You are on page 1of 36

‫كلمة رئيس التحرير‬

‫التطور ‪ ...‬هنا‬ ‫هيئة التحرير‬


‫ماذا بعد الرب ؟‬
‫التطور ‪ ...‬هنا ‪ ..‬ماذا بعد الرب ؟‬ ‫‪2‬‬
‫التطور هو مسة و ناموس الطبيعة بشكل عام و مبا أننا ( كرافضي ) قولبة األمور و ثباهتا‬ ‫أمين غوجل‬
‫فريدريك فيلهيلم نيتشه‬ ‫‪3‬‬
‫حاولنا و على مدى سنتني و نيف دفع اجمللة تطورياً عدداً فعدد ‪.‬‬ ‫أخيل‬
‫حاولنا تغيري الشكل كل فرتة ليتطور و ليسهل التعامل معها‬ ‫القصيمي‬ ‫‪9‬‬
‫نور‬
‫حاولنا تطويرها الكرتونياً باضافة مواد و لينكات و صفحات ديناميكية أكثر‬ ‫‪13‬‬
‫حاولنا تطويرها من حيث املضمون فبعد أن بدأنا مبقاالت منشورة مسبقاً بدأنا بنشر مقاالت حصرية بنا و أصبح لدينا‬
‫نبضات بن باز‬ ‫‪Hunger Mind‬‬
‫‪15‬‬
‫ترسانة من الكتاب الذين يكتبون ل ( أنا أفكر ) و ينشرون من خالهلا ‪.‬‬ ‫ال سعادة بال سذاجة‪.‬‬ ‫دينا‬
‫‪17‬‬
‫يف أخر عددين اجتهنا اىل عمل مقابالت مع شخصيات نعتقد أن قصصها تستحق أن تروا ‪.‬‬ ‫يف نقد املعجزات‬ ‫تامبي‬
‫و هذا العدد سيكون بداية حقبة تطورية جديدة يف حياة جملتكم ‪.‬‬ ‫أسطورة الضلع األعوج‬ ‫‪23‬‬
‫كاترينا‬
‫رمبا توصلنا و من خالل التواصل مع قراء اجمللة اىل حمصلة بسيطة جداً‬ ‫وعيك هو وعي البشريَّة‬ ‫‪25‬‬ ‫بن باز عزيز‬
‫من يقرأ ( أنا أفكر ) ال بد و أن موضوع ( اهلل أو الرب ) بشكله الكالسيكي ان صح التعبري و عدم عقالنيه وجده أصبح‬
‫شيئاً مفروغاً منه ‪.‬‬ ‫موقف ألبري كامو من الالعنف‬ ‫‪27‬‬ ‫رامي‬
‫و من هنا يطرح سؤال ماذا بعد الرب ؟‬ ‫هل تعلم ؟‬ ‫‪35‬‬
‫علمنا خبطئ النظرة الساذجة ألكثرية أهل االرض و أخرتاعاهتم الطفولية النامجة عن خوفهم البدائي ملفهوم ( اهلل )‬ ‫حتديد النسل‪...‬‬ ‫‪37‬‬
‫ماذا بعد أو باألحرى ماذا اذاً هناك ؟‬ ‫‪41‬‬
‫أفكارلـ ‪Kurdish atheo‬‬
‫هذا السؤال هو من أخرتع اآلهله تارخيياً ‪.‬‬ ‫ابتسمي ‪ ..‬إن اهلل حق‬ ‫‪45‬‬
‫أقصد تفسري وجودنا ووجود الكون أو ما يطلق عليه ( احلقيقة املطلقة )‬ ‫القارب الفارغ‬ ‫‪49‬‬
‫سنحاول و تدرجيياً عرض كل نظريات ( التساؤل ) و سنرتك ( األجابات ) مفتوحة‬ ‫‪53‬‬
‫جتربة فيزيائية تظهر كيف ينشأ الزمن من التشابك الكمي‬
‫يف احلقيقة معرفة السؤال الصحصح هو األهم و ليس اجلواب يف هذه املسأله ( برأيي )‬
‫رهان باسكال‬ ‫‪55‬‬
‫( أنا أفكر ) ستطرح من اآلن فصاعداً و بشكل جزئي و تدرجيي هذا التساؤل و كل األفرتاضات الال ( ربوبية )‬
‫ألنه السؤال اآلهم و األحرى بالدراسة و النقاش من جنون و سذاجة طروحات االديان ‪.‬‬ ‫كوندوم جمتمع مذكر‬ ‫‪57‬‬
‫لنناقش احلجة التالية‪« :‬إذا كنت ال تؤمن بوجود اهلل فأثبت عدم وجوده»‬ ‫‪61‬‬
‫تطور آخر و على صعيد آخر سرتونه بدئاً من هذا العدد هو استبدال كل روابط اجمللة برابط واحد سهل و ميسر و ال‬ ‫جسد يقاوم رجم اجلسد و عقل يقارع رجم العقل‬ ‫‪63‬‬
‫يتطلب ال تسجيل مبواقع استضافة مثل تلك اليت كننا نلجئ اليها لوضع األعداد فيها أو مواقع صعبة التعامل ‪.‬‬
‫لسيطرة على شعب عريب ‪...‬‬ ‫‪67‬‬
‫ستكون كل أعداد اجمللة على البلوغر الرمسي للمجلة جاهزة للتنزيل بسهولة و يسر ‪.‬‬

‫التطور مسة الطبيعة و حنن نتطور و األهم أن تظلوا تدلونا على املواضع اليت حتتاج اىل تطوير‬
‫جملتنا تعىن بالفكر أوالً و طريقة توصيل الفكر هي نتاج عملنا و مالحظاتكم‬

‫عيشوا سعداء أصدقائي‬


‫أمين غوجل‬ ‫‪i-think-magazine.blogspot.com‬‬
‫رئيس التحرير‬ ‫‪www.ithinkmag.net‬‬
‫‪facebook.com/I.Think.Magazine‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫شخصيات ملحدة ‪...‬‬

‫شخصيات ملحدة ‪...‬‬


‫بروسيا‪ ،‬حيث كان والده مربي اً للعديد من أبناء األسرة امللكية وعاش حياة مدرسية عادية‬
‫ومنضبطة‪ ،‬ومساه أصدقائه القسيس الصغري لقدرته على تالوة اإلجنيل بصوت مؤثر‪.‬‬
‫فريدريك فيلهيلم نيتشه‬
‫تأثر يف شبابه بوحدة أملانيا وزعيمها بسمارك ورأى فيه كماالً للشخصية األملانية‪ .‬تويف والده‬ ‫‪Friedrich Nietzsche‬‬
‫وهو يف اخلامسة عشرة من عمره فعرف انقالب اً وجهه إىل التشاؤم واكتشف يف نفس الوقت‬
‫الفيلسوف األملاين شوبنهاور وانغمس يف ق راءة أعماله‪ ،‬كما عشق املوسيقى الكالسيكية وقام‬ ‫ولد ‪ 15‬أكتوبر‪ 25 - 1844 ،‬أغسطس‪)1900 ،‬‬
‫فريدريك فيلهيلم نيتشه‬

‫فريدريك فيلهيلم نيتشه‬


‫مبحاوالت لتأليفها‪ .‬يف اجلامعة‪ ،‬درس نيتشه الفيلولوجيا وتعلم اللغات القدمية واهتم يف سنة‬ ‫فيلسوف وشاعر أملاين‪ ،‬كان من أبرز املمهدين‬
‫التخرج باملسرح والفلسفة اإلغريقية القدمية حيث فضل الفالسفة الذريني على الذين ظهروا‬ ‫ل ��ـ ع��ل��م ال��ن��ف��س‪ ،‬وك���ان ع���امل ل��غ��وي��ات م ��ت ��م��ي ��زاً‪.‬‬
‫فيما بعد كسق راط وأرسطو وتأثر بالفلسفة األبيقورية بشكل خاص‪ .‬على الرغم من ضعف‬ ‫ك��ت��ب ن���ص���وص���اً وك���ت���ب���اً ن��ق��دي��ة ح����ول امل���ب���ادئ‬
‫بصره وكونه األب��ن الوحيد ألم��ه األرم��ل��ة‪ ،‬إال أن��ه طُلب للخدمة العسكرية يف اجليش األمل ��اين‬ ‫األخ�ل�اق���ي���ة‪ ،‬وال��ن��ف��ع��ي��ة‪ ،‬وال��ف��ل��س��ف��ة امل��ع��اص��رة‪،‬‬
‫املتصف بالص رامة وهناك وقع عن صهوة حصانه مما دفع بقائد فرقته أن يعفيه من اخلدمة بعد‬ ‫املادية‪ ،‬املثالية األملانية‪ ،‬الرومانسية األملانية‪،‬‬
‫إصابته ولكن نيتشه ظل طول عمره متأث راً باحلياة العسكرية واألخالق اإلسبارطية اليت عرفها‬ ‫واحلداثة عُ موم اً بلغة أملانية بارعة‪ .‬يعد من بني‬
‫يف اجليش‪ .‬بدأ نيتشه كتاباته بكتاب مولد املأساة الذي يتحدث فيه عن األساطري اإلغريقية‬ ‫الفالسفة األك��ث��ر شيوعا وت����داوال ب�ين ال��ق��راء‪.‬‬
‫وارتباط احلضارة باملوسيقى حيث كان نيتشه قد تعرف على املوسيقار األملاين الشهري ريشارد‬ ‫كث ريا م ��ا تفهم أعماله خطأ على أهن��ا حامل‬
‫فاغنر ورأى فيه جتسيداً للعبقرية وعاش معه فرتة رافقه فيها يف رحالته ولكن سرعان ما انقلب‬ ‫أساسي ألفكار الرومانسية الفلسفية والعدمية‬
‫نيتشه ضده وكانت القطيعة بينهما هي الش رارة اليت أطلقت فكر نيتشه مثل العاصفة على‬ ‫ومعاداة السامية وحىت النازية لكنه يرفض هذه‬
‫القيم األوروبية إذ رأى يف املسيحية احنطاط اً وأن النمط األخالقي الصائب هو النمط االغريقي‬ ‫املقوالت بشدة ويقول بأنه ضد هذه اإلجتاهات‬
‫الذي كان ميجد القوة والفن ويستخف بالرقة والنعومة وطيبة القلب اليت رآها من صفات‬ ‫كلها‪ .‬يف جم��ال الفلسفة واألدب‪ ،‬يعد نيتشه‬
‫املسيحية‪.‬‬ ‫يف أغلب األحيان إهلام للمدارس الوجودية وما‬
‫الم نيتشه اجلامعات واملعاهد األملانية على نبذها لشوبنهاور وغريه من الفالسفة مما حدى هبم‬ ‫بعد احلداثة‪ .‬روج الفكار توهم كثريون أهنا مع‬
‫إىل نبذه هو اآلخر حيث رأوا فيه عامل اً لغوي اً ال غري‪ ،‬وإن كان كتابه املأساة القى بعض املديح‬ ‫التيار الالعقالين والعدمية‪ ،‬استخدمت بعض آرائه فيما بعد من قبل أيديولوجيي الفاشية‪.‬‬
‫مث أصيب نيتشه مبرض شديد وش��ارف على امل��وت حيث أوص��ى أخته «أن ال تدعو قسيس اً‬ ‫رفض نيتشه األفالطونية واملسيحية امليتافيزيقيا بشكل عام‪ ،‬ودعا إىل تبين قيم جديدة بعيداً‬
‫ليقول الرتهات على قربي أري��د أن أم��وت وثني اً شريف اً»‪ ،‬ولكنه بعد ذلك شفي وذه��ب إىل‬ ‫ع ��ن الكانتية واهليغيلية والفكر ال ��دي�ني والنهلستية‪ .‬سعى نيتشه إىل تبيان أخ ��ط ��ار القيم‬
‫جبال األلب ليتعاىف وهنالك كتب كتابه األشهر «هكذا تكلم زرادشت» الذي مزج شع راً‬ ‫السائدة عرب الكشف عن آليات عملها عرب التأريخ‪ ،‬ك ��األخ�لاق السائدة‪ ،‬والضمري‪ .‬يعد‬
‫قوي اً وحساس اً مع مبادئ فلسفية مبتكرة وواقعية ونداء إىل نظرة فلسفية جديدة حيث أعاد‬ ‫نيتشه أول من درس األخ�لاق د راس��ة تأرخيية مفصلة‪ .‬ق��دم نيتشه ت ��ص ��وراً مهم اً عن تشكل‬
‫النظر باملبادئ األخالقية الفلسفية ومل تعد بعده الفلسفة األخالقية كما كانت‪.‬‬ ‫الوعي والضمري‪ ،‬فضال عن إشكالية امل��وت‪ .‬ك ��ان نيتشه رافضا للتمييز العنصري ومعاداة‬
‫كتب نيتشه بعدها العديد من الكتب ولكنها كلها كانت تقريبا تعليقا على هذا الكتاب‬ ‫السامية واألديان والسيما املسيحية لكنه رفض أيضا املساواة بشكلها االش رتاكي أو اللي ربايل‬
‫ال ��ذي كان يعتربه أجنيله الشخصي ولكنه واج ��ه صعوبات كبرية يف نشره ومل يلقى الكتاب‬ ‫بصورة عامة‪.‬‬
‫ترحيب اً كب رياً يف أوساط اجلامعات األملانية املتمسكة باملثالية اهلغيلية‪.‬‬
‫كانت عالقة نيتشه بأخته قوية وكان حيبها حب اً كب رياً لذا تأمل كث رياً عندما تزوجت برجل ال‬ ‫حياته‬
‫حيبه وسافرت لتقيم يف مستعمرة اش رتاكية يف أوروج��واي‪ ،‬كما أنه وقع يف احلب عدة م رات‬ ‫ولد نيتشه عام ‪ 1844‬لقس بروتستانيت وكان العديد من أجداده من جهيت األب واألم ينتمون‬
‫لكنه فشل بسبب عينيه احلادتني ونظ راته املخيفة ب رأي الفتيات لذا اتسمت حياته بالكآبة‬ ‫للكنيسة‪ .‬مساه والده فريدريك ألنه ولد يف نفس اليوم الذي ولد فيه فريدريك الكبري ملك‬
‫حىت هنايتها‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫شخصيات ملحدة ‪...‬‬

‫شخصيات ملحدة ‪...‬‬


‫بعض أقواله‬ ‫ع��اىن نيتشه يف هناية حياته م ��ن م��رض عقلي حيث دخ��ل املصح العقلي لكن أم��ه العجوز‬
‫لقد مات اإلله وحنن الذين قتلناه‪.‬‬ ‫سارعت بإخ راجه ليعيش معها إىل أن تويف‪.‬‬
‫كل ما ال يقتلين‪ ,‬جيعلين أقوى‪.‬‬ ‫يعد فريدريك نيتشه من أهم فالسفة أوروب��ا على اإلط�لاق حيث تغذي أفكاره العديد من‬
‫قد يكون أنفع إجنازاتنا‪ ،‬يف جمال املعرفة‪ ،‬عزوفنا عن االعتقاد خبلود النفس‪.‬‬ ‫التيارات الفكرية‪44.‬‬
‫آه‪ ،‬كم تكره نفسي أن تُرغم آخر على اعتقاد أفكاري !‬
‫فريدريك فيلهيلم نيتشه‬

‫فريدريك فيلهيلم نيتشه‬


‫ال يهم املوجة أن تعرف كيف تحُ مل‪ ،‬وال إىل أين‪ .‬بل قد يكون من احلكمة أال تعرف‪.‬‬ ‫سيرته الفلسفية‬
‫أين هي أعظم خماطرك؟ ‪ -‬إهنا يف الشفقة‪.‬‬ ‫دخل نيتشه عامل الفلسفة عرب الفيلولوجيا كعامل لغوي وشاعر (وهي د راسة الكتب التارخيية‬
‫تعترب الشروحات الغامضة(أو التصوفية) عميقة‪ .‬ولكن احلقيقة أهنا ليست سطحية حىت!‬ ‫يف إطارها التارخيي الصحيح من دون ترمجة) ومكنته د راسته اجلامعية من حتصيل ثقافة كونية‬
‫املفكر‪ - .‬أن يكون مفك را‪ ،‬هو أن يكون قاد را على جعل األشياء ابسط مما هي عليه‪.‬‬ ‫شاملة‪ .‬ك��ان اهتمامه األويل ومهنته هي الكتب الفلسفية اليونانية القدمية‪ .‬وك��ان ال رافد‬
‫جولة سريعة يف مصح عقلي تثبت أن اإلميان ال يثبت شيئ اً‪.‬‬ ‫األساسي لكل ما سيقدمه يف التفكري الفلسفي هو الفكر اإلغريقي القدمي الذي كان بالنسبة‬
‫الرسالة زيارة غري معلنة‪ ،‬وساعي الربيد هو رسول املفاجآت الفظة‪ ،‬عليك أن ختصص ساعة‬ ‫إليه مقياس األشياء والذي رأى من خالله احنطاط عصره‪ .‬لقد كان نيتشه أقرب إىل أن يكون‬
‫يف األسبوع فقط الستالم الرسائل‪ ،‬وتستحم بعد ذلك‪.‬‬ ‫أخالقي اً من أن يكون فيلسوف اً باملعىن املعروف يف عصره إذ نظر لألخالق وحبث فيها ومل ينظر‬
‫زوج من العدسات القوية كفيلة بأن تشفي عاشق اً‪.‬‬ ‫للماهيات‪.‬‬
‫تستطيع امل��رأة أن تكون تصنع صداقة جيدة مع الرجل‪ ،‬لكن عليها أن تدعم هذه العالقة‬ ‫يعد كتاب «هكذا تكلم زرادشت» أهم كتب نيتشه‪ .‬يبدأ الكتاب بقصة زرادشت « نسبة‬
‫ببعض البغض لتحافظ عليها‪.‬‬ ‫إىل النيب الفارسي القدمي « الذي نزل من حم رابه يف اجلبل بعد سنوات من التأمل ليدعو الناس‬
‫أشعر أن علي أن أغسل يدي كلما سلمت على إنسان متدين‪.‬‬ ‫إىل اإلنسان األعلى وهي الرؤية املستقبلية لإلنسان املنحدر من اإلنسان احل ��ايل وهي رؤية‬
‫النساء‪ ...‬يرفعن ما هو مرتفع أكثر وأكثر‪ ...‬ويزدن ما هو منخفض اخنفاض اً‪.‬‬ ‫أخالقية وليست جسمانية حيث اإلنسان األعلى هو إنسان قوي التفكري واملبدأ واجلسم‪..‬‬
‫كل املصداقية وكل الضمري وكل أدلة احلقيقة تأيت من احلواس فقط‪.‬‬ ‫أنسان حمارب‪ ،‬ذكي‪ ،‬واألهم شجاع وخماطر‪ .‬يلتقي زرادشت بعدها بعجوز يصلي ويدعو اهلل‬
‫احلياة جدل بني الذوق والتذوق‪.‬‬ ‫فيستغرب ويقول‪« :‬أيعقل أن هذا الرجل العجوز مل يعلم أن اهلل مات وأن مجيع األهلة ماتت»‪.‬‬
‫كل العلوم خاضعة ملهمة أن حتضر البيئة املناسبة ملهمة الفيلسوف‪ ،‬ليحل مشكلة القيم‪،‬‬ ‫يواجه زرادشت يف البداية صعوبة يف جذب الناس إىل دعوته حيث يتلهون عنه مب راقبة رجل‬
‫ليحدد حقيقة ترتيب وتصنيف القيم البشرية‪.‬‬ ‫يلعب على حبل عايل لكن الرجل يقع فيأخده زرادش��ت بني يديه وخياطبه أنه يفضله عن‬
‫كل األشياء خاضعة للتأويل‪ ،‬وأيا كان التأويل فهو عمل القوة ال احلقيقة‪.‬‬ ‫اجلميع وحيبه ألنه عاش حياته خبطر ورجولة‪.‬‬
‫كل األفكار العظيمة ميكن فهمها أثناء املشي‪.‬‬ ‫وهكذا يتابع زرادشت رحلته ودعوته ليعرب عن أفكار نيتشه اليت وإن كانت عنصرية بنظر‬
‫« كل احلقائق بسيطة»‪ ،‬أليست هذه كذبة مضاعفة؟‬ ‫البعض إال أهنا واقعية ومبدعة وكاشفة عن طبيعة النفس البشرية‪ .‬يعد نيتشه من أعمدة‬
‫عندما حتدق يف جهنم عميق اً‪ ،‬فإن جهنم حتدق يف عمقك‪.‬‬ ‫النزعة الفردية األوروبية حيث أعطى أمهيه كبرية للفرد واعترب أن اجملتمع موجود ليخدم وينتج‬
‫أكثر األكاذيب شيوعا هي األكاذيب اليت نوجهها ألنفسنا‪ ...‬أن تكذب على اآلخر فهذه‬ ‫أف راداً مميزين وأبطاالً وعباقرة‪ ،‬ولكنه ميز بني الشعوب ومل يعطها األحقية أو املقدرة نفسها‬
‫حالة نادرة مقارنة بكذبنا على آنفسنا‪.‬‬ ‫حيث فضل الشعب األمل��اين على كل شعوب أوروب���ا واعترب أن الثقافة الفرنسية هي أرقى‬
‫نادرون أولئك الذين ال يتاجرون بأخطر اس رار أصدقائهم عندما يعجزون عن إجياد موضوع‬ ‫وأفضل الثقافات بينما يتمتع اإليطاليون باجلمال والعنف والروس باملقدرة واجلربوت وأحط‬
‫للمحادثة‪.‬‬ ‫الشعوب األوروبية ب رأيه هي اإلنكليز حيث أثارت الدميوق راطية اإلنكليزية واتساع احلريات‬
‫‪-‬هل يغريك أسلويب ولغيت؟‬ ‫الشخصية واالنفتاح األخالقي امشئ زازه واعتربها دالئل افتقار للبطولة‪.‬‬
‫ماذا‪.‬سوف تتبعين خطوة فخطوة؟‬
‫كن وفيا لك وحدك‪ ،‬كن أنت‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬
‫شخصيات ملحدة ‪...‬‬
‫هكذا تكون قد تبعتين‪ -‬وديعا! وديعا!‬
‫‪-‬الناس الذين يثقون بنا ثقة تامة يعتقدون أهنم بذلك حيق هلم أن حيوزوا على ثقتنا هبم‪ .‬هذا‬
‫تفكري غري سليم‪ .‬ألن اهلبات اليت نقدمها ال متنح أي حق‪.‬‬
‫املتوحد يلتهم نفسه يف العزلة ويف احلشود تلتهمه أعداد ال متناهية‪.‬‬
‫هناك شخص واحد مل يذق طعم الفشل يف حياته هو الرجل الذي يعيش بال هدف‬

‫فريدريك فيلهيلم نيتشه‬


‫إين أشتاق إىل الكائنات البشرية وأحبث عنهم‪ ,‬ولكنين دائما أجد نفسي فقط‪ ,‬مع أنين مل‬
‫أشتاق إىل نفسي‪ .‬مل يعد يأيت أحد إيل‪ ,‬ولقد ذهبت إليهم مجيعا ومل أجد أحدا‬
‫وق��د ق��ال خماطبا أخ ��ت ��ه‪ :‬إمن��ا إذا م ��ا م ��ت ي ��ا أخ ��ت ��اه ال جتعلي أح��د القساوسة يتلو علي بعض‬
‫الرتهات يف حلظة ال أستطيع فيها الدفاع عن نفسي‪( .‬ولكن مل تتحقق امنيته إذ تلى عليه‬
‫القساوسة يف ساعة دفنه)‬

‫مؤلفاته‬
‫بالرتتيب التارخيي‬
‫* من حيايت ‪1858‬‬
‫* عن املوسيقا ‪1858‬‬
‫* نابليون الثالث كرئيس ‪1862‬‬
‫* القدر والتاريخ ‪1862‬‬
‫* اإلرادة احلرة والقدر ‪1862‬‬
‫* هل يستطيع احلسود ان يكون سعيدا حقا ‪1863‬‬
‫* حيايت ‪1864‬‬
‫* الفلسفة يف العصر املأساوي االغريقي‬
‫* مولد ال رتاجيديا ‪1872‬‬
‫* هو ذا اإلنسان ‪1878‬‬
‫* املسافر وظله ‪1879‬‬
‫* الفجر ‪1881‬‬
‫* العلم املرح ‪1882‬‬
‫* هكذا تكلم زارادشت ‪1885-1883‬‬
‫* ما وراء اخلري والشر ‪1886‬‬
‫* قضية فاغنر ‪1888‬‬
‫* أفول األصنام ‪1888‬‬
‫* عدو املسيح ‪1888‬‬
‫* نيتشه مقابل فاغنر ‪1888‬‬
‫* إرادة القوة (جمموعة مالحظات قدمتها أخته‪ ،‬ال تعرب بالضرورة عن رأي نيتشه) ‪1901‬‬
‫* العلم اجلزل(أو املرح)‬

‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬
‫شخصيات ملحدة ‪...‬‬

‫شخصيات ملحدة ‪...‬‬


‫انك تطلب منه حينئذ ان يغري سلوكه ومنطقه وانفعاالته‪ .‬انك‪ ،‬اذا صليت هلل‪ ،‬فقد رشوته‬ ‫القصيمي‬
‫لتؤثر ىف اخالقه ليفعل لك طبق هواك‪ .‬فاملؤمنون العابدون قوم يريدون ان يؤثروا ىف ذات‬
‫اهلل‪ ،‬ان يصوغوا سلوكه‪.‬‬
‫• لقد خلق اهلل االنسان لكى يعبده ويطيعه‪ .‬ولكنه كان يعلم قبل أن يفعل ذلك انه‬
‫لن يعبده ولن يطيعه‪ .‬فهل كانت رغبته ىف عبادة االنسان له غري ناضجة‪ ،‬أم كانت خطته‬ ‫ولد القصيمي ببلدة صغرية مبنطقة القصيم بالسعودية‪ ،‬تركه والده وهو ىف ال رابعة من عمره ‪.‬‬
‫القصيمي‬

‫القصيمي‬
‫لتحقيق رغبته غري كافية؟‬ ‫نشأ ىف قريته ىف ظروف صعبة من الناحية االجتماعية واالقتصادية‪ .‬رحل اىل الرياض بعد زواج‬
‫• الناس ال يتحدثون عن االشياء كما هى‪ ،‬بل كما يريدوهنا‪.‬‬ ‫والدته وترىب عند اخوات والدته ىف سن العاشرة ليكون طالب على على يد شيوخ الرياض‪.‬‬
‫• ان الفضيلة هى أن يتوافق االنساان مع الطبيعة – ال أن يتجنبها أو خيافها أو يعجز‬ ‫وكان يرى هؤالء الشيوخ مثاال للعلظة واجلفاف والقسوة‪.‬‬
‫عنها أو حيرمها أو يعبدها‪ .‬الرذيلة ىف مجيع أساليبها‪ ،‬هى أن يصطدم االنسان بالطبيعة‪.‬‬ ‫وحني التقى بوالده بعد ذلك مل جيد اال الغلظة والقسوة فقد كان ابوه متدينا متعصبا بال‬
‫• أه��ل االدي���ان ي��ري��دون حت��وي ��ل ال ��ت ��اري ��خ كله اىل مبكى بعد ان ح��ول��وه اىل معبد‪ .‬لقد‬ ‫حدود‪.‬‬
‫ابتكروا خصاء ال��رج��ال ليفقدوهم ك ��ل طموح اىل احل��ري ��ة والتمرد واالس ��ت ��ق�لال واملقاومة‪،‬‬ ‫ك ��ان وال��ده ملتزم بالسلفية الوهابية وت��وىف عندما ك ��ان القصيمى ىف سن ال‪ . 22‬وش ��اءت‬
‫ليفقدوا حوافز اجملد والغضب للك رامة عند فقداهنم الرغبة اجلنسية‪.‬‬ ‫الظروف ان يذهب اىل الزبري ىف الع راق‪ .‬ولكن بعد بضعة اشهر رحل اىل اهلند طالبا العلم ىف‬
‫• ان صفات آهله االنسان موجودة ىف ذات االنسان‬ ‫احدى املدارس الشهرية بأهل احلديث « املدرسة الرمحانية» وامضى هناك عامني يدرس اصول‬
‫• الضغفاء أقرب اىل اآلخالق ؟ألهنم أعجزعن عصياهنا‪ ،‬وهم ايضا أبعد عن األخالق‬ ‫الشريعة والفقه واحلديث‪.‬‬
‫ألهنم اعجزعن حتقيقها وحتصيلها‬ ‫عاد بعدها اىل الع راق عام ‪ 1926‬ومت قبوله ىف مدرسة الكاظمية ببغداد اال ان صديقه بن راشد‬
‫• ان االنبياء مل يبعثوا اىل الناس وال��وح��ى مل ينزل عليهم ألهن��م افضل من الكائنات‬ ‫مل يتم قبوله فتخلى القصيمي عن الكاظمية من اجل صديقه وذهبا مها االثنان اىل االزهر‬
‫االخرى‪ ،‬بل ألهنم أج رأ وأقدر على االدعاء والكذب باسم الكائنات البعيدة الصامتة‪.‬‬ ‫بالقاهرة‪ .‬أخذ القصيمي ينهل من الكتب وامل راجع املوجودة مبكتبة االزهر‪.‬‬
‫• مل تكن اديان البشر وأفكارهم وآهلتهم تعب ريا عن خوفهم من الكون ومن حماولتهم‬ ‫فهذا االزه���رى السلفى ال��وه ��اىب باختصار ختلى عن كل ذل��ك ىف وق��ت ما ليقف ضد اآلهله‬
‫لتفسريها والتناسق معه‪ ،‬بل لقد كان تعب ريا عن خوفهم من أنفسهم ومن حماوالهتم لتفسريها‬ ‫واالديان‪.‬‬
‫والتناسق معها‪.‬‬ ‫وىف العام ‪ 1954‬اضطر ان يرتك القاهرة مطرودا ذاهبا اىل بريوت وعاد اىل القاهرة عام ‪1965‬‬
‫• ان اختالف الناس ىف اآلراء واملعقدات اليعىن اختالفهم ىف تفسريهم للكون‪ ،‬وامنا يعىن‬ ‫كتب كتابه «ايها العقل من رآك» ىف العام ‪ 1967‬والذى سوف نورد منه بعض مقوالته ىف‬
‫اختالفهم ىف تفسري انفسهم‪.‬‬ ‫هذا الكتاب‪.‬‬
‫• القوانني العلمية ليست س��وى قوانني كونية صيغت ىف كلمات – أى ان قوانني‬ ‫وىف التاسع من يناير ‪ 1996‬اسدل الستار على هذا الكاتب والفليسوف العظيم اثر اصابته‬
‫الكون ومنطقه قد حتولت اىل منطق انساىن‪.‬‬ ‫بالتهاب حاد ىف الرئة‪.‬‬
‫• ال ��ط ��اق ��ة النفسية ه��ى ال�تى تتحول اىل آهل��ه وش��ي��اط�ين‪ ،‬واىل معابد وم�ل�اه‪ ،‬واىل غناء‬ ‫هذه هى باختصار قصة حياة ال رائع عبد اهلل القصيمي‬
‫وصلوات‪.‬‬
‫• البطولة تصدر عن عقل متفوق آمن بأفكار متفوقة‪ ،‬وليس ىف الوجود كله قوة أقوى‬
‫من قوة الفكرة العظيمة‪.‬‬
‫العقل من رأك‬
‫• ليس الذى يصلى للشمس أو للوثن أو األحجار و احليوانات أعظم شركا من الذى‬
‫من كتاب ايها « العقل من رأك « سوف نقوم برحلة لعقل القصيمي من خالل بعض مقوالته‬
‫يصلى فكره واعتقاده ونظامه ألحد املوتى البعيدين عنا جدا‬
‫ىف هذا الكتاب‬
‫• أم راصنا وآالمنا النفسية حمتوم أن تتحول اىل قادة ودعاة وأنبياء‪.‬‬
‫• ان الدعاء والصالة هلل اهتام له‪ .‬انك‪ ،‬اذا دعوت اهلل‪ ،‬فقد طلبت منه ان يكون أو اليكون‪.‬‬
‫• األديان ال تنتصر اال ىف املعارك الىت تتجنبها‪ .‬فهى ال حتارب بالعقل وال حتارب العقل‪،‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬
‫شخصيات ملحدة ‪...‬‬

‫شخصيات ملحدة ‪...‬‬


‫أى ال تدخل مع العقل ىف معارك حرة – وهلذا ظلت منتصرة‪.‬‬
‫• ان السماء‪ ،‬لو ارسلت لنا كل انبيائها ينهوننا عن االميان وحيرمون علينا كل عبادة‪،‬‬
‫لعصينا كل االنبياء وبقينا نؤمن ونصلى ونتعبد‪ .‬فالعبادة استف راغ روحى‪ ،‬وعملية جنسية‬
‫تؤديها الروح حلساهبا‪ ،‬الحلساب اآلهله‬
‫• ان ال��ذى يصنع الشر‪ ،‬وهو عري حمتاج اليه ويستطيع ان اليفعله‪ ،‬شر جدا من الذى‬
‫القصيمي‬

‫القصيمي‬
‫يفعله وخو حمتاج اليه وعاجز ان ال يفعله‬
‫• كيف يعاقب االل��ه على فعل اشياء هو يفعلها – مع ان الناس يفعلوهنا بالشهوة‬
‫والضرورة‪ ،‬وهو يفعلها بال شهوة وال ضرورة‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬
‫نبضات بن باز ‪...‬‬

‫نبضات بن باز ‪...‬‬


‫?‬
‫نحن بحاجة ملساعدتكم‬
‫للضغط عىل الحكومة‬
‫الكويتية إلطالق رساح «بن‬
‫نبضات بن باز‬ ‫باز»‬
‫‪com/، https://www.facebook.com/I.Think.‬‬ ‫عبد العزيز محمد الباز‪ ،‬املعروف أيضا بإسم بنباز‪ ،‬ولد‬
‫‪Magazine‬‬ ‫ألبوين مرصيني سنة ‪ 1985‬يف الكويت‬
‫مساهم عىل االنرتنت باإذاعة امللحدين العرب‬ ‫حاصل عىل درجة البكالوريوس يف التجارة شعبة اللغة‬
‫اإلنجليزية‪ ،‬وعمل محاسبا لرشكة محلية يف الكويت تسمى‬
‫نحن بحاجة ملساعدتكم للضغط عىل الحكومة الكويتية‬ ‫مرايا الخليج حتى ألقي القبض عليه‪.‬‬
‫إلطالق رساح بنباز‬
‫ديسمرب ‪2012 ,31‬‬
‫وقعو عىل العريضة‪http://tinyurl.com/ :‬‬ ‫اعتقلت الرشطة الكويتية بنباز‪ ،‬تم إيقافه من مكان عمله‬
‫‪BenBazPetition‬‬ ‫وزج به يف السجن‪.‬‬
‫انضامم مجموعة ‪ FreeBenBaz‬يف الفيسبوك‪https:// :‬‬ ‫اتهم بارتكاب جنحة‪ :‬ازدراء الدين اإلسالمي وفقا ألحكام‬
‫‪/www.facebook.com/groups/FreeBenBaz‬‬ ‫املادة ‪ 111‬من قانون الجزاء الكويتي‬
‫تابع صفحة يف الفيسبوك املجتمع ‪FreeBenBaz: https://‬‬ ‫األدلة املقدمة ضده‪ ،‬مدونته‪:‬‬
‫‪www.facebook.com/Freebenbazpage‬‬ ‫وثائق رسمية أسفله‬
‫عىل التويرت ‪hastag: # FreeBenBaz‬‬
‫إذا كنت تستطيع تنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة‬ ‫فرباير ‪2013, 7‬‬
‫مدونة محمد عبد العزيز‬ ‫الكويتية أو القنصلية يف مدينتك إتصل بناو سوف نساعدك‪.‬‬ ‫أدين بارتكاب جنحة‪ :‬ازدراء الدين اإلسالمي وفقا ألحكام‬
‫لالنضامم إىل ‪ FreeBenBazProtest‬الصفحة يف الفيسبوك‪:‬‬ ‫املادة ‪ 111‬من قانون الجزاء الكويتي‪ .‬حكم عليه بالسجن‬
‫‪www.benbaz.info‬‬
‫‪http://tinyurl.com/BenBazProtest‬‬ ‫ملدة سنة واحدة يف السجن باإلضافة إىل العمل القرسي‪،‬‬
‫يرجى مساعدتنا بالفيديو والكتابة يف مدوناتكم الخاصة‬ ‫باإلضافة إىل غرامة مالية واإلبعاد من الكويت‪.‬‬
‫وعىل الفسبوك والتويرت‪ ،‬وكتابة املقاالت‪،‬و اإلتصال بوسائل‬ ‫نشاط بنباز قبل اعتقاله‬
‫صفحة الفيسبوك‬ ‫اإلعالم‬ ‫كتابة عىل مدونته‪http://www.benbaz.info :‬‬
‫‪www.tinyurl.com/Benbazfacebook‬‬ ‫لدينا رشيط فيديو عىل موقع يوتيوب يرجى مشاهدة و‬ ‫الكتابة عىل صفحته يف الفيسبوك‬
‫البت عىل الفايسبوك و التويرت ‪:‬‬
‫‪v://youtu.be/2B_n7wo4Ji4‬‬ ‫كاتب مساهم يف مجلة ‪( IThink‬مجلة إلحادية شهرية‬
‫باللغة العربية)‪http://i-think-magazine.blogspot. :‬‬
‫لتوقيع العريضة‬ ‫شكرا لكم!‬
‫‪www.tinyurl.com/BenBazPetition‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪13‬‬
‫ال سعادة بال سذاجة‪.‬‬
‫تلك النظرة الشمولية للكون‪ ،‬ما هي اّإل عقار مينحك شعوراً زائف اً بأن كل شيء على ما ي رام‪،‬‬
‫بينما تبقى األمور العالقة يف حياتك كما هي‪.‬‬
‫إهنا السوط الذي جتلد به نفسك وأنت تضحك حتت تأثري السموم العقلية‪.‬‬
‫«ابتسم‪ ،‬فكل شيء على ما ي رام‪ ...‬ال زالت الشمس تشرق كل يوم وال زالت العصافري تطري يف‬
‫السماء!»‬
‫لو أن البساطة والتفكري الساذج يباع يف زجاجات‪ ،‬ل رمبا ف ّك رت يف ش رائه ولعشت يف سعادة أبدية‪.‬‬

‫ابتهال حممود‬

‫‪16‬‬ ‫‪15‬‬
‫يف نقد املعجزات‬

‫يف نقد املعجزات‬


‫مسحت له الظروف اليت هو من وضعها)!!‬
‫مهمتان متناقضان يستحيل حتقيق احدامها بوجود االخر!! و اظن بأنه رغم تناقض هذان الطلبان‬ ‫يف نقد املعجزات‬
‫على املستوى االهلي اال انه منطقي جدا امام املستوى البشري الالهث دائما للسلطة و السيطرة‪!!.‬‬

‫بخصوص المعجزات‪..‬‬
‫لكي يكون الغباء على مستوى واحد مع «احسن القصص» جيب عليه ان ينحدر اىل مستوى‬ ‫بعض االفكار حتتاج لشدة تعقيد منطقها املركب إىل التوسع و تفسري املفسر و توضيح ال واضح‪،‬‬
‫املعج زات‪ ،‬اىل اقصى حد كتلك القصة ال�تي حدثت يف غابر الزمان و ال�تي تعترب والدة ثانية‬ ‫فليس باإلمكان عرضها بشكل خمتصر و سريع و هو ما يفقده هذا املوضوع الذي يعرض أسئلة‬
‫للكائنات احلية‪ ،‬حىت ان بطلها له اسم حركي (آدم الثاين)‪ ،‬و هو اول قبطان يف العامل باملناسبة‪،‬‬ ‫اكثر مما جيب‪.‬‬
‫اجهد نفسه ببناء سفينة ملهمة انقاذ و اجالء انسانية‪ ،‬و أبقى نفسه مستعدا بانتظار ساعة‬ ‫لذلك وجب التنويه!!‬
‫الصفر اليت اختريت بعناية فائقة تدل على دهاء هذا االله و «حكمته»‪ ،‬و رغم مشاغل اهلل يف‬ ‫***‬
‫اختيار حلظة االنتقام و خططه لتدمري االرض و من عليها مل يفته أن يذ ّك ـر قبطانه أن ينتشل‬
‫معه من كل الكائنات زوجني اثنني لضمان استم رار احلياة املتمثلة بعملية بيولوجية تسمى‬ ‫مقدمة‬
‫التكاثرمع امهال و تغاضي غريب لعملية بيولوجية اخرى ال تقل امهية عن العملية السابقة!!‬ ‫ال خيص املوضوع دين معني‪ ،‬فاالديان الثالثة مبا اهدت البشرية من فكر نيّ ـر تستحق ان نفرغ‬
‫هلا أنفسنا لنعرب هلا عن مدى امتناننا لوجودها يف حياتنا ملا حققته للبشرية من فضالت ( مجع‬
‫و هنا الفكرة ال رئيسية‪ ،‬فإذا ما سلمنا أم رنا بصحة تلك الرواية‪ ،‬إال أن تتابع االحداث فيها ال‬ ‫معروف )‪ ،‬فلم يعرف التاريخ فكر حقق كم من الك وارث كما حققته االديان بسهولة و يسر‪،‬‬
‫يساعد على جتاهل مسألة مهمة جدا يتناسى أمرهاوكأنه امر ثانوي يعاب إثارته او انه سطحي‬ ‫بفضل بعض االف راد كان وا مييلون اىل الع زلة و االنط وائية و إحياء الليل على وجه اخلصوص‪ ،‬النين‬
‫مبا فيه الكفاية لتجاهله مقارنة مع ضخامة العملية ككل!! هو موضوع إطعام تلك اجلموع‬ ‫ال اظن بأن مبدع هذا الفن انسان طبيعي اوال‪ ،‬وال اعتقد بأن ما سطرت أنامله من فكر و اخبار و‬
‫الغفرية‪.‬‬ ‫قصص قد رأت ضوء الشمس ثانيا‪ ،‬فالبد ان تكون قد ألفت يف ليل س واده مدهلم متاما كما هي‬
‫ف ��إذا متت عملية االخ�لاء للكائنات احلية بنجاح‪ ،‬فاحلياة نفسها سوف تنقرض مع حلظة رفع‬ ‫االفكار اليت حتتويها‪.‬‬
‫اشرعة السفينة لتسري يف عباب البحر مع وجود هذا الكم اهلائل من الكائنات اليت خلقها اهلل و‬
‫سلطها على بعضها البعض و جعل التنافس فيما بينها غريزة اساسية لالستم رار! حيث انه من‬ ‫وهنا نقطة تستحق التوقف عندها و هي أن الدين (أي دي��ن) ال��ذي يفرتض إله يدعو لعبادته‬
‫ال واضح بأن اهلل مهتم جدا المر الكائنات احلية و استم رارها و اال ملا كلف نفسه عناء إنقاذها!!‬ ‫تفرض عليه احلبكة االدبية و الدراماتيكية ان يتحدث بلغة رمسية واحدة رغم اختالف زمان و‬
‫هذا و منعا لالكثار من التناقضات يف هذه القصة لن نسأل عن اعداد الكائنات احلية اليت محلت‬ ‫مكان تأليفها‪ ،‬هي لغة الدم العالمة املميزة ملسرية الفرسان الثالثة‪ ،‬هذه النقطة تبدو مفهومة جدا‬
‫يف تلك السفينة!!‬ ‫يف سياقها التارخيي مع فكر ايدولوجي يريد أن يفرض نفسه كمحرك اساسي لل واقع‪ ،‬و مهمينا‬
‫و حيث انين شخصيا ال اتوقع من االسد ان يرى فريسته وال ينقض عليها‪ ،‬وال انتظر من الذئب‬ ‫لتشكيل هذا ال واقع بكل مكوناته بناء على هذه االفكار‪ ،‬و لكنه يصبح مزعج و مثري للغثيان عند‬
‫ان تدب فيه الرمحة امام تنوع وجبات الغذاء املوجودة يف قائمة الطعام امل رافقة له‪ ،‬اقرتح خمرجا‬ ‫نسبه اىل قوة اعلى تقدمه و تروجه تلك احلبكة على انه اخلري املطلق و الرمحة ال واسعة!!‬
‫لنجاح تلك العملية من بني التناقضات الهنا بالفعل جنحت من وجهة النظر الدينية‪ ،‬و الصيغة‬
‫الوحيدة لنجاحها هي بأن اهلل قام مبعجزة اخرى اكرب ع طّ ـل من خالهلا أسباب احتياج تلك‬ ‫من الناحية املوضوعية حاولت جاهدا أال استخدم كلمات تسيء اىل نفسها (مثل كلمة غباء و‬
‫الكائنات للغذاء والطاقة إىل أن تنجح عملية االنقاذ و ترسو السفينة على اليابسة‪ ،‬و تبدأ احلياة‬ ‫مشتقاهتا)‪ ،‬إال أنه من اجليد استخدام الكلمة يف مكاهنا الصحيح‪ ،‬و أعتقد بأن الغباء لو منح إرادة‬
‫من جديد لتتكاثر هذه احلي وانات و تصل اىل عدد معني و نسبة حددها اهلل بدقة ليعيد من جديد‬ ‫فلن يكون مبقدوره ان يصل اىل مستوى سذاجة و سطحية القصص اليت تنقلها لنا الكتب املقدسة‬
‫تفعيل غريزة االف رتاس الرحيمة و التنافس النبيل بني الكائنات احلية ليضمن عودة الت وازن البيئي‬ ‫«أعمال اهلل الكاملة»‪ ،‬اليت تتمحور مجيع تلك القصص حول فلك واحد ال خترج عنه الظاهر بأنه‬
‫اىل الطبيعة‪ ،‬و ايضا من جديد!!‬ ‫مهم بالنسبة هلذا االله‪ ،‬يطلبها من االنسان بكرم قل نظريه تتلخص بعبادته و اعمار االرض (إن‬

‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬
‫يف نقد املعجزات‬

‫يف نقد املعجزات‬


‫عليها!!‬ ‫هنا تنتهي القصة ليرتك لنا املؤلف حرية التخيل بعد ان قطع علينا متعة التعرف على االحداث‬
‫فعمليات االب ��ادة اليت يلحقها اهلل بالكافرين خترق شرط احليادية و العدل يف املنافسة على بين‬ ‫اليت ادت الستم رار احلياة بعد ان وطأت اليابسة‪ ،‬فاالسلوب القصصي الديين يتبع تقنية الفيديو‬
‫البشر اليت ذكرت يف مذكرة التفاهم بني اهلل والشيطان يف قصة اخللق!!‬ ‫كليب‪ ،‬فهو يعطي اللقطات املثرية فقط من احلادثة لكي تدرك اهلدف املطلوب ادراك��ه‪ ،‬بينما‬
‫فالشيطان مارس ق واعد اللعبة كما مت االتفاق عليها عند توقيع العقد متاما و هبذا قام اهلل بتدمري‬ ‫خالل االربعني يوم احبار الشيء مثري يذكره لك املؤلف لضئالة االوراق و احلرب‪.‬‬
‫انتصار خصمه و جناحه يف اغ واء البشر‪ ،‬ليحقق انتصار عن طريق االحتيال!! وهذا يذكرين مببدأ‬ ‫و لكن احلياة وفق هذا املخطط من املستحيل أن تكون كللت بالنجاح بدون تدخل اهلي مستمر‬
‫معروف ملن يلعب الورق يسمى «لعبين و رحبين»‪.‬‬ ‫على مدار الساعة‪ ،‬فاهلل مل يعطل فقط احلاجة اىل الغذاء بل عطل ايضا املوت!! و ليس هذا فقط بل‬
‫انه عطل املوت و عطل اسباب االحتياج اىل الغذاء و اطلق عملية التكاثر بنفس الوقت مبت واليات‬
‫و هنا تبدأ االمور تتضارب فعال و أسألة تبدأ وال تنتهي‪ ،‬فال تستطيع معرفة رغبة هذا االله مباذا‬ ‫هندسية حىت تعود النسب الصحيحة كما كانت سابقا و قرر افنائها مع حق االحتفاظ بزوجني‬
‫تتمثل على وجه التحديد ؟؟ هل يريد أن يعبد و ترفع إليه الصل وات و االدعية؟؟ هل يريد ان‬ ‫اثنني!‬
‫خيترب تأثري االرادة على البشر و نتائج استخدامهم هلا؟؟ هل لديه مشروع إعماري مـا ال يتحقق‬
‫اال بنوعية معينة من البشر ؟؟ هل يريد حتقيق النصر يف املبارزة بينه و بني الشيطان ؟؟‬ ‫حسنا هل هناك اغىب من هذه الطريقة لالنتقام من الكافرين ؟؟ فالقصة مثرية للسخرية لدرجة‬
‫أنك قد تظن من شدة تعقيدها بأن الكافرون هم من حمُِ ل وا مع نوح يف السفينة وليس املؤمنون!!‬
‫مهما كانت االجابة على تلك االسألة‪ ،‬إال أن معجزة كاملعجزة السابقة سوف تناقض مجيع‬ ‫و املشقة اليت ناهلا املؤمنون يف سبيل إبادة الكافر جتعلك تشفق عليهم و حتسد الكافر على حظه‬
‫االجابات احملتملة!! حاول و اجب عن احد االسألة السابقة و قارهنا باملعجزة‪ ،‬لن ترى سوى‬ ‫السعيد يف ابادته؟؟ حيث اهنم مقابل االميان باهلل اصابتهم مجيع ان واع املصائب من دمار و مشقة‬
‫التناقض و ذلك بسبب أن مؤلفو سرية اهلل ختيل وا كائن مطلق القدرة ال يقف يف وجهه شيء من‬ ‫و غ ربة و دوار حبر‪ ،‬فلم تنته متابعهم حىت حلظة رسو السفينة بشكل متقن و حكيم على انسب‬
‫الصعوبات اليت ت واجههم يف حياهتم اليومية‪ ،‬فقام وا بروئيتهم البدائية للقدرة املطلقة باملبالغة‬ ‫ميناء ممكن ان خيتاره كابنت «حكيم»‪ ،‬ذلك الرسو العجيب املتقن على قمة جبل و ال ��ذي مل‬
‫بكم املعج زات اليت قام هبا اهلل لرتسيخ هذا املعىن بالذات (القدرة املطلقة)‪ ،‬و ما كان وا يريدون‬ ‫يكتشفه احد ليكون احد املعج زات العلمية لالديان الثالثة معا‪ ،‬اال ان ما لقووه املؤمنون من مشقة‬
‫حتقيقه لالله منعوه عنه مببالغتهم هذه و عندما فاهتم ان ي ربط وا سبب املعجزة بالنتيجة ‪..‬‬ ‫هتون امام كسبهم فريضة احلج بطوفاهنم حول الكعبة !!‬
‫لتفع ل مفهوم‬
‫حيث كانت النتائج دائما مغايرة للسبب اليت اتت من اجله املعجزة‪ ،‬ومل تكن ّ‬
‫وجود اهلل يف اذهان االمم اليت تصفها الكتب املقدسة بأهنا كافرة‪ ،‬و على ذلك تتالت املعج زات‬ ‫مث أمل يعلم هذا االل��ه و هو من يكره املبذرون بأن هناك طرق أوف��ر يف التعامل مع ه��ؤالء الذين‬
‫و مل تبق سوى معجزة واحدة مل يستخدمها اهلل و هي الرتجي لالميان به‪.‬‬ ‫ضاق هبم ذرعا؟؟ أليس من االسهل ان يقوم بإفنائهم و اراحة نفسه من هذه السلسلة املتتالية من‬
‫املعج زات و اليت كل معجزة منها حتتاج اىل معجزة تدعمها لتحقيق حلمه البنيوي على االرض‬
‫‪ -‬و لكن ملاذا يعج التاريخ بعرب و م واعظ و معج زات باجلملة مل تستطع ان تقنع الكفار بالعدول‬ ‫الذي قام اآلن بتدمريه؟؟‬
‫«املتعم ـد» على اهلل ؟؟‬
‫ّ‬ ‫عن ت واطئهم‬ ‫و إن كان هذا االله مييل بطبعه اىل اهلدوء و الطمأنينة ملاذا يكلف نفسه خبلق يزعجه وجودهم و‬
‫من مث يتكبد عناء إبادهتم؟؟ بل اكثر من ذلك ‪« ،‬ماذا أراد اهلل هبذا مثال»؟ أي ما هو الشيء الذي‬
‫الهنم يف حقيقة االمر مل يروا فيما يسمى معجزة شيء يضطرهم أن خيروا هلا سجدا!! فجميع‬ ‫اراد اهلل اثباته هبذه املعجزة ؟؟ حيث انه «مخسة عشر رجال مات وا من اجل صندوق» على اثبات‬
‫اج زائها مركبة بطريقة توحي بأهنا طبيعية جدا‪ .‬هل هناك اكثر من معجزة خروج ناقة من الصخر‬ ‫ال شيء!! الن قدرته كانت ستثبت ايضا لو استخدم اسلوبا اقل كلفة‪ ،‬ويف كال احلالتني ستصلنا‬
‫جيب ان تصيب مجيع من شاهدها بداء االميان‪ ،‬إال ان ما حدث للناقة شيء يدعو للحزن‪ ،‬فالناقة‬ ‫أخبار قدرته كرواية تتناقل عرب االجيال الميكن اثباهتا ناهيك عن امكانية دحضها! فما هي‬
‫اليت خرجت من مادة صلبة كانت متلك نفس اخلصائص البيولوجية ألي ناقة اخرى‪ ،‬حيث اهنم‬ ‫الرسالة املهمة اليت اراد االله ان خياطب هبا اهل االرض من وراء تلك «املعجزة» و مل نستطع حننا‬
‫لشدة االميان هبا كمعجزة‪ ...‬نعم عقروها !!‬ ‫بعقولنا احملدودة ان نفهمها؟؟‬
‫مث هناك امر آخر مبنتهى االمهية ال يُذكر ابدا و كأنه ال ميت لالديان بصلة ومل حيدث ابدا‪ ،‬رغم انه‬
‫و تاريخ املعج زات يشهد على ذلك و يؤيد هذا الطرح فال ربط بني سبب حدوث املعجزة و بني‬ ‫الصيغة ال رئيسية و االولية ومسبب مجيع تلك الروايات اليت بنت الكتب املقدسة مجيع ش رائعها‬
‫‪20‬‬ ‫‪19‬‬
‫يف نقد املعجزات‬

‫يف نقد املعجزات‬


‫فاملعجزة اليت تثبت القدرة املطلقة‪ ،‬هي ت رتيب حدث من اهلل بدون توجيهه هلذا احلدث لكي‬ ‫النتائج املرجوة منها‪.‬‬
‫حي��دث‪ ،‬و امن��ا ح��دث عن طريق تفاعل اح���داث الزمن و ال ��ظ��روف ال�تي ولّ��ـ��دت ذل��ك احل��دث!!‬ ‫فإذا كان هناك داعي قوي إضطر بسببه اهلل ان يرسل وحيده و فلذة كبده إىل االرض خبرق ق وانني‬
‫(واضحة وبسيطة و مفهومة)‪.‬‬ ‫ال حصر هلا‪ ،‬اال ان النتيجة تدهشك!!‬
‫فاهلل ارسل وحيده بنفس اخلط وات الذي يأيت هبا أي طفل آخر‪ ،‬بنفس فرتة الوضع الطبيعية ألي‬
‫مبعىن‪ ،‬إن املعجزة هي أال يكون هناك توجيه من قبل اله مطلق القدرة و اال النتفت عنه هذه‬ ‫والدة اخرى ( يقال بأن احملروس ابن ستة)‪ ،‬و بنفس احتياج الطفل لالهتمام و الرعاية‪.‬‬
‫القدرة متمثلة بالعلم املسبق!! فلو كان علمه مسبق ملا لزم االمر اىل معجزة‪ ،‬ناهيك عن تدخل‬ ‫الغريب يف االمر بأن الكفار رؤوا يف هذه احلادثة بأهنا عملية زىن (يا لطيف!!) لعدم توفر الطرف‬
‫سريع و معج زات متتالية تدعم احداها االخرى تأيت لسد الثغ رات!!‬ ‫االخر للعملية حاليا؟؟‬
‫كيف حدث هذا!! (الكتب املقدسة تتعجب)‪ ،‬و هم (الكفار) مل يروا اهلل ينـزل من عليائه لينفخ‬
‫‪ -‬و لكن وفق هذا التحليل من املمكن طرح استفسار آخر عن كيفية التعرف اىل اهلل بدون‬ ‫روحه يف اطهر نساء االرض‪ ،‬و مل يروا يف الطفل املعجزة اي عالمات (بالهة مثال) تدل على هذه‬
‫معج زات تدل عليه ؟؟ فتفاعل أحداث الزمن وحدها ليست كافية لتدل على وجوده؟؟‬ ‫املعجزة ؟؟ و ليس هذا فقط بل عليهم ان ينتظروا ثالثني عاما لتكشف هلم احلقيقة بأن هذا‬
‫و هذا ايضا سؤوال مشروع و منطقي جدا‪ ،‬فإذا ما استخدمنا املنطق الديين جمددا‪ ،‬تكون معرفة‬ ‫الطفل الذي اعتقد سابقا ظلما و عدوانا بأن ال أب له‪ ،‬هو من نسل اهلل و لديه رسالة منه فريجى‬
‫اهلل م رتبطة فعليا باملعجزة‪ ،‬ولكن مجيع املعج زات مل تكن حتقق النتيجة املرجوة منها بإظهار إله‬ ‫االستماع اليه و اتباعه مع ترقيته ليصبح ملكا عليهم‪ ،‬فقط ال غري!‬
‫مطلق‪ ،‬بل الصورة كانت العكس متاما‪ ،‬فظهوره املبطن حيتاج اىل من يفسر معج زاته و هذا ما‬
‫قامت به االديان خبلق مفهوم االميان الغييب لرتقع املنطق االديب الذي صورت به االله!!‬ ‫يف احلقيقة ليس غريبا بأهنم صلبووه!!‬
‫بل إن اضافة القرآن هلذه القصة اتت لتزيد الطينة بلة‪ ،‬فالطفل الذي و لد للتو تكلم يف املهد‬
‫يعرف عن نفسه و لكن بدون ان يظهر بشكل مباشر‬ ‫و هذا املنطق يصيب بدوار‪ ،‬فاهلل يريد ان ّ‬ ‫ليدافع عن شرف والدته‪ ،‬و ب ينّ هلم (باملشرحمي) بأنه نيب!! و النتيجة كانت حامسة االن‪ ،‬فاهلل‬
‫حىت ال ينتفى مفهوم االميان الغييب‪ ،‬فريسل رسل تعرف عنه و معجزة تدل عليه ؟؟ و لكن هذه‬ ‫اصبح على قناعة تامة بأنه ال شيء ينفع مع هؤالء الكفار‪ ،‬لذلك قرر قبل اعت زاله الفن أال يكلف‬
‫املعجزة سوف تكون اثبات لشخصية االله‪ ،‬فظهوره من عدمه س واء و بذلك يبطل مفهوم االميان‬ ‫نفسه و يستهلك من طاقته فاالحداث باتت متوقعة «وما منعنا أن نرسل بااليات إال أن كذب هبا‬
‫الغييب الذي يفضله اهلل!! و هنا نقع يف حلقة مفرغة من االسئلة اجلدلية!!‬ ‫االولون»‪ ،‬لن يؤمن وا به ولو بالطبل البلدي ‪.‬‬
‫إشكالية املعج زات‪...‬‬
‫هل يريد االله ان نؤمن بوجوده؟ نعم‪ ،‬فلماذا ال يظهر لنا يعرفنا عن نفسه ؟؟ النه يريد ان تؤمن‬
‫به «اميان غييب»‪ ،‬ملاذا اذن يرسل رسل و يؤيدهم مبعج زات تدل عليه؟ حىت تؤمن بوجوده‪ ،‬فلماذا‬ ‫‪ -‬ولكن رغم ذلك اال ان تلك املعج زات من ال واضح اهنا اعطت مثارها‪ ،‬فاالديان الثالثة اليت حدثتنا‬
‫ال يظهر لنا يعرفنا عن نفسه ؟؟ إىل ماال هناية‪...‬‬ ‫عن معج زاهتا جنحت يف الوصول و االستم رار ؟؟‬

‫يف النهاية هذا الطرح حماولة نقدية انتقائية للمنطق املعتمد يف ادبيات الكتب املقدسة ليس دعوة‬ ‫نعم‪ ..‬و هذا استفسار منطقي‪ ،‬و لكن يوجد يف املقابل استفسار منطقي آخر‪ ،‬هل وصلت تلك‬
‫العادة التفكري يف صحة االديان‪ ،‬بل العادة التفكري يف وجود اله بالشكل الذي تريده االديان ان‬ ‫االديان حبيث تستطيع ان تثبت وجود االله و صحة رساالته‪.‬‬
‫يكون‪ ،‬منيع على الفهم صعب املنال ال ميكن ادراك��ه‪ ،‬فليساحمنا ان مل نقبل له تلك الصورة‬
‫املشوهة اليت رمستها له تلك الرساالت اليت من شدة معرفتها به اطلعت على اس رار له من املفروض‬ ‫منطقيا يستحيل أن يوجد ه ��ذا االل��ه مع هكذا رس��االت ال�تي نسبت له تلك القصص و تلك‬
‫أال يعرفها إال زوجاته!!‬ ‫االفعال‪ ،‬النه إن كان حسب املنطق الديين أن يقوم اهلل مبعج زات لتأييد دينه و اثبات قدرته املطلقة‪،‬‬
‫فالعكس يكون صحيح متاما لتثبت له هذه القدرة! فمطلق القدرة ال حيتاج اىل معج زات تساعده‬
‫على اثبات قدرته!!‬

‫‪22‬‬ ‫‪21‬‬
‫أسطورة الضلع األعوج‬

‫أسطورة الضلع األعوج‬


‫أسطورة الضلع األعوج‬

‫حسب الباحثني يف علم االساطري ( امليثولوجيا ) ومنهم سيد حممود القمين نق الً عن املالحم‬
‫السومرية و البابلية‪ ..‬يقول عن اصل اسطورة الضلع االعوج الذي خلقت منه حواء‪ ..‬باهنا‬
‫جاءت من أساطري دملون القدمية البحرين حاليا‪ ..‬و حتكي األسطورة مبا خيص هذا االمر‪ ..‬ان‬
‫اآلهلة األم الكربى ( ماما ممهور ساج ) اجنبت اإلله ( جي ) ‪ ..‬وهو اول سكان االرض اختلط‬
‫فيه اجلنس البشري مع الوهية االم‪ ..‬وقد حرمت اآلهلة االم على ابنها ان يأكل مثرة الشجرة‬
‫احملرمة‪ ..‬اال انه طغى و استكرب و خالف امرها وأكل من الشجرة احملرمة فأصابه مرض شديد‬
‫يف احدى أضالعه!!! ومن هنا اسرعت االم اآلهلة و خلقت له انثى مهمتها عالج ضلع إبنها‬
‫املعوج وكان امسها ( آن يت ) ‪ ..‬ومن هذا االسم جاء مسمى أنثى‪ ..‬إذاً االصل يف االسطورة‬
‫التوراتية وهي سومرية دملونية اجلذور ‪ ،‬االصل ان الذكر هو من اكل الثمرة احملرمة و ليست‬
‫االنثى ( ح��واء ) من قامت ب ��اغ��واءه على ذل��ك‪ ..‬و مل تكن ضلع اً أعوج اً من ضلوع الذكر‬
‫‪ ،‬امن��ا هي من قامت بعالج الضلع …ولكن مع سيطرة الذكر يف ما بعد و انتهاء زم ��ن و‬
‫العهد االمومي‪ ..‬نقلت لنا الكتب الدينية ابتداءاً من التوراة بأن امل رأة ليست اال ضلع اعوج‬
‫من ضلوع آدم‪ !!! ..‬وه��ذا ي ��أيت من ضمن التحوالت الرهيبة ال�تي ط��رأت على احل ��ض ��ارات و‬
‫اجملتمعات بسيطرة العقلية الذكورية و باخلصوص ثقافة ( القحط ) على ثقافة ( العدن ) اي‬
‫االستق رار… و اآلباء االسطوريني عدنان و قحطان ‪ ،‬يبدوا اهنم ليسوا اال تعب رياً عن الص راع‬
‫القدمي بني القحط و العدن ‪ ،‬اي بني الفالح املستقر و بني البدوي الغري مستقر ‪..‬‬

‫حممد مسيح ‪..‬‬

‫‪26‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬
‫وعيك هو وعي البشر َّية‬

‫وعيك هو وعي البشر َّية‬


‫أجزاء خمتلفة من العامل‪ ،‬نُربىَّ بطُُرق شىت‪ ،‬نكون‬ ‫ألمر جي ٌد‬
‫واآلن‪ ،‬هل األمر على هذا النحو؟ إنه ٌ‬
‫ميسوري احلال أو مدقعي الفقر –‪ ،‬حني تنظر‬ ‫أمر جي ٌد جدًّا أن‬ ‫جدًّا‪ ،‬كما تعلمون‪ ،‬أن نشك‪ٌ ،‬‬ ‫وعيك هو وعي البشر َّية‬
‫خلف القناع جت��دك مثل باقي البشر‪ :‬عصابيًّا‪،‬‬ ‫نتصف ب��ذه��ن ي��ش ِّ��ك��ك‪ ،‬ال يقبل‪ ،‬ذه��ن يقول‪:‬‬
‫موجوعا‪ ،‬تعاين الوحشة والقنوط‪ ،‬تؤمن بوهم ما‪،‬‬
‫ً‬ ‫مل يعد بإمكاننا أن ن��واص��ل احل��ي��اة ه��ك��ذا‪ ،‬على‬ ‫ج‪ .‬كريشنامورتي‬
‫ذهبت إىل الشرق أو‬
‫إىل آخر ما هنالك‪ .‬وسواء َ‬ ‫هذا النحو الوحشي‪ ،‬العنيف‪ .‬ومنه‪ ،‬فإن للشك‪،‬‬
‫���دت األم��ر على ه��ذا النحو‪ .‬قد‬
‫إىل ال��غ��رب وج َ‬ ‫للتشكيك أمهية خارقة‪ ،‬ال االكتفاء بتقبُّل أسلوب‬
‫تستحب التفكري بأنك كلِّي‬
‫ُّ‬ ‫ال تستحبُّه‪ ،‬بل قد‬ ‫��ام��ا‪ ،‬أو‬
‫احل��ي��اة ال���ذي اتَّبعناه رمب��ا ط���وال ث�لاث�ين ع ً‬ ‫ه���ذا ال ي��ع�ني أن��ن��ا ن���وع م��ن ال��ك��ائ��ن��ات اهل�لام��ي��ة‪،‬‬ ‫األزمة ليست اقتصادية – احلرب‪ ،‬القنبلة‪ ،‬رجال‬
‫رصدا‬
‫حر‪ ،‬فرد‪ .‬لكنك حني ترصد ً‬ ‫االستقاللية‪ٌّ ،‬‬ ‫أسلوب احلياة ال��ذي اتَّبعه اإلنسا ُن ط��وال مليون‬ ‫لكن‪ ،‬فعليًّا‪ ،‬هل حنن أفراد؟ يقول العامل أمجع‪،‬‬ ‫و ْ‬ ‫السياسة‪ ،‬العلماء –‪ ،‬األزمة فينا‪ ،‬األزمة يف وعينا‪.‬‬
‫عمي ًقا للغاية جتد أنك بقية البشرية‪.‬‬ ‫نشكك يف واقعية الفردية‪.‬‬ ‫سنة‪ .‬وإذن‪ ،‬فنحن ِّ‬ ‫حد س��واء‪ ،‬بأننا أفراد‬ ‫دينيًّا وبطُُرق أخ��رى على ٍّ‬ ‫فهما عمي ًقا جدًّا طبيعة ذاك الوعي‪،‬‬ ‫فإىل أن نفهم ً‬
‫ال��وع��ي يعين ال��ت��ي ُّ��ق��ظ‪ ،‬امل��ع��رف��ة‪ ،‬اإلدراك‪ ،‬ال��رص��د‪.‬‬ ‫اعتبارا من ذلك املفهوم‪ ،‬ورمب��ا من‬ ‫ِّ‬
‫منفصلون‪ .‬و ً‬ ‫فنشكك ونغوص عمي ًقا فيه ونكتشف بأنفسنا‬
‫وحم��ت��وى ال��وع��ي ه��و م��ع��ت��ق��دك‪ ،‬ل َّ��ذت��ك‪ ،‬خ�برت��ك‪،‬‬ ‫كل واحد منَّا أن ينجز‪،‬‬ ‫ذلك الوهم‪ ،‬إذ حياول ُّ‬ ‫إ ْن ك��ان باملستطاع إح���داث ط��ف��رة كلِّية يف ذاك‬
‫املعرفة املعيَّنة اليت مجعتَها‪ ،‬سواء من خالل اخلربة‬ ‫أن يصري شيئًا‪ ،‬فإنه ينافس اآلخر‪ ،‬يقاتله‪ .‬ومنه‪،‬‬ ‫الوعي‪ ،‬سيواصل العامل اختالق املزيد من البؤس‪،‬‬
‫اخلارجية أو من خالل خماوفك‪ ،‬تعلُّقاتك‪ ،‬أملك‪،‬‬ ‫حتما‬
‫بد لنا ً‬ ‫إذا بقينا على أسلوب احلياة ذاك ال َّ‬ ‫املزيد من البلبلة‪ ،‬املزيد من الرعب‪ .‬ومنه‪ ،‬ليست‬
‫عذاب الوحشة‪ ،‬األسى‪ ،‬البحث عن شيء أكثر‬ ‫م��ن ال��ت��ش��بُّ��ث ب��ال��ق��وم��ي��ات‪ ،‬ب��ال�� َق��بَ��ل��ي��ة‪ ،‬ب��احل��رب‪.‬‬ ‫نوعا ما من العمل الغريي‪ ،‬السياسي‬ ‫مسؤوليتنا ً‬
‫جمرد الوجود اجلسماين – ذاك كلُّه هو وعي‬ ‫من َّ‬ ‫حيرضها‪،‬‬ ‫فلماذا نتمسك بالقومية وباهلوى الذي ِّ‬ ‫أو االقتصادي‪ ،‬بل اإلحاطة بطبيعة كياننا‪ :‬ملاذا‬
‫امل��رء وما حيتويه‪ .‬ق��وام الوعي هو حمتواه‪ .‬من غري‬ ‫كل هذه األمهية‬ ‫وهو ما حيدث اآلن؟ ملاذا نضفي َّ‬ ‫صرنا هكذا‪ ،‬حنن البشر الذين مافتئنا نعيش على‬
‫حمتوى‪ ،‬ينعدم الوعي كما نعرفه‪ .‬ذاك الوعي –‬ ‫أساسا؟ ملاذا؟‬‫اخلارقة على القومية‪ ،‬وهي �قَبَلية ً‬ ‫هذه األرض اجلميلة البديعة‪.‬‬
‫معقد للغاية‪ ،‬متناقض‪ ،‬يتصف حبيوية خارقة‬ ‫وهو َّ‬ ‫��وع��ا من‬
‫متسكنا بالقبيلة‪ ،‬باجلماعة‪ ،‬ن ً‬ ‫أألن يف ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ف������إذا ك��ن��ت��م م���س���ت���ع ِّ���دي���ن‪ ،‬إذا ك���ان���ت امل��س��ؤول��ي��ة‬
‫–‪ ،‬هل هو وعيك أنت؟ هل الفكر فكرك؟ أم أنه‬ ‫األمان؟ – ال األمان املادي‪ ،‬بل األمان النفسي‪،‬‬ ‫معا‪ ،‬طبيعة وعينا‪،‬‬ ‫مسؤوليتكم‪ ،‬بوسعنا أن ندرك‪ً ،‬‬
‫ال يوجد سوى التفكري‪ ،‬وهو ليس من الشرق وال‬ ‫اإلحساس الباطن باالكتفاء‪ ،‬باالمتالء‪ .‬إذا كان‬ ‫طبيعة كياننا‪ .‬هذه ليست حماضرة‪ ،‬لكننا حناول‬
‫من الغرب؟ يوجد التفكري وحسب‪ ،‬تشرتك فيه‬ ‫أيضا‬
‫األمر على هذا النحو فإن القبيلة األخرى ً‬ ‫معا‪ ،‬غري منفصلني – أن نرصد‬ ‫– أنتم واملتكلِّم ً‬
‫حد سواء‪.‬‬ ‫البشريةُ مجعاء‪ ،‬أغنياؤها وفقراؤها على ٍّ‬ ‫��اس��ا مم��اث�لاً؛ وم��ن��ه ينجم االن��ق��س��ام‪،‬‬ ‫���س إح��س ً‬ ‫حت ُّ‬ ‫حركة هذا الوعي وعالقته بالعامل‪ ،‬سواء كان ذاك‬
‫فالتقنيون‪ ،‬مب��ق��درهت��م اخل��ارق��ة‪ ،‬أو ال��ره��ب��ان الذين‬ ‫تنجم احلرب‪ ،‬النزاع‪.‬‬ ‫الوعي فرديًّا‪ ،‬منفصالً‪ ،‬أو كان ذاك الوعي وعي‬
‫ويكرسون أنفسهم لفكرة ما‪،‬‬ ‫ينسحبون من العامل ِّ‬ ‫إذا رأى امل��رءُ حقيقةَ ه��ذا فعليًّا‪ ،‬ال نظريًّا‪ ،‬وإذا‬ ‫النوع البشري بأسره‪ .‬منذ الطفولة‪ ،‬نُربىَّ على أن‬
‫مازالوا يفكرون‪.‬‬ ‫شاء أن يعيش على هذه األرض – وهي أرضنا‬ ‫ن��ك��ون أف����ر ًادا‪ ،‬ذوي ن��ف��وس منفصلة – إذا اتفق‬
‫فهل تشرتك البشرية مجعاء يف هذا الوعي؟ أينما‬ ‫مجيعا‪ ،‬ال أرضك أنت أو أرضي أنا‪ ،‬ال األرض‬ ‫ً‬ ‫لكم أن تؤمنوا مبثل هذا النوع من األفكار‪ .‬لقد‬
‫ذه��ب امل���رء‪ ،‬ت���راه يشهد ال��ش��ق��اء‪ ،‬األمل‪ ،‬القلق‪،‬‬ ‫األمريكية أو الروسية أو اهلندوسية –‪ ،‬إذ ذاك‬ ‫طت على التفكري كفرد‪َّ .‬‬
‫فألن‬ ‫يت‪ ،‬أُش ِر َّ‬ ‫بت‪ُ ،‬ربِّ َ‬ ‫ُد ِّر َ‬
‫الوحشة‪ ،‬اجلنون‪ ،‬اخلوف‪ ،‬إحلاح الرغبة‪ .‬هذا كلُّه‬ ‫ليس هناك من قومية على اإلطالق‪ ،‬بل الوجود‬ ‫لنا أمساء منفصلة‪ ،‬هيئات منفصلة – سمُْر‪ُ ،‬ش ْقر‪،‬‬
‫مشرتك بني اجلميع؛ إنه األرضية اليت يقف عليها‬ ‫اإلنساين فحسب‪ .‬إهن��ا حياة واح��دة – ليست‬ ‫ط��وال‪ ،‬قِصار‪ ،‬بيض‪ ،‬سود‪ ،‬إىل آخره –‪ ،‬وألننا‬
‫كل إنسان‪ .‬وعيك أنت هو وعي البشرية‪ ،‬بقية‬ ‫ُّ‬ ‫حياتك أنت أو حيايت أنا‪ ،‬بل احلياة يف كلِّيتها‪.‬‬ ‫خنتص مبيول وخربات بعينها‪ ،‬ترانا نظن أننا أفراد‬
‫البشر‪ .‬إذا فهم املرءُ طبيعةَ هذا األمر – أنك بقية‬ ‫لكن ه��ذه ال��ف��ردي��ة امل��وروث��ة م��ا انفكت األدي���ان‬ ‫سنشكك يف هذه الفكرة‬ ‫ِّ‬ ‫منفصلون‪ .‬لكننا اآلن‬
‫النوع البشري‪ ،‬مع أن أمساءنا خمتلفة‪ ،‬نعيش يف‬ ‫حد سواء‪.‬‬ ‫تُدميُها‪ ،‬يف الشرق ويف الغرب على ٍّ‬ ‫بالذات‪ :‬هل حنن أفراد؟‬
‫‪26‬‬ ‫‪25‬‬
‫موقف ألبري كامو من الالعنف‬

‫موقف ألبري كامو من الالعنف‬


‫مذاهب‬
‫َ‬ ‫من القرن العشرين هو أن البشر ابتنوا‬ ‫يف كتابات كامو‪ ،‬هذا إ ْن مل يسامهوا يف تفاقمها‪.‬‬
‫لتربير القتل‪ .‬إن��ه “زم��ن اإليديولوجيات”[‪.]9‬‬ ‫واحل��ق أن اطِّالعهم على امل��وض��وع مل يكن ُّ‬
‫يقل‬ ‫موقف ألبري كامو من الالعنف‬
‫فمنذ سنة ‪ 1948‬نراه يؤكد‪“ :‬املصيبة هي أننا‬ ‫إهباما عن اطِّ�لاع كامو‪ .‬إذ إنه لواقع فاضح أن‬
‫ً‬
‫يف زم��ن اإليديولوجيات‪ ،‬ال بل اإليديولوجيات‬ ‫جتاهلهم لسرية‬
‫عمدا على ُ‬‫املثقفني الفرنسيني ظلوا ً‬ ‫جان‪-‬ماري مولِّر‬
‫التوتاليتارية‪ ”.‬ويف اخلطبة نفسها‪ ،‬ك��ان يتكلَّم‬ ‫گاندهي‪.‬‬
‫ع��ل��ى “إي��دي��ول��وج��ي��ات ال��ف َّ��ع��ال��ي��ة”[‪ ،]10‬وكلُّها‬
‫ي َّ��دع��ي ت�برئ��ة ال��ق��ت��ل‪ .‬إهن���ا إي��دي��ول��وج��ي��ات عنف‪،‬‬ ‫نزع الشرعية عن القتل‬
‫إيديولوجيات قتل‪ ،‬إيديولوجيات قاتلة‪ .‬مذ ذاك‬ ‫“م���ن ه��و اإلن��س��ان امل��ت��م ِّ��رد؟ هو‬
‫ي��ت��س��اءل ك��ام��و‪َ :‬‬
‫ف��إن املسألة اجلوهرية ال�تي تنطرح على اإلنسان‬ ‫���ض‪ ،‬فهو ال‬ ‫إن��س��ان يقول “ال”‪ .‬لكنه‪ ،‬وإ ْن َرفَ َ‬
‫يفر م��ن ال��ت��اري��خ‪ ،‬إمن��ا ال يريد‬ ‫ال��ذي ال يريد أن َّ‬ ‫أيضا إنسان يقول “نعم”‪ ،‬منذ أوىل‬ ‫يزهد‪ :‬إنه ً‬
‫يتنكر لعقله‪ ،‬هي أن يتساءل إن كان‬ ‫أيضا أن َّ‬ ‫ً‬ ‫حركاته‪ ]...[ .‬فما مضمون هذه الـ”ال”؟”[‪]3‬‬
‫يربر القتل‪“ :‬لن نعرف‬ ‫من الشرعية يف شيء أن ِّ‬ ‫ه��ذه ال���ـ”ال” ت��ري��د التعبري ع��ن “ال��رف��ض القاطع‬
‫حيق لنا أن نقتل هذا‬ ‫شيئًا مادمنا ال نعرف إ ْنكان ُّ‬ ‫��دخ��ل �يُ َ��ع ُّ��د ال ي��ط��اق”[‪ ]4‬وع��ن “ال��ن��ف��ور من‬
‫ل��ت ُّ‬
‫اآلخر أمامنا أو أن نوافق على قتله‪ ]...[ .‬فالقتل‬ ‫الدخيل”[‪“ .]5‬التدخل” هو اقتحام العنف حياةَ‬
‫هو املسألة [التشديد من عند الكاتب]‪]11[”.‬‬ ‫البشر‪ ،‬و”الدخيل” هو الذي يتحمل مسؤولية‬
‫لذا فإن كالًّ منَّا ُم َلزم أن “يتخذ موق ًفا حامسًا من‬ ‫معا‪ ،‬رفض‬ ‫ٍ‬ ‫تراه قد تبنىَّ عمقيًّا التأكيدات اجلوهرية لفلسفة‬ ‫��أم�لات ألبري كامو‬ ‫تَ��� ِرُد فكرةُ الالعنف م���ر ًارا يف ت ُّ‬
‫التمرد‪ ،‬يف آن ً‬ ‫ه��ذا العنف‪ .‬ب��ذا ف��إن ُّ‬
‫القتل”[‪“ .]12‬إن احلرية القصوى‪ ،‬حرية القتل‪،‬‬ ‫الالعنف‪ .‬لكنه فعل ذلك من حيث ال يدري‪ ،‬إذا‬ ‫كثريا‬
‫التمرد سلبيًّا‪،‬‬
‫وتأكيد‪ ،‬استنكار وإثبات‪“ :‬يبدو ُّ‬ ‫يف القتل‪ .‬وم��ن الالفت للنظر أن خصومه ً‬
‫ليست متوافقة مع أسباب ال��ت��م ُّ��رد‪ ]13[”.‬فما‬ ‫مبا أنه ال خيلق شيئًا‪ ،‬لكنه إجيايب إجيابيةً عميقةً مبا‬ ‫يتصور الالعنف قط‪ ،‬كما مل‬ ‫جاز القول‪ .‬فهو مل َّ‬ ‫م��ا أخ���ذوا عليه ه��روبَ��ه إىل مثالية ال�لاع��ن��ف‪ ،‬يف‬
‫يتمرد على املوت ال يستطيع‬ ‫املتمرد َّ‬
‫ظل اإلنسا ُن ِّ‬ ‫َّ‬ ‫الدفاع‬ ‫عما يستوجب‬ ‫أنه يكشف‪ ،‬يف اإلنسان‪َّ ،‬‬ ‫يشكل الالعنف هيكليةً لتفكريه؛ ويف احلاصل‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫َّعه قط‪ .‬ففي سنة ‪ ،1961‬جاءت‬ ‫حني أنه مل يد ِ‬
‫َ‬
‫التمرد هي‬
‫يتمرد على القتل‪“ :‬إن عاقبة ُّ‬ ‫إال أن َّ‬ ‫املتمرد‬
‫دوم������ا‪ ]6[”.‬فحىت ي��ك��ون اإلن��س��ان ِّ‬ ‫مل ي��ك��ن ل��دي��ه ع���ن ال�لاع��ن��ف غ�ي�ر إدراك مبهم‬ ‫املقدمة اليت َع َق َدها جان‪-‬پول سارتر على كتاب‬
‫عنه ً‬
‫التمرد‪ ،‬من حيث‬ ‫رفض منح القتل شرعيَّته مبا أن ُّ‬ ‫منسجما مع نفسه‪ ،‬وثابتًا على انسجامه هذا‪،‬‬ ‫ومعرفة سطحية‪ ،‬إذ ك��ان يفتقر إىل الوساطات‬ ‫دفاعا عن عنف‬ ‫معذبو األرض[‪ً ]1‬‬ ‫فرانتز فانون َّ‬
‫ً‬
‫مبدؤه‪ ،‬هو احتجاج على امل��وت‪ ]14[”.‬فحىت‬ ‫الفكرية الضرورية العتناق مبدأ الالعنف‪ .‬أكان‬ ‫ص َد عرب ُّ‬
‫هتكمه الالذع‬
‫كل نيل من كرامة اإلنسان اآلخر‪:‬‬ ‫عليه أن يرفض َّ‬ ‫املستعمرة‪ ،‬وفيها قَ َ‬
‫َ‬ ‫الشعوب‬
‫ي��ك��ون اإلن��س��ان امل��س��ؤول م��تَّ��س�� ًق��ا م��ع م��ب��ادئ��ه ال‬ ‫“أن��ا أمت َّ���رد‪ ،‬إذن حنن م��وج��ودون‪ ]7[”.‬فهو‪ ،‬إذ‬ ‫من املمكن له‪ ،‬رمبا‪ ،‬أن جيد هذه الوساطات يف‬ ‫أن يصارح “الالعنفيني” برأيه فيهم‪“ :‬ما أشد‬
‫يستطيع أن يناضل ضد امل��وت دون أن يصارع‬ ‫��ل حقد‪ ،‬ال يستطيع‬ ‫يتغلب على ك ِّ��ل ضغينة وك ِّ‬ ‫فكر گاندهي وس�يرت��ه؟ لئن ك��ان‪ ،‬يف مناسبات‬ ‫سذاجة الالعنفيني‪ :‬ال ضحايا وال جالدون! لنكن‬
‫القتل‪.‬‬ ‫بديًا له تقديره‪ ،‬تَراه مل‬ ‫حمرر اهلند‪ ،‬م ِ‬ ‫ِجدِّيني!” التلميح إىل كامو واضح‪ ،‬واإلشارة إىل‬
‫الشر‬
‫ألي كان أال يشقى من جراء ِّ‬ ‫إال أن يتمنىَّ ٍّ‬ ‫ُ‬ ‫عدة‪ ،‬يذكر ِّ َ‬
‫“التمرد‪ ،‬من حيث مبدؤه‪ ،‬يتقيَّد‬ ‫ُّ‬ ‫الذي يتكبَّده‪:‬‬ ‫يقرتب منه مب��ا يكفي ك��ي يعرفه ويفهمه‪ .‬فمن‬ ‫نصه ال��ذي بعنوان ال ضحايا وال ج�لادون ُّ‬
‫تدل‬ ‫ِّ‬
‫تضاد العنف والالعنف‬
‫ُّ‬ ‫برفض الذل‪ ،‬دون استجالبه على اآلخ��ر‪]8[”.‬‬ ‫ال��ب�ِّي�نِّ أن “ال�لاع��ن��ف امل��ط��ل��ق” ال����ذي ط��ع��ن يف‬ ‫داللةً واضحةً أنه املقصود قبل غريه‪.‬‬
‫وج���د ك��ام��و ن��ف��س��ه م��رغ ً��م��ا ع��ل��ى االع��ت��راف ب��أن‬ ‫تأمر األخالق باحرتام إنسانية اإلنسان اآلخر دون‬ ‫صحته مل يكن العنف گاندهي‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫حني تكلَّم كامو على الالعنف فعل ذل��ك أوالً‬
‫املتمرد‪ ،‬إذ يشتبك مع عنف التاريخ‪،‬‬ ‫اإلنسان ِّ‬ ‫انتظار املعاملة باملثل؛ فالعالقة مع اآلخر ليست‬ ‫ي���ب���دو يل أن م���ا س��أمسِّ��ي��ه ن���ظ���رة ك���ام���و امل��ل��ت��ب��س��ة‬ ‫طعنًا يف صحة “الالعنف امل��ط��ل��ق”[‪ .]2‬ولعلَّه‬
‫قد يضطر‪ ،‬على الرغم منه وحتت إكراه الضرورة‪،‬‬ ‫حدسا جوهريًّا من‬ ‫تناظرية‪ .‬ويف هذا يعتنق كامو ً‬ ‫��س��ري��ه‪ .‬ففي‬ ‫إىل ال�لاع��ن��ف مل يستوقف ن��ظ َ��ر م��ف ِّ‬ ‫يف ذل��ك مل يكن خمطئًا ألن ه��ذا املفهوم يفتقر‬
‫إىل امل��واف��ق��ة ع��ل��ى ال��ق��ت��ل ل��ئ�لا ي��ك��ون ض��ال ً��ع��ا يف‬ ‫حدوس الالعنف‪.‬‬ ‫خيصصوها له‬ ‫امللحوظات املوجزة اليت اتفق هلم أن ِّ‬ ‫أي َسداد‪ .‬غري أنه‪ ،‬عرب عدد من حدوسه –‬ ‫إىل ِّ‬
‫��ل ح���ال‪ ،‬إذا مل يكن يستطيع‬ ‫القتل‪“ :‬ع��ل��ى ك ِّ‬ ‫يشدِّد كامو على أن ما مييِّز واقع النصف األول‬ ‫عموما يف استمرار اللبس حول الالعنف‬ ‫سامهوا ً‬ ‫وباألخص رفضه مجلةً لعمليات َش ْر َعنَة القتل –‪،‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪27‬‬
‫موقف ألبري كامو من الالعنف‬
‫العنف‬
‫ُ‬ ‫��دم��ر‬
‫سلبًا – للعبودية ولعنفها‪ ،‬فيما ي ِّ‬ ‫االمتناع بتاتًا عن القتل‪ ،‬مباشرة أو على حن ٍو‬ ‫َ‬ ‫دوما‬
‫ً‬
‫الوجود الذي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫غري مباشر‪ ،‬فهو يستطيع أن يُعمل حمَ يَّتَه وشغ َفه‬
‫املَُم َنهج – إجيابًا – اجلماعةَ احليَّةَ و َ‬
‫نستمدُّه منها‪ .‬فعلى هذين املفهومني‪ ،‬كي يكونا‬ ‫يف التقليل من حظوظ القتل من حوله‪]15[”.‬‬
‫قطعا‬
‫بد ً‬ ‫خصبني‪ ،‬أن جيدا حدودمها‪ ]19[”.‬ال َّ‬ ‫تضاد‬
‫تناقضا يتمثل يف ٍّ‬ ‫عليه أن جيابه على الدوام ً‬
‫م��ن اس��ت��ب��ق��اء م��ف��ه��وم “احل�����د”‪ ،‬إمن���ا ه��ل ت��ص ُّ��ور‬ ‫ي��ب��دو يف ال��ظ��اه��ر م��ت��ع��ذر احل���ل‪“ :‬ال��ت��ع��ارض بني‬
‫“الالعنف املطلق” ت��ص ُّ��وٌر وجيه؟ إن��ه ال ميكن‬ ‫ال��ع��ن��ف وال�لاع��ن��ف”‪“ .‬ت��ف�ترض ال��ق��ي��م��ةُ امل ِ‬
‫��وج��ب��ةُ‬
‫أن يعين هنا إال “الرفض املطلق” للعنف‪ ،‬ومثل‬ ‫التمرد األوىل التخلِّ َي عن العنف‬ ‫احملتواةُ يف حركة ُّ‬
‫هذا التعريف بالالعنف‪ ،‬السليب سلبيةً مطلقةً‪،‬‬ ‫املبدئي‪]16[”.‬‬
‫بأي وجاهة؛ فهو ال يأخذ يف‬ ‫ال جيوز أن يتمتع ِّ‬ ‫يشكك تشكي ًكا مطل ًقا يف املسلَّمة‬ ‫لكن كامو ال ِّ‬
‫حسبانه طروحات الالعنف بتاتًا‪ .‬ويف احلاصل‪،‬‬ ‫ال�تي تقتضي الفعاليةُ يف التاريخ مبوجبها املوافقةَ‬
‫يتصف ه��ذا املفهوم “لالعنف املطلق” بعدم‬ ‫��رد أن ي��ف��رض اح�ت�ر َام‬ ‫على ال��ع��ن��ف‪ .‬ف���إذا أراد ال��ف ُ‬
‫نفعا وال يفيد‬ ‫الفاعلية وبالعقم؛ إن��ه ال جي��دي ً‬ ‫اهل���وي���ة اإلن��س��ان��ي��ة يف ال��ت��اري��خ ف�ل�ا ب َّ���د ل���ه م���ن أن‬
‫التفكَر يف العنف يف شيء‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ي��ن��خ��رط‪ ،‬ع��ل��ى ال��رغ��م م��ن��ه‪“ ،‬يف ع��م��ل ي��ف�ترض‪،‬‬
‫التمرد ال��ذي يعيِّنه كامو قد �يَُع ُّد‬ ‫تصور ُّ‬ ‫غري أن ُّ‬ ‫لكي ينجح [التشديد من عند الكاتب]‪ ،‬صفاقةَ‬
‫أس��س مبدأ الالعنف‪ .‬إذ إن “ال”‬ ‫واح ً���دا من ُ‬ ‫املتمرد‪ ،‬إذن‪،‬‬ ‫العنف‪ ]17[”.‬ال مناص لإلنسان ِّ‬
‫ال�ل�اع���ن���ف ه���ي ب���ال���دق���ة “ال” مت ُّ����ردي����ة‪ .‬ف��ال��ذي‬ ‫كلما اقتضت الضرورة ذلك‪ ،‬أن يوافق على القتل‬
‫يعقد ال��ع��زم ع��ل��ى ال�لاع��ن��ف إن��س��ان م��ت��م ِّ��رد أم��ام‬ ‫يتذرع‬
‫حني تنعدم اخليارات األخرى‪ ،‬وذلك لئال َّ‬
‫وي�ب�رح ب��ه بانتهاك‬ ‫العنف ال���ذي ي ِ‬
‫����ذ ُّل اإلن��س��ا َن ِّ‬ ‫بالسكوت والقعود عن العمل املتَّصفني إذ ذاك‬
‫ُ‬
‫ك��رام��ة إنسانيَّته‪ .‬العنف‪ ،‬حبسب ع��ب��ارة كامو‪،‬‬ ‫باجلُنب‪ .‬ويلحظ كامو أ ْن “وحدها‪ ،‬يف عامل اليوم‪،‬‬
‫�يُ َ��ع ُّ��د “ت��دخ�لاً” ال يطاق‪ ،‬والعنيف “دخيل”‬ ‫تربر الالعنف”[‪.]18‬‬ ‫فلسفة لألبدية ميكن هلا أن ِّ‬
‫يستوجب التحييد‪ .‬ب��ذا ف��إن َم��ن يأخذ باخليار‬ ‫إن إميان املؤمن يبيح له أن يستجري باهلل لينتصر‬
‫الالعنفي هو إنسان يقول “ال”‪ .‬وهو‪ ،‬كذلك‪،‬‬ ‫للعدل؛ لكن ع��دالً يتحقق فيما بعد التاريخ لن‬
‫إنسان يقول “نعم”‪ ،‬منذ أوىل حركاته‪ .‬وهو‪،‬‬ ‫ي��رض��ي اإلن���س���ا َن امل��ت��م ِّ��رد ألن���ه ال ي��ق��در أن ي��ف ِّ��رج‬
‫إذ ي��ق��ول “ال” للعنف ال���ذي يغتصب احل��ي��اة‪،‬‬ ‫قطعا على‬ ‫يصح هذا ً‬ ‫عن املقهور هنا واآلن‪ .‬قد ُّ‬
‫أيضا “نعم” للحياة‪ .‬إنه يؤكد أنه ميكن‬ ‫يقول ً‬ ‫بعض امل��ؤم��ن�ين‪ ،‬لكن التعميم هنا م��ن قبيل قلَّة‬
‫كالتمرد‪،‬‬
‫للحياة أن تكون ذات معىن‪ .‬الالعنف‪ُّ ،‬‬ ‫قطعا‬
‫التبصر‪ .‬ف��اإلمي��ان يستطيع – وجي��ب عليه ً‬ ‫ُّ‬
‫انتفاضة للضمري ال��ذي يرفض أن يرتضي القتل‬ ‫– أن يضطلع ال��ي��وم بفريضة ال��ن��ض��ال يف سبيل‬
‫فيحامي ع��ن احل��ي��اة‪ .‬على العكس بالضبط مما‬ ‫حق فهمه‪،‬‬ ‫مفهوما َّ‬
‫ً‬ ‫العدالة‪ .‬والواقع أن الالعنف‪،‬‬
‫أبعد ما يكون عن‬ ‫يزعم كامو‪ ،‬ف��إن الالعنف‪َ ،‬‬ ‫ال حاجة له البتة إىل فلسفة لألبدية ترب ًيرا لذاته؛‬
‫ال�ترافُ��ع ع��ن االستنكاف‪ ،‬يقتضي العمل‪ .‬سوء‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫إذ إنه يقتضي العمل يف التاريخ ويتيحه ً‬
‫الفهم هنا هائل‪ ،‬ومل يتمكن كامو قط من التغلب‬ ‫التضاد بني‬‫ِّ‬ ‫ويذهب كامو إىل املزيد من تصليب‬
‫��ام��ا‪ .‬ف��اإلن��س��ان امل��ت��م ِّ��رد‪ ،‬يف واق���ع األم��ر‪،‬‬
‫عليه مت ً‬ ‫“يؤسس الالعنف املطلق –‬ ‫الالعنف والعنف‪ِّ :‬‬
‫‪29‬‬
‫موقف ألبري كامو من الالعنف‬

‫موقف ألبري كامو من الالعنف‬


‫عدم التضحية باحلاضر يف سبيل املستقبل‬ ‫يؤكد كامو‪“ :‬من جانيب‪ ،‬أظنين شبه متأكد من‬ ‫ل��ي��س خم����يَّ ً���را ب�ين ال��ق��ع��ود ع��ن ال��ع��م��ل وب�ي�ن العمل‬
‫يلح يف التشديد على أن إيديولوجيات العنف والقتل ت��ص ِّ��رف فعل ال��رج��اء يف صيغة‬‫ال يفتأ كامو ُّ‬ ‫أبدا ممَّن‬‫بعد ً‬‫أنين اخرتت‪ ]...[ .‬لن أكون من ُ‬ ‫العنفي‪ ،‬بل هو خميرَّ بني القعود عن العمل وبني‬
‫التسويف‪:‬‬ ‫يرتضون القتل‪ ،‬أيًّ��ا ك��ان��وا‪ ]23[”.‬ك��ان هاجس‬ ‫العمل العنفي وبني العمل الالعنفي‪ .‬فمادام كامو‬
‫جمال القتل التارخيي وترتكه يف الوقت ذاته من غري‬ ‫توسع [املادية املعاصرة]‪ ،‬بوصفها خادمةَ التاريخ‪َ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫القتل‪ ،‬متنازالً‬‫يتعود َ‬ ‫كامو ومهُّ��ه ال��دائ��م هو أال َّ‬ ‫ال يأخذ باحلسبان وسائل العمل الالعنفي فإن‬
‫تربير‪ ،‬إال يف املستقبل الذي يقتضي اإلميان‪ ]...[ .‬ال مناص من االنتظار‪ ،‬ويف هذه األثناء‪ ،‬ال يفتأ‬ ‫بذلك عن قوة سخطه – ويف هذا اهلاجس عظمة‬ ‫جسيما‬ ‫تفكره يف العنف والالعنف يعاين فقدانًا‬ ‫ُّ‬
‫ً‬
‫الربيء ميوت‪.‬‬ ‫ألبري كامو وشرفه ونبله‪ .‬مل يَ َس ْعه إال أن يعاين‪ ،‬يف‬ ‫تضاد أكيد‪ ،‬لكنه‬ ‫يف التوازن‪ .‬بني األول والثاين ٌّ‬
‫فالتمرد‬
‫فتصرف فعل الرجاء يف صيغة املضارع‪ُّ :‬‬
‫التمرد ِّ‬
‫أما فلسفة ُّ‬ ‫كل مكان من حوله‪ ،‬أن العادة قتلت السخط‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ليس التضاد الذي صاغه كامو وقدَّمه‪.‬‬
‫يوزع‬
‫[…] مينح دون إبطاء قوَة حبِّه ويرفض الظلم دون إمهال‪ .‬حسبه شرفًا أنه ال حيسب شيئًا وأنه ِّ‬ ‫واملدهش ليس هذا االنتباه االستحواذي الذي‬ ‫املتمرد أن يصوغ فلسفة‪،‬‬ ‫لو كان بإمكان اإلنسان ِّ‬
‫كل شيء على احلياة احلاضرة وعلى إخوته األحياء‪ .‬وهو هبذا يغدق َكَرَمه على البشر املقبلني‪ .‬الكرم‬ ‫َّ‬ ‫يوليه كامو للقتل؛ املدهش هو ه��ذه الالمباالة‬ ‫يؤكد كامو‪“ ،‬لكانت فلسفة حدود”[‪ .]20‬إن‬
‫كل شيء للحاضر [التشديد من عند الكاتب]‪]26[.‬‬ ‫احلقيقي جتاه املستقبل هو إعطاء ِّ‬ ‫بالقتل ال�ت�ي ت��س��ود ع��ل��ى ه���ذا ال��ع��دد ال��غ��ف�ير من‬ ‫سكوت كامو عن العمل الالعنفي حيُول بينه وبني‬
‫األذهان‪.‬‬ ‫التساؤل عن حدوده – وهي‪ ،‬إىل ذلك‪ ،‬حدود‬
‫البحث عن وسائل كريمة‬ ‫الالعنف شكليًّا‬
‫َ‬ ‫واملفارقة أن كامو‪ ،‬على دحضه‬ ‫يتفكر إال يف احلدود‬ ‫واقعية فعالً –‪ .‬فهو هنا ال َّ‬
‫يعي كامو أن الواقعية يف العمل السياسي ترغم على طرح مسألة الوسائل‪“ :‬املكر والعنف والتضحية‬ ‫وع��ل��ى تأكيده استحالتَه‪ ،‬ع��اد واعتنق التأكيد‬ ‫املتمرد أن يضعها على‬ ‫ال�تي جيب على اإلنسان ِّ‬
‫العمياء بالبشر – منذ ق��رون وه��ذه الوسائل تربهن على قدرهتا‪ ،‬وه��ذه الرباهني م��ري��رة‪ ]27[”.‬إذ إن‬ ‫اجلوهري لفلسفة الالعنف‪ .‬إذ إن من خصوصية‬ ‫��س��داد‪.‬‬
‫تفكره يف منتهى ال َّ‬ ‫عنفه‪ ،‬وإذ ذاك‪ ،‬ف��إن ُّ‬
‫بأي سرعة‬‫لتحل حملَّها‪“ :‬حنن نعلم ِّ‬
‫وسائل العنف ال تفسد أنبل الغايات وحسب‪ ،‬بل متحوها وتأيت َّ‬ ‫هذه الفلسفة بالفعل أن تنظر إىل العنف بوصفه‬ ‫متاما أن الشرط األول لفرض حدود‬ ‫يدرك كامو ً‬
‫العنف لذاته‪ ،‬فيصري آلة عمياء للدمار واهلدم‬ ‫ب‬ ‫دوم��ا غري شرعي‪ ،‬حىت عندما يبدو ض��روريًّ��ا يف‬ ‫على العنف ه��و ع��دم َش ْ��ر َع��نَ��ت��ه أب ً���دا‪“ :‬إذا اتفق‬
‫ُ‬ ‫تلتبس الوسائل بالغايات‪ ]28[”.‬عند ذاك‪ ،‬يُطلَ ُ‬ ‫ً‬
‫كل شيء يف سبيل حتقيق سعادة‬ ‫واالكتساح واملوت‪ .‬لذا فإن كامو ممَّن يفكرون بأنه ال جيوز استعمال ِّ‬ ‫خدمة قضية عادلة‪ .‬الضرورة ال تساوي الشرعية‪.‬‬ ‫له‪ ،‬حبُكم ال��ض��رورة‪ ،‬أن يشارك يف جرمية التاريخ‬
‫البشر‪“ :‬ينبغي خدمة كرامة اإلنسان بوسائل كرمية وسط تاريخ ليس كذلك‪ ]29[”.‬ويف احلاصل‪ ،‬يف‬ ‫َش ْ��ر َع��نَ��ة ال��ع��ن��ف حت��ت غ��ط��اء ال���ض���رورة ه��و جعل‬ ‫حيق له أن يُ َش ْر ِعنَها‪ ]21[”.‬إن كون العنف‬ ‫فال ُّ‬
‫يقرر أن يطبِّقها‪ ،‬وليس على الغاية اليت تفلت‬ ‫سيدا إال على الوسائل اليت ِّ‬
‫وقت العمل‪ ،‬ليس اإلنسان ً‬ ‫لكل‬
‫قطعا‪ ،‬وه��ي أص�لاً َش ْ��ر َع��نَ��ةٌ ِّ‬ ‫العنف ض��روريًّ��ا ً‬ ‫ضروريًّا ال جيعله من ثمََّ شرعيًّا‪.‬‬
‫يربر الغاية؟ عن هذا السؤال‬‫تربر الوسيلة؟ ذاك ممكن‪ .‬ولكن َمن ِّ‬ ‫دوما‪ .‬ويتساءل كامو‪“ :‬الغاية ِّ‬
‫منه ً‬
‫���از للمستقبل يف ض����رورة‬ ‫ع��ن��ف ُم��� ْق���بِ���ل واح���ت���ج ٌ‬ ‫م����ن اجل����وه����ري أن ي���ت���ذك���ر َم�����ن ي��ق��ت��ل أن�����ه ع��ل��ى‬
‫التمرد‪ :‬الوسائل‪ ]30[”.‬الغاية‪ ،‬يف واقع األمر‪ ،‬ال‬ ‫الذي يبقيه الفكر التارخيي غري مبتوت فيه جييب ُّ‬ ‫���دود‬
‫��ال حم ٌ‬ ‫ال��ع��ن��ف‪ .‬ف��ح�تى ع��ن��دم��ا ي��ب��دو اس��ت��ع��م ٌ‬ ‫“ت��ن��اقُ��ض”‪“ :‬إذ إن��ن��ا نعيش ب��ال��ض��ب��ط يف ع��ا ٍمل‬
‫تربر الوسيلة؛ فال يكفي أن تكون الغاية عادلة حىت تكون الوسائل عادلة هي األخرى‪ .‬فالواقع يبينِّ أن‬ ‫ِّ‬ ‫ومتناسب للعنف ضروريًّا تظل فريضةُ الالعنف‬ ‫ٌ‬ ‫��ش ْ��ر َع��ن‪ ،‬وجي��ب علينا أن نغيرِّ ما به‬ ‫العنف فيه ُم َ‬
‫ُ‬
‫متاما هو الذي حيصل‪ :‬الوسائل غري العادلة جتعل الغايةَ العادلةَ غري عادلة‪ .‬لذا ينبغي للوسائل‬ ‫باقية‪ :‬ض��رورة العنف ال تلغي فريضة الالعنف‪.‬‬ ‫إذا كنَّا ال نريده‪ .‬إمنا يبدو أنه ليس بالوسع تغيري‬
‫العكس ً‬
‫أن تتوافق مع الغاية وتنسجم معها‪.‬‬ ‫املتمرد يتحاشى بناء مذهب‬ ‫ب��ذا ف��إن اإلن��س��ان ِّ‬ ‫م��ا ب��ه م��ن غ�ير جم��ازف��ة ب��ال��ق��ت��ل‪ ]22[”.‬إن األث��ر‬
‫َّسقي‬ ‫ع��ق�لاين م��ا للعنف ال��ش��رع��ي‪“ :‬العنف الن َ‬ ‫لش ْر َعنَة القتل هو بالدقة إلغاء التناقض‪.‬‬ ‫ال��ش��اذَّ َ‬
‫العنف يقتل احلقيقة‬ ‫[‪ ]...‬يسود على نظام لألشياء‪ ،‬ال على نظام‬ ‫فما يغذي ثقافة العنف املسيطرة على جمتمعاتنا‬
‫حق الفهم أن وسائل النضال املعمول هبا للدفاع عن القيم جيب أن حترتم هي نفسها‬ ‫للبشر‪ ]24[”.‬وإنه بالضبط ألن اإليديولوجيات‬ ‫حبد ذاته بقدر ما هي َش ْر َعنَتُه‪ .‬لذا‬ ‫ليس العنف ِّ‬
‫لقد فهم كامو َّ‬ ‫الثورية أرادت أن �تع ْقلِ‬
‫هذه القيم‪ .‬فالدفاع عن احلقيقة بواسطة العنف هو البدء بإنكار احلقيقة‪ .‬فالفريضة‪ ،‬إذن‪ ،‬مزدوجة‪:‬‬ ‫القتل فقد صارت‬ ‫َ‬ ‫و‬ ‫العنف‬
‫َ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫َُ‬ ‫فإن أول فعل من أفعال ثقافة الالعنف هو نزع‬
‫اسهر على أ ْن ال تقتلها بالسالح نفسه الذي تدافع به عنها [التشديد‬ ‫هي نفسها جمرمة‪“ :‬اجلرمية العقالنية ليست فقط‬ ‫الشرعية عن العنف‪.‬‬
‫“جاه ْد يف سبيل حقيقتك و ْ‬ ‫أيضا‬
‫منتبها إىل ذلك‪ ،‬تراه يعتنق مبنتهى الدقة‬ ‫التمرد‪ ،‬لكنها تعين ً‬ ‫غري مقبولة على صعيد ُّ‬
‫أيضا‪ ،‬من غري أن يبدو كامو ً‬ ‫من عند الكاتب]‪ ]31[”.‬هنا ً‬ ‫التمرد‪]25[”.‬‬
‫أساس املقاومة املدنية اليت يريد تطبيقها لنيل استقالل اهلند حتدَّث‬ ‫موت ُّ‬ ‫َ‬ ‫الضرورة ال تساوي الشرعية‬
‫فكر گاندهي‪ .‬فلكي يعينِّ گاندهي َ‬
‫َ‬
‫على اإلنسان‪ ،‬إذ يعيش يف عامل القتل‪ ،‬أن خيتار‪.‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪31‬‬
‫موقف ألبري كامو من الالعنف‬

‫موقف ألبري كامو من الالعنف‬


‫أكد يف خطاب ألقاه‬ ‫عن “الالعنف واحلقيقة” ‪ .Nonviolence and Truth‬بذا فقد َّ‬
‫يف ‪ 11‬كانون الثاين ‪:1930‬‬
‫أحترق شوقًا إىل بلوغ اهلدف ما استطعنا ذلك بالالعنف واحلقيقة‪ .‬فإذا مل نكن نستطيع بلوغه إال‬
‫بالتضحية بالالعنف وباحلقيقة فعندي لالنتظار صربٌ ال ينفد‪ .‬هذان املوقفان نابعان من إمياين الذي‬
‫بتفوق الالعنف واحلقيقة‪ .‬قد يبدو الطريق طويالً‪ ،‬لكنين أعرف أنه األقصر‪]32[.‬‬ ‫ال يتزعزع ُّ‬
‫حتما ال ميكن أن‬ ‫تربر الغاية؟ إهنا ً‬ ‫ما هي “الوسائل الكرمية” اليت يتمنَّاها كامو واليت من شأهنا أن ِّ‬
‫تكون غري الوسائل اليت ال تطبِّق العنف القاتل‪ ،‬أي الوسائل اليت تتيحها إسرتاتيجية العمل الالعنفي‪.‬‬
‫��ت [‪]...‬‬
‫فقد جاء يف رسالة مؤرخة يف ‪ 12‬آذار ‪ 1952‬كتبها كامو إىل إتيان بنوا‪“ :‬لقد درس ُ‬
‫بعيدا عن اخللوص إىل أهنا متثِّل حقيقةً َح ِريَّةً أن يبشَّر هبا باملثال‪ .‬لكنها‬
‫نظريةَ الالعنف‪ ،‬ولست ً‬
‫تستلزم عظمةً ال أتصف هبا‪ ”.‬ال نعلم‪ ،‬واحلق يقال‪ ،‬ما كانت عليه دراسة كامو لگاندهي‪ ،‬ومن‬
‫املستغرب رأيُه أنه ال يتصف بـ”العظمة” اليت تستلزمها نظريةُ الالعنف كي يتم تطبي ُقها‪ .‬بيد أنه‬ ‫َ‬ ‫غري‬
‫كتب سنة ‪“ :1958‬مهما يكن من أمر‪ ،‬فقد برهن گاندهي أن بإمكان املرء أن يناضل من أجل‬
‫احدا عن استحقاق التقدير‪]33[”.‬‬ ‫يوما و ً‬
‫يكف ً‬
‫شعبه‪ ،‬وأن ينتصر‪ ،‬دون أن َّ‬

‫ألبير كامو (‪(1960-1913‬‬


‫صحيح أن كامو مل يتلفظ بكلمة “الع��ن��ف”‪ ،‬لكن العنف گاندهي هو املقصود‪ ،‬ما يف ذلك‬
‫خيص “العن ًفا مطل ًقا” ال ميكن أن يُل ِه َم غري االستنكاف والقعود‬
‫ريب‪ .‬وهذه املرة‪ ،‬ال يعود األمر ُّ‬
‫عن العمل‪ ،‬ذاك الذي كان كامو يؤكد أنه متعذر ألنه فرار من التاريخ‪ .‬ال‪ ،‬فالالعنف الذي يشري‬
‫يتصور كامو‬
‫إليه هذه املرة هو بالفعل وسيلة نضال‪ ،‬وسيلة كرمية مبقدورها أن تنتصر‪ .‬مع ذلك‪ ،‬مل َّ‬
‫مفهوم النضال الالعنفي‪ .‬أكان �فََع َل لو أن الوقت أتيح له لذلك؟‬
‫َ‬ ‫مفهوم الالعنف هذا‪ ،‬وباألدق‪،‬‬
‫َ‬
‫ليس مبستطاع أحد أن جييب عن هذا السؤال‪.‬‬

‫* فيلسوف ومناضل العنفي فرنسي والناطق باسم “احلركة من أجل بديل العنفي”‪ .‬وضع كتبًا‬
‫مرتجم إىل العربية‪ :‬إسرتاتيجية‬
‫عديدة يف فلسفة الالعنف وإسرتاتيجية العمل الالعنفي‪ ،‬بعضها َ‬
‫العمل الالعنفي‪ ،‬حركة حقوق الناس (‪ ،)1999‬قاموس الالعنف‪ ،‬معابر للنشر‪/‬اهليئة اللبنانية‬
‫للحقوق املدنية (‪ ،)2007‬الالعنف يف الرتبية‪ ،‬معابر للنشر (‪ ،)2009‬غاندي املتمرد‪ :‬ملحمة‬
‫مسرية امللح‪ ،‬معابر للنشر (‪)2011‬؛ آخر مؤلَّفاته‪ :‬التفكري مع كامو‪ :‬القتل هو املسألة (‪.)2013‬‬

‫‪34‬‬ ‫‪33‬‬
‫هل تعلم ؟‬

‫هل تعلم ؟‬
‫هل تعلم ؟‬

‫‪ -‬هل يعلم املسلمون سبب ارتباط صيامهم بظهور الشمس او اآلهلة الشمس و انتهاءه باختفاءها‬
‫أو غروهبا ؟؟‬
‫‪ -‬هل يعلم املسلمون سبب ارتباط صالهتم مبواقع الشمس و توق ّف هم عن الصالة وقت ذهاهبا ؟؟‬
‫‪ -‬هل يعلم املسلمون ان بيت العزة هو بيت العزى ابن اإلل ��ه القمر حسب عقيدة عابدي اهلل‬
‫القمري ؟؟‬
‫‪ -‬هل يعلم املسلمون ما سبب رمز اهلالل او اهلالل و النجم الذي يعلو مآذهنم و راياهتم ؟‬
‫‪ -‬هل يعلم املسلمون ما هو السبب بعلو املئذنة للسماء ( حنو االله القمر كما كان يعتقد ) اليت‬
‫تصيح باهلل األكرب ( اهلل القمر ) و التطابق بني معابدهم و معابد عابدي ذلك اإلله او ( املشركني‬
‫) ؟؟؟‬
‫ان طقوس احل��ج م ��ن ط��واف و رم��ي مج��رات وتقديس ملياه زم��زم وعيد‬ ‫‪ -‬ه��ل تعلم اخ��ي املسلم َّ‬
‫األضحى والفطر والصالة والصوم برمضان هي طقوس للديانة الشركية القدمية‬
‫هل تعلم ان سبب اختيار رمضان كشهر مق ّد س ألنّه اشد فصول الصيف ح رارة وهو مشتق من‬
‫الرمض اي حرقة الصيف و األرمض األشد ‪ ,‬و ايض اً بدايته وهنايته مرتبطة باالله القمر‬
‫أن الوضوء و الركوع والسجود والطهور واخلتان والذبح احلالل و لباس الصالة واحلجاب‬ ‫هل تعلم َّ‬
‫و النقاب وحترمي اكل اخلنزير و الفصل بني اجلنسني بالدين احملمدي اإلسالمي‪ ....‬أصله مأخوذ من‬
‫الدين اليهودي وأغلب علومه و طقوسه وتعاليمه كذلك ؟؟‬
‫هل تعلم مل مسيت الكعبة بيت اهلل ؟؟‬
‫أن كلمات « احسن اخلالقني « و « ربك األكرم» هي كلمات كانت تقال لتمجيد‬ ‫‪ -‬هل تعلم َّ‬
‫االله القمر اهلل األكرب وهي سبب اكتشاف عبدهلل بن ايب السرح هل راء حممد و ارتداده‬
‫دم روا مجيع املعابد و اآلثار و الصور و املستندات اليت رأوها بوجههم‬ ‫أن املسلمون ّ‬‫‪ -‬هل تعلم َّ‬
‫صع ب األمور على األركيولوجيني وعلماء اآلثار‬ ‫واحرقو مجيع حضارات الشعوب اليت غزوها مما ّ‬
‫كث رياً‬
‫‪ -‬هل تعلم انه ال يوجد اي اكتشاف واخ رتاع ملسلم متديّن منذ ‪ 1400‬عام ح تىّ اللحظة‬
‫اجلواب على تلك األسئلة‬
‫وكيف ميكن أن جيتمع دينان خمتلفان أحدمها وثين و اآلخر مساوي غري مرئي‬
‫ح تىّ شيوخكم وعلماءكم األغبياء جمتمعني لن يستطيعوا اإلجابة وال على تساؤل واحد من تلك‬
‫األسئلة‬
‫فمن يستطيع هم علماء اآلثار أواألركيولوجيني وحدهم والباحثني بتاريخ األديان ومقارنتها‬

‫خليل خالد العمري‬


‫‪ - Abrahamic Delusions‬اخل رافات اإلب راهيمية‬

‫‪36‬‬ ‫‪35‬‬
‫حتديد النسل‪...‬‬

‫حتديد النسل‪...‬‬
‫و السنك راشاريا اهلندوس‪..‬‬ ‫حتديد النسل‪...‬‬
‫ورجل الدين‬
‫سيكونون هم األشخاص املسؤولني عن هذا ‪...‬‬ ‫أوشو‬
‫ألهنم يعارضون حتديد النسل‪...‬‬
‫ليس هنالك أي دين‬
‫وهم يتحدثون بشكل مجيل‪..‬‬ ‫يؤيد حتديد النسل‪...‬‬
‫وبريرون بطريقة مجيلة‪...‬‬ ‫ولسبب بسيط أن ذلك يقلل من اعداهم‪..‬‬
‫بقوهلم أهنم ضد حتديد النسل النه ضد الطبيعة‪..‬‬ ‫الكاثوليك يعارضونه‪ ..‬املسلمون يعارضونه‪..‬‬
‫اهلندوس يعارضونه‪...‬‬
‫لكن أن كان حتديد النسل ضد الطبيعة‪..‬‬ ‫الكل يعارض حتديد النسل‪...‬‬
‫عندها جيب على بابا الفاتيكان أن يكون ضد الطب‪...‬‬ ‫والسبب انه يقلل أعدادهم والعدد قوة‪...‬‬
‫الن هذا ايضا ضد الطبيعة‪...‬‬ ‫فكلما زاد عدد اتباعك‬
‫وإذا كان هنالك شخص ميوت بالسرطان‬ ‫كلما كنت اقوى‪...‬‬
‫دعه ميت ‪..‬ال تعطيه دواءا‪!!.‬‬ ‫هذا جزء من السياسة‪ ..‬سياسة القوة‪....‬‬
‫عندها هذه النقطة بيقى البابا صامتا‪!!.‬‬
‫يف الواقع املسيحيون يستمرون يف إعمار املشايف‪...‬‬ ‫هم ال يهتمون مبستقبل البشرية‪...‬‬
‫ال يهتمون مبعاناة الناس‪...‬‬
‫إن كانت الوالدة طبيعية‬ ‫ال يهتمون بالفقر‪..‬‬
‫عندها ليكن املوت طبيعي‪...‬‬
‫لكن أن أنت خلخلت التوازن من خالل‬ ‫أن تلد طفل يف هذا الوقت‬
‫بأن حتول دون موت الناس‪...‬‬ ‫يكاد يكون مبثابة جرمية‪...‬‬
‫عندها جيب ان تتقبل اجلزء األخر ايضا‪...‬‬ ‫ألن العامل مكتظ سكانيا‪...‬‬
‫ونص البشرية تتضور جوعا‪...‬‬
‫دع الناس ميوتون بشكل طبيعي‬ ‫وبنهاية هذا القرن‬
‫وعندها دعهم يولودن اطفال على قدر ما يستطيعون‪..‬‬ ‫ستكون اجلوع حادا‪..‬وال يطاق‪...‬‬
‫وسوف تصبح األرض كوكبا جمنونا‪...‬‬
‫لكن عندها لن يكون هنالك اي خلل يف التوازن‪...‬‬ ‫سيكون اما الناس خيارين للعيش‬
‫فالطبيعة توازن نفسها ‪...‬‬ ‫اما األنتحار‪ ..‬أو اجلرمية‪...‬‬
‫وكالمها خاطئ‪........‬‬
‫قبل مخسني عاما فقط‬
‫يف اهلند كان من عشر أطفال‬ ‫بابا الكاثوليك‬
‫ميوت تسعة يف أول سنتني‪....‬‬
‫‪38‬‬ ‫‪37‬‬
‫حتديد النسل‪...‬‬
‫األن املسالة معاكسة‬
‫تسعة سيعشون وواحد فقط سوف ميوت‪...‬‬

‫كيف حدث هذا يف خالل اخلميسن سنة؟‬


‫الطب احلديث صنع املعجزة‪...‬‬
‫وهذا غري التوازن بأكمله‪...‬‬

‫إن تقبلت الطب‪..‬‬


‫أن تقبلت املستشفيات‪..‬‬
‫وتقبلت ان حتافظ على الناس من السرطان‬
‫والسل فعدها جيب عليك أن تستخدم حتديد النسل‪...‬‬
‫وإال فكيف ميكن أن تبقي‬
‫الكثافة السكانية ضمن احلدود الطبيعية و احملتملة؟؟‬

‫أوشو‬

‫‪40‬‬ ‫‪39‬‬
‫أفكارلـ ‪Kurdish atheo‬‬

‫أفكارلـ ‪Kurdish atheo‬‬


‫املتناثرة جبانبه ‪,‬اجتاهلها كي ال تفسد طُهر اللحظة‪,‬أقف جبانب الباب مقابل امل رأة‪,‬ارمق‬ ‫أفكارلـ ‪Kurdish atheo‬‬
‫نفسي بنظ رات استفهامية‪,‬ينصهر االحساس يف اعماقي‬

‫هل الثورة على حق؟‪,‬ال انتظر االجابة‪,‬أفتح الباب اخلشيب االصفر‪,‬اغلقه‪,‬اثب جمنونا‪,‬اخرج‬
‫من املدخل‪,‬شهقة طويلة‬ ‫‪ -‬اهلل‬
‫‪..‬هل تسمعين؟‬
‫‪,‬أرتب افكاري‪,‬ال افلح‪,‬اتركها مبعثرة ونسري معا‪,‬سيارات السيتشن البيضاء ترتبص باملرة‬ ‫كنت أمت�نى م ��ن ك ��ل قليب أن أك��ون واح���داً م ��ن أول ��ئ ��ك املخلصني ال ��ذي ��ت جيهشون بالبكاء‪,‬‬
‫هنا و هناك‪,‬دسست يداً يف جييب احتسس موبايلي‪,‬بيدي تلمست اخلطر احمليط‪,‬صرت أسري‬ ‫املخلصني األوفياء‪ ,‬لكن مع كل حلظة أفكر فيها أن أنضم إىل املاليني اليت هتتف بامسك‪,‬و‬
‫على غري هدى‪,‬ال ادري مل اصبت اثناء خويف حبالة من اخلمول والسكينة عوضا عن االنفجار‬ ‫تبكي من خشيتك‪,‬و تضحي من أجلك‪,‬‬
‫يهم‪,‬تابعت مسريي و صور الشهداء تتساقط ام��ام عيين تباع اً‪,‬انعطفت‬‫ْ‬ ‫خوفا و فزع اً‪,‬ال‬ ‫أفكر‪,‬و يا لسوء حظي أنين أفكر‪,‬‬
‫ميين اً‪,‬مررت مبسجد احلي‪,‬مسج ٌد صغري ذو ب ��اب حديدي ازرق ص��دئ من اسفله‪,‬يتالقى‬ ‫لو كانت املمكلة العربية السعودية بالد االس�لام املنيعة قد قامت بتحويل عائدات رحلة‬
‫آهات مشرتكة اىل مساء‬‫فيه يومي اً بضع العش رات من املسنني يتقاذفون مهومهم و يرفعوها ٍ‬
‫زيارتك بيتك األسود إلطعام شعيب العاري يف خميمات العربان لكنت نلت اعجايب حبق‬
‫القدمي‪,‬تفرست وجه‬
‫ّ‬ ‫لعلها تسمعهم‪,‬االلسنة الباردة تنبعث من ثنيات ج��داره القرميدي‬ ‫أفكر‪,‬ما دمت موجودا ومتتلك شعبية شبه مطلقة يف صفوف البشر‪,‬‬
‫االمام‪,‬كله اً يرتدي عباءة طويلة يعجن بني يديه مسبحة خشبية متشققة‪,‬يبصق على قطعة‬ ‫كيف تستطيع أن تتحاشى النظر إىل مهومهم و مشاكلهم‪,‬؟؟؟؟‬
‫قماش خض راء‪,‬يطويها‪,‬يدخل املسجد‪,‬كأسد يدخل عرينه كمقاتل يدخل ساحته‪,‬على االقل‬ ‫وهم يسلبون أبنائهم لقمة الطعام ليقوموا بزيارة مسكنك الرملي ‪,‬و يلهثون يف فالة حارة‬
‫باجتاه(ج نَّيت)‪,‬هأنذا اتوسط الزقاق الضيّ ق‪,‬زقاق ال يتسع اال‬
‫َ‬ ‫هذا ما هتيّ أ يل به‪,‬تابعت املسري‬ ‫حارقة من أجل أن تنتبه ملعانتهم و شقائهم‬
‫لبضعة مارة‪,‬كان مكانا امن اً عصيّ اً على دوريات االمن‪,‬كان مزركشا ببعض عبارات الرجل‬ ‫أعجب كل العجب‪,‬كيف مل يالحظوا ما أالحظ‬
‫البخاخ(عضو فاعل يف جوقتنا)‪,‬تعلو الصيحات‪,‬يزداد خفقان القلب‪,‬يثقل السمع‪,‬اقرتبت من‬ ‫األمر ال حيتاج خلربة أو عقول خارقة‬
‫اجلوقة‪,‬طبول‪,‬زغاريد‪,‬هتافات‪,‬أطفال حيملون اعالم اً والفتات(ال يفقهون فحواها غالب اً)‪,‬يعلو‬ ‫بكل بساطة‪,‬ينادون و يتقاتلون و يكبتون رغباهتم و ارادهتم من أجل ارضائك‬
‫الص راخ‪,‬وصلنا اىل اجلنة‪,‬اىل الكرنفال‪,‬حملت من اصدقائي من بعيد‪,‬وصلوا قبلي‪,‬انضموا اىل‬ ‫وانت ال توليهم باالً‬
‫اجلوقة ب ��اك��راً‪,‬مل أن ��اده��م‪,‬مل أرد ان يكون ندائي نشازاً يعرقل مسري االص��وات‪,‬ب��دون وعي او‬ ‫عيد ميالد سعيد البنك السامي االشقر‪ ,‬وامتىن منك ان كنت موجوداً حبق‪,‬أن تعطف عليهم‬
‫ارادة‪,‬حلظة ال ميكن ان توصف‪,‬برزخ حاد بني رتابة احلياة و عنفواهنا‪,‬بني ايقاعها الرومنسي‬ ‫و تساعدهم حبق‬
‫اجلبان و هديرها الشديد الالمتناهي‪,‬تلك العبارة اجملهولة اليت تق لّ ك لضفة القوة (مجيل‬ ‫كفاهم م رارة و تعذبا و هلفة لنيل جنان أكاد أجرم بأهنا منحوتات يف باهلم ال أكثر‬
‫يف بعض االحيان ان تكون قويّاً تفرتس االعداء الضعاف)‪,‬و عند وصولك ‪,‬يف تلك اللحظة‬ ‫عيدك سعيد‪,‬و تقبل مالحظيت هذه‬
‫فقط‪,‬تستحق ان تلتحم جبسد اجلوقة‪,‬تلتحم بصانعي املعج زات احلقيقية‪..........‬‬ ‫و أمتىن أن أراك قريب اً‪,‬بني أنصارك و معجبينك‬
‫ال فوقهم يف السماوات الباردة‬
‫ختبو اجلوقة على ام ��ت ��داد ال��وط ��ن‪,‬هت��وي الطبول‪,‬هتوي الالفتات الدامية ف��وق الطبول‪,‬هتوي‬ ‫‪ ( - 2‬و عدنا اىل الضفة االوىل )‬
‫االج��س��اد‪,‬هت��وي االالف منها‪,‬يومي اً‪,‬بدون راح��ة‪,‬ب��دون كلل او ملل‪,‬تقرع اجل ��وق ��ة الشهيدة‬ ‫كيف يل ان انسى مجعة كل اسبوع‪,‬كيف يل ان انسى اجواء الثورة الكرنفالية و الصخب و‬
‫طبوهلا‪,‬تلتئم االرواح امل��ش��ردة جتتمع م��ن ج��دي��د ‪,‬جت ��ت ��م ��ع ل��ي �لاً‪,‬ت ��ت ��ه ��ام��س ت��ت��ش��اور‪,‬اح��داث‬ ‫الص راخ ينبثقان على امتداد اجلغ رافية السورية ‪,‬جوقة موحدة كبرية اتقنت سيمفونية احلرية‬
‫متسارعة‪,‬مع اش��راق ��ة الشمس‪,‬تكون اجلوقة قد منت من ج��دي ��د‪,‬ال وق��ت للتكفني‪,‬ال وقت‬ ‫اليت ُم ًّزقت منذ اكثر من نصف قرن‬
‫اجي‪,‬تشربت احلان اً عذبة‪,‬وصلت اىل نشويت‪,‬ملحمة‬ ‫ّ‬ ‫للتضميد‪,‬فاالزي زاالسود ال ينتظر‪,‬اعود اد ر‬ ‫اهلث هنا و هناك‪,‬كنسر يبحث عن فريسة‪,‬التقط معطفي و هاتفي اخللوي‪,‬االحظ نقودي‬
‫يوميا ‪,‬ختوضها اجلوقة‪,‬لكن للخوف مفعول أش ّد من نشواتنا الساذجة‪,‬أعد السيارات من‬
‫‪42‬‬ ‫‪41‬‬
‫أفكارلـ ‪Kurdish atheo‬‬

‫أفكارلـ ‪Kurdish atheo‬‬


‫جديد‪,‬ارسل نظ رات متقطعة اىل داخلها‪,‬كم هو مجيل منظر االطفال يف السيارات‪,‬سيارات‬
‫مدنية‪,‬سيارات ال حتمل مذاهب ال حتمل حلى وال حتمل سيوفا ب رأسني سيارات مل تلوث بروث‬
‫أسود‪,‬سيارات مساملة بعيدة عن صخب جوقتنا حىت‪,‬افتح بابنا اخلشيب االصفر وقد شاخ‬
‫قلي الً‪,‬اطلق كلمات التحية املعتادة‪,‬ينتظرين السرير يف غرفيت املعتمة كالوطن‪,‬انغمس فيه‬
‫حب رارة‪,‬استذكر مأثرجوقتنا‪.‬و على ضجيجها العبثي اغفو‪,‬رغما عين اغفو(نسيت ان اخربكم‬
‫انين عديت اىل الضفة االوىل)‪,‬و من يعود للضفة االوىل يغفو‬

‫‪44‬‬ ‫‪43‬‬
‫ابتسمي ‪ ..‬إن اهلل‬

‫ابتسمي ‪ ..‬إن اهلل‬


‫ابتسمي ‪ ..‬إن اهلل حق‬
‫مناف زيتون‬
‫احلكايا‪ ،‬كل التفاصيل الربيئة واملذنبة‪ ،‬ليست احلبيبة من جتعل مين جباراً‪،‬‬ ‫منك سوى بصيص أمل‬ ‫منك سوى ابتسامة ونصف وجه‪ ،‬ال أملك ِ‬ ‫ال أملك ِ‬
‫إمنا تلك اليت حتولين إىل بقايا رجل‪ ،‬اليت تدفعين إىل زاوية غرفيت الصغرية‪،‬‬ ‫وليلة لطيفة‪ ،‬التفرج على حكم اإلعدام أشد أمل اً من اإلعدام نفسه‪ ،‬من يصرخ‬
‫حيث ميكنين أن أط ��ل ��ب م��ن اجل����دارن ال ��ت��ح��ول‪ ،‬أن أط ��ل ��ب م��ن األرض حتيت‬ ‫منك هو اجلزء األخري من الكون‪ ،‬األرض األخرية‬ ‫ال يصمه الص راخ‪ ،‬كل ما لدي ِ‬
‫غرفتك‪ ،‬بضعة‬ ‫ِ‬ ‫االت��س��اع‪ ،‬لتتحول إىل م�لاءة أحركها كما أش��اء‪ ،‬أسحب‬ ‫كي نكتشفها‪ ،‬رحلة السفن األخرية‪ ،‬أمسع أصواهتم تعلن هناية املهمة‪ ،‬أرى‬
‫ِ‬
‫لثيابك‬ ‫ات لن تكون مشكلة‪ ،‬أرفع السرير يف غرفيت ألترك متسع اً‬ ‫كيلوم رت ٍ‬ ‫من هنا القبعات تتطاير فرح اً‪ ،‬األطفال يبكون غري فامهني سبب الضجيج‪،‬‬
‫ِ‬
‫حذائك دائرًة‬ ‫كحيوان أليف‪ ،‬وأرسم حول‬‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫تالحقك‬ ‫وصناديق املاضي اليت‬ ‫مطمئنات؛ “لن خيلو السرير بعد اليوم”‪ ،‬أنا ال أملك ِ‬
‫منك‬ ‫ٍ‬ ‫كل النساء تنهدن‬
‫َ‬
‫لك استثناءً وزاري اً‬‫حذائك‪ ،‬سأتدبر ِ‬
‫ِ‬ ‫حمرمة على اجلميع سواي‪ ،‬ولن ختلعي‬ ‫س ��وى حلظة االحتفال األخ�يرة‪ ،‬حيث الصفحة األخ�يرة من الكتاب موجودة‬
‫لتكوين داخلها‪.‬‬ ‫هناك‪ ،‬ال نعلم عن كل احلكاية س��وى أن هلا هناية سعيدة‪ ،‬البقية جمهولة‪،‬‬
‫منك سوى ابتسامة‪ ،‬هل تعلمني يف هذه البالد كم هو حمظوظ‬ ‫أنا ال أملك ِ‬ ‫احرتقت صفحات الكتاب مع باقي األثاث‪.‬‬
‫ال��ذي ميلك ابتسامة؟ ال أدري إن كانت تلك اليت أملكها ابتسامتك أم‬ ‫جمرد التفكري باألمر يدفعين للجنون‪ ،‬يدفعين للحديث إىل اجلد ران‪ ،‬لتقمص‬
‫وجهك ووجهي للظهور‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ابتساميت‪ ،‬أم أهنا جتلي الرب األخري الذي اختار‬ ‫روح املغنية اجملنونة اليت تغين يف غرفيت منذ الصباح‪ ،‬أتأمل انعكاس وجهي‬
‫قط رات دم الناصري لن تسيل بعد اليوم على احلجر األصم‪ ،‬سيكتفي اهلل‬ ‫جسدك املاكثة يف خميليت تقف إىل جانيب‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يف خ زانيت الزجاجية‪ ،‬أختيل أشالء‬
‫منك رائحة‬ ‫أملك ِ‬‫منك ذكرى‪ ،‬ال ِ‬ ‫أملك ِ‬ ‫بابتسامة والكثري من املوت‪ ،‬أنا ال ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يب األمر أحلم ببقايا جسد‪ ،‬بالعودة إىل الوراء‬ ‫حق اً؟ هذا ما ٍحصل؟ انتهى َ‬
‫أملك ابتسامة ال أملك شفاهها‪،‬‬ ‫منك شفاه اً‪ُ ،‬‬ ‫أملك ِ‬‫أو ملمس إصبع‪ ،‬ال ُ‬ ‫ومنع كل شيء من احلدوث‪ ،‬أن أصل إىل املكان قبل قذائف احلقد‪ ،‬أن أصل‬
‫علي تذوقها‪ ،‬مث��ار احلياة تقلقهم أكثر من مسوم‬ ‫وحم��رم ّ‬
‫ٌ‬ ‫أملك مث��رة احلياة‬
‫ُ‬ ‫إىل الزمان قبل انفجار املاضي يف وجوهنا‪ ،‬كل الوجوه مشوهة‪ ،‬فاقدة اخلاليا‬
‫السعادة‪ ،‬يضيقون اخلناق علينا يف الزنازين كل يوم‪ ،‬ال أريد اخلروج‪ ،‬ال أريد‬ ‫ٍ‬
‫أجساد ترجتف‬ ‫الشهية‪ ،‬ال متعة يف تقبيل ٍ‬
‫وجوه ميلؤها احلقد‪ ،‬ال متعة يف عناق‬
‫انتك‪ ،‬رمبا يصلين القليل‬‫احلرية‪ ،‬أريد فقط أن تكون زن زانيت بالقرب من زن ز ِ‬ ‫باحلقد املاكث داخلها منتظ راً الرصاصة التالية لينطلق‪ ،‬قد أكسر خ زانيت‬
‫غنائك الذي يغضب احلارس األصلع‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫لوح‬
‫الزجاجية‪ ،‬سأصدم رأس��ي هب��ا‪ ،‬وس ��ن��رى‪ ،‬من أكثر هشاشة اآلن‪ ،‬أن��ا أم ٌ‬
‫ابتسمي قلي الً‪ ،‬قلي الً بعد‪ ،‬الشيءَ ميحي احلرب كابتسامة‪ ،‬ال شيءَ يهزم‬ ‫رخيص من الزجاج‪ ،‬أنا أم شبه ذكرى؟‬
‫ٌ‬
‫ك��ل ج��ي��وش األرض وجمرميها كابتسامة‪ ،‬ال ش���يءَ ميكنه أن يغري التقومي‬ ‫هنا ال يوجد ما يكفي من األمل‪ ،‬الكثري من اخلوف‪ ،‬لكن ال يوجد أمل‪ ،‬اخلوف‬
‫والساعات وحىت اجتاه دوران األرض كابتسامة‪ ،‬ال شيءَ ميكنه أن حيول املاء‬ ‫ٍ‬
‫دون أمل كسكب اخلمور يف معدة فارغة‪ ،‬ال شيءَ ينتج سوى احلزن‪ ،‬ال شيءَ‬
‫ماء كابتسامة‪ ،‬كل‬ ‫مشس والشمس إىل ٍ‬ ‫إىل مخر‪ ،‬واخلمر إىل حبر‪ ،‬والبحر إىل ٍ‬ ‫ينتج سوى الذكريات الصامتة‪ ،‬وابتسام ةٌ السك ران األخ�يرة قبل أن ينفجر‬
‫ثوان‪ ،‬كسرعة تغري لون‬ ‫ظرف ٍ‬ ‫ماء تبتسمني أمامها متر بكل ذلك يف ِ‬ ‫قطرة ٍ‬ ‫وجهك‪ ،‬ولتحضن الطاولة األقرب الفتاة‬ ‫ِ‬ ‫بالبكاء‪ ،‬حيث تصبح كل الوجوه‬
‫ِ‬
‫ينتظرك‬ ‫ِ‬
‫بانتظارك‪ ،‬حني تعلمني أن هناك من‬ ‫وجهك حني أقول ِ‬
‫لك أنين هنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وج��ه��ك‪ ،‬وأرس���م على عنقها م��ا ف��ات�ني‪ ،‬س��أرس��م عليها كل‬ ‫ال�تي سألبسها‬

‫‪46‬‬ ‫‪45‬‬
‫ابتسمي ‪ ..‬إن اهلل‬

‫ابتسمي ‪ ..‬إن اهلل‬


‫على الضفة األخرى من األمل‪ ،‬على الضفة األخرى من اجلنون الذي حييط ِ‬
‫بك‪،‬‬
‫وجهك بالشمس بدل امل��اء‪ ،‬رمبا‬ ‫ِ‬ ‫عجلتك الصباحية تغسلني‬ ‫ِ‬ ‫رمبا يف خضم‬
‫اث على ذ ر ِاع أكثر الف راعنة‬‫وجهك ب رتاب األمازون‪ ،‬وترمينه بال اك رت ٍ‬
‫ِ‬ ‫جتففني‬
‫لست متأكداً – أمتكن يوم اً ما من اإلمساك‬ ‫ُ‬ ‫سعادة على اإلط�ل�اق‪ ،‬رمب��ا –‬
‫باملاء‪ ،‬ال تفعلي شيئ اً سوى أن تبتسمي‪ ،‬فقط ارمسي ذلك الشيء الذي يزيد‬
‫من وزن اهلواء من جديد‪ ،‬ودعيين أداعب املاء‪.‬‬
‫وجهك‪ ،‬ال ت ّدعي اخلجل‪ ،‬أمل ت��ري متسوالً قب الً؟ ال مت ��دي ِ‬
‫ي��دك إىل‬ ‫ِ‬ ‫ال ختفي‬
‫لديك من النقود ما يكفي‪ ،‬فقط ابتسامة‪،‬‬ ‫احلقيبة إشفاق اً‪ ،‬وال ت ّدعي أن ليس ِ‬
‫تعني متسوالً على النجاة إىل اليوم التايل من احلرب‪.‬‬

‫‪48‬‬ ‫‪47‬‬
‫القارب الفارغ‬

‫القارب الفارغ‬
‫على التأثر والتأثري ولكنها ال تستطيع البقاء يف‬ ‫ال��داخ��ل��ي‪ ،‬س��ي��ول��د االض���ط���راب يف ح��ي��اهت��م‪ .‬نعم‬ ‫القارب الفارغ‬
‫املنتصف ‪ ,‬األنا املزيفة حتاول التَأثري على الناس‬ ‫ق��د ت��ك��ون أن��ت ق��د متاثلت للشفاء‪ ،‬وق��د يكون‬
‫تشعر باالرتياح‪ ،‬ألهنا تتعاىل يف ذلك‬ ‫مما جيعلها ُ‬ ‫ه��ذا خم��رج مريح ملشاكلك الداخلية ولكنه نشر‬ ‫أوشو‬
‫عن احمليط‪ ،‬ولكن جيب أن نتذكر أ ّن األنا املزيفة‬ ‫ملرضك‪ ،‬ونقل للعدوى إىل احمليطني‪.‬‬
‫تشعر بأهنا يف وضع ليس بالسيء عندما تكون‬ ‫كض حولك ملدة نصف ساعة‪،‬‬ ‫يل! لقد كنت أَر ُ‬ ‫���م ال���ن���اس ي��ع��ي��ش دائ���م���ا ح���ي���اة مليئة‬
‫ال�����ذي يحَْ���ك ُ‬
‫حتت سيطرة شخص أو شيء ما‪ .‬العبيد يشعرون‬ ‫���م ال���ن���اس ي��ع��ي��ش دائ���م���ا ح���ي���اة مليئة‬ ‫ال�����ذي يحَْ���ك ُ‬ ‫مث إنك مل تسألين حىت عن صحيت ومباذا أشعر!»‬ ‫باإلضطرابات‬
‫باالرتياح عندما خيضعون ألوامر سيدهم‪.‬‬ ‫باإلضطرابات‬ ‫��ب ق����ال‪« :‬ل��ق��د ع��اجل��ت��ك‪ ،‬ه���ذا هو‬
‫ل��ك��ن ال��ط��ب��ي َ‬
‫هناك نوعان للتفكري يف هذا العامل‪ :‬التفكري الذي‬ ‫�����س ه�����و ف����ق����ط ي���ع���ي���ش ب���ش���ك���ل م����ب����اش����ر يف‬
‫ول�����ي َ‬ ‫عالجي لك وعليك أن تَدفع يل أجريت‪».‬‬ ‫احلقيقة أن الرغبة يف السلطة وأن تكون زعيما‬
‫يحُ��ب السيطرة‪ ،‬وه��و يف األغلب تفكري ذك��ري‪،‬‬ ‫االضطراب‪ ،‬ولكنه يستمر بنشر االضطراب إىل‬ ‫ع��ن��دم��ا ي��ك��ون اإلن���س���ان م��ه��ت��م��اً مب���رض شخص‬ ‫ل��ل��ن��اس ت��ن��ب��ع م���ن االض����ط����راب ال���داخ���ل���ي‪ ،‬ألن��ك‬
‫والتفكري ال��ذي يحُ��ب أن يُسيطر عليه‪ ،‬وه��و يف‬ ‫اآلخرين‪ ،‬ألن االضطراب ال يولد إال االضطراب‪.‬‬ ‫آخر فهو ينسى مرضه اخلاص‪ ،‬فلذلك جند هذا‬ ‫عندما تقود الناس‪ ،‬فسيساعدك ذلك على نسيان‬
‫الغالب تفكري أنثوي‪ ،‬وعندما أق��ول أنثوي فأنا‬ ‫لذلك عليك أن تذكر دائما عندما تكون يف حرية‬ ‫العدد الكبري من الزعماء‪ ،‬واملسؤولني واملعلمني‬ ‫االضطراب الداخلي‪ ،‬نعم هذا نوع من اهلروب‪,‬‬
‫ال أقصد النساء فقط وعندما أق��ول ذك��ري فأنا‬ ‫وتشتت القاعدة التالية‪ :‬ال تساعد أي أحد‪ ،‬ألن‬ ‫ال��روح��ي�ين‪ .‬ألن ذل���ك يشغلهم ع��ن مشاكلهم‬ ‫واخل����داع‪ ،‬ألن امل��ري��ض عندما يعتين مب��ري��ض آخر‬
‫ال أقصد الرجال فقط‪ .‬ألن��ه هناك نساء ذوات‬ ‫مساعدتَك تتحول إىل سم قاتل‪ .‬عندما تكون‬ ‫اخل���اص���ة‪ .‬ع��ن��دم��ا ت��ك��ون ح��ي��ات��ك مليئة بالعناية‬ ‫فهو ينسي مرضه اخلاص‪.‬‬
‫تفكري ذكري‪ ،‬وهناك رجال ذوي تفكري أنثوي‪.‬‬ ‫مضطربا فال تعمل مع اآلخرين‪ ،‬ألنك تتحول إىل‬ ‫بالناس اآلخرين‪ ،‬وخبدمة الشعب‪ ,‬عندما تكون‬
‫يحُ��ب السيطرة‪،‬‬ ‫ه��ذان مها نوعا التفكري‪ :‬األول ُّ‬ ‫منبع للمشاكل ويصبح مرضك معديا‪ .‬ال تَعطي‬ ‫موظفا للخدمات اإلجتماعية‪ ،‬وتكون تساعد‬ ‫يقولون أن بريناردشو اتصل بطبيبه اخلاص وقال‪:‬‬
‫سيطر عليه‪ ،‬ويف كليت احلالتني‬ ‫ب أن يُ َ‬ ‫والثاين يحُ ُّ‬ ‫نصيحتك ألي أحد‪ ،‬وإذا كان عندك ولو قطرة‬ ‫اآلخرين‪ ،‬فستنسى اضطرابك الداخلي اخلاص‪،‬‬ ‫«أنا يف حالة سيئة ألنين أشعر أن قليب سيتوقف‪،‬‬
‫تكون األن��ا املزيفة يف وض��ع جيد ألن��ه ليس من‬ ‫من الفهم فال تَأخذ النصيحة من شخص متحري‬ ‫وستصبح مشغوال ع��ن ع��دم الرتتيب والفوضى‬ ‫تعال فوراً! «‬
‫املهم أن تُسيطر على أح��د أو يُسيطر عليك‪،‬‬ ‫أو مضطرب‪.‬‬ ‫الداخلية يف عاملك الروحي‪.‬‬ ‫عد الثالثة‬
‫ص َ‬ ‫رك��ض الطبيب وك��ان ال ب��د ل��ه أن يَ ْ‬
‫سيطر عليك شخص‬ ‫املهم هو أن��ت‪ .‬فعندما يُ ُ‬ ‫إبق يف حالة يقظة وحذر‪ ،‬ألن الناس املضطربون‬ ‫َ‬ ‫سالمل لعند مريضه بشكل سريع مما أدى لتعرقه‬
‫ما‪ ،‬فأنت أيضاً شيء مهم‪ ،‬ألن هيمنتَه وسيطرته‬ ‫حيبو َن دائماً أن يعطوا النصائح‪ ،‬وهم يعطوهنا جمانا‪،‬‬ ‫األطباء النفسانيون اليصابون باجلنون أب��داً‪ ،‬ال‬ ‫وتسرع نبض قلبه وفور دخوله لعند املريض ودون‬
‫تَعتمد عليك‪ ،‬فهو بدونك‪ ،‬على من سيسيطر؟‬ ‫ويوزعوهنا بسخاء وكرم! خذ حذرك! فاالضطراب‬ ‫ألهن���م حم��ص��ن��ون ض���� ّده‪ ،‬ول��ك��ن ألهن���م مشغولون‬ ‫أن يتكلم وال بكلمة سقط على أول كرسي وجده‬
‫وكيف ستكون مملكتَه‪ ،‬وهيمنته‪ ،‬وامتالكه؟ فهو‬ ‫ال يولد إال االضطراب‪.‬‬ ‫كثرياً جبنون اآلخرين ومبُعاجلتهم ومساعدهتم على‬ ‫وأغ��ل َ��ق عينيه‪ .‬قَ��ف��ز ب�يرن��اردش��و م��ن س��ري��ره وس��أل‬
‫بدونك‪ ،‬سيصبح ال أحد‪.‬‬ ‫الذي حيكم الناس يعيش يف احلُزن‪.‬‬ ‫جت��اوز امل��رض‪ ،‬مما جيعلهم ينسون بالكامل أهنم‬ ‫برعب‪« :‬ماذا ْحيدث معك؟ « فأجاب الطبيب‪:‬‬
‫يف كليت احلالتني تشعر األنا املزيفة أهنا يف وضع‬ ‫أيضاً يمُْ ِك ُن أَ ْن يصابوا باجلنون‪.‬‬ ‫«ال شيء الشيء‪ ،‬يبدو أنين أَموت‪ ،‬وأنين أعاين‬
‫جيد‪ ،‬ألهن��ا ال مت��وت إال يف املنتصف‪ .‬ال تَكن‬ ‫عندما تتعاىل على الناس فأنت تعيش يف اضطراب‪،‬‬ ‫من نوبة قلبية‪».‬‬
‫حتت السيطرة‪ ،‬وال تحُ اول السيطرة على أحد‪.‬‬ ‫وعندما تسمح للغري بالتعايل عليك فأنت تَعيش‬ ‫فت على العديد من موظفي اخلدمات‬ ‫عر ُ‬ ‫لقد تَ ّ‬ ‫��اع َ��دت��ه‪ ،‬وج��ل��ب ل��ه ك��أس من‬
‫��س َ‬‫ب��دأ ب�يرن��اردش��و مبُ َ‬
‫سيحدث يف تلك‬ ‫ُ‬ ‫عليك أن تتخيل ببساطة ماذا‬ ‫يف احلزن‪ ،‬ألن الداو تريد‪:‬‬ ‫االج���ت���م���اع���ي���ة‪ ،‬وم�����ع ال����زع����م����اء‪ ،‬وال���س���ي���اس���ي���ون‪،‬‬ ‫الشاي‪ ،‬وبضعة حبوب من األسبريين‪ ،‬وفعل كل‬
‫احلالة اليت تصبح فيها غري مهم‪ ،‬وغري ذي قيمة‬ ‫أن ال نؤثر على اآلخرين‬ ‫واملعلمون الروحيون‪ ،‬ووجدت أهنم يبقون أصحاء‬ ‫مايف وسعه أن يفعل‪ .‬وبعد مضي نصف ساعة‪،‬‬
‫يف أية حال‪ ،‬سواء كنت سيدا أو عبدا‪ .‬السادة‬ ‫وال أن نصبح متأثرين بسلطتهم‪.‬‬ ‫ألهنم مليئون باالهتمام باآلخرين‪.‬‬ ‫ع���اد ال��ط��ب��ي��ب ل��وع��ي��ه‪ ،‬وق���ال ف��ج��أة‪« :‬اآلن علي‬
‫ال يستطيعون ال��ع��ي��ش ب���دون ع��ب��ي��د‪ ،‬وال��ع��ب��ي��د ال‬ ‫ليس من احلكمة أن حناول التَأثري على اآلخرين‪،‬‬ ‫ول��ك��ن ع��ن��دم��ا ت��ق��ود اآلخ���ري���ن خ��ل��ف��ك‪ ،‬وجت��ع��ل‬ ‫املغادرة‪ ،‬أرجو أن تعطيين أجري!»‬
‫يستطيعو َن العيش بدون سادة‪ ،‬ألن كال الطرفني‬ ‫واألفضل أن نكو َن منتبهني ويقظني لكي ال نقع‬ ‫نفسك فوقهم‪ ،‬فستكون النتيجة أن اضطرابك‬ ‫فصاح بريناردشو‪« :‬ياللهول! أنت جيب أَن تَدفع‬
‫حمتاجون لبعضهم البعض‪ ،‬وهم مكملون لبعضهم‬ ‫حت��ت ت��أث�ير اآلخ���ري���ن‪ .‬األن����ا امل��زي��ف��ة ذات م��ق��درة‬
‫‪50‬‬ ‫‪49‬‬
‫القارب الفارغ‬
‫البعض‪ ،‬كما يف ح��ال��ة ال��رج��ل وامل���رأة يُكمل كل‬
‫طرف منهما اآلخر بشكل أكيد‪.‬‬
‫فم ْن أنت‬‫عندما ال تَكون ال هذا الطرف وال ذاك َ‬
‫عند ذل��ك؟ فجأة ستَختفي‪ ،‬ألنه يف هذه احلالة‬
‫أن��ت غ�ير مهم مطلقاً‪ ،‬ليس ه��ن��اك أح��د مرتبط‬
‫بك‪ ،‬وليس هناك من حيتاج إليك‪.‬‬
‫هناك احتياج كبري عند معظم الناس ألن يكون‬
‫هناك من حيتاج إليه‪ ،‬نعم تذكر دائما أنك تَشعر‬
‫باالرتياح عندما تكون مطلوبا‪ ،‬وهناك من حيتاج‬
‫��ب ل��ك ه��ذا ال��وض��ع ال��ب��ؤس‪،‬‬
‫إل��ي��ك‪ .‬أح��ي��ان��اً‪ ،‬جي��ل ُ‬
‫ول��ك��ن��ك رغ���م ذل���ك حت����اول أن ت��ب��ق��ى يف وضعية‬
‫حيتاج فيها أحد ما إليك‪.‬‬

‫الطفل املشلول الذي ال يستطيع مفارقة السرير‪،‬‬


‫تبقى أم��ه بشكل دائ���م قلقة بشأنه وتتسائل ما‬
‫أخدم‬
‫العمل؟ هي تقول لنفسها دائما جيب أن َ‬
‫وأع��ت�ني هب��ذا ال��ط��ف��ل‪ ،‬ول��ك��ن ح��ي��ايت تضيع ب��دون‬
‫معىن حيث ال أج��د اجمل��ال لبناء حيايت اخلاصة‪.‬‬
‫���وت ه��ذا ال��ط��ف��ل‪ ،‬فستشعر األم‬
‫ول��ك��ن عندما مي ُ‬
‫أهن��ا ضائعة‪ ،‬وغ�ير سعيدة ألن ه��ذا الطفل كان‬
‫حيتاجها بشكل ش��دي��د‪ ،‬حبيث أصبحت مهمة‬
‫للغاية‪.‬‬

‫عندما ال يكون هناك من حيتاجك فمن أنت عند‬


‫ذلك؟ حنن نطمح دائما النشاء حالة يكون فيها‬
‫م��ن حيتاجنا‪ ،‬فحىت العبيد مطلوبون يف مستوى‬
‫معني‪.‬‬

‫‪52‬‬ ‫‪51‬‬
‫جتربة فيزيائية تظهر كيف ينشأ الزمن من التشابك الكمي‬

‫جتربة فيزيائية تظهر كيف ينشأ الزمن من التشابك الكمي‬


‫هذه امل��رة‪ ،‬يقيس امل راقب اخل��واص الشاملة لكال الفوتونني مبقارنتهم بساعة مستقلة‪ .‬يف‬
‫هذه احلالة‪ ،‬ال يستطيع امل راقب كشف أي اختالف بني الفوتونني بدون التشابكم كميً ا‬ ‫جتربة فيزيائية تظهر كيف ينشأ الزمن‬
‫بأحدهم‪ .‬ومبا أنه ال يوجد اختالف‪ ،‬فالنظام يبدو ساكنً ا‪ ،‬أي أ ّن الزمن ال ينشأ‪# .‬علم‬ ‫من التشابك الكمي‬
‫‪#‬علوم ‪#‬فيزياء ‪#‬كم ‪#‬فيزياء_كمية ‪#‬تشابك_كمي ‪#‬الزمن ‪#‬اجلاذبية ‪#‬فوتونات‬
‫‪#‬جسيمات ‪#‬جتربة املصدر‪https://medium.com/the-physics-arxiv- :‬‬ ‫الكم وانتشرت يف العلوم كالن ريان يف النصف األول‬
‫‪with Diana — 1310.4691/http://arxiv.org/abs blog/d5d3dc850933‬‬ ‫حني بزغت األفكار اجلديدة يف ميكانيكا ّ‬
‫من القرن العشرين‪ ،‬أول ما فعله الفيزيائيون هو تطبيقها على اجلاذبية والنسبية العامة‪.‬‬
‫‪.James‬‬ ‫ولكن النتائج كانت غري مرضية‪ ،‬إذ ظهرت قيم الهنائية يف املعادالت مما جعل من املستحيل‬
‫ٍ‬
‫بشكل كبري‪ .‬مثّ يف‬ ‫استيعاهبا‪ .‬فأصبح من الواضح أن مؤسس تيَ العلم احلديث متعارضتان‬
‫‪ By: I believe in Science‬‬ ‫منتصف الستينيات‪ ،‬جنح الفيزيائيان جون ويلر وبريس دويت يف مزج هذه األفكار املتعارضة‬
‫ف مبعادلة ويلر‪-‬دويت‪ .‬استطاعت هذه املعادلة جتنب القيم الالهنائية‪ ،‬ولكن سرعان‬ ‫فيما عُ ِر َ‬
‫ما لوحظ أهنا قدمت مشكلة أخ��رى وهي أن الوقت ال يلعب دور فيها‪ .‬هذا يعين‪ ،‬طب ًق ا‪،‬‬
‫هلذه املعادلة‪ ،‬أن ال شيء حيدث يف الكون‪ ،‬وهذا‪ ،‬بوضوح‪ ،‬يُعارض األدلة امللحوظة ألن الكون‬
‫حبل جيّ د مبين‬‫يتطور‪ .‬حىت جاء عالِ َم ا الفيزياء النظرية دون بيدج وويليام فوترز عام ‪ٍ 1983‬‬
‫كم يَّ ان‬
‫حيث يرتبط جسيمان ّ‬ ‫ُ‬ ‫ج��دا‬
‫الكم ي ‪ -‬وه��ي ظ ��اه��رة غرببة ً‬
‫على ظ ��اه��رة التشابك ّ‬
‫ويتشاركا يف اخلواص الفيزيائية رغم انفصاهلم‪ .‬لقياس الوقت‪ ،‬قال بيدج وفولرتز بأن طريقة‬
‫تطور جسيمني كم �يَّينَ هو نوع من الساعة اليت ميكن استخدامها لقياس التغ يرُّ ‪ .‬حني تتشابك‬
‫كم يًّ ا‪ ،‬فقياس خ��واص أحدها يُغ يرّ من اآلخ��ر‪ .‬فأظهروا رياضيً ا أن ساعة متشابكة‬
‫األشياء ّ‬
‫كم يا مع باقي الكون ستدق لو متّ مالحظتها من داخ��ل الكون‪ .‬ولكن لو افرتضنا وجود‬ ‫ّ‬
‫شخص يالحظ من خارج الكون‪ ،‬فسريى الكون ساكنً ا‪ .‬هذا يعين أن الوقت قد يكون ومهً ا‪،‬‬
‫فهو ينشأ فقط من التشابك الكمي‪ ،‬وال يلحظه إال من بداخل الكون نفسه‪ .‬بالطبع‪ ،‬أفكار‬
‫بيدج وفوترز بدون األدلة التجريبية هي جمرد فلسفة مثرية للفضول‪ .‬ولكن ليس بعد اآلن‪،‬‬
‫مت ّك نت (ايكاترينا موريفا) وزمالئها من معهد ‪ INRIM‬بإيطاليا من القيام بأول جتربة‬
‫الختبار أفكار بيدج وفوترز‪ ،‬وهم يؤكدون أن الزمن بالفعل ينشأ نتيجة التشابك الكمي‪،‬‬
‫كم يًّ ا‪،‬‬
‫زوج من الفوتونات متشاب َك ني ّ‬
‫وإن يكن يف «كون ُدمية»‪ .‬هذا «الكون» عبارة عن ٍ‬
‫وتتم مالحظة حالتهم بإحدى الطريقتني‪ .‬األوىل‪ ،‬امل راقب يالحظ تطور النظام عن طريق‬
‫التشابك به‪ .‬الثانية‪ ،‬م راقب يالحظ التطور مقارن ةً بساة خارجية غري معتمدة إطالقً ا على‬
‫كل من الفوتونات املتشابكة لديه استقطاب‬ ‫هذا «الكون»‪ .‬التفاصيل التجريبية مباشرة‪ٌ .‬‬
‫ميكن تغيريه بتمريرها يف صفيحة م��زدوج��ة االن ��ك��س��ار‪ .‬يف التجهيز األول للتجربة‪ ،‬يقيس‬
‫امل راقب استقطاب فوتون واحد‪ ،‬وبالتايل يكون متشاب ًك ا معه‪ .‬مث تتم مقارنة هذا بالفوتون‬
‫الثاين‪ .‬الفرق هو قياس للزمن‪ .‬متّ إعادة التجربة أكثر من مرة بسمك خمتلف للصفيحة يف‬
‫كل مرة‪ .‬يف التجهيز الثاين‪ ،‬مير زوج الفوتونات يف الصفيحة مما يغري من استقطاهبم‪ ،‬ولكن‬

‫‪54‬‬ ‫‪53‬‬
‫رهان باسكال‬

‫رهان باسكال‬
‫مما سبق نستنتج أن اإلحلاد هو الطريق األكثر منطقية ليسلكه العاقل ‪ .‬جيب على املؤمن‬
‫أن يكون أكثر عقالنية يف تصوارته عن الرب وأن ال يقبل أي فكرة جملرد أن الناس تتبعها‬ ‫رهان باسكال‬
‫بل عليه التحقق منها قدر االمكان بغض النظر عن العواقب ‪ .‬او اخل��وف من الصواعق‬
‫واخلسف من اهلل الشرير وجحيمة امللتهب كما يُصور االسالم !‬

‫ُس ؤال يسأله الكثري من املؤمنني للملحد عندما يرون أنه النتيجة من حوار شخص ال يقتنع‬
‫إال باملنطق واحملسوس امل خترب ‪.‬‬
‫ماذا لو كنت خمطئ ؟ ُماذا لو كان بالفعل هناك رب وانت أحلدت به؟‬
‫تُسمى هذه احلُجة ِرهان باسكال وهو منطق باطل وتعترب الورقة األخرية يف يد امل ؤمن ‪ .‬سوف‬
‫اُح��اول استع راض هذه احلجة بشكل اوس��ع وما هي املشاكل فيها ومل��اذا تُعتربُ من اسخف‬
‫األسئلة اليت ميكن أن تسأهلا مللحد‬
‫إذا كان املؤمن على خطأ واهلل غري موجود فلن خيسر شيئ اً إذا كان امللحد على خطأ واهلل‬
‫موجود فسوف يذهب إىل النار‬
‫هلذا من احلكمة أن ختتار االميان لكي ال تذهب إىل النار ولن ختسر شئ اذا مل يكن هناك رب‬
‫أوالً ‪ ,‬اف�ترض ��ت احلجة أن االع ��ت ��ق ��اد وع��دم االع ��ت ��ق ��اد ه��و ِخ ��ي��ار ب��دال م��ن أن يكون ش ��ئ حيدد‬
‫باالسباب والتحليل والظروف واالدلة ‪.‬‬
‫االحل��اد ليس باختيار انا مل أختار ان اك��ون ملحد ‪ .‬االحل��اد هو نتيجة لرفضي لإلعتقادات‬
‫اخل رافية ‪ .‬هلذا كانت النتيجة كوين ملحد وليس إختياراً‬
‫ثاني اً ‪ ,‬إفرتضت احلجة أنه هناك ِخ يارين فقط ‪ . .‬إما اله املؤمن خطأ او امللحد خطأ فيما‬
‫انه يف احلقيقة قد يكون كِ المها خاطئ ‪ .‬قد يكون هناك إله ولكنه ليس إله املؤمن ‪ .‬رمبا‬
‫كان هذا اإلله اليهتم إن كان الناس يؤمنون به أم ال ‪ .‬على عكس إله املسلمني الذي يغار‬
‫ويغضب ويطلب اخلضوع ويتصرف بطفولية كالبشر ‪ .‬رمبا هذا اإلله يَقبل النقد والتفكري‬
‫املنطقي ‪ .‬وهو أكرب من أن يضع كيانة وعظمته مع تفكري البشر الذي هو خلقهم ل رياقبهم‬
‫ويسجل عليهم ‪ .‬فإذا كان إله عطوف وراقي فهو الميانع بأن اليؤمن الناس وهذا مايُسمى‬
‫بِ ِرهان امل لحد‬
‫ثالث اً ‪ُ ,‬يقولون لن ختسر شيئا ان كنت مؤمن وعلى خطأ ؟! املؤمن سيقضي طوال حياته يف‬
‫طقوس ال معىن هلا ويفين الساعات والدقائق من عمره يف هذه املمارسات ‪ ،‬هبذا يكون أهدر‬
‫حياته الوحيدة يف الوهم ‪ ،‬وباع عقله ملبادئ من العصر اجلاهلي ‪ .‬ذلك هلو اخلُس ران العظيم‬
‫رابع اً ‪ ,‬اجلميع لديه نفس النسبة يف الدخول اىل اجلنة أو النار على اف رتاض وجودمها ‪ .‬يف هذا‬
‫العامل يوجد أكثر من ‪ 1000‬إله واكثر من هذه االهل��ه أدي��ان ومذاهب واعتقادات ومجيعها‬
‫تدعي أهن ��ا الطريق الصحيح الوحيد‪ .‬وماعدا ذل ��ك فهو باطل ‪ .‬فامللحد لديه نفس نسبة‬
‫املؤمن يف دخول اجلنة أو النار قياسا على عدد هذه األديان‬

‫‪56‬‬ ‫‪55‬‬
‫كوندوم جمتمع مذكر‬

‫كنده يوسف‬

‫تباين الضوء ووجهك يشعرين حبنني لك‬ ‫هل تقصدين أن؟‬


‫توقف اآلن‪ ..‬واحزم كلماتك حىت نصل‪..‬ال أريد أن ي راين أحد‪ ..‬أرجوك‬ ‫نعم‪ ،‬تود فعل ذلك؟‬
‫صعدنا حضرة احملقق‪ ،‬وكانت متوترة أقسم‪ ..‬أقسم بكل ما أمتلك من ال شيء أهنا توترت‪..‬‬ ‫يا إهلي أشعر أين سأبدأ بالضحك‪ ..‬تطلبني هكذا‪ ..‬أشعر بغ رابة املوقف‬
‫ضغطت عليها‪ ..‬مل أجربها ال مل أفعل‪..‬‬
‫ُ‬ ‫شعرت بنوع من الضغط‪ ..‬نعم أعرتف أين‬ ‫ْ‬ ‫أو ل رمبا‬ ‫امسعين أرجوك‪ ،‬ال تكرر كلمة طلب‪ ..‬هذا ليس بطلب‪ ،‬إنه أمر أود وأرغب وأشعر أين أريده‬
‫كانت املرة األوىل ‪ ..‬حضرة احملقق صدقين‪ ..‬امسعين أرجوك… سأجلس كما تطلب‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫ولكن‬ ‫معك‪..‬معك أنت‬
‫سأتوحد والكرسي‪ ..‬أعتذر على الوقوف‪..‬سأكمل…‬ ‫أنت هذه املرة… هيا بنا‬ ‫امسعيين ِ‬
‫بسرعة أرجوك فلندخل…‬ ‫نعم!‬
‫تفضلي…‬ ‫نعم‪ ..‬نعم نعم‪ ،‬ولكن!‬
‫يا إهلي‪..‬من يسكن هنا‪ ..‬يبدو املكان بقمة الفوضوية…‬ ‫ماذا؟‬
‫ال عليك إنه منزل أحد األصدقاء‪ ..‬وقبل أن تسأيل لن يأيت أي منهم اليوم…‬ ‫هل هي املرة األوىل؟‬
‫قبل أن تذهب للمطبخ‪ ..‬أريد أن أسألك أم راً‬ ‫نظري اً ال أبداً‪ ،‬ككل النساء أعيش حياة مزدوجة إحداها داخل خميليت‬
‫صعدت هنا مع شخص مثلي‪ ..‬ومل‬ ‫ِ‬ ‫آه عرفت‪ ..‬وانظري كم يبدو وجهي خائب اً‪ ..‬كيف‬ ‫خائفة؟‬
‫ختايف ومل تشعري ومل‪ ..‬آه كم أنا أمحق أمامك اآلن‪.‬‬ ‫ال أدري… ولكن أريد ذلك فع الً‬
‫أنت أمحق فع الً‪ ..‬أيها اخلائب وودت أن أعرف ‪ ..‬هل حتبين حق اً ؟‪..‬أجبين‬ ‫ذهبنا سوي اً‪ ،‬كنا متحمسني لدرجة لن يدركها غرينا‪ ،‬مل نكرتث لعري الشوارع من الكائنات‬
‫إن مل أحبك ملاذا أحضرك هلذا املكان‪ ..‬ومنكث وحيدين‪ ..‬اقرتيب اقرتيب اآلن…‬ ‫بل أعجبنا األمر‪ ،‬حضرة احملقق هل تدرك كم من املشقة بذلت حىت وجدت شخص اً بوقاحتها؟‬
‫ولكن…‬ ‫حضرة احملقق ل رمبا تبدو قصيت ساذجة ومجلي مشوشة فأنا مل أعد أذكر متام اً‪ ..‬ال ألوم حضرتكم‬
‫ال ت راوغي خبجل‪ ..‬اقرتيب‪ ..‬هيا فلندخل سوي اً‬ ‫فللضربات املتتالية وقع على الذاكرة وخاصة حني تتماهى العصا مع جلدي‪ ،‬فأحسبين من‬
‫سأنري املكان‪..‬ال أشعر أين احب أن …‬ ‫يؤذي العصى ال العكس‪ ،‬نعم كما تطلبون‪ ..‬سأكمل‪.‬‬
‫واملكان مظلم؟‬ ‫أتشعرين بتوتر؟ هل أشرتي لك شيئ اً قبل الصعود؟‬
‫نعم‬ ‫ال‪ ..‬رمبا نعم‪..‬أشعر بتوتر عارم وكأين اثنتني داخلي‪ ..‬فلنصعد‬

‫‪58‬‬ ‫‪57‬‬
‫يا إهلي‪ ..‬هل تدركني ماذا كتب هنا؟‬ ‫كما شئت ولكن أسديل الستائر…‬
‫ال شأن يل بظنونك اآلن وهذا ما أريد طباعته متام اً‪ ،‬احرق ما حتمل من أوراق فكلها ال تعن‬ ‫سيدي يف تلك الدقيقة وحينما أن��ارت امل ��ك ��ان‪ ..‬عرفت أن أم��راً ما سيحدث‪ ،‬أقسم لك‪،‬‬
‫شيئ اً أمامها‪ ،‬هي أعظم من أن ختفى داخل حقيبة نسائية‬ ‫أوتدري حينما تفكر بأسوأ ما ميكن أن حيدث ومن مث حيدث‪ ،‬هذا ما عابين يف تلك اللحظة‪..‬‬
‫أتدركني العاقبة؟‬ ‫وبدأت بالتعرق‪.‬‬
‫ُ‬ ‫توجست خيفة‬
‫نعم‪ ..‬وال أكرتث أبداً‪ ،‬أريد توزيعها أريد أن نوزعها سوي اً‪ ..‬أريد مشاركتك أرغب بتوزيعها‬ ‫عماذا تبحث‪ ..‬ملاذا تبعثر األوراق هكذا أخربين أرجوك‪ ..‬هل تريد…‬
‫مع اً‬ ‫ال عليك ال عليك دعي كل شيء على السرير‬
‫فلنكتب ما أمكن اآلن‪ ،‬لدي وسيلة للنسخ ويف الصباح سيكون كل شيء جاهز‪ ..‬هيا‬ ‫ال تتوتر أرجوك أظن أين أمحل واحداً…‬
‫أعطتين ال��واق��ي س��ي��دي‪ ،‬حينها توقفنا ع��ن ال��ك�لام‪ ،‬س ��ي��دي ه��ل ت�لاح��ظ أين عندما ألفظ‬ ‫حتملني؟‬
‫سياسية أخفض ص ��ويت؟ أخ ��اف ذكر كلمة كهذه‪ ،‬اخ��اف التفكري يف كلمة كهذه‪ ..‬حنن‬ ‫نعم يف احلقيبة… انتظر دقيقة‬
‫نتحدث سياسة يف كل األماكن‪ ،‬ولكن عند اجلنس نصمت كلنا‪ ،‬أردت االختالء هبا لنتحرر‬ ‫ولكن…!‬
‫أما السياسة ال أفهم بأمور كهذه أقسم‪ ،‬هي بلهاء‪ ..‬نعم أعرتف مبلء الصوت والرجولة‬ ‫سيدي احملقق‪ ،‬ذاك األبله كاذب كاذب‪ ،‬محداً هلل أننا معزولون وأنه ال يسمع ما أقول‪ ..‬أقسم‬
‫والكربياء واحلياة نفسها وأنا أصرخ أين مارست معها اجلنس فقط‪.‬‬ ‫سيدي‪ ،‬وانا أصر كوين عفيفة طاهرة‪ ،‬مل أحتدث عن اجلنس وال ملرة يف حيايت أقسم لك‪ ،‬ملاذا‬
‫ال تصدقين؟ حىت أين أخفض صويت عند احلديث عن أمر كهذا‪ ،‬وأنا‪ ..‬انا أمحل واقي اً ذكري اً‬
‫داخل حقيبيت؟ كيف يل أن أفعل أم راً مشين اً كهذا؟ أال تدرك أنه عيب حضرة احملقق؟ نعم‬
‫طلبت االختالء به ومن يستطيع إج راء حديث سياسي حقيقي يف أيام كهذه؟ ل رمبا ظن أين‬
‫أين أمحل أشياء ختص الرجال ولكن أقسم مبلء الفم واملعدة والرحم وكل أغشييت احلميمة أننا‬
‫حتدثنا بكل مواضيع السياسة واملناشري أقسم أقسم‪ ..‬هذا ما حدث‪.‬‬
‫ال تشعر بتوتر‪ ..‬ال تبعثر األوراق باحث اً يف كومة قش ‪ ..‬أمحل واحداً‪..‬سأجلبه لك‬
‫ولكن!‬
‫تفضل‪ ..‬ألق نظرة‬

‫‪60‬‬ ‫‪59‬‬
‫لنناقش احلجة التالية ‪" :‬إذا كنت ال تؤمن بوجود اهلل فأثبت عدم وجوده"‬

‫لنناقش احلجة التالية ‪" :‬إذا كنت ال تؤمن بوجود اهلل فأثبت عدم وجوده"‬
‫من األقوال اليت تعمل تدرجيي اً على احلد من التفكري و التحليل النقدي‬ ‫لنناقش احلجة التالية ‪:‬‬
‫و لكن إذا كانت القضية مدعومة بأدلة ‪ ..‬فيجب أن يرحب أصحاهبا بالتحدي بثقة‬ ‫"إذا كنت ال تؤمن بوجود اهلل فأثبت عدم وجوده"‬
‫و بالنهاية سوف تنتصر‬
‫و يف املقابل اذا مل تكن مدعومة باألدلة فسوف يتم استكشافها و حتديها و كنتيجة هنائية‬ ‫طارق الياس‬

‫رفضها‪.‬‬

‫و يقول روبرت غرين فيما يتعلق برمي املعتقدات البالية و الغري مثبتة‪:‬‬ ‫اذا قبلت أي شيء و كل شيء ال ميكن اثبات عدم وجوده ببساطة ألن أحداً ما يف مكان ما‬
‫«كلما دمرنا و ختلصنا من معتقدات خاطئة أكثر ‪,‬فتحنا جماالً أوسع للحقيقة»‬ ‫يؤمن بوجوده ( بابا نويل – د راكوال – الكائنات الفضائية – وحش السباغييت الطائر ‪.....‬‬
‫اخل) ستكون حياتك كوميديا مأساوية من املعتقدات املتضاربة‪ .‬و سيكون عقلك حتت رمحة‬
‫و إذا جرحت مشاعر أحد ما‪....‬‬ ‫أي فكرة شاردة تطري يف اهلواء‪.‬‬
‫أقول له أن العلم و األدلة و احلقائق ال تأبه ملشاعرنا‪.‬‬ ‫و بالتايل األميان هو وسيلة مأساوية لعيش حياتك‪.‬‬
‫إن األميان هو قبول شيء ال تدعمه األدلة‬
‫لذلك يطلق عليه اسم األميان و ليس املعرفة‪.‬‬
‫و هنا يقوم املؤمنون بالدعوة اىل أن العلم جيب رفضه (بطرق مباشرة أو غري مباشرة) ألنه ليس‬
‫مثايل و ألنه ال ميكننا معرفة شيء ما حق املعرفة و بصورة كاملة‬
‫أو حبجة أن الناس تعبث و تلوي احلقائق العلمية لكي تتناسب مع نواياهم يف تدمري الدين‬
‫‪....‬‬
‫لذلك يقولون أن كل أنظمة األميان تستحق اإلح رتام‪......‬‬

‫يا هلا من فلسفة عيش مبهمة كسولة‪.‬‬


‫مث الً‪:‬‬
‫اجلاذبية األرضية‪:‬‬
‫إهنا حقيقية و موجودة إلنه ميكن لنا معاينتها و قياسها و متثيلها‪...‬‬
‫و إذا قام أحد ما بإنشاء دين أو معبد ضد وجود اجلاذبية مث الً ‪ ..‬فأهنم أح رار بفعل هذا‬
‫لكنهم لن يتلقوا االح رتام فقط ألن أمياهنم و معتقدهم عزيز عليهم‪..‬‬
‫بالطبع أولئك الذين ال يتفقون معهم و حيملون آراء مغايرة تنفي واقع دينهم سيقال عنهم‬
‫أهنم يدمرون اجملتمع و كفار و كارهني‪....‬اخل‪.‬‬
‫إهنا آلية وقائية الحظها علماء النفس و عاينوها و فسروها جيداً‬
‫يقوم املتدينون مبحاوطة أمياهنم بقدسية هشة و ميتنعون عن التحدث عنه كمقولة‪ :‬هذا‬
‫ح رام‪ ...‬ال تفكر هبذه الطريقة‪...‬ال تشكك ‪ ..‬ببساطة جيب عليك األميان بقلبك‪ ...‬و الكثري‬

‫‪62‬‬ ‫‪61‬‬
‫جسد يقاوم رجم اجلسد و عقل يقارع رجم العقل‬

‫جسد يقاوم رجم اجلسد و عقل يقارع رجم العقل‬


‫هل تعتقدين أنك أوصلت رسالتك بوضوح ؟‬ ‫جسد يقاوم رجم اجلسد و عقل يقارع رجم العقل‬
‫‪ -‬نشأت يف عائلة متدينة تق ّد س العادات والتقاليد‪ ،‬إال أنين اخرتت اخلروج عن املألوف‬
‫فواجهت الكثري من االنتقاد والتهديد‪ .‬انتقلت للعيش خارج الوطن‪ ،‬ومع ذلك مل أستطع‬
‫ابتهال حممود‬
‫اهلروب من االنتقادات والتهديدات‪ ،‬فجاءت فكرة عمل هذه الصورة كمحاولة للخروج‬
‫من قوقعة اخل��وف وملواجهة الواقع كما أن��ا‪ ،‬بكل ما أمحله يف داخلي من حب للحياة يف‬ ‫جتربتها و معاناهتا الشخصية يف تعامل الدين‬
‫جتس د املوت الذي كان الكثريون يتمنونه يل‪ .‬كانت حماولة إلرسال رسالة للكثريين‬ ‫صورة ّ‬ ‫مع امل رأة جعلها هترب و تقاوم من مث تتحدى و‬
‫بأنين ختطيت قيودهم ومل أعد أرتعب أمام هتديداهتم يل بالرجم‪ ،‬فأنا ام��رأة ترسم مصريها‬ ‫تصرخ يف وجه الدين ‪.‬‬
‫بنفسها‪.‬‬ ‫لقائنا معها كان أقل ما ميكن تقدميه للتعريف‬
‫هبا و بفكرها و شجاعتها ‪.‬‬
‫ملا اخرتت التعبري باجلسد االنثوي ملا مل ختتاري مث الً الفته أو صفحة فيسبوك أو عريضة و‬
‫توقيعات أو موقع على االنرتنت ؟‬ ‫نبدأ‪...‬‬
‫‪ -‬اجملتمعات الذكورية ختشى جسد امل��رأة وتعتربه هتديداً هلا وألمنها واستق رارها‪ .‬فكان‬
‫اختياري للخروج إىل العامل هبذا الشكل مبني اً على إمياين بأننا أحيان اُ نضطر إىل السري على‬ ‫ه���ل م���ن امل��م��ك��ن أن ت��ع��ريف ن��ف��س��ك ل���ق���راء اجمل ��ل ��ة‬
‫مبدأ «داوها باليت كانت هي الداء‪».‬‬ ‫بثالث أسطر‬
‫‪ -‬أنا إنسانة أحلم بعامل تسوده احملبة‪ ،‬ال مكان‬
‫هل تعتقدين أنك اصبحت معرضة للخطر بعد تلك الصور ؟‬ ‫فيه للحقد وال للك راهية‪ ،‬تتالشى فيه كل أشكال‬
‫هل مت هتديدك أو أيذائك ؟‬ ‫القمع والظلم حتت كل املسميات املق ّدسة وغري‬
‫معرضة للخطر قبل عرض تلك الصور‪ ،‬والسبب هو ظروف زواجي املثري للجدل‬ ‫‪ -‬كنت ّ‬ ‫امل��ق�� ّدس��ة‪ .‬أج��ي��د بضعة ل ��غ ��ات وأع��م��ل يف الرتمجة‬
‫‪ -‬واالنفصال املثري للجدل أيض اً‪ .‬تلقيت الكثري من التهديدات ألنين قررت االستم رار يف‬ ‫والكتابة والصحافة‪ ،‬وأمتىن املسامهة يف صنع عامل‬
‫حيايت كام رأة مستقلة‪ ،‬ورفضت العودة إىل احلياة كطفلة ال متلك من أمرها شيئ اً ويتحكم‬ ‫أفضل للجميع ‪.‬‬
‫فيها مجيع ذكور العائلة‪ ،‬خاصة وأنين كنت مطلقة‪ .‬رفضي للخضوع كان دائم اً سبب اً يف‬ ‫ماهو عملك ‪ .‬د راستك ؟‬
‫تعرضي للتهديد والتنديد‪ .‬وبعد أن أخذت تلك الصور الفنية‪ ،‬أصبحت أتلقى التهديدات‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬درست األدب اإلجنليزي وحصلت على شهادة البكالوريوس عام ‪ .2005‬عملي األساسي‬
‫من جهات أخرى أيض اً‪ ،‬لكنين ومع جتربيت الطويلة مع هذا املوضوع‪ ،‬تع لّ مت كيف أتعامل‬ ‫مؤخ راً رئاسة شعبة اللغة العربية يف االحتاد العاملي للمرتمجني الفوريني‬ ‫هو الرتمجة‪ .‬تس لّ مت ّ‬
‫مع هذا النوع من التهديدات‪.‬‬ ‫(‪ .)IMIA‬ومع اهتمامايت األكادميية‪ ،‬مل أستطع إمهال اجلانب الفين يف شخصييت‪ ،‬فاجتهت‬
‫أيض اً إىل عرض األزياء ‪.‬‬
‫ماهي مشكلتك بالضبط مع الدين ملا‬ ‫شاركت‬
‫رفضت أن تكوين منضوية حتت مسمى‬ ‫كشاعرة يف مهرجان الشعر ال ��ذي أقيم احتفاالً بيوم السالم العاملي يف مدينة سياتل (‪21‬‬
‫ام رأة مؤمنة متدينة ؟‬ ‫سبتمرب ‪ ،)2013‬ومهرجان السالم يف مدينة بيلينغهام (‪ 9‬نوفمرب ‪ ،)2013‬حيث قمت بإلقاء‬
‫اخل رافة تقول أن الدين هو احلافظ االكرب‬ ‫عدة قصائد باللغة اإلجنليزية تتناول اجلانب القبيح للص راعات بني البشر‬
‫حلقوق امل رأة مارأيك ؟‬
‫‪ -‬م���ش���ك���ل�ت�ي م�����ع األدي�����������ان وخ����اص����ة‬ ‫اخرتيت مقارعة حجارة الرجم بصور جلسدك مرجوم اً موسوم اً بكتابات الرجم املقدسة‬
‫اإلب راهيمية منها‪ ،‬هي أهن ��ا تعامل امل��رأة‬
‫‪64‬‬ ‫‪63‬‬
‫جسد يقاوم رجم اجلسد و عقل يقارع رجم العقل‬

‫جسد يقاوم رجم اجلسد و عقل يقارع رجم العقل‬


‫هل تعتقدين أنه ميكن اصالح النصوص الدينية رغم قدسيتها عند متبعيها ؟‬ ‫كمخلوق أقل إنسانية من الرجل‪.‬‬
‫أقصد أنه من املستحيل حذف آية واحدة من القرآن فما احلل مع مئات آيات احلقد و القتل‬ ‫هذه النظرة هي نفس التفسري الذي‬
‫و التحقري ؟ و االمر متشابه يف املسيحية و اليهودية ؟‬ ‫يعطيه املتدينون ملقولة أن األديان‬
‫‪ -‬سيكون ذل ��ك من الصعب ج��داً‪ ،‬لكنه ليس مستحي الً‪ .‬األم��ر يتط لّ ب تغذية اجلانب‬ ‫حت���ف���ظ ح����ق امل�������رأة ول���ك���ن ب��ق��ال��ب‬
‫العقلي واحلس اإلنساين عند الفرد‪ ،‬وعندها يبدأ العقل بإد راك ما يتعارض مع اإلنسانية من‬ ‫خم���ت���ل���ف‪ ،‬ف���م���ث �ل�اً ي���ق���وم���ون ب��ت ��غ��ي�ير‬
‫يقرها الدين وتتعارض مع احلس اإلنساين‪ .‬يلزمنا إث راء‬‫النصوص الدينية لدى مواجهة قضية ّ‬ ‫حقيقة أن األدي����ان تنص على أن‬
‫املهارات النقدية لدى الفرد حىت وإن بدأت بعيداً عن النواحي الدينية‪ ،‬ويف النهاية سيصل‬ ‫امل رأة سلعة ميتلكها الرجل بقوهلم‬
‫األث��ر إليها‪ .‬هناك دائم اً جهود كبرية لنشر الثقافة الدينية يف اجملتمع‪ ،‬وجي ��ب مواجهتها‬ ‫أن األدي������ان ت��ع��ت�بر امل�����رأة «ج���وه���رة‬
‫حتث العقل على التفكري والتمحيص بدالً من اإلميان املطلق‬ ‫بكم مماثل من املشاريع اليت ّ‬ ‫غالية الثمن» وجيب احملافظة على‬
‫واملتوارث‪ .‬وهنا أيض اً تكمن أمهية الدولة العلمانية‪ .‬القوانني العلمانية تطبّ ق على اجلميع‬ ‫ه���ذه اجل��وه��رة ب��اإلخ��ف��اء وال��وص��اي��ة‬
‫عم ا إذا كانت ديانة‬ ‫بغض النظر ّ‬
‫بغض النظر عن خلفيتهم الدينية‪ .‬ستكون اجلرمية جرمية ّ‬ ‫ّ‬ ‫الدائمة ‪..‬‬
‫اجملرم تسمح بذلك‪.‬‬
‫أنت كنت أحد ضحايا التنكيل بامل رأة ديني اً و استطعت جماهبة هذا التنكيل و حتديه‬
‫هل ب رأيك املستقبل أكثر تدين اً أم اكثر احلاداً أو علماني ةً على األقل ؟‬ ‫مباذا تستطيعني أن تنصحي عش رات آالف النساء االيت يتعرضن ملثل ال بل ألبشع من هذا‬
‫‪ -‬ملستقبل أكثر علمانية بال شك‪ ،‬وأكثر إحلاداً بال شك‪ .‬األديان تسري إىل حتفها و حتفر‬ ‫التنكيل و االحتقار و مصادرة احلرية يومي اً ؟‬
‫قربها بنفسها عرب ما حيدث هذه األيام من ج رائم بشعة انتشرت يف كل أرجاء العامل حتت‬ ‫‪ -‬سأقوهلا بص راحة‪ ،‬وبكل أسف‪ ،‬أن ما أوصل حال امل رأة إىل ما صار إليه هو امل رأة نفسها‪.‬‬
‫مسميات دينية‪ .‬سيصل اإلمر إىل حد لن تنفع معه كل احمل ��اوالت لتجميل الوجه القبيح‬ ‫كيف ميكن أن تتق ّدم ام رأة تعترب من ضرب الرجل هلا «تكرمي اً» وتعترب غريته املرضيّ ة عليها‬
‫لألديان‪ .‬‬ ‫«حمبّ ة»؟ على امل��رأة أوالً وأخ �يراً أن ت ��درك بأهنا متساوية اإلنسانية مع الرجل‪ ،‬وأن ال تسمح‬
‫لك رامتها أن هتان حتت الضغوطات العائلية‪ ،‬وأن تدرك أن تغيري العادات والتقاليد البالية‬
‫هل جتربتك الصورية هي اآلخرية أم هناك ما هو قيد التحضري أو الد راسة أو التفكري ؟‬ ‫حيتاج إىل النساء بالدرجة األوىل ألنه تقع عليهن مسؤولية تنشئة األجيال املستقبلية‪ ،‬فتنتهي‬
‫‪ -‬كنت سعيدة جداً باألصداء اليت حققتها التجربة‪ .‬ليس هناك مشاريع قيد التحضري‬ ‫سلسلة الص راع‪.‬‬
‫حالي اً‪ ،‬ولكنين سأكون سعيدة جداً خبوض مشاريع أخرى مشاهبة‪ .‬‬
‫ما هو أقوى سالح ب رأيك يف وجه التدين و ماجيلبه من قتل و ختلف و خ رافة و تعدي على‬
‫ابتهال حممود سعدت شخصي اً بالتحدث معك و أظن أن ق راء جملة أنا أفكر سيسعدون و‬ ‫احلقوق العامة و اخلاصة ؟‬
‫يستمتعون و يستفيدون من مقابلتنا معك‬ ‫‪ -‬ال ميكننا ‪ -‬ولن ميكننا ‪ -‬أن منحو األدي��ان من حياتنا‪ ،‬فالكثري من الناس حيتاجون إىل‬
‫الكلمة االخرية لك ؟‬ ‫وإل لدخلوا يف ‪ identity crisis‬أو «أزمة اهلوية»‪ .‬ليس يف مقدرة‬ ‫وجود الدين يف حياهتم اّ‬
‫القراء‪.‬‬
‫‪ -‬أشكرك جزيل الشكر على منحي هذا املنرب إليصال صويت إىل مساحة أكرب من ّ‬ ‫اجلميع الوصول إىل حالة فكرية مستقلة إىل درجة االستغناء عن وهم اإلله‪.‬‬
‫دمتم مبحبة وسالم‪ ...‬وعقل ن يرّ ‪.‬‬ ‫ما احلل إذاً؟ احلل هو علمانية قوانني الدولة أوالً‪ ،‬والسماح للتجديد يف اخلطابات الدينية اليت‬
‫أكل عليها الدهر وش��رب‪ .‬فمع أن معظم املتدينون يعرفون حق املعرفة بأن كتبهم الدينية‬
‫أجرى احلوار أمين غوجل‬ ‫حتوي ما يندى له اجلبني من النصوص والتشريعات‪ ،‬إال أهنم يرفضون املساس هبا ويعتربون‬
‫‪2014-1-3‬‬ ‫حماولة ذلك كف راً وهرطقة‪.‬‬

‫‪66‬‬ ‫‪65‬‬
‫لسيطرة على شعب عربي مع املي العكرة‬

‫لسيطرة على شعب عربي مع املي العكرة‬


‫لسيطرة على شعب عربي ‪...‬‬

‫‪ -1‬جيش ديكتاتوري‬
‫‪ -2‬دين ‪*.‬‬
‫إذا كان اخليار العسكري طريقك حتتاج إىل شعارات وطنية وعدو ومهي‬
‫‪ -‬الصهيونية ‪ ..‬أعداء الوطن ‪.‬‬
‫‪ -‬تسقط أمريكا وإس رائيل ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلمربيالية األمريكية خطر ‪.‬‬
‫‪ -‬بلد الصمود ‪ ..‬بلد التحدي ‪.‬‬
‫وه نا تنجح بشكل قطعي بإشغال الشعب عن حقوقه والركض خلف أوهام مثل اإلمربيالية‬ ‫ُ‬
‫وغريها‬
‫وبدل أن يسأل املواطن ملاذا أنا فقري‬

‫يقول ‪ :‬املوت ألمريكا وإس رائيل ‪.‬‬


‫أما إذا كانت احلكومة إختارت الدين للسلطة فهي أيض اً حتتاج إىل شعارات دينية وعدو‬
‫ومهي ‪.‬‬

‫العلمانيون ‪ ..‬أعداء اإلسالم ‪ -.‬اللعنة على الغرب الكافر ‪.‬‬


‫‪ .‬مؤامرة على ديننا احلنيف ‪.‬‬
‫مع القليل من الص راعات الطائفية « تخُ رب السنة عن خطر الشيعة «وتخُ رب الشيعة عن خطر‬
‫السنة «‬
‫وه نا تنجح بشكل قطعي بإشغال الشعب عن حقوقه والركض خلف أوهام مثل « ‪#‬سنة‬ ‫ُ‬
‫و ‪#‬شيعة « أو « مؤامرة ضد اإلسالم « ‪.‬‬
‫وبدل أن يسأل املواطن ملاذا أنا فقري ؟‬

‫يقول ‪ :‬املوت ألعداء الدين ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫‪68‬‬ ‫‪67‬‬
‫لتحميل املجلة‬
issuu
www.issuu.com/i-think-magazine
Mediafire
www.mediafire.com/?odd3nd897q2ne
Box
www.box.com/s/zhvvajbeglqpq2enaqzp
facebook
www.facebook.com/I.Think.Magazine
Web
www.ithinkmag.net
www.i-think-magazine.blogspot.com

‫عيشوا سعداء‬...ً‫شكرا‬

You might also like

  • 31 PDF
    31 PDF
    Document57 pages
    31 PDF
    OrwaB.Al-Shara'a
    No ratings yet
  • 21
    21
    Document65 pages
    21
    OrwaB.Al-Shara'a
    No ratings yet
  • 11
    11
    Document73 pages
    11
    OrwaB.Al-Shara'a
    No ratings yet
  • 17
    17
    Document68 pages
    17
    OrwaB.Al-Shara'a
    No ratings yet