Professional Documents
Culture Documents
مقوم من ّاللباس في كونه واحدا من أبرز التعابير الثقافية أو الحضارية ،فهو ّ ّ
مقومات شخصية الفرد ورمز من رموز تكمن أهمية
ّ ّ 1
انتمائه وهويته الجماعية ،لذا تتعدد أشكاله وتتنوع ،حاملة لدالالت مختلفة قد تقترن بمهنة أو مذهب أو عقيدة أو فكرة .ويتجلى هذا
بشكل الفت لالنتباه في الظاهرة الدينية ،فمن يذكر البوذية مثال ،ترد إلى ذهنه مباشرة صورة ز ّي معتنقيها وألوانه املخصوصة ،ومن
اليهوديةّ ،
ألن جميع ألاديان ّ يستحضر املسيحية ال يمكن أن يغفل عن لباس الرهبان ذكورا كانوا أو إناثا ،وكذلك الشأن ملن ّ
يتحدث عن
معين في اختيارهم ألشكال من الثيابوتوسعت فيه فوضعت شروطا له ،وسار أصحابها على اتباع تقليد ّ تعرضت إلى موضوع اللباسّ ، ّ
تتناسب مع معتقداتهم وتحقق لهم التميز والتفرد .ومن ينظر في هذه ألاشكال الحاصلة ويبحث في خلفياتها؛ فسوف يقف على ما في
ّ ظاهرة اللباس من مخزون ثقافي وأبعاد رمزيةّ ،
ألن اختيارها لم يكن اعتباطيا ،وإنما كان مدروسا وهادفا ،وهذا من ألاسباب التي دفعتنا
ّ إلى الاهتمام بالز ّي الصوفي أو اللباس عند الصوفية عموما ،خاصة ّ
أن املسألة لم تكن موضع اتفاق حقيقي بينهم ،إنما حملت الكثير
حد التضارب أحيانا ،ودعا عددا منهم إلى تخصيص باب أو فصل أو مما وصل إلى ّمن الاختالف والتباين سواء في الاختيار أو التعليلّ ،
حتى كتاب في تصانيفه ملعالجة هذه الظاهرة وتوضيحها ،من قبيل ":باب في ذكر آدابهم في اللباس "ألبي نصر السراج الطوس ي في كتابه ّ
ّ
"اللمع" 2وكذلك "باب في لبس البدلة من الثياب" 3و"باب في اتخاذ املرقعة ولبسها" 4ألبي عبد الرحمن السلمي في كتابه " كتاب ألاربعين
سماه ّ
ألاول كل من أبي معمر ألاصفهاني وأبي الحسن الهجويري من تأليف كتاب مفرد للموضوع ّ في التصوف" ،وأيضا ما أقدم عليه ّ
6
"كتاب في إشارات املرقعة"ّ 5أما الثاني فاتخذ له عنوانا هو " أسرار الخرق وامللونات".
مما يكشف القيمة التي اكتسبها هذا املوضوع في الفكر الصوفي. ويكاد ال يخلو كتاب في التصوف من الحديث عن لباس الصوفيةّ ،
تطور ظاهرة اللباس عند الصوفية في مراحل تاريخية مختلفة للتصوف إلاسالمي. وسنكتفي في هذا املبحث برصد جانب من ّ
2
.1
ّ
اتخذ اللباس عند الصوفية أشكاال مختلفة؛ فمنهم من لبس الصوف والخرقة واملرقعة ،ومنهم من لبس الثوب الرفيع اللين والخشن.
ّ
وتزيا بز ّي
والقلة مبدأ؛ والثاني انتهج سبيل العادة ّ ويمكن أن نحصر هذه ألاشكال في سياق اتجاهين اثنينّ :أولهما التزم الخشن والفقر
املتوفر ،أو لبس على قدر طاقته وحسب وقته وحاجته دون أن يجعل من ذلك ّ ّ
هما أو شرطا. العامة
هين منهم للداللة على قطعه مع عالئق الدنيا هذا الصنف من اللباس هو ألاكثر حضورا في أخبار الصوفية ،إذ اعتمده عدد غير ّ
عدة أطلق عليها الصوفية مصطلحات مختلفة منها والانتساب إلى مذهب التصوف ،ولم يتخذ هذا الز ّي وجها واحداّ ،إنما ظهر في وجوه ّ
ّ
ّ
التصوف بلبس الخرقة واملرقعة واملصبغة ...ومعظمها ّيتخذ من الصوف ،وهذا ما يؤكده أبو نصر السراج الطوس ي في ربطه تسمية
الصوف ،وذلك في قوله" :إن سأل سائل فقال :قد نسبت أصحاب الحديث إلى الحديث ،ونسبت الفقهاء إلى الفقه ،فلم قلت :الصوفية
ألن الصوفية لم ينفردوا بنوع من العلم دون نوع ،ولم يترسموا برسم من ألاحوال واملقامات ولم تنسبهم إلى حال وال إلى علم؟ فيقال لهّ :
ألن لبسة الصوف دأب ألانبياء عليهم السالم وشعار ألاولياء وألاصفياء .أال ترى دون رسم ،فلما لم يكن ذلك ،نسبتهم إلى ظاهر اللبسةّ ،
ّ
الحواريون" ،وكانوا عز ّ
وجل" :وإذ قال أن هللا تعالى ذكر طائفة من خواص أصحاب عيس ى عليه السالم ،فنسبهم إلى ظاهر اللبسة فقال ّ ّ
وتصرفهم فيهّ ،إما
ّ أن الغالب عند الصوفية لبس الصوف قوما يلبسون البياض فنسبهم هللا تعالى إلى ذلك" 7،فهذا الكالم دليل على ّ
بالتقصير أو التمزيق أو الترقيع أو الصبغ ،وهذا ما أنتج ألانواع التالية:
3
8
املرقعة:
ّ ّ بسد الخلل يقول ابن منظور" :ترقيع الثوب :أن ترقعه في مواضع ّ 8الترقيع في اللغة يقترن ّ
وكل ما سددت من خلة فقد رقعته ورقعته" .انظر :ابن منظور ،لسان العرب ،الطبعة ألاولى،
ّ
بيروت -لبنان :طبعة دار صادر للطباعة والنشر ،1997 ،مج ،3ص.106
9الهجويري ،كشف املحجوب ،ج ،1ص .241
10املصدر السابق ،ج ،1ص .245
11املصدر السابق ،ج ،1ص .246
12ابن الجوزي (جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمان) ،تلبيس إبليس ،طبعة ثانية ،دار الفكر 1368،هـ ،ص .187
13الطوس ي ،اللمع ،ص .248
ّ
14السهروردي (عبد القاهر) ،عوارف املعارف ،الطبعة الثانية ،نشر دار الكتاب العربي1403 ،هـ1983 /م ،ص .355
15املصدر السابق ،ص .355
ّ ّ
16القشيري (أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن) ،الرسالة القشيرية في علم التصوف ،مصر :دار الكتب العربية الكبرى1330 ،هـ1911/م ،ص .132
4
كيفية وضع الرقع بين من ":ال يشترط مراعاة نظام لحياكة الرقعة فتسحب إلابرة ،حيثما ّ ويشير الهجويري إلى اختالف الصوفية في
تخرج أسها وال يتكلف في هذا" 17وبين من " يشترط لحياكة الرقعة الترتيب والاستقامة ورعاية التضريب والتكلف في الاستقامة"ّ 18
حتى ر
ّ
إن بعضهم جعل إلاحاطة بكيفية خياطة الرقعة خياطة مستقيمة شرطا لصحة الفقر أو التصوف تحصينا لتجربتهم ومذهبهم وحماية ّ
له من تطفل املتشبهين به واملدعين له .يقول الهجويري" :ملا تأذوا من صحبة ألاضداد 19اتخذوا زينة ال يعرف أحد غيرهم حياكتها
إن درويشا دخل على أحد الشيوخ وكان قد جعل خطوط الرقعة وجعلوها عالمة ملعرفة بعضهم البعض واتخذوها شعا ا ،حتى ليقال ّ
ر
ّ ّ
التي خاطها على ثوبه مستعرضة فهجره الشيخ" 20.وقد نفهم من ذلك أن التصوف لم يعتن بالباطن فحسب ،وإنما أولى اهتمامه أيضا
للظاهر لقيمته في تحديد خصوصية الفرد وتأثيره في نوع عالقته باآلخر وتركيز انتمائه لفئة أو مجموعة معينة.
جراء الرقع أو الخرق التي تنضاف أن املرقعة قد شهدت العديد من إلاضافات ّ ويبدو من خالل ما تنقله مصادر الصوفية من أخبار ّ
إليها" حتى تصير كثيفة خارجة عن الحد" 21،فـ " كانت املرقعات تسمى ...الكيل" 22،وقد نقل عن بعض الصوفية أوزان مخصوصة
ّ
ملرقعاتهم من قبيل ما يذكره الطوس ي عن ابن الكريني أستاذ الجنيد أنه مات "وعليه مرقعته فكان فرد كمه وتخاريزه عند جعفر
الخلدي فيه ثالثة عشر رطال" 23،أو كذلك ما ينقله ابن الطواح في سبك املقال عن أبي محمد عبد العزيز املهدوي ّأنه " :كان في ّأول
24 إ ادته يلبس مرقعة يقال ّ
إن فيها تسعين رطال ". ر
الخرقة:
ألن الصوفية يعتمدونهاوهي لغة "القطعة من خرق الثوب ،والخرقة املزقة منه ،وخرقت الثوب إذا شققته" 25كما ترد بمعنى الرقعةّ 26،
مرقعاتهم ،وقد يقصد بها أيضا املرقعة ذاتهاّ ،ّ
ألنها مادة صنعها ،يقول الهجويري" :رأيت في ما وراء النهر في ترقيع أثوابهم فهي جزء من
27
شيخا من أهل املالمة يتخذ مالبسه من الخرق التي يلتقطها من الطريق ويطهرها ويصنع منها مرقعته" ،أو تكون مستقلة عنها مغايرة
ملجرد ستر العورة أو غطاء للرأس بدلاملخرقة التي يعزف أصحابها عن ترقيعها أو القطع التي يستعملها الصوفية ّ ّ لها فتعني الثياب
ّ
العمامة 28.وأخبار الصوفية في هذا السياق عديدة ،من ذلك ما ينقله السلمي على لسان سمنون املحب في قوله" :كنت ببيت املقدس
جبة وكساء وأنا أجد البرد ،والثلج يسقط ،فإذا شاب مار في الصحن عليه خرقتان ،فقلت :يا حبيبي لو استترت وعلي ّ
وكان برد شديد ّ
ببعض هذه ألاروقةّ ،
فيكنك من البرد ،فقال لي :يا أخي سمنون:
5
كنه يجد ّ وهل أحد في ّ
29 ّ ّ
القرا " ظني أنني في فنائه ويحسن
أن املقصود مرقعة أو لباسيدل على ّفالشاب في هذا الخبر اكتفى بخرقتين ،واتخذهما ثوبا له وسترا لعورته ،وليس في سياق الكالم ما ّ
أن تخريق الثياب بين هذه الطائفة أن عددا من الصوفية اعتادوا تخريق الثياب ،إذ يقول" :اعلم ّ يستر كامل الجسد .ويذكر الهجويري ّ
ّ
أمر معتاد ،وقد فعلوا هذا في املجامع الكبرى التي كان املشايخ الكبار ـ رض ي هللا عنهم ـ حاضرين فيها" 30،ويؤكد ابن الجوزي كالمه
وربما أفسد الثوب الرفيع القدر .وكان من عادة الشبلي إذا لبس شيئا خرق فيه بقوله" :كان في الصوفية من إذا لبس ثوبا خرق بعضه ّ
31
موضعا .وكان مذهب أبي علي الروزباري تخريق أكمامه وتفتيق قميصه ،فكان يخرق الثوب املثمن ،فيرتدي بنصفه ويأتزر بنصفه".
أن سلوك تخريق الثياب عند الصوفية قد يكون مقترنا بمناسبة الذكر والسماع (املجامع الكبرى) ،وقد يكون ونالحظ من خالل القولين ّ
دأبا ساروا عليه رفضا للجديد والثمين الدنيوي ّ
وتمردا عليه.
ّ
وليس من الغريب إذاك أن نجدهم يبيحون التقاط الخرق من املزابل وارتداءها ،يقول السهرورديّ " :ربما كانوا يأخذون الخرق من
املزابل ويرقعون بها ثوبهم" 32،فهم ال يهتمون – وفق هذا الاتجاه – بشكل الثوب أو مصدره أو قيمته أو نظافته بقدر ما يوجهون عنايتهم
إلى وظيفته وشرعيته (أي الستر والطهارة والحالل) ،يقول السهروردي" :قيل لبعض الصوفية :ثوبك ممزق ،قالّ :
ولكنه من وجه حالل،
33 وقيل له :وهو وسخ قالّ :
ولكنه طاهر ".
ّ
املصبغة:
يغلب عليها اللون ألازرق وقد اختاره عدد من الصوفية لكثرة أسفارهم وتنقالتهم ،يقول الهجويريّ " :أما معنى ّ
أن أكثر ثيابهم زرقاء ،فمنه
أن حديثّأنهم وضعوا أصل طريقتهم على السفر والسياحة وال يبقى الثوب ألابيض في السفر على حاله ويصعب غسله" 34.واملالحظّ ،
الصوفية عن املصبغات قليل الندراجه ضمن كالمهم في املرقعات والخرق عموما.
املؤسسة ّ
ّ ّ ّ الص ّالسلمي (أبو عبد الرحمان) ،طبقات ّ
ّ 29
السعودية1406 ،هـ وفية ،تحقيق نور الدين شريبة ،الطبعة الثالثة ،مصر :مكتبة الخانجي للطبع والنشر والتوزيع ،مطبعة املدني
1986/م ،ص.196
30الهجويري ،كشف املحجوب ،ج ،2ص .665
31ابن الجوزي ،تلبيس إبليس ،صص .203-202
ّ 32
السهروردي ،عوارف املعارف ،ص .354
السابق ،ص .353 33املصدر ّ
34الهجويري ،كشف املحجوب ،ج ،1ص .250
6
ّ ّ
ال يخضع هذا الصنف من اللباس إلى اختيار مسبق من قبل الصوفية ،إنما يرتبط باملتوفر من جهة وبحال السالك من جهة أخرى،
فاملهم عنده هو الستر ّ
ّ ّ
وتجنب الشهوة ولفت الانتباه ،يقول أبو نصر والغالب فيه ال مباالة املتصوف وقلة اهتمامه بشكله ومادته؛
السراج الطوس ي" :آداب الفقراء في اللباس أن يكونوا مع الوقت إذا وجدوا الصوف أو اللبد أو املرقعة لبسوا ،وإذا وجدوا غير ذلك
أحب إليه من الجديد ّ
ويتبرم بالثياب الكثيرة لبسوا والفقير الصادق أيش ما لبس يحسن عليه ،وال يتكلف وال يختار ،ويكون الخلقان ّ
ألح الصوفية ألاوائل على هذا الجانب بالتسوية بين مختلف أصناف اللباس واعتبارها أمرا ثانويا ال ينبغي للصوفي أنالجديدة" 35.وقد ّ
السلمي على لسان شقيق هما أو شاغال فيحجبه عن مقصوده ،وقد ّ
تعددت في أقوالهم إلاشارات إلى ذلك من قبيل ما ينقله ّ يجعله ّ
البلخي إذ يقول ":إذا أردت أن تكون في راحة فكل ما أصبت والبس ما وجدت وارض بما قض ى هللا عليك" 36،أو كذلك قول أبي تراب
معين من اللباس ،وبعضهم النخشبي " :الفقير قوته ما وجد ،ولباسه ما ستر ،ومسكنه حيث نزل " 37.فجميع هؤالء لم يلتزموا بصنف ّ
ّ عرف بالتقشف والزهد في بداية أمره ّ
ثم صار يلبس الثياب الرفيعة والنفيسة ،إذ يروى مثال عن يحيى بن معاذ الرازي" :أنه كان يلبس
الخز واللين" 38.وألامر نفسه حدث مع أبي حفص النيسابوري الذي "كانثم كان في آخر عمره يلبس ّ الصوف والخلقان في ابتداء أمره ّ
39 يلبس قميصا ّ
خزا وثيابا فاخرة".
ّ
35الطوس ي ،اللمع ،ص .249
السلمي ،طبقات ّ
الص ّ
وفية ،ص.66 ّ 36
ّ
37املصدر السابق ،ص .149
ّ
38الطوس ي ،اللمع ،ص.249
السابق ،ص .249 39املصدر ّ
7
وكان أبو العباس بن عطاء "يلبس املرتفع من البز كالديبقي ،ويسبح بسبح اللؤلؤ ،ويؤثر ما طال من الثياب" 40.وهذا يعني ّ
أن ظاهرة
ّ ّ
الس ّنة والشرع عموما.
تشذ عن ّ التصوف ما لم ّ تمس بجوهراللباس عند عدد من الصوفية كانت تعتبر شأنا فرديا ومسألة ثانوية ال ّ
يقول الهجويري" :حين يكون الرجل عارفا بالطريقة يستوي لديه القباء والعباء" 41،ويقول السهروردي " :من الناس من يتوفر حظه من
العلم فيلبس الثوب عن علم وإيمان وال يبالي بما لبسه ناعما لبس أو خشنا" 42،وهو يقدم على ذلك العديد من ألامثلة من شيوخه،
43
فيذكر أبا نجيب السهروردي الذي كان " ال يتقيد بهيئة من امللبوس ،بل كان يلبس ما يتفق من غير تعمد تكلف واختيار".
ّ ولئن كان ابن عطاء يؤثر من الثياب ما طالّ ،
فإن الغالب عند الصوفية في هذا السياق التقصير دون تكلف ،إذ يقول أبو سليمان
44
الداراني مثال " :في قصر الثوب ثالث خصال محمودة :استعمال السنة ،والنظافة وزيادة خرقة".
ّ
انصب على ما يمتد على القسم ألابرز من بدن الصوفي ّ نالحظ من خالل هذا العرض ألشكال اللباس عند الصوفيةّ ،
أن الاهتمام قد
ّ ّ ّ ونقصد القميص أو العباءة أو ّ
الجبة أو املرقعة ،وقلت في املقابل إلاشارات إلى غطاء الرأس أو العمامة ،وكذلك الحذاء أو الخف لقلة
مباينتهم في هذا الجانب للمألوف عند العامة ،من قبيل ما يذكره القشيري من سفر أبي عبد هللا الرازي "حافيا" 45أو ما ينتقده ابن
الجوزي من استبدال العمامة بخرقة 46عند عدد من الصوفية وهو سلوك نادر.
وال يعدم اختالف ألاشكال حضور نقاط مشتركة بينها حرص الصوفية على إبرازها وتأكيدها والتنبيه إليها ،مثل ضرورة ّ
تجنب الشبهة
والتكلف واملغاالة والخروج عن الشرع ،ويدل هذا على مدى وعيهم بخطورة ظاهرة اللباس وقيمتها.
2
8
ألاول والثاني للهجرةتقترن هذه املرحلة ببدايات التصوف ،وتمثل امتدادا لظاهرة الزهد ،فقد كان الغالب على الزهاد في القرنين ّ
الصوفية ألاوائل نهجهم نظرا لكون الزهد ركيزة أساسية في تجربتهم التقشف في اللباس والاكتفاء بالقليل البسيط منه ،وانتهج ّ
الصوف ،يقول أبو سليمان الداراني" :الصوف علم من أعالم الزهد" .47ولم يكن هذا ناتجا عن خاصة لبس ّ ّ دية ،وبرز لديهم عب ّ ّ
الت ّ
ّ ّ ّ ّ
وتصورات فردية بني بعضها على منطق املصادفة أحيانا ،من وفية ،إنما كان حصيلة تجارب تنسيق مقصود أو اتفاق مسبق بين الص
السلمي في قوله " :قال إبراهيم بن أدهم :كان أبي من ملوك خراسان وكنت شابا ،فركبت ذلك ما وقع مع إبراهيم بن أدهم ونقله عنه ّ
الصيد فأثرت أرنبا أو ثعلبا فبينا أنا أطلبه إذ هتف بي هاتف ال أراه ،فقال :يا إبراهيم ألهذا خلقت؟ أم بهذا أمرت؟ ففزعت ووقفت إلى ّ
ثم عدت فركضت ،ففعل بي مثل ذلك ثالث مرات ،ثم هتف بي هاتف :وهللا ما لهذا خلقت وال بهذا أمرت ،قال :فنزلت فصادفت راعيا ّ
الصوف ههنا قادت إليه الصوف فلبستها ودفعت إليه الفرس ،وما كان معي وتوجهت إلى مكة" 48.فلبس ّ جبته ّ ألبي يرعى الغنم ،فأخذت ّ
يمس من جوهر وفية من اعتبر مسألة اللباس أمرا ثانو ّيا ال ّ أن من ّ
الص ّ املصادفة ،ولم يكن بسابق تخطيط أو تدبير .أضف إلى ذلك ّ
ّ صوف رسوما وال علوما ّ النوري" :ليس ّ
الت ّ صوف ،وفي هذا يقول أبو الحسن ّ الت ّ ّ
ولكنه أخالق" 49ويقول سفيان الثوري" :الزهد في الدنيا
ّ صوف باشتراكهما في التقليص من ّ قصر ألامل ليس بأكل الغليظ وال بلبس العباء" 50،وبذلك يتقاطع الزهد ّ
والت ّ
أهمية دور اللباس وتأثيره
ّ ّ
جماعيا يدلي فيه ّ
كل بدلوه ّ ّ ّ
إال ّ في ّ
جراء تضخم عدد أن هذه املسألة سرعان ما اتخذت منعرجا جديدا لتصبح مشغال السلوك.
عدة عناصر وتتهدده ّ
وتجمع معظمهم في صلب جماعات يحكمها نظام مخصوص يديره شيخ يصحبه فيه عدد من املريدينّ ، وفيةّ ،الص ّ ّ
دخيلة.
الاعتراض
9
ّ وفية في أحيان ّ الص ّوالغلو؛ فقد سعى ّّ ّ
الوسطية والاعتدال في اختيار عدة إلى املناداة بنوع من نجد هذا ألاسلوب متى تعلق ألامر باملبالغة
معطلة ملقصد املريد أو مكروهة أو ّ ّ ّ ّ اللباس ،فلم يشترطوا ّ ّ
محرمة الصوف وال املرقعة وال الخرقة ،إنما أباحوا جميع أنواعه ما لم تكن
ّ صوف على ّأنه ّ للت ّ شرعا ،وقد ملسنا ذلك بدءا في تعريفهم ّ
يتحرر من الرسوم وألاشكال الظاهرة ليلتصق أكثر بالباطن وبالجانب ألاخالقي،
وفية ،يقول أحمد بن عطاءّ " : الص ّ صوف أو ّ الصوف وتسمية ّ
الت ّ صحة الوصل بين لبس ّ التشكيك في ّ ّ وهو ّ
فأما قول من قال مما دفع إلى
51 يختصوا بلبس ّ
الصوف". ّ ولكن القوم لم تقمص إذا لبس القميص فذلك وجهّ ، وتصوف إذا لبس الصوف كما يقال ّ ّ الصوف ّإنه من ّ
بالظاهر ،يقول ّ ّ الص ّ سجلت اعتراضات عدد من مشايخ ّ صوف قد ّ أن مصادر ّ
الت ّ أضف إلى ذلك ّ
الخراز" :إذا وفية على العناية املتكلفة
الحداد" :إذا رأيت ضوء الفقير في ثوبه فال ترج خيره" 53،وينقل أن باطنه خراب" 52،ويقول أبو حفص ّ الصوفي يعنى بظاهره ،فاعلم ّ رأيت ّ
ّ ّ ّ ّ
أيضا عن أبي عبد هللا الدينوري قوله لبعض أصحابه" :ال يعجبنك ما ترى من هذه اللبسة الظاهرة علـيهم ،فما ّزينوا الظواهر إال بعد
54
خربوا البواطن". أن ّ
وفية عبر إظهار لباس ّ للص ّ مشوه ّ تفش ى من تقليد ّ ّ
الصوف واملرقعات. وتأتي هذه الاعتراضات كما أسلفنا استجابة لضرورة اقتضاها ما
الد ّر ،فصارت اليوم مزابل على جيف" 55،وهو ينكر بذلك ما داخل النوري هذا الوضع بقوله " :كانت املراقع غطاء على ّ وقد انتقد ّ
الصوف؟ فقال :إذا باع ّ جبتك ّ للت ّ املدعين ّ
إن أحد ّ حتى ّ ّ
بالظاهرّ ، ّ ّ
الت ّ
الص ّياد صوف سئل "تبيع ّ وتمسك صوف من رياء ونفاق وخداع
ّ اللباس شركا ّ ّ شبكته ّ
يتم توظيفه في تحصيل مصالح دنيوية عبر إلايقاع بالعامة .ويؤكد ابن الجوزي فبأي ش يء يصطاد؟" 56فقد بات
حتى يرى ويلوح ّ
بكمه ّ الثياب ّ ّ والرياء بتقديمه لصورتين مذمومتين عنده ألاولى لـ"من يلبس ّ والزيف ّ وجه في الخداع ّ هذا ّ
الت ّ
الصوف تحت
58 ثم يلبس ّ الل ّينة على جسده ّ ّ ّ ّ
الصوف فوقها". لباسه"؛ 57والثانية ملن "يلبس الثياب
ّ ّ حد رفض لبس ّ وفية ّ
الص ّ وقد بلغ موقف الاعتراض عند عدد من ّ
الصوف واملرقعة ،من ذلك ما ينقل عن سفيان الثوري واعتباره لبس
ّ النخشبي من كالم ّ الصوف بدعة 59،أو ما نسب إلى أبي تراب ّ ّ
توجه به إلى أصحابه ينصحهم ،ويحذرهم من لبس املرقعة وذلك في قوله:
60
"من لبس منكم مرقعة فقد سأل".
10
ّ ّ
التأصيل والتشريع
ّ
التعديل وإلارشاد
11
ّ الص ّ نقدم عليها أمثلة من بعض أقوال ّ الصورة ألاولى ،فيمكن أن ّ ّأما ّ
وفية يقع فيها الحديث عن اللباس موصوال بجملة من املقامات
التقوى" 68،وكذلك كالم أبي التواضع والانكسار وأحسن لباس العارفين ّ عمار" :أحسن لباس العبد ّ وألاحوال .من ذلك قول منصور بن ّ
اللقاء لألولياء ولباس ّ ّ الزينة ألهل ّ
العباس القاسم السياري " :لباس الهداية للعامة ولباس الهيبة للعارفين ولباس ّ ّ
التقوى الدنيا ولباس
ويتأكد هذا ّ
الت ّ ّ ّ ّ ّ ّ
وجه مع معنوية، مجازية الحس ّية إلى صورة ألهل الحضور" .69وفي هذا تحويل لداللة اللباس وخروج عن صورته
الصبر ّاملرقعة القول بأن يكون قبها من ّ ّ ّ
وكماها من الهجويري ضمن ما يصطلح عليه بإشارات اللباس ،إذ يقول" :وخير إلاشارات في
صحة اليقين وسجفاها من إلاخالص 70،"..وهو النفس وجيبها من ّ والرجاء وإبطاها من القبض والبسط ووسطها من مخالفة ّ الخوف ّ
الثوب ليس هدفا في ّ ّ ّ ّ ّ الص ّالربط ههنا بين ألاحوال ّ يحكم ّ
حد ذاته، وفية ونوعية اللباس تجاوزا للظاهر وارتقاء بدالالته ليبرهن على أن
وفية ينقل رؤياه وفي لضوابط مخصوصة .وقد نلمس صدى لذلك في قول أحد مشايخ ّ
الص ّ ّإنما هو ضرورة ووسيلة يخضع فيها ّ
الص ّ
ّ النوم بتلك املرقعة من ّ للنبي عيس ى ،فيقول " :أيته في ّ ّ
كل رقعة نور فقلت ّأيها املسيح ما تلك ألانوار على الثوب؟ الصوف وكان يتألأل من ّ ر
71
كل أذى أصابني منه نورا". وجل ّ عز ّ فصير هللا ّكل رقعة منها لضرورةّ ، قال ّإنها أنوار اضطراري فقد خطت ّ
الت ّ التذكير بآداب ّ
يتم فيها ّ وفية ملريديهم أو أصحابهم ّ الثانية ،فتظهر في بعض نصائح ّ
الص ّ ّ ّأما ّ
صوف وإلالحاح على ضرورة الوفاء الصورة
بها ّإما بضرب املثال كما في كالم رجاء بن حيوة في تقويمه لثياب "عمر بن عبد العزيز وهو يخطب باثني عشر درهما وكان قباء وعمامة
ّ ّ ّ الص ّ وقميصا وسراويل ورداء وخفين وقلنسوة"؛ 72فمثل هذه ألاخبار يتناقلها ّ
التكلف في الثياب .وكذلك أيضا وفية لتبرير فضل عدم
الداراني في قوله" :ال ينبغي أن يلبس صوفا بثالثة دراهم وفي قلبه رغبة بخمسة دراهم" 73وفيه تأكيد لضرورة تنقية مقصود أبي سليمان ّ
ّ الدنيا .وقد ّيتضح هذا ّ
الت ّ الباطن وتطهيره من عالئق ّ
وجه أكثر في اختبار بشر بن الحارث لجماعة من أصحاب املرقعات إذ قال لهم" :يا
ّ ّ ّ قوم ّاتقوا هللا وال تظهروا هذا ّ
الز ّي ،فإنكم تعرفون به وتكرمون له ،فسكتوا كلهم ،فقام شاب من بينهم فقال :الحمد هلل الذي جعلنا
ّ ّ ّ حتى يكون ّ ممن يعرف به ويكرم له وهللا لنظهر ّن هذا الز ّيّ ، ّ
الدين كله لله ،فقال بسر :أحسنت يا غالم ،مثلك يلبس املرقعة" 74.وكذلك
النفاق أن تلبس لباس الفتيان وال تدخل في حمل أثقال السجزي عدم لبسه املرقعة ،وذلك في قوله" :من ّ أيضا تبرير أبي عبد هللا ّ
ّ 75 ّ ّ
الفتوة ،إنما يلبس لباس الفتيان من يصبر على حمل أثقال الفتوة".
التعامل كيفية ّالسليمة في ّ الصورة ّ وفية على تعديل سلوك مريديهم وتوجيههم نحو ّ الص ّصان وما سبقهما ،ترجمة عن حرص ّ فهذان ّ
الن ّ
ّ
مع اللباس ،وهي تنطلق أساسا من ضرورة تصفية الباطن وتصحيحه.
ّ اللباس ،وتخليص ّ
الت ّ ّ ّ
صوف من الالتباس الذي طرأ فيه وعدل به عن مقاصده وبهذا تتكامل ألاساليب الثالثة في معالجة مسألة
ضده.وتسبب في إثارة انتقادات واسعة ّ ّ
الص ّ
وفية ،ص .136 السلمي ،طبقات ّ
ّ 68
السابق ،ص .446 69املصدر ّ
70الهجويري ،كشف املحجوب،ج ،1ص .252
71الهجويري ،كشف املحجوب ،ج ، 1ص . 247
72القشيري ،الرسالة القشيرية ،ص .70
73املصدر السابق ،ص.56
ّ
74الطوس ي ،اللمع ،ص.248
السلمي ،طبقات ّ
الص ّ
وفية ،ص .255 ّ 75
12
.3
والرموز ما ارتقى به من ّ الدالالت ّ جماعيا واختزن من ّ ّ فرديا فحسب ،بل أضحى ّ اللباس كما رأينا شأنا ّ ّ
مجرد وسيلة لستر هما لم يعد
وفية من تجربة الص ّ ّ
الصالح والتف ّرد واملعرفة .فقد استفاد ّ معين ليكون عالمة على ّ ّ
العورة أو تحقيق الانتماء إلى مجتمع محدد أو مذهب ّ
ّ ّ ّ ّ ّ
التكلف؛ فكانت رمزا لتقشفهم وقناعتهم وقطعهم مع الز ّهاد ألاوائل ،واتخذوا أصنافا من اللباس جمع بينها طابع البساطة والبعد عن ّ
ّ
بالس ّنة ،لذا عملوا على إحكام وصلها بمقاماتهم وأحوالهم ،وجعلوها مؤشرا تقيدهم ّ البشرية وعالمة على ّ ّ النفس وح ُجب ّ الدنيا ُ عالئق ّ
ّ ّ ّ
على ترقيهم فيها ،يقول الهجويري" :الحقيقة في تخريق الثياب هي ّأنهم حين ينتقلون من مقام إلى مقام آخر يخلعون الثوب في الحال
ّ ّ شكرا على وجدان هذا املقام ّ
ويعدون ثوبا آخر لباسا ملقام آخر" 76فكان الخشن من الثياب قرين البدايات ،وكان الل ّين واملألوف غير
ّ منكر في ّ
النهايات .وأضحى اللباس عالمة على صلة املريد الوثيقة بشيخه ووالئه له واعترافه بفضله ونصحه ،فـ" لبس الخرقة ارتباط بين
ّ ّ وفي باألصول ّ الص ّ السهروردي .كما ّأنه بات مقياس وفاء ّ حد تعبير ّ الشيخ وبين املريد" 77على ّ
وتقيده بالشرع وصبره على محن الطريق
ّ ّ ّ وبعده عن ّ
والتكلف والشهرة. الرياء
ّ وفية من واقعهم ،وهو ما ّ الص ّ عد تعبيرا عن موقف ّ اللباس ّ ّ ّ
نتبينه في إجابة أحدهم على سؤال طلب منه تعليل اختياره اللون بل إن
السالطين ّ السيف ،ظفر ّ ّ ّ
السالم ثالثة أشياء ّأولها الفقر والثاني العلم والثالث ّ النبي عليه ّ ألازرق في ثيابه فقال" :لقد بقي عن ّ
بالسيف
ّ ّ
بالتعلم فقط ،واختار الفقراء الفقر وجعلوا منه آلة للغنى ،فلبست ألازرق على ولم يستعملوه في موضعه ،واختار العلماء العلم واكتفوا
ّ 79 ّ ّ ّ 78
ألن اللباس ألازرق شعار أصحاب الوفاة واملصائب ،وهو ألناس رداء الحزن"؛ فقد حمل اللباس هنا مصيبة هذه الفئات الثالث" "
ّ ّ ّ ّ ّ موقفا رافضا للمجتمع والواقع في ّ
ظل تردي الوضع السياس ي واملعرفي وعدول التصوف عن مقاصده ،ويؤكد ذلك اعتراض أبي الحسين
ّ
صرارة فيها فتنة وإثارة ،وهو ما يكشف مدى الانحالل والفساد الذي عايشه ّ
الص ّ النوري 80على انتعال الغلمان في بغداد نعاال ّ ّ
وفية في
وفية ّإذاك رمزا ّ اللباس عند ّ
الص ّ ّ والتكالب على ّ والنفاق ّ ّ
والطمع ّ ّ ّ
لتمردهم على واقعهم املادة ،يكون ألانانية مجتمعاتهم نتيجة تفش ي قيم
ورفضهم له.
ّ وسنوا لها ضوابط أحيانا تقيها شبهة البدعة ّ وفية في مختلف أشكال اللباس املعتمدة عندهمّ ، ّ الص ّ لقد نظر ّ
والرياء والشهرة ،ووضعوا
ّ الصالح وسعي ّ فالصوف اقتداء بأهل ّ ّ ّ لها مقاصد ّ
للصفاء ألنه "دأب ألانبياء ..وشعار ألاولياء وتشرع إقبالهم عليها؛ تبرر اختيارها
ّ واملرقعة مرادها "مؤنة ّ ّ ّ حد تعبير أبي نصر ّ وألاصفياء" 81على ّ
الدنيا وصدق الفقر هلل تعالى" 82لذا ال يجوز ارتداؤها إال الس ّراج الطوس ي.
التأديب شرطا في وفية يضعون ّ الص ّ البشرية ،وهذا ما جعل ّ ّ النفسالدنيا ونداءات ّ وجه إلى هللا والقطع مع ّ الت ّصح فيه العزم على ّ ملن ّ
ّ ّ ّ إكسائها ،ويكون ذلك "خالل سنوات ثالث على معان ثالثة ،فإذا ّأدى ّ
إن الطريقة ال تقبله ،فسنة منها لخدمة حقها فبها وإال قالوا
ّ ّ ّ ّ ّ ّ
الحق وسنة ملراعاة قلبه ،فإذا توفرت هذه الشروط الثالثة في املريد يسلم له بلبس املرقعة على وجه الخلق ،وسنة ثانية لخدمة
والرياضة سبيال إلدراك الحقائق. ّ
التقليد" 83وهذا اعتراف منهم برفضهم املحاكاة والتقليد وتزكيتهم للمجاهدة ّ التحقيق ال ّ ّ
13
الشيخ أو في كيفية ّ ّ اللباس مقترنا بالبركة ،وهو ما يسبغ عليه طابع القداسة سواء في اشتراط ّ ّ
التعامل معه تلقيه من كما ّأنهم جعلوا
وترده لصاحبه ّ ّ
للثوب املجروح شيئان ّإما أن تخيطه الجماعة ّ
وإما أن تعطيه لدرويش آخر أو استنادا إلى كالم الهجويري" :يشترط
ويتبركون بهاّ ، ّ ّ ّ تمزقه قطعة قطعة ويقسموه ّ
للت ّبرك" 84،فهم ال يتخلون عن مرقعاتهم ،بل يتوارثونها ويلتفون إلصالحها ّ ّ
مما يبرهن عن
قيمتها لديهم وقداستها في عرفهم.
84املصدر ّ
السابق ،ج ،1ص .248
14
– 11
16501
00212 5 37 73 04 50
00212 5 37 73 04 08
info@mominoun.com
www.mominoun.com
15