You are on page 1of 22

‫جامعة محمد البشير االبراهيمي برج بوعريريج‬

‫كمية العموم االجتماعية واالنسانية‬

‫قسم العموم االجتماعية‬

‫مطبوعة لمحاضرات مقياس‬


‫مدخل إلى األرطفونيا‬

‫إعداد‪ :‬أ‪ .‬عباس سمير‬

‫الموسم الجامعي ‪2016/2015‬‬


‫لألستاذ‪ :‬عباس سمير‬ ‫محاضرات مدخل إلى األرطفونيا (سنة أولى جذع مشترك عموم اجتماعية)‬

‫المقرر العممي لممقياس‬


‫‪ )1‬مفيوـ األرطفونيا‪.‬‬
‫‪ )2‬تاريخ وأصوؿ األرطفونيا‪.‬‬
‫‪ )3‬تخصصات األرطفونيا‪.‬‬
‫‪ )4‬عبلقة األرطفونيا بالعموـ األخرى‪.‬‬
‫‪ )5‬دور األرطفونيا وشروط الممارسة‪.‬‬
‫‪ )6‬بيولوجيا المغة والكبلـ‪.‬‬
‫‪ )7‬مياديف ومجاالت األرطفونيا‪.‬‬
‫‪ )8‬أدوات الكشؼ والتشخيص في األرطفونيا‪.‬‬
‫‪ )9‬الكفالة األرطفونية‪.‬‬
‫‪ )10‬الوقاية مف االضطرابات المغوية‪:‬‬
‫‪ -‬لماذا الوقاية؟‪.‬‬
‫‪ -‬دور المختص األرطفوني في الوقاية‪.‬‬
‫‪ -‬مع مف يتعامؿ األرطفوني‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫لألستاذ‪ :‬عباس سمير‬ ‫محاضرات مدخل إلى األرطفونيا (سنة أولى جذع مشترك عموم اجتماعية)‬

‫‪ )1‬مفهوم األرطفونيا‪:‬‬

‫ىي تعريب لمكممة الفرنسية ‪ orthophonie‬التي تنقسـ إلى جزأيف‪:‬‬

‫‪ )rééducation( ortho -‬وتعني إعادة التربية‪.‬‬


‫‪ )voix( Phonie -‬وتعني صوت‪.‬‬

‫فيي لغة إعادة تربية الصوت‪.‬‬

‫أما إصبلحا فيي الدراسة العممية لبلتصاؿ المغوي وغير المغوي بمختمؼ أشكالو العادية والمرضية‬
‫لدى الطفؿ والراشد‪ ،‬تيدؼ إلى تشخيص اضطرابات الصوت والكبلـ والمغة الشفوية والمكتوبة‬
‫وعبلجيا مف خبلؿ إعادة التربية والتصحيح باستخداـ أساليب ووسائؿ متخصصة وبمساعدة‬
‫أخصائييف في الطب‪ ،‬عمـ النفس‪ ،‬عمـ االجتماع والمسانيات فيي عمـ متعدد االختصاصات‪ ،‬كما‬
‫تيتـ بكيفية اكتساب المغة والعوامؿ المتدخمة في ذلؾ وتمعب دو ار في التنبؤ والوقاية مف‬
‫االضطرابات المغوية‪.‬‬

‫‪ )2‬تاريخ وأصول األرطفونيا‪:‬‬

‫لقد بدأت األرطفونيا في الظيور والنمو في العالـ في نفس الوقت الذي بدأت فيو أوؿ األبحاث‬
‫اليامة الخاصة بميداف الطب وعمـ النفس ولقد عرفت نجاحا كبي ار منذ نياية الحرب العالمية‬
‫الثانية‪ ،‬ويرجع مصطمح أرطفونيا إلى سنة ‪ 1829‬عندما فتح الدكتور كولومبا (‪)Clombat‬‬
‫المعيد األرطفوني بباريس وكاف ييدؼ إلى معالجة عيوب الكبلـ‪ ،‬وفي سنة ‪ 1926‬طمب الدكتور‬
‫فو(‪ )Veau‬وىو جراح بمستشفى األطفاؿ المعوقيف مف األستاذة سوزان بورال ميسوني‬
‫(‪ )S.Borel Maisonny‬التكفؿ باألطفاؿ الذيف تجرى ليـ جراحة بخصوص االنقساـ الحنكي أو‬
‫العممة أو شؽ الحمؽ (‪ )Division Palatine‬حيث كانت نتائج التكفؿ حسنة مما جعؿ فو يرسؿ‬
‫ُ‬
‫ليا حاالت أخرى‪.‬‬

‫وتعد بورال ميزوني (‪ )1995/1900‬أوؿ مف أسست األرطفونيا الحديثة كانت تمميذة أبي روسمو‬
‫(‪ )Abbé Rosslot‬مؤسس الصوتيات التجريبية‪ ،‬حاصمة عمى ليسانس تعميـ تخصصت في‬
‫الصوتيات وعممت كرئيسة قسـ األرطفونيا في مستشفى سان فانسون دي بول‪ ،‬كما عممت‬
‫‪3‬‬
‫لألستاذ‪ :‬عباس سمير‬ ‫محاضرات مدخل إلى األرطفونيا (سنة أولى جذع مشترك عموم اجتماعية)‬

‫بالمستشفى الخاص باألطفاؿ المرضى في باريس مف ‪ ،1961/1926‬كما كانت المكمفة األولى‬


‫بقسـ األرطفونيا بمستشفى ىنري روسؿ بباريس مف ‪.1974/1946‬‬

‫لقد صممت بورال ميزوني العديد مف االختبارات في المغة وعدد مف الوسائؿ البيداغوجية في‬
‫مجاؿ تعمـ القراءة والكتابة والحساب‪ ،‬كما اخترعت طريقة صوتية واشارية مف أجؿ إعادة تربية‬
‫اضطرابات الكبلـ والمغة‪ ،‬ثـ وسعت مجاؿ نشاطيا فأصبحت تتكفؿ بالنطؽ والكبلـ عند األطفاؿ‬
‫غير المصابيف بشؽ الحمؽ واتجيت خاصة نحو ميداف تربية األطفاؿ الصـ‪.‬‬

‫بعد الحرب العالمية ‪ 2‬وبفضؿ جيود جون دي أجيريا جي ار (‪)John De Ajuriaguerra‬‬


‫أصبحت مصمحة مستشفى روسؿ متخصصة أساسا في التكفؿ بالحاالت العصبية وحاالت عسر‬
‫القراءة‪ ،‬وفي ‪ 1959‬أسست بورال النقابة الوطنية لؤلرطفونييف ‪ S.N.O‬التي أصبحت في ‪1968‬‬
‫الفدرالية الوطنية لؤلرطفونيا ‪ ،F.N.O‬ولقد أغنت ىذه الباحثة المكتبات بمقاالتيا المتنوعة والتي‬
‫ظيرت في الصحافة العممية الطبية الفرنسية والعربية‪.‬‬

‫وبقيت األبحاث والمساىمات المختمفة والمتنوعة مف طرؼ الباحثيف إلى سنة ‪ 1963‬حيث تخرجت‬
‫أوؿ دفعة بشيادة دراسة في األرطفونيا‪ ،‬وفي سنة ‪ 1964‬صدر قانوف ‪ 11‬جويمية ليعطي‬
‫لؤلرطفونيا وضعيا القانوني فأصبح باإلمكاف تحضير دبموـ دولة في الكفاءة األرطفونية‪.‬‬

‫ونبل حظ أف األرطفونيا في الدوؿ األوربية تابعة لمقطاع الصحي سواء الطبي أو الشبو طبي متأث ار‬
‫بمؤسسيو واألبحاث األولى التي أجريت حيث أف معظـ الباحثيف في األرطفونيا ىـ لسانيوف أو‬
‫أطباء‪ ،‬وبصفة عامة فقد عرفت األرطفونيا أشواطا مختمفة في جميع أنحاء العالـ‪ ،‬نظ ار لكوف‬
‫الحاجة إلييا ماسة ونظ ار لبلنتشار الكبير الضطرابات المغة‪ ،‬والوقاية منيا أصبح ضروريا خاصة‬
‫وأف التكفؿ بالمصابيف يصبح صعبا وطويؿ المدى في حالة عدـ التشخيص المبكر والدقيؽ‪.‬‬

‫بدأت األرطفونيا في الجزائر منذ سنة ‪ 1973‬والمحاوالت األولى أثبتت أف ىناؾ تبعية لمنظاـ‬
‫المتبع في فرنسا الذي ظير في الخمسينات بفضؿ الباحثة (بوراؿ ميسوني) وظير أف ىناؾ فشؿ‬
‫في ىذه التبعية نظ ار لعدـ وجود مختصيف جزائرييف قادريف عمى إتباع نفس الطرؽ حيث إلى ىذا‬
‫التاريخ لـ يكف موجود أي أستاذ جامعي في األرطفونيا يستطيع أف يدرس ىذا االختصاص لمطمبة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫لألستاذ‪ :‬عباس سمير‬ ‫محاضرات مدخل إلى األرطفونيا (سنة أولى جذع مشترك عموم اجتماعية)‬

‫وعمؿ الم ختصوف في عمـ النفس عمى دفع الجيات المعنية لتكويف مختصيف حامميف لشيادة‬
‫ليسانس عوض دبموـ ولـ يمبى ىذا الطمب إال في عاـ ‪ 1987‬وبقيت األرطفونيا تابعة لعمـ النفس‬
‫فيي لـ تعرؼ استقبلليتيا والبرنامج لـ يغير ولـ يكف خاليا مف النقائص خاصة فيما يخص‬
‫الوسائؿ والتربصات ألف األرطفونيا تتفرد في تقنياتيا واالختبارات التي تطبقيا ولـ يكف تكويف‬
‫المختصيف األرطفونييف كامبل بالرغـ مف الجيود التي كانت تبذؿ لموصوؿ إلى ذلؾ خاصة مف‬
‫طرؼ الدكتورة (زالؿ نصيرة) التي يعود إلييا الفضؿ الكبير في إعطاء األرطفونيا فرصة البروز‬
‫في التكويف والدفاع عف األرطفونيا خاصة في ميداف العمؿ‪ ،‬نظ ار لعدـ وجود معرفة شاممة بيذا‬
‫االختصاص مف طرؼ المعنييف وحتى العائبلت واألولياء‪.‬‬

‫ساىمت (نصيرة زالؿ) في تثبيت مجاؿ األرطفونيا كعمـ قائـ بذاتو مف خبلؿ المؤتمرات العممية‬
‫الدولية باإلضافة إلى المراجع والمقاالت التي نشرت مف طرؼ الباحثة كما ساعدت مشاريع البحث‬
‫في األرطفونيا عمى ظيور الجمعية الجزائرية لؤلرطفونيا‪ ،‬أما تكويف األرطفونييف في الج ازئر فيي‬
‫تابعة ألقساـ عمـ النفس وعموـ التربية واألرطفونيا وتدرس في الج ازئر العاصمة ووىراف وسطيؼ‬
‫منذ السنة الثانية جامعي وتسمـ شيادة الميسانس في األرطفونيا بعد أربع سنوات دراسة في‬
‫الجامعة‪ ،‬سنة واحدة جذع مشترؾ وثبلث سنوات تخصص وفؽ النظاـ القديـ أما وفؽ النظاـ‬
‫الجديد فيي تدرس كمقياس سداسي لكافة طمبة سنة أولى عموـ اجتماعية ويكوف التخصص في‬
‫السنة الثانية‪.‬‬

‫‪ )3‬تخصصات األرطفونيا‪ :‬توجد أربع اختصاصات في األرطفونيا وىي‪:‬‬

‫‪/1‬عمم النفس العصبي(‪ : (Neuropsychologie‬يتـ فيو معرفة الجياز العصبي ومختمؼ‬


‫اإلصابات التي تستيدفو وتأثيرىا عمى لغة الشخص‪ ،‬فإصابة الفص الجبيي مثبل يؤثر عمى منطقة‬
‫بروكا المسؤولة عف المغة‪ ،‬واصابة الجياز الممبي )‪ (Système limbique‬يؤثر عمى الذاكرة‬
‫الضرورية إلدراؾ وفيـ وانتاج المغة‪.‬‬

‫‪/2‬اضطرابات النطق والمغة ‪ (trouble de la parole et du langage):‬ويعني ىنا بدراسة‬


‫اضطرابات النطؽ والمغة بنوعييا المنطوقة والمكتوبة ومف أىـ االضطرابات التي تدرس في ىذا‬
‫التخصص‪ :‬عسر القراءة والكتابة‪ ،‬تأخر الكبلـ وتأخر المغة واضطرابات النطؽ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫لألستاذ‪ :‬عباس سمير‬ ‫محاضرات مدخل إلى األرطفونيا (سنة أولى جذع مشترك عموم اجتماعية)‬

‫‪/3‬الصمم)‪ : (surdité‬ييتـ بدراسة حاالت فقداف السمع الثقيؿ والخفيؼ كما يعمؿ عمى تشخيص‬
‫حاالت اضطرابات السمع والتكفؿ بيا مبك ار عف طريؽ الزرع القوقعي أو تعميـ القراءة الشفوية‬
‫)‪ (Lecture labiale‬أو تعميـ لغة اإلشارات)‪. (Langue des signes‬‬

‫‪/4‬فحص األصوات)‪ :(Phoniatrie‬يمـ ىذا التخصص بدراسة الصوت وأحوالو واضطراباتو‬


‫والتكفؿ بإعادة تربية المرضى الذيف تعرضوا إلصابات وعمؿ في أصواتيـ ومف أىـ األمراض التي‬
‫يمـ بيا أصحاب ىذا التخصص يوجد مرض عسر الصوت)‪ (dysphonie‬وحالة فقداف الصوت‬
‫)‪.(aphonie‬‬

‫‪ )4‬عالقة األرطفونيا بالعموم األخرى‪ :‬كما قمنا سابقا فإف األرطفونيا ىي عمـ يعتمد عمى‬
‫عموـ متعددة وذلؾ مف خبلؿ عبلقتيا الوطيدة بػ‪:‬‬

‫‪ /1‬الطب‪ :‬ىو ضروري جدا يكاد يتدخؿ في كؿ االضطرابات‪ ،‬حيث نجد األرطفونيا في بعض‬
‫الدوؿ فرع شبو طبي أي أنيا ضمف الفروع الممحقة بالطب‪ ،‬لذا فعمى األرطفوني أف يتعرؼ عمى‬
‫جميع األعضاء التي تسبب االضطراب المغوي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فمثبل‪ :‬الحبسة عمينا‬
‫أف نمـ بمناطؽ الدماغ وكذلؾ في الصمـ البد عمى األخصائي األرطفوني أف يتعرؼ عمى أجزاء‬
‫األذف ودور كؿ واحدة منيا وكذلؾ االضطرابات الصوتية البد أف نتعرؼ عمى الحنجرة‪ ،‬أما فيما‬
‫يخص اضطرابات النطؽ فمعرفة وضعيات المساف الصحيحة عند نطؽ الحروؼ شيء البد منو‪،‬‬
‫وتأخذ األرطفون يا الكثير مف العموـ الطبية فعمـ التشريح يقدـ المعمومات الكافية عف جياز النطؽ‬
‫المتكوف مف الرئة وباقي أعضاء التنفس والحنجرة والتجويؼ الفمي واألنفي (جياز السمع‪ ،‬األذف‬
‫الخارجية الوسطى والداخمية) والجياز العصبي بمختمؼ أجزائو وعمـ وظائؼ األعضاء يقدـ‬
‫معمومات وافية عف آليات عمؿ ىذه األجيزة‪ ،‬والطب العقمي يعطي معمومات عف مختمؼ‬
‫األمراض العصبية وحاالت المغة فييا‪ ،‬وطب األذف واألنؼ والحنجرة يوفر معمومات ىامة جدا عف‬
‫السمع واختبلالتو والصوت واضطراباتو‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫لألستاذ‪ :‬عباس سمير‬ ‫محاضرات مدخل إلى األرطفونيا (سنة أولى جذع مشترك عموم اجتماعية)‬

‫‪/2‬عمم النفس‪ :‬في الجزائر األرطفونيا ىي فرع مف فروع عمـ النفس فيي تعتمد في كثير مف‬
‫األ حياف عمى عمـ النفس ومعطياتو سواء كاف ذلؾ عمى مستوى التنظير(الجديد مف النظريات‬
‫واألفكار) أو عمى مستوى التطبيؽ (أدوات البحث وطرؽ الكفالة والعبلج) ىذا مف جية ومف جية‬
‫أخرى يجب أف ال ننسى أننا نتعامؿ مع أناس يعانوف مف اضطرابات لغوية وكؿ حالة تتفرد بنفسيا‬
‫فكؿ معاؽ أو مريض ينفرد بشخصية وسمات معينة تميزه عف مريض آخر وبالتالي تكوف الكفالة‬
‫مختمفة أيضا بالرغـ مف وجود نفس االضطرابات عند فرديف مختمفيف وىذا يرجع إلى الفروقات‬
‫الفردية أوال‪ ،‬الوسط الذي يعيش فيو ثانيا‪ ،‬ثـ إلى درجة وعي اآلباء بيذا االضطراب ثالثا‪.‬‬

‫لذلؾ فنحف ال نستطيع أف نتبع التعميمات أو نطبؽ التقنيات ميكانيكيا‪ ،‬حيث البد مف أف نأخذ‬
‫بعيف االعتبار حاالت المريض النفسية التي تكوف متفاوتة مف يوـ إلى آخر‪ ،‬وكذلؾ األرطفوني‬
‫البد أف يكوف عمى اتصاؿ دائـ ب أخصائي نفساني ألنو قبؿ أف يبدأ بإعادة تربية االضطرابات البد‬
‫مف الميزانية النفسية التي ترافؽ الفحوصات الطبية بالممؼ الخاص بالمريض‪.‬‬

‫‪/3‬عمم االجتماع‪ :‬يمعب الوسط الذي يعيش فيو الفرد دو ار كبي ار في إعطائو النمو السميـ بحيث أف‬
‫التربية ونوع المعيشة الذي يتبعو اآلباء لتنشئة األوالد يعمؿ إما سمبا أو إيجابا في تكوينو باإلضافة‬
‫إلى أف طمب المساعدة األولى يقدمو لنا اآلباء إذا كانوا عمى وعي‪ ،‬فقد يساعداف المختص‬
‫األرطفوني عمى التشخيص المبكر لبلضطرابات وكؿ المعمومات التي نحتاج إلييا‪ ،‬فمكي يمارس‬
‫األرطفوني وظيفتو عمى أحسف وجو يحتاج إلى معرفة دقيقة بالوسط االجتماعي والثقافي‬
‫واالقتصادي لممريض وعمى ضوئيا يحدد إستراتيجية التكفؿ كما يستعيف بالعائمة والمدرسة وىما‬
‫مؤسستيف اجتماعيتيف لتطبيؽ الكفالة األرطفونية‪ ،‬أي أنيما يساىماف في عبلج الطفؿ‪.‬‬

‫‪/4‬المسانيات‪ :‬عمى اعتبار أف األرطفونيا تيتـ باالضطرابات الخاصة باالتصاؿ والمغة الذي ىو‬
‫موضوع المسانيات باإلضافة إلى اىتماميا بعمـ األصوات الوظيفي واألصوات العامة (دراسة‬
‫األصوات البشرية مف حيث تقطيع الحروؼ وتركيبيا) فيي عمـ ضروري يعتمد عميو األرطفوني‬
‫في إعادة تربية االضطرابات حيث عندما نبلحظ اضطرابا لغويا عند مريض ما يسعى إلى تحميمو‬
‫ثـ يبدأ في استنساخو حيث يسجمو حسب ما سمعو وما نطؽ بو المريض ومف خبلؿ الثغرات‬
‫الموجودة في تمؾ المدونات يستطيع األرطفوني أف يسطر نوع إعادة التربية‪ ،‬فالمسانيات تيتـ‬
‫بدراسة المغة مف حيث الصوت وصيرورة التواصؿ ودراسة الخصائص الفيزيائية لمصوت فنحدد‬
‫‪7‬‬
‫لألستاذ‪ :‬عباس سمير‬ ‫محاضرات مدخل إلى األرطفونيا (سنة أولى جذع مشترك عموم اجتماعية)‬

‫طابعو ونبرتو وحدتو وايقاعو كما تيتـ بدراسة أنساؽ أصوات المغة الطبيعية ووظيفتيا داخؿ أنساؽ‬
‫االتصاؿ المغوي‪.‬‬

‫ومف أىـ تخصصات المسانيات التي ليا عبلقة وثيقة باألرطفونيا نجد‪ :‬الفونتيؾ والفنولوجيا حيث‬
‫ل يما نفس موضوع الدراسة وىو االصوات ولكف يختمفاف في أسموب تناوؿ ومقاربة ىذه األصوات‪،‬‬
‫فالفونتيؾ عامة تيتـ باألصوات مف الناحية الفيزيائية دوف االىتماـ بوظيفتيا في لغة معينة وىي‬
‫أيضا وصفية وتصنيفية‪ ،‬أما الفونولوجيا فيي خاصة بمغة أو لغات معينة ووظيفية أي تنظر في‬
‫وظيفة أو عمؿ أو ميكانزمات األصوات في لغة واحدة أو عدة لغات‪.‬‬

‫‪/5‬البيداغوجيا‪ :‬وىي عمـ تدريس المادة التربوية ويبدو دور األرطفونيا كبير في المجاؿ‬
‫البيداغوجي خاصة عند األطفاؿ الذيف يعانوف مف ضعؼ اكتساب وتعمـ المغة المنطوقة والمكتوبة‪،‬‬
‫حيث يقوـ األرطفوني بتشخيص أسباب حاالت عسر الكتابة والقراءة وتقديـ استراتيجية لمتكفؿ‬
‫بيؤالء التبلميذ ومساعدتيـ عمى االكتساب والتعمـ‪.‬‬

‫‪ )5‬دور األرطفونيا وشروط الممارسة‪:‬‬

‫تعود كفاءة األرطفوني إلى االىتماـ الذي نوليو لؤلرطفونيا وكمما تعمقنا في ميدانيا كمما استطعنا‬
‫أف نحصر جميع االضطرابات المغوية وخمؽ تقنيات جديدة تفيدنا في عممنا ويتوقؼ ىذا عمى‬
‫كيفية ممارسة ىذه المينة التي تتطمب جيودا كبيرة واخبلصا لميداف االضطرابات المغوية دوف أف‬
‫يتعدى ذلؾ إلى مياديف أخرى فمكؿ اختصاصو‪ ،‬حيث يعمؿ األرطفوني عمى إعادة تربية الصوت‬
‫والكبلـ والمغة ويتدخموف في الميداف العبلجي والوقائي وييتموف باألطفاؿ والمراىقيف والراشديف‬
‫وحتى المسنيف الذيف يعانوف مف أي اضطراب في االتصاؿ وقد يكوف عمؿ األرطفوني بصفة‬
‫فردية أو جماعية وأحيانا في منزؿ الشخص الذي يحتاج إلى المساعدة األرطفونية وىذا عف طريؽ‬
‫توجيو الطبيب ىذا األخير يكمؼ المختص األرطفوني بكفالة ىذا الشخص ويصؼ لو عدد‬
‫الجمسات ونوع الكفالة‪ ،‬كذلؾ يمكف أف يعمؿ األرطفوني في عيادتو الخاصة وفي المستشفيات‬
‫الحكومية أو المراكز الخاصة بالمعوقيف ذىنيا أو سمعيا كما قد يتدخؿ األرطفوني في إطار‬
‫التشخيص والبحث عف اضطرابات المغة في المدارس‪ ،‬وكذلؾ يمكف أف يشارؾ في أعماؿ وأبحاث‬

‫‪8‬‬
‫لألستاذ‪ :‬عباس سمير‬ ‫محاضرات مدخل إلى األرطفونيا (سنة أولى جذع مشترك عموم اجتماعية)‬

‫في ميدانو ويكمؼ بالتدريس في مختمؼ المراكز التابعة ليذا االختصاص ويمكف أف نمخص دور‬
‫األرطفوني فيما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تشخيص اضطرابات الصوت والكبلـ والمغة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توجيو المريض حسب الحالة إلى طبيب مختص‪ ،‬نفساني‪ ،‬مساعد اجتماعي أو تربوي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إعادة تأىيؿ وتربية االضطرابات‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬القياـ باألبحاث واختراع التقنيات الجديدة التي تمعب دو ار في عمؿ المختص األرطفوني‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ما سبؽ ذكره فإف مف شروط الممارسة أيضا‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أال يخرج عمؿ األرطفوني عف نطاؽ التشخيص الوقائي واعادة التربية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أف يأخذ بعيف االعتبار استشارة الطبيب والمختص النفساني في حاالت معينة وأف ال يكتب‬
‫وصفة طبية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أال تتجاوز الجمسة الواحدة نصؼ ساعة إلى الساعة إال الربع مف الوقت إال في حاالت‬
‫خاصة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬عدد الجمسات غالبا ال يتعدى الجمستيف كؿ ثبلثة أسابيع‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫لألستاذ‪ :‬عباس سمير‬ ‫محاضرات مدخل إلى األرطفونيا (سنة أولى جذع مشترك عموم اجتماعية)‬

‫‪ )6‬بيولوجيا المغة والكالم‪:‬‬

‫يتـ الحصوؿ عمى معمومات حوؿ ما يجري في العالـ الخارجي وداخؿ أجسامنا بفضؿ خبليا‬
‫خاصة تعرؼ بالخبليا الحسية أو المستقببلت الموزعة في كؿ أنحاء الجسـ‪ ،‬ىذه الخبليا مسؤولة‬
‫عف تحويؿ التنبييات الخارجية إلى نبضة كيربائية تنتقؿ إلى المراكز العصبية لمجسـ لتفسيرىا مف‬
‫طرؼ خبليا عصبية أخرى تعرؼ بالعصبونات‪ ،‬إف الجياز العصبي المركزي ىو المسؤوؿ عف‬
‫ىذه الوظائؼ ويتكوف الجياز العصبي لدى االنساف تقريبا مف ‪ 10‬مبليير خمية عصبية‪،‬‬
‫فامتداداتيا المنفعة نحو الداخؿ والخارج يتـ باتصاؿ كؿ خمية تقريبا بػ ‪ 10‬آالؼ اتصاؿ بالخبليا‬
‫األخرى بواسطة المشابؾ‪.‬‬

‫ويعتبر نصفي الكرتيف المخيتيف الجزء األىـ وظيفيا واألكبر حجما لمجياز العصبي المركزي‪،‬‬
‫ويمعب ىذا األخير الدور الكبير في الوظائؼ العقمية العميا كالمغة‪ ،‬فياتيف الكرتيف مغطاة بالقشرة‬
‫العصبية المخية‪ ،‬التي ىي كذلؾ متكونة مف ‪ 100‬ساحة أو منطقة‪ ،‬كؿ واحدة ليا مركزىا الخاص‬
‫بيا ومرقمة برقـ خاص وتختص بوظيفة مف الوظائؼ الحسية االدراكية‪ ،‬وعندما نرى نصفي‬
‫الكرتيف المخيتيف نظرة جانبية نجد أنيا متكونة مف أربعة فصوص‪ :‬الفص الجبيي‪ ،‬الفص‬
‫الجداري‪ ،‬الفص القفوي والفص الصدغي‪.‬‬

‫ىذه الفصوص منفصمة عف بعضيا البعض بواسطة شقوؽ داخؿ القشرة المخية منيا شؽ روالند‬
‫وشؽ سمفيوس‪ ،‬كؿ فص أيضا يحتوي عمى تبلفيؼ منفصمة عف بعضيا بواسطة شقوؽ أقؿ عمقا‬
‫مف الشقوؽ سابقة الذكر‪ ،‬تخضع الساحات الحسية الحركية لوظائؼ دماغية أخرى مثؿ الذاكرة‬
‫حيث يتـ حفظ االحساسات التي تقع لنا فييا ويتـ وضع توجييات عامة تقود تصرفاتنا حتى يمكننا‬
‫اختيار االستجابة االكثر تناسبا مع المنبو (المثير الخارجي)‪ ،‬إف تجاربنا السابقة ىي التي تجعمنا‬
‫عند رؤية الغيوـ الداكنة مثبل نحمؿ مطاريتنا إلمكانية سقوط المطر‪.‬‬

‫وىناؾ أنواع مف الذاكرة‪ :‬ذاكرة آنية حيث يمكف االحتفاظ بالمعمومات لبضع ثواني والذاكرة البعيدة‬
‫التي تسمح لنا بتذكر أحداث أكثر قدما‪ ،‬وترتبط الذاكرة بوظائؼ عديدة في الدماغ بما في ذلؾ‬
‫المغة فيي نوع مف الشيفرة ترمز كمماتيا إلى أشياء مادية أو ألفكار مجردة وتوجد في قشرة المخ‬
‫أربع مراكز لمغة واحدة لمكبلـ والكتابة وآخراف يتعمؽ كؿ منيما بفيـ االوؿ والثاني‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫لألستاذ‪ :‬عباس سمير‬ ‫محاضرات مدخل إلى األرطفونيا (سنة أولى جذع مشترك عموم اجتماعية)‬

‫إف المغة تمكننا كذلؾ مف التفكير وايصاؿ أفكارنا لمغير‪ ،‬ولعؿ التخيؿ يمثؿ الوظيفة العميا لدى‬
‫االنساف بوصفو القدرة عمى ربط االفكار وعمى خمؽ أفكار جديدة‪ ،‬ىذه الساحات المذكورة أدناه‬
‫كميا خاصة بالمغة وىناؾ ساحات أخرى تؤدى فييا وظائؼ كثيرة خاصة في نصؼ الكرة المخية‬
‫االيسر‪.‬‬

‫‪ -‬الفص الجبيي أكبر الفصوص تؤدى فيو وظائؼ ذىنية عميا‪.‬‬


‫‪ -‬ساحة ما قبؿ حركية تتحكـ في حركات الرأس والعينيف‪.‬‬
‫‪ -‬الساحة الحركية وتتحكـ في الحركات االرادية‪.‬‬
‫‪ -‬الساحة الحسية وتفسر االحساسات االولى التي تقع لمجسـ‪.‬‬
‫‪ -‬الساحة البصرية وتفسر االحساسات البصرية‪.‬‬
‫‪ -‬الساحة السمعية وتخص االحساسات الصوتية‪.‬‬
‫‪ -‬ساحة التحميؿ الحسي والمغوي‪.‬‬

‫مالحظة هامة‪:‬‬

‫‪ -‬ساحة الكبلـ والمفظ ىي ساحة بروكا ‪ Broca‬رقـ ‪ 44‬وتخريب ىذه االخيرة يصيب الفرد‬
‫بالبكـ الحركي فيسمى أخرصا‪ ،‬بحيث ال يتمكف المصاب مف نطؽ الكممات المعبرة عف‬
‫فكرتو مم ا يعيقو عف االتصاؿ باألفراد ولكف ىذا المصاب يفيـ الكممات المقروءة دوف التمكف‬
‫مف لفظيا‪.‬‬
‫‪ -‬ساحة التعرؼ السماعي عمى الكممات المنطوقة ىي الساحات رقـ ‪ 22 ،19‬و‪ 39‬وتخريب‬
‫ىذه المناطؽ يحدث ما يسمى بالعمى الحسي حيث يسمع المريض لكنو ال يفيـ المعنى ويق أر‬
‫الكممات المكتوبة لكنو ال يدري ما تعنيو ونقارف حالتو بشخص يتكمـ بمغة أجنبية أو يتعمـ‬
‫لغة جديدة عنو‪.‬‬
‫‪ -‬ساحة فرنيكي ‪ Wernicke‬تخريب ىذه المنطقة يؤدي بالمصاب إلى اضطرابات في‬
‫العبلقات المفظية الكبلمية حيث يستخدميا المريض في غير موضعيا أو معانييا العادية‪،‬‬
‫كما يؤلؼ مقاطع كبلمية دوف معنى أي يصبح المريض غير مفيوـ ويعود السبب كما ىو‬
‫واضح إلى نقص في الذاكرة إذ أنو في الحالة الطبيعية يحدث الفيـ لمكممة بمقارنتيا‬
‫وارجاعيا لذكريات سمعية أو بصرية‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫لألستاذ‪ :‬عباس سمير‬ ‫محاضرات مدخل إلى األرطفونيا (سنة أولى جذع مشترك عموم اجتماعية)‬

‫ميادين ومجاالت األرطفونيا‪ :‬إف الحديث عف مياديف األرطفونيا ىو حديث عف االضطرابات‬


‫المغوية التي تيتـ بيا والتي يمكف أف نجمميا فيما يأتي‪:‬‬

‫اضطرابات المغة الشفهية التي تضم كل من‪:‬‬


‫‪ ‬االضطرابات النطقية بنوعييا الوظيفية أو التي ترجع إلى مشاكؿ العضوية‪.‬‬
‫‪ ‬تأخر الكبلـ‪.‬‬
‫‪ ‬تأخر المغة بما يضمو مف تأخر بسيط وتأخر النمو المغوي‪.‬‬
‫‪ ‬اضطرابات الكبلـ المتمثؿ في التأتأة‪.‬‬
‫اضطرابات المغة المكتوبة التي تشمل عمى‪:‬‬
‫‪ ‬عسر القراءة والكتابة‪.‬‬
‫‪ ‬عسر الحساب‪.‬‬
‫اضطرابات المغة الناجمة عن االعاقة السمعية الخمقية والمكتسبة بمختمف أنواعها‪:‬‬
‫‪ ‬االعاقة السمعية االرسالية‪.‬‬
‫‪ ‬االعاقة السمعية االدراكية‪.‬‬
‫‪ ‬االعاقة السمعية المختمطة‪.‬‬
‫اضطرابات المغة الناجمة عن إصابات عصبية دماغية التي يطمق عميها الحبسة عند الطفل‬
‫والراشد‪:‬‬
‫‪ ‬لدى الراشد تنقسـ الى‪ :‬الحبسة الحركية والحبسة الحسية‬
‫‪ ‬عند الطفؿ تنقسـ الى‪ :‬الحبسة الخمقية والحبسة المكتسبة‬
‫اضطرابات االنتاج الصوتي لدى الطفل والراشد‪ :‬تجير الصوت لدى االطفاؿ والبحة النفسية أو‬
‫استئصاؿ الحنجرة لدى الراشد‪.‬‬
‫اضطرابات المغة لدى المصابين باألمراض النفسية والنفس‪-‬حركية والعقمية‪ :‬االعاقة الحركية‬
‫الدماغية وعرض داوف‪ ،‬التوحد‪...‬الخ‪.‬‬
‫ومف خبلؿ ما سبؽ يمكف شرح أىـ االضطرابات المغوية الخاصة بالطفؿ والمدرسية أو الخاصة‬
‫بالراشد كما يمي‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫لألستاذ‪ :‬عباس سمير‬ ‫محاضرات مدخل إلى األرطفونيا (سنة أولى جذع مشترك عموم اجتماعية)‬

‫االضطرابات الخاصة باألطفال‪:‬‬


‫‪ )1‬تأخر المغة‪ :‬ىو افتقار شديد في المغة‪ ،‬بحيث في عمر معيف نجد أف الطفؿ ليس لديو مفردات‬
‫كثيرة لمتعبير فيمجأ إلى اإلشارات كي يحاوؿ توصيؿ ما يريده لآلخريف واذا اختبرنا جميع‬
‫المكتسبات األولية لمطفؿ نجدىا مضطربة أو غير مكتسبة تماما‪ ،‬المتمثمة في‪:‬‬

‫‪ ‬الجانبية‪ :‬ىيمنة وسيطرة جانب معيف مف الجسـ (يميني أو يساري)‪.‬‬


‫‪ ‬الصورة الجسمية‪ :‬وىي الصورة األولية التي يشكميا الطفؿ ويحس بيا في جسمو‪.‬‬
‫‪ ‬التوجو الزماني والمكاني‪ :‬ىو أف يكوف الجسـ يدرؾ المحسوسات بحيث ال يمكف أف يكوف‬
‫جسمو في مكانيف وزماف واحد‪.‬‬

‫فنجد الطفؿ الذي يعاني مف تأخر لغوي لو تبعية لموسط الذي يعيش فيو وباألخص األـ وعند‬
‫إجراء الفحوصات الطبية نجد أنو ال يعاني مف أي خمؿ عضوي معيف‪ ،‬فيو اضطراب لغوي‬
‫وظيفي ولو عدة درجات بسيط وخفيؼ أو متوسط وعميؽ حيث أف إعادة التربية تكوف طويمة المدة‬
‫ومبكرة‪ ،‬ويمكف أف يظير التأخر المغوي في سف ‪ 3‬سنوات والنصؼ‪.‬‬

‫‪ )2‬اضطرابات النطق‪ :‬ىو اضطراب يمس مخارج الحروؼ فإما أف تكوف المخارج في حد ذاتيا‬
‫تحمؿ خمبل مثؿ‪ :‬شؽ الحنؾ ‪-‬شقوؽ عمى مستوى الشفاه‪ -‬تشوه شكؿ المساف أو ارتباطو بأسفؿ‬
‫الفـ عف طريؽ نسيج‪ ،‬الشيء الذي يعيؽ حركة المساف نحو األعمى وبالتالي يصعب عمى الطفؿ‬
‫نطؽ أصوات مثؿ البلـ والراء‪ ،‬كبر أو صغر حجـ المساف‪ ،‬تشوه األسناف أو غيابيا‪ ،‬أو مف خبلؿ‬
‫إصابة األصوات الصغيرة المتمثمة في (س‪ ،‬ش‪ ،‬ز) كما نجد الخمخمة المفتوحة أو المغمقة‬
‫المتمثمة في عممية إصدار كؿ مف األصوات الفموية (ـ‪ ،‬ب‪ ،‬و) مف األنؼ بدال مف مخرجيا‬
‫الطبيعي ا لمتمثؿ في الفـ الناتج عف عدـ قدرة الطفؿ عف إيصاؿ مؤخرة الحنؾ بمؤخرة الحمؽ أو‬
‫العكس‪ ،‬ومف خبلؿ ما سبؽ يمكف القوؿ أف ىناؾ أسباب عضوية وأخرى وظيفية ويبقى أىـ‬
‫مظاىر اضطراب النطؽ ىو اضطراب وتأخر الكبلـ الذي يعتبر اضطرابا لغويا وظيفيا يظير في‬
‫تركيب األصوات ويظير عمى أشكاؿ إما القمب‪ ،‬الحذؼ‪ ،‬التعويض أو اإلضافة إذ أف الطفؿ الذي‬
‫يعاني مف ىذا االضطراب يحافظ عمى كبلـ الطفؿ الصغير بالرغـ مف سنو المتقدـ واعادة التربية‬
‫ىنا يجب أف تكوف مبكرة‪ ،‬لكنيا سيمة وتعتمد عمى المرآة في تصحيح االضطرابات المفظية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫لألستاذ‪ :‬عباس سمير‬ ‫محاضرات مدخل إلى األرطفونيا (سنة أولى جذع مشترك عموم اجتماعية)‬

‫‪ )3‬الديسفازيا‪ :‬وىي أكبر نوع مف االضطرابات العميقة لمنمو المغوي عند األطفاؿ التي ال تكوف‬
‫نتيجة لسبب عضوي معروؼ وتظير في شكؿ اضطراب في تنظيـ الكبلـ الذي ال يبنى عمى‬
‫أساس يشبو الكبلـ العادي حيث يعيش الطفؿ في مجاؿ لغوي خاص بو ومف أىـ أعراضيا‪:‬‬
‫اضطراب حركي فمي نطقي وتعبير فقير‪ ،‬اضطراب إدراكي سمعي‪ ،‬اضطراب في مفاىيـ الزمف‬
‫والفضاء والمقارنة والتسمسؿ‪.‬‬

‫‪ )4‬الصمم‪ :‬ىو إعاقة في أحد أجزاء األذف يكوف صمما إدراكيا إذا كاف الخمؿ في األذف الداخمية‬
‫وصمما إرسالي إذا كانت اإلصابة في األذف الخارجية أو الوسطى ويكوف صمما مركبا إذا كانت‬
‫اإلصابة في كؿ أجزاء األذف‪ ،‬ويختمؼ المستوى المغوي في الصمـ اإلدراكي منو في اإلرسالي‬
‫وكذلؾ في نوعية العبلج‪ ،‬فالصمـ االرسالي في أحياف كثيرة يعالج عف طريؽ الجراحة مثؿ‬
‫التشوىات الخمقية لؤلذف أما الصمـ اإلدراكي فميس لو حؿ إال إعادة التربية التي البد أف تكوف‬
‫مبكرة وىي صعبة والبد أف يحمؿ الطفؿ جيا از سمعيا‪.‬‬

‫‪ )5‬التخمف الذهني‪ :‬إف الطفؿ المعوؽ ذىنيا يكوف قد تعرض إما اللتياب السحايا أو إصابة‬
‫دماغية أو ألسباب أخرى مثؿ زواج األقارب ينتج عنيا تأخر في المكتسبات الذىنية عند الطفؿ‬
‫وخاصة الذكاء وينقسـ إلى تخمؼ عميؽ أو متوسط أو بسيط يحتاج إلى سنوات كثيرة إلعادة‬
‫التربية ويحتاج إلى فريؽ متنوع مف األخصائييف ىـ‪ :‬أخصائي نفساني طبيب‪ ،‬مربي وأرطفوني‪.‬‬

‫االضطرابات المدرسية‪:‬‬

‫‪ )1‬عسر القراءة‪ :‬إف القراءة عبارة عف عممية معقدة تشترؾ فييا آليات بصرية وسمعية مركبة ال‬
‫تنحصر في معرفة الكممات أو األصوات لكف تتعدى إلى الفـ وعسر القراءة ىو عبارة عف‬
‫الصعوبة غير عادية لمقراءة بدوف أي خمؿ عضوي في الرأس أو األذف بعد القياـ بالفحوصات‬
‫البلزمة‪.‬‬

‫إف إعادة التربية تكوف طويمة المدى وبمجرد أف يتأكد المعمـ بأف الطفؿ يعاني مف ىذا االضطراب‬
‫ذلؾ بإصرار منو عمى أف يجعؿ الطفؿ يحاوؿ في كؿ مرة إعادة قراءة نفس الجممة‪ ،‬عمى المعمـ‬
‫أف يسجؿ ىذه الحالة وأف يوجييا إلى المختص األرطفوني وكمما كانت إعادة التربية مبكرة كمما‬

‫‪14‬‬
‫لألستاذ‪ :‬عباس سمير‬ ‫محاضرات مدخل إلى األرطفونيا (سنة أولى جذع مشترك عموم اجتماعية)‬

‫كانت الكفالة ناجحة‪ ،‬واعادة التربية البد أف تستيدؼ الحروؼ ثـ الكممات ثـ الجمؿ مف السيؿ‬
‫الصعب‪.‬‬

‫‪ )2‬عسر الكتابة‪ :‬وىي صعوبة الطفؿ في كتابة أي جممة وىي الصعوبة في األداء تكوف بدوف‬
‫سبب في األعضاء أو األعصاب‪ ،‬إعادة التربية تكوف طويمة المدى والبد مف أف تكوف مبكرة‬
‫وترتكز أساسا عمى إعطاء الطفؿ جمسات خاصة لممكتسبات األولية‪.‬‬

‫‪ )3‬عسر الحساب‪ :‬عسر الحسابات ىو صعوبة الطفؿ في القياـ بعمميات حسابية بسيطة بالرغـ‬
‫مف أف سنو متقدـ واعادة التربية تستيدؼ إعطاء الطفؿ جمسات خاصة بإعادة األرقاـ والمكتسبات‬
‫األولية‪.‬‬

‫إف كؿ ىذه االضطرابات التي سبؽ لنا ذكرىا تظير خاصة عند الدخوؿ المدرسي وعمى المعمميف‬
‫واآلباء أف يعطوا لمطفؿ االىتماـ الكبير خاصة في ىذه المرحمة مف عمره لتفادي ىذه االضطرابات‬
‫المغوية أو إذا تأكدوا مف وجوده فعمييـ بالمبادرة بتوجييو إلى مختص أرطفوني لتفادي التسرب‬
‫المدرسي‪.‬‬

‫اضطرابات خاصة بالراشد‪ :‬ىناؾ اضطرابات لغوية نجدىا مشتركة عند األطفاؿ والراشديف ومنيا‪:‬‬

‫كثير بيف ‪3‬‬


‫ا‬ ‫‪ )1‬التأتأة‪ :‬ىو اضطراب مجرى الكبلـ مرتبط كثي ار بالحاالت النفسية لممريض نجده‬
‫و‪ 4‬سنوات يمكف أف يزوؿ وتسمى ىنا التأتأة الفيزيولوجية‪ ،‬وقد تصبح خطيرة عند السنة السابعة‬
‫أي الدخوؿ المدرسي والسبب الرئيسي ؿ‪ :‬التأتأة ىو عبلئقي (بيف المريض والمحيط) إعادة التربية‬
‫تعتمد خاصة عمى االسترخاء‪ ،‬التنفس واإليقاع‪.‬‬

‫‪ )2‬االضطرابات الصوتية‪ :‬ىي اضطراب يمس خاصة األحباؿ الصوتية الموجودة في الحنجرة‬
‫والسبب يكوف إما عضوي أو نفسي أو وظيفي‪ ،‬ىناؾ أنواع كثيرة مف االضطرابات الصوتية‪ ،‬إعادة‬
‫التربية تعتمد عمى تمرينات التنفس واالسترخاء‪.‬‬

‫‪ )3‬الحبسة أو األفازيا‪ :‬ىو اضطراب لغوي يمس بعض مناطؽ الجياز العصبي‪ ،‬سببو ارتفاع‬
‫الضغط الدموي الناتج عف بعض االنفعاالت واألمراض‪ ،‬وأحيانا الوراثة التي تمعب دو ار كبي ار في‬

‫‪15‬‬
‫لألستاذ‪ :‬عباس سمير‬ ‫محاضرات مدخل إلى األرطفونيا (سنة أولى جذع مشترك عموم اجتماعية)‬

‫ارتفاعو‪ ،‬ونجده خاصة عند المتقدميف في السف إعادة التربية تكوف طويمة المدى تعتمد عمى‬
‫التماريف الفمية الوجيية والتنفس وتدريب أعضاء النطؽ‪.‬‬

‫أدوات الفحص والكشف في األرطفونيا‪:‬‬

‫إف األرطفونيا عمـ وفف وممارسة ولكي تكوف ىذه الممارسة عممية يعمد الباحث إلى استعماؿ‬
‫أدوات الفحص والكشؼ المعترؼ بيا في المجاؿ العممي ويمكف حصرىا فيما يمي‪:‬‬

‫المالحظة‪ :‬ىو جيد شخصي يقوـ بو األرطفوني بغية جمع أكبر عدد ممكف مف المعطيات عف‬
‫عينة مريضة‪ ،‬والمبلحظة نوعاف‪ :‬مبلحظة مباشرة ومبلحظة غير مباشرة‪.‬‬

‫‪ ‬المبلحظة المباشرة‪ :‬ىي تمؾ التي يجرييا األرطفوني بنفسو عندما يمتقي بالمريض‪.‬‬
‫‪ ‬المبلحظة غير مباشرة‪ :‬ىي تمؾ المعطيات التي يجمعيا األرطفوني عف المريض بطريقة‬
‫غير مباشرة ومف الطرؽ التي يستعمميا األرطفوني في المبلحظة غير المباشرة نجد ما يمي‪:‬‬
‫تطبيؽ االختبار‪ ،‬إجراء حوار أو لقاء أو مقابمة مع أولياء الطفؿ أو زمبلئو‪ ،‬لقاء أو حوار مع‬
‫معمـ الطفؿ‪.‬‬

‫ولكي تكوف المبلحظة جيدة ال بد أف يتوفر األرطفوني عمى عدة خصاؿ منيا‪ :‬سرعة البديية‪،‬‬
‫االنتباه‪ ،‬القدرة عمى فيـ السموؾ‪ ،‬قدرة كبيرة عمى التحمؿ والصبر وقدرة عمى المساعدة‪.‬‬

‫المقابمة‪ :‬يقصد بالمقابمة ذلؾ المقاء المباشر الذي يحصؿ وجيا لوجو بيف األرطفوني والمريض‬
‫ويتـ خبلؿ ىذا المقاء طرح مجموعة مف األسئمة واالستفسارات عمى المريض بغية فيـ أحسف‬
‫لحالتو‪ ،‬ويمكف أف تكوف المقابمة موجية أو غير موجية بحسب الحاالت واالضطرابات‪ ،‬وميما‬
‫يكف يجب أف تتوفر شروط معينة في األخصائي األرطفوني فيكوف قاد ار عمى اإلصغاء والتقبؿ‬
‫والصبر والمشاركة الوجدانية‪ ،‬كما ينبغي توفر ظروؼ مبلئمة لممقابمة وىي ظروؼ مكانية (مكاف‬
‫خاص بالمعاينة األرطفونية) وزمنية (اختيار وقت مبلئـ لممريض فبل يكوف في نياية النيار وال‬
‫يكوف في لحظات يرفض فييا المريض المقابمة)‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫لألستاذ‪ :‬عباس سمير‬ ‫محاضرات مدخل إلى األرطفونيا (سنة أولى جذع مشترك عموم اجتماعية)‬

‫تطبيق الساللم واالختبارات‪ :‬إف السبللـ واالختبارات ىي عبارة عف أدوات لمكشؼ وضعيا العمماء‬
‫بطريقة عممية وتحققوا مف صدقيا وثباتيا‪ ،‬ومف أىـ االختبارات التي يستعمميا األرطفوني نجد ما‬
‫يمي‪:‬‬

‫‪ ‬اختبار رسـ الرجؿ‪ :‬ولقد قامت العالمة األمريكية فمورانس جود نوؼ بتصميمو لقياس الذكاء‬
‫عند الطفؿ ثـ فيما بعد أصبح يستعمؿ لدراسة شخصية الطفؿ وادراؾ جسمو‪.‬‬
‫‪ ‬اختبار رسـ العائمة‪ :‬لقد وضعو العالـ الفرنسي لويس كورماف بغيت دراسة تصور الطفؿ‬
‫لعائمتو وتصوره كذلؾ لمعائمة التي يتمناىا وىذا االختبار ىو اختبار إسقاطي مثؿ سابقو‪.‬‬
‫‪ ‬اختبار الجانبية لياريس‪ :Harris‬ييتـ ىذا االختبار بدراسة اكتساب الجانبية أي اكتساب‬
‫القدرة عمى التعرؼ عمى اليميف واليسار بالنسبة لمجسـ وبالنسبة لؤلشياء األخرى‪ ،‬ويستعمؿ‬
‫الطفؿ عينو ويده وقدمو اليمنى أو اليسرى‪.‬‬
‫‪ ‬اختبار إدراؾ نشأة الذات‪ :‬ىو عبارة عف سمـ يضـ ‪ 90‬سؤاؿ فيو معمومات عف إدراؾ ونشأة‬
‫الذات عند الفرد‪.‬‬
‫‪ ‬اختبار القراءة‪.‬‬
‫‪ ‬اختبار المغة المنطوقة‪.‬‬
‫‪ ‬اختبار المغة المكتوبة‪.‬‬
‫‪ ‬اختبار الذاكرة‪.‬‬
‫‪ ‬اختبار االنتباه‪.‬‬
‫‪ ‬بطارية المعارؼ عند الطفؿ لػكوفماف ‪. Kaufman‬‬

‫تحميل مضمون الرسالة المغوية أو المدونة المغوية‪ :‬إف ىذا األسموب في التحميؿ ىاـ جدا ألنو‬
‫يساعد عمى معرفة طبيعة وعيوب المغة عف الحالة‪ ،‬ويتمثؿ ىذا األسموب في تقسيـ الرسالة المغوية‬
‫إلى عناصرىا األولية المتمثمة في الجمؿ إلى وحدتيا المتمثمة في الكممات ثـ محاولة معرفة عيوب‬
‫وعمؿ وأخطاء ىذه الكممات والجمؿ‪ ،‬وبفضؿ تحميميا يتمكف الباحث مف تكويف صورة صحيحة عف‬
‫مستويات المغة عف المريض وىذا يساعده عمى وضع تشخيص صحيح وتبني مقاربة عبلجية‬
‫صحيحة التي نعني بيا األسموب الذي يسمكو الباحث عندما يريد دراسة ظاىرة معينة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫لألستاذ‪ :‬عباس سمير‬ ‫محاضرات مدخل إلى األرطفونيا (سنة أولى جذع مشترك عموم اجتماعية)‬

‫الكفالة األرطفونية‪ :‬نستطيع أف نذكر ثبلث مراحؿ البد أف تمر بيا الكفالة األرطفونية ميما كاف‬
‫االضطراب المغوي الذي يعاني منو المصاب‪ :‬تاريخ الحالة ‪ -‬الميزانية األرطفونية ‪ -‬الفحوصات‬
‫اإلضافية‪.‬‬

‫‪ )1‬تاريخ الحالة‪ :‬قبؿ أف نبدأ فييا عمينا أف نوضح شيئا ىاما لموالديف في إعادة التربية أو الكفالة‪،‬‬
‫البد أف تكوف متواصمة وتبقى الوقت الكافي لذلؾ ال يجوز أف تكوف متقطعة‪ ،‬بؿ تكوف منتظمة‬
‫وعمى الوالديف احتراـ مواعيد الجمسات التي البد أف ال يتجاوز زمنيا النصؼ ساعة إلى ساعة إال‬
‫ربع والبد أف يأتي المريض مرتيف في األسبوع عمى األكثر‪ ،‬إف محاولة جمع المعمومات األولى تتـ‬
‫مع األـ ألنيا المعنية األولى بذلؾ وىي رفيقة الطفؿ منذ الوالدة حتى يوـ المقاء بو‪ ،‬إف األسئمة‬
‫األولى يجب أف تدور حوؿ‪:‬‬

‫ػ نوعية الزواج (بيف األقارب)‪ ،‬تاريخ الزواج‪.‬‬

‫ػ ىؿ ىناؾ مرض وراثي‪ ،‬وما ىو؟‪ ،‬نوعية الزمرة الدموية عند األـ؟‬

‫ػ عدد الوالدات وكيفية الوالدة‪.‬‬

‫ػ مينة الوالديف والمستوى الثقافي‪.‬‬

‫ػ تناوؿ األـ ألدوية معينة أثناء الحمؿ (ثبلثة أشير األولى)‪.‬‬

‫ػ ىؿ كانت ىناؾ متابعة مف طرؼ األخصائي؟‪.‬‬

‫ػ ىؿ عانى الطفؿ مف صعوبات في التنفس أثناء الوالدة؟‪.‬‬

‫ػ ىؿ كانت الوالدة قيصرية وما ىي المخاطر التي تعرضت ليا األـ؟‪.‬‬

‫‪ .‬الرضاعة اصطناعية أـ طبيعية‪.‬‬

‫ػ سف الجموس‪ ،‬الوقوؼ‪ ،‬الخطوات األولى‪ ،‬النظافة (النمو الحركي)‪.‬‬

‫ػ الوسط الذي يعيش فيو الطفؿ‪ ،‬الكممة األولى (النمو المغوي)‪.‬‬

‫ػ سموكات الطفؿ ىؿ ىو معتزؿ‪ ،‬سموكياتو مع إخوانو‪ ،‬ىؿ ىو عدواني؟‬

‫‪18‬‬
‫لألستاذ‪ :‬عباس سمير‬ ‫محاضرات مدخل إلى األرطفونيا (سنة أولى جذع مشترك عموم اجتماعية)‬

‫ػ ىؿ دخؿ إلى المدرسة؟‪ ،‬مف وجيو إلى األرطفوني؟‬

‫ػ ىؿ ىناؾ شؾ مف قبؿ عف وجود خمؿ؟ مف قبؿ مف؟‬

‫ػ ىؿ تعرض الطفؿ إلى نوع مف الصدمات النفسية؟‪ ،‬ىؿ يعاني األب مف إدماف الكحوؿ؟‬

‫ػ ىؿ تعتبر األـ غائبة؟‪ ،‬نوع اإلقامة ىؿ فردية أـ مع العائمة؟‬

‫وتختمؼ ىذه األسئمة مف اضطراب لغوي إلى آخر حيث تأخذ بعيف االعتبار‪ :‬سف الطفؿ ونوع‬
‫اإلعاقة التي يعاني منيا‪.‬‬

‫‪ )2‬الميزانية األرطفونية‪ :‬نعني بيا جميع االختباارت التي نقوـ بيا أثناء التشخيص واعادة التربية‬
‫وىي مستمدة مف المدارس الغربية خاصة الفرنسية بالرغـ مف أف ىناؾ ما تـ أقممتو أو تكييفو مع‬
‫الوسط الجزائري‪ ،‬إف الميزانية األرطفونية تعتمد عمى إنجازات (بوراؿ ميزوني وفريؽ عمميا) حيث‬
‫حددوا السف الذي يجب أف يطبؽ فيو كؿ اختبار وىي كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬مف ‪ 8‬أشير إلى ‪3‬سنوات‪ :‬يختبر المستوى الذىني‪.‬‬

‫‪ -‬مف ‪ 3‬سنوات إلى ‪ 4‬سنوات‪ :‬نستعمؿ اختبار المغة ؿ‪ :‬بوراؿ وىو مجموعة مف الصور‪.‬‬

‫‪ -‬مف ‪ 5‬سنوات إلى ‪ 9‬سنوات‪ :‬يستعمؿ اختبار التوجيو‪ ،‬الحكـ والمغة‪.‬‬

‫إضافة إلى ىذه االختبارات التي نستعمميا في مجاؿ معيف تستعمؿ في الميزانية خاصة في التأتأة‪:‬‬
‫ارتباط التنفس الباطني والتنفس واالسترخاء‪ ،‬وفيما يخص االضطرابات المغوية تستعمؿ اختبار‬
‫الشفتيف‪ ،‬ىؿ ىناؾ شؽ في الحنؾ؟‪.‬‬

‫‪ )3‬الفحوصات اإلضافية‪ :‬وت شمؿ األشياء التي يجب أف يمر بيا الطفؿ كالفحوصات الطبية‬
‫(األشعة) والميزانية النفسية لمطبيب النفساني‪.‬‬

‫الميزانية النفسية‪ :‬عمى األرطفوني األخذ بعيف االعتبار مبلحظات األخصائييف النفسانييف عند‬
‫إعادة التربية مثبل‪ :‬حالة التأتأة التي تكوف أسبابيا عبلئقية ونفسية‪ ،‬ومنو فبلبد أف يكوف العمؿ‬
‫ثنائي بيف األرطفوني والنفساني‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫لألستاذ‪ :‬عباس سمير‬ ‫محاضرات مدخل إلى األرطفونيا (سنة أولى جذع مشترك عموم اجتماعية)‬

‫الفحوصات الطبية‪ :‬المتمثمة في القياـ بفحوصات عمى مستوى األنؼ‪ ،‬الحنجرة‪ ،‬الفـ‪ ،‬األذف‬
‫(القياس السمعي) كذلؾ النطؽ‪ ،‬الفحوصات الخاصة بالدماغ التي يقوـ بيا المختص بأمراض‬
‫األعصاب‪.‬‬

‫دور المختص األرطفوني في الوقاية‪:‬‬

‫تتـ الوقاية مف االضطرابات المغوية عف طريؽ إعبلـ اآلباء أوال والمعمميف في المدارس ثانيا‬
‫بواسطة المختصيف في ىذا الميداف ومف بينيـ األرطفوني الذي أصبح اليوـ يعمؿ في المستشفيات‬
‫أو عيادتو الخاصة‪ ،‬وأصبح بإمكانو المساىمة في البحث عف اضطرابات المغة والتخفيؼ مف‬
‫حدوثيا‪.‬‬

‫إف دور األرطفونيا في الوقاية بالغ األىمية إذ يستطيع أف يجيب عمى أي سؤاؿ كما أنو الوحيد‬
‫الذي يستطيع أف يفرؽ بيف اضطراب في النطؽ وتأخر لغوي مف خبلؿ التشخيص الفارقي مف‬
‫خبلؿ األعراض التي يتعرؼ عمييا مف خبلؿ األـ أو المعمـ‪ ،‬إف المختص األرطفوني لو دراية‬
‫كبيرة بميداني الطب والمدرسة أكثر مف أي مختص آخر يستطيع الفصؿ في االضطرابات المغوية‬
‫وبالتالي قد يمعب دو ار كبي ار إذا أعطيناه األىمية التي تميؽ بو بالرغـ مف أنو ال يزاؿ ميمشا‬
‫وبالمقابؿ الحاجة إلى ىذا المختص تزداد مف يوـ إلى آخر نظ ار لتفاقـ ىذه االضطرابات المغوية‬
‫وعمى المعنييف باألمر إعادة النظر في االختصاص الذي يبقى مجيوال بالنسبة لمعامة‪.‬‬

‫لماذا الوقاية؟‪ :‬إف األرطفونيا كعمـ حديث في ببلدنا ييتـ بجانب ميـ أال وىو المغة لكف ليس‬
‫دراستيا ألف المسانيات تيتـ بذلؾ ولكف بمعالجة جميع االضطرابات‪ ،‬إف إعادة التربية‬
‫لبلضطرابات المغوية المتنوعة ضرورية جدا باعتبارىا تكمؿ الجانب النفسي والطبي ألي خمؿ‬
‫لغوي سواء كاف سببو عضويا أو نفسيا‪.‬‬

‫كيؼ ذلؾ‪ :‬لئلجابة عمى ىذا السؤاؿ عمينا أف نعطي مثاال بسيطا‪ ،‬إف االضطرابات النطقية قد‬
‫تؤدي بالطفؿ إلى عقدة نفسية ىذه األخيرة تكبر معو وترافقو طيمة حياتو وال يتـ التخمص منيا إال‬
‫إذا توجو إلى األرطفوني الذي قد يوجيو إلى المختص النفساني لمعناية النفسية ثـ يقوـ ىو بإعادة‬
‫تربية ىذه االضطرابات النطقية التي تتـ بواسطة تقنيات معينة‪ ،‬قد ال يعطي اآلباء االىتماـ البلزـ‬
‫عند ظيور خمؿ لغوي عند طفميما أو كاف قد ظير منذ والدتو وىذا راجع لعدـ وجود الوعي الكافي‬

‫‪20‬‬
‫لألستاذ‪ :‬عباس سمير‬ ‫محاضرات مدخل إلى األرطفونيا (سنة أولى جذع مشترك عموم اجتماعية)‬

‫باإلضافة إلى عدـ وجود اإلعبلـ الذي يعطينا نظرة شاممة بحيث تعتبر الوسيمة الوحيدة التي قد‬
‫تجيب عمى تساؤالت اآلباء التي تخص أبناءىـ منيا النمو المغوي السميـ لمطفؿ‪ ،‬إف عدـ ظيور‬
‫الكممات األولى في السنة األولى مف عمر الطفؿ ىو مؤشر عمى وجود خمؿ ما‪ ،‬أي تأخر في‬
‫النمو الحسي الحركي (الجموس والمشي) ىو مؤشر عمى وجود خمؿ عمى اآلباء االنتباه لو‬
‫والتخوؼ الذي يؤدي بيـ إلى التوجو إلى مختص أرطفوني لطرح بعض األسئمة التي تشغؿ باؿ‬
‫الوالديف‪ ،‬إف األـ ىي الشخص األوؿ الذي قد يبلحظ بأف الطفؿ ال يحرؾ ساكنا عندما يسمع‬
‫الباب الذي تدقو بقوة أو تغمقو بقوة وبالتالي تتساءؿ عف حاسة السمع البنيا ىؿ يعاني مف خمؿ‬
‫في األذف وىي تبقى تختبر ذلؾ لمدة سنوات‪ ،‬والشيء نركز عميو ىو أف الوالديف ىما المسؤوالف‬
‫عف الطفؿ وعمييما أف ال يتركا األمر لموقت وأف ال يقوال إذا لـ ينطؽ الطفؿ "بأف دمو ثقيؿ" ألنو‬
‫عمميا ىذه الجممة مرفوضة ألف أي اضطراب أو تأخر لغوي لو سبب معيف عمينا البحث عنو‪ ،‬ىذه‬
‫ىي الوقاية التي تكوف في السنوات األولى مف عمر الطفؿ ألف اليدؼ مف ذلؾ ىو أف التشخيص‬
‫المبكر يعني إعادة تربية فعالة وكمما فتشنا عمى خمؿ وعرفناه مبك ار كمما تفاديناه مستقببل باإلضافة‬
‫إلى أف الوقاية ىي خير عبلج في كثير مف الحاالت وىنا نعطي مثاال في ببلدنا‪ ،‬بحيث أف‬
‫طبيعة مجتمعنا تمجأ دائما إلى زواج األقارب الذي يتسبب في الكثير مف اإلعاقات منيا الصمـ‬
‫الذي أصبح منتش ار بكثرة نظ ار ألف األسباب المؤدية الزالت قائمة‪ ،‬إذا فالوقاية مف االضطرابات‬
‫يكوف بتفادي األسباب وبالوعي الكامؿ مف طرؼ الوالديف باإلضافة إلى ضرورة تتبعيما لمنمو‬
‫الحسي الحركي والنمو المغوي باإلضافة إلى أنو كمما كانت الوقاية مف ىذه االضطرابات كبيرة‬
‫كمما تفادينا العقد النفسية التي تنتج عنيا التأتأة مثبل التي تؤدي إلى االنطواء واالنعزاؿ والتيرب‬
‫مف المجتمع الذي يعيش فيو الفرد المصاب واليدؼ مف كؿ ىذا ىو الطموح لمعيش في مجتمع‬
‫أفراده سميميف سمعيا وذىنيا ال يحمموف أي اضطراب نطقي أو حركي أو نفسي‪.‬‬

‫مع من يتعامل األرطفوني‪ :‬كما وضحنا سابقا أف األرطفونيا عمـ مرتبط نظريا بعموـ أخرى فإف‬
‫األرطفوني يتعامؿ مع الطبيب والمختص النفساني والمعمـ كما يمي‪:‬‬

‫أوال مع الطبيب‪ :‬كما أكدنا فإف ىناؾ العديد مف االضطرابات المغوية أسبابيا تكوف عضوية مثبل‬
‫االضطرابات الصوتية التي تعود أسبابيا إلى األوراـ في الحنجرة‪ ،‬اضطرابات النطؽ مثؿ شؽ‬
‫الحنؾ أو بعض التشوىات في التجويؼ الفموي مثؿ تموضع المساف ومف أجؿ التأكد مف كؿ ىذا‬

‫‪21‬‬
‫لألستاذ‪ :‬عباس سمير‬ ‫محاضرات مدخل إلى األرطفونيا (سنة أولى جذع مشترك عموم اجتماعية)‬

‫البد أف نوجو المريض إلى المختص إما طبيب األنؼ والحنجرة واألذف (‪ )ORL‬أو إلى طبيب‬
‫األعصاب واألسناف وتفيدنا كؿ ىذه الفحوصات (القياس السمعي العصبي) في التشخيص الجيد‬
‫والسميـ لبلضطرابات المغوية مف أجؿ المتابعة أو إعادة التربية‪ ،‬ويكوف كؿ مف المختص‬
‫األرطفوني والطبيب عمى اتصاؿ دائـ مف أجؿ التعرؼ عمى التحسف الذي يط أر عمى الحالة التي‬
‫تبقى تزور األرطفوني ألف إعادة التربية سوؼ تكوف أطوؿ مف معاينة الطبيب‪.‬‬

‫ثانيا مع المختص النفساني‪ :‬إف االضطرابات المغوية قد تكوف أسبابيا نفسية مثؿ التأتأة وفقداف‬
‫الصوت الناتج عف صدمة نفسية قوية تعرضت ليا الحالة‪ ،‬الكفالة ىنا البد أف تكوف مزدوجة وفي‬
‫حاالت كثيرة نجد أف االضطرابات المغوية قد تؤدي إلى أزمات وعقد نفسية وتصبح ىذه الحاالت‬
‫تؤثر عمى حياتيـ وفي حاالت أخرى تكوف سيمة وبسيطة لكف يتـ تجاوزىا باستشارة المختص‬
‫النفساني‪.‬‬

‫ثالثا األرطفوني والمعمم‪ :‬قد نتساءؿ عف الصمة التي تربطيما‪ ،‬إف العبلقة الموجودة بيف المعمـ‬
‫واألرطفوني كبيرة بكبر المشاكؿ التي قد يواجييا المعمـ خبلؿ تعاممو مع التبلميذ في كؿ سنة‬
‫دراسية جديدة فيناؾ تبلميذ يطردوف بمجرد أنيـ يعانوف مف شؽ الحنؾ ألنيـ ال يستطيعوف النطؽ‬
‫بسبب ىذا الخمؿ الخمقي وىذا ال يعني أنيـ غير مؤىميف لمدراسة‪ ،‬إنيـ بحاجة فقط إلى عممية‬
‫جراحية والى جمسات إعادة تربية مف طرؼ مختص‪ ،‬إف المعمـ ال يستطيع أف يعرؼ ذلؾ إال إذا‬
‫اتصؿ باألرطفوني بواسطة رسالة يبعثيا مع الوالد أو الوالدة وعميو استشارة ىذا المختص مف أجؿ‬
‫االستفسار عف أي اضطراب لغوي يعاني منو ىذا التمميذ باإلضافة إلى أف األرطفوني ىو‬
‫الشخص المؤىؿ الذي يستطيع أف يشخص الفرؽ بيف التخمؼ الذىني الذي يعيؽ التحاؽ الطفؿ‬
‫بالمدرسة العادية وبيف أي اضطراب نطقي آخر لذا إذا كاف المعمـ واعيا يحب مينتو فعميو أف ينبو‬
‫الوالديف أو أف يتساءؿ عف عدـ مشاركة تمميذ ما في القسـ ألنو ال يستطيع أف يساىـ في نجاح‬
‫التمميذ في دراستو مستقببل‪ ،‬إذا فصمة األرطفوني بالمعمـ ال تقؿ شأنا عف صمتو بالطبيب‬
‫والمختص النفساني بؿ أكثر أىمية‪ ،‬ألف المعمـ يستطيع أف يجعؿ مف التمميذ نقطة اىتماـ ويمكف‬
‫األرطفوني مف التشخيص المبكر واعادة تربية ىذا االضطراب‪.‬‬

‫‪22‬‬

You might also like