‫فتح ذي الجالل‬

‫بشرح‬
‫تحفة األطفال في التجويد‬

‫تأليف‬
‫إبراهيم ابن الفقيه السريحي‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬

‫ال ُمقَ ِّد َمة‬

‫إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات‬
‫أعمالنا‪ ,‬من يهده هللا فال مضل له ‪,‬ومن يضلل فال هادي له‪ ,‬وأشهد أن ال إله إال‬
‫هللا وحده ال شريك له ‪,‬وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى هللا عليه وعلى آله‬
‫وصحبه وسلم تسليما كثيراً وبعد‪:‬‬
‫فإن أولى العلوم ذكراً وفكراً‪,‬وأشرفها منزلةً وقدراً‪ ,‬وأعظمها ذخراً وفخراً‪,‬كالم‬
‫من خلق من الماء بشراً‪,‬فجعله نسبا ً وصهراً‪,‬فهو‪ T‬العلم الذي ال يخشى منه‬
‫جهالة‪,‬وال يغشى به ضاللة‪,‬وإن أولى ما قُدِّم من علومه معرفة تجويده‪,‬وإقامة‬
‫ألفاظه‪ ,‬وحروفه ‪.‬‬
‫وإن مما دفعني إلى التقدم لشرح هذه المنظومة المباركة المسماة"بتحفة األطفال"‬
‫دفعني بعد رضاء هللا تعالى‪,‬ورجاء ثوابه – ما رأيته من حاجة بعض طلبة العلم‬
‫الشرعي إلى شرح لهذه المنظومة ‪ ,‬وخاصة المبتدئ في هذا العلم وهو علم‬
‫تجويد كالم رب العالمين‪ ,‬وأيضا ما رأيته من أخطاء يقع فيها كثير ممن‬
‫يحفظون كتاب هللا تعالى ‪,‬والذي ينبغي لكل طالب علم أن يحرص في بداية طلبه‬
‫للعلم على حفظ كتاب هللا تعالى حفظا ً متقنا ً مجوداً سليما ً من األخطاء الجلية‬
‫والخفية‪ ,‬وال يكون ذلك إال بالتلقي على قارئ متقن في قراءته مجود أللفاظه‬
‫وحروفه‪.‬‬
‫وينبغي للطالب أن ال يكتفي بمجرد الدراسة النظرية لهذه القواعد بل يحرص‬
‫على تطبيق هذه القواعد تطبيقا ً عمليا ً في قراءته باستمرار حتى تثبت هذه‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬
‫القواعد وترسخ في الذهن وتصير هذه القواعد في قراءته سليقة على لسانه بدون‬
‫تكلف ‪ ,‬وهذا يحتاج لصبر وبذل جهد في بداية التلقي ‪.‬‬
‫وليس من الخسارة والضياع أن يتفرغ الطالب األشهر أو السنة أو السنتين‬
‫إلتقان وتطبيق هذا العلم‪ ,‬فكم نجد من طالب علم له فترة في الطلب أو داعية له‬
‫سنوات في الدعوة وإذا سمعت قراءته ال فرق بينه وبين الرجل العامي الذي ال‬
‫يحسن شيئا ً فهذا من العيب والتقصير الذي ينبغي لكل طالب علم أن يحرص‬
‫عليه في بداية طلبه للعلم‪.‬‬
‫كذلك ال يكتفي الطالب بمجرد دراسته لهذه المنظومة في هذا العلم‪ ,‬ألنها لم‬
‫تشتمل على جميع أحكام التجويد ‪ ,‬بل لم تشتمل على أهم أحكام التجويد وهي‬
‫المخارج والصفات‪ ,‬فبعد دراستها يشرع الطالب في دراسة المنظومة الجزرية‬
‫لإلمام ابن الجزري ‪-‬رحمه هللا‪-‬؛ ألنها شملت باب المخارج والصفات‪ ,‬وشملت‬
‫أغلب أبواب التجويد‪.‬‬
‫وقد حاولت في شرح هذه المنظومة أن آتي بعبارة سهلة ميسرة حتى يسهل‬
‫فهمها للمبتدئ في هذا العلم ‪ ,‬ولم أتوسع في شرحها بذكر الخالفات حتى ال‬
‫يتشتت ذهن الطالب في بداية أمره‪ .‬وهذا جهد بشري معرض للخطأ فمن وجد‬
‫خطأً‪ ,‬أو أمراً يحتاج لتنبيه فليتحفنا به وجزاه هللا خيراً‪ .‬وأسأل هللا تعالى أن‬
‫يجعل عملي هذا خالصا ً لوجهه الكريم‪ ,‬وأن ينفع به المسلمين إنه على كل شيء‬
‫قدير‪ ,‬والحمد هلل رب العالمين‪.‬‬
‫كتبه‬
‫إبراهيم بن الفقيه القادمي السريحي‬
‫دار الحديث باليمن‬
‫بريد اكتروني‪alfagih90@hotmail.com:‬‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬

‫المقدمة‬
‫سلَ ْي َمانُ ُه َو ا ْل َجم ُزو ِرى‬
‫د َْو َما ً ُ‬
‫ُم َح َم ٍد وآلِ ِه َو َمنْ تَالَ‬
‫في النُو ِن والتَّ ْن ِوي ِن َوا ْل ُمدُو ِد‬
‫ش ْي ِخنَا ا ْل ِمي ِه ِّى ِذي ا ْل َك ِ‬
‫مال‬ ‫عَنْ َ‬
‫َواألَ ْج َر َوا ْلقَبُو َل َوالثَّ َوابا‬
‫(‪ )1‬يَقُو ُل َرا ِجي َرحم ِة ا ْل َغفُو ِر‬
‫صلّيا ً عَلى‬ ‫(‪ )2‬ا ْل َح ْم ُد هَّلِل ِ ُم َ‬
‫(‪َ )3‬وبَ ْع ُد ه َذا النَّ ْظ ُم ِل ْل ُم ِري ِد‬
‫س َّميتُهُ بِتُحفَة األَ ْطفَ ِ‬
‫ال‬ ‫(‪َ )4‬‬
‫(‪ )5‬أَ ْر ُجو بِه أَنْ يَ ْنفَ َع ال ُّ‬
‫طالَّبَا‬

‫النون الساكنة والتنوين‬

‫أَ ْربَ ُع أَ ْح َك ٍام فَ ُخ ْذ تَ ْبيِينِي‪S‬‬ ‫س ُكنْ َولِلتّ ْن ِوي ِن‬ ‫(‪ )6‬لِلنُّ ِ‬
‫ون إِنْ تَ ْ‬
‫ت ُرتِّبَتْ فَلتَ ْع ِر ِ‬
‫ف‬ ‫س ٍ‬ ‫ق ِ‬ ‫لِ ْل َح ْل ِ‬ ‫(‪ )7‬فَاألَ َّو ُل اإل ْظ َها ُر قَ ْب َل أَ ْح ُر ِ‬
‫ف‬
‫ُم ْه َملَتَا ِن ثُ َّم َغ ْينٌ َخا ُء‬ ‫(‪َ )8‬ه ْم ٌز فَ َها ٌء ثُ َّم َع ْينٌ َحا ُء‬
‫فِي يَ ْر َملُونَ ِع ْن َد ُه ْم قَ ْد ثَبَتَتْ‬ ‫(‪ )9‬والثّاني إِ ْد َغا ٌم بِستَّ ٍة أَتَتْ‬
‫فِي ِه بِ ُغنّ ٍة بِيَ ْن ُمو ُعلِ َما‬ ‫س ٌم يُ ْد َغ َما‬ ‫(‪ )10‬لَ ِكنَّ َها قِ ْ‬
‫س َما ِن قِ ْ‬
‫تُ ْد ِغ ْم َك ُد ْنيَا ثُ َّم ِ‬
‫ص ْن َو ٍ‬
‫ان تَالَ‬ ‫(‪ )11‬إِالَّ إِ َذا َكانَا بِك ْل َم ٍة فَالَ‬
‫في الالَّ ِم َوال َّرا ثُ َّم َك ّر َرنَّ ْ‪S‬ه‬ ‫(‪َ )12‬والثَّاني إِ ْد َغا ٌم بِ َغ ْي ِر ُغنَّ ْة‬
‫ِميما ً بِ ُغنَ ٍة َم َع ا ِإل ْخفَا ِء‬ ‫الث ا ِإل ْقالَ ُ‬
‫ب ِع ْن َد ا ْلبَا ِء‬ ‫(‪َّ )13‬والثَ ُ‬
‫ب لِ ْلفَا ِ‬
‫ض ِل‬ ‫وف َوا ِج ٌ‬‫الح ُر ِ‬
‫ِمنَ ُ‬ ‫(‪َ )14‬وال َّرابِ ُع ا ِإل ْخفَا ُء ِع ْن َد ا ْل ِ‬
‫فاض ِل‬
‫ض َّمنتُ َها‬ ‫فِي ِك ْل ِم ه َذا البَ ْي ِ‬
‫ت قَ ْد َ‬ ‫ش ٍر َر ْم ُزهَا‬ ‫(‪ )15‬في َخ ْم َ‬
‫س ٍة ِمنْ بَ ْع ِد َع ْ‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬
‫ض ْع ظَالِ َما‬
‫ُد ْم طَيّبا ً ِز ْد فِي تُقَ ًى َ‬ ‫صفْ َذا ثَنَا َك ْم َجا َد ش َْخ ٌ‬
‫ص قَ ْد‬ ‫(‪ِ )16‬‬
‫س َما‬

‫الميم والنون المشددتين‬

‫س ِّم ُكالً َح ْرفَ ُغنَّ ٍة بَدَا‬
‫َو َ‬ ‫(‪َ )17‬و ُغنَّ ِميما ً ثُ َّم نُونا ً ُ‬
‫ش ِّددَا‬

‫الميم الساكنة‬
‫الَ أَ ٍ‬
‫لف لَيِّنَ ٍ‪S‬ة لِ ِذى ا ْل ِح َجا‬ ‫س ُكنْ ت َِجى قَ ْب َل‬ ‫(‪َ )18‬والِمي ُم إِنْ تَ ْ‬
‫َ‬ ‫ا ْل ِه َجا‬
‫إِ ْخفَا ٌء ا ْد َغا ٌم َوإِ ْظ َها ٌر فَقَ ْط‬ ‫ضبَ ْط‬‫َ‬ ‫نْ‬ ‫م‬
‫َِ‬ ‫ل‬ ‫ٌ‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫ث‬‫َ‬ ‫ال‬‫َ‬ ‫ث‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫م‬
‫ُ َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫)‬ ‫(‪19‬‬
‫ش ْف ِو َّ‬
‫ى لِ ْلقُ َّرا ِء‬ ‫س ِّم ِه ال َّ‬
‫َو َ‬ ‫(‪ )20‬فَاألَ َّو ُل ا ِإل ْخفَا ُء ِع ْن َد ا ْلبَا ِء‬
‫صغيراً يَا فَتَى‬
‫س ِّم إدغاما ً َ‬
‫َو َ‬ ‫(‪َ )21‬والثّانى إِ ْد َغا ٌم بِ ِم ْثلِ َها أَتَى‬
‫ش ْف ِويَّ ْ‪S‬ه‬
‫س ِّم َها َ‬ ‫ِمنْ أَ ْح ُر ٍ‬
‫ف َو َ‬ ‫اإل ْظ َها ُر فِى ا ْلبَقِيَّ ْ‪S‬ة‬
‫ث ِ‬ ‫(‪َ )22‬والثالِ ُ‬
‫لِقُ ْربِ َها َوالتحا ِد فَا ْع ِر ِ‬
‫ف‬ ‫اح َذ ْر لَدَى َوا ٍو َوفَا أَنْ ت َْخت ِ‬
‫َفى‬ ‫(‪َ )23‬و ْ‬

‫الم آل والم الفعل‬

‫أُوالَ ُه َما إِ ْظ َها ُرهَا فَ ْلت ْع ِر ِ‬
‫ف‬ ‫ف‬‫(‪ )24‬لِالَ ِم أَ ْل َحاالَ ِن قَ ْب َل األَ ْح ُر ِ‬
‫ِمنَ ا ْب ِغ َح َّج َك َو َخفْ َعقِيمهُ‪S‬‬ ‫ش َر ٍة ُخ ْذ ِع ْل َمهُ‬
‫اربَ ٍع َم ْع َع ْ‬ ‫(‪ )25‬قَ ْب َل ْ‬
‫ش َر ٍة أَ ْيضا ً َو َر ْم َزهَا فَ ِع‬
‫َو َع ْ‬ ‫(‪ )26‬ثَانِي ِه َما إِ ْد َغا ُم َها فى أَ ْربَ ٍع‬
‫سو َء ظَ ٍن ُز ْر َ‬
‫ش ِريفَا ً لِ ْل َك َرم‬ ‫َد ْع ُ‬ ‫ضفْ َذا‬ ‫ص ْل ُر ْح َما ً تَفُ ْز ِ‬ ‫(‪ِ )27‬ط ْب ثُ َّم ِ‬
‫نِ َعم‬
‫سيَّ ْه‬
‫ش ْم ِ‬
‫س ِّم َها َ‬ ‫َوالالَّ َم االُ ْخر َ‬
‫ى َ‬ ‫س ِّم َها قَ ْم ِريَّ ْ‪S‬ه‬‫(‪َ )28‬والالَّ َم االُولَى َ‬
‫فى نَ ْح ِو قُ ْل نَ َع ْم َوقُ ْلنَا َوا ْلتَقَى‬ ‫(‪ )29‬وأ ْظ ِه َرنَّ الَ َم فِ ْع ٍل ُم ْطلَقا ً‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬
‫المثلين والمتقاربين والمتجانسين‬
‫َح ْرفَا ِن فَا ْل ِم ْثالَ ِن فِي ِه َما أَ َح ْ‬
‫ق‬ ‫ت َوال َم َخا ِر ِ‬
‫ج‬ ‫الصفَا ِ‬
‫(‪ )30‬إِنْ فِي ِّ‬
‫اتَّفَ ْ‬
‫ق‬
‫اختَلَفَا يُلَقَّبَا‬
‫ت ْ‬‫صفَا ِ‬
‫َوفي ال ِّ‬ ‫(‪َ )31‬وإِنْ يَ ُكونَا َم ْخ َرجا ًتَقَا َربَا‬
‫صفَا ِ‬
‫ت ُحقِّقَا‬ ‫ج دُونَ ال ِّ‬ ‫فِي َم ْخ َر ٍ‬ ‫(‪ُ )32‬م ْتقَا ِربَ ْي ِن أَ ْو يَ ُكونَا اتَّفَقَا‬
‫س ِّميَنْ‬ ‫أَ َّو ُل ُك ٍّل فَال َّ‬
‫ص ِغي َر َ‬ ‫س ْي ِن ثُ َّم إِنْ س َكنْ‬
‫(‪ )33‬بِا ْل ُمت ََجانِ َ‬
‫ُك ٌّل َكبِي ُ‪S‬ر وا ْف َه َم ْنهُ‪ S‬بِا ْل ُمثُ ْل‬ ‫الح ْرفَا ِن فى ُك ٍّل فَقُ ْل‬‫(‪ )34‬أَ ْو ُح ِّركَ َ‬

‫أقسام المد‬
‫س ِّم أَ َّوالً طَبِ ِ‬
‫يعيّا ً َوهُو‬ ‫َو َ‬ ‫(‪َ )35‬والم ُّد أَ ْ‬
‫صلِ ُّى َو فَ ْر ِع ٌّى لَهُ‬
‫الح ُروفُ ت ُْجتَلَ ْب‬
‫َوالبِدُونِ ِه ُ‬ ‫سبَ ْب‬‫(‪َ )36‬ماالَ ت ََوقُّفٌ لَهُ عَلى َ‬
‫َجا بَ ْع َد َم ٍّد فَالطَّبِيِع َّى يَ ُكونْ‬ ‫ف َغ ْي ُر َه ْم ٍز أَ ْو‬ ‫ى َح ْر ٍ‬ ‫(‪ )37‬ب ْل أَ ُّ‬
‫س ُكونْ‬
‫س َجالً‬
‫ون ُم ْ‬ ‫س ُك ٍ‬ ‫سبَ ْب َك َه ْم ٍز أَ ْو ُ‬ ‫َ‬ ‫اآلخ ُر ا ْلفَ ْر ِع ُّى َم ْوقُوفٌ عَلي‬ ‫( ُ‪َ )38‬و َ‬
‫اى َوه َْى فى نُو ِحي َها‬ ‫ِمنْ لَ ْف ِظ َو ٍ‬ ‫(‪ُ )39‬ح ُروفُهُ ثَالَثَةٌ فَ ِعي َها‬
‫ش َْرطٌ َوفَ ْت ٌح قَ ْب َل أَ ٍ‬
‫لف يُ ْلتَ َز ْم‬ ‫س ُر قَ ْب َل ا ْليَا َوقَ ْب َل ا ْلوا ِو‬
‫(‪َ )40‬وال َك ْ‬
‫ض ْم‬
‫َ‬
‫َاح قَ ْب َل ُك ٍّل أُ ْعلِنَا‬
‫إِ ِن ا ْنفِت ٌ‬ ‫(‪َ )41‬واللِّينُ ِم ْن َها ا ْليَا َو َوا ٌو َ‬
‫س َكنَا‬

‫أحكام المد‬
‫وب َوا ْل َج َوا ُز َواللُّ ُزو ْم‬ ‫َو ْه َي ا ْل ُو ُج ُ‬ ‫(‪ )42‬لِ ْل َم ِّد أَ ْح َكا ٌم ثَالَثَةٌ تَدُو ْم‬
‫فِي ِك ْل َم ٍة َو َذا بِ ُمتَّ ْ‬
‫ص ٍل يُ َع ْد‬ ‫ب إِنْ َجا َء َه ْم ٌز بَ ْع َد َم ْد‬ ‫(‪ )43‬فَ َو ِ‬
‫اج ٌ‬
‫ُك ٌّل بِ ِك ْل َم ٍة َو َه َذا ال ُم ْنفَ ِ‬
‫ص ْل‬ ‫ص ٌر إِنْ فُ ِ‬
‫صل‬ ‫(‪َ )44‬و َجائ ٌز َم ٌد َوقَ ْ‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬
‫َو ْقفَا ً َكتَ ْعلَ ُمونَ نَ ْ‬
‫ستَ ِعينُ‬ ‫س ُكونُ‬ ‫(‪َ )45‬و ِمث ُل َذا إِنْ َع َر َ‬
‫ض ال ُّ‬
‫بَ َد ْل َكآ َمنُوا َوإِيَمانا ً ُخ َذا‬ ‫(‪ )46‬أَ ْو قُ ِّد َم ا ْل َه ْم ُز َعلَي ال َم ِّد َو َذا‬
‫صالَ َو َو ْقفا ً بَ ْع َد َم ٍّد طُ ّوالَ‬
‫َو ْ‬ ‫س ُكونُ أُ ِّ‬
‫صالَ‬ ‫(‪َ )47‬والَ ِز ٌم إِ ِن ال ُّ‬

‫أقسام المد الالزم‬

‫َوتِ ْل َك ِك ْل ِم ُّي َو َح ْرفِ ٌّي َم َع ْه‬ ‫سا ُم الَ ِز ٍم لَدَيهم أَ ْربَ َع ْة‬ ‫(‪ )48‬أَ ْق َ‬
‫فَ َه ِذ ِه أَ ْربَ َعةٌ تُفَ َّ‬
‫ص ُل‬ ‫(‪ِ )49‬كالَ ُه َما ُم َخفَّفٌ ُمثَقَّ ُل‬
‫ف َم ٍّد فَ ْه َو ِك ْل ِم ُّي َوقَ ْع‬‫َم ْع َح ْر ِ‬ ‫س ُكونٌ ْ‬
‫اجتَ َم ْع‬ ‫(‪ )50‬فَإِنْ بِ ِك ْل َم ٍة ُ‬
‫سطُهُ فَ َح ْرفِ ٌّي بَدَا‬ ‫َوال َم ُّد َو ْ‬ ‫وف ُو ِجدَا‬ ‫الح ُر ِ‬‫(‪ )51‬أَ ْو في ثُالَثِ ِّي ُ‬
‫َم َخفَّفٌ ُك ُّل إِ َذا لَ ْم يُ ْد َغ َما‬ ‫(‪ِ )52‬كالَ ُه َما ُمثَقّ ٌل إِنْ أُد ِ‬
‫ْغ َما‬
‫ص ْر‬
‫انح َ‬‫ُو ُجو ُدهُ َوفِي ثَ َما ٍن َ‬ ‫س َو ْر‬ ‫(‪َ )53‬والالَّ ِز ُم ا ْل َحرفِ ُّي أَ َّو َل ال ُّ‬
‫طو ُل أَ َخ ْ‬
‫ص‬ ‫َو َعيْنُ ُذو َو ْج َه ْي ِن وال ُّ‬ ‫س ْل نَقَ ْ‬
‫ص‬ ‫(‪ )54‬يَ ْج َم ُع َها ُح ُروفُ َك ْم َع َ‬
‫ف ُمدُّه َم ّداً طَبِي ِعيَّا أُلِفْ‬ ‫ف ال ُّثالَثِي الَ‬ ‫الح ْر ِ‬
‫س َوي َ‬ ‫(‪َ )55‬و َما ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَ(لِفْ‬
‫فِي لَ ْف ِظ َح ٍّي طَا ِه ٍر قَ ِد ا ْن َح َ‬
‫ص ْر‬ ‫س َو ْر‬ ‫ح ال ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‬‫ا‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫ض‬‫ي‬‫ْ‬ ‫أ‬ ‫اكَ‬ ‫ذ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫)‬‫‪56‬‬
‫شتَ َه ْر‬‫ط ْعك َذا ا ْ‬ ‫س َح ْيراً َمنْ قَ َ‬ ‫ص ْلهُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫(‪َ )57‬ويَ ْج َم ُع ا ْلفَ َواتِ َح األَ ْربَ ْع َعش َْر‬

‫الخاتمة‬
‫َعلَى تَ َما ِم ِه بِالَ تَنَا ِهى‬ ‫(‪َ )58‬وتَ َّم َذا النَّ ْظ ُم بِ َح ْم ِد هَّللا ِ‬
‫يخهُ بُش َْرى ِل َمنْ يُ ْتقِنُ َها‬ ‫تَا ِر ُ‬ ‫(‪ )59‬أَ ْبيَاتُهُ نَ ٌّد بَداَ لِ ِذى النُّ َهى‬
‫ِعلى ِخت َِام األَ ْنبِيَا ِء أَ ْح َمدَا‬ ‫سالَ ُم أَبَداَ‬ ‫صالَةُ َوال َّ‬ ‫(‪ )60‬ثُ َّم ال َّ‬
‫سا ِم ِع‬ ‫َو ُك ِّل قَا ِر ٍ‬
‫ئ و ُك ِّل َ‬ ‫ب َو ُك ِّل تَابِ ِع‬
‫ص ْح ِ‬
‫اآلل َوال َّ‬
‫(‪َ )61‬و ِ‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬

‫مباحث مهمة متعلقة بعلم التجويد‬

‫وقبل البدء في شرح هذه المنظومة أذكر مقدمة مهمة لهذا الشرح فيما يتعلق‬
‫بمبادئ هذا العلم‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مبادئ علم التجويد‬
‫تعريف التجويد ‪:‬‬
‫لغة‪ :‬اإلتقان والتحسين‬
‫اصطالحا‪ :‬هو علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية وفق ما نقل إلينا‬
‫بالتواتر عن رسول هللا ﷺ بتجويد حروفه ومعرفة وقوفه‪.‬‬
‫موضوعه‪:‬الكلمات‪ T‬القرآنية بإخراج الحروف من مخارجها ‪,‬وإعطائها حقها‬
‫ومستحقها‪.‬‬
‫فحقها من الصفات الالزمة التي ال تفارق الحرف كالهمس والجهر واإلستعالء‬
‫واإلستفال‪.‬‬
‫ومستحقها من الصفات العارضة‪,‬وهي األحكام التجويدية كاإلظهار‬
‫واإلدغام‪...‬الخ‪.‬‬
‫وذهب بعض العلماء إلى دخول الحديث الشريف خالفا للجمهور‪.‬‬
‫ثمرته ‪:‬صون اللسان عن اللحن الجلي والخفي في ألفاظ القرآن الكريم‬
‫استمداده‪ :‬مستمد من كيفية نطق النبي ﷺ للقرآن الكريم‪,‬ثم‬
‫كيفية قراءة الصحابة من بعده ‪,‬والتابعين وأتباعهم ‪,‬وأئمة القراءة‪.‬‬
‫نسبته من العلوم‪ :‬هو أحد العلوم الشرعية المتعلقة بالقرآن الكريم‪.‬‬
‫كالم أُنزل على خير نبي أرسل‪.‬‬
‫فضله‪ :‬هو من أشرف العلوم لتعلُّقه بأشرف ٍ‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬
‫واضعه‪:‬‬
‫ي من‬
‫أوال‪:‬من الناحية العملية‪ /‬أول واضع له من الناحية العملية التطبيقية وح ٌ‬
‫عند هللا تعالى إذ إن هللا أرسل وحيه إلى نبيه ﷺ بهذه الصفة‪,‬فال‬
‫اجتهاد للنبي ﷺ فيها البتة‪,‬وال لجبريل عليه السالم بل هي صفة‬
‫الكالم بالقرآن وترتيله له أداها جبريل ﷺ كما سمعها وتعلمها‬
‫من هللا تعالى دون زياد ٍة أو نقصان وهكذا أخذها فمن بعدهم حتى وصلنا وهو‬
‫كذلك على تلك الهيئة والصفة ‪,‬مصداقا ً لقوله تعالى‪﴿ :‬إِنَّا نَحْ ُن نَ َّز ْلنَا ال ِّذ ْك َر َوإِنَّا لَهُ‬
‫لَ َحافِظُونَ ﴾[الحجر‪.]9:‬‬
‫ثانيا‪ :‬من الناحية العلمية‪(/‬قواعد علم التجويد) ففيه خالف‪:‬‬
‫فأول من نظم فيه شعراً هو أبو المزاحم موسى بن عبيد هللا الخاقاني المتوفى‬
‫سنة ‪325‬هـ‪.‬‬
‫ومن أول من كتب في التجويد والقراءات هو أبو عبيد القاسم بن سالم المتوفى‬
‫(‪)1‬‬
‫سنة‪ 224‬هـ ‪.‬‬

‫‪ )( 1‬انظر الرعاية لمكي بن أبي طالب ص(‪.)22‬‬

 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬

‫حكم تعلم التجويد والعمل به‬

‫التجويد ينقسم إلى قسمين‪ :‬علمي وعملي‪.‬‬
‫القسم العلمي‪ :‬حكمه بالنسبة لعامة المسلمين مندوبٌ إليه وليس بواجب ألن‬
‫صحة القراءة ال تتوقف على معرفة هذه األحكام‪.‬‬
‫وأما بالنسبة ألهل العلم فمعرفته واجبٌ على الكفاية ‪,‬فإذا قامت طائفة بهذه‬
‫المهمة سقط اإلثم والحرج على الباقين‪.‬‬
‫القسم العملي‪ :‬حكمه واجب وجوبا ً عينيا ً على كل من يريد قراءة شي ٍء من‬
‫القرآن‪.‬‬
‫والدليل على ذلك قوله تعالى﴿ َو َرتِّ ِل القُرْ َءانَ تَرْ تِيالً﴾ فقد أمر هللا تعالى بالترتيل‬
‫عند قراءة القرآن ‪,‬واألمر يدل على الوجوب ما لم يصرفه صارف عن الوجوب‬
‫إلى الندب ‪ ,‬ولم تُوجد قرينة تصرفه عن الوجوب فيبقى على األصل‪.‬‬
‫وكذلك إجماع األمة من عهد نزول القرآن إلى وقتنا على وجوب قراءة القرآن‬
‫قراءة مجودة سليمة من التحريف والتصحيف والزيادة والنقص ‪.‬وقد نقل‬
‫اإلجماع على ذلك إمام هذا الفن أبو الخير محمد بن محمد الجزري رحمه هللا‬
‫(‪)2‬‬
‫تعالى‪,‬و محمد مكي نصر في نهاية القول المفيد‪.‬‬

‫‪ )( 2‬النشر البن الجزري(‪ , )1/210‬نهاية القول المفيد(‪ ,)10‬وقد توسعت‬

‫في ذكر األدلة على وجوب التجويد في كتابي(التحفة المهدية شرح‬
‫المقدمة الجزرية) باب التجويد‪.‬‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫مراتب القراءة‬
‫يقصد بمراتب القراءة‪ :‬التؤدة أو اإلسراع أو التوسط في التالوة بالنسبة ألحكام‬
‫التجويد وهذه المراتب كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬التحقيق‪:‬وهو المبالغة في اإلتيان بالشيء على حقه من غير زياد ٍة عليه أو‬
‫نقص منه‪.‬‬
‫ٍ‬
‫وهذه المرتبة تكون في مقام التعليم والتدريب‪,‬فيأتي بأحكام التجويد من حيث‬
‫المدود وغيرها على أكمل وجه‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬يمد المتصل المتطرف عند الوقف والعارض واللين ست حركات‬
‫‪,‬ويمد المتصل والمنفصل خمس حركات‪.‬‬
‫وتأمل ومراعاة ألحكام التجويد مع تثبت من غير‬
‫ٍ‬ ‫بتدبر‬
‫ٍ‬ ‫‪-2‬الترتيل‪ :‬وهو القراءة‬
‫عجلة‪.‬‬
‫والترتيل‪ :‬هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬في المد يمد مداً متوسطا ً في المتصل والمنفصل والعارض للسكون‬
‫واللين مع تفصيل الحروف ومعرفة الوقوف‪.‬‬
‫‪ -3‬الحدر‪ :‬هو إدراج القراءة وسرعتها وتخفيفها‪.‬‬
‫واإلسراع مع مراعاة األحكام التجويدية كقصر المدود التي يجوز فيها‬
‫القصر‪,‬ويحترز فيها من نقص المدود أو نقص الحركات والغنة‪.‬‬
‫والترتيل يشمل المراتب الثالث ألنه الوسط‪ ,‬فقد أمر هللا به في كتابه فقال تعالى‪:‬‬
‫﴿ َو َرتِّ ِل القُرْ َءانَ تَرْ تِيالً﴾‪.‬‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫اللحن‬
‫المقصود به هنا‪ :‬الميل عن الجادة في القراءة واالنحراف عن الصواب فيها‪.‬‬
‫وهو نوعان‪ :‬جلي‪ -‬وخفي‪.‬‬
‫النوع األول‪ :‬اللحن الجلي‪ :‬وهو خطأ ٌ يطرأُ على األلفاظ فيخل بموازين القراءة‬
‫وقوانين اللغة واإلعراب سوا ًء ترتب عليه إخالل المعنى أم ال‪ ,‬كتغيير حركة‬
‫بأخرى‪,‬وقد يكون بتغيير في أصل بنية الكلمة وحروفها‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬قوله تعالى ﴿ أَن َعمتَ َعلَي ِه ْم﴾ بفتح التاء ‪,‬فإذا قرأها بالضم﴿ أَن َعمتُ‬
‫َعلَي ِه ْم﴾ تغير المعنى‪ ,‬أو إبدال حرف بآخر فيبدل الطاء ضاداً‪,‬أو الذال زايا ً ونحو‬
‫ذلك‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬اللحن الجلي ولم يتغير المعنى‪ ,‬ضم الهاء في قوله تعالى﴿إِ َّن هَّللا ُ َعلَى‬
‫ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِدي ٌر﴾ وهي بفتحها في األصل‪.‬‬
‫وهذا النوع من اللحن حرام شرعا باتفاق المسلمين‪,‬معاقبٌ عليه فاعله إن تعمده‬
‫فإن فعله ناسيا ً أو جاهالً فليس عليه شيء‪.‬‬
‫وسمي هذا النوع جليا ً لجالئه وظهوره وعدم خفائه على أحد سواء من القراء أو‬
‫غيرهم‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬اللحن الخفي‪ :‬وهو خطأ يطرأ على األلفاظ فيخل بقواعد‬
‫التجويد‪,‬ولكن ال يخل باللغة وال باإلعراب وال بالمعنى‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬تكرير الراءات‪ ,‬وتغليظ الالمات‪,‬وإظهار المخفي وتشديد اللين‪،‬‬
‫وتليين المشدد‪ ،‬والوقف بالحركة كاملة‪ ،‬وذلك غير مخل بالمعنى‪ ،‬وال مقصر‬
‫باللفظ‪ ،‬وهذا الضرب من اللحن وهو الخفي‪ ،‬ال يعرفه إال القارئ المتقن‪ ،‬أو‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬
‫الضابط المجود الذي أخذ عن أفواه األئمة‪ ،‬ولقن من ألفاظ أفواه العلماء الذين‬
‫(‪)3‬‬
‫ترتضى تالوتهم ويوثق بعربيتهم‪ ،‬فأعطى كل حرف حقه‪ ،‬ونزله منزلته‪.‬اهـ‬

‫‪ )( 3‬انظر «التمهيد» البن الجزري ص (‪.)33-30‬‬

 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫أحكام االستعاذة والبسملة‬
‫أوال‪ :‬تعريف اإلستعاذة‪ :‬هي اللجوء إلى هللا تعالى‪ ,‬واالعتصام بجنابه‪ ,‬والتحصن‬
‫به من الشيطان الرجيم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬موضوعها‪ :‬إذا أراد المسلم أن يشرع في القراءة فيبدأ باالستعاذة في‬
‫الصالة وغيرها‪,‬بدليل قوله تعالى ﴿فَإ ِ َذا قَ َر ْأتَ ْالقُرْ آنَ فَا ْستَ ِع ْذ بِاهّلل ِ ِمنَ ال َّش ْيطَا ِن‬
‫ال َّر ِج ِيم﴾ [النحل‪.]98:‬‬
‫ثالثا‪:‬صيغتها‪ :‬اللفظ الوارد في سورة النحل(أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم) هو‬
‫المختار عند جمهور أهل العلم في الصالة وغيرها‪,‬وإن زاد عليه (أعوذ باهلل‬
‫السميع العليم من الشيطان)أو قال بعد(الشيطان الرجيم) (من همزه ونفخه ونفثه)‬
‫فهو جائز لحديث أبي سعيد الخدري س أن رسول هللا ﷺكان‬
‫إذا قام إلى الصالة استفتح ثم يقول«أعوذ باهلل السميع العليم من الشيطان الرجيم‬
‫(‪)4‬‬
‫من همزه ونفخه ونفثه»‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬حكمها‪ :‬اتفق العلماء على مشروعيتها لكن اختلفوا‪:‬هل األمر في اآلية‬
‫للوجوب أم للندب؟‬
‫فذهب جمهور أهل العلم إلى اإلستحباب وال يأثم تاركها‪.‬‬
‫وحكى الرازي عن عطاء بن أبي رباح وجوبها في الصالة وخارجها كلما أراد‬

‫‪ )( 4‬أخرجه أبو داود ‪ ،‬والترمذي ‪ ،‬وصححه العالمة األلباني رحمه هللا‬

‫تعالى‪,‬راجع "اإلرواء" برقم (‪.)342‬‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬
‫القراءة ‪,‬والمأخوذ به هو قول الجمهور ‪.‬‬
‫خامساً‪:‬حكم البسملة عند افتتاح القراءة‪ :‬ال خالف بين القراء قاطبة في اإلتيان‬
‫بها عند افتتاح القراءة من أول كل سورة سوى سورة براءة‪.‬‬
‫وأما اإلفتتاح بأول سورة براءة فال خالف بين القراء أيضا ً في ترك البسملة لعدم‬
‫وجودها في أولها ‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬حكم اإلستعاذة من حيث الجهر واإلسرار‪ :‬اعلم أن الجهر باإلستعاذة هو‬
‫المأخوذ به لدى عامة القراء عند افتتاح القراءة‪.‬‬
‫قال الحافظ أبو عمرو الداني في التيسير‪« :‬وال أعلم خالفا ً بين أهل األداء في‬
‫الجهر بها عند افتتاح القرآن وعند اإلبتداء برؤوس األحزاب وغيرها في مذهب‬
‫الجماعة اتباعا ً للنص واقتدا ًء بالسنة»‪.‬‬
‫ولكن يستحب إخفاؤها كما ذكره ابن الجزري ‪-‬رحمه هللا تعالى‪ -‬في األحوال‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪-1‬إذا كان القارئ يقرأ سراً‪.‬‬
‫‪-2‬إذا كان القارئ يقرأ جهرا وكان منفرداً‪.‬‬
‫‪-3‬إذا كان يقرأ في الصالة مطلقاً‪.‬‬
‫‪-4‬إذا كان يقرأ وسط جماعة يتدارسون القرآن ولم يكن هو المبتدئ بالقراءة‪.‬‬
‫* ويستحب الجهر بها إذا كان القارئ يقرأ جهراً وكان هناك من يستمع لقراءته‪,‬‬
‫(‪)5‬‬
‫وفي حال المدارسة ويكون هو المبتدئ بالقراءة‪.‬‬
‫سابعاً‪ :‬أوجه اإلستعاذة والبسملة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أوجه أول السورة‪:‬‬
‫(‪ )1‬قطع الجميع ( أي قطع اإلستعاذة عن البسملة عن أول السورة)‪.‬‬
‫(‪ )2‬وصل الجميع(أي وصل اإلستعاذة مع البسملة مع أول السورة)‬

‫‪ )( 5‬انظر النشر البن الجزري(‪.)254-1/253‬‬

 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬
‫(‪ )3‬قطع اإلستعاذة عن البسملة ووصل البسملة بأول السورة‪.‬‬
‫(‪ )4‬وصل اإلستعاذة بالبسملة وقطعها عن أول السورة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أوجه أول براءة‪:‬‬
‫إذا ابتدأت بأول سورة براءة فليس لك فيها إال وجهان‪:‬‬
‫* الوقف على اإلستعاذة والبدء بأول السورة‪.‬‬
‫* وصل اإلستعاذة بأول السورة من غير بسملة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أوجه اإلستعاذة أثناء السورة‪ :‬فيها وجهان‪:‬‬
‫* قطع اإلستعاذة عن اآلية‪.‬‬
‫* وصل اإلستعاذة باآلية‪.‬‬
‫فائدة ‪ :‬القارئ مخي ٌر في وسط السورة بين اإلتيان بالبسملة وتركها سوا ًء في‬
‫سورة براءة أو غيرها‪,‬واإلتيان بها أفضل‪.‬‬
‫ووجه القطع في كل الوجوه أفضل ألن فيه الوقف على كل رؤوس اآلي وهو‬
‫سنة كما ورد في حديث أم سلمة رضي هللا عنها أن النبيﷺ‪«T:‬‬
‫كان يقطع قراءته آية آية»‪ .‬صححه العالمة األلباني في صحيح الجامع برقم(‬
‫‪.)5000‬‬
‫رابعاً‪ :‬أوجه مابين السورتين‪:‬‬
‫إذا وصل القارئ آخر السورة بالتي بعدها سوى سورة براءة فله ثالثة أوجه‪:‬‬
‫* قطع الجميع(آخر السورة عن البسملة عن أول السورة)‬
‫* وصل الجميع(آخر السورة بالبسملة مع أول السورة)‪.‬‬
‫* قطع آخر السورة ووصل البسملة بأول السورة‪.‬‬
‫ويمتنع وصل آخر السورة بالبسملة والوقف عليها ثم االبتداء بالسورة ألن‬
‫البسملة ألول السور ال ألواخرها‪.‬‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬
‫خامساً‪ :‬أوجه ما بين األنفال وبراءة‪:‬‬
‫إذا وصل القارئ آخر سورة األنفال بأول سورة براءة له ثالثة أوجه‪:‬‬
‫* الوصل بدون بسملة‪.‬‬
‫* الوقف بينهما مع التنفس‪.‬‬
‫* قطع الصوت بدون تنفس ثم اإلتيان بأول سورة براءة‪.‬‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬

‫مقدمة التحفة‬
‫يقول الناظم ‪-‬رحمه هللا تعالى‪:-‬‬
‫سلَ ْي َمانُ ُه َو ا ْل َجم ُزو ِرى‬
‫د َْو َما ً ُ‬ ‫(‪ )1‬يَقُو ُل َرا ِجي َرحم ِة ا ْل َغفُو ِر‬
‫الشرح‪:‬‬
‫(يقول راجي) أي طالب رحمة هللا ومغفرته أي غفران الذنوب وسترها في‬
‫الدنيا واآلخرة‪,‬والرحمة والمغفرة صفتان من صفات هللا تعالى‪.‬‬
‫(دوما) أي دائما يطلب رحمة هللا ومغفرته‪,‬واإلنسان يحتاج إلى رحمة هللا دائما‬
‫وأبدا‪.‬‬
‫(سليمان هو الجمزوري) وهو سليمان بن حسين بن محمد بن شلبي الجمزوري‬
‫الشهير باألفندي ‪.‬‬
‫ولد بطنطا ‪,‬وهو شافعي المذهب‪ ,‬والجمزوري نسبة لجمزور وهي بلدة أبي‬
‫الناظم بلدة قريبة من طنطا‪.‬‬
‫ُم َح َم ٍد وآلِ ِه َو َمنْ تَالَ‬ ‫(‪ )2‬ا ْل َح ْم ُد هَّلِل ِ ُم َ‬
‫صلّيا ً عَلى‬
‫الشرح‪:‬‬
‫(الحمد هلل) الحمد‪ :‬هو ذكر محاسن المحمود مع المحبة والتعظيم‪.‬‬
‫* والالم في هلل لإلستحقاق واإلختصاص‪,‬ألن هللا تعالى مستح ٌ‬
‫ق للحمد ‪,‬وألن‬
‫المحامد كلها ال تكون إال هلل تعالى‪.‬‬
‫(مصليا ً على محمد) الصالة لغة‪ :‬الدعاء‬
‫شرعاً‪ :‬قال الشيخ ابن عثيمين ‪-‬رحمه هللا تعالى‪:-‬الصالة من هللا تعالى هي‬
‫(‪)6‬‬
‫رحمة خاصة فوق الرحمة التي تكون لكل أحد ‪ ,‬وال ندري ما هي‪.‬‬
‫(محمد) هو من أشهر أسماء النبي ﷺ‪ ,‬وقد ورد في القرآن‬

‫‪ )( 6‬انظر شرح بلوغ المرام للعثيمين رحمه هللا(‪)1/25‬‬

‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬
‫أربع مرات‪ ,‬وهو اسم مفعول‪,‬ألنهﷺ حمده ربه تعالى‪ ,‬وحمده‬
‫األولون‪,‬واآلخرون‪ ,‬وسيظهر الحمد الكامل يوم القيامة كما قال تعالى‪َ ﴿:‬ع َسى أَن‬
‫ك َمقَاما ً َّمحْ ُموداً﴾[اإلسراء‪.]79:‬‬
‫يَ ْب َعثَكَ َربُّ َ‬
‫(وآله) اآلل تطلق على عدة معان‪ :‬واألصح أنها إن قرنت باألتباع فالمراد بها‬
‫المؤمنون من قرابته‪.‬‬
‫وإن لم تقرن باألتباع فالمراد باآلل أتباعه على دينه ويشمل المؤمنين من قرابته‪.‬‬
‫(ومن تال) أي من تبع النبي ﷺ وسار على نهجه وسنته‪.‬‬
‫في النُو ِن والتَّ ْن ِوي ِن َوا ْل ُمدُو ِد‬ ‫(‪َ )3‬وبَ ْع ُد ه َذا النَّ ْظ ُم لِ ْل ُم ِري ِد‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي فهذا المنظوم جمعته للمريد وهو الطالب ألحكام النون الساكنة والتنوين ‪.‬‬
‫ش ْي ِخنَا ا ْل ِمي ِه ِّى ِذي ا ْل َكما ِل‬
‫عَنْ َ‬ ‫س َّميتُهُ بِتُحفَة األَ ْطفَ ِ‬
‫ال‬ ‫(‪َ )4‬‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي سميت هذا النظم (بتحفة األطفال)أي‪ :‬أتحفهم بالشيء الحسن‬
‫والمراد به هنا األحكام التي ستأتي‪.‬‬
‫(األطفال)‪:‬جمع طفل وهو الصبي أو الصغير الذي لم يبلغ الحلم‪ ,‬وقد يكون‬
‫المراد به األطفال في هذا الفن وإن كانوا كهوالً‪.‬‬
‫(عن شيخنا الميهي) أي أنقل ذلك الذي أذكره في هذه المنظومة عن شيخنا نور‬
‫الدين علي بن عمر بن أحمد بن عمر بن ناجي بن قيس الميهي‪.‬‬
‫والميهي‪ :‬نسبة لبلد يقال لها (الميه) في مصر‪.‬‬
‫قوله‪(:‬ذي الكمال) هذا من الغلو في األشخاص وهذا من آثار التصوف‪ T‬في‬
‫الرجل فال أحد يبلغ درجة الكمال إال هللا تعالى‪.‬‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬
‫َواألَ ْج َر َوا ْلقَبُو َل َوالثَّ َوابا‬ ‫(‪ )5‬أَ ْر ُجو بِه أَنْ يَ ْنفَ َع ال ُّ‬
‫طالَّبَا‬
‫الشرح‪:‬‬
‫(أرجو)‪ ،‬أي‪ :‬أؤمل بهذا النظم أن يستفيد منه طالب هذا العلم‪.‬‬
‫(واألجر والقبول والثوابا) كذلك أطلب من هللا تعالى األجر‪ ,‬والثواب على عملي‬
‫هذا‪.‬‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬

‫الفصل األول‬
‫أحكام النون الساكنة والتنوين‬
‫نون ساكنةٌ زائدة تلحق آخر االسم لفظا ً وتفارقه خطاً‪ ,‬وهو ثالثة‬
‫التنوين‪ :‬هو ٌ‬
‫أنواع‪:‬‬
‫ضمتان – وفتحتان – وكسرتان ‪.‬‬
‫أَ ْربَ ُع أَ ْح َك ٍام فَ ُخ ْذ تَ ْبيِينِي‬ ‫س ُكنْ َولِلتّ ْن ِوي ِن‬ ‫(‪ )6‬لِلنُّ ِ‬
‫ون إِنْ تَ ْ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي للنون الساكنة حال كونها ساكنة وللتنوين‪ T‬أحكام أربعة‪:‬‬
‫(فخذ تبييني)‪ ،‬أي‪ :‬توضيحي وتفصيلي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اإلظهار‪.‬‬
‫ت ُرتِّبَتْ فَلتَ ْع ِر ِ‬
‫ف‬ ‫س ٍ‬ ‫لِ ْل َح ْل ِ‬
‫ق ِ‬ ‫(‪ )7‬فَاألَ َّو ُل اإل ْظ َها ُر قَ ْب َل أَ ْح ُر ِ‬
‫ف‬
‫الشرح‪:‬‬
‫اإلظهار لغة‪ :‬اإليضاح والبيان‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬هو إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة في الحرف المظهر ‪.‬‬
‫فتظهر النون الساكنة والتنوين إذا أتي بعدهما حرف من حروف اإلظهار الستة‬
‫وهي حروف الحلق نسبةً إلى مخرجها ‪,‬ألنها تخرج من الحلق وهي‪:‬‬
‫ُم ْه َملَتَا ِن ثُ َّم َغ ْينٌ َخا ُء‬ ‫(‪َ )8‬ه ْم ٌز فَ َها ٌء ثُ َّم َع ْينٌ َحا ُء‬
‫الشرح‪:‬‬
‫ذكر في البيت السابق حروف اإلظهار وهي ستة(الهمزة – الهاء‪ -‬العين‪ -‬الحاء‪-‬‬
‫الغين‪ -‬الخاء)‪.‬‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬
‫قوله‪(:‬مهملتان) يعني غير منقوطتين‪.‬‬
‫تسميته ‪ :‬يسمى باإلظهار الحلقي الحقيقي نسبة إلى مخرج هذه الحروف الستة‪.‬‬
‫سببه‪ :‬هو البعد فيما بين مخرج النون الساكنة والتنوين‪ T‬مع هذه الحروف الستة‪,‬‬
‫فالنون الساكنة والتنوين يخرجان من طرف اللسان وهذه الحروف تخرج من‬
‫الحلق ‪,‬فهذا التباعد سبب لإلظهار وقد ذكر هذا أبو عمرو الداني في كتابه‬
‫التحديد في اإلتقان والتجويد ص(‪.)111‬‬
‫أمثلة على اإلظهار‪-:‬‬
‫مع التنوين‬ ‫في كلمتين‬ ‫في كلمة‬ ‫الحرف‬ ‫مسلسل‬

‫س ٍد إِ َذا َح َ‬
‫س َد‬ ‫َحا ِ‬ ‫َمنْ آ َمنَ‬ ‫َويَ ْنأ َ ْونَ‬ ‫الهمزة‬ ‫‪1‬‬

‫سال ٌم ِه َي‬
‫َ‬ ‫ِمنْ هَا ٍد‬ ‫األَ ْن َها ُر‬ ‫الهاء‬ ‫‪2‬‬

‫ش ٍر‬ ‫َولَيَ ٍ‬
‫ال َع ْ‬ ‫ِّمنْ ِع ْل ِم‬ ‫أَ ْن َع ْمتَ‬ ‫العين‬ ‫‪3‬‬

‫نَا ًرا َحا ِميَةً‬ ‫تَ ْن ِزي ٌل ِّمن َح ِك ٍ‬

‫يم‬ ‫يَ ْن ِحتُونَ‬ ‫الحاء‬ ‫‪4‬‬

‫أَ ْج ٌر َغي ُر َم ْمنُو ٍن‬ ‫ِّمنْ ِغ ٍّل‬ ‫فَ َ‬

‫سيُ ْن ِغضُونَ‬ ‫الغين‬ ‫‪5‬‬

‫َذ َّر ٍة َخ ْي ًرا َي َرهُ‬ ‫َمنْ َخفَّتْ‬ ‫ال ُم ْن َخنِقَةُ‬ ‫الخاء‬ ‫‪6‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلدغام‬
‫فِي يَ ْر َملُونَ ِع ْن َد ُه ْم قَ ْد ثَبَتَتْ‬ ‫(‪ )9‬والثّاني إِ ْد َغا ٌم بِستَّ ٍ‪S‬ة أَتَتْ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫اإلدغام‪ :‬لغة‪ :‬إدخال الشئ في الشئ‬
‫اصطالحا‪:‬إلتقاء حرف ساكن بمتحرك بحيث يصيران حرفا ً واحداً مشدداً عند‬
‫النطق‪.‬‬
‫قوله‪(:‬والثاني) أي من أحكام النون الساكنة والتنوين هو اإلدغام وحروفه ستة‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬
‫مجموعة في قولك(يرملون)‪( T‬الياء‪-‬والراء‪ -‬والميم‪ -‬والالم‪ -‬والواو‪ T-‬والنون)‪.‬‬
‫فِي ِه بِ ُغنّ ٍة بِيَ ْن ُمو ُعلِ َما‬ ‫س ٌم يُ ْد َغ َما‬
‫ان قِ ْ‬ ‫(‪ )10‬لَ ِكنَّ َها قِ ْ‬
‫س َم ِ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫ذكر في هذا البيت أقسام اإلدغام وهما قسمان‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫مماثل‬ ‫األول‪:‬إدغام ناقص بغنة‪ :‬وهو تحول النون الساكنة أو التنوين إلى صوتٍ‬
‫في نطقه للصوت الذي يليه مع بقاء الغنة‪ ,‬فتصير النون وكذلك التنوين يا ًءا و‬
‫واواً وميماً مع بقاء الغنة في الجميع‪.‬‬
‫حروفه‪ :‬مجموعة في قولك(ينمو) ‪.‬‬
‫سببه‪ :‬هو تماثل النون الساكنة أو التنوين مع النون وتقاربهما مع بقية أحرف‬
‫اإلدغام وتجانسهما‪.‬‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬
‫األمثلة‪:‬‬
‫التنوين‬ ‫النون الساكنة‬ ‫الحرف‬ ‫مسلسل‬

‫ض يَ ْل َعبُونَ‬
‫َخ ْو ٍ‬ ‫فَ َمنْ يَ ْع َم ْل‬ ‫الياء‬ ‫‪1‬‬

‫َي ٍء نُ ُك ٍر‬
‫ش ْ‬ ‫وإِنْ نَظُنُّكَ‬ ‫النون‬ ‫‪2‬‬

‫قَ ْو ٌل َّم ْع ُروفٌ‬ ‫ِمن َّما ٍء‬ ‫الميم‬ ‫‪3‬‬

‫أَبِي لَ َه ٍ‬
‫ب َوتَب‬ ‫ِمن َّولِ ٍّي‬ ‫الواو‬ ‫‪4‬‬

‫شروطه‪:‬‬
‫تُ ْد ِغ ْم َك ُد ْنيَا ثُ َّم ِ‬
‫ص ْن َوا ٍن تَالَ‬ ‫(‪ )11‬إِالَّ إِ َذا َكانَا بِك ْل َم ٍة فَالَ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫يشترط في اإلدغام أن تكون النون الساكنة آخر الكلمة وحرف اإلدغام في أول‬
‫الكلمة الثانية‪.‬‬
‫واحدة فإنها ال ُتدغم بل يجب إظهارها‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫أما إذا كان في كلمةٍ‬
‫وهو ما يسمى(باإلظهار المطلق) وقد ورد في عدة كلمات من القرآن الكريم‬
‫ان ‪ -‬بُ ْنيَانًا﴾‪.‬‬‫ان ‪ -‬قِ ْن َو ٌ‬ ‫ص ْن َو ٌ‬
‫﴿ال ُّد ْنيَا ‪ِ -‬‬
‫في الالَّ ِم َوال َّرا ثُ َّم َك ّر َرنَّ ْ‪S‬ه‬ ‫(‪َ )12‬والثَّاني إِ ْد َغا ٌم بِ َغ ْي ِر ُغنَّ ْة‬

‫الم‬
‫الثاني‪:‬إدغام كامل بغير غنة‪:‬وهو تحول النون الساكنة أو التنوين إلى راءٍ أو ٍ‬
‫مشددتين من غير غنة‪.‬‬
‫تسميته‪ :‬وسمي إدغاماً كامالً؛ ألن النون الساكنة أو التنوين تدغم في الحرف‬
‫الذي بعدها بحيث ال يبقى لها أثر‪,‬فيذهب الحرف مع صفته وهي الغنة فيكون‬
‫اإلدغام كامالً بغير غنة‪.‬‬
‫بخالف اإلدغام الناقص سُمي ناقصاً‪ :‬ألن الحرف يذهب ويدغم في الحرف الذي‬
‫ناقصا بغنة‪.‬‬
‫ً‬ ‫بعده وتبقى صفته وهي الغنة ‪,‬فلذلك سمي إدغاماً‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬
‫سبب اإلدغام‪ :‬هو التقارب بين مخرج النون الساكنة والتنوين مع الالم والراء‪.‬‬
‫األمثلة‪:‬‬
‫التنوين‬ ‫النون الساكنة‬ ‫الحرف‬

‫َو ْي ٌل لِ ُك ِّل ُه َمزَ ٍة‬ ‫ِمن لَّدُنْ َح ِك ٍ‬

‫يم‬ ‫الالم‬

‫َغفُو ٌر َر ِحي ٌم‬ ‫ِّمن َّربِّ ِه ْم‬ ‫الراء‬

‫قوله‪(:‬ثم كررنه)إشارة إلى صفة التكرار في حرف الراء‪.‬‬

‫الثالث اإلقالب‬
‫ِميما ً بِ ُغنَ ٍة َم َع ا ِإل ْخفَا ِء‬ ‫الث ا ِإل ْقالَ ُ‬
‫ب ِع ْن َد ا ْلبَا ِء‬ ‫(‪َّ )13‬والثَ ُ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫والثالث من أحكام النون الساكنة والتنوين‪ T‬هو (اإلقالب)‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫تعريفه‪ :‬لغة‪(:‬القلب هو تحويلك الشيء عن وجهه)‬
‫بغنة إذا وقع بعدهما حرف‬
‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫مخفاة‬ ‫اصطالحا‪ :‬قلب النون الساكنة أو التنوين ميماً‬
‫الباء‪.‬‬
‫حرفه‪ :‬هو حرف واحد وهو الباء‪.‬‬

‫‪ )( 7‬انظر كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي(‪.)811‬‬

 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬
‫األمثلة‪:‬‬
‫التنوين‬ ‫في كلمتين‬ ‫في كلمة‬ ‫الحرف‬

‫صي ًرا‬
‫س ِمي ًعا بَ ِ‬
‫َ‬ ‫ِمنْ بَ ْع ِد‬ ‫أَ ْنبِ ْئ ُه ْم‬ ‫الباء‬

‫سبب اإلقالب‪:‬هو إشتراك الميم المنقلبة عن النون مع الباء في المخرج‬

‫واشتراكها مع التنوين في الغنة‪.‬‬
‫سؤال‪:‬بم يتحقق اإلقالب؟‬
‫يتحقق بثالثة أمور‪:‬‬
‫الخطا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫لفظا‬ ‫‪– 1‬قلب النون الساكنة أو التنوين ميماً‬
‫‪-2‬إخفاء هذه الميم عند الباء‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلتيان بالغنة مع اإلخفاء ‪,‬والغنة هي صفة الميم المقلوبة‪,‬وليست صفة النون‬
‫الساكنة والتنوين‪.‬‬

‫رابعا اإلخفاء‬
‫ب لِ ْلفَا ِ‬
‫ض ِل‬ ‫وف َوا ِج ٌ‬‫الح ُر ِ‬
‫ِمنَ ُ‬ ‫(‪َ )14‬وال َّرابِ ُع ا ِإل ْخفَا ُء ِع ْن َد ا ْل ِ‬
‫فاض ِل‬
‫ض َّمنتُ َها‬ ‫فِي ِك ْل ِم ه َذا البَ ْي ِ‬
‫ت قَ ْد َ‬ ‫ش ٍر َر ْم ُزهَا‬ ‫(‪ )15‬في َخ ْم َ‬
‫س ٍة ِمنْ بَ ْع ِد َع ْ‬
‫ض ْع ظَالِ َما‬
‫ُد ْم طَيّبا ً ِز ْد فِي تُقَ ًى َ‬ ‫صفْ َذا ثَنَا َك ْم َجا َد ش َْخ ٌ‬
‫ص قَ ْد‬ ‫(‪ِ )16‬‬
‫س َما‬
‫الشرح‪:‬‬
‫والرابع من أحكام النون الساكنة والتنوين هو (اإلخفاء)‬
‫قوله‪(:‬عند الفاضل) أي عند بقية األحرف ماعدا حروف اإلظهار واإلدغام‬
‫واإلقالب‪.‬‬
‫قوله (واجب)بال خالف‪.‬‬
‫قوله (للفاضل)أي للشخص الذي صار فاضالً بتعلم هذا الفن‪.‬‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬
‫تعريف اإلخفاء‪ :‬لغة‪:‬الستر‪.‬‬
‫اصطالحاً‪ :‬هو النطق بالحرف بحالة وسط بين اإلظهار واإلدغام عارٍ عن‬
‫التشديد‪,‬مع بقاء الغنة في هذا الحرف‪.‬‬
‫حروفه‪:‬خمسة عشرحرفا ‪(:‬ص‪,‬ذ‪,‬ث‪,‬ك‪,‬ج‪,‬ش‪,‬ق‪,‬س‪,‬د‪,‬ط‪,‬ز‪,‬ف‪,‬ت‪,‬ض‪,‬ظ )‬
‫معلقا في فراغ الفم ‪ ,‬وال يلتصق باللثة‬
‫ً‬ ‫كيفية اإلخفاء‪:‬أن يظلَّ اللسان عند اإلخفاء‬
‫كما في اإلظهار‪,‬وال يُدغم وال ُيشدد‪ ,‬واإلخفاء يكون مع الغنة‪.‬‬
‫تنبيه‪:S‬حروف اإلخفاء منها أحرف مرققة ومنها أحرف مفخمة‪ ,‬فيكون اإلخفاء‬
‫مرققا عن الحروف المرققة‪.‬‬
‫ً‬ ‫مفخماً عند الحروف المفخمة‪,‬ويكون اإلخفاء‬
‫سببه‪ :‬سبب اإلخفاء هو أن النون الساكنة والتنوين لم يقرب مخرجهما عن‬
‫مخرج هذه األحرف المذكورة فيدغما‪,‬فلما عدم القرب الموجب لإلدغام والبعد‬
‫الموجب لإلظهار أعطيا حكما متوسطا بين اإلظهار واإلدغام وهو اإلخفاء ‪.‬‬
‫أمثلة اإلخفاء‪:‬‬
‫النون‬ ‫النون‬
‫النون‬
‫الساكنة‬ ‫الحر‬ ‫الساكنة‬ ‫النون الساكنة‬
‫التنوين‬ ‫الساكنة في‬ ‫التنوين‬ ‫الحرف‬
‫في‬ ‫ف‬ ‫في‬ ‫في كلمة‬
‫كلمة‬
‫كلمتين‬ ‫كلمتين‬

‫ش ًرا‬
‫بَ َ‬ ‫َع َمالً‬ ‫ولَ َمن‬
‫س ْد ٍر‬
‫ِّمنْ ِ‬ ‫ا ِإل ْن َ‬
‫سانُ‬ ‫س‬ ‫فَا ْن َ‬
‫ص ْب‬ ‫ص‬
‫س ِويَّا ً‬
‫َ‬ ‫صالِ ًحا‬
‫َ‬ ‫صبَ َر‬
‫َ‬

‫ستَقِ ٍ‬
‫يم‬ ‫ُّم ْ‬ ‫َوطَ َعا ًما َذا‬ ‫َمنْ َذا‬
‫ِمنْ دَابَّ ٍة‬ ‫أنداداً‬ ‫د‬ ‫ُم ْن ِذ ِر‬ ‫ذ‬
‫ِدينًا‬ ‫ُغ َّ‬
‫ص ٍة‬ ‫الَّ ِذي‬

‫قَ ْو ًما‬ ‫يَ ْو َمئِ ٍذ‬

‫ين‬
‫ِّمنْ ِط ٍ‬ ‫ال يَ ْن ِطقُونَ‬ ‫ط‬ ‫ِمن ثُلُثَ ِي‬ ‫َواألُ ْنثَى‬ ‫ث‬
‫طَ ِ‬
‫اغينَ‬ ‫ثَ َمانِيةٌ‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬
‫ُغالما زَ ِكيَّا ً‬ ‫َمنْ زَ َّكاهَا‬ ‫َوأَ ْن َز ْلنَا‬ ‫ز‬ ‫أَ ْج ٍر َك ِر ٍ‬
‫يم‬ ‫أَنْ َكانَ‬ ‫أَ ْن َكاال‬ ‫ك‬

‫َيتِي ًما‬
‫ِّمنْ فِئَ ٍة‬ ‫أَ ْنفُ َ‬
‫س ُك ْم‬ ‫ف‬ ‫َولِ ُك ٍّل َج َع ْلنَا‬ ‫إِنْ َجا َء ُك ْم‬ ‫أَ ْن َجا ُه ْم‬ ‫ج‬
‫فَ َ‬
‫آوى‬

‫َجنَّا ٍ‬
‫ت‬ ‫َغفُو ٌر‬
‫َاب‬
‫َمنْ ت َ‬ ‫ُك ْنتُ ْم‬ ‫ت‬ ‫ش ِّر‬
‫ِمنْ َ‬ ‫َم ْنشُو ًرا‬ ‫ش‬
‫ت َْج ِري‬ ‫ش ُكو ٌر‬
‫َ‬

‫ضيِّقًا‬
‫َم َكانًا َ‬ ‫ف‬
‫ض ْع ٍ‬
‫ِمنْ َ‬ ‫َم ْن ُ‬
‫ضو ٍد‬ ‫ض‬ ‫َعفُ ّوًا قَ ِدي ًرا‬ ‫ِمنْ قَ ْب ُل‬ ‫يَ ْنقَلِبُونَ‬ ‫ق‬

‫ِظالًّ ظَلِيالً‬ ‫َمنْ ظُلِ َم‬ ‫يُ ْنظَرُونَ‬ ‫ظ‬

‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫أحكام الميم والنون المشددتين‬
‫س ِّم ُكالً َح ْرفَ ُغنَّ ٍة بَدَا‬
‫َو َ‬ ‫(‪َ )17‬و ُغنَّ ِميما ً ثُ َّم نُونا ً ُ‬
‫ش ِّددَا‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أمر الناظم إذا كانت الميم والنون مشددتين فالبد من اإلتيان بالغنة فيهما في حالة‬
‫الوصل والوقف سواء وقع كل منهما في وسط الكلمة أو في آخرها‪.‬‬
‫تعريف الغنة‪:‬لغة‪ :‬صوت يخرج من الخيشوم‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬صوت مستقر في نفس النون والميم ذو رنين حسن‪.‬‬
‫مخرجها‪ :‬تخرج من الخيشوم‪.‬‬
‫مقدارها‪ :‬مقدار الغنة حركتان‪.‬‬

‫مواطن الغنة‪:‬‬
‫‪-1‬النون المشددة مثل﴿إِ َّن﴾‪ ﴿,‬النَّ ِع ِيم﴾‪.‬‬
‫‪ -2‬الميم المشددة مثل﴿ َع َّم﴾ ﴿هَ َّمت﴾‪.‬‬
‫‪-3‬اإلدغام بغنة مثل ﴿فَ َم ْن يَ ْع َملْ ﴾‪.‬‬
‫‪-4‬اإلقالب مثل﴿ ِم ْن بَ ْع ِد﴾‪.‬‬
‫‪-5‬اإلخفاء الحقيقي مثل﴿ ِم ْن َشرِّ ﴾‪.‬‬
‫‪-6‬اإلخفاء الشفوي مثل﴿ تَرْ ِمي ِه ْم بِ ِح َجا َر ٍة﴾‪.‬‬
‫‪ -7‬اإلدغام المتماثلين مثل﴿لَهُم َّم ْغفِ َرةٌ﴾‪.‬‬
‫‪ -8‬اإلدغام المتجانسين مثل﴿ارْ َكب َّم َعنَا﴾‪.‬‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬
‫‪-9‬إدغام الالم الشمسية في النون مثل﴿ ْ‬
‫والنَّجْ ِم﴾‪.‬‬

‫مراتب الغنة‪:‬‬
‫وتفخيما ويكون ذلك في اإلخفاء الحقيقي‪.‬‬
‫ً‬ ‫تتبع الغنة ما بعدها ترقيقاً‬
‫* فترقق الغنة إن وقع بعدها أحد حروف الإستفال كالكاف مثال‪﴿ :‬أَ ْن َكانَ ﴾‪ ,‬كما‬
‫ترقق في اإلدغام بغنة وفي اإلقالب ألن حروفهما مرققة‪.‬‬
‫* وإن وقع بعد الغنة أحد حروف التفخيم فخمت مثال‪﴿:‬أَ ْن َ‬
‫ص ُّدو ُك ْم ﴾‪َ ﴿ ,‬م ْن‬
‫طَغَى﴾‪.‬‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫أحكام الميم الساكنة‬
‫تعريف الميم الساكنة‪:‬وهي التي سكونها ثابت في الوصل والوقف‪.‬‬
‫الَ أَ ٍ‬
‫لف لَيِّنَ ٍة ِل ِذى ا ْل ِح َجا‬ ‫س ُكنْ تَ ِجى قَ ْب َل‬ ‫(‪َ )18‬والِمي ُم إِنْ تَ ْ‬
‫إِ ْخفَا ٌء ا ْد َغا ٌم َوإِ ْظ َها ٌر فَقَطْ‬ ‫ضبَطْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا ْل ِه َجا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫(‪ )19‬أ ْحكا ُم َها ثالثة لِ َمنْ َ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي‪ :‬أن الميم الساكنة تجيء قبل األحرف الهجائية غير حرف األلف اللينة‪-‬ألف‬
‫المد‪-‬أما األلف اللينة فال تأتي بعد الميم الساكنة ألسباب‪:‬‬
‫* أن األلف البد أن يأتي قبلها حرف مفتوح ألن األلف ال يناسبها إال فتح ما‬
‫قبلها‪.‬‬
‫* كذلك األلف اللينة تأتي ساكنة فال يجتمع ساكنان سكون األلف وسكون الميم‪.‬‬
‫قوله‪(:‬لذي الحجا) لصاحب العقل والفطنة‪.‬‬
‫قوله‪(:‬أحكامها ثالثة لمن ضبط)أي أحكام الميم الساكنة ثالثة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلظهار ‪ -2‬اإلدغام ‪ -3‬اإلخفاء‪.‬‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬

‫الحكم األول‬
‫اإلخفاء الشفوي‬
‫ش ْف ِو َّ‬
‫ى لِ ْلقُ َّرا ِء‬ ‫س ِّم ِه ال َّ‬
‫َو َ‬ ‫(‪ )20‬فَاألَ َّو ُل ِ‬
‫اإل ْخفَا ُء ِع ْن َد ا ْلبَا ِء‬

‫تعريفه‪:‬هو إخفاء نطق الميم الساكنة إذا وقع بعدهما باء مع الغنة‪.‬‬
‫حروفه‪ :‬حرف واحد وهو الباء‪.‬‬
‫َص ْم بِاهَّلل ِ﴾‪ ﴿,‬تَرْ ِمي ِه ْم بِ ِح َجا َر ٍة﴾‪.‬‬
‫أمثلته‪َ ﴿ :‬و َمن يَّ ْعت ِ‬
‫وجوده‪ :‬اليكون هذا اإلخفاء إال في كلمتين متصلتين في األداء‪.‬‬
‫سببه‪ :‬هو التجانس في المخرج ‪,‬وفي أكثر الصفات‪.‬‬
‫تسميته ‪ :‬يسمى باإلخفاء الشفوي لخروج الباء والميم من بين الشفتين‪.‬‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬

‫الحكم الثاني‬
‫اإلدغام المتماثلين الصغير‬
‫تعريفه‪:‬هو ما التقى فيه حرفان متماثالن اتحدا في االسم والرسم وتالقيا لفظا ً‬
‫وخطا ً وكان أولهما ساكنا ً وثانيهما متحركاً‪.‬‬
‫صغيراً يَا فَتَى‬
‫س ِّم إدغاما ً َ‬
‫َو َ‬ ‫(‪َ )21‬والثّانى إِ ْد َغا ٌم بِ ِم ْثلِ َها أَتَى‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي والثاني من أحكام الميم الساكنة هو اإلدغام المتماثلين إذا أتى بعدها حرف‬
‫الميم‪ ,‬ويسمى باإلدغام الصغير ‪.‬‬
‫وسمي باإلدغام الصغير‪:‬ألن الحرف األول ساكن والثاني متحرك ‪,‬بخالف‬
‫اإلدغام الكبير ‪,‬فاإلدغام الكبير أن يكون الحرف األول متحركا ً والثاني متحركا ً‬
‫لكن ال يدغم عند حفص بل حكمه اإلظهار‪.‬‬
‫ق لَ ُكم َّما فِي األَرْ ِ‬
‫ض﴾‪.‬‬ ‫األمثلة‪ :‬في كلمة﴿ الم ﴾‪ ,‬في كلمتين﴿خَ لَ َ‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬

‫الحكم الثالث‬
‫اإلظهار الشفوي‬
‫ش ْف ِويَّ ْ‪S‬ه‬
‫س ِّم َها َ‬ ‫ِمنْ أَ ْح ُر ٍ‬
‫ف َو َ‬ ‫اإل ْظ َها ُر فِى ا ْلبَقِيَّ ْ‪S‬ة‬
‫ث ِ‬ ‫(‪َ )22‬والثالِ ُ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي‪ :‬والحكم الثالث من أحكام الميم الساكنة هو اإلظهار الشفوي عند بقية‬
‫األحرف‬
‫تعريفه‪:‬هو إظهار الميم الساكنة عند جميع األحرف الهجائية ماعدا الباء والميم‪.‬‬
‫تسميته‪ :‬يسمى باإلظهار الشفوي ‪,‬ألن الميم الساكنة تخرج من بين الشفتين‪.‬‬
‫سببه‪ :‬تباعد الميم في مخرجها عن معظم حروف اإلظهار‪.‬‬
‫األمثلة‪ :‬قد يكون في كلمة ﴿تُ ْمسُونَ ﴾‪ ﴿,‬أَ ْن َع ْمتَ ﴾‪.‬‬
‫صا ِدقِينَ ﴾‬‫وقد يكون في كلمتين﴿ ُك ْنتُ ْم خَ ي َْر أُ َّم ٍة﴾‪ُ ﴿,‬ك ْنتُ ْم َ‬
‫ِلقُ ْربِ َها َوالتحا ِد فَا ْع ِر ِ‬
‫ف‬ ‫اح َذ ْر لَدَى َوا ٍو َوفَا أَنْ ت َْخت ِ‬
‫َفى‬ ‫(‪َ )23‬و ْ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي‪ :‬احذر أيها القارئ إذا جاء بعد الميم الساكنة حرف الواو والفاء أن تخفي‬
‫الميم الساكنة في هذين الحرفين‪.‬‬
‫وخصهما عن بقية أحرف اإلظهار بسبب القرب واإلتحاد بين مخرج الميم مع‬
‫الواو والفاء فيجب اإلظهار فيهما‪,‬وهو ما يسمى بأشد اإلظهار‬
‫مثال ذلك‪َ ﴿:‬وهُ ْم فِيهَا﴾‪َ ﴿,‬علَ ْي ِه ْم َوال الضَّالِّينَ ﴾‪.‬‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫أحكام الم( أل) والم الفعل‬
‫الالم الواردة في القرآن إما متحركة ‪,‬وإما ساكنة‪ ,‬والساكنة خمسة أنواع‪:‬‬
‫‪-1‬الم التعريف ‪-2‬الم الفعل ‪-3‬الم االسم‪-4‬الم الحرف ‪ -5‬الم األمر‪.‬‬
‫ولم يذكر الناظم إال قسمين وهما‪ :‬الم التعريف‪ ،‬والم الفعل‪.‬‬

‫األول‪ :‬حكم الم (أل)‬

‫أُوالَ ُه َما إِ ْظ َها ُرهَا فَ ْلت ْع ِر ِ‬
‫ف‬ ‫(‪ )24‬لِالَ ِم أَ ْل َحاالَ ِن قَ ْب َل األَ ْح ُر ِ‬
‫ف‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي أن الم أل لها حاالن قبل األحرف الهجائية‪.‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬اإلظهار‪:‬‬

‫ِمنَ ا ْب ِغ َح َّج َك َو َخفْ َعقِيمهُ‬ ‫اربَ ٍع َم ْع َعش َْر ٍة ُخ ْذ ِع ْل َمهُ‬
‫(‪ )25‬قَ ْب َل ْ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي أنه يجب اإلظهار في الم (أل)إذا وقعت قبل واحد من هذه األربع عشرة‬
‫حرفاً‪ ,‬مجموعة في قولك(أبغ حجك وخف عقيمة)‪.‬‬
‫األمثلة‪:‬‬
‫(اإليمان‪ ،‬البلد‪ ،‬الغاشية‪ ،‬الحاقة‪ ،‬الجحيم‪ ،‬الكريم‪ ،‬الوقود‪ ،‬الخالق‪،‬‬
‫الفجر‪،‬العرش‪ ،‬القيوم‪ ،‬اليقين‪ ،‬المجيد‪ ،‬الهدى)‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬اإلدغام‬

 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬
‫ش َر ٍة أَ ْيضا ً َو َر ْم َزهَا فَ ِع‬‫َو َع ْ‬ ‫(‪ )26‬ثَانِي ِه َما إِ ْد َغا ُم َها فى أَ ْربَ ٍع‬
‫ش ِريفَا ً ِل ْل َك َرم‬
‫ظ ٍن ُز ْر َ‬‫سو َء َ‬ ‫َد ْع ُ‬ ‫ضفْ َذا‬ ‫(‪ِ )27‬ط ْب ثُ َّم ِ‬
‫ص ْل ُر ْح َما ً تَفُ ْز ِ‬
‫نِ َعم‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي‪ :‬الحالة الثانية من حاالت الم التعريف هي اإلدغام إذا وقعت قبل واحد من‬
‫األربعة عشر حرفاً مجموعة في قولك ( طب ثم صل رحما تفز ضف ذا نعم دع‬
‫سوء ظن زر شريفا للكرم ) من كل كلمة الحرف األول‪.‬‬
‫األمثلة‪:‬‬
‫( الطَّارق‪ ،‬الثَّمرات‪ ،‬الصَّادقون‪ ،‬الرَّحمن‪ ،‬التَّكاثر‪ ،‬الضَّحى‪ ،‬ال َّذاريات‪ ،‬النَّهار‪،‬‬
‫الدِّين‪ ،‬السَّماء‪ ،‬الظَّالمين‪ ،‬ال َّزيتون‪ ،‬ال َّشيطان‪ ،‬الَّالعنون)‪T.‬‬
‫سيَّ ْه‬
‫ش ْم ِ‬
‫س ِّم َها َ‬ ‫َوالالَّ َم االُ ْخ َ‬
‫رى َ‬ ‫س ِّم َها قَ ْم ِريَّ ْه‬
‫(‪َ )28‬والالَّ َم االُولَى َ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي‪ :‬الالم األولى التي يجب إظهارها تسمى بالالم القمرية؛ ألنها تشبه النجوم مع‬
‫القمر في الظهور‪.‬‬
‫مخرجا‬
‫ً‬ ‫وسبب اإلظهار‪ :‬التباعد بين الم أل وبين أكثر هذه الحروف‬
‫وصفة‪,‬وسمي إظهاراً لظهور الم التعريف عند هذه األحرف‪.‬‬
‫والالم الثانية التي تدغم تسمى بالالم الشمسية ؛ألنها تشبه النجوم مع الشمس في‬
‫الخفاء ‪.‬‬
‫وسبب اإلدغام‪ :‬تماثل الحروف مع الالم وقربها مع أكثر الحروف في المخرج‬
‫والصفة‪.‬‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬
‫الثاني‪ :‬حكم الم الفعل‬
‫فى نَ ْح ِو قُ ْل نَ َع ْم َوقُ ْلنَا َوا ْلتَقَى‬ ‫(‪ )29‬وأ ْظ ِه َرنَّ الَ َم فِ ْع ٍل ُم ْطلَقا ً‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي يجب إظهار الم الفعل مطلقاً سواءً كان ماضياً نحو‪﴿:‬قُ ْلنَا﴾‪,‬أم مضارعاً نحو‪:‬‬
‫طهُ﴾‪,‬أم أمراً نحو‪﴿:‬قُل﴾ وهذا اإلظهار بشرط أن ال يأتي بعد الم الفعل حرف‬ ‫﴿يَ ْلتَقِ ْ‬
‫الالم أو الراء‪.‬‬
‫فإذا وقعت قبل واحد منهما وجب إدغامها فيه نحو‪﴿ :‬قُل لَّ ُك ْم﴾ ‪﴿ ,‬وقُلْ َربِّ ﴾‪.‬‬
‫وسبب اإلدغام هنا التماثل بالنسبة لحرف الالم‪ ,‬والتقارب بالنسبة لحرف الراء‪.‬‬
‫وسميت بالم الفعل؛ لوجودها فيه‪ ,‬وهي من أصوله‪.‬‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬

‫الفصل الخامس‬
‫في المثلين والمتقاربين والمتجانسين والمتباعدين‬
‫ولفظا‪,‬إما أن يكونا متماثلين أو متقاربين أو متجانسين‬
‫ً‬ ‫الحرفان المتالقيان خطاً‬
‫أو متباعدين‪ ,‬وقد يلتقيان في كلمة واحدة أو في كلمتين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬المتماثالن‬
‫َح ْرفَا ِن فَا ْل ِم ْثالَ ِن فِي ِه َما أَ َح ْ‬
‫ق‬ ‫ج‬ ‫الصفَا ِ‬
‫ت َوال َم َخا ِر ِ‬ ‫(‪ )30‬إِنْ فِي ِّ‬
‫اتَّفَ ْ‬
‫ق‬
‫الشرح‪:‬‬
‫إن اتفق حرفان في الصفات والمخرج (كالبائين والميمين والدالين) فسمهما‬
‫متماثلين‪.‬‬
‫تعريف المتماثلين‪ :‬هو ما التقى فيه حرفان متماثالن اتحدا في االسم والرسم‬
‫وخطا‪ ,‬وكان أولهما ساكناً وثانيهما متحركاً‪.‬‬
‫ً‬ ‫وتالقيا لفظاً‬

‫أقسام المتماثلين‬
‫ينقسم إلى ثالثة أقسام‪ :‬صغير‪ ،‬وكبير ‪ ،‬مطلق‪.‬‬
‫ساكنا والثاني‬
‫ً‬ ‫‪ -1‬المتماثالن الصغير‪ :‬هو أن يكون الحرف األول‬
‫متحركا‪.‬‬
‫ً‬
‫كما قال الناظم‪:‬‬
‫س ِّميَنْ‬
‫ير‪َ  ‬‬ ‫‪ُ  ‬ك ٍّل‪ ‬فَال َّ‬
‫ص ِغ َ‬ ‫س َكنْ أَ َّو ُل‬
‫ث َّم‪ ‬إِنْ َ‬

‫أي‪ :‬إنْ سكن الحرف األول فيسمى بالصغير‪.‬‬

‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬
‫صا َك﴾‪َ ﴿,‬وقَد د ََّخلُوا﴾‪.‬‬ ‫مثال‪َ ﴿ :‬ولَ ُكم َّما َك َ‬
‫س ْبتُ ْم﴾‪ْ ﴿,‬‬
‫اض ِر ْب بِ َع َ‬
‫حكمه‪ :‬وجوب إدغامه‪.‬‬
‫‪ -2‬المتماثالن الكبير‪:‬هو أن يكون الحرفان متحركين‪.‬‬
‫كما قال الناظم‪:‬‬
‫ان‪ ‬فِي‪ُ  ‬كلٍّ ‪ ‬فَقُلْ‬
‫الحرْ فَ ِ‬
‫ك‪َ  ‬‬‫أَوْ ‪ ‬حُرِّ َ‬
‫ُكـلٌّ ‪َ  ‬كبِي ٌر‪ ‬وا ْفهَـ َم ْنـهُ‪ ‬بِ ْال ُمثُـلْ ‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ِ ﴿:‬في ِه ُهدًى﴾‪َّ ﴿,‬منَ ِ‬
‫اس َك ُك ْم﴾‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬وجوب اإلظهار عند حفص‪.‬‬
‫‪-3‬المتماثالن المطلق‪ :‬هو أن يكون الحرف األول متحركاً والثاني ساكناً‪.‬‬
‫س ْخ ِمنْ آيَ ٍة ﴾‪َ ﴿,‬م ْمنُو ٍن﴾‪.‬‬
‫مثال‪ :‬قوله تعالى﴿ َما نَ ْن َ‬
‫* سمي بالمطلق‪ :‬لعدم تقييده بصغير وال كبير‪.‬‬
‫* حكمه ‪ :‬وجوب اإلظهار عند جميع القراء‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬المتقاربان‬
‫اختَلَفَا يُلَقَّبَا‬
‫ت ْ‬‫صفَا ِ‬
‫َوفي ال ِّ‬ ‫(‪َ )31‬وإِنْ يَ ُكونَا َم ْخ َرجا ًتَقَا َربَا‬
‫‪.......................................‬‬ ‫(‪ُ )32‬م ْتقَا ِربَ ْي ِن ‪................‬‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي‪ :‬إن تقارب الحرفان في المخرج واختلفا في الصفات يلقبان بالمتقاربين‪.‬‬
‫والمتقاربان ثالثة أنواع‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬وهما الحرفان اللذان تقاربا في المخرج والصفة‪.‬‬
‫ق هَّللا ِ﴾‪ ,‬القاف مع‬
‫مثال ذلك‪ :‬النون مع الالم﴿ َمن لَّ ُد ْنهُ﴾‪ ,‬والنون مع الراء﴿ ِمن ر ِّْز ِ‬
‫الكاف﴿خَ لَقَ ُك ْم﴾‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬هما الحرفان اللذان تقاربا في الصفة دون المخرج‪.‬‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬
‫مثال‪ :‬السين مع الشين﴿الر َّْأسُ َش ْيبَا﴾‪ ,‬والتاء مع الثاء﴿بَ ِعد ْ‬
‫َت ثَ ُمو ُد﴾‪.‬‬
‫النوع الثالث‪ :‬هما الحرفان اللذان تقاربا في المخرج دون الصفة‪.‬‬
‫مثال‪ :‬الدال مع السين﴿ َع َد َد ِسنِينَ ﴾‪.‬‬
‫وقد اقتصر الناظم رحمه هللا تعالى على ذكر نوع واحد من أنواع المتقاربين‬
‫وهو النوع الثالث‪.‬‬
‫أقسام المتقاربين‪:‬ينقسم إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫متحركا‬
‫ً‬ ‫‪-1‬المتقاربان الصغير‪:‬وهو أن يكون الحرف األول ساكناً والثاني‬
‫حكمه‪ :‬اإلظهار عند حفص إال بعض المواضع كالالم مع الراء نحو ﴿بَل َّرفَ َعهُ‬
‫هَّللا ُ﴾‪ ﴿ ,‬قُلْ َربِّ ﴾ ‪ ,‬والقاف مع الكاف نحو﴿ن َْخلُق ُّك ْم﴾ فلحفص فيهما اإلدغام‪.‬‬
‫‪-2‬المتقاربان الكبير‪S:‬وهو أن يكون الحرف األول متحركاً والثاني متحركاً‪.‬‬
‫مثال‪َ ﴿ :‬ع َد َد ِسنِينَ ﴾‪َ ﴿,‬رزَ قَ ُك ُم﴾‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬وجوب اإلظهار عند حفص‪.‬‬
‫‪-3‬المتقاربان المطلق‪ :‬وهو أن يكون الحرف األول متحركاً والثاني ساكناً‪.‬‬
‫مثال‪ :‬الالم مع الياء﴿ َعلَ ْي ُك ْم﴾والهمزة‪ T‬مع الحاء﴿أحمد﴾‪.‬‬
‫وجوبا لجميع القراء‪.‬‬
‫ً‬ ‫حكمه‪ :‬اإلظهار‬

‫ثالثًا‪ :‬المتجانسان‬
‫الصفَا ِ‬
‫ت ُحقِّقَا‬ ‫ِّ‬ ‫فِي َم ْخ َر ٍ‬
‫ج دُونَ‬ ‫(‪....... )32‬أَ ْو يَ ُكونَا اتَّفَقَا‬
‫‪.......................................‬‬ ‫(‪ )33‬بِا ْل ُمت ََجانِ َ‬
‫س ْي ِن‪...............‬‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي إذا اتفق الحرفان في المخرج واختلفا في الصفات سميا (متجانسين)‪.‬‬
‫أقسام المتجانسين‪ :‬ينقسم إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬
‫متحركا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -1‬المتجانسان الصغير‪ :‬وهو أن يكون الحرف األول ساكناً والثاني‬
‫حكمه‪ :‬وجوب اإلظهار إال بعض المواضع الآتية فيجب اإلدغام‪:‬‬
‫* الدال في التاء ‪ :‬مثال قوله تعالى‪﴿:‬قَ ْد تَبَيَّنَ ﴾‪.‬‬
‫* التاء في الدال ‪ :‬مثال قوله تعالى‪﴿:‬فَلَ َّما أَ ْثقَلَت َّد َع َوا هَّللا َ﴾‪.‬‬
‫* التاء في الطاء ‪ :‬مثال قوله تعالى ‪:‬إِ ْذ هَ َّمت طَّائِفَتَا ِن﴾‪.‬‬
‫ناقصا‪ ,‬أي تبقى‬
‫ً‬ ‫طت﴾ وتدغم إدغاماً‬ ‫* الطاء في التاء ‪ :‬مثال قوله تعالى‪﴿:‬أَ َح ُ‬
‫صفة التفخيم‪.‬‬
‫* الذال في الظاء ‪ :‬مثال قوله تعالى‪﴿:‬إِذ ظَلَ ْمتُ ْم﴾‪.‬‬
‫* الثاء في الذال ‪ :‬مثال قوله تعالى‪﴿:‬يَ ْلهَث َّذلِكَ ﴾‪.‬‬
‫* الباء في الميم ‪ :‬مثال قوله تعالى‪﴿:‬ارْ َكب َّم َعنَا﴾‪.‬‬
‫‪ -2‬المتجانسان الكبير‪ S:‬وهو أن يكون الحرف األول متحركاً والثاني متحركاً‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬قوله تعالى﴿الَّ ِذينَ آ َمنُوا َو َع ِملُوا الصَّالِ َحا ِ‬
‫ت طُوبَى لَهُ ْم ﴾ التاء مع الطاء‬
‫كالهما متحرك‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬وجوب اإلظهار عند حفص‪.‬‬
‫المتجانسان المطلق‪ :‬وهو أن يكون الحرف األول متحركاً والثاني ساكناً‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬الياء مع الشين نحو﴿يَ ْش ُكرُونَ ﴾‪.‬‬
‫حكمه‪ :‬اإلظهار لجميع القراء‪.‬‬

‫رابعًًا‪ :‬المتباعدان‬
‫من باب إتمام الفائدة ذكرت المتباعدين وإال فليس له عمل كغيره من المتماثلين‬
‫والمتقاربين والمتجانسين‪.‬‬
‫تعريف المتباعدين‪:‬هما الحرفان اللذان تباعدا مخرجاً واختلفا صفةً‪.‬‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬
‫أقسامه‪ :‬ينقسم إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫سكنا والثاني متحركاً‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪-1‬المتباعدان الصغير‪:‬هو أن يكون الحرف األول‬
‫مثال‪ :‬التاء مع العين نحو قوله تعالى‪﴿:‬تُلِيَ ْ‬
‫ت َعلَ ْي ِه ْم﴾‪.‬‬
‫متحركا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪-2‬المتباعدان الكبير‪ :‬وهو أن يكون الحرف األول متحركاً والثاني‬
‫مثال‪ :‬الكاف مع الهاء نحو ﴿فَا ِكهُونَ ﴾‪.‬‬
‫‪-3‬المتباعدان المطلق‪ :‬وهو أن يكون الحرف األول متحركاً والثاني ساكناً‪.‬‬
‫مثال‪ :‬الهمزة مع النون﴿أَ ْنفُ َس ُك ْم﴾‪.‬‬
‫وجميع هذه األقسام الثالثة يجب إظهارها لجميع القراء وال يمكن اإلدغام فيها؛‬
‫لتباعد الحروف في المخرج واالختالف في الصفة‪.‬‬
‫س ِّميَنْ‬ ‫أَ َّو ُل ُك ٍّل فَال َّ‬
‫ص ِغي َر َ‬ ‫(‪ ........... )33‬ثُ َّم إِنْ س َكنْ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي‪ :‬إذا سكن الحرف األول من المتماثلين والمتقاربين والمتجانسين وكذلك‬
‫المتباعدين وتح َّرك الحرف الثاني فيسمى بالصغير وقد سبق شرحه وتوضيحه‪.‬‬
‫ُك ٌّل َكبِي ُر وا ْف َه َم ْنهُ بِا ْل ُمثُ ْل‬ ‫ان فى ُك ٍّل فَقُ ْل‬ ‫(‪ )34‬أَ ْو ُح ِّركَ َ‬
‫الح ْرفَ ِ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي‪ :‬أن المتماثلين والمتقاربين والمتجانسين والمتباعدين إذا تحرَّك الحرف األول‬
‫والثاني فيسمى بالكبير وقد سبق شرحه وتوضيحه‪.‬‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬

‫الفصل السادس‪:‬المدود‬
‫المد‪ :‬تعريفه‪ :‬لغة‪ :‬هو المط ‪ ,‬وقيل الزيادة ومنه قوله تعالى﴿ َويُ ْم ِد ْد ُكم بِأ َ ْم َو ٍ‬
‫ال‬
‫َوبَنِينَ ﴾ أي يزدكم‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬إطالة الصوت بحرف من حروف المد إلى أكثر من حركتين عند‬
‫مالقاة همز أو سكون‪.‬‬
‫حروفه‪ :‬حروف المد ثالثة‪:‬‬
‫*األلف الساكنة المفتوح ما قبلها مثال﴿قَا َل﴾‪.‬‬
‫*الياء الساكنة المكسور ما قبلها مثال﴿قِي َل﴾‪.‬‬
‫*الواو الساكنة المضموم ما قبلها مثال﴿يَّقُو ُل﴾‪.‬‬
‫قال الناظم ‪-‬رحمه هللا تعالى‪:-‬‬
‫س ِّم أَ َّوالً َ‬
‫طبِي ِعيّا ً َوهُو‬ ‫َو َ‬ ‫(‪َ )35‬والم ُّد أَ ْ‬
‫صلِ ُّى َو فَ ْر ِع ٌّى لَهُ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي‪ :‬أن المد ينقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -1‬المد األصلي ‪ -2‬المد الفرعي‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬الم ُّد األصلي (وهو الطبيعي)‬

‫الح ُروفُ ت ُْجتَلَ ْب‬
‫َوالبِدُونِ ِه ُ‬ ‫سبَ ْب‬‫(‪َ )36‬ماالَ تَ َو ُّقفٌ لَهُ عَلى َ‬
‫َجا بَ ْع َد َم ٍّد فَالطَّبِيِع َّى يَ ُكونْ‬ ‫ف َغ ْي ُر َه ْم ٍز أَ ْو‬ ‫(‪ )37‬ب ْل أَ ُّ‬
‫ى َح ْر ٍ‬
‫س ُكونْ‬
‫ُ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي‪ :‬أن المد الأصلي ال يكون سببه الهمز أو السكون ‪ ,‬بل إذا أتى بعده أي حرف‬
‫غير الهمز أو السكون فهو مدٌ طبيعي ‪.‬‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬
‫ذات الحرفِ إال به‪ ,‬وال يتوقف مدُّه على‬
‫ُ‬ ‫تعريف المد األصلي‪ :‬وهو ما ال تقوم‬
‫سبب من همزٍ أو سكون‪.‬‬
‫ٍ‬
‫سمي بالمد الطبيعي؛ ألن صاحب الطبيعة السليمة ال ينقصه على حده‬
‫تسميته‪ُ :‬‬
‫وال يزيد عليه‪.‬‬
‫وسمي باألصلي‪ :‬ألنه أصل لجميع المدود‪.‬‬
‫أمثلته‪:‬يكون في كلمة نحو﴿قَالُوا﴾‪ ,‬ويكون في حرف نحو﴿ َحم ﴾‪.‬‬
‫ووقفا دون زيادةٍ أو نقص‪.‬‬
‫ً‬ ‫مقداره‪ :‬يُمد بمقدار حركتين وصالً‬

‫ملحقات المد الطبيعي‬

‫يُلحق بالمد األصلي الطبيعي ثالثة من المدود‪:‬‬
‫‪ -1‬مد التمكين ‪ -2‬مد العوض ‪ -3‬مد الصلة الصغرى‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬مد التمكين‪:‬‬
‫تعريفه‪ :‬وهو ما اجتمع فيه ياءان أو واوان ُأوالهما مديِّة أو مشددة‪.‬‬
‫فهو ثالثة أنواع‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬ما اجتمع فيه ياءان أوالهما مشددة‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ُ ﴿ :‬حيِّيتُ ْم﴾‪﴿,‬النَّبِيِّينَ ﴾‪.‬‬
‫طبيعيا بمقدار حركتين حتى يمكن التمكن من النطق بالياء‬
‫ً‬ ‫حكمه‪ :‬تمد الياء مداً‬
‫الثانية واضحة وال يدغمها القارئ‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬ما اجتمع فيه ياءان أوالهما مدية‪.‬‬
‫مثال ذلك‪﴿ :‬الَّ ِذي يُو َع ُدونَ ﴾‪ ﴿,‬الَّ ِذي ي َُوس ِْوسُ ﴾‪.‬‬
‫النوع الثالث‪ :‬ما اجتمع فيه واوان أوالهما مدية ‪.‬‬
‫مثال ذلك‪﴿ :‬آ َمنُوا َو َع ِملُوا﴾‪﴿ ,‬قَالُوا َوهُ ْم﴾‪.‬‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مد العوض‪:‬‬
‫تعريفه‪ :‬وهو األلف المحذوفة وصالً الثابتة وقفاً‪.‬‬
‫كالمنون المنصوب‪ T:‬مثاله﴿ َعلِي ًما َح ِكي ًما﴾‪﴿,‬ا ْهبِطُوا ِمصْ رًا﴾‪.‬‬
‫فتمد بمقدار حركتين عند الوقف وتُحذف وصالً‪.‬‬
‫ُ‬
‫ثالثا‪ :‬مد الصلة الصغرى‪:‬‬
‫ووقفا الثابت وصالً في‬
‫ً‬ ‫خطا‬
‫ً‬ ‫تعريفها ‪ :‬وهو حرف المد الواو والياء المحذوف‬
‫التالوة‪ ,‬وهو المسمى بهاء الكناية‪.‬‬
‫وهاء الكناية ‪ :‬هي التي يكنى بها عن المفرد الغائب‪.‬‬
‫األمثلة‪ ﴿ :‬به‪ -‬فيه‪ -‬منه‪ -‬عليه﴾‪.‬‬
‫مقدارها‪ :‬تمد الصلة الصغرى بمقدار حركتين‪.‬‬
‫شروطها‪:‬‬
‫‪ -1‬يشترط فيها أن تكون زائدة عن بنية الكلمة فال يدخل فيها الهاء األصلية نحو‪:‬‬
‫﴿نَ ْفقَهُ﴾‪َ ﴿,‬وجْ هُ﴾‪.‬‬
‫‪-2‬كذلك أن ال يأتي بعد الهاء همزة ‪.‬‬
‫مثال ذلك‪﴿:‬إِنَّهُ هُ َو﴾‪.‬‬
‫فإذا أتى بعد الهاء همزة فيُسمى بمد الصلة الكبرى وسيأتي في المد الفرعي‪.‬‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬

‫ثانيا‪ :‬المد الفرعي‪:‬‬

‫قال الناظم ‪-‬رحمه هللا تعالى‪:-‬‬
‫س َجالً‬ ‫سبَ ْب َك َه ْم ٍز أَ ْو ُ‬
‫س ُك ٍ‬
‫ون ُم ْ‬ ‫َ‬ ‫اآلخ ُر ا ْلفَ ْر ِع ُّى َم ْوقُوفٌ عَلي‬
‫(‪َ )38‬و َ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫تعريف المد الفرعي‪ :‬وهو إطالةُ الصوت بحرف من حروف المد بسبب وقوع‬
‫سكون بعده‪.‬‬‫ٍ‬ ‫همزٍ أو‬
‫حروفه‪:‬‬
‫ِمنْ لَ ْف ِظ َو ٍ‬
‫اى َوه َْى فى نُ ِ‬
‫وحي َها‬ ‫(‪ُ )39‬ح ُروفُهُ ثَالَثَةٌ فَ ِعي َها‬
‫ش َْرطٌ َوفَ ْت ٌح قَ ْب َل أَ ٍ‬
‫لف يُ ْلتَ َز ْم‬ ‫س ُر قَ ْب َل ا ْليَا َوقَ ْب َل ا ْلوا ِو‬
‫(‪َ )40‬وال َك ْ‬
‫ض ْم‬
‫َ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي‪ :‬أن حروف المد الثالثة (واي) وهي موجودة في كلمة(نوحيها)‪.‬‬
‫األلف الساكنة المفتوح ما قبلها‪.‬‬
‫الواو الساكنة المضموم ما قبلها‪.‬‬
‫الياء الساكنة المكسور ما قبلها‪.‬‬
‫َاح قَ ْب َل ُك ٍّل أُ ْعلِنَا‬
‫إِ ِن ا ْنفِت ٌ‬ ‫(‪َ )41‬واللِّينُ ِم ْن َها ا ْليَا َو َوا ٌو َ‬
‫س َكنَا‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي‪ :‬واللين من الحروف الثالثة المدية هما اثنان فقط(الياء والواو) بشرط أن‬
‫سَّكنا وينفتح ما قبلهما‪.‬‬ ‫ُي َ‬
‫مثال‪ْ ﴿ :‬البَ ْي ِ‬
‫ت﴾‪ ﴿,‬خَ وْ ٍ‬
‫ف﴾‪.‬‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬
‫أنواع المد‬
‫خمسة أنواع‪ :‬ثالثة بسبب الهمز‪:‬‬
‫‪-1‬المتصل ‪ -2‬المنفصل ‪ -3‬البدل‪.‬‬
‫واثنان بسبب السكون‪:‬‬
‫‪ -1‬المد الالزم ‪ -2‬المد العارض للسكون‪.‬‬

‫أحكام المد الفرعي‬

‫وب َوا ْل َج َوا ُز َواللُّ ُزو ْم‬
‫َو ْه َي ا ْل ُو ُج ُ‬ ‫(‪ )42‬لِ ْل َم ِّد أَ ْح َكا ٌم ثَالَثَةٌ تَدُو ْم‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي‪ :‬أن المد الفرعي له ثالثة أحكام‪:‬‬
‫الحكم األول‪ :‬الوجوب وهو خاص بالمد المتصل‪.‬‬
‫الحكم الثاني‪ :‬الجواز ويشمل المد المنفصل والعارض للسكون والبدل‪.‬‬
‫الحكم الثالث‪ :‬اللزوم وهو خاص بالمد الالزم وأنواعه‪.‬‬

‫الحكم األول‪:‬الوجوب‬
‫فِي ِك ْل َم ٍة َو َذا بِ ُمتَّ ْ‬
‫ص ٍل يُ َع ْد‬ ‫ب إِنْ َجا َء َه ْم ٌز بَ ْع َد َم ْد‬ ‫(‪ )43‬فَ َو ِ‬
‫اج ٌ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫المراد به‪ :‬هو المد الواجب المتصل‪.‬‬
‫تعريفه‪ :‬هو أن يأتي فيه الهمز بعد حرف المد في كلمة واحدة‪.‬‬
‫األمثلة‪ ﴿:‬أُولَئِ َ‬
‫ك﴾‪ ﴿,‬هَنِيئًا﴾‪ ﴿,‬بِالسُّو ِء﴾‪.‬‬
‫سببه ‪ :‬السبب في زيادته على المد الطبيعي وهو وقوع الهمز بعد حرف المد في‬
‫كلمة واحدة‪.‬‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬
‫سمي متصالً لاتصال الهمز بحرف المد في كلمة واحدة‪.‬‬
‫تسميته‪ُ :‬‬
‫حكمه‪ :‬وجوب المد فقد أجمع القراءُ على زيادته في المد وعدم جواز قصره‬
‫‪,‬وإن اختلفوا في مقدار الزيادة‪.‬‬
‫مقدار مده‪:‬‬
‫ُيمد أربع حركات وهو المقدم في األداء والمشهور عمالً‪ ,‬ويسمى توسطاً‪.‬‬
‫ُيمد خمس حركات ويُسمى فَُويق التوسط‪.‬‬
‫ويُزاد المد إلى ست حركات في الهمز المتطرف المتصل إذا وقفت عليه‪,‬‬
‫نحو﴿ال ُّسفَهَا ُء﴾‪ .‬فعند الوقف على الكلمة يمد المتصل ست حركات‪.‬‬

‫وهو أقسام عدة‪:‬‬ ‫الحكم الثاني‪ :‬الجواز‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬المد الجائز المنفصل‬
‫ُك ٌّل بِ ِك ْل َم ٍة َو َه َذا ال ُم ْنفَ ِ‬
‫ص ْل‬ ‫ص ٌر إِنْ فُ ِ‬
‫صل‬ ‫(‪َ )44‬و َجائ ٌز َم ٌد َوقَ ْ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫تعريفه‪ :‬هو أن يأتي بعد حرف المد همز في كلمةٍ أخرى‪.‬‬
‫مثال‪﴿ :‬وفِي أَ ْنفُ ِس ُك ْم﴾‪﴿,‬قُوا أَ ْنفُ َس ُكم﴾‪﴿,‬أَبَا أَ َح ٍد﴾‪.‬‬
‫سمي منفصالً لانفصال حرف المد عن الهمز‪.‬‬
‫تسميته‪ُ :‬‬
‫حكمه‪ :‬جواز المد والقصر‪.‬‬
‫مقدار مده‪ :‬أربع حركات‪ ,‬وخمس حركات‪.‬‬
‫ويجوز مده بمقدار حركتين وثالث حركات‪.‬‬
‫والتوسط أربع حركات هو المقدم المشهور عند أهل األداء‪.‬‬
‫تنبيه‪ :S‬القصر لحفص لم يكن من طريق الشاطبية بل من طريق طيبة النشر‪ ,‬وال‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬
‫ينبغي للقارئ أن يقرأ بقصر المنفصل إال إذا كان على درايةٍ باألحكام المترتبة‬
‫عليه حتى ال يحصل خلط أو تركيب في الطرق عند التالوة‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬المد العارض للسكون‬

‫َو ْقفَا ً َكتَ ْعلَ ُمونَ نَ ْ‬
‫ستَ ِعينُ‬ ‫س ُكونُ‬ ‫(‪َ )45‬و ِمث ُل َذا إِنْ ع ََر َ‬
‫ض ال ُّ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫الجائز المنفصل المد العارض للسكون في جواز قصره ومده إن‬
‫ِ‬ ‫أي‪ :‬ومثلُ‬
‫عرض السكون ألجل الوقف على الحرف المتحرك عند الوصل‪.‬‬
‫تعريف المد العارض للسكون‪ :‬هو أن يأتي بعد حرف المد حرف متحرك بأي‬
‫حركة كانت في حال الوصل ثم يسكن هذا الحرف للوقف ‪.‬‬
‫األمثلة ‪﴿ :‬الفَائِ ُزونَ ﴾‪ ﴿,‬لِل ُمتَّقِينَ ﴾‪ ﴿,‬ال ِمهَا ُد﴾‪.‬‬
‫تسميته ‪ :‬سمي بالمد العارض للسكون ألن السكون عرض له من أجل الوقف‪.‬‬
‫فيمد ستاً أو أربعاً‪ ,‬أو حركتين‪.‬‬
‫حكمه ‪ :‬جواز مده وقصره‪ُ ,‬‬
‫* يلحق بالمد العارض للسكون (مد اللين) وهما الواو والياء الساكنتان المفتوح‬
‫ما قبلهما عند الوقف‪.‬‬
‫مثاله‪﴿ :‬بَيْتَ ﴾‪َ ﴿,‬خوْ ٌ‬
‫ف﴾‪ ,‬وله جميع أحكام المد العارض للسكون‪.‬‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬مد البدل‬

‫بَ َد ْل َكآ َمنُوا َوإِيَمانا ً ُخ َذا‬ ‫(‪ )46‬أَ ْو قُ ِّد َم ا ْل َه ْم ُز َعلَي ال َم ِّد َو َذا‬
‫الشرح‪:‬‬
‫تعريف مد البدل‪ :‬وهو ما تقدم فيه الهمز على حرف المد في كلمة ولم يأت بعده‬
‫همزٌ وال سكون‪.‬‬
‫األمثلة‪﴿ :‬آدم﴾‪ ﴿,‬إِي َمانًا﴾‪ ﴿,‬أُوتُوا﴾‪.‬‬
‫سمي بمد البدل ؛ إلبدال الهمزة الثانية حرف مد من جنس حركة ما‬ ‫تسميته‪ُ :‬‬
‫قبلها‪ ,‬فأصل (آدم) أَ ْأدم ‪ ,‬وأصل(إِي َمانًا) إِإمان‪ ,‬وأصل(أُوتُوا) أُ ْأتوا‪.‬‬
‫والقاعدة‪ :‬إذا اجتمعت همزتان األولى متحركة والثانية ساكنة فإن الثانية تُبدل‬
‫حرف مد من جنس حركة ما قلبها‪.‬‬
‫وقد أُبدلت الهمزة الثانية في كلمة(أَ ْأدم)حرف مد من جنس ما قبلها وهو األلف‬
‫فصارت(آدم) ‪ ,‬وهكذا في بقية الكلمات‪.‬‬
‫حكمه‪ُ :‬يمد بمقدار حركتين لجميع القراء إال ورش فله ثالثة أوجه‪.‬‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬

‫الحكم الثالث‪ :‬الالزم‬

‫صالَ َو َو ْقفا ً بَ ْع َد َم ٍّد طُ ّوالَ‬
‫َو ْ‬ ‫س ُكونُ أُ ِّ‬
‫صالَ‬ ‫(‪َ )47‬والَ ِز ٌم إِ ِن ال ُّ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫المراد به في البيت المد الالزم وهو الحكم الثالث من أحكام المد‪.‬‬
‫سكونا أصلياً‬
‫ً‬ ‫تعريف المد الالزم‪:‬وهو أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن‬
‫مخففا أو مشدداً‪.‬‬
‫ً‬ ‫ووقفا في كلمة أو حرف‬
‫ً‬ ‫وصال ً‬
‫سمي الزماً للزوم سببه وهو السكون حال الوصل والوقف‪ ,‬أو للزوم‬
‫تسميته‪ُ :‬‬
‫مشبعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مده وقفاً ووصالً مداً‬
‫حكمه‪ :‬لزوم المد ست حركات‪.‬‬

‫أقسام المد الالزم‬

‫َوتِ ْل َك ِك ْل ِم ُّي َو َح ْرفِ ٌّي َم َع ْه‬ ‫سا ُم الَ ِز ٍم لَدَيهم أَ ْربَ َع ْة‬ ‫(‪ )48‬أَ ْق َ‬
‫فَ َه ِذ ِه أَ ْربَ َعةٌ تُفَ َّ‬
‫ص ُل‬ ‫(‪ِ )49‬كالَ ُه َما ُم َخفَّفٌ ُمثَقَّ ُل‬
‫الشرح‪:‬‬
‫المد الالزم ينقسم إلى قسمين‪ :‬مد الزم كلمي مد الزم حرفي‪.‬‬
‫وكل منهما ينقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -1‬كلمي مخفف ‪ -2‬كلمي مثقل‬
‫‪ -3‬حرفي مخفف ‪ -4‬حرفي مثقل‪.‬‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬
‫أوال‪ :‬المد الالزم الكلمي‬
‫ف َم ٍّد فَ ْه َو ِك ْل ِم ُّي َوقَ ْع‬
‫َم ْع َح ْر ِ‬ ‫(‪ )50‬فَإِنْ بِ ِك ْل َم ٍة ُ‬
‫س ُكونٌ ْ‬
‫اجتَ َم ْع‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي إذا اجتمع السكون األصلي مع حرف المد في كلمة فهو الزم كلمي‪.‬‬
‫وينقسم إلى قسمين كما قال الناظم رحمه هللا‪:‬‬
‫َمخـَفَّ ٌ‬
‫ف‪ُ  ‬كـ ٌّل‪ ‬إِ َذا‪ ‬لَ ْم‬ ‫ِكـالَهُـ َما‪ُ  ‬مثَـقَّ ٌل‪ ‬إِ ْن‪ ‬أُ ْد ِغـ َما‬
‫يُـ ْد َغ َما‬
‫الشرح‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬كلمي مثقل‪:‬‬

‫مشدد في كلمة واحدة‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫وهو ما أتى فيه بعد حرف المد حرفٌ‬
‫الحاقَّةُ﴾‪ ﴿ ,‬الطَّآ َّمةُ﴾‪﴿ ,‬الصَّا َّخةُ﴾ ‪.‬‬
‫األمثلة‪َ ﴿ :‬‬
‫تسميته‪ :‬سمي بالكلمي ألن المد في كلمة‪.‬‬
‫وسمي بالمثقل‪ S:‬ألن الحرف الذي بعد حرف المد مشدد «وهو عبارة عن‬
‫حرفين حصل فيهما اإلدغام»‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬كلمي مخفف‪:‬‬

‫ساكن ثابت ٌفي كلمة واحدة‬

‫ٌ‬ ‫وهو ما أتى فيه بعد حرف المد حرفٌ‬
‫أمثلته‪ ﴿ :‬آآلن﴾‪.‬‬
‫تسميته ‪ :‬سمي بالكلمي المخفف ألن الحرف الذي بعد حرف المد ساكنٌ وليس‬
‫مشددا‪.‬‬
‫ً‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬

‫ثانيا‪ :‬المد الالزم الحرفي‬

‫قال الناظم ‪-‬رحمه هللا‪:-‬‬
‫سطُهُ فَ َح ْرفِ ٌّي بَدَا‬
‫َوال َم ُّد َو ْ‬ ‫وف ُو ِجدَا‬ ‫(‪ )51‬أَ ْو في ثُالَثِ ِّي ُ‬
‫الح ُر ِ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي إذا اجتمع السكون المذكور مع حرف المد في حرفٍ هجاؤُه من ثالثة أحرف‬
‫والوسط منها حرف مد فهو الزمٌ حرفي‪.‬‬
‫وينقسم إلى قسمين‪ :‬كما قال الناظم ‪-‬رحمه هللا‪:-‬‬
‫َم َخفَّفٌ ُك ُّل إِ َذا لَ ْم يُ ْد َغ َما‬ ‫(‪ِ )52‬كالَ ُه َما ُمثَقّ ٌل إِنْ أُ ْد ِغ َما‬
‫الشرح‪:‬‬

‫القسم األول‪:‬مد الزم حرفي مثقل‪:‬‬

‫مشدد‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫وهو أن يأتي بعد حرف المد حرفٌ‬
‫هجاؤه على ثالثة أحرف وسطها‬
‫ُ‬ ‫شروطه‪ :‬يشترط في هذا الحرف أن يكون‬
‫حرف مد‪.‬‬
‫الزم حرفي مثقل ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫الأمثلة‪ ﴿:‬الم﴾ أصلها ألف الم ميم ‪ ,‬فاأللف في (الم) مدٌ‬
‫سمي بالحرفي‪ :‬ألن حرف المد وقع في حرف‪.‬‬
‫تسميته‪ُ :‬‬
‫مشدد وهو الميم بسبب‬
‫ٌ‬ ‫وسمي بالمثقل‪ :‬ألنه أتى بعد حرف المد األلف حرفٌ‬
‫اإلدغام في الميم التي بعدها‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬مد الزم حرفي مخفف‪:‬‬

‫وهو أن يأتي بعد حرف المد سكونٌ أصلي غير مشدد‪.‬‬

‫شروطه‪ :‬يشترط فيه ما اشترط في الحرفي المثقل‪.‬‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬
‫األمثلة‪﴿:‬ص﴾‪﴿,‬ن﴾‪﴿,‬حم﴾ أصلها صاد ‪ ,‬نون‪ ,‬حا ميم‪.‬‬

‫مواضع المد الالزم الحرفي وحروفه في القرآن‬

‫الكريم‬
‫ص ْر‬
‫انح َ‬‫ُو ُجو ُدهُ َوفِي ثَ َما ٍن َ‬ ‫(‪َ )53‬والالَّ ِز ُم ا ْل َحرفِ ُّي أَ َّو َل ال ُّ‬
‫س َو ْر‬
‫طو ُل أَ َخ ْ‬
‫ص‬ ‫َو َعيْنُ ُذو َو ْج َه ْي ِن وال ُّ‬ ‫س ْل نَقَ ْ‬
‫ص‬ ‫(‪ )54‬يَ ْج َم ُع َها ُح ُروفُ َك ْم َع َ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي‪ :‬أن المد الالزم سواء كان مثقالً أو مخففاً له مواضع خاصة في القرآن الكريم‬
‫وحروف خاصة‪.‬‬
‫فمواضعه في أول السور التي افتتحت بأحرف الهجاء مثل‪(:‬ص‪ -‬ن‪-‬حم) وال‬
‫يكون في وسط السور وال في آخرها‪.‬‬
‫وحروفه الخاصة مجموعة في قولك(كم عسل نقص)‪.‬‬
‫األمثلة‪:‬‬
‫الكاف‪ :‬قوله تعالى‪﴿:‬كهيعص﴾‪.‬‬
‫الميم‪ :‬قوله تعالى‪﴿:‬الم‪ -‬حم﴾‪.‬‬
‫العين‪ :‬قوله تعالى‪﴿:‬عسق﴾‪.‬‬
‫السين‪ :‬قوله تعالى‪﴿:‬طسم‪ -‬عسق﴾‪.‬‬
‫الالم‪ :‬قوله تعالى‪﴿:‬الم – المر﴾‪.‬‬
‫النون‪ :‬قوله تعالى‪﴿:‬ن َو ْالقَلَ ِم﴾‪.‬‬
‫القاف‪ :‬قوله تعالى‪ ﴿:‬ق َوالقُرْ َءا ِن ال َم ِجي ِد﴾‪.‬‬
‫الصاد‪ :‬قوله تعالى‪ ﴿:‬ص‪ -‬المص﴾‪.‬‬
‫الزما ست حركات إال حرف العين فكما قال الناظم‬
‫ً‬ ‫وهذه األحرف تُمد مداً‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬
‫رحمه هللا(وعين ذو وجهين والطول أخص)أي أن حرف العين فيه وجهان‪:‬‬
‫التوسط‪ :‬أربع حركات‪ ،‬والطول‪ :‬ست حركات‪ ،‬وهو أفضل‪.‬‬
‫طبِي ِعيَّا أُلِفْ‬
‫ف ُمدُّه َم ّداً َ‬ ‫ف الثُّالَثِي الَ‬
‫الح ْر ِ‬
‫س َوي َ‬
‫(‪َ )55‬و َما ِ‬
‫الشرح‪:‬‬‫أَلِفْ‬
‫أي‪ :‬وغير األحرف الثالثية المكونة من حرفين من كل حرفٍ هجاؤُه على‬
‫طبيعيا بمقدار حركتين‪.‬‬
‫ً‬ ‫مد ً‬
‫مدا‬ ‫حرفين نحو(حا‪-‬طا‪-‬ها) فحكمه أن يُ ُّ‬
‫قوله‪(:‬ال ألف) أي إال حرف األلف فإنه وإن كان هجا ُؤه ثالثة أحرف لكن وسطه‬
‫الالم وهو ليس حرف مد فال يُمد ال طبيعيا ً وال فرعياً‪.‬‬
‫فِي لَ ْف ِظ َح ٍّي طَا ِه ٍر قَ ِد ا ْن َح َ‬
‫ص ْر‬ ‫س َو ْر‬ ‫(‪َ )56‬و َذاكَ أَ ْيضا ً فِي فَ َواتِ ِ‬
‫ح ال ُّ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫طبيعيا من كل حرف هجاؤه‬
‫ً‬ ‫أي‪ :‬وما تقدم ذكره في البيت السابق وهو ما ُيمد مداً‬
‫على حرفين نحو(طا‪ -‬ها‪-‬حا) وكذلك حرف األلف الذي ال يمد أصالً‪.‬‬
‫كل هذا موجود في فواتح السور أيضا ً محصو ٌر في ستة أحرف مجموعة في‬
‫قولك(حي طاهر) خمسة تُمد مداً طبيعيا ً (حا‪,‬يا‪,‬طا‪,‬ها‪,‬را)‪ ,‬وأما األلف فال تُمد‬
‫أصالً‪.‬‬
‫س َح ْيراً َمنْ قَطَ ْعك َذا ا ْ‬
‫شتَ َه ْر‬ ‫ص ْلهُ ُ‬
‫ِ‬ ‫(‪َ )57‬ويَ ْج َم ُع ا ْلفَ َواتِ َح األَ ْربَ ْع َعش َْر‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي‪ :‬أن عدد حروف الهجاء الواقعة في فواتح السور أربعة عشر حرفاً من غير‬
‫المكرر مجموعة في قولك(صله سحيرا من قطعك)‪.‬‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬

‫خاتمة التحفة‬
‫َعلَى تَ َما ِم ِه بِالَ تَنَا ِهى‬ ‫(‪َ )58‬وتَ َّم َذا النَّ ْظ ُم بِ َح ْم ِد هَّللا ِ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي‪ :‬وكَُمل النظم مصحوباً بالحمد والثناء والشكر هلل تعالى؛ألن التمام نعمة‬
‫عظيمة من هللا تعالى تقابل بالحمد والشكر هلل تعالى‪.‬‬
‫(بال تناهي) أي من غير نهاية بل يكون ذلك الحمد مستمراً دائما ً إلى ماال نهاية‪.‬‬
‫ش َرى لِ َمنْ يُ ْتقِنُ َها‬ ‫تَا ِر ُ‬
‫يخهُ بُ ْ‬ ‫(‪ )59‬أَ ْبيَاتُهُ نَ ٌّد بَداَ لِ ِذى النُّ َهى‬
‫الشرح‪:‬‬
‫في هذا البيت بيان لعدد أبيات التحفة وتاريخ نظمها‪.‬‬
‫فقوله‪(:‬ندا بدا)هذا بيان لعدد أبيات النظم‪,‬ونعرف ذلك باألرقام على حسب هذه‬
‫الطريقة‪ ,‬فالحروف األبجدية لها حساب كما سيأتي في الجدول اآلتي‪:‬‬
‫الحرف‬ ‫الرقم‬ ‫الحرف‬ ‫الرقم‬ ‫الحرف‬ ‫الرقم‬ ‫الحرف‬ ‫الرقم‬ ‫الحرف‬ ‫الرقم‬

‫ذ‬ ‫‪700‬‬ ‫ق‬ ‫‪100‬‬ ‫م‬ ‫‪40‬‬ ‫ز‬ ‫‪7‬‬ ‫أ‬ ‫‪1‬‬

‫ض‬ ‫‪800‬‬ ‫ر‬ ‫‪200‬‬ ‫ن‬ ‫‪50‬‬ ‫ح‬ ‫‪8‬‬ ‫ب‬ ‫‪2‬‬

‫ظ‬ ‫‪900‬‬ ‫ش‬ ‫‪300‬‬ ‫س‬ ‫‪60‬‬ ‫ط‬ ‫‪9‬‬ ‫ج‬ ‫‪3‬‬

‫غ‬ ‫‪1000‬‬ ‫ت‬ ‫‪400‬‬ ‫ع‬ ‫‪70‬‬ ‫ي‬ ‫‪10‬‬ ‫د‬ ‫‪4‬‬

‫ث‬ ‫‪500‬‬ ‫ف‬ ‫‪80‬‬ ‫ك‬ ‫‪20‬‬ ‫ه‬ ‫‪5‬‬

‫خ‬ ‫‪600‬‬ ‫ص‬ ‫‪90‬‬ ‫ل‬ ‫‪30‬‬ ‫و‬ ‫‪6‬‬

‫* عدد أبياتها(ند بدا)‪ :‬ن=‪ , 50‬د=‪, 4‬ب=‪, 2‬د=‪ , 4‬الألف=‪. 1‬‬

‫فيكون المجموع= ‪61‬‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬
‫* وأما تاريخ نظمها فهو يُرمز له بقوله( بشرى لمن يتقنها)‬
‫ب=‪ ,2‬ش=‪ ,300‬ر=‪ ,200‬ي=‪ ,10‬ل=‪ ,30‬م=‪ ,40‬ن=‪ ,50‬ي=‪ 10‬ت=‬
‫‪ ,400‬ن=‪ ،50‬ها=‪ ,5‬األلف=‪1‬‬
‫فيكون المجموع=‪1198‬هجرية‪.‬‬
‫ِعلى ِخت َِام األَ ْنبِيَا ِء أَ ْح َمدَا‬ ‫سالَ ُم أَبَداَ‬ ‫(‪ )60‬ثُ َّم ال َّ‬
‫صالَةُ َوال َّ‬
‫ئ و ُك ِّل َ‬
‫سا ِم ِع‬ ‫َو ُك ِّل قَا ِر ٍ‬ ‫ب َو ُك ِّل تَابِ ِع‬
‫ص ْح ِ‬
‫اآلل َوال َّ‬
‫(‪َ )61‬و ِ‬
‫الشرح‪:‬‬
‫أي‪ :‬أختم نظمي هذا كذلك بالصالة والسالم على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫وعلى آله وأصحابه وكل من سار على نهجه واقتفى أثره من التابعين وأتباعهم‬
‫إلى يوم الدين‪.‬‬
‫وختاما أسال هللا تعالى بمنه وكرمه أن يجعل عملي خالصا لوجهه الكريم‪.‬‬
‫تم تصحيحها ومراجعتها يوم الخميس ‪/21‬ربيع الثاني‪1427/‬ه‬
‫بقلم الفقير إلى ربه‬
‫إبراهيم بن محمد الفقيه القادمي السريحي‬
‫دار الحديث باليمن‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬

‫فهرس المحتويات‬
‫ال ُمقَ ِّد َمة ‪5....................................................................................................‬‬
‫المقدمة ‪7....................................................................................................‬‬
‫النون الساكنة والتنوين‪7..................................................................................‬‬
‫الميم والنون المشددتين ‪8.................................................................................‬‬
‫الميم الساكنة‪8..............................................................................................‬‬
‫الم آل والم الفعل ‪8........................................................................................‬‬
‫المثلين والمتقاربين والمتجانسين ‪9......................................................................‬‬
‫أقسام المد ‪9.................................................................................................‬‬
‫أحكام المد‪9.................................................................................................‬‬
‫أقسام المد الالزم‪10.......................................................................................‬‬
‫الخاتمة ‪10..................................................................................................‬‬
‫مباحث مهمة متعلقة بعلم التجويد ‪11...................................................................‬‬
‫حكم تعلم التجويد والعمل به‪13..........................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪14..........................................................................................‬‬
‫مراتب القراءة‪14..........................................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪15..........................................................................................‬‬
‫اللحن ‪15....................................................................................................‬‬
‫المبحث الرابع‪17..........................................................................................‬‬
‫أحكام االستعاذة والبسملة‪17.............................................................................‬‬
‫فائدة‪19................................................................................‬‬
‫مقدمة التحفة‪21............................................................................................‬‬
‫الفصل األول ‪24...........................................................................................‬‬
‫أحكام النون الساكنة والتنوين ‪24........................................................................‬‬
‫فتح ذي الجالل في شرح تحفة األطفال‬
‫‪62‬‬
‫أوال‪ :‬اإلظهار‪24.....................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلدغام‪25......................................................................‬‬
‫الثالث اإلقالب‪28....................................................................‬‬
‫الفصل الثاني ‪32...........................................................................................‬‬
‫أحكام الميم والنون المشددتين ‪32.......................................................................‬‬
‫مواطن الغنة‪32.....................................................................:‬‬
‫مراتب الغنة‪33..................................................................... :‬‬
‫الفصل الثالث‪34...........................................................................................‬‬
‫أحكام الميم الساكنة‪34....................................................................................‬‬
‫الحكم األول‪35.............................................................................................‬‬
‫اإلخفاء الشفوي ‪35........................................................................................‬‬
‫الحكم الثاني‪36.............................................................................................‬‬
‫اإلدغام المتماثلين الصغير ‪36...........................................................................‬‬
‫الحكم الثالث ‪37............................................................................................‬‬
‫اإلظهار الشفوي ‪37.......................................................................................‬‬
‫الفصل الرابع‪38...........................................................................................‬‬
‫أحكام الم( أل) والم الفعل‪38............................................................................‬‬
‫األول ‪38....................................................................................................‬‬
‫حكم الم (أل)‪38...........................................................................................‬‬
‫الحالة الثانية‪39............................................................................................‬‬
‫اإلدغام ‪39..................................................................................................‬‬
‫الثاني ‪40....................................................................................................‬‬
‫حكم الم الفعل‪40..........................................................................................‬‬
‫الفصل الخامس ‪41........................................................................................‬‬
‫في المثلين والمتقاربين والمتجانسين والمتباعدين ‪41................................................‬‬
‫أوالً‪ :‬المتماثالن ‪41........................................................................................‬‬
 ‫فهرس المحتويات‬
‫‪63‬‬
‫أقسام المتماثلين ‪41........................................................................................‬‬
‫ثانياً‪ :‬المتقاربان ‪42........................................................................................‬‬
‫ثالثًا‪ :‬المتجانسان ‪43.......................................................................................‬‬
‫راب ًعاً‪ :‬المتباعدان ‪44......................................................................................‬‬
‫الفصل السادس‪46.........................................................................................‬‬
‫المدود ‪46...................................................................................................‬‬
‫أوالً‪ :‬الم ُّد األصلي (وهو الطبيعي) ‪46.................................................................‬‬
‫ملحقات المد الطبيعي‪47................................................................................. T‬‬
‫ثانيا‪ :‬المد الفرعي‪49.............................................................. :‬‬
‫أنواع المد‪50...............................................................................................‬‬
‫أحكام المد الفرعي‪50.....................................................................................‬‬
‫الحكم األول‪50.............................................................................................‬‬
‫الوجوب‪50.................................................................................................‬‬
‫الحكم الثاني‪51.............................................................................................‬‬
‫القسم األول‪ :‬المد الجائز المنفصل ‪51..................................................................‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬المد العارض للسكون‪52.................................................................‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬مد البدل‪53.................................................................................‬‬
‫الحكم الثالث‪ :‬الالزم‪54...................................................................................‬‬
‫أقسام المد الالزم‪54.......................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬المد الالزم الكلمي ‪55..............................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬المد الالزم الحرفي ‪56.............................................................................‬‬
‫مواضع المد الالزم الحرفي‪ T‬وحروفه‪57...............................................................‬‬
‫في القرآن الكريم‪57.......................................................................................‬‬
‫خاتمة التحفة‪59............................................................................................‬‬
‫فهرس المحتويات ‪61........................................................................................................‬‬