Professional Documents
Culture Documents
29 PDF
29 PDF
نحن ال نملك كتاباً مقدساً حنن ال منلك كتاباً مقدساً 2 هيئة التحرير
و ال منلك ماليني الشيوخ و الرهبان و رجال الدين و املبشرين العقل يف منظور الفيزياء الكوانتية وفلسفة الطبيعة 3
ال منلك دوراً للعبادة ماذا قدمت النساء للعلم؟؟ 22 أمين غوجل
و ال منلك مدارس و معاهد و جامعات لتدريس افكارنا اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي 24 أخيل
مقابل مئات اآلالف لناشري األديان و معتنقيها من الروح إىل الوعي 38 تيتان
حنن ال منلك قناة تلفزيونية أو اذاعية واحدة مقابل عشرات آالف القنوات الدعوية ملختلف االديان أمهات املؤمنني ـ قراءة مغايرة (صفية بنت حيي) 48 نور
حنن ال منلك تدريس أفكارنا منذ الصغر يف املدارس مقابل عمليات غسيل االدمغة ألطفال معتنقي ملاذا اإلسالم هو حمور النقد والسخرية؟ 52 Hunger Mind
االديان ،و لكن حنن باملقابل منلك ما ال ميلكونه جمتمعني االقتصاد االسالمي بضعة نقاط 56 دين
حنن منلك املنطق و العلم نبضات بن باز ...لقد رأينا اهلل ! 58 تامبي
و هلذا السبب جمموعة المتلك كل هذه الوسائل و ال تضخ هلا كل هذه املليارات و جييش هلا مئات بن باز ..حوار 62 كاترينا
آالف الشيوخ و الرهبان و يتوفر هلا كل مستلزمات الضخ االعالمي و الثقايف و اجملتمعي و القانوين التحيزات املعرفية الـ 12اليت متنعك من أن تكون عقالنياً 68 بن باز عزيز
و السياسي . إمساعيل أدهم ورسالته :ملاذا أنا ملحد؟ 76 رامي
تنتصر و تؤرق و حيسب هلا كل هذا احلساب السيارة اليت صنعت نفسها 90
ال بل مؤخراً أصبح هناك دورات و دراسات و مواقع و صفحات للرد علينا من اهلل إىل الكمبيوتر 94
كم أنتم ضعفاء ...أنتم و اديانكم و كل آهلتكم مشاعر اللالديىن 100
بعد كل هذا تعب الذين تتعبونه لتجهيل الشعوب ...و بعد كل هذه األموال ماذا لو؟؟ 102
هناك بلدان بأكملها أصبح فيها املتدينون أقلية أحوال شخصية 104
هناك أجيال بأكملها رفضت ترهاتكم بعد أن مسعت أول مجلة منطقية نقض الدستور املصري اجلديد من وجهة نظر اإلسالم 106
أنتم تتخبطون و تقاتلون و تذحبون و ترهبون و تدفعون املليارات
و حنن جنعل الناس حتتفل باملنطق جماناً
أنتم تسرفون بعبادة من تعتقدون أنه يف السماء و تسرفون أكثر بعبادة من هم على األرض
و حنن نسرف باالحتفال حبريتنا ...و شتان بني عبيد و أحرار
2 1
العقل يف منظور الفيزياء الكوانتية وفلسفة الطبيعة العقل يف منظور الفيزياء الكوانتية وفلسفة الطبيعة
أن العقل ،كما يتجلى على حنو طاقة قادرة على اختاذ الق رار ،يكون إىل ٍ
حد
كل إلكرتون.
ما ،متأص الً يف ّ العقل هو مسرية الطبيعة ملعرفة ذاتها
.2المستوى الثاني :ه��و امل��س��ت��وى ال���ذي ي ��ك��ون فيه العقل على حنو نـدره اليـازجـي
م ��ا ن ��دع��وه ب ��ـ «مستوى التجربة اإلنسانية امل��ب��اش��رة» .فوفق ه��ذا املستوى،
تظهر عقولنا وكأهنا أجهزة تعمل لتوسيع املك ِون األساسي للعقل الفاعل يف
يحُ تمل أال تكون لإلنسان روح خاصة ب��ه ،لكنه على األق��ل ،ج��زء من روح
اخليارات الكوانتية اليت تضعها اإللكرتونات أو الذ رات داخل رؤوسنا .وهذا
كربى ،هي روح واحدة شاملة ختص كل إنسان.
يشري إىل أن الكون ،يف ك لّ يته ،مالئم لنمو العقل.
جون شتاينبك
.3المستوى الثالث :ه��و املستوى ال��ذي نشاهد فيه امل ��ك�� ِون العقلي
األساسي للكون .يقول فرميان دايسون« :إننا ،إذ نعرتف بوجود هذا املك ِون
العقلي للكون ،نعرتف يف الوقت ذاته ،بأننا أج زاء صغرية من اجلهاز الكوين
الذي يشري إىل حقيقة الوعي الكوين».
عندما تنفصل يف امل��ك��ان حبيث ال ت ��ك��ون متفاعلة ،ي ��ك��ون أح��ده��ا حم��اي��داً على الفيزياء وحدها ،بل يتعداها إىل احلديث عن احلقيقة املطلقة .ففي كتابه
فيما حيمل اآلخ��ر شحنة موجبة .وعندما يقرتب أح ��دمه ��ا م ��ن اآلخ��ر اق �تراب ��اً هذا يتماثل مصطلح «العقل الكوين» مع مصطلح «العقل الالمركزي» الذي
كافي اً ختتفي هويتهما ،وتندمج خصائصهما ،ويصبح التمييز بينهما أم راً نعتمده يف هذا املقال.
مستحي الً ،ومع ذلك ،يكونان ontaاثنني. إذا ك��ان ال ��ص ��وف��ي ��ون ك��ث �يراً م��ا حت��دث��وا ع��ن ال��وح��دة ال�تي تكتنف ال��وج��ود فإن
وباإلضافة إىل ذلك ،يشري مارغناو إىل حقيقة هي: العلماء النظريني عاينوا هذه الوحدة الشاملة يف متاثل خصائص املك ِونات
��ك��ون��ات العامل ي��ف�ترض العلماء احمل��دث��ون وج���ود ق��وى أس ��اس��ي��ة خمتلفة ب�ين م ِّ األولية أو البدئية للمادة .ويف هذا الصدد ،يقول مارغناو:
ال��ن��ووي .وتعتمد ق��درة ه��ذه ال ��ق��وى على طاقة الكيانات املتفاعلة .وعلى مث ��ة يف الطبيعة متاسك مذهل ووح���دة تدعو إىل الدهشة – وه��ذا ألن مجيع
مستوى الطاقات الصغرية للتفاعل ،ختتلف شدة هذه القوى كث رياً. ذرات األكسجني يتصف بالكتلة وبالوزن ذاهتما ،ويتصف مجيع اإللكرتونات
ويتابع مارغناو حديثه قائ الً: بالكتلة وباللف spinوبالشحنة عينها ،األمر الذي يشري إىل وجود دقة يعجز
يُدهشنا أن نعلم أن قيم هذه القوى الثالث تتعادل ،كما يؤ ّك د العلم ،يف اإلنسان عن إجنازها يف األشياء اليت يصنعها .وينطبق هذا التماثل التام على
الطاقات العالية جداً .ويُعد هذا املثال إشارة إىل وجود الوحدة. مجيع خصائص املك ِونات األساسية للمادة .وعندما جند هذا التماثل والوحدة
يؤكد مارغناو بأنه يستطيع ،كونه عامل فيزياء ،أن يتحدث عن الوحدة اليت، يف العامل املاكروسكوپي ويف عاملنا اليومي ،ندرك أن العقل اإلنساين هو الذي
ويدع م
كما حتدثنا إهل ��ام ��ات العلم ،تشمل املستويات القصوى للطبيعةّ . صممها .على هذا األساس ،نستنتج وجود كيانات أساسية للفيزياء الذرية
مارغناو وجهة نظره بوجهة نظر كل من ڤرينر هايزنربغ وديڤيد بوهم .فقبيل أبدع ها ليس العقل اإلنساين.
والنووية ،ونعلم أن العقل الذي َ
وفاته ،حتدث هايزنربغ عن بعض التصورات امليكانيكية األساسية املألوفة، يف سبيل توضيح ال��وح��دة ال�تي نتحدث عنها ،يستعمل م ��ارغ ��ن ��او مصطلح
مثل «كوهنا مؤلفة من» و «كوهنا أج زاء متمايزة ميكن لنا تسميتها» .وقد ontaاليوناين األصل الذي يعين الكينونة أو الوجود .وقد دلت حبوث الفيزياء
ع برّ ديڤيد بوهم عن هذا الشعور ذاته يف العبارة التالية: النووية على أن ontaخمتلفة يتحد بعضها مع بعض ويفقد هويته يف ظروف
كل متصل وغري جمزأ يتجاوز يبلغ اإلنسان يف تصوره وجود وحدة متصلة أو ٍّ معينة؛ وهذا يعين وجود وحدة يف أعمق مستويات الطبيعة .ومع ذلك ،تكون
الفكرة اليت تشري إىل حتليل العامل الكائن إىل أج زاء منفصلة ومستقلة. هذه الوحدة مرّك بة :فعلى الرغم من فقدان الـ « ontaهويتها» ال تندمج
ويف هذا الصدد ،يتحدث مارغناو ،وهو يرى اهنيار الفكرة الداعية إىل حتليل كليّ ا حبيث تفقد متايزها ،بل ،على غري ذل ��ك ،حتتفظ بـ «عددها» .وهكذا
األج زاء أو انفصاهلا على املستوى الذري ،على النحو التايل: حتتفظ «الفردية» بوجودها ،على حنو تناقُض ظاهري ،داخ ��ل احلركة باجتاه
كل متصل إذا كانت األج زاء ،على الرغم من انفصاهلا املزعوم ،تنضوي يف ٍّ الوحدة يف هذا املستوى املاثل يف الطبيعة.
وغ�ير قابل للتجزئة ،فإمنا يعين ه ��ذا أن العقول املنفصلة تُضاف إىل العقل يف سبيل ال��وض��وح ،يتحدث مارغناو عن سلوك النيوترونات وال �بروت��ون ��ات،
الكلي الشامل. فيقول:
6 5
العقل يف منظور الفيزياء الكوانتية وفلسفة الطبيعة العقل يف منظور الفيزياء الكوانتية وفلسفة الطبيعة
للعامل .ويذهلنا أن نعلم أن هذا الوعي الواحد ينشئ صورة واحدة من الصور كل من مارغناو وهايزنربغ وبوهم أن مفهوم وجهة النظر الكلية ال يؤكد ّ
اليت تنشئها العقول اإلنسانية عن العامل .لذا جند أن عق الً واحداً ،هو العقل يتحدد يف النطاق ال��ذري وح��ده .ف��إذا ك��ان التفكري بانفصالية األج���زاء غري
الكلي الشامل ،هو العقل القادر على مجع هذه الصور يف صورة واحدة .إذاً مالئم يف نطاق املستوى الذري فإنه يكون كذلك على مستوى العقول أيض اً.
ال بد أن يكون هذا العقل الواحد ال مركزي اً وال حملي اً وال حمدوداً ،وهو حيقق فإذا ما سألنا :كيف يكون العقل جمرداً من األج زاء؟ أجبنا :هو العقل الواحد
هذه الصورة الواحدة هبذه الطريقة ألنه عقل يقع فيما يتعدى العقول الفردية أو العقل الكلي الشامل.
واألجسام الفردية .ولو مل يكن العقل الواحد يعمل وهو يصوغ الكم الواسع يعتقد مارغناو أن الدليل القاطع على وجود العقل الكلي الشامل يكمن يف
احلس ية ال�تي تنجزها العقول الكثرية وه��ي تعاجل م ��ن املعلومات والبيانات ّ حقيقة هي أن مجيع البشر يدركون ،عرب حواسهم ،عامل اً واحداً ،ويشاركون،
سلسلة العمليات املتعاقبة يف هذا العامل لتوقعنا وجود صور عديدة مش ّك لة على حنو مجعي ،يف إنشاء صورة متماسكة وم رتابطة للعامل.
عن العامل على حنو يُعجزنا عن جتميعها ألهنا متفاوتة ومتباينة حبيث يتعذر ويف هذا الصدد ،يقول مارغناو:
إبالغها. حتتوي هذه الوحدة ،اليت نعزوها إىل الكل ،مشولية العقل .ويقوم هذا التصور
على حنو مغاير ،يع لّ ق معارضو هذا املنظور قائلني :إن الصور اليت نُنشئها على معرفتنا بأن املادة هي بناء يش يِّ ده العقل.
عن العامل هي صورة واحدة لسبب هو وجود عامل واحد نُنشئ صورة عنه. وب���ذا ميكن لنا أن ن ��ق��ول إن علماء النفس اإلدراك���ي�ي�ن ،أي ال��ذي��ن استمدوا
وعلى غري ذلك ،يطلب منا مارغناو ،متام اً كما تقتضي الفيزياء احلديثة ،أن معلوماهتم عن طريق اإلدراك احلسي ،وعلماء األم راض العصبية وفالسفة العقل
نتجاوز هذا االع رتاض إىل ما هو أكثر وأبعد – وهذا ألن احلقيقة غري موجودة قد عاينوا هذه اإلمكانية اهلامة معاينة متناسقة ومتناغمة أو أطلوا عليها على
«خارج اً» هناك حبيث نعتربها خارجنا كلي اً ،وليست موضوعية وواحدة لكل األقل .وإذا كنا ،كما مييل علماء األعصاب إىل التأكيد ،ال نعلم شيئ اً إال عرب
إنسان .لذا توجد مسة للحقيقة أعمق من املوضوعات «اخلارجية» وتقضي احلواس ،فإمنا يعين هذا وجود عامل خمتلف لكل دماغ .واحلق أن األدمغة ليست
بأن يكون العقل مضمون اً فيها .وتكون هذه احلقيقة ،يف أعلى مستوياهتا، متشاهبة ،حىت لدى التوأمني املتماثلني .وميكن لنا أن نضيف إىل قولنا هذا ما
حقيقة ال ��ك��ي��ان ال��واح��د ،أي العقل الكلي ال���ذي ه��و التعبري ال ��ش ��ام ��ل عن يلي :يستطيع الدماغ الواحد أن يدرك املن بِ ه الواحد إدراك اً خمتلف اً بني حلظة
احلقيقة السامية. وأخرى ،فينشئ بذلك صورة خمتلفة للعامل .وإذ نتأمل االختالف اجلذري بني
إن اع رتافنا بالعقل الكلي الشامل أو الالمركزي الذي حتدث عنه مارغناو ال الصور اليت تستطيع أدمغتنا إنشاءها ،نعلم أن الصور اليت ننشئها عن العامل
ينقذنا من التجربة املريرة اليت اعتدنا أن جند أنفسنا ،من خالهلا ،منفصلني تبدو م رتابطة على حنو ما هي عليه .ويف ه ��ذا السياق ،حيدثنا مارغناو عن
عنه – وهذا ألننا نثابر على اعتقادنا الذي جيعلنا نعترب الواحد– الكل كما السبب الذي جيعلها م رتابطة على النحو التايل:
نعترب األشياء أو املوضوعات ،كالشجرة أو الصخرة أو غروب الشمس .هكذا ليست هذه الصور م رتابطة ألن عقولنا متشاهبة أو ألهنا تعمل بطريقة واحدة،
يصبح الواحد– الكل يف نظرنا «شيئ اً» كباقي األشياء؛ وهكذا خنتزل مفهوم واح���دا ينشئ ص��ورة واح��دة
ً بل ألن عقولنا هي عقل واح��د .واحل��ق أن وعيً ا
8 7
العقل يف منظور الفيزياء الكوانتية وفلسفة الطبيعة العقل يف منظور الفيزياء الكوانتية وفلسفة الطبيعة
ثانيً ا :العقل بوصفه حق الً العقل الكلي الشامل وجنعل منه «شيئ اً واح��داً ك��ب �يراً» .واحل��ق أن الواحد–
ختتلف الفيزياء احلديثة ،على غري احلال السائدة يف العلوم احليوية (كالبيولوجيا الكل ال ميكن له أن يكون «شيئ اً واحداً» .ويف هذا الصدد ،يقول كِ ْن ِولرب:
والطب) ،يف أهنا تتحدث عن الكيانات أو املوجودات الالمادية .فقد تقبّ ل إننا جند يف حديثنا عن احلقيقة واعتبارها الواحد – الكل مقولة ترحينا وتُطمئننا.
علماء الفيزياء احلديثة التصور الذي يعرتف بوجود كيانات «غري مادية» ويف هذا االعتبار ندرك إدراك اً جمازي اً أن احلقيقة هي اخللفية الواحدة املطلقة
وأطلقوا على غالبيتها مصطلح «ح��ق��ول» .fieldsوعلى الرغم من أهنا للظاه رات كلها .وهكذا يتحدث احلكماء عن «ال��واح��د– الكل» دون أن
متماه معها .وعلى ٍ غري مادية ،لكن معظمها ،مع ذل ��ك ،مرتبط باملادة أو يقصدوا التحدث عن «الواحد» حرفي اً .فقد قصدوا أنه التعبري األمثل للتعايل
سبيل امل ��ث ��ال ،تشمل ه��ذه احلقول الفيض املتدفق لسائل متحرك ،احلقول عن الثنائية الظاهرية .وهكذا ال تشري هذه املقولة إىل الوحدانية احملدَّدة أو إىل
الكهرطيسية احمليطة باألجسام ،احلقل احل راري للجو ،إخل .ومع ذلك ،توجد احللولية بقدر ما تشري إىل التجربة اليت خنترب فيها عدم وجود الثنائية.
حقول ال تتطلب وجود امل ��ادة ،وليست متصلة أو مرتبطة باألشياء املادية، ميكن لنا أن ن ��ق��ول :إن مفهوم العقل ال��واح��د يتوافق م ��ع معطيات الفيزياء
وال ميكن وصفها ب ��ـ «امل���ادي���ة» .على سبيل امل��ث��ال ،ن ��ذك��ر احل��ق��ول امل�تري��ة يف احلديثة وم��ع رؤى احلكماء الكبار .وإذا ك��ان ال��واح��د – الكل ه��و «العقل
نظرية النسبية العامة وحقول الطاقة املشعة وحقوالً أخرى جتريدية حتدث الواحد» ذات��ه ،فإمنا يعين هذا بأننا لسنا جمرد «ج��زء» منه .فعلى غري ذلك،
يف الفيزياء النووية .وإىل هذه احلقول ،يضيف مارغناو «حقول االحتمال» جيب علينا أن نتجاوز االعتقاد بأن عقلنا «جزء» من أي شيء أص الً ونأخذ
probability fieldsاليت توجد بني ما ميكن رصده يف الفيزياء الكوانتية مبا قاله إرڤن شرودنغر:
ويف مقادير مثل املوقع والسرعة والكتلة والطاقة .واحلق أن حقول االحتمال إذ نبلغ املستوى العقلي الذي نعاين فيه احلقيقة ندرك أننا العقل الواحد.
تسم جوهر الفيزياء الكوانتية وتلعب دوراً هام اً يف ص ��وغ النموذج الذي فإذا كان أي شيء ،مبا فيه أنفسنا ،هو هذا العقل الواحد فإمنا يعين هذا أنه
يُلحقه مارغناو بالعقل الكوين الشامل والالمركزي. ال ميكن أن يكون «الواحد والك لِّ ي والكامل واملطلق».
يرح ب علماء البيولوجيا احملدثون بالفكرة ال�تي تشري إىل إمكانية كون مل ّ واحلق أن وجهة نظر مارغناو ال ختتلف عن وجهة نظر شرودنغر يف شيء؛ فهو
العقل حق الً ال مادي اً ق��ادراً على إح��داث تغي ريات مادية يف العامل .وقد بدأ يعي السريورة اليت ينطوي من خالهلا «اجل ��زء» يف «الكل» .ويف هذا الصدد،
علماء البيولوجيا يعتقدون ،على حنو حذر ومرت ٍو ،بأن العقل ال يتكل مادي اً يقول مارغناو:
على الدماغ واجلسم ،وبأن اإلنسان ليس قادراً على فهمه من خالل كيمياء أعتقد أن كل إنسان هو جزء من احلقيقة السامية أو جزء من العقل الكلي
الدماغ وعلم التشريح .ويف هذا الصدد ،يقتبس پول ديڤيس ،عالمِ الفيزياء الشامل والالمركزي .ومع ذلك ،أراين أتردد يف استعمال مصطلح «جزء من»
املرموق ،العبارة اهلامة التالية اليت ذكرها البيولوجي هارولد مورويتنر: بسبب ق ��ص ��وره وع��دم إم ��ك ��ان تطبيقه على الفيزياء احلديثة ذاهت���ا .ل��ذا أمسح
يتجاوز علماء الفيزياء األمناط امليكانيكية للكون إىل وجهة نظر ترى العقل لنفسي بأن أع برِّ عن هذه القضية تعب رياً أفضل فأقول :كل واحد منا هو عقل
وهو يقوم بدور تكاملي يف مجيع األحداث الفيزيقية. شامل ُم بتلى بالتحديدات اليت حتجب جزءاً من معامله وخصائصه.
10 9
العقل يف منظور الفيزياء الكوانتية وفلسفة الطبيعة العقل يف منظور الفيزياء الكوانتية وفلسفة الطبيعة
يحُ تمل أن يكون العقل الالمادي ح راً ومستق الً متام اً عن الدماغ املادي ،ومع على الرغم من معارضة علماء البيولوجيا وجهة نظر مارغناو عن طبيعة
ذلك ،يكون ق ��ادراً على التأثري فيه تأث رياً تام اً دون أن يكون ملزم اً باإلتيان العقل الالمادية يؤيد علماء الفيزياء وجهة نظره .ويف هذا الشأن يقول نيلز
ب ��أي ��ة ط ��اق ��ة مطلوبة يف التفاعل ب�ين االث��ن�ين .وإذا ك ��ان ��ت البيولوجيا تنكر بوهر:
التفاعل القائم بني العقل والدماغ فإن الفيزياء احلديثة تعرتف هبذا التفاعل. ال جند يف الكيمياء والفيزياء ما يشري ،من قريب أو بعيد ،إىل وجود الوعي.
وهكذا تكمن اإلجابة عن هذا التفاعل بني العقل والدماغ أو اجلسم يف املبدأ الالتعي
نُّ وعلى حن��و مم ��اث ��ل ،يقول معاصره ڤرينر ه ��اي ��زن �برغ ،ال��ذي أب��دع مبدأ
التايل :ال تصدر طاقة من العقل الالمادي لكي يؤثر يف الدماغ أو يف اجلسم، indetermination principleيف الفيزياء احلديثة:
بل تصدر من الدماغ .ضمن هذا املنظور ،يتحدث مارغناو عن العقل الكلي ال شك أن الوعي ال حيدث أو ال يوجد يف الفيزياء والكيمياء وال ينتج عن
الشامل ،فيقول: امليكانيكا الكوانتية.
تشتمل معرفته على احلاضر ،بكليته ومشوله ،وعلى األحداث املاضية برمتها. وهكذا يع برّ مارغناو وبوهر وهايزنربغ عن وجهة نظرهم على النحو التايل:
وإذا كان عقلنا قادراً على فحص كلية املكان وتقييمها ومعرفتها فإن العقل ال نستطيع أن نعزو وجود الوعي إىل العلوم الفيزيقية كما نفهمها يف الوقت
الكلي الشامل قادر على االرحتال ذهاب اً وإياب اً يف الزمان كما يشاء. احلاضر.
إذا كانت عقولنا جزءاً من العقل الكلي أو الواحد فال بد أن تكون ،مثله ،ال يتساءل علماء البيولوجيا ،وهم يعارضون وجهة نظر مارغناو حول الطبيعة
تحُ د مركزي اً بالزمن واملكان .لمَِ نشعر إذن بفرديتنا واحتجازنا داخل أجسامنا؟ الالمادية للعقل :كيف يستطيع كيان «الم���ادي» ،وه��و مستقل عن امل ��ادة
ولمَِ نتعذب وحنن نطرح سؤاالً استغرق آالف السنني لنعلم إن كنا منتلك عن متام اً ،أن يؤدي أي فعل؟ هل تستطيع «األشياء الالمادية» أن تفعل يف األشياء
حق حرية االختيار ،أو إن كانت حياتنا قد خضعت للربجمة منذ البدء؟ لمِ املادية؟ جييب مارغناو عن هذا التساؤل كما يلي:
َ
نشعر باحملدودية وحنن على ما حنن عليه؟ ولمَِ يتملكنا شعور طاغ باحلاضر توجد تفاعالت بني ما هو المادي وبني ما هو مادي .واحلق أن هذه التفاعالت
وشعور آخر باالحتجاز يف هذا املكان احل��ايل؟ واحل ��ق أن هذه التساؤالت ال حتدث يف كثرة يف الفيزياء احلديثة .وبالفعل ،حنن نعلم أن كل مولّد كهربائي
جت ��د موضع اً هل ��ا يف العقول ال�تي تؤمن بأهنا ج��زء م ��ن العقل الكلي الشامل يعتمد على مبدأ التفاعل .وباملثل ،تؤثر حقول االحتمال على سلوك الكيانات
والالحمدود. الذرية.
يعتقد مارغناو أن التحديدات والتقييدات امل ��ادي ��ة ال�تي تفرضها أجسامنا ويف سبيل توضيح التفاعل بني العقل الالمادي والدماغ املادي نقول :عندما
حتجب عنا شعورنا بشموليتنا وكونيتنا .وإذا كان األمر كذلك فإنه ال يدعو حي��دث عمل ب�ين كيانني متفاعلني ينتقل م��ق��دار م��ن ال ��ط ��اق ��ة بينهما .ومع
إىل جتاوزها لسبب هو أهنا ليست مطلقة يف ذاهتا .ومع ذلك ،يعرتف مارغناو ذلك نقول :ال تتميز مجيع التفاعالت اليت حتدث يف العامل الفيزيقي بطبيعة
بواقعية التحديدات والتقييدات .ويف هذا الصدد ،يتحدث عن التحديدات التبادالت الطاقية .ونستطيع أن خنلص إىل النتيجة اليت بلغها مارغناو وهو
الثالثة التالية: يتحدث عن تأثري العقل الالمادي يف الدماغ املادي:
12 11
العقل يف منظور الفيزياء الكوانتية وفلسفة الطبيعة العقل يف منظور الفيزياء الكوانتية وفلسفة الطبيعة
ب .التأثري يف املصادفة أو العمل على اخت زاهلا .1يستعمل مارغناو ،جمازاً ،مصطلح «شق الزمن الطويل» ،ساعي اً إىل توضيح
على هذا األساس ،يؤكد مارغناو عدم وجود حتديد يعوق اإلنسان عن بلوغ قدرتنا على رؤية شرحية صغرية من املشهد الكامل للزمن وإىل االع رتاف بأننا
أعلى مستويات العقل .ويف هذا الصدد ،يقول: ال نستطيع أن نرى من الطيف الكهرطيسي الكامل غري شريط ضيق ندعوه
ال جند أث راً لـ «شق الزمن الطويل» أو لـ «اجلدار الشخصي» يف العقل الك لّ ي «الضوء» .وباملثل ال نستطيع أن نخُ ضع حلواسنا أكثر من شرحية صغرية من
الشامل الذي ال تتقيد معرفته باالحتماالت الكوانتية .واحلق أن العقل الكلِ ي الزمن ندعوها «اآلن» .لذا يُسهم هذا التحديد ملعرفة كلية الزمن يف إحساسنا
الشامل ،أي الكوين ،ال حيتاج إىل ذاكرة مادامت مجيع األحداث والعمليات بأننا مساقون إىل الوقوع يف شرك الزمن ،مبعىن أننا حمدودون أو مقيدون بفرتة
املاضية واحلاضرة واملقبلة مضمونة داخل معرفته الكلية الشاملة. حياتية واح��دة ،األمر الذي جيعلنا نشعر بأننا كائنات يائسة وفانية حمكوم
حتفل جمازية مارغناو ،وهو يتحدث عن «شق الزمن الطويل» ،مبضامني تُفيد عليها باملوت.
املعرفة اإلنسانية ،مثل ملكة ال ��ذاك��رة .وكلما زاد «الشق الطويل» اتساع اً .2يتحدث مارغناو عن «اجلدار الشخصي» الذي يعيقنا عن استعمال
نقص تقيدنا واحتجازنا يف نطاق الزمن وزادت قدرتنا على التذكر .وهكذا عقولنا اس ��ت ��ع ��م��االً مش��ول��ي��اً وك��ون��ي��اً غ�ير حم����دود .ف ��ه ��و يعتقد أن ه���ذا «اجل���دار
تعود الذات الواعية إىل أصلها املفرتض واملس لّ م به ،الذي هو العقل الكوين الشخصي» يولِّ د فينا إحساس اً طاغي اً بعزلة فردية ،ويزودنا باهلوية اليت تتأصل
أو العقل الكلي الشامل .وه��ذا يعين أن ال ��ذاك��رة ،كوهنا ج��زءاً من احلقيقة يف مركزية األنا ،ويف حده األسوأ ،خيلق فينا اإلحساس احلتمي األليم باالنع زال
السامية ،تتصف بالقدرة على زيارة مجيع معامل جتربتها األرضية جمدداً. والوحدة.
ويف اختصار ،نتمثل وجهة نظر مارغناو يف منظور الفيزيائيني شرودنغر معوق آخ��ر حي ��ول دون متاهينا مع العقل الكلي الشامل .3مثة حتديد أو ّ
وبوهم .وتشري هذه الرؤية إىل أن الن زاع بني العلم والبحث الدائم واألبدي عن ويشكل اخلاصية املالزمة لشرطنا البشري .ويثري فينا هذا التحديد اإلحساس
حقيقة اإلنسانية يُرد إىل سبب هو أن العلم مل يتقدم يف مسريته التجريبية هبيمنة العشوائية وعدم اليقني يف الوضع البشري .ويعزو مارغناو هذا اإلحساس
واالختبارية تقدم اً كافي اً وافي اً .فلو أن تفس رياتنا للعامل املادي توقفت ،كما املقيد أو املع ِوق إىل كون العامل ،يف املستوى الذري الصامت غري املنظور ،عامل اً
هي يف املنظور الكالسيكي ،ل رأينا أنفسنا يف ص��ورة جزئية تنزع على حنو المتعين اً واليقيني اً .وعلى غري ذلك ،يؤكد مارغناو أن األمر مناقض ملا يُعتقد،
تنساق فيه إىل «هناية» يف الزمن .أما إذا ،عوض اً عن ذلك ،أخذنا مبضامني وهذا ألن التعينية العامل هي اليت تتيح لنا ،على األقل ،إمكانية االحتمال يف
وجهة النظر احلديثة إىل الكون وتطبيقاهتا ألصبحنا قادرين على االعتقاد نطاق حرية اإلرادة اإلنسانية.
باحتمال موافقتنا ،على حنو توكيدي ،على كشوف احلكماء املتكررة بانتظام التعي indeterminationوالاليقني ،uncertainty وباإلضافة إىل عدم نُّ
دائم ،لنعلم أننا كيان واحد ،أبدي والهنائي. حنتاج إىل عنصر آخر هو حرية االختيار .وهكذا يتحدث مارغناو عن عاملني
ثالثً ا :العقل اجلمعي يف كون هولوغ رايف كلي جيعالن من احلرية اإلنسانية حقيقة وواقع اً ،مها:
يقول ديڤيد بوهم: حرية االختيار أ.
14 13
العقل يف منظور الفيزياء الكوانتية وفلسفة الطبيعة العقل يف منظور الفيزياء الكوانتية وفلسفة الطبيعة
إب��داع اإلحصاء ومبادئ االحتمال .وهكذا طورت الفيزياء الكوانتية جتربة وبكل ما تشتمل جيب علينا أن نفهم الكون بك لّ يته ومشوله ،مع كل «جزئياته» ِ
مندل ووسعتها لتبلغ املستوى ال��ذي أعلنت فيه أن ك ��ل ج��زء م ��ن الكون عليه من كائنات بشرية وخمت رباهتا ،ون راه ك الً واحداً غري قابل لالنقسام على
حيتوي ضمن اً كل املعلومات املاثلة يف مشولية الكون ذاته. حنو ال جيد فيه التحليل إىل أج زاء منفصلة ومستقلة متسع اً.
يُعترب ديڤيد بوهم ،زميل أينشتاين ،عامل اً من أعظم علماء الفيزياء النظرية يف يعتقد بوهم أن اجل��زء حيتوي الكل .ويف سبيل توضيح ه ��ذه املقولة ،يعتمد
القرن العشرين .ويؤكد بوهم أن املعلومات املنبثة واملنتشرة يف الكون الشامل األمثلة التالية:
حمتواة يف كل جزء من أج زائه .وجيد بوهم يف مبدأ اهلولوغ رام hologram الصناديق الصينية :يُعد كل صندوق نسخة مطابقة عن الصندوق أ.
املثال األفضل لرسالة الكون الكاملة .ويُعد اهلولوغ رام صورة تنشأ على حنو الذي حيتويه ،مبعىن أن يف كل صندوق نسخة كاملة للصندوق الذي يغلفه –
خاص ،وتبدو يف حال إضاءهتا بشعاع ليزر ،معلقة يف مكان ثالثي األبعاد. كل صندوق حيتوي مصغ راً تام اً لذاته.
واحلق أن أكثر ما يذهلنا هو أن أي جزء من هذا اهلولوغ رام يعيد ،يف حال ب .امل��راي��ا ال�تي ي ��واج��ه ك ��ل منها األخ���رى :إهن��ا تعكس سلسلة الهنائية من
إضاءته بضوء متواصل ،إنشاء صورة اهلولوغ رام كاملة .وهكذا خيتزن اجلزء الصور املتماثلة واملتطابقة ،يتضاءل حجمها تدرجيي اً حىت تتالشى على حنو
مجيع املعلومات الكامنة يف اهلولوغ رام كله .وجيزم بوهم أن هذا املبدأ يسري تتجاوز فيه قدرتنا البصرية.
على الكون كله. ت .ش ��ج��رة السنديان الضخمة ال�تي تنتج لولب اً حي ��ت��وي املعلومات كلها،
يعتقد بوهم أن الكون مشكل وف ��ق املبادئ ال�تي تكون هبا اهلولوغ رام .ويف لتنطوي وتتكرر يف شجرة سنديان ثانية تعيد نسخ ذاهتا وتشتمل على منوذج
سبيل إقامة الدليل على صحة هذا املبدأ يعتمد بوهم على معطيات الفيزياء مماثل ينتج لوالبه اخلاصة ،ليعيد إنتاج ذاته أي ليولد ذاته من جديد إىل ما
احلديثة .وبالفعل ،تشري وجهة النظر الفيزيائية احلديثة إىل أن الكون ليس الهناية.
لك َس ر فردية صغرية ،بل يُعترب ك �لاً واح���داً من النماذج وامل ثل جم��رد جتميع ِ ث .من��وذج أو مثال ك ��ل كائن بشري مكتوب يف جينات احلُ ييوين املنوي
وسريورة دينامية مثابرة واتصالية متواصلة .أما املظهر اخلارجي الذي ُ
ندركه والبويضة على حنو معلومات مصغرة ومركزة يف جزء يكفي إلعادة بناء الكل.
فيشاه د يف أج زاء معزولة ومنفصلة .وهكذا تظهر األشياء منفصلة َ عن العامل على الرغم من أن العلم احلديث يعرتف بصحة الفكرة اليت تشري إىل أن «اجلزء
يعوزها االت��ص��ال وال ��ت ��داخ ��ل .وم��ع ذل��ك ،يعتقد بوهم أن ه��ذا اإلدراك جمرد حيتوي الكل» ،لكن احلكمة القدمية اعرتفت هبذه احلقيقة قبل اع رتاف العلم
«وهم» و»تشويه» للوحدة الكامنة ضمن املشاهد وخلفها ،الوحدة اجلوهرية أس س مبدأ النماذج هبا .وإذا كان غريغور مندل ،العامل النمساوي ،هو الذي ّ
واحلقيقية للعامل. الوراثية القابلة للتنبؤ ،فإن العلم اعرتف مببدأ الكليات اجملسدة أو املشخصة
يعتقد بوهم أن هذه الوحدة «منطوية» يف الكون؛ وهي يف رأيه ،تعبري عن يف األج��زاء .وقد استطاع مندل أن جيعل من حديقة خضرواته كون اً كام الً.
«نظام منط ٍو» .implicate orderأو هو ،كما يعتقد« ،نظام منط ٍو» واحل��ق أن نسبه العددية حتولت إىل رياضيات معقدة يف كل من النظريتني
من املوجات الكهرطيسية واملوجات الضوئية واألشعة اإللكرتونية وأشكال النسبية والكوانتية ،وأدى وصفه لنماذج الوراثة احلتمية والقابلة للتنبؤ إىل
16 15
العقل يف منظور الفيزياء الكوانتية وفلسفة الطبيعة العقل يف منظور الفيزياء الكوانتية وفلسفة الطبيعة
يقول بوهم: أخ��رى من احل��رك ��ة .ويطلق بوهم على ه��ذه احلركة تسمية «احل��رك ��ة الكلية»
إذا ما توغلنا إىل العمق ،وجدنا الوعي اإلنساين واح��داً .وتُعد هذه الوحدة .holomovementوعلى الرغم من أن العلماء يدرسون مظاهر معينة
الكامنة يف العمق يقين اً فعلي اً يشري إىل أن املادة واحدة يف الف راغ .وإذا كنا من احلركة الكلية ،هي اإللكرتونات والفوتونات والصوت إخل ،إال أن مجيع
ال نشاهد هذه احلقيقة فألننا ال نريد أن نشاهدها .وإن كنا نرفض أن نقيم أشكال احلركة الكلية تندمج وتُبقي على اتصاهلا .وهكذا ال تتحدد هذه
احلواجز املطلقة بني العقول فإمنا لنكون قادرين ،على حنو إمكان توحيدها احلركة الكلية بأية طريقة معينة أو خاصة ،وهذا ألهنا تتميز بعدم موضوعيتها
يف عقل واحد. وعدم خضوعها للقياس.
ميكن لنا أن نقول :إن وجهة نظر بوهم تتجاوز مقولة توحيد الوعي وتبلغ عج ز العني اجمل���ردة عن يعتقد بوهم أن النظام يسترت أو ينطوي على حن��و ي ِ
ُ
املستوى الذي يعلن فيه خلود العقل .وإىل وجهة نظره تلك يضيف بوهم رؤيته .وباإلضافة إىل ذل ��ك ،يعتقد أن الكون تتخلله أشكال موجية (يعترب
ما يلي: الضوء إح��داه��ا) ،وحيتمل أننا حنيا يف ك��ون ه��ول��وغ��رايف .وه��و يعتقد أن هذا
يُعد النظام املنطوي موطن العقل ومجيع األشياء .ويف هذا املستوى ،الذي العامل اهلولوغ رايف يشكل وحدة توجد ،فيما يتعدى العامل املرئي ،ضمن النظام
هو االمتالء أو احل يِّ ز املمتلئ األساسي لكلية الكون املتجلي والظاهر ،ال جند املنطوي .إنه عامل نعجز عن معرفته معرفة كلية .ويف هذا السياق ،يقول:
الزمن اخلطي – وهذا ألن النطاق املنطوي الزمين وحلظاته ليست متجاورة. نستطيع أن نتصوره ،لكننا ال نستطيع أن ندركه.
على هذا األساس ،خيلص بوهم إىل النتيجة التالية: ويف رأي��ه أن اإلن��س��ان يعي ،أكثر م ��ا يعي ،ع��امل التجليات وال��ظ��ه��ورات ،أي
يف حدها األقصى ،تُعد مجيع اللحظات واحدة ،وبالتايل يكون «اآلن» هو «ال��ن��ظ��ام املنبسط» explicate orderال���ذي ه��و ال��ع��امل امل��رئ��ي لألشياء
األبدية .وكل شيء ،مبا فيه اإلنسان ،ميوت يف كل حلظة ليتحد مع األبدية واألح���داث .ويتحدث بوهم عن العقل البشري ال��ذي يعترب العامل اخلارجي
ويولد من جديد. واقع اً ويشاهد فيه االنفصال والتجزئة.
مثة متاثل بني وجهة نظر بوهم ووجهة نظر شرودنغر :فقد أعلن شرودنغر أن يف هذه النظرة التجزيئية ،تتوطد االنفصالية املكانية اليت نشعر هبا بني ذواتنا
«احلياة هي انفتاح الالزمين على اللحظة احلاضرة» .ويف توافق مع وجهة نظر واآلخرين – هذه االنفصالية اليت تُلزمنا على اإلحساس بأننا عقول منفصلة يف
بوهم ،يقول شرودنغر: أجسام معزولة .وميتد هذا اإلحساس باالنفصالية واالنع زال إىل نطاق تقسيم
يف كل يوم ،ال تلدك ُّأم نا األرض مرة واحدة ،بل آالف آالف امل رات .ويف كل الزمن إىل «مقصورات» compartmentsأو أج��زاء مستقلة هي املاضي
يوم ،تغمرك آالف امل��رات .وعلى حنو أبدي ودائ��م ال يوجد سوى اآلن :اآلن واحلاضر واملستقبل ،األمر الذي جيعلنا حنتجز ذاتنا داخل أحد هذه األج زاء
الواحد يف ذاته .لذا كان احلاضر هو الشيء الوحيد الذي ال هناية له. املستقلة ونعتربه احلاضر .واحلق أننا ال نعترب هذه املقصورات جوهرية وأصلية،
تُعد وجهة نظر بوهم ،اليت تشري إىل توحيد الوعي ،حقيقة يعرتف هبا عدد بل ،على غري ذلك ،نعترب العامل بنية واحدة تتواشج فيها وتتداخل العالقات
كبري من علماء الفيزياء احلديثة .ومنهم من يؤيد مبدأ العقل الالمركزي املتصلة اليت ال تنقسم ويتحد فيها مجيع العقول واألج��زاء .ويف هذا الصدد،
18 17
العقل يف منظور الفيزياء الكوانتية وفلسفة الطبيعة العقل يف منظور الفيزياء الكوانتية وفلسفة الطبيعة
على الرغم من اعتبار سرعة الضوء حتديداً لنظرية العقل أو العامل الالمركزي وال�لاحم��دود ،أي العقل ال��ذي ال يتعني باملكان وال��زم��ن ،أي العقل ال��ذي ال
وال�لاحم��دود وإق����راراً ب��أن السرعة ال�تي نتلقى م ��ن خالهلا املعلومات ،حبسب يحُ تجز يف الدماغ أو اجلسم ،أي العقل الذي هو يف مطلقه ،عقل واحد ،مع
نظرية النسبية اخلاصة ،special theory of relativityحمددة بسرعة كونه عق الً فردي اً ،أي العقل اخلالد الذي ال يفىن.
الضوء أو مبا هو أقل من سرعته ،لكن العالقات بني املوضوعات أو األشياء خـاتـمـة
البعيدة ،يف عامل حمدود أو غري حمدود ،تنعقد بسرعة تفوق سرعة الضوء :إهنا تتمثل خامتة هذا املوضوع يف السؤال التايل :كيف يكون العامل الذي يقتضي،
حتدث آني اً ،أي يف اللحظة احلاضرة. ب ��ال ��ض��رورة ،وج��ود العقل ال�لاحم��دود أو ال�لام��رك ��زي ،أي العقل ال��واح��د ال ��ذي
يتحدث ع��امل الفيزياء نِ ْ
��ك ه��رب ��رت يف كتابه ال��واق��ع ال ��ك��وان�تي ،ال��ذي يُعترب دعا إليه شرودنغر ،والعقل الشمويل والكوين الذي دعا إليه مارغناو ،والعقل
مرجع اً موثوق اً للنتائج الالحمدودة يف الفيزياء ،عن النتائج الالمركزية على اهلولوغ رايف الذي دعا إليه بوهم؟ تتمثل اإلجابة يف العبارة التالية :هو عينه
النحو التايل :ال تكون احلقول أو أي شيء آخر وسيط اً بينها .وهذا يعين أن العامل الذي حنيا فيه ...العامل ،الذي هو يف ذاته ،المركزي والحمدود.
عالقة «ألف» مع «ب ��اء» ،على حنو المركزي ،تقتضي عدم وجود أي شيء مل يعرتف العلماء ،أو بعضهم ،بأن العامل هو يف مضمونه وكمونه ،عامل المركزي،
قادر على عبور املكان ،وتقتضي باإلضافة إىل ذلك ،أن التأث ريات الالمركزية توح د بني األشياء ،مهما تكن متفاوتة ومتباينة ،إال يف وبأن اتصالية المرئية ّ
ال تتناقص نتيجة للمسافة .على هذا األساس ،يعتقد هربرت أن التأث ريات الفرتة األخرية من تطور العلم .وقد دعا أولئك العلماء إىل ضرورة فهم العامل
ال الَّمركزية تفعل آني اً ،أي يف اللحظة احلاضرة ،وأن سرعة انتقاهلا ال تتحدد فهم اً ج��دي��داً يتحدى امل��ع��امل امل��رك ��زي ��ة أو احمل���دودة للواقع ال���ذي هيمن على
بسرعة الضوء .وهكذا يصل تفاعل المركزي بني موضع وموضع آخر دون الفيزياء منذ نيوتن.
أن يعرب املكان ،ودون أن يتعرض لالحنالل ،ودون تأخري؛ وباختصار يفعل يف ال��وق��ت احل��اض��ر ،تعتقد غالبية الفيزيائيني ب ��إم ��ك ��ان تفسري ال��ع��امل ،متام اً
التفاعل الالمركزي على حنو مباشر وآين ،ويفعل يف وسط ال تتوسطه احلقول. كما كان يعتقد نيوتن ،من خالل العالقات املركزية واحمللية تفس رياً مشولي اً،
أخ رياً ،يتحدث هربرت عن وجود عامل المركزي يف املقتطف التايل: وباحتمال تفسري التفاعالت املعروفة من خالل قوى الطبيعة األساسية األربع:
.1القوة النووية القوية
.2القوة النووية الضعيفة
على ال��رغ��م م��ن ال��رف��ض التقليدي ال���ذي ت��ب��نّ ��اه الفيزيائيون مل��ب��دأ التفاعل .3القوة الكهرطيسية
الالمركزي ،وعلى الرغم من اعتبار مجيع القوى املعروفة مركزية على حنو .4قوة الثقالة
ال يقبل اجل���دل ،وع ��ل��ى ال��رغ��م م��ن ع��دم اع �ت�راف أينشتاين ب��وج��ود عالقات تسوي اخلالفات بينها أو تتوسطها... واحلق أن هذه القوى تتصرف وكأن احلقول ّ
تتجاوز سرعة الضوء ،لكنين أقر بوجود التأث ريات الالمركزية اليت متأل العامل. هذه احلقول اليت ال تتميز عن القسيمات األولية elementary particles
وعالوة على ذلك ،ليست هذه العالقات اخلالية من وساطة احلقول حاضرة ذاهتا.
20 19
العقل يف منظور الفيزياء الكوانتية وفلسفة الطبيعة العقل يف منظور الفيزياء الكوانتية وفلسفة الطبيعة
يف ظروف نادرة وحسب ،بل تستغرق أيض اً أحداث حياتنا اليومية .وهكذا
خنلص إىل النتيجة التالية :تُعد العالقات والتأث ريات الالمركزية كلية احلضور
لسبب هو أن احلقيقة ذاهتا المركزية والحمدودة وكلية احلضور.
*** *** ***
امل راجع
Bohm, David, The Implicate and Explicate -
Order
Davies, Paul, The Mind of God -
Dossey, Larry, Recovering the Soul -
Dyson, Freeman, Infinite in All Directions -
Herbert, Nick, Quantum Reality -
Margenau, Henry, The Miracle of Existence -
22 21
ماذا قدمت النساء للعلم؟؟
احللقة األوىل:
اجلنسية :أمريكية.
املؤسسة :جامعة روكفيلر
التخصص :علم األعصاب والسلوك.
اإلجناز :اكتشفت السبل الوراثية والعصبية اليت تتحكم يف السلوك الغريزي عند نوع
من الديدان االسطوانية اليت تعرف بالربداء الرشيقة (.)c.clegeans
23 22
اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي
أن االنتخاب الطبيعي هو احملرك ملعظم هذا التغري؛ وحىت أنه مل يتم عموما
اعتماد مبدأ االنتخاب الطبيعي كقوة رئيسية للتطور فعليا إال بعد مضي العقل هو مسرية الطبيعة ملعرفة ذاتها
عقود يف القرن العشرين . نـدره اليـازجـي
ويتبوأ مبدأ االنتخاب الطبيعي حاليا موقعا آمنا نتيجة لعقود من البحث
التجرييب التفصيلي ،علما أن فصول التمحيص يف االنتخاب الطبيعي مل
قد يتأخر اكتشاف بعض األفكار يف فرع علمي ما لطبيعتها الدقيقة واملعقدة
تستكمل البتة حىت اآلن .والواقع هو أن تطوير تقنيات جتريبية جديدة جزئيا
أو الصعبة .ولكن مفهوم االنتخاب الطبيعي ليس بإحدى تلك احلاالت .
والعمل على التحليل التجرييب الدقيق لآلليات اجلينة املؤسسة لالنتخاب
فمع أنه ظهر متأخ راً مقارنة بأفكار ثورية علمية أخرى -طرحت من قبل «
الطبيعي ،أكسبا مساعي دراسة االنتخاب الطبيعي يف البيولوجيا حيوية
دارون « و « واالس « يف عام ، 1858وتالها إصدار « داروين « كتابه أصل
فاقت ما كانت عليه قبل عقدين من الزمن .وقد متحور الكثري من األحباث
األنواع يف عام – 1859فإن فكرة االنتخاب الطبيعي هي البساطة بعينها
التجريبية احلديثة هذه حول أه��داف ثالثة :حتديد مدى شيوع االنتخاب
.وتتمكن بعض الكائنات م ��ن االزده���ار يف ظ��روف معينة أكثر م ��ن غريها
الطبيعي ،وحتديد التغ ريات اجلينية الدقيقة النامجة عن االنتخاب الطبيعي
وتنجب نسال أكثر ،فتصبح أكثر
وامل��ول ��دة للتكيّ ف ،مث تقدير م ��دى إسهام االنتخاب الطبيعي يف إشكالية
شيوعا مع مرور الزمن ؛ أي أن البيئة
أساسية يف البيولوجيا التطورية تتمثل يف منشأ األنواع اجلديدة .
« ت ��ن ��ت ��خ ��ب « م���ن ال��ك��ائ��ن��ات تلك
األك��ث��ر ت�لاؤم��ا م��ع ال��ش��روط احمليطة
االنتخاب الطبيعي :فكرته
احلالية وعند تغري ال��ش��روط البيئية
تعد االستعانة بالكائنات ذات دورة احلياة القصرية اليت تسمح بتتبع عدة
ستسيطر م ��ك��اهن��ا ت��ل��ك ال ��ك ��ائ ��ن ��ات
أجيال منها ،الطريقة املثلى لتقدير أمهية دور االنتخاب الطبيعي يف عملية
ال�ت�ي ت��ص��ادف أن ام ��ت ��ل ��ك ��ت خ��واص
التطور .فبعض أنواع البكت ريات تستطيع مضاعفة عددها كل نصف ساعة
أكثر مواءمة مع الشروط املستجدة
،وه��ك��ذا لنتصور جمموعة م��ن ال��ب��ك ��ت �يرات م��وزع��ة يف منطني جينيني بداية
.فاجلانب الثوري يف الداروينية ال يتمثل يف ادعاءات ملغزة حول البيولوجيا ،
وبأعداد متساوية .ولنفرتض إضافة إىل ذلك أن كليهما يلتزمان بالتكاثر
وإمنا يف إحيائها بإمكانية كون املنطق املؤسس للطبيعة مدهشا يف بساطته .
التايل :
عانت نظرية االنتخاب الطبيعي ،على الرغم من بساطتها ،تارخيا طويال
بكت ريات النمط األول ال تولد إال نسال من النمط األول ،و بكت ريات النمط
حافال بالصعوبات .فبعكس ط��رح « داروي���ن « ح��ول تطور األن���واع ال ��ذي
الثاين ال تولد إال نسال من النمط الثاين .واآلن لنفرتض حدوث تغري فجائي
لقي قبوال سريعا من البيولوجيني ،ف��إن معظمهم مل يقبل ما طرحه حول
يف البيئة :وضع مضاد حيوي يف هذه البيئة يستطيع النمط األول مقاومته
25 24
اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي
وينجم عن هذه الطف رات يف كل جيل كائنات جديدة معدلة جينيا تثري ،يف حني يعجز عن ذلك النمط الثاين .يف هذه البيئة اجلديدة يكون النمط
اجلماعات .ويغربل االنتخاب الطبيعي الحقا هذه الطف رات :تعمل قسوة األول أكثر لياقة ؛ أي أنه أحسن تكيفا ،فهو يبقى – ومن مث يتكاثر – أكثر
الشروط البيئية على خفض تواتر الكائنات املعدلة « السيئة « ( غري الالئقة من النمط الثاين .والنتيجة أن النمط األول يولد نسال أكثر مما يولده النمط
نسبيا ) ترفع من تواتر « اجليدة « ( الالئقة نسبيا ) .وجتدر اإلشارة هنا إىل الثاين .
قدرة مجاعة الكائنات على مجع العديد من األف راد املعدلني جينيا يف آن واحد وجي��س��د مصطلح « ال ��ل��ي��اق ��ة « ،fitnessامل��س��ت ��خ ��دم يف س��ي��اق البيولوجيا
،ويساعد هذا اجلمع على التصدي للمتغ ريات البيئية عندما تنشأ .فقد التطورية والذي هو مصطلح تقين ،فكرة :أرجحية البقيا أو التكاثر يف بيئة
تكون اجلينة اليت أنقذت بكت ريات النمط األول من تأثري املضاد احليوي بال معينة .وحصيلة عملية االنتخاب ،اليت تكررت م رات عديدة ال حصر هلا
فاعلية – أو حىت ذات أثر ضار قليال – يف ظروف البيئة اخلالية من املضاد يف سياقات خمتلفة هو ما ن راه يف الطبيعة :نباتات وحيوانات ( و بكت ريات )
احليوي ،ولكن توافرها يف النمط األول مكن البكت ريات من البقيا عندما الئقة fitلبيئتها بطرق معقدة .
تغريت الظروف . ومبقدور علماء الوراثة التطوريني إث راء النقاش السابق من خالل إحتافنا بتفاصيل
لقد أضاء علماء الوراثة املختصون باجلماعات جوانب من عملية االنتخاب بيولوجية غنية .فنحن نعلم ،على سبيل املثال ،أن منشأ األمناط اجلينية هو
الطبيعي أيضا ع �بر اللجوء إىل وص��ف رياضيايت هل ��ا .وبينوا ،على سبيل طف رات يف جزيء الدنا – dnaتغ ريات عشوائية يف تسلسل النكليوتيدات
امل��ث��ال ،وج���ود تناسب ط���ردي ب�ين درج���ة لياقة من��ط م��ا يف مج ��اع ��ة م��ن جهة ( وهو خيط متسلسل مكون من األحرف ) T,C,G,Aاملكونة « للغة «
،وسرعة تنامي تواتره من جهة أخ��رى .وق ��د أمكن بالفعل حساب مدى اجلينوم .وكذلك نعلم قد را جيدا عن معدل تشكل طفرة مشرتكة – حتول يف
سرعة حدوث هذه الزيادة .واكتشف علماء الوراثة املختصون باجلماعات حرف واحد يف الدنا إىل حرف آخر .فلكل نكليوتيد يف كل خلية تناسلية
احلقيقة املدهشة بأن لالنتخاب الطبيعي قوة « إبصار» من الصعب تصورها ،يف كل جيل ،فرصة واح��دة يف البليون تقريبا كي يتحول إىل نكليوتيد
،تستطيع متييز تباين مدهش يف الصغر يف مستوى لياقة األمناط اجلينية . آخر .ولكن األه ��م يف هذا السياق ،هو أننا على علم بعض الشيء بتأثري
ففي مجاعة مكونة من مليون فرد ،مبقدور االنتخاب الطبيعي أن يعمل من الطف رات يف اللياقة .فالغالبية الساحقة للطف رات العشوائية ضارة بالكائن
خالل تباين صفري يف مستوى لياقة األف راد يصل إىل واحد يف املليون . احلي ،فهي حتط من لياقته ؛ ويقتصر املفيد منها الداعم للياقة على أقلية
ومثة مسة مميزة ملنطق االنتخاب الطبيعي وهي أنه يبدو صحيحا من أجل أي قليلة جدا .ومعظم هذه الطف رات سيئ للسبب نفسه ال��ذي جيعل معظم
مستوى من مستويات الكينونة entityاحليوية ،من اجلينة إىل النوع .وقد أخطاء الطباعة يف كود احلاسوب سيئ .فاملرجح أن يؤدي أي تغري عشوائي
أخذ البيولوجيون يف االعتبار ،منذ « داروين « بالطبع ،تباين اللياقة بني يف منظومة حمكمة بدقة إىل خلل يف األداء وليس إىل حتسنه .
أف راد الكائنات ،ولكن ميكن لالنتخاب الطبيعي من حيث املبدأ ،التأثري تنقسم فعالية التطور التكيفي adaptive evolutionإىل مرحلتني ،
يف بقيا survivalأو تكاثر كائنات أخرى . ي ��ت��وزع فيهما العمل بشكل ص��ارم ب�ين ح ��ادث ��ة الطفرة وعملية االنتخاب .
27 26
اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي
اف �تراض مجهور علماء احلياة ،حىت أع��وام الستينات من القرن املاضي أن وعلى سبيل امل ��ث ��ال ،ميكننا أن نفسر أن :أن���واع الكائنات ذات االنتشار
اإلجابة عن هذا السؤال تتمثل يف « مجيع التغ ريات تقريبا « إال أن جمموعة اجل ��غ��رايف ال��واس��ع هلا – كنوع – فرصة أك�بر للبقيا من األن���واع األخ��رى ذات
من علماء الوراثة املختصني باجلماعات ي رأسها الباحث الياباين «كيمورا « االنتشار اجلغ رايف احملدود .فاألنواع األوىل املنتشرة ستتحمل ،يف النهاية زوال
حتدث بقوة هذه الفرضية .فقد جادل «كيمورا» بأن معظم التطور اجلزيئي بعض اجلماعات احمللية أكثر مما ستتحمله األنواع احملصورة جغ رافيا .وبذلك
ال حيركه عادة انتخاب طبيعي « إجيايب « حيث ترفع البيئة من خالله تواتر قد يتنبأ منطق االنتخاب الطبيعي بزيادة نسبية مع مرور الوقت يف األنواع
األمناط املفيدة اليت كانت نادرة يف البدء .واألحرى – كما قال – أن معظم ذات االنتشار اجلغ رايف الواسع .
ال ��ط ��ف��رات اجلينية ال�تي ت��دوم وتبلغ ت��وات��را مرتفعا يف اجل ��م ��اع ��ات ه��ي حمايدة وعلى الرغم من صحة هذه احلجة شكليا – و التطوريون يشتبهون فعال يف
انتخابيا وليس هلا أثر يذكر يف اللياقة بطريقة أو أخرى . حدوث انتخاب مستويات أعلى بني احلني واآلخر فإننا جند معظم البيولوجيني
متفقني على كون االنتخاب الطبيعي حيصل اعتياديا يف مستوى الكائنات
وتستمر بالطبع الطف رات الضارة بالظهور مبعدل مرتفع ،إال أهنا ال تستطيع الفردية أو األمناط اجلينية .ويعود ذلك إىل أن مدة حياة الكائنات أقصر كث ريا
أب��دا بلوغ تواتر مرتفع يف مجاعة ما ؛ أي إهنا مسلك تطوري مسدود ,وملا من مدة حياة األنواع .فاالنتخاب الطبيعي يف مستوى الكائنات هو الغالب
كانت الطف رات احملايدة عمليا « غري مرئية « يف البيئة األنية ،فإن مبقدورها يف مستوى األنواع .
أن تتسلل هبدوء إىل اجلماعة ،ومع مرور الزمن تعدل تركيب اجلماعة اجليين
تعديال رئيسيا .وق��د أطلق على ه��ذه العملية تسمية « االجن���راف اجليين ما مدى شيوع االنتخاب الطبيعي ؟
العشوائي « وهو جوهر نظرية احلياد يف التطور اجلزيئي . إن أحد أبسط األسئلة اليت ميكن أن يطرحها البيولوجيون حول االنتخاب
ومع ولوج الثمانينات من القرن املاضي ،تبىن معظم علماء الوراثة التطوريني الطبيعي ه��و أي��ض��ا – وه���ذا م ��ف ��اج��ئ – أ ك ��ث��ره��ا ص ��ع��وب ��ة م��ن ح��ي��ث اإلج��اب��ة
نظرية احلياد ،إال أن معظم البيانات الساندة هلذا التوجه كان غري مباشر عنها :ما مدى مسؤولية االنتخاب الطبيعي يف إحداث تغ ريات يف التكوين
،إذ غابت االختبارات احلرجة املباشرة .وساعد تطور مسعيني على إصالح اجليين العام جلماعة ما ؟ إن أح��دا ال يشك جديا يف أن االنتخاب الطبيعي
هذه املشكلة : هو احمل��رك لعميلة تطور معظم السمات الفيزيائية يف الكائنات احلية – اذ
املسعى األول هو تصميم علماء ال��وراث��ة املختصني باجلماعات اختبارات ال يوجد تفسري آخر معقول للسمات الواسعة االنتشار ،كاملنقار والعضلة
إحصائية بسيطة لتمييز التغ ريات احليادية يف اجلينوم من تلك ذات الطبيعة ذات ال رأسني والدماغ .ولكن هناك شك جدي حول أمهية الدور الذي يؤديه
التكيفية . االنتخاب الطبيعي يف توجيه التغري على املستوى اجلزيئي .ما هي إذن نسبة
واملسعى الثاين هو تصميم تقانات جديدة لتحليل تسلسل الدنا أو اجلينوم التغ ريات التطورية يف الدنا اليت منشؤها مفعول االنتخاب الطبيعي عرب ماليني
الكلي للعيد م��ن األن����واع ،مم��ا واف���ر م��دا ك��ب �يرا م��ن ال��ب ��ي��ان ��ات أت���اح تطبيق السنني ،مقارنة بالتغ ريات اليت تعود إىل مفعول بعض العمليات األخرى ؟
29 28
اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي
للتطور التكيفي .لقد مس ��ح التطور اجل ��دي ��د يف علم ال��وراث��ة للبيولوجيني االختبارات اإلحصائية نفسها عليها .
بتحدي هذه اإلشكالية بصورة مباشرة .وحاليا هناك حماوالت لإلجابة عن وقد أوضحت تلك البيانات اجلديدة أن نظرية احلياد قد خبست االنتخاب
جمموعة أسئلة جوهرية حول عملية االنتخاب ؛ كاألسئلة التالية :عندما الطبيعي أمهيته .يف إح��دى ه��ذه ال��د راس��ات عمل فريق ،ي رأسه كل من «
يتكيف كائن مع بيئة جديدة من خالل االنتخاب الطبيعي ،فهل يتم ذلك بيكان « و « النكلي « ( ومه��ا يف جامعة كاليفورنيا – ديفيس ) ،على
بسبب تغ ريات حت ��دث يف جينات قليلة أم كثرية .وه ��ل ميكن حتديد هوية مقارنة تسلسل دنا نوعني من ذبابة الفاكهة ،تابعني جلنس الدوروسوفيال
هذه اجلينات ؟ وهل تشارك اجلينات ذاهتا يف حاالت مستقلة من التكيف . Drosophilaفحلال حنو ستة أالف جينة يف كال النوعني ،وحددا تلك
مع احمليط نفسه ؟ اجلينات ال�تي قد تشعبت بعد انفصال النوعني عن أصلهما املشرتك ,وعرب
ليس من السهل اإلجابة عن تلك األسئلة .وتكمن الصعوبة الرئيسية يف تطبيق اختبار إحصائي ،ق��د را أن ��ه ميكن استبعاد التطور احليادي يف %19
أن زيادة اللياقة النامجة عن طفرة مفيدة قد تكون زيادة صغرية جدا ،وهو على األقل من هذه اجلينات؛ أو بعبارة أخرى :إن االنتخاب الطبيعي يدفع
األمر الذي جيعل التغري التطوري بطئيا جدا .وتتمثل إحدى الطرق اليت جلأ التشعب التطوري يف خمُ س جمموعة اجلينات املدروسة (وألن االختبار اإلحصائي
إليها البيولوجيون التطوريون ملعاجلة هذه املشكلة ،ويف وضع مجاعات من املستخدم كان حمافظا ،فإن النسبة احلقيقية قد تكون أكرب بكثري )
الكائنات احلية السريعة التكاثر وتنميتها يف بيئات صنعية ،حيث االختالف
يف اللياقة أكرب ،ومن مث فإن عملية التطور أسرع .ويساعد العملية إن كان وال تعين ه��ذه النتيجة هتميش التطور احل��ي��ادي ؛ إذ إن بعضا م ��ن اجلينات
عدد مجاعات الكائنات احلية كب ريا مبا فيه الكفاية لتحقيق سيل مستمر من الـ %81قد يكون ،يف النهاية ،تشعب بفعل عامل االجن راف اجليين ؛ بل هو
الطف رات .ويف دراسة التطور التجرييب للميكوربات ،توضع منطيا مجاعة من يدل على أن دور االنتخاب الطبيعي يف تشعب األنواع يفوق ما مخنه معظم
الكائنات امليكروية املتماثلة جينيا يف حميط جديد عليها أن تتكيف معه . مؤيدي نظرية احلياد .ودفعت دراس��ات شبيهة بتلك معظم علماء الوراثة
وملا كانت مجيع هذه الكائنات حتوي تسلسل الدنا ذاته يف بداية التجربة ، التطوريني إىل استنتاج مفاده أن االنتخاب الطبيعي هو العامل الشائع الذي
فإن االنتخاب الطبيعي يعمل على استثمار الطف رات اجلديدة اليت حدثت حيرك التغري التطوري ،حىت يف مستوى تسلسل نيكلوتيدات الدنا .
إب ��ان التجربة فقط ويستطيع الباحث مع م��رور الزمن ،تبيان كيفية تغري
اللياقة يف اجلماعة من خالل قياس سرعة النكاثر يف البيئة اجلديدة . الوراثة الخاصة باالنتخاب الطبيعي :
أكثر أحب ��اث التطور التجرييب إث��ارة للفضول أُجن��زت باستخدام الفريوسات على الرغم من ثقة البيولوجيني يف دفع االنتخاب الطبيعي للتغري التطوري ،
امللتهمة للبكت ريات ،وهي فريوسات من الصغر حبيث تستطيع مخج infect فإننا غالبا ما جندهم جيهلون كيفية حديث ذلك ،وهذا يشمل حىت مسات
البكت ريات .وهذه الفريوسات حتوي جينومات صغرية مكافئة حلجمها ،ما بدنية عادية ( املنقار ،العضلة ذات ال رأسني ،الدماغ ) .فعلى سبيل املثال ،
يساعد البيولوجيني على إج راء تسلسل كامل جلينوماهتا يف بداية التجربة مل يكن معروفا – حىت تاريخ حديث – إال القليل عن التغ ريات اجلينية املؤسسة
31 30
اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي
بينها حنتها االنتخاب الطبيعي ؛ ومن مث عملوا على دراسة هذه االختالفات وهنايتها ،وك ��ذل ��ك أث ��ن ��اء التجربة .وه��ذا يسمح بتعقب ك ��ل تغري جيين «
جينيا .وعلى سبيل املثال ،قام كل من « شيمسكيه «( من جامعة والية ميسك « به االنتخاب الطبيعي لينشره مع الزمن .
ميتشكان ) و « ب رادشو « ( من جامعة واشنطن ) بتحليل دور االنتخاب طبق كل من « هولدر « و « ب ��ول « ( ومه��ا من جامعة تكساس يف أوسنت
الطبيعي يف نوعني م ��ن زه��رة ال ��ق��رد .وق��د وج��دا أن��ه على ال��رغ��م م ��ن عالقة ) جتربة كالواردة أنفا باستخدام نوعني قريبني جداً من الفريوسات امللتهمة
القرىب القوية فيما بني هذين النوعني ،فإن التلقيح يتم بشكل رئيسي يف للبكت ريات ФX174 :و ، G4وك�لامه��ا خيمج بكترية معوية شائعة هي
زه��رة Mimulus Lewisiiبوساطة النحل الطنان bumble bees اإلشريشيا ك��ويل . E.Coliلقد وض��ع الباحثان ال ��ف�يروس��ات يف درج��ات
فيما ينجز بشكل رئيسي يف M.Cardinalisبوساطة الطائر الطنان ح��رارة عالية غري اعتيادية ،ومسحا هلا بالتكيف مع البيئة احل��ارة اجلديدة ،
hummingbirdوتبني البيانات املتوافرة من األنواع األخرى أن أسلوب فازدادت يف كال النوعني درجة اللياقة أثناء التجربة بشكل درامي .والحظ
التلقيح ع�بر ال ��ط��ي ��ور يف اجل ��ن��س Mimulusق��د ت ��ط��ور م��ن تلقيح حشرة الباحثون يف كلتا احلالتني النمط ذاته ؛ إذا حتسنت اللياقة سريع اً يف بداية
النحل . التجربة ،وتباطأت مع مرور الزمن .والالفت هو أن « هولدر « و « بول «
إن اختالف ل��ون ال ��زه��رة وح��ده – M. Lewisiiأزه��ار وردي��ة اللون ،يف متكنا بشكل دقيق من حتديد طف رات الدنا اليت عملت على زيادة اللياقة .
حني أن M.Cardinalisأزهار مح راء اللون .يفسر بكشل جلي التباين
يف اختيار امللقح . pollinatorوعندما جل ��أ ك ��ل م ��ن « شيمسيكه « و االنتخاب الطبيعي ( في البيئات الطبيعية ) :
« ب رادشو « إىل هتجني النوعني ،بيّ نا أن االختالف يف ل��ون الزهرتني يعود على ال��رغ��م مم��ا يقدمه البحث التطوري التجرييب م ��ن رؤي��ة ج��دي ��دة ملفعول
يف معظمه ،فيما يبدو ،إىل مفعول جينة وحيدة تسمى األصفر العلوي االنتخاب الطبيعي ،يبقى األسلوب املعتمد حمصورا يف استخدام الكائنات
. YUPوبناءً على ذلك ،عمال على توليد منطني خمتلفني من اهلجائن : احلية البسيطة اليت تسمح بتحديد كامل تسلسل دنا اجلينوم م رات عدة .
النمط األول الذي حيوي اجلينة YUPمن النوع ، M.Cardinalisأما كذلك حذر بعض العاملني يف هذا اجملال من أن أحباث التطور التجرييب قد
ما تبقى من جينوم هذا اهلجني فهو مشتق من النوع M. Lewisiiليعطي تضمن ضغوطا انتخابية قاسية ال توجد يف الطبيعة ،وقد تكون أقسى كث ريا
أزه��ارا برتقالية اللون .النمط الثاين كان ص ��ورة مرآتية للهجني األول ؛ إذ من تلك اليت تواجهها الكائنات يف بيئاهتا الطبيعية .لذلك رغبنا يف دراسة
حوى اجلينة YUPمن النوع ، M. Lewisiiوما تبقى من اجلينوم مشتق عملية االنتخاب يف كائنات حية أرق��ى يف ظ��روف أق��رب إىل ظ��روف البيئة
من النوع M.Cardinalisليعطي أزهارا وردية اللون . الطبيعة ،فكان ال بد لنا من ابتداع أسلوب مغاير للبحث يف هذه التغ ريات
وعندمات مت نقل اهلجائن إىل الربية ،الح��ظ الباحثات أن اجلينة YUP التطورية البالغة البطء .
هلا مفعول هائل يف حذب املل ّق ح .فنباتات ، M. Lewisiiعلى سبيل و لعمل ذل���ك ،ف���إن ع ��ل ��م��اء ال��ت��ط��ور ي��ل��ج��ؤون منطيا إىل مج��اع��ات أو أن���واع
املثال ،اليت حتمل اجلينة YUPمن النوع M.Cardinalisجذبت إليها كاف للعثور بسهولة على اختالفات تكيفية انفصلت عن بعضها منذ زمن ٍ
33 32
اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي
يف كتابه « أصل األنواع « ميكن مشاهدهتا يف يومنا هذا وقد تشعبت بصورة الطائر الطنان مبقدار 68مرة أكثر من نباتات M. Lewisiiالصافية ؛ أما
جلية إىل أنواع خمتلفة بعد أن انفصلت جغ رافيا . فيما خيص التجربة املع****ة ( نباتات M.Cardinalisمع اجلينة YUP
وعندما ينشأ العزل التكاثري ،فقد يتخذ أشكاال عدة .فعند قيام ذكور من النوع ) M. Lewisiiفكانت النتيجة زيادة يف زيارات النحل الطنان
ن��وع معني باملغازلة ،على سبيل املثال ،قد ال تستجيب إن��اث من أن��واع قدرها 74مرة .فليس إذن مثة شك يف الدور الرئيسي للجينة YUيف تطور
قريبة أخرى إىل هذه املغازلة ( إذا صادف أن مت اتصال جغ رايف بني النوعني ) التلقيح الذي يقوم به الطائر الطنان يف النوع . M.Cardinalisويتضح
.فإناث الف راشات ، pieris occidentalisعلى سبيل املثال ،لن تت زاوج من حبث « شيمسكيه « و «ب رادوشو « أن عامل االنتخاب الطبيعي قادر
بذكور النوع القريب p. protodiceويعود ذلك اإلحجام على األرجح إىل أحيانا على تأسيس تكيفات عرب ما يبدو أنه تغ ريات جينية بسيطة .
اختالف يف الرسم على أجنحة ذكور النوعني .وحىت إن حصل الت زاوج بني
النوعني ،فسيؤدي ذلك إىل موت اهلجني أو والدة هجني عقيم ،وسيكون أصل األنواع :
ذلك شكال آخر من أشكال العزل التكاثري ؛ إذ ال ميكن أن تنتقل اجلينات إن ادعاء « داروين « األكثر ج رأة فيما خيص االنتخاب الطبيعي ،يتلخص يف
من نوع إىل آخر يف حال كون مجيع اهلجائن الناجتة فيما بينها ميتة أو عقيمة يفس ر كيفية نشوء األنواع ) علما
اعتبار االنتخاب الطبيعي هو العامل الذي ّ
.فسؤال البيولوجيني املعاصرين عما إذا كان االنتخاب الطبيعي هو الذي أن عنوان كتابه املشهور هو :أصل األنواع ) .ولكن هل مبقدور االنتخاب
يُس يرّ أصل األنواع ،يتحول إىل السؤال عما إذا كان االنتخاب الطبيعي هو الطبيعي تفسري ذلك بالفعل ؟ وما هو الدور الذي يؤديه االنتخاب الطبيعي
الذي يؤدي إىل نشوء العزل التكاثري . يف عملية تكون األنواع speciationوتشعب ساللة معينة إىل ساللتني ؟
ط��وال ال ��ق��رن العشرين تقريبا ،ك��ان ج��واب أكثر علماء التطور ع ��ن هذا سؤاالن ما ي زاالن إىل اليوم موضوعا مهما يف أحباث البيولوجيا التطورية .
السؤال بالنفي ؛ واعتقدوا أن االجن راف اجليين كان العامل احلاسم يف نشوء كي نتوصل إىل إجابات عن هذين السؤالني /ال بد من فهم ما يقصده علماء
األن���واع – وأح��د أكثر املكتشفات احلديثة إث��ارة هو احتمال خطأ فرضية التطور مبصطلح « النوع « .يلتزم البيولوجيون املعاصرون عموما بعكس
االجن راف اجليين كمنشأ لألنواع .واملرجح حاليا هو أن االنتخاب الطبيعي « داروين « مبا يسمى املفهوم احليوي لألنواع ،الذي يتمثل جوهره يف عزلة
يؤدي دورا رئيسيا يف تشكل األنواع . األنواع فيما بينها تكاثريا :أي امتالك األنواع مسات جينية حتول دون تبادل
نوع ي زهرة القرد الذين سبق ذكرمها ،مثاال جيدا على ماويُع ّد تاريخ تطور َ اجلينات مع األنواع األخرى ،وبعبارة أخرى :إن مجيع األنواع املختلفة متتلك
امللق حان بني نوعي زهرة القرد ،فهذا يعين أنذكر .وألنه يندر أن خيطئ ِّ أحواض جينية genetic poolsمنفصلة .
كال النوعني معزوالن تكاثريا بصورة تامة تقريب اً .ومع أن كال النوعني يوجد ويعتقد العلماء أن��ه ال ب ��د م��ن فصل مجاعتني م ��ن الكائنات احلية جغ رافيا
يف األمكنة ذاهتا يف مشال أمريكا ،فإن النحل الطنان الذي يزور زهرة M. كشروط لتطور العزل التكاثري .فطيور ال���دوري finchesال�تي سكنت
Lewisiiسيتجنب زيارة زهرة M.Cardinalisكما سيتفادى الطائر جزرا عدة يف أرخبيل كاالبا**** واشتهرت من خالل وصف « داروين « هلا
35 34
اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي اختبار االنتخاب (االصطفاء ) الطبيعي
وكفاية مفعوله ،إال أن مكانة االنتخاب الطبيعي لدى البيولوجيني التطوريني الطنان الذي يزور زهرة ، M.Cardinalisزيارة زهرة M. Lewisii؛
،بدءا من العقود القليلة املاضية ،مل تشهد إال تناميا يف أمهيتها وترسيخا وبذلك لن يتم نقل حبوب الطلع فيما بني النوعني إال فيما ندر .
هلا . وبالفعل ب �ّي�نّ « شيمسكيه « وزم�ل�اؤه أن ه ��ذا االخ ��ت�لاف يف امللقح مسؤول
املؤلف H.Allen orr : وح��ده عن كبح الدفق اجليين بني النوعني مبا مقد راه . %98يف ه ��ذه احلالة
أستاذ جامعي ،وأستاذ Shirley Cox Kearnsللبيولوجيا يف جامعة حتديدا ،ال ميكن الشك إذن يف أن االنتخاب الطبيعي قد عمل على تشكيل
روشسرت ،ومؤلف مشارك ( مع « جريي كوين « ) لكتاب « تشكل األنواع تكيفات النباتني مع مل ّق حني معينني وأدى إىل عزل تكاثري قوي .
« . speciation وقد ظهرت أدلة أخرى حول دور االنتخاب الطبيعي يف تشكل األنواع ،وذلك
وتتمحور أحباثه ح��ول األس��س اجلينية لتشكل وتكيف األن���واع .حصل « من مصدر آخر غري متوقع .ففي العقد املاضي أو قبل ذلك بقليل استطاع
أورر « ع ��ل��ى م��ي��دال��ي��ة داروي����ن واالس م��ن مجعية لينيان يف ل��ن��دن ،وزم��ال��ة عدة علماء وراثة تطوريني ( ومنهم املؤلف ) حتديد نصف دزينة من اجلينات
جيوجينهامي ،وزمالة داوود ولوسيل باكارد ،وجائزة دوب زانسكي من مجعية اليت تسبب عقما أو موت اهلجني .وتؤدي هذه اجلينات – اليت جرت دراسة
دراسات التطور .نشرت له عدة دراسات ومقاالت نقدية يف اجمللتني New يكود
معظمها يف أن��واع ذبابة الفاكهة – وظائف متنوعة عادية ؛ فبعضها ّ
. Yorker، New York Review of books يكود لربوتينات بنيوية أو بروتينات ترتبط بالدنا ألنزميات وبعضها اآلخ��ر ِّ
. DNA
املصدر : وهل���ذه اجل��ي��ن ��ات مس ��ت ��ان ب��ارزت��ان :األوىل ه��ي أن معظم اجل��ي��ن ��ات ال�تي تسبب
جملة العلوم األمريكية ) 2009( 6/5 تشع بت بسرعة كبرية .والثانية ه��ي أهنا اض ��ط��راب ��ات يف النسل اهلجني ق ��د ّ
أكدت – وهو ما تبني من اختبارات علم الوراثة املختص باجلماعات – أن
التطور السريع هلذه اجلينات كان نامجا عن عامل االنتخاب الطبيعي .
إن الد راسات اليت تناولت زهرة القرد وعُ قم هجائن ذباب الفاكهة ،مل تتعمق
بعد مبا يكفي يف األحب��اث املستمرة يف الصدور للكشف عن ال��دور الفاعل
لالنتخاب الطبيعي يف تشكل األنواع .
وبالفعل ،يتفق حاليا معظم البيولوجيني على أن االنتخاب الطبيعي قوة
تطورية مفتاحية ،ال يقتصر دوره ��ا على دفع عجلة التغري التطوري داخل
النوع الواحد ،وإمنا ميتد ليشمل أنواعا جديدة من الكائنات احلية .ومع أن
جمموعة من غري املختصني مازالت تشكك بقوة يف حجة االنتخاب الطبيعي
37 36
من الروح إىل الوعي من الروح إىل الوعي
ويصبح انعكاس له ،مفهوم ،وه ��ذه الوحدة املفهومية (املفهوم املخزون يف
اجلسد) ليست ال مادة من اجلسد وال انعكاس لشيء مادي».
هذا الفرق بني جسم مادي ،قادر على فهم العامل ،وبني الالمادة العقلية أو
الالمادة الروحية ،اليت تشكل مضمون الفهم أو الوعي يف رابطه إىل البيئة ،يف الوعي شيء ال ميكن أن يقاس أو يوزن ،ومع ذلك يالحقه الباحثني لتفسري
الفلسفة يطلق عليه تعبري :دواليزم( dualism ،الثنائية بني الروح واجلسد). جوهره.
ه���ذه امل�لاح��ق��ة أع��ط��ت ،ح�تى اآلن ،القليل م��ن اإلج���اب���ات ول��ك��ن ال ��ك ��ث�ير من
ال��ف��ي��ل��س��وف وال���ري���اض���ي ال��ف��رن��س��ي René Descartesق����ام ب��ت ��ط��وي��ر التساؤالت.
ال���ص���ورة ال��س��اب��ق��ة يف ك��ت��اب��ه امل�����س�����م�����ى»Meditationes de prima أهم التساؤالت هي:
»philosophiaم ��ن ع��ام ,1641حيث وص��ف ال���روح على أن��ه «وسيلة -أين موضع الوعي؟
تفكري» غري جسدي ،تقدم جوهر الذات وتقف خلف مجيع األفكار واآلمال -هل الوعي غري مرتبط باجلسم؟
والشك وجممل اإلميان. -ه���ل مي��ك��ن ل��ل��ح��ي��وان وامل���ك���ان أن ميتلكان
حسب طرح ديكارت ميكن للروح أن توجد بدون عالقة باجلسد ،ولكنهم الوعي؟
قادرين على التأثري على بعض.
من هنا نالحظ أن مفهوم الروح نشأ وتطور ،من تصور األولني ،وهو حيمل صورة البدر اليت ن راها يف السماء العالقة هلا
مواصفات واسعة تشمل املواصفات اليت حنملها اليوم للوعي ،ولذلك فإننا حبقيقة القمر الفعلية.
نرى يف حقيقة األمر رحلة خلق مفهوم الوعي وانفصال مضمونه عن الروح، إن هذه الصورة موجودة فقط يف وعينا ،متام اً كما أن ال رائحة تصبح رائحة
لينتج الوضع الذي نتعاطى معهم اليوم. فقط عندما تصل اجلزيئات املتطايرة إىل إحدى املستقبالت يف أنفنا فتتفاعل
معها وتطلق «وهم حمدد» نعايشه يف الوعي.
ديكارت حاول بنشاط البحث عن «مكان» وجود الروح يف اجلسد.
على العكس من بقية الفالسفة الذين كانوا يعتقدون أن الروح تسبح حبرية قبل 2500سنة قام الفيلسوف دميوق راطس بامل راهنة على العالقة بني احلواس
بل وحىت اعتقدوا أهنا تقف جبانبنا ،يف حني أصر ديكارت على أهنا تتموضع والفهم العقلي هلم.
يف الدماغ ،واضع اً األساس لظهور مفهوم الوعي. األب أوغسطينوس Augustinus of Hippoوضع املعضلة عام 400
لقد كان يعلم أن الدماغ مبين على التناظر وأن أغلب البىن منقسمة بني بالشكل التايل:
النصف األمين والنصف األيسر. «عندما يُنظر إىل شيء مادي من خالل عني العقل ،ينتهي عن أن يكون شيء
39 38
من الروح إىل الوعي من الروح إىل الوعي
وأن االنسان (أو أي كائن واعي) ال متلك أعضاء غري جسدية (روح). لكون ال��روح/ال��وع��ي يشكل ن��واة الشخص ،ال ميكن للمرء امتالك إال روح/
وعي واحد .هلذا السبب جيب أن تكون موجودة يف منطقة دماغية يوجد منها
النواة الرئيسية يف املادية هو مفهوم « ,»neural correlateواملقصود أنه نسخة واحدة.
لكل جزء من أج زاء الوعي يوجد وضع عصيب خاص به يفسر نشوئه. ديكارت اعترب املكان املناسب هو غدة تسمى .pineal gland
عند الكثري من علماء األعصاب يعين ذل ��ك أن الوعي واملشاعر اإلنسانية اليوم نعلم أن وظيفة هذه الغدة هي إنتاج هرمونات امليالتونني ،احلامسة يف
متلك منشأها يف التفاعالت البيو كيميائية اجلارية يف الدماغ. حتقيق انسجام الساعة اليومية.
وع ��ل��ى ال��رغ��م م��ن أن ه ��ن ��اك الكثري م��ن احل��رك��ات ال��روح��ي��ة تعطي هل��ذه الغدة
يف نفس الوقت ،من الصعب للغاية التعرف على املوجات العصبية املرتبطة وظيفة مركزية يف الوعي ،إال أن احلقل العلمي ال يقدم أي دليل يدعم هذه
بالوعي ،وبالتايل الربهنة على ذلك. االدعاءات.
الوضع املثايل هو القيام بالتصوير اإلشعاعي للدماغ ،والتعرف على ما يدور
يف الوعي ،متاما كما نفعل من أجل التعرف على اخلاليا العصبية املشاركة م��ن أوائ����ل ال ��ت��ح��دي��ات ال�ت�ي واج��ه��ت دي��ك��ارت وم ��ف ��ه ��وم ��ه ،dualismك ��ان
يف عملية حتريك اليد. تفسري كيف أمكن للروح الالجسدي االلتحام
من أجل التعرف على املناطق املسؤولة عن حركة اليد ،جيري تصوير الدماغ التفاعلي مع اجل��زء اجلسدي للغدة وم��ن خالهلا
قبل احلركة وخ�لاهل ��ا ،وم ��ن مث حتليل الصور ملعرفة املناطق ال�تي تغريت أثناء باجلسم كله ،بالرغم من أن كال منهما مؤلفان
احلركة. من طبيعة خمتلفة.
مثل هذه الطريقة البسيطة ال ميكن اتباعها يف البحث عن الوعي ،إذ أنه يف ديكارت مل يتمكن أبداً من إجياد حل للمعضلة،
األوضاع الطبيعية دائما حيدث شيء ما فيها. والعديد م ��ن تالمذته ب���رروا األم��ر ب��أن اهلل وح ��ده
الذي ميكن أن يكون ال رابط (اجلسر) بني اجلسم
متاما كما هو األمر مع الدواليزم ،توجد للمادية العديد من الفروع ،ولكنهم والروح.
يف األصل كانوا يف أغلبيتهم من أتباع نظرية أن الروح «اليت وحسب تعريفهم
هي فيزيائية ونابعة من اجلسد» متلك موضعها يف مكان خلفي من الدماغ، حىت اليوم الزال أتباع مجيع ف��روع مبدأ الدواليزم ال تستطيع تفسري طبيعة
تقريبا كتقدير ديكارت يف شأن التموضع. العالقة ب�ين اجلسد وال���روح وه��ذا األم��ر فتح الطريق لتوجه فلسفي جديد:
ويف مسار تطور قد رات العلم يف فرتة التسعينات من القرن املاضي ،أصبحت املادية.
هذه الرؤية متلك مشاكلها. هذا التوجه يقول أن الروح الواعية (الوعي) والعقل الفيزيائي مها شيء واحد،
41 40
من الروح إىل الوعي من الروح إىل الوعي
الصورة وال رائحة واأللوان لوردة يلتصقان إىل بعضهم مع مشاعرنا املفاهيمية كلمات ومن مث رواية.
ليظهر رمز احلب. بذات الشكل تلتصق مشاعر صغرية مع بعضها ،لتصبح مع بعضها كبرية
حنن نعلم إن معايشات انطباعية منفردة تتحد مع املشاعر وجيري معاجلتها (م عايشة) واعي.
قادرة على خلق انطباع ُ
يف مواقع خمتلفة من ال��دم��اغ ،وهل��ذا السبب جيب على العديد من املناطق
احملددة موضعي اً يف الدماغ التعاون بانسجام من أجل خلق امل عايشة الواعية. حسب نظرية تعدد ال ��ت ��أث �يرات ،ميكن ال ��ق��ول ب ��وج��ود ال��وع��ي فقط طاملا لديه
ُ حتكم باألحداث ،وفيما عدا ذلك فالمعىن للقول بوجود الوعي.
هل ��ذا السبب ب ��دأ ه��ذان العاملان بد راسة الدماغ تشرحيي اً يف حماولة لتحديد هذا الفهم يعطي القدرة على طرح العديد من األطياف للوعي ،مبعىن آخر
بنية هلا إمكانية القيام بوظيفة التحكم تعدد مستويات الوعي ،عند احليوان واإلنسان وحىت املكان.
املنسجم. أن أك��ون واع��ي ،ال يعين امتالك كل الوعي أو ال شيء على اإلط�لاق ،وهلذا
ال��ب��ح��ث أش����ار إىل م ��ن ��ط ��ق ��ة حت���ت ال ��ق��س ��م السبب ال يوجد جواب واحد حاسم فيما إذا كانت احليوانات واملكائن قادرة
املركزي من اللحاء الدماغي موجودة يف أن تكون واعية أم ال.
كال النصفني.
لقد عثروا على طبقة من خاليا دماغية، ومتاما كبقية أغلب النظريات ال تقدم نظرية تعدد التأث ريات جواب اً حمدداً على
تصل ثخانتها إىل أقل من ميليمرت واحد سؤال عن موضع متوضع الوعي يف الدماغ.
اطلق عليها اس ��م ,claustrumوتعين بني علماء األعصاب يوجد دعم كبري ملفاهيم دانييل دينيت األساسية من أن
املختفية. الوعي ميلك شكال فيزيائيا ومرتبط بأكثر من موضع يف الدماغ.
على الرغم من أن املنطقة موجودة لدى مجيع احليوانات إال أننا ،وإىل حد أحد هؤالء العلماء من الذين وصل به األمر إىل اق رتاح مكان اً حمدداً للوعي هو
بعيد ال نعلم عن وظيفتها شيء. عامل الكيمياء البيولوجية وبيولوجيا األعصاب الربيطاين ,Francis Crick
وعلى كل حال اكتشف العلماء أن اخلاليا الدماغية يف هذه املنطقة متلك والذي حصل عام 1962على جائزة نوبل يف حقل البيولوجيا.
رواب ��ط تقريب اً مع مجيع مناطق اللحاء الدماغي ،حيث الوظائف الدماغية هذا العامل مات عام 2005قبل أن ينتهي من نظريته ولكن زميله Christof
العليا ،مثل اللغة ،جيري تشكيلهم وحيث يوجد مركز األحاسيس. Kochتابع العمل ونشر نتائج النظرية عام .2005
إضافة إىل ذلك فإن الروابط العصبية ثنائية املسارات ،حبيث أن كل خلية
يف املنطقة املختفية ق���ادرة على تلقي اإلش���ارات القادمة م ��ن مركز اللحاء لقد توصلوا إىل أن وعينا عبارة عن انطباع عن شيء تقريب اً دائما يتحول إىل
الدماغي وارسال اإلشارات ،يف ذات الوقت. معايشة موحدة.
45 44
من الروح إىل الوعي من الروح إىل الوعي
وأيضا متلك املنطقة «املختفية» رواب ��ط عصبية مع املنطقة الواقعة يف عمق
الدماغ ,basala ganglierna ،وهي املنطقة املسؤولة عن تنظيم احلركة
حيث منظومة إعادة ربط التوجيه وحتسني االنسجام بني األوامر القادمة من
خمتلف مناطق الدماغ.
مبعىن آخ��ر فاملنطقة «املختفية» تظهر وكأهنا احملطة ال�تي تربط أكثر أقسام
الدماغ مع بعض.
حىت اآلن الزالت هذه النظرية غري جمربة ،ولكن جيري جتهيز العديد من األحباث
للتأكد من الدور الذي يلعبه «املختفية» يف الوعي.
إحدى هذه التجارب اليت جيري اإلعداد هلا هو زرع اليكرتود يف دماغ شخص
التجربة لتنشيط اخلاليا الدماغية من خالل موجات كهربائية ضعيفة.
إذا حصل الشخص على أفكار أو انطباعات أو مشاعر أو معايشات كاليت
نعايشها يف وعينا ،دل ذلك على أن نظرية ف رانسيس وكريستوف صحيحة.
47 46
أمهات املؤمنني ـ قراءة مغايرة (صفية بنت حيي) أمهات املؤمنني ـ قراءة مغايرة (صفية بنت حيي)
يف اإلس�لام ويضرب شبهة تكرمي اإلس�لام هلا يف مقتل .فلفظة السياقة حني
تتعامل معها لغويا تكتشف اهن ��ا ال تستخدم إال يف إط��ار من اجل�بر ،ال ��ذل، المصادر – راجع العدد األول من السلسة
القهر. ص ـ ـ ( 287، 286من الكتاب األصلي )
امل��رأة كيان فاقد األهليه ليس له س��وي أن يقاد ،الرجل هو الكيان املؤله
امل خول له أن يفعل ويتصدر لكل شيء ،مما جيعلك تتأكد من فكرة الذكورية
ق راءة ولن راعي ما حتته خط
يفُ اإلسالم واليت تتجلي بوضوح يف كافة تعاليمه إال أن تفصيل فحوي تللك
وسيقت نساء أم القموص سبايا ،ويف مقدمتهن (صفية) ام راة كنانة ،وابنة
الذكورية يستحق أن نتعاطي معه ببحث مستقل.
عم هلا ،يقودمها (بالل) مؤذن الرسول صوسلم .
أما خبصوص ب�لال ،ففي األم��ر منشأ داخلي ال ينفك عن الطبيعة البشرية
ومر هبما بالل علي ساحة إمتالت بالقتلي من يهود ،فهمت صفية أن تصيح
ورغبتها يف التشفي واإلنتقام خصوصا إن كانت طيلة حياهتا مذلولة مرذولة
لكن الصيحة احتبست يف حلقها ال تنطق.
ال يٌتعامل معها إال مبنطق السخره واإلذالل فما كان يفعله معه سيده امية
وام��ا ابنة عمها فأعولت ص ��ارخ��ة ،وصكت وجهها ،وحثت ال �ت�راب علي
بن خلف واضح ومعروف للجميع ،واملشهد خيربك ضمنيا ب رائحة التشفي
رأسها ...وجيء هبما إيل رسول اهلل صوسلم .
والرغبه يف اإلنتصار للذات بصرف النظر عن ماهية تللك الذات وإن كانت
صفية يف ح��زهن ��ا ال ��ص ��ام ��ت وج��زع ��ه ��ا امل ��ك��ب ��وت ،حت���اول أن تتماسك يف ترفع
هي الفاعله أم ال ،فكل ما يعرفه ب�لاب ب�لال ذل��ك العبد األس��ود هي اهنا
وكربياء ،وما من أحد يعرف فيم كانت تفكر ،وان بدا اهنا تلوذ أمام القائد
سيدة أبيه يف عزة يف قومها ،وقد إرتبط مفهوم السيادة عنده باحلقد ،الكره،
املنتصر بآخر ما كان هلا من عزة يف قومها .
البغضاء ،فما لبث أن حانت الفرصه إال وبدأ يف إسرتداد حاسبه.
واالخ��ري شعثاء الشعر معفرة بال رتاب ،ممزقة الثياب ،ال تكف عن عويل
مما جيعلنا نقف علي جدية وص ��دق تغيري اإلس�لام للبشر من داخلهم علي
ونواح
املستوي مستوى التصاحل النفسي أو علي مستوي التعاطي مع اآلخر املسيء
قال صوسلم وهو يشيح بوجهه عنها :
يف إخت زال واضح بأن كل ما مت تغيريه كان علي مستوي املظهر ال املخرب،
« اغربوا عين هذه الشيطانة «
بلسان املقال ال بلسان احلال .
إمعانا يف اإلذالل ورغبة يف التشفي ،هو ان هذا العبد األسود إختار عن قصد
تذييل :
الطريق الذي إمتأل جبثث القتلي من اهل صفية بنت حيي
إستخدام التعبري سيقت يكشف لنا عن مدي إحنطاط الشخصية الفاعلة،
ولك أن تتخيل عزيز القاريء ,كيف لصاحيب جليل حاز علي لقب مؤذن
وت ��دين التعامل مع األس�ير بالعموم ،ومع امل��رأه باخلصوص ،حييلك استخدام
الرسول ( لنا مع هذا اللقب تذييل سيأيت يف حينه ) تفوح تصرفاته بالعنصريه
اللفظ إيل ختيل قطيع ماشيه يٌساق بيد راعيه ،مما حيطم فكرة مكانة امل راه
واحلقد والدفني ،ما هو موقفك وأن��ت مربوط حببل يف ي��داك تجُ��ر بيد عبد
49 48
أمهات املؤمنني ـ قراءة مغايرة (صفية بنت حيي) أمهات املؤمنني ـ قراءة مغايرة (صفية بنت حيي)
...وهنا نتوقف هنيهة م ��ا ال��ذي جعل حممد جي��زع م ��ن تصرفات ابنة عم أسود يف أيامك املاضيه كان يرتعد منك خوفا ,ومع كل خطوة ختطوها جتد
صفية ,الكوهنا نافت نصا إسالميا صرحيا بتحرمي العويل وال��ن��واح ؟؟ أم األرض ملئي برفيق أو صديق أو جار أو صاحب صلة أو ذي نسب ,مقتول،
لكونه مل يكن يرى يف األمر ما يسوئها هلذه الدرجة مما جعله يفهم تصرفها مبتور ،أو ميت .ختيل املشهد واترك لقرحيتك العنان .مث تسائل عن مساحة هذا
بانه هتويل حلقري أمر. اإلسالم ،عن حقوق األسري فيه اليت أفردت هلا جملدات ،حقيقة تغيري اإلسالم
إن كانت األويل فما ذنبها يف ان تتعلم شريعة رجل دعي ،قتل قومها ،استويل ألصحابه وحتويلهم من رعاة غنم لقادة أمم.
علي كنوزهم ،ساق نسائهم سبايا ،مث او ليست أوليست علس الشريعة ضع تللك تلك اإلدعاءات جنبا جبنب مع النص املكتوب وإستنتج بنفسك .
اليهودية الغ راء !!!! أما موقف صفية بنت حيي فعليك قارئي العزيز أن تركز من اآلن عن كل
وإن كانت الثانية فهو جهل جهول بأبسط طبائع البشر وهو التعبري عن الكلمات املسطوره عنها لتتكشف بنفسك كم التناقض الرهيب يف املواقف،
إستيائهم ومشاعرهم املكبوته حيال أمر جلل سيحيلهم يف غمضى عني من التصرفات اليت تنايف الطبيعة البشريه ،مما جيعلك تقف بني أمرين كالمها فادح
اعلي عليني إيل أسفل سافلني .مما جيعلنا نتسائل عن ماهية رسول للبشرية املصاب ،االول إحنطاط وتغول املرض النفسي يف هؤالء القوم ،أو كذب وعوار
مجعاء جيهل أبسط مباديء الطبيعة البشرية!! م راجعنا ال رتاثيه ال�تي نقلت لنا أخ��ب��ار محُ مد ،أو ح�تي عمي أو جتاهل -ال
....يتبع أدري -ناقلي هذه الكتب والذين مل تثتثريهم تستثريهم حفيظة السياق ،
ومل يسألوا أنفسهم عن كيفية إتساق تللك تلك االحداث مع بعضها ،فضال
املصادر كما هي مذكورة يف النص األصلي عن تصديرها ألجيال كاملة علي إهنا سرية عطرة لشخص هو خري خلق اهلل.
تاريخ الطربي 95/3 طبيعتها ال راقيه وكوهنا زوجة لسيدين من سادة بين النضري ,جعلها تتطبع
السرية 351/3 بطبائع امللوك وعلي رأسهم األنفه واإلباء ,مما جعلها تتكتم مشاعرها ،أو لعله
تاريخ الطربي 94/3 هول املفاجاة الذي قد صورته ولو للحظات علي إنه جمرد كابوس مزعج لن
السرية 350/3 يلبث سوي أن خيتفي ،لكنه وللقدر التعس والزمان الشقي ،حالت األقدار
دون ذلك وتويل سوقة القوم ودمهائهم األمر وباتوا يتشفون ويأخذون بثأرهم
اإلصابة 126/8 القدمي .فلم تنوح ومل تلطم خدها او تشق جيبها أو حيت تذرف دمعة ،علي
عكس إبنة عمها واليت حالت طبيعتها البشريه علي أن تتخذ نفس النهج
يف التصرف ,ودفعها هول امل صاب من أن تنوح وتولول وهي حمقة يف ذلك .
الرمحه حني رأي حال ابنة عمها ،إال وأشاح بوجهه وما كان من حممد رسول ُ
وظهرت عليه عالمات اإلستياء والغضب صارخا « أبعدوا عين هذه الشمطاء»
51 50
ملاذا اإلسالم هو حمور النقد والسخرية؟ ملاذا اإلسالم هو حمور النقد والسخرية؟
عن فهمه املسلمون ،فهو أن تقديس حرية التعبري يف الغرب هو بالضبط ما
يوفّ ر هلم احلق يف ممارسة دينهم على الرغم مما يتضمنه هذا الدين من تعاليم بقلم بسام درويش
مقيتة.
حىت فرتة قريبة من الزمن ،كان الغريب يعتقد حق اً بأن هؤالء الذين خيرجون
إىل الشوارع مبظاه رات عنيفة كهذه ،ليسوا سوى جهلة ورعاع ،ألنه مل يكن
دين يدعو أتباعه للقيام بأعمال كهذه ليص ّد ُق بأنه ميكن أن يكون هناك ٌ
كنت إذا قلت لشخص دفاع اً عن تعاليمه أو رموزه .ففي املاضي القريبَ ،
حي��رض على العنف ويزخر بالتعاليم اليت أمريكي مثقف إن القرآن كتاب ّ
شك متسائ الً عما إذا
تدعو إىل الك راهية ،فإنه غالب اً ما كان يرمقك بنظرة ّ
كنت إنسان اً متعصب اً أو جاه الً .أما اليوم ،فلم يعد على هذا املقدار من اجلهل
باإلسالم .األعمال اإلرهابية اليت أصابته يف عُ ق ِر داره ،ال بل واليت أصابت وال
زالت تصيب بالد املسلمني أنفسهم ،دفعته للتعرف على ماهيّ ة هذا الدين.
أصبح هناك اشخاص يتصلون ب ربامج احل��وار اإلذاع��ي��ة أو التلفزيونية وهم
يستشهدون بآيات من ال ��ق��رآن ،ق رأوها بأنفسهم ،مستنكرين وجودها يف
كتاب ديين .مل يعد هناك اآلن أمريكي مل يسمع حبوريات اجلنة اليت ال يتورع وحدهم املسلمون بني أتباع مجيع الديانات خيرجون إىل ال ��ش��وارع للتظاهر
املسلمون عن تفجري أنفسهم يف األماكن العامة طمع اً باحلصول عليها يف احتجاج اً على ما يرون فيه إساءة لدينهم ،أو لنبيهم ،أو لرم ٍز من رموزهم.
احلياة اآلخرة .ومل يعد هناك ال غريب وال شرقي ال يعرف معىن كلمة اجلهاد. لكن احتجاجاهتم ال تقتصر على التظاهر واهل��ت��اف��ات الغاضبة والتلويح
واألمر الذي يبعث على السخرية حق اً ،ال بل على الرثاء أيض اً ،فهو حماولة بالقبضات فقط ،إمنا تتسم دائم اً بالعنف الذي غالب اً ما يتمثل باعتداءات
أصحاب الدعاية اإلسالمية تصوير اإلقبال على ش راء القرآن وغريه من الكتب على السفارات واملؤسسات الغربية.
اإلسالمية إقباالً على اإلسالم!... إ ّن اللجوءَ إىل العنف احتجاج اً على نشر صورة كاريكاتورية لرمز ديين أو
أمر يعجز
نشر كتاب يتضمن انتقاداً أليديولوجية ،دينية كانت أو سياسيةٌ ،
********* اإلنسان الغريب عن تفهمه .فالثقافة الغربية تقدس حرية التعبري أكثر من
تقديسها ألي شيء آخر ،مبا يف ذلك املقدسات الدينية نفسها .أما ما يعجز
53 52
ملاذا اإلسالم هو حمور النقد والسخرية؟ ملاذا اإلسالم هو حمور النقد والسخرية؟
على السفارات والكنائس. الغريب ال يهتم عادة بانتقاد الغري إال إذا اصابه من هذا الغري اعتداء عليه أو
ال بل ليس من املبالغة يف شيء إن قلنا بأن اإلسالم ليس وراء اإلرهاب فقط، على حقوقه .إنه يتعايش مع كل املعتقدات والتقاليد اليت هي أساس اً حممية
إمن��ا هو أيض اً وراء فقر الشعوب اإلسالمية وختلفها .فالدين ال��ذي يشجع بقوانني العامل الغريب .لكن ،ما أصابه من املسلمني فتح الباب بشكل واسع
أتباعه على إجناب أكرب عدد من األطفال ألن نبيه يريد أن يفاخر بعددهم على اإلسالم فأصبح هو وأتباعه حتت اجملهر ،وبالتايل عرضة للنقد وللسخرية...
��ك يف أن ��ه مل حيسب حساب اً لطعامهم ولباسهم
األم��م ي ��وم القيامة( )2ال ش ّ وما أكثر ما يف هذا الدين مما يستحق النقد والسخرية!...
وتربيتهم ولكمية اللقاحات اليت يسعى العامل الغريب لتأمينها هلم .والدين ٍ
حصانة ضد ٍ
معتقد أو فك ٍر أو شخص يتمتع بأية يف الواقع ،ليس هناك من
الذي ال زال يفرض نفسه على دساتري الدول اإلسالمية كمصدر للتشريع، يبت يف حدود النقد هو القضاء فقط .لذلك ،ال النقد ،واملرجع الوحيد الذي ّ
هو الذي يقف عقبة بني شعوب هذه الدول وبني تقدمها ومتتعها باحلرية. نسمع عن مظاه رات يهودية أو مسيحية أو بوذية خيرج فيها أتباعها حيرقون
األخضر واليابس دفاع اً عن دياناهتم.
********** فلماذا إذاً اإلسالم وحده بني كل هذه الديانات هو األكثر عرض ةً لالنتقاد؟
ختام اً ،هناك ما الب�� ّد من اإلش��ارة إليه ،وه��و أن ��ه ع�لاوًة على كل ما تق ّدم، وملاذا هم املسلمون وحدهم بني كل أتباع الديانات الذين يلجأون إىل العنف
وعالوًة على كل ما يزخر به اإلسالم من تعاليم إرهابية أو سخيفة مضحكة رداً على االنتقاد؟
شتائم مهينة حبق
َ تستوجب النقد ،فإنه ال يعقل أن تتضمن تعاليم هذا الدين اجلواب على هذين السؤالني هو أنه ليس هناك من يكشف عن مؤخرته دون
الذين ال يؤمنون به دون أن يتوقع املسلمون الرد على شتائمه ،على األقل، أن يتوقع تسليط األض���واء عليها .أعمال املسلمني هي ال�تي كشفت عورة
فبانتقاد أو بسخرية .فالقرآن واحلديث يزخ ران بالشتائمٍ إن مل يكن بشتيمة، اإلسالم وس لّ طت األضواء عليها ،وخاصة للذين مل يسبق هلم وأن رأوها!...
املوجهة لغري املسلمني ،وبالذات ،للمسيحيني واليهود ،كوصفهم بالقردة
واخلنازير والبهائم والكفرة القذرين النجسني ال��ذي ال جت��وز مصافحتهم ************
واملنافقني الذين ال جتوز مصاحبتهم )3(.رمبا على املسلمني أن يعملوا على ليس من املبالغة يف ش��يء أب��داً إن قلنا ب��أن مشكلة العامل الكربى ال�تي هتدد
إع��ادة النظر هب ��ذه النصوص قبل االحتجاج على أي ��ة شتيمة أو نقد ساخر استق راره وتقدمه هي اإلس�ل�ام .العامل كله يعاين منه ،مبا يف ذل ��ك املسلمون
حبقهم وحبق دينهم. أنفسهم .نظرة سريعة إىل ما يشغل العامل كله اليوم ،تؤ ّك د قول اإلم رباطور
البيزنطي الذي استشهد به البابا بندكت السادس عشر« ،أرين شيئ اً جديداً
أتى به حممد ولن جتد فيه إال ما هو شرير وغري إنساين »!...ولقد أثبت صحة
هذا القول املسلمون أنفسهم باملظاه رات العنيفة اليت قاموا هبا احتجاج اً عليه،
وما صاحب تلك املظاه رات من أعمال التخريب واحل��رق والقتل واالعتداء
55 54
االقتصاد االسالمي بضعة نقاط االقتصاد االسالمي بضعة نقاط
اجر األجري:
هنا مت ربط األجر بالنفع (األنتاج) وهذا ليس عدال ...األجر يف الدول ال رأمسالية
بساعات العمل وليس األنتاج ...ممكن يكون لدي أدوات قدمية صعب التعامل
معها ،وال تنتج ،ويكون العقاب علي العامل ،الذي أجرة مرتبط باألنتاج....
.2بالنسبة لألراضي ،مصر مثال مل تعرف امتالك األراضي حيت القضاء علي
اخلالفة األسالمية ،فهي كانت أرض خ راج (أق رأ صفحة ....)128وهنا النظام
ال رأمسايل يتيح بأمتالك األراضي أفضل للعامة...
.3بالنسبة للربا ..حترمي األس�لام للربا (صفحة )259بدون تقدمي بديل هو
فشل ...عندما يتم قرض شخص ما مال ،فالقارض هنا قام باملخاطرة مبالة،
مبعين ان ��ة ممكن ان خيسر امل��ال ،وبالتايل جيب تعويضة عن املخاطرة بربح...
وه ��ذا ال تفهمونة ...انتم القرض لديكم جيب س ��دة ،مبعين أقرتضت مال من
أج���ل م��ش��روع ،وامل���ش���روع ف��ش��ل ،جي��ب ان أرد امل���ال ويف م ��ص��ر ي ��ت��م السجن،
والبنوك األسالمية أدت ايل سجن العديد من الفالحني يف السودان مما كان
يهدد التنمية...
البنوك احلديثة ال تعمل هكذا ...هي تقدر املشروع ،وتقدر املخاطرة ،ولو كان
املشروع ناجح ،يتم تقدير املخاطرة وبالتايل تقدير الفائدة ،وأذا املشروع فشل،
ال يتم سجن املدان .ايضا ممكن ان تعلن أفالسك ،وتتخلص من كل الديون
الشخصية (ليست مرتبطة مبشروع) ،واملوضوع بالنسبة له أنتهي (العديد من
ال رأمسالني الشهريني أعلنوا أفالسهم يف أمريكا ،ويف النهاية جنحوا) ..اعالن
57 56
نبضات بن باز ...لقد رأينا اهلل ! نبضات بن باز ...لقد رأينا اهلل !
غموضا مثل ذلك االحساس الذي يدامهنا عند التفكر يف الكون فالتاكيد لقد رأينا اهلل !
هو على صواب ولكن هذا ال عالقة له بادعائه على االطالق. بن باز
املشكلة الثانية هي يف تنوع التجارب الدينية :فلو كان هناك اله واحد فلما
نرى العديد من االخبار من خمتلف الديانات؟ بل ان هذه التجارب متضاربه يقول اح��ده��م« :ولست وح��دي فقد راي الكثريين اجلنة واملالئكة بل واهلل
مع بعضها البعض .وال ميكن ان تكون مجيعها صحيحة ولكن على االقل شخصيا .وذل ��ك الننا نؤمن مبا يقوله البشر فان قال لنا احدهم اين ذهبت
فان بعضها خطا وكذب .اذا كيف ميكننا التفريق؟ وملا جيب علي ان اصدق بسياريت الكامري اىل السوق ملا علي ان اكذبه؟ فاملتشككني يطبقون دائما
التجارب االسالمية او املسيحية او غريها وارفض البقية؟ معاي را معقدة للتصديق ال يطبقوهنا يف باقي مناحي حياهتم فهم يظهرون كم
ال يوجد معيار مستقل ميكننا استخدامه للتفريق بني التجارب احلقيقية هم يستيقون دائما االحكام فيما خيص الدين وهذا ما مينعهم من التصديق».
والكاذبة اليت يدعيها االخرين او لقد قال احدهم من قبل ان كل البشر العاديون مي��رون مبثل تلك التجارب
ح�تى ال�تي ق��د من��ر هب��ا .ان املعيار الروحانية ومبا ان تلك التجارب هي الدليل النهائي الدامغ فاننا جيب ان نقبل
ال���وح���ي���د امل����وج����ود ي��ع��ت��م��د على حقيقة وجود اهلل .يقول ايضا ان تلك التجارب تؤثر ايضا يف حياة كل البشر
س��ل�ام����ة ال����ن����ظ����ام ال�����دي��ن��ي .ع��ل��ى بل وحياة اجملتمعات وبالتايل ال ميكن ان تكون هالوس ابدا .وبالتايل فانه من
سبيل املثال :البعض يدعي انه العقالين ان نؤمن بوجود اله مسؤول عن هذه التجارب بدال من ان نربطها
ان مل تتوافق التجربة مع ما هو بتخيالتنا
م����ذك����ور يف ال����ق����ران او االجن���ي���ل الى هنا ينتهي الهراء اعاله ونبدا في الرد على هذه الحجة
فاهنا جتربه كاذبة -ولكن هذا ان اول مشكله يف استنتاج السيد
يفرتض ان احلقيقة موجوده فيما اع�لاه ه��و تاكيده على ان « كل
جيب ان يتم اثبات صدقه اصال البشر» متر بتلك التجارب الدينية.
وبالتايل هذا غري مقبول. ول ��ك ��ن بالسهولة مب ��ك ��ان على اي
املشكلة الثالثة :هي فكرة التأثري العميق لتلك التجارب يف حياتنا فهذا شخص ان يصر على موقف بدون
ال يعين اهنا من اهلل! .فان ادعينا ان بعض الناس مر هبذه التجارب وان هذه اي دل��ي ��ل ي ��دع ��م��ه .فلو ك��ان يعين
التجارب اث��رت يف حياهتم ولكننا ال جيب ان نقبل ان هذه التجارب ذات بتلك التجارب هي القوى اخلارقة
طبيعة خارقة. مثل اهلل وامل�لا ئ ��ك ��ة اخل فانه بالتاكيد خم ��ط��ىء .ام��ا ان ك��ان يعين شيئا أكثري
59 58
نبضات بن باز ...لقد رأينا اهلل !
ان التجارب احلقيقية اليت هلا تاثري على حياتنا هلا تفسريها الطبيعي بدون اي
ع�لاق��ات ب��ال��ق��در .بل
ان����ه ب��اس��ت��خ��دام م���واد
ك���ي���م���ي���ائ���ي���ة واج����ه����زة
ح��دي��ث��ة ميكننا ان��ت��اج
جت�������������ارب ي�����ش�����ع�����ر هب���ا
امل���ت���ل���ق���ي .واذا ك���ان
االم������ر ه���ك���ذا ف��ل��م��اذا
جيب علينا ان نصدق ان جتارب االخرين متعلقة باسباب من وراء الطبيعة؟
اذا كان هناك على االقل بعض التجارب الدينية املزعومة طبيعية ،فكيف
نفرقها عن تلك التجارب اخلارقة؟ حىت وان غريت تلك التجربة مسار اجملتمع
فان هذا ليس دليال ابدا على اهنا خارقة.
ان البعض يزعم ان الدرجة اليت يهيأ هبا لشخص ما ان شيئأ ما قد حدث
جيب ان ترتجم اىل احتماليه وقوع هذا الشيء .ان هذا االمر صحيح عندما
يقول شخص ما بانه يبدو له ان هناك كرسيا يف الغرفة وبالتايل فاننا منيل
اللى املوافقة على ان هناك كرسيا يف الغرفة .ولكنه من غري الصحيح انه يف
كل مره يؤمن هبا احدهم بشكل جاد يف امر ما فانه جيب ان نقبل بان كل
ما يؤمن به صحيح.
اننا نقبل هبذا االمر عندما يتعلق بامور دنيوية خربناها مجيعا .فلو قال احدهم
انه راى سنافر داخل الغرفة فاننا لن نصدق احتماليه وجود السنافر داخل
الغرفة.
كما ان هناك شيئا مهما علينا ان نضعه يف احلسبان :ان فشل املؤمنني يف
اثبات تلك التجارب لنا هو سبب جيد لكي نعتقد ان اهلل غري موجود.
61 60
نبضات بن باز ...حوار نبضات بن باز ...حوار
-ال مت رفض هذا الطلب مرتني يف مرحلتني للتحقيق ومنع عين اهلاتف ومل
امتكن من خماطبه اي حمامي اال من داخل السجن. حوار مع بن باز
هل وكلت حمامي دفاع خالل احملاكمة ؟ ح��وار و شهادة صديقي و أح��د كتاب جملة أن ��ا أفكر منذ ف�ترة طويلة (عبد
-نعم وبعد معاناه شديده ورف��ض من قبل ع ��ده حمامني .وق��ام ه ��ذا احملامي العزيز بن باز) عن ظروف اهتامه و اعتقاله و سجنه
ايضا برفض التعاون مع اي اصدقاء او جهات حقوقيه بسبب خجله من هتمته عملي اً وواقعي اً هي أنه يفكر يف بالد منع فيها التفكري و يتكلم يف بالد
مسمى القضية.. اخلرسان هم مواطنوا الدرجة األوىل فيها
هتمة ال ميكن أن ت��وص ��ف اال أهن��ا هتمة خ ��ط�يرة و عظيمة و م ��ه��ددة يف بالد
كيف كانت معاملة و حيادية القاضي خالل احملاكمة ؟ األسالم و املسلمني
-يف حمكمه اول درج���ه مل يطلب ال ��ق ��اض��ي ح��ض��وري وق���ام بتوبيخ احملامي
لقيامه بال رتافع من اجلي .ويف االستئناف كان من الواضح متاما ان القاضي ماهو السبب الرئيسي ألعتقالك ؟
متحيز جدا ضدي من خالل اسئلته اليت منت عن غضب شديد جتاهي .ويف -بناء على خطاب موجه من امن الدولة اىل االداره العامة للمباحث االلكرتونية
التمييز مت رفض الطعن شكال.. ينبههم اىل مدون يدعو اىل الكفرو االحلاد .
هل أحسست بأن القاضي جتاوز القانون الكوييت باحلكم عليك ؟ كيف مت االعتقال ؟
-قام يتطبيق اقصى عقوبه علي .يف احلقيقة انا ال استحق يوما واحدا وذلك -مت اعتقايل من قبل قبل ظابط املباحث االلكرتونية يف تاريخ 2012-12-31
انين مل احقر الدين من االساس.. يف مقر العمل ومت مصادره هاتفي ومتعلقايت يف الفور..
حتت أي قانون متت حماكمتك ؟ هل تعرضت ألي عنف جسدي أو نفسي خالل عملية االعتقال ؟.
-قانون انتهاك حرمه االديان ماده :111 -نعم مت هت ��دي ��دي مبزيد م ��ن التوريط القانوين اذا مل استجب لطلباهتم وان
ك ��ل م ��ن أذاع ،ب ��إح��دى ال ��ط��رق العلنية املبينة يف امل���ادة ، 101آراء تتضمن اعرتف بكل ما هو مكتوب يف التحقيق واحملضر.
سخرية أو حتق ريا أو تصغ ريا لدين أو مذهب ديين ،سواء كان ذلك بالطعن
يف عقائده أو يف شعائره أو يف طقوسه أو يف تعاليمه ،يعاقب باحلبس مدة ال هل مسح لك بأن توكل حمامي دفاع عند التحقيق معك ؟
63 62
نبضات بن باز ...حوار نبضات بن باز ...حوار
جتاوز سنة واحدة وبغ رامة ال جتاوز ألف دينار أو بإحدى هاتني العقوبتني..
هل مت ضربك أو ايذائك بأي شكل من االشكال ؟
-مت وضعي يف العزل االنف رادي فرته قصريه بدون سبب غري ان الضابط ينتمي كيف مت اثبات التهم املوجه اليك
للمذهب الشيعي وقد اعتقد بانين سين املذهب... -من خالل مدونيت benbazbuzz.blogspot.com
مت اعتبار ( ما هي مكانه الدين يف اجملتمع العلماين) (هل هم متدينون حقا)
هل متت مضايقتك من قبل مسجونني آخرين ؟ (مل��اذا خلق اهلل امللحدون) وغريها من املقاالت دع��وه للعلمانية بدل الديانه
-بالتاكيد كان هذا يتم بشكل يومي .سواء بالسب واللعنات او باالجبار ونشر للكفر واالحلاد .هذا ما مت اهتامي به حرفيا.
على النقاش واملناظ رات العقيمه .ومن مث يتم هتديدك مره اخرى باي كلمه
تتفوه هبا. ماهي االدلة و الق رائن اليت اثبتت التهم ؟
السجن احلقيقي ليس تلك اجلد ران بقدر اولئك االف راد الذين اجربت على -بالغ جهاز امن الدولة ومن مث اع رتايف بان املدونه ختصين..
احلياة معهم وغالبهم من السايكوباتني.
ما احلكم الذي أخذته ؟
هل كان هناك مسجونني آخرين بتهم مشاهبة لتهمتك ؟ -سنه مع الشغل والنفاذ وغ رامه 75دينار كوييت.
-نعم ك��ان هناك شيعي ممتهم ب��االس��اءه للمذهب السين واخ��ر مسيحي
متهم باالساءه لالسالم جملرد انه ابدى انزعاجه من تعدد الزوجات هل تعرضت خالل احملاكمة ألي نوع من أنواع التعذيب ؟
-مل اذه��ب للمحاكمه اال م��ره واح��ده وق��ام جمموعه من العساكر مبحاوله
ه ��ل أحسست ب��أي عمل ممنهج ألي��ذائ��ك جسدي اً أو نفسي اً ؟ خ�لال مدة التهجم علي بعد اجللسه ومس��اع امل��راف��ع��ه .ل��وال تدخل البعض الي ��ق ��اف هذا
سجنك ؟ االمر..
-يف احلقيقة ال اعلم ان كان ذلك ممنهجا ام ال لكن االم��ر كان غالبا ما
حيدث من قبل املساجني.. بعد دخولك السجن كيف كانت معاملة ادارة السجن لك ؟
-يف احلقيقة كان هناك تعنت يف العديد من االم��ور مثل ادخ ��ال الكتب او
هل أنتهيت كل مدة حكمك أم خرجت قبل املدة ؟ الزيارات او اي طلبات اخرى .كانت دائما تقابل بالبطء الشديد يف التنفيذ
-قصيت ك��ام ��ل امل���ده ب��ل قضيت 45فوقها الهن���اء اج����راءات القضيه و او الرفض .يكفي ان نذكر انه مل يتم ادخال اي كتب اال بعد ان مت اجباري
السفر وغريها.. على ق راءه الق ران لشهر كامل..
65 64
نبضات بن باز ...حوار نبضات بن باز ...حوار
و مبلخص صغري ن��رى أن ك ��ل اج��رائ��ات أعتقال عبد العزيز ب ��ن ب��از تشكل
جمموعة خروقات و انتهاكات واضحة الدىن قواعد حقوق األنسان
رمبا لن نستغرب كون الكويت معروفة بأنتهاكاهتا يف هذا اجملال و لن نستغرب
أكثر ألن قانون اً ديني اً حكم على عبد العزيز
و بكل االحوال شهادة عبد العزيز بن باز سننشرها و نضعها بتصرف مجعيات
حقوق األنسان لنرى هل سيتم أخذها بشكل جدي كانتهاكات صارخة أم
أن النفط الكوييت بأستطاعته ش راء تلك اجلمعيات و اهليئات
أصدقائي أحببت أن أق��وم بنفسي بتسجيل شهادة عبد العزيز رمب ��ا لكوين
67 66
التحيزات املعرفية الـ 12التي متنعك من أن تكون عقالنيًا التحيزات املعرفية الـ 12التي متنعك من أن تكون عقالنيًا
إصدار األحكام ,لكننا على األقل نستطيع أن نبقى مدركني هلذه األخطاء.
هنا سنستعرض بعض اً من أمهها لنأخذها بعني االعتبار: جورج دفورسكي
التحيز التأكيدي: ترجمة :حسنين عبد األمير
إننا حنب أن نوافق األشخاص الذين يوافقوننا ال رأي .هذا هو سبب زيارتنا
للمواقع األلكرتونية اليت تع برّ عن آراءنا السياسية ,و هذا هو سبب خروجنا
إن الدماغ البشري قادر على تنفيذ حوايل 16^10عملية يف الثانية الواحدة،
ع���ادة م��ع م��ن حيملون نفس رؤان���ا و آراءن����ا .حن��ن منيل إىل اج��ت ��ن ��اب األف���راد,
و الذي جيعله أقوى بكثري من أي حاسوب موجود حالي اً .لكن هذا ال يعين
اجلماعات ,و مصادر األخ��ب��ار ال�تي جتعلنا نشعر بانعدام االرت��ي��اح و األم ��ان
أن أدمغتنا ال حتتوي حدود رئيسية .فاآللة احلاسبة املتواضعة ميكنها القيام
حول آرائنا -هذا ما يسميه عامل النفس السلوكي ب.ف .سكينز بالتنافر
املرات مما ميكن لعقلنا فعله ،و بالعمليات احلسابية الرياضية أفضل بآالف ّ
املعريف .إنه الوضع التفضيلي من السلوك الذي يؤدي إىل التحيز التأكيدي-
ذاكرتنا غالبا ما تكون أقل من مستوى عدم الفائدة -إضافة إىل ذلك ,فإننا
العمل ال�لاواع��ي ع��ادة يف ال��رج��وع اىل املنظورات ال�تي تدعم وجهات نظرنا
رهن التحيّ زات املعرفية ,هذه الثغ رات املزعجة يف تفكرينا اليت جتعلنا نتخذ
املوجودة من قبل حص راً ,و يف نفس الوقت جتاهل أو رفض اآلراء – مهما
نتحص ل على استنتاجات خاطئة .هنا يف هذه املقالة ّ ق رارات مشكوك فيها و
كانت صحتها -اليت هت ّدد نظرتنا إىل العامل .و بشكل متناقض ,فقد جعل
حتتاج
ُ س ��وف نعرض 12من أكثر التحي زات املعرفية شيوع اً و ض��رراً و ال�تي
اإلنرتنت هذا امليل أكثر سوءا من ذي قبل.
ملعرفتها بالطبع.
التحيز للمجموعة
قبل أن نبدأ ,فمن املهم علينا أن منيز بني التحيّ زات املعرفية و املغالطات
التحيز الشبيه إىل حد ما بالتحيز التأكيدي هو التحيز للمجموعة ,مظهر
احلج ة –امل رافعة -املنطقية (على املنطقية .فاملغالطة املنطقية هي خطأ يف ّ
من مظاهر امليول القبلية الفطرية لدينا .و الغريب يف األمر أن الكثري من هذا
سبيل املثال ,مغالطة االحتجاج بالشخص ,مغالطة املنحدر الزلق ,مغالطة
التأث ريات قد تكون هلا عالقة هبرمون األوكسيتوسني -ما يسمى ب”،جزيء
اجلدال الدائري ,مغالطة التماس القوة و غريها) .من اجلانب اآلخر ,فالتحيز
احل��ب ”.هذا الناقل العصيب ,يف حني أنه يساعدنا على إقامة رواب��ط أكثر
املعريف هو نقص حقيقي أو جمموعة قيود يف تفكرينا -خلل يف احلكم الذي
متانة مع الناس يف داخل جمموعتنا ,فإنه يؤدي الوضيفة املعاكسة مع من هم
ينشأ من أخطاء الذاكرة ,املنسوبية االجتماعية ,و احلسابات اخلاطئة ( مثل
خارج هذه اجملموعة -إنه جيعلنا نشتبه ,نتخوف ,و حىت نزدري اآلخرين .يف
األخطاء اإلحصائية أو اإلحساس ال زائف لبعض االحتماالت).
هناية املطاف ,فإن التحيز للمجموعة جيعلنا نبالغ يف تقدير قد رات و قيمة
يعتقد بعض علماء النفس أن حتي زاتنا املعرفية تساعدنا يف معاجلة املعلومات
جمموعتنا احلالية على حساب أناس ال نعرفهم.
القادمة إلينا بكفاءة أعلى ,و خاصة يف احلاالت اخلطرية .لكنها ال ت زال تقودنا
مغالطة املقامر
إىل ارت��ك��اب أخ��ط��اء جسيمة .ميكن أن ن ��ك��ون ع��رض ��ة ملثل ه��ذه األخ��ط��اء يف
إهن��ا تدعى “مغالطة” ,لكنها أكثر من كوهنا خلل يف تفكرينا .حنن منيل
69 68
التحيزات املعرفية الـ 12التي متنعك من أن تكون عقالنيًا التحيزات املعرفية الـ 12التي متنعك من أن تكون عقالنيًا
(إحصائي اً ,فلدينا احتمالية 1من 84من املوت يف حادث مركبات ,مقارنة إىل وض��ع كمية هائلة م ��ن الرتكيز على األح���داث السابقة ,معتقدين بأهنا
مع 1من 5,000احتمالية من املوت يف حادث حت طّم طائرة [مصادر أخرى سوف تؤثّر بطريقة أو بأخرى على النتائج املستقبلية .و املثال الكالسيكي
تشري إىل اح��ت ��م��االت تصل إىل 1م ��ن .)]20,000إهن��ا ال ��ظ ��اه��رة نفسها اليت هو عملية رمي العملة .فبعد كون العملة على وجه “ال رأس ″خلمس م رات
ج��راء عمل إره��ايب يف مقابل شيء أكثر جتعلنا نتخوف من تعرضنا للقتل ّ متتالية من الرمي ,فإن ميلنا سيكون يف التنبّ ؤ بأن الرمية املقبلة ستكون على
التسم م العرضي. ّ احتماالً ,مثل السقوط من أعلى سلم أو وجه “الذيل” – هذا ألن احتماالت جيب أن تكون بالتأكيد يف صاحل وجه
يسم ية عامل النفس االجتماعي كاس سونشنت بـ(إحتمال االستخفاف) هذا ما ّ “ال��رأس .″و لكن يف الواقع ,فأن االحتماالت ال ت ��زال .50/50فكما يقول
–عدم قدرتنا على الفهم الصحيح ملعىن اخلطر و املخاطرة -و الذي يقودنا علم اإلحصاء ,إن النتائج يف الرميات املختلفة مستق لّ ة إحصائي اً و احتمال
عادة إىل املبالغة يف تقدير خماطر نشاطات غري مؤذية نسبي اً ,يف حني جيربنا أي من النتيجتني ال ي زال .%50
على االستخفاف بأمور أكثر منها خطورة. ترشيد ما بعد الش راء
حتيز اإلنتقاء الرصدي أو الشهودي تذ ّك ر تلك امل��رة اليت اشرتيت فيها شيئ اً غري ض��روري ��اً ,أو باخلطأ ,أو كنفقة
إن هذا التحيز هو ذلك التأثري الذي يالحظ فجأة أشياءاً مل نالحظها من ق���ررت أن ت��رش ��د م��ن ال��ش��راء إىل ح��د أن��ك أقنعت
أ ك ��ث��ر م��ن ال�ل�ازم ,و م��ن مث ّ
قبل – و لكننا نفرتض –باخلطأ -بأن وترية ذلك الشيء قد ازدادت .هناك ترش د على الدوام؟ أجل ,هذا هو ترشيد ما بعد نفسك بأهنا فكرة عظيمة أن ّ
مثال ممتاز حول هذا التحيز و هو ما حيصل بعد ش راءنا لسيارة جديدة لنرى الش راء – هو نوع من اآللية املدجمة اليت جتعلنا نشعر بتحسن بعد اختاذ ق رارات
بعد ذل ��ك –و لسبب غري مفهوم -نفس ن��وع سيارتنا يف كل مكان .تأثري غري مسؤولة ,و خاصة يف العمليات النقدية .املعروف أيض اً باسم متالزمة
مشابه هلذا هو ما حيدث للم رأة احلامل اليت تالحظ بشكل مفاجئ أن هناك مشرتي ستوكهومل .إهنا وسيلة لتربير مشرتياتنا شعوري اً -وخاصة تلك املكلفة
الكثري من احلوامل حوهلا .أو قد يكون األم��ر نفسه بالنسبة لرقم فريد أو منها .يقول علماء النفس االجتماعي أهنا تنطلق من مبدأ االلت زام ,و الرغبة
أغنية ما .إن األمر ليس أن هذه األشياء تظهر مع اً بشكل أكثر توات راً ,لكن النفسية لدينا لنبقى ثابتني و بعيدين عن التنافر املعريف.
ألن أدمغتنا – وألي سبب كان -قامت بتحديد العنصر احمل ّدد يف أذهاننا, أحتمال االستخفاف
و بالتايل ,فإهنا تالحظها يف كثري من األحيان .املشكلة يف أن ,معظم الناس عدد قليل ج��داً منا لديه مشكلة يف صعود سيارة و الذهاب للقيادة ,لكن
ال يعرتفون بأن هذا حتيّ ز اختياري ,و يصدقّ ون بالفعل بأن هذه العناصر أو الكثري منّ ا لديهم تلك الرهبة الكبرية يف صعود طائرة و التحليق على ارتفاع
يكون شعور مقلق اً جداً .إنه أيض اً األحداث قد ت زاديت تواتري اً -الشيء الذي ّ 35,000م .بكل وضوح ,فإن الط ريان نشاط غري طبيعي كليّ اً و يبدو نشاط اً
حتيّ ز معريف يساهم باإلحساس بأن ظهور أشياء أو أحداث حم ّددة ليس صدفة خط رياً ج��داً .يع ِرف كل منا إىل اآلن و يعرتف حبقيقة أن احتمال ال��وف ��اة يف
(على الرغم من أنه صدفة). ح��ادث سيارة هو أ ك �بر بكثري من احتمال تعرضنا للموت يف ح��ادث حت طّم
حتيز الوضع ال راهن طائرة – لكن أدمغتنا سوف لن حتررنا من هذا املنطق الواضح وضوح الشمس
71 70
التحيزات املعرفية الـ 12التي متنعك من أن تكون عقالنيًا التحيزات املعرفية الـ 12التي متنعك من أن تكون عقالنيًا
تأثري عربة املوسيقى BandWagon حنن البشر منيل اىل التخوف من التغيري ,وهذا ما يقودنا إىل اختاذ ق رارات تضمن
نفض ل الذهاب مع سيل على الرغم من أننا لسنا واعني حول ذلك ,لكنّ نا ّ أن األمور ستبقى نفسها ,أو أن نغري على قدر صغري من املستطاع .غين عن
مفض ل ,فإن ذلك احلشود .فعندما تبدأ اجلماهري بأختيار فائز ما أو شيء ّ ال��ق��ول ,ب��أن هل��ذا التحيز تشعبات يف ك��ل ش��ي م��ن السياسة اىل االقتصاد.
ال��وق ��ت ه��و وق��ت أي��ق��اف العقول ال ��ف��ردي ��ة و ال��دخ��ول يف ن��وع م��ن “التفكري إننا ن��ود االل ��ت��زام بروتيننا ,أح زابنا السياسية ,و الوجبات املفضلة لدينا يف
اجلماعي” أو اخللية العقلية .لكنه ليس من الضروري أن يكون ذلك احلشد املطاعم .إن جزء من مضار هذا التحيز هو االف رتاض الغري مربر بأن االختيار
كب رياً أو يكون ّأم ة كاملة ,بل ميكن أن يشمل جمموعات صغرية جداً ,مثل اآلخ��ر سيكون أق ��ل شأن اً أو أن ��ه سيجعل األم��ور أكثر س���وءاً .ميكن تلخيص
األسرة أو حىت جمموعة أصغر من زمالء مكتب العمل .إن تأثري عربة املوسيقى حتيز الوضع ال راهن بالقول“ ,إذا مل تكن مكسورة ,فال تصلحها” – القول
هو ما جيعل عادة السلوكيات ,املعايري االجتماعية ,و امليمات تتكاثر فيما املأثور الذي يغذي امليول احملافِ ظة لدينا .و يف واقع األمر ,يقول بعض احمل لّ لني
ب�ين جماميع االف��راد-ب��غ��ض النظر ع��ن األدل���ة و ال��دواف��ع يف ال��دع��م .ه��ذا هو بان هذا هو السبب وراء أن الواليات املتحدة مل تكن قادرة على َس ّن قانون
سبب كون استطالعات ال رأي معابَة عادة ,ألهنا ال ميكن ان تقدم وجهات الرعاية الصحيّ ة الشاملة ,على الرغم من حقيقة أن معظم األف��راد يدعمون
نظر األف راد وفق اً لذلك .الكثري من هذا التحيّ ز له عالقة بالرغبة املدجمة يف فكرة اإلصالح.
موض ح يف جتارب التوافق “آش”. التناسب و االتفاق ,و كما هو ّ التحيز السليب
حتيز اإلسقاط مييل الناس اىل إيالء املزيد من االهتمام اىل األخبار السيئة-و هذا ليس لسبب
كاف راد فقد بقي 7/24داخل عقولنا ,إنه من الصعب بالنسبة لنا أن نتخ طّى أننا نعاين من اهل��وس فقط .ين ظّ ر علماء االجتماع بأن ذلك التحيز موجود
حدود وعينا و تفضيالتنا .هذا النقص املعريف عادة ما يقودنا إىل تأثري ذو نتج ه إىل األخبار السلبية لكوهنا على اعتبار من اهتمامنا اإلنتقائي و أننا ّ
صلة يعرف باسم حتيّ ز اإلمجاع اخلاطئ حيث إننا منيل إىل اإلعتقاد بأن الناس أكثر أمهية أو عمق اً .إننا منيل أيض اً إىل أعطاء مصداقية أكرب لألخبار السيئة,
ال يف ّك رون مثلنا فقط ,لكنهم يوافقوننا أيض اً .إنه ذلك التحيز الذي نبالغ رمبا ألننا نكون على ارتياب (أو ملل)من التصرحيات العكسية .و بطريقة
فيه يف تقدير كم إننا منوذجيون وطبيعيون ,و نفرتض أن هناك توافق يف اآلراء أكثر تطورية ,فإن اإلصغاء اىل األخبار السيئة قد يكون أكثر تكيف اً من جتاهل
بشأن املسائل يف حني أنه قد ال يكون هناك أي توافق .ع�لاوة على ذلك, حادة” مقابل “هذا التوت األخبار اجليّ دة (على سبيل املثال “أسنان النمور ّ
فإنه ميكنه أيض اً خلق تأثري حيث يفرتض فيه األعضاء من مجاعة راديكالية طعمه جيّ د”) .اليوم ,حنن خناطر يف اخلوض يف السلبيات على حساب األخبار
أو متطرفة أن الناس يف اخلارج يتّ فقون معهم بشكل كبري .أو الثقة املبالغ هبا السارة بشكل فعلي .يقول ستيفن بنكر يف كتابه “مالئكة أفضل لطبيعتنا: ّ
اليت يتحصل عليها الشخص الفائز يف انتخابات أو مباراة رياضية. مل��اذا ت��وقّ��ف العنف” إن اجل��رمي��ة ,العنف ,احل���رب ,و امل ��ظ ��امل األخ���رى آخ��ذة يف
حتيز اللحظة احلالية اإلخنفاض بشكل جيّ د ,حىت اآلن فإن معظم الناس يقولون أن األم��ور تزداد
حن ��ن البشر منتلك وق ��ت ��اً عصيب اً ح�� ّق ��اً يف ختيّ ل أنفسنا يف املستقبل و تغيري سوءاً -و الذي هو خري مثال عملي على التحيز السليب.
73 72
التحيزات املعرفية الـ 12التي متنعك من أن تكون عقالنيًا التحيزات املعرفية الـ 12التي متنعك من أن تكون عقالنيًا
املصدر:
the-most-common-/5974468/com.http://io9
cognitive-biases-that-prevent-you-from-
_being-rational?utm_source=buffer&utm
_campaign=Buffer&utm_content=buffer5832c&utm
medium=twitter
75 74
إسماعيل أدهم ورسالته :ملاذا أنا ملحد؟ إسماعيل أدهم ورسالته :ملاذا أنا ملحد؟
اإلع�������دادي ف��ي��ه��ا ع��ل��ى ي���د م��درس�ين ت����ف����ك��ي�ري ووض��������ع أس��������اس ع���ق���ي���ديت حيث غادرها مع مصطفى كمال درجتا على اعتبار أن كل ما حتتويه
خصوصيني ونزلت تركيا والتحقت املستقبلة ،فكان يفرض على اإلسالم إىل األناضول ليبدأ مع زعماء احلركة ال����ت����وراة واإلجن����ي����ل ل��ي��س ص ��ح��ي��ح��ا.
ب���ع���ده���ا مب�����دة ب���اجل���ام���ع���ة .وه��ن��ال��ك والقيام بشعائره فرضا ،وأذك��ر يوما االستقاللية حركتهم .وظللت أربع وكانتا تسخ ران من املعج زات ويوم
للمرة األوىل وجدت أناسا ميكنين أن أين ثرت على هذه احلالة وامتنعت عن س��ن��وات م��ن سنة 1919إىل 1923 القيامة واحل��س��اب ،وك��ان هل��ذا كله
أشاركهم تفكريهم ويشاركونين .يف الصالة وقلت ل ��ه :أين لست مبؤمن، يف األس���ت���ان���ة ق��اب��ع��ا أت��ع��ل��م األمل��ان��ي��ة أثر يف نفسييت.
األستانة درست الرياضيات وبقيت أن��ا داروين أؤم��ن بالنشوء واالرت��ق��اء. والرتكية على يد شقيقيت والعربية ك���ان���ت م��ك��ت��ب��ة وال�������دي م��ش��ح��ون��ة
كذلك ثالث سنوات ويف هذه الفرتة ف ��ك��ان ج��واب��ه ع ��ل��ى ذل���ك أن أرس ��ل�ني على يد زوج عميت ،ويف هذه الفرتة ب�����أالف ال��ك��ت��ب وك�����ان حم���رم���ا على
أسست (مجاعة نشر اإلحلاد) برتكيا إىل القاهرة وأحل ��ق�ني مب ��درس ��ة داخلية ق��رأت ل ��داروي ��ن أص ��ل األن���واع وأصل اخل��������روج واالخ�����ت��ل��اط م����ع األط����ف����ال
وك��ان��ت لنا مطبوعات ص ��غ�يرة كل ليقطع على أسباب املطالعة ،ولكين اإلنسان وخرجت من ق رائتهما مؤمنا ال��ذي��ن ه��م م��ن س�ني .ول ��ق ��د عانيت
منها يف 64صفحة أذكر منها : حتايلت على ذل��ك ب��أن كنت أت��ردد بالتطور .وق��رأت مباحث هكسلي أث��ر ه��ذا التحرمي ق��ي ف��ردي ��ة تبعدين
على دار الكتب املصرية وأطالع ما وهيكل والسر ليل وبيجهوت وأنا عن اجلماعة فيما بعد ،ومل يكن يف
الرسالة السابعة :الفرويديزم، يقع حتت يدي من املؤلفات الرتكية مل أجت������اوز ال��ث��ال��ث��ة ع���ش���رة م���ن سىن مستطاعي اخل��روج إال مع شقيقيت
الرسالة العاشرة :ماهية الدين، واألمل��ان��ي��ة ي��وم��ي اخل��م��ي��س واجل��م��ع��ة، حيايت .وانكببت أق رأ يف هذه الفرتة وق�������د أل����ف����ت ه�������ذه احل�����ي�����اة وك���ن���ت
ال��رس��ال��ة احل��ادي��ة ع��ش��ر :ق ��ص ��ة تطور ومها من أيام العطلة املدرسية .وكنت لديكارت وهوبس وهيوم وكانت، أح��ب��ه��م��ا ح��ب��ا مج���ا ف��ن��ق��ض��ي وق��ت��ن��ا
الدين ونشأته، أشعر وأنا يف املدرسة أين يف جو أحط ول��ك�ني مل أك���ن أف��ه��م ك��ل م��ا أق���رأه معا نطالع ونق رأ .فطالعت وأنا ابن
الرسالة الثانية عشرة :العقائد، مين بكثري .نعم مل تكن سين تتجاوز هلم .وخرجت من هذه الفرتة نابذا ال ��ث ��ام ��ن ��ة م��ؤل��ف��ات ع��ب��د احل���ق حامد
ال��رس ��ال ��ة الثالثة ع ��ش��رة :قصة تطور ال رابعة عشر ولكن كانت معلومايت نظرية اإلرادة احلرة ،وكان لسبينوزا وحفظت الكثري من شعره ،وكنت
فكرة اهلل، يف ال���ري���اض���ي���ات وال���ع���ل���وم وال���ت���اري���خ وأرن����س����ت ه��ي��ك��ل األث�����ر األك��ب��ر يف كلفا بالقصص األدبية فكنت أتلو
الرسالة ال رابعة عشرة :فكرة اخللود. ت��ؤه��ل�ني ألن أك����ون يف أع��ل��ى ف ��ص ��ول ذلك ،مث نبذت عقيدة اخللود. ل��ب��ل ��زاك وج��ي دي م��وب ��اس ��ان وهيغو
امل����دارس ال��ث��ان��وي��ة .ول ��ك��ن ع��ج��زي يف غ�ير أن خ ��ط دراس�ت�ي توقف برجوع م�����ن ال���غ���رب���ي�ي�ن أث������اره������م ،وحل���س�ي�ن
وك�����ان حي����رر ه����ذه ال���رس���ائ���ل أع��ض��اء العربية واإلجنليزية كان يقعد يب عن وال�������دي إىل األس���ت���ان���ة ون����زوح����ه إىل رمح������ي ال������روائ������ي ال��ت�رك����ي امل���ش���ه���ور
اجلماعة وهم طلبة يف جامعة األستانة ذلك. مصر واصطحابه إياي .وهنالك يف ق ��ص ��ص ��ه .وأت���ى وال����دي إىل األس ��ت ��ان ��ة
حت ��ت إرش���اد أمح��د ب��ك زك��ري��ا أستاذ ويف سنة 1927غادرت مصر بعد أن اإلسكندرية خطوت أي ��ام م راهقيت. وقد وضعت احلرب أوزاره��ا ،ودخل
ال���ري���اض���ي���ات يف اجل���ام���ع���ة وال��س��ي��دة تلقيت اجل��ان��ب األك�ب�ر م��ن التعليم ول���ك���ن ك����ان أيب ال ي���ع�ت�رف يل حبق يبق كث ريا احللفاء األستانة ،ولكن مل َ
79 78
إسماعيل أدهم ورسالته :ملاذا أنا ملحد؟ إسماعيل أدهم ورسالته :ملاذا أنا ملحد؟
وق ��د مكن ذل��ك االعتقاد يف نفسي وكان هذا املوضوع سبب نوال درجة الطبيعيات ال ��ن ��ظ��ري ��ة .وك���ان سبب زوج���ت���ه .وق����د وص���ل���ت اجل��م��اع��ة يف
األوس���اط اجلامعية ال�تي اتصلت هبا الدكتوراه يف الرياضيات البحته من ان���ص���رايف ل��ل��ري��اض��ي��ات ن ��ت��ي��ج��ة ميل ظ��رف م��دة ق��ص�يرة للقمة ف ��ك ��ان يف
إذ درس����ت م��ؤق ��ت��ا ف��ك��ريت يف دروس ج��ام��ع��ة م��وس��ك��و س��ن��ة .1933ويف ط��ب��ي��ع��ي يل ح��ت�ى ل���ق���د ف����رغ����ت م ��ن ع��ض��وي��ت��ه��ا 800ط���ال���ب م���ن طلبة
ال��ري��اض��ي��ات جب��ام��ع��ة م��وس��ك��و سنة نفس السنة جنحت يف أن أنال العلوم دراس����ة ه ��ن ��دس ��ة أوق��ل��ي��دس وأن����ا اب ��ن امل���دارس العليا وأكثر من 200من
.1934 وفلسفتها إج���ازة ال��دك��ت��وراه لرسالة ال��ث��ان��ي��ة ع���ش���ر ،وق������رأت ل��ب��وان��ك��اره طلبة امل��دارس الثانوية –اإلع ��دادي ��ة.
إن األس����ب����اب ال��ت�ي دع���ت�ن�ي للتخلي جديدة عن “امليكانيكا اجلديدة اليت وك�ل�اي���ن ول��وب��اج��ف��س��ك��ي م ��ؤل ��ف ��اهت��م وبعد هذا فكرنا يف االتصال جبمعية
ع ��ن اإلمي���ان ب��اهلل كثرية منها م ��ا هو وضعتها مستندا على حركة الغازات وأن������ا اب�����ن ال����راب����ع����ة ع����ش����رة .وك��ن��ت نشر اإلحل��اد األمريكية ال�تي يديرها
علمي حب��ت ومنها م��ا ه��و فلسفي وحسابات االحتمال” وكانت رسالة كثري الشك والتساؤل فلما بدأت األستاذ تشارلز مسث ،وكان نتيجة
صرف ومنها ما هو بني بني ،ومنها يف الطبيعيات النظرية. هب���ن���دس���ة أوق����ل����ي����دس وج����دت����ه ي��ب��دا ذل�����ك ان��ض��م��ام��ن��ا ل����ه وحت����وي����ل اس���م
ما يرجع لبيئيت وظ���رويف ،ومنها ما وخرجت من كل حبثي بأن احلقيقة م��ن األول���ي���ات ،وص���دم اع��ت��ق��ادي يف مجاعتنا إىل (اجمل��م��ع ال ��ش��رق��ي لنشر
ي��رج ��ع ألس��ب��اب سيكلوجية .وليس إعتبارية حمضة وأن مبادئ الرياضيات قدسية الرياضيات وقتئذ فشككت اإلحل�������اد) .وك�����ان ص��دي��ق��ي ال��ب��ح��اث ��ة
من شأين يف هذا البحث أن أستفيض اعتبارات حمضة .وكان جلهدي يف هذا يف أوليات الرياضيات منكبا على إمساعيل مظهر يف ذلك الوقت يصدر
يف ذكر هذه األسباب ،فقد شرعت املوضوع هناية إذ ضمنت النتائج اليت دراس��ة هوبس ول��وك وبركلي وهيوم جملة “ال��ع��ص��ور” يف م ��ص��ر ،وكانت
منذ وق��ت أض��ع كتابا ع ��ن عقيديت انتهيت إليها بكتايب “الرياضيات وك������ان األخ���ي��ر أق����رهب����م إىل ن��ف��س��ي. مت ��ث ��ل ح��رك��ة م ��ع ��ت ��دل ��ة يف ن ��ش��ر حرية
الدينية والفلسفية ولكن غاييت هنا والفيزيقا” ال��ذي وضعته بالروسية وحاول الكثريون إقناعي بأن أكمل الفكر والتفكري وال��دع��وة ل�لإحل ��اد.
أن أك��ت ��ف��ي ب��ذك��ر ال��س��ب ��ب العلمي يف جم��ل��دي��ن م���ع م��ق��دم��ة م��س��ه��ب��ة يف دراسيت للرياضة ،ولكن حدث بعد ف��ح��اول��ن��ا أن ن��ع��م��ل ع��ل��ى ت ��أس��ي ��س
الذي دعاين للتخلي عن فكرة “اهلل” األمل ��ان��ي��ة .وك ��ان ��ت نتيجة ه��ذه احلياة ذل��ك حت��ول ال أع���رف كنهه لليوم. مجاعة تتبع مجاعتنا يف مصر وأخرى
وإن كان هذا ال مينعين من أعود يف أين خرجت عن األدي ��ان وختليت عن ف��ال��ت��ه��م��ت امل���ع���ل���وم���ات ال��ري��اض��ي��ة يف لبنان واتصلنا ب��األس��ت��اذ عصام
فرصة أخرى (إذا سنحت يل) لبقية كل املعتقدات وأمنت بالعلم وحده ك���ل���ه���ا ف�����درس�����ت احل�����س�����اب واجل��ب��ر الدين حفين ناصف يف اإلسكندرية
األسباب. وب ��امل ��ن ��ط ��ق ال ��ع ��ل ��م ��ي ،ول��ش��د م��ا كنت واهلندسة بضروهبا وحساب الدوايل وأح����د األس���ات���ذة يف ج��ام��ع��ة ب�ي�روت
وق��ب��ل أن أع���رض األس��ب��اب ال ب��د يل ده��ش�تي وع��ج�بي أين وج����دت نفسي والرتبيعات ولكن الشك مل يغادرين، ولكن فشلت احلركة!
من اإلستط راد ملوضوع إحلادي .فأنا أس���ع���د ح�����اال وأك����ث����ر اط��م��ئ��ن��ان��ا م ��ن ف��س��ل��م��ت ج������دال ب���ص���ح���ة أول����ي����ات وغ��������ادرت ت���رك���ي���ا يف ب��ع��ث��ة ل��روس��ي��ا
ملحد ونفسي ساكنة هل��ذا اإلحل��اد ح��ال�تي حينما كنت أغ��ال��ب نفسي الرياضة ودرس��ت ،وم ��ا انتهيت من سنة 1931وظللت إىل عام 1934
وم���رت���اح���ة إل���ي���ه ،ف���أن���ا ال أف��ت��رق من لالحتفاظ مبعتقد ديين. دراسيت حىت عنيت بأصول الرياضة، هنالك أدرس الرياضيات وجبانبها
81 80
إسماعيل أدهم ورسالته :ملاذا أنا ملحد؟ إسماعيل أدهم ورسالته :ملاذا أنا ملحد؟
ل��س��ل��وك احل����وادث وص�لاهت��ا بعضها اجلماعات منذ ألفي سنة .ومن هنا ي��ق��ول ع��م��ان��وئ��ي��ل ك��ان��ط (-1724 ه��ذه الناحية ع ��ن امل ��ؤم��ن املتصوف
ببعض .وقد جنحنا يف ساحة الفيزيقا ميكننا ب ��ك��ل اط��م��ئ��ن��ان أن ن��ق��ول أن )1804 يف إمي����ان����ه .ن��ع��م ل��ق��د ك����ان إحل����ادي
(الطبيعيات) يف أن نثبت أن (أ) إذا مقام فكرة اهلل الفلسفية أو مكاهنا يف “أنه ال دليل عقلي أو علمي على ب��داءة ذي ب ��دء جم��رد فكرة تساورين
ك��ان��ت نتيجة ل ��ل��س ��ب ��ب .ف���إن معىن عامل الفكر اإلنساين ال يرجع ملا فيها وجود اهلل” و “أنه ليس هنالك من وم���ع ال��زم��ن خضعت هل��ا مشاعري
ذل ��ك أن هناك عالقة بني احلادثتني ع ��ن ��اص��ر ال��ق��وة اإلق��ن��اع��ي��ة الفلسفية دل��ي��ل ع��ق��ل��ي أو ع��ل��م ��ي ع��ل��ى ع��دم فاستولت عليها وانتهت من كوهنا
(أ) و(ب) .وحيتمل أن حت��دث هذه وإمن�����ا ي���ع���ود حل���ال���ة ي��س��م��ي��ه��ا ع��ل��م��اء وجود اهلل”. ف���ك���رة إىل ك���وهن���ا ع���ق���ي���دة .ويل أن
ال ��ع�لاق ��ة ب�ين (أ) و(ج) وبينها وبني النفس التربير .ومن هنا فإنك ال جتد أتساءل :ما معىن اإلحلاد؟
(د) و (ه ��ـ) فكأنه حيتمل أن تكون ل ��ك ��ل األدل����ة ال�ت�ي ت��ق��ام ألج���ل إث��ب��ات وه���������ذا ال�����ق�����ول ص���������ادر م�����ن أع���ظ���م جييبك لودفيج خبنر زعيم مالحدة
نتيجة للحادثة (ب) وقتا وللحادثة وج ��ود السبب األول قيمة علمية أو ف�لاس��ف��ة ال��ع��ص��ور احل��دي��ث��ة وواض����ع القرن التاسع عشر :
(ج) وقتا آخ��ر وللحادثة (د) حينا عقلية. الفلسفة االنتقادية يتابعه فيه مجهرة اإلحلاد هو اجلحود باهلل ،وعدم اإلميان
وللحادثة ( هـ) حينا آخر. وحنن نعلم مع رجال األديان والعقائد الفالسفة .وق��ول عمانوئيل كانت باخللود واإلرادة احلرة
والذي خنرج به من ذلك أن العالقة أن أص�������ل ف����ك����رة اهلل ت�����ط�����ورت ع��ن ال خيرج عن نفس ما قاله لوقريتوس والواقع أن هذا التعريف سليب حمض،
بني ما نطلق عليه اصطالح السبب ح��االت بدائية ،وأهن ��ا شقت طريقها ال��ش��اع��ر ال�لات��ي�ني م��ن��ذ أل��ف��ي س ��ن ��ة، وم����ن ه��ن��ا ال أج����د ب����دا م���ن رف��ض��ه.
وبني ما نطلق عليه اصطالح النتيجة لعامل الفكر من حاالت وهم وخوف وهلذا السبب وحده تقع على كثريين والتعريف الذي أستصوبه وأراه يعرب
ختضع لسنن االحتمال احملضة اليت وج��ه ��ل ب ��أس ��ب��اب األش��ي��اء الطبيعية. من صفوف املفكرين واملتنورين بل عن عقيديت كملحد هو :
هي أساس الفكر العلمي احلديث. وم��ع��رف��ت��ن��ا ب���أص���ل ف���ك���رة اهلل ت��ذه��ب الفالسفة م��ن ال�ل�اأدري�ي�ن ،وه��رب ��رت «اإلحلاد هو اإلميان بأن سبب الكون
وحنن نعلم أن ق رارة النظر الفيزيقي بالقدسية اليت كنا خنلعها عليها. س���ب���ن���س���ر ال���ف���ي���ل���س���وف اإلجن���ل���ي���زي يتضمنه ال ��ك��ون يف ذات���ه وأن مث��ة ال
احل���دي���ث ه���و ال���وج���ه���ة االح��ت��م��ال��ي��ة إن ال��ع��امل اخل��ارج��ي (ع���امل احل��ادث��ات) الكبري وتوماس هكسلي البيولوجي شيء وراء هذا العامل»
احمل��ض��ة .ول��ي ��س يل أن أط��ي ��ل يف هذه خي��ض��ع ل��ق��وان�ين االح���ت���م���ال .فالسنة واملشرح اإلجنليزي املعروف قد كانا وم���ن م��زاي��ا ه���ذا ال��ت��ع��ري��ف أن شقه
ال���ن���ق���ط���ة وإمن�������ا أح����ي����ل ال�����ق�����ارئ إىل الطبيعية ال خت���رج ع��ن ك��وهن��ا أمش��ال ال أدريني .ولكن هل عدم قيام األدلة األول إجيايب حمض ،بينما لو أخذت
مذكريت العلمية ملعهد الطبيعيات ال��ق��ي��م��ة ال��ت��ق��دي��ري��ة ال��ت�ي خي��ل��ص هبا على ع��دم وج��ود اهلل مم ��ا يدفع امل��رء وج��ه��ت��ه ال��س��ل��ب ��ي��ة ل��ق��ام دل��ي�لا على
األملاين واملرسلة يف 14سبتمرب سنة الباحث من حادثة على ما مياثلها للالأدرية؟ ع��دم وج��ود اهلل ،وشقه ال ��ث ��اين سليب
1934وال�ت�ي تليت يف اجتماع 17 م��ن ح�����وادث .وال��س ��ب ��ب ��ي��ة العلمية ال الواقع الذي أملسه أن فكرة اهلل فكرة يتضمن كل ما يف تعريف خبنر من
سبتمرب ون��ش��رت يف أع��م��ال املعهد خت����رج يف ص ��م��ي��م��ه ��ا ع���ن أهن����ا وص��ف أولية ،وقد أصبحت من مستلزمات معاين.
83 82
إسماعيل أدهم ورسالته :ملاذا أنا ملحد؟ إسماعيل أدهم ورسالته :ملاذا أنا ملحد؟
ف��إذا أت��ى ال��دش م��رة م ��ن 36م��رة ملا ل:1ل:2ل:3ل :4ل :5ل 6يف زهر “ملقى السبيل يف مذهب النشوء لشهر أكتوبر ع��ن “امل���ادة وبنائها
عد ذلك غريبا ألنه حمتمل الوقوع، النرد األول واالرت���ق���اء” ،ص – 167-163منذ ال��ك��ه��رب��ائ��ي” .وق���د خل��ص��ت جانبا
ولكن ليس معىن ذلك أن الدش البد ك:1ك:2ك:3ك:4ك :5ك 6يف زهر تفتح العقل اإلن��س��اين .غ�ير أين من من مقدمتها جبريدة “البصري” عدد
م��ن جم��ي��ئ ��ه ألن ه���ذا ي��دخ��ل يف ب��اب النرد الثاين وج ��ه ��ة رياضية أج��د للصدفة معىن “ 12120امل���ؤرخ األرب��ع��اء 21يوليه
أخ��ر قد يكون ب ��اب ال��رج��م .وكلما ومب���ا أن ك��ل واح����د م��ن ه���ذه األوج���ه غ�ي�ر ه����ذا ،م��ع�نى دق��ي��ق��ا ب���ث ل ��ل ��م ��رة س���ن���ة .”1937ويف ه�����ذه امل���ذك���رة
ع��ظ��م��ت م���ق���دار “س” يف امل��ع��ادل��ة حمتمل جميئه إذا رمينا زهر النرد ،فإن األوىل يف ت ��اري ��خ الفكر اإلن��س��اين يف أثبت أن االحتمال هو ق��رارة النظر
(ن+س) حت������دد م�����ق�����دار “ح” أي م��ب��ل��غ االح���ت���م���ال هل����ذه األوج�����ه حي��دد كتايب : العلمي للذرة ف��إذا ك ��ان كل ما يف
النسبة االحتمالية وذل��ك خضوعا معىن الصدفة اليت نبحثها. Mathematik und physic العامل خيضع لقانون االحتمال فإين
لقانون األعداد العظمى يف حسابات إن نسبة احتمال هذه األوج��ه تابعة ج 2فصل7 أمضي هبذا ال رأي إىل هنايته وأقرر أن
االح���ت���م���ال .وم��ع�نى ذل���ك أن ق��ان��ون حلالة الالعب بزهر النرد ،ولكن لنا يف ص��������دد ال������ك���ل��ام ع������ن ال����ص����دف����ة العامل خيضع لقانون الصدفة.
الصدفة يسري يف املقادير الكبرية. أن نتساءل : وال��ت��ص��ادف .وه���ذا امل ��ع�نى ال تؤتيين
م��ث��ال ذل���ك أن ع ��م��ل��ي��ة ب�ت�ر ال���زائ���دة م ��ا نسبة احتمال ه��ذه األوج���ه حتت األلفاظ العادية للتعبري عنه ألن هذه
الدودية نسبة جناحها .%95أعين أن نفس الش رائط ،فمثال لو فرضنا أنه األل���ف���اظ ارت��ب��ط��ت مب��ف��ه��وم السبب ولكن ما معىن الصدفة والتصادف؟
95حالة تنجح من 100حالة ,فلو يف املرة “ن” كانت النتيجة هي : وال ��ن ��ت��ي��ج��ة ،هل���ذا س ��ن ��ح��اول أن حن ��دد يقول هنري بوانكاريه يف أول الباب
فرضنا أن م ��ائ ��ة م��ري ��ض دخ��ل��وا أحد ل6xك=6شيشxشيش=دش املعىن عن طريق ضرب األمثلة. ال رابع من كتابه :
املستشفيات إلج���راء ه��ذه العملية فما أوجه جميء الدش يف املرة (ن+س)؟ لنفرض أن أم ��ام ��ن ��ا زه��ر ال��ن��رد وحنن “”Science et Methode
ف���إن اجل����راح ي��ك��ون مطمئنا إىل أن ��ه إذا فرضنا أن احلالة االجتماعية هي جلوس حول مائدة ،ومعلوم أن لكل يف ص���������دد ك���ل��ام������ه ع�������ن ال����ص����دف����ة
س ��ي��خ��رج بنحو 95ح��ال��ة م��ن ه ��ذه “ح” كان لنا أن خنلص من ذلك بأن زه��ر ستة أوج���ه ،فلنرمز لكل زهر والتصادف :
العمليات بنجاح ،ف��إذا م ��ا سألته: الالعب إذا رم��ى زه��ر النرد (ن=س) بالوجه األيت يف كل من الزهرين : «إن الصدفة ختفي جهلنا باألسباب،
يا دكتور ما نسبة احتمال النجاح من امل��رات وك��ان جمموعها مثال 36 لنفرض أن أم ��ام ��ن ��ا زه��ر ال��ن��رد وحنن والركون للمصادفة اع رتاف بالقصور
يف ه���ذه العملية؟ ف��إن��ه جييبك 95 م����رة ف��اح��ت��م��ال جم����يء ال�����دش ه��ن��ا يف جلوس حول مائدة ،ومعلوم أن لكل عن تعرف هذه األسباب»
يف امل���ائ���ة ،وي��ك��ون مطمئنا جل��واب��ه. الواقع (\1:ن+س) زه��ر ستة أوج���ه ،فلنرمز لكل زهر وال����واق����ع أن ك���ل ال��ع��ل��م��اء يتفقون
ول��ك��ن��ك إذا س��أل��ت��ه :ي���ا دك���ت���ور ما ومبا أن ق+س= 36مرة فكأن النسبة بالوجه األيت يف كل من الزهرين : م��ع ب��وان��ك��اري��ه يف اع��ت��ق��اده -أن��ظ��ر
نسبة احتمال النجاح يف العملية االحتمالية هي .36\1 يك :دو :ثه :جهار :بنج :شيش لصديقنا البحاثة إمس ��اع��ي ��ل مظهر
85 84
إسماعيل أدهم ورسالته :ملاذا أنا ملحد؟ إسماعيل أدهم ورسالته :ملاذا أنا ملحد؟
امل��وج��ودات .وملا كانت الرياضيات ح=ص ينتظم بعضها مع بعض يف وحدات اليت ستجريها لفالن؟ فإنه يصمت
منسجمة مع طبيعة الكون كانت وعاملنا ال خي��رج عن كونه كتابا من وتتداخل وتتناسق مث تنحل وتتباعد وال جييبك ،ألن��ه يعجز ع��ن معرفة
لنابه .وملا كانت الرياضيات تفسر ه����ذه ال���ك���ت���ب ،ل���ه وح���دت���ه ون��ظ��ام��ه لتعود من جديد لتنتظم… .وهكذا النسبة االحتمالية.
ت����ص����رف����ات احل����������وادث ال���ت��ي ت���ق���ع يف وتنضيده إال أنه تابع لقانون الصدفة خ��اض��ع��ة يف ح��رك��ت��ه��ا ه���ذه حل���االت ه���ذا امل���ث���ال ي��وض��ح م��ع�نى ق���ان���ون يف
ال���ك���ون وت��رب��ط��ه��ا يف وح����دة عقلية الشاملة. اإلم��ك��ان ال�تي حي��دده��ا ق��ان��ون العدد أهنا تتصل باملقادير الكبرية والكثرة
ف��ه��ذا التفسري وال��رب��ط ال حي ��م ��ل إال يقول ألربت أينشتاين صاحب نظرية األعظم الصديف .ومثل العامل يف ذلك ال�����ع�����دي�����دة .وي�����ك�����ون م���ف���ه���وم س��ن��ة
على طبيعة األشياء الرياضية ،ومن النسبية يف حبث قدمي له: مثل مطبعة فيها م ��ن ك ��ل ن��وع من الصدفة وجه االحتمال يف احلدوث،
أجل هذا ال مندوحة لنا أن نبحث “مثلنا إزاء العامل مثل رجل أتى بكتاب ح��روف األجب��دي��ة مليون ح��رف وقد ويكون السبب والنتيجة من حيث
عن عقل رياضي يتقن لغة الرياضة قيم ال يعرف عنه شيئا ،فلما أخذ يف أخ ��ذت هذه احلركة يف االصطدام * مه���ا م��ظ��ه��ران ل ��ل ��ص ��ل ��ة ب�ي�ن ح��ادث ��ت�ين
ي��رج��ع ل��ه ه���ذا ال���ك���ون ،ه���ذا العقل مطالعته وتدرج من ذلك لدرسه وبان فتجتمع وتنتظم مث تتباعد وتنحل يف ال��ن��ط��اق اخل��اض��ع ل��ق��ان��ون ال��ع��دد
الرياضي الذي نلمس أثاره يف الكون له ما فيه من أوجه التناسق الفكري ه��ك��ذا يف دورة الهن��ائ��ي��ة ،ف�لا شك األعظم الصديف حالة إمكان حمض.
هو اهلل”. شعر بأن وراء كلمات الكتاب شيئا أن������ه يف دورة م����ن ه������ذه ال��������دورات ومعىن هذا أن السببية صلة إمكان
وأنت ترى أن كليهما “واألول من غامضا ال يصل لكنهه .هذا الشيء الالهنائية الب��د أن خي��رج ه��ذا املقال ب�ين شيئني خيضعان لقانون العدد
أساطني الرياضيات يف العامل والثاين ال��غ��ام��ض ال����ذي ع��ج��ز ع���ن ال��وص��ول ال��ذي تلوته األن ،كما أن ��ه يف دورة األعظم الصديف .فمثال لو فرضنا أن
ف ��ل ��ك��ي وري���اض���ي م��ن ال��ق��در األول” إليه هو عقل مؤلفه .فإذا ما ترقى به أخرى من دورات الالهنائية ال بد أن ال��دش أت��ى م��رة واح���دة م ��ن 36مرة
ع��ج��ز ع���ن ت���ص���ور ح���ال���ة االح��ت��م��ال التفكري عرف أن هذه األث��ار نتيجة خي��رج كتاب “أص��ل األن���واع” وكذا أع�ني بنسبة 1:36م��رة ففي الواقع
اخل ��اض ��ع ��ة ل ��ق ��ان��ون ال ��ص ��دف ��ة الشاملة لعقل إنسان عبقري أبدعه .كذلك “القرآن” جمموعا منضدا مصححا حن���ن ن���ك���ون ق���د ك��ش��ف��ن��ا ع���ن صلة
واليت يتبع دستورها العامل ،ال لشيء حن���ن إزاء ال���ع���امل ،ف��ن��ح��ن ن��ش��ع��ر ب��أن من نفسه .وميكننا إذن أن نتصور أن إمكان بني زهر النرد وجميء الدش،
إال لتغلب فكرة السبب والنتيجة وراء نظامه شيئا غامضا ال تصل إىل مجيع املؤلفات اليت وضعت ستأخذ وهذا قانون ال خيتلف عن القوانني
عليهما. إدراكه عقولنا ،هذا الشيء هو اهلل”. دوره���ا يف الظهور خاضعة حل��االت الطبيعية يف شيء.
الواقع أن أينشتني يف مثاله انتهى إىل ويقول السري جيمس جينز الفلكي احتمال وإمكان يف الالهنائية ،فإذا إذا ميكننا أن نقول أن الصدفة اليت
وجود شيء غامض وراء نظام الكتاب اإلجنليزي الشهري : اع��ت�برن��ا (ح) رم����زا حل��ال��ة االح��ت��م��ال ختضع العامل لقانون عددها األعظم
ع�ب�ر ع��ن��ه ب��ع��ق��ل ص��اح��ب��ه (م��ؤل��ف��ه). “إن صيغة املعادلة اليت توحد الكون و(ص) رم زا للنهائية كانت املعادلة تعطي حاالت إمكان .وملا كان العامل
والواقع أن هذا احتمال حمض ،ألنه ه�����ي احل������د ال��������ذي ت����ش��ت�رك ف���ي���ه ك��ل الدالة على هذه احلاالت: ال خي���رج ع��ن جم��م ��وع ��ة م��ن احل���وادث
87 86
إسماعيل أدهم ورسالته :ملاذا أنا ملحد؟ إسماعيل أدهم ورسالته :ملاذا أنا ملحد؟
الذي نألفه ،بل كل الغ رابة يف عدم يصح أن يكون خاضعا حلالة أخرى
انطباقها ألن لكل ك��ون رياضياته ون��ت��ي��ج��ة ل��غ�ير ال��ع��ق��ل .وم��ث��ل��ن��ا عن
امل���خ���ص���وص���ة ،ف���ك���ون م���ن األك�����وان املطبعة وح��روف��ه��ا وإم��ك��ان خ��روج
مضبوط بالرياضيات شرط ضروري ال��ك��ت��ب خ��ض��وع��ا ل��ق��ان��ون ال ��ص ��دف ��ة
لكونه كونا. الشامل يوضح ه��ذه احل ��ال ��ة .أم��ا ما
من هنا يتضح أن السري جينز انساق ي��ق��ول ال��س�ير ج��ي��م��س ج��ي��ن��ز ف��رغ��م
حت ��ت فكرة السبب والنتيجة كما انه أخطأ يف اعتباره الرياضة طبيعة
انساق أينشتني إىل التماس الناحية األشياء ألن جناح الوجهة الرياضية
الرياضية يف ال ��ع ��امل .وه��ذا جعلهما يف رب��ط احل���وادث وتفسري تصرفاهتا
يبحثان عن عقل رياضي وراء هذا ال حي��م��ل ع��ل��ى أن ط��ب��ي��ع��ة األش���ي���اء
العامل ،وهذا خطأ ألن العامل إن كان ألن جناح الوجهة الرياضية يف ربط
نظام ما هو واقع خاضعا لنظام ما احلوادث وتفسري تصرفاهتا ال حيمل
ه��و مم ��ك��ن ف��ه��و ح��ال��ة اح��ت��م��ال من على أن طبيعة األشياء رياضية بل
ع��دة ح��االت وال���ذي حي��دد احتماله يدل على أن هنالك قاعدة معقولة
ق��ان��ون الصدفة الشامل ال السبب تصل بينه وبني طبيعة األشياء.
األول الشامل. ف����األش����ي����اء ه�����ي ال����ك����ائ����ن ال�����واق�����ع،
والرياضيات ربط ما هو واقع يف نظام
ذهين على قاعدة العالقة والوحدة.
وبعبارة أخرى أن الرياضيات نظام
م��ا ه��و ممكن وال��ك��ون ن ��ظ ��ام م��ا هو
واق�����ع ،وال����واق����ع ي ��ت ��ض ��م��ن ��ه امل��م��ك��ن.
ول���ذل���ك ف���ال���واق���ع ح��ال��ة خصوصية
م ��ن ��ه .وم��ن هنا يتضح أن��ه ال غ رابة
يف انطباق الرياضيات على الكون
89 88
السيارة التي صنعت نفسها السيارة التي صنعت نفسها
إذا كنت ستقبل جبملة ال حتتاج إىل صانع وأنت جتهل كل شيء فيها ،أليس
األجدر أن تقتنع بوجود الكون دون صانع بدالً من أن تفرتض وجود ما يصنع
الكون وأنت ال تعرف عنه شيئ اً متام اً كما ال تعرف شيئ اً عن هذا الكون؟
وبعد هذا اللحظة وقف الشيخ وهو مصاب بصدمة كبرية ،وأجهش بالبكاء
وحتولت الدولة إىل اإلحلاد بعد أن أدركوا
وأعلن إحلاده ،وأعلنت احلارة إحلادهاّ ،
أن الدين ليس أكثر من كذبة غري منطقية تُقام على البلهاء ،وحتولّت الدولة
إىل دولة متقدمة عاملي اً تستخدم العلم واملنطق يف حكمها على أي شيء.
https://blog.onlyscience.org
93 92
من اهلل إىل الكمبيوتر من اهلل إىل الكمبيوتر
95 94
من اهلل إىل الكمبيوتر من اهلل إىل الكمبيوتر
وشخصيات اللعبة الكمبيوترية ،مهما اكتسبت من وعي ،أيض اً غري قادرة امل��س��ت��وى س ��ي��ك��ون م��ن ال��س��ه ��ل ت��رك��ي ��ب ال�برن��ام��ج يف بيئة طبيعية تسمح له
على اكتشاف أن عاملها اف رتاضي اصطناعي ،ألن املعلومات ليست خمزنة يف بالتطور .بذلك يكون مت خلق ع ��امل اصطناعي .وه��و يقدم ثالثة إمكانيات
الربنامج . الستم رار هذا التطور.
ولكن يف ه��ذه احل��ال��ة ،م ��ن احملتمل أننا نستطيع احل��ص ��ول على عينات من اإلمكانية األوىل أن البشرية ستنقرض قبل أن نتمكن من الوصول إىل هذه
الرباهني الضعيفة ولكن املميزة ملثل هذا الوضع .غالبية الكمبيوت رات متلك احملاكاة .عندها ال مشكلة ،إذ أن ذلك يعين أن الكون حقيقة.
يف طياهتا خطأ ما كما أن امل ربمجِ ني ال يستطيعون الوقوف متفرجني بدون اإلمكانية الثانية أننا نتمكن من تطوير هذا التكنيك ولكن مننع استخدامه
التدخل يف شؤون ب راجمهم وقت اً ُطوي الً .هذا النوع من املؤث رات سيسبب انقطاع بسبب األخطار األخالقية احملتملة والغري ممكن التنبؤ هبا .ولكن منذ مىت كان
غري منطقي ،غري لوغاريتمي ،يف سلسلة جمرى احلوادث .مبعىن آخر ستظهر اإلنسان ميتنع عن استخدام تكنيك جديد ألسباب أخالقية؟
يف عاملنا ظواهر غري طبيعية تتناقض وقوانني الطبيعة السارية والفعالة. اإلمكانية الثالثة واألخرية واألكثر احتماالً ،حسب بوسرتوم ،أن نتمكن من
تطويرها ونستخدمها .وإذا حتقق ذلك فإن العوامل االف رتاضية ستت زايد بسرعة.
إذا وثقنا ه��ذا النوع من الظواهر ووصلنا إىل مرحلة االع �ت�راف بعدم وجود الكثري من البشر على األغلب ستصبح آهلة متلك عاملها اخلاص ال خياصمها
تفسري هلا ،سيعين ذلك أن اإلعجازات الدينية والقدرة على التنبؤ أو النبوءات فيه إل��ه آخ��ر وال يستحق اخل��ص ��ام م��ن أجلها ،ألن ال��ع��وامل االف �تراض��ي��ة ميكن
clairvoyanceوعمليا كل شيء ال تفسري منطقي له ،سيكون مؤشر خلقها بال هناية.
على أعطال يف الكمبيوتر استدعت تغيري يف املكثفات أو الذاكرة أو تدخالت ولكن عندما تصبح العوامل االف رتاضية أكثر من العوامل الفعلية فذلك سيعين
امل ربمج لتطوير الربنامج أو دفعه يف اجتاه معني. أن عاملنا على األغلب اف رتاضي بدوره.
إذا كان السبب األخ�ير هو الصحيح جيب علينا أن نتساءل ما هو اهلدف ُ
من ذلك؟ هل ذلك جمرد لعبة من أجل املتعة وتضيع الوقت ،عندها سيكون ب ��ص��ري ��ا ي��ب��دو ال��ك��ون ث��اب��ت وم����ادي ول��ك��ن ذل���ك ل��ي ��س ب��ره��ان ع ��ل��ى أن���ه ليس
علينا اتباع احلذر واحلذاقة واحلرفية اليت متنع إخ راجنا من اللعبة بسرعة .أما اف رتاضي .هذه الثقة والقناعة القوية ميكن أن تكون ناجتة عن أننا ملتصقني
إذا ك ��ان ذل��ك برنامج لتجربة عوامل الصدامات واألوب��ئ ��ة فعلينا أن نكون مبنطق اللوغاريتم الذي يشكل ذاتنا وجيعلنا واحد مع العامل االف رتاضي .فكر
هادئني ومتعقلني ونكتشف الوسائل اليت حتييد نشوء هذه العوامل. مثال كيف ستقوم شخصية من شخصيات اللعبة الكمبيوترية بالتعايش مع
عاملها إذا استوعبت ذلك على أنه احلقيقة الفيزيائية.
لألسف ال نستطيع جتربة النظرية أو الكشف عن الوجود للكمبيوتر الذي
ي��دي��ره��ا .ه���ذا ال��ن��وع م��ن امل ��ع��ل��وم ��ات ل��ن ي ��ك��ون م��وج��ود يف ع ��امل ��ن ��ا االف �تراض��ي.
97 96
من اهلل إىل الكمبيوتر من اهلل إىل الكمبيوتر
ذلك سيبعث النقاشات الفلسفية عما إذا كنا حنن ضحايا حماكاة أو عما وك���م���ا ه���ي ال����ع����ادة مت��ل��ك ال��ن��ظ��ري��ة ال���ع���دي���د م���ن ال ��ن ��ق ��د
إذا كان من الصحيح أن نقوم خبلق شخصيات كمبيوترية واعية ونستغلها والناقدين.
ملتعتنا ،أو ل رمبا كال االثنني. يقول بعض النقاد أن اإلنسان على ال ��دوام كان يفسر
العامل من منظور سقفه املعريف الثقايف .اإلنسان املبكر
مثال اخرتع اهلل على صورته وصورة عامله وزاد له بالقدرة
ليكون ق��ادر على اإلج��اب��ة على ك ��ل األس ��ئ ��ل ��ة ،يف حني
أن اإلنسان اليوم ،يف عصر املعلومات حيشر الكمبيوتر الذي يشكل ثقافته
اجلديدة ،ليصبح جزء من كل شيء ،مبا فيه جزء من صورة اهلل القدمية .وهذا
األمر ال يفسر لنا نشوء الكون نفسه بقدر ما خيربنا عن طبيعة تفكري اإلنسان
يف فهم العامل.
غ�ير أن ه��ذه النظرية ميكن أن تصبح م��ث�يرة لالهتمام ف��ع �لاً عندما يتمكن
اإلنسان من الوصول إىل برنامج قادر على حماكاة وعي االنسان.
الفيزيائي ،Seth Lloydمن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ،حسب
أن جمموع سرعة نشوء املعلومات منذ االنفجار العظيم هي .10120حنن لن
نستطيع بناء كمبيوتر ق ��ادر على العمل هبذه السرعة وحماكاة كوننا بأدق
التفاصيل ،غري أن ذلك ال داعي له .عوضا عن حماكاة بليارات اجمل رات حيتاج
الربنامج إىل تقدمي مساء وأضواء تكرب عندما سينظر إليها «األذكياء القادمون»
باملنظار ،حبيث يرون مصورات وليس ف راغ .هبذا االختصار الذي سيبقى على
كل حال ضمن االحتياجات املبكرة احملدودة لألذكياء املخلوقني ،ميكن إنتاج
الربنامج يف املستقبل املنظور على األغلب.
الباحث يف الروبوتات Hans Moravecيرى أن خالل 30سنة سنكون
قادرين على بناء برنامج حماكاة لشخصيات واعية.
إذا كان على حق سيعين ذلك أن فيلم املاتريكس واقعي يف بعض األطياف.
99 98
مشاعر اللالدينى مشاعر اللالدينى
101 100
ماذا لو؟؟ ماذا لو؟؟
103 102
أحوال شخصية أحوال شخصية
الهرطقة
الذي مير يف خريف يبدو طويال أظهر لنا كم تتعثر خطانا يف أن نتحول إىل
مواطنني ومواطنات أح رار ومتساوين يف احلقوق .لن ننسى طبعا «جهود» ديانا مقلد
اإلخوان املسلمني خالل حكم حممد مرسي يف تشريع األمر نفسه ،وكم أن
قضية زواج الصغ ريات هي مبثابة الطاعون يف اليمن ،وكيف باتت ظاهرة السواد الذي اتشحت به سيدات ع راقيات تظاهرن يف بغداد احتجاجا على
تتفشى يف جمتمع التشتت السوري وامتدت إىل الداخل اللبناين أيضا. مشروع قانون األحوال الشخصية اجلعفري الذي أقرته احلكومة الع راقية بات
مسة تقرتن بأحوالنا مجيعها ويف صدارهتا تلك اليت تتعلق حبرياتنا كأف راد وكنساء
قبل أيام طالعتنا عقيلة رأس التشريع اللبناين ،عقيلة رئيس جملس النواب على حنو خاص .فواقع احلال يستلزم وعن حق ارتداء السواد حدادا وإعالنا
السيدة رندة نبيه بري بتصريح تعترب فيه أنه من الصعب جترمي االغتصاب لظالمة ال جيوز ال إنسانيا وال حقوقيا أن نتغاضى عنها وأن نكتفي بإدراج
الزوجي ألنه ال أحد يعرف ماذا يدور يف الغرف املغلقة .واحلقيقة أن هذا متاما تلك االرتكابات يف سياق املصاب العام األكرب وهو االنكسارات املتتالية اليت
لب القصيد :الغرف املغلقة. منىن هبا يف السياسة واألمن واحلرية.
فتزويج الصغ ريات أو لنكن أكثر دقة اغتصاهبن بغطاء القانون وانتهاك جسد وقوانني األحوال الشخصية هي يف صلب معايري التقدم االجتماعي واحلقوقي
امل رأة بذريعة أهنا زوجة وكل التفاصيل املنضوية حتت خانة «حقوق الرجل» ألي جمتمع يف العامل لكن عربيا فإن هذه القوانني هي مسة ختلف وت راجع نادرا
وما حييط هبا من عنف أسري سواء أكانت جنسية أم جسدية أم سلطوية م��ا جن��ا منه أي ن ��ظ ��ام ع��ريب ح�تى يف عهد م��ا بعد ال��ث��ورات ،إذ ال ت���زال هناك
هي مجيعها أمور تدور غالبا يف غرف مغلقة وغالبا ما يتعاطى املشرعون يف انتكاسات تشبه تلك اليت أقدمت عليها احلكومة الع راقية وميكن تتبع ذلك
جمتمعاتنا معها على قاعدة «ناقصات عقل ودين» فتجري مصادرة ملكية يف أكثر من دولة وجمتمع.
النساء لعقوهلن وأجسادهن استنادا إىل تلك القاعدة.
وبالعودة إىل مشروع القانون الع راقي املطروح فهو جيرد امل رأة التابعة للمذهب
أمس استفقت صباحا على رسائل معايدة بيوم امل رأة العاملي وطالعين حمرك الشيعي اجلعفري من بديهيات تتناول املساواة يف حقوق أساسية يف الزواج
البحث «غ��وغ��ل» باحتفالية باملناسبة نفسها ووس��ائ��ل اإلع�ل�ام وشبكات والطالق واإلرث واألفدح أنه يشرع زواج الصغ ريات من عمر التاسعة .وال يسع
التواصل االجتماعي حتفل بتحقيقات ومواضيع وصور عن هذا اليوم .لست واحدنا سوى أن يشعر بالصدمة والذهول ملا يكشفه هذا القانون من جنوح
ضد إحياء املناسبة واالحتفاء هبا إعالميا ،فتسليط الضوء على مكامن العلل لدى كل من صدق عليه وها هو اآلن يسلك طريقه حنو جملس النواب..
ض���رورة ،لكن فيما حن ��ن نتبادل التحيات هناك م ��ن يعمل لتوسيع نطاق
الظلم املمارس وإبقائنا يف الغرف املغلقة. طبعا ليس الع راق وحده من ينتج ظواهر ختلف من هذا النوع ،فالربيع العريب
46
54
50
105 104
53
49
45
نقض الدستور املصري اجلديد من وجهة نظر اإلسامل نقض الدستور املصري اجلديد من وجهة نظر اإلسالم
_ http://hizb.net/wp-content/uploads/BookPDFfiles/Aldustor
Almasri _ 280213.pdf بسم اهلل الرمحن الرحيم
متهيد
إن ال رائد ال يكذب أهله ،وإن حزب التحرير منذ نشأته ي القدس 0998هـ –
0099وهو ينصح األمة ،ويأخذ بيدها لتعمل معه الستئناف احلياة اإلسالمية
بإقامة
اخلالفة ال راشدية ال راشدة بعد هذا امللك اجلربي الذي ابتلينا به خالل تسعني
سنة بال خالفة وال خليفة ،بل نصب الكافر املستعمر على بالد املسلمني
حكاما عمالء له حكموا بدساتري وقوانني غريبة العقل واهل��وى ،وطبقوها
بظلمها وفسادها ..
فاصطلى الناس بنار تلك الدساتري النشاز عن عقيدة األم��ة وإساملها ،ما
دفعهم للبحث جد واجتهاد عما ينقذهم من نار تلك املصائب اليت املت
هبم ،فكان أن اجتهت غالبية األم ��ة حنو اإلس�لام واملطالبة باالحتكام اليه ...
فصعق أعداء اإلسالم واملسلمني،
وتفتق ذهنهم الشيطاين عن قيادة محلة الضفاء مساحيق جتميل زائفة على
بعض الدساتري الوضعية ،فيسموهنا إسالمية وليس هلا من امسها شيء من
نصيب ،ظنا من أع��داء اإلس�لام أن هذا التجميل ال زائف للدساتري سيضلل
الناس وخدعهم ،وم��ن مث خيدرهم ويقعدهم عن االجت��اه إىل دستور إسالمي
107 106
عيشوا سعداء...ًشكرا
لتحميل املجلة
issuu
www.issuu.com/i-think-magazine
Mediafire
www.mediafire.com/?odd3nd897q2ne
Box
www.box.com/s/zhvvajbeglqpq2enaqzp
facebook
www.facebook.com/I.Think.Magazine
Web
www.ithinkmag.net
www.i-think-magazine.blogspot.com