع‬
‫العيال‪ ،‬فادع هللا لنا‪ ،‬فرفع يده وما وضعها ح تى ث ار الس حاب أمث ال الجب ال‪ ،‬ثم لم‬
‫ينزل عن منبره حتى رأينا المطر يتحادر على لحيت ه‪ ،‬فمطرن ا إلى الجمع ة‪ ،‬ثم ق ام‬
‫أعرابي فقال‪ :‬تهدم البناء‪ ،‬فادع‪ ،‬فقال‪( :‬حوالين اوال علين ا) فم ا ك ان يش ير بي ده إلى‬
‫ناحية من السحاب إال تف رجت ح تى ص ارت المدين ة مث ل الجوب ة‪ ،‬وس ال ال وادي‬
‫شهرا‪ ،‬فضحك رسول هللا ‪ ‬فقال‪ :‬هلل در أبي طالب لو كان حيا قرت عيناه(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]583 :‬روي أن النبي ‪ ‬لما ن ادى بالمش ركين‪ ،‬واس تعانوا علي ه‬
‫دعا هللا أن يجدب بالدهم‪ ،‬فقال‪( :‬اللهم سنين كسني يوسف‪ ،‬اللهم اشدد وطأت ك على‬
‫مضر) فأمسك المطر عنهم حتى مات الشجر‪ ،‬وذهب الثمر‪ ،‬وفني المواشي‪ ،‬وعن د‬
‫ذلك وفد حاجب بن زرارة على كسرى فشكى إليه يستأذنه في رعي السواد‪ ،‬فأرهنه‬
‫قوس ه‪ ،‬فلم ا أص اب مض ر الب أس الش ديد ع اد الن بي ‪ ‬بفض له عليهم‪ ،‬ف دعا هللا‬
‫بالمطر لهم(‪.)7‬‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)11 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)11 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)12 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)12 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)12 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(6‬مناقب آل أبى طالب ‪.72 :1‬‬
‫‪ )(7‬مناقب آل أبى طالب ‪.72 :1‬‬
‫‪142‬‬
‫[الحديث‪ ]584 :‬روي أنه ‪ ‬كان جالسا إذ أطلق حبوته فتنحى قليال‪ ،‬ثم مد‬
‫يده كأنه يصافح مسلما‪ ،‬ثم أتانا فقعد‪ ،‬فقلنا‪ :‬كنا نسمع رجع الكالم‪ ،‬وال نبصر أح دا‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ذلك إسماعيل ملك المطر إستأذن ربه أن يلق اني فس لم علي‪ ،‬فقلت ل ه‪ :‬أس قنا‪،‬‬
‫قال ميعادكم كذا في شهر كذا‪ ،‬فلما جاء ميع اده ص لينا الص بح فقلن ا ال ن رى ش يئا‪،‬‬
‫وصلينا الظهر فلم نرشيئا حتى إذا العصر‪ ،‬نشأت س حابة فمطرن ا فض حكنا‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫مالكم؟ قلنا‪ :‬الذي قال الملك‪ ،‬قال‪ :‬أجل مثل هذا فاحفظوا(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]585 :‬روي أن رسول هللا ‪ ‬بعث إلى يه ودي في ق رض يس أله‬
‫ففعل‪ ،‬ثم جاء اليهودي إليه فقال‪ :‬جاءتك حاجتك؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬ف ابعث فيم ا أردت‬
‫وال تمتنع من شيء تريده‪ ،‬فقال له النبي ‪ :‬أدام هللا جمالك‪ ،‬فعاش اليهودي ثمانين‬
‫سنة ما رئي في رأسه شعرة بيضاء(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]586 :‬روي أنه في وقع ة تب وك أص اب الن اس عطش‪ ،‬فق الوا ي ا‬
‫رسول هللا لو دعوت هللا لسقانا؟ فقال ‪ :‬لو دعوت هللا لسقيت‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رس ول هللا‬
‫ادع لنا ليسقينا‪ ،‬فدعا فسالت االدوية‪ :‬ف إذا ق وم على ش فير ال وادي يقول ون‪ :‬مطرن ا‬
‫بنوء الذراع وبنوء كذا‪ ،‬فقال رسول هللا‪ :‬أال ترون؟ فقال خالد‪ :‬أال أضرب أعن اقهم؟‬
‫فقال رسول هللا ‪ :‬ال‪ ،‬يقولون هكذا‪ ،‬وهم يعلمون أن هللا أنزله(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]587 :‬عن اإلمام الصادق قال‪ :‬لما استسقى رس ول هللا ‪ ‬وس قي‬
‫الناس حتى قالوا‪ :‬إنه الغرق‪ ،‬وق ال رس ول هللا ‪ ‬بي ده ورده ا‪( :‬اللهم حوالين ا وال‬
‫علينا) قال‪ :‬فتفرق السحاب‪ ،‬فقالوا يا رسول هللا استسقيت لن ا فلم نس ق ثم استس قيت‬
‫لنا فسقينا‪ ،‬قال‪ :‬إني دعوت وليس لي في ذلك نية‪ ،‬ثم دعوت ولي في ذلك نية(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]588 :‬عن اإلمام الصادق قال‪ :‬أتى قوم رس ول هللا ‪ ‬فق الوا‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا إن بالدنا قد قطحت وتوالت السنون علينا‪ ،‬فادع هللا تبارك وتعالى يرس ل‬
‫السماء علينا‪ ،‬فأمر رسول هللا ‪ ‬بالمنبر فأخرج واجتمع الن اس فص عد رس ول هللا‬
‫‪ ‬ودعا‪ ،‬وأمر الناس أن يؤمن وا‪ ،‬فلم يلبث أن هب ط جبري ل فق ال‪ :‬ي ا محم د أخ بر‬
‫الناس أن ربك قد وع دهم أن يمط روا ي وم ك ذا وك ذا‪ ،‬وس اعة ك ذا وك ذا‪ ،‬فلم ي زل‬
‫الناس ينتظرون ذلك اليوم وتلك الساعة ح تى إذا ك انت تل ك الس اعة أه اج هللا ع ز‬
‫وج ل ريح ا فأث ارت س حابا‪ ،‬وجللت الس ماء وأرخت عزاليه ا‪ ،‬فج اء اولئ ك النف ر‬
‫بأعيانهم إلى النبي ‪ ‬فقالوا‪ :‬يا رسول هللا ادع هللا لنا أن يكف السماء عن ا‪ ،‬فإن ا ق د‬
‫كدنا أن نغرق‪ ،‬فاجتمع الناس ودعا الن بي ‪ ‬وأم ر الن اس أن يؤمن وا على دعائ ه‪،‬‬
‫فقال له رجل من الناس‪ :‬يا رسول هللا أسمعنا ف إن ك ل م ا تق ول ليس نس مع‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫قولوا‪ :‬اللهم حوالين ا وال علين ا‪ ،‬اللهم ص بها في بط ون االودي ة وفي نب ات الش جر‪،‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)15 /18‬الخرائج‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)12 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)12 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(4‬اصول الكافى ‪.474 :2‬‬
‫‪143‬‬
‫وحيث يرعى أهل الوبر‪ ،‬اللهم اجعلها رحمة وال تجعلها عذابا(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]589 :‬روي أن أبابراء مالعب االسنة كان به استسقاء فبعث إلي ه‬
‫لبيد بن ربيعة‪ ،‬وأهدى له فرسين ونجائب‪ ،‬فقال ‪ :‬ال أقبل هدية مشرك‪ ،‬قال لبي د‪:‬‬
‫ما كنت أرى أن رجال من مضر يرد هدية أبي براء‪ ،‬فقال ‪ :‬لو كنت ق ابال هدي ة‬
‫من مشرك لقبلتها ق ال‪ :‬فإن ه يستش فيك من عل ة أص ابته في بطن ه‪ ،‬فأخ ذ حث وة من‬
‫األرض فتفل عليها ثم أعطاه‪ ،‬وقال‪ :‬دفها بماء ثم أسقه إياه‪ ،‬فأخذها متعجبا يرى أنه‬
‫قد استهزئ به‪ ،‬فأتاه فشربها واطلق من مرضه كأنما انشط من عقال(‪.)2‬‬
‫سادسا ـ ما ورد حول حول عصمته من الناس‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة في ذلك‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]590 :‬عن جميع بن عمير ق ال‪ :‬س معت عب د هللا بن عم ر يق ول‪:‬‬
‫انتهى رسول هللا ‪ ‬إلى العقبة فقال‪ :‬ال يجاوزها أحد‪ ،‬فعوج الحكم بن أبي الع اص‬
‫فمه مستهزئا به ‪ ،‬وقال رس ول هللا ‪ :‬من اش ترى ش اة مص راة فه و بالخي ار‪،‬‬
‫فعوج الحكم فمه‪ ،‬فبصر به النبي ‪ ‬فدعا عليه فصرع شهرين‪ ،‬ثم أف اق‪ ،‬فأخرج ه‬
‫النبي ‪ ‬عن المدينة طريدا ونفاه عنها(‪.)3‬‬
‫﴿و َج َع ْلنَا ِم ْن بَي ِْن أيدي ِه ْم َس ًّدا َو ِم ْن‬
‫[الحديث‪ ]591 :‬قال اإلمام الباقر في قوله‪َ :‬‬
‫ْصرُونَ ﴾ [يس‪( :]9 :‬فهم ال يبصرون الهدى أخ د هللا‬ ‫خَ ْلفِ ِه ْم َس ًّدا فَأ َ ْغ َش ْينَاهُ ْم فَهُ ْم اَل يُب ِ‬
‫سمعهم وأبصارهم وقلوبهم فأعماهم عن الهدى‪ ،‬نزلت في أبى جهل بن هش ام علي ه‬
‫اللعنة ونفر من أهل بيته‪ ،‬وذلك أن النبي ‪ ‬قام يصلي وق د حل ف أبوجه ل لئن رآه‬
‫يصلي ليدمغنه‪ ،‬فجاءه ومعه حجر والنبي ‪ ‬قائم يصلي‪ ،‬فجع ل كلم ا رف ع الحج ر‬
‫ليرميه أثبت هللا يده إلى عنقه‪ ،‬وال يدور الحجر بيده‪ ،‬فلم ا رج ع إلى أص حابه س قط‬
‫الحجر من يده‪ ،‬ثم قام رجل آخر من رهطه أيضا فقال‪ :‬أنا أقتله‪ ،‬فلما دنامن ه فجع ل‬
‫يسمع قراءة رسول هللا ‪ ‬فارعب فرجع إلى أصحابه فقال‪ :‬حال بيني وبينه كهيئ ة‬
‫الفحل يخطر بذنبه‪ ،‬فخفت أن أتقدم(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]592 :‬عن أبان االحمر قال‪ :‬كان المستهزؤون خمسة من ق ريش‪:‬‬
‫الوليد بن المغ يرة المخ زومي‪ ،‬والع اص بن وائ ل الس همي‪ ،‬والح ارث بن حنظل ة‪،‬‬
‫واالسود بن عبد يغوث بن وهب الزهري‪ ،‬واالس ود بن المطلب بن أس د‪ ،‬فلم ا ق ال‬
‫ك ْال ُم ْس تَه ِْزئينَ ﴾ [الحج ر‪ ]95:‬علم رس ول هللا ‪ ‬أن ه ق د أخ زاهم‪،‬‬ ‫هللا‪﴿ :‬إِنَّا َكفَ ْينَ ا َ‬
‫فأماتهم هللا بشر ميتات(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]593 :‬روي أن اإلمام علي قال ليهودي من يهود الشام وأحب ارهم‬
‫فيما أجابه عنه من ج واب مس ائله‪ :‬فأم ا المس تهزؤون فق ال هللا ع ز وج ل ل ه‪﴿ :‬إِنَّا‬

‫‪ )(1‬روضة الكافى‪ 217 :‬و‪.218‬‬


‫‪ )(2‬مناقب آل أبى طالب ‪ .101 :1‬إعالم الورى‪ 19 :‬ط ‪ 1‬و ‪.38‬‬
‫‪ )(3‬أمالى ابن الشيخ‪ 110 :‬و‪.111‬‬
‫‪ )(4‬تفسير القمى‪.548 :‬‬
‫‪ )(5‬البرهان ‪.356 :2‬‬
‫‪144‬‬
‫ك ْال ُم ْستَه ِْزئينَ ﴾ [الحجر‪ ،]95:‬فقتل هللا خمستهم‪ ،‬قد قت ل ك ل واح د منهم بغ ير‬
‫َكفَ ْينَا َ‬
‫قتلة صاحبه في يوم واحد‪ ،‬أما الوليد بن المغيرة فإنه مر بنبل لرجل من خزاع ة ق د‬
‫راشه في الطريق‪ ،‬فأصابته شظية منه فانقطع أكحله حتى أدماه فمات‪ ،‬وه و يق ول‪:‬‬
‫قتلني رب محمد‪ ،‬وأما العاص بن وائ ل الس همي فإن ه خ رج في حاجت ه ل ه فتده ده‬
‫تحته حجر فسقط فتقطع قطع ة قطع ة فم ات‪ ،‬وه و يق ول‪ :‬قتل ني رب محم د‪ ،‬وأم ا‬
‫االسود بن عبد يغوث فإنه خرج يستقبل ابنه زمعة ومع ه غالم ل ه فاس تظل بش جرة‬
‫تحت كدا‪ ،‬فأتاه جبريل فأخذ رأسه فنطح به الشجرة‪ ،‬فقال لغالم ه‪ :‬امن ع ه ذا ع ني‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ما أرى أحدا يصنع بك شيئا إال نفسك فقتله‪ ،‬وهو يقول‪ :‬قتلني رب محمد(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]594 :‬روي‪ ،‬أن أبا جهل طلب غرته فلما رآه ساجدا أخذ ص خرة‬
‫ليطرحها عليه ألزقها هللا بكفه‪ ،‬ولما عرف أن ال نجاة إال بمحمد سأله أن يدعو رب ه‬
‫فدعا هللا فأطلق يده‪ ،‬وطرح بصخرته(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]595 :‬عن ابن مسعود قال‪ :‬كنا مع النبي ‪ ‬فصلى في ظل الكعبة‬
‫وناس من قريش وأبوجهل نح روا ج زورا في ناحي ة مك ة فبعث وا وج اءوا بس الها‬
‫فطرحوه بين كتفيه‪ ،‬فجاءت فاطم ة؛ فطرحته عن ه‪ ،‬فلما انص رف ق ال‪ :‬اللهم عليك‬
‫بقريش‪ ،‬اللهم عليك بأبي جهل وبعتبة وشيبة ووليد بن عتبة وأمية بن خل ف وبعقب ة‬
‫ابن أبي معيط قال عبد هللا‪ :‬ولقد رأيتهم قتلى في قليب بدر(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]596 :‬روي أن عتبة بن أبي لهب ق ال‪ :‬كف رت ب رب النجم‪ ،‬فق ال‬
‫النبي ‪ ‬أم ا تخ اف أن يأكل ك كلب هللا‪ ،‬فخ رج في تج ارة إلى اليمن فبينم ا هم ق د‬
‫عرسوا إذ سمع صوت األسد فقال ألصحابه‪ :‬إني مأكول بدعاء محمد‪ ،‬فناموا حول ه‬
‫فضرب على آذانهم‪ ،‬فجاءه األسد حتى أخذه فما سمعوا إال صوته(‪.)4‬‬
‫وفي رواية‪ :‬أنه لما قال‪ :‬كفرت بالذي دن ا فت دلى‪ ،‬وتف ل في وج ه محم د ق ال‬
‫‪( :‬اللهم س لط علي ه كلب امن كالب ك) فخرج وا إلى الش ام ف نزلوا م نزال فق ال لهم‬
‫راهب من الدير‪ :‬هذه أرض مس بعة‪ ،‬فق ال أب ولهب‪ :‬ي ا معش ر ق ريش أعينون ا ه ذه‬
‫الليل ة‪ ،‬إنى أخ اف علي ه دع وة محم د‪ ،‬فجمع وا جم الهم وفرش وا لعتب ة في أعاله ا‬
‫وناموا حوله‪ ،‬فجاء األسد يتشمم وجوههم‪ ،‬ثم ثنى ذنب ه ف وثب فض ربه بي ده ض ربة‬
‫واحدة فخدشه‪ ،‬قال‪ :‬قتلني‪ ،‬فمات مكانه‪.‬‬
‫[الحديث‪ ]597 :‬روي عن أبي عبد هللا أنه قال‪ :‬قال عبد هللا بن أمية لرسول‬
‫هللا ‪ :‬إن ا لن ن ؤمن ل ك ح تى تأتين ا باهلل والمالئك ة ق بيال‪ ،‬أو يك ون ل ك بيت من‬
‫زخرف أو ترقى في الس ماء‪ ،‬ولن ن ؤمن لرقي ك‪ ،‬وهللا ل وفعلت ذل ك م ا كنت أدري‬
‫أص دقت أم ال‪ ،‬فانص رف الن بي ‪ ‬ثم نظ روا في ام ورهم فق ال أبوجه ل‪ :‬لئن‬
‫أصبحت وهو قد دخل المسجد الطرحن على رأسه أعظم حج ر أق در علي ه‪ ،‬ف دخل‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪.)55 /18‬‬
‫‪ )(2‬مناقب آل أبى طالب ‪.69 :1‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)57 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(4‬مناقب آل أبى طالب ‪.71 :1‬‬
‫‪145‬‬
‫رسول هللا ‪ ‬المسجد فصلى‪ ،‬فأخذ أبوجهل الحجر وقريش تنظر‪ ،‬فلما دن ا ل يرمي‬
‫بالحجرمن يده أخذته الرع دة‪ ،‬فق الوا‪ :‬مال ك؟ ق ال‪ :‬رأيت أمث ال الجب ال متقنعين في‬
‫الحديد لو تحركت أخذوني(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]598 :‬عن ج ابر ق ال‪ :‬إن الحكم بن الع اص عم عثم ان بن عف ان‬
‫كان يستهزئ من رسول هللا بخطوته في مشيته‪ ،‬ويسخر منه‪ ،‬وك ان رس ول هللا ‪‬‬
‫يوما والحكم خلفه يحرك كتفيه ويكسر يديه خل ف رس ول هللا اس تهزاء من ه بمش يته‬
‫‪ ،‬فأشار رسول هللا ‪ ‬بيده وق ال‪ :‬هك ذى فكن‪ ،‬فبقي الحكم على تل ك الح ال من‬
‫تحريك أكتافه وتكسر يديه‪ ،‬ثم نفاه عن المدينة ولعنه‪ ،‬فكان مطرودا إلى أيام عثمان‬
‫فرده إلى المدينة(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]599 :‬عن جابر قال‪ :‬صلى رسول هللا ‪ ‬في بعض الليالي فق رأ‪:‬‬
‫ب َوتَبَّ ﴾ [المس د‪ ]1 :‬فقي ل الم جمي ل اخت أبي س فيان ام رأة أبي‬ ‫َّت يَ دَا أَبِي لَهَ ٍ‬
‫﴿تَب ْ‬
‫لهب‪ :‬إن محم دا لم ي زل البارح ة يهت ف ب ك وبزوج ك في ص الته ويقنت عليكم ا‪،‬‬
‫فخ رجت تطلب ه وهي تق ول‪ :‬لئن رأيت ه الس معته وجعلت تنش دمن أحس لي محم دا‬
‫حتى انتهت إلى رسول هللا وأبو بكر جالس مع ه‪ ،‬فق ال أب و بك ر‪ :‬ي ا رس ول هللا ل و‬
‫انتحيت فإن أم جميل ق د أقبلت وأن ا خ ائف أن تس معك ش يئا‪ ،‬فق ال‪ :‬إنه ا لم ت رني‪،‬‬
‫فجاءت حتى قامت عليه‪ ،‬وقالت‪ :‬يا أبا بكر أرأيت محمدا؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬فمض ت راجع ة‬
‫إلى بيتها(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]600 :‬عن جابر بن عبد هللا‪ :‬إن النبي ‪ ‬نزل تحت ش جرة فعل ق‬
‫بها سيفه ثم نام‪ ،‬فجاء أع رابي فأخ ذ الس يف وق ام على رأس ه‪ ،‬فاس تيقظ الن بي ‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا محمد من يعصمك اآلن م ني؟ ق ال‪ :‬هللا تع الى‪ ،‬فرج ف وس قط الس يف من‬
‫يده(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]601 :‬عن حذيفة قال‪ :‬جاء أب و جه ل إلى الن بي ‪ ‬وه و يص لي‬
‫ليطأ على رقبته‪ ،‬فجع ل ينكص على عقبي ه‪ ،‬فقي ل ل ه‪ :‬مال ك؟ ق ال‪ :‬إن بي ني وبين ه‬
‫خن دقا من ن ار مه وال‪ ،‬ورأيت مالئك ة ذوي أجنح ة فق ال الن بي ‪ :‬لودن ا م ني‬
‫الختطفته المالئكة عضوا عضوا‪ ،‬ف نزل‪﴿ :‬أَ َرأَيْتَ الَّ ِذي يَ ْنهَى (‪َ )9‬ع ْب دًا إِ َذا َ‬
‫ص لَّى (‬
‫‪ )10‬أَ َرأَيْتَ إِ ْن َكانَ َعلَى ْالهُدَى (‪ )11‬أَوْ أَ َم َر بِالتَّ ْق َوى ﴾ [العلق‪ ]12 - 9 :‬اآليات(‪.)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]602 :‬عن ابن عب اس‪ :‬إن قريش ا اجتمع وا في الحج ر فتعاق دوا‬
‫بالالت والعزى ومناة لو رأينا محمدا لقمنا مقام رجل واحد ولنقتلنه‪ ،‬ف دخلت فاطم ة‬
‫على النبي ‪ ‬باكية وحكت مقالهم‪ ،‬فقال‪ :‬يا بنية احض ري لي وض وءا‪ ،‬فتوض أ ثم‬
‫خرج إلى المسجد‪ ،‬فلما رأوه قالوا‪ :‬ها هوذا‪ ،‬وخفض ت رؤوس هم وس قطت أذق انهم‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)57 /18‬الخرائج‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)58 /18‬الخرائج‪ 188 :‬و‪.189‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)58 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)60 /18‬المناقب‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)60 /18‬المناقب‪.‬‬
‫‪146‬‬
‫في صدورهم‪ ،‬فلم يصل إليه رجل منهم‪ ،‬فأخذ النبي ‪ ‬قبضة من التراب فحص بهم‬
‫بها وقال‪ :‬شاهت الوجوه‪ ،‬فما أصاب رجال منهم إال قتل يوم بدر(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]603 :‬عن ابن إسحاق‪ :‬لما خرج النبي ‪ ‬مهاجرا تبعه سراقة بن‬
‫جعشم مع خيله‪ ،‬فلما رآه رسول هللا ‪ ‬دعا فكان قوائم فرسه س اخت ح تى تغيبت‪،‬‬
‫فتضرع إلى النبي ‪ ‬حتى دعا وصار إلى وجه األرض فقصد‪ ،‬كذلك ثالثا والن بي‬
‫‪ ‬يقول‪ :‬يا أرض خذيه‪ ،‬وإذا تضرع قال‪ :‬دعيه‪ :‬فكف بعد الرابع ة وأض مر أن ال‬
‫يعود إلى ما يسوؤه(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]604 :‬عن جابر وابن عباس‪ :‬قال رجل من قريش ألقتلن محم دا‪،‬‬
‫فوثب به فرس ه فان دقت رقبت ه‪ ،‬واس تغاث الن اس إلى معم ر بن يزي د وك ان أش جع‬
‫الناس ومطاعا في بني كنانة‪ ،‬فقال لقريش‪ :‬أن ا اريحكم من ه‪ ،‬فعن دي عش رون أل ف‬
‫مدجج‪ ،‬فال أرى هذا الحي من بني هاش م يق درون على ح ربي‪ ،‬ف إن س ألوني الدي ة‬
‫أعطيتهم عشر دي ات ففي م الي س عة‪ ،‬وك ان يتقل د بس يف طول ه عش رة أش بار في‬
‫عرض شبر‪ ،‬فأهوى إلى النبي ‪ ‬بسيفه وهو ساجد في الحجر‪ ،‬فلما قرب منه عثر‬
‫بدرعه فوق ع ثم ق ام وق د ادمي وجه ه بالحج ارة‪ ،‬وه و يع دو أش د الع دو ح تى بل غ‬
‫البطحاء فاجتمعوا إليه وغسلوا الدم عن وجهه وقالوا‪ :‬ماذا أص ابك فق ال‪ :‬المغ رور‬
‫وهللا من غررتموه‪ ،‬قالوا‪ :‬ما شأنك؟ قال‪ :‬دعوني تعد إلي نفس ي‪ ،‬م ا رأيت ك اليوم‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬ماذا أصابك؟ قال‪ :‬لما دنوت من ه وثب إلي من عن د رأس ه ش جاعان أقرع ان‬
‫ينفخان بالنيران(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]605 :‬روي أن كلدة بن أسد رمى رسول هللا ‪ ‬بمزراق وهو بين‬
‫دار عقيل وعقال فعاد المزراق إليه فوقع في صدره‪ ،‬فعاد فزعا وانه زم‪ ،‬وقي ل ل ه‪:‬‬
‫ما لك؟ قال‪ :‬ويحكم أما ترون الفحل خلفي؟ ق الوا‪ :‬م انرى ش يئا‪ ،‬ق ال‪ :‬ويحكم ف إني‬
‫أراه‪ ،‬فلم يزل يعدو حتى بلغ الطائف(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]606 :‬قال الواقدي‪ :‬خرج النبي ‪ ‬للحاجة في وسط النهار بعيدا‪،‬‬
‫فبلغ إلى أسفل ثنية الحجون فأتبعه النضربن الحارث يرجو أن يغتاله‪ ،‬فلما دن ا من ه‬
‫عاد راجعا‪ ،‬فلقيه أبوجهل فقال‪ :‬من أين جئت؟ قال‪ :‬كنت طمعت أن أغت ال محم دا‪،‬‬
‫فلما قربت منه فاذا أساود تضرب بأنيابها على رأسه‪ ،‬فاتحة أفواهها‪ ،‬فقال أبوجهل‪:‬‬
‫هذا بعض سحره(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]607 :‬عن ابن عباس قال‪ :‬كان النبي ‪ ‬يقرأ في المس جد فيجه ر‬
‫بقراءت ه فت أذى ب ه ن اس من ق ريش‪ ،‬فق اموا ليأخ ذوه‪ ،‬وإذا أي ديهم مجموع ة إلى‬
‫أعناقهم‪ ،‬وإذا هم عمى ال يبصرون فجاءوا إلى النبي ‪ ‬فقالوا‪ :‬ننشدك هللا والرحم‪،‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)60 /18‬المناقب‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)60 /18‬المناقب‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)65 /18‬المناقب‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)65 /18‬المناقب‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)65 /18‬المناقب‪.‬‬
‫‪147‬‬
‫آن ْال َح ِك ِيم (‪ )2‬إِنَّكَ لَ ِمنَ‬ ‫ف دعا الن بي ‪ ‬ف ذهب ذل ك عنهم‪ ،‬ف نزلت ﴿يس (‪َ )1‬و ْالقُ رْ ِ‬
‫َّح ِيم (‪ )5‬لِتُ ْن ِذ َر قَوْ ًم ا َم ا‬ ‫ص َرا ٍط ُم ْستَقِ ٍيم (‪ )4‬تَ ْن ِزي َل ْال َع ِزي ِز ال ر ِ‬ ‫ْال ُمرْ َسلِينَ (‪َ )3‬علَى ِ‬
‫ق ْالقَ وْ ُل َعلَى أَ ْكثَ ِر ِه ْم فَهُ ْم اَل ي ُْؤ ِمنُ ونَ (‪ )7‬إِنَّا‬ ‫أُ ْن ِذ َر آبَ ا ُؤهُ ْم فَهُ ْم َغ افِلُونَ (‪ )6‬لَقَ ْد َح َّ‬
‫ان فَهُ ْم ُم ْق َم ُح ونَ (‪َ )8‬و َج َع ْلنَ ا ِم ْن بَي ِْن أي دي ِه ْم‬ ‫َج َع ْلنَا فِي أَ ْعنَاقِ ِه ْم أَ ْغاَل اًل فَ ِه َي إِلَى اأْل َ ْذقَ ِ‬
‫ْصرُونَ ﴾ [يس‪.)1()]9 - 1 :‬‬ ‫َس ًّدا َو ِم ْن خَ ْلفِ ِه ْم َس ًّدا فَأ َ ْغ َش ْينَاهُ ْم فَهُ ْم اَل يُب ِ‬
‫[الحديث‪ ]608 :‬عن ابن عب اس ق ال‪ :‬أقبل ع امر بن الطفيل وأربد بن قيس‬
‫وهما عامري ان ابنا عم يري دان رس ول هللا ‪ ‬وهو في المس جد ج الس في نف ر من‬
‫أصحابه‪ ،‬قال‪ :‬فدخال المسجد‪ ،‬قال‪ :‬فاستبشر الناس بجمال عامر بن الطفي ل‪ ،‬وك ان‬
‫من أجمل الناس أعور‪ ،‬فجعل يسأل أين محم د؟ فيخبرون ه‪ ،‬فيقص د نح و رج ل من‬
‫أصحاب رسول هللا ‪ ،‬فقال‪ :‬هذا عامر بن الطفيل يا رسول هللا ‪ ‬فأقبل حتى قام‬
‫عليه‪ ،‬فقال‪ :‬أين محمد؟ فقالوا‪ :‬هو ذا‪ ،‬قال‪ :‬أنت محم د؟ ق ال‪ :‬نعم‪ ،‬فق ال‪ :‬م ا لي إن‬
‫أسلمت؟ قال‪ :‬لك ما للمسلمين‪ ،‬وعلي ك م ا للمس لمين ق ال‪ :‬تجع ل لي األم ر بع دك؟‬
‫ق ال‪ :‬ليس ذل ك ل ك وال لقوم ك‪ ،‬ولكن ذاك إلى هللا تع الى يجع ل حيث يش اء‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫فتجعلني على الوبر ـ يعني على االبل ـ وأنت على المدر‪ ،‬قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬فماذا تجعل‬
‫لي؟ قال‪ :‬أجعل لك أعنة الخي ل تغ زوا عليه ا‪ ،‬ق ال‪ :‬أوليس ذل ك لى الي وم؟ قم معي‬
‫فأكلمك‪ ،‬قال‪ :‬فقام مع ه رس ول هللا ‪ ‬وأوم أ الرب د بن قيس ابن عم ه أن اض ربه‪،‬‬
‫قال‪ :‬فدار أربد بن قيس خلف النبي ‪ ‬فذهب ليخترط السيف فاخترط منه ش برا أو‬
‫ذراعا فحبسه هللا عز وجل فلم يقدر على سله‪ ،‬فجعل يؤمئ ع امر إلي ه فال يس تطيع‬
‫سله‪ ،‬فقال رسول هللا صلى هللا‪( :‬اللهم هذا عامر بن الطفيل اوعر الدين عن ع امر)‬
‫ثالثا ثم التفت ورأى أربدا وما يص نع بس يفه فق ال‪( :‬اللهم اكفنيهم ا بم ش ئت) وب در‬
‫بهم ا الن اس فولي ا ه اربين‪ ،‬ق ال‪ :‬أرس ل هللا على أرب د بن قيس ص اعقة فأحرقت ه‪،‬‬
‫ورأى عامر بن الطفيل بيت سلولية فنزل عليها‪ ،‬فطعن في خنصره فجعل يقول‪ :‬ي ا‬
‫عامر غدة كغدة البعير‪ ،‬وتموت في بيت سلولية‪ ،‬وكان يعير بعضهم بعض ا بنزول ه‬
‫على سلول ذكرا كان أو انثى‪ ،‬قال‪ :‬فدعا عامر بفرس ه فركب ه ثم أج راه ح تى م ات‬
‫ق‬‫الص َوا ِع َ‬ ‫على ظه ره خارج ا من منزله ا‪ ،‬ف ذلك ق ول هللا ع ز وج ل‪َ ﴿ :‬ويُرْ ِس ُل َّ‬
‫ُصيبُ بِهَا َم ْن يَ َشا ُء َوهُ ْم ي َُجا ِدلُونَ فِي هَّللا ِ َوه َُو َش ِدي ُد ْال ِم َح ا ِل﴾ [الرع د‪ ]13 :‬يق ول‬ ‫فَي ِ‬
‫العقاب‪ ،‬فقتل عامر بن الطفيل بالطعنة وأربد بالصاعقة(‪.)2‬‬
‫سابعا ـ ما ورد حول اآليات الحسية‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة في ذلك‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]609 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪ :‬اجتم ع أربع ة عش ر رجال أص حاب‬
‫العقبة ليلة أربعة عشر من ذي الحجة‪ ،‬فقالوا للنبي ‪ :‬ما من ن بي إال ول ه آي ة فم ا‬
‫آيتك في ليلتك هذه؟ فقال النبي ‪ :‬ما الذي تريدون؟ فق الوا‪ :‬إن يكن ل ك عن د رب ك‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)65 /18‬المناقب‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)75 /18‬وسعد السعود‪. 218 :‬‬
‫‪148‬‬
‫قدر فأمر القمر أن ينقطع قطعتين‪ ،‬فهبط جبري ل فق ال‪ :‬ي ا محم د هللا يقرئ ك الس الم‬
‫ويقول لك‪ :‬إني قد ام رت ك ل ش يء بطاعت ك‪ ،‬فرف ع رأس ه ف أمر القم ر أن ينقط ع‬
‫قطعتين فانقطع قطعتين‪ ،‬فسجد النبي ‪ ‬شكرا هلل‪ ،‬ثم رفع رأسه‪ ،‬فقالوا‪ :‬يع ود كم ا‬
‫كان؟ فعاد كما كان‪ ،‬ثم قالوا‪ :‬ينشق رأسه‪ ،‬فأمره فانشق‪ ،‬فسجد النبي ‪ ‬ش كرا هلل‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬يا محمد حين تقدم سفارنا من الشام واليمن نسألهم ما رأوا في هذه الليلة‪ ،‬فإن‬
‫يكونوا رأوا مثل ما رأينا علمنا أنه من ربك‪ ،‬وإن لم يروا مث ل م ا رأين ا علمن ا أن ه‬
‫ق ْالقَ َم ُر (‪َ )1‬وإِ ْن يَ َروْ ا آيَ ةً‬‫الس ا َعةُ َوا ْن َش َّ‬ ‫ت َّ‬‫سحر سحرتنا ب ه‪ ،،‬ف أنزل هللا‪﴿ :‬ا ْقتَ َربَ ِ‬
‫ْرضُوا َويَقُولُوا ِسحْ ٌر ُم ْستَ ِم ٌّر (‪َ )2‬و َك َّذبُوا َواتَّبَعُوا أَ ْه َوا َءهُ ْم َو ُك لُّ أَ ْم ٍر ُم ْس تَقِرٌّ (‪)3‬‬‫يُع ِ‬
‫َ‬
‫َولَقَ ْد َجا َءهُ ْم ِمنَ اأْل ْنبَا ِء َما فِي ِه ُم ْز َد َج ٌر (‪ِ )4‬ح ْك َمةٌ بَالِ َغةٌ فَ َم ا تُ ْغ ِن النُّ ُذرُ﴾ [القم ر‪- 1 :‬‬
‫‪ ]5‬إلى آخر السورة (‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]610 :‬قال اإلمام العسكري في احتجاج النبي ‪ ‬على قريش‪( :‬إن‬
‫هللا يا أبا جهل إنم ا دف ع عن ك الع ذاب لعلم ه بأن ه س يخرج من ص لبك ذري ة طيب ة‬
‫عكرمة ابنك‪ ،‬وسيلي من امور المس لمين م ا إن أط اع هللا في ه ك ان عن د هللا خليال‪،‬‬
‫وإال فالعذاب نازل عليك‪ ،‬وكذلك سائر قريش السائلين لما سألوا من هذا إنما امهل وا‬
‫الن هللا علم أن بعضهم سيؤمن بمحمد‪ ،‬وين ال ب ه الس عادة‪ ،‬فه و ال يقطع ه عن تل ك‬
‫السعادة‪ ،‬وال يبخل بها عليه‪ ،‬أو من يولد منه مؤمن‪ ،‬فهو ينظر أباه اليصال ابنه إلى‬
‫السعادة‪ ،‬ولوال ذلك لنزل العذاب بك افتكم‪ ،‬ف انظر نح و الس ماء‪ ،‬فنظ ر أكنافه ا ف إذا‬
‫أبوابها مفتحة‪ ،‬وإذا النيران نازلة منها مسامتة لرؤوس القوم حتى ت دنو منهم‪ ،‬ح تى‬
‫وجدوا حرها بين أكتافهم‪ ،‬فارتعدت فرائص أبي جهل والجماع ة؟ فق ال رس ول هللا‬
‫‪ :‬ال ت روعنكم ف إن هللا ال يهلككم به ا‪ ،‬وإنم ا أظهره ا ع برة‪ ،‬ثم نظ روا وإذا ق د‬
‫خرج من ظهور الجماعة أنوار قابلتها ودفعتها حتى أعادتها في السماء كم ا ج اءت‬
‫منه ا‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪ :‬بعض ه ذه االن وار أن وار من ق د علم هللا أن ه سيس عده‬
‫بااليمان في كل منكم من بع د‪ ،‬وبعض ها أن وار طيب ة س يخرج عن بعض كم ممن ال‬
‫يؤمن وهم مؤمنون)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]611 :‬قال اإلمام علي‪( :‬انشق القمر بمكة فلقتين‪ ،‬فقال رس ول هللا‬
‫‪ :‬اشهدوا اشهدوا) (‪)3‬‬
‫[الحـــديث‪ ]612 :‬عن أنس بن مال ك‪ ،‬أن رس ول هللا ‪ ‬بعث رجال إلى‬
‫فرع ون من فراعن ة الع رب ي دعوه إلى هللا ع ز وج ل‪ ،‬فق ال لرس ول الن بي ‪:‬‬
‫أخبرني عن هذا الذي يدعوني إليه أمن فض ة ه و أم من ذهب أم من حدي د؟ فرج ع‬
‫إلى النبي ‪ ‬فأخبره بقوله‪ ،‬فقال النبي ‪ ‬ارج ع إلي ه فادع ه‪ ،‬فق ال‪ :‬ي انبي هللا إن ه‬
‫أعتى من ذلك‪ ،‬قال‪ :‬ارجع إليه‪ ،‬فقال كقوله‪ ،‬فبينا هو يكلمه إذ رعدت س حابة رع دة‬
‫﴿ويُرْ ِس ُل‬‫ف ألقت على رأس ه ص اعقة ذهبت بقح ف رأس ه‪ ،‬ف أنزل هللا ج ل ثن اؤه‪َ :‬‬
‫‪ )(1‬تفسير القمى‪ 656 :‬و‪.657‬‬
‫‪ )(2‬التفسير المنسوب إلى االمام العسكرى عليه السالم‪ ،212 :‬االحتحاج‪.18 :‬‬
‫‪ )(3‬أمالى ولد الشيخ‪.218 :‬‬
‫‪149‬‬
‫ال﴾ [الرع د‪:‬‬ ‫صيبُ بِهَا َم ْن يَ َشا ُء َوهُ ْم يُ َجا ِدلُونَ فِي هَّللا ِ َوهُ َو َش ِدي ُد ْال ِم َح ِ‬
‫ق فَيُ ِ‬
‫اع َ‬
‫ص َو ِ‬ ‫ال َّ‬
‫‪)1( )]13‬‬
‫الس ا َعةُ‬
‫ت َّ‬ ‫[الحديث‪ ]613 :‬عن ابن عباس أنه سئل عن قوله تع الى‪﴿ :‬ا ْقتَ َربَ ِ‬
‫ق ْالقَ َم ُر ﴾ [القم ر‪ ]1 :‬ق ال‪ :‬انشق القمر على عه د رس ول هللا ‪ ‬ح تى ص ار‬ ‫َوا ْن َش َّ‬
‫بنصفين‪ ،‬ونظر إليه الناس وأعرض أكثرهم‪ ،‬فأنزل هللا تعالى جل ذكره ﴿ َوإِ ْن يَ َروْ ا‬
‫ْرضُوا َويَقُولُوا ِسحْ ٌر ُم ْستَ ِم ٌّر﴾ [القمر‪ ]2 :‬فقال المشركون‪ :‬سحر القمر‪ ،‬س حر‬ ‫آيَةً يُع ِ‬
‫القمر(‪. 2‬‬
‫)‬
‫[الحديث‪ ]614 :‬روي أن أهل المدينة مطروا مطرا عظيما فخافوا الغ رق‬
‫فشكوا إليه‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم حوالينا وال علينا‪ ،‬فانج ابت الس حاب عن المدين ة على هيئ ة‬
‫األكليل ال تمطر في المدينة وتمطر حواليها‪ ،‬فعاين مؤمنهم وكافرهم أمرا لم يعاينوا‬
‫مثله(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]615 :‬روي أنه كان في سفرين من أس فاره قب ل البعث ة مع روفين‬
‫مذكورين عند عش يرته‪ ،‬وغ يرهم ال ي دفعون ح ديثهما‪ ،‬فك انت س حابة أظلت علي ه‬
‫حين يمشي تدور معه حيثما دار‪ ،‬وتزول حيث زال‪ ،‬يراها رفقاؤه ومعاشروه(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]616 :‬روي أن أبا طالب سافر بمحمد ‪ ،‬فق ال‪ :‬كلم ا كن ا نس ير‬
‫في الشمس تسير الغمامة بسيرنا‪ ،‬وتقف بوقوفنا‪ ،‬فنزلن ا يوم ا على راهب ب أطراف‬
‫الشام في صومعة‪ ،‬فلما قربنا منه نظر إلى الغمامة تسير بسيرنا قال‪ :‬في هذه القافلة‬
‫شئ‪ ،‬فنزل فأضافنا‪ ،‬وكشف عن كتفيه فنظر إلى الشامة بين كتفي ه فبكى‪ ،‬وق ال‪ :‬ي ا‬
‫أبا طالب لم تجب أن تخرج ه من مك ة‪ ،‬وبع د إذ أخرجت ه فاحتف ظ ب ه واح ذر علي ه‬
‫اليهود فله شأن عظيم‪ ،‬وليتني ادركه فأكون أول مجيب لدعوته(‪.)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]617 :‬روي أن الن بي ‪ ‬ك ان ليل ة جالس ا في الحج ر‪ ،‬وك انت‬
‫قريش في مجالسها يتسامرون‪ ،‬فقال بعضهم لبعض‪ :‬قد أعيانا أمر محمد‪ ،‬فما ندري‬
‫ما نقول فيه‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬قوموا بنا جميعا إليه نسأله أن يرينا آية من الس ماء‪ ،‬ف إن‬
‫السحر قد يكون في األرض وال يكون في السماء‪ ،‬فصاروا إليه‪ ،‬فقالوا ي ا محم د إن‬
‫لم يكن هذا الذي نرى منك سحرا فأرنا آية في السماء‪ ،‬فإنا نعلم أن السحر ال يستمر‬
‫في السماء كما يستمر في األرض‪ ،‬فقال لهم‪ :‬ألستم ترون هذا القمر في تمامه الربع‬
‫عشرة؟ فقالوا‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬فتحبون أن تكون اآلية من قبل ه وجهت ه؟ ق الوا‪ :‬ق د أحببن ا‬
‫ذلك‪ ،‬فأشار إليه بإصبعه فانشق بنص فين‪ ،‬فوق ع نص فه على ظه ر الكعب ة‪ ،‬ونص فه‬
‫اآلخ ر على جب ل أبي ق بيس‪ ،‬وهم ينظ رون إلي ه‪ ،‬فق ال بعض هم‪ :‬ف رده إلى مكان ه‪،‬‬
‫فأومئ بي ده إلى النص ف ال ذي ك ان على جب ل أبي ق بيس فط ارا جميع ا فالتقي ا في‬

‫‪ )(1‬امالى ابن الشيخ‪..309 :‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)354 /17‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪.)354 /17‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪.)354 /17‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪.)355 /17‬‬
‫‪150‬‬
‫الهواء فصارا واحدا‪ ،‬واستقر القمر في مكانه على ما كان‪ ،‬فقالوا‪ :‬قوموا فقد استمر‬
‫ق ْالقَ َم ُر (‪)1‬‬
‫الس ا َعةُ َوا ْن َش َّ‬
‫ت َّ‬‫سحر محمد في الس ماء واألرض‪ ،‬ف أنزل هللا‪﴿ :‬ا ْقتَ َربَ ِ‬
‫ستَ ِمرٌّ ﴾ [القمر‪)1()]2 ،1 :‬‬ ‫ْرضُوا َويَقُولُوا ِسحْ ٌر ُم ْ‬ ‫َوإِ ْن يَ َروْ ا آيَةً يُع ِ‬
‫[الحديث‪ ]618 :‬روي أنه اجتمع المشركون ليلة بدر إلى الن بي ‪ ،‬فق الوا‪:‬‬
‫إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين‪ ،‬قال ‪ :‬إن فعلت تؤمنون؟ قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬فأشار‬
‫إليه بإصبعه فانشق شقتين رئي حرى بين فلقيه‪.‬‬
‫وفي رواي ة نص فا على أبي ق بيس ونص فا على قيقع ان‪ ،‬وفي رواي ة نص ف‬
‫على الصفا‪ ،‬ونصف على المروة‪ ،‬فق ال ‪ :‬اش هدوا‪ ،‬اش هدوا فق ال ن اس‪ :‬س حرنا‬
‫محمد‪ ،‬فقال رجل‪ :‬إن كان سحركم فلم يسحر الناس كلهم‪ ،‬وكان ذل ك قب ل الهج رة‪،‬‬
‫وبقي قدر ما بين العصر إلى الليل وهم ينظرون إليه ويقولون‪ :‬ه ذا س حر مس تمر‪،‬‬
‫ض وا َويَقُولُ وا ِس حْ ٌر ُم ْس تَ ِمرٌّ ﴾ [القم ر‪ ]2 :‬اآلي ات‪ ،‬وفي‬ ‫فنزل‪َ ﴿ :‬وإِ ْن يَ َروْ ا آيَ ةً يُع ِ‬
‫ْر ُ‬
‫رواية أنه قدم السفار من كل وجه‪ ،‬فم ا من أح د ق دم إال أخ برهم أنهم رأوا مث ل م ا‬
‫رأوا(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]619 :‬عن أسماء بنت عميس قالت‪ :‬إن علي ا بعث ه رس ول هللا ‪‬‬
‫في حاجة في غزوة حنين وقد صلى النبي ‪ ‬العص ر ولم يص لها علي‪ ،‬فلم ا رج ع‬
‫وضع رأسه في حج ر علي وق د أوحى هللا إلي ه فجلل ه بثوب ه‪ ،‬فلم ي زل ك ذلك ح تى‬
‫كادت الشمس تغيب‪ ،‬ثم إن ه س ري عن الن بي ‪ ‬فق ال‪ :‬أص ليت ي ا علي؟ ق ال‪ :‬ال‪،‬‬
‫فق ال الن بي ‪ ‬اللهم رد على علي الش مس‪ ،‬ف رجعت ح تى بلغت نص ف المس جد‪،‬‬
‫قالت أسماء‪ :‬وذلك بالصهباء(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]620 :‬عن أم س لمة أن فاطم ة ج اءت إلى الن بي ‪ ‬حاملة حس نا‬
‫وحس ينا‪ ،‬وفخ ارا فيه حري رة‪ ،‬فق ال‪ :‬ادعى ابن عم ك‪ ،‬وأجلس أح دهما على فخ ذه‬
‫اليمنى‪ ،‬واآلخر على فخذه اليسرى‪ ،‬وعليا وفاطمة أحدهما بين يديه‪ ،‬واآلخر خلف ه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬اللهم هؤالء أهل بيتي ف أذهب عنهم ال رجس وطه رهم تطه يرا‪ ،‬ثالث م رات‬
‫وأنا عند عتب ة الب اب‪ ،‬فقلت‪ :‬وأن ا منهم؟ فق ال‪ :‬أنت إلى خ ير‪ ،‬وم ا في ال بيت غ ير‬
‫هؤالء وجبريل‪ ،‬ثم أغدف عليهم كساء خيبريا فجللهم به وهو معهم‪ ،‬ثم ات اه جبري ل‬
‫بطب ق في ه رم ان وعنب فأك ل الن بي ‪ ‬فس بح العنب والرم ان‪ ،‬ثم أك ل الحس ن‬
‫والحسين فتناوال فسبح العنب والرمان في أيديهما‪ ،‬ثم دخ ل علي فتن اول من ه فس بح‬
‫أيضا‪ ،‬ثم دخل رجل من الصحابة وأراد أن يتناول‪ ،‬فقال جبريل‪ :‬إنما يأكل من ه ذا‬
‫نبي أو ولد نبي أو وصي نبي(‪.)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]621 :‬روي عن فاطم ة بنت أس د أن ه لم ا ظه رت أم ارة وف اة‬
‫عبدالمطلب قال الوالده‪ :‬من يكفل محمدا؟ قالوا‪ :‬هو أكيس منا فقل له يختار لنفس ه‪،‬‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)356 /17‬والخرائج‪.‬‬
‫‪ )(2‬مناقب آل أبى طالب ‪.106 :1‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)179 /41‬والخرائج‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪.)360 /17‬‬
‫‪151‬‬
‫فقال عبدالمطلب يا محمد جدك على جناح السفر إلى القيامة‪ ،‬أي عمومتك وعمات ك‬
‫تري د أن يكفل ك؟ فنظ ر في وج وههم ثم زح ف إلى عن د أبي ط الب‪ ،‬فق ال ل ه‬
‫عبدالمطلب‪ :‬يا أبا طالب إني قد عرفت ديانتك وأمانتك فكن له كم ا كنت ل ه‪ ،‬ق الت‪:‬‬
‫فلما توفي أخذه أبوطالب وكنت أخدمه وكان ي دعوني االم‪ ،‬ق الت‪ :‬وك ان في بس تان‬
‫دارن ا نخالت‪ ،‬وك ان أول إدراك ال رطب وك ان أربع ون ص بيا من أت راب محم د‪،‬‬
‫يدخلون علينا كل يوم في البستان‪ ،‬ويلتقطون م ا يس قط فم ا رأيت ق ط محم دا يأخ ذ‬
‫رطبة من يد صبي سبق إليها‪ ،‬واآلخرون يختلس بعضهم من بعض‪ ،‬وكنت كل يوم‬
‫ألتقط لمحمد حفنة فما فوقها‪ ،‬وكذلك جاريتي‪ ،‬فاتفق يوما أن نسيت أن ألتقط له ش يئا‬
‫ونسيت جاريتي‪ ،‬وكان محمد نائما‪ ،‬ودخل الصبيان وأخذوا كل ما سقط من الرطب‬
‫وانصرفوا‪ ،‬فنمت فوضعت الكم على وجهي حياء من محمد إذا انتبه‪ ،‬ق الت‪ :‬فانتب ه‬
‫محمد ودخل البستان فلم ير رطبة على وجه األرض‪ ،‬فانصرف فقالت ل ه الجاري ة‪:‬‬
‫إنا نسينا أن نلتقط ش يئا‪ ،‬والص بيان دخل وا وأكل وا جمي ع م ا ك ان ق د س قط‪ ،‬ق الت‪:‬‬
‫فانصرف محمد إلى البستان وأشار إلى نخلة وقال‪ :‬أيتها الش جرة أن ا ج ائع‪ ،‬ق الت‪:‬‬
‫فرأيت الشجرة قد وضعت أغصانها التي عليه ا ال رطب ح تى أك ل منه ا محم د م ا‬
‫أراد‪ ،‬ثم ارتفعت إلى موضعها‪ ،‬قالت فاطمة‪ :‬فتعجبت‪ ،‬وكان أبوطالب قد خ رج من‬
‫الدار‪ ،‬وكل يوم إذا رجع وقرع الب اب كنت أق ول للجاري ة ح تى تفتح الب اب‪ ،‬فق رع‬
‫أبوطالب فعدوت حافية إليه وفتحت الباب وحكيت له ما رأيت‪ ،‬فقال‪ :‬هو إنما يك ون‬
‫نبيا‪ ،‬وأنت تلدين له وزيرا(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]622 :‬عن جابر قال‪ :‬كنت إذا مشيت في شعاب مكة مع محمد ‪‬‬
‫لم يكن يمر بحجر وال شجر إال قال‪ :‬السالم عليك يا رسول هللا(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]623 :‬عن عمار بن ياس ر أن ه ك ان م ع رس ول هللا ‪ ‬في بعض‬
‫أسفاره قال‪ :‬فنزلن ا يوم ا في بعض الص حارى القليل ة الش جر‪ ،‬فنظ ر إلى ش جرتين‬
‫صغيرتين فقال لي‪ :‬يا عمار صر إلى الشجرتين فق ل لهم ا‪ :‬يأمركم ا رس ول هللا أن‬
‫تلتقيا حتى يقعد تحتكما‪ ،‬فأقبلت كل واحدة إلى األخرى حتى التقتا فصارتا كالشجرة‬
‫الواح دة‪ ،‬ومض ى رس ول هللا ‪ ‬خلفهم ا فقض ى حاجت ه‪ ،‬فلم ا أراد الخ روج ق ال‪:‬‬
‫لترجع كل واحدة إلى مكانها‪ ،‬فرجعتا كذلك(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]624 :‬روي أن نبي هللا ‪ ‬لما بنى مسجده كان فيه جذع نخل إلى‬
‫جانب المحراب يابس عتيق‪ ،‬إذا خطب يستند عليه‪ ،‬فلما اتخذ له المن بر وص عد حن‬
‫ذلك الج ذع كح نين الناق ة إلى فص يلها‪ ،‬ف نزل رس ول هللا ‪ ‬فاحتض نه فس كن من‬
‫الحنين‪ ،‬ثم رجع رسول هللا ‪ ‬ويسمى الحنانة‪ ،‬إلى أن هدم بنوأمية المسجد وجددوا‬
‫بناءه فقلعوا الجذع(‪.)4‬‬
‫‪ )(1‬الخرائج‪.186 :‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪.)364 /17‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪.)364 /17‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)365 /17‬والخرائج‪.‬‬
‫‪152‬‬
‫[الحديث‪ ]625 :‬روي أنه كان ليه ودي ح ق على مس لم‪ ،‬وق د عق د على أن‬
‫يغرس المسلم له عدة خط من النخيل ويربيها إلى أن ترطب ألوانا كثيرة‪ ،‬فإن ه أم ر‬
‫عليا أن يأخذ النوى على عدد تلك االش جار ال تي ض منها المس لم لليه ودي‪ ،‬فص ار‬
‫يضع رسول هللا ‪ ‬النوى في في ه ثم يعطي ه علي ا فيدفن ه في األرض‪ ،‬ف إذا اش تغل‬
‫بالث اني نبت األول ح تى تمت أش جار النخ ل على االل وان المختلف ة من الص فرة‬
‫والحمرة والبياض والسواد وغيرها‪ ،‬وكان النبي ‪ ‬يمشي يوم ا بين نخالت ومع ه‬
‫علي فنادت نخلة إلى نخلة‪ :‬هذا رسول هللا ‪ ،‬وهذا وصية‪ ،‬فسميت الصيحانية‪.‬‬
‫[الحديث‪ ]626 :‬قال اإلم ام علي‪( :‬لم ا غزون ا خي بر ومعن ا من يه ود ف دك‬
‫جماعة فلما أشرفنا على القاع إذا نحن بالوادي والماء يقلع الش جر ويده ده الجب ال‪،‬‬
‫قال‪ :‬فقدرنا الماء فإذا هو أربع عشرة قامة‪ ،‬فقال بعض الناس‪ :‬ي ا رس ول هللا الع دو‬
‫من ورائنا والوادي قدامنا‪ :‬فنزل النبي ‪ ‬فسجد ودعا ثم قال‪ :‬سيروا على اس م هللا‪،‬‬
‫قال‪ :‬فعبرت الخيل واالبل والرجال)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]627 :‬عن جابر قال‪ :‬خرج الن بي ‪ ‬إلى المس لمين وق ال‪ :‬ج دوا‬
‫في الحفر‪ ،‬فجدوا واجتهدوا ولم يزالوا يحفرون حتى فرغ من الحفر والتراب ح ول‬
‫الخن دق ت ل ع ال‪ ،‬فأخبرت ه ب ذلك‪ ،‬فق ال‪ :‬ال تف زع ياج ابر فس وف ت رى عجب ا من‬
‫التراب‪ ،‬قال‪ :‬وأقبل الليل ووجدت عند التراب جلبة وضجة عظيمة‪ ،‬وقائل يقول‪:‬‬
‫واستودعوه بلدا‬ ‫انتسفوا التراب‬
‫بعيدا‬ ‫والصعيدا‬
‫قد جعل هللا له عميدا‬ ‫وعاونوا محمد الرشيدا‬
‫أخاه وابن عمه الصنديدا‬
‫فلما أصبحت لم أجد من التراب كفا واحدا(‪.)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]628 :‬روي أن الن بي ‪ ‬اس تند على ش جرة يابس ة ف أورقت‬
‫وأثمرت‪ ،‬ونزل النبي ‪ ‬بالجحفة تحت شجرة قليل ة الظ ل‪ ،‬ون زل أص حابه حول ه‬
‫فتداخله شيء من ذلك‪ ،‬فأذن هللا تعالى لتلك الشجرة الص غيرة ح تى ارتفعت وظللت‬
‫ك َك ْي فَ َم َّد الظِّ َّل َولَ وْ َش ا َء لَ َج َعلَ هُ‬ ‫الجميع‪ ،‬فأنزل هللا تعالى ذك ره‪ ﴿ :‬أَلَ ْم تَ َر إِلَى َربِّ َ‬
‫علَ ْي ِه َدلِياًل ﴾ [الفرقان‪)3()]45 :‬‬ ‫س َ‬‫َسا ِكنًا ثُ َّم َج َع ْلنَا ال َّش ْم َ‬
‫[الحديث‪ ]629 :‬عن سعيد بن جيبر قال‪ :‬كان على الكعبة ثالث مائة وستون‬
‫صنما‪ ،‬لكل حي من أحياء العرب الواحد واالثنان‪ ،‬فلم ا ن زلت ه ذه اآلي ة (ش هد هللا‬
‫أنه ال إله إال هو) إلى قوله‪( :‬العزيز الحكيم) خرت في الكعبة سجدا)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]630 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إن من الناس من يؤمن بالكالم ومنهم‬
‫من ال يؤمن إال بالنظر‪ ،‬إن رجال أتى النبي ‪ ‬فقال له‪ :‬أرني آية‪ ،‬فق ال رس ول هللا‬
‫‪ )(1‬مناقب آل أبى طالب ‪.114 :1‬‬
‫‪ )(2‬مناقب آل أبى طالب ‪.115 :1‬‬
‫‪ )(3‬مناقب آل أبى طالب ‪.117 :1‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)366 /17‬وتفسير العياشى‪.‬‬
‫‪153‬‬
‫‪ ‬لشجرتين‪ :‬اجتمعا‪ ،‬فاجتمعتا‪ ،‬ثم قال‪ :‬تفرقا‪ ،‬فافترقتا‪ ،‬ورج ع ك ل واح دة منهم ا‬
‫إلى مكانهما‪ ،‬قال‪ :‬فآمن الرجل)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]631 :‬قال اإلمام الص ادق‪( :‬لم ا انتهى رس ول هللا ‪ ‬إلى ال ركن‬
‫الغربي فجازه فقال له الركن‪ :‬ي ا رس ول هللا ألس ت قعي دا من قواع د بيت رب ك فم ا‬
‫بالي ال أستلم؟ فدنا منه رسول هللا ‪ ‬فقال‪ :‬اسكن عليك السالم غير مهجور‪ ،‬ودخل‬
‫حائطا فنادته العراجين من كل جانب السالم عليك ي ا رس ول هللا‪ ،‬وك ل واح د منه ا‬
‫يقول‪ :‬خذ مني‪ ،‬فأكل‪ ،‬وقال ‪ :‬إني الع رف حج را بمك ة ك ان يس لم علي قب ل أن‬
‫ابعث إني العرفه اآلن‪ ،‬ولم يكن ‪ ‬يمر في طريق يتبعه أحد إال ع رف أن ه س لكه‬
‫من طيب عرفه‪ ،‬ولم يكن يمر بحجر وال شجر إال سجد له(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]632 :‬عن ابن عباس ق ال‪ :‬ج اء أع رابي إلى الن بي ‪ ‬وق ال‪ :‬بم‬
‫أعرف أنك رس ول هللا؟ ق ال‪ :‬أرأيت إن دع وت ه ذا الع ذق من ه ذه النخل ة فأت اني‬
‫أتشهد أني رسول هللا؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فدعا العذق فجعل العذق ينزل من النخل حتى‬
‫سقط على األرض‪ ،‬فجعل يبقر حتى أتى النبي ‪ ،‬ثم قال‪ :‬ارجع فرج ع ح تى ع اد‬
‫إلى مكانه‪ ،‬فقال‪ :‬أشهد أنك لرسول هللا‪ ،‬وآمن‪ ،‬فخرج الع امري يق ول‪ :‬ي ا آل ع امر‬
‫بن صعصعة وهللا ال اكذبه بشيء أبدا‪.‬‬
‫وكان رجل من بني هاشم يقال له‪ :‬ركانة وكان كافرا من أفتك الناس‪ ،‬ي رعى‬
‫غنما له بواد يقال له‪ :‬وادي إضم‪ ،‬فخ رج الن بي ‪ ‬إلى ذل ك ال وادي فلقي ه ركان ة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬لوال رحم بيني وبينك ما كلمتك حتى قتلتك‪ ،‬أنت الذي تش تم آلهتن ا؟ ادع إله ك‬
‫ينجيك مني‪ ،‬ثم قال‪ :‬صار ع ني ف إن أنت ص رعتني فل ك عش رة من غنمي‪ ،‬فأخ ذه‬
‫النبي ‪ ‬وصرعه وجلس على صدره‪ ،‬فقال ركانة‪ :‬فلست بي فعلت هذا‪ ،‬إنما فعل ه‬
‫إلهك‪.‬‬
‫ثم قال ركانة‪ :‬عد‪ ،‬فإن أنت صرعتني فلك عشرة أخ رى تختاره ا‪ ،‬فص رعه‬
‫النبي ‪ ‬الثانية‪ ،‬فقال‪ :‬إنما فعله إلهك‪ ،‬عد فإن أنت ص رعتني فل ك عش رة أخ رى‪،‬‬
‫فصرعه النبي ‪ ‬الثالثة‪ :‬فق ال ركان ة‪ :‬خ ذلت الالت والع زى‪ ،‬ف دونك ثالثين ش اة‬
‫فاخترها‪ ،‬فقال ل ه الن بي ‪ :‬م ا اري د ذل ك‪ ،‬ولك ني أدع وك إلى اإلس الم ياركان ة‪،‬‬
‫وانفس ركانة يصير إلى النار‪ ،‬إنك إن تسلم تسلم‪ ،‬فقال ركانة‪ :‬ال إال أن تريني آي ة‪،‬‬
‫فقال نبي هللا ‪ :‬هللا شهيد عليك اآلن‪ ،‬إن دعوت ربي فأريت ك آي ة لتجيب ني إلى م ا‬
‫أدعوك؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬وقربت منه ش جرة ثم رة ق ال‪ :‬اقبلي ب إذن هللا‪ ،‬فانش قت ب اثنين‪،‬‬
‫وأقبلت على نصفها بساقها حتى كانت بين يدي نبي هللا‪ ،‬فق ال ركان ة‪ :‬أريت ني ش يئا‬
‫عظيما‪ ،‬فمرها فل ترجع‪ ،‬فق ال ل ه الن بي ‪ :‬هللا ش هيد إن أن ا دع وت ربي يأمره ا‬
‫فرجعت لتجيبني إلى ما أدعوك إليه؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فأمرها فرجعت حتى التأمت بشقها‪،‬‬
‫فقال له النبي ‪ :‬تسلم؟ فقال ركانة‪ :‬أكره أن تتح دث نس اء مدين ة أني إنم ا أجبت ك‬

‫‪ )(1‬بصائر الدرجات‪..71 :‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)368 /17‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪154‬‬
‫لرعب دخل في قلبي منك‪ ،‬ولكن فاختر غنمك‪ ،‬فقال ‪ :‬ليس لي حاجة إلى غنم ك‬
‫إذا أبيت أن تسلم(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]633 :‬عن أنس ق ال‪ :‬ك ان رس ول هللا ‪ ‬يق وم فيس ند ظه ره إلى‬
‫جذع منصوب في المسجد يوم الجمعة فيخطب بالناس فجاءه رومي فقال‪ :‬يا رسول‬
‫هللا أصنع لك شيئا تقعد عليه؟ فصنع له من برا ل ه درجت ان ويقع د على الثالث ة‪ ،‬فلم ا‬
‫صعد رسول هللا ‪ ‬خار الجذع كخ وار الث ور‪ ،‬ف نزل إلي ه رس ول هللا ‪ ‬فس كت‪،‬‬
‫فقال‪ :‬والذي نفسي بيده لو لم ألتزمه لما زال كذا إلى يوم القيامة ثم أمر بها ف أقتلعت‬
‫فدفنت تحت منبره(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]634 :‬عن عبد هللا بن عباس‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬قال أبوطالب لرس ول‬
‫هللا ‪ ‬يا ابن أخ‪ ،‬هللا أرسلك؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ ،‬فأرني آية‪ :‬قال‪ :‬ادع لي تلك الش جرة‪،‬‬
‫ف دعاها ف أقبلت ح تى س جدت بين يدي ه‪ ،‬ثم انص رفت‪ ،‬فق ال أبوط الب أش هد أن ك‬
‫صادق‪ ،‬ياعلي صل جناح ابن عمك(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]635 :‬قال اإلمام علي‪ :‬إن النبي ‪ ‬أتاه ثقفي ك ان أطب الع رب‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬إن كان بك جنون داويتك‪ ،‬فقال ل ه محم د ‪ :‬أتحب أن أراك آي ة تعلم به ا‬
‫غناي عن طبك وحاجتك إلى طبي؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬أي آية تري د؟ ق ال‪ :‬ت دعو ذل ك‬
‫الع ذق‪ ،‬وأش ار إلى نخل ة س حوق‪ ،‬ف دعاها ف انقلع اص ولها من األرض وهي تخ د‬
‫األرض خدا حتى وقفت بين يديه‪ ،‬فقال له‪ :‬أكفاك؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬ق ال‪ :‬فتري د م اذا؟ ق ال‪:‬‬
‫تأمره ا أن ترج ع إلى حيث ج اءت من ه‪ ،‬ولتس تقر في مقره ا ال ذي انقلعت من ه‪،‬‬
‫فأمرها فرجعت واستقرت في مقرها(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]636 :‬قال اإلمام علي‪ :‬دع اني رس ول هللا ‪ ‬فوجه ني إلى اليمن‬
‫الصلح بينهم‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول هللا إنهم قوم كثير ولهم سن وأنا شاب حدث‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫علي إذا صرت بأعلى عقبة أفيق فناد بأعلى صوتك‪ :‬يا شجر يا مدر يا ثرى‪ ،‬محمد‬
‫رسول هللا يقرئكم السالم‪ ،‬قال‪ :‬فذهبت فلما صرت بأعلى العقب ة أش رفت على أه ل‬
‫اليمن ف إذا هم بأس رهم مقبل ون نح وي‪ ،‬مش رعون رم احهم‪ ،‬مس ورون أس نتهم‪،‬‬
‫متنكبون قسيهم شاهرون سالحهم‪ ،‬فناديت بأعلى صوتي‪ :‬يا شجر يا مدر ي ا ث رى‪،‬‬
‫محمد رسول هللا يق رئكم الس الم ق ال‪ :‬فلم يب ق ش جرة وال م درة وال ث رى إال ارتج‬
‫بصوت واح د‪ :‬وعلى محم د رس ول هللا وعلي ك الس الم‪ ،‬فاض طربت ق وائم الق وم‪،‬‬
‫وارتعدت ركبهم‪ ،‬ووقع السالح من أي ديهم‪ ،‬وأقبل وا إلي مس رعين‪ ،‬فأص لحت بينهم‬
‫وانصرفت(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]637 :‬قال اإلمام الصادق‪ :‬أتى رسول هللا يهودي يقال له‪ :‬سجت‪،‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)369 /17‬واثبات الهداة ‪.130 :2‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)370 /17‬واثبات الهداة ‪.131 :2‬‬
‫‪ )(3‬االمالى‪.365 :‬‬
‫‪ )(4‬االحتجاج‪.123 :‬‬
‫‪ )(5‬االمالى‪ 134 :‬و‪.135‬‬
‫‪155‬‬
‫فقال له يا محمد جئت أس ألك عن رب ك ف إن أجبت ني عم ا أس ألك عن ه وإال رجعت‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬سل عما ش ئت‪ ،‬فق ال‪ :‬أين رب ك؟ فق ال‪ :‬ه و في ك ل مك ان‪ ،‬وليس ه و في‬
‫شيء من المكان محدود‪ ،‬قال‪ :‬فكيف هو؟ فقال‪ :‬وكيف أصف ربي بالكيف‪ ،‬والكيف‬
‫مخلوق‪ ،‬وهللا ال يوصف بخلقه‪ ،‬قال‪ :‬فمن يعلم أنك نبي ؟ قال‪ :‬فما بقي حول ه حج ر‬
‫وال مدر وال غ ير ذل ك إال تكلم بلس ان ع ربي م بين‪ :‬ياش يخ إن ه رس ول هللا‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫سجت باهلل ما رأيت كاليوم أبين‪ ،‬ثم قال‪ :‬أشهد أن ال إله إال هللا‪ ،‬وأنك رسول هللا ‪‬‬
‫(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]638 :‬عن إبراهيم بن عبد االكرم األنصارى ق ال‪ :‬إن رس ول هللا‬
‫‪ ‬دخل هو وسهل بن حنيف وخال د بن أي وب األنص اري حائط ا من حيط ان ب ني‬
‫النجار‪ ،‬فلما دخل ن اداه حج ر على رأس ب ئر لهم عليه ا الس واني يص حيح‪( :‬علي ك‬
‫الس الم يامحم د‪ ،‬اش فع إلى رب ك أن ال يجعل ني من حج ارة جهنم ال تي يع ذب به ا‬
‫الكفرة) فقال النبي ‪ ‬ورفع يديه‪( :‬اللهم ال تجعل ه ذا الحج ر من أحج ار جهنم) ثم‬
‫ناداه الرمل‪( :‬السالم عليك يا محمد ورحمة هللا وبركاته‪ ،‬ادع هللا ربك أن ال يجعلني‬
‫من كبريت جهنم) فرفع النبي ‪ ‬يديه وقال‪( :‬اللهم ال تجعل هذا الرم ل من ك بريت‬
‫جهنم)‪ ،‬قال‪ :‬فلما دنا رسول هللا إلى النخل تدلت العراجين فأخذ منها رس ول هللا ‪‬‬
‫فأكل وأطعم‪ ،‬ثم دنا من العج وة فلم ا أحس ته س جدت فب ارك عليه ا رس ول هللا ‪،‬‬
‫قال‪( :‬اللهم بارك عليها وانفع بها)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]639 :‬روي أن ه ‪ ‬انتهى إلى نخل تين بينهم ا فج وة من األرض‬
‫فقال‪ :‬انضما وأصحابه حضور‪ ،‬فأقبلتا تخدان األرض حتى انضمتا(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]640 :‬روي أن قوما من العرب اجتمع وا عن د ص نم لهم ففاج أهم‬
‫صوت من جوفه يناديهم بكالم فص يح‪( :‬أت اكم محم د ي دعوكم إلى الح ق) ف انجفلوا‬
‫فزعين‪ ،‬وذلك حين بعث ‪ ،‬فأسلم أكثر من حضر(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]641 :‬روي أنه كان على جبل حراء فتح رك الجب ل‪ ،‬فق ال الن بي‬
‫‪( :‬اسكن فما عليك إال نبي أو وصي) وكان معه علي فسكن(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]642 :‬روي أنه انصرف ليلة من العشاء فأضاءت له برق ة فنظ ر‬
‫إلى قتادة بن النعمان فعرفه‪ ،‬وكانت ليل ة مط يرة فق ال‪ :‬ي انبي هللا أحببت أن أص لي‬
‫معك‪ ،‬فأعطاه عرجونا وقال‪ :‬خذ هذا فإنه سيضئ لك أمامك عشرا‪ ،‬فإذا أتيت بيت ك‬
‫فإن الشيطان قد خلف ك ف انظر إلى الزاوي ة على يس ارك حين ت دخل فاعل ه بس يفك‪،‬‬
‫فدخلت فنظرت حيث قال رسول هللا ‪ ‬فإذا أنا بس واد فعلوت ه بس يفي‪ ،‬فق ال أهلي‪:‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)374 /17‬والتوحيد‪ ،326 :‬الكافى‪.‬‬


‫‪ )(2‬بصائر الدرجات‪.148 :‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)375 /17‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)375 /17‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)376 /17‬الخرائج‪.‬‬
‫‪156‬‬
‫تمنع؟)(‪)1‬‬ ‫(ماذا‬
‫[الحديث‪ ]643 :‬روي أن جبريل أتاه ‪ ‬فرآه حزينا‪ ،‬فقال‪ :‬مالك؟ قال‪ :‬فعل‬
‫بي الكفار كذا وكذا‪ ،‬قال جبريل‪ :‬فتحب أن أري ك آي ة؟ ق ال‪ :‬نعم‪ ،‬فنظ ر رس ول هللا‬
‫‪ ‬إلى شجرة من وراء الوادي‪ ،‬قال‪ :‬ادع تلك الش جرة؛ ف دعاها الن بي ‪ ‬فج اءت‬
‫حتى قامت بين يديه‪ ،‬قال‪ :‬مرها فلترجع‪ ،‬فأمرها فرجعت‪ ،‬فقال النبي ‪( :‬حسبي)‬
‫(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]644 :‬روي أنه ‪ ‬كان في سفر فأقبل إليه أعرابي فقال‪  :‬ه ل‬
‫أدلك إلى خير؟ فقال‪ :‬ما هو؟ ق ال‪ :‬تش هد أن ال إل ه إال هللا‪ ،‬وأن محم دا رس ول هللا‪،‬‬
‫فقال األعرابي‪ :‬هل من ش اهد؟ ق ال‪ :‬ه ذه الش جرة‪ ،‬ف دعاها الن بي ‪ ‬ف أقبلت تخ د‬
‫األرض‪ ،‬فقامت بين يديه فاستشهدها فشهدت كما قال‪ :‬وأمرها ف رجعت إلى منبته ا‪،‬‬
‫ورجع األعرابي إلى قومه وقد أسلم‪ ،‬فقال‪ :‬إن يتبعوني أتيتك بهم‪ ،‬وإال رجعت إليك‬
‫وكنت معك)(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]645 :‬روي أن أعرابيا جاء النبي ‪ ‬فقال‪ :‬هل من آية فيما تدعو‬
‫إليه؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬ائت تلك الش جرة فق ل له ا‪ :‬ي دعوك رس ول هللا‪ ،‬فم الت عن يمينه ا‬
‫وشمالها وبين يديها فقطعت عروقها‪ ،‬ثم ج اءت تخ د األرض ح تى وقفت بين ي دي‬
‫رسول هللا ‪ ،‬قال فمره ا فل ترجع إلى منزله ا فأمره ا ف رجعت إلى منبته ا‪ ،‬فق ال‬
‫األعرابي‪ :‬ائذن لي أسجد لك‪ ،‬فنهاه‪ ،‬قال‪ :‬فائذن لي أن اقبل يديك‪ ،‬فأذن له)(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]646 :‬عن جابر قال‪( :‬لم يمر النبي ‪ ‬في طريق فيتبع ه أح د إال‬
‫عرف أنه قد سلكه من طيب عرفه‪ ،‬ولم يمر بحجر وال شجر إال سجد)(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]647 :‬عن أنس أن النبي ‪ ‬أخذ كفا من الحصى فس بحن في ي ده‬
‫‪ ،‬ثم صبهن في يد علي فسبحن في يده حتى سمعنا التسبيح في أيديهما ثم ص بهن‬
‫في أيدينا فما سبحت(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]648 :‬قال اإلمام الص ادق‪( :‬من الن اس من ال ي ؤمن إال بالمعاين ة‬
‫ومنهم من ي ؤمن بغيره ا‪ ،‬إن رجال أتى الن بي ‪ ‬فق ال‪ :‬أرني آي ة‪ ،‬فق ال بي ده إلى‬
‫النخل فذهبت يمنة‪ ،‬ثم قال‪ :‬هكذا‪ ،‬فذهبت يسرة فآمن الرجل)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]649 :‬روي أن رجال مات وإذا الحفارون لم يحفروا شيئا‪ ،‬فشكوا‬
‫إلى رسول هللا ‪ ‬وقالوا‪ :‬حديدنا ال يعمل في األرض كما نضرب في الصفا‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫ولم إن كان صاحبكم لحسن الخلق‪ ،‬ائتوني بق دح من م اء فأدخ ل ي ده في ه‪ ،‬ثم رش ه‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)376 /17‬الخرائج‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)376 /17‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)376 /17‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)376 /17‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)377 /17‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار (‪ ،)377 /17‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار (‪ ،)377 /17‬الخرائج‪.‬‬
‫‪157‬‬
‫على األرض رشا‪ ،‬فحفر الحفارون فكأنما رمل يتهايل عليهم(‪.)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]650 :‬روي أن رس ول هللا ‪ ‬أقب ل إلى الجعران ة فقس م فيه ا‬
‫االم وال‪ ،‬وجع ل الن اس يس ألونه فيعطيهم ح تى ألج ؤوه إلى ش جرة فأخ ذت ب رده‬
‫وخدشت ظهره حتى جلوه عنها وهم يسألونه‪ ،‬فق ال‪ :‬أيه ا الن اس ردوا علي ب ردي‪،‬‬
‫وهللا لو كان عندي عدد شجر تهامة نعم ا لقس مته بينكم‪ ،‬ثم م ا ألفيتم وني جبان ا وال‬
‫بخيال‪ ،‬ثم خرج من الجعرانة في ذي القعدة‪ ،‬قال الراوي‪ :‬فما رأيت تلك الش جرة إال‬
‫خضراء كأنما يرش عليه الماء(‪.)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]651 :‬عن علقم ة وابن مس عود‪ ،‬ق ال‪ :‬كن ا نجلس م ع الن بي ‪‬‬
‫ونسمع الطعام يسبح ورسول هللا يأكل‪ ..‬وأتاه مكرز العامري وسأله آية ف دعا بتس ع‬
‫حصيات فسبحن في يده(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]652 :‬عن ابن عباس قال‪ :‬قدم مل وك حض رموت على الن بي ‪‬‬
‫فقالوا‪ :‬كيف نعلم أنك رسول هللا؟ فأخذ كفا من حصى فق ال‪ :‬ه ذا يش هد أني رس ول‬
‫هللا‪ ،‬فسبح الحصى في يده وشهد أنه رسول هللا(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]653 :‬قال عمار بن ياس ر‪ :‬إني قص دت الن بي ‪ ‬يوم ا وأن ا في ه‬
‫شاك‪ ،‬فقلت‪ :‬يا محمد ال سبيل إلى التصديق بك م ع اس تيالء الش ك في ك على قل بي‪،‬‬
‫فهل من داللة؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قلت‪ :‬ما هي؟ ق ال‪ :‬إذا رجعت إلى منزل ك فس ل ع ني م ا‬
‫لقيت من االحجار واالشجار تصدقني برسالتي‪ ،‬وتشهد عندك بنبوتي‪ ،‬فرجعت فم ا‬
‫من حجر لقيته وال شجر رأيته إال سألته يا أيه ا الحج ر وي ا أيه ا الش جر إن محم دا‬
‫يدعي شهادتك بنبوته وتصديقك له برسالته‪ ،‬فبماذا تشهد له؟ فنطق الحجر والشجر‪:‬‬
‫أشهد أن محمدا رسول ربنا(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]654 :‬قال اإلمام علي في خطبته القاصعة‪( :‬ولقد كنت معه لما أتاه‬
‫المأل من قريش‪ ،‬فقالوا له‪ :‬يا محمد إنك ق د ادعيت عظيم ا لم يدع ه آب اؤك وال أح د‬
‫من بيتك‪ ،‬ونحن نسألك أمرا إن أجبتنا إليه وأريتناه علمنا أنك ن بي ورس ول‪ ،‬وإن لم‬
‫تفعل علمن ا أن ك س احر ك ذاب‪ ،‬فق ال ‪ ‬لهم‪ :‬وم ا تس ألون؟ ق الوا‪ :‬ت دعو لن ا ه ذه‬
‫الشجرة حتى تنقلع بعروقها‪ ،‬وتقف بين يديك‪ ،‬فقال ‪ :‬إن هللا على كل شيء قدير‪،‬‬
‫فإن فعل هللا ذلك لكم أتؤمنون وتشهدون بالحق؟ ق الوا‪ :‬نعم‪ ،‬ق ال‪ :‬ف إني س أريكم م ا‬
‫تطلبون‪ ،‬وإني ألعلم أنكم ال تفيؤون إلى خ ير‪ ،‬وإن فيكم من يط رح في القليب ومن‬
‫يحزب األحزاب‪ ،‬ثم قال ‪ :‬ي ا أيته ا الش جرة إن كنت تؤم نين باهلل والي وم اآلخ ر‬
‫وتعلمين أني رسول هللا فانقلعي بعروقك حتى تقفي بين يدي بإذن هللا‪ ،‬فوال ذي بعث ه‬
‫بالحق النقلعت بعروقها‪ ،‬وجاءت ولها دوي شديد‪ ،‬وقص ف كقص ف أجنح ة الط ير‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)377 /17‬الخرائج‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)377 /17‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(3‬مناقب آل أبى طالب ‪..80 :1‬‬
‫‪ )(4‬مناقب آل أبى طالب ‪.80 :1‬‬
‫‪ )(5‬التفسير المنسوب إلى االمام العسكرى ‪.253‬‬
‫‪158‬‬
‫ح تى وقفت بين ي دي رس ول هللا ‪ ‬مرفوف ة‪ ،‬وألقت بغص نها االعلى على رأس‬
‫رس ول هللا ‪ ،‬وببعض أغص انها على منك بي‪ ،‬وكنت عن يمين ه ‪ ،‬فلم ا نظ ر‬
‫القوم إلى ذلك قالوا علوا واس تكبارا‪ :‬فمره ا فليأت ك نص فها ويبقى نص فها‪ ،‬فأمره ا‬
‫بذلك‪ ،‬فأقبل إليه‪ ،‬نصفها كأعجب إقبال وأش ده دوي ا‪ ،‬فك ادت تلت ف برس ول هللا ‪‬‬
‫فقالوا كفرا وعتوا‪ :‬فمر هذا النصف فليرجع إلى نصفه كما كان‪ ،‬ف أمره ‪ ‬فرج ع‪،‬‬
‫فقلت أنا‪ :‬ال إله إال هللا‪ ،‬إني أول مؤمن بك يا رسول هللا‪ ،‬وأول من أقر ب أن الش جرة‬
‫فعلت ما فعلت بأمر هللا تعالى تصديقا لنبوتك‪ ،‬وإجالال لكلمتك‪ ،‬فقال القوم كلهم‪ :‬ب ل‬
‫ساحر كذاب‪ ،‬عجيب الس حر‪ ،‬خفي ف في ه‪ ،‬وه ل يص دقك في أم رك إال مث ل ه ذا‪..‬‬
‫يعنونني)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]655 :‬قال ابن إسحاق‪ :‬مرت امرأة من المشركين شديدة القول في‬
‫النبي ‪ ‬ومعها صبي لها ابن ش هرين‪ ،‬فق ال الص بي‪ :‬الس الم علي ك ي ا رس ول هللا‬
‫محمد بن عبد هللا‪ ،‬فأنكرت األم ذل ك من ابنه ا‪ ،‬فق ال ل ه الن بي ‪ :‬ي اغالم من أين‬
‫تعلم أني رس ول هللا‪ ،‬وأني محم د بن عب د هللا؟ ق ال‪ :‬أعلم ني ربي رب الع المين‪،‬‬
‫وال روح األمين‪ ،‬فق ال الن بي‪ :‬من ال روح األمين؟ ق ال‪ :‬جبري ل وه ا ه و ق ائم على‬
‫رأسك ينظر إليك‪ ،‬فقال له النبي ‪ :‬ما اسمك يا غالم؟ فقال‪ :‬عبد العزى وأنا ك افر‬
‫به‪ ،‬فسمني ما شئت يا رسول هللا‪ ،‬قال‪ :‬أنت عبد هللا‪ ،‬فقال‪ :‬يا رس ول هللا ادع هللا أن‬
‫يجعلني من خدمك في الجنة‪ ،‬فدعا له‪ ،‬فقال‪ :‬سعد من آمن بك‪ ،‬وشقي من كف ر ب ك‪،‬‬
‫ثم شهق شهقة فمات(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]656 :‬عن شمر بن عطية أن ه أدرك أن الن بي ‪ ‬أتي بص بي ق د‬
‫شب ولم يتكلم قط فقال‪ :‬أدن فدنا‪ ،‬فقال‪ :‬من أنا؟ قال أنت رسول هللا(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]657 :‬عن معرض بن عبد هللا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده قال‪ :‬أتي بصبي‬
‫في خرقة إلى النبي ‪ ‬في حجة الوداع‪ ،‬فوضعه في كفه ثم قال له‪ :‬من أنا ياصبي؟‬
‫فقال‪ :‬أنت محمد رسول هللا قال‪ :‬صدقت يا مبارك‪ ،‬فكنا نسميه مبارك اليمامة(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]658 :‬عن ابن عباس‪ :‬أن النبي ‪ ‬خلع خفي ه وقت المس ح‪ ،‬فلم ا‬
‫أراد أن يلبسهما تصوب عقاب من الهواء وسلبه وحلق في الهواء ثم أرسله‪ ،‬فوقعت‬
‫من بينه حية‪ ،‬فقال النبي ‪( :‬أع وذ باهلل من ش ر من يمش ي على بطن ه‪ ،‬ومن ش ر‬
‫من يمشي على رجلين)‪ ،‬ثم نهى أن يلبس إال أن يستبرا(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]659 :‬عن أبي سعيد الخ دري أن ه ق ال‪ :‬بينم ا رج ل من أس لم في‬
‫غنيمة له يهش عليها ببيداء ذي الحليفة إذ عدا علي ه ال ذئب ف انتزع ش اة من غنم ه‪،‬‬
‫فهجهج به الرجل ورماه بالحجارة حتى استنقذ من ه ش اته‪ ،‬ق ال‪ :‬فأقب ل ال ذئب ح تى‬

‫‪ )(1‬نهج البالغة ‪ :1‬و ‪ 417‬و ‪ ،418‬اعالم الورى‪.15 :‬‬


‫‪ )(2‬مناقب آل أبى طالب ‪..88 :1‬‬
‫‪ )(3‬مناقب آل أبى طالب ‪..88 :1‬‬
‫‪ )(4‬مناقب آل أبى طالب ‪..88 :1‬‬
‫‪ )(5‬مناقب آل أبى طالب ‪..88 :1‬‬
‫‪159‬‬
‫أقعى مستثفرا بذنبه‪ ،‬مقابال للرجل‪ ،‬ثم قال له‪ :‬أم ا اتقيت هللا ع ز وج ل؟ حلت بي ني‬
‫وبين شاة رزقنيه ا هللا؟ فق ال الرج ل‪ :‬تاهلل م ا س معت ك اليوم ق ط‪ ،‬فق ال ال ذئب‪ :‬مم‬
‫تعجب؟ فقال‪ :‬أعجب من مخاطبتك إي اي‪ ،‬فق ال ال ذئب‪ :‬أعجب من ذل ك رس ول هللا‬
‫بين الحرتين في النخالت يحدث الناس بما خال‪ ،‬ويحدثهم بما هوآت وأنت ههنا تتبع‬
‫غنمك‪ ،‬فلما سمع الرجل قول الذئب ساق غنمه يحوزه ا ح تى إذا أحله ا فن اء قري ة‬
‫األنصار‪ ،‬سأل عن رسول هللا ‪ ‬فصادفه في بيت أبي أي وب ف أخبره خ بر ال ذئب‪،‬‬
‫فقال له رسول هللا‪ :‬صدقت‪ ،‬احضر العشية‪ ،‬فإذا رأيت الناس ق د اجتمع وا ف أخبرهم‬
‫ذلك‪ ،‬فلما صلى رسول هللا ‪ ‬الظه ر واجتم ع الن اس إلي ه أخ برهم االس لمي خ بر‬
‫الذئب‪ ،‬فقال رسول هللا ‪( :‬صدق صدق صدق‪ ،‬تلك االعاجيب بين ي دي الس اعة‪،‬‬
‫أم ا وال ذي نفس محم د بي ده ليوش ك الرج ل أن يغيب عن أهل ه الروح ة أو الغ دوة‬
‫فيخبره سوطه أو عصاه أو نعله بما أحدث أهله من بعده)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]660 :‬قال اإلمام علي‪ :‬إن اليهود أتت امرأة منهم يقال لها‪ :‬عب دة‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬يا عبدة قد علمت أن محمدا قد هد ركن ب ني إس رائيل‪ ،‬وه دم اليهودي ة‪ ،‬وق د‬
‫غالى المأل من بني إسرائيل بهذا السم له‪ ،‬وهم جاعلون لك جعال على أن تسميه في‬
‫هذه الشاة‪ ،‬فعمدت عبدة إلى الشاة فشوتها ثم جمعت الرؤساء في بيتها وأتت رس ول‬
‫هللا ‪ ‬فق الت‪ :‬ي ا محم د ق د علمت م ا ت وجب لي من ح ق الج وار‪ ،‬وق د حض رني‬
‫رؤس اء اليه ود فزي ني بأص حابك‪ ،‬فق ام رس ول هللا ‪ ‬ومع ه علي وأبودجان ة‬
‫وأبوأيوب وسهل بن حنيف وجماع ة من المه اجرين‪ ،‬فلم ا دخل وا وأخ رجت الش اة‬
‫سدت اليهود آنافها بالصوف‪ ،‬وقاموا على أرجلهم‪ ،‬وتوكأوا على عصيهم‪ ،‬فقال لهم‬
‫رسول هللا ‪ :‬اقعدوا‪ ،‬فقالوا‪ :‬إنا إذا زارنا نبي لم يقعد منا أح د‪ ،‬وكرهن ا أن يص ل‬
‫إليه من أنفاسنا ما يتأذى به‪ ،‬وكذبت اليهود عليه ا لعن ة هللا‪ ،‬إنم ا فعلت ذل ك مخاف ة‬
‫سورة السم ودخانه‪ ،‬فلما وضعت الشاة بين يديه تكلم كتفه ا فق الت‪ :‬م ه ي ا محم د ال‬
‫تأكلني فإني مسمومة‪ ،‬فدعا رسول هللا ‪ ‬عبدة فقال لها‪ :‬ما حملك على ما صنعت؟‬
‫فقالت‪ :‬قلت‪ :‬إن كان نبي ا لم يض ره‪ ،‬وإن ك ان كاذب ا أو س احرا أرحت ق ومي من ه‪،‬‬
‫فهبط جبريل فقال‪ :‬السالم يقرئك الس الم ويق ول‪ :‬ق ل‪ :‬بس م هللا ال ذي يس ميه ب ه ك ل‬
‫مؤمن‪ ،‬وبه عز كل مؤمن‪ ،‬وبنوره الذي أضاءت به الس ماوات واألرض‪ ،‬وبقدرت ه‬
‫التي خضع لها كل جبار عنيد‪ ،‬وانتكس ك ل ش يطان مري د‪ ،‬من ش ر الس م والس حر‬
‫واللمم‪ ،‬بسم العلي الملك الفرد الذي ال إله إال ه و‪ ،‬ون نزل من الق رآن م ا ه و ش فاء‬
‫ورحمة للمؤمنين وال يزيد الظالمين إال خسارا فقال النبي ‪ :‬ذلك‪ ،‬وأم ر أص حابه‬
‫فتكلموا به‪ ،‬ثم أمرهم أن يحتجموا(‪.)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]661 :‬عن زي د بن ث ابت ق ال‪ :‬خرجن ا جماع ة من الص حابة في‬
‫غزاة من الغزوات مع رسول هللا ‪ ‬ح تى وقفن ا في مجم ع ط رق‪ ،‬فطل ع أع رابي‬

‫‪ )(1‬أمالى ابن الشيخ‪.8 :‬‬


‫‪ )(2‬االمالى للصدوق‪.135 :‬‬
‫‪160‬‬
‫بخطام بعير حتى وقف على رسول هللا‪ ،‬وقال‪ :‬السالم علي ك ي ا رس ول هللا ورحم ة‬
‫هللا وبركاته‪ ،‬فقال له رسول هللا ‪ :‬وعليك الس الم ق ال‪ :‬كي ف أص بحت ب أبي أنت‬
‫وأمي يا رسول هللا؟ قال له‪ :‬أحمد هللا إلي ك كي ف أص بحت‪ .‬ق ال‪ :‬ك ان وراء البع ير‬
‫الذي يقوده األعرابي رجل فقال‪ :‬يا رسول هللا إن هذا األعرابي سرق البع ير فرغ ا‬
‫البعير ساعة وأنصت له رسول هللا ‪ ‬يستمع رغاءه‪ ،‬قال‪ :‬ثم أقبل رس ول هللا على‬
‫الرجل فقال‪ :‬انصرف عنه‪ ،‬فإن البعير يشهد عليك أنك كاذب‪ ،‬قال فانصرف الرجل‬
‫وأقبل رس ول هللا ‪ ‬على األع رابي فق ال‪ :‬أي ش يء قلت حين جئت ني؟ ق ال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫اللهم ص ل على محم د ح تى ال تبقى ص الة‪ ،‬اللهم ب ارك على محم د ح تى ال تبقى‬
‫برك ة‪ ،‬اللهم س لم على محم د ح تى ال يبقى س الم‪ ،‬اللهم ارحم محم دا ح تى ال تبقى‬
‫رحم ة فق ال رس ول هللا ‪ :‬إني أق ول م الي أرى البع ير ينط ق بع ذره؟! وأرى‬
‫المالئكة قد سدوا االفق(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]662 :‬قال اإلمام علي‪ :‬مر رس ول هللا ‪ ‬بظبي ة مربوط ة بطنب‬
‫فسطاط‪ ،‬فلما رأت رسول هللا ‪ ‬أطلق هللا عز وجل لها من لسانها فكلمته فقالت‪ :‬يا‬
‫رسول هللا إني أم خشفين عطشانين‪ ،‬وهذا ضرعي قد امتأل لبنا‪ ،‬فخلني حتى أنطل ق‬
‫فارضعهما ثم أعود فتربطني كما كنت‪ ،‬فقال لها رسول هللا ‪ :‬كيف وأنت ربيط ة‬
‫قوم وصيدهم؟ قالت‪ :‬بلى يا رسول هللا أنا أجئ فتربطني كما كنت أنت بي دك‪ ،‬فأخ ذ‬
‫عليها موثقا من هللا لتعودن وخلى سبيلها‪ ،‬فلم تلبث إال يسيرا حتى رجعت قد فرغت‬
‫ما في ضرعها‪ ،‬فربطها نبي هللا كما كانت‪ ،‬ثم سأل لمن هذا الصيد؟ قالوا‪ :‬يا رسول‬
‫هللا هذه لبني فالن‪ ،‬فأتاهم النبي ‪ ‬وكان الذي اقتنصها منهم منافقا فرجع عن نفاقه‬
‫وحسن إسالمه فكلمه النبي ‪ ‬ليشتريها منه قال‪ :‬بلى اخلي س بيلها ف داك أبي وامي‬
‫يا نبي هللا‪ ،‬فقال رسول هللا ‪ :‬لو أن البهائم يعلمون من الموت م ا تعلم ون أنتم م ا‬
‫أكلتم منها سمينا(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]663 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬كان رسول هللا ‪ ‬ذات يوم قاع دا إذ‬
‫مر به بعير فبرك بين يديه ورغا‪ ،‬فقال عمر‪ :‬يا رسول هللا أيس جد ل ك ه ذا الجم ل؟‬
‫فإن سجد لك فنحن أح ق أن نفع ل‪ ،‬فق ال‪ :‬ال ب ل اس جدوا هلل‪ ،‬إن ه ذا الجم ل يش كو‬
‫أربابه‪ ،‬ويزعم أنهم انتجوه صغيرا واعتملوه‪ ،‬فلما كبر وصار أعون ض عيفا أرادوا‬
‫نحره)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]664 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬ثالثة من البهائم أنطقها هللا تعالى على‬
‫عهد النبي ‪ :‬الجمل وكالمه الذي سمعت‪ ،‬والذئب فج اء إلى الن بي ‪ ‬فش كا إلي ه‬
‫الجوع‪ ،‬فدعا رس ول هللا ‪ ‬أص حاب الغنم‪ ،‬فق ال‪ :‬افرض وا لل ذئب ش يئا‪ ،‬فش حوا‪،‬‬
‫فذهب ثم عاد إليه الثانية فشكا الجوع‪ ،‬فدعاهم فشحوا‪ ،‬ثم ج اء الثالث ة فش كا الج وع‬
‫فدعاهم فشحوا‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪ ‬اختلس‪ ،‬ول و أن رس ول هللا ‪ ‬ف رض لل ذئب‬
‫‪ )(1‬امالى ابن الشيخ‪ 79 :‬و‪.80‬‬
‫‪ )(2‬امالى ابن الشيخ‪..289 :‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)399 /17‬قصص األنبياء‪.‬‬
‫‪161‬‬
‫شيئا ما زاد الذئب عليه شيئا حتى تقوم الس اعة‪ ،‬وأم ا البق رة فإنه ا آذنت ب النبي ‪‬‬
‫ودلت عليه‪ ،‬وكانت في نخل لبني سالم من األنصار‪ ،‬فقالت‪ :‬يا آل ذريح عم ل نجيح‬
‫صائح يصيح بلسان عربي فصيح ب أن ال إل ه إال هللا رب الع المين‪ ،‬ومحم د رس ول‬
‫هللا سيد النبيين)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]665 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إن ناضحا كان لرجل من الن اس فلم ا‬
‫أسن قال بعض أصحابه‪ :‬لو نحرتموه‪ ،‬فجاء البعير إلى رسول هللا ‪ ‬فجعل يرغو‪،‬‬
‫فأرسل رسول هللا ‪ ‬إلى صاحبه‪ ،‬فلما جاء قال له النبي ‪ :‬إن هذا يزعم أنه كان‬
‫لكم ش ابا ح تى ه رم‪ ،‬وأن ه ق د نفعكم وأنكم أردتم نح ره‪ ،‬ق ال‪ :‬فق ال‪ :‬ص دق‪ ،‬فق ال‬
‫رسول هللا ‪ :‬ال تنحروه ودعوه‪ ،‬قال‪ :‬فتركوه)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]666 :‬عن جابر بن عبد هللا األنص اري ق ال‪ :‬بين ا نحن قع ود م ع‬
‫رسول هللا ‪ ‬إذ أقبل بعير حتى ب رك ورغ ا‪ ،‬وتس افلت دموع ه على عيني ه‪ ،‬فق ال‬
‫رسول هللا ‪ ‬لمن هذا البعير؟ فقيل‪ :‬لفالن األنصاري قال‪ :‬علي به‪ ،‬قال‪ :‬ف اتي ب ه‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬بعيرك هذا يشكوك قال‪ :‬ويقول ماذا يا رسول هللا؟ قال‪ :‬ي زعم أن ك تس تكده‬
‫وتجوعه‪ ،‬قال‪ :‬صدق يا رسول هللا ليس لنا ناضح غيره‪ ،‬وأنا رجل معيل‪ ،‬قال‪ :‬فهو‬
‫يقول لك‪ :‬استكدني وأشبعني‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا رس ول هللا نخف ف عن ه ونش بعه‪ ،‬ق ال‪ :‬فق ام‬
‫البعير فانصرف(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]667 :‬عن جابر قال‪ :‬بينا نحن يوما من األيام عن د رس ول هللا ‪‬‬
‫قعود أذ أقبل بعير حتى برك ورغا‪ ،‬وتسيل دموعه‪ ،‬قال ‪ :‬لمن هذا البعير؟ قالوا‪:‬‬
‫لفالن‪ ،‬ق ال‪ :‬علي ب ه‪ ،‬فق ال ل ه‪ :‬بع يرك ه ذا ي زعم أن ه ربى ص غيركم‪ ،‬وك د على‬
‫كبيركم‪ ،‬ثم أردتم أن تنحروه‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول هللا لنا وليم ة فأردن ا أن ننح ره‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫ف دعوه لي‪ ،‬ق ال‪ :‬ف تركوه‪ ،‬فأعتق ه رس ول هللا ‪ ،‬فك ان ي أتي دور األنص ار مث ل‬
‫السائل يشرف على الحجر‪ ،‬فكان العوات ق يج بين ل ه ح تى يجئ‪ ،‬فيقلن‪ :‬ه ذا ع تيق‬
‫رسول هللا ‪ ،‬فسمن حتى تضايق به جلده فانصرف(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]668 :‬عن ابن عباس قال‪ :‬جاء أعرابي من بني سليم ومعه ض ب‬
‫اصطاده في البرية في كمه‪ ،‬فقال‪ :‬ال اؤمن بك حتى ينطق ه ذا الض ب‪ ،‬فق ال الن بي‬
‫‪ :‬ياض ب من أن ا؟ فق ال‪ :‬أنت محم د بن عب د هللا‪ ،‬اص طفاك هللا حبيب ا‪ ،‬فأس لم‬
‫السلمي(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]669 :‬عن جابر بن عبد هللا قال‪ :‬لما أقبل رسول هللا ‪ ‬من غزوة‬
‫ذات الرقاع وهي غزوة ب ني ثعلب ة من غطف ان ح تى إذا ك ان قريب ا من المدين ة إذا‬
‫بع ير ح ل يرق ل ح تى انتهى إلى رس ول هللا ‪ ،‬فوض ع جران ه على األرض ثم‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)399 /17‬قصص األنبياء‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)400 /17‬االختصاص‪ ،‬بصائر الدرجات‪.101 :‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)400 /17‬االختصاص‪ ،‬بصائر الدرجات‪.101 :‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)401 /17‬االختصاص‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)401 /17‬قصص األنبياء‪.‬‬
‫‪162‬‬
‫خرخر‪ ،‬فقال رسول هللا ‪ :‬هل تدرون م ا يق ول ه ذا البع ير؟ ق الوا‪ :‬هللا ورس وله‬
‫أعلم‪ ،‬قال‪ :‬إنه أخبرني أن صاحبه عمل عليه حتى إذا أكبره وأدبره وأهزل ه أراد أن‬
‫ينحره ويبيع لحمه‪ ،‬ثم قال رسول هللا ‪ :‬يا ج ابر اذهب ب ه إلى ص احبه ف أتنى ب ه‬
‫فقلت‪ :‬ال أعرف صاحبه‪ ،‬قال‪ :‬هو يدلك‪ ،‬قال‪ :‬فخ رجت مع ه ح تى انتهيت إلى ب ني‬
‫واق ف‪ ،‬ف دخل في زق اق ف إذا بمجلس فق الوا‪ :‬ياج ابر كي ف ت ركت رس ول هللا ‪‬؟‬
‫وكي ف ت ركت المس لمين؟ قلت‪ :‬ص الحون‪ ،‬ولكن أيكم ص احب ه ذا البع ير؟ فق ال‬
‫بعضهم‪ :‬أنا‪ ،‬فقلت‪ :‬أجب رسول هللا ‪ ،‬قال‪ :‬م الي؟ قلت‪ :‬اس تعدى علي ك بع يرك‪،‬‬
‫قال‪ :‬فجئت أنا وهو والبعير إلى رسول هللا ‪ ،‬فقال‪ :‬إن بعيرك أخبرتي أنك عملت‬
‫عليه حتى إذا أكبرته وأدبرته وأهزلته أردت نحره وبيع لحمه‪ ،‬قال الرجل‪ :‬ق د ك ان‬
‫ذلك يا رسول هللا‪ ،‬قال‪ :‬بعه مني‪ ،‬قال‪ :‬بل هو ل ك ي ا رس ول هللا ‪ ،‬ق ال‪ :‬ب ل بع ه‬
‫مني‪ ،‬فاشتراه رس ول هللا ‪ ،‬ثم ض رب على ص فحته فترك ه ي رعى في ض واحي‬
‫المدينة‪ ،‬فكان الرجل منا إذا أراد الروحة والغدوة منحه رسول هللا ‪ ،‬فقال ج ابر‪:‬‬
‫رأيته وقد ذهب عنه دبره وصلح(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]670 :‬عن أم سلمة قالت‪ :‬كان النبي ‪ ‬يمشي في الصحراء فناداه‬
‫مناد‪ :‬يا رسول هللا مرتين‪ ،‬فالتفت فلم ير أحدا‪ ،‬ثم ناداه فالتفت فإذا هو بظبية موثقة‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬إن هذا األعرابي صادني ولي خش فان في ذل ك الجب ل‪ .‬أطلق ني ح تى أذهب‬
‫وأرضعهما وأرجع‪ ،‬فقال‪ :‬وتفعلين؟ قالت‪ :‬نعم إن لم أفعل عذبني هللا عذاب العشار‪،‬‬
‫فأطلقه ا ف ذهبت فأرض عت خش فيها ثم رجعت فأوثقه ا‪ ،‬فأت اه األع رابي‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا أطلقه ا‪ ،‬فأطلقه ا‪ ،‬فخ رجت تع دو وتق ول‪ :‬أش هد أن ال إل ه إال هللا‪ ،‬وأن ك‬
‫رسول هللا(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]671 :‬عن ابن عمر قال‪ :‬كنا جلوس ا عن د رس ول هللا ‪ ‬إذ دخ ل‬
‫أعرابي على ناقة حمراء فسلم‪ ،‬ثم قعد؛ فقال بعضهم‪ :‬إن الناقة التي تحت األع رابي‬
‫سرقها قال‪ :‬أقم بين ة‪ ،‬فق الت الناق ة ال تي تحت األع رابي وال ذي بعث ك بالكرام ة ي ا‬
‫رسول هللا إن هذا ما سرقني وال ملكني أحد سواه‪ ،‬فقال رس ول هللا ‪ :‬ي ا أع رابي‬
‫ما الذي قلت حتى أنطقها هللا بعذرك؟ قال‪ :‬قلت‪( :‬اللهم إنك لست ب رب اس تحدثناك‪،‬‬
‫وال معك إله أعانك على خلقنا‪ ،‬وال معك رب فيشركك في ربوبيتك‪ ،‬أنت ربن ا كم ا‬
‫تقول‪ ،‬وفوق ما يقول القائلون‪ ،‬أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد‪ ،‬وأن ت برأني‬
‫ب براءتي) فق ال الن بي ‪ :‬وال ذي بعث ني بالكرام ة ي ا أع رابي لق د رأيت المالئك ة‬
‫يكتبون مقالتك‪ ،‬أال ومن نزل به مثل ما نزل بك فليقل مثل مقالت ك‪ ،‬وليك ثر الص الة‬
‫علي(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]672 :‬عن ابن عباس قال‪ :‬كان رسول هللا ‪ ‬إذا أراد حاجة أبع د‬
‫في المشي‪ ،‬فأتى يوما واديا لحاجة فنزع خفه وقض ى حاجت ه‪ ،‬ثم توض أ وأراد لبس‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)402 /17‬االختصاص‪ ،‬بصائر الدرجات‪..102 :‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)403 /17‬قصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)404 /17‬قصص األنبياء‪.‬‬
‫‪163‬‬
‫خفه‪ ،‬فجاء طائر أخضر‪ ،‬فحمل الخف فارتفع به‪ ،‬ثم طرحه فخرج منه أسود‪ ،‬فق ال‬
‫رسول هللا ‪( :‬هذه كرامة أكرمني هللا بها‪ ،‬اللهم إني أعوذ ب ك من ش ر من يمش ي‬
‫على بطنه‪ ،‬ومن شر من يمشي على رجلين‪ ،‬ومن ش ر من يمش ى على أرب ع‪ ،‬ومن‬
‫شر كل ذي شر ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على ص راط مس تقيم)‬
‫(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]673 :‬روي أن النبي ‪ ‬كان في أصحابه إذ ج اءه أع رابي مع ه‬
‫ض ب ق د ص اده وجعل ه في كم ه‪ ،‬ق ال‪ :‬من ه ذا؟ ق الوا‪ :‬ه ذا الن بي‪ ،‬ق ال‪ :‬والالت‬
‫والع زى م ا أح د أبغض إلي من ك‪ ،‬ول وال أن تس ميني ق ومي عج وال لعجلت علي ك‬
‫فقتلت ك‪ ،‬فق ال‪ :‬م ا حمل ك على م ا قلت؟ آمن باهلل‪ ،‬ق ال‪ :‬ال آمنت أو ي ؤمن ب ك ه ذا‬
‫الضب وطرحه‪ ،‬فقال النبي ‪ :‬ياضب‪ ،‬فأجابه الضب بلسان ع ربي يس معه الق وم‬
‫لبيك وسعديك يازين من وافى القيامة قال‪ :‬من تعبد؟ قال‪ :‬ال ذي في الس ماء عرش ه‪،‬‬
‫وفي األرض سلطانه‪ ،‬وفي البحر سبيله‪ ،‬وفي الجنة رحمته‪ ،‬وفي النار عقابه‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫فمن أنا ياضب؟ قال‪ :‬رس ول رب الع المين‪ ،‬وخ اتم النب يين‪ ،‬وق د أفلح من ص دقك‪،‬‬
‫وخاب من كذبك‪ ،‬قال األعرابي‪ :‬ال أتبع أث را بع د عين‪ ،‬لق د جئت ك وم ا على ظه ر‬
‫األرض أحد أبغض إلي منك‪ ،‬وإن ك اآلن أحب إلي من نفس ي ووال دي‪ ،‬أش هد أن ال‬
‫إله إال هللا‪ ،‬وأنك محمد رسول هللا‪ ،‬فرجع إلى قومه وك ان من ب ني س ليم‪ ،‬ف أخبرهم‬
‫بالقصة فآمن ألف إنسان منهم(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]674 :‬روي أن الن بي ‪ ‬بعث برج ل يق ال ل ه س فينة بكت اب إلى‬
‫معاذ وهو باليمن‪ ،‬فلما ص ار في بعض الطري ق إذا ه و بأس د رابض في الطري ق‪،‬‬
‫فخاف أن يجوز‪ ،‬فقال‪ :‬أيها األسد إني رسول رسول هللا إلى معاذ‪ ،‬وهذا كتابه إلي ه‪،‬‬
‫فه رول األس د قدام ه غل وة ثم همهم‪ ،‬ثم خ رج‪ ،‬ثم تنحى عن الطري ق‪ ،‬فلم ا رج ع‬
‫بجواب الكتاب ف إذا بالس بع في الطري ق ففع ل مث ل ذل ك‪ ،‬فلم ا ق دم على الن بي ‪‬‬
‫أخ بره ب ذلك‪ ،‬فق ال‪ :‬إن ه ق ال في الم رة االولى‪ :‬كي ف رس ول هللا؟ وق ال في الم رة‬
‫الثانية‪ :‬اقرؤوا رسول هللا السالم(‪.)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]675 :‬روي أن الن بي ‪ ‬ك ان في س فر إذ ج اء بع ير فض رب‬
‫األرض بجرانه‪ ،‬وبكى حتى ابتل ما حوله من الدموع‪ ،‬فقال‪ :‬هل ت درون م ا يق ول؟‬
‫إنه يزعم أن صاحبه يريد نحره غدا‪ ،‬فق ال الن بي ‪ ‬لص احبه‪ :‬تبيع ه؟ فق ال‪ :‬م الي‬
‫مال أحب إلي منه‪ ،‬فاستوصى به خيرا(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]676 :‬روي أن ثورا أخذ لي ذبح فتكلم فق ال‪ :‬رج ل يص يح‪ ،‬الم ر‬
‫نجيح‪ ،‬بلسان فصيح بأعلى مكة‪ ،‬ال إله إال هللا‪ ،‬فخلي عنه(‪.)5‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)405 /17‬قصص األنبياء‪.‬‬


‫‪ )(2‬الخرائج‪..184 :‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)407 /17‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)407 /17‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)407 /17‬الخرائج‪.‬‬
‫‪164‬‬
‫[الحديث‪ ]677 :‬عن أنس قال‪ :‬إن النبي ‪ ‬دخل حائطا لألنصار وفيه غنم‪،‬‬
‫فسجدت له‪ ،‬فقال أبو بكر‪ :‬نحن أحق لك بالسجود من هذا الغنم‪ ،‬فق ال‪ :‬إن ه ال ينبغي‬
‫أن يسجد أحد ألحد(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]678 :‬روي أن عب د هللا بن أبي أوفى ق ال‪ :‬بينم ا نحن قع ود عن د‬
‫النبي ‪ ‬إذا أتاه آت فقال ناضح آل فالن قد ند عليهم فنهض ونهضنا مع ه فقلن ا‪ :‬ال‬
‫تقربه فإنا نخافه عليك‪ ،‬فدنا من البعير‪ ،‬فلما رآه س جد ل ه‪ ،‬ثم وض ع رس ول هللا ‪‬‬
‫يده على رأس البعير فقال‪ :‬هات الشكال‪ ،‬فوضعه في رأسه وأوصاهم به خيرا(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]679 :‬روي أنه ‪ ‬مر على بعير ساقط فبص بص ل ه‪ ،‬فق ال‪ :‬إن ه‬
‫يشكو والية أهله‪ ،‬وسأله أن يخرج عنهم‪ ،‬فسأل عن أصحابه فأتاه صاحبه فقال‪ :‬بعه‬
‫وأخرجه عن ك‪ ،‬والبع ير يرغ و‪ ،‬ثم نهض وتب ع الن بي ‪ ‬فق ال‪ :‬يس ألني أن أت ولى‬
‫أمره‪ ،‬فباعه من علي فلم يزل عنده إلى أيام صفين(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]680 :‬روي أن امرأة عبد هللا بن مشكم أتته بش اة مس مومة‪ ،‬وم ع‬
‫النبي ‪ ‬بشر بن البراء بن عازب‪ ،‬فتناول النبي ‪ ‬الذراع‪ ،‬فتناول بش ر الك راع‪،‬‬
‫فأما النبي ‪ ‬فالكها ولفظها‪ ،‬وقال‪ :‬إنه ا لتخ برني أنه ا مس مومة‪ ،‬وأم ا بش ر فالك‬
‫المضغة وابتلعها فمات‪ ،‬فأرسل إليها فأقرت‪ ،‬فقال‪ :‬م ا حمل ك على م ا فعلت؟ ق ال‪:‬‬
‫قتلت زوجي وأش راف ق ومي‪ ،‬فقلت‪ :‬إن ك ان ملك ا قتلت ه‪ ،‬وإن ك ان نبي ا فس يطلعه‬
‫هللا(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]681 :‬روي أن سعد بن عبادة أتاه عش ية وه و ص ائم‪ ،‬ف دعاه إلى‬
‫طعامه ودعا معه عليا‪ ،‬فلما أكلوا قال النبي ‪ :‬نبي ووص ي أفط را عن دك‪ ،‬وأك ل‬
‫طعامك االبرار‪ ،‬وأفطر عندك الصائمون‪ ،‬وصلت عليك المالئكة‪ ،‬فحمله سعد على‬
‫حمار قطوف وألقى عليه قطيفة وإنه لهمالج(‪ )5‬ال يساير(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]682 :‬عن عمار بن ياس ر أن ه ك ان م ع رس ول هللا ‪ ‬في بعض‬
‫غزوات ه‪ ،‬ق ال‪ :‬فلم ا خرجن ا من المدين ة ت أخر عن ا رس ول هللا ‪ ،‬ثم أقب ل خلفن ا‪،‬‬
‫فانتهى إلي وقد قام جملي وبرك في الطريق‪ ،‬وتخلفت عن الناس بسبب ذلك‪ ،‬ف نزل‬
‫رس ول هللا ‪ ‬عن راحلت ه فأخ ذ من اإلداوة م اء في فم ه‪ ،‬ثم رش ه على الجم ل‪،‬‬
‫وصاح به‪ ،‬فنهض كأنه ظبي‪ ،‬فقال لي‪ :‬اركبه وسر‪ ،‬فركبته وسرت م ع رس ول هللا‬
‫‪ ‬فوهللا ما كانت ناقة رسول هللا العضباء تفوته‪ ،‬فقال لي‪ :‬ما تبيعني الجم ل؟ قلت‪:‬‬
‫هو لك يا رس ول هللا‪ ،‬ق ال‪ :‬ال إال بثمن قلت‪ :‬تعطي من الثمن م ا ش ئت‪ ،‬ق ال‪ :‬مائ ة‬
‫درهم‪ ،‬قلت‪ :‬ق د بعت ك‪ ،‬ق ال‪ :‬ول ك ظه ره إلى المدين ة‪ ،‬فلم ا رجعن ا ونزلن ا المدين ة‬
‫‪ )(1‬مناقب آل ابى طالب ‪.86 :1‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)408 /17‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)407 /17‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)407 /17‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(5‬القطوف من الدواب التى تسيئ السير وتبطئ‪ .‬ودابة همالج اى حس نة الس ير في س رعة وبخ ترة‪ .‬قول ه‪ :‬ال‬
‫يساير اى ال تسير معه دابة وال يسابق لسرعة سيره‪..‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار (‪ ،)407 /17‬الخرائج‪.‬‬
‫‪165‬‬
‫حططت من ه رحلي‪ ،‬وأخ ذت بزمام ه فق دمت إلى ب اب دار رس ول هللا ‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫وفيت يا عمار‪ ،‬فقلت‪ :‬الواجب هذا يا رسول هللا‪ ،‬فقال‪ :‬يا أنس ادفع إلى عم ار مائ ة‬
‫درهم لثمن الجمل‪ ،‬ورد عليه الجمل هدية منا إليه لينتفع به(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]683 :‬روي أن قوما أتوا النبي ش كوا بع يرا لهم جن‪ ،‬وق د خ رب‬
‫بستانا لهم‪ ،‬فمشى ‪ ‬إلى بستانهم‪ ،‬فلما فتحوا الباب ص دم البع ير‪ ،‬فلم ا رأى الن بي‬
‫‪ ‬وقع في التراب‪ ،‬وجعل يصيح بحنين‪ ،‬فقال الن بي‪ :‬إن ه يش كوكم ويق ول‪ :‬عملت‬
‫سنين وأتعبتموني في حوائجكم‪ ،‬فلما أن ك برت أردتم أن تنح روني‪ ،‬ق الوا‪ :‬ق د ك ان‬
‫كذلك وقد وهبناه لك ي ا رس ول هللا‪ ،‬فق ال ‪ :‬ب ل بيعوني ه‪ ،‬فابتاع ه وأعتق ه‪ ،‬فك ان‬
‫يطوف في المدينه ويعلفه أهلها ويقولون‪ :‬عتيق رسول هللا(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]684 :‬روي أن الوليد بن عبادة بن الصامت ق ال‪ :‬بينم ا ج ابر بن‬
‫عبد هللا يصلي في المسجد إذ قام إلي ه أع رابي فق ال‪ :‬أخ برني ه ل تكلم بهيم ة على‬
‫عهد رسول هللا ‪‬؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬دع ا الن بي ‪ ‬على عتب ة بن أبي لهب‪ ،‬فق ال‪ :‬أكل ك‬
‫كلب هللا‪ ،‬فخرج رسول هللا ‪ ‬يوما في صحب ل ه ح تى إذا نزلن ا على مبقل ة بمك ة‬
‫خرج عتبة مستخفيا‪ ،‬فنزل في أقاصي أصحاب النبي ‪ ‬والناس ال يعلم ون‪ ،‬ليقت ل‬
‫محمدا‪ ،‬فلما هجم الليل إذا أسد قبض على عتبة‪ ،‬ثم أخرج ه خ ارج ال ركب‪ ،‬ثم زأر‬
‫زئيرا لم يبق أحد من الركب إال أنصت ل ه‪ ،‬ثم نط ق بلس ان طل ق وه و يق ول‪ :‬ه ذا‬
‫عتبة بن أبي لهب خرج من مكة مس تخفيا‪ ،‬ي زعم أن ه يقت ل محم دا‪ ،‬ثم مزق ه قطع ا‬
‫قطعا فلم يأكل منه‪.‬‬
‫ثم قال جابر‪ :‬وقد تثمل قوم من آل ذريح وفتيات لهم ليلة فبينما هم في له وهم‬
‫ولعبهم إذ صعد عجل على رابي ة‪ ،‬وق ال لهم بلس ان ذل ق‪ :‬ي ا آل ذريح‪ ،‬أم ر نجيح‪،‬‬
‫صائح يصيح‪ ،‬بلسان فصيح‪ ،‬ببطن مكة‪ ،‬يدعوهم إلى ق ول‪ :‬ال إل ه إال هللا ف أجيبوه‪،‬‬
‫فترك القوم لهوهم ولعبهم وأقبلوا إلى مكة فدخلوا في اإلسالم مع رسول هللا‪.‬‬
‫ثم قال ج ابر‪ :‬لق د تكلم ذئب أتى غنم ا ليص يب منه ا‪ ،‬فجع ل ال راعي يص ده‬
‫ويمنعه‪ ،‬فلم ينته‪ ،‬فقال‪ :‬عجبا لهذا الذئب‪ ،‬فقال‪ :‬ياهذا أعجب مني‪ ،‬محمد بن عبد هللا‬
‫القرشي يدعوكم ببطن مكة إلى قوله‪ :‬ال إل ه إال هللا يض من لكم علي ه الجن ة وت أبون‬
‫عليه‪ ،‬فق ال ال راعي‪ :‬يال ك من طام ة‪ ،‬من ي رعى الغنم ح تى آتي ه ف أؤمن ب ه؟ ق ال‬
‫الذئب‪ :‬أنا أرعى الغنم فخرج ودخل مع رسول هللا في اإلسالم‪.‬‬
‫ثم قال‪ :‬ولقد تكلم بعير كان آلل النجار شرد عنهم ومنعهم ظهره‪ ،‬فاحتالوا ل ه‬
‫بكل حيلة فلم يجدوا إلى أخذه من سبيل‪ ،‬فأخبروا النبي ‪ ‬فخرج إليه فلما بصر ب ه‬
‫البعير برك خاضعا باكيا‪ ،‬فالتفت النبي إلى ب ني النج ار فق ال‪ :‬إال إن ه يش كوكم أنكم‬
‫قللتم علفه وأثقلتم ظهره‪ ،‬فقالوا‪ :‬إنه ذو منعة ال يتمكن منه‪ ،‬فقال‪ :‬انطل ق م ع أهل ك‪،‬‬
‫فانطلق ذليال‪.‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)411 /17‬الخرائج‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)411 /17‬الخرائج‪.‬‬
‫‪166‬‬
‫ثم ق ال‪ :‬لق د تكلمت ظبي ة اص طادها ق وم من الص حابة فش دوها إلى ج انب‬
‫رحلهم‪ ،‬فمر النبي ‪ ‬فنادته‪ :‬يانبي هللا‪ ،‬يا رسول هللا‪ ،‬فقال‪ :‬أيتها النجداء ما شأنك؟‬
‫قالت‪ :‬إني حافل ولي خشفان‪ ،‬فخلني حتى ارضعهما وأعود‪ ،‬فأطلقها ثم مضى‪ ،‬فلما‬
‫رج ع إذا الظبي ة قائم ة‪ ،‬فجع ل الن بي ‪ ‬يوثقه ا‪ ،‬فحس أه ل الرح ل ب ه فح دثهم‬
‫بحديثها‪ ،‬قالوا‪ :‬وهي لك‪ ،‬فأطلقها(‪.)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]685 :‬عن جابر األنص اري وعب ادة بن الص امت ق اال‪ :‬ك ان في‬
‫حائط ب ني النج ار جم ل قطم ال ي دخل الحائ ط أح د إال ش د علي ه‪ ،‬ف دخل الن بي ‪‬‬
‫الحائط ودعاه فجاءه ووضع مش فره على األرض‪ ،‬ون زل بين يدي ه فخطم ه ودفع ه‬
‫إلى أصحابه‪ ،‬فقي ل‪ :‬البه ائم يعرف ون نبوت ك؟ فق ال‪ :‬م ا من ش يء إال وه و ع ارف‬
‫بنبوتي سوى ابي جهل وقريش‪ ،‬فق الوا نحن أح رى بالس جود ل ك من البه ائم‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫إني أموت‪ ،‬فاسجدوا للحي الذي ال يموت(‪.)2‬‬
‫ثامنا ـ ما ورد حول اآليات العلمية واإلدراكية‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة في ذلك‪:‬‬
‫[الحــديث‪ ]686 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪ :‬طلب ق وم من ق ريش إلى الن بي ‪‬‬
‫حاجة‪ ،‬فقال‪ :‬إنكم تمطرون غدا‪ ،‬فأصبحت كأنها زجاجة وارتفع النه ار‪ ،‬ق ال‪ :‬فأت اه‬
‫رجل عظيم عند الناس‪ ،‬فقال‪ :‬ما كان أغناك عما تكلمت ب ه أمس؟ م ا رأين اك هك ذا‬
‫ق ط‪ ،‬ف ارتفعت س حابة من قب ل الص ورين‪ ،‬ف اطردت االودي ة وج اءهم من المط ر‬
‫ماجاءوا إلى رسول هللا ‪ ‬فقالوا‪ :‬اطلب إلى هللا أن يكفها عنا‪ ،‬فقال‪( :‬اللهم حوالين ا‬
‫وال علينا) فارتفع السحاب يمينا وشماال(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]687 :‬قال اإلمام الباقر‪ :‬كان النبي ‪ ‬أخ ذ من العب اس ي وم ب در‬
‫دنانير كانت معه‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول هللا ما عن دي غيره ا فق ال‪ :‬ف أين ال ذي اس تخبيته‬
‫عند أم الفضل؟ فقال‪ :‬أشهد أن ال إل ه إال هللا‪ ،‬وأن ك رس ول هللا‪ ،‬م ا ك ان معه ا أح د‬
‫حين استخبيتها(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]688 :‬عن أبي هريرة قال‪ :‬كان رسول هللا ‪ ‬يوما جالس ا ف اطلع‬
‫عليه علي مع جماعة‪ ،‬فلما رآهم تبسم‪ ،‬قال‪ :‬جئتم وني تس ألوني عن ش يء إن ش ئتم‬
‫أعلمتكم بما جئتم‪ ،‬وإن شئتم تسألوني‪ ،‬فقالوا‪ :‬ب ل تخبرن ا ي ا رس ول هللا‪ ،‬ق ال‪ :‬جئتم‬
‫تسألونني عن الصنائع لمن تحق‪ ،‬فال ينبغي أن يصنع إال لذي حسب أو دين‪ ،‬وجئتم‬
‫تس ألونني عن الجه اد الم رأة‪ ،‬ف إن جه اد الم رأة حس ن التبع ل لزوجه ا‪ ،‬وجئتم‬
‫تس ألونني عن االرزاق من أين أبى هللا أن ي رزق عب ده إال من حيث ال يعلم‪ ،‬ف إن‬
‫العبد إذا لم يعلم وجه رزقه كثر دعائه(‪.)5‬‬

‫‪ )(1‬الخرائج‪.222 :‬‬
‫‪ )(2‬الخرائج‪.84 :‬‬
‫‪ )(3‬فرج المهموم‪.222 :‬‬
‫‪ )(4‬قرب االسناد‪. .11 :‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)107 /18‬قصص األنبياء‪.‬‬
‫‪167‬‬
‫[الحديث‪ ]689 :‬عن وائل بن حجر قال‪ :‬ج اء ن ا ظه ور الن بي ‪ ‬وأن ا في‬
‫مل ك عظيم وطاع ة من ق ومي‪ ،‬فرفض ت ذل ك وآث رت هللا ورس وله وق دمت على‬
‫رسول هللا ‪ ‬فأخبرني أصحابه أنه بشرهم قبل قدومي بثالث‪ ،‬فق ال‪ :‬ه ذا وائ ل بن‬
‫حجر قد أتاكم من أرض بعيدة‪ ،‬من حضر موت‪ ،‬راغبا في اإلسالم طائعا بقية أبناء‬
‫الملوك‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول هللا أتان ا ظه ورك وأن ا في مل ك‪ ،‬فمن هللا علي أن رفض ت‬
‫ذلك وآثرت هللا ورسوله ودينه راغبا فيه‪ ،‬فقال ‪( :‬صدقت‪ ،‬اللهم ب ارك في وائ ل‬
‫وفي ولده وولد ولده)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]690 :‬قال اإلمام الص ادق‪ :‬ض لت ناق ة رس ول هللا ‪ ‬في غ زوة‬
‫تبوك‪ ،‬فقال المنافقون‪ :‬يحدثنا عن الغيب واليعلم مك ان ناقت ه! فأت اه جبري ل ف أخبره‬
‫بما قالوا‪ ،‬وقال‪ :‬إن ناقتك في شعب كذا‪ ،‬متعلق زمامها بشجرة ك ذا‪ ،‬فن ادى رس ول‬
‫هللا ‪ :‬الصالة جامعة‪ ،‬قال‪ :‬فاجتمع الناس فقال‪ :‬أيها الناس إن ن اقتي بش عب ك ذا‪،‬‬
‫فبادروا إليها حتى أتوها(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]691 :‬روي أن من كان بحضرته ‪ ‬من المنافقين ال يكونون في‬
‫شيء من ذك ره إال أطلع ه هللا عليهم وبين ه فيخ برهم ب ه‪ ،‬ح تى ك ان بعض هم يق ول‬
‫لص احبه‪ :‬اس كت وك ف‪ ،‬ف و هللا ل و لم يكن عن دنا إال الحج ارة الخبرت ه حج ارة‬
‫البطحاء‪ ،‬لم يكن ذلك منه وال منهم مرة وال مرات‪ ،‬بل يكثر ذل ك أن يحص ى ع دده‬
‫حتى يظن ظان أن ذلك كان بالظن والتخمين‪ ،‬كيف وهو يخبرهم بم ا ق الوا على م ا‬
‫لفظوا‪ ،‬ويخبرهم عم ا في ض مائرهم‪ ،‬فكلم ا ض وعفت عليهم اآلي ات ازدادوا عمى‬
‫لعنادهم(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]692 :‬روي أنه أتى يهود النضير مع جماعة من أصحابه فان دس‬
‫له رجل منهم ولم يخبر أحدا‪ ،‬ولم يؤامر بشرا إال م ا أض مره علي ه‪ ،‬وه و يري د أن‬
‫يطرح عليه صخرة وكان قاع دا في ظ ل اطم من آط امهم‪ ،‬فنذرت ه ن ذارة هللا‪ ،‬فق ام‬
‫راجعا إلى المدينة وأنبأ القوم بما أراد صاحبهم‪ ،‬فس ألوه فص دقهم وص دقوه‪ ،‬وبعث‬
‫هللا على الذي أراد كيده أمس الخلق به رحما فقتله‪ ،‬فنفل ماله رسول هللا كله(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]693 :‬روي أن عليا قال‪ :‬بعثني رسول هللا والزبير والمق داد معي‬
‫فقال‪ :‬انطلقوا حتى تبلغوا روضة خاخ فإن فيها امرأة معه ا ص حيفة من ح اطب بن‬
‫أبي بلتعة إلى المشركين فانطلقنا وأدركناها وقلنا‪ :‬أين الكتاب؟ قال‪ :‬ما معي كت اب‪،‬‬
‫ففتش ها الزب ير والمق داد وق اال‪ :‬م ا ن رى معه ا كتاب ا‪ ،‬فقلت‪ :‬ح دث ب ه رس ول هللا‬
‫وتقوالن‪ :‬ليس معها؟ لتخرجنه أو الجردنك‪ ،‬فأخرجته من حجزتها‪ ،‬فلما ع ادوا إلى‬
‫النبي ‪ ‬قال‪ :‬يا حاطب ما حملك على هذا؟ قال‪ :‬أردت أن يكون لي ي د عن د الق وم‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)108 /18‬قصص األنبياء‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)109 /18‬قصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)110 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)110 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪168‬‬
‫وما ارتددت‪،‬فقال‪:‬صدق حاطب‪ ،‬ال تقولوا له إال خيرا(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]694 :‬روي أن أب ا س عيد الخ دري ق ال‪ :‬كن ا نخ رج في غ زوات‬
‫مترافقين تسعة وعش رة‪ ،‬فنقس م العم ل‪ ،‬فيقع د بعض نا في الرح ال‪ ،‬وبعض نا يعم ل‬
‫ألصحابه ويسقي ركابهم ويصنع طع امهم‪ ،‬وطائف ة ت ذهب إلى الن بي ‪ ‬ف اتفق في‬
‫رفقتنا رجل يعمل عمل ثالثة نفر‪ :‬يخيط‪ ،‬ويسقي‪ ،‬ويصنع طعاما‪ ،‬فذكر ذل ك للن بي‬
‫‪ ‬فقال‪ :‬ذلك رجل من أهل النار‪ ،‬فلقينا العدو وقاتلناهم فجرح وأخ ذ الرج ل س هما‬
‫فقتل به نفسه فقال‪ :‬أشهد أني رسول هللا وعبده(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]695 :‬عن ابن عباس قال‪ :‬كان النبي ‪ ‬جالسا في ظل حجر ك اد‬
‫أن ينصرف عنه الظل فقال‪ :‬إنه سيأتيكم رجل ينظر إليكم بعين شيطان‪ ،‬فإذا ج اءكم‬
‫فال تكلموه فلم يلبثوا أن طلع عليهم رجل أزرق فدعاه وقال‪ :‬على م ا تش تموني أنت‬
‫وأصحابك؟ فقال‪ :‬ال نفعل‪ ،‬قال‪ :‬دعني آتك بهم‪ ،‬فدعاهم فجعلوا يحلفون باهلل ما قالوا‬
‫وما فعلوا‪ ،‬فأنزل هللا‪﴿ :‬يَوْ َم يَ ْب َعثُهُ ُم هَّللا ُ َج ِمي ًع ا فَيُنَبِّئُهُ ْم بِ َم ا َع ِملُ وا أَحْ َ‬
‫ص اهُ هَّللا ُ َون َُس وهُ‬
‫َوهَّللا ُ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َش ِهي ٌد﴾ [المجادلة‪.)3(]6 :‬‬
‫[الحديث‪ ]696 :‬روي أن أبا الدرداء كان يعبد صنما في الجاهلي ة وأن عب د‬
‫هللا بن رواحة ومحمد بن مسلمة ينتظران خلوة أبي الدرداء فغ اب ف دخال على بيت ه‬
‫وكسرا صنمه‪ ،‬فلما رجع قال ألهله‪ :‬من فعل ه ذا؟ ق الت‪ :‬ال أدري‪ ،‬س معت ص وتا‬
‫فجئت وقد خرجوا‪ ،‬ثم قالت‪ :‬لوكان الصنم يدفع لدفع عن نفسه‪ ،‬فقال‪ :‬أعطيني حلتي‬
‫فلبستها‪ ،‬فقال النبي ‪ :‬هذا أبوالدرداء يجئ ويسلم‪ ،‬فإذا هو جاء وأسلم(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]667 :‬روي أنه ‪ ‬أخبر أباذر بما جرى عليه بع د وفات ه‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫كيف بك إذا أخرجت من مكانك؟ قال‪ :‬أذهب إلى المسجد الحرام‪ ،‬قال‪ :‬كيف ب ك إذا‬
‫أخرجت منه؟ قال‪ :‬أذهب إلى الشام‪ ،‬قال‪ :‬كيف بك إذا أخرجت منها؟ قال‪ :‬أعمد إلى‬
‫سيفي فأضرب به حتى أقتل‪ ،‬قال‪ :‬ال تفعل‪ ،‬ولكن اسمع وأطع‪ ،‬فكان ما ك ان‪ ،‬ح تى‬
‫أخرج إلى الربذة(‪.)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]698 :‬روي أن ه ‪ ‬ق ال لفاطم ة‪ :‬إن ك أول أه ل بي تي لحاق ا بي‬
‫فكانت أول من مات بعده(‪.)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]699 :‬روي أن ه ‪ ‬ق ال ألزواج ه‪ :‬أط ولكن ي دا أس رعكن بي‬
‫لحوقا‪ ،‬قالت عائشة‪ :‬كنا نتطاول باأليدي حتى ماتت زينب بنت جحش(‪.)7‬‬
‫[الحديث‪ ]700 :‬روي أنه ‪ ‬ذكر زيد بن صوحان فقال‪ :‬زي د‪ ،‬وم ا زي د؟!‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)111 /18‬الخرائج‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)111 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)111 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)111 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)112 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار (‪ ،)112 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار (‪ ،)112 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪169‬‬
‫يسبق منه عضو إلى الجنة‪ ،‬فقطعت يده يوم نهاوند في سبيل هللا(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]701 :‬روي أن ه ‪ ‬أخ بر عن أم ورق ة األنص ارية فك ان يق ول‪:‬‬
‫انطلقوا بنا إلى الشهيدة نزورها‪ ،‬فقتلها غالم وجارية لها‪ ،‬بعد وفاته(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]702 :‬روي أنه ‪ ‬قال في محمد بن الحنفية‪ :‬ي ا علي س يولد ل ك‬
‫ولد قد نحلته اسمي وكنيتي(‪.)3‬‬
‫[الحـــديث‪ ]703 :‬روي أن ه ‪ ‬ق ال‪ :‬رأيت في ي دي س وارين من ذهب‬
‫فنفختهما فطارا‪ ،‬فأولتهما ه ذين الك ذابين‪ :‬مس يلمة ك ذاب اليمام ة‪ ،‬وك ذاب ص نعاء‬
‫العبسي(‪.)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]704 :‬ق ال عب د هللا بن الزب ير‪ :‬احتجم الن بي ‪ ‬فأخ ذت ال دم ال‬
‫هريقه‪ ،‬فلما برزت حس وته‪ ،‬فلم ا رجعت ق ال‪ :‬م ا ص نعت؟ قلت‪ :‬جعلت ه في أخفى‬
‫مكان‪ ،‬قال‪ :‬ألفاك شربت الدم؟ ثم قال‪ :‬ويل للناس منك‪ ،‬وويل لك من الناس(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]705 :‬روي أنه لما أقبلت عائشة مياه بني عامر ليال نبحتها كالب‬
‫الحوأب‪ ،‬ق الت‪ :‬ماه ذا؟ ق الوا‪ :‬الح وأب‪ ،‬ق الت‪ :‬م ا أظن ني إال راجع ة‪ ،‬ردوني‪ ،‬إن‬
‫رسول هللا ‪ ‬قال لنا ذات يوم‪( :‬كيف بإحداكن إذا نبح عليها كالب الحوأب؟)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]706 :‬روي أنه ‪ ‬قال‪( :‬أخبرني جبرائيل أن ابني الحسين يقت ل‬
‫بعدي بأرض الطف‪ ،‬فجاءني بهذه التربة فأخبرني أن فيها مضجعه) (‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]707 :‬عن أم سلمة قالت‪ :‬كان عمار ينق ل اللبن بمس جد الرس ول‪،‬‬
‫وكان ‪ ‬يمسح التراب عن صدره ويقول‪( :‬تقتلك الفئة الباغية) (‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]708 :‬عن أبي سعيد الخدري أن النبي ‪ ‬قسم يوم ا قس ما‪ ،‬فق ال‬
‫رجل من تميم اعدل‪ ،‬فق ال‪ :‬ويح ك ومن يع دل إذا لم أع دل؟! قي ل‪ :‬نض رب عنق ه؟‬
‫ق ال‪( :‬ال‪ ،‬إن ل ه أص حابا يحق ر أح دكم ص الته وص يامه م ع ص التهم وص يامهم‪،‬‬
‫يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية‪ ،‬رئيس هم رج ل أدعج إح دى ثديي ه مث ل‬
‫ث دي الم رأة)‪ ،‬ق ال أبوس عيد‪( :‬إني كنت م ع علي حين قتلهم ف التمس في القتلى‬
‫بالنهروان فاتي به على النعت الذي نعته رسول هللا ‪)9()‬‬
‫[الحديث‪ ]709 :‬روي أن رجال جاء إلى النبي ‪ ‬فق ال‪ :‬م ا طعمت طعام ا‬
‫منذ يومين‪ ،‬فقال‪ :‬عليك بالسوق‪ ،‬فلما كان من الغ د دخ ل فق ال‪ :‬ي ا رس ول هللا أتيت‬
‫السوق أمس فلم أصب شيئا‪ ،‬فبت بغير عشاء‪ ،‬قال‪ :‬فعليك بالس وق‪ ،‬ف أتى بع د ذل ك‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)112 /18‬الخرائج‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)112 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)112 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)112 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)112 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار (‪ ،)113 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار (‪ ،)113 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(8‬بحار األنوار (‪ ،)113 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(9‬بحار األنوار (‪ ،)113 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪170‬‬
‫أيضا فقال ‪ :‬عليك بالسوق‪ ،‬فانطلق إليها فإذا عير قد جاءت وعليها متاع فب اعوه‬
‫ففضل بدينار فأخذه الرجل وجاء إلى رسول هللا ‪ ‬وقال‪ :‬ما أصبت شيئا‪ ،‬قال‪ :‬هل‬
‫أصبت من عيرآل فالن شيئا؟ ق ال‪ :‬ال‪ ،‬ق ال‪ :‬بلى ض رب ل ك فيه ا بس هم وخ رجت‬
‫منه ا ب دينار‪ ،‬ق ال‪ :‬نعم ق ال‪ :‬فم ا حمل ك على أن تك ذب؟ ق ال‪ :‬أش هد أن ك ص ادق‪،‬‬
‫ودعاني إلى ذل ك إرادة أن أعلم أتعلم م ا يعم ل الن اس‪ ،‬وأن أزداد خ يرا إلى خ ير‪،‬‬
‫فقال له النبي ‪ :‬صدقت من استغنى أغناه هللا ومن فتح على نفسه باب مس ألة فتح‬
‫هللا عليه سبعين بابا من الفقر ال يسد أدناها شيء فم ارئي س ائال بع د ذل ك الي وم‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬إن الصدقة ال تحل لغني وال ل ذي م رة س وي أي ال يح ل ل ه أن يأخ ذها وه و‬
‫يقدر أن يكف نفسه عنها(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]710 :‬عن اإلمام الباقر قال‪ :‬بينما رسول هللا ‪ ‬يوما جالسا إذ قام‬
‫متغير اللون فتوسط المسجد ثم أقبل يناجي طويال ثم رجع إليهم‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول هللا‬
‫رأينا منك منظرا ما رأيناه فيما مضى‪ ،‬قال‪ :‬إني نظرت إلى ملك السحاب اس ماعيل‬
‫ولم يهبط إلى األرض إال بعذاب‪ ،‬ف وثبت مخاف ة أن يك ون ق د ن زل في ام تي ش ئ‪،‬‬
‫فسألته ما أهبطه؟ فقال‪ :‬استأذنت ربي في السالم عليك ف أذن لي‪ ،‬قلت‪ :‬فه ل ام رت‬
‫فيها بشئ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬في ي وم ك ذا‪ ،‬وفي ش هر ك ذا‪ ،‬في س اعة ك ذا‪ ،‬فق ام المن افقون‬
‫وظنوا أنهم على شئ‪ ،‬فكتبوا ذلك اليوم وكان أشد يوم حرا‪ ،‬فأقبل الق وم يتغ امزون‪،‬‬
‫فقال رسول هللا ‪ :‬لعلي انظر هل ترى في السماء ش يئا؟ فخ رج ثم ق ال‪ :‬أرى في‬
‫مكان كذا كهيئة الترس غمامة‪ ،‬فما لبثوا أن جللتهم س حابة س وداء‪ ،‬ثم هطلت عليهم‬
‫حتى ضج الناس(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]711 :‬عن اإلمام الب اقر ق ال‪ :‬م ر رس ول هللا ‪ ‬يوم ا على علي‬
‫والزبير قائم معه يكلمه‪ ،‬فقال رسول هللا ‪ :‬ما تقول له؟ فو هللا لتكونن أول العرب‬
‫تنكث بيعته(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]712 :‬روي أنه ‪ ‬قال لجيش بعثهم إلى اكيدر دومة الجندل‪ :‬أم ا‬
‫إنكم تأتونه فتجدونه يصيد البقر فوجدوه كذلك(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]713 :‬روي أنه لما نزلت‪﴿ :‬إِ َذا َجا َء نَصْ ُر هَّللا ِ َو ْالفَ ْتحُ﴾ [النصر‪]1 :‬‬
‫قال ‪ :‬نعيت إلى نفسي أني مقبوض‪ ،‬فمات في تلك السنة(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]714 :‬روي أنه ‪ ‬لما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن قال له‪( :‬إنك‬
‫ال تلقاني بعد هذا) (‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]715 :‬عن اإلمام الصادق قال‪ :‬أص ابت رس ول هللا ‪ ‬في غ زوة‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)115 /18‬الخرائج‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)115 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)115 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)115 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)115 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار (‪ ،)115 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪171‬‬
‫المصطلق ريح شديدة فقلبت الرحال وك ادت ت دقها‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪ :‬أم ا إنه ا‬
‫موت منافق قالوا‪ :‬فقدمنا المدينة فوجدنا رفاعة بن زي د م ات في ذل ك الي وم‪ ،‬وك ان‬
‫عظيم النفاق‪ ،‬وك ان أص له من اليه ود‪ ،‬فض لت ناق ة رس ول هللا ‪ ‬في تل ك ال ريح‬
‫فزعم يزيد بن االصيب وكان في منزل عمارة بن حزم كيف يق ول‪ :‬إن ه يعلم الغيب‬
‫وال ي دري أين ناقت ه؟ ق ال‪ :‬بئس م ا قلت‪ ،‬وهللا م ا يق ول ه و إن ه يعلم الغيب‪ ،‬وه و‬
‫صادق‪ ،‬فأخبر النبي ‪ ‬بذلك فقال‪ :‬ال يعلم الغيب إال هللا وإن هللا أخ برني أن ن اقتي‬
‫في ه ذا الش عب تعل ق زمامه ا بش جرة‪ ،‬فوج دوها ك ذلك‪ ،‬ولم ي برح أح د من ذل ك‬
‫الموضع‪ ،‬فأخرج عمارة ابن االصيب من منزله(‪.)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]716 :‬روي أن رس ول هللا ‪ ‬كتب إلى قيس بن عرن ة البجلي‬
‫يأمره بالقدوم عليه‪ ،‬فأقبل ومعه خويلد بن الحارث الكل بي ح تى إذا دن ا من المدين ة‬
‫هاب الرجل أن يدخل‪ ،‬فقال له قيس‪ :‬أما إذا أبيت أن تدخل فكن في هذا الجب ل ح تى‬
‫آتيه‪ ،‬فإن رأيت الذي تحب أدعوك فاتبعني‪ ،‬فأقام ومض ى قيس ح تى إذا دخ ل على‬
‫النبي ‪ ‬المسجد فقال‪ :‬يا محمد أنا آمن؟ قال‪ :‬نعم وصاحبك الذي تخلف في الجبل‪،‬‬
‫قال‪ :‬ف إني أش هد أن ال إل ه إال هللا‪ ،‬وأن ك رس ول هللا‪ ،‬فبايع ه‪ ،‬وأرس ل إلى ص احبه‬
‫فأت اه‪ ،‬فق ال ل ه الن بي ‪ :‬ي ا قيس إن قوم ك ق ومي‪ ،‬وإن لهم في هللا وفي رس وله‬
‫خلفا(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]717 :‬روي أن أباذر قال‪ :‬ي ا رس ول هللا إني ق د اجت ويت المدين ة‬
‫أفتأذن لي أن أخرج أنا وابن أخي إلى الغابة فتكون بها؟ فق ال‪ :‬إني أخش ى أن تغ ير‬
‫حي من العرب فيقتل ابن أخي ك فت أتي فتس عى فتق وم بين ي دي متكئ ا على عص اك‬
‫فتقول‪ :‬قتل ابن أخي‪ ،‬واخذ السرح‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول هللا ال يك ون إال خ ير‪ ،‬ف أذن ل ه‬
‫فأغارت خيل بني فزارة‪ ،‬فأخذوا السرح وقتلوا ابن أخيه‪ ،‬فجاء أب وذر معتم دا على‬
‫عصاه ووقف عند رسول هللا ‪ ‬وبه طعنة قد جافته فقال‪ :‬صدق هللا رسوله(‪.)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]718 :‬روي أن رس ول هللا ‪ ‬لقي في غ زوة ذات الرق اع رجال‬
‫من محارب يقال له‪ :‬عاصم‪ ،‬فقال له‪ :‬ي ا محم د أتعلم الغيب؟ ق ال‪ :‬ال يعلم الغيب إال‬
‫هللا‪ ،‬قال‪ :‬وهللا لجملي ه ذا أحب إلي من إله ك‪ ،‬ق ال‪ :‬لكن هللا أخ برني من علم غيب ه‬
‫أنه تعالى يبعث عليك قرحة في مسبل لحيت ك ح تى تص ل إلى دماغ ك فتم وت وهللا‬
‫إلى النار‪ ،‬فرجع فبعث هللا قرحة فأخذت في لحيته حتى وصلت إلى دماغ ه‪ ،‬فجع ل‬
‫يقول‪ :‬هلل در القرشي إن قال بعلم أو زجر أصاب(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]719 :‬روي أن وابصة بن معبد االسدي أتاه ‪ ‬وقال في نفسه‪ :‬ال‬
‫أدع من البر واالثم شيئا إال سألته‪ ،‬فلما أتاه قال له بعض أص حابه‪ :‬إلي ك ي ا وابص ة‬
‫عن سؤال رسول هللا‪ ،‬فقال النبي ‪ :‬دعوا وابصة‪ ،‬ادن فدنوت‪ ،‬فق ال‪ :‬تس أل عم ا‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)115 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)116 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)116 /18‬مناقب آل أبى طالب ‪.100 :1‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)118 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪172‬‬
‫جئت ل ه أم أخ برك؟ ق ال‪ :‬أخ برني‪ ،‬ق ال‪ :‬جئت تس أل عن ال بر واالثم‪ ،‬ق ال‪ :‬نعم‬
‫فضرب يده على صدره ثم قال‪ :‬البر م ا اطم أنت إلي ه النفس وال بر م ا اطم أن إلي ه‬
‫الصدر‪ ،‬واالثم ما تردد في الصدر وجال في القلب‪ ،‬وإن أفتاك الناس وإن أفتوك(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]720 :‬روي أن النبي ‪ ‬ق ال للعب اس‪ :‬وي ل ل ذريتي من ذريت ك‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا رسول هللا فأختصي؟ قال‪ :‬إنه أمر قد قضي(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]721 :‬روي أن ناقة ضلت لبعض أصحابه ‪ ‬في سفر كان في ه‪،‬‬
‫فقال صاحبها‪ :‬لو كان نبي ا لعلم أين الناق ة‪ ،‬فبل غ ذل ك الن بي ‪ ‬فق ال ‪ :‬الغيب ال‬
‫يعلمه إال هللا‪ ،‬انطلق ي ا فالن ف إن ناقت ك في مك ان ك ذا‪ ،‬ق د تعل ق زمامه ا بش جرة‪،‬‬
‫فوجدها كما قال(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]722 :‬روي أنه ‪ ‬أخبر الناس بمكة بمعراجه وقال‪ :‬آية ذلك أن ه‬
‫ند لبني فالن في طريقي بع ير ف دللتهم علي ه‪ ،‬وه و اآلن يطل ع عليكم من ثني ة ك ذا‪،‬‬
‫يقدمها جمل أورق‪ ،‬عليه غرارتان‪ :‬احداهما سوداء واألخرى برقاء‪ ،‬فوجدوا األم ر‬
‫على ما قال(‪.)4‬‬
‫[الحـــديث‪ ]723 :‬روي أن ه ‪ ‬رأى علي ا نائم ا في بعض الغ زوات في‬
‫التراب‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا تراب‪ ،‬أال احدثك بأشقى الناس أخي ثمود‪ ،‬والذي يضربك على‬
‫هذا ـ ووضع يده على قرنه ـ حتى تبل هذه من هذا؟ وأشار إلى لحيته(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]724 :‬روي أن ه ‪ ‬ق ال لعلي‪ :‬تقات ل بع دي الن اكثين والقاس طين‬
‫والمارقين‪ ،‬فكان كذلك(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]725 :‬روي أنه ‪ ‬قال لعمار‪ :‬ستقتلك الفئة الباغية‪ ،‬وآخر زادك‬
‫ضياح من لبن‪ ،‬فاتي عمار بصفين بلبن فشربه فبارز فقتل(‪.)7‬‬
‫[الحديث‪ ]726 :‬روي أنه لما كانت قريش تحالفوا وكتب وا بينهم ص حيفة أال‬
‫يجالسوا واحدا من بني هاشم وال يبايعوهم حتى يسلموا إليهم محمدا ليقتلوه‪ ،‬وعلق وا‬
‫تلك الصحيفة في الكعبة‪ ،‬وحاصروا بني هاشم في الشعب ش عب عب دالمطلب أرب ع‬
‫سنين فأصبح النبي ‪ ‬يوما وقال لعمه أبي طالب‪ :‬إن الصحيفة التي كتبته ا ق ريش‬
‫في قطيعتن ا ق د بعث هللا عليه ا داب ة فلحس ت ك ل م ا فيه ا غ ير اس م هللا‪ ،‬وكانواق د‬
‫ختموها بأربعين خاتما من رؤساء قريش‪ ،‬فقال أبوط الب‪ :‬ي ا ابن أخي أفأص ير إلى‬
‫ق ريش ف أعلمهم ب ذلك؟ ق ال‪ :‬إن ش ئت‪ ،‬فص ار أبوط الب رض ي هللا عن ه إليهم‬
‫فاستبشروا بمصيره إليهم واس تقبلوه ب التعظيم واالجالل‪ ،‬وق الوا‪ :‬ق د علمن ا اآلن أن‬
‫رضى قومك أحب إليك مما كنت فيه‪ ،‬أفتسلم إلينا محمدا ولهذا جئتنا؟ فق ال‪ :‬ي ا ق وم‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)118 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)118 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)118 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)119 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)119 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار (‪ ،)119 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار (‪ ،)119 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪173‬‬
‫قد جئتكم بخبر أخبرني ب ه ابن أخي محم د‪ ،‬ف انظروا في ذل ك‪ ،‬ف إن ك ان كم ا ق ال‬
‫ف اتقوا هللا وارجع وا عن قطيعتن ا‪ ،‬وإن ك ان بخالف م ا ق ال س لمته إليكم واتبعت‬
‫مرضاتكم‪ ،‬قالوا وما الذي أخبرك؟ قال‪ :‬أخبرني أن هللا قد بعث على صحيفتكم دابة‬
‫فلحست ما فيها غير اسم هللا‪ ،‬فحطوها فإن كان األم ر بخالف م ا ق ال س لمته إليكم‪،‬‬
‫ففتحوه ا فلم يج دوا فيه ا ش يئا غ ير اس م هللا فتفرق وا وهم يقول ون‪ :‬س حر س حر‪،‬‬
‫وانصرف أبوطالب(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]727 :‬روي أن النبي ‪ ‬ك ان يوم ا جالس ا وحول ه علي وفاطم ة‬
‫والحس ن والحس ين فق ال لهم‪ :‬كي ف بكم إذا كنتم ص رعى وقب وركم ش تى؟ فق ال‬
‫الحسين‪ :‬أنموت موتا أو نقتل قتال؟ فقال‪ :‬بل تقتل يا بني ظلم ا‪ ،‬ويقت ل أخ وك ظلم ا‬
‫ويقتل أب وك ظلم ا‪ ،‬وتش رد ذراريكم في األرض‪ ،‬فق ال الحس ين‪ :‬ومن يقتلن ا؟ ق ال‪:‬‬
‫شرار الناس‪ ،‬قال‪ :‬فهل يزورنا أح د؟ ق ال‪ :‬نعم طائف ة من أم تي يري دون بزي ارتكم‬
‫بري وصلتي‪ ،‬فإذا كان يوم القيامة جئتهم وأخلصهم من أهواله(‪.)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]728 :‬عن أبي جروة الم ازني ق ال‪ :‬س معت علي ا يق ول للزب ير‪:‬‬
‫نشدتك هللا أما سمعت رسول هللا ‪ ‬يقول‪ :‬إنك تقاتلني وأنت ظالم؟ قال‪ :‬بلى ولك ني‬
‫نسيت(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]729 :‬عن أبي االسود قال‪ :‬دخل معاوي ة على عائش ة فق الت‪ :‬م ا‬
‫حملك على قتل أهل عذراء حجر وأصحابه؟ فق ال‪ :‬ي ا أم المؤم نين إني رأيت قتلهم‬
‫صالحا لالمة‪ ،‬وبقاءهم فس ادا لالم ة‪ ،‬فق الت‪ :‬س معت رس ول هللا ‪ ‬ق ال‪( :‬س يقتل‬
‫بعذراء ناس يغضب هللا لهم وأهل السماء)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]730 :‬روي أنه ‪ ‬قال لإلمام علي‪( :‬إن األمة ستغدر بك بع دي)‬
‫(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]731 :‬عن أم س لمة أن رس ول هللا ‪ ‬اض طجع ذات ي وم للن وم‬
‫فاستيقظ وهوخاثر‪ ،‬ثم اضطجع فرقد ثم اس تيقظ وه و خ اثر دون م ا رأيت من ه في‬
‫الم رة االولى‪ ،‬ثم اض طجع واس تيقظ وفي ي ده ترب ة حم راء يقبله ا‪ ،‬فقلت‪ :‬م ا ه ذه‬
‫التربة يا رسول هللا؟ قال‪ :‬أخبرني جبريل أن هذا يقت ل ب أرض الع راق ـ للحس ين ـ‬
‫فقلت‪ :‬يا جبريل أرني تربة األرض التي يقتل بها فهذه تربتها(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]732 :‬عن أنس بن مالك قال‪ :‬استأذن ملك المطر أن يأتي رس ول‬
‫هللا ‪ ‬فأذن له‪ ،‬فقال الم سلمة‪ :‬احفظي علينا الباب ال يدخل أحد‪ ،‬فج اء الحس ين بن‬
‫علي ‪ ‬فوثب حتى دخ ل‪ ،‬فجع ل يق ع على منكب الن بي ‪ ،‬فق ال المل ك‪ :‬أتحب ه؟‬
‫فقال النبي ‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فإن امتك ستقتله‪ ،‬وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل في ه‪،‬‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)120 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)121 /18‬الخرائج‪.220 :‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)123 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)123 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)123 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار (‪ ،)123 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪174‬‬
‫قال‪ :‬فضرب يده فأراه ترابا أحمر‪ ،‬فأخذته أم سلمة فصيرته في طرف ثوبه ا‪ ،‬فكن ا‬
‫نسمع أن يقتل بكربال(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]733 :‬عن اإلمام علي قال‪ :‬زارنا رسول هللا ‪ ‬فعملنا له خزي رة‬
‫وأهدت إليه أم أيمن قعبا من زبد وصحفة من تمر‪ ،‬فأكل رسول هللا ‪ ‬وأكلن ا مع ه‬
‫ثم وضأت رسول هللا ‪ ‬فمسح رأسه ووجهه بيده‪ ،‬واستقبل القبلة فدعا هللا ما ش اء‪،‬‬
‫ثم أكب إلى األرض ب دموع غزي رة مث ل المط ر‪ ،‬فهبن ا رس ول هللا ‪ ‬أن نس أله‪،‬‬
‫فوثب الحسين فأكب على رسول هللا ‪ ‬فقال‪ :‬يا أبه رأيتك تصنع م الم تص نع مثل ه‬
‫قط‪ ،‬قال‪ :‬يا ب ني س ررت بكم الي وم س رورا لم أس ر بكم مثل ه‪ ،‬وإن حبي بي جبري ل‬
‫أت اني وأخ برني أنكم قتلى ومص ارعكم ش تى‪ ،‬وأحزن ني ذل ك‪ ،‬ف دعوت هللا لكم‬
‫بالخيرة‪ ،‬فقال الحسين‪ :‬فمن يزورنا على تشتتنا وتبعد قبورن ا؟ فق ال رس ول هللا ‪‬‬
‫طائفة من امتي يري دون ب ه ب ري وص لتي‪ ،‬إذا ك ان ي وم القيام ة زرته ا ب الموقف‪،‬‬
‫وأخذت بأعضادها فأنجيتها من أهواله وشدائده(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]734 :‬عن أيوب بن بشير قال‪ :‬خرج رس ول هللا ‪ ‬في س فر من‬
‫أسفاره‪ ،‬فلما مر بحرة‪ ،‬زهرة‪ ،‬وقف فاسترجع فساء ذلك من معه وظنوا أن ذلك من‬
‫أمر سفرهم‪ ،‬فقال عمر بن الخطاب‪ :‬يا رسول هللا ما ال ذي رأيت؟ فق ال رس ول هللا‪:‬‬
‫أما إن ذلك ليس من سفركم‪ ،‬قالوا‪ :‬فما هو يا رسول هللا؟ قال‪ :‬يقتل بهذه الحرة خيار‬
‫امتي بعد أصحابي‪ ،‬قال أنس بن مالك‪ :‬قت ل ي وم الح رة س بع مائ ة رج ل من حمل ة‬
‫القرآن فيهم ثالثة من أصحاب النبي ‪ ،‬وكان الحس ن يق ول‪ :‬لم ا ك ان ي وم الح رة‬
‫قتل أهل المدينة حتى كاد ال ينفلت أحد‪ ،‬وكان فيمن قتل ابنا زينب ربيب ة رس ول هللا‬
‫‪ ‬وهما ابنا زمعة بن عبد هللا بن االسود‪ ،‬وكان وقعت الحرة ي وم االربع اء لثالث‬
‫بقين من ذي الحجة سنة ثالث وستين(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]735 :‬روي أنه ‪ ‬ق ال في ابن عب اس‪( :‬لن يم وت ح تى ي ذهب‬
‫بصره ويؤتى علما)‪ ،‬فكان كما قال(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]736 :‬روي أنه ‪ ‬قال في زيد بن أرقم وقد عاده من مرض كان‬
‫به‪ :‬ليس عليك من مرضك بأس‪ ،‬ولكن كيف بك إذا عمرت بع دي فعميت؟ ق ال‪ :‬إذا‬
‫أحتسب وأصبر‪ ،‬قال‪ :‬إذا تدخل الجنة بغير حساب(‪.)5‬‬
‫[الحديث‪ ]737 :‬عن سعيد بن المسيب قال‪ :‬ولد الخي أم سلمة من أمها غالم‬
‫فسموه الوليد‪ ،‬فقال النبي ‪ :‬تسمون بأسماء فراعنتكم‪ ،‬غيروا اسمه ـ فس موه عب د‬
‫هللا ـ فإنه سيكون في هذه األمة رجل يقال ل ه‪ :‬الولي د‪ ،‬له و ش ر ألم تي من فرع ون‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)123 /18‬الخرائج‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)125 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)125 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)126 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)126 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪175‬‬
‫لقوم ه‪ ،‬ق ال‪ :‬فك ان الن اس ي رون أن ه الولي د بن عب دالملك‪ ،‬ثم رأين ا أن ه الولي د بن‬
‫يزيد(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]738 :‬روي أنه ‪ ‬قال في بني أبي الع اص وب ني أمي ة‪( :‬إذابل غ‬
‫بنو أبي العاص ثالثين رجال اتخذوا دين هللا دغال‪ ،‬وعباد هللا خوال‪ ،‬وم ال هللا دوال)‬
‫(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]739 :‬عن ابن مرهب قال‪ :‬كنت عند معاوية بن أبي سفيان ف دخل‬
‫عليه مروان يكلمه في حاجته فقال‪ :‬اقض ح اجتي ف و هللا إن مؤن تي لعظيم ة‪ ،‬وإني‬
‫أبو عشرة‪ ،‬وعم عشرة‪ ،‬وأخو عشرة فلما أدبر مروان وابن عباس جالس مع ه على‬
‫السرير فقال معاوية‪ :‬أشهد باهلل يا ابن عباس أما تعلم أن رسول هللا ‪ ‬قال‪ :‬إذا بل غ‬
‫بنو الحكم ثالثين رجال اتخذوا مال هللا بينهم دوال‪ ،‬وعباد هللا خ وال‪ ،‬ودين هللا دغال‪،‬‬
‫فإذا بلغ وا تس عة وتس عين وأربعمئ ة ك ان هالكهم أس رع من ل وك تم رة؟ فق ال ابن‬
‫عباس‪ :‬اللهم نعم‪ ،‬وترك مروان حاجة له فرد عبدالملك إلى معاوية فكلمه فلما أدب ر‬
‫عبدالملك قال‪ :‬انشدك هللا يا ابن عب اس أم ا تعلم أن رس ول هللا ‪ ‬ذك ر ه ذا فق ال‪:‬‬
‫أبوالجبابرة االربعة؟ قال‪ :‬ابن عباس‪ :‬اللهم نعم(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]740 :‬عن يوسف بن مازن الراسبي قال‪ :‬قام رجل إلى الحسن بن‬
‫علي فقال‪ :‬يا مسود وجه المؤمن‪ ،‬فقال الحس ن‪ :‬ال تؤبن ني رحم ك هللا‪ ،‬ف إن رس ول‬
‫هللا ‪ ‬رأى بني أمي ة يخطب ون على من بره رجال ف رجال‪ ،‬فس اءه ذل ك ف نزلت ﴿إِنَّا‬
‫ك ْال َكوْ ثَ َر ﴾ [الكوثر‪ ]1 :‬ـ الكوثر نهر في الجنة ـ ونزلت‪﴿ :‬إِنَّا أَ ْن َز ْلنَاهُ فِي لَ ْيلَ ِة‬ ‫أَ ْعطَ ْينَا َ‬
‫ف َشه ٍْر ﴾ [الق در‪- 1 :‬‬ ‫ْالقَ ْد ِر (‪َ )1‬و َما أَ ْد َراكَ َما لَ ْيلَةُ ْالقَ ْد ِر (‪ )2‬لَ ْيلَةُ ْالقَ ْد ِر َخ ْي ٌر ِم ْن أَ ْل ِ‬
‫‪ ]3‬يعني ألف شهر تملكه بنو أمية‪ ،‬فحسبنا ذلك فإذا هو ال يزيد وال ينقص(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]741 :‬قال اإلمام الباقر‪ :‬صلى رس ول هللا ‪ ‬الفج ر ثم جلس م ع‬
‫أصحابه حتى طلعت الشمس‪ ،‬فجعل يقوم الرجل بع د الرج ل ح تى لم يب ق مع ه إال‬
‫رجالن‪ :‬أنصاري وثقفي‪ ،‬فقال لهما رسول هللا ‪ :‬قد علمت أن لكما حاجة تري دان‬
‫أن تسأال عنها‪ ،‬فإن شئتما أخبرتكم ا بحاجتكم ا قب ل أن تس أالني وإن ش ئتما فاس أال‬
‫عنه ا‪ ،‬ق اال‪ :‬ب ل تخبرن ا قب ل أن نس ألك عنه ا‪ ،‬ف إن ذل ك أجلى للعمى‪ ،‬وأبع د من‬
‫االرتي اب وأثبت لاليم ان‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪ :‬أم ا أنت ي ا أخ ا ثقي ف فإن ك جئت‬
‫تسألني عن وضوئك وص التك م ا ل ك في ذل ك من الخ ير‪ ،‬أم ا وض وؤك فإن ك إذا‬
‫وضعت يدك في إنائك ثم قلت‪ :‬بسم هللا تناثرت منه ا م ا اكتس بت من ال ذنوب‪ ،‬ف إذا‬
‫غسلت وجهك تناثرت ال ذنوب ال تي اكتس بتها عين اك بنظره ا وف وك‪ ،‬ف إذا غس لت‬
‫ذراعك تناثرت الذنوب عن يمينك وش مالك‪ ،‬ف إذا مس حت رأس ك وق دميك تن اثرت‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)126 /18‬الخرائج‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)126 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)126 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)127 /18‬الخرائج‪.‬‬
‫‪176‬‬
‫الذنوب التي مشيت إليها على قدميك‪ ،‬فهذا لك في وضوئك(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]742 :‬قال اإلمام الص ادق‪ :‬إن رس ول هللا ‪ ‬ض لت ناقت ه‪ ،‬فق ال‬
‫الناس فيها يخبرنا عن السماء‪ ،‬وال يخبرنا عن ناقت ه‪ ،‬فهب ط علي ه جبري ل فق ال‪ :‬ي ا‬
‫محمد ناقتك في وادي كذا وك ذا‪ ،‬ملف وف خطامه ا بش جرة ك ذا وك ذا‪ ،‬ق ال‪ :‬فص عد‬
‫المنبر فحمد هللا وأثنى عليه وق ال‪( :‬ي ا أيه ا الن اس أك ثرتم علي في ن اقتي‪ ،‬أال وم ا‬
‫أعطاني هللا خير مما أخذ مني‪ ،‬أال وإن ن اقتي في وادي ك ذا وك ذا ملف وف خطامه ا‬
‫بشجرة كذا وكذا‪ ،‬فابتدرها الناس فوجدوها كما قال رسول هللا ‪)2()‬‬
‫[الحديث‪ ]743 :‬عن الزبيري والشعبي‪ :‬إن قيصر حارب كسرى فكان هوى‬
‫المسلمين مع قيصر النه صاحب كتاب وملة وأشد تعظيما ألم ر الن بي ‪ ‬ـ وك ان‬
‫وضع كتاب ه على عين ه‪ ،‬وأم ر كس رى بتمزيق ه ـ حين أتاهم ا كتاب ه ي دعوهما إلى‬
‫ت الرُّ و ُم‬ ‫الحق‪ ،‬فلما كثر الكالم بين المسلمين والمشركين قرأ الرسول‪﴿ :‬الم (‪ُ )1‬غلِبَ ِ‬
‫ض َوهُ ْم ِم ْن بَ ْع ِد َغلَبِ ِه ْم َسيَ ْغلِبُونَ ﴾ [الروم‪ ،]3 - 1 :‬ثم حدد الوقت‬ ‫(‪ )2‬فِي أَ ْدنَى اأْل َرْ ِ‬
‫﴿و ْع َد هَّللا ِ اَل ي ُْخلِ فُ هَّللا ُ‬ ‫في قوله‪﴿ :‬فِي بِضْ ِع ِسنِينَ ﴾ [ال روم‪ ،]4 :‬ثم آك ده في قول ه‪َ :‬‬
‫اس اَل يَ ْعلَ ُمونَ ﴾ [الروم‪ ]6 :‬فغلبوا يوم الحديبية وبن و الرومي ة‪،‬‬ ‫َو ْع َدهُ َولَ ِك َّن أَ ْكثَ َر النَّ ِ‬
‫وروي عنه لفارس نطحة أو نطحت ان‪ ،‬ثم ق ال‪ :‬ال ف ارس بع دها أب دا‪ ،‬وال روم ذات‬
‫القرون‪ ،‬كلما ذهب قرن خلف قرن هبهب إلى آخر االبد(‪.)3‬‬
‫ب لَ َم ْن‬ ‫[الحديث‪ ]744 :‬عن جابر بن عبد هللا في قوله‪َ ﴿ :‬وإِ َّن ِم ْن أَ ْه ِل ْال ِكتَ ا ِ‬
‫ت هَّللا ِ ثَ َمنًا قَلِياًل‬ ‫ي ُْؤ ِمنُ بِاهَّلل ِ َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْي ُك ْم َو َما أُ ْن ِز َل إِلَ ْي ِه ْم خ ِ‬
‫َاش ِعينَ هَّلِل ِ اَل يَ ْشتَرُونَ بِآيَا ِ‬
‫ب﴾ [آل عم ران‪ ]199 :‬ن زلت في‬ ‫ك لَهُ ْم أَجْ ُرهُ ْم ِع ْن َد َربِّ ِه ْم إِ َّن هَّللا َ َس ِري ُع ْال ِح َس ا ِ‬ ‫أُولَئِ َ‬
‫النجاشي‪ ،‬لما مات نعاه جبريل إلى النبي ‪ ‬فجمع الناس في البقيع‪ ،‬وكش ف ل ه من‬
‫المدينة إلى أرض الحبشة فأبصر سرير النجاشي وصلى عليه‪ ،‬فقالت المن افقون في‬
‫ذلك فجاءت األخبار من كل جانب أنه مات في ذلك اليوم في تلك الس اعة‪ ،‬وم ا علم‬
‫هرقل بموته إال من تجار رأوا من المدينة(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]745 :‬روي أن الجارود بن عمرو العبدي وسلمة بن عباد االزدي‬
‫قال لرسول هللا ‪ :‬إن كنت نبينا فحدثنا عما جئنا نسألك عنه‪ ،‬فقال ‪ :‬أما أنت ي ا‬
‫جارود فإنك جئت تسألني عن دماء الجاهلي ة‪ ،‬وعن حل ف اإلس الم‪ ،‬وعن المنيح ة‪:‬‬
‫قال‪ :‬أصبت‪ ،‬فقال ‪ :‬فإن دم اء الجاهلي ة موض وع‪ :‬وحلفه ا ال يزي ده اإلس الم إال‬
‫شدة‪ ،‬وال حلف في اإلسالم‪ ،‬ومن أفض ل الص دقة أن تمنح أخ اك ظه ر الداب ة ولبن‬
‫الشاة‪ ،‬وأما أنت يا سلمة بن عباد فجئت تسألني عن عبادة األوثان‪ ،‬ويوم السباس ب‪،‬‬
‫وعقل الهجين‪ ،‬أما عبادة األوثان فإن هللا جل وعز يقول‪﴿ :‬إِنَّ ُك ْم َو َما تَ ْعبُ ُدونَ ِم ْن د ِ‬
‫ُون‬
‫ار ُدونَ ﴾ [األنبياء‪ ،]98 :‬وأما يوم السباسب فقد أب دلك هللا‬ ‫صبُ َجهَنَّ َم أَ ْنتُ ْم لَهَا َو ِ‬ ‫هَّللا ِ َح َ‬
‫‪ )(1‬فروع الكافى ‪.21 :1‬‬
‫‪ )(2‬روضة الكافى‪.221 :‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)129 /18‬المناقب‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)130 /18‬المناقب‪.‬‬
‫‪177‬‬
‫عز وجل ليلة القدر ويوم العيد لمحة تطلع الشمس ال شعاع له ا‪ ،‬وأم ا عق ل الهجين‬
‫فإن أهل اإلس الم تتكاف أ دم اؤهم‪ ،‬ويج ير أقص اهم على أدن اهم‪ ،‬وأك رمهم عن د هللا‬
‫أتقاهم‪ ،‬قاال‪ :‬نشهد باهلل أن ذلك كان في أنفسنا(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]746 :‬عن أنس‪ :‬أنه ‪ ‬قال لرج ل اس مه أبوب در‪ :‬ق ل‪ :‬ال إل ه إال‬
‫هللا‪ ،‬فسأله حجة فقال‪ :‬في قلبك من أربعة أشهر كذا وكذا‪ ،‬فصدقه وأسلم(‪.)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]747 :‬روي أن س ائال أتى إلى الن بي ‪ ‬وس أله ش يئا ف أمره‬
‫بالجلوس‪ ،‬فأتاه رجل بكيس ووضع قبله وق ال‪ :‬ي ا رس ول هللا ه ذه أرب ع مئ ة درهم‬
‫أعطه المستحق‪ ،‬فقال ‪ :‬ياسائل خذ هذه االربع مئة دينار‪ ،‬فقال صاحب المال‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا ليس بدينار وإنما هو درهم‪ ،‬فقال ‪ :‬ال تك ذبني ف إن هللا ص دقني‪ :‬وفتح‬
‫رأس الكيس‪ ،‬فإذا هو دنانير‪ ،‬فعجب الرج ل وحل ف أن ه ش حنها من ال دراهم‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫صدقت‪ ،‬ولكن لماجرى على لساني الدنانير جعل هللا الدارهم دنانير(‪.)3‬‬
‫[الحديث‪ ]748 :‬روي أنه ‪ ‬كتب إلى ابن جلندي وأه ل عم ان وق ال‪ :‬أم ا‬
‫إنهم س يقبلون كت ابي ويص دقوني‪ ،‬ويس ألكم ابن جلن دي ه ل بعث رس ول هللا معكم‬
‫بهدية؟ فقولوا‪ :‬ال‪ ،‬فسيقول‪ :‬لو كان رسول هللا بعث معكم بهدي ة لك انت مث ل المائ دة‬
‫التي نزلت على بني إسرائيل وعلى المسيح‪ ،‬فكان كما قال(‪.)4‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)137 /18‬المناقب‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)137 /18‬المناقب‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)138 /18‬المناقب‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)138 /18‬المناقب‪.‬‬
‫‪178‬‬
‫هذا الكتاب‬
‫يحاول هذا الكتاب جم ع م ا أمكن من األح اديث ال تي يمكن قبوله ا ح ول م ا‬
‫أطلقنا عليه [دالئل النبوة الخاصة]‪ ،‬وذلك من خالل المصادر السنية والشيعية‪.‬‬
‫وال نقصد بدالئل النبوة الخاص ة تل ك ال تي تف رق بينه ا وبين األدل ة العام ة‪،‬‬
‫والتي تعنى بالبحث في البراهين العقلية على النبوة‪ ،‬كاالس تدالل بالعناي ة والرعاي ة‬
‫والهداية اإللهية وغيرها‪ ،‬وإنما نقصد مجموعة أمور‪:‬‬
‫أولها‪ :‬تلك الخاصة بإثبات رسالة رسول هللا ‪ ..‬ذلك أن لك ل ن بي براهين ه‬
‫وأدلته الخاصة به‪ ،‬والتي تناسب األقوام الذين أرسل إليهم‪ ،‬ولم نذكر كل تلك األدل ة‬
‫هنا‪ ،‬ألنه يصعب إحصاؤها‪ ،‬وإنما ذكرنا أنواعا خاصة منها‪.‬‬
‫ثانيها‪ :‬تلك الخاصة بعصر الرسالة‪ ،‬ذلك أن هللا تعالى بكرمه ورحمته بخلق ه‬
‫أت اح لرس ول هللا ‪ ‬أن يظه ر بعض الخ وارق لقوم ه ح تى يؤمن وا وت زول عنهم‬
‫الشبهات واإلشكاالت‪.‬‬
‫ثالثها‪ :‬تلك الخاصة بالذين يؤمنون بالخوارق الحسية المتعلقة باألنبياء عليهم‬
‫الس الم‪ ،‬أو من س ار على ه ديهم من ورثتهم من أئم ة اله دى أو غ يرهم من‬
‫الص الحين‪ ،‬وال ي رون في ذل ك أي غضاض ة‪ ،‬ذل ك أن إيم انهم بق درة هللا المطلق ة‬
‫يجعلهم ال يستغربون أي خارق من الخوارق‪ ،‬وخاصة إن دل عليه الدليل‪ ..‬ذل ك أن‬
‫النبوة نفسها أعظم الخوارق‪.‬‬

‫‪179‬‬

You might also like