Professional Documents
Culture Documents
السياحة في الجزائر ماض وحاضر
السياحة في الجزائر ماض وحاضر
وحسب توقعات المنظمة العالمية للسياحة ،فإنه في آفاق ،2015ستصبح السياحة ،النشاط
اإلقتصادي األول ،متجاوزا بذلك تجارة المواد النفطية وغيرها.
-Iتوافد السواح:
.جامعة 08ماي – 45قالمة – أيام 28 ،27أكتوبر 2009
حسب إحصائيات' المنظمة العالمية للسياحة ( )OMTأكثر من 924مليون سائح تجولوا
عبر العالم خالل سنة ،2008وسيصل هذا العدد إلى المليار في آفاق ،2010وكان نصيب الجزائر
من هذا العدد حوالي مليون ونصف سائح أي ما يعادل ، %2مقارنة بجيراننا العرب.
-IIالعائدات المالية:
وصلت العائدات المالية المحصل عليها عن طريق السياحة سنة 2008إلى حوالي 850
مليار دوالر.
– II-Aوضعية السياحة في الجزائر:
الواقع أن قطاع السياحة في الجزائر لم يعتمد عليه كقطاع خالق للثروة ،وال كقطاع معول
عليه في التنمية االقتصادية ،وعليه فإنه لم يحض بالعناية الكافية منذ اإلستقالل.
إذ أن اإلستراتيجية الوطنية للتنمية إختارت من بين نظريات النمو اإلقتصادي ،نظرية
"قاستون دوبرنيس" والمتمثلة في الصناعات المصنعة كنموذج للتنمية ،معتمدة بذلك على الثروات
المعدنية المتوفرة بالجزائر '،معتمدة على عائدات المحروقات '،وهذا من أجل صناعة ثقيلة ،كان
آنذاك ينتظر منها دفع حركة التنمية عن المجاالت' األخرى وبالتالي أهملت قطاعات أخرى كان من
شأنها تنويع مصادر المداخيل من العملة الصعبة ،ولم تدرج عن أولويات التنمية الوطنية ومنها
بطبيعة الحال قطاع السياحة ،الذي وضع ضمن القطاعات المكملة.
وقد أنجزت عن هذه السياسة ،إخفاق القطاع عن السنوات األولى من االستقالل لعدة عوامل أهمها.
ويتضح ذلك من خالل التوافد القياسي لسنة 1989حيث سجل توافد 1.2مليون سائح إلى
الجزائر.
ومع بداية استقرار وتحسن األمنية ،وبداية بعض المجهودات الترقوية بدأ مؤشر التوافد في
اإلرتفاع من جديد ،حيث سجل :
ويبقى هذا الرقم ضئيال بالمقارنة من اإلمكانيات السياحية الطبيعية الهائلة التي تحوزها
الجزائر.
-شريط ساحلي بطول 1200كلم به أجمل الشواطئ وأجمل الخلجان وأجمل الغابات.
-ثروة أركيولوجية وتاريخية هائلة من بقايا أكبر الحضارات التي عرفها التاريخ ،موزعة عبر
-وجود طلب حقيقي على المنتوج السياحي الوطني األول (الصحراء '،اآلثار).
-السواحل ومناطق التوسع السياحي التزال عذراء ،مما يجعل اإلستثمار المستقبلي فيها يتفادى
األخطاء المعمارية والبيئية المرتقبة فيها (في الضفة األخرى للبحر األبيض المتوسط
استثمارات كبرى تم هدمها العتبارات بيئية وهندسية).
-تنامي إرادة الدولة اتدعيم التنمية السياحية المستدامة.
العوائق:
-غياب إستراتيجية شاملة للتنمية السياحية بعد اإلستقالل ،واعتماد العشوائية في اإلختيارات
وتحيين.
-نقص فادح في طاقات االستقبال بمختلف أنواعها 68000سرير سنة 80000 ،1990سرير
سنة . 2005
-ضعف في تأطير النشاطات السياحية ،وال سيما في مجال تكوين موظفي النشاطات
إذ ال توجد بالجزائر سوى ثالث ( )03مؤسسات تكوينية هي المدرسة الوطنية العليا
للسياحة بالجزائر العاصمة ،المعهد الوطني للتقنيات الفندقية والسياحية بتيزي وزو ،مركز الفندقية
ببوسعادة.
غير أن هذه المؤسسات والمنجزة خالل السبعينيات أصبحت اليوم غير متطابقة للتقنيات'
البداغوجية العصرية .
-عدم التحكم في العقار السياحي ،وتداخل الصالحيات' في استغالله بين مختلف المتدخلين
(الوكاالت العقارية ،مصالح أمالك الدولة ،البلديات '،لجنة ، CCALPIهذا ما جعل كثيرا
من المستثمرين الجزائريين واألجانب على حد سواء يهابون االستثمار في المجال
السياحي.
-عدم مالئمة أساليب التمويل مع خصوصيات' اإلستثمار السياحي ،حيث أن تمويل
المشاريع السياحية فيه نوع من القسوة في منح القروض وتسديدها ،فالمشروع السياحي
وخالفا للمشاريع األخرى ،ال يصبح ذو مردودية فعلية إال بعد وقت طويل ،في حين تمنح
القروض على المديين القصير والمتوسط ،كما أن هذه القروض لم تميز بين النشاطات
التجارية المحضة ذات المردودية اآلنية ،واإلستثمارات السياحية ذات المردودية المؤجلة.
-تدني صورة الجزائر في الخارج' وكذا سمعة منتجاتها السياحية نظرا لتدني نوعية الخدمات
السياحية المقدمة.
وهو بذلك يترجم إرادة الدولة على تبيان وتلميع الموقعات الطبيعية ،الثقافية والتاريخية
ووضعها كأداة لدفع السياحة بالجزائر إلى مصاف الوجهات النخبوية في منطقتي البحر األبيض
المتوسط وأروبا.
هذا المخطط يرتكز على خمس ( )05ديناميكيات ،التي تعتبر المسلك الحاسم واألوجز
لضمان التموقع الجديد ،وتتمثل هذه الديناميكيات في:
-1مخطط المقصد الجزائري :الهدف منه رفع مستوى اإلستقطاب والقدرة على المنافسة.
-2مخطط أقطاب وقرى اإلمتياز السياحية :ويتعلق األمر بوضع تصور لتطوير مختلف
األقطاب من خالل ترشيد اإلستثمار .
-3مخطط جودة السياحة الجزائرية :ويهدف إلى وضع خطة لتوطيد نوعية العرض السياحي
الوطني الذي يشمل التدريب على اإلمتياز وتعلمه واللجوء إلى تكنولوجيات اإلعالم واالتصال
بالتوافق مع تطور المنتوج السياحي في العالم.
-4مخطط الشراكة بين القطاعين العام والخاص :بهدف ترقية بيئية والتناغم في العمل من خالل
مفصلة السلسلة السياحية ،وإقامة شراكة فعالة بين القطاعين العام والخاص.
-5مخطط التمويل العملي :يتعلق األمر بإتخاذ اجراءات تحفيزية لدعم األنشطة السياحية
وأصحاب المشاريع والمرقيين ،وكذلك استقطاب كبار المستثمرين الوطنيين والدوليين.
من خالل الديناميكيات الخمس ،نستشف إرادة حقيقية لبعث السياحة بالجزائر '،وعليه تم
تحديد سبعة أقطاب سياحية رئيسية ،والتي تعتبر بمثابة "واجهات' رموز" حقيقية لبروز مقصد
سياحي متميز ويتعلق األمر بـ:
وأعطيت للوكالة الوطنية للتنمية السياحية مهام ميدانية من أجل التكفل الفعلي بتطوير وترقية
ومرافقة أصحاب المشاريع والمستثمرين.
كما أسندت مهام الترقية للديوان الوطني للسياحة ،ONTوالديوان الوطني للتنشيط والترقية
واإلعالم السياحي ،ONATمع تدعيم المؤسسات التكوينية الثالث بمدارس جديدة في كل من تيبازة
وعين تموشنت باإلضافة إلى سبعة ( )07مدارس تابعة لقطاع التكوين والتعليم المهنيين موزعة على
أقطاب السياحة السبعة.
دون أن ننسى التسهيالت الممنوحة في مجال التمويل البنكي للمشاريع حيث أبرمت عدة
اتفاقيات مع البنوك ، BDL – CPAوغيرها لتسهيل إجراءات الحصول على القروض المالية
المناسبة حسب كل مشروع.
أما إستعمال تكنولوجيات اإلعالم واإلتصال '،فهو سلوك جديد ومجال اإلستهالك والتنويع ،إذ
أن استعمال األنترنت في الحجز المباشر وتحضير السفر مباشرة دون اللجوء إلى وكاالت السفر ،مع
استعمال دالئل سياحية واستعمال التذاكر اإللكترونية ،سيلعب دون شك دور كبير في تسهيل عمليات
األسفار.
نشير في الختام أن التطبيق الصارم لهذا المخطط سيرفع السياحة الجزائرية إلى مصاف الدول
الرائدة في هذا المجال ومن ثم التعويل على قطاع بديل لقطاع المحروقات.