Professional Documents
Culture Documents
إشاكل يف اإلمامة
إش ٌ
كال يف اإلمامة ْ
َّع ْت عنده ثوابت التشيع اإلمامي
َت َصد َ 1
َم َع ُ
ال
مِ
ُ ْ
التشيع الذي غادَرته
ُّ
عبد امللك الشافعي
()9
� ْإ�ش ٌ
كال يف الإمامة
َّع ْت عنده ثوابت التشيع اإلمامي
َت َصد َ
بقلم
املغا ِدر من التشيع
عبد امللك بن عبد الرمحن الشافيع
v
ا ِإل�ه َداء
جسد صورة النجاشي يف عصرنا الحاضر بعد
* إلى َم ْن َّ
هتجيرنا القسري من أوطاننا ..
* إلى َم ْن بذل جهده وماله وشفاعاته لنعيش مع أسرنا
بأمان ..
* إلى َم ْن وقف بجانبنا يف كل صغيرة وكبيرة وآزرنا وأكرمنا
وواسانا ..
علي بقليل أو كثير ألمضي ُقدُ مًا
* إلى َم ْن لم يبخل َّ
بمشروعي يف هداية أبناء قومي ..
ٍ
حرف كتبته وسأكتبه .. * إلى َم ْن فاز بأجر الشراكة بكل
ٍ
هداية للشيعة كمشروع مشروع * إلى َم ْن سيقدم لألمة
َ
إحسان إلهي ظهير رحمه اهلل تعالى ..
J
الحمد هلل والصالة والسالم على رسول اهلل وعلى آله وصحبه
أجمعين وبعد ،فال تزال أطروحات أعمدة التشيع اإلمامي وكبار
ُمنَ ِّظريه حول اإلمامة تعاين من الضعف والتفتت إذا ما ُو ِض َعت
تحت مجهر البحث العلمي والنقد الموضوعي.
ٍ
إشكال تم طرحه عليها جاء جواهبم عنه إما ضعيفًا فكم من
ال ُيقنع عقالء اإلمامية فضالً عن مخالفيهم ،أو تجده يتناقض
ويتصادم مع مقررات المذهب وأصوله وثوابته ،والمعلوم أن
ٍ
بجواب ينقض االعرتاف بالعجز عن الجواب أهون من اإلتيان
أصالً وينسف ثابتًا من ثوابتهم ،فحالهم كحال َم ْن أراد أن يبني
قصر ًا فهدم مِ ْصر ًا!
وهناك شواهد عديدة على هذه اإلشكاالت يحتاج جمعها
إلى كتاب ضخم مستقل( ،)1ولذا سأقتصر يف هذه الدراسة على
ٍ
واحد قوي أصاب نظرية اإلمامة يف نحرها ،مما حدا ٍ
إشكال
بأعمدة التشيع اإلمامي إلى إعالن حالة الطوارئ واالستنفار يف
الرد عليه ،لعلهم ينقذوا تلك اإلمامة التي بدت عليها عالمات
((( وقد جمعت العديد من هذه اإلشكاالت التي أوقعت مراجع التشيع اإلمامي
وأعالمه يف تناقضات مع أصول المذهب وثوابته ،وذلك يف كتابي (مصارع
عقول التشيع اإلمامي) أسأل اهلل تعالى أن يوفقني إلتمامه وإخراجه.
9
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
10
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
a
َّ
إن من أخطر اإلشكاالت والتحديات التي تعرضت لها نظرية
اإلمامة هي غيبة اإلمام الثاين عشر؛ إذ وصلت هبم إلى طريق مسدود
المرج َّوة منها ألتباعها ،فلم ينتفع بغيبته أحدٌ
ُ تع َّطلت فيها المنافع
من الشيعة ال يف دينهم وال دنياهم ،وهذا ما أشار إليه شيخ اإلسالم
ابن تيمية – $تعالى – يف أكثر من موضع من كتابه (منهاج
السنة النبوية) ،ومنها:
-1قال يف (« :)121-120/2فإهنم ُي ِق ُّرون بأن اإلمام الذي هو
صاحب الزمان مفقود ال ينتفع به أحدٌ ،وأنه دخل السرداب
سنة ستين ومائتين أو قريبًا من ذلك ،وهو اآلن غائب أكثر من
أربعمائة وخمسين سنة فهم يف هذه المدة لم ينتفعوا بإمامته ال
يف دين وال يف دنيا».
-2وقال أيضًا يف (« :)90-89/4ثم َّ
إن هذا باتفاق منهم سواء
ُقدِّ ر وجوده أو عدمه ال ينتفعون به ال يف دين وال يف دنيا».
وبالرغم من قوة اإلشكال وموضوعيته وشهادة الواقع
بصحته ،إال أننا نجد من بعض معمميهم الجرأة على المغالطة
وإنكار الواقع المحسوس ،فيقول عالمهم علي الميالين يف َم ْعرض
ر ِّده على كالم شيخ اإلسالم ابن تيمية« :أقول :هذا كذب ،بل
11
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
وجبت غيبته»(.)1
-4يقول شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي« :قلنا :مما
نقطع على أنه سبب لغيبة اإلمام هو خوفه على نفسه بالقتل
بإخافة الظالمين إياه ..وإذا خاف على نفسه وجبت غيبته»(،)2
وقال أيضًا« :ال علة تمنع من ظهوره إال خوفه على نفسه من
القتل»(.)3
-5يقول عالمتهم أبو علي الطربسي« :فنقول :الوجه يف غيبته
ڠ هو خوفه على نفسه ،ومن خاف على نفسه احتاج إلى
االستتار»(.)4
-6يقول مرجعهم الكبير جعفر كاشف الغطاء« :حيث كان الباعث
لغيبته ما يخشاه على نفسه من أهل الجور والطغيان»(.)5
-7يقول عالمتهم محسن األمين« :مع أن السبب يف الغيبة ظاهر
وهو الخوف على النفس ولو كان على ما دون النفس لوجب
الظهور والتحمل»(.)1
-8يقول آيتهم العظمى ومحققهم جعفر السبحاين« :فإن أسباب
غيبته ،واضحة لمن أمعن فيما ورد حولها من الروايات ،فلو
كان ظاهر ًا ،ألقدموا على قتله ،إطفا ًء لنوره ،فألجل ذلك
اقتضت المصلحة ان يكون مستورا عن أعين الناس ..وقد
ورد يف بعض الروايات إشارة إلى هذه النكتة ،روى زرارة قال:
سمعت أبا جعفر -الباقر ڠ -يقول :إن للقائم غيبة قبل أن
يقوم ،قال :قلتَ :ول ِ َم؟ قال :يخاف .قال زارة :يعني القتل.
ويف رواية أخرى :يخاف على نفسه الذبح»
()2
الفصل األول:
استعراض عام لإلشكال وأجوبتهم عليه
سنتعرض يف هذا الفصل لمادة اإلشكال ومضمونه ومواطن
وروده وذلك يف عدة مطالب وكما يلي:
16
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
مستقيم التدبير ألهل الملة بأن يقول :ما بال الغيبة وقعت
بصاحب زمانكم هذا دون من تقدَّ م من آبائه األئمة بزعمكم
وقد نجد شيعة آل محمد عليهم السالم يف زماننا هذا أحسن
حا ً
ال وأرغد عيشًا منهم يف زمن بني أمية إذ كانوا يف ذلك الزمان
مطالبين بالرباءة من أمير المؤمنين ڠ إلى غير ذلك من
أحوال القتل والتشريد .وهم يف هذا الحال وادعون سالمون،
قد كثرت شيعتهم وتوافرت أنصارهم وظهرت كلمتهم بمواالة
كرباء أهل الدولة لهم وذوي السلطان والنجدة منهم»(.)1
الجواب األول:
أثبتوا فيه انتفاء خطر القتل بحق األئمة المتقدمين ما داموا
ملتزمين بالتقية وعدم الخروج بالسيف.
((( كتاب (كمال الدين وتمام النعمة) ،لكبير محدثيهم ابن بابويه القمي( ،ص
.)48-45
21
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
الجواب الثاين:
حتى لو س َّل ْمنا بأن خطر القتل كان يتهدد الجميع ،فهناك ٌ
فرق
جوهري بين الحالين ،وهو أن يف حال قتل أحد األئمة (األحد
عشر) المتقدمين فهناك بديل يقوم مقامه ويكمل مسيرة اإلمامة،
وأما اإلمام الثاين عشر فهو األخير وال بديل يقوم مقامه حال قتله،
فتحتم عليه الغيبة واالختباء بخالف آبائه.
وأما مناقشة هذين الجوابين بوضعها تحت مجهر النقد
فن ُْر ِج ُئه للفصول القادمة فرتقب؛ إذ سرتى فيه تخبطًا ونسفًا
ألصولهم وثوابتهم.
22
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
الفصل الثاني:
استعراض تفصيلي جلوابهم األول عن اإلشكال
بعد أن استعرضنا مادة اإلشكال والذي مفاده:
إن كانت ِع َّل ُة غيبة اإلمام الثاين عشر هي الخوف من القتل،
ْ
فقد كانت هذه العلة موجودة يف زمن آبائه – األئمة المعصومين
السابقين له -ومع ذلك كانوا ظاهرين فلم يستتر منهم أحد ،فلماذا
لم يظهر كما ظهر آباؤه؟!
ثم عرضنا ُمجمل جواهبم األول عن اإلشكال والذي مفاده:
انتفاء خطر القتل بحق آبائه من األئمة من قبل الحكام ،ما
داموا ُم َك َّلفين بالتزام التقية وعدم الخروج بالسيف ،بخالف الثاين
عشر المك َّلف بالقيام بالسيف ،وبالتالي فال يتهدد األئمة خطر القتل
كما يتهدد اإلمام الثاين عشر.
وهذا الجواب قد صرح به أبرز أعمدة التشيع اإلمامية فمنهم:
-1يقول شيخهم األعظم المفيد« :فليس األمر كما ظنوه ،وال كان
على ما استبعدوه .والذي دعا الحسن إلى سرت ولده ،وكتمان
والدته ،وإخفاء شخصه ،واالجتهاد يف إهمال ذكره بما خرج
إلى شيعته من النهي عن اإلشارة إليه ،وحظر تسميته ،ونشر
الخرب بالنص عليه شئ ظاهر ،لم يكن يف أوقات آبائه عليهم
23
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
25
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
قيل :إن كان الخوف أحوجه إلى االستتار ،فقد كان آباؤه
عندكم يف تقية وخوف من أعدائهم ،فكيف لم يسترتوا؟!
قلنا :ما كان على آبائهم عليهم السالم خوف من أعدائهم،
مع لزومهم التقية ،والعدول عن التظاهر باإلمامة ،ونفيها عن
نفوسهم .وإمام الزمان كل الخوف عليه ،ألنه يظهر بالسيف
ويدعو إلى نفسه ويجاهد من خالف عليه .فأي نسبة بين
خوفه من األعداء ،وخوف آبائه عليهم السالم منهم ،لوال قلة
التأمل؟!»(.)1
-4يقول الشريف المرتضى أيضًا« :وأما الفرق بينه وبين آبائه
عليهم السالم فواضح ،ألن خوف من يشار إليه بأنه القائم
المهدي الذي يظهر بالسيف ويقهر األعداء ويزيل الدول
والممالك ،ال يكون كخوف غيره ممن يجوز له مع الظهور
التقية ومالزمة منزله ،وليس من تكليفه وال مما سبق أنه
يجري على يده الجهاد واستيصال الظالمين»(.)2
-5وقال الشريف المرتضى أيضًا« :والفرق بينه وبين آبائه عليهم
السالم أنه ظاهر بالسيف ،ويدعو إلى نفسه ،ويجاهد من
خالفه ،ويزيل الدول .فأي نسبة بين خوفه من األعداء وخوف
((( كتاب (المقنع يف الغيبة) ،للشريف المرتضى ،تحت عنوان (ل ِ َم َل ْم يسترت األئمة
السابقون عليهم السالم)( ،ص .)55-54
((( كتاب (تنزيه األنبياء) ،للشريف المرتضى( ،ص .)234
27
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (الغيبة) ،لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي( ،ص .)93-92
29
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
31
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (كمال الدين وتمام النعمة) ،لرئيس محدثيهم وصدوقهم ابن بابويه
القمي( ،ص .)48-45
((( كتاب (إعالم الورى بأعالم الهدى) ،لعالمتهم أبي علي الفضل بن الحسن
الطربسي.)300-299/2( ،
32
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (المسلك يف أصول الدين) ،لكبير محققيهم نجم الدين أبي القاسم
جعفر بن الحسن بن سعيد الحلي( ،ص .)282
((( كتاب (كنز الفوائد) ،لعالمتهم أبي الفتح الكراجكي( ،ص .)175-174
33
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
األول ،بل كان المعلوم من حالهم أهنم ينتظرون مهد ّيًا وليس
يضر السلطان اعتقاد من يعتقد إمامتهم إذا أمنوهم على
مملكتهم»(.)1
-15يقول عالمتهم الميرزا حسين النوري الطربسي« :والفرق بينه
ڠ وبين آبائه الطاهرين عليهم السالم فقد كانوا ظاهرين
بين الناس وكان سالطين الجور يف كل عصر وأكثر الناس
يخالفوهنم ويعادوهم ،بخالفه ڠ فإنّه صار مستور ًا ڠ.
وأما سبب سرته دوهنم عليهم السالم ّ
ألن السالطين والوالة
كانوا مطمئنين أهنم عليهم السالم ال يرون الخروج عليهم ،وال
يعتقدون أنّهم يقومون بالسيف .وليس كذلك صاحب الزمان
ڠ ّ
ألن المعلوم منه أنّه يقوم بالسيف ويزيل الممالك ويقهر
كل سلطان ويبسط العدل على جميع وجه األرض ،فمن
كانت هذه صفته فهو يعارض ويضاد الملك فبالطبع يكون
خائفًا ،ويسعون جاهدين يف قلع جذوره وقمعه»(.)2
-16يقول عالمة الشيعة علي بن أبي الفتح اإلربلي« :وإنما كان
آباؤه عليهم السالم ظاهرين بين الناس بعيوهنم يعاشروهنم
((( كتاب (إلزام الناصب يف إثبات الحجة الغائب) ،لعالمتهم علي اليزدي
الحائري.)380/1( ،
((( كتاب (النجم الثاقب) ،لمحدثهم الميرزا حسين النوري الطربسي-440/1( ،
.)442
34
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (كشف الغمة يف معرفة األئمة) ،لعالمتهم علي بن أبي الفتح اإلربلي،
(.)345/3
((( كتاب (أعيان الشيعة) ،لعالمتهم محسن األمين.)62/2( ،
35
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
الدعوى األولى:
َّ
إن الحكام كانوا آمنين مطمئنين من األئمة اللتزامهم بالتقية،
فال يرون فيهم الخطر على عروشهم وبالتالي انتفاء الداعي لقتلهم
والمبادرة للتضييق عليهم(.)2
الدعوى الثانية:
َّ
إن التكليف اإللهي لألئمة األحد عشر المتقدمين هو التزام
التقية وعدم الخروج بالسيف(.)1
الدعوى الثالثة:
ِ
يكتف األئمة بالتزام التقية بل ونفوا عن أنفسهم اإلمامة لم
يف موارد عديدة ،مما يجعلهم بمنأى عن بطش الحكام وخطر
القتل(.)1
الدعوى الرابعة:
تفريقهم بين تكليف اإلمام الثاين عشر وتكليف باقي األئمة
المتقدمين ،بأن تكليفه هو الخروج بالسيف عند وجود األعوان
وتكليفهم التزام التقية وعدم الخروج(.)2
= لعدم مصلحة يف ذلك ،ولم يكونوا ملزمين بالدعوة ،بل كانت المصلحة
تقتضي الحضور يف مجالس األعداء ،والمخالطة لهم ،ولهذا أذاعوا تحريم
إشهار السيوف عنهم ،وحظر الدعوة إليها ،لئال يزاحم األعداء ظهورهم
وتواجدهم بين الناس».
((( فيقول علم هداهم الشريف المرتضى يف كتابه (المقنع يف الغيبة)(ص :)54
«قلنا :ما كان على آبائهم عليهم السالم خوف من أعدائهم ،مع لزومهم التقية،
والعدول عن التظاهر باإلمامة ،ونفيها عن نفوسهم» ،وكرره بعينه شيخ طائفتهم
محمد بن الحسن الطوسي يف كتابه (الغيبة)(ص .)93-92
((( يقول شيخهم المفيد يف كتابه (رسائل يف الغيبة)(« :)12/4وذلك أنه لم يكن أحد من
آبائه عليهم السالم ُك ِّلف القيام بالسيف مع ظهوره ،وال ُأ ْل ِز َم برتك التقية ،وال ألزم الدعاء
إلى نفسه حسبما َك َّلفه إمام زماننا ..وكان المعلوم أنه ال يقوم بالسيف إال مع وجود
األنصار واجتماع الحفدة واألعوان ،ولم يكن أنصاره ڠ عند وجوده متهيئين إلى
هذا الوقت موجودين ،وال على نصرته مجمعين ..لزمته التقية ،ووجب فرضها عليه
كما فرضت على آبائه عليهم السالم ،ألنه لو ظهر بغير أعوان أللقى بيده إلى التهلكة».
38
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
39
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
الفصل الثالث:
الطامات املرتتبة على جوابهم األول
تضمن جواهبم األول أربع دعاوى كارثية تتصادم مع َّ لقد
ثوابت المذهب ومقرراته؛ إذ فيها من الطامات ما يتنزه عن تبنّيها
الشيعي العامي ،فضالً عن كونه من أعمدة المذهب وكبار مراجعه،
فمن هذه الطامات ما يلي:
الطامة األوىل:
َّ
إن دعواهم بانتفاء خطر القتل بحق األئمة من قبل الحكام
اللتزامهم التقية وعدم الخروج بالسيف ،تتصادم مع ما تقرر يف
المذهب من موت األئمة – جميعهم أو بعضهم -بالسم أو السيف
على أيدي الحكام ،فمن هذه التقريرات ما يلي:
بالسم أو
ّ أوالً :مروياتهم حول بطش الحكام باألئمة وقتلهم
السيف
-1يروي رئيس محدثيهم وصدوقهم ابن بابويه القمي« :وروي
عن أبي الصلت عبد السالم بن صالح الهروي قال« :سمعت
الرضا ڠ يقول :واهلل ما منا إال مقتول شهيد»(.)1
((( كتاب (من ال يحضره الفقيه) ،لرئيسهم ابن بابويه القمي ،)585/2( ،وكذلك
يف كتابه (عيون أخبار الرضا)(.)287/2
40
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
41
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (مختصر مفيد) ،لعالمتهم ومحققهم جعفر مرتضى العالمي-173/4( ،
.)176
42
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
عند موته :اليوم قطعت مطاياي األكلة التي أكلت بخيرب ،وما من
نبي ،وال وصي إال شهيد».
د -قال الصدوق :$ويف حديث آخر ..» :وجميع األئمة األحد
عشر بعد النبي -صلى اهلل عليه وآله -قتلوا ،منهم بالسيف،
وهو أمير المؤمنين ،والحسين «عليهما السالم» .والباقون
قتلوا بالسم ،قتل كل واحد منهم طاغية زمانه ،وجرى ذلك
عليهم على الحقيقة والصحة الخ.» ..
هـ -روى الخزاز القمي :عن محمد بن وهبان البصري ،عن داود
بن الهيثم ،عن إسحاق بن البهلول ،عن طلحة بن زيد ،عن
الزبير بن باطا ،عن عمير بن هاين ،عن جنادة بن أميد :أن
اإلمام الحسن بن علي «عليهما السالم» قال يف مرضه الذي
تويف فيه« :واهلل ،إنه لعهد عهده إلينا رسول اهلل -صلى اهلل
عليه وآله :-أن هذا األمر يملكه اثنا عشر إمامًا من ولد علي
«ڠ» وفاطمة «عليها السالم» ،ما منا إال مسموم ،أو مقتول
إلخ.» ..
و -قال الطربسي ،$وكذلك اإلربلي ،$وهما يتحدثان عن
اإلمام العسكري «ڠ»« :ذهب كثير من أصحابنا إلى أنه
«ڠ» مضى مسمومًا ،وكذلك أبوه وجده ،وجميع األئمة
-عليهم السالم ،-خرجوا من الدنيا بالشهادة » .واستدل
43
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (عيون أخبار الرضا) ،لرئيس محدثيهم ابن بابويه القمي.)193/2( ،
44
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (االعتقادات يف دين اإلمامية) ،لرئيس محدثيهم ابن بابويه القمي( ،ص
.)99-97
45
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
ب -قال« :بل المعلوم من حال جميع ملوك زمان مولده ومولد
آبائه ،خالف ذلك من اعتقادهم فيمن ظهر منهم يدعو إلى
إمامة نفسه أو يدعو إليه داع ،سفك دمه واستئصال أهله
وعشيرته ..ونحن نعلم علمًا يقينًا ال يتخالجنا فيه الشك بأنه
لو ظن أحد من ملوك هذه األزمان ببعض آل أبي طالب أنه
يحدث نفسه بادعاء اإلمامة بعد مدة طويلة ،لسفك دمه دون
أن يعلم ذلك ويتحققه فضالً عن أن يراه ويجده .وقد علم أهل
العلم كافة أن أكثر من ُحبِ َس يف السجون من ولد رسول اهلل
(ص) وقتل بالغيلة إنما فعل به ذلك على الظنة والتهمة دون
((( كتاب (روضة المتقين يف شرح من ال يحضره الفقيه) ،لعالمتهم محمد تقي
المجلسي األول.)399/5( ،
((( كتاب (بحار األنوار) ،لعالمتهم محمد باقر المجلسي.)343-342/25( ،
48
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (شرح أصول الكايف) ،لعالمتهم المولى محمد صالح المازندراين،
(.)269/6
((( كتاب (بحار األنوار) ،لعالمتهم محمد باقر المجلسي.)238-237/50( ،
((( كتاب (مناقب آل أبي طالب) ،لعالمتهم ابن شهر آشوب المازندراين،
(.)51/2
49
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (رسائل آل طوق القطيفي) ،لعالمهم أحمد بن الشيخ صالح آل طوق
القطيفي.)130/4( ،
((( كتاب (منهاج الرباعة يف شرح هنج البالغة) ،لعالمتهم حسن زاده اآلملي،
(.)50/15
51
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
فيها قتله ،هذا فوق ما يالقيه فيها من الهوان وسوء القول ..هذه
السالم من المنصور ِ
بعض الم َحن التي شاهدها الصادق عليه ّ
مما أراده فيه بدعائه ،وقد ذكر ابن طاووس وتخ ّلص فيها ّ
يهم هبما المنصور يف قتل الصادق
طاب ثراه دفعتين أخريين ّ
فيدفع ال ّله عنه فيهما سوئه .وذكر بعض هذه ِ
الم َحن وسالمة
الصادق من القتل فيها بدعائه جملة من أرباب التأليف عند
السالم»(.)1
استطرادهم ألحوال الصادق عليه ّ
-15يقول عالمتهم محمد رضا المظفر« :ومن المعلوم أن
اإلمامية وأئمتهم القوا من ضروب المحن وصنوف الضيق
على حرياهتم يف جميع العهود ما لم تالقه أية طائفة أو أمة
أخرى»(.)2
-16ينقل شيخهم عباس القمي قول شيخهم الطربسي« :قال
شيخنا الطربسي :ذهب كثير من أصحابنا إلى أنه ڠ مضى
مسموما ،وكذلك أبوه وجده وجميع األئمة عليهم السالم،
خرجوا من الدنيا بالشهادة ،وإسناده يف ذلك ،بما روي عن
الصادق ڠ :مامنا إال مقتول أو شهيد ،واهلل أعلم بحقيقة
ذلك .أقول :وروي عن أبي محمد الحسن بن أمير المؤمنين
((( كتاب (اإلمام الصادق (ع)) ،لعالمتهم محمد حسن المظفر (،)96-95/1
وكذلك (.)115-114/1
((( كتاب (عقائد اإلمامية) ،لعالمتهم محمد رضا المظفر( ،ص .)85-84
52
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
عليهما السالم أنه قال عند وفاته لجنادة بن أبي أمية :ما منا إال
مسموم أو مقتول»(.)1
-17يقول آيتهم العظمى أبو القاسم الخوئي« :بل يف بعض
األخبار :ما منا إال مسموم أو مقتول»(.)2
-18يقول آيتهم العظمى الميرزا جواد التربيزي تحت عنوان
السالم
(اإلمام مقتول أو مسموم)« :هل اإلمام الرضا -عليه ّ
-مات مقتولاً أو مسمومًا؟ باسمه تعالى قد روي بطريق
السالم -أنّه قال ما منّا إلاَّ
معترب عن اإلمام الرضا -عليه ّ
مقتول شهيد ،واهلل العالم»( ،)3وقال أيضًا« :ما هي عقيدتنا
يف ّ
أن اإلمام إ ّما مقتول أو مسموم؟ باسمه تعالى ::قد روي
السالم -أنّه قال ما منّا
بطريق معترب عن اإلمام الرضا -عليه ّ
إلاَّ مقتول شهيد ،واهلل العالم»(.)4
-19يقول عالمهم على أكرب السيفي المازندراين« :أنّهم -عليهم
السالم -كانوا يف حال التقية؛ حيث كانت الحكومة بيد
ّ
((( كتاب (األنوار البهية يف تواريخ الحجج اإللهية) لشيخهم عباس القمي( ،ص
.)322
((( كتاب (مصباح الفقاهة) ،آليتهم العظمى أبي القاسم الخوئي.)343/3( ،
((( كتاب (األنوار اإللهية يف المسائل العقائدية) ،آليتهم العظمى الميرزا جواد
التربيزي( ،ص ،)165وكذلك كتاب (صراط النجاة)(.)281/5
((( كتاب (صراط النجاة) ،آليتهم العظمى الميرزا جواد التربيزي.)281/5( ،
53
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (دليل تحرير الوسيلة (والية الفقيه)) ،لعالمهم علي أكرب السيفي
المازندراين( ،ص .)99
((( كتاب (المعجم الموضوعي ألحاديث اإلمام المهدي (عج)) ،لعالمهم علي
الكوراين العاملي( ،ص .)297-295
54
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
ج -قال تحت عنوان (ما منا إال مقتول أو مسموم)« :بسمه تعالى
ما مدى صحة الحديث الذي يقول ما معناه :إنه ليس أحد من
أهل البيت -عليهم السالم ،-إال وقد مات شهيد ًا ،إما بالسم
أو بالسيف؟! الجواب :بسم اهلل الرحمن الرحيم الحمد هلل،
والصالة والسالم على محمد وآله الطاهرين ..السالم عليكم
ورحمة اهلل وبركاته ..وبعد ..فقد وردت عدة روايات تفيد هذا
المعنى ،وبعض هذه الروايات معترب من حيث السند ..يضاف
إلى ما تقدم :وجود نصوص روائية ،وتاريخية ،تتحدث عن
كل إمام ،وأنه قد مات بالسم أو القتل على يد طاغية زمانه»(.)1
د -قال تحت عنوان (ما من نبي أو وصي إال شهيد)« :وربما
يمكن تأكيد استشهاد رسول اهلل -صلى اهلل عليه وآله -بالسم
بالروايات التي تقول :ما من نبي أو وصي إال شهيد ..يضاف
إلى ما تقدم :وجود نصوص روائية ،وتاريخية ،تتحدث عن
كل إمام ،وتروي أنه قد مات بالسم أو القتل على يد طاغية
زمانه»(.)2
((( كتاب (مختصر مفيد) ،لعالمتهم ومحققهم جعفر مرتضى العاملي (-173/4
،)176سؤال رقم (.)217
((( كتاب (الصحيح من سيرة النبي األعظم ،)rلعالمتهم ومحققهم جعفر مرتضى
العاملي (.)189-181/33
56
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (األئمة اإلثني عشر) ،آليتهم العظمى ومحققهم جعفر السبحاين( ،ص
،)222وكذلك كتاب (محاضرات يف اإللهيات)(ص ،)396-395وكذلك
كتابه (أضواء على عقائد الشيعة اإلمامية)(ص .)231
((( كتاب (العقيدة اإلسالمية على ضوء مدرسة أهل البيت (ع)) ،آليتهم العظمى
ومحققهم جعفر السبحاين( ،ص .)218
((( المصدر السابق( ،ص .)276
57
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (األجوبة الهادية إلى سواء السبيل/نقد وتحليل لكتاب (أسئلة قادت
شباب الشيعة إلى الحق)) ،آليتهم العظمى جعفر السبحاين( ،ص .)335
((( كتاب (أضواء على عقائد الشيعة اإلمامية) ،آليتهم العظمى جعفر السبحاين،
(ص .)49
((( كتاب (مقاالت تأسيسية يف الفكر االسالمي) ،لعالمتهم محمد حسين الطباطبائي،
(ص .)230
58
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (مقدمة يف أصول الدين) ،لعالمتهم الوحيد الخراساين( ،ص .)337
((( كتاب (اإلمام الحسين (ع) سماته وسيرته) ،لمحققهم محمد رضا الجاللي،
(ص .)52
((( كتاب (دور أهل البيت (ع) يف بناء الجماعة الصالحة) ،لعالمهم محمد باقر
الحكيم.)182-181/2( ،
59
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (معجم ما كتب عن فاطمة الزهراء (ع)) ،لمفكرهم عبد الجبار الرفاعي،
نشرته مجلة تراثنا التابعة لمؤسسة آل البيت.)57/14( ،
((( كتاب (حياة اإلمام المهدي (ع)) ،لشيخهم باقر شريف القرشي( ،ص .)165
60
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
مرة إ ّ
ال ويريد فيها قتله»(.)1 إلى بغداد ،وما كان يرسل عليه ّ
بعد سردنا لهذا الكم الهائل من التقريرات -بأن األئمة لم
بالسم أو السيف
ِّ يكونوا بمأمن من بطش الحكام حتى قتلوهم
– ُح َّق لنا التساؤل عن السبب الذي قاد أعالم اإلمامية إلنكار
هذه التقريرات ،حتى قال شيخهم األعظم المفيد عن األئمة:
«ولو لم يكن ما ذكرناه شيئا ظاهرا وعلة صحيحة وجهة ثابتة،
لكان غير منكر أن يكون يف معلوم اهلل جل اسمه أن من سلف
من آبائه عليهم السالم يأمن مع ظهوره»(.)2
فهل كانوا فعالً آمنين بظهورهم أم أذاقهم أعداؤهم مرارة
القتل بالسم أو السيف؟!
وهل مخالفة أولئك األعالم لتلك الحقيقة الثابتة يف المذهب
نابعة من جهلهم بها ،أم أوقعهم فيها ذلك اإلشكال القاتل الذي
أعياهم الجواب عنه؟!
((( كتاب (موسوعة المصطفى والعرتة (ع)) ،لشيخهم الحاج حسين الشاكري،
(.)196/10
((( كتاب (المسائل العشر يف الغيبة) ،للشيخ المفيد( ،ص .)75-73
61
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
الطامة الثانية:
إن دعواهم بكون التكليف اإللهي لألئمة هو التزام التقية
نصت عليه مروياهتم مخالف لما َّ
ٌ وعدم الخروج بالسيف
وتقريرات علمائهم وكما يلي:
أوالً :الروايات
-1روى ثقة اإلمامية محمد ين يعقوب الكليني« :عن سدير
الصيريف( )1قال :دخلت على أبي عبد اهلل ڠ فقلت له :واهلل
ما يسعك القعود ،فقالَ :ول ِ َم يا سدير؟ قلت :لكثرة مواليك
وشيعتك وأنصارك ،واهلل لو كان ألمير المؤمنين ڠ ما لك
من الشيعة واألنصار والموالي ما طمع فيه تيم وال عدي ،فقال:
يا سدير وكم عسى أن يكونوا؟ قلت :مائة ألف ،قال :مائة
ألف؟ قلت :نعم ،ومائتي ألف قال :مائتي ألف؟ قلت :نعم
ونصف الدنيا قال :فسكت عني ثم قال :يخف عليك أن تبلغ
معنا إلى ينبع قلت :نعم فأمر بحمار وبغل أن يسرجا ،فبادرت
فركبت الحمار ،فقال :يا سدير أترى أن تؤثرين بالحمار؟
قلت :البغل أزين وأنبل قال :الحمار أرفق بي فنزلت فركب
((( ُي َع ِّبر عنها شيخهم على أكرب السيفي المازندراين بـ «المعتربة «وذلك يف كتابه
(مباين الفقه الفعال يف القواعد الفقهية األساسية)( ،)62/2وكذلك يف كتابه
(دليل تحرير الوسيلة (والية الفقيه))(ص .)100
62
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (أصول الكايف) ،لثقة الشيعة محمد بن يعقوب الكليني-242/2( ،
.)243
((( المصدر السابق.)33-32/8( ،
63
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
فيها مؤمن حتى يلقى ربه فرأيت أن الصرب على هاتا أحجى
فصربت ويف العين قذى .ويف الحلق شجا أرى تراثي هنبا».
ج -قال يف (« :)202/2فنظرت فإذا ليس لي رافد وال ذاب وال
مساعد إال أهل بيتي ،فضننت هبم عن المنية فأغضيت على
القذى ،وجرعت ريقي على الشجى ،وصربت من كظم الغيظ
أمر من العلقم ،وآلم للقلب من حز الشفار».
على ّ
د -نقل عالمتهم ابن طاووس القول السابق مع بعض الزيادات:
«فنظرت فإذا ليس لي رافد وال معي مساعد إال أهل بيتي
فضننت هبم عن الهالك ولو كان لي بعد رسول اهلل صلى اهلل
عليه وآله عمي حمزة وأخي جعفر لم أبايع كرهًا ،ولكنني
بليت برجلين حديثي عهد باالسالم العباس وعقيل ،فضننت
بأهل بيتي عن الهالك فأغضيت عيني على القذى ،وتجرعت
ريقي على الشجا وصربت على أمر من العلقم وآلم للقلب
من حز الشفار»(.)1
-5ما أورده سليم بن قيس من أقوال علي ﭬ ،ومنها« :فقال
األشعث بن قيس -وغضب من قوله :-فما يمنعك يا بن أبي
طالب حين بويع أخو تيم بن مرة وأخو بني عدي بن كعب
((( كتاب (كشف المحجة وثمرة المهجة) ،لعالمتهم ابن طاووس الحلي( ،ص
.)180
65
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
66
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (سليم بن قيس) ،بتحقيق محمد باقر األنصاري( ،ص .)218 - 214
((( كتاب (بحار األنوار) ،لعالمتهم محمد باقر المجلسي ،)49/97( ،وانظر
كتاب (دعائم اإلسالم) ،للقاضي النعماين المغربي.)342/1( ،
((( كتاب (جواهر الكالم) ،لعالمتهم محمد حسن النجفي.)397/21( ،
67
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (مستدرك سفينة البحار) ،للعالمة علي النمازي الشاهرودي.)580/8( ،
((( المصدر السابق.)580/8( ،
68
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (مسألتان يف النص على علي (ع)) ،لشيخهم األعظم المفيد.)27/2( ،
71
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (اإلفصاح يف إمامة أمير المؤمنين (ع)) ،لشيخهم األعظم المفيد( ،ص .)46
((( كتاب (الرسائل العشر) ،لشيخ الطائفة الطوسي( ،ص ،)124وأيضًا يف كتابه
(االقتصاد)( ،ص .)210-209
72
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
وهذا القول هو المشهور بين اإلمام ّية .وقال :يا أبا الحسن َّ
إن
األ ّمة ستغدر بك وتنقض عهدك وإنّك منّى بمنزلة هارون من
الى إذا كان كذلك؟ فقال
موسى ،فقلت :يا رسول اهَّلل فما تعهد ّ
إن وجدت أعوانًا فبادر إليهم وجاهدهم ْ
وإن لم تجد أعوانًا ْ
فكف يدك واحقن دمك حتّى تلحق بي مظلومًا ،وا َّلذى بعث
ّ
بالحق لو وجدت يوم بويع أخو تيم أربعين رهطًا ّ محمد ًا
ّ
لجاهدهتم يف اهَّلل إلى أن أبلي عذري»(.)1
-8يقول عالمهم على أكرب السيفي المازندراين« :إنّه ورد عنهم
السالم -روايات د َّلت على أنّه لو كان لهم ناصرين
-عليهم ّ
يمهدون لهم مجاالت القيام بالعدل بنصرهم ،لم
صدّ يقين ّ
يسكتوا وكانوا ينهضون ضدّ الطواغيت بمجرد َت َم ُّكنهم من
وإن ّ
أدل دليل على ذلك قيام أبي عبد اهلل الحسين ضدّ ذلكّ .
طاغوت عصره يزيد بن معاوية لعنه اهلل ولم يكن له -عليه
غرض إلاَّ إزالة الباطل والظلم
السالم -من قيامه الدامي ٌ
ّ
والفساد وإحياء الحق والعدل والدين ،كما نطق بذلك يف
خطبه الشريفة الموجودة يف المقاتل ،فراجع»(.)2
((( كتاب (مفتاح السعادة يف شرح هنج البالغة) ،لعالمتهم محمد تقي النقوي
القايني الخراساين.)16/3( ،
((( كتاب (دليل تحرير الوسيلة (والية الفقيه)) ،لعالمهم علي أكرب السيفي
المازندراين( ،ص .)100-99
74
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (قراءة جديدة للفتوحات اإلسالمية) ،لعالمهم علي الكوراين-58/1( ،
.)59
((( كتاب (الصحيح من سيرة اإلمام علي (ع)) ،لعالمتهم ومحققهم جعفر
مرتضى العاملي.)190/9( ،
75
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
76
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
بالدنيا يدعو إلى أن أترك حقي يف المرة األخيرة كما تركته يف
المرة األولى ،ولكن الفرق كبير بين الحالين :ففي األولى لم
تقم علي الحجة يف القتال لفقدان الناصر دون هذه المرة،
فال يسعني أن أعرض عنها هذه المرة وأسقيها بالكأس الذي
سقيت به أولها يوم طويت عنها كشحا وصربت على القذى.
وأصرح من ذلك ما كان يقوله« :لو وجدت أربعين ذوي عزم
منهم لناهضت القوم «وهذا ما عده معاوية من ذنوبه ،وذلك
فيما كتب إليه من قوله« :فمهما نسيت فال أنسى قولك ألبي
سفيان لما حركك وهيجك لو وجدت أربعين ذوي عزم منهم
لناهضت القوم ،فما يوم المسلمين منك بواحد « ،ولم ينكر
أمير المؤمنين ڠ هذا القول يف جوابه على هذا الكتاب.
ويف التاريخ مقتطفات تؤيد ذلك ،كما يف تأريخ اليعقوبي:
إن أصحابه الذين كانوا يجتمعون إليه طالبوه بمناهضة القوم
وتعهدوا بالنصرة ،وكأهنم ظنوا أن قد بلغوا العدد المطلوب
« 40ذوي عزم «فقال لهم :اغدوا على هذا محلقي الرؤوس،
وهو إنما يريد أن يريهم أهنم لم يبلغوا المنزلة التي تقام هبا
الحجة ،فلم يعد عليه إال ثالثة نفر»(.)1
-12يقول عالمتهم محمد حسن المظفر« :ما كانت تق ّية الشيعة
السالم بل كانت من عهد أمير
مبتدأة من عصر الصادق عليه ّ
((( كتاب (اإلمام الصادق (ع)) ،لعالمتهم محمد حسن المظفر.)87-86/1( ،
((( كتاب (منهاج الرباعة يف شرح هنج البالغة) ،لعالمتهم حبيب اهلل الهاشمي
الخوئي.)45/3( ،
78
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
وقيامه باإلمامة فانتظر أمر بيعة أبي بكر هل يفوز باألكثر ّية
الساحقة بحيث يسقط تكليفه بالجهاد والدفاع لق َّلة أعوانه أم
ال»(.)1
-15لقد صرح آيتهم العظمى حسين علي المنتظري بأن تكليف
األئمة هو وجوب الجهاد بالسيف عند توفر األعوان
واألنصار ،فمن أقواله:
أ -قال« :فيظهر من الحديث الشريف أنه يجب القيام يف قبال
حكام الجور مع وجود القدرة ،وأن قعود أئمتنا -عليهم
السالم -لم يكن إال لعدم القوة والعدة .ويف هنج البالغة:
«فنظرت فإذا ليس لي معين إال أهل بيتي ،فضننت هبم عن
الموت« .وقال الشارح المعتزلي يف شرحه« :فأما قوله« :لم
يكن لي معين إال أهل بيتي فضننت هبم عن الموت «فقول ما
زال على ڠ يقوله ،ولقد قاله عقيب وفاة رسول اهلل (صلى
اهلل عليه وآله وسلم) ،قال :لو وجدت أربعين ذوي عزم .ذكر
ذلك نصر بن مزاحم يف كتاب صفين وذكره كثير من أرباب
السيرة« .واإلمام المجتبى أيضا قام وجاهد إلى أن خان أكثر
جنده ولحقوا بمعاوية ،فلم يتمكن من مواصلة الجهاد .فلم
يكن أئمتنا -عليهم السالم -ذوي سياسات متضادة ،كما
((( كتاب (منهاج الرباعة يف شرح هنج البالغة) ،لعالمتهم المحقق الشيخ محمد
باقر الكمرهاى.)360/20( ،
79
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (دراسات يف والية الفقيه وفقه الدولة اإلسالمية) ،آليتهم العظمى حسين
علي المنتظري.)610/1( ،
((( كتاب (نظام الحكم يف اإلسالم) ،آليتهم العظمى حسين علي المنتظري( ،ص
.)209
80
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
فلو كان ُم ْطلِ ُق تلك الدعوة – التي تبين لنا مصادمتها لما َّ
نصت
عليه مروياهتم وتقريرات علمائهم -عا ّم ٌي من عوام اإلمامية فال
((( كتاب (دراسات يف والية الفقيه وفقه الدولة اإلسالمية) ،آليتهم العظمى
حسين علي المنتظري ،)212-211/1( ،وكذلك يف كتابه (نظام الحكم يف
اإلسالم)(ص .)86
((( كتاب (دراسات يف والية الفقيه وفقه الدولة اإلسالمية) ،آليتهم العظمى حسين
علي المنتظري.)529/1( ،
((( المصدر السابق.)139/1( ،
81
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
الطامة الثالثة:
َّ
إن التقريرات التي نقلناها يف الطامة الثانية( )1وإن كانت كافية
لنسف دعواهم تلك( )2من القواعد ،إال أننا سنذكر هنا طام ًة أخرى
تر َّتبت عليها وهي اهتام األئمة بالمعصية لما كلفهم اهلل تعالى به من
التزام التقية؛ إذ خرج بعضهم بالسيف وقاتل ومنهم:
((( وهي اتفاق مروياهتم وأقوال علمائهم على أن تكليف األئمة كان هو الخروج
بالسيف عند توفر األعوان واألنصار.
((( وهي أن التكليف اإللهي لألئمة األحد عشر المتقدمين هو التزام التقية وعدم
الخروج بالسيف.
82
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
القتال« :أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ،لوال حضور الحاضر
يقاروا
الح َّجة بوجود الناصر ،وما أخذ اهلل على العلماء أن ال ّ
وقيام ُ
على ك ّظة ظالم وال سغب مظلوم ،أللقيت حبلها على غارهبا،
ولسقيت آخرها بكأس أولها»( ،)1أي أن تركه للقتال مع وجود
األعوان واألنصار سيعرضه للمحاسبة الشديدة من اهلل عز وجل،
وهو ما بينه علم هداهم الشريف المرتضى بشرحه لقول علي ﭬ
السابق ،فقال« :وقوله ڠ( :لوال حضور الحاضر ،وقيام الحجة
بوجود الناصر) إلى آخر الكالم ،فمعناه أن الفرض تع َّين ويوجب
مع وجود من انتصر به على رفع المنكر ومنع الباطل ،واعتذار إلى
من ال علم له من القعود يف أول األمر ،والنهوض يف حرب الجمل
وما بعدها ،لفقد األنصار أو ً
ال وحضورهم ثانيًا»(.)2
((( كتاب (أصول الكايف) ،لثقة الشيعة محمد بن يعقوب الكليني-242/2( ،
.)243
85
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
الطامة الرابعة:
َّ
إن من الدعاوى التي انطوى عليها جواهبم األول هي:
َّ
إن حال األئمة لم يتوقف عند التزام التقية وعدم الخروج
بالسيف ،بل تجاوزه إلى نفيهم اإلمامة عن أنفسهم يف موارد
عديدة ،ليكونوا بمنأى عن بطش الحكام وخطر القتل ،وبمعنى
آخر تم ُّلص األئمة من تكليف اإلمامة وهروهبم من تحمل مشا ِّقها!
شك يف َّ
أن هذه الدعوة تنطوي على مفاسد عديدة ،منها: وال َّ
86
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
عن نفوسهم»(.)1
-2يقول شيخ طائفتهم محمد بن الحسن الطوسي« :قلنا :ما كان
على آبائه عليهم السالم خوف من أعدائهم ،مع لزوم التقية،
والعدول عن التظاهر باإلمامة ،ونفيها عن نفوسهم»(.)2
-3يقول عالمتهم زين الدين بن علي العاملي الملقب بالشهيد
الثاين« :وقد كانوا يف كل زمان مخفيين مشردين منزوين
خواصهم
ِّ ملتزمين للتقية يف أكثر أوقاهتم ،ال يستطيعون إخبار
بإمامتهم فضالً عن غيرهم ،يشهد بذلك كتب الرجال
واألحاديث أيضا»(.)3
-4الرواية التي ينفي فيها جعفر الصادق اإلمامة عن نفسه حينما
صريح من
ٌ سأله رجالن من الزيدية عن ذلك ،وهو تم ُّل ٌ
ص
تكليف اإلمامة والهروب من تحمل مشا ِّقها ،فقد روى ثقتهم
محمد بن يعقوب الكليني« :عن سعيد السمان قال :كنت عند
أبي عبد اهلل ڠ إذ دخل عليه رجالن من الزيدية فقاال له:
أفيكم إمام مفرتض الطاعة؟ قال :فقال :ال»(.)4
((( كتاب (روضة المتقين يف شرح من ال يحضره الفقيه) ،لعالمتهم محمد تقي
المجلسي (األول).)241/13( ،
88
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
الموالين له أسرار العلوم ،ثم دخل العراق وأقام هبا مدّ ة،
تعرض لإلمامة قط ،وال نازع يف الخالفة أحد ًا .ومن
ما ّ
غرق يف بحر المعرفة لم يطمع يف شط ،ومن تع َّلى إلى
ذروة الحقيقة لم يخف من حط»(.)1
-8يروي ثقتهم محمد بن يعقوب الكليني« :قلت :فبلغ البلد
بعضه فوجدك مغلقًا عليك بابك ،ومرخي عليك سرتك،
ال تدعوهم إلى نفسك ،وال يكون من يدلهم عليكَ ،فبِ َم
يعرفون ذلك؟ قال :بكتاب اهلل المنزل»(.)2
وقد حكم بصحتها عالمتهم محمد تقي المجلسي
(األول) يف كتابه (روضة المتقين يف شرح من ال يحضره
الفقيه)()189/13
فاإلمام لم يستنكر يف هذه الرواية على السائل (عبد
األعلى) قوله (فوجدك مغلقًا عليك بابك ،ومرخي عليك
سرتك ،ال تدعوهم إلى نفسك) وهو إقرار بعدم قيامه بأعباء
وتحمله لمشا ِّقها ومسؤولياهتا.
ُّ اإلمامة
((( كتاب (المراجعات) ،آليتهم العظمى عبد الحسين شرف الدين الموسوي،
(ص ،)418وكذلك كتاب (شرح منهاج الكرامة يف معرفة اإلمامة) ،لعالمهم
السيد علي الميالين.)242/1( ،
((( كتاب (الكايف) ،لثقتهم محمد يعقوب الكليني.)379-378/1( ،
91
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (رسالة يف اإلمامة) ،لشيخهم عباس (نجل الشيخ حسن صاحب كتاب
أنوار الفقاهة) (ص .)82 – 81
93
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
تحملِه عليه ٌ
فرع على وجوده ،ألنه ال يجوز أن يتناول فوجوب ُّ
94
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
التكليف المعدوم ،فصار إيجاد اهلل إياه أصالً لوجوب قيامه ،وصار
وجوب نصرته علينا فرعًا لهذين األصلين ،ألنه إنما يجب علينا طاعته ُ
إذا ُو ِجدَ ،و َت َح َّم َل أعباء اإلمامة وقام هبا ،فحينئذ ُ
يجب علينا طاعته»(.)1
نفس المعنى شيخ طائفتهم الطوسي أيضًا بقوله« :على أن
كر َر َ
ّ -2
وتحمل أعباء اإلمامة كيف
ُّ اإلمام إذا كان مك َّلفًا للقيام باألمر
يجوز أن يكون معدومًا؟! وهل يصح تكليف المعدوم عند
عاقل؟! وليس لتكليفه ذلك تعلق بتمكيننا أصالً ،بل وجوب
تحملِه على ما مضى القول فيه ،وهذا
فرع على ُّ
التمكين علينا ٌ
واضح»(.)2
وهبذا تبينت لنا تلك الحقيقة المهمة والخطيرة وهي َّ
أن طاعة
اإلمام واالنقياد له ال تجب علينا إال إذا قام اإلمام بتكليف اإلمامة
والتزم هبا والمتمثلة بقول شيخ الطائفة الطوسي« :ألنه إنما يجب
يجب
ُ وتحمل أعباء اإلمامة وقام هبا ،فحينئذ
َّ علينا طاعته إذا ُو ِجدَ ،
تحملِه».
فرع على ُّ
علينا طاعته ...بل وجوب التمكين علينا ٌ
وهنا سنصل إلى ذاك التقرير الخطير من خالل الجمع بين
الحقيقتين ،وكما يلي:
((( كتاب (الغيبة) ،لشيخ طائفتهم محمد بن الحسن الطوسي( ،ص ،)13-12
نقالً عن كتاب (الذخيرة يف علم الكالم) ،لعلم هداهم الشريف المرتضى.
((( المصدر السابق( ،ص .)15
95
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
96
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
بدعوة من يدعو إلى إمام ،ألمانهم مع ذلك من فتق يكون عليهم به،
والعتقادهم قلة عدد من يصغي إليهم يف دعوى اإلمامة لهم»(.)1
فما دام الحكام غير مكرتثين وال وجلين من دعوة اإلمامة
لألئمة( ،)2فلماذا يخاف األئمة كل هذا الخوف حتى نفوا عن
أنفسهم اإلمامة ،وتم َّلصوا من القيام بأعبائها والنهوض بمسؤولياهتا
ومشا ِّقها؟!
فتأملوا يف جواب المفيد عن اإلشكال كيف قادهم إلى مفسدة
اتهام األئمة بمخاوف وهمية من الحكام ال مبرر لها حتى قادتهم
إلى التملص من القيام بتكليف اإلمامة!
الطامة اخلامسة:
من الدعاوى التي تضمنها جواهبم األول عن اإلشكال هي:
تفريقهم يف التكليف بين اإلمام الثاين عشر وسائر األئمة
المتقدمين ،بأن تكليفه هو الخروج بالسيف ،وأما تكليفهم فهو التزام
التقية وعدم الخروج(.)3
المناقشة:
إن محاولة تفريقهم بين التكليفين ثم َج ْعلِهم خروجه بالسيف
َّ
مشروط بتوفر األعوان واألنصار ٌ
باطل من عدة وجوه ،منها:
= ألزم برتك التقية ،وال ألزم الدعاء إلى نفسه حسبما كلفه إمام زماننا».
ب -يقول عالمة الشيعة وكبير محققيهم نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن
بن سعيد الحلي يف كتابه (المسلك يف أصول الدين)(ص « :)282وحاله ڠ
يف ذلك يخالف حال آبائه إما ألهنم أمنوا على أنفسهم وخاف هو ،أو ألنه
ڠ يلزمه من الفروض مع ظهوره ما ال يلزمهم ،فيكون الحذر يف جانبه أتم
من غيره».
((( كتاب (رسائل يف الغيبة) ،لشيخهم األعظم المفيد.)13/4( ،
98
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
الوجه األول:
إن كان تكليف اإلمام الثاين عشر هو الخروج بالسيف عند
ْ
توفر األعوان واألنصار ،فهو بعينه تكليف األئمة المتقدمين كما
نقلنا يف ذلك نصوصًا مستفيضة( )1إليكم بعضًا منها:
((( وذلك يف الطامة األولى عن جواهبم األول؛ إذ أوردنا فيها 17رواية ،وما يقرب
من 20قو ً
ال لعلمائهم فراجعه.
((( كتاب (أصول الكايف) ،لثقة الشيعة محمد بن يعقوب الكليني.)243/2( ،
99
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (شرح أصول الكايف) ،لعالمتهم محمد صالح المازندراين.)186/9( ،
((( كتاب (دراسات يف والية الفقيه وفقه الدولة اإلسالمية) ،آليتهم العظمى حسين
علي المنتظري.)610/1( ،
((( كتاب (رسائل يف الغيبة) ،لشيخهم األعظم المفيد.)13/4( ،
101
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
الطامة الثانية:
إن دعواهم بكون التكليف اإللهي لألئمة هو التزام التقية
مخالف لما تقرر يف المذهب من وجوب
ٌ وعدم الخروج بالسيف،
خروج األئمة بالسيف عند توفر األعوان واألنصار.
الطامة الثالثة:
إن دعواهم بكون التكليف اإللهي لألئمة هو التزام التقية وعدم
الخروج بالسيف ،تفضي إلى اهتام األئمة بالمعصية لخروج العديد
منهم بالسيف.
الطامة الرابعة:
الطامة الخامسة:
بطالن محاولتهم للتفريق يف التكليف بين اإلمام الثاين
عشر وسائر األئمة المتقدمين؛ إذ جعلوا تكليفه هو الخروج
بالسيف ،وأما تكليفهم فهو التزام التقية وعدم الخروج.
103
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
الفصل الرابع:
استعراض جوابهم الثاني عن اإلشكال
وخالصة هذا الجواب هو:
حتى لو س َّلمنا بأن خطر القتل كان يتهدَّ د جميع األئمة ،فهناك
فرق جوهري بين الحالين ،وهو َّ
أن يف حال قتل أحد األئمة (األحد ٌ
عشر) المتقدمين فهناك بديل يقوم مقامه ويكمل مسيرة اإلمامة،
وأما اإلمام الثاين عشر فهو األخير وال بديل يقوم مقامه حال قتله،
فتحتم عليه الغيبة واالختباء بخالف آبائه.
الجواب ُ
شيخ طائفتهم محمد بن الحسن الطوسي َ -2يقرر هذا
بعدة أقوال منها:
أ -قال« :على أن آباءه ظهروا ألنه كان المعلوم أهنم لو قتلوا لكان
صاحب
ُ هناك من يقوم مقامهم ويسدُّ مسدَّ هم ،وليس كذلك
الزمان ،ألن المعلوم أنه لو هلك لم يكن هناك من يقوم مقامه
وال يسدُّ مسدَّ ه .فبان الفرق بينهما»(.)1
ب -قال« :على أن آباءه عليهم السالم متى ُقتلوا أو ماتوا كان هناك
من يقوم مقامهم ويسدُّ مسدَّ هم يصلح لإلمامة من أوالده،
وصاحب األمر ڠ بالعكس من ذلك ألن من المعلوم أنه ال
يقوم أحد مقامه ،وال يسد مسده ،فبان الفرق بين األمرين»(.)2
ج -قال« :وأيضًا فآباؤه عليهم السالم إنما ظهروا ألنه كان المعلوم
أنه لو حدث هبم حادث لكان هناك من يقوم مقامه ويسدُّ مسدَّ ه
من أوالدهم ،وليس كذلك صاحب الزمان ڠ ،ألن المعلوم
أنه ليس بعده من يقوم مقامه قبل حضور وقت قيامه بالسيف،
فلذلك وجب استتاره وغيبته ،وفارق حاله حال آبائه عليهم
السالم ،وهذا واضح بحمد اهلل»(.)3
((( كتاب (االقتصاد) ،لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي( ،ص .)234
((( كتاب (الغيبة) ،لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي( ،ص .)93
((( المصدر السابق( ،ص .)331-330
105
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (إشارة السبق) ،لعالمتهم أبي الحسن علي بن الحسن بن أبي المجد
الحلبي( ،ص .)63
((( كتاب (إعالم الورى بأعالم الهدى) ،لعلمهم أبي علي الفضل بن الحسن
الطربسي.)300-299/2( ،
106
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (إلزام الناصب يف إثبات الحجة الغائب) ،لشيخهم علي اليزدي
الحائري.)381/1( ،
((( كتاب (كشف الغمة يف معرفة األئمة) ،لعالمتهم علي بن أبي الفتح اإلربلي،
(.)345/3
((( كتاب (أعيان الشيعة) ،لعالمتهم محسن األمين.)62/2( ،
107
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
ِ
يخف -8يقول عالمتهم ومحققهم جعفر السبحاين« :ثم لماذا لم
اهلل سبحانه آباء اإلمام صاحب الزمان؟ للجواب عن هذا
السؤال نقول :إن آباء اإلمام كانوا بين الناس فلو قتل أحدهم
لكان هناك آخر ،ولكن جميع المسلمين يقولون (اقتضت
المشيئة اإللهية أن يكون المهدي الموعود هو آخر مبعوثي اهلل
سبحانه وتعالى)»(.)1
((( كتاب (عقائدنا الفلسفية والقرآنية) ،آليتهم العظمى جعفر السبحاين( ،ص
.)178
((( كتاب (تعليقة على معالم األصول) ،لعالمتهم علي الموسوي القزويني،
(.)491/5
108
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( من مقال له بعنوان (طاعة أئمتنا الطاهرين عليهم السالم ليست مرتبطة بالخالفة
الظاهر ّية) ،نشره يف موقعه (مركز العرتة الطاهرة للدراسات والبحوث).
109
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (االعتقادات يف دين اإلمامية) ،لصدوقهم علي بن الحسين بن موسى بن
بابويه القمي( ،ص .)108-107
110
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (عقائد اإلمامية) ،لعالمتهم محمد رضا المظفر( ،ص .)85-84
111
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
يعقوب الكليني« :عن سعيد السمان قال :كنت عند أبي عبد
اهلل ڠ إذ دخل عليه رجالن من الزيدية فقاال له :أفيكم إمام
مفرتض الطاعة؟ قال :فقال :ال»(.)1
-5الرواية التي تصرح بنفي جعفر الصادق اإلمامة عن نفسه
بكونه أحق باألمر من أبي جعفر المنصور ،فقد روى ثقتهم
الكليني« :عن حمران قال :قال أبو عبد اهلل ڠ وذكر هؤالء
عنده وسوء حال الشيعة عندهم فقال :إين سرت مع أبي جعفر
المنصور وهو يف موكبه وهو على فرس وبين يديه خيل ومن
خلفه خيل وأنا على حمار إلى جانبه فقال لي :يا أبا عبد اهلل
قد كان فينبغي لك أن تفرح بما أعطانا اهلل من القوة وفتح لنا
من العز ،وال تخرب الناس أنك أحق هبذا األمر منا وأهل بيتك
فتغرينا بك وهبم ،قال :فقلت :ومن رفع هذا إليك عني فقد
كذب ،فقال لي :أتحلف على ما تقول؟ فقلت :إن الناس
علي فال تمكنهم من
سحرة يعني يحبون أن يفسدوا قلبك َّ
سمعك فإنا إليك أحوج منك إلينا»(.)2
((( والذي معناه أن بعض آيات القرآن الكريم كانت ُتقرأ بين المسلمين ثم نسخ
اهلل تعالى تالوهتا وعندها أعرض المسلمون عن تالوهتا ولم يثبتوها يف القرآن
الكريم ،وشاهد هذا النسخ من القرآن قوله تعالى ﴿ :ما نَنس ْخ مِن آي ٍة َأو ن ِ
ُنس َها ْ َ ْ َ َ ِّ
ت بِ َخ ْي ٍر ِّمن َْها َأ ْو مِ ْثلِ َها َألَمْ َتعْ َلمْ َأنَّ اللّهَ عَ َلىَ ُكل شَيْءٍ َقدِيرٌ﴾ (البقرة.)١٠٦ :
ن َْأ ِ
عن عبد اهلل سنان قال :قال أبو عبد اهلل ڠ :الرجم يف القرآن
قول اهلل عز وجل :إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة
فإهنما قضيا الشهوة»(.)1
-2يروي رئيس محدثيهم ابن بابويه القمي الملقب بالصدوق:
«وروى هشام بن سالم ،عن سليمان بن خالد قال« :قلت ألبي
عبد اهلل ڠ :يف القرآن رجم؟ قال :نعم ،قلت :كيف؟ قال:
«الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فإهنما قضيا الشهوة «»(.)2
وقد اعرتف زعيم مذهبهم أبو القاسم الخوئي بصدوره تقي ًة
من اإلمام ،فقال« :وال شك يف أهنما وردتا مورد التقية ، فإن األصل
يف هذا الكالم هو عمر بن الخطاب ،فإنه ادعى أن الرجم مذكور يف
القرآن»(.)3
فاإلمام يف هذه الصورة يمارس التقية يف قضية عقائدية خطيرة
وهي القول بتحريف القرآن وفق مبانيهم وتقريراهتم.
صحت
قال أبو عبد اهلل ڠ :نقول ذلك ،ألن الروايات قد َّ
به واألخبار»(.)1
تتخذوا قربي قبلة وال مسجدا ،فإن اهلل عز وجل لعن الذين اتخذوا
قبور أنبيائهم مساجد»(.)1
وع َّلق عليه المجلسي بقوله« :وال يبعد القول بذلك يف قرب
الرسول صلى اهلل عليه وآله أيضًا بحمل أخبار المنع على التقية،
لشهرة تلك الروايات عند المخالفين ،وقول بعضهم بالحرمة».
إن ُص ْم َت ُص ْمنا ْ
وإن أفطرت أفطرنا فقال :يا غالم ذاك إلى اإلمام ْ
علي بالمائدة فأكلت معه وأنا أعلم واهلل إنه يوم من شهر رمضان
َّ
فكان إفطاري يومًا وقضاؤه أيسر علي من أن يضرب عنقي وال
يعبد اهلل».
حال قتل أحد األئمة( ،)1فهل بقي هناك عذر مقبول لممارسة اإلمام
التقية بإخفائه للحق وعدم الجهر به؟! وهل بعد إيجاد اهلل تعالى
لهذه الضمانة( )2ينكص اإلمام المعصوم عن بيان الدين وينزوي إلى
ممارسة التقية؟!
بعد أن اعرتفوا بوجود الضمانة من اهلل تعالى -يف حال
تعرضهم ألقصى حاالت األذى وذلك بقتلهم من قبل الظالمين -
والمتمثلة بإيجاد إما ٍم آخر يأيت من بعده يكمل المسيرة ويبين الدين
الحق للناس -؟!!!
الفصل اخلامس:
ٌ
معاول أخرى لتحطيم صنم التقية
بعد أن تبين لنا يف الفصل الماضي كيف هدم أعالم اإلمامية
-بجواهبم الثاين عن اإلشكال – أهم وأبرز ثوابت مذهبهم وهو
أصل التقية( ،)1تعا َلوا معي نستكمل تحطيمهم لذلك األصل
بمعاول أخرى جاء هبا أولئك المراجع واألعالم:
((( بعدم وجود مربر لألئمة لممارسة التقية -بتحريف الدين وكتم الحق والنطق
بالباطل خوفًا من بطش الحكام -ما دامت هناك ضمانة من اهلل تعالى بإيجاد
أئمة آخرين يكملوا مسيرة اإلمامة يف بيان الدين حال قتلهم.
122
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
منتشر ًا بين شيعة آل محمد صلى اهلل عليه وآله وعند مخالفيهم
الصدق
من الطواغيت وغيرهم ،وعرفوا منزلة أئمتهم من ِّ
ومحلهم من العلم والفضل ،وكانوا يتوقفون عن التسرع إلى
إتالفهم ويتحامون القصد إلنزال المكروه هبم»(.)1
كل زمان وملِ ِ
ك -2يقول شيخهم المفيد« :وتحقق عند سلطان ِّ
َ
ِّ
كل أوان ،علموا من األئمة الماضين عليهم السالم أهنم ال
يتدينون بالقيام بالسيف ،وال َير ْون الدعاء إلى أنفسهم ،وأهنم
ملتزمون بالتقية ،وكف اليد ،وحفظ اللسان ،والتوفر على
لما عرف
العبادات ،واالنقطاع إلى اهلل باألعمال الصالحاتَّ .
الظالمون من األئمة هذه الحاالت :أ َّمنُوهم على أنفسهم،
مطمئنين بذلك إلى ما يدبرونه من شؤون أنفسهم ،ويحققوه
من دياناهتم ،وك َّفهم ذلك عن الظهور واالنتشار ،واستغنوا به
عن الغيبة واالستتار»(.)2
-3يقول شيخهم المفيد أيضًا« :أن ملوك الزمان إذ ذاك كانوا
يعرفون من رأي األئمة عليهم السالم التقية ،وتحريم الخروج
بالسيف على الوالة ،وعيب من فعل ذلك من بني عمهم
ولومهم عليه ،وأنه ال يجوز عندهم تجريدُ السيف ..وكانوا
((( كتاب (كمال الدين وتمام النعمة) ،لصدوقهم ابن بابويه القمي( ،ص .)46
((( كتاب (رسائل يف الغيبة) ،لشيخهم األعظم المفيد.)4/3( ،
123
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
-8يقول علمهم أبو علي الطربسي« :وإنما كان آباؤه عليهم السالم
ظاهرين بين الناس يفتوهنم ويعاشروهنم ،ولم يظهر هو ألن
خوفه ڠ أكثر ،فإن األئمة الماضين من آبائه عليهم السالم
أسروا إلى شيعتهم أن صاحب السيف هو الثاين عشر منهم،
وأنه الذي يمأل األرض عد ً
ال ،وشاع ذلك القول من مذهبهم
حتى ظهر ذلك القول بين أعدائهم ،فكانت السالطين الظلمة
يتوقفون عن إتالف آبائه لعلمهم بأهنم ال يخرجون بالسيف،
ويتشوقون إلى حصول الثاين عشر ليقتلوه ويبيدوه»(.)3
((( كتاب (االقتصاد) ،لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي( ،ص .)234
((( كتاب (الغيبة) ،لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي( ،ص .)330
((( كتاب (إعالم الورى بأعالم الهدى) ،لعالمتهم أبي علي الطربسي( ،ص
.)299
125
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (إلزام الناصب يف إثبات الحجة الغائب) ،لعالمتهم علي اليزدي
الحائري.)380/1( ،
((( كتاب (النجم الثاقب) ،لمحدثهم الميرزا حسين النوري الطربسي.)440/1( ،
((( كتاب (كشف الغمة يف معرفة األئمة) ،لعالمتهم علي بن أبي الفتح اإلربلي،
(.)345/3
126
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
املِ ْع َول الثاني :ال ُم َس ِّوغ يف ممارسة التقية ملن يعلم أنه
س ُيق َتل يف كل األحوال من قبل احلكام
وهذه الحقيقة قد نطق هبا كبار مراجع اإلمامية يف معرض
التمار -من أصحاب علي ﭬ -الذي اختار
كالمهم عن ميثم َّ
جراء صدعه بعقيدته ضاربًا للتقية ُع ْر َض الجدار؛ إذ
القتل من ّ
راحوا يربرون لفعله برتك التقية مع ورود الشرع هبا عند الخوف من
((( كتاب (دراسات يف والية الفقيه وفقه الدولة اإلسالمية) ،آليتهم العظمى حسين
علي منتظري.)255/2( ،
((( كتاب (بحار األنوار) ،لعالمتهم محمد باقر المجلسي ،)434/72( ،وكذلك
كتابه (مرآة العقول)(.)182/9
((( كتاب (بحار األنوار) ،لعالمتهم محمد باقر المجلسي.)127/42( ،
129
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
َك َن ُ
اهلل األع��دا َء من قتلهم إال بعد املِ� ْ�ع� َول الثالث :لن مُي ِّ
أدائهم التبليغ والبيان
لقد قرر كبار علماء اإلمامية – يف معرض كالمهم عن وظيفة
األنبياء – بعدم تمكين اهلل تعالى لألعداء من قتلهم إال بعد قيامهم
بوظيفتهم بشك ٍل كام ٍل وهي تبليغ الدين للناس ،فإن أ َّد ْوا ما عليهم
من التبليغ عندها تزول عصمة اهلل تعالى لهم من القتل ،وصار
بإمكان األعداء قتلهم ،وإليكم بعضًا من تصريحات علمائهم
بذلك:
-1يقول علم هداهم الشريف المرتضى« :ووجه آخر :وهو َّ
أن
قومًا قالوا أنه خاف القتل ،فكتم أمر نبوته وصرب على العبودية.
وهذا جواب فاسد ألن النبي (ع) ال يجوز أن يكتم ما ُأ ْر ِس َل
((( راجع الروايات التي سردناها يف إخبار األئمة عن قتلهم بالسم أو السيف،
وذلك يف الطامة األولى من الفصل الثالث.
130
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
به خوفًا من القتل ،ألنه يعلم أن اهلل تعالى لم يبعثه لألداء إال
عاصم له من القتل حتى يقع األداء و ُت ْس َمع الدعوة ،وإال
ٌ وهو
لكان ذلك نقضًا للغرض»(.)1
-2يقول شيخ طائفتهم الطوسي« :مسألة :عن موسى ڠ ،حيث
علي
أمره اهلل تعالى بالذهاب إلى فرعون ومأله فقال« :ولهم َّ
ذنب فأخاف أن يقتلون «كيف وهو يعلم أن اهلل تعالى ما بعثه ٌ
عاصم له من القتل ،وإال كان نقضًا للغرض. ٌ إليهم إال وهو
الجواب :موسى ڠ وإن كان عالمًا بأن اهلل يمنع مِ ْن قتله
فإنما يعلم أنه يمنع منه حتى يؤدي الرسالة ،فإذا أ َّدى جاز أن
يمكنهم اهلل من ذلك ويخلي بينهم وبين قتله ،فموسى خاف أن
يقتل بعد أداء الرسالة ودعائهم إلى اهلل ال قبل األداء ،ويجوز
أن يكون أراد بذلك تعذيبه وإيالمه الذي يشبه القتل فسماه
قتالً مجاز ًا ،كما يقال يف من ضرب غيره ضربًا وجيعًا أنه
قتله»(.)2
ولو أضفنا لما تقدم ما قرره علماء اإلمامية من مطابقة
وظيفة األئمة لوظيفة األنبياء يف تبليغ الدين للناس وصيانته من
التحريف ،كما قال عالمتهم محمد رضا المظفر« :كما نعتقد
((( كتاب (تنزيه األنبياء) ،لعلم هداهم الشريف المرتضى( ،ص .)73
((( كتاب (الرسائل العشر) ،لشيخ طائفتهم محمد بن الحسن الطوسي( ،ص
.)306-305
131
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
((( كتاب (عقائد اإلمامية) ،لعالمتهم محمد رضا المظفر( ،ص .)66-65
132
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
ويف ختام هذا الفصل أحمد اهلل تعالى؛ إذ جعل مصرع أصل
التقية – أهم وأبرز أصول مذهبهم – وتحطيمه بمعاول صنعها
أعالم التشيع اإلمامي وأساطينه ،فما أحراهم بقوله سبحانه» ﭐ
يه ْم َو َأ ْي ِدي ا ْل ُم ْؤمِنِي َن َفا ْع َتبِ ُروا َيا ُأولِي الأْ َ ْب َص ِ
ار ون ُب ُيو َت ُهم بِ َأ ْي ِد ِ
ُي ْخ ِر ُب َ
«(الحشر)2 :
133
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
134
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
A
ستهز
ُّ أن الحقيقة التي َت َم َخ َّضت عنها هذه الدراسة
ال شك َّ
كيانكم أيها العقالء من الشيعة اإلمامية؛ إذ تجلى من خاللها هشاشة
ٍ
إشكال ُو ِّجه إليها حول غيبة بنيانكم لنظرية اإلمامة واهنياره أمام أول
اإلمام الثاين عشر ،حتى أنه أرغم أعالم المذهب وأساطينه – يف
معرض جواهبم عنه – على اإلتيان بكوارث تنسف ثوابت المذهب
ومقرراته ،فمن هذه الكوارث:
الكارثة األوىل:
بعد أن طفحت مروياتكم ومؤلفاتكم عن استشهاد األئمة
على أيدي حكام زماهنم؟! وبعد أن أحييتم الكثير من الذكريات
بالسم أو السيف – بحشدكم لها
ِّ السنوية الستشهاد األئمة –
المسيرات المليونية لزيارة مراقدهم()1؟!
ثم بعد ِّ
كل هذا وذاك يخرج عليكم كبار أعالم المذهب
وأساطينه كالشيخ المفيد (معلم األمة) والشريف المرتضى (علم
الهدى) والشيخ الطوسي (شيخ الطائفة) بتقريرات نحروا هبا ثوابتكم
مفادها انتفاء خطر القتل على أيدي الحكام بحق جميع األئمة باستثناء
((( حتى جعلوا من تلك المناسبات إجازات حكومية رسمية تتعطل ألجلها
األعمال والوظائف وتتوقف فيها مصالح الناس ،وربما صار العراق بسببها
من أكثر بلدان العالم يف اإلجازات الرسمية.
135
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
الكارثة الثانية:
مع حلول شهر محرم من كل عام يستنفر الشيعة اإلمامية
إلحياء ذكرى استشهاد الحسين ﭬ بوصفها ثورة إصالحية خرج
هبا على الظلم ،فتجد الكالم عن الثورة الحسينية يمأل الخافقين؛
وإن َّ
قل إذ استنبطوا منها البطولة والشجاعة للوقوف أمام الباطل ْ
األنصار واألعوان.
ثم بعد كل هذا وذاك يخرج عليكم كبار أعالم المذهب
وأساطينه كالشيخ المفيد (معلم األمة) والشريف المرتضى (علم
الهدى) والشيخ الطوسي (شيخ الطائفة) بكارثة» لَ ُت ْب ِقي َولَ ت ََذر
«مفادها أن التكليف اإللهي لجميع األئمة هو التزام التقية وعدم
الخروج بالسيف ،باستثناء اإلمام الثاين عشر فهو الوحيد الذي
كلفه اهلل تعالى بالخروج بالسيف!!!
فحولوا الحسين ﭬ – بتلك التقريرات – من بطل ثائر
ٍ
عاص هلل تعالى بذلك ٍ
مذنب على الظلم خارجٍ لنصرة الحق ،إلى
الخروج ،مخالف لما كلفه خالقه سبحانه بالسكوت والتقية وترك
الخروج بالسيف!
136
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
َف ُح َّق لكم أيها الشيعة أن تلطموا الوجوه وتشقوا الجيوب على
الثورة الحسينية التي ن ِ
ُح َرت بأيدي كبار أعالم المذهب وأساطينه!
137
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
138
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
J
1.1تعليقة على معالم األصول ،تأليف الفقيه المحقق واألصولي
المدقق العالمة السيد علي الموسوي القزويني قدس سره ،تحقيق
حفيده السيد علي العلوي القزويني ،الطبعة :األولى ،سنة الطبع:
،1422المطبعة :مؤسسة النشر اإلسالمي ،الناشر :مؤسسة النشر
اإلسالمي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
2.2رسائل الشهيد الثاين ،زين الدين بن علي العاملي (الشهيد الثاين)
(ت 965هـ) ،تحقيق :التحقيق :مركز األبحاث والدراسات
اإلسالمية -قسم احياء الرتاث االسالمي -المشرف على
التحقيق :رضا المختاري ،الطبعة :األولى ،سنة الطبع1421 :
– ،1379المطبعة :مطبعة مكتب اإلعالم اإلسالمي ،الناشر:
مركز انتشارات دفرت تبليغات اسالمي (مركز النشر التابع لمكتب
اإلعالم اإلسالمي)
3.3مباين تكملة المنهاج ،أبو القاسم الخوئي (ت 1413هـ) ،الطبعة:
الثانية ،سنة الطبع ،1396 :المطبعة :العلمية -قم المقدسة
4.4الرسائل ،روح اهلل الخميني (ت 1410هـ) ،تحقيق :مع تذييالت
لمجتبى الطهراين ،سنة الطبع :ربيع األول ،1385المطبعة:
مؤسسة اسماعيليان ،الناشر :مؤسسة اسماعيليان -للطباعة
والنشر والتوزيع
5.5إعالم الورى بأعالم الهدى ،تأليف أمين اإلسالم الشيخ أبي علي
الفضل بن الحسن الطربسي ،تحقيق :مؤسسة آل البيت (ع) إلحياء
139
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
141
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
2001م ،الناشر :شركة دار المصطفى صلى اهلل عليه وآله إلحياء
الرتاث
1616اإلمام الصادق (ع) ،الشيخ محمد حسن المظفر (ت 1375هـ)،
الطبعة :الثالثة ،سنة الطبع 1978 - 1397 :م ،الناشر :دار الزهراء
للطباعة والنشر والتوزيع -بيروت -لبنان
1717األنوار البهية يف تواريخ الحجج اإللهية ،الشيخ عباس القمي (ت
1359هـ) ،تحقيق :مؤسسة النشر اإلسالمي ،الطبعة :األولى ،سنة
الطبع ،1417 :الناشر :مؤسسة النشر اإلسالمي التابعة لجماعة
المدرسين بقم المشرفة
1818دليل تحرير الوسيلة (والية الفقيه) ،علي أكرب السيفي المازندراين،
الطبعة :األولى ،سنة الطبع 1375 - 1417 :ش ،المطبعة :مطبعة
مؤسسة العروج ،الناشر :مؤسسة تنظيم ونشر آثار اإلمام الخميني
1919المعجم الموضوعي ألحاديث اإلمام المهدي (عج) ،الشيخ علي
الكوراين العاملي ،الطبعة :األولى ،سنة الطبع 2006 - 1426 :م
2020جواهر التاريخ (السيرة النبوية) ،الشيخ علي الكوراين العاملي،
الطبعة :األولى ،سنة الطبع 1430 :هـ ،المطبعة :وفا ،الناشر:
باقيات
2121البنات ربائب « قل هاتوا برهانكم » ،السيد جعفر مرتضى العاملي،
الطبعة :األولى ،سنة الطبع 1386 - 1428 :ش ،المطبعة :نگارش
2222العقيدة اإلسالمية على ضوء مدرسة أهل البيت (ع) ،آية اهلل
142
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
143
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
144
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
145
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
146
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
148
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
149
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
150
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
152
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
153
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
154
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
P
ِ
اإلهدَ اء7........................................................
المقدمة 9.......................................................
التمهيد11.......................................................
155
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
156
ٌ
إشاكل يف اإلمامة
المرويات 109..................................................
ثانيًا :معنى التقية وأهميتها يف مذهب اإلمامية110...............
ثالثًا :ممارسة األئمة للتقية يف قضايا خطيرة باالعتقادات
والعبادات112..................................................
الصورة األولى :كتمان األئمة إلمامتهم خوفًا من بطش الحكام 113...
الصورة الثانية :إقرار اإلمام بتحريف القرآن من خالل إثباته نسخ
التالوة 115.....................................................
الصورة الثالثة :إثباته ما ينايف عقائد اإلمامية بنزول الرب سبحانه
إلى السماء الدنيا 117...........................................
الصورة الرابعة :اإلمام ينادي يف بيته بعبارة (الصالة خير من النوم)
مع اعتقاده بطالهنا118..........................................
الصورة الخامسة :تبنيه لحديث (لعن اهلل من اتخذ القبور مساجد )
مع مخالفته لتعظيمهم قبور األئمة وصالهتم فيها 118............
الصورة السادسة :إفطار اإلمام يومًا من رمضان مع علمه بذلك 119...
الصورة السابعة :غسل اإلمام ألرجله يف الوضوء مع اعتقاده بطالن
ذلك120........................................................
ِ
الم ْع َول الثاين :ال ُم َس ِّوغ يف ممارسة التقية لمن يعلم أنه س ُيقتَل يف
كل األحوال من قبل الحكام127................................
ِ
الم ْع َول الثالث :لن ُي َم ِّك َن ُ
اهلل األعدا َء من قتلهم إال بعد أدائهم
التبليغ والبيان 130..............................................
الخاتمة 135....................................................
المصادر 139...................................................
158