Professional Documents
Culture Documents
أد. بن بريكة عبد الوهاب تسويق الخدمات الفندقية
أد. بن بريكة عبد الوهاب تسويق الخدمات الفندقية
إن تطور قطاع اخلدمات يف السنوات األخرية ،خاصة منها جمال السياحة وما متثله من مورد اسرتاتيجي للدول ،أدى إىل زيادة
االهتمام بالفندقة وتوسيع هياكلها وأحجامها لزيادة قدرهتا على االستيعاب واالستجابة للمتطلبات احلديثة واملتنوعة للعمالء ذوي
الوضع الذي يزيد من اتساع وكذا درجة تعقيد هياكل املؤسسات وأيضا استثماراهتا ،وبالتايل ،زيادة االهتمام بآليات وأساليب
التحكم فيها ،السيما التدقيق من أجل حتقيق فعالية أفضل لسريورة العمليات واإلجراءات.
1
Résumé :
La prise de conscience des entreprises, de l’importance du secteur des
services, notamment, celui de l’hôtellerie, dans la création de richesse, explique
le revirement de celles-ci vers de nouveaux marchés et de nouveaux
investissements dans ce domaine. Contexte, qui implique l’utilisation accrue des
outils et procédures de contrôle et de l’audit, pour une amélioration du processus
de fonctionnement managérial des opérations.
Mots clés : audit, contrôle,
مقدمة
إن التطورات األخرية اهلامة يف جمال املؤسسات واألعمال أدت إىل زيادة االهتمام بقطاع اخلدمات ،كمحور أساسي يف
تشكيل القطاعات االقتصادية ،وكمورد هام لدخل الدولة ،نتيجة لقدرة استيعابه لليد العاملة.
وجمال الفندقة هو من بني اخلدمات اليت زاد االهتمام به كثريا ،السيما وأن هذا اجملال يتطور تناسبا مع تطور السياحة وتطور
األفراد إىل التنقل والبحث عن املتعة لدى املؤسسات الفندقية اليت ترتكز عند بناء إسرتاتيجيتها التنافسية والبقاء ،على االرتقاء
باخلدمة والتطور متاشيا مع تصور االحتياجات وابتكارها
2
الخدمـ ـ ـ ــات
حلد اآلن من الصعب إعطاء تعريف دقيق موحد للخدمة ،إال أن هناك تعاريف عديدة تناولت اخلدمة من وجهات نظر معينة،
فعرفه ( " )William. J. Stationبأهنا أوجه النشاط غري امللموسة هتدف إىل إشباع الرغبات و االحتياجات عندما يتم
تسويقها للمستهلك النهائي أو املشرتي الصناعي مقابل دفع مبلغ معني من املال و جيب أن ال تقرتن هده اخلدمات ببيع منتجات
)(1
أخرى"
وعرفتها اجلمعية األمريكية للتسويق بأهنا "النشاطات أ و املنافع اليت تعرض للبيع أو اليت تعرض الرتباطها بسلعة معينة") ، (2إال
وهناك تعريف ل ـ ( )Gronroos 0222يقول فيه إن اخلدمة هي" أي نشاط أو سلسلة من االنشطة ذات طبيعة غري
ملموسة يف العادة ولكن ليس ضروريا أن حتدث عن طريق التفاعل بني املستهلك وموظفي اخلدمة أو املوارد املادية أو السلع أو
أما ( )Kotler 0222فقد عرفها على أهنا " نشاط أو منفعة يقدمها طرف ما لطرف آخر ،وتكون أساسا غري ملموسة وال
ينتج عنها أية ملكية ،وأن إنتاجها أو تقدميها قد يكون مرتبطا مبنتج مادي ملموس أو ال يكون").(4
أما ( )Zeitaml & Bitner 0222فقد قالوا ببساطة "عن اخلدمات بأهنا عبارة عن أفعال ،عمليات بسيطة واجنازات
أو أعمال").(5
بينما التعريف األخري الذي قدمناه يتماشى مع تعريفهم البسيط هو " اخلدمات تتضمن كل االنشطة االقتصادية اليت خمرجاهتا
ليست منتجات مادية ،وهي بشكل عام تستهلك عند وقت إنتاجها وتقدم قيمة مضافة (مثل الراحة والصحة والتسلية واختصار
( )1أحمد عادل راشد ،مبادئ التسويق والمبيعات ،بيروت ،دار النهضة العربية ،1891 ،ص.161
( )6(-)1هاني حامد المضمور ،تسويق الخدمات ،دار وائل للنشر ،األردن ،1111 ،ص.19-11
3
ثانيا :خصائص الخدمات
عدم اللمس تعترب أحد الفروق األساسية بني اخلدمات و السلع ،حيث أن املستهلك ال ميكنه تذوق رؤية اخلدمة قبل
احلصول عليها ،ومن هنا يصعب علينا تقييم نوعية اخلدمة .
مبا أن اخلدمات هي غري ملموسة وعليه فهي غري قابلة للتخزين وخاصة يف حالة عدم االستفادة من النتائج احملققة منها ،وهذا
ما يؤدي حتما إىل خسائر ،وكمثال على ذلك نقص الطلب على مؤسسات الطريان.
ما مييز الطلب على بعض اخلدمات هو باملومسية ،فمثال يتوافد الزائرون على الفنادق يف العطل و باألخص منها الصيفية و
يكثر الطلب غلى مؤسسات الطريان يف نفس الفصل و كذلك حول موعد احلج .....اخل
4التباين في العرض
أداء اخلدمات متعلق بتغري املكان والزمان ،فال ميكن للمحاسب تأدية عمله بنفس الدقة اليت أداها سابقا حىت بتوفر نفس
الظروف السابقة.
إن اهلدف الرئيسي للخدمات هو حتقيق الربح ،و هذا عن طريق خلق خدمات تكون يف مستوى تطلعات املستهلك النهائي،
اخلدمة املناسبة
املكان املناسب
السعر املناسب
الوقت املناسب
4
-0الخدمة المناسبة
وهي اخلدمات اليت ينتظرها املستهلك النهائي و اليت تعرب عن رغباته وميوالته ،فإن كانت بأسلوب يتماشى و املواصفات اليت
ينتظرها املستهلك فسوف تكون النتيجة هي الرضي ،و إن كان العكس فال حمالة سوف يكون الرفض .
فيما خيص ال فنادق فعلى اإلدارة توظيف األكفاء الذين هلم القدرة على مراعاة كل الظروف اليت من شأهنا أن تكون عائقا
لتقدمي اخلدمات.
على مقدمي اخلدمات أن يضعوا يف احلسبان بأن اخلدمات هلا خصائص معينة و هلا مستهلكوها ،الذين جتمعهم خصائص
معينة فيمكننا تقسيم املستهلكني حسب السن ،اجلنس ،مستوى التعليم و احلالة املدنية ،و ميكننا التقسيم حسب املوقع
فمثال :ال ميكن إلنسان بسيط الدخل اإلقامة ملدة شهر يف فندق دو مخسة جنوم ،و ال ميكن لألمي استعمال الكمبيوتر إىل
غريها من األمثلة.
-2المكان المناسب
إن املكان املناسب هو ذلك املكان الذي ميكن فيه املستهلك النهائي احلصول على اخلدمة بأقل التكاليف و أقصر األوقات و
-4السعر المناسب
ويقصد به ذلك السعر الذي يتناسب وقدرات املستهلك على الدفع مقابل ما حتصل عليه من خدمات و يف نفس الوقت
حتقيق أرباح ملقدمي اخلدمات ،و من البديهي أن يكون السعر وسطيا ال يضر مبصلحة كل من املستهلك و مقدمي اخلدمة .
-5الوقت المالئم
ويقصد به حتديد وقت تقدمي اخلدمات دون تأخري أي تقدمي اخلدمات للمستهلك يف الوقت الذي يرغبه.
-سياسة السعر،
5
-املنافسة ،
-0سياسة السعر
إن حتديد السعر حسب النظرية االقتصادية ناتج عن تفاعل العرض و الطلب حىت نصل إىل سعر التعادل و هذا يف ظل
-3المنافسة
إن خري سبيل للوصول إىل أحسن اخلدمات هو تواجد حرية للتنافس الشريف ،إال أنه توجد بعض األنظمة اليت تعتمد على
االحتكار ،كأن ال يسمح بفتح مؤسسات تأمني خاصة و منه ال توجد منافسة يف هذا امليدان و تبقى حكرا على الدولة و تبقى
-2التغيرات المفاجئة
وميكن أن تقع تقلبات تؤثر بالنقصان أو بالزيادة على استهالك تلك اخلدمات .
مثال :التقلبات االقتصادية املفاجئة ،انتشار مرض لفرتة حمدودة أو توقيف مؤقت للصرف من طرف السلطات ،فهذه
التغريات هلا مؤثراهتا على العديد من املؤسسات من بينها مؤسسة الطريان مثال .
اإلنسان بطبعه طموح ،فبعد إقتناء احلاجات الضرورية ،يبحث عن األشياء الكمالية ومع حتسن حالته املادية آي الوصول إىل
-3البحث عن الفعالية
إن املؤسسات تقوم بشراء اخلدمات لالستفادة من كفاءة املختصني فكلما توفر أهل االختصاص حتسنت اخلدمات املقدمة
6
إن أغلبية املؤسسات حتقق اكرب األرباح بواسطة املنتوجات اجلديدة و هذا بفضل إقبال املستهلكني عليها من جهة و ارتفاع
كلما زاد مستوى التحضر أو التطور كلما أصبحت مطالب األفراد أكثر ،الوضع الذي يستوجب تدخل أهل االختصاص و
-5تغير األذواق
إن أذواق اليوم ختتلف عن أذواق األمس ولذلك يتوجب على املؤسسات أن تواكب العصر و تقوم بتغريات وتعديالت
تقسم اخلدمات إىل عدة أنواع حسب طبيعة استعماهلا ،استهالكها و مميزاهتا و هي أربعة :
-0الخدمات التكنولوجية
و هي اخلدمات اليت تستعمل على شكل مواد جمهزة تكنولوجيا مثل :املنتال ،اإلعالم اآليل......اخل
-3الخدمات المهنية
وهي خدمات تعتمد على اخلربات و املهارات املهنية و هي على اتصال دائم مع الزبون و تقدم له خدمات كبرية مثل :
و هي خدمات تكميلية توضع حتت تصرف الزبائن كأن تكون هناك بنوك ،مؤسسات تأمني ،مؤسسات اخلطوط اجلوية
......اخل
-4خدمات االستقبال
و هي القلب النابض لكل اخلدمات و باألخص الفندقية منها ،حيث يتم من خالهلا إشباع رغبات املستهلكني و معرفة
7
ثالثا :تقسيم الخدمـ ــات
-0منتوج بسيط
-3خدمة تامة
وهي اخلدمات حبذافريها ال تشرتك السلع فيها مثل مؤسسات التأمني ،املستشارين القانونيني و املستشارين املاليني
.........اخل.
و يكون متوفر على العديد من اخلدمات و جمملها يقدم خدمة شاملة مثل أماكن التزويد بالوقود و هي تتوفر على البنزين و
املازوت و سريغاز .....اخل ،باإلضافة إىل الصيانة و بيع بعض موادها .
إن املؤسسة يف هذه احلالة تعرض علينا خدمات مركزية تكمل ببعض السلع أو اخلدمات امللحقة.
فمثال :يف فندق السفري اخلدمة املركزية القاعدية هي األكل و النوم و مرتبطة ببعض املنتوجات كاملشروبات بكل أنواعها و
-0اإلنتاجية
مبا أن نشاط بعض اخلدمات مستهلك وبصورة سريعة فهناك ستة مهام جيب إحرتامها لتحسني إنتاجية اخلدمات و هي :
-تكوين العاملين :جيب تكوين موظفي اخلدمات على أساس علمي و تكون الكفاءة هي املعيار الوحيد اليت يكون على أساسه
التوظيف ،وهذا جلين األرباح مع تقدمي أحسن اخلدمات فمثال :موظفي الفندقة أغلبيتهم متخرجني من مدارس خمتصة تدرس
-آلية بعض الوسائل :و هذا للحصول على ما هو مطلوب يف أسرع اآلجال كإدخال اإلعالم اآليل مثال.
8
-تحسين الرقابة :إن كل عمل خيتص باجملال اخلدمايت أو غريه حيتاج إىل املراقبة ،و هذا لضمان السري احلسن ألي عملية.
-توفير للزبون بعض الخدمات اإلضافية :كاملنتال Minitelواالنرتنات Internetمثال ،وهذا لتلبية احلاجيات كمعرفة
-خدمات قبل البيع :قبل احلصول على اخلدمة املرجوة جيب التعريف باخلدمة تعريفا دقيقا و هذا لكي ال يكون أي التباس يف
املستقبل.
-الخدمة بعد البيع :و هو الضمان الذي يقدمه املنتج لزبونه .
-3التميز المنافسة
إن املنافسة تلعب دورا هاما يف زيادة اخلدمات ورفع اجلودة ،فكل مؤسسة حتاول الظهور بأحسن اخلدمات املقدمة و هذا
للسيطرة على السوق ،فمثال :بعض مؤسسات الطريان تقدم لزبائنها خدمات ال تتوفر يف مؤسسات أخرى كأن يكون يف الطائرة
-2النوعية
لضمان النوعية العالية املستوى جيب معرفة مطالب الزبون بطرح سؤال ماذا يريد؟ وهذه العملية تدخل ضمن اختصاص
املكلفني بالتسويق و بطرح سؤال أين؟ و هذا ملعرفة منابع التوزيع،و على اي شكل يريد الزبون أن تقدم له اخلدمات .
أ-المراقبة :جيب أن تتم املراقبة بشك ل صارم لتقدمي اخلدمات للزبون ألن هذا األخري أمام املنتج يعترب مبثابة امللك و جيب تقدمي
ب-تحسين النوعية :جيب تقدمي اخلدمات بنوعية عالية و هذا للحفاظ على النظرة احلسنة لدى الزبون.
ج -اإلشهار :االهتمام بالرسالة اإلشهارية إلبراز أحسن اخلدمات و جودهتا .
-0موراي ( :(1))0321يرى بأن احتياجات األشخاص تنقسم إىل أربعة أقسام و هي:
(1) Jean- Jaques Lambin, Marketing stratégique, 2emeedition, Paris, Mc Graw – Hill, 1991, P90.
9
-احتياجات أولية :وتتمثل يف الدرجة األول للموضوع،
-احتياجات سلبية.
وهذين العنصرين اآلخرين يتجليان يف طبيعة (تصرفات )املستهلكني .إن Murrayيضع ( )73رغبة ضمن األربعة
-3نظرة ماسلو (2)( Maslow :سنة 3497مجع ماسلو االحتياجات األساسية يف مخسة فئات ،وهم على التوايل :
-حاجات فيزيولوجية :و تتمثل يف احلاجات األساسية و اليومية لألفراد كاألكل و الشرب و النوم.
-حاجات أمنية :و تنقسم إىل قسمني ومها أمن مادي ويتمثل يف األمن الذي يعرف يف احلالة العامة بعدم اإلعتداء على
األشخاص وممتلكاهتم ،و أمن معنوي ويتمثل يف اجلانب النفسي ،أي جعل الروح املعنوية مرتفعة و اإلحساس بالراحة .
-حاجات في التقدير :وتتمثل يف غريزة كائنة عند البشر و هي أن يكون اإلنسان حمرتم من طرف اآلخرين ،و يثق فيه الناس
-رغبة اإلنتماء
يرى ماسلو بان اإلنسان هو حيوان اجتماعي وله حاجات اجتماعية كمحبة اآلخرين وفيما يلي متثيل هلرم املؤسسات الفندقية
-حاجات تحقيق الذات :وهي متثل أقصى احلاجات و الفرد لن يصل إىل هذه الرغبة إال إذا حتققت له الرغبات السابقة الذكر.
قسم ماسلو احلاجات سلميا و هذا حسب الفئة االجتماعية لألفراد ،فكلما ارتفعت قيمته االجتماعية كلما ازدادت حاجاته
)(2
IBID, P49.
11
شكل رقم :60هرم ماسلو لالحتياجات
عند استقبال
المعرفة النداء للزبون
باسمه
غـــرف ،مطــــاعم...الخ.
أكـــــل ،شــــــرب،
نــــوم......الخ.
11
تطور النشاط الفندقي
نبذة عن الفنادق
لغة) (1يقصد بالسياحة لغة التجول ،وعبارة ساح تعين ذهب وسار مع وجه األرض ،أما اصطالحا ) (2فالسياحة تعين التنقل
من بلد إىل بلد بغرض التنزه واالطالع واالستكشاف .ويف اللغة الالتينية جند أن كلمة » « Tourمعناها جيول ويتنقل ،فكلمة
» « Tourismeهي اجنليزية األصل مشتقة من كلمة » «Grand Tourأي الدورة الكربى اليت كان الشباب االجنليزي
من الطبقات الراقي ة يقوم هبا ضمن جوالت يف القارة األوروبية ،بغرض التعرف على احلضارات وثقافات الشعوب بأبعادها
احلضارية.
وبصفة عامة تعترب السياحة انتقال األشخاص من بلد آلخر "سياحة خارجية" واالنتقال يف نفس البلد "سياحة داخلية" ملدة
ال تقل عن 09ساعة حبيث ال تكون من أجل اإلقامة الدائمة ،وذات أغراض خمتلفة.
" السياحة هي عملية سفر قصد الرتفيه عـن الـنفس أمـا السـائح فهـو الشـخص الـذي يسـافر لتحقيـق رغباتـه املعنويـة واملاديـة" أمـا
يف قـاموس ) (Le Petit Robertفقــد ورد التعريــف التــايل" :الســياحة هــي جمموعـة األنشــطة املتعلقــة بنقــل الســياح وإقــامتهم
)(3
خارج مقرات سكناهم اليومية".
كما عرفها اجمللس االقتصادي واالجتماعي الفرنسي على أهنا " فن تلبية وإشباع الرغبات شديدة التنوع اليت تدفع اإلنسان
)(4
على التنقل خارج جماله اليومي".
وعرفها ( )Robert Lankkardكما يلي" :السياحة عبارة عن جمموعة من األنشطة البشرية اليت تتعلق بالسفر وهي
)(5
صناعة هتدف إىل إشباع حاجات السائح".
) )6(-(1بلهوشات نسرين ،مايدي إيمان ،مذكرة التخرج لنيل شهادة تقني سامي في تسيير الموارد البشرية ،المعهد الوطني المتخصص في التكوين
المهني بالحجار ،عنابة ،ص.3-1
12
أما ( )Krapethensikerفعرفها كالتايل " :هي جمموعة من العالقات واألعمال اليت تكونت بسبب املقر وإقامة األفراد
)(6
خارج مقرات سكناهم املعتادة حيث أن التنقل ال يدخل يف إطار النشاط اإلنساين املربح".
سوف حناول يف العنصر اآليت التطرق ألهم التطورات اليت ميزت النشاط الفندقي عرب الفرتات الزمنية املختلفة ،واليت كانت
متيزت هذه الفرتة بوجود نشاط فندقي بدائي يف كل من مصر القدمية ،احلضارة الرومانية والبابلية ،ومع الرحالت اليت يقوم هبا
املسافرين مث إنشاء مبا يعرف بأماكن الراحة حول املناطق القريبة من مصادر املياه.
ويف تلــك الفــرتة كانــت تســمى الفنــادق بـ ـ "اخلــان" "Tavern" ،مث النــزل ،ومــع تطــور الــزمن أصــبحت احلانــات والنــزل تقــدم
خدمات أكرب ،حيث أصبحت توفر إسطبالت للخيول وأصبح يطلق عليها بالقصور باعتبارها تناسب إقامة امللوك.
)(2
-3الفنادق في العصور الوسطى
املعتقدات ال دينية يف هذه الفرتة كان هلا تأثري على العمل الفنـدقي وكـان يشـار إىل النـزل الـيت تقـدم خـدماهتا بـدون مقابـل ،جـزء
مــن مفهــوم الرجــل الصــال ،ومــع حلــول القــرن الســادس والســابع عشــر أصــبحت الفنــادق تتخــذ صــبغة جتاريــة ،وهنــا حتــددت املهــام
يف بريطانيــا الــيت عرفــت تطــورا هــائال يف النشــاط الفنــدقي ،شــيدت الفنــادق ـوار الطــرق القريبــة مــن املواصــالت (العربــات) مــع
تقدمي خدمات ذات جودة ،وقد اسـتلزم لتشـييد الفنـادق احلصـول علـى تـراخيص مـن حـاكم املنطقـة الـيت يقـع فيهـا الفنـدق ومـا مييـز
الفنادق يف هذه الفرتة أهنا مبنية بسور خارجي من احلجارة وبارتفاع كبري حلماية الفنادق من األخطار اخلارجية.
مـع بدايـة القـرن الثـامن عشـر ظهـرت األمـاكن املخصصـة لتقـدمي القهـوة يف العديـد مـن الفنـادق ،ويعـد فنـدق () Henri IV
الذي بين يف مدينة ( ) Nantesبفرنسا ) (3من أشـهر فنـادق هـذا العصـر وكـان يضـم 02سـريرا) ،(4وأعتـرب آنـذاك أفضـل فنـادق
أوروبا.
) )5(–(1طارق طه ،إدارة الفنادق والمكاتب السياحية ،اإلسكندرية ،مصر سنة ،1111ص .81-81
13
)(5
-2الفنادق في العصور الحديثة
وتبدأ من القرن التاسع عشر إىل غاية يومنا هذا ومتيزت هذه املرحلة بنمو كبري يف عدد الفنادق ونوعية اخلدمات املقدمة .إن
فندق ( )Termont Hôtelمبدينة بوسطن األمريكية كان له شرف يف إحداث نقلة نوعية يف خدمات الفندقة.
فباإلضافة إىل اخلدمات األساسية املنوطة بالفنادق أصبح هذا الفندق يقدم لكل زبون غرفة فردية مبفتاح لزيادة درجة
اخلصوصية مع توفري املياه والصابون داخل كل غرفة وتزويدها مبصابيح الغاز وإسناد مهمة اإلشراف على مطعم الفندق ملدير
فرنسي.
يف سنة ( )3587مت استخدام املصاعد البخارية ألول مرة ،ويف سنة ( )3538مت بناء فندق ضخم يف سان فرانسيسكو
بالواليات املتحدة األمريكية ويضم هذا الفندق(1) 522غرفة بتكلفة قدرها مخسة ماليني دوالر) (2ليصبح املكان املفضل عامليا
إلقامة االحتفاالت واملهرجانات الكربى ،و يف سنة ( )3549أصبح فندق ( )Netherlandsبنيويورك أول فندق ميتلك
هاتف.
وزادت حدة تطور الفنادق حيث مت إدخال محامات خاصة لكل غرفة وإدخال نظام احلجز وهذه اخلدمة األخرية تعتمد على
تسجيل بيانات النزالء والغرف اليت يفضلوهنا وتسجيلها يف سجالت خاصة إذا عاود الزبائن الرجوع لذلك الفندق ،ومع التطور يف
املواصالت وظهور القطارات يف أوائل سنوات ( )3422متركزت الفنادق بقرب حمطات السكك احلديدية .إال أنه مع ظهور األزمة
أما يف بداية اخلمسينات ،ظهرت السالسل الفندقية مثل سالسل "هيلتون ،سوفيتيل التابعة جملموعة أكور ،"...حيث عملت
هذه الفنادق إلعطاء صور ومناذج خاصة هبا لتمييزها عن بقية السالسل األخرى.
ويف بداية الستينات ظهر العديد من التحالفات السياحية حيث ارتبطت مؤسسة طريان *TWAاألمريكية بالتعامل مع
سلسلة فنادق هيلتون ،وقامت الفنادق بتنفيذ بعض الربامج السياحية واليت متثلت يف قيام الكثري من الفنادق األمريكية بتنظيم
) )3( –(1طارق طه ،إدارة الفنادق والمكاتب السياحية ،مرجع سبق ذكره ،ص .111-81
*
TWA : Trans world Airlines
14
يف فرتة الثمانينات أنشئت الفنادق داخل مبانيها :النوادي الصحية ،محامات السباحة ،قاعات ممارسة الرياضة ومالعب
أما منتصف التسعينات فقد شهدت منوا هائال من حيث عدد وأحجام الفنادق وانتشار املنتجعات مثل منتجع شرم الشيخ
)(3
سنويا وفقا مبصر ،وإحدى اإلحصائيات تشري إىل أن اجملال الفندقي يد عرعلى االقتصاد األمريكي مبا يقارب 92بليون دوالر
15
اإلطار العام للنشاط الفندقي
المادة الثانية :من املرسوم رقم 30-58 :املؤرخ يف (3458/23/00اجلزائر) ،النشاط الفندقي يعرف كما يلي " :تعترب
كمؤسسة إيواء مجيع اهلياكل اليت تعد إعدادا رئيسيا لإليواء وتقدم اخلدمات املرتبطة بذلك ،وتؤجر هذه اهلياكل للزبائن الذين
تتصف إقامتهم بكراء يوم أو أسبوع أو شهر دون أن يقرروا اإلقامة الدائمة هبا".
المادة : 3تتم الفقرة الثانية من املادة ثالثة ( )27من املرسوم رقم 30-58املؤرخ يف يناير سنة (3458اجلزائر) ،واليت
تنص على ما يلي " :جنمة واحدة ،جنمتان ،ثالثة جنمات ،أربعة جنمات ،مخسة جنمات من النوع املمتاز".
إن للمؤسسة الفندقية بصفة عامة هلا مهام شىت رئيسية وتتمثل يف :وظيفة اإلقامة ووظيفة اإلطعام .ووظائف ثانوية تتمثل يف:
يتميز النشاط الفندقي عن غريه من النشاطات االقتصادية سواء كانت صناعية ،جتارية ،زراعية أو خدمية ،فمثل هذه امليزات
واخلصائص للنشاط الفندقي تستدعي أخذ جمموعة من االعتبارات بعني النظر عند اختيار وإعداد وتصميم النظام احملاسيب املالئم
لتحقيق األهداف املنشودة وزيادة فعالية التشغيل وحتقيق الدقة املطلوبة يف العمليات احملاسبية ،ومنه فإن أهم مميزات النشاط
خيتلف ويتباين مستوى النشاط الفندقي من عام إىل عام آخر حسب النشاط االقتصادي ،كما خيتلف من موسـم آلخـر حيـث
ميكن تقسيم املواسم الفندقية إىل موسم الذروة ،موسم الركود ،وما بينها.
كذلك خيتلف مستوى النشاط الفندقي يف الشهر الواحد ،األسبوع الواحد وحىت اليوم الواحد ،وهذا بالطبع يعتمد على نوع
16
يتم التعامل نقدا يف النشاطات الفندقية ومببالغ صغرية نسبيا ،باستثناء العمالء الدائمني من مؤسسات ووسطاء جتاريني حيث
يتم حتويل حساباهتم إىل استناد املدينني على أن ال يتجاوز احلساب احلد األعلى املسموح به.
كذلك تتسم املعامالت املالية مع العمالء بالسرعة ،فالعميل يقيم لفرتة يوم أو بضعة أيام مث تنتهي عالقته احملاسبية مع
ال شك أن هذا يعين ضرورة توفر نظام حماسيب له نفس السرعة والدقة يف عمليات تسجيل ونقل احلسابات اخلاصة بالعمالء،
مثل هذا النظام يفرتض أن ينظم حساب العميل بشكل دقيق ومتكامل يف أية حلظة حىت ال يتحمل الفندق خسائر فادحة.
النشاط الرئيسي للفنادق هو النشاط اخلدمي إال أنه يقوم ببعض األعمال أو الوظائف ذات طابع جتاري ،صناعي،
زراعي،لتخدم نشاطه الرئيسي أال وهو اخلدمات ،يقوم الفندق بتأجري احملالت التجارية وشراء املواد الالزمة لتحضري األطعمة
واملشروبات كنشاط جتاري .كذلك ميارس الفندق النشا ط الصناعي من خالل حتويل املواد اخلام إىل وجبات غذائية جاهزة
للعمالء.
أما النشاط الزراعي ،فيالحظ بشكل واضح يف بعض السالسل الفندقية اليت تشرف على إدارة مزارع خاصة هبا مبا يتناسب مع
حاجاهتا وبيع الفائض يف األسواق .أما النشاط اخلدمي فهو السائد والغالب يف النشاط الفندقي حيث يقوم الفندق بتقدمي
يف حالة املنتجات الصناعية ،ميكن إنتاج السلع وختزينها ليتم بيعها الحقا ،لكن يف حالة اخلدمات الفندقية ال ميكن إنتاج
اخلدمات وختزينها ليتم بيعها الحقا ،فاخلدمات اليت ال يتم بيعها تعترب دخل ضائع لألبد .فمثال يف حالة الغرفة الفندقية ،فإن
الغرفة حتمل الفندق تكاليف معينة سواء مت إشغاهلا أم تركت فارغة دون تأجري وال ميكن ختزينها ليتم تأجريها يف الفرتات القادمة.
17
نظرا ألن النشاط األساسي للفندق هو نشاط خدمي بالدرجة األوىل وليس نشاطا جتاريا أو صناعيا أو زراعيا ،نالحظ أن
)(1
من إمجايل استثمارات الفندق ،أما رأس املال نسبة استثمارات الفندق يف األصول الثابتة تشكل ما نسبته ()%42–32
املتداول فيتميز بصغر حجمه ونسبته وكذلك بسرعة دوراته مقارنة مع إمجايل االستثمارات الفندقية.
نالحظ لذلك أن املخزون من املؤمن سريع التلف قليل القيمة ،ويتم الشراء على فرتات متعاقبة قصرية وهلذا تكون سرعة
الدوران عالية ،باإلضافة إىل أن معظم املعامالت مع العمالء نقدية أو ألجل قصري ،وحيث أن املصروفات الفندقية الثابتة متثل
حوايل (2) %02من جممل اإليراد ،فإن إدارة الفندق اليت ميكن هلا أن تغطي تلك املصروفات من اإليرادات اجلارية غالبا ال تواجه
يتسم النشاط الفند قي مبناطق إسرتاتيجية من وجهة نظر سياحية حيث يزداد الطلب على اخلدمات الفندقية يف مواقع معينة
كما هو احلال يف زيادة معدالت الطلب على خدمات الفنادق مثال يف سوسة واحلمامات بتونس ،وسيدي فرج و اية باجلزائر.
يستقبل الفندق يوميا مزجيا من العمالء ذوي ثقافات وجنسيات وأذواق خمتلفة ،وحياول إشباع حاجات ورغبات مجيع شرائح
العمالء من خالل العرض الفندقي املناسب من الغرف الفندقية ،األغذية واملشروبات... ،اخل.
كنوع من النشاطات اخلدمية ،يعتمد النشاط الفندقي على األيدي العاملة اليت يصعب إحالهلا بالتكنولوجيا احلديثة نظرا
لضرورة وجود عالقات إنسانية يتوفر فيها األحاسيس والتعامل الالئق وحسن االستقبال ...ويالحظ أن العنصر البشري هو
الوحيد الذي تزداد قيمته مع مرور الزمن ،على عكس ما عليه احلال يف حالة املوارد األخرى واليت تتناقص قيمتها مع مرور الزمن.
الخاتمة
ما ميكن قوله أن دور اخلدمات وباألخص جمال أو قطاع الفندقة له تأثري بالغ األمهية يف منح حيوية القتصاد الدول ،وما مييز
فنادق السالسل الكربى تكلفتها العالية ،واعتماد بعضها على االستثمارات الكربى يف هذا اجملال ،هذا ما يستوجب تدقيق فعال
يف الفنادق ،مما يستدعي ذلك تكثيف التدقيق وإمناء دوره يف التأكد من فعالية سريورة العمل يف الفنادق خاصة منها كبرية احلجم،
وبالتايل إرتفاع مستويات هياكلها التسيريية مما يزيد يف صعوبة متابعة سري عملياته ،الوضع الذي حيتم الرتكيز على وظيفة التدقي
) (2) (1زيد عبوي ،فن إدارة الفنادق والنشاط السياحي ،دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع ،األردن ،1111 ،ص.111
18
.3زيد عبوي ،فن إدارة الفنادق والنشاط السياحي ،دار كنوز املعرفة للنشر والتوزيع ،األردن ،0223 ،ص.323
.0أمحد عادل راشد ،مبادئ التسويق واملبيعات ،بريوت ،دار النهضة العربية ،3452 ،ص.003
.7هاين حامد املضمور ،تسويق اخلدمات ،دار وائل للنشر ،األردن ،0220 ،ص.35-33
.9بلهوشات نسرين ،مايدي إميان ،مذكرة التخرج لنيل شهادة تقين سامي يف تسيري املوارد البشرية ،املعهد الوطين
املتخصص يف التكوين املهين باحلجار ،عنابة ،ص7-3
.5طارق طه ،إدارة الفنادق واملكاتب السياحية ،مرجع سبق ذكره ،ص -43
19
21