You are on page 1of 34

‫احلامية اجلنائية لبطاقات الدفع اإللكرتوين من التزوير‬

‫‪DOI:‬‬ ‫‪10.12816/0011452‬‬
‫(*)‬
‫د‪ .‬ممدوح بن رشيد الرشيد العنزي‬
‫أستاذ مساعد القانون اجلنائي ـ جامعة الطائف ـ كلية الرشيعة واألنظمة ـ قسم األنظمة‬

‫امللخص‬
‫بطاقات الدفع اإللكرتوين أداة سحب للنقود وأداة وفاء وائتامن‪ ،‬ونتيجة‬
‫لتقدم وتطور وسائل التكنولوجيا احلديثة أصبحت املؤسسات املرصفية‬ ‫تعترب‬
‫تعتمد يف تعامالهتا عىل احلاسب اآليل واإلنرتنت‪ ،‬ما صاحب ذلك التطور‬
‫من ظهور لبطاقات الدفع اإللكرتوين‪ ،‬التي أصبحت تســتخدم كبديل عن محل النقود‬
‫يف عمليــات البيع والرشاء‪ ،‬إال أنه نتيجة هلذا التطور ظهرت عدة طرق وأســاليب غري‬
‫مرشوعة يســتخدمها اجلناة يف التعدي عىل تلــك البطاقات‪ ،‬ومنها‪ :‬تزويرها إما تزوير ًا‬
‫كلي ًا عن طريق إنشاء بطاقة جديدة غري صحيحة ونسبتها إىل مؤسسة مرصفيه معينة‪ ،‬أو‬
‫ال‪ ،‬ما يعود عىل الفرد‬‫تزويرها جزئي ًا عن طريق تعديل بعض بيانات البطاقة املوجودة أص ً‬
‫واملجتمع بالرضر وفقدان ثقة التعامل هبا‪.‬‬
‫ومحاية لتلك البطاقات فقد أفرد نظام مكافحة التزوير الســعودي نصوص ًا خاصة‬
‫تتضمــن احلامية هلا‪ ،‬وأيض ًا قانون مكافحة تقنية املعلومــات ُ‬
‫العامين‪ ،‬وقانون العقوبات‬
‫القطري‪ ،‬وذلك هبــدف محايتها من التعدي عليها ومعاقبــة مرتكبي تزويرها‪ ،‬وأخري ًا‬
‫اختتمنا دراستنا بأهم النتائج والتوصيات‪.‬‬
‫الكلامت املفتاحية‪ :‬احلامية اجلنائية ـ بطاقات الدفع ـ التزوير‪.‬‬

‫(*) ‪mamdoh_24@hotmail.com‬‬

‫‪41‬‬
)‫هـ‬1436( )‫م‬2015( ‫ الرياض‬74 ‫ ـ‬41 )62( ‫ ـ العدد‬31 ‫املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ املجلد‬

Criminal Protection for Electronic Payment


Cards from Counterfeit
Dr. Mamdoh bin Rasheed Al Rasheed Al Enizi (*)
Assistant Professor of Criminal Law, Taif University, College of Al-Sharia’ and
Regulations, Systems Department

Electronic payment cards are used for the purpose of cash withdraw-
al and as credit cards. Due to the progress and development of today’s
modern technology, banking institutions are depending totally in their
transactions on computers and internet. This progress and development
led to the appearance of electronic payment cards. These cards served
as a replacement of cash money in purchasing and selling. In turn, new
illegal ways appeared and were used by offenders in breaching these
cards; they managed to counterfeit these cards by creating new cards and
relating them to a certain banking institution, or by partial counterfeit of
cards by modifying some data that are shown on the card. This causes
damage to both the individual and the society; it will also cause lack of
confidence in dealing with these cards.
Saudi Anti-Counterfeiting System, Omani Information technology
Law and Qatari Penal Code issued some legal texts to insure security
and protection for these cards and to penalize counterfeiters. The study
concludes with the most significant findings and recommendations.
Keywords: Criminal Protection; Payment Cards; Counterfeit.

(*) mamdoh_24@hotmail.com

42
‫احلامية اجلنائية لبطاقات الدفع اإللكرتوين من التزوير‪ ...‬د‪ .‬ممدوح بن رشيد الرشيد العنـزي‬

‫املقـدمـة‬
‫نتيجة للتطور الرسيع يف املعامالت التجارية‪ ،‬واتســاع احلياة االقتصادية‪ ،‬وكثرة‬
‫املعامــات املالية بني األفــراد والتزاماهتم‪ ،‬ومــا صاحب ذلك من تقدم يف وســائل‬
‫التكنولوجيا احلديثة التي كان هلا دور أسايس يف تطور أساليب املعامالت البنكية‪ ،‬ظهرت‬
‫وسائل جديدة لالئتامن والوفاء فاقت يف أمهيتها األوراق التجارية‪ ،‬وتتمثل تلك الوسائل‬
‫بام يســمى ببطاقات الدفع اإللكرتوين‪ ،‬التي تعد من أمهها بطاقات االئتامن أو السحب‬
‫لسهولة الوفاء والتعامل هبا‪ ،‬وأصبحت تلك البطاقات يف اآلونة األخرية حتظى باهتامم‬
‫كبري خاصة يف البالد العربية وانترش اســتعامهلا بني عامة الناس‪ ،‬وأصبحت اليوم بدي ً‬
‫ال‬
‫عن محل النقود يف عمليات الدفع؛ إذ ُتكن حاملها من احلصول عىل العديد من اخلدمات‬
‫املالية‪ ،‬منها‪ :‬السحب‪ ،‬واإليداع‪ ،‬والرشاء‪ ،‬وتسديد املدفوعات‪ ،‬واستخدامها يف عمليات‬
‫احلجز‪ ،‬وأمام هذه الفوائد التي تؤدهيا بطاقات الدفع اإللكرتوين وما صاحبها من انتشار‬
‫واسع‪ ،‬ســواء عىل الصعيد الداخيل أو الدويل ظهرت طرق وأساليب استخدمها اجلناة‬
‫يف تزوير البطاقات‪ .‬وقد ينال هذا التزوير جســم البطاقة بالكامل‪ ،‬أو حتريف البيانات‬
‫املشفرة واملخزنة يف الرشيط املمغنط‪ ،‬أو قد ينال اسم حامل البطاقة‪ ،‬وتوقيعه‪ ،‬والتاريخ‬
‫املسموح استخدام البطاقة من خالله‪ ،‬وشعار اجلهة املصدرة هلا‪ ،‬وتغيري صورة حاملها‪.‬‬
‫وال خيفــى ما يمثله التزوير من هتديد حلامل البطاقة‪ ،‬ولالقتصاد املحيل والدويل‪،‬‬
‫والســيام أن هذه البطاقات تعتمد يف طرق التعامل هبا عىل النظام املعلومايت (صواحلة‪،‬‬
‫‪2011‬م‪ ،14_13 :‬السقا‪2007 ،‬م‪)1 :‬؛ وبذلك أصبحت بطاقات الدفع اإللكرتوين‬
‫يف وضع متقدم بني وســائل الدفع املختلفة التي جترى هبــا املعامالت التجارية يف كثري‬
‫مــن الدول (بصلة‪1995 ،‬م‪)79 :‬؛ ونتيجة لإلقبال املتزايد عىل تلك البطاقات من قبل‬
‫املتعاملني هبا كانت احلاجة ماسة إىل محايتها من التزوير والتالعب عن طريق إفراد محاية‬
‫جنائية خاصة هلا يستطاع من خالهلا فرض عقوبات عىل كل شخص يرتكب فعل تزوير‬
‫يرتتب عليه إحلاق رضر باآلخرين‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ املجلد ‪ 31‬ـ العدد (‪ 41 )62‬ـ ‪ 74‬الرياض (‪2015‬م) (‪1436‬هـ)‬

‫أمهية الدراسـة‬
‫أدى االنتشــار الرسيع لبطاقات الدفع اإللكرتوين إىل اإلقبــال املتزايد عليها من‬
‫قبــل املتعاملني هبــا‪ ،‬ما جينبهم محل النقود‪ ،‬ومن ثم التخفيــف من حجم ما يتعرضون‬
‫له من رسقات لتلك األموال أو فقداهنا‪ ،‬وبالرغم من حداثة اســتخدام بطاقات الدفع‬
‫اإللكــروين يف الوطن العــريب فقد أصبحت عمليات التزوير التي تناهلا اليوم بشــكل‬
‫كبري‪ ،‬ويرجع الســبب إىل الدور املحمود الذي تؤديه تلك البطاقات؛ إذ يعتمد عليها يف‬
‫ال عن النقود يف عمليات الرشاء‪ ،‬أو السحب النقدي‬ ‫العمليات املرصفية وتستخدم بدي ً‬
‫عن طريق أجهزة الرصف اآليل‪ ،‬وأمام هذا الدور الذي تؤديه تلك البطاقات دفع اجلناة‬
‫إىل استخدامها االستخدام غري املرشوع إما بتزويرها جزئي ًا‪ ،‬أو كلي ًا‪ ،‬ما يرتتب عىل ذلك‬
‫العديد من اجلرائم املالية وفقدان للمبالغ الطائلة من املؤسسات املرصفية واألفراد‪.‬‬

‫مشكلة الدراسـة‬
‫تعد مشــكلة تزوير بطاقات الدفع اإللكرتوين من أخطر املشــكالت التي تواجهها‬
‫األنظمة االقتصادية عىل املستويني الداخيل والدويل‪ ،‬ومحاية للبطاقة من التالعب والتزوير‬
‫ينبغي التصدي لتلك املشــكلة باعتبار أن جرائم بطاقات الدفع اإللكرتوين ال تعد جرائم‬
‫عادية فحســب‪ ،‬بل إهنا جرائم ذات طبيعة خاصة تتضمن جمرم ًا جديد ًا‪ ،‬ومفاهيم جديدة‬
‫للجريمة‪ ،‬وسلوك ًا إجرامي ًا متميز ًا وخمتلف ًا‪ ،‬ما يتطلب وجود أساليب جديدة وفكر متطور‬
‫لتناول مثل تلك القضايا لدى موظفي البنوك‪ ،‬واخلرباء‪ ،‬وسلطات التحقيق‪ ،‬والقضاة‪.‬‬
‫كام تعد جريمة تزوير بطاقات الدفع اإللكرتوين والتالعب هبا من اجلرائم احلديثة‬
‫التي مل يكن هلا ظهور من قبل؛ إذ ارتبط وجودها بتطور تكنولوجيا املعلومات واحلاسبات‪،‬‬
‫كام أدى انتشارها والتعامل هبا يف كثري من الدول إىل مساعدة اجلناة لالستيالء عليها هبدف‬
‫حتقيق أرباح غري مرشوعة‪ ،‬ما له األثر البالغ يف هتديد األطراف املتعاملني هبا‪ ،‬وتعريضهم‬
‫ألنواع كثرية من اجلرائم‪ ،‬وما تؤديه من أخطار عىل مصالح املجتمع واالقتصاد‪.‬‬
‫وأمام تلك املشــكالت أدركت كل من اململكة العربية الســعودية‪ ،‬ودولة قطر‪،‬‬
‫وسلطنة ُعامن‪ ،‬خطورة اآلثار املرتتبة عىل اجلرائم املتعلقة ببطاقات الدفع اإللكرتوين‪ ،‬وملا‬

‫‪44‬‬
‫احلامية اجلنائية لبطاقات الدفع اإللكرتوين من التزوير‪ ...‬د‪ .‬ممدوح بن رشيد الرشيد العنـزي‬

‫هلا من أثر بالغ عىل االقتصاد املحيل والدويل‪ ،‬فقاموا بســن األنظمة حلامية البطاقات من‬
‫التالعب ويف الوقت نفســه محاية أطراف البطاقة‪ ،‬وأيض ًا فرض العقوبات عىل من يقوم‬
‫بتزويرها؛ هبدف ردع اجلناة وردع كل من تسول له نفسه التفكري يف القيام بتزوير البطاقة‪.‬‬

‫أهداف الدراسـة‬
‫هتدف الدراسة إىل التعرف عىل‪ :‬ماهية بطاقات الدفع اإللكرتوين‪ ،‬وأنواعها‪ ،‬وبيان‬
‫مدى انطباق وصف املحرر عليها‪ ،‬وهتدف هذه الدراســة أيض ًا‪ :‬إىل بيان أركان جريمة‬
‫تزوير البطاقات‪ ،‬والعقوبة املقررة هلا‪ ،‬ومدى احلامية التي يكفلها كل من النظام السعودي‪،‬‬
‫العامين‪ ،‬والقطري للبطاقة‪.‬‬
‫والقانون ُ‬

‫تساؤالت الدراسة‬
‫لكل دراسة تســاؤالت ينبغي اإلجابة عنها‪ ،‬ومن ثم تقتيض دراستنا اإلجابة عن‬
‫جمموعة من التساؤالت‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ما املقصود ببطاقات الدفع اإللكرتوين ؟‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ما أنواع بطاقات الدفع اإللكرتوين ؟‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ما مدى احلامية التي كفلتها القوانني حمل الدراسة لبطاقات الدفع اإللكرتوين ؟‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ما مدى انطباق وصف املحرر عىل البطاقة ؟‬
‫‪ 5‬ـ هل التغيري يف بيانات الرشيط املمغنط املوجود يف ظهر البطاقة يعد تزوير ًا ؟‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ ما صور الركن املادي جلريمة تزوير بطاقات الدفع اإللكرتوين ؟‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ ما العقوبة املقررة ملرتكب جريمة تزوير بطاقات الدفع اإللكرتوين ؟‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ هل يعفى اجلاين من العقوبة إذا بادر بإبالغ السلطات قبل علمها بوقوع اجلريمة؟‪.‬‬

‫منهج الدراسة‬
‫ترتكز دراستنا حول املنهج الوصفي التحلييل معتمدين عىل نصوص كل من نظام‬

‫‪45‬‬
‫املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ املجلد ‪ 31‬ـ العدد (‪ 41 )62‬ـ ‪ 74‬الرياض (‪2015‬م) (‪1436‬هـ)‬

‫العامين‪ ،‬وقانون‬
‫مكافحة التزوير الســعودي‪ ،‬وقانون مكافحة جرائــم تقنية املعلومات ُ‬
‫العقوبات القطري‪ ،‬وبيان موقفها من تلك اجلريمة املســتحدثة‪ ،‬كام اعتمدت دراســتنا‬
‫عىل املنهج التأصييل التطبيقي الســتعراض آراء الفقهاء وبيان موقفهم من مدى اعتبار‬
‫البطاقة حمرر ًا وأيض ًا موقفهم من الرشيط املمغنط املوجود يف ظهر البطاقة‪ ،‬وهل التغيري‬
‫الذي يناله يعد تزوير ًا‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬ماهية بطاقات الدفع اإللكرتوين‬


‫لقي التعامل ببطاقات الدفع اإللكرتوين نجاح ًا متميز ًا لدى املتعاملني هبا باعتبارها‬
‫وسيلة ذات فاعلية أكرب للسداد ولسهولة محلها‪ ،‬واستخدامها‪ ،‬وقلة تعرضها للرسقة‪ ،‬أو‬
‫الضياع‪ ،‬كام جتنــب حاملها االحتفاظ بكمية كبرية من النقود‪ ،‬اليشء الذي جعلها متتاز‬
‫بســهولة تداوهلا عىل املســتوىني املحيل والدويل‪ ،‬ما أدى إىل انتشارها يف البيئة التجارية‬
‫انتشــار ًا واسع ًا وأصبحت من األنشــطة املهمة والرئيســة للبنوك واملؤسسات املالية‪.‬‬
‫وسنتناول يف دراستنا هلذا املبحث التقسيم اآليت‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬التعريف ببطاقات الدفع اإللكرتوين‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬أنواع بطاقات الدفع اإللكرتوين‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬التعريف ببطاقات الدفع اإللكرتوين‬


‫تقتيض دراستنا هلذا املطلب بيان املقصود ببطاقات الدفع اإللكرتوين التي سنتناوهلا‬
‫من ثالثة جوانب‪ :‬األول‪ :‬اجلانب الشكيل والثاين‪ :‬اجلانب املوضوعي والثالث‪ :‬اجلانب‬
‫القانوين‪.‬‬

‫أو ًال‪ :‬تعريف البطاقة من الناحية الشكلية‬


‫تتعدد تعريفــات بطاقات الدفع اإللكرتوين‪ ،‬وإن كانــت ال خترج عن أهنا عبارة‬
‫عن بطاقة مستطيلة الشكل مصنوعة من البالستيك املقوى حتمل اسم وشعار املؤسسة‬
‫املصدرة هلا واسم ورقم حساب العميل وصورته وتاريخ انتهاء صالحيتها وعىل اخللف‬

‫‪46‬‬
‫احلامية اجلنائية لبطاقات الدفع اإللكرتوين من التزوير‪ ...‬د‪ .‬ممدوح بن رشيد الرشيد العنـزي‬

‫منها رشيط ممغنط مثبت عليها وخمزن فيه مجيع البيانات املشفرة اخلاصة بحاملها واخلاصة‬
‫بالبنك املصدر هلا‪ ،‬كام حتمل توقيع حاملها (سامل‪1995 ،‬م‪ ،31 :‬بصلة‪1995 ،‬م‪،20 :‬‬
‫امللط‪2005 ،‬م‪.)229 :‬‬
‫ويف تعريف آخر للبطاقة‪ ،‬فإهنا عبارة عن بطاقة مستطيلة الشكل مصنوعة من مادة‬
‫بالســتيكية أو من الورق املقوى ال تتجاوز حدودها ‪ 8.5×5.5‬سنتيمرت‪ ،‬تشتمل عىل‬
‫معلومــات مقروءة وغري مقروءة حيصل عليها حاملها بنا ًء عىل عقد يتم بينه وبني اجلهة‬
‫املصدرة هلا‪ ،‬يسمح له بنا ًء عىل هذا العقد باستعامهلا يف سحب النقود أو حتويلها عن الوفاء‬
‫بقيمة املشــريات أو احلصول عىل اخلدمات بشكل فوري أو بعد ميض وقت يتفق عليه‬
‫سابق ًا (اهليتي‪2009 ،‬م‪.)38 :‬‬
‫ومن خالل اســتعراضنا لتعريفات البطاقة من الناحية الشــكلية نلحظ أهنا تتميز‬
‫بمواصفات خاصة حتمل اسم‪ ،‬وشعار املؤسسة املالية املصدرة هلا‪ ،‬وأيض ًا اسم حاملها‪،‬‬
‫وتوقيعه‪ ،‬وصورته الشخصية‪ ،‬ورقم البطاقة املســجل عليها بشكل بارز متخذ ًا شكل‬
‫األرقام النافرة والتاريخ املسموح من خالله استخدام البطاقة‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬تعريف البطاقة من الناحية املوضوعية‬


‫تتعدد تعريفات بطاقات الدفع اإللكرتوين من الناحية املوضوعية وسنتطرق لتلك‬
‫التعريفات بيشء من التفصيل‪:‬‬
‫عرفت البطاقة بأهنا أداة دفع وســحب حديثة‪ ،‬وظيفتهــا حتريك النقود التقليدية‬
‫بني حســابات أطراف التعامل هبا عرب شبكات احلاسب اآليل مع إعطاء هذه األطراف‬
‫العديد من املزايا تبع ًا لنوع البطاقــة وقيمتها ومدة االئتامن املمنوح هلا وفق ًا للعقد املربم‬
‫بينهم (السقا‪2007 ،‬م‪.)19 :‬‬
‫ويف تعريــف آخر للبطاقة‪ :‬إهنا عبارة عن عقد يتعهــد بمقتضاه مصدر البطاقة بفتح‬
‫حساب معني ملصلحة شخص آخر هو حامل البطاقة يستطيع بواسطتها الوفاء بمشرتياته لدى‬
‫املحال التجارية التي ترتبط مع مصدر البطاقة بعقد تتعهد بموجبه بقبوهلا الوفاء بمتطلبات‬
‫حاميل البطاقة عىل أن تتم التسوية النهائية بعد كل مدة حمددة (بصلة‪1995 ،‬م‪.)31 :‬‬

‫‪47‬‬
‫املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ املجلد ‪ 31‬ـ العدد (‪ 41 )62‬ـ ‪ 74‬الرياض (‪2015‬م) (‪1436‬هـ)‬

‫كام تعرف بأهنا عبارة عن «بطاقة ثالثية األطراف وأحيان ًا رباعية وترتب التزامات‬
‫أصليــة مســتقلة يف ذمة األطراف املعنيني هبــا‪ ،‬كام أهنا ال ختضع لنظــام قانوين موحد‬
‫أو معــروف‪ ،‬بل هلا نظــام قانوين خاص هبا وفق ًا للعقد املربم بــن حاملها ومصدرها»‬
‫(عبد احلكم‪2003 ،‬م‪.)16 :‬‬
‫وأيض ًا تعــرف بأهنا بطاقة ُتنح بنا ًء عىل عقد يتم بــن حامل البطاقة وبني إحدى‬
‫املؤسســات املرصفية‪ ،‬تقوم هذه املؤسســة بموجــب التعاقد بفتح اعتــاد بمبلغ مايل‬
‫حمدد يســمح حلامل البطاقة بتقديمها يف حال رغــب يف الرشاء أو احلصول عىل إحدى‬
‫اخلدمات املقدمة من املحال املعتمدة لدى تلك املؤسســات املصدرة للبطاقة التي تقوم‬
‫بتســوية العملية ثم تســرد مقابلها من حامل البطاقة وفق ًا لــروط عقد فتح االعتامد‬
‫(سامل‪1995 ،‬م‪.)12 :‬‬
‫فمن خالل ما سبق نلحظ أن هذه التعريفات لبطاقات الدفع اإللكرتوين ترتكز عىل‬
‫االئتامن وهو اجلوهر األســايس هلا العتبارات‪ ،‬منها أن العالقة بني املؤسسة املصدرة هلا‬
‫وحاملها تقوم عىل الثقة‪ ،‬وأيض ًا لوجود وقت كاف بني تقديم وسائل الوفاء وبني اسرتداد‬
‫تلك الوسائل (عبداحلكم‪2003 ،‬م‪ ،15 :‬أبوالوفا‪2003 ،‬م‪ ،‬املجلد اخلامس‪.)2045 :‬‬
‫كام أن هذه البطاقة ينشــأ عنها عالقات قانونية ثــاث‪ ،‬تتمثل العالقة األوىل فيام‬
‫يســمى بعقد االنضامم بني حامل البطاقة واجلهة املصدرة هلا‪ ،‬ونستطيع أن نسمي تلك‬
‫العالقة بالعالقة العقدية‪ ،‬حيث ينشــأ بموجبها عالقة ضامن بني اجلهة املصدرة هلا وبني‬
‫حامــل البطاقة يضمن بموجبها البنك ما يثبت يف ذمة حامل البطاقة من التزامات مالية‬
‫ناجتة عن اســتخدام البطاقة وحيق للبنك بناء عىل ذلك أن يقتطع لنفسه جزء ًا من املبلغ‬
‫املســتحق املتفق عليه بني البنك وحامل البطاقة‪ ،‬أما العالقــة الثانية‪ ،‬فهي العالقة بني‬
‫حامــل البطاقة والتاجر‪ ،‬أمــا العالقة األخرية‪ ،‬فهي تتمثل يف عالقــة التاجر مع اجلهة‬
‫املصدرة للبطاقة‪ ،‬وهي اجلهة التي تلتزم بسداد مستحقات التاجر نيابة عن حامل البطاقة‬
‫عند تقديمه ما يثبت مطالبته للحامل‪ ،‬ما ينشــأ عن ذلك من ثبوت احلق للجهة املصدرة‬
‫للبطاقة بالرجوع عىل حاملها ومطالبته بام دفعته ملصلحته وفق ًا ملا تم االتفاق عليه يف العقد‬
‫(اهليتي‪2009 ،‬م‪ ،39 :‬عبد احلكم‪2003 ،‬م‪.)16 :‬‬

‫‪48‬‬
‫احلامية اجلنائية لبطاقات الدفع اإللكرتوين من التزوير‪ ...‬د‪ .‬ممدوح بن رشيد الرشيد العنـزي‬

‫وبعد اســتعراضنا لتعريفات الفقه لبطاقة الدفع اإللكرتوين نخلص إىل أهنا بطاقة‬
‫تقوم مقام النقود يف الوفاء وتصدر من جهة مرصفية معتمدة‪ ،‬وحتمل اسم حاملها ورقم‬
‫البطاقــة وتاريخ صالحيتها وحتتوي عىل رشيط ممغنط ورشحية رقائقية حمفورة بجســم‬
‫البطاقة وتسمح حلاملها بالوفاء بقيمة مشرتياته‪ ،‬ويسبغ النظام عليها احلامية بحيث تقوم‬
‫اجلهة املصدرة هلا بتغطية قيمة املشرتيات للتاجر‪ ،‬ومن ثم تطالب تلك اجلهة حامل البطاقة‬
‫بقيمة ما دفعته الحق ًا عىل دفعات مضاف إليها عمولة أو فائدة متفق عليها‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬تعريف البطاقة من الناحية القانونية‬


‫مل يعرف املنظم السعودي بطاقة الدفع اإللكرتوين‪ ،‬وإنام أورد لفظ «بطاقة وفاء أو‬
‫سحب» يف املادة (‪ )13‬من نظام مكافحة التزوير‪ ،‬إذ اعترب املنظم كل بطاقة وفاء أو سحب‬
‫العامين أطلق عىل بطاقة‬‫بطاقة إلكرتونية وأســبغ عليها احلامية اجلنائية‪ ،‬بينام نجد القانون ُ‬
‫الدفع اإللكرتوين لفظ البطاقة املالية واستبعد منه بطاقات االتصال واخلدمات اإللكرتونية‬
‫السابقة الدفع‪ ،‬التي عرفتها املادة (‪/1‬ل) من قانون مكافحة جرائم تقنية املعلومات بأهنا‬
‫«وسيط إلكرتوين ملموس يستعمل يف عمليات السحب أو اإليداع أو الدفع اإللكرتوين‬
‫باستخدام الشبكة املعلوماتية أو وسائل تقنية املعلومات‪ ،‬كبطاقة االئتامن والبطاقة الذكية‬
‫وال يشمل ذلك بطاقات االتصال واخلدمات اإللكرتونية املدفوعة سابق ًا»‪.‬‬
‫أما بالنســبة للقانون القطري فقد ورد لفظ بطاقة الدفع اآليل يف املادة (‪ )383‬من‬
‫قانون العقوبات‪ ،‬وإن اختلفت املسميات بالنسبة لبطاقة الدفع اإللكرتوين‪ ،‬فإن ما يعنينا‬
‫هنا هو مضمون تلك البطاقة التي تصدرها املؤسسة املرصفية باسم حاملها بناء عىل طلبه‬
‫ليستخدمها كإحدى وسائل الدفع حملي ًا ودولي ًا‪ ،‬بموجب اتفاقية بينهم‪ ،‬وتعد البطاقة حتت‬
‫مســؤولية حاملها مسؤولية تامة وجيب عليه دفع الدين املستحق وفق ًا لرشوط وأحكام‬
‫االتفاقية بينهم‪ ،‬وتعترب البطاقة ملك ًا للجهة املصدرة هلا ويلتزم حاملها بإعادهتا إىل البنك‬
‫عند االقتضاء‪ ،‬كام يلتزم بأن يستعمل البطاقة كوسيلة ضامن مقابل توقيعه عىل املستندات‬
‫من فواتري‪ ،‬وإيصاالت‪ ،‬وأي مستندات أخرى يقدمها له التاجر‪ ،‬أو استخدام البطاقة من‬
‫خالل أجهزة نقاط البيع‪ ،‬أو يف مقابل اســتخدامه الرقم الرسي اخلاص به الذي يزوده‬
‫به البنك للسحب النقدي‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ املجلد ‪ 31‬ـ العدد (‪ 41 )62‬ـ ‪ 74‬الرياض (‪2015‬م) (‪1436‬هـ)‬

‫املطلب الثاين‪ :‬أنواع بطاقات الدفع اإللكرتوين‬


‫تسعى املؤسسات املرصفية نتيجة للتطور العلمي إىل توفري أفضل اخلدمات وأيرسها‬
‫لعمالئها‪ ،‬ما ساعدها عىل ابتكار وسائل أو طرق للوفاء أكثر تطور ًا من النقود و األوراق‬
‫التجارية‪ ،‬ونتيجة ملتطلبات الســوق من رسعة يف تداول رؤوس األموال وما يقابله من‬
‫متطلبات األفراد وحاجاهتم‪ ،‬كان البد أن تتعدد تلك البطاقات املمغنطة بتعدد األهداف‬
‫التي تســعى املؤسســات املرصفية إىل تقديمها لعمالئها‪ ،‬وأيض ًا ما تشــتمل عليه تلك‬
‫البطاقات من مزايا‪ ،‬منها‪ :‬أهنا جتنب الشخص محل النقود معه؛ حيث تكون عرضة للرسقة‬
‫أو الفقدان‪ ،‬إذ يستطيع أن يســتخدم البطاقة يف سحب مبالغ مالية عرب أجهزة السحب‬
‫اآليل‪ ،‬أو أن يســتخدم ما يسمى بالوفاء الفوري‪ ،‬أو الوفاء املؤجل‪ ،‬ومن ثم فإن تنوع أو‬
‫تعدد تلك البطاقات يرجع إىل تنوع أو تعدد األغراض التي تؤدهيا‪ ،‬فبعد أن اســتعرضنا‬
‫تلك املقدمة‪ ،‬نبني أنواع البطاقات األكثر شيوع ًا واستخدام ًا‪.‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬بطاقة االئتامن ‪Credit Card‬‬

‫تعد تلك البطاقــة من أهم أنواع بطاقات الوفاء أو الدفع اإللكرتوين‪ ،‬ومتنح تلك‬
‫البطاقة بناء عىل تعاقد خاص بني اجلهة املصدرة هلا وبني العميل‪ ،‬وتقوم الفكرة األساسية‬
‫لتلك البطاقة عىل أهنا تعد أداة وفاء وائتامن مع ًا‪ ،‬فحاملها يستطيع احلصول عىل مستلزماته‬
‫من ســلع وخدمات دون أن يلجأ إىل عمليات الدفع الفوري‪ ،‬وال تتطلب تلك البطاقة‬
‫أن يكون للعميل حســاب لدى البنك املصدر هلا‪ ،‬ويتم سداد املبالغ املستحقة عليه عىل‬
‫أقساط دورية مضاف إليها عمولة أو فائدة متفق عليها‪ ،‬إذ تقوم املؤسسة املصدرة للبطاقة‬
‫بعملية الدفع نيابة عنه ومن ثم العودة إليه للمطالبة بالتســديد خالل املدة املتفق عليها‬
‫يف العقد (السقا‪2007 ،‬م‪ ،22 :‬احلمود‪1999 ،‬م‪ ،11 :‬محود‪2002 ،‬م‪ ،109 :‬عثامن‪،‬‬
‫‪ ،625‬األصم‪2002 ،‬م‪.)12 :‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬بطاقة السحب اآليل ‪ATM CARD‬‬

‫تعد هذه البطاقة من أكثر البطاقات املرصفية انتشار ًا بني عمالء البنوك‪ ،‬وهي عبارة‬

‫‪50‬‬
‫احلامية اجلنائية لبطاقات الدفع اإللكرتوين من التزوير‪ ...‬د‪ .‬ممدوح بن رشيد الرشيد العنـزي‬

‫عن بطاقة خاصة تصدرها املؤسســات املرصفية لعمالئها الذين تتوافر لدهيم حسابات‬
‫جارية متكنهم من احلصول عىل ما يقدم من ســلع وخدمــات من األماكن املخصصة‪،‬‬
‫وأيض ًا الســحب النقدي عىل مدار الساعة‪ ،‬وختول تلك البطاقة حاملها حق الدخول إىل‬
‫حسابه مبارشة لسحب مبالغ نقدية بحد أقىص متفق عليه‪ ،‬من خالل أجهزة تسمى أجهزة‬
‫الرصف اآليل وفق ًا آللية معينة تتمثل يف إدخال تلك البطاقة يف اجلهاز املخصص هلا ومن‬
‫ثم إدخال الرقم الرسي اخلاص بصاحب احلساب للقيام بالعديد من العمليات املرصفية‬
‫كالســحب‪ ،‬واإليداع‪ ،‬والتحويل‪ ،‬والســداد‪ ،‬وغريها من اخلدمات املرصفية األخرى‬
‫(الســقا‪2007 ،‬م‪ ،24 :‬اهليتي‪2009 ،‬م‪ ،46 :‬عثامن‪2003 ،‬م‪ .)622 :‬ونتيجة للتطور‬
‫العلمي والتقدم التكنولوجي طورت املؤسسات املرصفية من بطاقة السحب اآليل للنقود‬
‫عن طريق وضع رشحية الذاكرة يف جســم البطاقة وهي مربجمة لكي تقوم بعملية اخلصم‬
‫واإلضافة من حســاب العميل بقيمة معامالته املالية‪ ،‬بل وتعد وسيلة أكثر أمان ًا حلاملها‬
‫(عبداحلكم‪2003 ،‬م‪.)22 :‬‬
‫وجتدر اإلشارة بنا إىل أن تلك البطاقة ال تقترص عىل العمليات املرصفية السابقة‪ ،‬بل‬
‫إهنا تؤدي غرض ًا آخر يتمثل يف اعتبارها أداة وفاء عندما يقوم العميل برشاء ما حيتاج إليه‬
‫من سلع لدى التاجر‪ ،‬ومن ثم يقوم التاجر بخصم العملية الرشائية مبارشة من حساب‬
‫العميل‪ ،‬عن طريق جهاز خمصص لتلك العملية‪ ،‬أو ما يسمى بنقاط البيع‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬بطاقة االعتامد‬


‫تتيح تلك البطاقة حلاملها اســتخدامها يف عمليات الرشاء املختلفة‪ ،‬والســحب‬
‫النقــدي‪ ،‬واحلصول عىل اخلدمات‪ ،‬ويتم إصدار تلك البطاقات من قبل البنك لعمالئه‬
‫دون اشــراط رشوط خاصة‪ ،‬أو وجود مقابل يف غالب األحيان‪ ،‬ويتم حماسبة صاحب‬
‫البطاقة شهري ًا عن طريق إرسال كشــف بجميع العمليات املنفذة من رشاء‪ ،‬أو سحب‬
‫عىل أنه جيب أن تكون تلك العمليات غــر متجاوزة للحد األقىص للبطاقة وتعد تلك‬
‫البطاقة أداة وفاء وســحب (عثامن‪2003 ،‬م‪ ،)622 :‬وتتطلب وجود رقم رسي حيصل‬
‫عليه العميل‪ ،‬إضافة إىل توقيعه املعتمد لدى البنك عىل البطاقة ومتكن هذه البطاقة حاملها‬
‫من احلصول عىل العديد من اخلدمات (األصم‪2002 ،‬م‪.)11 :‬‬

‫‪51‬‬
‫املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ املجلد ‪ 31‬ـ العدد (‪ 41 )62‬ـ ‪ 74‬الرياض (‪2015‬م) (‪1436‬هـ)‬

‫رابع ًا‪ :‬البطاقة الذكية‬


‫تعد تلك البطاقة وسيلة جديدة من وسائل الدفع يقوم العميل عن طريقها بدفع مبلغ‬
‫معــن لدى البنك املصــدر هلا‪ ،‬وحيصل عىل بطاقة حتمل قيمة هــذا املبلغ لتمكنه من عملية‬
‫الــراء املبارش من التاجر الــذي يقبل الوفاء هبا (اخلليل‪ ،11 :‬الســقا‪2007 ،‬م‪)25 :‬؛ إذ‬
‫يقوم بخصم قيمة املشــريات مبارشة عن طريق استخدام ماكينة خاصة دون أن يتطلب‬
‫ذلــك رجوعــه إىل البنك للتأكد من رصيــد حاملها‪ ،‬كام أن هذه البطاقــة حتمل بيانات‬
‫العميل ورقم حســابه والرصيد‪ ،‬وحتمل تلك البطاقة رشحية ختزين بوحدة معاجلة كاملة‬
‫(األصم‪2002 ،‬م‪.)12 :‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬أركان جريمة تزوير بطاقات الدفع اإللكرتوين وعقوبتها‬


‫التزوير هو تغيري احلقيقة يف حمرر بإحدى الطرق املنصوص عليها نظام ًا تغيري ًا من‬
‫شــأنه إحلاق الرضر باآلخرين (حســني‪1992 ،‬م‪ ،215 :‬الشاذيل‪2007 ،‬م‪،)177 :‬‬
‫ومن ثــم تتعرض بطاقات الدفع اإللكــروين لكثري من عمليــات التزوير‪ ،‬باعتبارها‬
‫وسيلة دفع إلكرتونية هتدف إىل القيام بالعديد من اخلدمات املرصفية من سحب للنقود‪،‬‬
‫وحتويلها‪ ،‬والقيام بعمليات الرشاء‪ ،‬ما دفع بعضهم من حمرتيف التزوير إىل التعدي عليها‬
‫والتالعب هبا وتزويرها؛ هبدف االســتيالء عىل أموال اآلخرين بطريقة غري مرشوعة‪،‬‬
‫ويتــم التعدي عىل البطاقات إما بتزويرها كلي ًا أو جزئي ًا‪ ،‬فالتزوير الكيل يتم بخلق بطاقة‬
‫جديــدة مل يكن هلا وجــود من قبل‪ ،‬ومن ثم تبدأ عملية تقليد الرســوم اخلاصة هبا عىل‬
‫جســم البطاقة ثم تغليفها‪ ،‬ووضع الرشيط املمغنط والرشحية الرقائقية ورشيط التوقيع‬
‫كل بحسب موقعة األصيل عىل جسم البطاقة‪ ،‬ثم تأيت املرحلة الثانية وهي عملية طباعة‬
‫احلروف النافرة املتضمنة للمعلومات التي استطاع اجلاين احلصول عليها بطرقه اخلاصة‪.‬‬
‫(صواحلة‪2011 ،‬م‪ ،351 ،‬بصلة‪2002 ،‬م‪ ،‬ص‪.)92‬‬
‫أمــا التزوير اجلزئــي لبطاقات الدفــع‪ ،‬فيتطلب وجود بطاقة حقيقيــة أو منتهية‬
‫الصالحيــة؛ إذ يقوم من خالهلا اجلاين بتزوير البطاقة عن طريق صهر ما عليها من أرقام‬
‫بارزة واســتبداهلا بأرقام جديدة يتم احلصول عليها بطريقة غري مرشوعة‪ ،‬إما عن طريق‬

‫‪52‬‬
‫احلامية اجلنائية لبطاقات الدفع اإللكرتوين من التزوير‪ ...‬د‪ .‬ممدوح بن رشيد الرشيد العنـزي‬

‫اخرتاق قواعد البيانات‪ ،‬أو الدخول إىل شبكات احلاسب اخلاصة بالبنوك‪ ،‬أو باستخدام‬
‫تقنية شــبكة اإلنرتنت‪ ،‬أو يقوم املــزور بتقليد الرشيط املمغنط عــن طريق حمو بياناته‬
‫الصحيحة ومن ثم إعادة تشــفريه بمعلومات أخرى صحيحة حصل عليها بطريقة غري‬
‫مرشوعة‪ ،‬أو بلجوء اجلاين إىل عملية كشــط رشيط التوقيع ووضع رشيط آخر يتضمن‬
‫توقيعه أو بمحو التوقيع آليا أو باستخدام مادة كيميائية‪ ،‬أو أن يقوم اجلاين بوضع صورة‬
‫شــخص مكان صورة حامل البطاقة‪ ،‬ومن الدالئل التي تؤدي إىل كشف عملية تزوير‬
‫البطاقــة جزئي ًا اهنيار جزء من رشيط التوقيع‪ ،‬أو ظهور اختالفات يف األرقام واحلروف‬
‫والصــور املثبتة عىل البطاقة املزورة عنها يف البطاقــة احلقيقية‪( .‬اخلليل‪ ،49 ،‬صواحلة‪،‬‬
‫‪ ،352‬بصلة‪ ،‬ص‪.)97‬‬
‫وسنقسم دراستنا هلذا املبحث إىل مطلبني‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬أركان جريمة تزوير بطاقات الدفع اإللكرتوين‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬العقوبة املقررة لتزوير بطاقات الدفع اإللكرتوين‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬أركان جريمة تزوير بطاقات الدفع اإللكرتوين‬


‫يقصد بتزويــر بطاقات الدفع اإللكرتوين التغيري يف بياناهتا التي تشــتمل عليها‪،‬‬
‫ســواء نال هذا التغيري األرقام املوجودة عليها‪ ،‬أو اإلمضاءات‪ ،‬أو اسم حاملها‪ ،‬أو أي‬
‫تغيري ينال املعطيات اإللكرتونية هلا (الصغري‪1999 ،‬م‪ ،)132 :‬والتزوير الذي يقع عىل‬
‫بطاقات الدفع اإللكرتوين إما أن يكون تزويــر ًا مادي ًا‪ ،‬أو تزوير ًا معنوي ًا‪ ،‬ولكي تتحقق‬
‫جريمة التزوير ال بــد من حدوث رضر‪ ،‬وأن يتوافر القصد اجلنائي لدى اجلاين بتعمده‬
‫تغيري احلقيقة‪ ،‬ومن ثم نناقش من خالل هذا املطلب اآليت‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬حمل جريمة تزوير بطاقات الدفع اإللكرتوين‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬الركن املادي‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬مدى توافر ركن الرضر يف جريمة تزوير بطاقات الدفع اإللكرتوين‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬الركن املعنوي‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ املجلد ‪ 31‬ـ العدد (‪ 41 )62‬ـ ‪ 74‬الرياض (‪2015‬م) (‪1436‬هـ)‬

‫ً‬
‫أوال‪ :‬حمل اجلريمة‬
‫التزوير هو تغيري احلقيقة يف حمرر‪ ،‬ويشــرط لقيام جريمة التزوير وجود املحرر‬
‫الذي يعرف بأنه كل يشء مكتوب يتضمن عالمات يمكن أن ينتقل هبا الفكر من شخص‬
‫آلخر (حســني‪1992 ،‬م‪ ،246 :‬الشاذيل‪2007 ،‬م‪ ،182 :‬الصغري‪1999 ،‬م‪.)116 :‬‬
‫فإذ ًا تغيري احلقيقة بالقول أو الفعل دون استخدام الكتابة ال يعد تزوير ًا؛ ألن حمل جريمة‬
‫التزوير هو وجود املحرر (أبوعامر وعبداملنعم‪1998 ،‬م‪.)525 :‬‬
‫ولبيــان مدى انطباق وصف املحرر عىل بطاقات الدفــع اإللكرتوين نجد أنه ثار‬
‫خــاف فقهي حول ذلك من جانبني‪ :‬األول‪ :‬يتعلــق بالبيانات العادية للبطاقة ومدى‬
‫انطباق وصف املحرر عليها‪ ،‬واجلانب الثاين يتعلق بالبيانات املخزنة يف الرشيط املمغنط‬
‫الذي تشتمل عليه البطاقة وحتديد ًا تلك التي ال تظهر عىل الرشيط املمغنط وحتتوي عىل‬
‫بيانات حامل البطاقة‪.‬‬

‫‪1‬ـ بيانات البطاقة ومدى انطباق وصف املحرر عليها‬


‫تشتمل البطاقة عىل جمموعة من البيانات الظاهرة للعني املجردة‪ ،‬ومن تلك البيانات‬
‫اسم حاملها‪ ،‬وتوقيعه‪ ،‬وشعار اجلهة املصدرة هلا‪ ،‬والتاريخ املسموح به استخدامها من‬
‫قبل حاملها‪ ،‬ورقم البطاقة‪ ،‬إال أن اخلالف الفقهي يدور حول انطباق وصف املحرر عىل‬
‫البطاقة‪ ،‬فبعضهم (اهليتي‪2009 ،‬م‪ ،308 :‬الســقا‪2007 ،‬م‪ ،)314 :‬يرى انتفاء صفة‬
‫املحــرر عن اجلزء الذي يقع عليه فعل تغيري احلقيقة باعتبــار أن املحرر الذي يقع عليه‬
‫التزوير هو ورقة مكتوبــة‪ ،‬وال يشء غريه يصلح للتزوير‪ ،‬بينام بطاقة الدفع اإللكرتوين‬
‫ينتفي عنها هذا الوصف باعتبارها قطعة مصنعة من البالستيك‪ ،‬ووفق ًا هلذا الرأي‪ ،‬فإنه‬
‫تنتفي عن البطاقة صفة املحرر‪.‬‬
‫أما اجلانب اآلخر منهم (سامل‪1995 ،‬م‪ ،31 :‬احلمود‪1999 ،‬م‪ ،109 :‬الصواحلة‪،‬‬
‫‪2011‬م‪ ،357 :‬طه‪2003 ،‬م‪ ،1145 :‬الصغري‪1999 ،‬م‪ )120 :‬ونحن منهم‪ ،‬فمتفق‬
‫عــى انطباق وصف املحرر عىل بطاقات الدفــع اإللكرتوين باعتبار أن مقومات املحرر‬
‫تتوافــر فيها‪ ،‬كام أن البيانات التي تتضمنها البطاقة هي بيانات مكتوبة تعرب عن جمموعة‬

‫‪54‬‬
‫احلامية اجلنائية لبطاقات الدفع اإللكرتوين من التزوير‪ ...‬د‪ .‬ممدوح بن رشيد الرشيد العنـزي‬

‫من األفكار واملعاين الصادرة عن شخص أو جهة أخرى‪ ،‬ومن ثم فإن أي تغيري ينال تلك‬
‫البيانات يعد تزوير ًا؛ ألن هذه البيانات تكفي العتبار البطاقة حمرر ًا يمكن استخدامه فيام‬
‫أعد له‪ ،‬فالتغيري الذي ينال بيانات البطاقة من شأنه أن حيقق التغيري املطلوب لقيام جريمة‬
‫التزوير ولو كانت مصنوعة من مادة بالستيكية‪.‬‬
‫بينام بعضهم يرى أنه إذا صدرت بطاقــة الدفع اإللكرتونية من بنك تعود ملكيته‬
‫للدولة أو تسهم يف رأس ماله‪ ،‬فإن التزوير الواقع عىل البطاقة يعد تزوير ًا يف حمرر رسمي‪،‬‬
‫أما إذا صدرت بطاقة الدفع اإللكرتونية من قبل البنوك التجارية اخلاصة أو األجنبية‪ ،‬فإن‬
‫التزوير الواقع عليها يعد تزوير ًا يف حمرر عريف (الصغري‪1999 ،‬م‪.)120 ،‬‬
‫وأمــام اخلالف الفقهي حول مدى انطباق وصف املحــرر عىل البطاقة نلحظ أن‬
‫العامين‪ ،‬والقطري كانا أكثر توافق ًا وانسجام ًا مع هذه الصورة‬‫املنظم السعودي‪ ،‬والقانون ُ‬
‫املستحدثة بالنسبة لتزوير البطاقة باعتبار أهنم أفردوا نصوص ًا خاصة لتلك اجلريمة التي‬
‫ترد عىل بطاقات الدفع اإللكرتوين‪ ،‬وكفال محاية جنائية خاصة هلا واضحة ورصحية لكل‬
‫تعد عليها‪ ،‬ولذلك نجد املادة (‪ )13‬من نظام مكافحة التزوير السعودي نصت عىل محاية‬
‫بطاقات الوفاء أو السحب من التزوير بقوهلا «كل من زور بطاقة وفاء أو سحب مما تصدره‬
‫البنوك أو املؤسسات املالية املرخصة‪ ...‬يعاقب باحلبس مدة ال تزيد عىل عرش سنوات أو‬
‫بغرامة ال تزيد عىل مخسني ألف ريال أو هبام مع ًا»‪.‬‬
‫ويف االجتاه نفسه نجد القانون ُ‬
‫العامين نص يف املادة (‪ )28‬من قانون مكافحة جرائم‬
‫تقنية املعلومات عىل أن «يعاقب بالســجن مدة ال تقل عن شهر وال تزيد عىل ستة أشهر‬
‫وبغرامة ال تقل عن مخســائة ريال ُعامين وال تزيد عىل ألف ريال ُعامين أو بإحدى هاتني‬
‫العقوبتني كل من زور بطاقة مالية بأية وسيلة‪.»...‬‬
‫أما بالنسبة للقانون القطري فنجد اتفاقه مع سابقيه من ناحية محايته لبطاقات الدفع‬
‫اإللكرتوين؛ إذ نصت املادة (‪ )383‬من قانون العقوبات عىل أنه «يعاقب باحلبس مدة ال‬
‫تقل عن سنة وال تتجاوز مخس سنوات وبالغرامة التي ال تقل عن عرشة آالف ريال وال‬
‫تزيد عىل عرشين ألف ريال كل من‪ :‬أ‪ .‬زور بطاقة دفع آيل»‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ املجلد ‪ 31‬ـ العدد (‪ 41 )62‬ـ ‪ 74‬الرياض (‪2015‬م) (‪1436‬هـ)‬

‫‪ 2‬ـ البيانات املخزنة يف الرشيط املمغنط‬

‫يســمى الرشيط املمغنط بالكيان املعنوي للبطاقــة‪ ،‬وهو ما يعرف باملكونات غري‬
‫املادية للبطاقة‪ ،‬ويشــتمل عىل البيانات واملعلومات املشفرة عن طريق ختزينها ودجمها يف‬
‫الرشيط املمغنط‪ ،‬ويتم إدخاهلا من قبل اجلهة املصدرة للبطاقة‪ ،‬ويتم قراءة تلك املعلومات‬
‫إلكرتوني ًا وتشــتمل عىل معلومات ال يمكن إدراكها بالنظر؛ ألهنا عبارة عن رموز ليس‬
‫بإمكان أحد االطالع عليها إال عن طريق أجهزة خاصة بقراءهتا (اهليتي‪،261 ،2009 ،‬‬
‫السقا‪.)160،‬‬
‫ومن ثم ال يقترص تزوير البطاقة عىل البيانات الظاهرة هلا‪ ،‬وهو ما يعرف باجلانب‬
‫املادي‪ ،‬بل إنه يمتد ليشمل اجلانب املعنوي املتمثل يف البيانات املخزنة يف الرشيط املمغنط‪،‬‬
‫ولبيــان مدى اعتبار التغيري الذي ينال البيانات املخزنة يف الرشيط املمغنط املوجود عىل‬
‫ظهر البطاقة تزوير ًا‪ ،‬نجد أنه ثار خالف فقهي حول ذلك‪.‬‬
‫فبعض الفقهاء (اهليتي‪2009 ،‬م‪ 309 :‬ـ ‪ ،310‬الصغري‪1999 ،‬م‪121 :‬ـ‪،)122‬‬
‫يرون عدم انطباق أحكام جريمة التزويــر يف املحررات عىل فعل تزوير بطاقات الدفع‬
‫اإللكرتوين بسبب انتفاء صفة املحرر وحتديد ًا اجلزء الواقع عليه تغيري احلقيقة املتمثل يف‬
‫الرشيط املمغنط‪ ،‬أو الرشحية الرقائقية املحفورة بجســم البطاقة‪ ،‬كام يســوق هذا الرأي‬
‫حجته بأن مقومات املحرر تنتفي بالنسبة للبيانات املخزنة عىل األسطوانات‪ ،‬أو الرشائط‬
‫املمغنطة لعدم إمكانية رؤيتها بالعني املجردة‪ ،‬أو بطريق اللمس‪ ،‬وال يمكن االطالع عىل‬
‫تلك البيانات إال باســتخدام وســائل خاصة لقراءة املعلومات املعاجلة إلكرتوني ًا مثل‪:‬‬
‫جهاز احلاســب اآليل‪ ،‬واألجهزة املخصصة لقبول البطاقات املتوافرة لدى التجار التي‬
‫من الصعب أن تكون بمتناول اجلميع‪ ،‬ويضيف هذا الرأي حجة أخرى وهي أن املحرر‬
‫جيب أن يكون مقروء ًا بمجرد االطالع عليه‪.‬‬
‫وبعضهم (سامل‪1995 ،‬م‪ ،32 :‬حجازي‪2005 ،‬م‪ ،)140 :‬يرى أن تغيري احلقيقة‬
‫يف البيانات املعاجلــة إلكرتوني ًا يعد تزوير ًا‪ ،‬ومن ثم يمكن قراءهتا ســواء أكانت خمزنة‬
‫عىل األســطوانات‪ ،‬أو الرشائط املمغنطة‪ ،‬وفق ًا للقواعد واإلجراءات اخلاصة هبا‪ ،‬ومن‬

‫‪56‬‬
‫احلامية اجلنائية لبطاقات الدفع اإللكرتوين من التزوير‪ ...‬د‪ .‬ممدوح بن رشيد الرشيد العنـزي‬

‫ثم القول بعدم توافــر صفة املحرر يف هذه احلاالت يؤدي إىل اخللط بني رضورة معرفة‬
‫مدلول املحرر بحاســة العني ومدى ظهور هذا املعنى أو املدلول‪ ،‬كام أنه من غري املنطق‬
‫القول بخفاء معنى املحرر عن العني املجردة واحتياجه إىل إجراءات خاصة ينفي وجوده‪،‬‬
‫ومن الصعوبة القول بتوافر التزوير يف حالة تغيري احلروف واألرقام املطبوعة عىل بطاقة‬
‫االئتامن ورفضه يف حالة تغيري احلقيقة بالنسبة للبيانات املعاجلة إلكرتوني ًا لذات البطاقة‪،‬‬
‫كــا يذهب هذا الرأي إىل أنه من املتصور وقوع التزويــر بتغيري احلقيقة عىل ما تتضمنه‬
‫الرشائط أو املســتندات التي متثل خمرجات احلاســب اآليل ما دام قد نال التغيري نفســه‬
‫البيانات املوجودة يف احلاسب اآليل برشط حدوث الرضر‪.‬‬
‫وأخري ًا وبعد أن استعرضنا اخلالف الفقهي حول مدى انطباق وصف املحرر عىل‬
‫البطاقة ومدى اعتبار الرشيط املمغنط حمــرر ًا‪ ،‬فإننا نميل بدورنا لألخذ بالرأي الفقهي‬
‫القائل بتوافر صفة املحرر بالنسبة لبطاقة الدفع اإللكرتوين باعتبار أهنا تشتمل عىل بيانات‬
‫ظاهرة ختص حامل البطاقة كاالســم‪ ،‬وتاريخ الصالحية‪ ،‬وشعار املؤسسة املصدرة هلا‪،‬‬
‫ورقم البطاقة‪ ،‬والرشيط اخلاص بتوقيع حامل البطاقة‪ ،‬وأيض ًا البيانات املخزنة يف الرشيط‬
‫املمغنط‪ ،‬فالعبث بتلك البيانات والتغيري فيها يشــكل الركن املادي جلريمة التزوير ومن‬
‫ثــم يمكننا القول‪ :‬إن بطاقات الدفع اإللكرتوين تعد حمرر ًا؛ ألن املحرر هو كل مكتوب‬
‫يتضمن عالمات يمكن أن ينتقل هبا معنى من شــخص إىل آخر ويتطلب إفراغه بشكل‬
‫كتايب‪ ،‬وال عربة بنوع املحرر‪ ،‬ســواء أكان مصنوع ًا من الورق أو من البالستيك كام أنه‬
‫ال عربة باملادة التي كتب عليها‪ ،‬أو بطريقة الكتابة‪ ،‬ســواء كتب بخط اليد‪ ،‬أو عن طريق‬
‫اآللــة الكاتبة‪ ،‬أو بطريق احلفر‪ ،‬كام أنه من املمكن أن يكون املحرر ورق ًا‪ ،‬أو خشــب ًا‪ ،‬أو‬
‫جلــد ًا‪ ،‬فاملهم هنا أن تكون الكتابة مفهومة (الشــاذيل‪2007 ،‬م‪182 :‬ـ‪ ،183‬أبوعامر‬
‫وعبداملنعم‪1998 ،‬م‪.)527 :‬‬
‫كام أن الرأي الفقهي القائل بعدم انطباق أحكام جريمة تزوير املحررات عىل فعل‬
‫تزوير بطاقات الدفع اإللكرتوين بســبب انتفاء صفــة املحرر وحتديد ًا عىل اجلزء الواقع‬
‫عليــه فعل حتريف أو تغيــر احلقيقة املتمثل يف الرشيط املمغنــط‪ ،‬أو الرشحية الرقائقية‬
‫املحفورة بجســم البطاقة نســتطيع الرد عليه بأنه مل يعد يتناسب مع األساليب احلديثة‬

‫‪57‬‬
‫املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ املجلد ‪ 31‬ـ العدد (‪ 41 )62‬ـ ‪ 74‬الرياض (‪2015‬م) (‪1436‬هـ)‬

‫التي يستخدمها اجلناة نتيجة للتطور اإلجرامي يف تزوير البيانات املوجودة عىل الرشيط‬
‫املمغنط أو إدخال بيانات خمالفة للبيانات املدخلة األصلية ليتمكن اجلاين من خالهلا من‬
‫القيام بعمليات الســحب والرشاء دون وجه حق‪ ،‬باعتبار أن التزوير يمتد ليشمل تلك‬
‫البيانات املخزنة يف الرشيط املمغنط؛ إذ إنه من الصعوبة أن نعترب تعديل البيانات املوجودة‬
‫يف جسم البطاقة تزوير ًا ونستبعده إذا امتد التغيري للبيانات املخزنة عىل الرشيط املمغنط‪،‬‬
‫وال ينفي وقوع جريمــة التزوير أن تلك البيانات من الصعب رؤيتها بالعني املجردة أو‬
‫عن طريق اللمس؛ إذ من املمكن االطالع عليهــا وقراءهتا وفق ًا للقواعد واإلجراءات‬
‫اخلاصة هبا (سامل‪1995 ،‬م‪.)33 :‬‬
‫كام ال يقترص تزوير الرشيط املمغنط عىل جمرد الدخول إىل مكونات احلاسب اآليل‬
‫وتغيري البيانات فيه‪ ،‬بل إن وســائل أو طرق اإلجرام متعددة؛ إذ من املمكن جلوء املزور‬
‫إىل ما يعرف بطريقة النسخ التي تتم بوضع الرشيط املمغنط وتثبيته عىل البطاقة‪ ،‬ومن ثم‬
‫تزويد الرشيط املمغنط بالبيانات واملعلومات اخلاصة لكي خترج بطاقة شــبيهة بالبطاقة‬
‫األصلية (اخلليل‪ ،)47 :‬وتتم عملية النسخ عن طريق وضع رشيط تسجيل إلكرتوين عىل‬
‫البطاقة األصلية‪ ،‬وعن طريق مترير التيار احلراري حتصل عملية نسخ البيانات من البطاقة‬
‫األصلية إىل الرشيط املمغنط‪ ،‬ثم يتم وضع الرشيط املمغنط الذي تم نسخ البيانات عليه‬
‫عىل الرشيط الفارغ عن طريق التيار احلراري؛ لكي يتم نســخ مجيع البيانات إىل الرشيط‬
‫الفارغ (اهليتي‪2009 ،‬م‪.)256 :‬‬

‫‪ 3‬ـ موقف القوانني املقارنة من مدى اعتبار الرشيط املمغنط حمرر ًا‬
‫أمام اخلالف الفقهي حول مدى انطباق األحكام العامة جلريمة التزوير عىل بطاقات‬
‫الدفع اإللكرتوين وحتديد ًا الرشيط املمغنط املخزن فيه بيانات حامل البطاقة‪ ،‬نجد املنظم‬
‫السعودي قد تدخل ملعاجلة مثل هذا األمر‪ ،‬وأفرد نص ًا خاص ًا حلامية الرشيط املمغنط من‬
‫التزويــر واعتربه حمرر ًا‪ ،‬بل وعاقب من يقوم بتزويــره‪ ،‬وذلك عندما اعترب كل تغيري يف‬
‫املســتندات املعاجلة آلي ًا أو البيانات املخزنة يف ذاكرة احلاسب اآليل أو عىل رشيط ممغنط‬
‫تزوير ًا‪ ،‬كام نص رصاحة عىل عقاب من يقوم بتزوير املســتندات املعاجلة آليا أو البيانات‬
‫املخزنة يف ذاكرة احلاســب اآليل أو عىل رشيط أو أسطوانة ممغنطة؛ (املادة (‪/14‬ب) من‬

‫‪58‬‬
‫احلامية اجلنائية لبطاقات الدفع اإللكرتوين من التزوير‪ ...‬د‪ .‬ممدوح بن رشيد الرشيد العنـزي‬

‫نظام مكافحة التزوير السعودي)؛ وذلك لتاليف القصور يف النصوص التقليدية ملواجهة‬
‫العامين أفرد محاية خاصة للبيانات‬
‫تلك اجلريمة املستحدثة‪ ،‬ويف املقابل اآلخر نجد القانون ُ‬
‫أو املعلومات اإللكرتونية املخزنة‪ ،‬ســواء باإلضافة‪ ،‬أو احلذف‪ ،‬أو االســتبدال بقصد‬
‫االســتعامل‪ ،‬وعاقب كل شخص يقوم بذلك باحلبس مدة ال تقل عن سنة وال تزيد عىل‬
‫ثالث ســنوات‪ ،‬وبغرامة ال تقل عن ألف ريال ُعــاين‪ ،‬وال تزيد عىل ثالثة آالف ريال‬
‫أو بإحــدى هاتني العقوبتني؛ (املادة (‪ )12‬من قانــون مكافحة جرائم تقنية املعلومات‬
‫العامين)‪ .‬كام عاقب القانون القطري أي شــخص يرتكب تزوير ًا يف املستندات املعاجلة‬ ‫ُ‬
‫آلي ًا باحلبس مدة ال تتجاوز مخس سنوات‪ ،‬بل واعترب أي تغيري ينال الربامج املسجلة عىل‬
‫ذاكرة احلاسب اآليل تزوير ًا؛ (املادة ‪ 380‬من قانون العقوبات القطري)‪.‬‬
‫العامين‪ ،‬والقطري‬ ‫وبعد أن استعرضنا موقف كل من النظام السعودي‪ ،‬والقانون ُ‬
‫نستطيع القول‪ :‬إن تلك القوانني قد حسمت اخلالف الفقهي حول مدى اعتبار الرشيط‬
‫املمغنط حمرر ًا‪ ،‬وأن التغيري الذي ينال منه يعد تزوير ًا‪ ،‬وبالرغم من حســمها للخالف‪،‬‬
‫فإننا نجد أن هناك جانب ًا من القصور من قبلها جيب معاجلته‪ ،‬ويتمثل ذلك القصور حول‬
‫ما حتمله بطاقة الدفع اإللكرتوين من رشحية رقائقية حمفورة يف جسمها ومربجمة إلكرتوني ًا‬
‫إذ مل حتفل تلك اجلزئية باملعاجلة‪ ،‬ومن هذا املنطلق نطالب القوانني حمل الدراسة بمعاجلة‬
‫جانب القصور واعتبار ما ينطبق عىل الرشيط املمغنط ينطبق عىل الرشحية الرقائقية‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬الركن املادي‬


‫يتكــون الركن املــادي جلريمة تزويــر بطاقات الدفع اإللكــروين من عنرصين‬
‫األول‪ :‬تغيــر احلقيقة‪ ،‬والعنرص الثــاين‪ :‬أن حيدث التغيري بإحــدى الطرق التي نص‬
‫عليها النظام‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ تغيري احلقيقة‬
‫ال يتصــور وقــوع التزويــر دون حــدوث تغيــر للحقيقة باســتبداهلا بــا خيالفها‬
‫(الشاذيل‪ ،178 :2007 ،‬أبوعامر وعبداملنعم‪1998 ،‬م‪ )536 :‬وتغيري احلقيقة ينصب عىل‬
‫البطاقة عند تزويرها‪ ،‬ويشمل هذا التغيري بيانات البطاقة‪ ،‬سواء أكانت بيانات حاملها الرشعي‪،‬‬

‫‪59‬‬
‫املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ املجلد ‪ 31‬ـ العدد (‪ 41 )62‬ـ ‪ 74‬الرياض (‪2015‬م) (‪1436‬هـ)‬

‫أم رقم البطاقة املطبوع عىل جسمها‪ ،‬أو التاريخ املسموح حلاملها باستخدامها خالله‪ ،‬وأيضا‬
‫إمضاءاتــه‪ ،‬كام يمتد التغيري الذي ينال من كيان البطاقــة إىل الرشيط املمغنط املوجود عليها‬
‫واملخزن فيه بيانات حامل البطاقة (الصغري‪1999 ،‬م‪ ،132 :‬عبداحلكم‪2003 ،‬م‪.)50 :‬‬
‫ومن ثم يشرتط العتبار البطاقة صحيحة أن تتطابق بياناهتا مع بيانات حاملها؛ فإذا‬
‫حصل خالف لتلك البيانات‪ ،‬ففي هذا احلالة تتحقق جريمة التزوير‪ ،‬ويتفق كل من املنظم‬
‫الســعودي والقانون ُ‬
‫العامين والقطري عىل قيــام جريمة تزوير البطاقة إذا حصل تغيري يف‬
‫بياناهتا؛ (انظر املادة (‪ )13‬من نظام مكافحة التزوير الســعودي‪ ،‬واملادة (‪ )28‬من قانون‬
‫العامين‪ ،‬واملادة (‪/383‬أ) من قانون العقوبات القطري)‪.‬‬‫مكافحة جرائم تقنية املعلومات ُ‬
‫‪ 2‬ـ أن يقع التغيري عىل البطاقة بإحدى الطرق املنصوص عليها نظام ًا‬
‫ال يكفي لقيام جريمة التزوير أن حيدث تغيري احلقيقة يف البطاقة؛ إذ جيب أن يكون‬
‫هذا التغيري قد حدث بإحدى الطرق التي نص عليها النظام حرص ًا؛ لنكون أمام جريمة‬
‫تزويــر واقعة عىل البطاقة‪ ،‬فإذا حدث تغيــر للحقيقة بغري الطرق املنصوص عليها فال‬
‫تتحقق هنا جريمة التزوير‪.‬‬
‫العامين عىل تلك الصور حرص ًا وهي‬ ‫وقد نص كل من النظام الســعودي والقانون ُ‬
‫تتمثــل يف اصطناع البطاقة‪ ،‬وتقليدها وتغيري البيانات فيها‪ ،‬وتغيري الصورة التي عليها أو‬
‫استبداهلا بصورة شخص آخر‪ ،‬وتعد تلك الصور من طرق التزوير املادي باعتبار أن جريمة‬
‫التزوير تقع إما بطريقة مادية‪ ،‬أو معنوية‪ ،‬أما بالنســبة للقانون القطري‪ ،‬فإنه مل يفرد نص ًا‬
‫خاصــ ًا يتعلق بطرق تزوير بطاقات الدفع اإللكرتوين‪ ،‬وإنام اكتفى بذكر تلك الطرق فيام‬
‫يتعلق باألحكام العامة جلريمة التزوير؛ (انظر املادة ‪ 204‬من قانون العقوبات القطري)‪.‬‬
‫ومن ثم فإننا ســنبني طرق التزوير املادي الذي يرتك أثر ًا يدرك باحلس‪ ،‬ســواء يف‬
‫شــكل البطاقة أو يف بياناهتا‪ ،‬أما بالنســبة للتزوير املعنوي‪ ،‬فال يرتك أثر ًا يدرك باحلس‬
‫ومن الصعب وقوعه عىل بطاقات الدفع اإللكرتوين (الشاذيل‪ ،185 :2007 ،‬أبو عامر‬
‫وعبداملنعم‪ ،550 :1998 ،‬سامل‪ .)33 :1995 ،‬ولذا سنتحدث عن طرق التزوير املادي‬
‫بيشء من التفصيل‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫احلامية اجلنائية لبطاقات الدفع اإللكرتوين من التزوير‪ ...‬د‪ .‬ممدوح بن رشيد الرشيد العنـزي‬

‫أ ـ اصطناع بطاقة الدفع اإللكرتوين‬


‫يقصد باالصطناع خلق اجلاين بطاقة جديدة ال وجود هلا سابق ًا‪ ،‬ومن ثم نسبتها إىل‬
‫مؤسســة مرصفية أو جهة متنحها ال عالقة هلا هبا ومل تصدر عنها‪ ،‬ويتم صنع البطاقة عن‬
‫طريق قيام اجلاين بوضع اإلشعارات عليها‪ ،‬ومن ثم تغليفها بعد وضع الرشيط املمغنط‬
‫و الرشحية الرقائقية املوجودة بجسم البطاقة ورشيط التوقيع‪ ،‬ويتم وضع تلك البيانات‬
‫كل بحسب موقعه األصيل عىل جســم البطاقة‪ ،‬ثم تبدأ بعد ذلك عملية طباعة األرقام‬
‫واألحرف النافرة عىل جســم البطاقة عن طريق إنشــائها وفق ًا للمعلومات التي حصل‬
‫عليها اجلاين بطرقه اخلاصة‪.‬‬
‫وذهــب بعض الفقهاء (عبداحلكــم‪2003 ،‬م‪ ،)54 :‬إىل أنه من الصعوبة بمكان‬
‫تطبيق االصطناع بالنســبة لبطاقة الدفع اإللكرتوين مستند ًا يف رأيه إىل أنه يصعب توافر‬
‫املادة البالستيكية املصنوعة منها البطاقة األصلية‪ ،‬ويصعب أيض ًا توافر الرشيط املمغنط‬
‫خلــف البطاقة ‪.‬كام يذهب رأي فقهي آخر (متام‪ ،‬د‪ .‬ت‪)537 :‬؛ إىل أنه من غري املمكن‬
‫تقليد بطاقة الدفع اإللكرتوين مرجع ًا الســبب إىل أن لكل بطاقة رق ًام خاص ًا هبا ال يعرفه‬
‫سوى حاملها‪ ،‬وهذا الرقم مربمج عىل حسابه ولكل بطاقة رقم رسي ال يمكن استعامهلا‬
‫إال عن طريق هذا الرقم‪ ،‬ولكي يتم تقليد هذا النوع من البطاقات ينبغي صنع بطاقة من‬
‫املادة نفســها التي صنعت منها البطاقة األصلية‪ ،‬وأن تأخذ ذات رقمها ورقمها الرسي‪،‬‬
‫ومــن ثم تتم ممغنطتها‪ ،‬وهذا ال يمكن القيام به إال بتواطؤ موظف البنك مصدر البطاقة‬
‫مع اجلاين من خالل إعطائه نســخة أخرى من البطاقة الصحيحة لكي يتمكن اجلاين من‬
‫تزويرها‪.‬‬
‫إال أنه يمكننا الرد عىل هذا الرأي بأنه أصبح اليوم من الســهل جد ًا تزوير بطاقات‬
‫الدفع اإللكرتوين‪ ،‬وأن توافر املادة البالستيكية التي تصنع منها البطاقة من السهل احلصول‬
‫عليها باعتبار أن أي قطعة بالستيكية تؤدي الغرض إذا كانت مشاهبة للبطاقة األصلية وال‬
‫يتطلب األمر إىل خربة كبرية‪ ،‬وذلك يف ظل وجود التقنية احلديثة‪ ،‬ما يســهل عىل اجلاين‬
‫خلق بطاقة جديدة مل يكن هلا وجود سابق ًا؛ إذ إن البطاقة تصنع من مادة بالستيكية ومن‬
‫ثم من الســهل صهر أي بطاقة أخرى وإعادة تصنيعها لتخرج بشكل البطاقة التي يقع‬

‫‪61‬‬
‫املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ املجلد ‪ 31‬ـ العدد (‪ 41 )62‬ـ ‪ 74‬الرياض (‪2015‬م) (‪1436‬هـ)‬

‫عليها التزوير بذات الشكل واحلجم‪ ،‬أو احلصول عىل بطاقة منتهية الصالحية أو مرسوقة‬
‫ومن ثم إزالة ومسح بياناهتا األصلية (خياط‪2002 ،‬م‪.)42 :‬‬
‫أما بالنسبة لصعوبة توافر الرشيط املمغنط املوجود خلف البطاقة‪ ،‬فهنا يمكننا الرد‬
‫بأنه من السهل حصول اجلاين عىل بطاقة خالية من أي بيانات يوجد عىل ظهرها الرشيط‬
‫املمغنط‪ ،‬أو أن يقوم بتثبيت رشيط آخر ممغنط عليها‪ ،‬ومن ثم يقوم بعملية نسخ البيانات‬
‫املوجــودة عىل الرشيط املمغنط عن طريق خاصية مترير التيار احلراري‪ ،‬إذ حتصل عملية‬
‫نســخ البيانات من البطاقة األصلية إىل الرشيط املمغنــط الذي تم وضعه عىل الرشيط‬
‫املمغنط اخلاص بالبطاقة األصلية‪ ،‬ثم تأيت املرحلة األخرية بوضع الرشيط املمغنط الذي‬
‫تم نســخ املعلومات عليه عىل الرشيط املمغنط الفارغ‪ ،‬ومن ثم نســخ تلك البيانات إىل‬
‫الرشيط الفارغ وتغيري الرقم الرسي اخلاص بالبطاقة األصلية‪ ،‬الذي حصل عليه اجلاين‬
‫بطريقة غري مرشوعة ونســخه عن طريق جهاز خمصص لذلك أو جهاز نسخ معلومات‬
‫الرشيط املمغنط لصنــع أكرب عدد ممكن من البطاقات املزورة (اهليتي‪2009 ،‬م‪،256 :‬‬
‫خليل‪.)48 :‬‬
‫ب ـ التقليد‬
‫يقصــد بتقليد البطاقــة صناعة بطاقة ســحب أو وفاء شــبيهة بالبطاقة األصلية‬
‫(الصغري‪1999 ،‬م‪ ،132 :‬قشــقوش‪2003 ،‬م‪ ،585 :‬ســامل‪1995 ،‬م‪ ،)77 :‬وتقليد‬
‫البطاقــة يتطلب وجود بطاقة صحيحة أو أخرى منتهيــة الصالحية ليتمكن اجلاين من‬
‫تزويرها عن طريق تقليد ما عليها من أرقام‪ ،‬أو أحرف‪ ،‬بأرقام أخرى حصل عليها بطرق‬
‫غري مرشوعة‪ ،‬أو قيامه بتقليد الرشيط املمغنط املوجود عىل ظهر البطاقة ونســخ بيانات‬
‫البطاقة األصلية إىل البطاقة املزورة وتتم تلك العملية إلكرتوني ًا‪ ،‬أو أن يقوم بمحو البيانات‬
‫املخزنة فيه ومن ثم إعادة تشــفريه ببيانات أخرى جديدة وصحيحة (بصلة‪2002 ،‬م‪:‬‬
‫‪ ،92‬اهليتــي‪2009 ،‬م‪ .)254 :‬وبعد انتهاء اجلــاين من عملية نقل البيانات إىل الرشيط‬
‫املمغنط‪ ،‬فإنه قد يســتخدم طريقة أخرى‪ ،‬وهي ما تسمى بطريقة الكشط‪ ،‬وذلك بقيامه‬
‫ال منه متضمن ًا توقيعه أو أن يقوم بمحو التوقيع األصيل املثبت عىل‬ ‫بوضع رشيط آخر بد ً‬

‫‪62‬‬
‫احلامية اجلنائية لبطاقات الدفع اإللكرتوين من التزوير‪ ...‬د‪ .‬ممدوح بن رشيد الرشيد العنـزي‬

‫ال من توقيع حامــل البطاقة األصيل‪ ،‬وتتم عملية حمو‬‫رشيــط التوقيع ووضع توقيعه بد ً‬
‫التوقيع باستخدام اجلاين مواد كيميائية إلمتام جريمته‪.‬‬
‫وأخــر ًا نرى أنه لكي تتوافر محاية جنائية أكثر للبطاقة جيب أن تقوم املؤسســات‬
‫املرصفيــة املصدرة هلا بتفعيل دور بصمة األصبع‪ ،‬وأن يتم برجمة تلك البصمة بحيث ال‬
‫يتم التعامل مع حامل البطاقة إال عن طريق وضع بصمة أصبعه من خالل أجهزه تكون‬
‫منترشة لدى املراكز التجارية أو نقاط البيع أو أجهزة الرصف اآليل‪ ،‬ما جيعل تلك الطريقة‬
‫تضفي عىل البطاقة محاية من التالعــب هبا أو تزويرها‪ ،‬وأيض ًا جتنب حاملها االحتفاظ‬
‫بالرقم الرسي املخصص للعمليات املالية‪.‬‬
‫ج ـ تغيري بيانات البطاقة‬
‫تغيري بيانات البطاقة إحدى طرق التزوير املادي لبطاقات الدفع اإللكرتوين‪ ،‬وحيدث‬
‫أن يتم التغيري بقيام اجلاين بوضع اسمه مكان اسم صاحب البطاقة األصيل‪ ،‬وذلك بتغيري‬
‫األحرف البارزة لالسم عىل جســم البطاقة‪ ،‬أو أن يقوم بزيادة تلك األحرف أو حموها‬
‫هنائي ًا ومن ثم قيام اجلاين بتغيري اســم حاملها إىل اسمه (عبداحلكم‪2003 ،‬م‪ .)53 :‬كام‬
‫أن تغيري بيانات البطاقة يشمل الرشيط املمغنط املثبت عىل ظهرها‪ ،‬ويعترب التغيري الذي‬
‫ينال من جســم البطاقة تغيري ًا مادي ًا عن طريق إضافــة كلمه أو رقم أو توقيع أو حذف‬
‫يشء بمحوه أو شطبه أو طمسه‪ ،‬أو أن يقوم بتعديل أو تغيري بيانات البطاقة املقروءة مثل‬
‫تعديل التاريخ املسموح من خالله استخدامها‪.‬‬
‫وال خيفى أن تغيري بيانات البطاقة يتخذ إحدى الطرق التالية‪:‬‬
‫األوىل‪ :‬التغيري بالتعديل‪ ،‬ويتحقق هذا عن طريق احلك‪ ،‬أو الشطب‪ ،‬أو حذف بيان‬
‫من بيانات البطاقة ووضع بيانات أخرى حمكمة مكان البيانات التي تم إخفاؤها باحلك‪ ،‬أو‬
‫الشطب‪ ،‬أو احلذف كأن يقوم اجلاين بتعديل التاريخ املسموح من خالله استخدام البطاقة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬يتم التغيري عن طريق إضافة كلمة‪ ،‬أو حرف‪ ،‬أو رقم للبطاقة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬طريقة احلذف‪ ،‬ويكون عن طريق حمو كلمه‪ ،‬أو فقرة‪ ،‬أو حرف بطريقة فنية‬
‫ال ترى بالعني املجردة‪ ،‬أو أن يتم إزالتها بامدة كيميائية‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ املجلد ‪ 31‬ـ العدد (‪ 41 )62‬ـ ‪ 74‬الرياض (‪2015‬م) (‪1436‬هـ)‬

‫د ـ تغيري الصورة أو استبداهلا بصورة أخرى‬


‫يعد تغيري الصورة أو استبداهلا بصورة أخرى إحدى طرق التزوير املادي‪ ،‬ويقصد‬
‫هبا وضع صورة مكان صورة احلامل األصيل للبطاقة أو تغيريها مستخدم ًا أحدث الطرق‬
‫دون أن ينال جسم البطاقة أي تلف‪ ،‬أو ما يشري إىل تزويرها ليصعب الكشف عن تلك‬
‫العمليــة وتتطلب تلك الطريقة الدقة واحلرص من قبل املزور باســتخدامه للعديد من‬
‫اآلالت احلديثة التي تتميز بالدقة العالية (عبداحلكم‪2003 ،‬م‪53 :‬ـ‪.)54‬‬
‫وقد كفل املنظم السعودي احلامية اجلنائية لبطاقة الدفع اإللكرتوين عندما اعترب تغيري‬
‫الصورة أو استبداهلا بصورة شخص آخر تزوير ًا معاقب ًا عليه؛ (انظر املادة (‪ )13‬من نظام‬
‫مكافحة التزوير السعودي)‪ ،‬وحسن ًا فعل املنظم السعودي عندما مل يغفل مثل هذه الطريقة‬
‫أو أن يرتكها لألحكام العامة جلريمة التزوير‪ ،‬ما يضفي عىل البطاقة محاية جنائية أكرب‪ ،‬إذ‬
‫مل يقف عند تغيري الصورة فقط‪ ،‬بل امتد باحلامية لتشمل استبدال الصورة بصورة أخرى‪.‬‬
‫العامين‪ ،‬أغفل‬ ‫بينام يف املقابل اآلخر نجد قانــون مكافحة جرائم تقنية املعلومات ُ‬
‫النص عىل اعتبار تغيري الصورة أو استبداهلا بصورة أخرى تزوير ًا بالرغم من محايته جنائي ًا‬
‫العامين ملعاجلة جانب القصور والنص رصاحة‬ ‫للبطاقــة‪ ،‬ومن ثم نرى أن يتدخل املرشع ٌ‬
‫عىل اعتبار كل تغيري يف الصورة أو استبداهلا بصورة أخرى تزوير ًا معاقب ًا عليه‪.‬‬
‫أما بالنسبة للقانون القطري وبالرغم من النص عىل معاقبة كل شخص يقوم بتزوير‬
‫البطاقة‪ ،‬فإنه مل ينص رصاحة عىل اعتبار تغيري الصورة أو استبداهلا بصورة أخرى تزوير ًا‪،‬‬
‫إال أنه عدِّ التغيري يف الصورة الفوتوغرافية تزوير ًا‪ ،‬حيث يقصد هبا تغيري الصورة يف حمرر‪،‬‬
‫إال أننا نرى أنه من اجلائز قياس ذلك عىل تغيري الصورة يف البطاقة أو اســتبداهلا بصورة‬
‫أخرى واعتبار ذلك تزوير ًا؛ ألن وصف املحرر ينطبق عىل البطاقة‪ ،‬ومن ثم إمكانية تطبيق‬
‫أحكام جريمة التزوير عليها؛ (املادة ‪ 1/204‬من قانون العقوبات القطري)‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬مدى توافر ركن الرضر يف تزوير بطاقات الدفع اإللكرتوين‬
‫يفرتض لتحقق جريمة التزوير وجود البطاقة وحدوث التغيري فيها بإحدى الطرق‬
‫املنصــوص عليها نظام ًا‪ ،‬إال أنه من غري املمكن توافر تلك الصورة دون أن يلحق رضر‬

‫‪64‬‬
‫احلامية اجلنائية لبطاقات الدفع اإللكرتوين من التزوير‪ ...‬د‪ .‬ممدوح بن رشيد الرشيد العنـزي‬

‫بحامل البطاقة األصيل وباآلخرين أو جمــرد تعريضهم الحتامل وقوعه‪ ،‬وبام أن النظام‬
‫العامين والقطري أفردا محاية خاصة لبطاقات الدفع اإللكرتوين‪ ،‬فإن‬
‫السعودي والقانون ُ‬
‫الرضر املتطلب لقيام جريمة تزوير البطاقة هو كل مساس بحق أو مصلحة حممية بموجب‬
‫النظام (الشاذيل‪2007 ،‬م‪.)193 :‬‬
‫العامين يف املادة (‪ )199‬منه عن الرضر الذي يلحق باآلخرين‬‫وقد عرب قانون اجلزاء ُ‬
‫نتيجة للتزوير بأنه رضر مادي‪ ،‬أو معنوي‪ ،‬أو اجتامعي‪ ،‬ما يرتتب عىل هذا الرضر اهتزاز ثقة‬
‫األفراد يف املعامالت االقتصادية املرصفية عن طريق استخدام بطاقات الدفع اإللكرتوين‪،‬‬
‫ما يولد لدهيم شعور ًا باخلوف من اســتخدام تلك البطاقات وإحلاق الرضر هبم وباجلهة‬
‫املصدرة هلا والتاجر الذي قبل الوفاء هبا (سامل‪1995 ،‬م‪ ،135 :‬عبداحلكم‪2003 ،‬م‪.)55 :‬‬
‫أما بالنســبة للمنظم الســعودي وبالرغم من أنه مل ينص يف املادة (‪ )13‬من نظام‬
‫مكافحــة التزوير عىل رشط وقوع الرضر أو احتامل وقوعــه لقيام جريمة التزوير‪ ،‬فإن‬
‫ذلــك ال يعني أنــه إذا ختلف ركن الرضر انتفت جريمة التزويــر يف ظل توافر األركان‬
‫األخرى؛ ألن املنظم يعاقب املزور إذا اســتخدم البطاقة املزورة آلي ًا دون النظر إىل حتقق‬
‫الغرض من االستخدام‪.‬‬
‫ويف نظرنــا أن الرضر املتطلب لقيــام جريمة تزوير البطاقات هــو الرضر املادي‬
‫واملعنــوي واالجتامعي مرجعني ذلك إىل أن الرضر املــادي الذي يلحق بحامل البطاقة‬
‫يسبب له خسائر مادية تتمثل يف سحب مبالغ من رصيده لتسديد عمليات رشائية مل يقم‬
‫هبا‪ ،‬وإضافة تلك العمليات إليه‪ ،‬أما بالنسبة للرضر االجتامعي‪ ،‬فيظهر من خالل فقد تلك‬
‫البطاقة لثقة املتعاملني هبا‪ ،‬وخاصة إذا ارتكبت عمليات تزوير لعدد غري حمدد من البطاقات‬
‫(قشــقوش‪2003 ،‬م‪ ،583 :‬احلمود‪1999 ،‬م‪ ،)110 :‬وبالرغم من أن حامل البطاقة‬
‫واجلهة املصدرة هلا بوســعهم إثبات وقوع الــرر‪ ،‬فإنه يقع عىل عاتق اجلهات املختصة‬
‫بالتحقيق إثبات وقوع التزوير‪ ،‬وال يتم ذلك إال بمعاقبة املزور ولو مل يستعمل البطاقة‪.‬‬

‫رابع ًا‪ :‬الركن املعنوي‬


‫تعد جريمة تزوير بطاقات الدفــع اإللكرتوين من اجلرائم العمدية التي تقتيض توافر‬

‫‪65‬‬
‫املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ املجلد ‪ 31‬ـ العدد (‪ 41 )62‬ـ ‪ 74‬الرياض (‪2015‬م) (‪1436‬هـ)‬

‫القصد اجلنائي لدى اجلاين (فرحات‪ ،)174 :1994 ،‬الذي ينبغي أن يكون معارص ًا الرتكاب‬
‫الفعل اإلجرامي الذي تقوم به جريمة التزوير‪ ،‬فإذا مل يتوافر القصد اجلنائي بعنارصه وقت‬
‫ارتــكاب الفعل فال تتحقق جريمة التزوير يف هذه احلالة (ســامل‪1995 ،‬م‪ ،)30 :‬والقصد‬
‫اجلنائي إما أن يكون عام ًا‪ ،‬أو خاص ًا‪ ،‬فالقصد اجلنائي العام يتحقق حينام يعلم اجلاين بتوافر‬
‫مجيــع العنارص التي تقوم عليها جريمة تزويــر بطاقة الدفع اإللكرتوين‪ ،‬وأن ما يقوم به هو‬
‫تغيري لبيانات البطاقة تغيري ًا من شــأنه إحــداث رضر باآلخرين‪ ،‬وبحامل البطاقة‪ ،‬واجلهة‬
‫املصدرة هلا‪ ،‬أو احتامل حدوثه‪ ،‬وأن تنرصف إرادة اجلاين إىل الســلوك والنتيجة املرتتبة عليه‬
‫(الشاذيل‪2007 ،‬م‪ ،197 :‬قشقوش‪2003 ،‬م‪ .)585 :‬أما بالنسبة للقصد اجلنائي اخلاص‪،‬‬
‫فإنه يشــرط لتحققه توافر العلم لدى اجلــاين‪ ،‬وأن تتجه إرادته أثنــاء تزوير بطاقة الدفع‬
‫اإللكرتوين إىل استخدامها فيام زورت من أجله‪ ،‬وال يشرتط لتوافر هذا القصد أن تستعمل‬
‫البطاقة املزورة فع ً‬
‫ال؛ إذ يكفي أن تتجه إرادة اجلاين الســتعامهلا وقت التزوير‪ ،‬فإذا مل يتوافر‬
‫القصد اجلنائي اخلاص‪ ،‬ففي هذه احلالة ال تتحقق جريمة التزوير وال يشرتط أن يكون قصد‬
‫اجلاين من التزوير اإلرضار باآلخرين (الشاذيل‪2007 ،‬م‪ ،199 :‬فرحات‪1994 ،‬م‪.)177 :‬‬
‫وأخريا نخلص إىل أن القصــد اجلنائي العام املتطلب لقيام جريمة تزوير بطاقات‬
‫الدفع اإللكــروين ال يكفي وحده لتحقق جريمة التزوير‪ ،‬بــل ال بد من توافر القصد‬
‫اجلنائــي اخلاص لعدم كفاية علم اجلاين بتوافر أركان جريمة التزوير‪ ،‬أو أن تتجه إرادته‬
‫إىل إحداث تغيري للحقيقة‪ ،‬إذ جيب فوق ذلك أن تتجه إرادته إىل استعامل البطاقة املزورة‬
‫فيام زورت من أجله‪.‬‬

‫املطلب الثــاين‪ :‬العقوبة املقررة ملرتكب جريمة تزوير بطاقات الدفع‬


‫اإللكرتوين واإلعفاء منها‬
‫نتحدث من خالل هذا املطلب عن العقوبة املقررة ملن يرتكب جريمة تزوير بطاقات‬
‫الدفع اإللكرتوين‪ ،‬واإلعفاء من عقوبتها‪.‬‬

‫أو ًال‪ :‬العقوبة املقررة ملرتكب جريمة تزوير بطاقات الدفع اإللكرتوين‬
‫يف حال حتقق أركان جريمة تزوير بطاقات الدفع اإللكرتوين‪ ،‬فإن اجلاين يســتحق‬

‫‪66‬‬
‫احلامية اجلنائية لبطاقات الدفع اإللكرتوين من التزوير‪ ...‬د‪ .‬ممدوح بن رشيد الرشيد العنـزي‬

‫العامين عىل معاقبة كل‬‫العقوبــة املقررة هلا‪ ،‬ويتفق كل من النظام الســعودي والقانــون ُ‬
‫شخص يقوم بتزوير بطاقة الدفع اإللكرتوين‪ ،‬وإن كنا نلحظ اختالف ًا يف مقدار العقوبة‪،‬‬
‫فالنظام الســعودي جعل العقوبة الســجن مدة ال تزيد عىل عرش سنوات‪ ،‬أو بغرامة ال‬
‫تزيد عىل مخسني ألف ريال أو هبام مع ًا (املادة (‪ )13‬من نظام مكافحة التزوير السعودي)‪،‬‬
‫العامين فقد جعل العقوبة بالســجن مدة ال تقل عن شــهر وال تزيد عىل ستة‬ ‫أما القانون ُ‬
‫أشهر وبغرامة ال تزيد عىل مخسامئة ريال ُعامين أو ألف ريال أو بإحدى هاتني العقوبتني‪،‬‬
‫العامين)‪.‬‬
‫(املادة (‪ )28‬من قانون مكافحة جرائم تقنية املعلومات ُ‬
‫ومما يؤخذ عىل النظام السعودي والقانون ُ‬
‫العامين أهنام تركا العقوبة تقديرية للقايض‬
‫ما بني الســجن والغرامة؛ إذ من املمكن أن حيكم بالعقوبة دون الغرامة‪ ،‬أو أن حيكم هبام‬
‫مجيع ًا‪ ،‬ويف ظل ذلك نرى أنه ال جمال للقايض للحكم إما بالعقوبة أو السجن‪ ،‬وبالرغم من‬
‫أهنام ذكرا عبارة «أو هبام مجيع ًا»‪ .‬ومن ثم نرى تعديل تلك العقوبة لتصبح واجبة اجلمع بني‬
‫السجن والغرامة‪ ،‬ال التخيري بني السجن أو الغرامة؛ لكي تصبح احلامية اجلنائية لبطاقات‬
‫الدفع اإللكرتوين أكثر واقعية‪ ،‬وأن تكون عقوبتها رادعة لكل شخص يفكر يف تزويرها‪،‬‬
‫وواقع احلال ينطبق عىل نص املادة (‪/14‬ب) من نظام مكافحة التزوير الســعودي التي‬
‫عاقبت من يقوم بتزوير الصورة الضوئية أو املســتندات املعاجلة آليا أو البيانات املخزنة‬
‫يف ذاكرات احلاســب اآليل أو عىل رشيط أو أسطوانة ممغنطة بالعقوبات الواردة يف هذا‬
‫النظام‪ ،‬ومن ثم يفهم من ذلك أن عقوبة تزوير الرشيط املمغنط هي ذاهتا العقوبة املقررة‬
‫لتزوير بطاقات الوفاء أو السحب‪ ،‬وهي السجن مدة ال تزيد عىل عرش سنوات أو بغرامة‬
‫ال تزيد عىل مخسني ألف ريال أو هبام مع ًا‪.‬‬
‫كام أغفل املنظم الســعودي النص عىل العقوبــة التكميلية للعقوبة األصلية وهي‬
‫مصادرة األشــياء التي استعملت يف ارتكاب جريمة تزوير بطاقات الوفاء أو السحب‪،‬‬
‫ولو سلمنا بأن أي عقوبة واردة يف نظام مكافحة التزوير يمكن تطبيقها عىل تزوير بطاقات‬
‫الدفع اإللكرتوين سيصبح هناك خلط بني األحكام العامة جلريمة التزوير وجريمة التزوير‬
‫التــي نحن بصددها‪ ،‬بينام نجد القانون ُ‬
‫العامين نص يف املادة (‪/32‬أ) من قانون مكافحة‬
‫جرائــم تقنية املعلومات عىل العقوبة التكميلية للعقوبة األصلية أال وهي املصادرة دون‬
‫اإلخالل بحقوق اآلخرين حســنى النية‪ ،‬وذلك بمصادرة مجيــع األجهزة واألدوات‬

‫‪67‬‬
‫املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ املجلد ‪ 31‬ـ العدد (‪ 41 )62‬ـ ‪ 74‬الرياض (‪2015‬م) (‪1436‬هـ)‬

‫والربامج وغريها من األشياء التي استعملت يف ارتكاب جريمة تقنية املعلومات‪ ،‬وكذلك‬
‫األموال املتحصلة منها‪.‬‬
‫أما بالنســبة للقانون القطري فنجده ذهب عكس ما ذهب إليه املنظم الســعودي‬
‫والقانون ُ‬
‫العامين من حيــث العقوبة األصلية املقررة لتزوير بطاقات الدفع اإللكرتوين؛‬
‫إذ جعل العقوبــة وجوبية وهي اجلمع بني احلبس والغرامة‪ ،‬وذلك من خالل ما نصت‬
‫عليه املادة (‪/383‬أ) من قانون العقوبات عىل عقاب اجلاين باحلبس مدة ال تقل عن سنة‬
‫وال تتجاوز مخس سنوات‪ ،‬وبالغرامة التي ال تقل عن عرشة آالف وال تزيد عىل عرشين‬
‫ِ‬
‫يكتف القانون القطري بعقوبة التزوير‪ ،‬بل طبق العقوبة نفسها يف الفقرة‬ ‫ألف ريال‪ ،‬ومل‬
‫(د) من املادة نفسها عىل كل شخص قام بصنع املعدات أو اآلالت املستخدمة يف صناعة‬
‫بطاقة الدفع اآليل دون ترخيص‪.‬‬
‫أما بالنسبة للعقوبة التكميلية‪ ،‬فنجد اتفاق القانون القطري مع نظريه ُ‬
‫العامين عندما‬
‫نص يف املادة (‪ )386‬من قانون العقوبات بأنه يف مجيع األحوال حيكم برد املبالغ املستوىل‬
‫عليها‪ ،‬وكذلك مصادرة مجيع اآلالت املضبوطة واملســتخدمة يف ارتكاب جريمة تزوير‬
‫بطاقة الدفع اآليل‪.‬‬
‫ويتضــح لنا من خالل هذا النص أن عقوبة املصادرة عقوبة تكميلية لتزوير بطاقة‬
‫الدفع اإللكــروين‪ ،‬وهي عقوبة تكميلية وجوبية بمعنــى أن القايض يلتزم باحلكم هبا‬
‫والنــص عليها يف حكم اإلدانة‪ ،‬وموضوع املصادرة ال يقترص عىل رد املبالغ املســتوىل‬
‫عليها‪ ،‬وإنام يشمل اآلالت املضبوطة واملستخدمة يف ارتكاب جريمة تزوير بطاقة الدفع‬
‫اإللكرتوين‪ ،‬فــإذ ًا عقوبة املصادرة ال حيكم هبا كعقوبة تكميليــة إال إذا توافرت أركان‬
‫جريمة تزوير البطاقة‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬اإلعفاء من العقاب‬


‫جان قام بإبالغ الســلطات عن قيامه بتزوير بطاقات الدفع‬ ‫يعفى من العقاب كل ٍ‬
‫اإللكرتوين قبل علمها بوقوع جريمة التزوير‪ ،‬وذلك تشــجيع ًا للجناة عىل إعادة املبالغ‬
‫العامين أعفى اجلناة ورشكاءهم‬ ‫التي دخلت يف ذمتهم بسبب التزوير‪ ،‬ولذلك نجد القانون ُ‬

‫‪68‬‬
‫احلامية اجلنائية لبطاقات الدفع اإللكرتوين من التزوير‪ ...‬د‪ .‬ممدوح بن رشيد الرشيد العنـزي‬

‫من عقوبة جريمة تزوير البطاقة إذا بادروا إىل إبالغ السلطات قبل علمها بوقوع اجلريمة‬
‫كتشــجيع منه للجناة أو رشكائهم للمبادرة بإبالغ الســلطات بمعلومات عن جريمة‬
‫التزوير املرتكبة‪ ،‬كام امتد بالعفو إىل ما بعد وقوع اجلريمة والكشف عنها‪ ،‬ولكنه اشرتط‬
‫أن يرتتــب عىل هذا اإلخبار ضبط بقية اجلناة (املادة ‪ 33‬من قانون مكافحة جرائم تقنية‬
‫العامين)‪.‬‬
‫املعلومات ُ‬
‫أما بالنسبة للنظام السعودي وبالرغم من أنه خص بطاقة الدفع اإللكرتوين باحلامية‬
‫اجلنائية يف املادة (‪ )13‬فإننا نجد أنه مل ينص عىل اإلعفاء من العقاب ملرتكب جريمة تزوير‬
‫البطاقة‪ ،‬وإن ورد لفظ اإلعفاء من العقاب بنص املادة (‪ )4‬من نظام مكافحة التزوير إال‬
‫أنه خصه بنوع حمدد من اجلرائم أوردها عىل ســبيل احلرص؛ ومل يذكر منها جريمة تزوير‬
‫بطاقات الدفع اإللكرتوين‪ ،‬وهذا يؤكد لنا أن املنظم السعودي مل ينص عىل إعفاء اجلاين‬
‫من العقاب إذا أخرب الســلطات عن جريمة التزوير قبل علمها أو بعد علمها فيام خيص‬
‫الفاعلني أو الرشكاء‪ ،‬ومن ثم نرى أن املنظم الســعودي تدخل ملعاجلة مثل هذا القصور‬
‫والنص رصاحة عىل إعفاء اجلاين من العقاب كتشجيع منه إذا بادر بإبالغ السلطات قبل‬
‫علمها بوقوع جريمة التزوير وأفرد نص ًا خاص ًا لإلعفاء من العقاب لكل من يبادر بإبالغ‬
‫السلطات قبل علمها عن وقوع جريمة تزوير بطاقة الدفع اإللكرتوين‪.‬‬
‫ويف األخري نرى أن اإلعفاء من العقاب حيقق فائدتني أو ميزتني‪ :‬األوىل تشــجيع‬
‫كل شخص قام بتزوير البطاقة عىل إعادة املبالغ التي دخلت يف ذمته بسبب التزوير‪َّ ،‬أما‬
‫الفائدة الثانية‪ ،‬فهي ما يؤدي إخباره للسلطات قبل علمها أو بعد علمها باجلريمة التامة‬
‫التي بورش التحقيق فيها إىل الكشف عن باقي اجلناة أو يساعد السلطات يف القبض عليهم‪.‬‬

‫اخلــامتـة‬
‫بعد أن انتهينا من دراســتنا املوسومة بـ«احلامية اجلنائية لبطاقات الدفع اإللكرتوين‬
‫من التزوير» التي استعرضنا من خالهلا ماهية تلك البطاقات‪ ،‬ومدى احلامية التي كفلها‬
‫كل من املنظم السعودي والقانون ُ‬
‫العامين والقطري‪ ،‬وبيان أركان جريمة التزوير والعقوبة‬
‫املرتتبة عليها‪ ،‬فإننا نؤكد أن التعامل ببطاقات الدفع اإللكرتوين لقي نجاح ًا متميز ًا لدى‬

‫‪69‬‬
‫املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ املجلد ‪ 31‬ـ العدد (‪ 41 )62‬ـ ‪ 74‬الرياض (‪2015‬م) (‪1436‬هـ)‬

‫املتعاملني هبا باعتبارها وسيلة ذات فاعلية كربى للسداد‪ ،‬ويرجع السبب لسهولة محلها‬
‫واستخدامها وقلة تعرضها للرسقة أو الضياع‪ ،‬كام جتنب حاملها االحتفاظ بكمية كبرية‬
‫من النقود‪ ،‬اليشء الذي جعلها متتاز بســهولة التداول‪ ،‬ســواء عىل املســتوى املحيل أو‬
‫الدويل‪ ،‬ما أدى إىل انتشــارها يف البيئة التجارية انتشار ًا واسع ًا‪ ،‬وأصبحت من األنشطة‬
‫املهمة والرئيسة للبنوك واملؤسسات املالية‪.‬‬
‫كام أن الدور الرئيس لبطاقات الدفع اإللكرتوين يتمثل يف وظيفتها االئتامنية باعتبار‬
‫أن اجلهة املصدر هلا تقبل الوفاء بالقيمة للتاجر عىل أن تقوم باسرتداد قيمتها من احلامل‬
‫بعد ذلك عىل دفعات‪ ،‬ما حيقق معنى االئتامن؛ إذ يســتطيع حاملها رشاء مجيع ما حيتاج‬
‫إليه من متطلبات ودفع ثمنها فيام بعد‪ ،‬والتاجر يســتويف قيمة ثمن البضاعة بتحويله إىل‬
‫حسابه بالبنك دون أي عناء‪ ،‬كام أن اجلهة املصدرة هلا حتقق فائدة تتمثل يف احلصول عىل‬
‫عمولة من احلامل مقابل االئتامن املمنوح له وأيض ًا احلصول عىل عمولة من التاجر نظري‬
‫التعجيل بثمن املشرتيات‪.‬‬
‫وقد استطعنا يف األخري التوصل إىل جمموعة من النتائج والتوصيات‪:‬‬

‫النتـائـج‬
‫تعد مشــكلة محاية بطاقات الدفع اإللكرتوين من أخطر املشكالت التي تواجهها‬
‫األنظمة االقتصادية عىل املستويني الداخيل والدويل‪ ،‬ومن ثم جيب التصدي لتلك املشكلة‬
‫كحامية للبطاقة من التالعب والتزويــر باعتبار أن جرائم بطاقات الدفع اإللكرتوين ال‬
‫تعد من اجلرائم العادية فحسب‪ ،‬بل تعد جرائم ذات طبيعة خاصة تتضمن جمرم ًا جديد ًا‬
‫ومفاهيم جديدة للجريمة وســلوك ًا إجرامي ًا متميز ًا وخمتلف ًا‪ ،‬ما يتطلب وجود أساليب‬
‫جديدة وفكر متطور لتناول مثل تلك القضايا لدى موظفي البنوك واخلرباء وســلطات‬
‫التحقيق والقضاة‪.‬‬
‫وإن جريمة التزوير والتالعب ببطاقات الدفع اإللكرتوين من اجلرائم احلديثة التي مل‬
‫يكن هلا ظهور من قبل وارتبط وجودها بتطور تكنولوجيا املعلومات واحلاسبات‪ ،‬ونتيجة‬
‫للدور الكبري الذي تؤديه تلك البطاقات؛ إذ يعتمد عليها يف العمليات املرصفية‪ ،‬وتستخدم‬

‫‪70‬‬
‫احلامية اجلنائية لبطاقات الدفع اإللكرتوين من التزوير‪ ...‬د‪ .‬ممدوح بن رشيد الرشيد العنـزي‬

‫ال عن النقود يف عمليات الرشاء أو السحب النقدي عن طريق أجهزة الرصف اآليل‪،‬‬ ‫بدي ً‬
‫دفع اجلناة إىل استخدامها استخدام ًا غري مرشوع بتزويرها إما جزئي ًا أو كلي ًا‪ ،‬ما ترتب عىل‬
‫ذلك العديد من اجلرائم املالية وفقد للمبالغ الطائله من املؤسســات املرصفية‪ ،‬واألفراد‬
‫نتيجة النتشارها والتعامل هبا يف كثري من الدول‪.‬‬
‫وكشفت الدراســة أن بطاقة الدفع اإللكرتوين تعد حمرر ًا‪ ،‬ومن ثم أي تغيري ينال‬
‫جســمها من بيانات يعد تزوير ًا‪ ،‬ويف املقابل اآلخر‪ ،‬فإن أي تغيري ينال البيانات املخزنة‬
‫يف الرشيط املمغنط املوجود عىل ظهر البطاقة يعد تزوير ًا‪.‬‬

‫التوصيات‬
‫رضورة قيام املؤسســات املاليــة والبنوك املصدرة لبطاقــات الدفع اإللكرتوين‪،‬‬
‫والــركات التجارية التــي تتعامل هبا بتدريب العاملني فيها عــى مجيع طرق التزوير‬
‫التي يســتخدمها اجلناة‪ ،‬وذلك من خالل عقد دورات تدريبية تشمل مجيع العاملني يف‬
‫تلك املؤسســات وأيض ًا مجيع العاملني يف القطاعات األمنية من رجال الضبط اجلنائي‬
‫واملحققني‪.‬‬
‫وقد خص املنظم الســعودي بطاقات الدفع اإللكــروين باحلامية اجلنائية يف املادة‬
‫(‪ )13‬و املادة (‪ )14‬إال أنه مل ينص عىل اإلعفاء من العقاب ملرتكب جريمة تزوير البطاقة‬
‫إذا بادر بإبالغ اجلهات املختصة قبل علمها بوقوع جريمة التزوير أو إخباره بعد علمها‬
‫عن الفاعلني أو الرشكاء فيها‪ ،‬ومن ثم نرى أن املنظم الســعودي قد تدخل ملعاجلة مثل‬
‫هذا القصور والنص رصاحة عىل إعفاء اجلاين من العقاب إذا بادر بإبالغ السلطات قبل‬
‫علمها بوقوع جريمة التزوير وأفرد نص ًا خاص ًا لإلعفاء من العقاب لكل من يبادر بإبالغ‬
‫السلطات قبل علمها عن وقوع جريمة تزوير بطاقة الدفع اإللكرتوين‪.‬‬
‫ولكي تتوافر محاية جنائية أكثر للبطاقة جيب أن تقوم املؤسسات املرصفية املصدرة‬
‫للبطاقــة بتفعيل دور بصمة األصبع‪ ،‬بحيث ال يتم التعامــل مع حامل البطاقة إال عن‬
‫طريق وضع بصمة أصبعه من خالل أجهزة خاصة تكون منترشة لدى املراكز التجارية‪،‬‬
‫والفنادق‪ ،‬وأجهزة الرصف اآليل‪ ،‬ما جيعل تلــك الطريقة تضفي عىل البطاقة محاية من‬

‫‪71‬‬
‫املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ املجلد ‪ 31‬ـ العدد (‪ 41 )62‬ـ ‪ 74‬الرياض (‪2015‬م) (‪1436‬هـ)‬

‫التالعب هبــا‪ ،‬وتزويرها‪ ،‬ورسقتها‪ ،‬وأيض ًا جتنب حاملهــا الرشعي االحتفاظ برقمها‬
‫الرسي املخصص للعمليات املالية‪.‬‬
‫كام ينبغي إعادة النظر يف العقوبات املقررة لتزوير بطاقات الدفع اإللكرتوين لكل‬
‫العامين‪ ،‬ويرجع الســبب إىل أن تلك العقوبات جاءت‬‫من املنظم الســعودي‪ ،‬والقانون ُ‬
‫بالتخيري ما بني السجن‪ ،‬أو الغرامة‪ ،‬أو اجلمع بينهام‪ ،‬ومن ثم نرى تدخل كل من املنظم‬
‫العامين لتعديل تلك العقوبات وجعلها واجبة اجلمع بني السجن‪،‬‬ ‫الســعودي واملرشع ُ‬
‫والغرامة‪ ،‬وذلك مســايرة للقانون القطري الذي مجع بني العقوبتني‪ ،‬كام نرى أن يتدخل‬
‫املنظم السعودي إلضافة العقوبة التبعية جلانب العقوبة األصلية‪ ،‬وأن تتمثل يف مصادرة‬
‫األدوات التي استخدمت يف تزوير بطاقات الدفع اإللكرتوين‪.‬‬
‫العامين لبطاقات الدفع اإللكرتوين‪ ،‬فإن هناك جانب ًا قد‬
‫وبالرغم من محاية القانون ُ‬
‫شــابه القصور وحتديد ًا اجلانب املتعلق بتغيري الصورة أو استبداهلا بصورة أخرى‪ ،‬إذ مل‬
‫حتفــل تلك اجلزئية باملعاجلة‪ ،‬ومن ثم يرى الباحث رضورةتدخل املرشع ُ‬
‫العامين ملعاجلة‬
‫مثل هذا القصور والنص رصاحة عىل اعتبار تغيري الصورة أو اســتبداهلا بصورة أخرى‬
‫تزوير ًا معاقب ًا عليه‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫احلامية اجلنائية لبطاقات الدفع اإللكرتوين من التزوير‪ ...‬د‪ .‬ممدوح بن رشيد الرشيد العنـزي‬

‫قائمـة املراجـع‬
‫األصم‪ ،‬عمر الشــيخ‪2002( ،‬م)‪ .‬البطاقات االئتامنية األكثر انتشار ًا يف البالد العربية‪،‬‬
‫أعامل ندوة تزوير البطاقات االئتامنية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬الرياض‪ :‬جامعة نايف‬
‫العربية للعلوم األمنية‪.‬‬
‫بصلة‪ ،‬رياض فتح اهلل‪1995( ،‬م)‪ .‬جرائم بطاقات االئتامن‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الرشوق‪.‬‬
‫بصلة‪ ،‬رياض فتــح اهلل‪2002( ،‬م)‪ .‬جرائم االحتيال بالبطاقات االئتامنية وأســاليب‬
‫مكافحتهــا‪ ،‬ندوة تزوير بطاقات االئتامن‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬الرياض‪ :‬جامعة‬
‫نايف العربية للعلوم األمنية‪.‬‬
‫متام‪ ،‬أمحد‪( ،‬د‪ .‬ت)‪ .‬احلامية اجلنائية لبطاقات االئتامن‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار النهضة‬
‫العربية‪.‬‬
‫حجــازي‪ ،‬عبدالفتاح بيومي‪2005( ،‬م)‪ .‬الدليل اجلنائي والتزوير يف جرائم الكمبيوتر‬
‫واإلنرتنت‪ ،‬دار الكتب القانونية‪.‬‬
‫حســني‪ ،‬حممود نجيب‪1992( ،‬م)‪ .‬رشح قانون العقوبات‪ ،‬القسم اخلاص‪ ،‬القاهرة‪:‬‬
‫دار النهضة العربية‪.‬‬
‫احلمود‪ ،‬فداء حييى‪1999( ،‬م)‪ .‬النظام القانوين لبطاقات االئتامن‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬عامن‪:‬‬
‫دار الثقافة للنرش والتوزيع‪.‬‬
‫محود‪ ،‬هشام مفيد‪2002( ،‬م)‪ .‬اآلثار السلبية النامجة عن تزوير البطاقة االئتامنية‪ ،‬أعامل‬
‫ندوة تزوير البطاقات االئتامنية‪ ،‬الرياض‪ :‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪.‬‬
‫خياط‪ ،‬حممد‪2002( ،‬م)‪ .‬عمليات تزوير البطاقات االئتامنية‪ ،‬أعامل ندوة تزوير البطاقات‬
‫االئتامنية‪ ،‬الرياض‪ :‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪.‬‬
‫ســامل‪ ،‬عمر‪ .)1995( ،‬احلامية اجلنائية لبطاقات الوفاء‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار‬
‫النهضة العربية‪.‬‬
‫السقا‪ ،‬إهياب فوزي‪2007( ،‬م) احلامية اجلنائية واألمنية لبطاقات االئتامن‪ ،‬اإلسكندرية‪:‬‬
‫دار اجلامعة اجلديدة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫املجلة العربية للدراسات األمنية والتدريب ـ املجلد ‪ 31‬ـ العدد (‪ 41 )62‬ـ ‪ 74‬الرياض (‪2015‬م) (‪1436‬هـ)‬

‫الشاذيل‪ ،‬فتوح عبداهلل‪2007( ،‬م)‪ .‬جرائم التعزير املنظمة يف اململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ :‬دار املطبوعات اجلامعية‪.‬‬
‫الصغري‪ ،‬مجيل عبدالباقي‪1999( ،‬م)‪ .‬احلامية اجلنائية لبطاقات االئتامن املمغنطة‪ ،‬القاهرة‪:‬‬
‫دار النهضة العربية‪.‬‬
‫صواحلة‪ ،‬معادي‪2011( ،‬م)‪ .‬بطاقات االئتامن‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬لبنان‪ :‬املؤسسة احلديثة‬
‫للكتاب‪.‬‬
‫طه‪ ،‬حممود‪2003( ،‬م)‪ .‬املســؤولية اجلنائية الناشئة عن االستخدام غري املرشوع لبطاقة‬
‫االئتامن‪ ،‬مؤمتر األعامل املرصفية اإللكرتونية‪ ،‬اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬غرفة‬
‫جتارة وصناعة ديب‪ ،‬من ‪ 10‬ـ ‪ 12‬مايو‪.‬‬
‫أبو عامر‪ ،‬حممد زكي و عبداملنعم‪ ،‬سليامن‪1998( ،‬م) قانون العقوبات اخلاص‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسات والنرش‪.‬‬
‫عبداحلكم‪ ،‬سامح‪2003( ،‬م)‪ .‬احلامية اجلنائية لبطاقات االئتامن‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬
‫عثــان‪ ،‬حممد‪2003( ،‬م)‪ .‬ماهية بطاقة االئتــان‪ ،‬مؤمتر األعامل املرصفية اإللكرتونية‪،‬‬
‫غرفة صناعة ديب من الفرتة ‪ 10‬ـ ‪12‬مايو‪.‬‬
‫فرحات‪ ،‬حممد‪1994( ،‬م) األحكام التعزيرية جلرائم التزوير والرشوة يف اململكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬
‫قشقوش‪ ،‬هدى‪2003( ،‬م)‪ .‬احلامية اجلنائية للتوقيع اإللكرتوين‪ ،‬مؤمتر األعامل املرصفية‬
‫اإللكرتونيــة‪ ،‬اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬غرفة جتارة وصناعة ديب‪ ،‬الفرتة من‬
‫‪ 10‬ـ ‪ 12‬مايو‪.‬‬
‫امللط‪ ،‬أمحد‪2005( ،‬م)‪ .‬اجلرائم املعلوماتية‪.‬‬
‫اهليتي‪ ،‬حممد‪2009( ،‬م)‪ .‬احلامية اجلنائية لبطاقات االئتامن املمغنطة‪ ،‬دار الكتب القانونية‪.‬‬
‫أبو الوفا إبراهيم‪ ،‬أبو الوفا حممد‪2003( ،‬م)‪ .‬املســئولية اجلنائية عن االســتخدام غري‬
‫املرشوع لبطاقات االئتامن‪ ،‬مؤمتر األعامل املرصفية اإللكرتونية‪ ،‬غرفة صناعة‬
‫ديب‪ ،‬الفرتة ‪ 10‬ـ ‪ 12‬مايو‪.‬‬

‫‪74‬‬

You might also like