You are on page 1of 29

‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬


‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫جامعة طاهري محمد بشار‬
‫كلية اآلداب والفنون‬
‫قسم اللغة العربية وآدابها‬
‫السنة‪2020/2021 :‬‬

‫مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس في األب العربي‬


‫الموضوع ‪:‬‬

‫بإشراف األستاذ ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة ‪:‬‬


‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬
‫مقدمه كانت حول فضل علمائنا السالفين وأثارهم‪ 3‬في اللغة وفروعها‬

‫النحو نشأته ‪-‬آثاره‪-‬‬


‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫‪1/-‬التعريف‪ 3‬باألستاذ عباس حسن وبكتابة اللغة والنحو‬

‫أ‪-/‬األستاذ عباس حسن ‪:1‬‬

‫‪-‬وليده األستاذ عباس حسن عام ‪ 1900‬في مدينة منوف وكان والده منشغال بالتجارة في القاهرة‬

‫فانتقل األستاذ عباس حسن وهو طفل إلى قرية سروهيت‪ 3‬فكفله خاله وبعث به إلى كتاب القرية حيث تعلم مبادئ‬
‫القراءة والكتابة وحفظ القران الكريم ‪ ،‬ثم التحق باألزهر‪ 3‬فدرس فيه مقررات من علوم الدين واللغة ثم التحق بدار‬
‫العلوم وبدأ األستاذ عباس الحسن حياته في التعليم مدرس في مدرسه الناصرية االبتدائية ثم في بعض المدارس‬
‫الثانوية ‪ ،‬ثم انتقل إلى دار العلوم للتدريس بها وظل يلتقي بها حتى وصل إلى درجه أستاذ ‪ ،‬ثم انتقل إلى وزاره‬
‫التربية والتعليم‪ 3‬فاشتغل بها أعلى المناصب بين رجال اللغة إلى التقاعد وقد اختير بعد ذلك لعضوية مجمع اللغة‬
‫العربية في عام ‪ 1967‬م ‪.‬‬

‫له مؤلفات كتاب (النحو الوافي) ألفه عام ‪1960‬م ‪,‬وكتاب) رأي في بعض أصول اللغوية والنحوية( طبع عام‬
‫‪1951‬م ‪ ,‬وقد‪ 3‬جمع أراء في هذا الكتاب مع عده من مقاالت نشرت له في رسالة اإلسالم ما بين سنه ‪1956‬م و‬
‫‪1959‬م في كتاب أسماه (اللغة والنحو بين القديم والحديث ) ألفه عام ‪ 1966‬م وله أيضا( كتاب المتنبي) و(شوقي‪3‬‬
‫دراسة ونقد وموازنة) كما ترك عباس حسن عشرة بحوث مجمعية ‪.‬‬

‫‪-1‬عباس حسن وجهوده النحوية ( رسالة ماجستير‪ 3‬زينب شافعي‪ 3‬عبد الحميد ‪) 18-13‬‬

‫النظرية ابن مضاء في تسيير النحو وأثارها في المعا صرية المصرين رسالة ماجستير أميره علي توفيق ص‬
‫‪368‬‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫‪-‬أما كتاب ( اللغة والنحو ) فقد أشار عباس حسن في مقدمته إلى دستور الذي أقام عليه الكتاب والهدف من تأليفه‪.‬‬

‫تلخص فيما ذكره في النقاب اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -)1‬مقدمه تحدث فيها عن فضل العلماء السلفيين في جمع اللغة وفروعها وما ترتب منها من بعض الشوائب‪.‬‬

‫‪ -)2‬اختيار أمثلة ناصعة بارعة في أداء مهمتها ‪.‬‬

‫‪ -)3‬الكتابة بأسلوب بليغ في ترتيب مراحل جمع اللغة ونشأتها ‪.‬‬

‫‪ -)4‬تدوين أسماء المراجع في بعض المسائل التي قد تتطلب الرجوع إليها ‪.‬‬

‫‪ -)5‬فهذا الكتاب يتناول مباحث هي‪:‬‬

‫‪ -‬القياس في مباحثه وصور‪ 3‬كما يعالج النحو العربي وأبوابه باإلضافة إلى مطارحه التحليل في مختلف‬
‫تصويغاته كما يعالج نظرية العمل ومفهوم العامل في معناه ومساره وهناك مبحث عدم الجمع وتعريفه ثم ينتقل‬
‫إلى التعريب من حيث تعريفه وحكمه ليصل إلى بحث كل اشتقاق والنحت من حيث ضرورته وحكمه وقياساته‬
‫ليصل إلى مبحث الدعوة إلى العامية وترك الإعراب فيعالج سلبياته ذلك ‪ ,‬ليصل إلى الدعوة إلى استعمال‬
‫الحروف الالتينية وضرورة ذلك ليختم مباحث الكتاب في (الشعر المنصور او الحر او المرسل معناه وضرره‬
‫)‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬تعريف النحو في العصر الحديث ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬أ‪ -‬مفهوم تسيير النحو ‪:‬‬

‫يختلف المراد بتيسير النحو في الدراسات الحديثة باختالف مناهج الدارسين وتفكيرهم ‪ ،‬فمن الدارسين من ينظر‬
‫إلى التسيير من منظور‪ 3‬تربوي ‪ ,‬فيتناول هذه المسالة في ضوء أصول التدريس ‪ ,‬وطرائقه الحديثة ‪ ,‬واألساليب‪3‬‬
‫التربوية والنفسية في عرض المادة ‪ ,‬ومنهم من ينظر إلى التسيير‪ 3‬في ضوء مناهج علم اللغة الحديث ‪ ,‬هؤالء‬
‫يتعرضون للمادة النحوية نفسها ال لطريقة عرضها ‪ ,‬وقد‪ 3‬تفاوت الدارسون في تطبيق المناهج اللغوية الحديثة‬
‫على اللغة العربية ‪ ,‬فمنهم‪ 3‬من رفض النحو العربي وحاول وصف‪ 3‬اللغة العربية من جديد وصفا ألسنيا ‪ ,‬ومنهم‬
‫من رفض الوصف‪ 3‬العربي ولم يقدم له بديال ‪ ,‬ومنهم‪ 3‬من حاول تطبيق هذه المناهج الحديثة على النحو العربي ‪,‬‬
‫مثل تطبيق المنهج الوصفي‪ 3‬على النحو العربي باعتماد السماع ‪ 2‬ورفض القياس والتعليل والتأويل‪ 3‬والتقدير‬
‫‪ .‬ونظرية العامل‬

‫أما عباس حسن في كتابه ( النحو الوافي ) فقد سعى إلى تيسير النحو من جهتين؛ الطريقة والمادة‪ ,‬حيث سلك في‬
‫طريقة عرض النحو مسلكا يختلف عن مسلك النحاة؛ إذ قسم كل مسالة إلى قسمين‪ ،‬قسم موجز للطالب‪ .‬وآخر‪3‬‬
‫مفصل المتخصصين‪ .‬يستخدم‪ 3‬في تمثيل‪ .‬على المسائل أمثلة حديثه‪ ,‬ونوع في أسلوب عرض المادة فجاءت لغة‬
‫كتابه سهلة‪ ,‬واضحة‪ ,‬بعيده عن التعقيد‪ .‬كما تعرض للمادة النحوية نفسها فانتقد منهج النعاة في الكثير من‬
‫األصول والمسائل متأثرا بالفكر السائد في عصره‪.‬‬

‫‪ - 2‬ينظر في ذلك ‪ :‬النحو العربي و درس الحديث للدكتور عبده الراجحي ‪ ،‬و الخالف النحوي للدكتور حسن‬
‫العكيلي ‪ ، 122-89‬وإتجاهات تجديد النحو للدكتور أحمد بن جار هللا الزهراني‪ ، 3‬و النحو العربي بين األصالة و‬
‫التجديد للدكتور عبد الحميد عيساني ‪. 269-163‬‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬ب‪-‬نشأة فكرة تيسير النحو في العصر الحديث ‪:‬‬

‫تتابعت على مصر في القرن الثالث عشر الهجري‪ .‬المتغيرات الثقافية واالجتماعية‪ ,3‬قد عانى أهلها في أواخر‬
‫القرن الثاني عشر ‪ ,‬وأوائل الثالث عشر من جور المماليك ‪ ,‬ثم لم يلبثوا حتى احتلها الفرنسيون بقياده نابليون‬
‫‪1213‬ه ‪ ,‬مصطحبا معه عشرات المستشرقين‪ ،‬و طائفة من العلماء في شتى العلوم والفنون وكان من أهداف هذه‬
‫الحملة دراسة واقع المسلمين ‪ ،‬و تجريدهم من ثقافتهم وتقاليدهم‪ , 3‬ووأد اليقظة والنهضة في مصر ‪ ،‬بسرقة كل‬
‫نفيس من الكتب‪ ،‬بين أن هذه الحملة الصليبية لم تمكث في مصر طويال ‪ ،‬حيث خرجت بعد ثالث سنوات من‬
‫االحتالل‪ ،‬وذلك في عام ‪ 1216‬ه‪.‬‬

‫ثم اضطربت‪ 3‬أوضاع البالد ‪٫‬فأسند العلماء والية مصر لمحمد علي عام ‪ 1220‬ه وكانت تركيا في بعثته في‬
‫أواخر الحملة الفرنسية فأحاط به المستشرقون وخاصة الفرنسيون منهم ‪ ،‬وأوغروا‪ 3‬صدره على العلماء فعاداتهم ‪،‬‬
‫كما أغروه پإرسال بعثات كبيرة من الطالب إلى فرنسا ‪ ،‬ليعودوا‪ 3‬إلى مصر ‪ ،‬يتولون المناصب‪ ،‬ويبثون األفكار‪3‬‬
‫التي تلقوها هناك ‪.‬‬

‫ويأبى هذا القرن أن يرتحل حتى يقمع مصر وأهلها باحتالل االنجليزي عام ‪1299‬ه ‪ ،‬فيأتي‪ 3‬معه اإلستشراق‬
‫االنجليزي الذي احدث في ثقافة المصريين صدعا اشد أعتى من الصدع الذي أحدثه اإلستشراق الفرنسي ‪ ،‬وكان‬
‫تركيزه على التعليم ‪ ،‬حيث أسس أمره إلى قسيس خبيث هو ( دنلوب ) الذي سعى إلى التفريغ طلبة المدارس من‬
‫ماضيهم ‪ ،‬من خالل إبتعاث شباب مصر إلى أوروبا وإعادتهم ليكونوا‪ 3‬بعد عودتهم قادة هذا التحول ‪ ،‬فيرسخون‬
‫في نفوس الطلبة أن ثقافة الغرب هي سر تفوقهم‪ , 3‬وأن ثقافتنا هي سر ضعفنا ‪.‬‬

‫ومن هنا بدأ التحول بشكل ظاهر‪ ,‬إن أخذت تتردد بين المثقفين في تلك الفترة قضايا مثل الجديد ‪ ,‬و القديم ‪,‬‬
‫والتجديد وثقافة العصر ‪ ,‬ويمكننا أن نلمس هذه الظاهرة بوضوح في قول أحد دعاة التجديد ‪ ( ,‬رأيت حيث عهد‬
‫إلي بتدريس النحو العربي بدار العلوم ‪ ,‬أن في مجرد تفسير عبارات النحاة نوعا من االجترار العقلي ال يليق‬
‫بعصرنا الذي نعيش فيه ‪ ,‬وال بنهضتنا‪ 3‬العقلية في هذا الدور‪ 3‬الحاسم من أدوار‪ 3‬الثقافة العربية )‪ . 4‬إذا فالمسألة‬
‫عند هؤالء مسألة قديم‪ 3‬وجديد فحسب ‪ ,‬ولعل مما يؤكد هذه النظرة ما ذكره شاهد من شهود‪ 3‬ذلك العصر‬
‫‪ -‬محمود شاكر‪ -‬حيث يقول مشيرا إلي أساتذته الذين انتعشت على أيدهم هذه المرحلة ‪ ( :‬أما الذي‬ ‫والعالمة‬
‫أخذه جيلنا عنهم ‪ ,‬فهو االتجاه الغامض إلى المعنى المبهم الذي تتضمنه كلمة ( تجديد ) وإلى هذا الرفض‬
‫الخفي للثقافة التي كان ينبغي لها أن تنتمي إليها ‪ ,‬وإلى االنحياز الكامل إلى القضايا الفكر والفلسفة و األدب و‬
‫‪5‬‬
‫‪.‬‬ ‫التاريخ التي أولع األساتذة بتلخيصها لنا كي نلحق بثقافة العصر الذي نعيش فيه ‪ ,‬وبمناهجه في التفكير )‬

‫‪ - 3‬للتوسع أنظر ‪ :‬رسالة في طريق إلى ثقافتنا لمحمود شاطر ‪. 167-79‬‬


‫‪4‬‬
‫دراسات نقدية في النحو العربي للدكتور‪ 3‬عبد الرحمان أيوب ( كلمة المؤلف ) ‪-‬‬
‫‪ - 5‬رسالة في الطريق‪ 3‬إلى ثقافتنا ‪.159‬‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫وهذا ما يفسر تميز تلك الحقبة الزمنية بكثرة دعوات التجديد ‪ ،‬وصيحاته في مختلف جوانب الحياة ‪ ،‬وقد‪ 3‬تعالت‬
‫من بين تلك الدعوات و الصيحات أصوات منادين بتجديد النحو وتيسيره ‪ ،‬واستمرت إلي وقتنا‪ 3‬حاضر ‪،‬على أن‬
‫الموقف المحدثين من النحو أخد منحيين ‪ ،‬أحدهما رفض النحو رفضا‪ 3‬تاما ‪ ،‬واألخر تيسيره ‪ ،‬حيث يرى أصحاب‬
‫التيسير أن في النحو جوانب ضعف و قصور البد من تصحيحها ‪ ،‬وسلبيات البد من تداركها‪ ، 3‬ومن أبرز‬
‫السلبيات التي أخدها هؤالء على نحو أن المكانة التي احتلها النحو تجاوزت‪ 3‬وظيفته ‪ ،‬فحبد به من غايته‪.6‬‬

‫و يمكننا أن نلمس بوضوح‪ 3‬ما نجع عن تلك البعثات من نقل اآلراء الغربية وتطبيقها على النحو العربي بهدف‬
‫تجديده وتيسيره في قول الدكتور‪ 3‬عبده الراجحي ‪ ( :‬حين انتقل منهج الوصفي إلى الدرس العربي بعد اتصال‬
‫أساتذتنا وباحثينا‪ 3‬به في الغرب ‪ ،‬بدأت هذه االنتقادات التي أخذها الوصفيون على النحو التقليدي األوربي تظهر‬
‫في معظم المؤلفات الحديثة التي تعرض النحو العربي)‪.7‬‬

‫ولما كان من ابرز مظاهر المنهج والصفي رفض التعليل وتأويل والتقدير ‪ ،‬فقد وجد كثير من الداعين إلى‬
‫التجديد بغيتهم في آراء ابن مضاء ‪ ،‬إذ وجدوه كما شاءوا يدعو إلى إلغاء العلل الثواني‪ 3‬والثوالث ‪ ،‬وإلغاء نظرية‬
‫العامل وما يترتب عليها من تأويل وتقدير وإلغاء القياس وإلغاء التمارين غير العلمية ‪ ، 8‬فاتخذوا‪ 3‬آراءه لهم‬
‫مركب ‪ ،‬يقول الدكتور‪ 3‬حسن العكيلي ‪ ( :‬كانت محاولة ابن مضاء وثورته على النحو‪ ،‬والنحاة من األسباب‬
‫الرئيسية للتسيير المعاصر ‪ ،‬فقد تأثر بدعوته أصحاب التسيير أبعد التأثير )‪. 9‬‬

‫‪ - 6‬نظرات في التراث اللغوي العربي للدكتور عبد القادر المهيري ‪. 106-105‬‬


‫‪ - 7‬النحو العربي والدرس الحديث ‪.48‬‬
‫‪ - 8‬الرد على النحاس بالتحقيق شوقي‪ 3‬ضيف ‪.141-61‬‬
‫‪ - 9‬الخالف النحوي‪. 128 3‬‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫المطلب الثالث ‪ -:‬ابرز أعالم تجديد النحو وتيسيره في العصر الحديث ‪:‬‬

‫‪ -/1‬ابراهيم مصطفى ‪.‬‬

‫‪ -‬ظهر كتابه ( إحياء النحو ) عام ‪ 1936‬م ‪ ،‬وقد‪ 3‬سرح المؤلف بهدفه منه فقال‪ ( :‬ﺃﻁﻤﺢ ﺃﻥ ﺃﻏﻴﺭ ﻤﻨﻬﺞ‬
‫ﺍلبحث‪ ‬ﺍلنحوي‪ ‬للغة‪ ‬العرﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﺃﺭﻓﻊ ﻋﻥ المتعلمين ﺇﺼﺭ ﻫﺫﺍ‪ ‬النحو ‪ ،‬ﻭﺃﺒﺩلهم ﻤﻨﻪ ﺃﺼﻭﻻ ﺴﻬﻠﺔ ﻴﺴﻴﺭﺓ‪ .‬ﺘﻘﺭﺒﻬﻡ ﻤﻥ‬
‫العرﺒﻴﺔ ‪ ،‬وتهديهم إلي حظ من الفقه بأساليبها )‪.10‬‬

‫وابرز أفكار‪ 3‬كتابه هي ‪:‬‬

‫‪ )1‬إن حركات اإلعراب تدل على معنى ‪ ،‬وليست كما زعم النحاة اثر النحاة أثرا لفظيا خالصا ‪ ،‬ال صله له‬
‫بالمعنى ‪ ،‬فالضمة عنده علم االستناد ‪ ،‬والدليل أن الكلمة يتحدث عنها ‪ ،‬والكسرة علم اإلضافة ‪ ،‬و الفتحة‬
‫ليست عالمة شيء ‪.‬‬
‫‪ )2‬إن حركات اإلعراب ليست أثرا لعامل لفظي ‪ ،‬بل المتكلم هو الذي أحدثها ‪.‬‬
‫‪ )3‬إن التنوين علم التنكير ‪ ،‬ولهذا رأى أن العلم ال ينون ‪.‬‬
‫‪ )4‬توحيد األبواب ذات العالقة الواحدة تحت باب واحد‪.‬‬
‫‪ -/2‬عبد المتعال الصعيدي‪: 3‬‬
‫ألف تسيير النحو كتاب ( النحو الجديد ) واهم آرائه التي ذكرها في هذا الكتاب هي ‪:‬‬
‫‪ )1‬اإلعراب عند هو تصرف‪ 3‬في أخر أسمائها و أفعالها وحروفها بين الرفع والنصب والجر‪.‬‬
‫‪ )2‬دمج أبواب المبتدأ والخبر والناسخ تحت باب واحد‪.‬‬
‫‪ )3‬إلغاء نظريه العامل‪.‬‬
‫‪ )4‬يرى أن الجملة تدخل ضمن اإلعراب تقديري ‪.‬‬
‫‪ )5‬يرى إعراب نائب الفاعل مفعوال به مرفوعا ‪.‬‬
‫‪ -/3‬مهدي المخزومي‪: 3‬‬
‫له عدد من الكتب انتقد فيها النحو العربي‪ ، 3‬ومن أهمها ( مدرسه الكوفة ومنهجها في دراسة اللغة والنحو‪ ) 3‬و‬
‫( في النحو العربي نقد وتوجيه ) و ( في النحو العربي قواعد وتطبيق) ‪.‬‬
‫وابرز المصادر‪ 3‬التي استقى منها المخزوني مادته هي ‪:‬‬
‫‪ )1‬النحو الكوفي ‪.‬‬
‫‪ )2‬أراء ابن المضاء في كتابه ( الرد على النحاة )‪.‬‬
‫‪ )3‬أراء إبراهيم مصطفى للتجديد النحو في كتابه ( إحياء النحو)‪.‬‬
‫‪ )4‬أراء خاصة به‪.‬‬
‫‪ -‬واهم القضايا األساسية عنده هي ‪:‬‬
‫‪ )1‬عرض النحو على مستويات‪ 3‬ثالثة ‪ :‬صوتي‪ 3‬فصرفي فنحوي‪3.‬‬
‫‪ )2‬أقسام الكلمة عند هي‪ ( :‬فعل ‪-‬واسم‪ -‬وأداة ‪-‬وكنايه)‬
‫‪ )3‬قسم الموضوعات النحوية من رفع ‪ -‬وخفض ‪ -‬وجر‪.‬كما صنفها باعتبارها شادة ‪ ،‬إلى ( المثنى ‪ -‬والجمع‬
‫الصحيح ‪ -‬واألسماء الخمسة ‪ -‬و اإلسم الذي ال ينون)‪.‬‬

‫‪ - 10‬إحياء النحو ص‪.1‬‬


‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫الجملة عند ثالثة أقسام ‪ :‬هي الجملة فعلية واإلسمية والظرفية‪.‬‬ ‫‪)4‬‬

‫‪ -/4‬احمد عبد الستار الجواري‪: 3‬‬


‫له عدد من الكتب في تيسير النحو وتجديده هي ‪:‬‬
‫( نحو التيسير) ‪ ،‬و ( نحو القرآن ) ‪ ،‬أهم اآلراء في كتابه ( نحو التيسير ) هي ‪:‬‬
‫‪ )1‬انتقد النحاة تركيزهم‪ 3‬على اإلعراب الن ذلك جعلهم يغفلون مهمة النحو وفي تأليف الكالم وترتيبه‬
‫وتركيبه وأساليبه المختلفة ‪.‬‬
‫‪ )2‬دعا إلى إتباع المنهج الوصفي االستقرائي بدراسة الظواهر اللغوية ‪.‬‬
‫‪ -/5‬عبد الرحمان أيوب ‪:‬‬
‫ظهر كتابه ( دراسات نقدية في النحو العربي ) عام ‪1956‬م ‪ ،‬وقد ذهب مؤلفه إلى أن التفكير اللغوي في العصر‪3‬‬
‫الحديث يتسم بموضوعيه البحث التجاهه إلى وصف الظواهر‪ 3‬اللغوية دون فلسفتها‪.‬‬
‫‪ -‬كما ذكر في مقدمه الكتاب ابرز على منهج النحاة وكان منها ما يأتي ‪:‬‬
‫‪ )1‬النهي بني قاعدة على أساس من االعتبارات عقلية ثم يفرضها على العقل‪.‬‬
‫‪ )2‬أن النحاة خلطوا بين اللهجات في دراستهم وتأثر‪ 3‬النحو بالمنطق‪ 3‬اليوناني‪.‬‬
‫‪-/6‬شوقي‪ 3‬ضيف ‪:‬‬
‫له في تيسير النحو وتجديده اجتهادات كثيرة أشهرها ما جاء في مقدمه تحقيقه لكتاب ( الرد على النحاة )‬
‫البن مضاء ‪ ،‬حيث أيد رئي إبن مضاء ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أهم مؤلفاته في التسيير‪ 3‬النحو كتاب ( تجديد النحو ) ‪.‬‬
‫وبين في مقدمة هذا الكتاب أهم هذه األسس وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬إعادة ترتيب أبواب النحو على خالف القدماء وإلغاء اإلعراب بين التقديري‪ 3‬والمحلي‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم االشتغال بإعراب الكلمات التي ال تجدي نفعا ووضع‪ 3‬ضوابط بعض المفعوالت‪.‬‬
‫‪ -3‬حذف ما يراه زائد ال فائدة منه وإضافة ما يراه ضروريا ‪.‬‬
‫‪ -/7‬تمام الحسن ‪:‬‬
‫حاول تمام الحسن في كتابه ( اللغة العربية معناها ومبناها ) التجديد في النحو‪ ،‬واعتمد في محاولته على‬
‫االستغناء عن نظريه العامل والفكر األساسية وإحالل ما اسماه ب( تضافر‪ 3‬القرائن ) محل نظريه العامل‪.‬‬
‫وهذه القرائن بعضها لفظية ‪ ،‬وبعضها معنوية أما القرائن اللفظية فهي ‪:‬‬
‫‪ -‬العالمة اإلعرابية ‪ -‬والرتبة‪ -‬والمطابقة ‪ -‬والربط ‪-‬والتضام‪ -‬واألداة ‪ -‬والنغمة ‪.‬وأما القرائن المعنوية فهي‬
‫اإلسناد ‪ -‬والتخصيص‪ -‬والنسبة ‪ -‬والتبغية ‪ -‬والمخالفة ‪.‬‬
‫‪-/8‬عباس حسن‪:‬‬
‫يقول الدكتور‪ 3‬الحسن العكيلي ‪ ( :‬األستاذ عباس الحسن من ابرز أصحاب التسيير المعاصرين الداعيين إلى‬
‫اإلصالح اللغوي ‪،‬النحوي له مؤلفات جمة في ذلك أهمها ‪ (:‬النحو الوافي ) و( اللغة العربية بين القديم‬
‫‪11‬‬
‫والحديث)‬
‫تقول الدكتورة أميرة علي توفيق ‪ ( :‬األستاذ عباس حسن محاولتان في النقد النحو و عالجه وتسييره ‪ ،‬األولى‬
‫نظرية يتكلم فيها عن أوجه النحت التي أخذها على النحاة ‪ ،‬وما يقترحه هو من عالج ‪.‬‬

‫‪ - 11‬الخالف النحوي‪ 3‬في ضوء محاوالت التيسير الحديثة ‪.160-139‬‬


‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫وقد ظهرت هذه المحاولة في بدء األمر في صوره مقاالت عشر نشرت بمجله رسالة إلى اإلسالم ما بين ابريل‬
‫سنه ‪ ، 1956‬يوليو‪ 3‬سنه ‪.1959‬‬
‫تحت عنوان صريح الرأي في النحو العربي‪ .‬داؤه و دواؤه‬
‫فانتشرت هذه المقاالت سنه ‪ 1966‬في كتاب تحت عنوان ‪ :‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األسس التي بنا عليها عباس حسن أراء واختياراته‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬استفادة عباس حسن من أراء الكوفيين في تسيير النحو ‪.‬‬
‫بدأ االهتمام بالنحو الكوفي‪ 3‬في العصر الحديث من عام ‪1950‬م وكان هدف المهتمين بالنحو الكوفي‪ 3‬في هذه‬
‫الحقبة وهو السعي إلي تيسير النحو ‪، 12‬حيث ( اعتمد أصحاب تسير على الخالف اعتمادا كبيرا ‪ ،‬وقد صرح‬
‫بعضهم بذلك ‪ ،‬وكانوا‪ 3‬يبحثون في الخالف النحوي المتعدد ليجدوا ما يناسب العصر ويتفق مع توجههم وان كان‬
‫رأي غير مشهور ويهملون غيره وان كان رأيا مشهورا تتناقله الكتب النحوية )‪.13‬‬
‫وبسبب التركيز على النحو الكوفي في تيسير النحو هو ما يراه بعض الدعاة إلي تيسير النحو من أن النحو‬
‫الكوفي أقرب إلى روح اللغة من النحو البصري‪ ، 3‬ألن النحو البصري ‪-‬كما يذكرون ‪ -‬يقوم على المنطق والجدل‬
‫و القياس ‪ ،‬مع ما يقابله من تشدد البصريين في ضوابط السماع الذي تبنى عليه قواعد اللغة ‪،‬في حين أن النحو‬
‫الكوفي عندهم أسهل وأكثر مرونة ‪ ،‬ألن الكوفيين‪ 3‬كانوا أكثر اعتمادا على السماع‪،‬واقل تشددا في أمر ضوابطه ‪.‬‬
‫وقد كان الدكتور ( مهدي المخزومي‪ ) 3‬من أبرز الدعاة إلى االستفادة من نحو الكوفي في تيسير النحو ‪ ،‬وقد‬
‫صرح بذلك فقال ‪ ] :‬كان حربا بهذه المحاوالت أن تنظر إلى النحو البصري ‪ ،‬وان تفيد من أعمال الكوفيين في‬
‫تجديد النحو أو تيسيره ‪ ،‬ولكن لم يكن من بين أصحاب المحاوالت قديما‪ 3‬و حديثا من اللفت إلي ضرورة االستفادة‬
‫من أعمال الكوفيين‪ ،‬المهم إلى ما كان من األستاذ الكوفي‪ 3‬حيث قرر ضرورة االستفادة من المذاهب النحوية‬
‫‪14‬‬
‫المختلفة ‪ ،‬وعدم التقيد بضمير‪ 3‬نحوي واحد في مسألة بعينها )‬
‫ولم يكن عباس حسن عن هذه النزعة ببعيد ‪ ،‬فقد أشار في مقدمة كتابه ( نحو الوافي‪ ) 3‬إلى انه قد يستعين بتعدد‬
‫المذاهب في تيسير اللغة ‪،15‬كما نص في كتاب (اللغة والنحو) على أن الكوفيين كانوا ( اقرب إلى الحق والواقع‪3‬‬
‫حيث أجازوا القياس على مثال واحد مسموع ‪ ،‬وحيث يعتبرون اللفظ الشاذ ‪،‬فيقفون عليه ‪ ،‬ويبنون على الشعر‬
‫الكالم‪ ،‬من غير نظر إلى مقاصد العرب وال اعتبار بما كثر أو قل )‪ ،16‬ولهذا ذهب إلي أن منهج الكوفيين كان‬
‫خيرا من منهج غيرهم في كثير من األحيان ‪ ،‬ليسره وخلوه من المشقة واإلعنات ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫( ليس الكوفيين بأهون شانا ‪ ،‬وال أقل عددا ‪ ،‬وال اضعف مصادر‪ 3‬من البصريين ‪ ،‬وإن ناصرت هؤالء كما يقول‬
‫مؤرخون ‪ .‬السياسة والحزبية ‪ ،‬واألهواء الدينية ‪ ،‬وفوق‪ 3‬هذا الكوفيون اعلم بالشعر من البصريين‪ ،‬كما يقول‬
‫المحققون ‪ .......‬واليوم ال نريد أن نسلم زمام اللغة لهؤالء ‪ ،‬أو هؤالء ‪،‬أو سواهم من غير تبصر وطول‪ 3‬تفكير ‪،‬‬
‫فهذا الذي يقضي به العقل ؟ إن غاية البصري‪ 3‬والكوفي‪ 3‬وغيرهم اللغة والنحاة هي ‪ :‬صيانة اللغة ‪ ،‬والمحافظة‬
‫عليها من عوامل الضعف والفساد ولكل وسيله إلى غايته ‪ .‬ولكن الوسائل تتفاوت يسرا ومشقة ‪ ،‬ولينا و إعناتا ‪،‬‬

‫‪ - 12‬انظر الخالف النحوي‪ 3‬حسن الطيلير‪ ، 237‬و خطر متعثرة على الطريق‪ 3‬تجديد النحو العربي للدكتور عفيف‬
‫دمشقية ‪. 200 - 177 - 6‬‬
‫‪ - 13‬الخالف النحوي‪ 3‬للدكتور حسن العكيلي ‪. 234‬‬
‫‪ - 14‬مدرسة الكوفة ‪. 408‬‬
‫‪- 15‬انظر النحو الوافي ‪.1/9‬‬
‫‪ - 16‬اللغة والنحو ‪ ، 94‬وأنظر‪ 121 3‬من الكتاب نفسه ‪.‬‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫وخيرها ما ال مشقة فيه وال إعنات ‪ ،‬أو ما كان نصيبه منهما ضئيال محتمال ‪ .‬وهذا ينطبق‪ 3‬أحيانا كثيرا على‬
‫المذهب الكوفي‪ 3‬دون غيره )‪. 17‬‬
‫وإذا نظرنا في مسائل كتاب ( النحو الوافي‪ ) 3‬فإننا نجد فيها تطبيقا عمليا لكالمه هذا ‪ ،‬حيث نرى قد استثمر‪ 3‬آراء‬
‫‪18‬‬
‫الكوفيين في ما ذهب إليه من تسيير النحو ‪ ،‬فاستحسن‪ 3‬أرائهم ودعا إلى األخذ بها في مسائل كثيرة‪.‬‬
‫وفق أسس الترجيح التي سبق الحديث عنها في الفصل الثاني من هذا البحث ومن ذلك ترجيحه بعض آراء‬
‫الكوفيين بناء على خلوها من التكلف و الجدل‪ ، 19‬مثل ترجيع رأيهم في صحة القياس على الحال الجامدة ‪ ،‬بناء‬
‫على ما ذكره من أن حجه البصريين في المنع جدلية ال يثبت على الفحص ‪، 20‬ومن ذلك ‪-‬أيضا‪ -‬ترجيحه ما‬
‫ذهب إليه الكوفيين من عدم اعتبار ( واو ) المعية و ( واو ) عطف بعدا عن التكلف‪. 21‬‬
‫كما نراه يرجح آراءهم لما يبغي عليها من تيسير اللغة على المتكلمين ومراعاة حاجاتهم ‪ ،22‬مثل موافقته للكسائي‬
‫‪23‬‬
‫ذهب إليه من جواز (فعل ‪ -‬يفعل) في باب المغالبة ‪ ،‬ألن فيه تيسيرا‪ 3‬باستعمال ظبطي‬
‫‪24‬‬
‫ومثل ذهابه إلى جواز التفضيل من األلوان مباشره موافقة للكوفيين ‪ ،‬بحجه مراعاة حاجة المتكلمين ‪،‬‬
‫ومثل موافقته للكسائي فيما ذهب إليه من جواز األخذ بالقياس فيما له سماع مخالف من الصيغ جموع التكسير ‪،‬‬
‫موافقة الضوابط‪ 3‬المستنبطة من كالم العرب ‪،‬وكما في البحث عن المسموح من العناء و اإلرهاق ‪.25‬‬
‫ولما كان من ابرز المأخذ التي أخذها عباس حسن علي البصريين تشددهم في أمر السماع ‪ ،26‬كان من الطبيعي‬
‫أن تجده يرجح أقوال الكوفيين المبنية على السماع القليل في عدد من المسائل‪.27‬‬
‫على صلة إذا كان ظرفا أو جارا مع مجروره ‪ ،‬لوروده في القران الكريم‪ ، 28‬موافقتهم‪ 3‬ذلك في صحة زيادة الياء‬
‫إن لم توجد وحذفها‪ 3‬إن كانت موجدة في كل جمع تكسير‪ 3‬على وزن فعالل ( مفاعل ‪ -‬مفاعيل ) بناء على وروده‬
‫في السماع ‪.29‬‬
‫ومن ذلك ‪-‬أيضا‪ -‬تفضيل رأي الكوفيين لبعده عن اللبس ‪ ،‬وذلك في إعراب المسمى به من األسماء المنقولة من‬
‫جمع المؤنث حيث يرى إعرابه إعراب الممنوع‪ 3‬من الصرف‪ 3‬موافقة لمذهب الكوفيين ألنه يدل بحذف تنوينه مع‬
‫جره بفتحه على أن المراد منه علم مؤنث مفرد ‪ ،‬فال يتوهم أنه جمع‪. 30‬‬

‫‪ - 17‬اللغة والنحو ‪. 98-96‬‬


‫‪ - 18‬أنظر النحو الوافي ‪523-477-470-380-237-241-167-163-1/143‬‬
‫‪2/165-203-541-369-542‬‬
‫‪3/49-311-351-366-398-433-437-523-557-564-570-606-607‬‬
‫‪4/305-368-370-379-455-475-476-653-671-672‬‬
‫‪ - 19‬انظر المرجع السابق ‪.379 /4 311.366.556.570 /3 542-369 /2 523 /1‬‬
‫‪ - 20‬انظر المرجع السابق ‪.369 /2‬‬
‫‪ - 21‬انظر المرجع السابق ‪.379 /4‬‬
‫‪ - 22‬انظر المرجع السابق ‪.635-368 /4 398-351-437-606 /3 175 /2 470 /1‬‬
‫‪ - 23‬انظر النحو الوافي ‪.175 /2‬‬
‫‪ - 24‬انظر المرجع السابق ‪.398 /3‬‬
‫‪ - 25‬انظر المرجع السابق ‪.635 /4‬‬
‫‪ - 26‬انظر اللغة و النحو ‪.99-98-95‬‬
‫‪.672-671-435- 370 /3‬‬ ‫‪ - 27‬انظر النحو الوافي ‪560 /2 380-163-143 /1‬‬
‫‪ -28‬انظر المرجع السابق ‪.380 /1‬‬
‫‪ -29‬انظر المرجع السابق ‪.671 /4‬‬
‫‪ -30‬انظر المرجع السابق ‪.1/167‬‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫كما نجد أنه يأخذ برأي الكوفيين في بعض المسائل بهدف االختصار‪ 3‬مثل ترجيحه رأي الكوفيين في أن ( إياك )‬
‫ونحوها كلها ضمير ‪ ،‬و تفضيله على رأي من مذهب إلى أن الضمير هو ( إيا ) وهما ‪ ،‬والكاف حرف خطاب ‪،‬‬
‫تسيير واختصارا‪.313‬‬
‫والحق أن منهج الكوفيين لم يكن بعيدا عن منهج البصريين من حيث االعتماد على القياس وتعليل والمنطق‪3‬‬
‫بهذه الصورة التي ينعتها بها الكثير من المحدثين ‪ ،‬و إن لم تبلغ مداها في التنظير عن البصريين ‪ ،‬فقد كان‬
‫الكوفين يعتمدون على القياس والتعليل و المنطق ويستدلون بها على كثير من األحطام النحوية ‪ ،‬وقد‪ 3‬أظهرت‬
‫ذلك الدراسة التي أجراها الدكتور ( محمد خير الحلواني ) ‪، 32‬و وضح فيها مدى اعتماد الكوفيين على كثير‬
‫السماع من األدلة ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬ما أكثر ما نجدهم في كتاب الى نصاف يقفون أمام خصوصهم ‪ ،‬وليس معهم من‬
‫السالح شيء من السماع ‪ ،‬وإنما يحملون العلة المنطقية وحدها ‪ ،‬فهناك ما يرجوا‪ 3‬على خمس وثالثين مسألة ‪،‬‬
‫اعتمدوا فيها العلة دون أن يكون معها شيء من النقل ‪ ،‬وليست ‪ ...‬بأقل إمعانا في المنطق من علل أهل‬
‫‪33‬‬
‫البصرة ‪...‬‬
‫كما تبين في كثير من الدراسات أن ما حكي عن الكوفيين من أنهم يبنون القاعدة على الشاهد الواحد ‪ ،‬و أنهم ال‬
‫يلتفتون إلى قلة أو كثرة ‪ ،‬كالم غير دقيق ‪ ،‬حيث أظهرت تلك الدراسات أن الكوفيين كانوا كثيرا ما يستخدمون‬
‫‪34‬‬
‫مصطلح الشذوذ‪ . 3‬وكانوا يرفضون إلى احتجاج بكثير من الشواهد بحجة إنها من القليل النادر‪.‬‬

‫‪ -31‬انظر النحو الوافي ‪.237 /1‬‬


‫‪ -32‬انظر الخالف نحوي‪ 3‬لمحمد خير الحلواني ‪. 349 -320‬‬
‫‪ - 33‬المرجع السابق ‪. 332‬‬
‫‪ - 34‬انظر الخالف نحوي‪ 3‬لمحمد خير الحلواني ‪ 349 -340‬و الخالف النحوي للدكتور‪ 3‬حسن العكيلي ‪.‬‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تأثر عباس حسن في تيسير النحو في اراء ابن مضاء ‪.‬‬
‫ثار ابن مضاء على النحو والنحات ثورة عنيفة ‪ ،‬قادة إليها مذهب الظاهري في الفقه ‪ ،‬وما فيه من دعوه إلى‬
‫التمسك بحرفية النص في القران الكريم والسنة النبوية دون تأويل ‪ ،‬و إلى إلغاء العلل واألقيسة في المسائل‬
‫الشرعية‪ ،35‬حيث طبق مذهب في الفقه على النحو وقواعده ‪ ،‬مقتصرا على داللة ظواهر النصوص ‪.‬‬
‫ويرى الكثير من الباحثين أن الدعوة إلى تيسير النحو في العصر الحديث في امتداد لدعوه ابن مضاء ‪ ،‬وان آراء‬
‫الحديثين في التيسير مستمدة من أرائه ‪ ،‬ومن ذلك الدراسة التي أجرتها‪ 3‬الدكتورة أميرة علي توفيق على أراء ‪،‬‬
‫ابن مضاء متتبعة أثارها في اقتراحات تيسير‪ 3‬النحو في العصر الحديث وخرجت من ذلك بنتيجة قالت فيها ‪:‬‬
‫(يمكن القول بأن اغلب اقتراحات تيسير النحو لم تخرج في أسسها ومبادئها‪ 3‬التي قامت عليها عن تلك التي‬
‫وضعها ابن مضاء كدستور لتيسير‪ 3‬النحو في القرن السادس الهجري بل أن كثيرا منهم إتفق مع إبن مضاء في‬
‫أرائه التفصيلية‪ .‬كل هذا مما يؤكد أن ابن مضاء هو الرائد األول لحركات التيسير في النحو ‪ ،‬وانه صاحب‬
‫مدرسة ‪،‬واصلت نشاطها في العصر الحديث بعد طول خمول‪).‬‬
‫ويقول الدكتور حسن العكيلي ‪ :‬كانت محاوله ابن مضاء ‪ ،‬على النحو والنحاة من أسباب الرئيسية للتيسير‬
‫المعاصر ‪ ،‬فقد تأثر بدعوته أصحاب التيسير ابعد التأثير في حيث أهملها القدماء كل إهمال )‪.36‬‬
‫كما دعا بعض الباحثين الى إقتفاء أثر ابن مضاء في تيسير النحو ‪ ،‬فها هو ذا الدكتور شوقي‪ 3‬ضيف يقول ‪:‬‬
‫( انه حري بنا اآلن أن نستجيب إلى هذا النداء ‪ ،‬حتى نخلص من صعوبات النحو التي ترهقهم من أمرهم عسرا ‪،‬‬
‫ولن يكلفنا ذلك جهدا‪ ،‬فقد مهد ابن مضاء الطريق أمامنا ‪ ،‬بما وضع فيها من صور وأعالم أليس يدعو إلى إلغاء‬
‫نظريه العامل وقد طبقها في أبواب من النحو ؟ وإذن فلنعمم هذا التطبيق ‪ ،‬فننصرف‪ 3‬انصرافا تاما عنها وعن كل‬
‫‪37‬‬
‫ما يتصل بها )‪.‬‬
‫ولم يكن عباس حسن عن دعوة ابن مضاء بمعزل ‪ ،‬فقد تأثر بها كما تأثر بها غيره من دعاة التيسير ‪ ،‬بل أرى أنه‬
‫يتفق مع ابن مضاء في أغلب المبادئ التي دعا إليها في كتابه الرد عن نحاة ‪ ،‬وهذا ما أكدته الدكتورة ‪.‬‬
‫أميرة علي توفيق‪ 7‬في دراستها‪ ، 7‬حيث قالت ‪ ( :‬األستاذ عباس حسن يتفق مع ابن مضاء في كثير‪ ،‬بل في أغلب‬
‫‪38‬‬
‫المبادئ التي وضعها‪ 7‬لتيسير النحو‪) ‬‬

‫‪ - 35‬انظر تيسير النحو لشوقي‪ 3‬ضيف ‪. 18‬‬


‫‪ - 36‬الخالف نحوي‪ 3‬في ضوء محاوالت التيسير الحديثة ‪. 128‬‬
‫‪ - 37‬كتاب الرد على النحاة ‪ ،‬مقدمة المحقق ‪. 48-47‬‬
‫‪ - 38‬نظرية ابن مضاء في تيسير‪ 7‬النحو ‪. 379‬‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫وليس شيء اصدق في وصف الواقع ‪ ،‬وإظهار مدى تأثر عباس حسن بآراء ابن مضاء ‪ ،‬من مقارنة أراء‬
‫عباس حسن بآراء سابقه‪.‬‬
‫وقد أفصح ابن مضاء عن مقصده من تأليف كتابه ( الرد على النحاة ) في صدر‪ 7‬كتابه ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬قصدي في‬
‫هذا الكتاب أن أحذف من النحو ما يستغني النحوي‪ 7‬عنه ‪ ،‬وأنبه على ما أجمعوا على الخطأ فيه ) ‪، 39‬‬
‫ويمكننا أن نلمس التقارب الواضح بين مقصده ومقصد عباس حسن من تأليف كتابه النحو الوافي ‪ ،‬حيث قال‬
‫في المقدمة ‪ (:‬لم تر من تصدي الشوائب كلها أو أكثرها ‪ ،‬ينتزعها من مكانها ‪ ،‬ويجهز‪ 7‬عليها ما وسعته‬
‫القدرة ‪ ،‬ومكنته الوسيلة ‪ ،‬فيريح المعلمين والمتعلمين من أوزارها‪  . 7‬وهذا ما حاولت جاهدا مخلصا قدر‬
‫‪40‬‬
‫استطاعتي )‪.‬‬

‫‪ - 39‬الرد على النحاة تحقيق شوقي‪ 3‬ضيف ‪. 76‬‬


‫‪ - 40‬النحو الوافي ‪. 5.4 -/1‬‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث الثالث ‪ :‬مراحل جمع اللغة العربية و تسربها ‪.‬‬


‫المطلب األول‪ :‬القياس‪.‬‬
‫‪ ‬أوضح من قبل‪ 41‬مكانه النحو‪ ،‬وفضله السابغ ‪  ،‬وكان مما قاله‪ " :‬إن منزله النحو من العلوم اللسانية‪  ‬منزله‬
‫الدستور من القوانين الحديثة ‪ ،‬هو أصلها الذي تستمد عونه‪ ،‬وتستلهم روحه ‪  ،‬وترجع إليه في جليل مسائلها‬
‫‪،‬وفروع‪ 3‬تشريعها ‪  ،‬فلن تجد علما من تلك العلوم يستقل بنفسه عن النحو‪ ،‬استغني‪ 3‬عن‪  ‬معونته ‪ ،‬أو يسترشد بغير‬
‫نوره‪  ‬وهداه‪".‬‬
‫هذه العلوم النقلية ‪ -‬على عظيم شأنها‪ ،‬وعميق أثرها ‪ -‬ال سبيل إلى استخالص حقائقها ‪ ،‬والنفاذ إلى أسرارها ‪-‬‬
‫بغير هذا العلم الخطير‪ ،‬فهل ندرك كالم هللا تعالى ‪ ،‬ونفهم دقائق التفسير‪ ،‬وأحاديث الرسول‪ ‬عليه الصالة‬
‫والسالم‪ ،‬وأصول العقائد ‪ ،‬وأدلة األحكام ‪ ،‬وما يتبع ذلك من مسائل فقهية ‪ ،‬وبحوث شرعية مختلفة ‪  -‬إال بإلهام‬
‫النحو ‪ ،‬وإرشاده ؟‬
‫" وهذه اللغة التي نتخذها ‪ -‬معاشر المستعربين ‪  -‬أداة طيعة للتفاهم‪  ‬القولي والكتابي ‪  ،‬ونسخرها مركبا ذلوال‬
‫لإلبانة عن أغراضها ‪ ،‬والكشف عما في نفوسنا‪ ،‬ما الذي هيئها لنا ‪ ،‬وأقدرنا إلى استخدامها‪ 3‬قدره األولين من‬
‫جزيرة العرب عليها ‪  ،‬ومكن لنا من نظمها ونثرها‪ 3‬وتمكنهم منها ‪  ،‬وأطلق لساننا في العصور‪ 3‬المختلفة صحيحا‬
‫فصيحا‪  ‬كما أطلق لسانهم ‪ ،‬و أجرى كالمنا في حدود‪ 3‬مضبوطة سليمة كالتي يجري فيها كالمهم ‪ ،‬وان كان ذلك‬
‫منهم طبيعة ‪  ،‬ومنا تطبعا ؟‪.‬‬
‫" انه النحو وسيلة المستعرب و ذخيرة اللغوي ‪ ،‬وعماد البالغي ‪،‬وأداة المشرع‪ 3‬والمجتهد ‪،‬والمدخل إلى علوم‬
‫العربية واإلسالمية جميعا ‪.‬‬
‫‪ ‬فليس عجيبا أن يفرغ له العباقرة من أسالفنا ‪ ،‬يجمعون أصوله ‪ ،‬ويثبتون قواعده ‪ ،‬و يرفعون بنيانه شامخا ركينا‬
‫في إخالص نادر ‪ ،‬وإيمان عميق ‪ ،‬وصبر ال ينفذ ‪ ،‬ولقد كان الزمان يجري عليهم بما يجري على غيرهم من‬
‫مرض ‪ ،‬وضعف ‪ ،‬وفقر ‪ ،‬فال يقدر على انتزاعهم مما هم فيه ‪ ،‬أو تحويلهم عنه كما كان يقدر على سواهم ‪ ،‬وال‬
‫ينجح في إغرائهم بمباهج الحياة ومتعها كما كان ينجح في إغراء ضعاف العزائم ‪ ،‬ومرض النفوس ‪ ،‬من طالب‬
‫المغانم ‪ ،‬ورواد المطامع ‪.‬‬
‫"ولقد خضع النحو العربي لهذا الناقوس‪ 3‬الطبيعي ‪ ،‬قوله في القرن األول الهجري ضعيفا ‪ ،‬وحبا متدرجا أول‬
‫القرن الثاني ‪ ،‬وشب وبلغ الفتاء ‪ -‬على رغم من عيوب كامنة فيه الزمته ‪ -‬آخر ذلك القرن وسنوات من الثالث‬
‫‪ -‬كما تقدم ‪ ،-‬حيث لمع من أنمته بعض اإلعالم ‪ ،‬كعبد هللا بن أبي إسحاق ‪ ،‬و الخليل ‪ ،‬وأبي زيد ‪ ،‬سبويه ‪،‬‬
‫والكسائي ‪ ،‬و الفراء ‪ ،‬و ‪.............‬‬
‫ثم توالت أختالفهم بعد ذلك ‪  -‬على‪  ‬تفاوت في المنهج والمادة ‪ -‬إلى عصر النهضة الحديثة ‪-‬عندنا‪  -‬التي يجري‬
‫أسماؤها على األلسنة اليوم ويتخذون‪ 3‬مطلع القرن التاسع عشر مبدأ لها‪،42‬‬
‫ومنذ هذا المبدأ دخل النحو القديم في طور جديد من الوهن والضعف‪ 7‬لم يشهده من قبل‪ ،‬وتمألت‪  ‬عليه‬
‫األحداث‪ ،‬فأظهرت من عيبه ما كان مستورا‪ 7‬واثقلت من حمله ما كان خفا وزحمه العلوم العصرية فلم يقوا على‬
‫زحامها ‪ ،‬مخلفاته وراءها كليال مبهورا‪  ، 7‬ونظر‪ 7‬الناس إليه إذ هو في الساحة من العلوم‪  ‬الحياة إذا أوقاتهم‪ 7‬ال‬
‫تتسع للكثير بل للقليل مما توحيه مراجعة المتوارثة ‪.‬‬
‫وإذا عيوبهم التي برزت بعد كمون ‪  ،‬ووضحت بعد خفاء تزهدهم‪ 7‬فيه ‪   ،‬وتزيدهم نفارا منه ‪  ،‬وإذا النفار‬
‫والزهد يكثران على تلك العيوب ‪ ،‬فيحالن الضئيل منها ضخما ‪  ،‬والقليل كثيرا ‪،‬والمهموم مواقع وإذا معاهد‬
‫العلم‪  ‬المدنية تزور‪ 7‬عنه ‪ ،‬وتجهر بعجزها عن استيعابه ‪،‬وفهم كتبه‪  ‬المأثورة وباستغنائها‪ 7‬عن أكثره ‪  ،‬وتقتنع‬
‫من باليسير‪ 7‬أو ما هو دون اليسير ‪،‬فيستكين ويرضى‪. 7‬‬

‫‪ - 41‬في مقدمة الجزء األول من كتابنا " النحو الوافي‪. " 7‬‬
‫‪ - 42‬المرجع نفسه ‪.‬‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫ولكن باإليجاز‪  ‬واللمع‪  ‬اللذان يرفضهما‪ 3‬المقام ‪ ،‬فإذ المشكالت متعددة ونوافقها‪ 3‬حقها من الوصف والعالج يتطلب‬
‫كتبا كثيرة ‪ ،‬في مقدمة هذه المشكالت ‪ " :‬تعدد اآلراء النحوية في المسالة الواحدة اختالف األحكام فيها " ‪، .‬‬
‫حتى يستطيع‪ 3‬الباحث إذ يرى الرأي فيقول وهو امن‪.  ‬‬
‫إذ هناك رأيا أخر يناقضه ‪  ،‬من غير أن يكلف نفسه االطالع ‪ ،‬والجري‪ 3‬وراء هذا النقيض ‪ ،‬ذلك أنه يعلم من‬
‫طول ممارسة النحو ‪ ،‬والنظر في قواعده‪  ‬أن الواحدة منها ال تخلو من رأيين ‪ ،‬أو أراء متعارضة ‪،‬حتى‬
‫أولوياته ‪ ،‬وما يجري من مسائله‪  ‬مجرى البداية العلمية ‪  ،‬وان المطلع على كتاب " كهمع الهوامع " ‪ ،‬أو "‬
‫األشموني وحاشية " ‪ ،‬ليهوله‪  ‬ما يرى من تشعب‪  ‬اآلراء وكثرتها‪ 3‬وتنافرها‪ 3‬حتى ما ال يحتاج الى التعدد ‪ ،‬‬
‫فتقسيما الكلمة إلى اسم ‪ ،‬وفعل ‪ ،‬وحرف‪ ، 3‬وتقسيم‪ 3‬كل الى انواعه وتعريف‪ 3‬كل نوع ‪.‬‬
‫‪ ‬وتمييزه‪  ‬مما عداه ‪  ،‬وأحكام‪ 3‬الفاعل‪ ،‬والمبتدأ‪ ،‬والنواسخ وإعراب األسماء الخمسة بالحروف‪ ، 3‬وكذلك المثنى ‪،‬‬
‫والجمع بتوعية ‪  ،‬وما سمي بهما ‪ ،‬والمثنى‪ ، 3‬والمنادى‪ ، 3‬والالزم ‪،‬والمرفوع‪ 3‬من األسماء ‪ ،‬والمنصوب ‪،‬‬
‫والمجرور‪ 3،‬وأحكام التقدم العامل على معموله ‪ ،‬أو تأخيره ‪  ،‬وتعريف‪ 3‬المبتدأ أو تنكيره ‪ ،‬وأحكام‪  ‬إلى منهما ‪ ،‬‬
‫وباقي األسماء ‪  -‬معربها ومبنيها‪ - 3‬و " ‪.‬و‪.‬و‪.‬كل أوالئك المختلف فيه لم تجتمع كلمه نحاة‪  ‬على رأي موحد‪ 3‬بشأنه‬
‫‪ ،‬ولم تتفق أحكامهم على شيء من كلياتهم أو مسائله الجزئية بل لم تقترب ‪.‬‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬التعليل والعامل‪.‬‬


‫‪ ‬وعلى سبيل المثال نجده يبحث في مشكله التعليم التي يرى أنها كبقية المشكالت النحوية األخرى ‪ ،‬وأنها لو‬
‫اقتصرت على الجدل اللفظي‪ ،‬والتسابق‪  ‬إلى إظهار البراعة المنطقية من غير أن يكون لها اثر عملي في ضبط‬
‫الكالم ‪ ،‬وتركيب الجمل والتحكم في صياغة‪  ‬األساليب وصحة مفرداتها لهان الخطب نوعا ما ‪  ،‬وانحصر‪3‬‬
‫الضرر‪  ‬في تصديع الرؤوس‪ 3‬بالثرثرة واحتمال الجهد فيها ال يستحق‪ 3‬احتماال ‪  ،‬ولكن األمر اخطر أثرا‪ ،‬واقدح‬
‫ضررا ‪  ،‬بما فيه من سيطرة عاتية طاغية تتناول‪ 3‬المفردات والمركبات بل إنها لتمتد إلى طرائق التفكير نفسها‪،‬‬
‫تتحكم في المعاني تحكمها في األلفاظ و تفرض على المتكلم والكاتب‪  ‬قيودا‪ 3‬ثقيلة مرهقه‪  ،‬ال مسوغ لها من عقل‬
‫‪43‬‬
‫سليم ‪  ،‬وال نقل مسموع عن العرب أهل هذه اللغة أصحاب ألكلمه األولى في شؤونها ‪." .‬‬
‫‪-‬ويعتقد عباس حسن الن من أسباب هذه المشكلة االختالف في الفهم والتحليل والتصريح‪  ‬النحو الذي كان كل‬
‫نحو يراه األنسب في حل مسألة لغوية أو مسألة نحوية وعزا‪  ‬ذلك إلى نشأة التعليل في صور‪ 3‬مختلفة ‪  .‬وحاول‬
‫جاهزة أن يضع يده على قمة المشكلة وأسرارها يتمكن من تجنب األوهام النحوية التي اتصل بها التعليل ويحذر‪3‬‬
‫من مشكلة التعارض بين النحو والعلوم‪ 3‬اللغوية األخرى "‪.44‬‬
‫وكشف عن مشكلة‪  ‬إفساد األساليب البيانية‪  ‬بالتحكم في فنون‪  ‬القول األذي‪  ‬تحكما ضارا ‪  ،‬ويعود ذلك إلى تعقيد‬
‫النحو الناتج‪  ‬عن التعامل مع العامل المؤثر في الحركات اإلعرابية للمفردات واأللفاظ النص األدبي ‪ .‬وعزا ذلك‬
‫إلى ما يحدث‪  ‬من‪  ‬تنازع في العلل‪  ‬وما ينتج عن العوامل المؤثرة في التراكيب اللغوية التي‪  ‬تبني سالمة الذوق‬
‫األدبي وحسن التقدير البالغي بعيدا عن محاكاة الصور‪ 3‬البيانية وأساليب التعبير ذات التراكيب القبيحة و المعاني‬
‫الغامضة والصياغة الخاطئة‪.‬‬
‫‪ ‬وبين العلل النحو‪  ‬الذي توقف عنها النحاة كثيرا في مؤلفاتهم‪  ، 3‬إال أنها كانت وقفات مثيرة للجدل‪  ‬والخالف‬
‫النحوي الذي استند إلى ما احتج به نحوي من كالم العرب بحسب ما بلغ إليه علمه‪.‬‬
‫وما هداه إليه اجتهاده أو استند الى ما احتج به سابقوه من كالم العرب ثم وضع أوجه الجدل والخالف في العلل‬
‫بين فريق نحاة البصرة‪  ‬وفريق‪ 3‬نحاة الكوفة ‪  ،‬وحاول‪ 3‬الخروج من بعض اآلراء واالحكام التي تزيل الوهم‬
‫والخالف بين الفريقين‪  ‬واالحتجاج بما احتج به الفريقين‪ ،‬مع اضافه بعض التحليالت والتعليمات‪  ‬اجتهاد ورؤيه‬
‫منهم ‪  ،‬اذا كان هذا االمر حسم الخالف مافي موقف‪ 3‬فيما فيه موضوع‪ 3‬ما ‪  ،‬أو كان فيه توسع الخالف ومن غير‬
‫اتفاق على حل وسط‪  ، 3‬ومن األمثلة على هذا الفريق الثالث‪  ‬من النحو بين نجد الزجاجي الذي تعرض لمسألة‬
‫العلل تحليل والتعلة ‪  ،‬فقال رايه‪  ‬قاصدا‪  ‬بيان هذه المسألة بأسلوب‪  ‬ال يثير الخالف فيها‪  ،‬وذلك في قوله ‪"  :‬‬
‫‪45‬‬
‫وعلل النحو بعد هذا على ثالثة‪  ‬أضرب ‪  :‬علل تعليمية ‪ ،‬وعلل قياسية ‪  ،‬وعلل جدلية نظريه ‪" .‬‬
‫‪ -‬أما عباس حسن فقد اهتم بهذه المسألة‪  ‬واعتبرها مشكلة من مشكالت النحل العربي‪  ،‬واقترح‪ 3‬حال لها يوصل‬
‫إلى أحكام واضحة ‪ ،‬سهله‪  ،‬سليمه اللغه‪  ،‬مشابهة‪  ‬للكالم البالغ ‪  ،‬و متناسقة مع احكام النحوية األخرى ‪.‬‬
‫وذلك ألن تكون األحكام مقصورة على آراء‪  ‬ومذاهب بعض النحاة التي تضمنتها‪ 3‬كتبهم المتداولة‪  ،‬ألن يرى ان‬
‫السبب يعود‪  ‬الى تنازع العلل اختالف النحاة‪  ‬فيها شيء الذي تؤثر به‪  ‬النص األدبي و مبدعة ‪ ،‬‬
‫ورأى أن اقتصار احكام التنازل عن امور بعينها‪  ‬في أبواب النحو ومسائله يحل المشكله ويقضيها‪ ،‬وبمرور‪3‬‬
‫الزمن وبالدرية‪  ‬والمراس‪  ‬والتداول‪ 3‬واالستخدام‪ 3‬للغة يجعل النص األدبي اكثر طوعيه وفنيه وجماال ادبيا و‬
‫بالغة وبيانا ‪  ،‬فقد أورد عباس حسن أمثلة فيها دالالت على ما تتنازع‪ 3‬في العلل من آثار توسيع إلى اللغة العربية‬
‫األدبية لفظا وكتابة‪.‬‬
‫وجمع تلك االمثله فيها " ما يصلح رمزا داال على نظائرها‪  3‬الكثير المتفرقه في ابواب النحو كلها يؤيد راينا‪ .‬‬
‫وينطق باوضح بيان لما اصاب اللغه (‪  ‬ضبطا ‪ ،‬ومبنى ‪  ،‬نوعا ‪ ،‬أسلوبا أخر صميمها من إساءات باللغة بسبب‬
‫إخضاعها للعلل ( و التعالت ) وإزاحتها عن صدرها‪ 3‬بعد أن أوسمت الخالف ‪ ،‬و عددت األراء ‪ ،‬توسيعا‪3‬‬

‫‪ - 43‬حسن عباس ‪ .‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ص ‪. 127‬‬


‫‪ - 44‬المرجع السابق نفسه ‪. 185 - 184.‬‬
‫‪ - 45‬الزجاجي أبو القاسم اإليضاح في علل النحو ‪  ،‬تحقيق مازن‪  ‬المبارك‪ 1959  ‬م ‪  ،‬مكتبة دار العروبة ‪.‬‬
‫القاهرة مصر ‪ ،‬ص ‪. 25-24‬‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫وتعديدا‪  ‬ليس مصدرهما‪  ‬لهجات العرب التي سبق الكالم عليها ‪  ،‬وانما مصدره المجادالت الزائفة ‪ ،‬المماحات‬
‫‪46‬‬
‫اللفظيه ‪ ،‬فشلت بها الداء ‪ ،‬اللهم إال ( التعديالت التنظيرية ) السديدة ‪".............‬‬

‫لقد استند في أرائه السابقة إلى ما اتفق عليه النحاة في عدم جواز اجتماع عاملين على معمول واحد ‪  ،‬إال إذا كان‬
‫العمل لمجموعهما‪  ‬كما في (‪  ‬زيد وعمرو قائمان ) ‪ ،‬وأيد بعض النحاة في تسميه التنازع‪ 3‬في العلل باإلعمال‬
‫الذي يعني ‪  " :‬ما يشتمل على فعلين‪ -‬غالبا‪ -‬متصرفين مذكورين ‪  ،‬أو على اسمين يشبهانهما‪ 3‬في‪  ‬العمل ‪ ،‬أو‬
‫على فعل يشبهه في العمل ‪  ،‬وبعد فعلين وما يشبههما‪  ‬معمول مطلوب‪  ‬لكل من‪  ‬االثنين‪  ‬السابقين‪ 47".‬‬
‫وهذا يعني عند عباس‪  ‬حسن‪  "  ‬انه‪  ‬يجوز أن تزيد عوامل مع زياد المعلومات أو عدم زيادتها ‪ ،‬ويشترط‪ 3‬في‬
‫كل الحاالت‪  ‬أن يزيد عدد العوامل على المعموالت‪  ‬في الكالم لكي ينشأ التنازع "‪ 48‬ويرى ضرورة التنبه إلى‬
‫كل عامل في المعمول‪  ‬انطالقا‪ 3‬من جواز تعدد العوامل وبقاء المعمول‪  ‬واحدا‪  ‬غير متعدد ‪  ،‬إذا أقتضى هذا‬
‫المذهب ونقله عن النحاة‪  ‬ومذاهبهم‪ 49 3‬خلص إلى‪  ‬أن العوامل والمعموالتها‪  3‬موضوع‪ 3‬أثار جدال ونقاشا وخالفا‬
‫عند أكثر‪  ‬النحاة‪  ‬وعند تابعيهم‪  ، 3‬فقد ذكر أن العوامل تكون اثنين أو أكثر‪ ،‬وكذلك المعموالت ‪ ،‬ربما ال تتعدى ‪،‬‬
‫ليشترط فيها عند تعددها أن تكون‪  ‬اقل عددا عواملها‪  ‬المتنازعة ‪  ،‬وذكر‪ 3‬أيضا‪  ‬أنه يجوز اختيار عامل واحد‬
‫للعمل في المعمول المذكور في الكالم وال ترجيح من هذه الناحية لعامل على آخر ‪،‬وبين ان المعمول المرفوع‪3‬‬
‫الظاهر في الكالم يكون ألحدهم ‪  ،‬ولكل عام أخر مرفوع يكون ضميرا عائدا على االسم المرفوع‪3.‬‬
‫‪ ‬وأشار إلى جواز اختيار احد العوامل للعمل في المعمول غير المرفوع‪ 3‬فتبقى العوامل االخرى‪ 3‬من غير عمل ال‬
‫في‪  ‬ضمير المعمول ‪  ،‬وال في اسم ظاهر ينوب عنه ‪  " ،‬الن االستغناء عن هذا الضمير او ما يحل من‪  ‬اسم‬
‫ظاهر ‪  ،‬جائز في أساليب الفصحية الخالية من التنازل‪. 50" .‬‬
‫‪ ‬ويرى األمر يحتاج من اللغويين والنحويين الى قرارات‪ 3‬وإجراءات تكون على المستوى وعلى مستوى‪ 3‬العملي‪ ‬‬
‫التداول باللغة كما يحتاج إلى التركيز على الجانب التطبيقي ‪.‬‬
‫‪ ‬في التعديالت التي تعد أثرا من آثار العوامل التي ال بد منها وهذا هو تهن بحدى‪  ‬القناعة بما ينتج من نتائج‪ ‬‬
‫تجعل العلل‪  ‬متوافقة غير متنازعة حفاظا على اللسان العربي من الزيغ‪  ‬واللحن واالضطراب واالنحراف ‪ ،‬‬
‫وتطهيرا‪ 3‬للنحو من عيوبه ‪  ،‬وتصفيه له من النقائص والشوائب‪  ‬التي طغت عليه وأساءت إليه والى المشتغلين به‬
‫‪51‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬ولذلك راينا انه كان لعباس حسن اهتمام بالجانب اللغوي للنحو وما له من اثار على القوائد النحويه فيها من‬
‫خالف عند النحاة ‪  ،‬والعله ذلك يعود الى اعتمادهم على اللغه التي جمعوها وصنفوها‪ 3‬وبوابوها‪ 3‬ودونوها‪ 3‬النحو‬
‫واشتق قواعد النحو منها ‪  ،‬تلك اللغه التي لعبت روايه الشعر العربي‪ 3‬فيها ادوار اساسيه ال يمكن تجاهل‪  ‬اي منها‬
‫‪  ،‬تلك اللغه التي اختلفت في بعض مادتها اللغويه ايالف اللهجات العربيه عند القبائل العربيه ‪  ،‬اختالف الروات‬
‫من العرب ومن العجم ‪  ،‬ومن الرواة الصادقين وغير الصادقين ‪ ،‬عدا عن منشا النحو او اللغوي ‪  ،‬عربي هو ام‬
‫غير عربي وكل ذلك يصنع حيره تدعو الى الوقوف على ادق التفصيالت ومعالجتها‪  ‬للحفاظ على اللغه والبقاء‬
‫عليها سائغه سليمه فصيحه ‪.‬‬
‫‪ ‬ويشير الى ان االستعماالت اللغويه جعلت النحاس يلجا الى التعليل للتوضيح الحكم النحوي وتخريجه في‬
‫المسائل النحويه واللغويه ‪ ،‬فما من حكم وال من قاعدة إال ولها تعليل ‪ ،‬يعتمد على مقدره النحوي ‪  ،‬وتمكنه من‬
‫زمان اللغه والجدل ‪ 52.‬وبين عباس حسن ان هذه المشكله ليست وليده العصر‪ 3‬وال وليده النحاه المعاصرين وانما‬
‫هي قديمه قدم النحو ومنذ نشاته االول وايام تدوينه في اول مراحله وتجدر‪ 3‬االشاره الى ان مثل هذه القضايا‬
‫النحويه لم تكن مدار اهتمام و بحث اال على اياد النحات ولم تكن على ايادي العرب االصل ومن معهم من‬

‫‪ - 46‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو‪. 3‬‬


‫‪ - 47‬حسن عباس ‪ ،‬النحو الوافي‪ 3‬ج‪ ، 2‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.164‬‬
‫‪ - 48‬المرجع السابق نفسه ص‪.164‬‬
‫‪ - 49‬المرجع السابق نفسه ص‪.167‬‬
‫‪ - 50‬حسن عباس ‪ ،‬النحو الوافي‪ 3‬ج‪ ، 2‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.167‬‬
‫‪ - 51‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.178‬بتصرف‪3‬‬
‫‪ - 52‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.178‬بتصرف‪3‬‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫النطقين االوائل ‪  ‬الذين لم يرتبوا‪ 3‬هذه القضايا الجدلي ه ولم يفكروا من ق بل ان ينطق بالكلمه ولم يعدوا األقيسة‪ ‬‬
‫‪53‬‬
‫شاقه الزائفه ‪.‬‬

‫المطلب السادس ‪ :‬التقريب‪.‬‬


‫وهذا هو موضوع‪ 3‬اخر يتصل بالقياس أتم االتصال والكالم فيه قديم‪ 3‬يتجدد على وجه العصور وبنشر‪ 3‬العلم‪ ‬‬
‫واتساع الحضاره وافاتيها‪  3‬واراء في تعريفه‪  ‬كثيرة ‪  ،‬ولكنها تتالقى‪  3‬في اذان العرب هو ‪"   :‬اللفظ االعجمي‬
‫الذي ادخلته‪  ‬العرب في لغتها ‪  ،‬وصقلته على منهاجها و اوزانها او تركته بغير صقل‪  ‬وربما‪ 3‬تناولته االشتقاق "‬
‫وقد عرض القدماء والمحدثون في التعريب من الناحيه قياسه او الوقوف‪ 3‬ب ه عند حد المسموع واضافو الى ذلك‬
‫كعادتهم‪.‬‬
‫‪ ‬ام القياسيون فلهم حجتهم العتيده التي يلجئون اليها عند كل ب حث ويتسلحون بها في كل حوار واليها ينتسبون‪3‬‬
‫اعني بها ا لقيام وقال عباس ح سن اللفظ االعجمي الذي‪  ‬خالته العرب في لغتها على منهاجها واوزانها‪ 3‬او تركته‬
‫بغير فقر ه تناولته ملخص من هذه االراء الى ان المعرب ‪  :‬هو اللف ظ االعجمي الذي دخل اللغه العربيه عن‬
‫طريق االحتكاك باللغه االجنب يه وقد تطرق‪ 3‬عليه التغييرات في حذف او زياده وقد تبقى في لعبته االجنبيه على‬
‫حالها من غير تغيير وتعامل‪ 3‬معامله المفرده العربيه في اجراء العربيه عليها‪.‬‬
‫‪ ‬و المعرب و الدخيل من الفاظ قديم في لغتنا فهل تحويل طبيعي او‪  ‬تغير تدريجي الطرا على اللغه ويجري بها‬
‫في ناموس مطرد وقد خضعت اللغه العربيه لمجموعها ومن اول‪  ‬نشاتها كما تخضع له االن‪  ‬وبعد االن‪.‬‬
‫‪ ‬وليست اللغه العربيه بدعا‪  ‬بين اللغات واللغه الحيه تنمو تتفاعل مع اللغه االخرى‪ 3‬فقط افترض العرب قبل‬
‫االسالم من اللغات االراميه والحبشيه والعبريه والهنديه وغيرهما وهذا االفتراض‪  ‬من دل على شيء فانما يدل‬
‫على اللغه العربيه على استيعاب الجديد من االلفاظ وعدمه ليكون جزءا منها معبرا عن شؤون الحياه وهي في‬
‫نفس ال وقت افترضت كثيرا من اللغات في هذه اللغه واضح ال سيما في الفارسيه والتركيه واالردنيه والكرديه‬
‫واالرمانيه فضال عن اللغات االوروبيه مثل االنجليزيه واالسبانيه وااللبانيه والبرتغاليه وااللمانيه‬
‫‪ ‬والتعريب الذي نريد الحديث عنه هنا هو غير التعريب الذي سلف ذكره ونقصد به الكتابه والتاليف والتدريس‪3‬‬
‫باللغه العربيه ويشمل‪:‬‬
‫‪ -1‬االلفاظ االجنبيه صياغه ال تخرج عن ذو ق العربيه ويشمل عل ى االعالم والمصطلحات التي ي تقي علينا‬
‫وضع لفظ عربي لها‪.‬‬
‫‪ -2‬وضع كلمات عربي ه لاللفاظ االجنبيه‪  ‬او المصطلحات العلمية‬
‫‪ -3‬تدريس العلوم باللغه العربيه في جامعاتنا ووضع الكتب فيها او نقلها من اللغات االجنبيه‬
‫‪ -4‬وال بد ان نشير الى ان الراي القائل لبقاء العالي باللغه االجنبيه الال تنعزم عن‪  ‬الحركه العلميه العالي ه‬
‫‪54‬‬
‫المردو د لعده اسباب منها ‪.‬‬
‫‪ -5‬ها ان يدون فصل التعليم العالي عن التعليم االبتدائي والثانوي‬
‫‪ -6‬ان كانت اللغه العربيه لغه الدوله وفيها‪ 3‬اكتب يها ومجالتها‪ 3‬ومكتباتها‪ 3‬الرسم يه فال يجوز يشن التعليم العالي‬
‫عن كل هذا ‪.‬‬
‫‪7‬ان اوروبا لم تجعل اللغه العربيه لغه التعليم العالي في العصر الوسط يوم كانت تتقلص على يد العرب‪.‬‬
‫‪ -8‬ان التدريس العلوم باللغه‪  ‬غير العربيه‪  ‬هو نوع من استمرار‪ 3‬االستعمار الثقافي وال شك في ان التعليم باللغه‬
‫العربيه لحل الكثير من المشاكل‪  :‬فهو يحل اوال مشكله غموض المصطلحات العلميه فهو ثانيا يضيف‪ 3‬الهوة‪  ‬بين‬
‫الفصحى والعامية‪  ‬في تعليم المواد العلميه يزيد الى صعوبه تعلم هذه المواد الصعبه تعلم لغته ا وهذا السبب ادى‬
‫الى اخفاق الكثير من الطلبه في االمتحانات لعدم اتقانهم للغه المواد العلميه لكنهم ال يستطيعون التعب ير عما‬
‫‪55‬‬
‫يعرفون باللغه االجنبيه‪.‬‬

‫‪ - 53‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.162‬بتصرف‪3‬‬
‫‪ - 54‬أنظر المرجع نفسه ص ‪.109‬‬
‫‪ - 55‬أنظر المرجع نفسه ص ‪.110‬‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫‪-‬إذ األمة التي تهمل لغتها االم تحتقر نفسها و حاشا ان تقبل ذلك الننا نؤمن ان تعلم اللغه وبين تعلمها ليست مهنه‬
‫او قضيه تعليميه وانما هو قضيه وطنيه ورساله قوميه‪.‬‬
‫‪ -‬ونحن حين ندعو الى ذلك ال ننكر اهميه اللغه االجنبيه على وجوب تعليمها واتقانها ولكننا ممتر اهما ل تعليم ها‬
‫وعدم ادخالها مكرره درسيا في جميع االقسام‪.‬‬
‫‪ -‬ان التعليم بغير العربيه قف النفوس الطالب ان لغتهم القوميه قاصرة غير ذات نفع لهم وانما ال تصلح اداه للعلم‬
‫وال وسيله للبحث العلمي‬
‫‪ ‬والحقيقه ان اللغه العربيه ليست عاجزه في رصيدها‪ 3‬اللغوي وليس الضعيفه تهب عليها االحداث فتقضي على‬
‫كيانها وتحطم بنيانها‪ 3‬الن اللغه العربيه تصدت لكل االحداث وواجهت كل المعارك في طريقها الطويل وخرجت‬
‫الحمد هلل منتصرة‪.‬‬
‫‪  -‬مؤلفات االلفاظ المعربه والمولده والدخيله‪:‬‬
‫‪ -‬هناك مؤلفات جمعت االلفاظ المعربه والمولده والدخيله قام بتاليفها وجمع الفاظها اللغوي القدامى وكان الدفع‬
‫لجهدها اولى هو الحرف البالغ على تنقيه اللغه العربيه من الدخيل الذي وفد اليها وتسلل الى بنائها من ناحيه‬
‫والبحث الجهوي‪ 3‬للحصول على الكلمات العربيه االصل لتحل محل هذا الدخيل من ناحيه اخرى ‪.‬‬
‫‪ ‬ومن مؤلفات هؤالء اللغويين المطبوعه‪ :‬‬
‫‪ -1‬المعرب من الكالم اعجمي على دوون المعجم ‪ :‬للجواليقي‪  ‬المتوفي سنه‪540  ‬ه‪.‬‬
‫‪ -2‬رساله في تحقيق تعريف‪ 3‬الكلمه االعجميه ‪ :‬إلبن كمال باشا المتوفي‪ 3‬سنه‪ 940‬ه‪ ‬‬
‫‪ -3‬رساله في التعريب لمحمد بن بدر الدين ‪  ‬المنشى ‪  ‬المتوفي سنه ‪ 1001‬ه‪.‬‬
‫‪  -4‬شفاء في التعليم في كالم العرب من الدخيل‪  :‬لشهاب الدينالخغابي‪  ‬المتوفي‪ 3‬سنه ‪ 1069‬ه‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫‪ .  ‬المطلب السابع‪ :‬الشقاق والنحت‪.‬‬


‫‪ -‬هذا ان‪  ‬للقياس تابعين للقياس‪  ،‬فجمع اللغه عند اهلها احتاج الى البحث لهذ ا االشتقاق والنحت عنصران تفرع‬
‫من ابتكار بعض الكلمات المركبه والممزوجه ومنها ما هي ماخوذه من اصل تتفرعت عنه عن طريق وزن‬
‫‪ -‬فانما‪ 3‬شقاق في الحاجه اليه شديده في مختلف العصور‪ ،‬وبين سائر الطبقات وال شيما المشتغله بالفنون العلميه‬
‫والصناعه واالختراعات النه يعرفها‪ 3‬بواب من الكلمات‪  ‬مختصره‪  ،‬الرشيقه السهله التناول يضرب كل نوع منها‬
‫من الناحيه معنويه جليله‪  ،‬ومن المشتقات‪  ‬التي تناول ها المجمع اللغوي للدراس ه المتانيه‪  ‬هي اسم‪  ‬الفاعل اسم‬
‫‪56‬‬
‫المفعول ‪،‬الصفه المشبهه افعل التفضيل اسم الزمان اسم المكان اسم االلة‪. ‬‬
‫‪ -‬وقد‪ 3‬وفاه النحويين القدماء حطها من البحث……‪ ..‬ولكني ‪  .‬بالرغم من تلك الدراسة ارى المجال ال‪  ‬يزال‬
‫يتسع للزياده وبخاصة أفعال التفضيل ‪ ،‬وصفة المشابهة‪..…  ‬وقد تغيرت للكالم اليوم‪  ‬مسالتين همتين االولى‬
‫تتصل بصياغه اس م الزمان والمكان ‪  ،‬فقد ضل الدارسون عصورا طويال يقتصرون في صياغتها من الثالثي‬
‫على وزن مفعل بغير تاء قياسا‪ 3‬مطردا به كل الحاالت وال يلجئون الى المفعله بالرغم النصوص العلميه القد يمه‬
‫‪57‬‬
‫التي تبيح لهم ذلك احيانا‪.‬‬
‫‪ ‬ويبين بعد ذلك ما قام به المجمع سطل وجاء المجمع اللغوي اخيرا فعرض لتلك النصوص الكثيره وانتهى الى‬
‫قرارنصه ( تصاغ( مفعلة )قياسه من اسماء (االعيان) الثالثيه االصول للمكان الذي تكثر فيه هذه االعيان ‪،‬‬
‫سواء كانت من حيوان‪  ،‬ام من نبات‪  ،‬ام من جماد ) ‪ .‬وفاتح بذلك بابا من المتعلمين والمترجمين والمشتغلين‬
‫للعلوم الحضرية ‪.‬‬
‫ولكنه لم يفتحه‪  ‬على مصرعيه……‪ .‬وذلك انه اشترط ان يكون االشتقاق في الصيغة المكانية ‪  ‬ماخوذ من‬
‫االسماء (‪  ‬اسماء االعيان) ‪  ،‬وحدها دون (‪  ‬اسماء المعاني )‪  ‬مع ان الحاجه الماسهه احيانا الى الثاني‪ ،‬‬
‫‪58‬‬
‫ونصوص االئمه السابقين تساعد على االشتقاق منهما‪".‬‬
‫‪  ‬ثم يعرض عباس حسن مثاال لسيبوبته يؤيد‪ 3‬قوله االئم ه ويارا انه "‪  ‬من الخير ان ننتفع بهذا االطالق ‪،‬‬
‫ونبيج (‪  ‬مفعلة ) ‪  ‬بغير تقييدها باسماء االعيان ‪ ،‬ولسيما‪ 3‬اذا اشتدت إليها الحاجة‪ 59" .  ‬‬
‫‪60‬‬
‫‪ ‬ذكر عباس حسن ان "الثانيه ‪ :‬فعل ‪-‬مؤنث ‪ :‬افعل والحاجه اليها شديده في التفضيل ‪".‬‬
‫‪  ‬ويقول عباس حسن مبينا ايضا جهود مجمع اللغه العربيه بالقاهره‪  ‬في هذا الموضوع فقال ‪  " :‬ودار‬
‫حوار مجمعي حول‪  ‬اباحه هذا الوزن وصنعه ‪   ،‬المانعون‪  ‬يلحون بحاجتهم‪ 3‬المكرره المرددة‪  ،  ‬هي ان‬
‫كلمه ( الدقى )‪  ‬لم ترد عند العرب‪  ،‬وان ما ورد من صيغة ‪ ( :‬فعل)‪  ‬مؤنث (‪  ‬افعل)‪  ‬قليل ال يقاس‬
‫‪61‬‬
‫عليه" ‪.‬‬
‫‪ ‬قضيه النحت ‪ :‬‬
‫‪  -‬ولما ظهرت‪  ‬مشكله النحت في االلفاظ والمصطلحات في اللغه العربية قديمها‪ 3‬وحديثها‪  ‬فقد راى عباس حسن‬
‫ان يدفع الظلم الذي اوقعه البعض على اللغه في هذا المجال‪،‬وان يرد على‪  ‬المانعين في النحت‪  ‬بحجج اقوى‪3‬‬
‫تدحضها‪  ‬وتدفعها وتزيل اثارها ‪  ،‬عليهم وعلى حجتهم تذكر قوله الذي يعلن فيه عما في نفسه اذ‪  ‬يقول ‪  " :‬فانما‬
‫‪62‬‬
‫من جهتي القله المسموعه فينفيها ما وراءه ياقوت‪( 3‬ت ‪626‬ه ) في كتابه (‪  ‬معجم االدياء)‪".‬‬
‫‪ ‬وروايه ياقوت التي تنفي هذه القله المسموعه هي ‪  :‬انا عثمان بن عيسى النحوي‪ 3‬سال الظهير الفارسي‪  ‬عما وقع‬
‫في االلفاظ العرب على مثال شقحطب‪  ‬فقال هذا يسمى في كالم العرب المنحوت ومعناه ان الكلمه المنحوته من‬
‫كلمتين ينحت النجار خشبتين ‪  ،‬ويجعلهما واحده ‪ .‬فشقحطب ‪  :‬منحوت من شق حطب ‪ .‬فساله عيسى ان يثبت له‬
‫ما وقع في هذا المثال اليه ليعول في معرفته عليه‪  .‬فاصلها‪ 3‬عليه في نحو عشرين ورقه من حفظه وسماها‪ " : 3‬‬
‫‪63‬‬
‫كتاب‪  ‬تنبيه البارعين على المنحوت من كالم العرب "‪ ‬‬
‫‪ - 56‬ينظر المرجع نفسه ص ‪.240‬‬
‫‪ - 57‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.253-252‬‬
‫‪ - 58‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو‪ 3‬بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.253‬‬
‫‪ - 59‬المرجع السابق نفسه ص‪.254‬‬
‫‪ - 60‬المرجع السابق نفسه ص‪.255‬‬
‫‪ - 61‬المرجع السابق نفسه ص‪.255‬‬
‫‪ - 62‬المرجع السابق نفسه ص‪.260‬‬
‫‪- 63‬الحموي ‪ ،‬ياقوت ‪ ،‬معجم األدياء ‪1936‬م جزء ‪ 8‬طبعة مصر ص ‪102‬‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫‪ ‬الكالم المنحوت الذي إحتج به‪  ‬الظهير الفارسي‪  ‬وقال ان ولد في كالم العرب ويسمى عندهم‪  ‬المنحوت ‪  ،‬وما‬
‫هو بالقليل المسموع‪ ، 3‬واستدل‪ 3‬على ذلك بان اصل الفارسي علي عثمان بن عيسى الفاظا منحوته استقرت مساحه‬
‫ورقيه في نحو ‪ 20‬ورقه من حفظه ‪،‬كما قال‪.‬‬
‫‪ -‬واشار‪ 3‬عباس حسن كيفيه‪  ‬الى قياسيه المنحوت‪  ‬المسموع في العربي‪  ،‬ه واكد ذلك بقوله " بل إن مذهب بعض‬
‫‪64‬‬
‫اللغويين كاين فارس(ت‪395‬ه)‪  ‬في كتاب فقه اللغه انه قياسي‪". 3‬‬
‫‪-‬كما اكد عباس حسن ان العرب قد نحتت بعض المفردات والكلمات في لغتها من جذور اللغويه لتلك المفردات‬
‫والكلمات على النحو ذكره ابن فارس‪ 3‬في كتابه فقه اللغه لقوله ‪  " :‬وان اكثر الكلمات اجزاء على ثالثه احرف‬
‫منحوتة ‪  ،‬كقول‪  ‬العرب للرجل الشديد ‪ ( :‬ضبطر‪ ) 3‬من ( ضبط و ضبر ) و ( صلدم) من ( الصلب و‬
‫‪65‬‬
‫الصدم ) ‪".‬‬
‫ويرى عباس حسن راي واضحا في النحو فيقول وكل ما قالوه ان العرب قد تلجا الى االختصار‪ 3‬فتصنع كلمه‬
‫واحده من كلمتين او كلمات خذوا من هذه ومن تلك بعض حروفها وتدعوا بعض االخر تسوغ مما اخذت كلمه‬
‫اغني بها عن تيتك الكلمتين او الكلمات‪  ‬من ذلك قولهم‪ ( 3‬يسمل الرجل ) ‪.‬‬
‫اي قال (بسم هللا) وحولف‪  ‬او حوقلهاو‪ 3‬حوقل قال ‪ ( :‬ال حول وال قوه اال باهلل)‪ ‬‬
‫‪ -‬ويؤكد‪ 3‬رايه بقوله‪ "  :  ‬وقد تجدد البحث االن حول اباحة او صنعه‪ 66 ،‬فرا رجال الطب‪  ،‬الصيدله ‪ .‬والعلوم‪3‬‬
‫الكيميائيه……‪ ..‬وغيرها‪  ‬ان اباحته‪  ‬وسيله من خير الوسائل التي تساعدهم عند ترجمه المصطلحات االجنبيه‬
‫الى اللغه العربيه……‪ ..‬وحجه المانع محفوظه ومردده ‪  ،‬هي ان الوارث منه محدود‪  ‬ضئيل ال يسمح بالقياس‬
‫ويزيدون عن ذلك ان الملحوت ال يظهر‪ 3‬معناه اال لطائفه قليله او دون القليل ‪  ،‬و دخوله في اللغه يؤدي بعض‬
‫‪67‬‬
‫الزمن الطويل او القصير الى حشوها بكلمات غير واضحة المعنى…‪".‬‬
‫‪ -‬ويفضل عباس حسن‪  ‬إلى عدم اللجوء النحت اال عندما تشتد الحاجة‪  ‬اليه‪ ،‬إذ " الحكمه والحفاظ على الكيان‬
‫اللغوي االصيل بقضيان اال نلجا‪  ‬الى النحت ما وجدنا عنه مذوحة ‪ ،‬فان اشتدت الحاجه اليه استخدمناه‪-‬‬
‫مضطرين استخدام الدواء………‪ .‬النحت سائغ‪  ‬مباح ‪  ،‬حينما تدعو اليه الحاجه الحافزه التي تقدرها الجامعات‬
‫الرشيده المتخصصه‪ -‬ال الفراد‪ -‬وان الوقوف في طريقه تشديد ال يجد له سنن من العقل او الثقل او الواقع" ‪.68‬‬
‫‪-‬ويضيف قائال وقد اتخذ المجمع اللغوي القاهري ‪  ‬في النحت‪  ‬قرارا‪ 3‬سديدا‪  ‬ايجي بعض القيود التي تقر به من‬
‫الطرائق التي سلكها العرب قديما‪  ،‬دون ان نقلل االنتفاع به‪  ،‬ونصه ‪  " :‬النحت ظاهره لغويه إحتاجت اليها‬
‫اللغه‪  ‬قديما‪ 3‬وحديثا ‪  ،‬ولم يلتزم فيه االحد من الكلمات وال موافقه الحركات و السكنات …‪.69 "..‬‬

‫‪ - 64‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو‪ 3‬بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪. 260‬‬
‫‪ - 65‬ابن فارس ‪ ،‬فقه اللغة ‪ ،‬مرجع سابق‪ 7‬ص ‪.210‬‬
‫‪ - 66‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو‪ 3‬بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.258-257‬‬
‫‪ - 67‬المرجع السابق نفسه ص‪.259‬‬
‫‪ - 68‬المرجع السابق نفسه ص‪.262‬‬
‫‪ - 69‬المرجع السابق نفسه ص‪.264-263‬‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫المطلب الثامن ‪ :‬الدعوة إلى العامية وترك‪ 7‬اإلعراب و قضيه استعمال الحروف‪ 7‬الالتينية مكان الحروف العربية‪.‬‬

‫‪ -‬كما بحث عباس حسن في موضوع‪ 3‬ازدواجيه اللغة‪  ‬وعد‪  ‬ذلك المشكله من اللغه العربيه الفصحى واللغه‬
‫العربيه‪ ،‬وما لذلك من اثار على اعرابهما‪  ،‬ومهارتهما‪  3:‬قراءه وتحدثا واستماعا وكتابه واصفا هذه المشكله‬
‫وداعيا الى عدم اغفالها واهمالها وضروره االخذ بالراي الصائب فيها واتباع ما يجب اتباعه في الحفاظ على‬
‫اللغه العربيه الفصيحه السليمه الميسره للتعلم والمعلم‪ 3‬والمبدع والنافذ ‪  ،‬وكان اهتمامه دافعا لقوله كلمه االنصاف‬
‫والحق‪  ‬في حل هذه المشكله ومعالجتها‪  ،‬اذ قال ‪ " :‬عادت المشكله‪  ( :‬الفصحى واالعراب) ‪ -‬كما يسمونها‪ - 3‬الى‬
‫الظهور……… وهم يريدون (‪  ‬بالفصحى ) ‪  :‬اللغه السليمه من الخطا في كلماتها وضبط حروفها‪ ، 3‬اي‬
‫صحيحه بنيه وشكال ‪  ،‬وال يريدون بها اللغه التي تحتل المكان االعلى من سلم الفصاحه‪  ،‬ودرجات‪ 3‬البالغه ‪،‬‬
‫‪70‬‬
‫وانما يريدون التي تقتصر على حد ادنى من السالمه والصحه‪ ".‬‬
‫‪ -‬وقد عد عباس حسن التمسك بالعاميه خطرا وضررا على اللغه العربيه وعلى االمه العربيه وثقافتها وحضارتها‪3‬‬
‫وقومياتها ومقومات وجودها‪  3،‬ودل على ذلك بقوله‪  " :‬ولست اعرف دعوه أثيمة‪  ‬ابعد من الحق ‪  ،‬واجلب‬
‫للخطر والضرر‪ 3‬عند البالد العربية ‪  ،‬من الدعوه الى االلحاد اللغوي ‪  ،‬والمروق‪ 3‬من حدود ( الفصحى ) ‪ ‬‬
‫‪71‬‬
‫والعبت‪  ‬بمقدساتها‪". 3‬‬
‫‪ -‬ومزيد‪ 3‬من بيان ‪  ‬رايه في االمر ‪  ،‬يتابع الحديث اسباب هذه الدعوه ودوافع الداعين لها من الذين لم بتورعوا‪3‬‬
‫عن الترويج للعامية واالبتعاد‪ 3‬عن استعمال العربيه الفصحى‪  ‬في التاليف والكتابه والحديث‪  ،‬وكان ذلك منهم‬
‫جهرا وعلى اعين المال وعلى اسمائهم دون خوف او شعور‪ 3‬بقوميتهم ‪،‬‬
‫ان دعوتهم الهدامه كانت على هيئه صيحات ال داعي وال مبرر‪ 3‬لها وفي هذا الصدد يقول عباس حسن ‪ " :‬‬
‫وكانت صيحات االمس كصيحات اليوم‪ ،‬مزيجا‪ 3‬من االصوات الجاهله مدفوعه بعز الوسائل وقصور‪ 3‬الثقافه‪ ،‬‬
‫‪72‬‬
‫واخرى‪  ‬نفثتها هواء العنصريه مزديه ‪  ،‬وحركاتها احقاد تاريخيه دفينة……"‬
‫‪ -‬ويذكر‪ 3‬عباس حسن العرب في عامه ودعاه استخدام اللهجات‪  ‬العاميه‪  ‬بخاصه بمضار اللهجات العاميه‪  ‬ا ‪ ،‬‬
‫ولعلنا نلمس تفشي هذه اللهجات العاميه‪  ‬كفاح واستفحالها وانتشارها عند العرب في مختلف االقطار‪ 3‬العربيه ‪ ،‬بل‬
‫له في القطر الواحد منها ‪  ،‬كما نلمس يترتب على استعمالها‪ 3‬من مضار‪ 3‬وامراض ثقافيه وحضاريه ‪  ،‬في هذا‬
‫العصر ‪  ،‬اذ‪  ‬نرى ان‪  ‬المواقف واالراء واالحكام‪ 3‬التي صدرت عن عباس حسن وعن امثاله من الغيورين على‬
‫اللغه العربيه والعروبه والعرب وعلى االسالم والمسلمين ‪  ،‬لم تجد اداه صاغيه وال العقول المفكره برويه وتعمق‪3‬‬
‫‪ ،‬وال القلوب التي يهمها البقاء على الطاهر والباطن الثقافه والحضاره العربيه في اطار الثقافات االنسانيه‪ ‬‬
‫المتعدد ه في هذا العالم من قبيل صراع االجيال صراع الحضارات‪ ،‬ولذلك فان له رايا مضمونة الدعوه الى‬
‫التمسك باللغه العربيه الفصيحه السليمه وترك‪ 3‬اللهجات العاميه جانبا ‪،‬إذ يقول‪  " :  ‬ال جدال ان الداعين الى‬
‫العاميه ناسون او متناسون‪  ‬ان دفاع بها ال يتم االنتفاع بها اليتم إال بضوابط كضوابط‪ 3‬الفصحى……‪ ..‬وانها ال‬
‫تثبت على الزمان‪  ،‬وال تعمر طويال ‪  ،‬فتتغير بتغير االجيال فهي كتبت مفتوح النوافذ واالبواب ال عائقه يمنع‬
‫دخوله او يصد قاصده ‪  ،‬ه فال يلبث ان يمتال بالدخالء واألخالط‪ 3‬ال تجمعهم جامعه وال تؤلف بينهم رابطه‪ ‬‬
‫………‪.‬وال تلبث بعد زمن يطول او يقصر‪  ،‬انت تحول الى عميه جديده ‪ ،‬تتطلب فهما جديدا وفي‪ 3‬هذا ما فيه‬
‫من عناء موصول‪ 3‬متجدد‪  ،‬وجفه تاريخيه بين حاضر االبناء اسالفهم‪  ،‬وقطع الصاله الروحيه والماديه بين اهل‬
‫‪73‬‬
‫االقاليم المختلفه في االمه الواحده"‬
‫ويتساءل عباس حسن تساؤالت ذات اهميه والبد من االجابه عليها فمن هذه التساؤالت المصلحه التي تحتاج اليها‬
‫االجابات ما جاء في قوله‪ ،‬‬
‫" والشيء االخير‪  :‬لماذا يشير دعاه العاميه على االجانب المقيمين في بالدنا………؟ انعلمهم‪  ‬لغتنا وديننا‬
‫‪74‬‬
‫بالعاميه ……‪..‬؟‪  ‬ام ماذا ؟‪  ‬باي العاميات‪  ‬؟‪ ‬‬

‫‪ - 70‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو‪ 3‬بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.264-263‬‬
‫‪ - 71‬المرجع السابق نفسه ص‪.264‬‬
‫‪ - 72‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو‪ 3‬بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.265‬‬
‫‪ - 73‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو‪ 3‬بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.271‬‬
‫‪ - 74‬المرجع السابق نفسه ص‪.272‬‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫‪ -‬لقد دعى عباس حسن الى‪  ‬رفض العاميه ومقامه استعمالها وانتشارها في جميع المجاالت‪،‬ومضمون دعوته‬
‫وارد في قوله ‪  " :‬ولهذه المناسبه نهيب باالمم العربية ‪  -‬شعوبا وحكمات‪ -‬ان يقاوموا‪ 3‬بالء العاميه ‪ ،‬ويمنع‬
‫‪75‬‬
‫تسربها‪  ‬الى الصحف والمجالت والمسارح …‪ ...‬وسائر وسائل‪  3‬االعالم والذيوع‪". 3‬‬
‫ويا ليت ان هذه الدعوة ‪  ‬الجريئة قد حظيت بالعناية واالهتمام‪ 3‬والتطبيق والتنفيذ‪  ،‬وما‪  ‬احوجنا الى ذلك في هذه‬
‫االيام ‪ .‬‬
‫‪ ‬ثم يعرض عباس حسن لرأيين اقترحوهما بعض العلماء لحل المشكلة‪  ‬الفصحى واالعراب ‪  " ،‬واحد الرايين‬
‫هو اسماع العاميه في كل ما يتصل بالتخاطب والتفاهم الشفهي والكتابي‪ ،‬وسائل نواحي الحياه العلميه واالدبيه ‪ ،‬‬
‫والفنية وثانيهما‪،‬اإلستغناء عن االعراب الذي هو اكبر خصيصة من خصائص الفصحى واالستعاضة عنه‬
‫بتسكين اوائل الكلمات ‪ 76".‬‬
‫‪ -‬فيرد‪ 3‬وعباس حسن عليهم منفذا‪  ‬مزاعمهم ‪  ،‬ومرددا‪ 3‬ما اوردهم‪ 3‬علماء االجتماع االوروبيين والمستشرقون‪، 3‬‬
‫اين تساءلوا في االمر‪  ‬وحين ادرك قيمه كل لغه من اللغتين العاميه والفصحى ‪  ،‬فكان مضمون تساؤالتهم‬
‫واقوالهم‪ 3‬ظاهره في قولهم‪  " : 3‬امين الخير ان ترتفع اللغه العاميه الى مستوى الفصحى ‪  ،‬ام خير ان تنزل الى بر‬
‫العاميه ؟‪  ‬جاءت اإلجابة صريحة قاطعة في ان الخير كله في رفع العاميه ‪ ،‬ال العكس وحججهم‪ 3‬في هذا‪  ‬ناصعه‬
‫يعنينا منها قولهم‪  : 3‬إن العامية ال ضوابط لها تحدها ‪ ،‬وال قواعده تجمع شتاتها ‪ ،‬وال مشتاقات دقيقه منظمه‬
‫تزيدها ثروة وغنى ‪  ،‬فال سبيل التاليف والتدوين والتعليم بها اختلف اختالفا واسعا بين امه واخرى‪ 3‬تخالفها في‬
‫عناصرها ‪  ،‬ولكنها تسايرها‪ 3‬في لغتها ‪  -‬بل انها لتختلف في االمه الواحدة …………‪  .‬وجاء في االجابة لذلك‬
‫أن العاميه لدى امم االرض قاطية ال تصلح طيعة‪  ‬لالدب الرفيع‪ 3‬الذي يتفاوت في درجاته بتفاوت المواهب و‬
‫‪77‬‬
‫المناسبات ‪"..‬‬
‫‪-‬وقد‪ 3‬أيد عباس حسن أولئك العلماء و المستشرقون فيما ذهبوا إليه ‪ ،‬ورأى رأيهم ‪ ،‬فقال مثبتا ذلك في تساؤالت‬
‫إجاباتهم معروفة ‪ ،‬وهذه التساؤالت هي‪ " :  ‬فأي كسب في العاميه اذا قومت هذا كله ‪  ،‬انتهت بنا‪  ‬الى قطع‬
‫‪78‬‬
‫الصالت‪  ‬والروابط‪  ‬بين بلداننا وشقياتها‪  ، 3‬بل بين اجزاء الوطن الواحد وبين حاضرنا وماضينا؟"‪3‬‬
‫‪ -‬قضيه استعمال الحروف الالتينيه مكان الحروف العربيه ‪ :‬‬
‫‪ -‬تنادى‪  ‬بعض انصار‪ 3‬التجديد باقتراح‪  ‬يتضمن استعمال الحروف‪  3‬الالتينيه في‪  ‬كتابه العربيه بدال من الحروف‬
‫العربيه التي تكتب عربيتنا بها ‪   ،‬فقال عباس حسن بفساد رايهم واقتراحهم‪ 3‬المتمثل في "‪  ‬استبدال الحروف‪3‬‬
‫الالتينيه بالحروف‪ 3‬العربيه ‪  ،‬واالستغناء عن هذه بتلك ‪،‬تيسيرا‪ 3‬للراغبين والتخلص من اثقال القواعد النحويه‬
‫واالمالئيه وسواهما …‪".‬‬
‫‪- ‬اما رده على هذا االقتراح‪  3‬فانه في مضمون قوله الذي جاء فيه ‪ " :‬يتضح ان كتابة الالتينيه كتابه العربيه‬
‫كالهما يتالف من حروف‪ 3‬اصليه ‪  ،‬ومن عالمات ضابطه لتلك الحروف‪ 3‬االصليه‪  ،‬مميزه لها ‪  .‬بيد ان هذه‬
‫العالمات في العربيه رموز‪ 3‬تستقل بنفسها‪  .‬وتنفصل عن حروف‪  ، 3‬وتستقر فوقها‪ 3‬او تحتها ‪  ،‬وقد‪  ‬يمكن‬
‫االستغناء عنها احيانا‪  ،‬ولكنها في الالتينيه ال تستقل وال تنفصل وال تحذف ‪  ،‬وانما ترتسم بصور‪ 3‬حروف‬
‫مشبوكه متماسكه ‪  ،‬هذه هي ناحيه الفرق ‪   ،‬وبفضلها‪  3‬يقرا القارئ فال يخطئ ‪   ،‬وال يحتاج الى التفكير قبل‬
‫البدء ‪ .‬وتلك مزية ال مرء‪  ‬فيها‪  ،‬ولكنها مزيه لم تفقدها العربيه ولم يغفل عنها السابقون من علمائنا العباقرة ‪،‬‬
‫‪79‬‬
‫تحيه ليست اال صورة ( التشكيل ) و‪  ‬وضبط الحروف‪ 3‬المعروف‪ 3‬عندنا منذ عشرات القرون "‬
‫‪ -‬ويضيف‪ 3‬قائال ‪ " :‬لزما علي‪  ‬في هذا الموقف‪ 3‬الفتي الخالص ان اشير الى امرين هامين بعيدين االثر ‪   ،‬لم ينتبه‬
‫لهما دعاه التجديد‪ .‬اما‪  ‬اولهما فهو ‪  :‬ان ترك الشكل في كتاب العربيه ليس اصال من اصولها ‪   ،‬وال ضروره‬
‫محتومه فيها ‪ ،‬بل ربما كان عكس‪  ‬هو الحق كما ينطق‪ 3‬بذلك في تاريخ الخط ‪  ،‬الكاتب بالخط العربي حر في ان‪ ‬‬
‫يضبط بالشكل الحروف كلها او بعضها ‪  ،‬ان يترك الحروف بال ضبط حين يأمن اللبس وال يخشى الزلل‪.....‬‬
‫وهذه مزية ليست للضبط الالتيني الذي ال إنفكاك عنه في أية حالة ‪ ،‬وال خالص من التزامه في كل‬
‫المناسبات ‪.......‬‬
‫‪ - 75‬المرجع السابق نفسه ص‪.273‬‬
‫‪ - 76‬المرجع السابق نفسه ص‪.267‬‬
‫‪ - 77‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو‪ 3‬بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.269‬‬
‫‪ - 78‬المرجع السابق نفسه ص‪.269‬‬
‫‪ - 79‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو‪ 3‬بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.284‬‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫‪ -‬اما ثنيهما ‪:‬فهو‪  ‬ان استبدال الحروف‪ 3‬الالتينيه بالحروف‪  3‬العربيه ليست إال اقتراحا خداع المظهر ‪،‬‬
‫وهمي االثر فان الهاتفين به يلوحون بفائسة‪  ‬ه التي اشار اليها أنفا ‪  ،‬وهي القراءة بغير خطأ وبغير‪ 3‬حاجه‬
‫الى تفكير سابق ‪  ،‬ومع ان هذه الفائده متحققه في كتابتنا العربيه المشكولة ……‪..‬‬
‫‪ ‬ونزيد هنا ‪  ‬ان اولئك الهاتفين لم يفطنوا‪ 3‬الى طبيعه اللغه العربيه …‪ ...‬فلغتنا‪ 3‬لغه اعراب فاواخر‪3‬‬
‫الكلمات ليست كغيرها‪ 3‬ساكنه بل ال بد من تغيير تلك االواخر بحسب وضعها‪ 3‬االساليب المختلفه ‪  ،‬وهذا‬
‫‪80‬‬
‫التغيير رهن بمعارف نحويه ولغويه متعدده‪".‬‬

‫‪ - 80‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو‪ 3‬بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.284‬‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫المطلب الثامن ‪  :‬الشعر الحر أو المرسل أو المنثور‪ ‬‬


‫نظر عباس حسن نظره في بعض مؤلفات المحدثين ممن يدعون اإلبداع والتحديث‪  ‬والتأليف في الفنون‬
‫األدبية المتنوعة وفي فنونها وآدابها وعلومها‪ ،  ‬مما اوجد‪  ‬حيرة عند عباس حسن‪  ‬في تعريف األجناس‬
‫األدبية وتحديد‪ 3‬مناهجها وأساليبها ومضامينها‪  ،‬الشعر الحر و التأليف في النحو العربي ‪  ،‬ولعل حيرته‬
‫كانت اقوى عندما وقف على الكثير من النصوص هذا النوع من الشعر ‪  ،‬والذي اطلق عليه بعض النقاد‬
‫تسميات منها ‪  :‬المنثور‪ 3‬أو المرسل أو الحر ‪،‬وتجلت حيرته‪  ‬في خروج الشعراء عن اصول القول ونظم‪3‬‬
‫العرب والعربيه وابداعه‪  ‬فن بالخصائص الفنيه واالدبيه ‪ ،‬ومتسما‪ 3‬بالسمات اللغويه وااليقاعيه والدالليه‬
‫التي تفرضه على اي نوع من انواع الشعر في اللغات االخر‪  ،‬ى وال نجد بدا من أن نؤيده في قوله ‪ " :‬‬
‫فما عسى ان يكون المراد من ذلك (‪  ‬الشعر المنثور) او‪(  ‬المرسل) او (الحر)…‪" ...‬؟‪  ‬ايراد انه منظوم‬
‫وهو في نفس الوقت منثور…‪  3..‬فكيف يكون‪  ‬الكالم منظوما ومنثورا معا ؟ كيف يمكن التفريق بين‬
‫‪81‬‬
‫وبين النصر من خالل من تلك الضوابط‪ 3‬والقيود التي تميز الشعر من النثر ؟‬
‫فهو ياخذ القالب او الشكل اللغوي‪  ‬الذي وسم بسمة الشعر كفن من الفنون االدبيه مقياسا من مقاييس اللغه‬
‫التي تصلح الن تكون شعرا او نثرا‪.‬‬
‫‪ ‬ويرى ان اي خروج على معايير الشعر وخصائصه اللغويه ‪  ،‬او اي خروج على معايير‪ 3‬النثر االدبي‬
‫وخصائ صه اللغويه ‪  ،‬اساء الى اللغه العربيه التي لحقت بها اساءات كثيره بسبب يعود‪  ‬الى من‬
‫يستعملها والى اعدائها الذين‪  ‬وقفوا‪ 3‬وما زالوا‪  ‬يقفون لها بالمرصاد وقفات عداء لم ولن تتوقف‪. 3‬‬
‫ويقول عباس حسن في مزية هذا النوع من الشعر المنثور اوالمرسل او الحر ‪  " ،‬وانهم‪  ‬بهذا لم يطلقوا اطالقا‬
‫ادخله في مجال الشعر االصيل ‪ ،‬و‪  ‬ولم يسموه نثرا خالصا‪  ‬فيندمج في طوايا النثر المعروف ‪  ،‬وانهم ابعادوه‬
‫عن دائرة هذين بقيد‪  ‬قيدوه به هو ‪ ( :‬المنثور) أو( المرسل) أو (الحر) فلم يعتدوا‪ 7‬على اصطالح قائم ……‬
‫فإنه بانضمامه إلى التسمية الخاطئة لتسميه هذا الكالم الجديد شعرا ‪ -‬قد اسدل‪  ‬عليها ستارا كثيفا من الغموض‬
‫‪82‬‬
‫وااللهام والتناقض "‪.‬‬
‫‪-‬التي تبين له كانت على اكثر من صعيد ‪  ،‬واول تلك الصعود‪ 7‬كان صعيدا‪ 7‬متعلق ينظم هذا الشعر فقال عباس‬
‫حسن‪  " :‬ولو كان عيب الدعاه الى الشعر الجديد مكسورا على عزهم االكمل عن النظم الشعر المنثور‪  ، 7‬او‬
‫عن الهامهم بخصائصه لهان الكرب‪  ‬نوعا ما‪  .‬ولكن تكشف لي‪  ‬من امر هؤالء الدعاه االدعياء ما ها التي‬
‫وأزعجني ………‪ .‬و أفزعني ان رأيت كثيرا من زعمائهم‪  ‬ال يستطيع‪ 7‬في حفل أدبي عما يريده بلغة صحيحة‬
‫‪83‬‬
‫"‪.‬‬
‫‪-‬وهذا يعني ان اللغه التي استخدمها‪ 7‬الشعراء الذين نظموا الشعر الحر او المرسل لم تكن اللغه العربيه‬
‫الصحيحه المؤديه الى المعاني والدالالت بالطريقه واالسلوب‪ 7‬يتناسب مع طبيعتها‪ 7‬ومستوياتها التي كونت لها‬
‫خصائصها‪ 7‬على اعتبار انها اللغه الناميه المتطوره الحية‪  ،‬فهذا الخلل يوسي الى اللغه العربيه و قراءها‪  ‬و‬
‫المتكلم بها و المتعلم لها و لمعلمها الذي يجد بعض التعقيبات في سبيل تعليمها بقدر ما يجب المتعلم معيقات‬
‫تعليميه اخرى‪  .‬لو انهم استوعبوا لغتهم و فهموها‪ 7‬و تعلموها جيدا ‪ ،‬لو انهم عرفوا خصائصها‪ 7‬و عرفوا علوها‬
‫و هضوموها‪  ‬ها و عرفوا فنونها االدبي و‪  ‬ه و خصائص كل فن‪  ‬لما وقعو ا في الضعف و الخوار اللغوي و‬
‫االدبي و الفني واالبداعي ‪.‬‬
‫ولما جاء شعرهم او نصرهم‪ 7‬على هذه المستويات التي تنبئ عن الضعف‪ 7‬وقله الحيلة ‪  ،‬وخير‪  ‬للمرء ان يكون‬
‫ملما‪  ‬فاهما اللغته ومستعمال لها احسن استعماال في القول والكالم لالبداع ‪  ،‬على ان ال يخرج على اصول‬
‫استعمال‪  ‬السليم الفصيح الصحيح لهذه اللغه ‪  ،‬فيقول الشعر وال ينظمه‪  .‬ويسبك‪ 7‬النثر وال يرصفه‪  " ،‬ولعل هذ‬

‫‪ - 81‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو‪ 3‬بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.284‬‬
‫‪ - 82‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو‪ 3‬بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.296‬‬
‫‪ - 83‬المرجع السابق نفسه ص‪.298‬‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫ا هو االحكم واالجدر اليوم بالتفضيل ‪  ،‬لخلوه من التشدد المعوق‪ 7‬كذلك من التهاون ال ذي الى البلبله‬
‫‪84‬‬
‫واالضطراب‪ 7‬في التفاهم وبعد عن اللغه‪  ‬اهم خصائصها‪"..…  ‬‬
‫‪ -‬ولقد تبين مما سبق مشكال لغوية‪  ‬اخرى عن استعماالت االدبيه العربيه في الشعر‪  ‬والنثر‪  ،  ‬وهي تتعلق‬
‫ببعض المسائل النحويه التي ال يتقن المتحدثين والمتكلمون من العرب التعامل معها ‪  ،‬فال يعرفون‪ 7‬العامل في‬
‫الرفع‪  ‬الفاعل مثال والعامل في نصب المفعول ‪  ،‬فينصبون الفاعل ويرفعون المفعول ‪  ،‬وليت اتهم‪  ‬تعلموا‬
‫نحو‪  ‬عربيتهم تعلما يسعفهما في البقاء‪  ‬في دائره القول السليم الفصيح‪  ‬الخالي من اللحن أو الخطأ ‪ ،‬وليتهم‪7‬‬
‫تساءلوا كما تساءل النحاه من قبل عن حال العامل والمعمول به ‪  ،‬لكان خيرا لهم مما اوقعو‪ 7‬انفسهم فيه ‪.‬‬
‫وفي هذا الموضوع الطويل الشائع وما يدور‪ 7‬فولكي‪ 7‬من موضوعات اخرى تتطلق من اللغه ‪ ،‬وتمسكها ‪ ،‬وتعود‬
‫إليها ‪ ،‬جدال كثير‪  ‬اشار عباس حسن الى بعضه بقوله ‪  " :‬إن النحاة ال يرضون هذا‪ ،‬وال يتقفون عنده ‪،‬‬
‫سائلون‪ :‬لما رفع الفاعل ؟‪  ‬ولما نصب المفعول ………‪.‬؟‪  ‬ويجيبون عن كل سؤال واعتراض باجابه‪  ،‬وقد‬
‫ينشا عن االجابه اعتراض جديد ‪  ،‬واجابه اخرى ……‪  ..‬وتختلف الفروض واالشكاالت‪ ..…… 7‬وتحتدم‪7‬‬
‫‪85‬‬
‫الحرب الجدليه "‬
‫ويستنكر‪ 7‬عباس حسن ما ألت اليه االمور‪  ‬التي أضرت اللغه العربيه االصليه ومستها‪ 7‬في صلبها وجوهر‬
‫علومها ‪  ،‬والسبب في ذلك يعود الى تدني المستويات‪  ‬اللغوية والتفكير اللغوي لدى كثير من المتحدثين‪  ‬الذين‬
‫يدعون في اللغة وآدابها وعلومها ‪  ،‬الى تدني التفكير النحوي‪ 7‬وتطبيقاته في أعمالهم األدبية ‪ ،‬فقد عبر‪  ‬عباس‬
‫حسن‪  ‬عن هذا االستنكار‪ 7‬بقوله ‪  " :‬ولو أن األمر انتصر على الجدلية ……‪ .‬لقلنا ‪  ( :‬خطب يسير) ‪ .‬و لكنه‬
‫تعداها الى صميم اللغة ‪  ،‬وأصولها وأساليبها‪ ،  7‬فقد اتخذوا من تلك العلل‪  ‬المعتله قيود الحديدية ‪  ،‬اخضعوا‪ 7‬لها‬
‫الكالم العربي االصيل ‪  ،‬كما اخضعوا لها‪  ‬كالم المتحدثين ‪  :‬فاذا راو ا اول يها قالوا عنه ‪   :‬شاذ ‪  ،‬او قليل ‪،‬‬
‫او مؤول ‪..‬وإذا رأوا كالم المتحدثين ال‪  ‬يوافقها حكموا عليه بالخطأ والفساد وان كان هو موافقا للكالم العربي‬
‫‪86‬‬
‫االصيل‪".‬‬
‫كما يبين نتيجه من نتائج تلك المشكالت المستخدمة‪  ‬التي مازلنا نلمسها ونلمس استمراريتها‪ ، 7‬متسائلين‪  :‬الى‬
‫متى سيبقى حال العرب وحال اللغه العربيه بازدراء‪  ‬سواء على سوء بسبب المشكالت‪  ‬التي يصنعها‪  ‬بعض‬
‫ابناء العربيه والكثير‪ 7‬من اعدائها واعداء العرب ؟ وتجدر االشارة في هذا السياق‪  ‬الى االراء النحاة واحكامهم‪7‬‬
‫والى "‪  ‬التعرض الكالم القديمه والحديثه لقسوة حكمهم ‪ ،‬والتي الشعراء والكتاب و غيرهم‪  ‬عنتا في‬
‫عارضئهم‪  ،  ‬وكان من ثماره المرة‪  ‬التحكم القاسي في صحه االلفاظ واالساليب ‪  ،‬وعدم صحتها ‪  ،‬أو‪ ‬‬
‫تضييق مجال التعبير‪ 87". 7‬ان ادى الى ظهور‪ 7‬نتاج ادبي ردي كثيرا ‪  ،‬كما تجدر االشاره الى ان اوالئك‪ "  ‬لم‬
‫يقصروا سلطاتهم‪ 7‬عن كالم العرب و‪  ‬والمستعربين بل جاوزوه إلى القرآن الكريم نفسه ‪ ،‬فطيقوا حكمهم عليه‬
‫‪88‬‬
‫وتناولوه كما تناولوا غيره ………"‬
‫‪ -‬االضطراب‪ 7‬التالعب واالختالف‪ 7‬وسوء الفهم والعلم بخصائص اللغة العربية‪  ،‬والتفكير باألسلوب البعيد من‬
‫أسلوب العربي النابع من إقحام‪ 7‬قضايا النحو ومسائله في استعمال اللغة العربية الفصحى واستعمال القواعدها‬
‫وتوظيف‪ 7‬مستوياتها‪ 7،‬وإدعاء الماسة في البحث والتأليف واألعمال اإلبداعية‪  ،‬تجتمع كلها لتجلي عوامل تتجاوز‪7‬‬
‫ما هي موضوعة له ‪ ،‬واألمثلة في الدراسات واألبحاث ‪ ،‬وفي المؤلفات ‪ ،‬وفي النتاجات االبداعية ‪ ،‬كثير على‬
‫ذلك و "‪  ‬لعل فيها أوردناه من األمثلة ما ينهض دليال على أن (‪  ‬العامل ) قد تجاوز اختصاصه‪  ‬اخرجه النحاة‬

‫‪ - 84‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو‪ 3‬بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.49-48‬‬
‫‪ - 85‬المرجع السابق نفسه ص‪.144‬‬
‫‪ - 86‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.145‬‬
‫‪ - 87‬المرجع السابق نفسه ص‪.145‬‬
‫‪ - 88‬المرجع السابق نفسه ص‪.146‬‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‬ ‫‪:‬المدخل‪:‬‬

‫من‪  ‬دائرته المحمودة‪  ‬الى التحكم‪  ‬في االلفاظ والتراكيب‪ :‬ذلك التحكم الذي هو داعيه الدهش بل السخط ‪ ،‬‬
‫‪89‬‬
‫وسبب من اسباب اساءه الى اللغه وتعسيرها على المتعلمين ‪  ،‬والراغبين فيها ‪  ،‬والناطقين بها ‪" .‬‬

‫‪ - 89‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو‪ 3‬بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.145‬‬

You might also like