You are on page 1of 36

‫هيئة التحرير‬

‫اختطاف ثورة‬
‫احلرية لرزان زيتونة‬ ‫‪2‬‬
‫أمين غوجل‬
‫يف ‪ 2013-12-10‬قامت جمموعة مسلحة ملثمة و‬ ‫طاغية األنوثة ‪ .‬طاغية الثقة بالنفس ‪ .‬طاغية الفكر ‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫محمد حسني محمد‬
‫كل الدالئل تتجه اال أهنا تتبع لتنظيم زه ران علوش‬ ‫اثبات األخطاء العلميّة بالقرآن وكشف التدليس والتالعب هبا‬ ‫‪7‬‬
‫أخيل‬
‫االس �ل�ام ��ي ب ��أخ ��ت ��ط ��اف ك ��ل م ��ن ال ��ن ��اش ��ط ��ة احل ��ق ��وق ��ي ��ة‬ ‫نبضات بن باز‬ ‫‪13‬‬ ‫دينا‬
‫البارزة رزان زيتونة واملناضلة والناشطة مسرية اخلليل‬ ‫األمساء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬ ‫‪15‬‬ ‫كاترينا‬
‫والناشط وائل محادة والناشط واحلقوقي ناظم محادي الناشطني مبجال توثيق االنتهاكات يف‬ ‫«ألننا نستطيع»‬ ‫‪25‬‬ ‫كنان‬
‫سوريا و ومكتب التنمية احمللية ودعم املشاريع الصغرية‬ ‫ملحدات سوريات ‪...‬‬ ‫‪29‬‬ ‫تامبي‬
‫اختطفت من قبل االسالميني لصاحل نظام بشار االسد‪.‬‬ ‫سلسلة الرد امللجم على صحيح مسلم(‪)4‬‬ ‫‪37‬‬ ‫زانا‬
‫رزان زيتونة اليت أمضت سنني عديدة من حياهتا يف سجون االسد ‪.‬‬ ‫الديىن بالفطرة‬ ‫‪43‬‬ ‫بن باز عزيز‬
‫اليوم ختتطف لصاحلة و على يد من يدعمه و يسانده من الكتائب االلسالمية اليت خطفت‬
‫تفسري البسملة « قراءة إحلاديه» ضمن مشروع متكامل‬ ‫‪49‬‬ ‫رامي‬
‫الثورة ‪.‬‬
‫طقوس الدفن عند الشعوب‬ ‫‪55‬‬
‫رزان زيتونة اليت مل توافق على مغادرة سوريا طوال الفرتة املاضية و اصرت على دعمها من‬
‫التطور امللحوظ ىف البشر‬ ‫‪63‬‬
‫الداخل السوري و بذلت الغايل و الرخيص يف سبيل دعم ابناء بلدها و ايصال صوهتم اىل‬
‫السهام الناريه علي األحاديث القدسيه – ‪1‬‬ ‫‪65‬‬
‫كل احملافل و توثيق اجل رائم ضد االنسانية املرتكبة من كل االط �راف سواء مع أو ضد نظام‬
‫بشار االسد ختتطف ‪.‬‬
‫رزان من كان توثيق حاالت االختطاف أحد مهامها اليومية أختطفت ‪.‬‬
‫رزان رمبا تكون أخر حجر صامد يف وجه شيطنة الثورة و حتويلها اىل ن زاع دموي ديين تافه ال‬
‫هناية له أختطفت ‪.‬‬
‫رزان أيقونة الثورة ووجهها الناصع أختطفت ‪.‬‬

‫رزان‬ ‫ ‬
‫صديقيت و معلميت و ملهميت كوين خبري ‪.‬‬ ‫ ‬

‫أمين غوجل‬ ‫ ‬
‫‪i-think-magazine.blogspot.com‬‬
‫بالنيابة عن اسرة جملة أي ثينك‬ ‫ ‬ ‫‪www.ithinkmag.net‬‬
‫‪2013-12-11‬‬ ‫ ‬ ‫‪facebook.com/I.Think.Magazine‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫طاغية األنوثة ‪ .‬طاغية الثقة بالنفس ‪ .‬طاغية الفكر ‪.‬‬

‫طاغية األنوثة ‪ .‬طاغية الثقة بالنفس ‪ .‬طاغية الفكر ‪.‬‬


‫عليها الستعبادها من أجل احلصول على شهادة تقدير وحسن سلوك سعي اً منها الكتساب‬
‫ود اجملتمع عامة والرجل خاصة‪ ،‬فيصبح الرجل هدف اً حياتي اً لدى امل رأة بدالً من أن تعمل‬ ‫طاغية األنوثة ‪ .‬طاغية الثقة بالنفس ‪ .‬طاغية الفكر ‪.‬‬
‫لتحقيق ذاهتا ‪.‬‬
‫‪Lyrien‬‬

‫رندا قسيس املتمردة على الدين و اجملتمع‬


‫كلمينا عن جتربتك اخلاصة كونك انثى أوالً يف جمتمع ذكوري كاجملتمع السوري و أم رأة‬ ‫و صاحبة خط فكري مستقل و متميز‬
‫حرة مفكرة و ملحدة ثاني اً يف جمتمع متدين‬ ‫احلوار معها كان مث رياً و مفيدأ اىل أبعد‬
‫‪ -‬منذ طفوليت متردت على «تقاليد أو أع راف» اجملتمع السوري داخل سوريا‪ ،‬ألبدأ بتساؤالت‬ ‫احلدود‬
‫عدة عن وضع امل رأة يف األديان وضرورة التخلص من أساطري دينية سجنت امل رأة الستخدامها‬
‫كأداة‪ .‬استطعت التخلص من القيود الدينية يف سن الثانية عشر ألعلن قناعيت الكاملة يف‬
‫االحلاد‪ .‬وقد ساعدين يف هذا الشيء والدي املختص يف علم النفس‪ .‬من هنا كانت بدايايت‬ ‫من هي رندا قسيس ؟‬
‫يف رفض مجيع التابوهات االجتماعية‪ .‬فيما بعد كان من الطبيعي أن أعيد ق راءة هذه الثقافة‬
‫‪ -‬بدأت رندا قسيس حياهتا املهنية فنان ةً‬
‫من خالل القاء الضوء عليها من خالل النظريات األنرتبولوجية والنفسية اخلاصة هبا ملعرفة‬ ‫تشكيلية مث انتقلت اىل األحباث النفسية‬
‫العوامل اليت سامهت يف تشكيل هذه الثقافات‪ .‬من هنا ال ميكن أن نقوم بد راسة حيادية‬ ‫االنرتبولوجية والكتابة فيها‪ .‬منذ اندالع‬
‫قائمة على أسس علمية من دون اكتساب عقلية التشكيك واالستفسار‪ ،‬أي اكتساب ما‬ ‫االنتفاضة السورية اجتهت حنو السياسة‬
‫نسميه «الفكر احلر» القادر على إعادة التفكري مبا يؤمن به أو مبا فرض عليه‪.‬‬ ‫ح ��ي ��ث ت �رأس ��ت اهل ��ي ��ئ ��ة ال ��ع ��ام ��ة ل�لائ ��ت�لاف‬
‫العلماين ال ��دمي ��وق �راط ��ي لتمثله مبقعد يف‬
‫كيف تصفني الثورة السورية و دور امل رأة فيها ؟‬ ‫اجمللس ال ��وط�ني ال ��س ��وري‪ .‬استقالت بعد‬
‫‪ -‬اقتصر دور امل رأة السورية يف االنتفاضة السورية على وجود رمزي يف املعارضة‪ ،‬فمع اننا‬ ‫خ�لاف ��ات بينها وب �ي�ن االئ ��ت�لاف يف ش ��أن‬
‫رأيناها يف ساحات االحتجاج يف بعض امل ��دن إال ان حضورها ك ��ان بالقليل إذا ما قارناه‬ ‫تسليح املعارضة وعدم إدانة االنفجارات‬
‫ب ��أع ��داد ال ��رج ��ال‪ .‬وبالرغم من وص ��ول بعض النساء اىل بعض امل �راك ��ز احلساسة إن ك ��ان يف‬ ‫والسلوكيات غري املشروعة لبعض املقاتلني يف “اجليش احلر”‪ ،‬واختالف مع اجمللس الوطين يف‬
‫احلكومة أو يف بعض جمالس املعارضة إال ان دورها مازال بعيداً على أن يكون قيادي اً‪ .‬يعكس‬ ‫شأن هيمنة “اإلخوان املسلمني” واإلسالميني على احل راك الثوري‪ ،‬وهي حالي اً‪ ،‬رئيسة حركة‬
‫هذا التواجد املتواضع للم رأة السورية ذهنية ذكورية قائمة على حتجيم دورها‪.‬‬ ‫اجملتمع التعددي الذي أسسته يف أيلول ‪ 2012‬وجيمع ناشطني يف الداخل السوري واخلارج‪.‬‬
‫منذ سنة والنصف بدأت تنادي باملباشرة من مجيع األط راف للبدء يف احلل السياسي لعدمية‬
‫و مل ��ا ب �رأي ��ك حتجم دور امل �رأة ضمن معارضة م ��ن امل ��ف�ترض اهن ��ا تطالب بشعارات احل ��ري ��ة و‬ ‫احل ��ل العسكري على األرض لصاحل كال الطرفني‪ ،‬كما أدان ��ت وبشدة انتهاكات املعارضة‬
‫مواطنة و تأسيس دولة متحضرة ؟‬ ‫املسلحة اليت لكل تأكيد لن تصب إال لصاحل النظام‪.‬‬
‫‪ -‬قبل الكالم عن احلرية واملواطنة ودولة متحضرة‪ ،‬دعين أقوم بتحديد هذه املفاهيم أوالً‪.‬‬
‫جند أن احلرية يف مفهومها العام يعين حرية احلركة من دون موانع أي استقاللية أي نظام‬ ‫كيف ترين العالقة بني الذكر و االنثى داخل اجملتمع السوري ؟‬
‫داخل حميطه‪ .‬أما يف مفهومها اإلنساين فهي اليت تعطي مساحة للفرد لإلعالن عن إرادته يف‬ ‫‪ -‬يعاين اجملتمع السوري كغريه من اجملتمعات الذكورية من موروث تارخيي بدائي يرتكز على‬
‫التفكري والتعبري عنه ومتنحه احلق يف ممارسة قناعاته الفردية‪ .‬من هذا املنطلق نستطيع القول‬ ‫ثقافة دينية‪-‬اجتماعية قائمة على مبدأ التمييز بني اجلنسني‪ ،‬فهو حيول امل رأة أداة لدى للذكر‬
‫أن احلرية يف مفهومها اإلنساين مرتبط بالثقافة االجتماعية والسياسية والفلسفية جملتمع ما‪.‬‬ ‫من خالل ثقافة وتربية حتث امل رأة أن تعمل ما بوسعها للحفاظ على قيم اجتماعية فرضت‬
‫مما يعين أن احلرية ممارسة وسلوك قبل أن تكون شعارات‪ .‬أما بالنسبة للمواطنة فهي هوية‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫طاغية األنوثة ‪ .‬طاغية الثقة بالنفس ‪ .‬طاغية الفكر ‪.‬‬

‫طاغية األنوثة ‪ .‬طاغية الثقة بالنفس ‪ .‬طاغية الفكر ‪.‬‬


‫اس رتاتيجيات وأهداف لكل مرحلة‪.‬‬ ‫وطنية ترتكز على مبدأ احلقوق وجرية الق رارات‪ .‬أي اهنا ثقافة وسلوكيات ممارسة‪ .‬أما الدولة‬
‫املتحضرة فهي تأيت عند بناء دولة حقوق للبدء يف العمل لرفع مستوى الوعي اجلماعي‪.‬‬
‫هل من الصعب أن تكوين انثى و ملحدة و ثائرة و بنفس الوقت أن تنخرطي بثورة باتت‬
‫توصف بأهنا جهاد ال اكثر و ال أقل ؟‬ ‫هل تسبب كونك انثى و ح ��رة زي ��ادة عن ال ��ل ��زوم باملقاييس الذكورية الشرقية مبشاكل أو‬
‫‪ -‬من الصعب أن تكون مستقال وأن تنخرط يف هذا احل راك‪ .‬ومن الصعب أيضا أن تكون‬ ‫مضايقات نفسية و هل أخن راطك و دعمك للثورة السورية سبب لك أي مشاكل و خاصة‬
‫من األشخاص الذين ميكنهم املشاركة يف صنع الق رار وأن تنخرط يف هذا احل راك فكيف اذا‬ ‫ضمن املظهر االسالمي الطاغي فيها ؟‬
‫كان هذا الفرد أنثى مستقلة وحرة يف الق رار وملحدة يف جمتمع ثقافته استنساخ األف راد على‬ ‫‪ -‬استلمت الكثري من رسائل التهديد بالقتل‪ ،‬ناهيك عن الشتائم واالشاعات املستلهمة‬
‫شاكلة واح ��دة‪ .‬ويف ذات الوقت كل هذه األشياء تدفعين لالستم رار ألن اإلرادة هي احملرك‬ ‫من اخلياالت الفانتازية للبعض‪ .‬فكان يل النصيب يف استالم شتائم متنوعة‪ ،‬فمنها املليئة‬
‫األساسي والدافع الرئيسي للبقاء‪.‬‬ ‫ب ��اإلحي ��اءات اجلنسية وال �ت�ي تعرب ع ��ن ح ��ال ��ة كبت مج ��اع ��ي لكل ال ��رغ ��ب ��ات الباحثة ع ��ن خمرج‬
‫للتنفيس‪ .‬ناهيك عن االهتامات بالعمالة واخليانة…اخل هذه الرسائل تعرب‪ ،‬ولألسف الشديد‪٫‬‬
‫منذ أيام مت أختطاف الناشطة احلقوقية رزان زيتونة و بعض من الناشطني املدنيني مارأيك ؟‬ ‫عن ثقافة تفتقد اىل قواعد معرفية واىل خلط يف املفاهيم واالصطلحات‪ ،‬كما تعكس الص راع‬
‫‪ -‬إن كان النظام هو املسؤول عن عملية االعتقال فال غ رابة يف ذلك ألنه يعتقل العلماين‬ ‫النفسي الذي يعانيه أف راد هذه الثقافة‪.‬‬
‫قبل أن يعتقل االسالمي ألن العلماين يشكل منافس اً وخط راً عليه أكثر من اإلسالمي‪ .‬أما‬
‫إذا كانت قد اختطفت من اجلماعات اإلسالمية‪ ،‬وهذا بالشيء الوارد‪ ،‬فال عجب يف ذلك‬ ‫جتربتك يف الثورة السورية مثرية و تعرضت يف أكثر من مرة هلجمات من تيارات دينية و حىت‬
‫ألن تاريخ اإلسالميني مليء باألفعال العدوانية‪.‬‬ ‫غري دينية من احملسوبني على املعارضة السورية ملا ب رأيك ؟‬
‫سؤال أخري ياترى هل تنصحني امللحدين أن يشهروا احلادهون و ملاذا ؟‬ ‫‪ -‬أعتقد أن اهلجوم اليت تعرضت له ناتج عن ثقافة ذكورية أوالً (ختص الثقافة الذكورية‬
‫‪ -‬أعتقد أن على الفرد ممارسة قناعاته كي ال يقع فريسة لص راعات وازدواجات نفسية‪.‬‬ ‫اجلنسني‪ :‬األنثى والذكر) وثاني اً عن ثقافة قمعية ال حترتم حق االختالف يف التفكري‪ .‬هلذا كان‬
‫األفكار والقناعات تساعد يف اكتشاف الذات ملعرفة األهداف الدفينة يف الداخل النفسي‬ ‫اهلجوم من األط �راف اإلسالمية ت ��ارة وم ��ن بعض العلمانيني ت ��ارة أخ ��رى‪ .‬االنتفاضة السورية‬
‫واليت تدفع إىل تبين اسلوب أو منط يف التفكري دون اآلخر‪.‬وهذا يساهم يف دفع عملية التفكري‬ ‫ج ��اءت نتيجة ع ��وام ��ل ع ��دي ��دة ومتفاوتة ت راكمت على م ��ر ال ��ع ��ق ��ود‪ ،‬ل ��ت ��أيت الفرصة املناسبة‬
‫واخلروج من متاهات التصعيد‪.‬‬ ‫لطرح الشحنات الداخلية امل رتاكمة املكبوتة على السطح من خالل انفجار تدرجيي‪ .‬أي أن‬
‫االنتفاضة مل تكن حالة مدروسة ومتوازنة بل كانت تعبري عن حالة القمع بكل قياساته‬
‫االجتماعية والسياسية واالقتصادية‪ .‬كما كانت حالة رفض للتمييز الطبقي الذي يعاين منه‬
‫اجملتمع السوري‪ .‬فكان من البديهي أن يتعرضوا إىل أي فرد له رؤيته وحتليله اخلاص‪.‬‬
‫أجرى احلوار أمين غوجل‬
‫‪2013/12/11‬‬ ‫هل انتهت الثورة السورية ك (ثورة ) و حتولت حلرب طائفية دينية و ملاذا ؟‬
‫‪ -‬رغم أين أحتفظ على كلمة ثورة ألن الثورة يف تعريفها العام هي نتيجة حل راك شعيب إن‬
‫كان سلمي أو عسكري ميكنه أن يغري نظام اً سياسي اً واجتماعي اً يف مفهومه العميق‪ .‬هلذا‬
‫من املبكر جداً الكالم عن ثورة ألن االنتفاضة مازالت قائمة والنتائج غري حمققة‪ .‬ما نعيشه‬
‫اليوم يف سوريا من حرب أهلية هو نتيجة حتول االنتفاضة اىل ح راك عسكري ممول يف اجلزء‬
‫الكبري له من دول أرادت حتوبل احل راك اىل حرب دينية‪ ،‬وال ننسى أن هذا الشيء يصب يف‬
‫مصلحة النظام السوري‪ ،‬لكن يف ذات الوقت علينا االع رتاف بوجود أرضية طائفية يف اجملتمع‬
‫السوري‪ .‬إال أن كل هذا ال يعين أبداً استحالة عملية التغيري من خالل تقسيم امل راحل ووضع‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬
‫اثبات األخطاء‬

‫اثبات األخطاء‬
‫و الغلطالثاين الذي وقع به ذلك امل ّدعي هي ان النحل ال ينب بيوته باجلبال دائم اً‬
‫العلمية بالقرآن‬
‫ّ‬ ‫اثبات األخطاء‬
‫‪ ,‬فهو غالب اً ما يعيش باملناطق السهليّ ة الغنيّ ة باألزهار و يعيش خباليا خاصة من صنع‬
‫وكشف التدليس والتالعب بها‬
‫االنسان و ليس مجيع النحل من يقوم بصنع العسل ‪ -‬العامالت منه فقط‬
‫العلمية بالقرآن وكشف التدليس‬

‫العلمية بالقرآن وكشف التدليس‬


‫‪----‬‬ ‫خليل خالد العمري‬
‫‪21 / 11 / 2013‬‬
‫اآلية الثانيّ ة ‪:‬‬
‫ّ‬

‫ّ‬
‫ث‬‫وإِ َّن لَ ُك م فيِ الأْ َ�ن ع ِام لَ عِ �ب رًة ۖ‪ ---;-----;---;-‬نُس ِق ي ُك م ممِ َّا فيِ ب طُونِ ِه ِم ن �ب ِ �ف ر ٍ‬ ‫‪ -1‬األخطاء العلميّ ة بعمل اخللق بالقرآن ‪..‬‬
‫ْ َينْ َْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ني ﴿‪---;-----;---;-‬سورة النحل ‪-;---;-﴾66 :‬‬ ‫لش ا ِربِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ا َس ائ غً ا ل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الش َج ِر َوممِ َّا �يَ ْع ِر ُش و َن‬
‫َّح ِل أ َِن اتخَِّ ِذي ِم َن الجِْ بَ ِال �بُيُ وتًا َوِم َن َّ‬
‫ك إِلىَ ال ن ْ‬‫َوأ َْو َح ى َربُّ َ‬
‫َو َدم لَ �بَنً ا َخ ال ً‬ ‫ف أَلْ وانُه فِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫نهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات فَ ِ‬ ‫ثمَُّ ُك لِ ي ِم ن ُك ِّل ال ثَّم ر ِ‬
‫‪-------‬‬ ‫يه‬ ‫اب مخُْ تَ ل ٌ َ ُ‬ ‫اس لُ ك ي ُس بُ َل َربِّك ذُلُلاً يخَ ْ ُر ُج م ْن بُطُو َا َش َر ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِش َف اءٌ لِل ن ِ‬
‫الفرث أو الغائط موجود يف املثانة داخل البطن يف حني أن الغدد الثديية حيث يتم إنتاج‬ ‫ك لآَ َيَةً ل َق ْوم �يَ�تَ َف َّك ُرو َن النحل ‪69 - 68 /‬‬ ‫َّاس إِ َّن فيِ َذل َ‬
‫احلليب فيها تقع خارج حميط البطن ال بني الفرث و الدم !!!‬ ‫اآليات هاته تثبت جهل مؤلّفهما بأبسط العلوم وعمل اخللق و الغيب بغض النظر ان اعتربنا‬
‫‪http://en.wikipedia.org/wiki/Mammary_gland‬‬ ‫أن األزهار هي مثار فهل العسل خيرج من بطن النحل !!؟؟ اجلواب ‪ :‬ال‬
‫‪ ،‬وكالمه غري الدقيق هذا دالله على انه هو نفسه ال يعرف موقعها‬ ‫فالعامالت من النحل جتمع « النكتار « ( ‪ %20‬منه عسل ) داخل‬
‫وس ع احتماالته وعلى الرغم من ذلك فشل باصابة‬ ‫بطن النحلة ضمن معدة خاصة تسمى معدة العسل و مير عرب معي‬
‫فتكه ن بذلك و ّ‬ ‫ّ‬
‫جمرد م ّدعي كاذب‬ ‫عامالت النحل ليخرج من فمها وبعد أن تضع العامالت نكتار‬
‫موقعها احلقيقي ألنّه ّ‬
‫يتحول‬ ‫العسل داخل اخلاليا الشمعية تقوم بتجفيفه بفمها حىت ّ‬
‫‪---‬‬ ‫النكتار اىل عسل خالص‬
‫يقول مؤلّف القرآن ‪:‬‬ ‫م راجع‬
‫ب ‪ /‬الطارق‪:‬‬ ‫ُخ لِ َق ِم ْن َم ٍاء َدافِ � ٍ�ق * يخَ ْ ��رج ِم ْن �بَ�ْيننْ ِ ُّ ِ‬
‫ب وال �تَّرائِ ِ‬ ‫‪http://animals.nationalgeographic.com/‬‬
‫الص ْل َ َ‬ ‫ُُ‬
‫‪7-6‬‬ ‫‪/animals/bugs/honeybee‬‬
‫شرح املفسرين لآلية‪:‬‬ ‫‪http://en.wikipedia.org/wiki/‬‬
‫‪http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?p‬‬ ‫‪Honey#Formation‬‬
‫‪38118=age=showfatwa&Option=FatwaId&Id‬‬ ‫‪http://www.fordshoneyfarm.com/‬‬
‫اخلطأ الذي وقع فيه قائلها امل ّدعي هو أ ّن اإلنسان ال خيلق من ماء‬ ‫‪honeymade.html‬‬
‫املرآة ومن املعروف طبيّ اً أن احتّ اد البويضة داخل الرحم مع نطفة واحدة من الرجل هو من‬ ‫الرحيق الزهري الذي جتمعه عامالت النحل فقط إىل العسل‬ ‫ِ‬ ‫وتستغرق عمليات التحول من‬
‫يكون اجلنني‬ ‫حوال اليوم الكامل‬
‫ّ‬
‫يتكون من املنطقة الصدرية عندها ( ال رتائب ) ‪ ,‬و ال يتكون مين الرجل‬ ‫ثاني اً ذلك املاء ال ّ‬
‫من منطقته الصدريّة أيض اً ( الصلب ) هو يتكون يف اخلصيتني خ ��ارج البطن بعيداً عن‬ ‫خمتل العقل زغلول‬
‫وعلى عكس ما ي ّدعيه ادعياء التخريف العلمي امثال األبله األخ ��رف ّ‬
‫منطقة الصدر !!‬ ‫النجار وغريه من شيوخ الدجل والبالهة‬
‫وهذا ايض اً حديث صحيح يوضح اخلطأ العلمي هذا الذي وقع به ذلك البدوي احملتال ‪:‬‬ ‫العسل اول من اكتشف فائدته و بدأ باستخ راج األدوية منه هم املصريني القدماء ‪ -‬الف راعنة‬
‫‪ »:‬ماء الرجل أبيض وماء امل رأة أصفر‪ ،‬فإذا اجتمعا فعال مين الرجل مين امل رأة أذك را بإذن اهلل‪،‬‬ ‫‪-‬و الصينيني القدماء ومن قبل اإلسالم بأكثر من الف وستمائة عام !!‬
‫وإذا عال مين امل رأة مين الرجل أنثا بإذن اهلل « صحيح مسلم‬ ‫‪http://pharmacy.ksu.edu.sa/ar/pages/departments/‬‬
‫&‪http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa‬‬ ‫‪/480/community‬العالج‪-‬بالعسل‪/‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬
‫اثبات األخطاء‬

‫اثبات األخطاء‬
‫‪---------------------------------------------------‬‬ ‫الفرق بني جربيل وغريه من املالئكه هل هو فرق يف العباده والصالح‪ ,‬ام فرق يف القدره البدنيه‬
‫تقول املؤلفه « ذكر اهلل تعايل يف القرآن الكرمي مخس وعشرين نبيا مرسال ‪ ,‬وهناك أنبياء مل‬ ‫مثال‪ ,‬أم فرق روحاين حبت كأن اهلل يعتز جبربييل أكثر وميوله الروحيه والعاطفيه متيل إليه‬
‫ترد أمساؤهم يف الق ران الكرمي‪,‬ولكن ذٌكر الكثري منهم يف العهد القدمي»‬ ‫اكثر‪ ,‬ملاذا ال يتدخل اهلل بنفسه ليُ عرف اخللق به‪ ,‬أليس هو من صنعهم‪ ,‬ألسنا حنن بصنعته‬
‫العلمية بالقرآن وكشف التدليس‬

‫العلمية بالقرآن وكشف التدليس‬


‫كما صدعوا روؤسنا‪,‬‬
‫الرد‪ :‬ما الفائده من التنويه عن انبياء قد أُرسلوا سابقا إن مل يكن هناك تفصيال هلم‪ ,‬هل‬ ‫أليس الصانع ‪-‬اهلل‪ -‬هو أدري وأعلم بصنعته ‪ .‬ملاذا إذن هذا اجلهد العبثي املبذول يف إختيار‬
‫ّ‬

‫ّ‬
‫اهلل يٌشوق عبيده مثال‪ ,‬هل حنن امام كتاب مقدس مفصل كما يدعون ام امام مغامره من‬ ‫مالئكه مث إختيار خملوق بشري‬
‫مغام رات رجل املستحيل وألغاز فريق ع*‪2‬‬ ‫واتسائل دوما وهو سؤال جانيب ‪ -‬ما القيمه املضافه جلربيل أو الفائده امل حازه من قبله نتيجة‬
‫تذكر الكاتبه الدليل علي إرسال الرسل بأهنم ذُكروا يف العهد القدمي وهنا إشكاليه قدميه‬ ‫قيامه هبذا العمل مع كل الرسل من لدن آدم وحيت مد علي إف رتاض ُ‬
‫صحة قول أتباع األديان‬ ‫محُ‬
‫متجدده وهو املوقف اإلسالمي من الكتاب املقدس عند املسيحني‪ ,‬هل هو مقدس بالفعل‬
‫‪ -‬الحظ أهنا إختذته هنا دليال‪ -‬ام هو كتاب بشري عادي مليء باألخطاء والتناقضات‬ ‫وأترك لكم التفكر واجلواب‬
‫وهنا نعرج علي كيف يتناول املسلم أتباع الديانات األخري وعلي رأسهم املسيحيه‪ ,‬فهم‬
‫ضالني كافرين‪ ,‬كما ورد يف القرآن إذن الكاتبه هنا تضرب‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬
‫تضرب يف الصميم أمر عقدي معلوم من الدين بالضروره‪ ,‬ولو ق رأ هلا احد مشايخ السلف‬
‫اعتقد أنه سيقوم بتكفريها‪ ,‬لكن مبا إننا من رافعي شعار التسامح سنكتفي فقط بالتدليل‬ ‫تقول املؤلفه « وألن اإلنسان العادي ال ميكنه التجاوب مع الروح االمني فقد إصطفي اهلل تعايل‬
‫علي األخطاء والتناقضات‬ ‫خلقا من البشر وإصطنعهم علي عينه‪ ,‬مث بعثهم معلمني وهادين إيل طريق احلق والنور وهم‬
‫االنبياء «‬
‫‪---------------------------------------------------‬‬ ‫الرد‪ :‬تضعنا هنا الكاتبه يف لغز جديد فكيف هلا ان تعرف أن اإلنسان ال ميكنه التواصل مع‬
‫تقول الكاتبه « حدثنا القرآن الكرمي اهنم مجيعا يف تعاقبهم ‪ ,‬مع إختالف م راحلهم وازماهنم‬ ‫املالئكه‪ -‬جربيل‪ -‬كيف حكمت علي االمر وهو أصال مل حيدث فلم نسمع أبدا بذلك النوع‬
‫كانوا مجيعا مسلمني‪ ,‬ألن اإلسالم يف حقيقيته ال ينتمي يف تسميته لدين من األديان بل هو‬ ‫من التواصل مع اإلنسان العادي‪ ,‬إن كانت جربته أو تعاملت معه فامتين أن ختربنا بتجربتها‪,‬‬
‫إسالم القلب والنفس والوجه إيل اهلل تعايل»‬ ‫تتجاوز الكاتبه ومبنتهي الصلف أو إن شئت ق ��ل مبنتهي اإلغ ��ف ��ال ع ��ن مفهوم اإلصطفاء‬
‫املالئكي وال تخُ ربنا مبا هي معايريه لتقول أن اإلنسان العادي أقل وأضعف من أن يتواصل مع‬
‫ال ��رد ‪ :‬إن ك ��ان األم ��ر كذلك كما تقول فما حاجة اهلل يف ت ��ك �رار نفس األم ��ر‪ ,‬م ��ا حاجته‬ ‫املالئكه ولذا كان الزما علي اهلل أن خيتار من بني البشر من يقدر علي حتمل هذه املسئوليه‬
‫إلرسال رسل جدد وإرهاق نفسه باإلصطفاء وإرهاق جربيل بالقيام بدور السفري وتعذيب‬ ‫وايضا هنا يغيب معيار اإلصطفاء عن البشر كما غاب عن املالئكه‪ ,‬وعلينا أن نقف هنا‬
‫نفسه بإرسال معج زات‪ ,‬فضال عن إرسال ديانات جديده متاما عن بعضها‪ ,‬إسالم‪ ,‬يهوديه‪,‬‬ ‫عند كلمة ‪ -‬إصطنعهم بيديه‬
‫نص رانيه‪ ,‬إن كانت كلها تنبع من معني واحد كما تقول املؤلفه ملاذا مل يكتفي اهلل بديانة‬ ‫أو علي عينيه‪ ,‬ف ��ه ��ذه الكلمه ت ��ض ��رب مفهوم البشريه يف الصميم‪ ,‬علي إع ��ت ��ب ��ار ان هذا‬
‫واحده‪ ,‬مث إن كانت كما تدعي بان كل أتباع الديانات مسلمون‪ ,‬ملاذا إذن هذا التناحر‬ ‫اإلصطناع سيكون بشكل تدخل من الذات الآلهليه بإضافة وحذف مؤهالت ومقومات مبا‬
‫والتنافر والتكفري الذي يصل حلد إزهاق الروح‬ ‫يتناسب مع الوظيفه املطلوبه مبا يضرب ايضا فكرة كمال اهلل يف خلقه‪ ,‬وفكرة أن األنبياء ما‬
‫مل ��اذا ن ��ري إذن اإلق ��ت ��ت ��ال واإلح �ت�راب ب�ين أت ��ب ��اع ال ��دي ��ان ��ات كلهم م ��ع بعضهم‪ ,‬كيف تفسر‬ ‫هم إال بش را يف النهايه وبالتايل تقع إشكاليه كربي يف الكثري من آيات القرآن الكرمي اليت ال‬
‫الدكتوره فكرة التبشري او فكرة الدعوه اإلسالميه !!!‬ ‫تنفك تربهن وتدلل وتذكر بأن الرسل ما هم إال بشر‬

‫ولكم أيضا التعليق‬ ‫أرجو أن تصل عالمات إستفهامي إيل جواب‬

‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬
‫اثبات األخطاء‬
‫‪----------------------------------------------------‬‬
‫« تقول املؤلفه ان اإلسالم دعوه إيل سيادة العقل وثوره علي الضالل ودعوه إيل التحرر من‬
‫الشرك‬

‫العلمية بالقرآن وكشف التدليس‬


‫الرد‪ :‬إن كان كذلك فكيف تُفسر املؤلفه‬

‫ّ‬
‫قول اإلمام علي ‪ :‬لو كان الدين بالعقل لكان املسح علي اجلورب من أسفل أويل به من اعلي‬

‫كيف تفسر املؤلفه إرسال اهلل رسل وكتب و ‪ ...‬إن كان للعقل وحده فقط السياده‬

‫وإن كان األمر كله لتحرير العقل فما تفسريها من الغيبيات اليت جيب علي املسلم التسليم‬
‫هبا من الص راط‪ ,‬القيامه‪,‬عذاب‬
‫‪ ,‬القرب‪,‬الشجاع االقرع‪ ,‬سفينة نوح‬

‫إن كان اإلسالم أيت ليُ حرر الناس من الشرك كيف تُفسر املؤلفه فريضة احلج وحتديدا الطواف‬
‫حول الكعبه وما الفرق بينه وبني طواف املشركني قدميا حول الآلت والعُ زي‬

‫ما موقفها من الصوفيه وهي فرقه ٌم عتربه يف اإلسالم تؤمن باألضرحه واألولياء والتوسل هبم‬

‫إنتهي اجلزء االول‬

‫متنيايت بق راءه ممتعه‬

‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬
‫نبضات بن باز ‪...‬‬

‫نبضات بن باز ‪...‬‬


‫?‬
‫نحن بحاجة ملساعدتكم‬
‫للضغط عىل الحكومة‬
‫الكويتية إلطالق رساح «بن‬
‫نبضات بن باز‬ ‫باز»‬
‫‪com/، https://www.facebook.com/I.Think.‬‬ ‫عبد العزيز محمد الباز‪ ،‬املعروف أيضا بإسم بنباز‪ ،‬ولد‬
‫‪Magazine‬‬ ‫ألبوين مرصيني سنة ‪ 1985‬يف الكويت‬
‫مساهم عىل االنرتنت باإذاعة امللحدين العرب‬ ‫حاصل عىل درجة البكالوريوس يف التجارة شعبة اللغة‬
‫اإلنجليزية‪ ،‬وعمل محاسبا لرشكة محلية يف الكويت تسمى‬
‫نحن بحاجة ملساعدتكم للضغط عىل الحكومة الكويتية‬ ‫مرايا الخليج حتى ألقي القبض عليه‪.‬‬
‫إلطالق رساح بنباز‬
‫ديسمرب ‪2012 ,31‬‬
‫وقعو عىل العريضة‪http://tinyurl.com/ :‬‬ ‫اعتقلت الرشطة الكويتية بنباز‪ ،‬تم إيقافه من مكان عمله‬
‫‪BenBazPetition‬‬ ‫وزج به يف السجن‪.‬‬
‫انضامم مجموعة ‪ FreeBenBaz‬يف الفيسبوك‪https:// :‬‬ ‫اتهم بارتكاب جنحة‪ :‬ازدراء الدين اإلسالمي وفقا ألحكام‬
‫‪/www.facebook.com/groups/FreeBenBaz‬‬ ‫املادة ‪ 111‬من قانون الجزاء الكويتي‬
‫تابع صفحة يف الفيسبوك املجتمع ‪FreeBenBaz: https://‬‬ ‫األدلة املقدمة ضده‪ ،‬مدونته‪:‬‬
‫‪www.facebook.com/Freebenbazpage‬‬ ‫وثائق رسمية أسفله‬
‫عىل التويرت ‪hastag: # FreeBenBaz‬‬
‫إذا كنت تستطيع تنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة‬ ‫فرباير ‪2013, 7‬‬
‫مدونة محمد عبد العزيز‬ ‫الكويتية أو القنصلية يف مدينتك إتصل بناو سوف نساعدك‪.‬‬ ‫أدين بارتكاب جنحة‪ :‬ازدراء الدين اإلسالمي وفقا ألحكام‬
‫لالنضامم إىل ‪ FreeBenBazProtest‬الصفحة يف الفيسبوك‪:‬‬ ‫املادة ‪ 111‬من قانون الجزاء الكويتي‪ .‬حكم عليه بالسجن‬
‫‪www.benbaz.info‬‬
‫‪http://tinyurl.com/BenBazProtest‬‬ ‫ملدة سنة واحدة يف السجن باإلضافة إىل العمل القرسي‪،‬‬
‫يرجى مساعدتنا بالفيديو والكتابة يف مدوناتكم الخاصة‬ ‫باإلضافة إىل غرامة مالية واإلبعاد من الكويت‪.‬‬
‫وعىل الفسبوك والتويرت‪ ،‬وكتابة املقاالت‪،‬و اإلتصال بوسائل‬ ‫نشاط بنباز قبل اعتقاله‬
‫صفحة الفيسبوك‬ ‫اإلعالم‬ ‫كتابة عىل مدونته‪http://www.benbaz.info :‬‬
‫‪www.tinyurl.com/Benbazfacebook‬‬ ‫لدينا رشيط فيديو عىل موقع يوتيوب يرجى مشاهدة و‬ ‫الكتابة عىل صفحته يف الفيسبوك‬
‫البت عىل الفايسبوك و التويرت ‪:‬‬
‫‪v://youtu.be/2B_n7wo4Ji4‬‬ ‫كاتب مساهم يف مجلة ‪( IThink‬مجلة إلحادية شهرية‬
‫باللغة العربية)‪http://i-think-magazine.blogspot. :‬‬
‫لتوقيع العريضة‬ ‫شكرا لكم!‬
‫‪www.tinyurl.com/BenBazPetition‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬
‫األسماء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬

‫األسماء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬


‫أهنا ألقاب أطلقها الكتبة ( أو احلكواتية) أثناء بناء الد راما القصصية لألديان]‬ ‫األسماء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬
‫األمساء يف ال رتاث اليهو ـ مسيحي‪:‬‬ ‫نادر قريط‬
‫النظر مليا يف األمساء اليت أطلقها العهد القدمي على الشخصيات املقدسة‪ ،‬تستحق‬
‫حبثا طويال ألهنا كثرية جدا وتغطي حقبا زمنية خمتلفة‪ ،‬لكن روابطها اللغوية والداللية‬
‫(السيمانتية) مع لغات املشرق القدمية ال حتتاج عبقرية لتأويلها‪ ،‬فكثري منها أمساء مركبة‬ ‫مقدمة‪:‬‬
‫منذورة لإلله‪ ،‬أو ترتبط مبهنة أو بيئة جغ رافية أو تقرتن بصفات جسمانية أو معنوية‪.‬‬ ‫ال أدري إن كان سقوط التفاحة باعثا إلكتشاف قانون اجلاذبية‪ ،‬فكثري من األمور تبدأ‬
‫والكثري منها ُدمج مع اإلله البابلي الكنعاين «إيل» كإس رائيل وميخائيل‪ ..‬والبداية تشري‬ ‫بسخرية الذعة‪ ،‬تلتقطها عني ناقدة‪ ،‬مث تؤول إىل حقيقة جديدة ال يأتيها الباطل‪..‬‬
‫إىل سياق قصصي توليفي‪ ،‬ففي سفر التكوين نعلم أن اهلل أمر «اب رام» بتبديل إمسه‬ ‫قبل إكتشاف اللغة املسمارية لوادي النهرين (يف القرن ‪ ،)19‬كانت أوروبا تنظر ألسفار‬
‫ليصبح «إب راهيم» [أب (الكثريين) أو األمم] بالتأكيد حنن ال منلك وثائق دامغة حول هذا‬ ‫العهد القدمي بإعتبارها تارخيا حقيقيا للعامل‪ .‬وما أن بدأت رحلة فك شيفرة ألواح بابل‬
‫اإلتصال اإلب راهيمي باإلله‬ ‫وآشور وأوغاريت‪ ،‬وما سبقها من نقوش مصرية‪ ،‬حىت تكشف غطاء القصص التورايت‬
‫وبانت عوراته ومدى إرتباط مقدسه مبيثولوجيا الشرق القدمي‪.‬‬
‫لكن امللفت أن إبنه « إمساعيل» (مسع اهلل) متت تسميته أيضا من قبل املالك شخصيا‪،‬‬ ‫مع هناية القرن العشرين وبعد قرن من التنقيب األركيولوجي ونبش أرض فلسطني‪ ،‬رفع‬
‫فرق قلبه عليها‪ .‬بيد أن أمثال اهلولندي‬
‫الذي مسع إستغاثة أمه «هاجر» املصرية يف الربية‪ّ ،‬‬ ‫الكثري ال راية البيضاء‪ ،‬فعلوم األركيولوجيا أثبتت أسطورية عصر اآلباء (بني ‪1800‬ق‪.‬م‬
‫راينهارد دوزي (‪ )1‬وقفوا عند إشارة توراتية‪ ،‬حتدثت عن رحيل سبط مشعون ( أحد‬ ‫و‪ 970‬ق‪.‬م ) وأثبتت هتافت روايته‪ ،‬اليت حبكت خيوطها مع األب إب راهيم مث اخلروج من‬
‫اإلسباط اإلثين عشر) أيام امللك شاوول وداوود‪ ،‬وإقامتهم يف أرض احلجاز‪ ،‬وهذه اإلشارات‬ ‫مصر بقيادة موسى وإقتحام كنعان‪ ،‬وصوال للمملكة املوحدة لداوود وسليمان (يهودا‬
‫دعته لإلعتقاد بأن قصة إمساعيل (أو إمشعيل) وهاجر التوراتية هي حشو تارخيي أحدثه‬ ‫والسامرة فيما بعد)‪.‬‬
‫مدونو التوراة متأخ راً‪ ،‬لتربير رحيل آل مشعون‪ ،‬وما دفعه هلذا اإلعتقاد‪ ،‬التشابه اللفظي‬
‫ّ‬
‫والداليل بني « إمشعيل ومشعون» كما أنه ب رأي البعض مؤشر لبزوغ جنم «العرب» وبالتايل‬ ‫فكل هذه األحداث أصبحت ت راثا قصصيا أنتجته خميّ لة الكهنة والكتبة‪ .‬لكن التعرف‬
‫كان على كتبة التوراة التودد هلم ومنحهم شرف القرىب‪ ،‬فرتكوا املالك يقول للسيدة‬ ‫على ال رتاث اللغوي القدمي (اآلكادي واملصري واألرامي ‪..‬إخل) أدخل علوم اللسانيات يف‬
‫الصيب وخذي بيده فسأجعله أمة عظيمة‪ .‬سفر التكوين (‪)21 ,19‬‬ ‫ّ‬ ‫هاجر‪ :‬قومي إمحلي‬ ‫مرحلة معرفية شائكة‪ .‬و أسقطها أحيانا يف دوائر تأولية مغلقة‪ ..‬وذلك بسبب مقدمات‬
‫وإختصارا ميكن لقارئ التوراة أن جيد عددا ال حصر له من األمثلة اليت ربطت األمساء‬ ‫خاطئة فرضت نفسها على ذهنية البحث‪ .‬فكثري من الباحثني األوائل كانوا مسكونني‬
‫بتطور النسيج الروائي للسرد‪ ،‬فإسحق (من ضحك) ويعقوب خرج من رحم أمه ممسكا‬ ‫هباجس الهويت‪ ،‬إلثبات حقيقة الكتاب املقدس‪ ،‬وتأكيد جغ رافيته أو حبيسني للنسق‬
‫بعقب توأمه «عيسو» وأيضا فإن عصر ماقبل الطوفان ربط أمساء آدم وحواء بدالالت‬ ‫الكرنولوجي وهيمنة احلقب الزمنية املقدسة‪ ..‬حىت نيوتن نفسه مل يكن قاد را على حتدي‬
‫حادثة اخللق يف فردوس عدن (فردوس‪:‬لفظ خيص حدائق البيوت يف فارس القدمية) ففي‬ ‫فكرة خلق العامل بستة أيام‪ ،‬وال غاليله الذي إرجتفت مفاصله عندما واجهته احملكمة بقصة‬
‫تلك الفرتة املغرقة بالقدم إعتقد كتبة األسطورة أن اإلله ال يتحدث إال العربية ( باحلقيقة‬ ‫يشوع وإقتحامه لكنعان‪ ،‬وكيف أوقف اهلل الشمس يف السماء‪ .‬وهذا دليل على بطالن‬
‫هي نفسها الكنعانية)‬ ‫نظريته‪.‬‬

‫العهد اجلديد‪:‬‬ ‫املهم أن علوم اللسانيات وحبوث املقارنة شقت طريقها بوعورة‪ ..‬وإختصارا أود يف هذه‬
‫هنا ال بد من وقفة طويلة‪ ،‬فنحن يف حقبة تارخيية شديدة التداخل‪ ،‬هتيمن عليها الثقافة‬ ‫املطالعة التوقف عند حمطات لغوية صرفة‪ ،‬تتناول ظاهرة املكونات والدالالت لألمساء‬
‫اهللينية (اليونانية الرومانية) ففلسطني‪ ،‬كانت حينها والية رومانية تابعة ألغسطس‬ ‫املهمة اليت تناوهلا ت راث املقدس (اليهو ـ مسيحي واإلسالمي) ففيها يقبع جزء مهم من آلية‬
‫قيصر ومندوبه السامي هريودوس (ملك اليهودية)‪ ،‬حنن أمام كيان ثقايف متتع بنوع من‬ ‫السرد األسطوري‪ ،‬ورمبا يكشف بدون عناء كيف َوظّفت الرواية تلك األمساء [أغلب الظن‬
‫اإلستقالل الديين منذ أيام احلكم الفارسي ألرحششتا األول‪ ،‬وتعيني ساقيه «حنميا»‬
‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬
‫األسماء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬

‫األسماء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬


‫تكون نبيال‪ ،‬أو تطلب عونا ) أو « يَشع» (خ لّ ص‪ ،‬ساعد) وهكذا فإن تأويله يتطابق مع‬ ‫حاكما على يهودا‪ .‬ومع السيطرة اهللينية بدأ هذا اإلستقالل الديين يفقد متاسكه إثر‬
‫ما ورد يف مىت‪ :‬اهلل هو املخ لّ ص‪ .‬وأيضا ال يوجد شهود عيان لتأكيد حلم السيد يوسف‪.‬‬ ‫إنشقاق طبقيت الصدوقيني والفريسيني‪ .‬لكن هذه اإلستقاللية الدينية اليهودية إستمرت‬
‫فال‬ ‫بشكل متذبذب‪ ،‬وصوال للقرن اخلامس ميالدي‪ ،‬حىت أن القيصر املسيحي املتزمت والورع‬
‫بد من إعتباره لقبا أسقطه عليه السرد الروائي‪.‬‬ ‫تيودوسيوس األول‪ ،‬أعدم نائبه (حاكم فلسطني) بسبب إهانته لبطريرك اليهود‪)2( .‬‬
‫لكن التناقض اجلديل واخلفي يف مفاصل هذا النسيج التارخيي‪ ،‬كان حضور اللغة اآلرامية‪،‬‬
‫‪2‬ـ «ماريا « ‪ :»Maira‬اللفظ الالتيين ملرمي‪ ،‬وتشرتك العربية واالرامية واليونانية يف تلفظه‬ ‫فالتاريخ يُعلمنا أن يهود احلقبة اهللينية‪ ،‬كانوا يتكلمون اآلرامية ويكتبون بعض أدهبم‬
‫بصيغة «مرمي» وهو إسم تورايت ألخت موسى وهارون‪ ،‬ومصدره غامض (البعض يعيده‬ ‫باليونانية (وهذا لغز حم يرّ ‪ ،‬فلماذا تركوا لغة املقدس الع رباين؟) هلذا وجب على املسيح أن‬
‫إىل جذر مصري ‪ Mry‬مبعىن‪ :‬احملبوبة‪ ،‬والبعض إىل جذر عربي ‪ Mra‬مبعىن‪ :‬مسّن علف‬ ‫يتحدث لغة آرامية‪ ،‬كانت قد إمتدت يف العامل القدمي لتصبح أيضا لغة الثقافة يف املشرق‬
‫(من تسمني العجول) وكإجتهاد شخصي أعتقد أنه يرتبط باجلذر األرامي ‪ Mr‬وهو لقب‬ ‫القدمي‪ ،‬وصوال إىل قصور الساسانيني‪.‬‬
‫للملك اآلرامي مبعىن‪ :‬سيّ د‪ ،‬وال ت زال الكنائس الشرقية تطلق على القديسني لقب «مار»‬ ‫إال أن قارئ اإلناجيل وأعمال الرسل وال رتاث الكنسي‪ ،‬سيصطدم مباشرة بنوع من املركبات‬
‫مثل مار مارون ومار تقال‪ ..‬وهبذا فإن اإلسم على األرجح‪ ،‬لقب تفخيمي أسقطه املؤلف‬ ‫اللغوية‪ ،‬اليت تطرح كث ريا من عالمات اإلستفهام‪ ،‬تصل أحيانا إىل حالة من اإلرتباك الشديد‬
‫مبعىن‪ :‬سيدة‪( .‬سنأيت الحقا مبزيد من التفصيل)‬ ‫والتأويل القسري لألحداث واألمساء‪ ..‬فلو إستعرضنا قائمة أمساء الرسل وآباء الكنيسة‬
‫تضم أمساء تالمذة املسيح‪:‬‬
‫‪3‬ـ يف إجنيل مىت ‪10:1‬ومرقس ‪3:16‬ولوقا ‪ 6:12‬نعلم بقائمة ّ‬ ‫سنجد أهنا ختفي هذا الواقع املركب لصريورة احلدث املسيحي‪ .‬وبإختصار شديد أقدم فيما‬
‫أوهلم مسعان (بطرس) وأخوه أند راوس ( وكالمها من صيادي األمساك قرب حبرية طربية)‬ ‫يلي إطاللة فيلولوجية قد تساعد يف فهم طبيعة السرد الروائي للحدث‪:‬‬
‫ويعقوب إبن زبدي وأخوه يوحنا وفيليبس وبرتوملاوس وتوما ومىت جايب الض رائب‪،‬‬
‫ويعقوب بن حلفى وت ّداوس ومسعان الوطين الغيور ويهوذا اإلسخريوطي الذي أسلم يسوع‪.‬‬ ‫أمساء يشوع ومرمي والرسل‪:‬‬
‫ومع اإلختالفات يف تلك القائمة‪ ،‬إال أن سرد األناجيل يحُ دث إلتباسا يف عدد من‬ ‫من املثري حقا أن نعرف أن مصادر األنتيكا الرومانية‪ ،‬اليت تناولت قصة «املسيح» كانت‬
‫الشخصيات‪ ،‬فت ّداوس مثال يظهر أحيانا بإسم «يهوذا» وهو غري يهوذا اإلسخريوطي كما‬ ‫ضئيلة‪ ،‬واقتصرت على بعض اإلشارات اهلزيلة‪ ،‬اليت تعرضت حلادثة صلبه دون سريته‬
‫يف إجنيل يوحنا ‪ 14 :22‬ومبا أن اإللتباسات والتفاصيل كثرية‪ ،‬وبعيدة عن صلب املوضوع‪،‬‬ ‫وتعاليمه‪ .‬فجوزيفيوس فالفيوس (‪ )3‬ذكر مثال إعدام «يعقوب» ووصفه بأنه أخو يسوع‬
‫سأقتصر على العرض اللساين وما يتعلق به‪:‬‬ ‫امللقب باملسيح‪ ،‬بيد أن معظم الباحثني يعتربون هذه اإلشارة حشوا متأخ را (ناهيك عن‬
‫ـ مسعان‪ :‬أطلق عليه املسيح إسم «بطرس» والكلمة يونانية وتعىن‪ :‬الصخرة؟؟ وتذكر‬ ‫النقد احلديث الذي يعترب فالفيوس نفسه أحد مفربكات القرون الوسطى)‬
‫مبقولة املسيح‪ :‬بطرس أنت الصخرة وعليها سأبين كنيسيت‪ .‬وهو ينتمي ملنطقة اجلليل‬ ‫أما تيتوس فيُ خرب يف حولياته عام ‪117‬م أن القيصر نريون إهتم مسيحيني حبرق روما عام‬
‫والسؤال البديهي‪ :‬ملاذا خيتار يسوع‪ ،‬اآلرامي اللغة‪ ،‬لقبا يونانيا لتلميذه؟‬ ‫‪ 64‬م وهؤالء ينتسبون للمدعو ‪ Christus‬الذي أعدم يف عهد تيربيوس بأمر احلامي‬
‫ـ مىت‪ :‬من األصل العربي ماتيتياهو ويعين‪ :‬هدية اهلل‪ ،‬وال يُوجد ما يؤكد أنه كاتب إجنيل‬ ‫بيالطوس‪.‬‬
‫مىت‬ ‫أيضا فإن سويتون يذكر عام ‪120‬م يف سرية القيصر كالوديوس‪ ،‬أنه قد طرد من روما يهودا‬
‫ـ أند راوس أخ مسعان (بطرس)‪ :‬اإلسم يوناين‪ ،‬وأي عني بصرية سرتى تناقضا ما‪ ،‬فكيف‬ ‫إهتموا بالتحريض على الشغب‪ ،‬وهم من أنصار شخص يُسمى ‪ .. Chrestos‬ويف كل‬
‫لعائلة يهودية ذات طقوس توراتية معقدة‪ ،‬أن تطلق على أحد أبنائها إمسا يونانيا وعلى‬ ‫األحوال ال يوجد مصادر (غري كنسية) تؤكد القصة املسيحية‪..‬‬
‫اآلخر إمسا آراميا ـ عربيا؟ أم أن يهود ذلك العصر كانوا مودرن‪ ،‬ومقتنعني بالتعدد الثقايف‬ ‫‪1‬ـ أيضا أسم « يسوع» كان هدية إهلية كما يصفها مىت ‪ 1:20‬يف حلم يوسف إذ خيربه‬
‫مشوهة ومستعصية على الفهم؟‬ ‫واألثين ؟ أم أن الصورة التارخيية اليت وصلتنا كانت ّ‬ ‫املالك‪ :‬يا يوسف إبن داوود‪ ،‬ال ختف إن مرمي إم رأة لك‪ ،‬فهي حبلى من الروح القدس‪،‬‬
‫ـ يعقوب ابن زبدي وأخوه يوحنا‪ :‬ال يُوجد ما يؤكد أن األخري هو صاحب إجنيل يوحنا‬ ‫وستلد إبنا تسميه يسوع‪ ،‬ألنه يخُ لص شعبه من خطاياهم‪( .‬إنتهى) وال أدري ملاذا أمساه‬
‫املعروف‬ ‫يسوع فنبوءة أشعيا ‪14:7‬تقول‪ :‬ستلد العذ راء إبنا يُدعى «عمانوئيل» أي اهلل معنا؟‬
‫ـ أيضا فيليبوس‪ ،‬وبرتوملاوس أمساء يونانية بإمتياز‬ ‫وبالعودة للقاموس نستنتج أن إسم يشوع مركب من جذر»يهوا» والفعل» شوع» (أن‬
‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬
‫األسماء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬

‫األسماء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬


‫لدوائر تأولية مغلقة‪ ،‬لعدم وجود علوم قاموسية تصلنا باملرحلة السابقة لعربية سيبويه‬ ‫ـ توما‪ :‬مشتق من اللفط اآلرامي «توأم»‬
‫الكالسيكية‪ ،‬وأحيانا ظهرت ميول مفرطة لدى بعض الباحثني بإعتماد تأويالت تعتمد‬ ‫ـ يهوذا اإلسخريوطي‪ :‬إمسه األول يعود ألحد األسباط اإلثين عشر‪ ،‬أما لقبه فيعود لقرية يف‬
‫مرجعيات لسانية أخرى‪ .‬إن تأخر التدوين واخلط العريب‪ ،‬اليعين مطلقا حداثة اللغة‬ ‫اليهودية إمسها إسخريوط‪ ،‬وهو الوحيد الذي ينتمي لليهودية بعكس التالميذ (الرسل)‬
‫العربية وأسبقية اللغات الكتابية األخرى عليها‪ ،‬فالعربية كانت أداة مهمة لتفسري لغات‬ ‫اآلخرين الذين أتو من اجلليل‪.‬‬
‫األركيولوجيا‪ ،‬وعليه ال ميكن جتاهل أقدميتها‪ ..‬إن املؤش رات العامة تدل على أن قاموس‬ ‫‪ .‬بولس‪ :‬إمسه القدمي «شاول» وقد إستبدله‪ ،‬بُعيد إعتناقه املسيحية إئر حصول معجزة‬
‫(لغة سيبويه) قد إبتلع فيضا هائال من مفردات وكلمات اللغات القدمية‪ ،‬ووطنها داخل‬ ‫أصابته بالعمى‪ ،‬أثناء مطاردته للمسيحني‪ ،‬قرب دمشق‪ .‬وبولس ‪ :‬كلمة يونانية‬
‫لغة متطورة ذات طاقة حركية عالية‪.‬‬ ‫‪ Paullos‬وتعين‪ :‬الصغري‬
‫املالحظة الثانية تتعلق بطبيعة السؤال عن األمساء املؤسسة لل رتاث اإلسالمي‪ ،‬فكاتب‬ ‫ومن الضرورة مبكان التوقف عند مرقس ولوقا‪ ،‬كوهنما من كتبة اإلجنيل‪.‬‬
‫السطور يعتقد بوجود ثقب زمين يفصل األحداث املبكرة لإلسالم عن مرحلة التدوين‪،‬‬ ‫ـ مرقس‪ :‬إمسه مشتق من الالتينية ‪Mart cos‬وتعين املنذور ملارس (إله احلرب الروماين)‬
‫فكلنا يعلم أن سرية إبن هشام أو تاريخ الواقدي أو الصحاح الستة قد دونت بعد مرور‬ ‫وهذا اإلسم كان يُطلق على مواليد شهر مارس‬
‫مرحلة طويلة سادها النقل الشفهي‪ .‬مما جعل تلك األحداث عرضة للتساؤل التارخيي‪.‬‬ ‫ـ لوقا ‪ :‬إسم التيين مشتق من ‪ ،Lucanus‬ويطلق على القادمني من منطقة لوكانا يف‬
‫خصوصا بوجود صمت للمصادر اليهودية والنسطورية واليعقوبية والقبطية والبزنطية‪،‬‬ ‫جنوب إيطاليا‪ ،‬ويقول املوروث أن لوقا ولد يف أنطاكيا وإعتنق املسيحية على يد بولس‬
‫اليت أغمضت عيوهنا عن حلظات تش ّك ل اإلسالم‪ .‬وهذا أمر حم يرّ جدا ؟‬ ‫وتويف يف اليونان‪.‬‬
‫وقد جرت حماوالت عديدة لرصد التقاطعات اللغوية‪ ،‬عرب دراسات مقارنة‪ ،‬لكن مواجهة‬ ‫بعد هذا املوجز‪ ،‬وبالنظر لإللتباسات الكثرية يف األمساء ومرجعيتها اللغوية‪ ،‬إضافة إىل‬
‫مباشرة مع القاموس العريب قد تبدو مفيدة‪ ،‬لتفسري أمساء الشخصيات املؤسسة‪،‬‬ ‫تداخل مرميات عديدة يف األحداث (مرمي األم‪ ،‬واجملدلية‪ ،‬وأم يعقوب الصغري)‪ ،‬فقد إستوقفين‬
‫وعالقتها الداللية بظروف وآلية السرد الروائي‪..‬‬ ‫إسم التلميذ (الصحايب الكبري) يهوذا اإلسخريوطي‪ ،‬بإعتباره رمز اخليانة‪ ،‬فهو الذي س لّ م‬
‫قبل سنني ق رأت «يف مدارات صوفية» لل راحل هادي العلوي‪ ،‬بأن لفظ حممد جمرد صفة‬ ‫املسيح للصلب‪ ،‬مقابل قبضه ثالثني من الفضة‪ ،‬والغريب أنه الوجيد الذي يرجع بأصوله‬
‫وان إمسه احلقيقي «قثم»‪ ..‬مالحظة عابرة ال حترك عقرية البحث‪ ،‬مث تكررت احلالة أثناء‬ ‫ملنطقة اليهودية‪ ،‬ناهيك عن إمسه اليهودي اخلالص‪ ،‬أما املؤسسون والواعظون الكبار‬
‫مطالعيت لألسباين انطونيو غاال‪ ،‬الذي إعتقد أن إسم طارق بن زياد (فاتح األندلس) هو‬ ‫كبولس وبطرس فقد إختذوا ألقابا يونانية‪ ،‬كذلك هو احلال مع اإلجنليني مرقس ولوقا‪،‬‬
‫حديث العهد يف قائمة األمساء العربية‪ ،‬ومن املستبعد أن يُك نىّ به قائد بربري‪ ،‬إذ إن بعض‬ ‫تدرعا بأمساء التينية؟‪..‬‬
‫الذين ّ‬
‫الد راسات النقدية احلديثة تشكك أصال برواية فتح األندلس‪ ،‬وتعتربها حكاية أسطورية‬ ‫وهذا يوحي بأن التوليف ال راوئي لإلناجيل تعمد جترمي وشيطنة اليهود‪ ،‬من خالل رمزية‬
‫ملاضي ضبايب‪ ،‬لذا إقرتح أن يكون طارق هو تصحيف إلسم قائد قوطي منشق‪ :‬تاريكس‪،‬‬ ‫األمساء اليت خلعها على أبطال الرواية‪ .‬ويبدو أن األمر قد حدث أثناء إعتناق الدولة‬
‫على وزن رودريكس (لذريق‪ :‬آخر ملوك القوط)‬ ‫الرومانية للمسيحية‪ ،‬فكلنا يتذكر كيف أن الوايل بيالطوس غسل يديه من دم الصديق‬
‫هذه اإلف رتاضات دفعت كاتب السطور إللقاء نظرة على لسان العرب إلبن منظور (ل‪.‬ع)‬ ‫(يسوع) وكأنه يُعلن ب راءة روما من دمه‪ ،‬يف حني تُركت غوغاء اليهودية املدفوعة من‬
‫والقاموس احمليط للفريوزآبادي (ق‪.‬م)‪ ،‬ومقاييس اللغة ألمحد بن فارس (م‪ .‬ل)‪ ،‬وهو معجم‬ ‫الكهنة وسدنة اهليكل تصرخ‪ :‬أصلبه أصلبه!!‬
‫يضم بني حمتوياته كتاب العني للف راهيدي‪ ،‬وهو أقدم حماولة قاموسية عربية‪ .‬وفيما يلي‬ ‫ويف هذا السياق أنقل نقدا صارما مثلته آراء بالداوف‪ Baldauf‬كامماير ‪Kammeier‬‬
‫خارطة لبعض األمساء اإلسالمية املؤسسة‪:‬‬ ‫الذيّن كانا على قناعة‪ ،‬بأن تأمال عميقا لألناجيل وأعمال الرسل مينح إنطباعا بأهنا‬
‫‪1‬ـ حممد‪ :‬مشتق من «احلمد»‪ :‬الشكر‪ ،‬الرضى واجل زاء وقضاء احلق (ق‪ .‬م) واحلمد عكس‬ ‫ُك تبت من أناس مل يعرفوا فلسطني جيداً وال اليهودية وطقوسها املعقدة‪ ،‬ومل يُلموا‬
‫املذم ة (ل‪.‬ع) ويرد أيضا أن‪ :‬حممد وأَمحد‪ :‬من أَمساء املصطفى‪ ،‬واحملمد الذي كثرت خصاله‬ ‫ّ‬ ‫باليونانية إال كلغة أجنبية‪ ،‬مع جهل مطلق باآلرامية!!‬
‫احملمودة؛ قال األَعشى‪:‬‬
‫اللعن‪ ،‬كان َك اللهُ ا ــــــــــــــــ إِىل املاجد ال َق ْرم اجلَ واد احملمد‬
‫َبيت َ‬ ‫إِليك‪ ،‬أ َ‬ ‫األمساء يف ال رتاث اإلسالمي‪:‬‬
‫قال ابن بري‪ :‬ومن سمُ ي يف اجلاهلية مبحمد سبعة (أشخاص) (‪)4‬‬ ‫بداية البد من التأكيد ان الد راسات اإلسالمية عموما‪ ،‬وقعت بني الفينة والفينة ضحية‬
‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬
‫األسماء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬

‫األسماء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬


‫ص الشيءَ‬ ‫‪6‬ـ حفصة بنت عمر‪ :‬إحدى زوجات حممد‪ ،‬واحلفص يرد يف القواميس ‪َ :‬ح َف َ‬ ‫أما فولكر بوب (‪ )5‬فينقل أن أرشيف أوغاريت تضمن أشعارا طقوسية وميثولوجية‬
‫جمَ ع ه‪ .‬وح َف ص الشيء‪ :‬أَلْ قاهواحل ْف ص زبيل من ج ٍ‬
‫لود‪ ،‬وقيل‪ :‬هو َزبِ يل صغري من أ ََدم (ل‪.‬ع)‬ ‫كنعانية‪ ،‬حتتوي مصطلح «مهمد» الذي إرتبط إستخدامه بالذهب ويعين‪ :‬األفضل‪ ،‬يف‬
‫ُ‬ ‫َ َُ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫للزبِ يل من ُج لود َح ْف ص‪( .‬م‪.‬ل) وبلمحة بسيطة‪ ،‬يستذكر القارئ القصة الشهرية‬ ‫ويقال َّ‬ ‫إشارة إىل نقاء الذهب‪ .‬وقد إحتفظ اللفظ األوغاريين «حممد» على حمتواه الداليل مبعىن‪:‬‬
‫أثناء مجع القرآن أيام عثمان‪ ،‬وما روي عن نسخة القرآن اليت كتبها عمر على رق‪،‬‬ ‫املنتخب‪ ،‬املختار حىت بداية اإلسالم‪.‬‬
‫وأودعها بيت حفصة (‪ )6‬وهذا التماهي بني داللة إسم حفصة‪ ،‬وقصة اجلمع‪ ،‬إشارة‬
‫مبهرة‪ ،‬آللية السرد الروائي‬ ‫‪2‬ـ قثم‪ :‬إسم حممد كما ذكره املرحوم هادي العلوي‪ ،‬ويف اللسان نق رأ مايلي‪ :‬و�قُثَ م اسم‬
‫وهنا جتدر اإلشارة إىل أن إسم عمر‪ ،‬مل ينل حظا من التحليل املعجمي (مع أن الباحث‬ ‫الع طاء‪.‬‬ ‫ثمِ‬
‫رجل مشتق منه‪ ،‬وهو معدول عن قا وهو املُعطي‪.‬ويقال للرجل إذا كان كثري َ‬
‫«م ر» مبعىن سيّ د‪ ،‬ولقبه الفاروق يذكر باللفظ اآلرامي فاروقا‪:‬‬
‫أمحد داوود يربطه باجلذر َ‬ ‫قف ى‪ ،‬أَنت احلاشر؛ وهذه أَمساء النيب‪ .‬وكذلك يرد يف‬‫ويف حديث املبعث‪ :‬أَنت �قُثَ م‪ ،‬أَنت امل َّ‬
‫املخلص) وبكل األحوال فإمسه يشري إىل مكانته املهمة يف التاريخ اإلسالمي‪.‬‬ ‫مائح �قُثَ ٌم‪ .‬ويف كل احلاالت حنن أمام‬ ‫العطاء‪:‬‬ ‫كثري‬ ‫الصحاح يف اللغة‪ :‬يقال للرجل إذا ُ‬
‫كان‬
‫ٌ‬
‫ألقاب أو صفات معنوية تُعلي من شأن حاملها‬
‫‪7‬ـ زينب بنت جحش‪ :‬إحدى زوجات حممد‪ ،‬عرفت جبماهلا‪ ،‬وقصة تطليقها من «زيد»‬
‫الزيْ نب شجر‬ ‫الس من‪َّ .‬‬
‫والزنَب‪ِّ :‬‬
‫هي أهم مايرد عنها يف املوروث‪ .‬أما القواميس فتخربنا ‪َّ :‬‬ ‫القاموسخ َد َج ت الناق ةُ أَلقت ولدها قبل أَوانه‬
‫َ‬ ‫‪3‬ـ خدجية‪ :‬اخلديج هو املولود قبل أوانه‪ ،‬ففي‬
‫الس مني‪ ،‬وبه سمُّ يت امل ْرأةُ‬
‫حسن الـمن ظَ ر‪ ،‬ط يِّ ب ال رائحة‪ ،‬وبه مسيت امل رأَة (ل‪.‬ع) واألَرنب‪َّ :‬‬ ‫لغري متام األَيام‪ ،‬وإِن كان َّ‬
‫تام اخلَ ْل ق (ل‪.‬ع)‬
‫ائحة‪،‬‬‫ز�ي ن ب‪ ،‬أو من زناىب الع قرب لزباناها‪ ،‬أو من الزي نب‪ ،‬لشجر حس ِن امل ن ظ ِر ط ي ب الر َ‬
‫ْ َ َ ِّ ّ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫يلي اهلَنَ ةُ ال زائدةُ الناتئ ةُ‬
‫سودة بنت زمعة‪ :‬السواد نقيض البياض‪ ،‬أما الزمعة فرتد كما ُ‬ ‫‪4‬ـ‬
‫أو أصلها‪َ :‬زيْ ُن أب (م‪.‬ل)‬ ‫الش اء‪.‬وشبّ ه بذلك ُر َذال‬ ‫الزَم ع‪ :‬وهي اليت تكون َخ لف أظالف ّ‬ ‫فوق ِظ لف الشاة (ل‪.‬ع) َّ‬
‫الناس (م‪.‬ل)‬
‫‪8‬ـ صفيّ ة بنت حيي‪ :‬إحدى زوجات حممد‪ ،‬وهي سبية من بين النضري‪ ،‬خيربنا املوروث‬ ‫وخيربنا املوروث أن حممد تزوجها بعد خدجية وكانت إم رأة كبرية وواعية وجاوزت صباها‬
‫بأن حممد إصطفاها حني ألقى عليها عباءته‪ ،‬ويف باب «صفو» يف مقاييس اللغة جند‪:‬‬ ‫وخلت مالحمها من اجلمال‪ ،‬وبعد زواجه من عائشة إنقبضت لكنها رفضت التسريح‬
‫الص ِف يَّ ة‪ ،‬واجلمع َّ‬
‫الص َف ايا‪.‬‬ ‫والص ِف ُّي ما اصطفاه اإلمام من امل ْغ نم لنفسه‪ ،‬وقد َّ‬
‫يسم ى باهلاء َّ‬ ‫َّ‬ ‫وآثرت البقاء‪( .‬روي عنها مخسة أحاديث) واخلالصة أهنا منحت إمسا كئيبا‪ ،‬إضافة إلسم‬
‫َ‬
‫ول‬
‫ض ُ‬‫ك وال نَّشيط ةُ وال ُف ُ‬
‫كم َ‬
‫وح ُ‬ ‫قال‪:‬لك املِْربَاعُ منها َّ‬
‫والص فايا ُ‬ ‫والدها الذي بدا مرذوال !! وكأن املوروث حرمها من الفتوة واجلمال‪ ،‬وربط ذلك بإمسها؟‬
‫والصفو نقيض الكدر‪ ،‬وصفوة ُك ِّل شيء‪ :‬خالصه من صفوة املال (ل‪.‬ع)‬ ‫ليبقيها زوجة ثانوية (كومبارس) ؟‬

‫علي‪ :‬من العلو‪ ،‬وبإضافة أل التعريف يصبح من أمساء اهلل‪ ،‬وقد منحه املوروث مقاما‬
‫‪9‬ـ ّ‬ ‫‪5‬ـ عائشة بنت أيب بكر‪ :‬وهي أشهر زوجات حممد‪ ،‬نُسب إليها رواية احلديث والفقه‪،‬‬
‫يليق بإمسه‬ ‫ومصدر إمسها من «العيش» ويقال‪َ :‬ع ْي ش بين فالن الل بنَ ُ إِذا كانوا يَعِ يشون به‪ ،‬ورمبا مسَّ وا‬
‫اسم ام رأَة (ل‪.‬ع)‬‫احلس نة‪ ،‬وعائشة ُ‬ ‫اخلبز َع ْي ش اً‪ .‬والعائش ذو احلالة َ‬
‫‪10‬ـ عثمان‪ :‬وهو اخلليفة الثالث‪ ،‬تنسب لعصره نشوب الفتنة ومصرعه وبداية اإلنشقاق‬ ‫ورمبا يكون األهم ذكر املصدر العربي للفظ» إيشه» فهو إسم حواء (األم امليثولوجية‬
‫العظم‬
‫ُ‬ ‫وع ثَ َم‬
‫بني املسلمني‪ ،‬وإمسه «عثم» يرد مبعىن‪ :‬إساءة جرب العظام‪ ،‬ففي اللسان‪َ :‬‬ ‫للبشر) وعلى العموم فاإلسم يتضمن دالالت إجيابية‪ ،‬وأمومة لإلسالم املبكر‪ ،‬يناسب ما‬
‫املكسور إذا اجنَ رب على غري استواء (ل‪.‬ع) ويف هذا السياق نتذكر لفظ «نعثلة» إذ‬ ‫ُ‬ ‫أناط هبا املوروث من مهمات تارخيية كبرية‪.‬‬
‫كان أَعداءُ عثمان يسمونه �نَ ْع ثَالً ويف حديث عائشة‪ :‬اقْ تلوا نعث الً قَ تل اهللُ نعث الً تعين‬ ‫فيت‪ :‬البكر من اإلبل‪ ،‬ما مل �يَ�بْ ُزل بعد(م‪.‬ل) ويف‬ ‫ويف نفس السياق فإن لفظ «بكر» يرد مبعىن ّ‬
‫َمحق‪( .‬ل‪.‬ع)‬
‫الشيخ األ ُ‬ ‫ُ‬ ‫عثل‪ :‬هو‬
‫عثمانوالنّ ُ‬ ‫يت من ا ِإلبل مبنزلة الغالم من الناس‬ ‫رسول اهلل‪ ،‬من رجل بك را‪ :‬وهو ال َف ُّ‬
‫استسلف ُ‬
‫َ‬ ‫احلديث‪:‬‬
‫(ل‪.‬ع) وهبذا يمُ نح أبو بكر إمسا حمايدا كما احلال مع خدجية‪.‬‬
‫كل شيء‪ ،‬وهو اجلَ هل‪َ .‬س فا إذا‬ ‫يف‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ف‬ ‫الس َف ا‪ :‬اخلِ‬
‫‪11‬ـ أبو سفيان‪ :‬يقول لسان العرب‪َّ :‬‬
‫ّ‬
‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬
‫األسماء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬

‫األسماء‪ :‬وآلية السرد األسطوري لألديان‬


‫‪Flavius Josephus Antiquitates Judaicae3‬ـ‬ ‫صار َس فيّ اً أَي‬
‫َس فى إذا َ‬
‫وس فا إذا تع بَّ د وتواضع هلل‪ ،‬وأ ْ‬
‫وح ه‪َ ،‬‬
‫ف ُر ُ‬
‫وس فا إذا َخ َّ‬
‫ف َع ْق لُ ه‪َ ،‬‬
‫ض عُ َ‬
‫َ‬
‫اسم رجل‪ ،‬يُ ْك سر ويفتح ويضم‬ ‫ِ‬
‫وس فيان‪ُ :‬‬‫وس فيان ُ‬ ‫وس فاءُ وس فيان َ‬
‫سفيه اً‪َ ،‬‬
‫‪4‬ـقال ابن بري‪ :‬ومن مسي يف اجلاهلية مبحمد سبعة‪ :‬األَول حممد بن سفيان بن جماشع‬
‫التميمي‪ ،‬وهو اجلد الذي يرجع إِليه الفرزدق مهام بن غالب واألَقرع بن حابس وبنو‬ ‫العوي‪ ،‬ويف نفس الباب جند‪ :‬وامل عاويَة ال َك ْل بَ ة امل ستَ ح ِرَم ةُ تَعوي إِىل الكالب‬
‫ّ‬ ‫‪12‬ـ معاوية‪ :‬من‬
‫ُح ْي حة بن اجلُالح‬ ‫إِذا ص رف ت و�ي ع وين‪ ،‬وقد ت عاوت الكالب (ل‪.‬ع) ُوببساطة فإن ُ‬
‫عقال‪ ،‬والثاين حممد بن عتوارة الليثي الكناين‪ ،‬والثالث حممد بن أ َ‬ ‫معاوية بن أيب سفيان‪ ،‬قد‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ََ ْ َْ َ‬
‫بالش َويْ عِ ر‬
‫األَوسي أَحد بين َج ْح َج ىَب‪ ،‬وال رابع حممد بن حمُ ران بن مالك اجلعفي املعروف ُّ‬ ‫تلقى طعنة جنالء من املوروث جعلته‪ ،‬كلبا عاويا وإبن سفيه‪ ،‬وال حول وال قوة‪.‬‬
‫واخلامس حممد بن مسلمة األَنصاري أَخو بين حارثة‪ ،‬والسادس حممد بن خ زاعي بن‬
‫علقمة‪ ،‬والسابع حممد بن حرماز بن مالك التميمي العمري‬ ‫‪13‬ـ ماريا القبطية‪ :‬إحدى زوجات أو س راري حممد‪ .‬ونظ را ملا حيمله اإلسم من تقاطعات‬
‫لسانية وثقافية‪ ،‬أجد من املفيد أن نتوقف عنده مليا‪ ،‬وكما أسلفت أعاله فإن ‪Maria‬‬
‫‪5‬ـ اإلسالم املبكر‪ :‬نقال عن ـ ‪Cyrus H. Gordon: Ugaritic Manual‬‬ ‫هي الصيغة الالتينية‪ ،‬اليت ترد يف العربية والعربية واآلرامية واليونانية بصيغة «مرمي»‪ ،‬وقد‬
‫إكتسب اإلسم قداسة عالية يف اإلسالم‪ ،‬وأفردت له إحدى سور القرآن‪..‬وهناك إجتهادات‬
‫‪6‬ـ روى أبو نعيم عن ابن شهاب عن أبيه قال‪ « :‬ملا أمرين أبوبكر فجمعت القرآن كتبته‬ ‫عديدة لتأويل هذا اإلسم (كما أسلفنا)‬
‫يف قطع األدم وكسر األكتاف والعسب‪ ،‬فلما هلك أبو بكر رضي اهلل عنه‪ -‬أي ‪:‬‬
‫تويف – كان عمر كتب ذلك يف صحيفة واحدة فكانت عنده‪ -‬أي‪ :‬على رق من نوع‬ ‫لكن امللفت واملثري للدهشة‪ ،‬أن املسيحية بدأت بإستخدام إسم «ماريا» يف القرن السادس‬
‫واحد – فلما هلك عمر كانت الصحيفة عند حفصة زوجة النيب‪،‬‬ ‫عشر م‪ ،.‬حينها بُدأ بإطالقه‪ ،‬على أمساء اإلناث‪ ،‬وعلى النذور املقدسة والكنائس‪.‬‬
‫‪7‬ـ يف كتاب أعالم النساء نعثر على‪ :‬مرمي بنت طارق‪ ،‬اليت ترد يف طبقات ابن سعد‪ ،‬وهي‬ ‫والسؤال املوضوعي‪ :‬ملاذا إستخدمه األقباط بالصيغة الالتينية‪ ،‬عند تسمية اإلناث‪ ،‬وقبل‬
‫تحُ دث عن عائشة‪ ،‬وهناك مرمي الفهري اليت شيّ دت جامع األندلسيني يف فاس عام ‪245‬م‪،‬‬ ‫أوروبا بعشرة قرون؟؟ (على إف رتاض أن ماريا القبطية كانت هدية من املقوقس) وملاذا مل‬
‫ومرمي املدنية (مغنية وردت يف أغاين األصفهاين) ومرمي األنصاري (شاعرة من أشبيلية)‬ ‫تستخدمه بصيغته املعتادة يف املشرق «مرمي»؟‬
‫إضافة إىل أن ال رتاث الشيعي يلقب «فاطمة» مبرمي الكربى‪.‬‬ ‫يف احلقيقة ال أملك صورة عن كيفية وروده يف املخطوطات القدمية؟ لكن أستغرب تداوله‬
‫بصيغة «ماريا»؟ واألمر امللفت عدم تواتر اإلسم يف الفرتة املبكرة‪ ،‬وإستبعاده من أمساء‬
‫نشر يف موقع األوان‬ ‫الرعيل األول (‪ )7‬رغم ما متتعت به مرمي من قدسية‪ .‬وأعتقد أن البحث يف هذه اإلشكالية‬
‫منقول‬ ‫يكشف بسهولة أمناطا من احلشو املتأخر‪ ،‬الذي تعرضت له الرواية أثناء رحلة التأليف‬
‫ومن خالل هذه اللمحة السريعة‪ ،‬خلارطة األمساء واألعالم‪ ،‬ميكن للنقد والعني البصرية أن‬
‫ختم ن كيف نُسجت األحداث الدينية املبكرة‪ ،‬وكيف غُ زلت خيوطها‪ ،‬وكيف خلعت على‬ ‫ّ‬
‫أبطاهلا مسميات وألقاب وصفات‪ ،‬تناسب أدوارهم امل تخيّ لة‪.‬‬
‫ختاما ال أدري إن كنت هبذا املوجز‪ ،‬قد حملت سقوط ُتفاحة نيوتن؟ فكثريون حملوا سقوطها‬
‫قبلي‪ ،‬لكن املعري سبقنا وقال‪:‬‬

‫خالص من نوائبها ‪ ...‬وال لغريي إال الكون يف العدم‬


‫ٌ‬ ‫لنفسي‬
‫اهلوامش‪:‬‬
‫‪1 R. Dozy‬ـ اإلس رائيليون يف مكة‬
‫‪2‬ـ إس رائيل شاحاك‪ :‬التاريخ اليهودي الديانية اليهودية‬
‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬
‫ألننا نستطيع ‪...‬‬

‫ألننا نستطيع ‪...‬‬


‫أو وهابية السعودية أو طالبانية أفغانستان‪ .‬ومن نافل القول إن لبنان‪ ،‬رغم معاناته من‬ ‫"ألننا نستطيع"‬
‫نظامه السياسي الطائفي‪ ،‬واحلساسيات الطائفية اليت شرخته جمتمع اً وتارخي اً وجغ رافيا‪ ،‬منذ‬ ‫رشا األطرش‬
‫تأسيسه‪ ،‬فإن هذا النظام وهذه احلساسيات هي بالضبط‪ ،‬وللمفارقة‪ ،‬ترياقه ضد أي دين‬
‫يستأثر بكامل مساحته‪.‬‬
‫الكالم هنا يف السياسة أكثر من أي حقل آخر‪.‬‬ ‫ان يطبخ طالب هريسة عاشوراء يف قِ ��در كبرية وسط اجلامعة اللبنانية‪ ..‬أن ت ��ؤدي جمموعة‬
‫أخرى «قَ َس م السيد موسى الصدر» – عالمة االنتماء إىل حركة «أمل» (وهذه ليست املرة‬
‫�س ��م ال ��ص ��در» يف اجلامعة اللبنانية‪ ،‬ليست مثل‬
‫ال‪ .‬اللطميات يف ال ��ش ��وارع‪ ،‬واهلريسة و»قَ � َ‬ ‫سواد الذكرى وشعاراهتا‪ ،‬وتصدح الندبيات يف أجواء احلرم‬ ‫ويلف جد راهنا كل سنة ُ‬ ‫األوىل)‪ّ ،‬‬
‫شجرة امليالد‪ .‬فلنقفز من فوق الكالم البسيط عن ال رابح يف مسابقة بني الفجيعة والفرح‪،‬‬ ‫اجلامعي (ال ��وط�ني؟)‪ ...‬فليس‪ ،‬هنا‪ ،‬ما يقال‪ ،‬ديني اً‪ .‬ليست اإلشكالية حمصورة يف املذهبية‬
‫وعن عيد امليالد الذي أصبح معومل اً وجتاري اً أكثر منه مناسبة دينية‪ ،‬وشجرته امللونة اليت‬ ‫الصرف‪ .‬ال يف استنكار هذا الفرض‪ ،‬الذي بَ ّل ممارسوه تعاميم رئيس اجلامعة العديدة وسقوه‬
‫باتت رم زاً ملوسم سياحي مغتبط حول العامل‪ ،‬وحقيقة أن أحداً ال يفرض ال رتاتيل الدينية‬ ‫ماءها‪ .‬وال يف الدفاع عن شعائر «انرتوبولوجية»‪ ،‬بدعوى أنه حيق ملعتنقني إحياؤها يف احليز‬
‫وطقوس قداس منتصف الليل وقداس يوم العيد (والشعنينة والفصح) على س ّك ان أحياء‬ ‫العام على غ رار تزيني شجرة امليالد‪.‬‬
‫وعلى شوارع وأرصفة‪ ..‬فإن قلب املسألة هو القوة‪ ،‬الكثري منها‪ ،‬فيضاهنا‪.‬‬
‫متر سيارات مفتوحة الشبابيك‪ ،‬مواكب وف رادى‪ ،‬يف أحياء معروفة باختالطها املذهيب‪،‬‬ ‫أن ّ‬
‫هي قوة عرقلة حكومة ألشهر‪ ،‬ويف أكثر من استحقاق‪ .‬قوة اخلوض العسكري يف سوريا‪،‬‬ ‫يف ب�يروت وجبل لبنان‪ ،‬وق ��د علت اللطميات من مسجالهتا‪ ،‬ليسمعها ال �رائ ��ح وال ��غ ��ادي‪،‬‬
‫رغم أنف اجلميع‪ ،‬ورغم املوقف اللبناين الرمسي بالنأي بالنفس‪ ،‬وبزهو «املنتصر»‪ ،‬وبفداحة‬ ‫خب ��اط ��ره أو غصب اً ع ��ن ��ه‪ ...‬أن تحً ��ت � ّ�ل األرص ��ف ��ة ب �ـ»م ��ي�ني جم ��ال ��س ع � �زاء»‪ ،‬وي ��ق ��رر ص ��اح ��ب كشك‬
‫من يسدد سبابته إىل صدغه ويقول‪ :‬أنا حر‪ ،‬سأفعلها ألين أريد‪ ،‬وألين أستطيع‪ ،‬وألن أحداً‬ ‫سجائر أن يرميك بنظرة شرر إن مررت جبانبه وأبديت انزعاجك من ارتفاع صوت اللطمية‬
‫�ردين‪ .‬قوة االقتصاد امل ��وازي الزبائين‪ ،‬من خارج الدولة‪ .‬وقوة ماكينة الفساد‬ ‫ال ميكنه أن ي � ّ‬ ‫اليت يعليها ليل هنار وسط شارع احلم راء‪ ،‬حيث جياور «الشورت» احلجاب‪ ،‬وتُق ّدم القهوة‬
‫األكثر جت ��ذ راً يف داخلها‪ .‬قوة هتديد بقطع أي � ٍ�د ورؤوس‪ ،‬إن امتدت إىل «س�لاح املقاومة»‪،‬‬ ‫كما الكحول‪ ..‬فإن الشعور األول هو شعور ضحية االعتداء السمعي والرمزي‪ .‬يليه غضب‬
‫يصدقه سامعوه (ع ��ن ج ��دارة) فيهللون أو يرتعبون‪ .‬ق ��وة اهلوية تؤكد ذاهت ��ا‪ ،‬باملذهب عرب‬ ‫شديد ورمبا نقمة قلما جيرؤ صاحبها على التعبري عنها أو حىت التل ّف ظ باحتجاج (وملن حيتج؟‬
‫السياسة وبالعكس‪ ،‬وتعيد التأكيد‪ ،‬فتنتشي‪ ،‬م ��رة بعد م ��رة‪ ،‬وليس ما ي ��روي ظمأها إىل‬ ‫لبلدية؟ ملختار؟ جل ريان‪ ،‬ملخفر‪ ،‬حملافظ؟ لرئيس مجهورية؟!‪ ...‬خ رياً إن شاء اهلل)‪ .‬هذه ليست‬
‫تتعم د‬
‫املزيد‪ .‬اهلوية اليت ما زالت تغ ّذي جرح املاضي التهميشي‪ ،‬وتارخي اً من الفقر واحلرمان‪ّ .‬‬ ‫منزه عن سياق‪ .‬وال‬ ‫ٍ‬
‫«فتنة» يوقظها صهيو‪-‬لي رباليو‪-‬تكفرييون‪ .‬وال هو حقد مذهيب صاف ّ‬
‫يزودها باألحقية «األخالقية»‪،‬‬
‫تركه مفتوح اً‪ ،‬ألنه ميد الـ»أنا» اجلماعية باملظلومية املطلوبة‪ّ ،‬‬ ‫هي العنصرية‪ ،‬ألن األخرية تعريفها كره الشيعة جملرد أهنم شيعة‪ ،‬لشيعيّ تهم كسمة جوه رانية‬
‫باملشروعية «املزعومة» لـ»حفظ النوع»‪ ..‬رغم أن املعادلة تغريت منذ عقود‪.‬‬ ‫وحيدة‪ ،‬ال شيء سواها‪.‬‬

‫والتوع د للقضاء واجل ��ي ��ش‪ .‬قوة‬


‫ّ‬ ‫هي ق ��وة «ه ��در دم شعبة املعلومات» كجهاز أم�ني رمس ��ي‪،‬‬ ‫أن يطل علينا نائب حزب اهلل‪ ،‬حممد رعد‪ ،‬من أحد اجملالس العاشورائية‪ ،‬ومن كل عقله‪ ،‬خبطبة‬
‫مبادلة احلجاج األسرى يف أع زاز السورية‪ ،‬بطيارين تركيني ُخ طفا يف لبنان‪ ،‬أحض رهتما إىل‬ ‫عصماء قرر فيها أن لبنان‪« ،‬قبل زمن املقاومة» كان «ساحة للمالهي الليلية والسمس رات‬
‫مطار بريوت طوافة عسكرية من مطار رياق يف البقاع‪ ،‬وال من جيرؤ على طرح السؤال‪ :‬أين‬ ‫ولنظام اخلدمات ومترير تبييض األم ��وال‪ ،‬لكن اآلن جيب إقامة لبنان اجلديد ال ��ذي ينسجم‬
‫كانا؟ من س لّ مهما إىل األمن اللبناين؟‪ ..‬قوة االع رتاف بأن أربعة متهمني (جماهدين حبسب‬ ‫مع وج ��ود املقاومة فيه»‪ ،‬وأن املرجعية ليست للعقول بل «لفقهائنا وكبارنا»‪ ،‬فهذا ليس‬
‫تسمية نصر اهلل) يف اغتيال الرئيس رفيق احلريري‪ ،‬هم يف حفظ «حزب اهلل» وحضنه املصون‪،‬‬ ‫الدين يف يد ُس لطة‪ ،‬وإن كان احلزب هو السلطة الفعلية‪ .‬ق رار األمن واالستق رار االقتصادي‬
‫وال ب ّد من التلويح امل عتاد حبرق وقطع وبرت‪ ..‬إن طالب هبم أحد‪ .‬قوة أخذ بريوت يف ساعات‬ ‫واالجتماعي‪ ،‬معظم خيوطه‪ ،‬يف قبضته‪ ،‬باملباشر أو بغري املباشر‪ ،‬يف مناطق نفوذه وأحيان اً‬
‫ُ‬
‫املعادلة السياسية يف اجلبل‪ ،‬ولو بعد معركة عسكرية قاسية‪ .‬قوة فتح بوابات‬ ‫سوداء‪ ،‬وتغيري‬ ‫خارجها‪ .‬اخلطاب هذا ليس إشارة انطالق ألس لَ مة وجه احلياة العامة‪ ،‬على غ رار مخينية إي ران‬
‫ضاحية بريوت اجلنوبية لقوى األمن اللبناين‪ ،‬حني حيتاج إليها احلزب يف ما ال يريد تلويث‬
‫‪26‬‬ ‫‪25‬‬
‫ألننا نستطيع ‪...‬‬
‫يديه به (وال املخاطرة بعالقاته مع عشائر وعائالت)‪ ،‬من قضايا خمد رات ودعارة وتعديات‬
‫بلدية‪ ،‬مث إغالقها حني يستكفي من خدمات «الدولة»‪ ،‬وال يعود «النظام من اإلميان»‪.‬‬

‫املذاهب والطوائف اللبنانية كلها‪ ،‬كأط راف سياسية (وهذا هو نظامنا املقيت إىل ما شاء‬
‫اهلل)‪ ،‬تكتنز حصتها الوافية من فساد وعصبية وانغالق وخوف ه ّدام من اآلخر‪ ،‬كل حبسب‬
‫حجمه ووزنه‪ .‬لكن األقوى وزره أكرب‪ ،‬تأثريه أعمق وأخطر‪ .‬املعركة اخلاسرة يف كل األحوال‪.‬‬
‫تشبه الشجرة‪ ،‬إن كربت يف أرض الدار‪ ،‬وتضخمت فروعها حىت اخرتقت نوافذه‪ ،‬وجذورها‬
‫حىت فاق استيعاهبا قدرة ال رتاب‪ ،‬فال ترتك يف املكان فسحة للعيش‪ ،‬كما ال يعود تشذيبها‬
‫ممكن اً من دون احتمال هدم البيت على رؤوس من فيه‪ ..‬إن كانت الرؤوس قد سلِ مت أص الً‬
‫من القطع‪.‬‬

‫‪28‬‬ ‫‪27‬‬
‫ملحدات سوريات ‪...‬‬

‫ملحدات سوريات ‪...‬‬


‫انو اذا بدك تشتغلي ‪ ..‬بدك ت رافئيين « ‪ .‬و تستدرك « وحسب ما وصلين معلومات وئتا ‪..‬‬ ‫ملحدات سوريات ‪...‬‬
‫انو هيك عادي عندن «‬
‫رف ��ض ��ت و ظ ��ل ��ت تبحث ع ��ن ع ��م ��ل ببيئة ان ��ث ��وي ��ة ع ��ل ��ى األق ��ل و مل يشفع هل ��ا ك ��وهن ��ا متقنة‬
‫للتصميم ‪ .‬و عوملت كقاصر من قبل من من ت رأسها يف العمل حبيث شرع لنفسه التدخل‬
‫حىت يف خصوصياهتا العاطفية‬ ‫كأنه ال يكفيهن أن يعشن يف جمتمع متعصب لذكوريته ‪ ...‬رفضن دينه أيض اً ملحدات‬
‫يف فرتة اخرى عرض عليها مشروع الزواج من شاب يعمل كأستاذ يف مسجد قالت عنه‬ ‫سوريات ‪...‬‬
‫انه جيد لكنه متدين وحصر طلباته منها ب « طبعا كان بدو حجاب ‪ ..‬صالة « و فشلت‬
‫الفكرة لعدم التوافق الفكري ‪.‬‬ ‫امللحدات ال ��س ��وري ��ات قصة شجاعة بكل م ��ا للكلمة م ��ن معىن ‪ ,‬رفضن سلطة ال ��ذك ��ور و‬
‫ح ��اول البعض دائ ��م �اً اقناعها بالدين لكنها أخ ��ذت خط اً فكري اً مستق الً ع ��ن اجلميع ‪.‬‬ ‫الشيوخ و الكهان ‪.‬‬
‫و اص ��رت على مم ��ارس ��ة حريتها بكل شكل ممكن و ال ت �زال ت ��رغ ��ب ح�تى اآلن ب ��أن تعيش‬ ‫رفضن أن يكن جمرد عورة يف جمتمع يشتهر بعوراته الفكرية‬
‫بأستقاللية لوحدها ‪.‬‬ ‫رفضن أن يكن عبيداً يف جمتمع حيرتف العبودية ‪.‬‬
‫مل تستطع حىت اليوم أن تبوح بكل ما جيول يف رأسها خوف اً من الرفض اجملتمعي مارست‬
‫حتررها بصمت و بعيداً عن االضواء ‪.‬‬ ‫ملحدات من كل سوريا و من خلفيات اسالمية و مسيحية و درزية و من اصول عربية و‬
‫غري عربية ‪.‬‬
‫أما مايا فكانت أقل حظ اً اذا مل تستطع بسبب عائلتها اكمال د راستها اجلامعية أو حىت‬ ‫جيمعهن اهنن هربوا فكري اً على األقل من سوريا هربوا من جمتمع ذكوري متدين كطابع عام‬
‫العمل و اجربت على وضع احلجاب ال بل اجربت ايض اً على الزواج من شخص ال حتبه و‬ ‫كاره لألنثى و كاره للحرية و للتفرد كطابع خاص عند البعض‪.‬‬
‫ختتلف معه فكري اً بشكل كامل و مثل دينا كانت شروطه و طلباته تنحصر بالصالة و‬ ‫هربوا من جمتمعات حتدد الشرف و االخالق ببكارة و و قطعة قماش على ال رأس ‪.‬‬
‫الصيام و احلجاب و استطاعت االنفكاك عنه بعد مضي اقل من شهر على زواجها منه ‪.‬‬ ‫جيمعهم اخلوف و التوق للحرية و االنفالت من القيود اجملتمعية الذكورية الدينية اخلانقة‬
‫مايا تقول « انا ولدت بعائلة مسلمة ‪ ،‬كانت متدينة لكن بشكل مانو متشدد ماكانو‬ ‫كث ريات رفضن احلديث و البعض حتدثن حتت اسم مستعار و القلة من رضيت بنشر امسها‬
‫اهلي جيربوين على العبادة والصالة بطفوليت هيك حلىت وصلت لسن امل راهقة ‪ ،‬بدأوا اهلي‬ ‫علن اً ‪.‬‬
‫يضغطو علي واجربوين على ارتداء احلجاب ومنعوين يكون عندي صديق ذكر ‪ ،‬ومنعوين‬
‫فوت او اطلع ب راحيت ‪ ،‬او حىت مارس هوايايت متل ركوب الد راجة «‬ ‫دينا جاويش جامعية و تعمل بالغ رافيك اضافة للرتمجة‬
‫سبب احلادها بسيط و منطقي « انو ليش هيك الدين منو عادل بفرض علي اشيا بكرها‬ ‫رغم أهنا تعمل كمصممة يف جملة ( أنا أفكر ) ذات التوجه االحلادي‬
‫وبدو يعذبين ازا رفضتا وليش مابفرض على الذكور متل مابيفرض ع النساء ‪ ،‬ليش هل‬ ‫رفضت وصفها مبلحدة و فضلت وصفها ب ذات فكر حر يقبل بكل اآلراء ووجهات النظر‬
‫عنصرية جتاه النساء « و « شو الفائدة اهلل خيلقنا وبدو يتحكم بكلشي حبياتنا حىت بادق‬ ‫طاملا ان التوجه ال عنفي ‪.‬‬
‫التفاصيل شو الفائدة ازا ماكنا اح �رارا باختياراتنا معقول يكون يف رب هبال قسوة وبدو‬ ‫تصف اجملتمع ال ��س ��وري ب « جمتمع كبري ‪ ..‬متنوع ‪ ..‬ذك ��وري ج ��دا ‪ ..‬امل �رأة املتحررة فيه‬
‫يعذب الناس بالنار جملرد انو رفضو اوام ��رو او حىت ماقتنعو بدينو معقول اهلل موجود بس‬ ‫تتعرض لضغط كبري ‪ ..‬من كل األط �راف ‪ ..‬من املثقفني واملتحررين متاما متل املتدينني او‬
‫والمرة ملسنا وجودو معقول يف رب موجود ويف اطفال عم متوت من اجلوع واحلروب واالم راض‬ ‫املتلتزمني هي غري متوازنة بعد‪ ،‬وليست إال بداية لتجربة ام رأة متحررة ‪ ..‬قادرة على االعتماد‬
‫صرت شك انو الدين جمرد خداع «‬ ‫على نفسها ومحايتها ‪ .‬جمتمع حيوي خامة الفكار انثوية مبدعة لن ترقى رواجا يف جمتمع ال‬
‫مايا اآلن خلعت احلجاب و أعلنت احلادها يف جمتمعها الضيق و بدأت يف رسم حياهتا كما‬ ‫ي زال يرى يف امل رأة جسدا عاريا ‪».‬‬
‫تريد هي بعيداً عن سلطة الذكور و الدين ‪.‬‬ ‫تعرضت مثلها مثل أغلب النساء السوريات ال�لايت جربن العمل يف سوريا لتحرشات قد‬
‫هبه تكاد تكون منوذج اً اصي الً ملعاناة األنثى امللحدة السورية‬ ‫تصل اىل الطلب املباشر مبمارسة اجلنس مقابل العمل « مدير املعمل ‪ ..‬بصريح العبارة حكى‬
‫‪30‬‬ ‫‪29‬‬
‫ملحدات سوريات ‪...‬‬

‫ملحدات سوريات ‪...‬‬


‫اجملتمعات الذكورية من م ��وروث تارخيي بدائي يرتكز على ثقافة دينية‪-‬اجتماعية قائمة‬ ‫تربت ضمن تعاليم اسالمية و فرض عليها احلجاب منذ الصغر ‪ .‬اجربت على حضور دروس‬
‫على مبدأ التمييز بني اجلنسني‪ ،‬فهو حيول امل رأة أداة لدى للذكر من خالل ثقافة وتربية حتث‬ ‫الشريعة ال بل اخنرطت يف فرتة من حياهتا مع حركة ( القبيسيات ) السورية اليت تصفهم ب‬
‫امل رأة أن تعمل ما بوسعها للحفاظ على قيم اجتماعية فرضت عليها الستعبادها من أجل‬ ‫« حركة هتدف اىل تدمري االسرة السورية « و تنظيم « ارهايب مقنع «‬
‫احلصول على شهادة تقدير وحسن سلوك سعي اً منها الكتساب ود اجملتمع عامة والرجل‬ ‫كانت لديها الشكوك دائم اً و كانت تبحث دائم اً عن االف االسئلة اليت مل جتد هلا أجوبة‬
‫خاصة‪ ،‬فيصبح الرجل هدف اً حياتي اً لدى امل رأة بدالً من أن تعمل لتحقيق ذاهتا‪».‬‬ ‫دينية مقنعة ‪.‬‬
‫رحلتها يف فهم و من مثه رف ��ض األدي ��ان تلخصها ب « منذ طفوليت مت ��ردت على «تقاليد‬ ‫و عند أول تواصل مع شخص ملحد وجدت االجابات الشافية لكل تساؤالهتا و من حينها‬
‫أو أع �راف» اجملتمع السوري داخل سوريا‪ ،‬ألبدأ بتساؤالت عدة عن وضع امل �رأة يف األديان‬ ‫تصف نفسها بأهنا « منومة مغناطيسي اً بواسطة الدين « و أن « كل ما علموها اياه كان‬
‫وضرورة التخلص من أساطري دينية سجنت امل رأة الستخدامها كأداة‪ .‬استطعت التخلص‬ ‫كذبة كبرية «‬
‫من القيود الدينية يف سن الثانية عشر ألعلن قناعيت الكاملة يف االحل ��اد‪ .‬وقد ساعدين يف‬ ‫هبة حالي اً تعيش حياة مزدوجة بني زوج و عائلة حتتفظ بينهم بشكلها املتدين على االقل‬
‫هذا الشيء والدي املختص يف علم النفس‪ .‬من هنا كانت بدايايت يف رفض مجيع التابوهات‬ ‫شك الً و بني عامل اف رتاضي و جمتمع اصدقاء صغري جداً تستطيع فيه أن تناقش و حتاور و بكل‬
‫االجتماعية‪ .‬فيما بعد كان من الطبيعي أن أعيد ق راءة هذه الثقافة من خالل القاء الضوء‬ ‫ثقة أكرب كهان الدين تصف زوجها ب “ قط أليف عادة يتحول اىل أسد قاتل عندما تفتح‬
‫عليها من خالل النظريات األنرتبولوجية والنفسية اخلاصة هبا ملعرفة العوامل اليت سامهت يف‬ ‫معه أي نقد لدموية االسالم «‬
‫تشكيل هذه الثقافات‪ .‬من هنا ال ميكن أن نقوم بد راسة حيادية قائمة على أسس علمية‬ ‫باتت تق رأ بشكل كبري و متتلك قدرة على أيصال أفكار كبرية جبمل صغرية ‪.‬‬
‫من دون اكتساب عقلية التشكيك واالستفسار‪ ،‬أي اكتساب ما نسميه «الفكر احلر»‬ ‫تعيش احللم باخلالص يوم اً ما من قيودها و االنطالق كأنثى فاعلة مفكرة و أن تأخذ دورها‬
‫القادر على إعادة التفكري مبا يؤمن به أو مبا فرض عليه‪».‬‬ ‫الذي يليق مبستوى فكرها‪.‬‬
‫رندا و حاهلا كحال كل من أشهر احل ��اده و فكره عالني ةً ضمن اجملتمع السوري تعرضت‬
‫لكثري من املضايقات وصلت احيان اً للتهديد بالقتل ‪.‬تقول « استلمت الكثري من رسائل‬ ‫من ناحية اخ ��رى جند أن بعض امللحدات السوريات وصلن اىل مرحلة متقدمة من اثبات‬
‫التهديد بالقتل‪ ،‬ناهيك عن الشتائم واالشاعات املستلهمة من اخلياالت الفانتازية للبعض‪.‬‬ ‫الذات ووجود امل رأة السورية الفاعل سياسي اً و فكري اً ‪.‬‬
‫فكان يل النصيب يف استالم شتائم متنوعة‪ ،‬فمنها املليئة ب ��اإلحي ��اءات اجلنسية وال�تي تعرب‬ ‫رندا قسيس اليت تتفجر أنوثة و ثق ةً و فك راً كانت حاضرة كأحد أجنح مناذج امل رأة السورية‬
‫عن حالة كبت مجاعي لكل الرغبات الباحثة عن خمرج للتنفيس‪ .‬ناهيك عن االهتامات‬ ‫امللحدة‬
‫بالعمالة واخليانة…اخل هذه الرسائل تعرب‪ ،‬ولألسف الشديد‪ ٫‬عن ثقافة تفتقد اىل قواعد‬ ‫بدأت رندا قسيس حياهتا املهنية فنان ةً تشكيلية مث انتقلت اىل األحباث النفسية االنرتبولوجية‬
‫معرفية واىل خلط يف املفاهيم واالصطلحات‪ ،‬كما تعكس الص راع النفسي ال ��ذي يعانيه‬ ‫والكتابة فيها‪ .‬منذ اندالع االنتفاضة السورية اجتهت حنو السياسة حيث ت رأست اهليئة العامة‬
‫أف راد هذه الثقافة‪».‬‬ ‫لالئتالف العلماين ال ��دمي ��وق �راط ��ي لتمثله مبقعد يف اجمللس ال ��وط�ني ال ��س ��وري‪ .‬استقالت بعد‬
‫خالفات بينها وبني االئتالف يف شأن تسليح املعارضة وعدم إدانة االنفجارات والسلوكيات‬
‫دانا اليت عملت بالتدريس بعد اهناء د راستها اجلامعية من جهة اخرى اعتمدت على اخفاء‬ ‫غري املشروعة لبعض املقاتلني يف “اجليش احلر”‪ ،‬واختالف مع اجمللس الوطين يف شأن هيمنة‬
‫احلادها بشكل كامل و لسنوات طويلة ألهنا و ب رأيها انه « تستطيع العيش مبجتمع متدين‬ ‫“اإلخ ��وان املسلمني” واإلسالميني على احل �راك ال ��ث ��وري‪ ،‬وه ��ي حالي اً‪ ،‬رئيسة حركة اجملتمع‬
‫بدين مييل إىل إلغاء الطرف اآلخر املختلف دينيا حبالة واحدة فقط وهي إخفاء إحلادك وهذا‬ ‫التعددي الذي أسسته يف أيلول ‪ 2012‬وجيمع ناشطني يف الداخل السوري واخلارج‪.‬‬
‫ما فعلته لسنوات طويلة قمت هبا باالدعاء بأنين مؤمنة على األقل وحىت االدعاء مبمارسة‬ ‫رندا متثل منوذج اً حيتذى يف قدرة امل �رأة السورية ال رافضة للسلطة الدينية الذكورية على أن‬
‫بعض الفروض الدينية كالصوم مثال يف شهر رمضان خصوصا يف العمل حيث يسيطر جو‬ ‫تعمل و ترتك بصمة يف احلياة املدنية ال بل كانت و ال زالت حتارب بشدة ألجل حتقيق حلم‬
‫من العنف النفسي الديين يصل إىل حدوده القصوى يف هذا الشهر ‪ ،‬دائرة صغرية جدا من‬ ‫الثورة السورية مبجتمع دميق راطي تعددي عادل يقوم على املواطنة‪.‬‬
‫املعارف واألقارب من يعلمون باحلادي ويتقبلون هذا الشيء غالبا على مضض مع اش رتاط‬ ‫تقول رن ��دا عن اجملتمع السوري من حيث موقفه من امل �رأة انه « يعاين السوري كغريه من‬

‫‪32‬‬ ‫‪31‬‬
‫ملحدات سوريات ‪...‬‬

‫ملحدات سوريات ‪...‬‬


‫فلم يكن هناك اي ممنوع لسبب الدين ( لباس ‪ ،‬رقص ‪ ،‬شرب ‪ ،‬سهر ‪ ) ،‬وخارج هي احللقة‬ ‫عدم حماولة لطرح أي أفكار إحلادية من قبلي ألن الطرف اآلخ ��ر املتدين دائ ��م الشعور بانه‬
‫باملدرسة مثال كنت اراعي اللباس والكالم لكن بدون مظاهر دينية وهي ( حجاب ‪ ،‬صالة‬ ‫ضمن دائ ��رة حماربة دينه ولذلك سهل جدا أن يُستفز وبالتايل قد مي ��ارس عليك نوع ما من‬
‫‪ ،‬صوم ) «‬ ‫أنواع العنف أبسطها اإلقصاء والعنف النفسي ويشعر املتدين يف جمتمعي أنه جيب أن ت راعي‬
‫باسلة تقول عن أهنا تعرضت للتمييز دائم اً كوهنا ذات مظهر متحرر و خصوص اً يف العمل‬ ‫مشاعره الدينية بشكل دائم‪ ..‬أكرب أزمة واجهتها بسبب إحلادي هي عند الزواج بشخص‬
‫حيث كانت مضطرة للعمل أضعاف اً مضاعفة ألث ��ب ��ات نفسها و متيزها مقابل زميالهتا‬ ‫متدين مل أخفي عليه إحل ��ادي هنائيا وتعاهدنا عند ال ��زواج بتقبل بعضنا البعض واح�ترام‬
‫املتدينات ( احملجبات ) و مد رائها الذين يربطون موضوع نوعية املالبس‬ ‫وجهات النظر املختلفة لكل طرف وأنا بالطبع اعتربهتا جتربة حضارية بإمكانية التعايش مع‬
‫و ما تغطي من شعر ال رأس بعدم القدرة على االتقان يف العمل ‪.‬و خاصة ان عملها تربوي ‪.‬‬ ‫اآلخر املختلف وبناء عائلة معه واملفاجأة الغري سارة بعد الزواج هي أنين مطالبة بتغيري كل‬
‫باسلة اليت تعيش حالي اً خارج سوريا اسست جمموعات نسائية اغاثية عدة داخل سوريا‬ ‫أفكاري (اخلاطئة ) حسب وجهة نظره والشعور الدائم بأنين متهمة بشيء ما جملرد إحلادي‬
‫أثناء الثورة و خارجها يف مصر و تقول أن الثورة عملت و تقريب اً يف بداياهتا على توحيد‬ ‫ووصلت األمور لذروة التأزم عندما أصبح لدينا طفل وأصبحت متهمة بأنين أم غري صاحلة‬
‫مكونات اجملتمع السوري لكن كان موضوع الدين هو ما يفرق دائم اً ‪.‬‬ ‫لرتبية طفل جملرد أنين لست مؤمنة رغم انين بذلت جهد كبري لبناء منظومة فكرية أخالقية‬
‫قائمة على قواعد اخلري واجلمال طول سنوات حيايت ومع ذلك أهتم بالشر املطلق بسبب‬
‫إحلادي وما زلت حىت اللحظة مهددة باإلبالغ عن إحلادي (السيما أنين مقيمة يف دولة ذات‬
‫آيا من جهه اخرى القادمة من خلفية ( درزية ) أصغر من التقيت و أكثرهن حيوية فهي‬ ‫نظام ديين متطرف نوعا ما) وأخذ أبين مين بسبب هذا املوضوع الذي أحاول جاهدة إخفاءه‬
‫تتمىن أن تعلن احلادها على االقل أمام أبويها و تنتهي من التلون بعدة الوان امامهم ‪.‬‬ ‫‪ ..‬من أكثر األمور اليت لفتت نظري مبجتمعي املتدين أنه معظم أصدقائي وأقربائي الذين‬
‫تقول أن كل من يعرف ( من شباب جمتمعها ) أهنا ذات تفكري متحرر حياول أن يتحرش‬ ‫يرفضون متاما فكرة إحلادي أهنم يعيشون منط حياة ال خيتلف عن منط حيايت ويكسرون الكثري‬
‫هبا جنسي اً او لفظي اً و تستغرب ربط اجملتمع فكرة اجلنس العشوائي مبجرد أن تكون االنثى‬ ‫من القواعد الدينية ال�تي حرمها الدين ال ��ذي يستميتون بالدفاع عنه مثل ش ��رب الكحول‬
‫تفكر حبرية خارج الدين و خارج القطيع ‪.‬‬ ‫وممارسة اجلنس خارج إطار الزواج وهذا ما كنت أراه قمة التناقض ال سيما مع العنف الكبري‬
‫آيا تعرضت مثلها مثل الباقيني ألدجلة أفكارها منذ الصغر و حماولة تطبيعها بطابع الدين و‬ ‫الذي يصدر منهم عندي مناقشة أي فكرة دينية وحماولة تفنيدها علميا «‬
‫تقول أهنا تكره فكرة أن تضطر أن ختتار شريك حياهتا مستقب الً من (نفس الطائفة و الدين‬ ‫دانا ترى أن اجملتمع السوري « قائم على مزيج من العادات والتقاليد اجملحفة متاما حبق امل رأة‬
‫) كما يصر أهلها أن يفهموها يومي اً ‪.‬‬ ‫مع دي ��ن ذو منظمومة متكاملة يف اضطهاد امل �رأة وتعنيفها وه ��و الدين اإلسالمي والقانون‬
‫السوري متواطئ مع هذا املزيج بشكل تام «‪.‬‬
‫سايل عبيد تصف قبول جمتمعها املسيحي لفكرة االحلاد ب « اخف بنص درجة من املسلم‬ ‫و عند سؤاهلا عن القوانني السورية و كيف تعامل امل رأة قالت ‪ »:‬بالتأكيد ‪..‬قانون األحوال‬
‫«‬ ‫الشخصية وامل رياث قانون شرعي يعتمد بشكل تام على الشريعة اإلسالمية اللي حتوي الكثري‬
‫حاول أهلها رغم أهنم مل يثوروا عليها أن يرجعوها اىل جادة ( الصواب ) كل فرتة و كل‬ ‫من التمييز والعنف ضد امل راة ولكن لإلنصاف ضمن قوانني العمل ال يوجد اي بند للتمييز‬
‫مههم أن يروها أيام اآلحاد يف الكنيسة ‪.‬‬ ‫ضد امل رأة بالنسبة لألجور والتطور الوظيفي ما عدا منصب رئاسة اجلمهورية الذي ال يسمح‬
‫خسرت اصدقاء عدة بسبب أفكارها ( املنفلته ) عن ماهو مقبول جمتمعي اً ‪.‬‬ ‫للم راة برتشيح نفسها ‪« .‬‬
‫سايل تقول أهنا حىت تعرضت لتهديدات بالقتل ارسلت اىل بريدها من بعض االسالميني يف‬
‫سوريا بعد اخن راطها يف الثورة و نقدها لتلوين الثورة السورية بلون واحد ‪.‬‬ ‫أما باسلة أبو حامد اليت تكاد تكون جتربتها خمتلفة متام اً كوهنا استطاعت اىل حد ما فرض‬
‫مل تستطع سايل و حلد اآلن أن تشهر احلادها اال يف دائ رهتا االجتماعية الضيقة من االصدقاء‬ ‫طريقها و طريقتها يف احلياه على جمتمعها الصغري فتقول عن زواجها مث الً « اصبحنا خنتار‬
‫و املعارف ‪.‬‬ ‫انا زوجي اصدقاء تشبهنا ( ملحدين ) حىت اننا بليلة القدر كنا نعمل سهرة شرب ورقص‬
‫او صناعة العرق يعين كنت اعيش بازدواجية تقريبا ‪ ،،،،،،،‬داخل االصدقاء والعائلة ملحدة‬

‫‪34‬‬ ‫‪33‬‬
‫ملحدات سوريات ‪...‬‬
‫م ��ل ��ح ��دات س ��وري ��ا يتحملن وزر أهن ��ن وج ��دن يف جمتمع متعصب ل ��ذك ��وري ��ت ��ه مثله مثل كل‬
‫اجملتمعات العربية عامة و املتدينة خاصة ‪.‬‬
‫نساء يبحثن عن اخلالص و أعلى أمانيهن أن يستطعن العيش بدون تغيري مستمر لألوجه و‬
‫بدون تلون و حمابات جملتمع مل يكن هلن أي خيار يف الوجود فيه ‪.‬‬
‫كل ذنبهن أهنم جربن أن يفكرن بأنفسهن مبعزل عن عته و محق و تعصب و قوقعة جمتمعاهتن‬
‫‪.‬‬
‫و جربن التحليق خارج السرب ‪.‬‬

‫أمين غوجل‬
‫رئيس حترير جملة أنا أفكر‬

‫‪36‬‬ ‫‪35‬‬
‫سلسلة الرد امللجم على صحيح مسلم(‪)4‬‬

‫سلسلة الرد امللجم على صحيح مسلم(‪)4‬‬


‫موسوعة احلديث الشريف املعتمده من جممع البحوث اإلسالميه‬ ‫سلسلة الرد امللجم على صحيح مسلم (‪)4‬‬
‫يف ه ��ذه امل ��ره إكتفيت بذكر ب ��اب احل ��دي ��ث‪,‬رق ��م ��ه‪ ,‬م ��ص ��د ران خمتلفان فقط‬
‫للروايه‪ ,‬إقتصارا ودفعا للملل‪ ,‬وإن كان القاريء ميكنه أن يرجع للنصوص‬
‫واملتون وهي متاحه عرب اإلنرتنت ل رياجع الرويات األخري مبزيد من اإلسهاب‬
‫باب ما يٌباح به دم امل سلم‬
‫يف العنعنه‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪)1676( -25‬‬
‫صدع اتباع حممد روؤسنا بسماحة اإلسالم‪ ,‬ورحابة صدر اإلسالم‪ ,‬وأن غري‬
‫حدثنا أبو بكر بن يب شيبه‪ .‬حدثنا حفص بن غياث وأبو معاويه ووكيع عن‬
‫املسلمني مل جيدوا يف دينهم ما وج ��دوه يف اإلس�لام من رمحة وترحاب‪ ,‬وكان‬
‫األعمش‪ ,‬عن عبداهلل بن‬
‫السؤال‪ ,‬هو أي عقيدة تللك وأي مذهب هذا ال ��ذي يضع يف حسبانه أن‬
‫مرة‪,‬عن مسروق عن عبداهلل ق ��ال‪ :‬قال رس ��ول اهلل ‪ :‬ال حيل دم ام ��ريء مسلم‬
‫مريديه واتباعه قد يتخلون عنه يوما ويرتكونه‪ ,‬خصوصا إن ك ��ان منهاجا‬
‫الثيب ال زاين‪ ,‬والنفس‬
‫‪,‬يشهد ان ال إله إال اهلل واين رسول اهلل‪ ,‬إال بإحدي ثالث‪ٌ :‬‬
‫ربانيا رحيما قوميا‪ ,‬يكفل ملتبعيه السعادة يف الدنيا والفوز يف اآلخ ��ره‪ .‬من‬
‫والتارك لدينه‪ .‬املفارق للجماعه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫بالنفس‪.‬‬
‫امل ��ف�ترض أن م ��ن ي ��دخ ��ل يف ص ��ف عقيدة كتللك ال ومل ول ��ن خيطر بباله أن‬
‫(‪ُ )...‬م ستطردا ‪ « ....‬اي احلديث برواية اخرى تعود لنفس األصل « حدثنا‬
‫يُفارقها!!!‪ .‬ولكن العجب العجاب كعادة الشريعه احملمديه أهنا تفاجئنا‬
‫بن منري‪ .‬حدثنا أيب‪.‬حدثنا وحدثنا أيب بن عمر‪ .‬حدثنا سفيان‪,‬حدثنا بن إب راهيم‬
‫دوما باجلديد فنجدها وضعت باب اً كامال تخُ رب فيه عن مصري من يرتك تللك‬
‫وعلي بن خشرم‪ .‬ق ��اال‪ .‬أخربنا عيسي بن يونس‪ ,‬كلهم عن األع ��م ��ش‪ ,‬نص‬
‫العقيده ويقرر أن يفارقها‪ .‬حتت عنوان « ما حيل به دم املسلم» ‪ ...‬ولكم‬
‫احلديث السابق‪.‬‬
‫أن تقفوا علي امل سمي فقط وترتكوا لعقولكم عنان التساؤل من بداية اللفظ‬
‫املستخدم هناية ُبفتح الباب لكل الوسائل والطرق اليت جيوز هبا سفك الدم‪.‬‬
‫من ُم نطبق ان اإلسالم دين اً ودوله‪ ,‬عقيدة ومنهج اً اتت لكي تُدير كافة شئون‬
‫الناس يف دنياهم وآخ راهم‪ ,‬كما يتشدقون دائما‪ ,‬فكرت يف إسقاط املفاهيم‬
‫يُبني احلديث ثالثة أسباب إن توافرت يف امل سلم فدمه مهدور‪ ,‬وهنا نود ان‬
‫اإلسالميه علي اهم املباديء اإلنسانيه يف عصرنا احلاضر وهي مبدأ املواطنه‪.‬‬
‫نُعرج بشيء من القول وهو حديث محُ مد ُبأنه‬
‫كيف يتعامل اإلسالم مع امل خالف له يف العقيده اوال‪ ,‬ويف املنهاج او السياسه‬
‫« ٌأم ��رت ان أقاتل الناس حيت يشهدوا ان ال إله إال اهلل وأين رس ��ول اهلل‪ ,‬فإن‬ ‫ثانيا‪ .‬مث إكتشفت أثناء ُ‬
‫البحث والق راءه أنه جيب علي يف املقام األول ان أعرف‬
‫قالواها عصموا مين دمائهم وأمواهلم»‬
‫كيف يتعامل اإلسالم داخليا مع أتباعه‪ ,‬وكيف ينظر إليهم إن أملً هبم شيء‬
‫احلديث موجود يف الصحيحني ‪ ,‬وميكن الرجوع إليه سنداً ومتن اً‪ ,‬ألين لن‬
‫دعاهم لرتكه‪ ,‬وكان امل نطلق هو إن أردت أن تعرف اخلارج فالبد من أن تدرس‬
‫أذكرهم حيث أسوق احلديث هنا مجُ ردا نص اً كمثال‪.‬‬ ‫وبتعمق الداخل‪ُ .‬‬
‫فكان نص احلديث امل عنً ون أعاله‬
‫إق رأ عزيزي القاريء هذا احلديث وضعه جنبا جبنب مع احلديث املذكور يف‬ ‫ُ‬
‫ب ��داي ��ة مقايل‪ .‬وأس ��ال نفسك عن سر ه ��ذا التضارب واإلخ ��ت�لاف‪ .‬فهو هنا‬
‫املصدر‪ :‬صحيح ُم سلم‪ ,‬نسخه مزيده ومنقحه صادره عن دار اإلعتصام‬
‫‪38‬‬ ‫‪37‬‬
‫سلسلة الرد امللجم على صحيح مسلم(‪)4‬‬

‫سلسلة الرد امللجم على صحيح مسلم(‪)4‬‬


‫يعصم الناس ودمائهم وامواهلم مبجرد نطقهم للشهاده‪ ,‬ويف موضوع آخر‬
‫الشرط الثاين ‪ :‬النفس بالنفس‪ :‬يعين من قتل يقتل‪ ,‬والسؤال هنا‪ ,‬من يقوم‬ ‫يتحدث عن هدر دمهم وإستباحة أرواحهم‪.‬‬
‫بالقتل‪ ,‬وكيفيته‪ ,‬وهل القتل هنا قتل معنوي أم قتل مادي‪ ,‬وما هي اجلرميه ‪,‬‬ ‫أنفك اسأل نفسي هل انا أمام نص ٌم قدس‪ ,‬أم أمام سفر من االحاجي‬
‫‪ ....‬ال ُ‬
‫وما هي انواعها ‪ ,‬مث أليس من املفرتض يف الشريعه أهنا أتت لتبني وتفصل ما‬ ‫رجل سكري‪ ,‬خمبول‪...‬‬
‫واأللغاز ُك تب بواسطة ُ‬
‫أهبم‪ ,‬أين التفصيل هنا‪ ,‬وإمل يكن للتفصيل يف هكذا موضع بيان فأين يكون‬
‫؟؟ ‪ .‬مث ما الذي أيت به حممد جديدا يف تلك العقوبه من الناحيه التشريعيه‬ ‫املهم‪ :‬نبدأ يف سرد الشروط اليت وضعها حممد ليحل له أن يهدر دم شخص‬
‫فضال علي الناحيه التارخييه امل تعارف عليها من قبل الشعوب واحلضارات‪.‬‬ ‫دخل يف دينه وصار من اتباعه‬
‫ٌ‬
‫والتعليق‪......‬‬ ‫‪ ....‬ولكم التفكر‬ ‫الثيب تعين امل حصن أي املتزوج‪...‬‬ ‫الثيب ال زاين ‪ ....‬وكلمة‬ ‫أوال‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫أي إنه حيل هدر دم الرجل املتزوج إن قامُ بإقامة عالقه جنسيه خارج إطار‬
‫كفيل بان‬
‫ُ‬ ‫أم ��ا ال ��ش ��رط ال ��ث ��ال ��ث‪ :‬فهذا ل ��ه م�ني وق ��ف ��ات ووق ��ف ��ات‪ .‬الن ��ه وح ��ده‬ ‫زوجته‪ ,‬علي إعتبار أنه ميللك فرج اً جمانيا يسمي « زوجه» ميكنه ان يعتليه‬
‫يضرب كل من تشدق ونادي حبرية ورحابة وسعة اإلسالم مع املخالفني فض الً‬ ‫ويقفز عليه وقتما شاء‪....‬‬
‫عن املؤيدين « التارك لدينه»‪.‬‬ ‫لن اعرج هنا علي إسقاطات هذه الكلمه من منظور امل رأه وحقوقها وكيف‬
‫والسؤال ما املوقف هنا واآليه الكرميه تقول « لكم دينكم ويل دين»‬ ‫ينظر هلا اإلسالم‪ ,‬وإن كان التعريج هنا له مقام‪ ,‬ولكن لك ان ت راجع عزيزي‬
‫ما املوقف هنا واآليه تقول « وما أرسلناك إال ٌم بش را ونذي را «‬ ‫القاريء كيف ينظر اإلسالم وأتباعه للم رأه يف اعدادي السابقه من السلسله‬
‫ما املوقف من قول القرآن « إنت أنت إال نذير»‬ ‫املباركه‪.‬‬
‫واخ ريا وليس آخ را « من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»‬ ‫ولكين أتسائل‪ ,‬ما املوقف من رجل له غٌ لمه ( أي شديد الرغبه اجلنسيه)‪,‬‬
‫أال يعد هذا تعارضا صارخا واضحا يفقء عني كل من نادي حبجية السنه‬ ‫ما املوقف من رجل‪ ,‬ال تشبعه زوجته جنسيا مبعين اهنا ال تتقن فنون اهلوي‬
‫وصحة األحاديث‪ ,‬إذن فسروا لنا هذا التناقض‬ ‫واإلم ��ت ��اع‪ ,‬م ��اذا لو مت األم ��ر مبعرفة ال ��زوج ��ه ما املوقف التشريعي حينها؟؟ ما‬
‫واين يكمن العيب اهو يف القرآن ( كالم اهلل) أم يف السنه ( كالم حممد‪ ,‬الذي‬ ‫املوقف من إم راة ضعيفة البنيان‪ ,‬بارده فاتره‪ ,‬ال ترغب يف اجلماع وال التلذذ‬
‫ال ينطق عن اهلوي)‬ ‫اجلنسي اغلب الوقت؟؟؟‬
‫كيف يكون الوضع طبقا لقياسهم يف حالة زواج الرجل من أربع‪ ,‬بينما له‬
‫أال تٌعد هذه النصوص تدليسا وكذبا واضحا ونوع من انواع املرآء والنفاق‪.‬‬ ‫زوجه واحده علي األقل تتفنن يف كيفية إمتاعه‬
‫أين احلريه‪ ,‬أين السماحه‪ ,‬أين قول حممد بن عبداهلل لعلي بن أيب طالب يف‬ ‫وجعله يطري ف ��رح ��ا م ��ن معرفتها ب ��ش ��ؤن ال ��ف �راش ق ��وال‪,‬ف ��ع�لا وح�تي ص ��وت ��ا‪ .‬إن‬
‫الواقعه الشهريه « وهل شققت عن قلبه»‪.‬‬ ‫توافرت له تللك الزوجه‪ ,‬هبذه الشروط‪,‬وقام برتكها وتزوج اخري‪ ,‬أال يٌعد هذا‬
‫تعليق بسيط ‪:‬‬ ‫زين !!! فضال عن كونه خيانه او باألحري ( ف راغة عني)‬
‫تستمد العقائد واملناهج قوهتا من نفسها وما تقدمه من اطروحات وبدائل‬ ‫‪ .....‬اترك عالمات إستفهامي وتعجيب لكم‪.......‬‬

‫‪40‬‬ ‫‪39‬‬
‫سلسلة الرد امللجم على صحيح مسلم(‪)4‬‬

‫سلسلة الرد امللجم على صحيح مسلم(‪)4‬‬


‫وص ��اي ��ه ج�بري ��ه علي ال ��ع ��ق ��ول‪ ,‬صكا حممديا ربانيا يُ��ت ��وارث ك ��اب �را ع ��ن كابر‬ ‫واقعيه حل ��ل مشاكل االف �راد فض الً ع ��ن اجملتمعات وبإتساعها وق ��درهت ��ا علي‬
‫ملشايخ اإلس �ل�ام وأتباعه يعطيهم غذنا لسفك دم ك ��ل م ��ن اعمل عقله يف‬ ‫إحتواء املعارض قبل املؤيد‪ ,‬ألنه من املفرتض يف العقول التغري والشاذ فيها‬
‫معتقده واكتشف ما به من هلهله ورثه بل وتسطح وغباء فضال عن العنف‬ ‫هو الثبات‪ ,‬فالبشر يتعلمون‪,‬يتطورونو يق رأون‪ ,‬ميرون بتجارب ومواقف عرب‬
‫واإلضطهاد والقتلو وغياب املنطق‪.‬‬ ‫حياهتم تُغري من فكرهم‪ ,‬عقائدهم !!!‬
‫مل أمسع يف حيايت عن عقيده تعاقب صاحبها إن تركها إال يف اإلسالم ‪ ....‬علي‬
‫ُدمتم‬ ‫إعتبار ان القتل عقوبه‪ ...‬جمازا‬
‫دين يتعامل مع أتباعه وكأهنم آالت صماء ‪ ,‬سكبت يف قالب واحد ال يصح‬ ‫ُ‬
‫والجيوز هلا ابدا ان تنفك عن خطه املرسوم‬
‫وإن فعلت فالقتل وهدر الدم هو احلل‪ ,‬وهنا أسال عن كيفية قياس الوالء‬
‫لتلك العقيده بعد علم أصحاهبا بأهنم إن تركوها فسيكون مصريهم املوت‪....‬‬
‫ما أعظمه من حتفيز وما أرقاه من ترغيب‪...‬‬
‫ولكم التعليق‪.....‬‬

‫كلمة امل ��ف ��ارق للجماعه ‪ ...‬تعين أي ال ��ذي جهر بإعتقاده املخالف ورفض‬
‫اإلستم ر ٌاريف إتباع ذلك الدين او تللك العقيده وإنطلق ليقول ذلك يف اجلموع‬
‫‪ .....‬وأورد لكم امثله لتقريب التعريف ( د\ عبداهلل القصيمي منوذجا) (‬
‫موالنا مصري ملحد) ( ال رائع محزه كشغري)‪ ( ,‬تسليمه نسرين)‬

‫وللعلم صاحب هذا الفعل من مساحة اإلس�لام له ثالث فرص يُستتاب فيها‬
‫فإن مل يرجع فدمه مهدور‬
‫( وال تعليق‪)....‬‬
‫طاملا ظلت معتقداتك داخل نفسك‪ ,‬فهذا شأنك‪ ,‬اما ان تنطلق لتؤثر هبا يف‬
‫اجلموع فهنا تكمن الكارثه‪ ,‬يضرب أيضا هذا التفسري مبدأ احلريه يف الصميم‬
‫فضال عن كونه يتصدر املشهد علي إعتبار ان أتباع حممد فقط هم اصحاب‬
‫الرؤي السليمه وان اي مغرد خارج السرب حيت وغن كان خرج من عبائتهم‬
‫فهو ال شك مهرطق زنديق جيب محاية الناس منه‪.‬‬

‫‪42‬‬ ‫‪41‬‬
‫الدينى بالفطرة‬

‫الدينى بالفطرة‬
‫من اجلنابة‪ :‬شعائر يهودية‪ -‬الكاتب)‬ ‫ع�ل��ى أص �ح��اب ه��ذه احل��رك��ة‪ :‬احل�ن�ف��اء‪ .‬ويعرفهم‬ ‫الدينى بالفطرة‬
‫‪ -10‬اإلميان بالبعث والنشور واحلساب‬ ‫ال��دك�ت��ور ال�س�ي��د ع�ب��د ال�ع�زي��ز س��امل يف (دراس ��ات‬
‫‪ -11‬االعتكاف يف غار حراء للتحنث‪ ،‬يف شهر‬ ‫يف تاريخ العرب قبل اإلس�لام) بأهنم‪ :‬مجاعة من‬
‫رمضان‪ ،‬وعمل الرب‪ ،‬وإطعام املساكني‪.‬‬ ‫العقالء العرب مست نفوسهم عن عبادة األوثان‬
‫ومل جينحوا إىل اليهودية أو النصرانية‪ ،‬إمن��ا قالوا‬ ‫يدين للعرب بالكثري‪:‬‬ ‫ه��ى جمموعة م��ن امل �ق��االت املختلفة ال�تى تتناول‬
‫وق��د ت�ب�نى اإلس �ل�ام ك��ل ه��ذه ال�س�ن��ن وال�ع�ق��ائ��د‪،‬‬ ‫بوحدانية اهلل‪ ،‬ومن بني دعاهتا أيضا زهري بن أيب‬ ‫أوال‪ :‬بالنيب العريب‪.‬‬ ‫ت��اري��خ وم �ع �ت �ق��دات ال �ع��رب ق�ب��ل اإلس�ل��ام ‪..‬ه��ى‬
‫وبتعبري احل��اف��ظ أيب ال�ف��رج اجل ��وزي‪ :‬إن اإلس�لام‬ ‫سلمى‪ ،‬وعثمان ب��ن احل ��ارث‪ ،‬وأس�ع��د أب��و كرب‬ ‫وث��ان�ي��ا‪ :‬بالصحابة‪ -‬وه��م ع��رب‪ -‬ال��ذي��ن آزروه‬ ‫حماولة للتنقيب عن حفريات اإلسالم‪.‬‬
‫وافقهم عليها فيما بعد‪ ،‬ودعا هلذه السنن‪ ،‬وبشر‬ ‫احلمريي‪ .‬ويذهب األستاذ عباس حممود العقاد يف‬ ‫وضحوا بأمواهلم ودمائهم يف سبيله‪.‬‬ ‫البوتقة الىت ظهر منها اإلسالم ‪,,‬والظروف املادية‬
‫هبا‪.‬‬ ‫كتابه مطلع النور إىل القول‪( :‬أهنم كانوا يعرفون‬ ‫وثالثا‪ :‬بالكعبة ال�تي يتجه إليها املسلون يف كل‬ ‫والتارخيية الىت شكلت تكوينه ‪.‬‬
‫وق��د كنت أرغ��ب بالتعليق على ق� �راءة األس�ت��اذ‬ ‫أن اإلميان باإلله الواحد أهدى وأحكم من اإلميان‬ ‫صالة فريضة ونافلة‪ ،‬واليت تضمها مكة املكرمة‪،‬‬ ‫األديان تعترب إمتداد طبيعى لتارخيها القدمي ناقلة‬
‫خليل عبد ال�ك��رمي لفرقة احلنيفية أو املتحنفني‪،‬‬ ‫بالنصب واألوث��ان)‪ ،‬ويف معتقدهم أن الوحدانية‬ ‫وهي مدينة عربية عريقة‪.‬‬ ‫ال ت�راث ال�ق��دمي بكل ح��ذاف�يره ىف أح�ي��ان ومعدله‬
‫ولكن‪ ،‬نظرا لطول هذا التعليق فقد فضلت نشره‬ ‫ه��ي دي��ن إب�راه�ي��م اخل�ل�ي��ل عليه ال �س�لام‪ ،‬وك��ان��ت‬ ‫وراب�ع��ا‪ :‬بأبناء القبائل العربية ال��ذي��ن محلوا على‬ ‫بشكل ما ىف أحيان أخرى وفقا ملفهوم‬
‫يف مقال مستقل‪.‬‬ ‫سننهم هي‪:‬‬ ‫كواهلهم أعباء الفتوحات‪.‬‬ ‫جديد يلح على الظهور ‪.‬‬
‫‪ -1‬النفور من عبادة األصنام‪ ،‬وحترمي األضاحي‬ ‫وخ��ام �س��ا‪ :‬ب�ل�غ��ة ال �ع��رب ال�ت�ي وس�ع��ت ك�ت��اب��ه (=‬ ‫يكون اإلسالم منوذج جيد للدراسة والتأكيد على‬
‫الشعائر االجتماعية‬ ‫اليت تُذبح هلا‪ ،‬وعدم أكل حلومها (شعائر يهودية‪-‬‬ ‫اإلسالم) وهو القرآن الكرمي‪ ،‬وأظهرت إعجازه‪،‬‬ ‫أن ال�تراث اإلنساىن هو إمتداد وث��ورة على تاريخ‬
‫‪ -1‬الرقى والتعاويذ‬ ‫الكاتب)‬ ‫ومن مث سامهت يف خلوده‪.‬‬ ‫قدمي شكلت الظروف املوضوعيه رغبة ىف التجاوز‬
‫اختلط الطب يف أول أمره لدى الشعوب القدمية‬ ‫‪ -2‬حترمي الربا (شعرية يهودية مسموح هبا للغريب‬ ‫وسادسا‪ :‬بأن العرب مصدر الكثري من األحكام‬ ‫دون اإلنسالخ التام عن مرياثه القدمي ‪.‬‬
‫بالكهانة والسحر‪ ،‬وك��ان��ت معاجلة امل��رض��ى من‬ ‫ال للقريب‪ -‬الكاتب)‬ ‫والقواعد واألنظمة واألعراف والتقاليد اليت جاء‬
‫ضمن مهام الكاهن ال��ذي ك��ان يستخدم كان‬ ‫‪ -3‬حترمي الزنا‪ ،‬وشرب اخلمر‪ ،‬وحد مرتكبيهما‬ ‫هبا اإلسالم أو شرعها‪ .‬ومن الشعائر اليت ورثها‬ ‫أرج��و أن أق��دم لكم وجبة دمس��ة ترضى عقولكم‬
‫ي�س�ت�خ��دم ال ��رق ��ى وال �ت �ع��اوي��ذ‪ ،‬إلخ� � �راج األرواح‬ ‫(حترمي الزنا‪ :‬شعرية يهودية‪ -‬الكاتب)‬ ‫اإلسالم عن القبائل العربية‪:‬‬ ‫الشغوفة للمعرفة ‪.‬‬
‫الشريرة‪ ،‬كاجلن والشياطني‪ ،‬من البدن‪ ،‬وباملثل‬ ‫‪ -4‬قطع يد السارق‪ ،‬وقد أمر به عبد املطلب‬
‫ك ��ان ال �ع��رب ق�ب��ل اإلس�ل��ام ي�س�ت�خ��دم��ون ال��رق��ى‬ ‫جد النيب‬ ‫الشعائر التعبدية الموروثة عن الحنيفية‬ ‫الجذور التاريخية للشريعة االسالمية‬
‫والتعاويذ يف العالج والشفاء‪ ،‬وخاصة من لدغ‬ ‫‪ -5‬حت��رمي أك��ل امليتة وال��دم وحل��م اخلنزير (وهي‬ ‫واحلنيفية‪ :‬حركة دينية انتشرت يف اجلزيرة العربية‬ ‫ك �ت��اب اجل � ��ذور ال �ت��ارخي �ي��ة ل�ل�ش�ري�ع��ة اإلس�لام �ي��ة*‬
‫الثعبان والعقرب والنملة‪ ،‬وكانت (الشفاء بنت‬ ‫شعائر يهودية‪ -‬الكاتب)‬ ‫قبل اإلسالم‪ ،‬بشر هبا يف يثرب أبو عامر الراهب‪،‬‬ ‫مييط اللثام عما ورث��ه اإلس�ل�ام أو أخ��ذه أو أق��ره‬
‫عبد اهلل) يف اجلاهلية‪ ،‬ترقي من النملة‪ ،‬وهي ممن‬ ‫‪ -6‬ال�ن�ه��ي ع��ن وأد ال �ب �ن��ات‪ ،‬وحت�م��ل تكاليف‬ ‫ويف الطائف أمية بن الصلت‪ ،‬أما يف مكة فكان‬ ‫م��ن شعائر تعبدية‪ ،‬وع ��ادات ومفاهيم وأع �راف‬
‫بايعن الرسول‪ ،‬وهاجرت إىل املدينة‪ ،‬وفيها طلب‬ ‫تربيتهن‪ ،‬وقد حدثنا ابن سعد يف الطبقات الكربى‬ ‫هلا دعاة كثر منهم ‪ :‬ورقة بن نوفل‪ ،‬وزيد بن عمرو‬ ‫اجتماعية وجزائية وحربية وسياسية كانت سائدة‬
‫النيب منها أن تعلم زوجته حفصة بنت عمر بن‬ ‫أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل‪ ،‬كان يقول‬ ‫بن نفيل (عم عمر بن اخلطاب)‪ ،‬وعبد اهلل بن‬ ‫يف جزيرة العرب‪ ،‬ومعمول هبا لدى القبائل العربية‬
‫اخلطاب رقية النملة‪ ،‬ألن كلمات الرقية مل يكن‬ ‫للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته‪ ،‬أي (يئدها) ‪ :‬ال‬ ‫جحش‪ ،‬وكعب بن لؤي بن غالب (اجلد األعلى‬ ‫قبل ظهور اإلسالم‪ ،‬وخاصة يف قريش‪.‬‬
‫هبا شرك (أخرجه أبو داوود يف سننه)‪ .‬وكان آل‬ ‫تقتلها وأنا أكفيك مؤونتها‪.‬‬ ‫للرسول)‪ ،‬وعبد املطلب (اجلد املباشر للرسول)‬ ‫وامل �ؤل��ف إذ يسلط ال �ض��وء ع�ل��ى ت�ل��ك الشعائر‪،‬‬
‫ح��زم مم��ن ي��رق��ون م��ن احل�ي��ة‪ ،‬وع�ن��دم��ا لُ��دغ بعض‬ ‫‪ -7‬الصوم‬ ‫الذي يعتربه الدكتور سيد حممود القمين يف كتابه‬ ‫ي��ذك��ر مب�ق�ول��ة (ال �ع��رب م ��ادة اإلس �ل��ام) امل�ن�س��وب��ة‬
‫أصحاب الرسول‪ ،‬طلب الرسول من عمارة ابن‬ ‫‪ -8‬االختتان‬ ‫احلزب اهلامشي‪ :‬أستاذ احلنيفية وزعيمها‪ ،‬وأُطلق‬ ‫للخليفة عمر بن اخلطاب‪ ،‬فيقول‪ :‬إن اإلس�لام‬
‫حزم أن يرقيه‪ ،‬بعدما راجع معه نص الرقية‪ ،‬ووجد‬ ‫‪ -9‬الغسل من اجلنابة (الصوم واخلتان والغسل‬
‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬
‫الدينى بالفطرة‬

‫الدينى بالفطرة‬
‫نفسها ع�ل��ى ال�ب�ه��ائ��م‪ .‬ول �ش��دة اس�ت�ع�لاء ال�ع��رب‬ ‫فوائدها كثرية ومنها‪ ( :‬واألنعام خلقها لكم فيها‬ ‫وأيب داوود‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وأمحد‪ ،‬أن (العني حق)‪،‬‬ ‫أنه ال بأس هبا‪ -‬أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫على غ�يره��م‪ ،‬فقد رف��ض النعمان اإلص�ه��ار إىل‬ ‫دفء ومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها مجال حني‬ ‫وورد يف الصحيحني عن عائشة‪( :‬وأم��رين النيب‪،‬‬ ‫ويف الصحيحني من حديث أيب سعد اخلدري أن‬
‫كسرى‪ ،‬فكانت هلذا السبب معركة ذي قار اليت‬ ‫ترحيون وحني تسرحون وحتمل أثقالكم إىل بلد مل‬ ‫أو أمر النيب أن نسرتقي من العني)‪ ،‬وأخرج البزار‬ ‫مجاعة م��ن الصحابة ك��ان�وا يف سفر‪ ،‬ون�زل�وا على‬
‫انتصر فيها العرب‪ .‬كما أن سلمان الفارسي مل‬ ‫تكونوا بالغيه إال بشق األنفس إن ربكم لرءوف‬ ‫ٍ‬
‫بسند حس ٍن رفعه ع��ن جابر ع��ن ال��رس��ول‪( :‬إن‬ ‫ح��ي م��ن أح�ي��اء ال�ع��رب‪ ،‬ف�لُ��دغ سيد ذل��ك احل��ي‪،‬‬
‫يستطع أن يتزوج بابنة عمر بن اخلطاب‪ ،‬بعد أن‬ ‫رحيم واخليل والبغال واحلمري لرتكبوها وزينة وخيلق‬ ‫العني لتُدخل الرجل القرب‪ ،‬واجلمل القدر)‪ ،‬وأورد‬ ‫فرقاه أحد الصحابة‪ ،‬فشفي‪ ،‬فأعطاهم قطيعا من‬
‫خطبها‪ ،‬ألنه مل يكن عربيا‪ ،‬وال قرشيا‪ .‬ومل يشفع‬ ‫م��ا ال ت�ع�ل�م��ون‪ -‬ال�ن�ح��ل ‪ ) 8-5‬و (واهلل جعل‬ ‫اإلمام ابن القيم اجلوزية يف كتاب الطب النبوي‬ ‫الغنم‪ ،‬فلما رجعوا إىل الرسول‪ ،‬ذكروا له القصة‪،‬‬
‫له يف ه��ذا ق��ول الرسول عنه‪( :‬سلمان منا‪ ،‬من‬ ‫ل�ك��م م��ن بيوتكم سكنا وج�ع��ل ل�ك��م م��ن جلود‬ ‫عدة طرق رمسها النيب للوقاية من العني‪.‬‬ ‫ف��أق��ره��م ع�ل��ى ذل ��ك‪ ،‬وط�ل��ب منهم أن يقتسموا‬
‫أهل البيت)‪.‬‬ ‫األنعام بيوتا تستخفوهنا يوم ظعنكم ويوم إقامتكم‬ ‫القطيع‪ ،‬وأن يعطوه سهمه فيه‪.‬‬
‫إن ال�ت�ف��رق��ة ب�ين ال �ع��رب وال�ع�ج��م اس�ت�م��رت بعد‬ ‫ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إىل‬ ‫‪ -4‬النفث‬
‫اإلسالم‪ ،‬وما زالت مستمرة حىت يومنا هذا‪ .‬فالدولة‬ ‫ح�ي�ن‪ -‬ال�ن�ح��ل ‪ ) 80‬و (وإن ل�ك��م يف األن �ع��ام‬ ‫والنفث يف العقد‪ ،‬أو ما تسميه العامة يف مصر‬ ‫‪ -2‬احلسد‬
‫األموية يطلق عليها اسم الدولة العربية‪ .‬أما الدولة‬ ‫لعربة نسقيكم مما يف بطوهنا ولكم فيها منافع كثرية‬ ‫(ال �ع �م��ل) وه ��و أح ��د ض ��روب (ال �س �ح��ر) غ��اي�ت��ه‬ ‫كذلككان العرب قبل اإلسالم يعتقدون باحلسد‪،‬‬
‫العباسية فكان أعداؤها يسموهنا من باب اإلهانة‬ ‫ومنها تأكلون‪ -‬املؤمنون ‪.) 21‬‬ ‫اإلض � �رار ب��اخل�ص��م‪ ،‬وك ��ان ه��ذا االع �ت �ق��اد شائعا‬ ‫وت��أث�ير احل��اس��د ب��احمل�س��ود‪ .‬ومل��ا ج��اء اإلس�ل�ام أقر‬
‫وال�ت�ح�ق�ير ب��ال��دول��ة العجمية (اجل��اح��ظ‪ -‬البيان‬ ‫قبل اإلس�لام‪ ،‬ومستقرا لدى السوقة وامل�لأ على‬ ‫ذلك‪ ،‬وقد نزلت سورة الفلق باحلسد‪( .‬قل أعوذ‬
‫والتبيني)‪ .‬ألهن��ا قامت على سيوف اخلرسانية‪،‬‬ ‫وكانت املهور والديات تدفع باإلبل‪ .‬وعبد املطلب‬ ‫السواء‪ .‬قال عنرتة بن شداد‪:‬‬ ‫برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا‬
‫وه��م أع��اج��م‪ .‬كما أن أغلب خلفائها أمهاهتم‬ ‫جد الرسول (ص) هو أول من حدد دية القتيل‬ ‫فإن يربأ فلم أنفث عليه‪ ..............‬وإن‬ ‫وقب ومن شر النفاثات يف العقد ومن شر حاسد‬
‫أعجميات‪ ،‬وإن شئت عجماوات‪ .‬فاملنصور أمه‬ ‫مبائة من اإلبل‪ ،‬ومنه انتقل هذا التقليد إىل اإلسالم‬ ‫يفقد فحق له املفقود‬ ‫إذا حسد)‬
‫بربرية‪ ،‬واملأمون أمه فارسية‪ ،‬واملهتدي أمه رومية‪،‬‬ ‫فيما بعد‪ ،‬حىت أن بعض الباحثني املعاصرين يرى‬ ‫وق��د أق��ر اإلس�ل�ام النفث بالعقد واع�ت�بره حقيقة‬
‫واملقتدر واملكتفي والناصر‪ ،‬أمهاهتم تركيات‪ .‬كما‬ ‫أن التغليظ يف العقوبة ال يكون إال باإلبل‪ ،‬حىت‬ ‫وطلب من املسلمني أن يتعوذوا باهلل منه ( سورة‬
‫استوزر اخللفاء العباسيون الكثري من األعاجم‪.‬‬ ‫لو حكم القاضي بغريها‪ ،‬ال ينفذ حكمه‪.‬‬ ‫الفلق)‪ .‬وج��اء يف تفسري س��ورة الفلق يف اجلامع‬
‫وك��ان العامة يف ش �وارع ب�غ��داد يتعرضون ملوكب‬ ‫ألحكام القرآن للقرطيب‪( :‬وعن حممد بن حاطب‬
‫اخلليفة املأمون صائحني‪ :‬يا أم�ير املؤمنني أنظر‬ ‫‪ -6‬التفرقة بني العرب والعجم‪:‬‬ ‫أن ي��ده اح�ترق��ت فأتت ب��ه أم��ه إىل النيب فجعل‬
‫إىل عرب الشام كما نظرت إىل عجم خرسان‪،‬‬ ‫ك��ان ال��روم��ان ي�ن�ظ��رون إىل م��ا ع��داه��م على أهنم‬ ‫ينفث عليها‪ ،‬ويتكلم بكالم زعم أنه مل حيفظه)‪،‬‬
‫تعريضا بأمه الفارسية‪ .‬حىت أبناء الطبقة املثقفة‬ ‫(برابرة)‪ ،‬وكذلك كان العرب قبل اإلسالم يتعالون‬ ‫(وقال حممد بن األشعث‪ :‬ذهب يب إىل عائشة‬
‫ان�س��اق�وا وراء تلك التفرقة امل��وروث��ة‪ ،‬ف��أل�ف�وا كتبا‬ ‫على غريهم‪ ،‬ويسمون ما عداهم ب (العجم)‪،‬‬ ‫رضي اهلل عنها ويف عيين سوء فرقتين ونفثت)‬
‫يف مناقب العرب ومثالب العجم ومن أشهرهم‬ ‫احتقارا هلم‪.‬‬
‫(تفضيل العرب‪ -‬ابن قتيبة)‪.‬‬ ‫والعجم ضد العرب‪ ،‬والواحد أعجمي‪ ،‬والعجماء‬ ‫‪ – 5‬العناية باإلبل‬
‫هي البهيمة‪.‬‬ ‫اعتمدت القبائل العربية يف معيشتها على األنعام‪.‬‬ ‫‪ -3‬العني‬
‫الشعائر التعبدية املوروثة عن القبائل العربية‬ ‫األعجم هو الذي ال يفصح يف كالمه وال يبني‪.‬‬ ‫وأكثر ما يقع هذا االسم على اإلبل‪ ،‬اليت تعترب‬ ‫والعني خبالف احلسد‪ ،‬وكان عرب ما قبل اإلسالم‬
‫والعرب تسمي كل من ال يعرف لغتهم وال يتكلم‬ ‫أعالها مرتبة وأمه�ي��ة‪ ،‬وال�تي كانت مقياس الثراء‬ ‫يعتقدون بالعني‪ ،‬يقول ابن قيم اجلوزية يف كتابه‬
‫‪ - -‬تعظيم البيت احلرام (الكعبة)‪ ،‬والبلد احلرام‬ ‫بكالمهم أعجميا‪.‬‬ ‫ل��دى ال �ع��رب‪ .‬وق��د أوىل اإلس�ل�ام أمه�ي��ة خاصة‬ ‫ال�ط��ب ال�ن�ب��وي‪( :‬ك��ل ع��ائ��ن ح��اس��د‪ ،‬ول�ي��س كل‬
‫(مكة)‪:‬‬ ‫إن اس�ت�ع�لاء ال�ع��رب على م��ا ع��داه��م يتضح من‬ ‫هل ��ا‪ ،‬وت ��وج ��د يف ال� �ق ��رآن س � ��ورة ب��امس �ه��ا تسمى‬ ‫حاسد عائن)‪ ،‬وكانوا يسرتقون من احلسد والعني‬
‫ف�ع�ل��ى ال��رغ��م م��ن وج ��ود إح ��دى وع�ش�ري��ن كعبة‬ ‫تسمية اآلخرين ب (العجم)‪ ،‬وإط�لاق التسمية‬ ‫سورة األنعام‪ ،‬واآليات اليت تذكر األنعام وتعدد‬ ‫كالمها‪ ،‬ويف حديث أيب هريرة يف الصحيحني‪،‬‬
‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬
‫الدينى بالفطرة‬

‫الدينى بالفطرة‬
‫التقليد‪ ،‬وقيل‪ :‬أول من مجّع باملسلمني يف املدينة‬ ‫نفيل‪.‬‬ ‫كل مكان من اجلزيرة يف موسم احلج من كل عام‬ ‫يف ج�زي��رة ال�ع��رب‪ -‬قبل اإلس�ل�ام‪ ،-‬ف��إن القبائل‬
‫هو أسعد بن زوارة‪ ،‬وقيل إنه مصعب بن عمري‪.‬‬ ‫لتأدية فريضة احلج ‪ -‬د‪ .‬علي حسين اخلربوطلي‬ ‫العربية قاطبة أمجعت على تقديس (كعبة مكة)‪،‬‬
‫وملا هاجر الرسول من مكة أدركته اجلمعة يف بين‬ ‫‪ -4‬حترمي األشهر احلرم‬ ‫‪ -‬الكعبة على مر العصور ‪ -‬ص ‪ 24‬عدد اقرأ‬ ‫وحرصت على احلج إليها‪ ،‬يستوي يف ذلك من‬
‫سامل بن عوف يف بطن واد هلم‪ ،‬وقد اختذوا يف‬ ‫كانت العرب قاطبة تعترب أشهر ذي القعدة‪ ،‬وذي‬ ‫‪ 291‬مارس ‪ ،)1967‬وكانوا يقومون باملناسك‬ ‫كان لديه كعبة خاصة مثل كعبة غطفان‪ ،‬أم ال‪.‬‬
‫فجمع به الرسول‪ ،‬وخطب‬ ‫موضع منه مسجدا‪ّ ،‬‬ ‫احلجة‪ ،‬وحمرم‪ ،‬ورجب‪ ،‬أشهرا حرما ألهنا األشهر‬ ‫عينها اليت يقوم هبا املسلمون حىت اليوم وهي‪:‬‬ ‫ويف ه��ذا ي �ق��ول يف معلقته زه�ي�ر ب��ن أيب سلمى‬
‫أول خطبة له باملدينة‪ -‬القرطيب – اجلامع ألحكام‬ ‫اليت يقع فيها احلج‪ ،‬وال تستحل القتال فيها‪ .‬وملا‬ ‫ال�ت�ل�ب�ي��ة‪ -‬اإلح � � �رام‪ ،‬وارت� � ��داء م�لاب��س اإلح � �رام‪-‬‬ ‫املتويف سنة (‪ )54‬قبل اهلجرة‪:‬‬
‫القرآن – تفسري سورة اجلمعة‪.‬‬ ‫جاء اإلسالم أبقى على شعرية حترمي هذه األشهر‪،‬‬ ‫ال��وق��وف بعرفة وال��دف��ع إىل مزدلفة‪ ،‬والتوجه إىل‬
‫مث ن��زل ق��ول اهلل تعاىل ( يا أيها الذين آمنوا إذا‬ ‫وحرم القتال فيها (البقرة ‪ ) 194‬و (املائدة ‪.) 5‬‬ ‫مىن لرمي اجلمرات‪ ،‬وحنر اهلدى‪ ،‬والطواف حول‬
‫نودي للصالة من يوم اجلمعة فاسعوا إىل ذكر اهلل‬ ‫الكعبة سبعة أشواط (مل تزدد ومل تنقص)‪ ،‬وتقبيل‬ ‫فأقسمت بالبيت الذي طاف حوله‬
‫وذروا البيع إن كنتم تعلمون‪ -‬اجلمعة ‪) 9‬‬ ‫‪ -5‬تعظيم العرب قبل اإلسالم إلبراهيم وإمساعيل‬ ‫احلجر األسود (تعظيما له)‪ ،‬والسعي بني الصفا‬ ‫رجال بنوه من قريش وجرهم‬ ‫ ‬
‫ه��ذه بعض الشعائر ال�تي استعارها اإلس�لام من‬ ‫ك��ان ال�ع��رب قبل اإلس�ل�ام يعتقدون أن إبراهيم‬ ‫ومروه‪ ،‬وكانوا يسمون اليوم الثامن من ذي احلجة‬ ‫ومن شدة تقديسهم للكعبة‪ ،‬كان الرجل يرى قاتل‬
‫ال�ق�ب��ائ��ل ال�ع�رب�ي��ة‪ ،‬وإن ع��دل يف بعضها‪ ،‬فلكي‬ ‫وإمساعيل مها اللذين أقاما بناء الكعبة وفرضا احلج‬ ‫(يوم الرتوية)‪ ،‬ويقفون يف عرفات باليوم التاسع‪،‬‬ ‫أب�ي��ه يف البيت احل �رام ف�لا ميسه ب�س��وء‪ .‬كما كان‬
‫ت�ت�واءم أو تتالئم وعقيدة التوحيد‪ ،‬ولكن هذا‬ ‫إليها‪ ،‬واإلسالم تبىن هذا االعتقاد‪( .‬البقرة ‪125‬‬ ‫وتبدأ من العاشر أي��ام مىن ورم��ي اجلمار‪ ،‬وكانوا‬ ‫العرب جيلون أهل مكة (قريشا)‪ ،‬ويسموهنم (أهل‬
‫التعديل أو التحوير ال يطمس امل�ع��امل الرئيسية‬ ‫‪) 127 -‬‬ ‫أيضا يسموهنا أيام التشريق‪ ،‬كما كانوا يعتمرون‬ ‫احل��رم)‪ ،‬وك��ان اإلص�ه��ار إليهم يعترب ش��رف��ا‪ .‬وكما‬
‫لتلك الشعائر وال ميحو فضل من جاءوا هبا‪.‬‬ ‫ع��ن أن��س ق��ال‪ :‬ق��ال عمر ب��ن اخل �ط��اب‪ :‬وافقت‬ ‫يف غري أشهر احلج‪.‬‬ ‫قال حممد (ص)‪( :‬وال تكون العرب كفؤا لقريش‪،‬‬
‫ريب يف ث�ل�اث‪ ،‬وواف �ق�ني ريب يف ث�ل�اث‪ .‬قلت يا‬ ‫وق ��د ورث اإلس�ل��ام م��ن ال �ع��رب ه ��ذه ال�ف�ري�ض��ة‬ ‫وال املوايل كفؤا للعرب)‪ ،‬مشس الدين السرخسي‪-‬‬
‫*اجل ��ذور التارخيية للشريعة اإلس�لام�ي��ة‪ -‬تأليف‬ ‫رس��ول اهلل‪ :‬ل��و اخت��ذن��ا م�ق��ام إب�راه�ي��م مصلى‪،‬‬ ‫باملناسك عينها‪ ،‬والتسميات عينها‪ ،‬لكنه طهرها‬ ‫املبسوط‪ -‬اجمللد الثالث‪ -‬ب��اب النكاح البكر‪-‬‬
‫الشيخ خليل عبد ال �ك��رمي‪ -‬دار سينا للنشر‪-‬‬ ‫ف��أن��زل اهلل ( واخت ��ذوا م��ن م�ق��ام إب�راه�ي��م مصلى‪-‬‬ ‫م��ن م�ظ��اه��ر ال �ش��رك‪ ،‬وهن��ى ع��ن ط �واف ال�ع�راي��ا‪،‬‬ ‫باب االكفاء طبعة ‪ 1986‬دار املعرفة – بريوت‪.‬‬
‫الطبعة الثانية ‪1997‬‬ ‫احلافظ اإلمام أبو الفرج اجلوزي – تاريخ عمر بن‬ ‫الذي مل يكن من باب االحنالل اخللقي كما حيلو‬ ‫كما أن سلمان ال�ف��ارس��ي مل يستطع أن يتزوج‬
‫اخلطاب – قدم له وعلق عليه أسامة عبد الكرمي‬ ‫للبعض وصفه‪ ،‬ولكن لشدة تقديسهم للكعبة‬ ‫بنت عمر بن اخلطاب بعد أن خطبها‪ ،‬ألن��ه مل‬
‫وإىل جزئية أخرى ‪..‬لكم مودتى‬ ‫ال��رف��اع��ي ص ‪ – 32‬الناشر مكتبة عبد السالم‬ ‫وحلجرها األسود‪ ،‬يهابون أن يطوفوا هبا أو يقبلوا‬ ‫يكن عربيا وال قرشيا‪ ،‬مع أن الرسول (ص) كان‬
‫العاملية – الفلكي القاهرة )‪ ،‬ومما ال شك فيه أن‬ ‫احلجر بالثياب اليت قارفوا فيها ذنوبا‪.‬‬ ‫يقول عنه‪( :‬سلمان منا‪ ،‬من أهل البيت)‪ ،‬لكن‬
‫اقت�راح عمر – يسميه اجل��وزي موافقة‪ -‬نابع مما‬ ‫ذلك مل يشفع له‪.‬‬
‫ورثه اإلس�لام من العرب من تعظيم اجلد إبراهيم‬ ‫‪ -3‬تقديس شهر رمضان‬ ‫و(خطب سلمان الفارسي بنت عمر بن اخلطاب‬
‫عليه السالم‪ ،‬ومن تقديس البيت احلرام والكعبة‪.‬‬ ‫فهم أن يتزوجها منه‪ ،‬مث مل يتفق ذل��ك‪ -‬املرجع‬ ‫َّ‬
‫آيات الذكر احلكيم ترفع من شأن شهر رمضان‬ ‫السابق )‪،‬‬
‫‪ -6‬االجتماع العام‪ ....‬يوم اجلمعة‬ ‫وتعلي من قدره‪ ،‬وتقديس هذا الشهر‪ ،‬أيضا مما‬ ‫وح�ين ج��اء اإلس�ل�ام أب�ق��ى على تقديس الكعبة‬
‫قال أبو سلمى‪ :‬أول من قال أما بعد‪ :‬كعب بن‬ ‫ورث��ه اإلس�ل�ام م��ن ال�ع��رب‪ ،‬فقد ك��ان املتحنفون‬ ‫ومكة‪.‬‬
‫ل��ؤي‪ ،‬وك��ان أول م��ن مسَّ��ى اجلمعة‪ :‬مجعة‪ ،‬وك��ان‬ ‫ي�ف�ع�ل��ون ذل ��ك‪ ،‬وم�ن�ه��م ع�ب��د امل�ط�ل��ب ج��د النيب‬
‫يقال ليوم اجلمعة ‪ :‬يوم العروبة‪( .‬القرطيب – اجلامع‬ ‫(ص) إذ أن��ه إذا ج��اء رم�ض��ان ش��د م�ئ��زره وطلع‬ ‫‪ -2‬احلج والعمرة‪:‬‬
‫ألحكام القرآن – تفسري سورة اجلمعة ) وملا جاء‬ ‫إىل غار حراء وحتنث فيه‪ ،‬وأمر بإطعام املساكني‬ ‫ك��ان ال�ع��رب قبل اإلس�ل�ام حي�ج��ون يف شهر ذي‬
‫اإلس�لام أخ��ذ األنصار يف (يثرب‪ -‬املدينة) هبذا‬ ‫طوال الشهر وكذلك كان يفعل زيد بن عمرو بن‬ ‫احلجة من كل عام‪( ،‬يرحلون إليها إىل مكة من‬
‫‪48‬‬ ‫‪47‬‬
‫تفسري البسملة " قراءة إحلاديه" ضمن مشروع متكامل‬

‫تفسري البسملة " قراءة إحلاديه" ضمن مشروع متكامل‬


‫ال� ��رد ‪ :‬أت �س��ائ��ل إن ك��ان��ت س� ��ورة ال �ف��احت��ة هب��ذه‬ ‫عن إحتياج غريه خصوصا إن كانوا دونه يف كل‬ ‫تفسري البسملة " قراءة إحلاديه" ضمن مشروع متكامل‬
‫املواصفات وبكل تلك املزايا ما كانت اجة اهلل‬ ‫التفاصيل‪.‬‬
‫يف تنزيل باقي سور القرآن وعددها ‪ 113‬سورة‪.‬‬ ‫إي إله هذا الذي يٌصر علي أن جيعل كل عباده‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫دائ � ��رون أب ��د ال��ده��ر يف ف�ل��ك��ه يف ك��ل األوق� ��ات‪،‬‬
‫ك يف إعتقادهم‬ ‫االح �وال ‪،‬األع�م��ال ‪ ,‬وكأنه يً ُش ُ‬ ‫األمسي من تأليفه هو خدمة اجلموع البشرية‪ ،‬إن‬ ‫التفسري العقلي للقرآن‬
‫ثالثاً ‪ :‬مع تفسري نص السوره‬ ‫وص ��دق إمي��اهن��م‪ .‬مث م��ن ق ��ال أن ك��ل امل�خ��ال�ف�ين‬ ‫نشد مرضاة ربه فلما كل‬ ‫كانت رسالة سامية تً ُ‬ ‫قراءة عقلية يف أصح ُكتب التفاسري‬
‫أوالً السوره‬ ‫للشريعة املحمديه يبدئون اعماهلم بأمساء آهلتهم‬ ‫هذا الثناء واملدح‪ ،‬ما احلاجة لكل هذه الكلمات‬ ‫« رحلة فكرية مبجهود شخصي حبت «‬
‫الرِحي ِم (‪)1‬‬ ‫ٌ‬
‫بِ ْس ِم اللَّ ِه الرَّحمْ َ ِن َّ‬ ‫‪.‬‬ ‫يف اإلفتتاحيه بقلم هذا ‪ ,‬ومبحربة ذاك‪.‬‬
‫الرِحي ِم (‪)3‬‬
‫ني (‪ )2‬الرَّحمْ َ ِن َّ‬ ‫الحْ م ُد لِلَّ ِه ر ِّ ِ‬
‫ب الْ َعالَم َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ما دليل الكاتب علي هذا الكالم ؟؟ أي إحصائية‬ ‫خصوصاً أن كانوا يف املقام االول واالخري ليسوا‬ ‫الزمان ‪:‬‬
‫ني‬‫ِ‬ ‫اك �نَْعبُ ُد َوإِيَّ َ‬ ‫ِ‬
‫َمالِك �يَْوم الدِّي ِن (‪ )4‬إِيَّ َ‬ ‫ِ‬
‫اك نَ ْستَع ُ‬ ‫إستند إليها ‪ ،‬ووفق أي إستقصاء قال هذا الكالم‬ ‫املعنني بكتابه أو باالصح ليسوا هدفه املرجو‪.‬‬ ‫صباح اخلميس املوافق الثامن والعشرين من شهر‬
‫ين‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ْ )5‬اه ِدنَا ِّ‬
‫يم (‪ )6‬صَرا َط الذ َ‬ ‫الصَرا َط الْ ُم ْستَق َ‬ ‫صدق الكاتب يربز ويظهر بعرض أعماله علي‬ ‫نوفمرب لعام ألفني وثالثة عشر – حوايل الساعه‬
‫ني‬ ‫ض ِ‬
‫وب َعلَْي ِه ْم َولاَ الضَّالِّ َ‬ ‫ت َعلَْي ِه ْم َغيرِْ الْ َم ْغ ُ‬ ‫أَ�نَْع ْم َ‬ ‫‪ :2‬وصفه لسورة الفاحته‬ ‫اجلموع وليرتك هلم احلكم يف النهايه‪ ,‬أما أن يفعل‬ ‫الثامنه والربع صباحا‬
‫(‪)7‬‬ ‫يقول ال�ك��ات��ب ‪ :‬ه��ذه ال�س��ورة الكرمية مكية ‪،‬‬ ‫كما فعل الصابوين يف كتابه‪ ,‬وكانه يقول للقراء‪,‬‬ ‫امل�ص��در ‪ :‬كتاب صفوة التفاسري تفسري القرآن‬
‫وآي��اهت��ا س�ب��ع ب��اإلمج��اع ‪ ،‬وت�س�م��ى « ال �ف��احت��ة «‬ ‫هذه أراء من هم أثقل وأفهم واعقل منكم‪ ,‬فيها‬ ‫العظيم ‪ ،‬جامع بني املأثور واملنقول‬
‫التفسري يقول الكاتب‬ ‫الفتتاح الكتاب العزيز هبا ‪ ،‬حيث إهنا أول القرآن‬ ‫ن��وع من ان �واع الكرب ال�ف��ارغ وال�غ��رور والصلف‪،‬‬ ‫ُمستمد من اوثق الكتب التفسريية ( الطربي‪،‬ال‬
‫علمنا البارى جل وع�لا كيف ينبغى أن حنمده‬ ‫ىف (الت�رت �ي��ب) ال ىف (ال� �ن ��زول) ‪ ،‬وه ��ى ‪ -‬على‬ ‫ناهيك عن دخوله بذلك يف زمرة من يُسحبون‬ ‫كشاف‪،‬القرطيب‪،‬األلوسي‪،‬بن كثري‪،‬البحر احمليط‬
‫تعاىل ونقدسه ‪ ،‬ونثين عليه مبا هو أهله فقال [‬ ‫قصرها ووجازهتا ‪ -‬قد حوت معاىن القرآن العظيم‬ ‫يف النار علي وجوههم يوم القيامه نتاج مرائتهم‬ ‫وغريها )‬
‫احلمد هلل رب العاملني ] أي قولوا يا عبادي إذا‬ ‫‪ ،‬واشتملت على مقاصده األساسية باإلمجال ‪،‬‬ ‫كما ثبت يف صحيح االحاديث‪...‬‬ ‫– ثالثة جملدات من احلجم املتوسط – نسخة‬
‫أردمت شكري وثنائي احلمد هلل ‪ ،‬اشكروين على‬ ‫فهى تتناول أصول الدين وفروعه ‪ ،‬تتناول العقيدة‬ ‫‪ - :1‬ي�ق��ول ال�ك��ات��ب يف تفسري البسملة ‪:‬‬ ‫منقحة ومصححة‪ « -‬حالياً املجلد االول «‬
‫إحساين ومجيلي إليكم ‪ ،‬فأنا اهلل ذو العظمة واجملد‬ ‫‪ ،‬والعباد ‪ ،‬والتشريع ‪ ،‬واالعتقاد باليوم اآلخر ‪،‬‬ ‫الرِحي ِم )‬
‫حتديداً قوله (بِ ْس ِم اللَّ ِه الرَّحمْ َ ِن َّ‬ ‫تأليف ‪ :‬حممد علي الصابوين ُ‪ :‬األستاذ بكلية‬
‫والسؤدد ‪ ،‬املتفرد باخللق واإلجي��اد ‪ ،‬رب اإلنس‬ ‫واإلمي��ان بصفات اهلل احلسىن ‪ ،‬وإف �راده بالعبادة‬ ‫الشريعة وال��دراس��ات اإلسالمية – جامعة امللك‬
‫واجل��ن واملالئكة ‪ ،‬ورب السموات واألرض�ي�ن ‪،‬‬ ‫‪ ،‬واالستعانة وال��دع��اء ‪ ،‬والتوجه إليه ج��ل وعال‬ ‫افتتح اهلل هبذه اآلية سورة الفاحتة وكل سورة من‬ ‫عبدالعزيز‪ -‬اململكة العربية السعودية‬
‫فالثناء والشكر هلل رب العاملني ‪ ،‬دون ما يعبد‬ ‫بطلب اهلداية إىل الدين احلق ‪ ،‬والصراط املستقيم‬ ‫س��ور ال �ق��رآن ‪ -‬م��ا ع��دا س ��ورة ال�ت��وب��ة ‪ -‬لريشد‬ ‫الناشر ‪ :‬دار احلديث القاهرة‬
‫من دون��ه [ الرمحن الرحيم ] أي ال��ذي وسعت‬ ‫‪ ،‬والتضرع إليه بالتثبيت على اإلميان وهنج سبيل‬ ‫املسلمني إىل أن يبدأوا أعماهلم وأقواهلم باسم اهلل‬
‫رمحته كل شئ وعم فضله مجيع األنام ‪ ،‬مبا أنعم‬ ‫الصاحلني ‪ ،‬وجتنب طريق املغضوب عليهم والضالني‬ ‫الرمحن الرحيم ‪ ،‬التماساً ملعونته وتوفيقه ‪ ،‬وخمالفة‬ ‫يف البدء ‪...‬‬
‫على ع�ب��اده م��ن اخل�ل��ق ‪ ،‬وال ��رزق ‪ ،‬واهل��داي��ة إىل‬ ‫‪ ،‬وفيها األخ�ب��ار ع��ن قصص األم��م السابقني ‪،‬‬ ‫للوثنيني الذين يبدأون أعماهلم بأمساء آهلتهم أو‬ ‫علي مدار ِست صفحات يستعرض فيها الكاتب‬
‫سعادة الدارين ‪ ،‬فهو الرب اجلليل عظيم الرمحة‬ ‫واالط�لاع على معارج السعداء ومنازل األشقياء‬ ‫طواغيتهم فيقولون ‪ :‬ب��اس��م ال�ل�ات ‪ ،‬أو باسم‬ ‫آراء وإمتداح وتزكية أساتذته له ولعمله‬
‫دائ ��م اإلح �س��ان [ م��ال��ك ي��وم ال��دي��ن ] أي هو‬ ‫‪ ،‬وفيها التعبد بأمر اهلل سبحانه وهنيه ‪ ،‬إىل غري‬ ‫العزى ‪ ،‬أو باسم الشعب ‪ ،‬أو باسم هبل‪.‬‬ ‫الرد ‪:‬‬
‫سبحانه املالك للجزاء واحلساب ‪ ،‬املتصرف ىف‬ ‫ما هنالك من مقاصد وأغ�راض وأه��داف ‪ ،‬فهي‬ ‫وهنا نقول وم��ن وجهة نظر دينية حبته أن��ه « إن‬
‫يوم الدين تصرف املالك يف ملكه [ يوم ال متلك‬ ‫كاألم بالنسبة لبقية السور الكرمية ‪ ،‬وهلذا تسمى‬ ‫ضرب ألهم صفة من‬‫الرد ‪ :‬يف التفسري السابق ُ‬ ‫كان عمل الكاتب وجهده املتمثل يف هذا الكتاب‬
‫نفس لنفس شيئا واألمر يومئذ هلل ] [ إياك نعبد‬ ‫« أم الكتاب « ألهنا مجعت مقاصده األساسية‪.‬‬ ‫صفات اإلل��ه وه��ي صفة العلو والسمو والرتفع‬ ‫‪،‬خالصاً لوجه رب��ه كما ي��دع��ي‪ ،‬إن ك��ان اهل��دف‬
‫وإي��اك نستعني ] أي خنصك ي��ا أهلل بالعبادة ‪،‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪49‬‬
‫تفسري البسملة " قراءة إحلاديه" ضمن مشروع متكامل‬

‫تفسري البسملة " قراءة إحلاديه" ضمن مشروع متكامل‬


‫« بصيغة املفرد ‪ ،‬وذلك لالعرتاف بقصور العبد‬ ‫يتحملون وزر مل يرتكبوه‪ ,‬خصوصا مع ورودنص‬ ‫الشخصيه‪ ،‬أو علي اإلقل إنتفاء صفة األلوهية‪ ,‬مث‬ ‫وخنصك بطلب اإلعانة ‪ ،‬فال نعبد أحدا سواك ‪،‬‬
‫عن الوقوف ىف باب ملك امللوك ‪ ،‬فكأنه يقول‬ ‫صريح « وال تزورا وازرة وزر أخري « ‪ ...‬فكيف‬ ‫أنه ثبت بالدليل أن القرآن ُوجد قبل خلق العباد‬ ‫لك وحدك ربنا نذل وخنضع ‪ ،‬ونستكني وخنشع‬
‫‪ :‬أن��ا يا رب العبد احلقيق الذليل ‪ ،‬ال يليق يب‬ ‫يُفسر إذن هذا التناقض !!!!‬ ‫مب�لاي�ين ال�س�ن�ين‪ ,‬وح�ي��ث ان ع�ل��م اهلل أزيل كما‬ ‫‪ ،‬وإي��اك ربنا نستعني على طاعتك ومرضاتك ‪،‬‬
‫أن أقف هذا املوقف ىف مناجاتك مبفردي ‪ ،‬بل‬ ‫يف اجململ فالنتيجه النهائية ‪ :‬من إستحقاق الغضب‬ ‫يقولون‪ ,‬فحني وجد هذا القرآن مل يكن البشر‬ ‫فإنك املستحق لكل إجالل وتعظيم ‪ ،‬وال ميلك‬
‫أنضم إىل سلك املؤمنني املوحدين ‪ ،‬فتقبل دعائى‬ ‫واللعن األب��دي علي كل من اليهود والنصاري ‪،‬‬ ‫ق��د وج ��دوا يف األس ��اس‪ ,‬ف�ف��ي ط �وال ك��ل تللك‬ ‫ال�ق��درة على عوننا أح��د س �واك [ إه��دن��ا الصراط‬
‫ىف زمرهتم ‪ ،‬فنحن يا رب مجيعا نعبدك ونستعني‬ ‫تعترب جرمية أخري يف سلسة جرائم اهلل حيث أنه‬ ‫ال�ف�تره‪ ,‬ما كانت احلاجة من قبل اهلل إيل شكر‬ ‫املستقيم ] أي دلنا وأرشدنا يا رب إىل طريقك‬
‫ب��ك‪ .‬الثالث ‪ :‬نسب النعمة إىل اهلل ع��ز وجل‬ ‫اخل�ص��م واحل �ك��م يف آن واح ��د ‪ ,‬يسلك مسلك‬ ‫عباده !!!!‪ ,‬وملاذا يخً ُص اهلل نفسه بسوره تفرض‬ ‫احلق ‪ ،‬ودينك املستقيم وثبتنا على اإلسالم الذي‬
‫[ أنعمت عليهم ] ومل ينسب إليهم اإلض�لال‬ ‫القرود األربعة املقدسه ‪ ,‬علي إعتبار أنه ال يري‬ ‫علي كل متبعيه ان يشكروه‪،‬حيمدوه‪،‬يتقربوا إليه‪..‬‬ ‫بعثت ب��ه أن�ب�ي��اءك ورس �ل��ك ‪ ،‬وأرس �ل��ت ب��ه خ��امت‬
‫والغضب ‪ ،‬فلم يقل ‪ :‬غضبت عليهم أو الذين‬ ‫‪,‬ال يسمع‪ ,‬ال يتكلم‪ ,‬يف غضه الطرف عن اي‬ ‫املرسلني ‪ ،‬واجعلنا ممن سلك طريق املقربني‬
‫أضللتهم ‪ ،‬وذل��ك لتعليم العباد األدب مع اهلل‬ ‫خريية أو إحسان يفعله هؤالء‪ ,‬فقد أصدر هنائياً‬ ‫رابعاً ‪ :‬يف تفسريه لقول اهلل‬
‫تعاىل ‪ ،‬فالشر ال ينسب إىل اهلل تعاىل أدباً ‪ ،‬وإن‬ ‫حكمه عليهم‬ ‫ض ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وب‬ ‫�ت َعلَْي ِه ْم َغ�ْييرِْ الْ َم ْغ ُ‬‫ص � َ�را َط الَّ��ذي� َ�ن أَ�ن�ْ َ�ع� ْ�م� َ‬ ‫الرد ‪ :‬يف تفسري « احلمد هلل رب العاملني»‬
‫كان منه تقديراً ‪ ،‬كما ورد ىف الدعاء املأثور «‬ ‫باللعن والغضب فال ينفع صالح وال يشفع خري‬ ‫ني (‪)7‬‬ ‫َعلَْي ِه ْم َولاَ الضَّالِّ َ‬ ‫تظهر كل آيات أمراض اهلل النفسية من نرجسية‪،‬‬
‫اخلري كله بيديك « والشر ال ينسب إليك « ‪.‬‬ ‫مهما عظُم أو إستمر أو ًكبرٌ ‪.‬‬ ‫يقول الكاتب‬ ‫بارنوايا‪ ،‬شيزوفرنيا‪ ،‬فسورة الفاحته كما فيل عنها‬
‫خامتة ىف بيان األسرار القدسية ىف فاحتة الكتاب‬ ‫وه� ��ذا ي �ق��ودن��ا إيل إس �ل��وب ال�ت�ع��ام��ل م��ع ال�ي�ه��ود‬ ‫[ غري املغضوب عليهم وال الضالني ] أي ال جتعلنا‬ ‫أهنا الشافيه‪ ،‬الكافيه‪ ،‬الوافيه‪ ،‬االم‪ ،‬فهي صدقاً‬
‫العزيز‬ ‫والنصاري يف اليوم اآلخر‪ -‬إن صح وجوده –‬ ‫ي��ا أهلل م��ن زم��رة أع��دائ��ك احلائدين ع��ن الصراط‬ ‫كذلك ولكن يف التدليل علي ف �راغ وخ �واء هذا‬
‫أوال ما حكم اعماهلم احلسنه هل سيثابون عليها‬ ‫املستقيم السالكني غري املنهج القومي ‪ ،‬من اليهود‬ ‫اهلل‪ ،‬وه��ي كفيلة ألي ص��اح��ب ع�ق��ل ح�ين يقرأ‬
‫الرد ‪ :‬هنا ال اعتب علي الكاتب فهو يري نص‬ ‫ام ال‬ ‫املغضوب عليهم ‪ ،‬أو النصارى الضالني ‪ ،‬الذين‬ ‫تفاسريها بأن يضع هذا اهلل يف « مصحة االمراض‬
‫القرىن بعني القداسة والسمو ‪ ،‬ال بعني الفحص‬ ‫ثانياً ما ذنب الالحقون فيما أرتكبه السابقون ؟؟‬ ‫ضلوا عن شريعتك القدسية ‪ ،‬فاستحقوا الغضب‬ ‫العقلية»‬
‫والنقد‬ ‫أوليس من املفرتض يف الشرائع السماوية اهنا أتت‬ ‫واللعنة األبدية‪ .‬اللهم آمني‪.‬‬ ‫إن ك��ان اهلل ه��و ال�ص��ان��ع ف�م��ن واج�ب��ه أن يُ�راع��ي‬
‫ولكن تعليقاً علي الفوائد نقول‬ ‫لتكمل بعضها بعضاً ‪ ,‬أم أت��ت لتثحقر بعضها‬ ‫صنعته ويشملها ب��ال��رع��اي��ة وال�ع�ن��اي��ة ال م��ن ب��اب‬
‫بعضاً وهتدم بعضها بعضأً ‪.‬‬ ‫الرد ‪ :‬يف التفسري إشارة إيل أفضلية اإلسالم وعلوه‬ ‫التفضل واإلحسان ولكم من باب املسئولية‪ ,‬ومن‬
‫أوالً ‪ :‬الفرق متهافت فهو وإن كان صحيح لغوياً‬ ‫كديانه م��ن امل�ف�ترض فيها اهن��ا مس��اوي��ة‪ ,‬وبالتايل‬ ‫ه��ذا املنطلق تُصبح عملية الشكر يف ح��د ذاهت��ا‬
‫إال إنه فاشل وجب��داره علي أرض الواقع ‪ ،‬فكل‬ ‫ويف النهاية يذكر الكاتب يف ختام التفسري الفوائد‬ ‫ي�ن�ع�ك��س ذل ��ك وب��وض��وح ع�ل��ي ط �ب��اع املسلمني‬ ‫عبثية حيث أنه كما يقول املثل الدارج « ال ُشكر‬
‫من يتعبد بشيء ي��ري فيه نفس ما ي��ري هو يف‬ ‫من هذه السورة ‪ ,‬حيث يقول‬ ‫وشخصياهتم مفسراً إحساسهم املفرط بالعلو‬ ‫علي واجب»‬
‫إهل��ه‪ ،‬فكونه يري ربه هو أصح األرب��اب‪ ،‬فهذه‬ ‫وال�س�م��و‪ ,‬رغ��م ان ال�واق��ع يضرب يومياً األمثال‬
‫نظرته الشخصية ووفق معتقده البحت‪ .‬وبالتايل‬ ‫الفوائد ‪ :‬األوىل ‪ :‬الفرق بني [ اهلل ] و[ اإلله ]‬ ‫علي حقارهتم وذلتهم‪...‬‬ ‫اهلل غ�ني ع��ن ال �ع��امل�ين‪ ,‬ك��ام��ل م�ت�ك��ام��ل ل�ي��س يف‬
‫مفهوم التناقض بني اهلل واإلله املذكور ‪ ...‬يعترب‬ ‫أن األول اسم علم للذات املقدسة ذات البارى‬ ‫حاجة ألحد ‪ ،‬ففيم إذن فرضه علي عباده عملية‬
‫هباءاً منثوراً‬ ‫ج��ل وع�لا ‪ ،‬ومعناه املعبود حب��ق ‪ ،‬وال�ث��اين معناه‬ ‫ال�ي�ه��ود وال �ن �ص��اري ‪ :‬يف ال�غ�ض��ب ع�ل��ي اليهود‬ ‫الشكر أب��د الدهر‪ ,‬الذين – أُيت هب��م‪ -‬إيل هذه‬
‫فرب املسيحني بالنسبة هلم هو املعبود حبق‬ ‫املعبود حبق أو باطل ‪ ،‬فهو اسم يطلق على اهلل‬ ‫واحلكم بالضالل علي النصاري ن��وع من ان�واع‬ ‫احلياة العبثية‪ -‬وفق كالم ومعتقد املسلمني مبشيئة‬
‫ورب اليهود هو املعبود حبق‪ ,‬ناهيك عن الديانات‬ ‫تعاىل وعلى غريه ‪ ،‬خبالف « اهلل « فإنه املعبود‬ ‫اجلور يف احلكم‪ ،‬والتعميم يف املعاملة‪ ،‬علي إعتبار‬ ‫الرب نفسه ال عن إختيار منهم‪.‬‬
‫الوضعيه كالزرادشتيه‪,‬املاونيه‪,‬الكونفوشوسيه إخل‬ ‫حبق‪ .‬الثانية ‪ :‬وردت الصبغة بلفظ اجلمع « نعبد‬ ‫حجة منطقيه وعقليه معرتف هبا وهي « إن كان‬ ‫وبالتايل تتجلي صبغة اهلل النرجسية‪ ,‬فيهوي نفخ‬
‫‪...‬‬ ‫ونستعني « ومل يقل « إي��اك أعبد وإي��اك أستعني‬ ‫االول��ون أخطأوا ‪ ,‬فما ضري من أيت بعدهم‪ ,‬مل‬ ‫ال� ��ذات وت�ع�ظ�ي��م ن�ف�س��ه‪ ,‬مم��ا ي ��دل ع�ل��ي نقصان‬
‫‪52‬‬ ‫‪51‬‬
‫تفسري البسملة " قراءة إحلاديه" ضمن مشروع متكامل‬
‫فاعتقد أن الكاتب هنا من حيث أراد ان يوح ويفصل‪ ,‬اهبم وزاد األمر غموضاً‪...‬‬

‫ثانياً ‪ :‬إن كان ربك يعرف ُمسبقاً قصور عبده يف شكره ‪ ،‬وانه لن يؤتيح حقه يف شكر النعمه‬
‫مهما بذل يف ذلك من جهود ‪ ...‬فيقودنا هذا مرة أخري إيل نرجسية اهلل ‪ ,‬وإشارة ضمنية حلقارة‬
‫اإلنسان يف اإلسالم‪ ,‬رغم ما يتشدق به املسلمون من أن آيات التكرمي والتفضيل له علي سائر‬
‫املخلوقات !!!!‬

‫ثالثاً ‪ :‬الرؤية االحادية هلل‪ ,‬وتنزيهه عن كل عيب أو نقيصة‪ ,‬تُعترب آفة كل ُمتبع لدين فمفهوم‬
‫الذات فلسفياً‪ ,‬يشمل اخلري والشر معاً‪ ,‬خصوصا بعد بروز شخصانية اإلله – اهلل – كما أسلفنا‬
‫سابقاً‬
‫مث كيف يراه خرياً ُمنزها عن النقيصة ‪ ,‬بعد ما أقره يف حكمه ويف علمه من اليهود والنصاري ونعته‬
‫إياهم باملغضوب عليهم او الضالني ‪...‬‬

‫‪ ....‬إنتهي ‪....‬‬

‫‪54‬‬ ‫‪53‬‬
‫طقوس الدفن عند الشعوب‬

‫طقوس الدفن عند الشعوب‬


‫القبور وتناول الطعام فوقها بغية هتدئة أرواح موتاهم ‪...‬‬
‫ويف املكسيك حيتفل الناس يف بداية شهر نوفمرب ‪ /‬تشرين الثاين بعيد األموات ‪ ،‬حيث يتوافد‬ ‫طقوس الدفن عند الشعوب‬
‫الناس على القبور حاملني معهم ال ��ورود بكافة األل ��وان ‪ ،‬لكن شريطة أن تكون الباقات‬ ‫ترجمة حميي أسامة‬
‫مطعمة بالقرنفل الربتقايل الذي يعمل على جذب األرواح الفقيدة حسب اعتقادهم ‪ ،‬ويف‬
‫العادة تكون العطايا املقدمة لألموات عبارة عن طعام ومخر وعدد من أنواع احللوى اليت تتم‬ ‫يف كل سنة يقوم شعب املرينا الذي يقطن جزيرة مدغشقر بإخ راج األجداد ‪ ،‬واألقارب من‬
‫صناعتها على هيئة هياكل عظمية ‪...‬‬ ‫قبورهم إلعادة تزيينهم من جديد وتغيري األكفان احلريرية اليت حتيط هبم وتغطيهم ‪...‬‬
‫وت ��دخ ��ل يف االح ��ت ��ف ��ال ط ��ق ��وس أخ ��رى كالغناء وال ��رق ��ص اخل ��اص على م ��دار الليل ‪ ،‬ويعتقد‬ ‫يقول ( جون بيري موهني ) املتخصص يف طقوس وم راسم املوت ‪ « -:‬إن كل ما يفعله شعب‬
‫املكسيكيون أن هذه الطقوس مناسبة إلعادة العالقات املنقطعة مع أحبائهم املوتى وفرصة‬ ‫املرينا بعيد ك ��ل البعد ع ��ن احل ��زن والكآبة ‪ ،‬ب ��ل يغلب على ه ��ذه الطقوس ال ��ف ��رح والغبطة‬
‫لتسليتهم يف عاملهم اجملهول ‪...‬‬ ‫والروائح الطيبة ‪...‬‬
‫ويف إفريقيا الغربية وبالتحديد يف غانا ‪ ،‬يطلب الناس من النجارين أن يصنعوا هلم نعوش اً‬ ‫ويسعى ه ��ذا الشعب من ه ��ذا العمل إىل إش �راك املوتى يف احلياة العامة ‪ ،‬وطلب النصيحة‬
‫بكافة األشكال واألل ��ون كالطائرة والسمكة وحىت ق ��ارورة الكوال واهلواتف احملمولة ‪ ،‬ويف‬ ‫وامل ��س ��اع ��دة منهم ‪ ،‬وال ��غ ��ري ��ب أن ك ��ل املناسبات ال�تي يفكر فيها يعب امل ��ري ��ن ��ا مثل ال ��زواج‬
‫البداية ظهرت هذه املوضة على يد شعب إفريقي يسمى « أجلا « ويعتقد هذا الشعب أن‬ ‫ومبادلة االرض ( البيع والش راء ) وكذلك بيع وش راء احليوانات واحلصاد ‪ ،‬ترتك للفرتة الواقعة‬
‫من الضروري لكل إنسان أن يرحل حنو العلم اآلخر يف املركبة اليت تتناسب مع شخصيته‬ ‫ب�ين شهري يونيو ‪ /‬ح ��زي �ران ‪،‬‬
‫بشكل أفضل ‪...‬‬ ‫وسبتمرب ‪ /‬أيلول من كل عام ‪،‬‬
‫وإليكم بعض العادات والطقوس الغريبة فع الً ‪...‬‬ ‫وذلك لتتم األمور أمام األموات‬
‫وبشهادهتم قبل أن تتم إعادهتم‬
‫حائط األرواح ‪-:‬‬ ‫إىل مدافنهم ‪...‬‬
‫جتسد التمائيل ال�تي تقف عند حافة ه ��ذا اجل ��رف أج ��داد قبيلة « ت ��وراج ��دا « وه ��ي قبيلة‬ ‫أم � � ��ا ال � ��ش � ��ع � ��وب امل ��ك ��س ��ي ��ك ��ي ��ة‬
‫مسيحية املعتقد ‪ ،‬تسكن جزيرة سوالوسي األندونيسية ‪ ،‬واملالحظ أن كل وجه مت حنته‬ ‫والصينية وخاص ةً صينيي هونغ‬
‫وفق اً لوصف العائلة اليت بنتمي إليها الشخص امليت ‪ ،‬وتسهم هذه الوجوه يف السهر على‬ ‫ك ��ون ��غ ‪ ،‬ف ��إهن ��م ي ��ق ��وم ��ون كل‬
‫األحياء وم راقبة تصرفاهتم حىت يلقوا حتفهم ‪ ،‬يف حني أن األموات احلقيقيني الذين ميثلون‬ ‫سنة بنزهة إىل مقابر أجدادهم‬
‫هذه األصنام ‪ ،‬يرقدون حتت الشرفات يف مقابر حمفورة يف الصخر ‪ ،‬واملثري يف األمر أن عائلة‬ ‫ول ��ك ��ن يف أوق � � � ��ات خم ��ت ��ل ��ف ��ة (‬
‫امليت تقضي عشر سنوات يف مجع املال للقيام بواجب الع زاء وعملية الدفن وامل راسم املتعلقة‬ ‫أي ل ��ي ��س يف ن ��ف ��س ال ��ت ��اري ��خ )‬
‫بذلك ‪ ،‬حىت جيب على العائلة أن تذبح للميت عدداً من اجلواميس واخلنازير وتوزيعها على‬ ‫وجي ��ت ��م ��ع ص ��ي ��ن ��ي ��و ه ��ون ��غ ك ��ون ��غ‬
‫أهل القرية ‪...‬‬ ‫يف ال ��ي ��وم ال ��ت ��اس ��ع م ��ن ال ��س ��ه ��ر‬
‫جوهرة لألبد ‪-:‬‬ ‫ال ��ت ��اس ��ع يف ال ��ت ��ق ��ومي ال ��ص ��ي�ني يف‬
‫وهنا تعرض إحدى املؤسسات السويسرية اليت هتتم بإج راء م راسم دفن املوتى من األلف إىل‬ ‫مدافن األجداد ‪ ،‬حيث يعتقد‬
‫الياء يف موقع هلا على اإلنرتنت ‪ ،‬طريقة للخلود داخ ��ل جوهرة ‪ ،‬حيث تعرض على أهل‬ ‫هؤالء وفق اً للمعتقدات البوذية‬
‫امليت أن حيرقوا فقيدهم إن رغب ذلك ‪ ،‬وأن يأخدوا رماده ويسخنوه حىت درجة ح رارة تزيد‬ ‫والطاوية أن أرواح املوتى ميكن‬
‫عال جداً ليحصلوا يف النهاية على حجر كرمي‬ ‫عن ألفي درجة مئوية ويعرضوهنا إىل ضعط ٍ‬
‫أن تظهر غضبها ضد األحياء‬
‫أو جوهرة ( ماسة ) ‪ ،‬خاضة إذا علمنا أن املاس عبارة عن كربون يف األصل ‪ ،‬وهو ما ميكن‬ ‫‪ ،‬ول � ��ذا ف ��ه ��م ي ��أت ��ون لتنظيف‬
‫احلصول عليه من الرماد ‪ ،‬ويقول أحد العاملني يف املؤسسة أن ‪ 500‬ج رام من رماد امليت‬
‫‪56‬‬ ‫‪55‬‬
‫طقوس الدفن عند الشعوب‬

‫طقوس الدفن عند الشعوب‬


‫النيرتوجني السائل‪ ،‬اعتقاداً منه‪ ،‬ومن الكثريين غريه‪ ،‬أن العلم سيتوصل يف النهاية إىل قهر‬ ‫تكفي ليتحول إىل جوهرة خالدة ‪...‬‬
‫املوت وحتقيق اخللود واستم رار احلياة إىل ما ال هناية‪ ،‬أو إىل الوقت الذي يقرر املرء فيه املوت!‬ ‫و عند قبائل « الغايل « القاطنة يف الكامريون ‪ ،‬توجد ع ��ادة قدمية حلفظ اجساد االج ��داد‬
‫املقدسة‪ ،‬حيث يقوم أف رادها بلف امليت بالقطن إىل أن يصبح شبيه اً بلعبة كبرية ‪ ،‬وكلما‬
‫التحليق يف السماء ‪-:‬‬ ‫كان الشخص امليت مهم اً يف القبيلة كلما بالغ الرجال يف لفة بقطعة القماش القطين ‪،‬‬
‫أما العادات التبتية يف الدفن فهي أغرب من اخليال حيث يقوم الرهبان البوذيون بتقطيع‬ ‫ويقوم رجال القبيلة بتقدمي الطعام للميت بعد إخ راجه من مدفنه ‪ ،‬ويقدمون له كذا ( إن‬
‫جثة امليت إرب �اً إرب �اً إىل قطع صغرية وه ��ي ع ��ادة طبيعية يف التبت ‪ ،‬مث يرتكوهنا يف الع راء‬ ‫كانت ام رأة ) آنية مربقعة بنقاط بيضاء داللة على أهنا تركت وراءها عدداً كب رياً من الذرية ‪...‬‬
‫لتلتهمها النسور والطيور األخرى لتحلق هبا يف السماء ‪ ،‬ويعتقد التبتيون أنه خالل حلظات‬ ‫وطبق اً للديانة اهلندوسية‪ ،‬يكون تكرمي امليت حبرق جثمانه وذلك يف احتفال كبري يتم فيه‬
‫الن زاع ترتك الروح اجلسد ‪ ،‬ولذا يصبح اجلسد جمرد وعاء ومن االوىل ان يقدم لفائدة االرواح‬ ‫وضع اجلثمان على عربة تغطيها الزهور وجترها اخليول إىل املكان املخصص لعملية احلرق‪،‬‬
‫احلية من الطيور‪.‬‬ ‫حيث تغطى باألغصان اجلافة لتسهيل انتشار النار‪ .‬ويغسل امليت مباء الورد ويلف بثوب حماط‬
‫وهذه الطقوس واملفاهيم منحدرة عن الديانة الزرادشتية القدمية‪ ،‬حيث يعترب اجلسد جنس اً ال‬ ‫باطواق الورد‪ .‬وبعد انتهاء عملية احلرق يتم مجع الرماد املتبقي يف إناء قبل نثره على صفحة‬
‫جيوز تدنيس األرض به بعد موت صاحبه‪ ..‬الدفن ممنوع وإح راق اجلثة ممنوع أيض اً‪ .‬لذلك كان‬ ‫م ��ي ��اه هن ��ر ال ��غ ��ان ��ج امل ��ق ��دس‬
‫أتباع هذه الديانة يعمدون اىل وضع جسد امليت فوق قمة جبل يطلقون عليه اسم «تالل‬ ‫لديهم‪ .‬ويعتقدون ان مياه‬
‫الصمت» ويرتكونه هناك لكي تلتهمه الطيور السامية ‪ ..‬وبعد أسابيع جيمعون العظام‬ ‫ال ��غ ��ان ��ج ه ��ي ال ��ف ��ي ��ض االهل ��ي‬
‫اجلافة متام اً‪ ،‬فيطحنوهنا مث يذيبوهنا بعصري الليمون للتخلص منها هنائي اً‪.‬‬ ‫ال ��ذي ي ��ق ��وم بتطهري ال ��روح‬
‫يف العديد من‬ ‫م ��ن اج ��ل إع � ��ادة خ ��ل ��ق ��ه من‬
‫وت رتافق هذه االعتقادات مع االعتقاد بأن تكرمي امليت يكون برفعه عالي اً وليس بدفنه حتت‬ ‫ج ��دي ��د ع ��ن ط ��ري ��ق ت ��ن ��اس ��خ‬
‫األرض وتركه طعاما للديدان احلقرية‪ ..‬ولذلك كانوا يلفون امليت بالقماش ومن مث يعلقونه‬ ‫االرواح‪ ،‬ليحيا من جديد‪،‬‬
‫يف خطاف ف ��وق غصن ع ��ال إىل أن تلتهمه الطيور وال تُبقي منه شيئ اً س ��وى العظام اليت‬ ‫إذ الي ��وج ��د ل ��دي ��ه ��م ف ��ن ��اء او‬
‫تتساقط على األرض‪ ،‬فتتم تغطيتها بال رتاب أو بأغصان الشجر ‪ ..‬وقد كانت هذه الطريقة‬ ‫جنة ونار‪.‬‬
‫شائعة جداً يف اس رتاليا وكولومبيا وأمريكا اجلنوبية وسيبرييا وافريقيا‪.‬‬ ‫ويف ال � � � ��والي � � � ��ات امل ��ت ��ح ��دة‬
‫وال � ��ع � ��دي � ��د م � � ��ن ال � ��ب � ��ل � ��دان‬
‫االوروبية تنتشر هذه األيام‬
‫وسيلة إح راق اجلثة يف فرن‪،‬‬
‫املومياء تتحول اىل صنم ‪-:‬‬ ‫بشرط أن يكون ذل ��ك بناء‬
‫يعتقد أف راد قبيلة البابو اإلندونيسية أن حتويل ميتهم إىل مومياء هو شرف كبري يعرب عن‬ ‫على وصية امليت‪.‬‬
‫االح�ترام ل�لاج ��داد‪ .‬ويعتقدون أن املومياء تقوم حب راسة ومحاية األح ��ي ��اء‪ ،‬لتصبح املومياء هلا‬ ‫ويف أوروب ��ا‪ ،‬يلجأ العلماء هذه األيام إىل طريقة حديثة لتسهيل دروس التشريح على طلبة‬
‫وظيفة االصنام الطوطمية‪ ،‬وذلك من االعتقاد ان ارواح االجداد تبقى حتوم حوهلم اىل االبد‬ ‫الطب‪ ،‬وعلى املهتمني باملوضوع يف املتاحف العلمية‪ ،‬وذلك بسحب كل السوائل والدهون‬
‫وترعاهم ‪ ،‬ومن عاداهتم أهنم يقومون يتقدمي الزوار إىل مومياواهتم باعتبارها واحدة منهم‬ ‫من جسد امليت واستبداهلا مبواد كيماوية مركبة من البالستيك الطري (بوليمر أو بوليسرت)‬
‫وكأن صاحبها ما ي زال حي اً يرزق‬ ‫حبيث تشبه اجلسد الطبيعي ‪ ..‬حيث ميكن ملسها وهي ال تتفسخ وال تتعفن كما أهنا بال‬
‫اشتهر الفايكينغ يف منطقة اسكندينافيا (مشال أوروبا)بأهنم كانوا يقضون معظم حياهتم يف‬ ‫رائحة أيض اً‪.‬‬
‫البحار‪ ،‬وغالب اً ما كانوا ميوتون أيض اً يف البحار‪ ..‬وعلى هذا األساس كان الغين منهم حني‬ ‫العامل كله يعرف والت ديزين مبتكر الرسوم املتحركة‪ ،‬لكن القليلني فقط يعرفون أن الرجل‬
‫ميوت يضعون جسده خلف مقود سفينة خاصة وإىل جانبه الكثري من الطعام والش راب‬ ‫الذي مات قبل عش رات السنني‪ ،‬ال ي زال جسده حمفوظ اً بناء على وصيته يف حالة جتمد وسط‬
‫‪58‬‬ ‫‪57‬‬
‫طقوس الدفن عند الشعوب‬

‫طقوس الدفن عند الشعوب‬


‫مطعمة بالقرنفل الربتقايل الذي يعمل على جذب األرواح الفقيدة حسب اعتقادهم ‪ ،‬ويف‬ ‫يف كل سنة يقوم شعب املرينا الذي يقطن جزيرة مدغشقر بإخ راج األجداد ‪ ،‬واألقارب من‬
‫العادة تكون العطايا املقدمة لألموات عبارة عن طعام ومخر وعدد من أنواع احللوى اليت تتم‬ ‫قبورهم إلعادة تزيينهم من جديد وتغيري األكفان احلريرية اليت حتيط هبم وتغطيهم ‪...‬‬
‫صناعتها على هيئة هياكل عظمية ‪...‬‬ ‫يقول ( جون بيري موهني ) املتخصص يف طقوس وم راسم املوت ‪ « -:‬إن كل ما يفعله شعب‬
‫وت ��دخ ��ل يف االح ��ت ��ف ��ال ط ��ق ��وس أخ ��رى كالغناء وال ��رق ��ص اخل ��اص على م ��دار الليل ‪ ،‬ويعتقد‬ ‫املرينا بعيد ك ��ل البعد ع ��ن احل ��زن والكآبة ‪ ،‬ب ��ل يغلب على ه ��ذه الطقوس ال ��ف ��رح والغبطة‬
‫املكسيكيون أن هذه الطقوس مناسبة إلعادة العالقات املنقطعة مع أحبائهم املوتى وفرصة‬ ‫والروائح الطيبة ‪...‬‬
‫لتسليتهم يف عاملهم اجملهول ‪...‬‬ ‫ويسعى ه ��ذا الشعب من ه ��ذا العمل إىل إش �راك املوتى يف احلياة العامة ‪ ،‬وطلب النصيحة‬
‫ويف إفريقيا الغربية وبالتحديد يف غانا ‪ ،‬يطلب الناس من النجارين أن يصنعوا هلم نعوش اً‬ ‫واملساعدة منهم ‪ ،‬والغريب أن كل املناسبات اليت يفكر فيها يعب املرينا مثل الزواج ومبادلة‬
‫بكافة األشكال واألل ��ون كالطائرة والسمكة وحىت ق ��ارورة الكوال واهلواتف احملمولة ‪ ،‬ويف‬ ‫االرض ( البيع وال ��ش �راء ) وكذلك بيع وش �راء احليوانات واحلصاد ‪ ،‬ت�ترك للفرتة الواقعة بني‬
‫البداية ظهرت هذه املوضة على يد شعب إفريقي يسمى « أجلا « ويعتقد هذا الشعب أن‬ ‫شهري يونيو ‪ /‬حزي ران ‪ ،‬وسبتمرب ‪ /‬أيلول من كل عام ‪ ،‬وذل ��ك لتتم األم ��ور أم ��ام األم ��وات‬
‫من الضروري لكل إنسان أن يرحل حنو العلم اآلخر يف املركبة اليت تتناسب مع شخصيته‬
‫بشكل أفضل ‪...‬‬
‫وإليكم بعض العادات والطقوس الغريبة فع الً ‪...‬‬

‫حائط األرواح ‪-:‬‬


‫جتسد التمائيل ال�تي تقف عند حافة ه ��ذا اجل ��رف أج ��داد قبيلة « ت ��وراج ��دا « وه ��ي قبيلة‬
‫مسيحية املعتقد ‪ ،‬تسكن جزيرة سوالوسي األندونيسية ‪ ،‬واملالحظ أن كل وجه مت حنته‬
‫وفق اً لوصف العائلة اليت بنتمي إليها الشخص امليت ‪ ،‬وتسهم هذه الوجوه يف السهر على‬
‫األحياء وم راقبة تصرفاهتم حىت يلقوا حتفهم ‪ ،‬يف حني أن األموات احلقيقيني الذين ميثلون‬
‫هذه األصنام ‪ ،‬يرقدون حتت الشرفات يف مقابر حمفورة يف الصخر ‪ ،‬واملثري يف األمر أن عائلة‬
‫امليت تقضي عشر سنوات يف مجع املال للقيام بواجب الع زاء وعملية الدفن وامل راسم املتعلقة‬
‫بذلك ‪ ،‬حىت جيب على العائلة أن تذبح للميت عدداً من اجلواميس واخلنازير وتوزيعها على‬
‫أهل القرية ‪...‬‬
‫جوهرة لألبد ‪-:‬‬
‫وهنا تعرض إحدى املؤسسات السويسرية اليت هتتم بإج راء م راسم دفن املوتى من األلف إىل‬
‫الياء يف موقع هلا على اإلنرتنت ‪ ،‬طريقة للخلود داخ ��ل جوهرة ‪ ،‬حيث تعرض على أهل‬ ‫وبشهادهتم قبل أن تتم إعادهتم إىل مدافنهم ‪...‬‬
‫امليت أن حيرقوا فقيدهم إن رغب ذلك ‪ ،‬وأن يأخدوا رماده ويسخنوه حىت درجة ح رارة تزيد‬ ‫أم ��ا الشعوب املكسيكية والصينية وخاص ةً صينيي هونغ كونغ ‪ ،‬فإهنم يقومون كل سنة‬
‫عال جداً ليحصلوا يف النهاية على حجر كرمي‬ ‫عن ألفي درجة مئوية ويعرضوهنا إىل ضعط ٍ‬ ‫بنزهة إىل مقابر أجدادهم ولكن يف أوقات خمتلفة ( أي ليس يف نفس التاريخ ) وجيتمع صينيو‬
‫أو جوهرة ( ماسة ) ‪ ،‬خاضة إذا علمنا أن املاس عبارة عن كربون يف األصل ‪ ،‬وهو ما ميكن‬ ‫هونغ كونغ يف اليوم التاسع من السهر التاسع يف التقومي الصيين يف مدافن األجداد ‪ ،‬حيث‬
‫احلصول عليه من الرماد ‪ ،‬ويقول أحد العاملني يف املؤسسة أن ‪ 500‬ج رام من رماد امليت‬ ‫يعتقد هؤالء وفق اً للمعتقدات البوذية والطاوية أن أرواح املوتى ميكن أن تظهر غضبها ضد‬
‫تكفي ليتحول إىل جوهرة خالدة ‪...‬‬ ‫األحياء ‪ ،‬ولذا فهم يأتون لتنظيف القبور وتناول الطعام فوقها بغية هتدئة أرواح موتاهم ‪...‬‬
‫و عند قبائل « الغايل « القاطنة يف الكامريون ‪ ،‬توجد عادة قدمية حلفظ اجساد االجداد‬ ‫ويف املكسيك حيتفل الناس يف بداية شهر نوفمرب ‪ /‬تشرين الثاين بعيد األموات ‪ ،‬حيث يتوافد‬
‫املقدسة‪ ،‬حيث يقوم أف رادها بلف امليت بالقطن إىل أن يصبح شبيه اً بلعبة كبرية ‪ ،‬وكلما‬ ‫الناس على القبور حاملني معهم ال ��ورود بكافة األل ��وان ‪ ،‬لكن شريطة أن تكون الباقات‬
‫‪60‬‬ ‫‪59‬‬
‫طقوس الدفن عند الشعوب‬

‫طقوس الدفن عند الشعوب‬


‫كان الشخص امليت مهم اً يف القبيلة كلما بالغ الرجال يف لفة بقطعة القماش القطين ‪،‬‬
‫ويقوم رجال القبيلة بتقدمي الطعام للميت بعد إخ راجه من مدفنه ‪ ،‬ويقدمون له كذا ( إن‬
‫كانت ام رأة ) آنية مربقعة بنقاط بيضاء داللة على أهنا تركت وراءها عدداً كب رياً من الذرية ‪...‬‬
‫وطبق اً للديانة اهلندوسية‪ ،‬يكون تكرمي امليت حبرق جثمانه وذلك يف احتفال كبري يتم فيه‬
‫وضع اجلثمان على عربة تغطيها الزهور وجترها اخليول إىل املكان املخصص لعملية احلرق‪،‬‬
‫حيث تغطى باألغصان اجلافة لتسهيل انتشار النار‪ .‬ويغسل امليت مباء ال ��ورد ويلف بثوب‬
‫حماط باطواق الورد‪ .‬وبعد انتهاء عملية احلرق يتم مجع الرماد املتبقي يف إناء قبل نثره على‬
‫صفحة مياه هنر الغانج املقدس لديهم‪ .‬ويعتقدون ان مياه الغانج هي الفيض االهلي الذي‬
‫يقوم بتطهري الروح من اجل إعادة خلقه من جديد عن طريق تناسخ االرواح‪ ،‬ليحيا من‬

‫‪62‬‬ ‫‪61‬‬
‫التطور امللحوظ فى البشر‬
‫‪Lyrien‬‬

‫سالم عليكم‬
‫هذا مثال جديد لنوع التطور العشوائى و لكن ىف للبشر املرة دي‬
‫حيث حدثت الطفرة ىف الكروموزوم رقم ‪ 7‬ىف قبيلة تعيش معزولة ىف زميبابوى‪,‬مما أحدث تغيريآ دائمآ ىف أرجلهم‬
‫و تأقلموا معها و توارثوها بينهم‬
‫معروفني بإسم ال ‪Doma people‬‬

‫املصدر ‪http://en.wikipedia....iki/Doma_people‬‬

‫‪64‬‬ ‫‪63‬‬
‫السهام الناريه علي األحاديث القدسيه – ‪1‬‬

‫السهام الناريه علي األحاديث القدسيه – ‪1‬‬


‫اإلب راهيميه وعلي رأسها دين اهلمجيه األول « اإلسالم»‬
‫السهام الناريه علي األحاديث القدسيه – ‪1‬‬
‫مبدئي اً‪ :‬تعريف احلديث القدسي ‪ ( :‬من موقع إسالم ويب‪ -‬مركز الفتوي )‬

‫فاحلديث القدسي هو‪ :‬ما كان لفظه من النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ومعناه من اهلل تعاىل‪،‬‬ ‫« توطئه»‬
‫أو هو ما أخرب اهلل نبيه باإلهلام أو املنام‪ ،‬فأخرب رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عن ذلك املعىن‬
‫بعبارة من نفسه‪ .‬وتعريف احلديث النبوي‪ :‬هو ما أضيف إىل النيب صلى اهلل عليه وسلم من‬ ‫ملاذا األحاديث القدسيه ؟‬
‫هم‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫قول أو فعل أو تقرير وحنوها من أوصاف َخ لقية أو ُخ لقية أو ِّ‬
‫رابط التعريف أعاله من اجل التدقيق والتوثيق ‪:‬‬
‫&‪http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa‬‬
‫‪18457=Option=FatwaId&Id‬‬

‫املصدر الذي أرجع إليه يف كتابة مقااليت ‪ :‬كتاب من احلجم املتوسط بإسم « األحاديث‬
‫القدسيه من إص ��دار املكتبه القيمه ويشمل األح ��ادي ��ث القدسيه امل ��وج ��وده يف أص ��ح كتب‬
‫احلديث ( املتعارف عليها بإسم الكتب الست ) مع شرح موجز لكل حديث «‬

‫ونبدأ يف صلب مقالنا ‪.‬‬

‫ومن خالل التعريف نقف عند أول إشكاليه او باألصح اول يهم يوجه إيل هذا اهلل‬ ‫ألين قررت أن أتعامل مع جذر املشكله ومكمن الداء‪ ,‬قررت أن أتعامل مع املرض وليس مع‬
‫« اللفظ من الرسول واملعين من اهلل تعايل» ‪.‬‬ ‫العرض‪ ,‬قدمت مسبقا سلسة مقاالت حتت عنوان « الرد امل لجم علي صحيح ُم سلم» يف‬
‫ملاذا مل يتصدر لإلثنان ( رواية احلديث القدسي) كيان واحد الرسول أو اهلل نفسه ؟؟‬ ‫امللحدين العرب ‪ - ,‬اليت حتتفل يف‬ ‫شكل أربع مقاالت‪ ,‬ن شرت يف أعداد بييت الثاين « جملة ُ‬
‫ٌ‬
‫ملاذا اهلل وهو الغين عن العاملني‪ ,‬املعجز علي أ ن تُدركه العيون ‪ ,‬وتحُ يط به األفهام ‪ ,‬يُوكل‬ ‫متمنيا هلا مزيدا من التقدم ومزيدا من اإلنتشار من أجل‬ ‫ٍ‬ ‫هذا العدد بعيدها السنوي األول ‪,‬‬
‫غريه للتواصل مع خلقه‪ ,‬الذين قال عنهم ُم تشدقا يف كتابه املعصوم علي زعمهم « { َونحَْ ُن‬ ‫فكر تنويري يبدد غياهب احلماقه ‪ -‬تعرضت فيها ألحدايث ٌم ثبته وصحيحه من أرجح‬
‫يد } [ سورة ق اآلية ‪] 16 :‬‬ ‫أَ�ق رب إِلَ ي ِه ِم ن ح ب ِل الْ و ِر ِ‬
‫َْ ُ ْ ْ َ ْ َ‬ ‫وأصح الكتب لدي أتباع محُ مد بن عبداهلل‪ ,‬مفنداً فيها الكثري من اإلدعاءات واإلف رتاءات اليت‬
‫أال يُعد هذا تناقضا بني صحيح السنه امل شرفه وصحيح القرآن ‪ ...‬واللذان من املفرتض أهنما‬ ‫طاملا تشدق هبا أتباعه‪ ,‬من تكرمي للم رأه‪ ,‬مكارم االخالق‪ ,‬هل حممد نيب أم رئيس عصابه‪,‬‬
‫من نفس النبع املسموم أال وهو « اهلل «ٌ‬
‫وغريها ‪ ,‬وكنت قد قررت البدء يف سلسله جديده تدور علي نفس املعين أو املقصد ‪ ,‬ولكن‬
‫كيف تكون أقرب إيل من عروقي وتوكل غريك ليٌ بلغين عنك ؟؟‬ ‫تتعامل مع صحيح آخر وهو صحيح البخاري حتت عنوان « نزح اجملاري يف كشف عوار‬
‫ملاذا يُظهر النص حممد يف صورة الشريك املتضامن مع اهلل ‪ ,‬وكأن الرساله امل حمديه أقرب‬ ‫البخاري» أو ُم ستع رياً لفظ موالنا مصري ملحد « فتح الباري يف شرح صحيح أم زخاري‬
‫ُ‬ ‫إيل الصفقه التجاريه منها إيل اهلدايه البشريه !!!‬ ‫« ولكين إكتشفت أنين أتعامل مع الصوره‪ ,‬فقررت أن أصب تركيزي علي األصل وهو «‬
‫وبالتايل يقودنا التساؤل إيل اآليت‬ ‫األحدايث القدسيه»‬
‫‪ :1‬أكان حممد يتأول علي اهلل ويدعي عليه ما ليس فيه وجتنبا للشبهه‪ ,‬أو إحباكا للخطه‬ ‫ألهن ��ا أك ��ث ��ر ق ��رب �اً‪ ,‬وأع ��م ��ق تعلقا م ��ع اهلل‪ ,‬أو ال ��ذات اإلهل ��ي ��ه كما ي ��دع ��ي أص ��ح ��اب ال ��دي ��ان ��ات‬
‫الشيطانيه ألصق به هذا التضامن؟‬
‫‪66‬‬ ‫‪65‬‬
‫السهام الناريه علي األحاديث القدسيه – ‪1‬‬

‫السهام الناريه علي األحاديث القدسيه – ‪1‬‬


‫كيف يصدق عاقل رج الً رأي رؤيا‪ ,‬أو مسع هاتف اً ‪ ,‬أتاه وحيدا يف غار يف جبل أو يف غرفه‬ ‫‪ : 2‬أم أن اهلل يشك يف رسوله وال يأمنه علي نقل ما يُريد إيصاله للبشر ؟ وهذا ينقلنا إيل‬
‫معزوله يف بيت‪ ,‬مث ي ��أيت ُم تخذا ه ��ذه الرؤيا دليال علي نبوته وأفضليته علي سائر البشر‬ ‫أزمة ثقه عميقه تتعلق بكال الكيانني محُ مد ( رسول اإلسالم ) وربه‪....‬‬
‫واألدهي واألمر ‪ ,‬يتخذ منها شريعة ومنهاج اً يُلزم به غريه !!! وتأيت املصيبه الفادحه‪ ,‬بأن‬ ‫ي طل علينا رأس سهم ناري جديد ‪..‬‬ ‫ومن هنا ُ‬
‫ٍ‬
‫حواس تُُدرك فيؤمن به ويصدقه‬ ‫غريه هذا أيضا ٌم غيب يقف عاج زاً وكأنه بال رأس تُفكر أو‬
‫ويضعه يف مصاف البشر‪....‬‬ ‫إن كان حممد كذلك وال ��ذي قيل يف حديث عنه صحيح باإلمجاع يقول فيه واحلديث يف‬
‫حقيقة تلك مآسة بين العرب « أجساد البغال وأحالم العاصفري ‪ ,‬هذا إن وجدت أصال‬ ‫صحيح البخاري ‪ ,‬وهذا هو ال رابط من اجل التوثيق ‪http://library.islamweb.‬‬
‫أحالم !!!! «‬ ‫‪3617=ID&10=bk_no&1=net/newlibrary/display_book.php?f lag‬‬
‫اع � ِّ�ي َع ْن َح َّس ا َن بْ ِن َع ِط يَّ ةَ َع ْن أَبيِ َك ْب َش ةَ َع ْن‬ ‫ال ح دَّ�ث نَ ا اب ن نمَُ ٍ ع ن الأْ َوز ِ‬
‫َح دَّ�ثَنَ ا أَبُو بَ ْك ٍر قَ َ َ َ ْ ُ يرْ َ ْ ْ َ‬
‫تعريف احلديث القدسي ‪ :‬من املفرتض فيه الثبات وهنا نسأل إن عرضنا هذا التعريف أمام‬ ‫ب َع لَ َّي ُم �تَ َع ِّم ًدا‬ ‫ِ‬
‫ص لَّ ى ال لَّ هُ َع لَ ْي ه َو َس لَّ َم ‪َ :‬م ْن َك َذ َ‬
‫ال رس ُ ِ‬
‫ول ال لَّ ه َ‬ ‫ال ‪ :‬قَ َ َ ُ‬ ‫َع ْب ِد ال لَّ ِه بْ ِن َع ْم ٍرو قَ َ‬
‫طبيب نفساين محُ ايد واخربناه بأنه نٌقل عن طريق اإلهلام أو املنام ‪ ...‬فكيف سيفسره !! ‪.‬‬ ‫�فَْل يَ تَ �بَ َّوأْ َم ْق َع َدهُ ِم ْن ال نَّا ِر ‪.‬‬
‫إن كان هذا هو ج زاء من يتقول علي رسول اهلل من بين البشر ‪ ,‬فكيف مبن يتقول علي اهلل‬
‫هل تسائل املسلمون كيف لرب مزعوم أن يسوق دلي الً إزدواجيا كهذا ‪ ,‬كيف لرب علي‬ ‫!!! ‪ ,‬وما هو احلادث إن كان هذا امل تقول هو الرسول نفسه ؟؟؟‬
‫كل شيء قدير وال يعجزه من يف األرض وال يف السماء‪ ,‬يستطيع ان يطوي الكون كله يف‬ ‫فيا هذا اهلل القابع يف االعالي ت راين ُالىن ونا أخط بيداي هذه الشكوك واألسئله ‪ ..‬حبق أنت‬
‫بيضه ‪ ,‬أن يسوق كالما يهدف منه هلداية احلياري من بين البشر‪ ,‬تقف طريقته وأسلوبه‬ ‫يف مأزق حقيقي !!! أتُراك تسمع ‪ ,‬أتُراك تأبه‪ ,‬أتُراك حقا موجوداً‬
‫خائره أمام أيدلوجيات علم النفس ‪ ,‬متهافته خائره أمام أسس علم الطبيعه البشريه‪.‬‬ ‫( هاتفي مفتوح‪ ,‬إمييلي موجود‪ ,‬صفحيت علي الفيس ُم تاحه للجميع‪ ,‬أنتظر ردك ‪) ....‬‬
‫ملاذا يضع اهلل عباده أمام كل تللك اإلحتماالت‪ ,‬ملاذا يرتك طريقه هكذا موسوما بالعوار‬
‫ُم لبدا بالغيوم !!!‬ ‫اإلشكاليه الثانيه ‪ :‬طريقة اإلخبار نفسها ‪ ....‬وكما هو مبني من نص التعريف هي «‬
‫مل ��اذا ال يُرحيهم ويريح نفسه ويتخذ الطريق األسهل واألسلم واألوق ��ع واملتناسب مع عزته‬ ‫اإلهلام أو املنام «‬
‫وقدرته يف التبليغ عن نفسه بنفسه‬ ‫تدور عالمة إستفامهي هنا يف التدليل علي صدق املنام ‪ ,‬أو مدي ُح جية وتوثيق ذلك اإلهلام‬
‫فمشكليت مع اهلل أنه كيان زئبقي ُم تحول متشكل ‪ ,‬يضع نفسه دائما يف موطن الشبهات‬ ‫!!‬
‫ينفك أبدا عن إساءة الظن به ‪.‬‬
‫وعقلي ال ُ‬ ‫املشرتك بني اإلثنني ( اإلهلام واملنام ) هو إحنصارمها فقط مع حممد وليس مع سواه من أبناء‬
‫جلدته ومن عاصروه ‪ ,‬فال شاهد وال ناقل وال رائي وال سامع سوي حممد نفسه !!! وهنا‬
‫ُدمتم ودام مساعكم‬ ‫بعُ رفنا امل تبع وقواعدنا الثابته يف علم اجل ��رح والتعديل هو أنه إذا كان الشخص نفسه هو‬
‫ومصدرها فنحن أمام ضرب ألسس وقواعد املنطق يف الصميم أو علي األقل نستطيع‬ ‫احلجه ُ‬
‫اجلزم بأن حممد هنا « جمروح الشهاده «‬
‫وهنا قد يتشدق صلعمي ويقول « األنبياء رؤياهم صادقه ‪ ,‬وأن أحد أركان النبوه هي الرؤيه‬
‫الصادقه»‬
‫وم ��ا علي هنا أم ��ام تللك احلجه املتاهفته كعادة الصالعمه س ��وي اإلبتسام وأع ��ذر قائلها‬
‫ف املاء بعد اجلهد باملاءً « سيدي‬ ‫ص َ‬
‫جبهله‪ ,‬ألنه يف هذه احلاله يصدق فيه قول الشاعر « ًو ً‬
‫أري ��د دليال عملي اً‪ ,‬علمي اً من خ ��ارج ُم نظمتك‪ ,‬ال ينبثق وال خي ��رج من نفس ٌج عبة نبيك‪,‬‬
‫فاملنطق الدائري يف التدليل هو من أهم وأعظم أدوات هدم احلجج ونسفها ‪ ( .....‬أتُراهم‬
‫أصال يعرفون ما هو املنطق الدائري حقا أشك !!!!!)‬
‫‪68‬‬ ‫‪67‬‬
‫لتحميل املجلة‬
issuu
www.issuu.com/i-think-magazine
Mediafire
www.mediafire.com/?odd3nd897q2ne
Box
www.box.com/s/zhvvajbeglqpq2enaqzp
facebook
www.facebook.com/I.Think.Magazine
Web
www.ithinkmag.net
www.i-think-magazine.blogspot.com

‫عيشوا سعداء‬...ً‫شكرا‬

You might also like

  • 31 PDF
    31 PDF
    Document57 pages
    31 PDF
    OrwaB.Al-Shara'a
    No ratings yet
  • 21
    21
    Document65 pages
    21
    OrwaB.Al-Shara'a
    No ratings yet
  • 11
    11
    Document73 pages
    11
    OrwaB.Al-Shara'a
    No ratings yet
  • 17
    17
    Document68 pages
    17
    OrwaB.Al-Shara'a
    No ratings yet