Professional Documents
Culture Documents
New
New
-وليده األستاذ عباس حسن عام 1900في مدينة منوف@ وكان والده منشغال بالتجارة في القاهرة
فانتقل األستاذ عباس حسن وهو طفل إلى قرية سروهيت فكفله خاله وبعث به إلى كتاب القرية حيث تعلم مبادئ
القراءة والكتابة وحفظ القران الكريم ،ثم التحق باألزهر فدرس فيه مقررات من علوم الدين واللغة ثم التحق بدار
العلوم وبدأ األستاذ عباس الحسن حياته في التعليم مدرس في مدرسه الناصرية االبتدائية ثم في بعض المدارس
الثانوية ،ثم انتقل إلى دار العلوم للتدريس بها وظل يلتقي بها حتى وصل إلى درجه أستاذ ،ثم انتقل إلى وزاره
التربية والتعليم فاشتغل بها أعلى المناصب بين رجال اللغة إلى التقاعد وقد اختير بعد ذلك لعضوية مجمع اللغة
العربية في عام 1967م .
له مؤلفات كتاب (النحو الوافي) ألفه عام 1960م ,وكتاب) رأي في بعض أصول اللغوية والنحوية( طبع عام
1951م ,وقد جمع أراء في هذا الكتاب مع عده من مقاالت نشرت له في رسالة اإلسالم ما بين سنه 1956م و
1959م في كتاب أسماه (اللغة والنحو@ بين القديم والحديث ) ألفه عام 1966م وله أيضا( كتاب المتنبي) و(شوقي
دراسة ونقد وموازنة) كما ترك عباس حسن عشرة بحوث مجمعية .
-1عباس حسن وجهوده النحوية ( رسالة ماجستير زينب شافعي عبد الحميد ) 18-13
النظرية ابن مضاء في تسيير النحو وأثارها@ في المعا صرية المصرين رسالة ماجستير@ أميره علي توفيق@ ص
368
تعريف كتاب اللغة والنحو: المدخل:
-أما كتاب ( اللغة والنحو@ ) فقد أشار عباس حسن في مقدمته إلى دستور@ الذي أقام عليه الكتاب والهدف@ من
تأليفه.
-)1مقدمه تحدث فيها عن فضل العلماء السلفيين في جمع اللغة وفروعها@ وما ترتب منها من بعض الشوائب.
-)4تدوين أسماء المراجع في بعض المسائل التي قد تتطلب الرجوع إليها .
-القياس في مباحثه وصور@ كما يعالج النحو العربي وأبوابه باإلضافة إلى مطارحه التحليل في مختلف
تصويغاته كما يعالج نظرية العمل ومفهوم@ العامل في معناه ومساره وهناك مبحث عدم الجمع وتعريفه ثم ينتقل
إلى التعريب من حيث تعريفه وحكمه ليصل إلى بحث كل اشتقاق والنحت من حيث ضرورته وحكمه وقياساته
ليصل إلى مبحث الدعوة إلى العامية وترك@ الإعراب فيعالج سلبياته ذلك ,ليصل إلى الدعوة إلى استعمال
الحروف@ الالتينية وضرورة ذلك ليختم مباحث الكتاب في (الشعر المنصور@ او الحر او المرسل معناه وضرره ).
تعريف النحو في العصر الحديث : المبحث األول :
يختلف المراد بتيسير النحو في الدراسات الحديثة باختالف@ مناهج الدارسين وتفكيرهم@ ،فمن الدارسين من -
ينظر إلى التسيير من منظور تربوي ,فيتناول@ هذه المسالة في ضوء أصول التدريس ,وطرائقه الحديثة ,
واألساليب التربوية والنفسية في عرض المادة ,ومنهم@ من ينظر إلى التسيير في ضوء مناهج علم اللغة الحديث ,
هؤالء يتعرضون للمادة النحوية نفسها ال لطريقة عرضها ,وقد@ تفاوت الدارسون في تطبيق المناهج اللغوية
الحديثة على اللغة العربية ,فمنهم@ من رفض النحو العربي وحاول وصف@ اللغة العربية من جديد وصفا ألسنيا ,
ومنهم@ من رفض الوصف العربي@ ولم يقدم له بديال ,ومنهم من حاول تطبيق هذه المناهج الحديثة على النحو
العربي ,مثل تطبيق المنهج الوصفي على النحو العربي باعتماد السماع 2ورفض القياس والتعليل والتأويل
.والتقدير@ ونظرية العامل
-أما عباس حسن في كتابه ( النحو الوافي ) فقد سعى إلى تيسير النحو من جهتين؛ الطريقة والمادة ,حيث سلك
في طريقة عرض النحو مسلكا يختلف عن مسلك النحاة؛ إذ قسم كل مسالة إلى قسمين ،قسم موجز@ للطالب.
وآخر مفصل المتخصصين .يستخدم في تمثيل .على المسائل أمثلة حديثه ,ونوع في أسلوب عرض المادة
فجاءت لغة كتابه سهلة ,واضحة ,بعيده عن التعقيد .كما تعرض للمادة النحوية نفسها فانتقد منهج النعاة في الكثير
من األصول والمسائل متأثرا بالفكر السائد في عصره.
- 2ينظر@ في ذلك :النحو العربي و درس الحديث للدكتور@ عبده الراجحي ،و الخالف النحوي للدكتور@ حسن
العكيلي ، 122-89وإتجاهات تجديد النحو للدكتور@ أحمد بن جار هللا الزهراني ،و النحو العربي بين األصالة و
التجديد للدكتور@ عبد الحميد عيساني . 269-163
تعريف النحو في العصر الحديث : المبحث األول :
تتابعت على مصر في القرن الثالث عشر الهجري .المتغيرات الثقافية واالجتماعية ,3قد عانى أهلها في أواخر@
القرن الثاني عشر ,وأوائل الثالث عشر من جور المماليك ,ثم لم يلبثوا حتى احتلها الفرنسيون@ بقياده نابليون
1213ه ,مصطحبا@ معه عشرات المستشرقين ،و طائفة من العلماء في شتى العلوم والفنون وكان من أهداف هذه
الحملة دراسة واقع المسلمين ،و تجريدهم@ من ثقافتهم@ وتقاليدهم ,ووأد اليقظة والنهضة في مصر ،بسرقة كل
نفيس من الكتب ،بين أن هذه الحملة الصليبية لم تمكث في مصر طويال ،حيث خرجت بعد ثالث سنوات من
االحتالل ،وذلك في عام 1216ه.
ثم اضطربت أوضاع البالد ٫فأسند@ العلماء والية مصر لمحمد علي عام 1220ه وكانت تركيا في بعثته في
أواخر الحملة الفرنسية فأحاط به المستشرقون وخاصة الفرنسيون منهم ،وأوغروا صدره على العلماء فعاداتهم@ ،
كما أغروه پإرسال بعثات كبيرة من الطالب إلى فرنسا@ ،ليعودوا إلى مصر@ ،يتولون المناصب ،ويبثون األفكار
التي تلقوها هناك .
ويأبى@ هذا القرن أن يرتحل حتى يقمع مصر وأهلها باحتالل االنجليزي@ عام 1299ه ،فيأتي معه اإلستشراق@
االنجليزي@ الذي احدث في ثقافة المصريين صدعا اشد أعتى من الصدع الذي أحدثه اإلستشراق@ الفرنسي ،وكان
تركيزه على التعليم ،حيث أسس أمره إلى قسيس خبيث هو ( دنلوب ) الذي سعى إلى التفريغ طلبة المدارس من
ماضيهم@ ،من خالل إبتعاث شباب مصر إلى أوروبا@ وإعادتهم ليكونوا بعد عودتهم قادة هذا التحول ،فيرسخون@
في نفوس الطلبة أن ثقافة الغرب هي سر تفوقهم ,وأن ثقافتنا هي سر ضعفنا .
ومن هنا بدأ التحول بشكل ظاهر ,إن أخذت تتردد@ بين المثقفين في تلك الفترة قضايا@ مثل الجديد ,و القديم ,
والتجديد@ وثقافة العصر ,ويمكننا@ أن نلمس هذه الظاهرة بوضوح@ في قول أحد دعاة التجديد ( ,رأيت حيث عهد
إلي بتدريس النحو العربي بدار العلوم ,أن في مجرد تفسير عبارات النحاة نوعا من االجترار العقلي ال يليق
بعصرنا@ الذي نعيش فيه ,وال بنهضتنا العقلية في هذا الدور الحاسم من أدوار الثقافة العربية ) . 4إذا فالمسألة
عند هؤالء مسألة قديم وجديد فحسب ,ولعل مما يؤكد هذه النظرة ما ذكره شاهد من شهود ذلك العصر
-محمود@ شاكر -حيث يقول مشيرا إلي أساتذته الذين انتعشت على أيدهم هذه المرحلة ( :أما الذي والعالمة
أخذه جيلنا عنهم ,فهو االتجاه الغامض إلى المعنى المبهم الذي تتضمنه كلمة ( تجديد ) وإلى هذا الرفض
الخفي للثقافة التي كان ينبغي لها أن تنتمي إليها ,وإلى االنحياز@ الكامل إلى القضايا الفكر والفلسفة و األدب و
.5 التاريخ التي أولع األساتذة بتلخيصها@ لنا كي نلحق بثقافة العصر الذي نعيش فيه ,وبمناهجه في التفكير )
وهذا ما يفسر تميز تلك الحقبة الزمنية بكثرة دعوات التجديد ،وصيحاته في مختلف جوانب الحياة ،وقد تعالت
من بين تلك الدعوات و الصيحات أصوات منادين بتجديد النحو وتيسيره ،واستمرت إلي وقتنا حاضر@ ،على أن
الموقف@ المحدثين من النحو أخد منحيين ،أحدهما رفض النحو رفضا تاما ،واألخر تيسيره ،حيث يرى أصحاب
التيسير@ أن في النحو جوانب ضعف@ و قصور@ البد من تصحيحها@ ،وسلبيات@ البد من تداركها ،ومن أبرز
السلبيات التي أخدها هؤالء على نحو أن المكانة التي احتلها النحو تجاوزت وظيفته ،فحبد به من غايته.6
و يمكننا أن نلمس بوضوح ما نجع عن تلك البعثات من نقل اآلراء الغربية وتطبيقها@ على النحو العربي@ بهدف
تجديده وتيسيره في قول الدكتور عبده الراجحي ( :حين انتقل منهج الوصفي إلى الدرس العربي@ بعد اتصال
أساتذتنا@ وباحثينا به في الغرب ،بدأت هذه االنتقادات التي أخذها الوصفيون على النحو التقليدي األوربي@ تظهر
في معظم المؤلفات الحديثة التي تعرض النحو العربي).7
ولما كان من ابرز مظاهر المنهج والصفي رفض التعليل وتأويل@ والتقدير ،فقد وجد كثير من الداعين إلى
التجديد بغيتهم في آراء ابن مضاء ،إذ وجدوه كما شاءوا يدعو إلى إلغاء العلل الثواني والثوالث ،وإلغاء نظرية
العامل وما يترتب عليها من تأويل وتقدير وإلغاء القياس وإلغاء التمارين غير العلمية ، 8فاتخذوا آراءه لهم
مركب ،يقول الدكتور حسن العكيلي ( :كانت محاولة ابن مضاء وثورته على النحو ،والنحاة من األسباب
الرئيسية للتسيير المعاصر@ ،فقد تأثر بدعوته أصحاب التسيير أبعد التأثير@ ). 9
المطلب الثالث :ابرز أعالم تجديد النحو وتيسيره في العصر الحديث :
-ظهر كتابه ( إحياء النحو ) عام 1936م ،وقد@ سرح المؤلف بهدفه منه فقال ( :ﺃﻁﻤﺢ ﺃﻥ ﺃﻏﻴﺭ ﻤﻨﻬﺞ
ﺍلبحث ﺍلنحوي للغة العرﺒﻴﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺃﺭﻓﻊ ﻋﻥ المتعلمين ﺇﺼﺭ ﻫﺫﺍ النحو ،ﻭﺃﺒﺩلهم@ ﻤﻨﻪ ﺃﺼﻭﻻ ﺴﻬﻠﺔ ﻴﺴﻴﺭﺓ .ﺘﻘﺭﺒﻬﻡ
ﻤﻥ العرﺒﻴﺔ ،وتهديهم إلي حظ من الفقه بأساليبها ).10
)1إن حركات اإلعراب تدل على معنى ،وليست كما زعم النحاة اثر النحاة أثرا لفظيا خالصا ،ال صله له
بالمعنى ،فالضمة عنده علم االستناد@ ،والدليل أن الكلمة يتحدث عنها ،والكسرة علم اإلضافة ،و الفتحة
ليست عالمة شيء .
)2إن حركات اإلعراب ليست أثرا لعامل لفظي ،بل المتكلم هو الذي أحدثها .
)3إن التنوين علم التنكير ،ولهذا رأى أن العلم ال ينون .
)4توحيد@ األبواب ذات العالقة الواحدة تحت باب واحد.
-/2عبد المتعال الصعيدي :
ألف تسيير النحو كتاب ( النحو الجديد ) واهم آرائه التي ذكرها في هذا الكتاب هي :
)1اإلعراب عند هو تصرف في أخر أسمائها و أفعالها@ وحروفها@ بين الرفع والنصب والجر.
)2دمج أبواب المبتدأ والخبر والناسخ تحت باب واحد.
)3إلغاء نظريه العامل.
)4يرى أن الجملة تدخل ضمن اإلعراب تقديري .
)5يرى إعراب نائب الفاعل مفعوال به مرفوعا@ .
-/3مهدي المخزومي :
له عدد من الكتب انتقد فيها النحو العربي ،ومن أهمها ( مدرسه الكوفة ومنهجها@ في دراسة اللغة والنحو ) و
( في النحو العربي نقد وتوجيه ) و ( في النحو العربي قواعد وتطبيق) .
وابرز@ المصادر التي استقى منها المخزوني@ مادته هي :
)1النحو الكوفي@ .
)2أراء ابن المضاء في كتابه ( الرد على النحاة ).
)3أراء إبراهيم@ مصطفى للتجديد النحو في كتابه ( إحياء النحو).
)4أراء خاصة به.
المطلب األول :استفادة عباس حسن من أراء الكوفيين في تسيير@ النحو .
بدأ االهتمام بالنحو الكوفي في العصر الحديث من عام 1950م وكان هدف المهتمين بالنحو الكوفي في هذه
الحقبة وهو السعي إلي تيسير النحو ، 12حيث ( اعتمد أصحاب تسير على الخالف اعتمادا كبيرا ،وقد صرح
بعضهم@ بذلك ،وكانوا يبحثون في الخالف النحوي المتعدد ليجدوا ما يناسب العصر ويتفق مع توجههم@ وان كان
رأي غير مشهور@ ويهملون غيره وان كان رأيا مشهورا@ تتناقله الكتب النحوية ).13
وبسبب التركيز@ على النحو الكوفي@ في تيسير النحو هو ما يراه بعض الدعاة إلي تيسير النحو من أن النحو
الكوفي@ أقرب إلى روح اللغة من النحو البصري ،ألن النحو البصري -كما يذكرون -يقوم على المنطق@ والجدل
و القياس ،مع ما يقابله من تشدد البصريين في ضوابط@ السماع الذي تبنى عليه قواعد اللغة ،في حين أن النحو
الكوفي@ عندهم أسهل وأكثر مرونة ،ألن الكوفيين كانوا أكثر اعتمادا على السماع،واقل تشددا في أمر ضوابطه .
وقد@ كان الدكتور@ ( مهدي المخزومي ) من أبرز الدعاة إلى االستفادة من نحو الكوفي@ في تيسير النحو ،وقد@
صرح بذلك فقال ] :كان حربا بهذه المحاوالت أن تنظر إلى النحو البصري@ ،وان تفيد من أعمال الكوفيين في
تجديد النحو أو تيسيره ،ولكن لم يكن من بين أصحاب المحاوالت قديما و حديثا من اللفت إلي ضرورة االستفادة
من أعمال الكوفيين ،المهم إلى ما كان من األستاذ الكوفي حيث قرر@ ضرورة االستفادة من المذاهب النحوية
14
المختلفة ،وعدم التقيد بضمير نحوي واحد في مسألة بعينها )
ولم يكن عباس حسن عن هذه النزعة ببعيد ،فقد أشار في مقدمة كتابه ( نحو الوافي ) إلى انه قد يستعين بتعدد
المذاهب في تيسير@ اللغة ،15كما نص في كتاب (اللغة والنحو) على أن الكوفيين كانوا ( اقرب إلى الحق والواقع
حيث أجازوا@ القياس على مثال واحد مسموع ،وحيث يعتبرون اللفظ الشاذ ،فيقفون عليه ،ويبنون على الشعر
الكالم ،من غير نظر إلى مقاصد العرب وال اعتبار بما كثر أو قل ) ،16ولهذا ذهب إلي أن منهج الكوفيين@ كان
خيرا من منهج غيرهم في كثير من األحيان ،ليسره وخلوه من المشقة واإلعنات ،فقال :
( ليس الكوفيين بأهون شانا ،وال أقل عددا ،وال اضعف مصادر من البصريين ،وإن ناصرت هؤالء كما يقول
مؤرخون .السياسة والحزبية ،واألهواء الدينية ،وفوق هذا الكوفيون اعلم بالشعر من البصريين ،كما يقول
المحققون .......واليوم@ ال نريد أن نسلم زمام اللغة لهؤالء ،أو هؤالء ،أو سواهم@ من غير تبصر@ وطول تفكير ،
فهذا الذي يقضي به العقل ؟ إن غاية البصري والكوفي وغيرهم اللغة والنحاة هي :صيانة اللغة ،والمحافظة
عليها من عوامل الضعف والفساد ولكل وسيله إلى غايته .ولكن الوسائل تتفاوت يسرا ومشقة ،ولينا و إعناتا ،
وخيرها@ ما ال مشقة فيه وال إعنات ،أو ما كان نصيبه منهما ضئيال محتمال .وهذا ينطبق أحيانا كثيرا على
المذهب الكوفي دون غيره ). 17
- 12انظر الخالف النحوي حسن الطيلير ، 237و خطر متعثرة على الطريق تجديد النحو العربي للدكتور@ عفيف
دمشقية . 200 - 177 - 6
- 13الخالف النحوي للدكتور@ حسن العكيلي . 234
- 14مدرسة الكوفة . 408
- 15انظر النحو الوافي@ .1/9
- 16اللغة والنحو ، 94وأنظر 121من الكتاب نفسه .
- 17اللغة والنحو . 98-96
األسس التي بنا عليها عباس حسن أراء واختياراته: المبحث الثاني :
وإذا نظرنا في مسائل كتاب ( النحو الوافي ) فإننا نجد فيها تطبيقا عمليا لكالمه هذا ،حيث نرى قد استثمر آراء
18
الكوفيين في ما ذهب إليه من تسيير النحو ،فاستحسن أرائهم ودعا إلى األخذ بها في مسائل كثيرة.
وفق@ أسس الترجيح التي سبق الحديث عنها في الفصل الثاني من هذا البحث ومن ذلك ترجيحه بعض آراء
الكوفيين بناء على خلوها من التكلف و الجدل ، 19مثل ترجيع رأيهم في صحة القياس على الحال الجامدة ،بناء
على ما ذكره من أن حجه البصريين في المنع جدلية ال يثبت على الفحص ، 20ومن ذلك -أيضا -ترجيحه ما
ذهب إليه الكوفيين من عدم اعتبار ( واو ) المعية و ( واو ) عطف بعدا عن التكلف. 21
كما نراه يرجح آراءهم لما يبغي عليها من تيسير اللغة على المتكلمين ومراعاة حاجاتهم@ ،22مثل موافقته للكسائي
23
ذهب إليه من جواز (فعل -يفعل) في باب المغالبة ،ألن فيه تيسيرا باستعمال ظبطي@
ومثل ذهابه إلى جواز@ التفضيل من األلوان مباشره موافقة للكوفيين ،بحجه مراعاة حاجة المتكلمين ، 24
ومثل موافقته للكسائي فيما ذهب إليه من جواز األخذ بالقياس فيما له سماع مخالف من الصيغ جموع التكسير ،
موافقة الضوابط المستنبطة من كالم العرب ،وكما في البحث عن المسموح من العناء و اإلرهاق .25
ولما كان من ابرز المأخذ التي أخذها عباس حسن علي البصريين تشددهم في أمر السماع ،26كان من الطبيعي
أن تجده يرجح أقوال الكوفيين المبنية على السماع القليل في عدد من المسائل.27
على صلة إذا كان ظرفا@ أو جارا مع مجروره ،لوروده في القران الكريم ، 28موافقتهم ذلك في صحة زيادة الياء
إن لم توجد وحذفها إن كانت موجدة في كل جمع تكسير على وزن فعالل ( مفاعل -مفاعيل ) بناء على وروده
في السماع .29
ومن ذلك -أيضا -تفضيل رأي الكوفيين لبعده عن اللبس ،وذلك في إعراب المسمى به من األسماء المنقولة من
جمع المؤنث حيث يرى إعرابه إعراب الممنوع من الصرف موافقة لمذهب الكوفيين ألنه يدل بحذف تنوينه مع
جره بفتحه على أن المراد منه علم مؤنث مفرد ،فال يتوهم أنه جمع. 30
كما نجد أنه يأخذ برأي الكوفيين في بعض المسائل بهدف االختصار مثل ترجيحه رأي الكوفيين في أن ( إياك )
ونحوها@ كلها ضمير@ ،و تفضيله على رأي من مذهب إلى أن الضمير@ هو ( إيا ) وهما ،والكاف حرف خطاب ،
تسيير@ واختصارا.31
والحق أن منهج الكوفيين لم يكن بعيدا عن منهج البصريين من حيث االعتماد على القياس وتعليل والمنطق
بهذه الصورة التي ينعتها بها الكثير من المحدثين ،و إن لم تبلغ مداها في التنظير@ عن البصريين ،فقد كان
الكوفين يعتمدون على القياس والتعليل و المنطق ويستدلون بها على كثير من األحطام@ النحوية ،وقد أظهرت
ذلك الدراسة التي أجراها الدكتور@ ( محمد خير الحلواني ) ، 32و وضح فيها مدى اعتماد الكوفيين على كثير
السماع من األدلة ،فقال ( :ما أكثر ما نجدهم في كتاب الى نصاف يقفون أمام خصوصهم@ ،وليس معهم من
السالح شيء من السماع ،وإنما يحملون العلة المنطقية وحدها ،فهناك@ ما يرجوا على خمس وثالثين مسألة ،
اعتمدوا فيها العلة دون أن يكون معها شيء من النقل ،وليست ...بأقل إمعانا في المنطق من علل أهل
33
البصرة ...
كما تبين في كثير من الدراسات أن ما حكي عن الكوفيين من أنهم يبنون القاعدة على الشاهد الواحد ،و أنهم ال
يلتفتون إلى قلة أو كثرة ،كالم غير دقيق ،حيث أظهرت تلك الدراسات أن الكوفيين كانوا كثيرا ما يستخدمون
34
مصطلح الشذوذ .وكانوا@ يرفضون إلى احتجاج بكثير من الشواهد بحجة إنها من القليل النادر.
المطلب الثاني :تأثر عباس حسن في تيسير النحو في اراء ابن مضاء .
ثار ابن مضاء على النحو والنحات ثورة عنيفة ،قادة إليها مذهب الظاهري في الفقه ،وما فيه من دعوه إلى
التمسك بحرفية النص في القران الكريم والسنة النبوية دون تأويل ،و إلى إلغاء العلل واألقيسة في المسائل
الشرعية ،35حيث طبق مذهب في الفقه على النحو وقواعده ،مقتصرا على داللة ظواهر النصوص .
ويرى@ الكثير من الباحثين أن الدعوة إلى تيسير النحو في العصر@ الحديث في امتداد لدعوه ابن مضاء ،وان آراء
الحديثين في التيسير مستمدة من أرائه ،ومن ذلك الدراسة التي أجرتها الدكتورة أميرة علي توفيق@ على أراء ،
ابن مضاء متتبعة أثارها في اقتراحات تيسير النحو في العصر الحديث وخرجت من ذلك بنتيجة قالت فيها :
(يمكن القول بأن اغلب اقتراحات@ تيسير النحو لم تخرج في أسسها ومبادئها التي قامت عليها عن تلك التي
وضعها@ ابن مضاء كدستور@ لتيسير النحو في القرن السادس الهجري بل أن كثيرا منهم إتفق مع إبن مضاء في
أرائه التفصيلية .كل هذا مما يؤكد@ أن ابن مضاء هو الرائد األول لحركات التيسير في النحو ،وانه صاحب
مدرسة ،واصلت نشاطها@ في العصر الحديث بعد طول خمول).
ويقول الدكتور@ حسن العكيلي :كانت محاوله ابن مضاء ،على النحو والنحاة من أسباب الرئيسية للتيسير
المعاصر@ ،فقد تأثر بدعوته أصحاب التيسير ابعد التأثير@ في حيث أهملها القدماء كل إهمال ).36
كما دعا بعض الباحثين الى إقتفاء أثر ابن مضاء في تيسير النحو ،فها هو ذا الدكتور@ شوقي ضيف يقول :
( انه حري بنا اآلن أن نستجيب إلى هذا النداء ،حتى نخلص من صعوبات النحو التي ترهقهم من أمرهم عسرا ،
ولن يكلفنا ذلك جهدا ،فقد مهد ابن مضاء الطريق@ أمامنا ،بما وضع فيها من صور@ وأعالم أليس يدعو إلى إلغاء
نظريه العامل وقد@ طبقها في أبواب من النحو ؟ وإذن فلنعمم@ هذا التطبيق ،فننصرف انصرافا@ تاما عنها وعن كل
37
ما يتصل بها ).
ولم يكن عباس حسن عن دعوة ابن مضاء بمعزل ،فقد تأثر بها كما تأثر بها غيره من دعاة التيسير ،بل أرى أنه
يتفق مع ابن مضاء في أغلب المبادئ التي دعا إليها في كتابه الرد عن نحاة ،وهذا ما أكدته الدكتورة .
أميرة علي توفيق في دراستها@ ،حيث قالت ( :األستاذ عباس حسن يتفق مع ابن مضاء في كثير ،بل في أغلب
38
المبادئ التي وضعها لتيسير@ النحو)
وليس شيء اصدق@ في وصف@ الواقع ،وإظهار مدى تأثر عباس حسن بآراء ابن مضاء ،من مقارنة أراء عباس
حسن بآراء سابقه.
وقد@ أفصح ابن مضاء عن مقصده من تأليف كتابه ( الرد على النحاة ) في صدر كتابه ،فقال ( :قصدي@ في هذا
الكتاب أن أحذف من النحو ما يستغني النحوي عنه ،وأنبه على ما أجمعوا على الخطأ فيه ) ، 39
ويمكننا@ أن نلمس التقارب الواضح بين مقصده ومقصد عباس حسن من تأليف كتابه النحو الوافي ،حيث قال في
المقدمة (:لم تر من تصدي@ الشوائب كلها أو أكثرها ،ينتزعها من مكانها ،ويجهز@ عليها ما وسعته القدرة ،
40
ومكنته الوسيلة ،فيريح المعلمين والمتعلمين من أوزارها .وهذا ما حاولت جاهدا مخلصا قدر استطاعتي ).
- 41في مقدمة الجزء األول من كتابنا " النحو الوافي " .
- 42المرجع نفسه .
مراحل جمع اللغة العربية و تسربها: + المبحث الثالث:
ولكن باإليجاز واللمع اللذان يرفضهما المقام ،فإذ المشكالت متعددة ونوافقها حقها من الوصف والعالج يتطلب كتبا
كثيرة ،في مقدمة هذه المشكالت " :تعدد اآلراء النحوية في المسالة الواحدة اختالف األحكام فيها " ، .حتى يستطيع
الباحث إذ يرى الرأي فيقول وهو امن.
إذ هناك رأيا أخر يناقضه ،من غير أن يكلف نفسه االطالع ،والجري وراء هذا النقيض ،ذلك أنه يعلم من طول
ممارسة النحو ،والنظر في قواعده أن الواحدة منها ال تخلو من رأيين ،أو أراء متعارضة ،حتى أولوياته ،وما
يجري من مسائله مجرى البداية العلمية ،وان المطلع على كتاب " كهمع الهوامع " ،أو " األشموني@ وحاشية " ،
ليهوله ما يرى من تشعب اآلراء وكثرتها وتنافرها حتى ما ال يحتاج الى التعدد ،فتقسيما الكلمة إلى اسم ،وفعل ،
وحرف@ ،وتقسيم@ كل الى انواعه وتعريف@ كل نوع .
وتمييزه مما عداه ،وأحكام الفاعل ،والمبتدأ ،والنواسخ وإعراب األسماء الخمسة بالحروف ،وكذلك المثنى ،
والجمع بتوعية ،وما سمي بهما ،والمثنى ،والمنادى ،والالزم ،والمرفوع من األسماء ،والمنصوب ،
والمجرور ،وأحكام التقدم العامل على معموله ،أو تأخيره ،وتعريف المبتدأ أو تنكيره ،وأحكام إلى منهما ،وباقي
األسماء -معربها@ ومبنيها -و " .و.و.كل أوالئك المختلف فيه لم تجتمع كلمه نحاة على رأي موحد بشأنه ،ولم تتفق
أحكامهم على شيء من كلياتهم أو مسائله الجزئية بل لم تقترب .
مراحل جمع اللغة العربية و تسربها: + المبحث الثالث:
-وعلى سبيل المثال نجده يبحث في مشكله التعليم التي يرى أنها كبقية المشكالت النحوية األخرى ،وأنها لو
اقتصرت@ على الجدل اللفظي ،والتسابق@ إلى إظهار البراعة المنطقية من غير أن يكون لها اثر عملي في ضبط
الكالم ،وتركيب الجمل والتحكم في صياغة األساليب وصحة مفرداتها لهان الخطب نوعا ما ،وانحصر الضرر
في تصديع الرؤوس@ بالثرثرة واحتمال الجهد فيها ال يستحق@ احتماال ،ولكن األمر اخطر أثرا ،واقدح ضررا ،بما
فيه من سيطرة عاتية طاغية تتناول@ المفردات والمركبات بل إنها لتمتد إلى طرائق التفكير نفسها ،تتحكم في المعاني
تحكمها في األلفاظ و تفرض على المتكلم والكاتب قيودا ثقيلة مرهقه ،ال مسوغ@ لها من عقل سليم ،وال نقل مسموع
43
عن العرب أهل هذه اللغة أصحاب ألكلمه األولى في شؤونها ." .
-ويعتقد عباس حسن الن من أسباب هذه المشكلة االختالف في الفهم والتحليل والتصريح النحو الذي كان كل نحو
يراه األنسب في حل مسألة لغوية أو مسألة نحوية وعزا ذلك إلى نشأة التعليل في صور مختلفة .وحاول@ جاهزة أن
يضع يده على قمة المشكلة وأسرارها@ يتمكن من تجنب األوهام النحوية التي اتصل بها التعليل ويحذر من مشكلة
التعارض بين النحو والعلوم اللغوية األخرى ".44
وكشف@ عن مشكلة إفساد@ األساليب البيانية بالتحكم في فنون القول األذي تحكما ضارا ،ويعود@ ذلك إلى تعقيد النحو
الناتج عن التعامل مع العامل المؤثر في الحركات اإلعرابية للمفردات واأللفاظ النص األدبي .وعزا ذلك إلى ما
يحدث من تنازع في العلل وما ينتج عن العوامل المؤثرة في التراكيب اللغوية التي تبني سالمة الذوق األدبي
وحسن التقدير البالغي بعيدا عن محاكاة الصور البيانية وأساليب التعبير ذات التراكيب القبيحة و المعاني الغامضة
والصياغة الخاطئة.
-وبين العلل النحو الذي توقف عنها النحاة كثيرا في مؤلفاتهم@ ،إال أنها كانت وقفات مثيرة للجدل والخالف النحوي
الذي استند إلى ما احتج به نحوي من كالم العرب بحسب ما بلغ إليه علمه.
-وما هداه إليه اجتهاده أو استند الى ما احتج به سابقوه من كالم العرب ثم وضع أوجه الجدل والخالف@ في العلل بين
فريق@ نحاة البصرة وفريق نحاة الكوفة ،وحاول الخروج من بعض اآلراء واالحكام@ التي تزيل الوهم والخالف بين
الفريقين واالحتجاج بما احتج به الفريقين ،مع اضافه بعض التحليالت والتعليمات@ اجتهاد ورؤيه منهم ،اذا كان هذا
االمر حسم الخالف مافي موقف فيما فيه موضوع ما ،أو كان فيه توسع الخالف ومن غير اتفاق على حل وسط@ ،
ومن األمثلة على هذا الفريق الثالث من النحو بين نجد الزجاجي الذي تعرض لمسألة العلل تحليل والتعلة ،فقال
رايه قاصدا@ بيان هذه المسألة بأسلوب ال يثير الخالف فيها ،وذلك في قوله " :وعلل النحو بعد هذا على ثالثة
45
أضرب :علل تعليمية ،وعلل قياسية ،وعلل جدلية نظريه " .
-أما عباس حسن فقد اهتم بهذه المسألة واعتبرها مشكلة من مشكالت النحل العربي ،واقترح حال لها يوصل إلى
أحكام واضحة ،سهله ،سليمه اللغه ،مشابهة للكالم البالغ ،و متناسقة مع احكام النحوية األخرى .
- 43حسن عباس .اللغة والنحو بين القديم والحديث ص . 127
- 44المرجع السابق نفسه . 185 - 184.
- 45الزجاجي +أبو القاسم اإليضاح في علل النحو ،تحقيق مازن المبارك 1959 م ،مكتبة دار العروبة .القاهرة
مصر ،ص . 25-24
مراحل جمع اللغة العربية و تسربها: + المبحث الثالث:
-وذلك ألن تكون األحكام مقصورة على آراء ومذاهب بعض النحاة التي تضمنتها@ كتبهم المتداولة ،ألن يرى ان
السبب يعود الى تنازع العلل اختالف النحاة فيها شيء الذي تؤثر@ به النص األدبي و مبدعة ،
-ورأى أن اقتصار احكام التنازل عن امور بعينها في أبواب النحو ومسائله يحل المشكله ويقضيها ،وبمرور@ الزمن
وبالدرية والمراس والتداول@ واالستخدام@ للغة يجعل النص األدبي اكثر طوعيه وفنيه وجماال ادبيا و بالغة وبيانا ،
فقد أورد عباس حسن أمثلة فيها دالالت على ما تتنازع@ في العلل من آثار توسيع إلى اللغة العربية األدبية لفظا وكتابة.
-وجمع تلك االمثله فيها " ما يصلح رمزا داال على نظائرها الكثير المتفرقه في ابواب النحو كلها يؤيد راينا .
وينطق +باوضح بيان لما اصاب اللغه ( ضبطا ،ومبنى ، +نوعا ،أسلوبا أخر صميمها من إساءات باللغة بسبب
إخضاعها للعلل ( و التعالت ) وإزاحتها عن صدرها بعد أن أوسمت الخالف ،و عددت األراء ،توسيعا+.
-وتعديدا ليس مصدرهما لهجات العرب التي سبق الكالم عليها ،وانما مصدره المجادالت الزائفة ،المماحات
46
اللفظيه ،فشلت بها الداء ،اللهم إال ( التعديالت التنظيرية ) السديدة ".............
-لقد استند في أرائه السابقة إلى ما اتفق عليه النحاة في عدم جواز اجتماع عاملين على معمول واحد ،إال إذا كان
العمل لمجموعهما كما في ( زيد وعمرو قائمان ) ،وأيد بعض النحاة في تسميه التنازع في العلل باإلعمال الذي
يعني " :ما يشتمل على فعلين -غالبا -متصرفين مذكورين ،أو على اسمين يشبهانهما@ في العمل ،أو على فعل
يشبهه في العمل ،وبعد فعلين وما يشبههما معمول مطلوب لكل من االثنين السابقين 47".
-وهذا يعني عند عباس حسن " انه يجوز أن تزيد عوامل مع زياد المعلومات أو عدم زيادتها ،ويشترط@ في كل
الحاالت أن يزيد عدد العوامل على المعموالت في الكالم لكي ينشأ التنازع " 48ويرى@ ضرورة التنبه إلى كل عامل
في المعمول انطالقا@ من جواز تعدد العوامل وبقاء المعمول واحدا غير متعدد ،إذا أقتضى هذا المذهب ونقله عن
النحاة ومذاهبهم@ 49 خلص إلى أن العوامل والمعموالتها@ موضوع@ أثار جدال ونقاشا وخالفا عند أكثر النحاة وعند
تابعيهم@ ،فقد ذكر أن العوامل تكون اثنين أو أكثر ،وكذلك المعموالت ،ربما ال تتعدى ،ليشترط فيها عند تعددها أن
تكون اقل عددا عواملها المتنازعة ،وذكر أيضا أنه يجوز@ اختيار عامل واحد للعمل في المعمول المذكور في
الكالم وال ترجيح من هذه الناحية لعامل على آخر ،وبين ان المعمول المرفوع@ الظاهر في الكالم يكون ألحدهم ،
ولكل عام أخر مرفوع يكون ضميرا عائدا على االسم المرفوع@.
-وأشار إلى جواز اختيار احد العوامل للعمل في المعمول غير المرفوع@ فتبقى العوامل االخرى@ من غير عمل ال في
ضمير@ المعمول ،وال في اسم ظاهر ينوب عنه " ،الن االستغناء عن هذا الضمير@ او ما يحل من اسم ظاهر ،
جائز في أساليب الفصحية الخالية من التنازل. 50" .
-ويرى األمر يحتاج من اللغويين والنحويين الى قرارات@ وإجراءات تكون على المستوى وعلى مستوى@ العملي
التداول باللغة كما يحتاج إلى التركيز@ على الجانب التطبيقي .
-في التعديالت التي تعد أثرا من آثار العوامل التي ال بد منها وهذا هو تهن بحدى القناعة بما ينتج من نتائج تجعل
العلل متوافقة غير متنازعة حفاظا على اللسان العربي من الزيغ واللحن واالضطراب واالنحراف ،وتطهيرا@ للنحو
51
من عيوبه ،وتصفيه له من النقائص والشوائب التي طغت عليه وأساءت إليه والى المشتغلين به .
-ولذلك راينا انه كان لعباس حسن اهتمام بالجانب اللغوي للنحو وما له من اثار على القوائد النحويه فيها من خالف
عند النحاة ،والعله ذلك يعود الى اعتمادهم على اللغه التي جمعوها وصنفوها وبوابوها ودونوها النحو واشتق@ قواعد
النحو منها ،تلك اللغه التي لعبت روايه الشعر العربي@ فيها ادوار اساسيه ال يمكن تجاهل اي منها ،تلك اللغه التي
اختلفت في بعض مادتها اللغويه ايالف اللهجات العربيه عند القبائل العربيه ،اختالف الروات من العرب ومن العجم
،ومن الرواة الصادقين وغير الصادقين ،عدا عن منشا النحو او اللغوي ،عربي هو ام غير عربي وكل ذلك يصنع
حيره تدعو الى الوقوف على ادق التفصيالت ومعالجتها للحفاظ على اللغه والبقاء عليها سائغه سليمه فصيحه .
-ويشير الى ان االستعماالت اللغويه جعلت النحاس يلجا الى التعليل للتوضيح الحكم النحوي وتخريجه في المسائل
النحويه واللغويه ،فما من حكم وال من قاعدة إال ولها تعليل ،يعتمد على مقدره النحوي ،وتمكنه من زمان اللغه
والجدل 52.وبين عباس حسن ان هذه المشكله ليست وليده العصر وال وليده النحاه المعاصرين وانما هي قديمه قدم
النحو ومنذ نشاته االول وايام تدوينه في اول مراحله وتجدر االشاره الى ان مثل هذه القضايا النحويه لم تكن مدار
اهتمام و بحث اال على اياد النحات ولم تكن على ايادي العرب االصل ومن معهم من النطقين االوائل الذين لم يرتبوا
53
هذه القضايا الجدلي ه ولم يفكروا من ق بل ان ينطق بالكلمه ولم يعدوا األقيسة شاقه الزائفه .
المطلب الرابع :التقريب.
-وهذا هو موضوع@ اخر يتصل بالقياس أتم االتصال والكالم فيه قديم@ يتجدد على وجه العصور وبنشر@ العلم واتساع@
الحضاره وافاتيها@ واراء في تعريفه كثيرة ،ولكنها تتالقى@ في اذان العرب هو " :اللفظ االعجمي الذي ادخلته
العرب في لغتها ،وصقلته على منهاجها و اوزانها او تركته بغير صقل وربما@ تناولته االشتقاق "
وقد@ عرض القدماء والمحدثون في التعريب من الناحيه قياسه او الوقوف ب ه عند حد المسموع واضافو@ الى ذلك
كعادتهم@.
- 51حسن عباس ،اللغة والنحو بين القديم والحديث ،مرجع سابق .ص.178بتصرف
- 52حسن عباس ،اللغة والنحو بين القديم والحديث ،مرجع سابق .ص.178بتصرف
- 53حسن عباس ،اللغة والنحو بين القديم والحديث ،مرجع سابق .ص.162بتصرف
مراحل جمع اللغة العربية و تسربها: + المبحث الثالث:
-ام القياسيون فلهم حجتهم العتيده التي يلجئون اليها عند كل ب حث ويتسلحون بها في كل حوار واليها ينتسبون@ اعني
بها ا لقيام وقال عباس ح سن اللفظ االعجمي الذي خالته العرب في لغتها على منهاجها واوزانها او تركته بغير فقر ه
تناولته ملخص من هذه االراء الى ان المعرب :هو اللف ظ االعجمي الذي دخل اللغه العربيه عن طريق@ االحتكاك
باللغه االجنب يه وقد@ تطرق عليه التغييرات في حذف او زياده وقد تبقى في لعبته االجنبيه على حالها من غير تغيير
وتعامل معامله المفرده العربيه في اجراء العربيه عليها.
-و المعرب و الدخيل من الفاظ قديم في لغتنا فهل تحويل طبيعي او تغير تدريجي الطرا على اللغه ويجري بها في
ناموس مطرد@ وقد خضعت اللغه العربيه لمجموعها ومن اول نشاتها كما تخضع له االن وبعد االن.
وليست اللغه العربيه بدعا بين اللغات واللغه الحيه تنمو تتفاعل مع اللغه االخرى فقط افترض العرب قبل االسالم من
اللغات االراميه والحبشيه والعبريه والهنديه وغيرهما وهذا االفتراض من دل على شيء فانما يدل على اللغه العربيه
على استيعاب الجديد من االلفاظ وعدمه ليكون جزءا منها معبرا عن شؤون الحياه وهي في نفس ال وقت افترضت
كثيرا من اللغات في هذه اللغه واضح ال سيما في الفارسيه والتركيه واالردنيه والكرديه واالرمانيه فضال عن اللغات
االوروبيه مثل االنجليزيه واالسبانيه وااللبانيه والبرتغاليه وااللمانيه
-والتعريب الذي نريد الحديث عنه هنا هو غير التعريب الذي سلف ذكره ونقصد به الكتابه والتاليف والتدريس@ باللغه
العربيه ويشمل:
-1االلفاظ االجنبيه صياغه ال تخرج عن ذو ق العربيه ويشمل عل ى االعالم والمصطلحات التي ي تقي علينا وضع
لفظ عربي لها.
-2وضع كلمات عربي ه لاللفاظ االجنبيه او المصطلحات@ العلمية
-3تدريس العلوم باللغه العربيه في جامعاتنا ووضع@ الكتب فيها او نقلها من اللغات االجنبيه
-4وال بد ان نشير الى ان الراي القائل لبقاء العالي باللغه االجنبيه الال تنعزم@ عن الحركه العلميه العالي ه المردو@ د
54
لعده اسباب منها .
-5ها ان يدون فصل التعليم العالي عن التعليم االبتدائي والثانوي@
-6ان كانت اللغه العربيه لغه الدوله وفيها اكتب يها ومجالتها ومكتباتها الرسم يه فال يجوز يشن التعليم العالي عن
كل هذا .
7ان اوروبا@ لم تجعل اللغه العربيه لغه التعليم العالي في العصر@ الوسط يوم كانت تتقلص على يد العرب.
-8ان التدريس العلوم باللغه غير العربيه هو نوع من استمرار االستعمار@ الثقافي وال شك في ان التعليم باللغه
العربيه لحل الكثير من المشاكل :فهو يحل اوال مشكله غموض المصطلحات العلميه فهو ثانيا يضيف الهوة بين
الفصحى والعامية في تعليم المواد العلميه يزيد الى صعوبه تعلم هذه المواد الصعبه تعلم لغته ا وهذا السبب ادى الى
اخفاق الكثير من الطلبه في االمتحانات لعدم اتقانهم للغه المواد العلميه لكنهم ال يستطيعون التعب ير عما يعرفون
55
باللغة األجنبية.
-إذ األمة التي تهمل لغتها االم تحتقر نفسها و حاشا ان تقبل ذلك الننا نؤمن ان تعلم اللغه وبين تعلمها ليست مهنه او
قضيه تعليميه وانما هو قضيه وطنيه ورساله قوميه.
-ونحن حين ندعو الى ذلك ال ننكر اهميه اللغه االجنبيه على وجوب تعليمها واتقانها ولكننا@ ممتر اهما ل تعليم ها
وعدم ادخالها مكرره درسيا في جميع االقسام@.
-ان التعليم بغير العربيه قف النفوس الطالب ان لغتهم القوميه قاصرة غير ذات نفع لهم وانما ال تصلح اداه للعلم وال
وسيله للبحث العلمي والحقيقه ان اللغه العربيه ليست عاجزه في رصيدها@ اللغوي وليس الضعيفه تهب عليها االحداث
فتقضي@ على كيانها وتحطم بنيانها الن اللغه العربيه تصدت لكل االحداث وواجهت كل المعارك في طريقها@ الطويل
وخرجت الحمد هلل منتصرة .
-هناك مؤلفات جمعت االلفاظ المعربه والمولده والدخيله قام بتاليفها وجمع الفاظها اللغوي القدامى وكان الدفع لجهدها
اولى هو الحرف البالغ على تنقيه اللغه العربيه من الدخيل الذي وفد اليها وتسلل الى بنائها من ناحيه والبحث الجهوي
للحصول على الكلمات العربيه االصل لتحل محل هذا الدخيل من ناحيه اخرى .
ومن مؤلفات هؤالء اللغويين المطبوعة :
-1المعرب من الكالم اعجمي على دوون المعجم :للجواليقي المتوفي@ سنه540 ه.
-2رساله في تحقيق تعريف الكلمه االعجميه :إلبن كمال باشا المتوفي سنه 940ه.
-4شفاء في التعليم في كالم العرب من الدخيل :لشهاب الدينالخغابي@ المتوفي سنه 1069ه
الناحيه معنويه جليله ،ومن المشتقات التي تناول ها المجمع اللغوي للدراس ه المتانيه هي اسم الفاعل اسم
56
المفعول ،الصفه المشبهه افعل التفضيل اسم الزمان اسم المكان اسم االلة.
-وقد وفاه النحويين القدماء حطها من البحث…… ..ولكني@ .بالرغم من تلك الدراسة ارى المجال ال يزال يتسع
للزياده وبخاصة أفعال التفضيل ،وصفة المشابهة..… وقد@ تغيرت للكالم اليوم مسالتين همتين االولى تتصل
بصياغه اس م الزمان والمكان ،فقد ضل الدارسون عصورا طويال يقتصرون@ في صياغتها من الثالثي على وزن
مفعل بغير تاء قياسا@ مطردا به كل الحاالت وال يلجئون الى المفعله بالرغم النصوص العلميه القد يمه التي تبيح لهم
57
ذلك احيانا.
ويبين بعد ذلك ما قام به المجمع سطل وجاء المجمع اللغوي اخيرا فعرض لتلك النصوص الكثيره وانتهى@ الى
قرارنصه ( تصاغ( مفعلة )قياسه من اسماء (االعيان) الثالثيه االصول للمكان الذي تكثر فيه هذه االعيان ،سواء
كانت من حيوان ،ام من نبات ،ام من جماد ) .وفاتح بذلك بابا من المتعلمين والمترجمين والمشتغلين للعلوم
الحضرية .
ولكنه لم يفتحه على مصرعيه…… .وذلك انه اشترط ان يكون االشتقاق في الصيغة المكانية ماخوذ@ من االسماء (
اسماء االعيان) ،وحدها دون ( اسماء المعاني ) مع ان الحاجه الماسهه احيانا الى الثاني ،ونصوص االئمه
58
السابقين تساعد على االشتقاق منهما".
ثم يعرض عباس حسن مثاال لسيبوبته يؤيد قوله االئم ه ويارا انه " من الخير ان ننتفع بهذا االطالق ،ونبيج
( مفعلة ) بغير تقييدها باسماء االعيان ،ولسيما@ اذا اشتدت إليها الحاجة 59" .
60
ذكر عباس حسن ان "الثانيه :فعل -مؤنث :افعل والحاجه اليها شديده في التفضيل ".
ويقول عباس حسن مبينا ايضا جهود مجمع اللغه العربيه بالقاهره في هذا الموضوع@ فقال " :ودار حوار@
مجمعي حول اباحه هذا الوزن وصنعه ،المانعون يلحون بحاجتهم المكرره المرددة ، هي ان كلمه
61
( الدقى ) لم ترد عند العرب ،وان ما ورد من صيغة ( :فعل) مؤنث ( افعل) قليل ال يقاس عليه" .
قضيه النحت :
-ولما ظهرت مشكله النحت في االلفاظ والمصطلحات@ في اللغه العربية قديمها وحديثها@ فقد راى عباس حسن ان
يدفع الظلم الذي اوقعه البعض على اللغه في هذا المجال،وان يرد على المانعين في النحت بحجج اقوى@ تدحضها
وتدفعها وتزيل اثارها ،عليهم وعلى حجتهم تذكر قوله الذي يعلن فيه عما في نفسه اذ يقول " :فانما من جهتي القله
62
المسموعه فينفيها ما وراءه ياقوت (ت 626ه ) في كتابه ( معجم االدياء)".
وروايه ياقوت@ التي تنفي هذه القله المسموعه هي :انا عثمان بن عيسى النحوي سال الظهير الفارسي@ عما وقع في
االلفاظ العرب على مثال شقحطب فقال هذا يسمى في كالم العرب المنحوت ومعناه ان الكلمه المنحوته من كلمتين
ينحت النجار خشبتين ،ويجعلهما واحده .فشقحطب :منحوت من شق حطب .فساله عيسى ان يثبت له ما وقع في
هذا المثال اليه ليعول في معرفته عليه .فاصلها@ عليه في نحو عشرين ورقه من حفظه وسماها@ " :كتاب تنبيه
63
البارعين على المنحوت من كالم العرب "
الكالم المنحوت الذي إحتج به الظهير الفارسي وقال ان ولد في كالم العرب ويسمى@ عندهم المنحوت ،وما هو
بالقليل المسموع@ ،واستدل@ على ذلك بان اصل الفارسي علي عثمان بن عيسى الفاظا منحوته استقرت مساحه ورقيه
في نحو 20ورقه من حفظه ،كما قال.
-واشار عباس حسن كيفيه الى قياسيه المنحوت المسموع@ في العربي ،ه واكد ذلك بقوله " بل إن مذهب بعض
64
اللغويين كاين فارس(ت395ه) في كتاب فقه اللغه انه قياسي ".
-كما اكد عباس حسن ان العرب قد نحتت بعض المفردات والكلمات في لغتها من جذور@ اللغويه لتلك المفردات
والكلمات على النحو ذكره ابن فارس في كتابه فقه اللغه لقوله " :وان اكثر الكلمات اجزاء على ثالثه احرف منحوتة
65
،كقول العرب للرجل الشديد ( :ضبطر ) من ( ضبط و ضبر ) و ( صلدم) من ( الصلب و الصدم ) ".
ويرى@ عباس حسن راي واضحا@ في النحو فيقول وكل ما قالوه ان العرب قد تلجا الى االختصار فتصنع كلمه واحده
من كلمتين او كلمات خذوا من هذه ومن تلك بعض حروفها وتدعوا بعض االخر تسوغ مما اخذت كلمه اغني بها عن
تيتك الكلمتين او الكلمات من ذلك قولهم@ ( يسمل الرجل ) .
اي قال (بسم هللا) وحولف@ او حوقلهاو حوقل قال ( :ال حول وال قوه اال باهلل)
-ويؤكد رايه بقوله " : وقد@ تجدد البحث االن حول اباحة او صنعه 66 ،فرا رجال الطب ،الصيدله .والعلوم
الكيميائيه…… ..وغيرها ان اباحته وسيله من خير الوسائل التي تساعدهم عند ترجمه المصطلحات االجنبيه الى
اللغه العربيه…… ..وحجه المانع محفوظه ومردده ،هي ان الوارث منه محدود ضئيل ال يسمح بالقياس ويزيدون
عن ذلك ان الملحوت ال يظهر معناه اال لطائفه قليله او دون القليل ،و دخوله في اللغه يؤدي بعض الزمن الطويل او
67
القصير الى حشوها@ بكلمات غير واضحة المعنى…".
-ويفضل عباس حسن إلى عدم اللجوء النحت اال عندما تشتد الحاجة اليه ،إذ " الحكمه والحفاظ على الكيان اللغوي
االصيل بقضيان اال نلجا الى النحت ما وجدنا عنه مذوحة ،فان اشتدت الحاجه اليه استخدمناه -مضطرين استخدام
الدواء……… .النحت سائغ مباح ،حينما تدعو اليه الحاجه الحافزه التي تقدرها الجامعات الرشيده المتخصصه -ال
الفراد -وان الوقوف في طريقه تشديد ال يجد له سنن من العقل او الثقل او الواقع" .68
-ويضيف@ قائال وقد اتخذ المجمع اللغوي القاهري في النحت قرارا سديدا ايجي بعض القيود التي تقر به من
الطرائق@ التي سلكها العرب قديما ،دون ان نقلل االنتفاع به ،ونصه " :النحت ظاهره لغويه إحتاجت اليها اللغه
قديما@ وحديثا ،ولم يلتزم فيه االحد من الكلمات وال موافقه الحركات و السكنات ….69 "..
المطلب السادس :الدعوة إلى العامية وترك +اإلعراب و قضيه استعمال الحروف +الالتينية مكان الحروف العربية.
-كما بحث عباس حسن في موضوع ازدواجيه اللغة وعد ذلك المشكله من اللغه العربيه الفصحى واللغه العربيه،
وما لذلك من اثار على اعرابهما ،ومهارتهما :قراءه وتحدثا@ واستماعا وكتابه واصفا هذه المشكله وداعيا الى عدم
اغفالها واهمالها وضروره االخذ بالراي الصائب فيها واتباع@ ما يجب اتباعه في الحفاظ على اللغه العربيه الفصيحه
السليمه الميسره للتعلم والمعلم والمبدع والنافذ@ ،وكان اهتمامه دافعا لقوله كلمه االنصاف والحق في حل هذه المشكله
ومعالجتها @،اذ قال " :عادت المشكله ( :الفصحى واالعراب) -كما يسمونها@ -الى الظهور……… وهم يريدون
- 64حسن عباس ،اللغة والنحو بين القديم والحديث ،مرجع سابق ص. 260
- 65ابن فارس ،فقه اللغة ،مرجع سابق ص .210
- 66حسن عباس ،اللغة والنحو بين القديم والحديث ،مرجع سابق ص.258-257
- 67المرجع السابق نفسه ص.259
- 68المرجع السابق نفسه ص.262
- 69المرجع السابق نفسه ص.264-263
مراحل جمع اللغة العربية و تسربها: + المبحث الثالث:
( بالفصحى ) :اللغه السليمه من الخطا في كلماتها وضبط حروفها@ ،اي صحيحه بنيه وشكال ،وال يريدون بها
اللغه التي تحتل المكان االعلى من سلم الفصاحه ،ودرجات@ البالغه ،وانما يريدون التي تقتصر على حد ادنى من
70
السالمه والصحه ".
-وقد@ عد عباس حسن التمسك بالعاميه خطرا وضررا@ على اللغه العربيه وعلى االمه العربيه وثقافتها@ وحضارتها
وقومياتها@ ومقومات وجودها ،ودل على ذلك بقوله " :ولست اعرف دعوه أثيمة ابعد من الحق ،واجلب للخطر
والضرر عند البالد العربية ،من الدعوه الى االلحاد اللغوي ،والمروق من حدود ( الفصحى ) والعبت
71
بمقدساتها@ ".
-ومزيد من بيان رايه في االمر ،يتابع الحديث اسباب هذه الدعوه ودوافع@ الداعين لها من الذين لم بتورعوا عن
الترويج للعامية واالبتعاد@ عن استعمال العربيه الفصحى في التاليف والكتابه والحديث ،وكان ذلك منهم جهرا وعلى
اعين المال وعلى اسمائهم@ دون خوف او شعور بقوميتهم ،
ان دعوتهم الهدامه كانت على هيئه صيحات ال داعي وال مبرر لها وفي@ هذا الصدد يقول عباس حسن " :وكانت
صيحات االمس كصيحات اليوم ،مزيجا من االصوات الجاهله مدفوعه بعز الوسائل وقصور@ الثقافه ،واخرى@ نفثتها
72
هواء العنصريه مزديه ،وحركاتها@ احقاد تاريخيه دفينة……"
-ويذكر عباس حسن العرب في عامه ودعاه استخدام اللهجات العاميه بخاصه بمضار@ اللهجات العاميه ا ،ولعلنا
نلمس تفشي هذه اللهجات العاميه كفاح واستفحالها@ وانتشارها@ عند العرب في مختلف االقطار العربيه ،بل له في
القطر الواحد منها ،كما نلمس يترتب على استعمالها من مضار وامراض ثقافيه وحضاريه ،في هذا العصر ،اذ
نرى ان المواقف واالراء واالحكام@ التي صدرت عن عباس حسن وعن امثاله من الغيورين على اللغه العربيه
والعروبه والعرب وعلى االسالم والمسلمين ،لم تجد اداه صاغيه وال العقول المفكره برويه وتعمق ،وال القلوب التي
يهمها البقاء على الطاهر والباطن الثقافه والحضاره العربيه في اطار الثقافات االنسانيه المتعدد ه في هذا العالم من
قبيل صراع االجيال صراع الحضارات ،ولذلك فان له رايا مضمونة الدعوه الى التمسك باللغه العربيه الفصيحه
السليمه وترك@ اللهجات العاميه جانبا ،إذ يقول " : ال جدال ان الداعين الى العاميه ناسون او متناسون ان دفاع بها ال
يتم االنتفاع بها اليتم إال بضوابط@ كضوابط@ الفصحى…… ..وانها ال تثبت على الزمان ،وال تعمر طويال ،فتتغير@
بتغير االجيال فهي كتبت مفتوح النوافذ واالبواب ال عائقه يمنع دخوله او يصد قاصده ،ه فال يلبث ان يمتال بالدخالء
واألخالط@ ال تجمعهم جامعه وال تؤلف بينهم رابطه.……… وال تلبث بعد زمن يطول او يقصر ،انت تحول الى
عميه جديده ،تتطلب فهما جديدا وفي هذا ما فيه من عناء موصول متجدد ،وجفه تاريخيه بين حاضر@ االبناء
73
اسالفهم ،وقطع@ الصاله الروحيه والماديه بين اهل االقاليم المختلفه في االمه الواحده"
ويتساءل عباس حسن تساؤالت ذات اهميه والبد من االجابه عليها فمن هذه التساؤالت@ المصلحه التي تحتاج اليها
االجابات ما جاء في قوله " ،والشيء االخير :لماذا يشير دعاه العاميه على االجانب المقيمين في بالدنا………؟
74
انعلمهم لغتنا وديننا بالعاميه ……..؟ ام ماذا ؟ باي العاميات ؟
- 70حسن عباس ،اللغة والنحو بين القديم والحديث ،مرجع سابق ص.264-263
- 71المرجع السابق نفسه ص.264
- 72حسن عباس ،اللغة والنحو بين القديم والحديث ،مرجع سابق ص.265
- 73حسن عباس ،اللغة والنحو بين القديم والحديث ،مرجع سابق ص.271
- 74المرجع السابق نفسه ص.272
مراحل جمع اللغة العربية و تسربها: + المبحث الثالث:
-لقد دعى عباس حسن الى رفض العاميه ومقامه استعمالها@ وانتشارها@ في جميع المجاالت،ومضمون@ دعوته وارد
في قوله " :ولهذه المناسبه نهيب باالمم العربية -شعوبا@ وحكمات -ان يقاوموا بالء العاميه ،ويمنع تسربها الى
75
الصحف والمجالت والمسارح@ … ...وسائر وسائل االعالم والذيوع ".
ويا ليت ان هذه الدعوة الجريئة قد حظيت بالعناية واالهتمام والتطبيق@ والتنفيذ ،وما احوجنا@ الى ذلك في هذه االيام .
ثم يعرض عباس حسن لرأيين اقترحوهما@ بعض العلماء لحل المشكلة الفصحى واالعراب " ،واحد الرايين هو
اسماع العاميه في كل ما يتصل بالتخاطب والتفاهم الشفهي والكتابي ،وسائل نواحي الحياه العلميه واالدبيه ،والفنية
وثانيهما،اإلستغناء@ عن االعراب الذي هو اكبر خصيصة من خصائص الفصحى واالستعاضة عنه بتسكين اوائل
الكلمات 76".
-فيرد وعباس حسن عليهم منفذا مزاعمهم ،ومرددا ما اوردهم علماء االجتماع االوروبيين@ والمستشرقون ،اين
تساءلوا في االمر وحين ادرك قيمه كل لغه من اللغتين العاميه والفصحى ،فكان مضمون تساؤالتهم@ واقوالهم@ ظاهره
في قولهم@ " :امين الخير ان ترتفع اللغه العاميه الى مستوى الفصحى ،ام خير ان تنزل الى بر العاميه ؟ جاءت
اإلجابة صريحة قاطعة في ان الخير كله في رفع العاميه ،ال العكس وحججهم في هذا ناصعه يعنينا منها قولهم@ :إن
العامية ال ضوابط لها تحدها ،وال قواعده تجمع شتاتها@ ،وال مشتاقات دقيقه منظمه تزيدها ثروة وغنى ،فال سبيل
التاليف والتدوين والتعليم@ بها اختلف اختالفا واسعا بين امه واخرى تخالفها في عناصرها@ ،ولكنها تسايرها@ في لغتها
-بل انها لتختلف في االمه الواحدة ………… .وجاء في االجابة لذلك أن العاميه لدى امم االرض قاطية ال تصلح
77
طيعة لالدب الرفيع الذي يتفاوت في درجاته بتفاوت المواهب و المناسبات "..
-وقد أيد عباس حسن أولئك العلماء و المستشرقون فيما ذهبوا إليه ،ورأى@ رأيهم ،فقال مثبتا ذلك في تساؤالت
إجاباتهم@ معروفة ،وهذه التساؤالت هي " : فأي كسب في العاميه اذا قومت هذا كله ،انتهت بنا الى قطع الصالت
78
والروابط بين بلداننا وشقياتها@ ،بل بين اجزاء الوطن الواحد وبين حاضرنا وماضينا؟"@
- اما رده على هذا االقتراح فانه في مضمون قوله الذي جاء فيه " :يتضح ان كتابة الالتينيه كتابه العربيه كالهما
يتالف من حروف اصليه ،ومن عالمات ضابطه لتلك الحروف@ االصليه ،مميزه لها .بيد ان هذه العالمات في
العربيه رموز تستقل بنفسها .وتنفصل عن حروف@ ،وتستقر فوقها@ او تحتها ،وقد يمكن االستغناء عنها احيانا ،
ولكنها في الالتينيه ال تستقل وال تنفصل وال تحذف ،وانما ترتسم بصور@ حروف مشبوكه متماسكه ،هذه هي ناحيه
- 75المرجع السابق نفسه ص.273
- 76المرجع السابق نفسه ص.267
- 77حسن عباس ،اللغة والنحو بين القديم والحديث ،مرجع سابق ص.269
- 78المرجع السابق نفسه ص.269
مراحل جمع اللغة العربية و تسربها: + المبحث الثالث:
الفرق ،وبفضلها يقرا القارئ فال يخطئ ،وال يحتاج الى التفكير قبل البدء .وتلك مزية ال مرء فيها ،ولكنها
مزيه لم تفقدها العربيه ولم يغفل عنها السابقون من علمائنا العباقرة ،تحيه ليست اال صورة ( التشكيل ) و وضبط@
79
الحروف@ المعروف عندنا منذ عشرات القرون "
-ويضيف قائال " :لزما علي في هذا الموقف الفتي الخالص ان اشير الى امرين هامين بعيدين االثر ،لم ينتبه لهما
دعاه التجديد .اما اولهما فهو :ان ترك الشكل في كتاب العربيه ليس اصال من اصولها ،وال ضروره محتومه فيها
،بل ربما كان عكس هو الحق كما ينطق@ بذلك في تاريخ الخط ،الكاتب بالخط العربي حر في ان يضبط@ بالشكل
الحروف@ كلها او بعضها ،ان يترك الحروف@ بال ضبط حين يأمن اللبس وال يخشى الزلل.....
وهذه مزية ليست للضبط الالتيني الذي ال إنفكاك عنه في أية حالة ،وال خالص من التزامه في كل المناسبات .......
-اما ثنيهما :فهو ان استبدال الحروف الالتينيه بالحروف العربيه ليست إال اقتراحا@ خداع المظهر ،وهمي االثر فان
الهاتفين به يلوحون بفائسة ه التي اشار اليها أنفا ،وهي القراءة بغير خطأ وبغير حاجه الى تفكير سابق ،ومع ان
هذه الفائده متحققه في كتابتنا العربيه المشكولة …… ..ونزيد@ هنا ان اولئك الهاتفين لم يفطنوا الى طبيعه اللغه
العربيه … ...فلغتنا لغه اعراب فاواخر الكلمات ليست كغيرها ساكنه بل ال بد من تغيير تلك االواخر بحسب وضعها
80
االساليب المختلفه ،وهذا التغيير رهن بمعارف@ نحويه ولغويه متعدده".
-نظر عباس حسن نظره في بعض مؤلفات المحدثين ممن يدعون اإلبداع والتحديث والتأليف في الفنون األدبية
المتنوعة وفي@ فنونها وآدابها@ وعلومها ، مما اوجد حيرة عند عباس حسن في تعريف األجناس األدبية وتحديد@
مناهجها وأساليبها@ ومضامينها ،الشعر الحر و التأليف في النحو العربي ،ولعل حيرته كانت اقوى عندما وقف@ على
الكثير من النصوص هذا النوع من الشعر ،والذي اطلق عليه بعض النقاد تسميات منها :المنثور@ أو المرسل أو
الحر ،وتجلت حيرته في خروج الشعراء عن اصول القول ونظم@ العرب والعربيه وابداعه فن بالخصائص الفنيه
واالدبيه ،ومتسما بالسمات اللغويه وااليقاعيه والدالليه التي تفرضه على اي نوع من انواع الشعر في اللغات االخر ،
- 79حسن عباس ،اللغة والنحو بين القديم والحديث ،مرجع سابق ص.284
- 80حسن عباس ،اللغة والنحو بين القديم والحديث ،مرجع سابق ص.284
مراحل جمع اللغة العربية و تسربها: + المبحث الثالث:
ى وال نجد بدا من أن نؤيده في قوله " :فما عسى ان يكون المراد من ذلك ( الشعر المنثور) او( المرسل) او
(الحر)…" ...؟ ايراد انه منظوم وهو في نفس الوقت منثور… ..فكيف@ يكون الكالم منظوما@ ومنثورا@ معا ؟ كيف
81
يمكن التفريق بين وبين النصر من خالل من تلك الضوابط والقيود التي تميز الشعر من النثر ؟
-فهو ياخذ القالب او الشكل اللغوي الذي وسم بسمة الشعر كفن من الفنون االدبيه مقياسا من مقاييس اللغه التي تصلح
الن تكون شعرا او نثرا.
-ويرى ان اي خروج على معايير الشعر وخصائصه اللغويه ،او اي خروج على معايير@ النثر االدبي وخصائ صه
اللغويه ،اساء الى اللغه العربيه التي لحقت بها اساءات كثيره بسبب يعود الى من يستعملها والى اعدائها الذين
وقفوا@ وما زالوا يقفون لها بالمرصاد وقفات عداء لم ولن تتوقف@ .
-ويقول عباس حسن في مزية هذا النوع من الشعر المنثور اوالمرسل او الحر " ،وانهم بهذا لم يطلقوا اطالقا
ادخله في مجال الشعر االصيل ،و ولم يسموه نثرا خالصا فيندمج في طوايا النثر المعروف ، +وانهم ابعادوه عن
دائرة هذين بقيد قيدوه به هو ( :المنثور) أو( المرسل) أو (الحر) فلم يعتدوا على اصطالح قائم …… فإنه
بانضمامه إلى التسمية الخاطئة لتسميه هذا الكالم الجديد شعرا -قد اسدل عليها ستارا كثيفا من الغموض وااللهام
82
والتناقض." +
-التي تبين له كانت على اكثر من صعيد ،واول تلك الصعود كان صعيدا متعلق ينظم هذا الشعر فقال عباس
حسن " :ولو كان عيب الدعاه الى الشعر الجديد مكسورا +على عزهم االكمل عن النظم الشعر المنثور ،او عن
الهامهم بخصائصه لهان الكرب نوعا ما .ولكن تكشف لي من امر هؤالء الدعاه االدعياء ما ها التي وأزعجني+
83
……… .و أفزعني ان رأيت كثيرا من زعمائهم ال يستطيع في حفل أدبي عما يريده بلغة صحيحة ".
-وهذا يعني ان اللغه التي استخدمها الشعراء الذين نظموا الشعر الحر او المرسل لم تكن اللغه العربيه الصحيحه
المؤديه الى المعاني والدالالت بالطريقه واالسلوب +يتناسب مع طبيعتها +ومستوياتها التي كونت لها خصائصها على
اعتبار انها اللغه الناميه المتطوره الحية ،فهذا الخلل يوسي الى اللغه العربيه و قراءها و المتكلم بها و المتعلم لها و
لمعلمها الذي يجد بعض التعقيبات في سبيل تعليمها بقدر ما يجب المتعلم معيقات تعليميه اخرى .لو انهم استوعبوا
لغتهم و فهموها +و تعلموها جيدا ،لو انهم عرفوا خصائصها و عرفوا علوها و هضموها وعرفوا +فنونها االدبي و
خصائص كل فن لما وقعوا في الضعف و الخوار اللغوي و االدبي و الفني واالبداعي .
-ولما جاء شعرهم او نصرهم +على هذه المستويات التي تنبئ عن الضعف +وقله الحيلة ،وخير للمرء ان يكون
ملما فاهما اللغته ومستعمال لها احسن استعماال في القول والكالم لالبداع ،على ان ال يخرج على اصول استعمال
السليم الفصيح الصحيح لهذه اللغه ،فيقول الشعر وال ينظمه .ويسبك النثر وال يرصفه " ،ولعل هذ ا هو االحكم
واالجدر +اليوم بالتفضيل ،لخلوه من التشدد المعوق كذلك من التهاون ال ذي الى البلبله واالضطراب في التفاهم
84
وبعد عن اللغه اهم خصائصها"..…
- 81حسن عباس ،اللغة والنحو بين القديم والحديث ،مرجع سابق ص.284
- 82حسن عباس ،اللغة والنحو بين القديم والحديث ،مرجع سابق ص.296
- 83المرجع السابق نفسه ص.298
- 84حسن عباس ،اللغة والنحو بين القديم والحديث ،مرجع سابق ص.49-48
مراحل جمع اللغة العربية و تسربها: + المبحث الثالث:
-ولقد تبين مما سبق مشكال لغوية اخرى عن استعماالت االدبيه العربيه في الشعر والنثر ، وهي تتعلق ببعض
المسائل النحويه التي ال يتقن المتحدثين والمتكلمون من العرب التعامل معها ،فال يعرفون +العامل في الرفع الفاعل
مثال والعامل في نصب المفعول ،فينصبون الفاعل ويرفعون المفعول ،وليت اتهم تعلموا نحو عربيتهم تعلما
يسعفهما في البقاء في دائره القول السليم الفصيح الخالي من اللحن أو الخطأ ،وليتهم +تساءلوا كما تساءل النحاه من
قبل عن حال العامل والمعمول +به ،لكان خيرا لهم مما اوقعو +انفسهم فيه .
وفي +هذا الموضوع +الطويل الشائع وما يدور فولكي من موضوعات اخرى تتطلق من اللغه ،وتمسكها ، +وتعود +إليها
،جدال كثير اشار عباس حسن الى بعضه بقوله " :إن النحاة ال يرضون هذا ،وال يتقفون عنده ،سائلون :لما رفع
الفاعل ؟ ولما نصب المفعول ……….؟ ويجيبون عن كل سؤال واعتراض باجابه ،وقد ينشا عن االجابه
85
اعتراض جديد ،واجابه اخرى …… ..وتختلف الفروض واالشكاالت ..…… +وتحتدم +الحرب الجدليه "
ويستنكر عباس حسن ما ألت اليه االمور التي أضرت اللغه العربيه االصليه ومستها في صلبها وجوهر +علومها ،
والسبب في ذلك يعود الى تدني المستويات +اللغوية والتفكير اللغوي لدى كثير من المتحدثين الذين يدعون في اللغة
وآدابها +وعلومها ، +الى تدني التفكير النحوي وتطبيقاته في أعمالهم األدبية ،فقد عبر عباس حسن عن هذا
االستنكار +بقوله " :ولو أن األمر انتصر +على الجدلية …… .لقلنا ( :خطب يسير) .و لكنه تعداها الى صميم
اللغة ،وأصولها +وأساليبها ، فقد اتخذوا من تلك العلل المعتله قيود +الحديدية ،اخضعوا لها الكالم العربي االصيل
،كما اخضعوا لها كالم المتحدثين :فاذا راو ا اول يها قالوا عنه :شاذ ،او قليل ،او مؤول ..وإذا رأوا كالم
86
المتحدثين ال يوافقها حكموا عليه بالخطأ +والفساد وان كان هو موافقا للكالم العربي االصيل".
-كما يبين نتيجه من نتائج تلك المشكالت المستخدمة التي مازلنا نلمسها ونلمس استمراريتها ، +متسائلين :الى متى
سيبقى حال العرب وحال اللغه العربيه بازدراء سواء على سوء بسبب المشكالت التي يصنعها بعض ابناء
العربيه والكثير من اعدائها واعداء العرب ؟ وتجدر +االشارة في هذا السياق الى االراء النحاة واحكامهم +والى "
التعرض الكالم القديمه والحديثه لقسوة حكمهم ،والتي الشعراء والكتاب و غيرهم عنتا في عارضئهم ، وكان من
ثماره المرة التحكم القاسي في صحه االلفاظ واالساليب ،وعدم صحتها ،أو تضييق مجال التعبير 87".ان ادى
الى ظهور نتاج ادبي ردي كثيرا ،كما تجدر االشاره الى ان اوالئك " لم يقصروا +سلطاتهم عن كالم العرب و
88
والمستعربين بل جاوزوه إلى القرآن الكريم نفسه ،فطيقوا +حكمهم عليه وتناولوه كما تناولوا +غيره ………"
-االضطراب التالعب واالختالف وسوء الفهم والعلم بخصائص اللغة العربية ،والتفكير باألسلوب البعيد من
أسلوب العربي النابع من إقحام قضايا +النحو ومسائله في استعمال اللغة العربية الفصحى واستعمال +القواعدها
وتوظيف مستوياتها ،وإدعاء الماسة في البحث والتأليف واألعمال اإلبداعية ،تجتمع كلها لتجلي عوامل تتجاوزما+
هي موضوعة له ،واألمثلة في الدراسات واألبحاث ،وفي المؤلفات ،وفي النتاجات االبداعية ،كثير على ذلك و
" لعل فيها أوردناه من األمثلة ما ينهض دليال على أن ( العامل ) قد تجاوز +اختصاصه اخرجه النحاة من دائرته
المحمودة الى التحكم في االلفاظ والتراكيب +:ذلك التحكم الذي هو داعيه الدهش بل السخط ،وسبب من اسباب
89
اساءه الى اللغه وتعسيرها +على المتعلمين ،والراغبين فيها ،والناطقين بها " .
- 89حسن عباس ،اللغة والنحو بين القديم والحديث ،مرجع سابق ص.145