You are on page 1of 31

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة طاهري محمد بشار‬
‫كلية اآلداب والفنون‬
‫قسم اللغة العربية وآدابها‬
‫السنة‪2020/2021 :‬‬

‫مذكرة تخرج لنيل شهادة الليسانس في األب العربي‬


‫الموضوع ‪:‬‬

‫بإشراف األستاذ ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة ‪:‬‬


‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬شهدت األمة العربية نهضة فكرية حضارية منذ بداية القرن العشرين ‪  ،‬وذلك نتيجة عدد من العوامل واألسباب‬
‫‪  ،‬كان من أهمها الحاجة إلى اليقظة من جديد في جميع مجاالت الحياة ‪،‬إذ كان من بين هذه المجاالت‪  ‬مجال‬
‫الدراسات واألبحاث والتأليف@ ‪،‬وظهر ذلك على مستويين األكاديمي@ والعلمي‪  ‬في المعاهد‪ ‬والكليات والجامعات ‪،‬‬
‫والمستوى الفردي اإلبداعي الذي كان من أساسيات مطلقاته البحث والدرس والتأليف@ المعتمد على رغبة‬
‫شخصية لدى الفرد العربي بغض النظر عن التبعية األكاديمية والعلمية ألي معهد أو أية‪  ‬كلية أو جامعة‪.‬‬
‫‪ -‬وفي هذه الحقبة النهضوية ظهر نشاط ملحوظ في حركة التأليف عند العرب بعد ركود ألم بهذه الحركة فترة‬
‫زمنية ال بأس بها شمل هذا الركود@ من بينما شمل‪  ‬الدراسات اللغوية واألدبية ‪  ،‬إال أن روح البحث والدرس@‬
‫والتأليف@ قد عادت إلى األمة العربية نشيط في إعادة تكوين الثقافة العربية ‪   ،‬فنهضت‪  ‬الدراسات على اللغة‬
‫ليكون لها دور الفاعل‪  ‬في النهضة الثقافية والحضارية‪.‬‬
‫‪ ‬ويمكن القول إن بعض العلوم اللغة العربية لم تحظ باالهتمام والعناية كما يجب وبعض علومها أخرى حظيت‬
‫بكامل العناية واالهتمام@ ‪ ،‬وبدلت فيها جهود مؤسسية وجهود@ شخصية أدت إلى تفعيل وجودها وتنشيط حركتها‬
‫وتداولها والبحث فيه ودراستها@ بطرائق أساليب تواكب روح العصر وتلبي@ احتياجات العربي@ طالبا كان أم‬
‫مختصا ‪.‬‬
‫‪ -‬وقد هدفت هذه‪  ‬الدراسة إلى البحث في الجهود النحوية التي قدمها اللغوي والنحو@ عباس حسن من خالل‬
‫مؤلفاته وأبحاثه التي قدمها في مجال اللغة والنحو العربي ‪.‬‬
‫كما هدفت إلى الوقوف@ على مميزات منهجه في التأليف النحوي وخصائصه ‪  ،‬ذلك الذي استخدمه عباس حسن‬
‫في رأسه الموضوعات النحوية المختلفة وكيف تأتي له تطبيق@ منهجية في دراسة معالجة المسائل والقضايا@‬
‫النحوية التي وجدها تكون النحو العربي وقواعده وشواهده فأثارها وبحث فيها محلال ودارسا@ ومعلما ومؤلفا ‪.‬‬
‫‪ -‬جاءت‪  ‬جهود عباس حسن النحوية‪  ‬منوعة ومتوالية متعددة ‪ ،‬إذ اتصفت‪  ‬على العرض والتفصيل وعلى‬
‫التحليل والوصف@ وعلى التفسير والتعليل وعلى التساؤل والمناقشة‪  ‬ليضفي على بحثه في المسألة اللغوية أو‬
‫المسألة النحوية طابعا يتطابق@ مع طبيعة اللغة العربية ووظائفها ودالالتها@ ويضفي على الطبيعة النحو العربي ‪.‬‬
‫‪ -‬بما اشتمل عليه من األحكام والقواعد ‪ -‬طابعا يجعل النحو العربي@ قابال للتوظيف والتطبيق@ ‪  ،‬وقابال للتطوير@ و‬
‫التبسيط@ والتيسير ‪.‬‬
‫‪ -‬لم يتمكن عباس حسن من التخلص من الخلط واالضطراب في بعض المسائل النحوية إذ وقع فيها وقع فيه‬
‫بعض النحاة السابقين ‪ ،‬علما أنه كان يحذر في الكثير من المواقف@ من الوقوع في الخلط واالضطراب ‪،‬وربما@‬
‫يرجع ذلك إلى أسباب تالزم النحو العربي في جميع مراحله التي مر بها‪  ‬وعند جميع النحاة القدامى و المحدثين ‪.‬‬
‫‪ -‬حاول عباس حسن التخلص من كثير من عيوب النحو وأفأته وشوائبه ‪ ،‬إال أنه لم يتمكن من معالجة تلك‬
‫الشوائب واآلفات والعيوب بالدرجة التي يبدو للباحثة‪  ‬انه كان يأملها ‪  ،‬ولعله لم يتمكن من تحقيق هذا الهدف‬
‫لعوامل وأسباب ال مجال لذكرها ها هنا‪.‬‬
‫‪ -‬عمل عباس حسن على حسن تجميع قواعد النحو وحسن توزيع@ أبوابه متبعا في ذلك الترتيب والتبويب الذي‬
‫عمل بموجة ابن مالك في ألفيته ‪ ،‬إال أنه لم يحقق ما أراده في هذا الموضوع@ بالرغم من محاوالته المتكررة‬
‫ومعالجته المتعددة لسوء التجميع وسوء التوزيع في قواعد النحو العربي وأبوابه‪ ،‬إذ وقع فيما وقع فيه النحاة من‬
‫قبل ‪ ،‬وربما استعصى عليه األمر ‪ ،‬ولم يتمكن من تحقيق هذه الغاية في حياته ‪ ،‬تاركا األمر لمن يتولى منهجه و‬
‫دعوته في البحث في النحو العربي وفي اللغة العربية لتطويرها بما يتناسب مع حاضر األمة العربية و مستقبلها‪.‬‬
‫‪ -‬اتخذ عباس حسن من القياسي والسماعي في اللغة العربية أصوال وقواعد يمكن بألفاظ ومفردات ومصطلحات‬
‫تنسجم و تتوالف في تراكيب لغوية سليمة فصيحة ‪ ،‬وفي عبارات ذات معاذ ودالالت و مقاصد ‪ ،‬وبأساليب‬
‫بالغية تضفي غلى اللغة العربية قوتها في السبك والمعنى والداللة والفصاحة والبيان ‪ ،‬ودون خروج غلى‬
‫قواعدها ونحوها@ الميسر الصالح للتعليم والتعلم و التطبيق محادثة وكتابة ‪.‬‬
‫‪-‬لم تكن دعوة عباس حسن إلى تيسير@ النحو‬
‫مقدمه كانت حول فضل علمائنا السالفين وأثارهم في اللغة وفروعها@‬

‫النحو نشأته ‪-‬آثاره‪-‬‬


‫تعريف كتاب اللغة والنحو‪:‬‬ ‫المدخل‪:‬‬

‫‪1/-‬التعريف باألستاذ@ عباس حسن وبكتابة اللغة والنحو@‬

‫أ‪-/‬األستاذ عباس حسن ‪:1‬‬

‫‪-‬وليده األستاذ عباس حسن عام ‪ 1900‬في مدينة منوف@ وكان والده منشغال بالتجارة في القاهرة‬

‫فانتقل األستاذ عباس حسن وهو طفل إلى قرية سروهيت فكفله خاله وبعث به إلى كتاب القرية حيث تعلم مبادئ‬
‫القراءة والكتابة وحفظ القران الكريم ‪ ،‬ثم التحق باألزهر فدرس فيه مقررات من علوم الدين واللغة ثم التحق بدار‬
‫العلوم وبدأ األستاذ عباس الحسن حياته في التعليم مدرس في مدرسه الناصرية االبتدائية ثم في بعض المدارس‬
‫الثانوية ‪ ،‬ثم انتقل إلى دار العلوم للتدريس بها وظل يلتقي بها حتى وصل إلى درجه أستاذ ‪ ،‬ثم انتقل إلى وزاره‬
‫التربية والتعليم فاشتغل بها أعلى المناصب بين رجال اللغة إلى التقاعد وقد اختير بعد ذلك لعضوية مجمع اللغة‬
‫العربية في عام ‪ 1967‬م ‪.‬‬

‫له مؤلفات كتاب (النحو الوافي) ألفه عام ‪1960‬م ‪,‬وكتاب) رأي في بعض أصول اللغوية والنحوية( طبع عام‬
‫‪1951‬م ‪ ,‬وقد جمع أراء في هذا الكتاب مع عده من مقاالت نشرت له في رسالة اإلسالم ما بين سنه ‪1956‬م و‬
‫‪1959‬م في كتاب أسماه (اللغة والنحو@ بين القديم والحديث ) ألفه عام ‪ 1966‬م وله أيضا( كتاب المتنبي) و(شوقي‬
‫دراسة ونقد وموازنة) كما ترك عباس حسن عشرة بحوث مجمعية ‪.‬‬

‫‪-1‬عباس حسن وجهوده النحوية ( رسالة ماجستير زينب شافعي عبد الحميد ‪) 18-13‬‬

‫النظرية ابن مضاء في تسيير النحو وأثارها@ في المعا صرية المصرين رسالة ماجستير@ أميره علي توفيق@ ص‬
‫‪368‬‬
‫تعريف كتاب اللغة والنحو‪:‬‬ ‫المدخل‪:‬‬

‫‪ -‬أما كتاب ( اللغة والنحو@ ) فقد أشار عباس حسن في مقدمته إلى دستور@ الذي أقام عليه الكتاب والهدف@ من‬
‫تأليفه‪.‬‬

‫تلخص فيما ذكره في النقاب اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -)1‬مقدمه تحدث فيها عن فضل العلماء السلفيين في جمع اللغة وفروعها@ وما ترتب منها من بعض الشوائب‪.‬‬

‫‪ -)2‬اختيار أمثلة ناصعة بارعة في أداء مهمتها ‪.‬‬

‫‪ -)3‬الكتابة بأسلوب بليغ في ترتيب مراحل جمع اللغة ونشأتها@ ‪.‬‬

‫‪ -)4‬تدوين أسماء المراجع في بعض المسائل التي قد تتطلب الرجوع إليها ‪.‬‬

‫‪ -)5‬فهذا الكتاب يتناول مباحث هي‪:‬‬

‫‪ -‬القياس في مباحثه وصور@ كما يعالج النحو العربي وأبوابه باإلضافة إلى مطارحه التحليل في مختلف‬
‫تصويغاته كما يعالج نظرية العمل ومفهوم@ العامل في معناه ومساره وهناك مبحث عدم الجمع وتعريفه ثم ينتقل‬
‫إلى التعريب من حيث تعريفه وحكمه ليصل إلى بحث كل اشتقاق والنحت من حيث ضرورته وحكمه وقياساته‬
‫ليصل إلى مبحث الدعوة إلى العامية وترك@ الإعراب فيعالج سلبياته ذلك ‪ ,‬ليصل إلى الدعوة إلى استعمال‬
‫الحروف@ الالتينية وضرورة ذلك ليختم مباحث الكتاب في (الشعر المنصور@ او الحر او المرسل معناه وضرره )‪.‬‬
‫تعريف النحو في العصر الحديث ‪:‬‬ ‫المبحث األول ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬أ‪ -‬مفهوم تسيير النحو ‪:‬‬

‫يختلف المراد بتيسير النحو في الدراسات الحديثة باختالف@ مناهج الدارسين وتفكيرهم@ ‪ ،‬فمن الدارسين من ‪-‬‬
‫ينظر إلى التسيير من منظور تربوي ‪ ,‬فيتناول@ هذه المسالة في ضوء أصول التدريس ‪ ,‬وطرائقه الحديثة ‪,‬‬
‫واألساليب التربوية والنفسية في عرض المادة ‪ ,‬ومنهم@ من ينظر إلى التسيير في ضوء مناهج علم اللغة الحديث ‪,‬‬
‫هؤالء يتعرضون للمادة النحوية نفسها ال لطريقة عرضها ‪ ,‬وقد@ تفاوت الدارسون في تطبيق المناهج اللغوية‬
‫الحديثة على اللغة العربية ‪ ,‬فمنهم@ من رفض النحو العربي وحاول وصف@ اللغة العربية من جديد وصفا ألسنيا ‪,‬‬
‫ومنهم@ من رفض الوصف العربي@ ولم يقدم له بديال ‪ ,‬ومنهم من حاول تطبيق هذه المناهج الحديثة على النحو‬
‫العربي ‪ ,‬مثل تطبيق المنهج الوصفي على النحو العربي باعتماد السماع ‪ 2‬ورفض القياس والتعليل والتأويل‬
‫‪ .‬والتقدير@ ونظرية العامل‬

‫‪ -‬أما عباس حسن في كتابه ( النحو الوافي ) فقد سعى إلى تيسير النحو من جهتين؛ الطريقة والمادة‪ ,‬حيث سلك‬
‫في طريقة عرض النحو مسلكا يختلف عن مسلك النحاة؛ إذ قسم كل مسالة إلى قسمين‪ ،‬قسم موجز@ للطالب‪.‬‬
‫وآخر مفصل المتخصصين‪ .‬يستخدم في تمثيل‪ .‬على المسائل أمثلة حديثه‪ ,‬ونوع في أسلوب عرض المادة‬
‫فجاءت لغة كتابه سهلة‪ ,‬واضحة‪ ,‬بعيده عن التعقيد‪ .‬كما تعرض للمادة النحوية نفسها فانتقد منهج النعاة في الكثير‬
‫من األصول والمسائل متأثرا بالفكر السائد في عصره‪.‬‬

‫‪ - 2‬ينظر@ في ذلك ‪ :‬النحو العربي و درس الحديث للدكتور@ عبده الراجحي ‪ ،‬و الخالف النحوي للدكتور@ حسن‬
‫العكيلي ‪ ، 122-89‬وإتجاهات تجديد النحو للدكتور@ أحمد بن جار هللا الزهراني ‪ ،‬و النحو العربي بين األصالة و‬
‫التجديد للدكتور@ عبد الحميد عيساني ‪. 269-163‬‬
‫تعريف النحو في العصر الحديث ‪:‬‬ ‫المبحث األول ‪:‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬ب‪-‬نشأة فكرة تيسير@ النحو في العصر الحديث ‪:‬‬

‫تتابعت على مصر في القرن الثالث عشر الهجري‪ .‬المتغيرات الثقافية واالجتماعية‪ ,3‬قد عانى أهلها في أواخر@‬
‫القرن الثاني عشر ‪ ,‬وأوائل الثالث عشر من جور المماليك ‪ ,‬ثم لم يلبثوا حتى احتلها الفرنسيون@ بقياده نابليون‬
‫‪1213‬ه ‪ ,‬مصطحبا@ معه عشرات المستشرقين‪ ،‬و طائفة من العلماء في شتى العلوم والفنون وكان من أهداف هذه‬
‫الحملة دراسة واقع المسلمين ‪ ،‬و تجريدهم@ من ثقافتهم@ وتقاليدهم ‪ ,‬ووأد اليقظة والنهضة في مصر ‪ ،‬بسرقة كل‬
‫نفيس من الكتب‪ ،‬بين أن هذه الحملة الصليبية لم تمكث في مصر طويال ‪ ،‬حيث خرجت بعد ثالث سنوات من‬
‫االحتالل‪ ،‬وذلك في عام ‪ 1216‬ه‪.‬‬

‫ثم اضطربت أوضاع البالد ‪٫‬فأسند@ العلماء والية مصر لمحمد علي عام ‪ 1220‬ه وكانت تركيا في بعثته في‬
‫أواخر الحملة الفرنسية فأحاط به المستشرقون وخاصة الفرنسيون منهم ‪ ،‬وأوغروا صدره على العلماء فعاداتهم@ ‪،‬‬
‫كما أغروه پإرسال بعثات كبيرة من الطالب إلى فرنسا@ ‪ ،‬ليعودوا إلى مصر@ ‪ ،‬يتولون المناصب‪ ،‬ويبثون األفكار‬
‫التي تلقوها هناك ‪.‬‬

‫ويأبى@ هذا القرن أن يرتحل حتى يقمع مصر وأهلها باحتالل االنجليزي@ عام ‪1299‬ه ‪ ،‬فيأتي معه اإلستشراق@‬
‫االنجليزي@ الذي احدث في ثقافة المصريين صدعا اشد أعتى من الصدع الذي أحدثه اإلستشراق@ الفرنسي ‪ ،‬وكان‬
‫تركيزه على التعليم ‪ ،‬حيث أسس أمره إلى قسيس خبيث هو ( دنلوب ) الذي سعى إلى التفريغ طلبة المدارس من‬
‫ماضيهم@ ‪ ،‬من خالل إبتعاث شباب مصر إلى أوروبا@ وإعادتهم ليكونوا بعد عودتهم قادة هذا التحول ‪ ،‬فيرسخون@‬
‫في نفوس الطلبة أن ثقافة الغرب هي سر تفوقهم ‪ ,‬وأن ثقافتنا هي سر ضعفنا ‪.‬‬

‫ومن هنا بدأ التحول بشكل ظاهر‪ ,‬إن أخذت تتردد@ بين المثقفين في تلك الفترة قضايا@ مثل الجديد ‪ ,‬و القديم ‪,‬‬
‫والتجديد@ وثقافة العصر ‪ ,‬ويمكننا@ أن نلمس هذه الظاهرة بوضوح@ في قول أحد دعاة التجديد ‪ ( ,‬رأيت حيث عهد‬
‫إلي بتدريس النحو العربي بدار العلوم ‪ ,‬أن في مجرد تفسير عبارات النحاة نوعا من االجترار العقلي ال يليق‬
‫بعصرنا@ الذي نعيش فيه ‪ ,‬وال بنهضتنا العقلية في هذا الدور الحاسم من أدوار الثقافة العربية )‪ . 4‬إذا فالمسألة‬
‫عند هؤالء مسألة قديم وجديد فحسب ‪ ,‬ولعل مما يؤكد هذه النظرة ما ذكره شاهد من شهود ذلك العصر‬
‫‪ -‬محمود@ شاكر‪ -‬حيث يقول مشيرا إلي أساتذته الذين انتعشت على أيدهم هذه المرحلة ‪ ( :‬أما الذي‬ ‫والعالمة‬
‫أخذه جيلنا عنهم ‪ ,‬فهو االتجاه الغامض إلى المعنى المبهم الذي تتضمنه كلمة ( تجديد ) وإلى هذا الرفض‬
‫الخفي للثقافة التي كان ينبغي لها أن تنتمي إليها ‪ ,‬وإلى االنحياز@ الكامل إلى القضايا الفكر والفلسفة و األدب و‬
‫‪.5‬‬ ‫التاريخ التي أولع األساتذة بتلخيصها@ لنا كي نلحق بثقافة العصر الذي نعيش فيه ‪ ,‬وبمناهجه في التفكير )‬

‫‪ - 3‬للتوسع أنظر ‪ :‬رسالة في طريق إلى ثقافتنا لمحمود@ شاطر ‪. 167-79‬‬


‫‪4‬‬
‫دراسات نقدية في النحو العربي للدكتور عبد الرحمان أيوب ( كلمة المؤلف ) ‪-‬‬
‫‪ - 5‬رسالة في الطريق إلى ثقافتنا ‪.159‬‬
‫تعريف النحو في العصر الحديث ‪:‬‬ ‫المبحث األول ‪:‬‬

‫وهذا ما يفسر تميز تلك الحقبة الزمنية بكثرة دعوات التجديد ‪ ،‬وصيحاته في مختلف جوانب الحياة ‪ ،‬وقد تعالت‬
‫من بين تلك الدعوات و الصيحات أصوات منادين بتجديد النحو وتيسيره ‪ ،‬واستمرت إلي وقتنا حاضر@ ‪،‬على أن‬
‫الموقف@ المحدثين من النحو أخد منحيين ‪ ،‬أحدهما رفض النحو رفضا تاما ‪ ،‬واألخر تيسيره ‪ ،‬حيث يرى أصحاب‬
‫التيسير@ أن في النحو جوانب ضعف@ و قصور@ البد من تصحيحها@ ‪ ،‬وسلبيات@ البد من تداركها ‪ ،‬ومن أبرز‬
‫السلبيات التي أخدها هؤالء على نحو أن المكانة التي احتلها النحو تجاوزت وظيفته ‪ ،‬فحبد به من غايته‪.6‬‬

‫و يمكننا أن نلمس بوضوح ما نجع عن تلك البعثات من نقل اآلراء الغربية وتطبيقها@ على النحو العربي@ بهدف‬
‫تجديده وتيسيره في قول الدكتور عبده الراجحي ‪ ( :‬حين انتقل منهج الوصفي إلى الدرس العربي@ بعد اتصال‬
‫أساتذتنا@ وباحثينا به في الغرب ‪ ،‬بدأت هذه االنتقادات التي أخذها الوصفيون على النحو التقليدي األوربي@ تظهر‬
‫في معظم المؤلفات الحديثة التي تعرض النحو العربي)‪.7‬‬

‫ولما كان من ابرز مظاهر المنهج والصفي رفض التعليل وتأويل@ والتقدير ‪ ،‬فقد وجد كثير من الداعين إلى‬
‫التجديد بغيتهم في آراء ابن مضاء ‪ ،‬إذ وجدوه كما شاءوا يدعو إلى إلغاء العلل الثواني والثوالث ‪ ،‬وإلغاء نظرية‬
‫العامل وما يترتب عليها من تأويل وتقدير وإلغاء القياس وإلغاء التمارين غير العلمية ‪ ، 8‬فاتخذوا آراءه لهم‬
‫مركب ‪ ،‬يقول الدكتور حسن العكيلي ‪ ( :‬كانت محاولة ابن مضاء وثورته على النحو‪ ،‬والنحاة من األسباب‬
‫الرئيسية للتسيير المعاصر@ ‪ ،‬فقد تأثر بدعوته أصحاب التسيير أبعد التأثير@ )‪. 9‬‬

‫‪ - 6‬نظرات في التراث اللغوي العربي للدكتور@ عبد القادر المهيري ‪. 106-105‬‬


‫‪ - 7‬النحو العربي والدرس الحديث ‪.48‬‬
‫‪ - 8‬الرد على النحاس بالتحقيق شوقي ضيف ‪.141-61‬‬
‫‪ - 9‬الخالف النحوي ‪. 128‬‬
‫تعريف النحو في العصر الحديث ‪:‬‬ ‫المبحث األول ‪:‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬ابرز أعالم تجديد النحو وتيسيره في العصر الحديث ‪:‬‬

‫‪ -/1‬إبراهيم مصطفى ‪.‬‬

‫‪ -‬ظهر كتابه ( إحياء النحو ) عام ‪ 1936‬م ‪ ،‬وقد@ سرح المؤلف بهدفه منه فقال‪  ( :‬ﺃﻁﻤﺢ ﺃﻥ ﺃﻏﻴﺭ ﻤﻨﻬﺞ‬
‫ﺍلبحث‪  ‬ﺍلنحوي‪  ‬للغة‪  ‬العرﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻭﺃﻥ ﺃﺭﻓﻊ ﻋﻥ المتعلمين ﺇﺼﺭ ﻫﺫﺍ‪ ‬النحو ‪ ،‬ﻭﺃﺒﺩلهم@ ﻤﻨﻪ ﺃﺼﻭﻻ ﺴﻬﻠﺔ ﻴﺴﻴﺭﺓ‪ .‬ﺘﻘﺭﺒﻬﻡ‬
‫ﻤﻥ العرﺒﻴﺔ ‪ ،‬وتهديهم إلي حظ من الفقه بأساليبها )‪.10‬‬

‫وابرز@ أفكار كتابه هي ‪:‬‬

‫‪ )1‬إن حركات اإلعراب تدل على معنى ‪ ،‬وليست كما زعم النحاة اثر النحاة أثرا لفظيا خالصا ‪ ،‬ال صله له‬
‫بالمعنى ‪ ،‬فالضمة عنده علم االستناد@ ‪ ،‬والدليل أن الكلمة يتحدث عنها ‪ ،‬والكسرة علم اإلضافة ‪ ،‬و الفتحة‬
‫ليست عالمة شيء ‪.‬‬
‫‪ )2‬إن حركات اإلعراب ليست أثرا لعامل لفظي ‪ ،‬بل المتكلم هو الذي أحدثها ‪.‬‬
‫‪ )3‬إن التنوين علم التنكير ‪ ،‬ولهذا رأى أن العلم ال ينون ‪.‬‬
‫‪ )4‬توحيد@ األبواب ذات العالقة الواحدة تحت باب واحد‪.‬‬
‫‪ -/2‬عبد المتعال الصعيدي ‪:‬‬
‫ألف تسيير النحو كتاب ( النحو الجديد ) واهم آرائه التي ذكرها في هذا الكتاب هي ‪:‬‬
‫‪ )1‬اإلعراب عند هو تصرف في أخر أسمائها و أفعالها@ وحروفها@ بين الرفع والنصب والجر‪.‬‬
‫‪ )2‬دمج أبواب المبتدأ والخبر والناسخ تحت باب واحد‪.‬‬
‫‪ )3‬إلغاء نظريه العامل‪.‬‬
‫‪ )4‬يرى أن الجملة تدخل ضمن اإلعراب تقديري ‪.‬‬
‫‪ )5‬يرى إعراب نائب الفاعل مفعوال به مرفوعا@ ‪.‬‬
‫‪ -/3‬مهدي المخزومي ‪:‬‬
‫له عدد من الكتب انتقد فيها النحو العربي ‪ ،‬ومن أهمها ( مدرسه الكوفة ومنهجها@ في دراسة اللغة والنحو ) و‬
‫( في النحو العربي نقد وتوجيه ) و ( في النحو العربي قواعد وتطبيق) ‪.‬‬
‫وابرز@ المصادر التي استقى منها المخزوني@ مادته هي ‪:‬‬
‫‪ )1‬النحو الكوفي@ ‪.‬‬
‫‪ )2‬أراء ابن المضاء في كتابه ( الرد على النحاة )‪.‬‬
‫‪ )3‬أراء إبراهيم@ مصطفى للتجديد النحو في كتابه ( إحياء النحو)‪.‬‬
‫‪ )4‬أراء خاصة به‪.‬‬

‫‪ - 10‬إحياء النحو ص‪.1‬‬


‫تعريف النحو في العصر الحديث ‪:‬‬ ‫المبحث األول ‪:‬‬

‫‪ -‬واهم القضايا األساسية عنده هي ‪:‬‬


‫عرض النحو على مستويات ثالثة ‪ :‬صوتي فصرفي@ فنحوي‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫أقسام@ الكلمة عند هي‪ ( :‬فعل ‪-‬واسم‪ -‬وأداة ‪-‬وكنايه)‬ ‫‪)2‬‬
‫قسم الموضوعات النحوية من رفع ‪ -‬وخفض ‪ -‬وجر‪.‬كما@ صنفها باعتبارها@ شادة ‪ ،‬إلى ( المثنى ‪ -‬والجمع‬ ‫‪)3‬‬
‫الصحيح ‪ -‬واألسماء الخمسة ‪ -‬و اإلسم الذي ال ينون)‪.‬‬
‫الجملة عند ثالثة أقسام ‪ :‬هي الجملة فعلية واإلسمية والظرفية‪.‬‬ ‫‪)4‬‬
‫‪ -/‬احمد عبد الستار الجواري ‪:‬‬
‫له عدد من الكتب في تيسير النحو وتجديده هي ‪:‬‬
‫( نحو التيسير) ‪ ،‬و ( نحو القرآن ) ‪ ،‬أهم اآلراء في كتابه ( نحو التيسير ) هي ‪:‬‬
‫انتقد النحاة تركيزهم على اإلعراب الن ذلك جعلهم يغفلون مهمة النحو وفي@ تأليف الكالم وترتيبه‬ ‫‪)1‬‬
‫وتركيبه وأساليبه المختلفة ‪.‬‬
‫دعا إلى إتباع المنهج الوصفي االستقرائي@ بدراسة الظواهر@ اللغوية ‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫‪ -/5‬عبد الرحمان أيوب ‪:‬‬
‫ظهر كتابه ( دراسات نقدية في النحو العربي ) عام ‪1956‬م ‪ ،‬وقد@ ذهب مؤلفه إلى أن التفكير اللغوي في العصر‬
‫الحديث يتسم بموضوعيه البحث التجاهه إلى وصف@ الظواهر اللغوية دون فلسفتها‪.‬‬
‫‪ -‬كما ذكر في مقدمه الكتاب ابرز على منهج النحاة وكان منها ما يأتي ‪:‬‬
‫النهي بني قاعدة على أساس من االعتبارات عقلية ثم يفرضها على العقل‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫أن النحاة خلطوا بين اللهجات في دراستهم@ وتأثر النحو بالمنطق اليوناني‪@.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫‪-/6‬شوقي ضيف@ ‪:‬‬
‫له في تيسير النحو وتجديده اجتهادات كثيرة أشهرها ما جاء في مقدمه تحقيقه لكتاب ( الرد على النحاة )‬
‫البن مضاء ‪ ،‬حيث أيد رئي إبن مضاء ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن أهم مؤلفاته في التسيير النحو كتاب ( تجديد النحو ) ‪.‬‬
‫وبين في مقدمة هذا الكتاب أهم هذه األسس وهي ‪:‬‬
‫إعادة ترتيب أبواب النحو على خالف القدماء وإلغاء اإلعراب بين التقديري والمحلي‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫عدم االشتغال بإعراب الكلمات التي ال تجدي نفعا ووضع ضوابط@ بعض المفعوالت‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫حذف ما يراه زائد ال فائدة منه وإضافة ما يراه ضروريا@ ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تعريف النحو في العصر الحديث ‪:‬‬ ‫المبحث األول ‪:‬‬

‫‪ -/7‬تمام الحسن ‪:‬‬


‫حاول تمام الحسن في كتابه ( اللغة العربية معناها ومبناها@ ) التجديد في النحو‪ ،‬واعتمد في محاولته على‬
‫االستغناء عن نظريه العامل والفكر األساسية وإحالل ما اسماه ب( تضافر القرائن ) محل نظريه العامل‪.‬‬
‫وهذه القرائن بعضها@ لفظية ‪ ،‬وبعضها@ معنوية أما القرائن اللفظية فهي ‪:‬‬
‫‪ -‬العالمة اإلعرابية ‪ -‬والرتبة‪ -‬والمطابقة ‪ -‬والربط@ ‪-‬والتضام‪ -‬واألداة ‪ -‬والنغمة ‪.‬وأما القرائن المعنوية فهي‬
‫اإلسناد ‪ -‬والتخصيص‪ -‬والنسبة ‪ -‬والتبغية ‪ -‬والمخالفة ‪.‬‬
‫‪-/8‬عباس حسن‪:‬‬
‫يقول الدكتور الحسن العكيلي ‪ ( :‬األستاذ عباس الحسن من ابرز أصحاب التسيير المعاصرين الداعيين إلى‬
‫اإلصالح اللغوي ‪،‬النحوي له مؤلفات جمة في ذلك أهمها ‪ (:‬النحو الوافي ) و( اللغة العربية بين القديم‬
‫‪11‬‬
‫والحديث)‬
‫تقول الدكتورة أميرة علي توفيق@ ‪ ( :‬األستاذ عباس حسن محاولتان في النقد النحو و عالجه وتسييره ‪ ،‬األولى‬
‫نظرية يتكلم فيها عن أوجه النحت التي أخذها على النحاة ‪ ،‬وما يقترحه هو من عالج ‪.‬‬
‫وقد@ ظهرت هذه المحاولة في بدء األمر في صوره مقاالت عشر نشرت بمجله رسالة إلى اإلسالم ما بين ابريل‬
‫سنه ‪ ، 1956‬يوليو سنه ‪.1959‬‬
‫تحت عنوان صريح الرأي في النحو العربي‪ .‬داؤه و دواؤه‬
‫فانتشرت هذه المقاالت سنه ‪ 1966‬في كتاب تحت عنوان ‪ :‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪.‬‬

‫‪ - 11‬الخالف النحوي في ضوء محاوالت التيسير الحديثة ‪.160-139‬‬


‫األسس التي بنا عليها عباس حسن أراء واختياراته‪:‬‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬استفادة عباس حسن من أراء الكوفيين في تسيير@ النحو ‪.‬‬

‫بدأ االهتمام بالنحو الكوفي في العصر الحديث من عام ‪1950‬م وكان هدف المهتمين بالنحو الكوفي في هذه‬
‫الحقبة وهو السعي إلي تيسير النحو ‪، 12‬حيث ( اعتمد أصحاب تسير على الخالف اعتمادا كبيرا ‪ ،‬وقد صرح‬
‫بعضهم@ بذلك ‪ ،‬وكانوا يبحثون في الخالف النحوي المتعدد ليجدوا ما يناسب العصر ويتفق مع توجههم@ وان كان‬
‫رأي غير مشهور@ ويهملون غيره وان كان رأيا مشهورا@ تتناقله الكتب النحوية )‪.13‬‬
‫وبسبب التركيز@ على النحو الكوفي@ في تيسير النحو هو ما يراه بعض الدعاة إلي تيسير النحو من أن النحو‬
‫الكوفي@ أقرب إلى روح اللغة من النحو البصري ‪ ،‬ألن النحو البصري ‪-‬كما يذكرون ‪ -‬يقوم على المنطق@ والجدل‬
‫و القياس ‪ ،‬مع ما يقابله من تشدد البصريين في ضوابط@ السماع الذي تبنى عليه قواعد اللغة ‪،‬في حين أن النحو‬
‫الكوفي@ عندهم أسهل وأكثر مرونة ‪ ،‬ألن الكوفيين كانوا أكثر اعتمادا على السماع‪،‬واقل تشددا في أمر ضوابطه ‪.‬‬
‫وقد@ كان الدكتور@ ( مهدي المخزومي ) من أبرز الدعاة إلى االستفادة من نحو الكوفي@ في تيسير النحو ‪ ،‬وقد@‬
‫صرح بذلك فقال ‪ ] :‬كان حربا بهذه المحاوالت أن تنظر إلى النحو البصري@ ‪ ،‬وان تفيد من أعمال الكوفيين في‬
‫تجديد النحو أو تيسيره ‪ ،‬ولكن لم يكن من بين أصحاب المحاوالت قديما و حديثا من اللفت إلي ضرورة االستفادة‬
‫من أعمال الكوفيين‪ ،‬المهم إلى ما كان من األستاذ الكوفي حيث قرر@ ضرورة االستفادة من المذاهب النحوية‬
‫‪14‬‬
‫المختلفة ‪ ،‬وعدم التقيد بضمير نحوي واحد في مسألة بعينها )‬
‫ولم يكن عباس حسن عن هذه النزعة ببعيد ‪ ،‬فقد أشار في مقدمة كتابه ( نحو الوافي ) إلى انه قد يستعين بتعدد‬
‫المذاهب في تيسير@ اللغة ‪،15‬كما نص في كتاب (اللغة والنحو) على أن الكوفيين كانوا ( اقرب إلى الحق والواقع‬
‫حيث أجازوا@ القياس على مثال واحد مسموع ‪ ،‬وحيث يعتبرون اللفظ الشاذ ‪،‬فيقفون عليه ‪ ،‬ويبنون على الشعر‬
‫الكالم‪ ،‬من غير نظر إلى مقاصد العرب وال اعتبار بما كثر أو قل )‪ ،16‬ولهذا ذهب إلي أن منهج الكوفيين@ كان‬
‫خيرا من منهج غيرهم في كثير من األحيان ‪ ،‬ليسره وخلوه من المشقة واإلعنات ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫( ليس الكوفيين بأهون شانا ‪ ،‬وال أقل عددا ‪ ،‬وال اضعف مصادر من البصريين ‪ ،‬وإن ناصرت هؤالء كما يقول‬
‫مؤرخون ‪ .‬السياسة والحزبية ‪ ،‬واألهواء الدينية ‪ ،‬وفوق هذا الكوفيون اعلم بالشعر من البصريين‪ ،‬كما يقول‬
‫المحققون ‪ .......‬واليوم@ ال نريد أن نسلم زمام اللغة لهؤالء ‪ ،‬أو هؤالء ‪،‬أو سواهم@ من غير تبصر@ وطول تفكير ‪،‬‬
‫فهذا الذي يقضي به العقل ؟ إن غاية البصري والكوفي وغيرهم اللغة والنحاة هي ‪ :‬صيانة اللغة ‪ ،‬والمحافظة‬
‫عليها من عوامل الضعف والفساد ولكل وسيله إلى غايته ‪ .‬ولكن الوسائل تتفاوت يسرا ومشقة ‪ ،‬ولينا و إعناتا ‪،‬‬
‫وخيرها@ ما ال مشقة فيه وال إعنات ‪ ،‬أو ما كان نصيبه منهما ضئيال محتمال ‪ .‬وهذا ينطبق أحيانا كثيرا على‬
‫المذهب الكوفي دون غيره )‪. 17‬‬

‫‪ - 12‬انظر الخالف النحوي حسن الطيلير‪ ، 237‬و خطر متعثرة على الطريق تجديد النحو العربي للدكتور@ عفيف‬
‫دمشقية ‪. 200 - 177 - 6‬‬
‫‪ - 13‬الخالف النحوي للدكتور@ حسن العكيلي ‪. 234‬‬
‫‪ - 14‬مدرسة الكوفة ‪. 408‬‬
‫‪- 15‬انظر النحو الوافي@ ‪.1/9‬‬
‫‪ - 16‬اللغة والنحو ‪ ، 94‬وأنظر ‪ 121‬من الكتاب نفسه ‪.‬‬
‫‪ - 17‬اللغة والنحو ‪. 98-96‬‬
‫األسس التي بنا عليها عباس حسن أراء واختياراته‪:‬‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬‬

‫وإذا نظرنا في مسائل كتاب ( النحو الوافي ) فإننا نجد فيها تطبيقا عمليا لكالمه هذا ‪ ،‬حيث نرى قد استثمر آراء‬
‫‪18‬‬
‫الكوفيين في ما ذهب إليه من تسيير النحو ‪ ،‬فاستحسن أرائهم ودعا إلى األخذ بها في مسائل كثيرة‪.‬‬
‫وفق@ أسس الترجيح التي سبق الحديث عنها في الفصل الثاني من هذا البحث ومن ذلك ترجيحه بعض آراء‬
‫الكوفيين بناء على خلوها من التكلف و الجدل‪ ، 19‬مثل ترجيع رأيهم في صحة القياس على الحال الجامدة ‪ ،‬بناء‬
‫على ما ذكره من أن حجه البصريين في المنع جدلية ال يثبت على الفحص ‪، 20‬ومن ذلك ‪-‬أيضا‪ -‬ترجيحه ما‬
‫ذهب إليه الكوفيين من عدم اعتبار ( واو ) المعية و ( واو ) عطف بعدا عن التكلف‪. 21‬‬
‫كما نراه يرجح آراءهم لما يبغي عليها من تيسير اللغة على المتكلمين ومراعاة حاجاتهم@ ‪ ،22‬مثل موافقته للكسائي‬
‫‪23‬‬
‫ذهب إليه من جواز (فعل ‪ -‬يفعل) في باب المغالبة ‪ ،‬ألن فيه تيسيرا باستعمال ظبطي@‬
‫ومثل ذهابه إلى جواز@ التفضيل من األلوان مباشره موافقة للكوفيين ‪ ،‬بحجه مراعاة حاجة المتكلمين ‪، 24‬‬
‫ومثل موافقته للكسائي فيما ذهب إليه من جواز األخذ بالقياس فيما له سماع مخالف من الصيغ جموع التكسير ‪،‬‬
‫موافقة الضوابط المستنبطة من كالم العرب ‪،‬وكما في البحث عن المسموح من العناء و اإلرهاق ‪.25‬‬
‫ولما كان من ابرز المأخذ التي أخذها عباس حسن علي البصريين تشددهم في أمر السماع ‪ ،26‬كان من الطبيعي‬
‫أن تجده يرجح أقوال الكوفيين المبنية على السماع القليل في عدد من المسائل‪.27‬‬
‫على صلة إذا كان ظرفا@ أو جارا مع مجروره ‪ ،‬لوروده في القران الكريم‪ ، 28‬موافقتهم ذلك في صحة زيادة الياء‬
‫إن لم توجد وحذفها إن كانت موجدة في كل جمع تكسير على وزن فعالل ( مفاعل ‪ -‬مفاعيل ) بناء على وروده‬
‫في السماع ‪.29‬‬

‫‪ - 18‬أنظر النحو الوافي@ ‪523-477-470-380-237-241-167-163-1/143‬‬


‫‪2/165-203-541-369-542‬‬
‫‪3/49-311-351-366-398-433-437-523-557-564-570-606-607‬‬
‫‪4/305-368-370-379-455-475-476-653-671-672‬‬
‫‪ - 19‬انظر المرجع السابق ‪.379 /4 311.366.556.570 /3 542-369 /2 523 /1‬‬
‫‪ - 20‬انظر المرجع السابق ‪.369 /2‬‬
‫‪ - 21‬انظر المرجع السابق ‪.379 /4‬‬
‫‪ - 22‬انظر المرجع السابق ‪.635-368 /4 398-351-437-606 /3 175 /2 470 /1‬‬
‫‪ - 23‬انظر النحو الوافي ‪.175 /2‬‬
‫‪ - 24‬انظر المرجع السابق ‪.398 /3‬‬
‫‪ - 25‬انظر المرجع السابق ‪.635 /4‬‬
‫‪ - 26‬انظر اللغة و النحو ‪.99-98-95‬‬
‫‪.672-671-435- 370 /3‬‬ ‫‪ - 27‬انظر النحو الوافي ‪560 /2 380-163-143 /1‬‬
‫‪ -28‬انظر المرجع السابق ‪.380 /1‬‬
‫‪ -29‬انظر المرجع السابق ‪.671 /4‬‬
‫األسس التي بنا عليها عباس حسن أراء واختياراته‪:‬‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬‬

‫ومن ذلك ‪-‬أيضا‪ -‬تفضيل رأي الكوفيين لبعده عن اللبس ‪ ،‬وذلك في إعراب المسمى به من األسماء المنقولة من‬
‫جمع المؤنث حيث يرى إعرابه إعراب الممنوع من الصرف موافقة لمذهب الكوفيين ألنه يدل بحذف تنوينه مع‬
‫جره بفتحه على أن المراد منه علم مؤنث مفرد ‪ ،‬فال يتوهم أنه جمع‪. 30‬‬
‫كما نجد أنه يأخذ برأي الكوفيين في بعض المسائل بهدف االختصار مثل ترجيحه رأي الكوفيين في أن ( إياك )‬
‫ونحوها@ كلها ضمير@ ‪ ،‬و تفضيله على رأي من مذهب إلى أن الضمير@ هو ( إيا ) وهما ‪ ،‬والكاف حرف خطاب ‪،‬‬
‫تسيير@ واختصارا‪.31‬‬
‫والحق أن منهج الكوفيين لم يكن بعيدا عن منهج البصريين من حيث االعتماد على القياس وتعليل والمنطق‬
‫بهذه الصورة التي ينعتها بها الكثير من المحدثين ‪ ،‬و إن لم تبلغ مداها في التنظير@ عن البصريين ‪ ،‬فقد كان‬
‫الكوفين يعتمدون على القياس والتعليل و المنطق ويستدلون بها على كثير من األحطام@ النحوية ‪ ،‬وقد أظهرت‬
‫ذلك الدراسة التي أجراها الدكتور@ ( محمد خير الحلواني ) ‪، 32‬و وضح فيها مدى اعتماد الكوفيين على كثير‬
‫السماع من األدلة ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬ما أكثر ما نجدهم في كتاب الى نصاف يقفون أمام خصوصهم@ ‪ ،‬وليس معهم من‬
‫السالح شيء من السماع ‪ ،‬وإنما يحملون العلة المنطقية وحدها ‪ ،‬فهناك@ ما يرجوا على خمس وثالثين مسألة ‪،‬‬
‫اعتمدوا فيها العلة دون أن يكون معها شيء من النقل ‪ ،‬وليست ‪ ...‬بأقل إمعانا في المنطق من علل أهل‬
‫‪33‬‬
‫البصرة ‪...‬‬
‫كما تبين في كثير من الدراسات أن ما حكي عن الكوفيين من أنهم يبنون القاعدة على الشاهد الواحد ‪ ،‬و أنهم ال‬
‫يلتفتون إلى قلة أو كثرة ‪ ،‬كالم غير دقيق ‪ ،‬حيث أظهرت تلك الدراسات أن الكوفيين كانوا كثيرا ما يستخدمون‬
‫‪34‬‬
‫مصطلح الشذوذ ‪ .‬وكانوا@ يرفضون إلى احتجاج بكثير من الشواهد بحجة إنها من القليل النادر‪.‬‬

‫‪ -30‬انظر المرجع السابق ‪.1/167‬‬


‫‪ -31‬انظر النحو الوافي ‪.237 /1‬‬
‫‪ -32‬انظر الخالف نحوي لمحمد خير الحلواني ‪. 349 -320‬‬
‫‪ - 33‬المرجع السابق ‪. 332‬‬
‫‪ - 34‬انظر الخالف نحوي لمحمد خير الحلواني ‪ 349 -340‬و الخالف النحوي@ للدكتور حسن العكيلي ‪.‬‬
‫األسس التي بنا عليها عباس حسن أراء واختياراته‪:‬‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تأثر عباس حسن في تيسير النحو في اراء ابن مضاء ‪.‬‬
‫ثار ابن مضاء على النحو والنحات ثورة عنيفة ‪ ،‬قادة إليها مذهب الظاهري في الفقه ‪ ،‬وما فيه من دعوه إلى‬
‫التمسك بحرفية النص في القران الكريم والسنة النبوية دون تأويل ‪ ،‬و إلى إلغاء العلل واألقيسة في المسائل‬
‫الشرعية‪ ،35‬حيث طبق مذهب في الفقه على النحو وقواعده ‪ ،‬مقتصرا على داللة ظواهر النصوص ‪.‬‬
‫ويرى@ الكثير من الباحثين أن الدعوة إلى تيسير النحو في العصر@ الحديث في امتداد لدعوه ابن مضاء ‪ ،‬وان آراء‬
‫الحديثين في التيسير مستمدة من أرائه ‪ ،‬ومن ذلك الدراسة التي أجرتها الدكتورة أميرة علي توفيق@ على أراء ‪،‬‬
‫ابن مضاء متتبعة أثارها في اقتراحات تيسير النحو في العصر الحديث وخرجت من ذلك بنتيجة قالت فيها ‪:‬‬
‫(يمكن القول بأن اغلب اقتراحات@ تيسير النحو لم تخرج في أسسها ومبادئها التي قامت عليها عن تلك التي‬
‫وضعها@ ابن مضاء كدستور@ لتيسير النحو في القرن السادس الهجري بل أن كثيرا منهم إتفق مع إبن مضاء في‬
‫أرائه التفصيلية‪ .‬كل هذا مما يؤكد@ أن ابن مضاء هو الرائد األول لحركات التيسير في النحو ‪ ،‬وانه صاحب‬
‫مدرسة ‪،‬واصلت نشاطها@ في العصر الحديث بعد طول خمول‪).‬‬
‫ويقول الدكتور@ حسن العكيلي ‪ :‬كانت محاوله ابن مضاء ‪ ،‬على النحو والنحاة من أسباب الرئيسية للتيسير‬
‫المعاصر@ ‪ ،‬فقد تأثر بدعوته أصحاب التيسير ابعد التأثير@ في حيث أهملها القدماء كل إهمال )‪.36‬‬
‫كما دعا بعض الباحثين الى إقتفاء أثر ابن مضاء في تيسير النحو ‪ ،‬فها هو ذا الدكتور@ شوقي ضيف يقول ‪:‬‬
‫( انه حري بنا اآلن أن نستجيب إلى هذا النداء ‪ ،‬حتى نخلص من صعوبات النحو التي ترهقهم من أمرهم عسرا ‪،‬‬
‫ولن يكلفنا ذلك جهدا‪ ،‬فقد مهد ابن مضاء الطريق@ أمامنا ‪ ،‬بما وضع فيها من صور@ وأعالم أليس يدعو إلى إلغاء‬
‫نظريه العامل وقد@ طبقها في أبواب من النحو ؟ وإذن فلنعمم@ هذا التطبيق ‪ ،‬فننصرف انصرافا@ تاما عنها وعن كل‬
‫‪37‬‬
‫ما يتصل بها )‪.‬‬
‫ولم يكن عباس حسن عن دعوة ابن مضاء بمعزل ‪ ،‬فقد تأثر بها كما تأثر بها غيره من دعاة التيسير ‪ ،‬بل أرى أنه‬
‫يتفق مع ابن مضاء في أغلب المبادئ التي دعا إليها في كتابه الرد عن نحاة ‪ ،‬وهذا ما أكدته الدكتورة ‪.‬‬
‫أميرة علي توفيق في دراستها@ ‪ ،‬حيث قالت ‪ ( :‬األستاذ عباس حسن يتفق مع ابن مضاء في كثير‪ ،‬بل في أغلب‬
‫‪38‬‬
‫المبادئ التي وضعها لتيسير@ النحو‪) ‬‬
‫وليس شيء اصدق@ في وصف@ الواقع ‪ ،‬وإظهار مدى تأثر عباس حسن بآراء ابن مضاء ‪ ،‬من مقارنة أراء عباس‬
‫حسن بآراء سابقه‪.‬‬
‫وقد@ أفصح ابن مضاء عن مقصده من تأليف كتابه ( الرد على النحاة ) في صدر كتابه ‪ ،‬فقال ‪ ( :‬قصدي@ في هذا‬
‫الكتاب أن أحذف من النحو ما يستغني النحوي عنه ‪ ،‬وأنبه على ما أجمعوا على الخطأ فيه ) ‪، 39‬‬
‫ويمكننا@ أن نلمس التقارب الواضح بين مقصده ومقصد عباس حسن من تأليف كتابه النحو الوافي ‪ ،‬حيث قال في‬
‫المقدمة ‪ (:‬لم تر من تصدي@ الشوائب كلها أو أكثرها ‪ ،‬ينتزعها من مكانها ‪ ،‬ويجهز@ عليها ما وسعته القدرة ‪،‬‬
‫‪40‬‬
‫ومكنته الوسيلة ‪ ،‬فيريح المعلمين والمتعلمين من أوزارها ‪  .‬وهذا ما حاولت جاهدا مخلصا قدر استطاعتي )‪.‬‬

‫‪ - 35‬انظر تيسير@ النحو لشوقي ضيف ‪. 18‬‬


‫‪ - 36‬الخالف نحوي في ضوء محاوالت التيسير الحديثة ‪. 128‬‬
‫‪ - 37‬كتاب الرد على النحاة ‪ ،‬مقدمة المحقق ‪. 48-47‬‬
‫‪ - 38‬نظرية ابن مضاء في تيسير النحو ‪. 379‬‬
‫‪ - 39‬الرد على النحاة تحقيق شوقي ضيف ‪. 76‬‬
‫‪ - 40‬النحو الوافي@ ‪. 5.4 -/1‬‬
‫مراحل جمع اللغة العربية و تسربها‪: +‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬القياس‪.‬‬


‫‪ ‬أوضح من قبل‪ 41‬مكانه النحو‪ ،‬وفضله السابغ ‪  ،‬وكان مما قاله‪ " :‬إن منزله النحو من العلوم اللسانية‪  ‬منزله الدستور‬
‫من القوانين الحديثة ‪ ،‬هو أصلها الذي تستمد عونه‪ ،‬وتستلهم روحه ‪  ،‬وترجع@ إليه في جليل مسائلها ‪،‬وفروع‬
‫تشريعها@ ‪  ،‬فلن تجد علما من تلك العلوم يستقل بنفسه عن النحو‪ ،‬استغني@ عن‪  ‬معونته ‪ ،‬أو يسترشد بغير نوره‪ ‬‬
‫وهداه‪".‬‬
‫هذه العلوم النقلية ‪ -‬على عظيم شأنها‪ ،‬وعميق أثرها ‪ -‬ال سبيل إلى استخالص حقائقها ‪ ،‬والنفاذ إلى أسرارها@ ‪ -‬بغير‬
‫هذا العلم الخطير‪ ،‬فهل ندرك كالم هللا تعالى ‪ ،‬ونفهم دقائق@ التفسير‪ ،‬وأحاديث@ الرسول‪ ‬عليه الصالة والسالم‪ ،‬وأصول‬
‫العقائد ‪ ،‬وأدلة األحكام ‪ ،‬وما يتبع ذلك من مسائل فقهية ‪ ،‬وبحوث@ شرعية مختلفة ‪  -‬إال بإلهام النحو ‪ ،‬وإرشاده ؟‬
‫" وهذه اللغة التي نتخذها ‪ -‬معاشر@ المستعربين ‪  -‬أداة طيعة للتفاهم‪  ‬القولي والكتابي@ ‪  ،‬ونسخرها@ مركبا ذلوال لإلبانة‬
‫عن أغراضها ‪ ،‬والكشف عما في نفوسنا‪ ،‬ما الذي هيئها لنا ‪ ،‬وأقدرنا إلى استخدامها قدره األولين من جزيرة العرب‬
‫عليها ‪  ،‬ومكن لنا من نظمها ونثرها وتمكنهم@ منها ‪  ،‬وأطلق@ لساننا في العصور المختلفة صحيحا فصيحا‪  ‬كما أطلق‬
‫لسانهم ‪ ،‬و أجرى كالمنا في حدود مضبوطة سليمة كالتي يجري فيها كالمهم ‪ ،‬وان كان ذلك منهم طبيعة ‪  ،‬ومنا‬
‫تطبعا ؟‪.‬‬
‫" انه النحو وسيلة المستعرب@ و ذخيرة اللغوي ‪ ،‬وعماد البالغي ‪،‬وأداة المشرع والمجتهد ‪،‬والمدخل إلى علوم العربية‬
‫واإلسالمية جميعا ‪.‬‬
‫‪ ‬فليس عجيبا أن يفرغ له العباقرة من أسالفنا@ ‪ ،‬يجمعون أصوله ‪ ،‬ويثبتون@ قواعده ‪ ،‬و يرفعون بنيانه شامخا ركينا في‬
‫إخالص نادر ‪ ،‬وإيمان عميق ‪ ،‬وصبر ال ينفذ ‪ ،‬ولقد كان الزمان يجري عليهم بما يجري على غيرهم من مرض ‪،‬‬
‫وضعف@ ‪ ،‬وفقر ‪ ،‬فال يقدر على انتزاعهم مما هم فيه ‪ ،‬أو تحويلهم@ عنه كما كان يقدر على سواهم ‪ ،‬وال ينجح في‬
‫إغرائهم بمباهج الحياة ومتعها@ كما كان ينجح في إغراء ضعاف العزائم ‪ ،‬ومرض النفوس ‪ ،‬من طالب المغانم ‪،‬‬
‫ورواد@ المطامع ‪.‬‬
‫"ولقد خضع النحو العربي@ لهذا الناقوس الطبيعي@ ‪ ،‬قوله في القرن األول الهجري ضعيفا ‪ ،‬وحبا متدرجا@ أول القرن‬
‫الثاني ‪ ،‬وشب وبلغ الفتاء ‪ -‬على رغم من عيوب كامنة فيه الزمته ‪ -‬آخر ذلك القرن وسنوات من الثالث ‪ -‬كما تقدم‬
‫‪ ،-‬حيث لمع من أنمته بعض اإلعالم ‪ ،‬كعبد هللا بن أبي إسحاق ‪ ،‬و الخليل ‪ ،‬وأبي زيد ‪ ،‬سبويه ‪ ،‬والكسائي ‪ ،‬و‬
‫الفراء ‪ ،‬و ‪.............‬‬
‫ثم توالت أختالفهم@ بعد ذلك ‪  -‬على‪  ‬تفاوت في المنهج والمادة ‪ -‬إلى عصر النهضة الحديثة ‪-‬عندنا‪  -‬التي يجري‬
‫أسماؤها@ على األلسنة اليوم ويتخذون مطلع القرن التاسع عشر مبدأ لها‪،42‬‬
‫ومنذ هذا المبدأ دخل النحو القديم في طور جديد من الوهن والضعف لم يشهده من قبل‪ ،‬وتمألت‪  ‬عليه األحداث‪،‬‬
‫فأظهرت‪ +‬من عيبه ما كان مستورا واثقلت من حمله ما كان خفا وزحمه العلوم العصرية فلم يقوا على زحامها ‪،‬‬
‫مخلفاته وراءها كليال مبهورا‪  ، +‬ونظر‪ +‬الناس إليه إذ هو في الساحة من العلوم‪  ‬الحياة إذا أوقاتهم‪ +‬ال تتسع للكثير بل‬
‫للقليل مما توحيه مراجعة المتوارثة ‪.‬‬
‫وإذا عيوبهم التي برزت بعد كمون ‪  ،‬ووضحت‪ +‬بعد خفاء تزهدهم فيه ‪   ،‬وتزيدهم‪ +‬نفارا منه ‪  ،‬وإذا النفار والزهد‬
‫يكثران على تلك العيوب ‪ ،‬فيحالن الضئيل منها ضخما ‪  ،‬والقليل كثيرا ‪،‬والمهموم‪ +‬مواقع وإذا معاهد العلم‪  ‬المدنية‬
‫تزور‪ +‬عنه ‪ ،‬وتجهر‪ +‬بعجزها عن استيعابه ‪،‬وفهم‪ +‬كتبه‪  ‬المأثورة وباستغنائها‪ +‬عن أكثره ‪  ،‬وتقتنع من باليسير أو ما هو‬
‫دون اليسير ‪،‬فيستكين ويرضى ‪.‬‬

‫‪ - 41‬في مقدمة الجزء األول من كتابنا " النحو الوافي " ‪.‬‬
‫‪ - 42‬المرجع نفسه ‪.‬‬
‫مراحل جمع اللغة العربية و تسربها‪: +‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫ولكن باإليجاز‪  ‬واللمع‪  ‬اللذان يرفضهما المقام ‪ ،‬فإذ المشكالت متعددة ونوافقها حقها من الوصف والعالج يتطلب كتبا‬
‫كثيرة ‪ ،‬في مقدمة هذه المشكالت ‪ " :‬تعدد اآلراء النحوية في المسالة الواحدة اختالف األحكام فيها " ‪ ، .‬حتى يستطيع‬
‫الباحث إذ يرى الرأي فيقول وهو امن‪.  ‬‬
‫إذ هناك رأيا أخر يناقضه ‪  ،‬من غير أن يكلف نفسه االطالع ‪ ،‬والجري وراء هذا النقيض ‪ ،‬ذلك أنه يعلم من طول‬
‫ممارسة النحو ‪ ،‬والنظر في قواعده‪  ‬أن الواحدة منها ال تخلو من رأيين ‪ ،‬أو أراء متعارضة ‪،‬حتى أولوياته ‪ ،‬وما‬
‫يجري من مسائله‪  ‬مجرى البداية العلمية ‪  ،‬وان المطلع على كتاب " كهمع الهوامع " ‪ ،‬أو " األشموني@ وحاشية " ‪،‬‬
‫ليهوله‪  ‬ما يرى من تشعب‪  ‬اآلراء وكثرتها وتنافرها حتى ما ال يحتاج الى التعدد ‪  ،‬فتقسيما الكلمة إلى اسم ‪ ،‬وفعل ‪،‬‬
‫وحرف@ ‪ ،‬وتقسيم@ كل الى انواعه وتعريف@ كل نوع ‪.‬‬
‫‪ ‬وتمييزه‪  ‬مما عداه ‪  ،‬وأحكام الفاعل‪ ،‬والمبتدأ‪ ،‬والنواسخ وإعراب األسماء الخمسة بالحروف ‪ ،‬وكذلك المثنى ‪،‬‬
‫والجمع بتوعية ‪  ،‬وما سمي بهما ‪ ،‬والمثنى ‪ ،‬والمنادى ‪ ،‬والالزم ‪،‬والمرفوع من األسماء ‪ ،‬والمنصوب ‪،‬‬
‫والمجرور‪ ،‬وأحكام التقدم العامل على معموله ‪ ،‬أو تأخيره ‪  ،‬وتعريف المبتدأ أو تنكيره ‪ ،‬وأحكام‪  ‬إلى منهما ‪  ،‬وباقي‬
‫األسماء ‪  -‬معربها@ ومبنيها ‪ -‬و " ‪.‬و‪.‬و‪.‬كل أوالئك المختلف فيه لم تجتمع كلمه نحاة‪  ‬على رأي موحد بشأنه ‪ ،‬ولم تتفق‬
‫أحكامهم على شيء من كلياتهم أو مسائله الجزئية بل لم تقترب ‪.‬‬
‫مراحل جمع اللغة العربية و تسربها‪: +‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬التعليل والعامل‪.‬‬

‫‪ -‬وعلى سبيل المثال نجده يبحث في مشكله التعليم التي يرى أنها كبقية المشكالت النحوية األخرى ‪ ،‬وأنها لو‬
‫اقتصرت@ على الجدل اللفظي‪ ،‬والتسابق@‪  ‬إلى إظهار البراعة المنطقية من غير أن يكون لها اثر عملي في ضبط‬
‫الكالم ‪ ،‬وتركيب الجمل والتحكم في صياغة‪  ‬األساليب وصحة مفرداتها لهان الخطب نوعا ما ‪  ،‬وانحصر الضرر‪ ‬‬
‫في تصديع الرؤوس@ بالثرثرة واحتمال الجهد فيها ال يستحق@ احتماال ‪  ،‬ولكن األمر اخطر أثرا‪ ،‬واقدح ضررا ‪  ،‬بما‬
‫فيه من سيطرة عاتية طاغية تتناول@ المفردات والمركبات بل إنها لتمتد إلى طرائق التفكير نفسها‪ ،‬تتحكم في المعاني‬
‫تحكمها في األلفاظ و تفرض على المتكلم والكاتب‪  ‬قيودا ثقيلة مرهقه‪  ،‬ال مسوغ@ لها من عقل سليم ‪  ،‬وال نقل مسموع‬
‫‪43‬‬
‫عن العرب أهل هذه اللغة أصحاب ألكلمه األولى في شؤونها ‪." .‬‬

‫‪ -‬ويعتقد عباس حسن الن من أسباب هذه المشكلة االختالف في الفهم والتحليل والتصريح‪  ‬النحو الذي كان كل نحو‬
‫يراه األنسب في حل مسألة لغوية أو مسألة نحوية وعزا‪  ‬ذلك إلى نشأة التعليل في صور مختلفة ‪  .‬وحاول@ جاهزة أن‬
‫يضع يده على قمة المشكلة وأسرارها@ يتمكن من تجنب األوهام النحوية التي اتصل بها التعليل ويحذر من مشكلة‬
‫التعارض بين النحو والعلوم اللغوية األخرى "‪.44‬‬
‫وكشف@ عن مشكلة‪  ‬إفساد@ األساليب البيانية‪  ‬بالتحكم في فنون‪  ‬القول األذي‪  ‬تحكما ضارا ‪  ،‬ويعود@ ذلك إلى تعقيد النحو‬
‫الناتج‪  ‬عن التعامل مع العامل المؤثر في الحركات اإلعرابية للمفردات واأللفاظ النص األدبي ‪ .‬وعزا ذلك إلى ما‬
‫يحدث‪  ‬من‪  ‬تنازع في العلل‪  ‬وما ينتج عن العوامل المؤثرة في التراكيب اللغوية التي‪  ‬تبني سالمة الذوق األدبي‬
‫وحسن التقدير البالغي بعيدا عن محاكاة الصور البيانية وأساليب التعبير ذات التراكيب القبيحة و المعاني الغامضة‬
‫والصياغة الخاطئة‪.‬‬
‫‪ -‬وبين العلل النحو‪  ‬الذي توقف عنها النحاة كثيرا في مؤلفاتهم@ ‪  ،‬إال أنها كانت وقفات مثيرة للجدل‪  ‬والخالف النحوي‬
‫الذي استند إلى ما احتج به نحوي من كالم العرب بحسب ما بلغ إليه علمه‪.‬‬

‫‪ -‬وما هداه إليه اجتهاده أو استند الى ما احتج به سابقوه من كالم العرب ثم وضع أوجه الجدل والخالف@ في العلل بين‬
‫فريق@ نحاة البصرة‪  ‬وفريق نحاة الكوفة ‪  ،‬وحاول الخروج من بعض اآلراء واالحكام@ التي تزيل الوهم والخالف بين‬
‫الفريقين‪  ‬واالحتجاج بما احتج به الفريقين‪ ،‬مع اضافه بعض التحليالت والتعليمات@‪  ‬اجتهاد ورؤيه منهم ‪  ،‬اذا كان هذا‬
‫االمر حسم الخالف مافي موقف فيما فيه موضوع ما ‪  ،‬أو كان فيه توسع الخالف ومن غير اتفاق على حل وسط@ ‪ ،‬‬
‫ومن األمثلة على هذا الفريق الثالث‪  ‬من النحو بين نجد الزجاجي الذي تعرض لمسألة العلل تحليل والتعلة ‪  ،‬فقال‬
‫رايه‪  ‬قاصدا@‪  ‬بيان هذه المسألة بأسلوب‪  ‬ال يثير الخالف فيها‪  ،‬وذلك في قوله ‪ "  :‬وعلل النحو بعد هذا على ثالثة‪ ‬‬
‫‪45‬‬
‫أضرب ‪  :‬علل تعليمية ‪ ،‬وعلل قياسية ‪  ،‬وعلل جدلية نظريه ‪" .‬‬

‫‪ -‬أما عباس حسن فقد اهتم بهذه المسألة‪  ‬واعتبرها مشكلة من مشكالت النحل العربي‪  ،‬واقترح حال لها يوصل إلى‬
‫أحكام واضحة ‪ ،‬سهله‪  ،‬سليمه اللغه‪  ،‬مشابهة‪  ‬للكالم البالغ ‪  ،‬و متناسقة مع احكام النحوية األخرى ‪.‬‬
‫‪ - 43‬حسن عباس ‪ .‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ص ‪. 127‬‬
‫‪ - 44‬المرجع السابق نفسه ‪. 185 - 184.‬‬
‫‪ - 45‬الزجاجي‪ +‬أبو القاسم اإليضاح في علل النحو ‪  ،‬تحقيق مازن‪  ‬المبارك‪ 1959  ‬م ‪  ،‬مكتبة دار العروبة ‪ .‬القاهرة‬
‫مصر ‪ ،‬ص ‪. 25-24‬‬
‫مراحل جمع اللغة العربية و تسربها‪: +‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬وذلك ألن تكون األحكام مقصورة على آراء‪  ‬ومذاهب بعض النحاة التي تضمنتها@ كتبهم المتداولة‪  ،‬ألن يرى ان‬
‫السبب يعود‪  ‬الى تنازع العلل اختالف النحاة‪  ‬فيها شيء الذي تؤثر@ به‪  ‬النص األدبي و مبدعة ‪ ،‬‬

‫‪ -‬ورأى أن اقتصار احكام التنازل عن امور بعينها‪  ‬في أبواب النحو ومسائله يحل المشكله ويقضيها‪ ،‬وبمرور@ الزمن‬
‫وبالدرية‪  ‬والمراس‪  ‬والتداول@ واالستخدام@ للغة يجعل النص األدبي اكثر طوعيه وفنيه وجماال ادبيا و بالغة وبيانا ‪ ،‬‬
‫فقد أورد عباس حسن أمثلة فيها دالالت على ما تتنازع@ في العلل من آثار توسيع إلى اللغة العربية األدبية لفظا وكتابة‪.‬‬

‫‪ -‬وجمع تلك االمثله فيها " ما يصلح رمزا داال على نظائرها‪  ‬الكثير المتفرقه في ابواب النحو كلها يؤيد راينا‪ .‬‬
‫وينطق‪ +‬باوضح بيان لما اصاب اللغه (‪  ‬ضبطا ‪ ،‬ومبنى‪  ، +‬نوعا ‪ ،‬أسلوبا أخر صميمها من إساءات باللغة بسبب‬
‫إخضاعها للعلل ( و التعالت ) وإزاحتها عن صدرها بعد أن أوسمت الخالف ‪ ،‬و عددت األراء ‪ ،‬توسيعا‪+.‬‬

‫‪ -‬وتعديدا‪  ‬ليس مصدرهما‪  ‬لهجات العرب التي سبق الكالم عليها ‪  ،‬وانما مصدره المجادالت الزائفة ‪ ،‬المماحات‬
‫‪46‬‬
‫اللفظيه ‪ ،‬فشلت بها الداء ‪ ،‬اللهم إال ( التعديالت التنظيرية ) السديدة ‪".............‬‬

‫‪ -‬لقد استند في أرائه السابقة إلى ما اتفق عليه النحاة في عدم جواز اجتماع عاملين على معمول واحد ‪  ،‬إال إذا كان‬
‫العمل لمجموعهما‪  ‬كما في (‪  ‬زيد وعمرو قائمان ) ‪ ،‬وأيد بعض النحاة في تسميه التنازع في العلل باإلعمال الذي‬
‫يعني ‪  " :‬ما يشتمل على فعلين‪ -‬غالبا‪ -‬متصرفين مذكورين ‪  ،‬أو على اسمين يشبهانهما@ في‪  ‬العمل ‪ ،‬أو على فعل‬
‫يشبهه في العمل ‪  ،‬وبعد فعلين وما يشبههما‪  ‬معمول مطلوب‪  ‬لكل من‪  ‬االثنين‪  ‬السابقين‪ 47".‬‬

‫‪ -‬وهذا يعني عند عباس‪  ‬حسن‪  "  ‬انه‪  ‬يجوز أن تزيد عوامل مع زياد المعلومات أو عدم زيادتها ‪ ،‬ويشترط@ في كل‬
‫الحاالت‪  ‬أن يزيد عدد العوامل على المعموالت‪  ‬في الكالم لكي ينشأ التنازع "‪ 48‬ويرى@ ضرورة التنبه إلى كل عامل‬
‫في المعمول‪  ‬انطالقا@ من جواز تعدد العوامل وبقاء المعمول‪  ‬واحدا‪  ‬غير متعدد ‪  ،‬إذا أقتضى هذا المذهب ونقله عن‬
‫النحاة‪  ‬ومذاهبهم@‪ 49 ‬خلص إلى‪  ‬أن العوامل والمعموالتها@‪  ‬موضوع@ أثار جدال ونقاشا وخالفا عند أكثر‪  ‬النحاة‪  ‬وعند‬
‫تابعيهم@ ‪  ،‬فقد ذكر أن العوامل تكون اثنين أو أكثر‪ ،‬وكذلك المعموالت ‪ ،‬ربما ال تتعدى ‪ ،‬ليشترط فيها عند تعددها أن‬
‫تكون‪  ‬اقل عددا عواملها‪  ‬المتنازعة ‪  ،‬وذكر أيضا‪  ‬أنه يجوز@ اختيار عامل واحد للعمل في المعمول المذكور في‬
‫الكالم وال ترجيح من هذه الناحية لعامل على آخر ‪،‬وبين ان المعمول المرفوع@ الظاهر في الكالم يكون ألحدهم ‪ ،‬‬
‫ولكل عام أخر مرفوع يكون ضميرا عائدا على االسم المرفوع‪@.‬‬
‫‪ -‬وأشار إلى جواز اختيار احد العوامل للعمل في المعمول غير المرفوع@ فتبقى العوامل االخرى@ من غير عمل ال في‪ ‬‬
‫ضمير@ المعمول ‪  ،‬وال في اسم ظاهر ينوب عنه ‪  " ،‬الن االستغناء عن هذا الضمير@ او ما يحل من‪  ‬اسم ظاهر ‪ ،‬‬
‫جائز في أساليب الفصحية الخالية من التنازل‪. 50" .‬‬

‫‪ - 46‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو ‪.‬‬


‫‪ - 47‬حسن عباس ‪ ،‬النحو الوافي ج‪ ، 2‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.164‬‬
‫‪ - 48‬المرجع السابق نفسه ص‪.164‬‬
‫‪ - 49‬المرجع السابق نفسه ص‪.167‬‬
‫‪ - 50‬حسن عباس ‪ ،‬النحو الوافي ج‪ ، 2‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.167‬‬
‫مراحل جمع اللغة العربية و تسربها‪: +‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬ويرى األمر يحتاج من اللغويين والنحويين الى قرارات@ وإجراءات تكون على المستوى وعلى مستوى@ العملي‪ ‬‬
‫التداول باللغة كما يحتاج إلى التركيز@ على الجانب التطبيقي ‪.‬‬

‫‪ -‬في التعديالت التي تعد أثرا من آثار العوامل التي ال بد منها وهذا هو تهن بحدى‪  ‬القناعة بما ينتج من نتائج‪  ‬تجعل‬
‫العلل‪  ‬متوافقة غير متنازعة حفاظا على اللسان العربي من الزيغ‪  ‬واللحن واالضطراب واالنحراف ‪  ،‬وتطهيرا@ للنحو‬
‫‪51‬‬
‫من عيوبه ‪  ،‬وتصفيه له من النقائص والشوائب‪  ‬التي طغت عليه وأساءت إليه والى المشتغلين به ‪.‬‬

‫‪ -‬ولذلك راينا انه كان لعباس حسن اهتمام بالجانب اللغوي للنحو وما له من اثار على القوائد النحويه فيها من خالف‬
‫عند النحاة ‪  ،‬والعله ذلك يعود الى اعتمادهم على اللغه التي جمعوها وصنفوها وبوابوها ودونوها النحو واشتق@ قواعد‬
‫النحو منها ‪  ،‬تلك اللغه التي لعبت روايه الشعر العربي@ فيها ادوار اساسيه ال يمكن تجاهل‪  ‬اي منها ‪  ،‬تلك اللغه التي‬
‫اختلفت في بعض مادتها اللغويه ايالف اللهجات العربيه عند القبائل العربيه ‪  ،‬اختالف الروات من العرب ومن العجم‬
‫‪  ،‬ومن الرواة الصادقين وغير الصادقين ‪ ،‬عدا عن منشا النحو او اللغوي ‪  ،‬عربي هو ام غير عربي وكل ذلك يصنع‬
‫حيره تدعو الى الوقوف على ادق التفصيالت ومعالجتها‪  ‬للحفاظ على اللغه والبقاء عليها سائغه سليمه فصيحه ‪.‬‬

‫‪ -‬ويشير الى ان االستعماالت اللغويه جعلت النحاس يلجا الى التعليل للتوضيح الحكم النحوي وتخريجه في المسائل‬
‫النحويه واللغويه ‪ ،‬فما من حكم وال من قاعدة إال ولها تعليل ‪ ،‬يعتمد على مقدره النحوي ‪  ،‬وتمكنه من زمان اللغه‬
‫والجدل ‪ 52.‬وبين عباس حسن ان هذه المشكله ليست وليده العصر وال وليده النحاه المعاصرين وانما هي قديمه قدم‬
‫النحو ومنذ نشاته االول وايام تدوينه في اول مراحله وتجدر االشاره الى ان مثل هذه القضايا النحويه لم تكن مدار‬
‫اهتمام و بحث اال على اياد النحات ولم تكن على ايادي العرب االصل ومن معهم من النطقين االوائل ‪  ‬الذين لم يرتبوا‬
‫‪53‬‬
‫هذه القضايا الجدلي ه ولم يفكروا من ق بل ان ينطق بالكلمه ولم يعدوا األقيسة‪  ‬شاقه الزائفه ‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬التقريب‪.‬‬

‫‪ -‬وهذا هو موضوع@ اخر يتصل بالقياس أتم االتصال والكالم فيه قديم@ يتجدد على وجه العصور وبنشر@ العلم‪  ‬واتساع@‬
‫الحضاره وافاتيها@‪  ‬واراء في تعريفه‪  ‬كثيرة ‪  ،‬ولكنها تتالقى@‪  ‬في اذان العرب هو ‪"   :‬اللفظ االعجمي الذي ادخلته‪ ‬‬
‫العرب في لغتها ‪  ،‬وصقلته على منهاجها و اوزانها او تركته بغير صقل‪  ‬وربما@ تناولته االشتقاق "‬
‫وقد@ عرض القدماء والمحدثون في التعريب من الناحيه قياسه او الوقوف ب ه عند حد المسموع واضافو@ الى ذلك‬
‫كعادتهم‪@.‬‬

‫‪ - 51‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.178‬بتصرف‬
‫‪ - 52‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.178‬بتصرف‬
‫‪ - 53‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.162‬بتصرف‬
‫مراحل جمع اللغة العربية و تسربها‪: +‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬ام القياسيون فلهم حجتهم العتيده التي يلجئون اليها عند كل ب حث ويتسلحون بها في كل حوار واليها ينتسبون@ اعني‬
‫بها ا لقيام وقال عباس ح سن اللفظ االعجمي الذي‪  ‬خالته العرب في لغتها على منهاجها واوزانها او تركته بغير فقر ه‬
‫تناولته ملخص من هذه االراء الى ان المعرب ‪  :‬هو اللف ظ االعجمي الذي دخل اللغه العربيه عن طريق@ االحتكاك‬
‫باللغه االجنب يه وقد@ تطرق عليه التغييرات في حذف او زياده وقد تبقى في لعبته االجنبيه على حالها من غير تغيير‬
‫وتعامل معامله المفرده العربيه في اجراء العربيه عليها‪.‬‬

‫‪ -‬و المعرب و الدخيل من الفاظ قديم في لغتنا فهل تحويل طبيعي او‪  ‬تغير تدريجي الطرا على اللغه ويجري بها في‬
‫ناموس مطرد@ وقد خضعت اللغه العربيه لمجموعها ومن اول‪  ‬نشاتها كما تخضع له االن‪  ‬وبعد االن‪.‬‬
‫‪ ‬وليست اللغه العربيه بدعا‪  ‬بين اللغات واللغه الحيه تنمو تتفاعل مع اللغه االخرى فقط افترض العرب قبل االسالم من‬
‫اللغات االراميه والحبشيه والعبريه والهنديه وغيرهما وهذا االفتراض‪  ‬من دل على شيء فانما يدل على اللغه العربيه‬
‫على استيعاب الجديد من االلفاظ وعدمه ليكون جزءا منها معبرا عن شؤون الحياه وهي في نفس ال وقت افترضت‬
‫كثيرا من اللغات في هذه اللغه واضح ال سيما في الفارسيه والتركيه واالردنيه والكرديه واالرمانيه فضال عن اللغات‬
‫االوروبيه مثل االنجليزيه واالسبانيه وااللبانيه والبرتغاليه وااللمانيه‬

‫‪  -‬والتعريب الذي نريد الحديث عنه هنا هو غير التعريب الذي سلف ذكره ونقصد به الكتابه والتاليف والتدريس@ باللغه‬
‫العربيه ويشمل‪:‬‬

‫‪ -1‬االلفاظ االجنبيه صياغه ال تخرج عن ذو ق العربيه ويشمل عل ى االعالم والمصطلحات التي ي تقي علينا وضع‬
‫لفظ عربي لها‪.‬‬
‫‪ -2‬وضع كلمات عربي ه لاللفاظ االجنبيه‪  ‬او المصطلحات@ العلمية‬
‫‪ -3‬تدريس العلوم باللغه العربيه في جامعاتنا ووضع@ الكتب فيها او نقلها من اللغات االجنبيه‬
‫‪ -4‬وال بد ان نشير الى ان الراي القائل لبقاء العالي باللغه االجنبيه الال تنعزم@ عن‪  ‬الحركه العلميه العالي ه المردو@ د‬
‫‪54‬‬
‫لعده اسباب منها ‪.‬‬
‫‪ -5‬ها ان يدون فصل التعليم العالي عن التعليم االبتدائي والثانوي@‬
‫‪ -6‬ان كانت اللغه العربيه لغه الدوله وفيها اكتب يها ومجالتها ومكتباتها الرسم يه فال يجوز يشن التعليم العالي عن‬
‫كل هذا ‪.‬‬
‫‪7‬ان اوروبا@ لم تجعل اللغه العربيه لغه التعليم العالي في العصر@ الوسط يوم كانت تتقلص على يد العرب‪.‬‬
‫‪ -8‬ان التدريس العلوم باللغه‪  ‬غير العربيه‪  ‬هو نوع من استمرار االستعمار@ الثقافي وال شك في ان التعليم باللغه‬
‫العربيه لحل الكثير من المشاكل‪  :‬فهو يحل اوال مشكله غموض المصطلحات العلميه فهو ثانيا يضيف الهوة‪  ‬بين‬
‫الفصحى والعامية‪  ‬في تعليم المواد العلميه يزيد الى صعوبه تعلم هذه المواد الصعبه تعلم لغته ا وهذا السبب ادى الى‬
‫اخفاق الكثير من الطلبه في االمتحانات لعدم اتقانهم للغه المواد العلميه لكنهم ال يستطيعون التعب ير عما يعرفون‬
‫‪55‬‬
‫باللغة األجنبية‪.‬‬
‫‪-‬إذ األمة التي تهمل لغتها االم تحتقر نفسها و حاشا ان تقبل ذلك الننا نؤمن ان تعلم اللغه وبين تعلمها ليست مهنه او‬
‫قضيه تعليميه وانما هو قضيه وطنيه ورساله قوميه‪.‬‬

‫‪ -‬ونحن حين ندعو الى ذلك ال ننكر اهميه اللغه االجنبيه على وجوب تعليمها واتقانها ولكننا@ ممتر اهما ل تعليم ها‬
‫وعدم ادخالها مكرره درسيا في جميع االقسام‪@.‬‬

‫‪ -‬ان التعليم بغير العربيه قف النفوس الطالب ان لغتهم القوميه قاصرة غير ذات نفع لهم وانما ال تصلح اداه للعلم وال‬
‫وسيله للبحث العلمي‪ ‬والحقيقه ان اللغه العربيه ليست عاجزه في رصيدها@ اللغوي وليس الضعيفه تهب عليها االحداث‬

‫‪ - 54‬أنظر المرجع نفسه ص ‪.109‬‬


‫‪ - 55‬أنظر المرجع نفسه ص ‪.110‬‬
‫مراحل جمع اللغة العربية و تسربها‪: +‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫فتقضي@ على كيانها وتحطم بنيانها الن اللغه العربيه تصدت لكل االحداث وواجهت كل المعارك في طريقها@ الطويل‬
‫وخرجت الحمد هلل منتصرة ‪.‬‬

‫‪  -‬مؤلفات االلفاظ المعربه والمولده والدخيله‪:‬‬

‫‪ -‬هناك مؤلفات جمعت االلفاظ المعربه والمولده والدخيله قام بتاليفها وجمع الفاظها اللغوي القدامى وكان الدفع لجهدها‬
‫اولى هو الحرف البالغ على تنقيه اللغه العربيه من الدخيل الذي وفد اليها وتسلل الى بنائها من ناحيه والبحث الجهوي‬
‫للحصول على الكلمات العربيه االصل لتحل محل هذا الدخيل من ناحيه اخرى ‪.‬‬
‫‪ ‬ومن مؤلفات هؤالء اللغويين المطبوعة ‪ :‬‬

‫‪ -1‬المعرب من الكالم اعجمي على دوون المعجم ‪ :‬للجواليقي‪  ‬المتوفي@ سنه‪540  ‬ه‪.‬‬

‫‪ -2‬رساله في تحقيق تعريف الكلمه االعجميه ‪ :‬إلبن كمال باشا المتوفي سنه‪ 940‬ه‪. ‬‬

‫‪ -3‬رساله في التعريب لمحمد بن بدر الدين ‪  ‬المنشى ‪  ‬المتوفي@ سنه ‪ 1001‬ه‪.‬‬

‫‪  -4‬شفاء في التعليم في كالم العرب من الدخيل‪  :‬لشهاب الدينالخغابي@‪  ‬المتوفي سنه ‪ 1069‬ه‬

‫‪.‬المطلب الخامس‪ :‬الشقاق والنحت‪.‬‬


‫‪ -‬هذا ان‪  ‬للقياس تابعين للقياس‪  ،‬فجمع اللغه عند اهلها احتاج الى البحث لهذ ا االشتقاق والنحت عنصران تفرع من‬
‫ابتكار بعض الكلمات المركبه والممزوجه ومنها ما هي ماخوذه من اصل تتفرعت عنه عن طريق وزن‬
‫‪ -‬فانما شقاق في الحاجه اليه شديده في مختلف العصور‪ ،‬وبين سائر الطبقات وال شيما المشتغله بالفنون العلميه‬
‫والصناعه واالختراعات النه يعرفها بواب من الكلمات‪  ‬مختصره‪  ،‬الرشيقه السهله التناول يضرب كل نوع منها من‬
‫مراحل جمع اللغة العربية و تسربها‪: +‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫الناحيه معنويه جليله‪  ،‬ومن المشتقات‪  ‬التي تناول ها المجمع اللغوي للدراس ه المتانيه‪  ‬هي اسم‪  ‬الفاعل اسم‬
‫‪56‬‬
‫المفعول ‪،‬الصفه المشبهه افعل التفضيل اسم الزمان اسم المكان اسم االلة‪. ‬‬
‫‪ -‬وقد وفاه النحويين القدماء حطها من البحث……‪ ..‬ولكني@ ‪  .‬بالرغم من تلك الدراسة ارى المجال ال‪  ‬يزال يتسع‬
‫للزياده وبخاصة أفعال التفضيل ‪ ،‬وصفة المشابهة‪..…  ‬وقد@ تغيرت للكالم اليوم‪  ‬مسالتين همتين االولى تتصل‬
‫بصياغه اس م الزمان والمكان ‪  ،‬فقد ضل الدارسون عصورا طويال يقتصرون@ في صياغتها من الثالثي على وزن‬
‫مفعل بغير تاء قياسا@ مطردا به كل الحاالت وال يلجئون الى المفعله بالرغم النصوص العلميه القد يمه التي تبيح لهم‬
‫‪57‬‬
‫ذلك احيانا‪.‬‬
‫‪ ‬ويبين بعد ذلك ما قام به المجمع سطل وجاء المجمع اللغوي اخيرا فعرض لتلك النصوص الكثيره وانتهى@ الى‬
‫قرارنصه ( تصاغ( مفعلة )قياسه من اسماء (االعيان) الثالثيه االصول للمكان الذي تكثر فيه هذه االعيان ‪ ،‬سواء‬
‫كانت من حيوان‪  ،‬ام من نبات‪  ،‬ام من جماد ) ‪ .‬وفاتح بذلك بابا من المتعلمين والمترجمين والمشتغلين للعلوم‬
‫الحضرية ‪.‬‬
‫ولكنه لم يفتحه‪  ‬على مصرعيه……‪ .‬وذلك انه اشترط ان يكون االشتقاق في الصيغة المكانية ‪  ‬ماخوذ@ من االسماء (‪ ‬‬
‫اسماء االعيان) ‪  ،‬وحدها دون (‪  ‬اسماء المعاني )‪  ‬مع ان الحاجه الماسهه احيانا الى الثاني‪  ،‬ونصوص االئمه‬
‫‪58‬‬
‫السابقين تساعد على االشتقاق منهما‪".‬‬
‫‪  ‬ثم يعرض عباس حسن مثاال لسيبوبته يؤيد قوله االئم ه ويارا انه "‪  ‬من الخير ان ننتفع بهذا االطالق ‪ ،‬ونبيج‬
‫(‪  ‬مفعلة ) ‪  ‬بغير تقييدها باسماء االعيان ‪ ،‬ولسيما@ اذا اشتدت إليها الحاجة‪ 59" .  ‬‬
‫‪60‬‬
‫‪ ‬ذكر عباس حسن ان "الثانيه ‪ :‬فعل ‪-‬مؤنث ‪ :‬افعل والحاجه اليها شديده في التفضيل ‪".‬‬
‫‪  ‬ويقول عباس حسن مبينا ايضا جهود مجمع اللغه العربيه بالقاهره‪  ‬في هذا الموضوع@ فقال ‪  " :‬ودار حوار@‬
‫مجمعي حول‪  ‬اباحه هذا الوزن وصنعه ‪   ،‬المانعون‪  ‬يلحون بحاجتهم المكرره المرددة‪  ،  ‬هي ان كلمه‬
‫‪61‬‬
‫( الدقى )‪  ‬لم ترد عند العرب‪  ،‬وان ما ورد من صيغة ‪ ( :‬فعل)‪  ‬مؤنث (‪  ‬افعل)‪  ‬قليل ال يقاس عليه" ‪.‬‬
‫‪ ‬قضيه النحت ‪ :‬‬
‫‪  -‬ولما ظهرت‪  ‬مشكله النحت في االلفاظ والمصطلحات@ في اللغه العربية قديمها وحديثها@‪  ‬فقد راى عباس حسن ان‬
‫يدفع الظلم الذي اوقعه البعض على اللغه في هذا المجال‪،‬وان يرد على‪  ‬المانعين في النحت‪  ‬بحجج اقوى@ تدحضها‪ ‬‬
‫وتدفعها وتزيل اثارها ‪  ،‬عليهم وعلى حجتهم تذكر قوله الذي يعلن فيه عما في نفسه اذ‪  ‬يقول ‪  " :‬فانما من جهتي القله‬
‫‪62‬‬
‫المسموعه فينفيها ما وراءه ياقوت (ت ‪626‬ه ) في كتابه (‪  ‬معجم االدياء)‪".‬‬
‫‪ ‬وروايه ياقوت@ التي تنفي هذه القله المسموعه هي ‪  :‬انا عثمان بن عيسى النحوي سال الظهير الفارسي@‪  ‬عما وقع في‬
‫االلفاظ العرب على مثال شقحطب‪  ‬فقال هذا يسمى في كالم العرب المنحوت ومعناه ان الكلمه المنحوته من كلمتين‬
‫ينحت النجار خشبتين ‪  ،‬ويجعلهما واحده ‪ .‬فشقحطب ‪  :‬منحوت من شق حطب ‪ .‬فساله عيسى ان يثبت له ما وقع في‬
‫هذا المثال اليه ليعول في معرفته عليه‪  .‬فاصلها@ عليه في نحو عشرين ورقه من حفظه وسماها@ ‪  " :‬كتاب‪  ‬تنبيه‬
‫‪63‬‬
‫البارعين على المنحوت من كالم العرب "‪ ‬‬

‫‪ - 56‬ينظر المرجع نفسه ص ‪.240‬‬


‫‪ - 57‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬ص‪.253-252‬‬
‫‪ - 58‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.253‬‬
‫‪ - 59‬المرجع السابق نفسه ص‪.254‬‬
‫‪ - 60‬المرجع السابق نفسه ص‪.255‬‬
‫‪ - 61‬المرجع السابق نفسه ص‪.255‬‬
‫‪ - 62‬المرجع السابق نفسه ص‪.260‬‬
‫‪- 63‬الحموي@ ‪ ،‬ياقوت ‪ ،‬معجم األدياء ‪1936‬م جزء ‪ 8‬طبعة مصر ص ‪102‬‬
‫مراحل جمع اللغة العربية و تسربها‪: +‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬الكالم المنحوت الذي إحتج به‪  ‬الظهير الفارسي‪  ‬وقال ان ولد في كالم العرب ويسمى@ عندهم‪  ‬المنحوت ‪  ،‬وما هو‬
‫بالقليل المسموع@ ‪ ،‬واستدل@ على ذلك بان اصل الفارسي علي عثمان بن عيسى الفاظا منحوته استقرت مساحه ورقيه‬
‫في نحو ‪ 20‬ورقه من حفظه ‪،‬كما قال‪.‬‬
‫‪ -‬واشار عباس حسن كيفيه‪  ‬الى قياسيه المنحوت‪  ‬المسموع@ في العربي‪  ،‬ه واكد ذلك بقوله " بل إن مذهب بعض‬
‫‪64‬‬
‫اللغويين كاين فارس(ت‪395‬ه)‪  ‬في كتاب فقه اللغه انه قياسي ‪".‬‬
‫‪-‬كما اكد عباس حسن ان العرب قد نحتت بعض المفردات والكلمات في لغتها من جذور@ اللغويه لتلك المفردات‬
‫والكلمات على النحو ذكره ابن فارس في كتابه فقه اللغه لقوله ‪  " :‬وان اكثر الكلمات اجزاء على ثالثه احرف منحوتة‬
‫‪65‬‬
‫‪  ،‬كقول‪  ‬العرب للرجل الشديد ‪ ( :‬ضبطر ) من ( ضبط و ضبر ) و ( صلدم) من ( الصلب و الصدم ) ‪".‬‬
‫ويرى@ عباس حسن راي واضحا@ في النحو فيقول وكل ما قالوه ان العرب قد تلجا الى االختصار فتصنع كلمه واحده‬
‫من كلمتين او كلمات خذوا من هذه ومن تلك بعض حروفها وتدعوا بعض االخر تسوغ مما اخذت كلمه اغني بها عن‬
‫تيتك الكلمتين او الكلمات‪  ‬من ذلك قولهم@ ( يسمل الرجل ) ‪.‬‬
‫اي قال (بسم هللا) وحولف@‪  ‬او حوقلهاو حوقل قال ‪ ( :‬ال حول وال قوه اال باهلل)‪ ‬‬
‫‪ -‬ويؤكد رايه بقوله‪ "  :  ‬وقد@ تجدد البحث االن حول اباحة او صنعه‪ 66 ،‬فرا رجال الطب‪  ،‬الصيدله ‪ .‬والعلوم‬
‫الكيميائيه……‪ ..‬وغيرها‪  ‬ان اباحته‪  ‬وسيله من خير الوسائل التي تساعدهم عند ترجمه المصطلحات االجنبيه الى‬
‫اللغه العربيه……‪ ..‬وحجه المانع محفوظه ومردده ‪  ،‬هي ان الوارث منه محدود‪  ‬ضئيل ال يسمح بالقياس ويزيدون‬
‫عن ذلك ان الملحوت ال يظهر معناه اال لطائفه قليله او دون القليل ‪  ،‬و دخوله في اللغه يؤدي بعض الزمن الطويل او‬
‫‪67‬‬
‫القصير الى حشوها@ بكلمات غير واضحة المعنى…‪".‬‬
‫‪ -‬ويفضل عباس حسن‪  ‬إلى عدم اللجوء النحت اال عندما تشتد الحاجة‪  ‬اليه‪ ،‬إذ " الحكمه والحفاظ على الكيان اللغوي‬
‫االصيل بقضيان اال نلجا‪  ‬الى النحت ما وجدنا عنه مذوحة ‪ ،‬فان اشتدت الحاجه اليه استخدمناه‪ -‬مضطرين استخدام‬
‫الدواء………‪ .‬النحت سائغ‪  ‬مباح ‪  ،‬حينما تدعو اليه الحاجه الحافزه التي تقدرها الجامعات الرشيده المتخصصه‪ -‬ال‬
‫الفراد‪ -‬وان الوقوف في طريقه تشديد ال يجد له سنن من العقل او الثقل او الواقع" ‪.68‬‬
‫‪-‬ويضيف@ قائال وقد اتخذ المجمع اللغوي القاهري ‪  ‬في النحت‪  ‬قرارا سديدا‪  ‬ايجي بعض القيود التي تقر به من‬
‫الطرائق@ التي سلكها العرب قديما‪  ،‬دون ان نقلل االنتفاع به‪  ،‬ونصه ‪  " :‬النحت ظاهره لغويه إحتاجت اليها اللغه‪ ‬‬
‫قديما@ وحديثا ‪  ،‬ولم يلتزم فيه االحد من الكلمات وال موافقه الحركات و السكنات …‪.69 "..‬‬

‫المطلب السادس ‪ :‬الدعوة إلى العامية وترك‪ +‬اإلعراب و قضيه استعمال الحروف‪ +‬الالتينية مكان الحروف العربية‪.‬‬

‫‪ -‬كما بحث عباس حسن في موضوع ازدواجيه اللغة‪  ‬وعد‪  ‬ذلك المشكله من اللغه العربيه الفصحى واللغه العربيه‪،‬‬
‫وما لذلك من اثار على اعرابهما‪  ،‬ومهارتهما‪  :‬قراءه وتحدثا@ واستماعا وكتابه واصفا هذه المشكله وداعيا الى عدم‬
‫اغفالها واهمالها وضروره االخذ بالراي الصائب فيها واتباع@ ما يجب اتباعه في الحفاظ على اللغه العربيه الفصيحه‬
‫السليمه الميسره للتعلم والمعلم والمبدع والنافذ@ ‪  ،‬وكان اهتمامه دافعا لقوله كلمه االنصاف والحق‪  ‬في حل هذه المشكله‬
‫ومعالجتها‪  @،‬اذ قال ‪ " :‬عادت المشكله‪  ( :‬الفصحى واالعراب) ‪ -‬كما يسمونها@ ‪ -‬الى الظهور……… وهم يريدون‬

‫‪ - 64‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪. 260‬‬
‫‪ - 65‬ابن فارس ‪ ،‬فقه اللغة ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.210‬‬
‫‪ - 66‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.258-257‬‬
‫‪ - 67‬المرجع السابق نفسه ص‪.259‬‬
‫‪ - 68‬المرجع السابق نفسه ص‪.262‬‬
‫‪ - 69‬المرجع السابق نفسه ص‪.264-263‬‬
‫مراحل جمع اللغة العربية و تسربها‪: +‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫(‪  ‬بالفصحى ) ‪  :‬اللغه السليمه من الخطا في كلماتها وضبط حروفها@ ‪ ،‬اي صحيحه بنيه وشكال ‪  ،‬وال يريدون بها‬
‫اللغه التي تحتل المكان االعلى من سلم الفصاحه‪  ،‬ودرجات@ البالغه ‪ ،‬وانما يريدون التي تقتصر على حد ادنى من‬
‫‪70‬‬
‫السالمه والصحه‪ ".‬‬
‫‪ -‬وقد@ عد عباس حسن التمسك بالعاميه خطرا وضررا@ على اللغه العربيه وعلى االمه العربيه وثقافتها@ وحضارتها‬
‫وقومياتها@ ومقومات وجودها‪  ،‬ودل على ذلك بقوله‪  " :‬ولست اعرف دعوه أثيمة‪  ‬ابعد من الحق ‪  ،‬واجلب للخطر‬
‫والضرر عند البالد العربية ‪  ،‬من الدعوه الى االلحاد اللغوي ‪  ،‬والمروق من حدود ( الفصحى ) ‪  ‬والعبت‪ ‬‬
‫‪71‬‬
‫بمقدساتها@ ‪".‬‬
‫‪ -‬ومزيد من بيان ‪  ‬رايه في االمر ‪  ،‬يتابع الحديث اسباب هذه الدعوه ودوافع@ الداعين لها من الذين لم بتورعوا عن‬
‫الترويج للعامية واالبتعاد@ عن استعمال العربيه الفصحى‪  ‬في التاليف والكتابه والحديث‪  ،‬وكان ذلك منهم جهرا وعلى‬
‫اعين المال وعلى اسمائهم@ دون خوف او شعور بقوميتهم ‪،‬‬
‫ان دعوتهم الهدامه كانت على هيئه صيحات ال داعي وال مبرر لها وفي@ هذا الصدد يقول عباس حسن ‪  " :‬وكانت‬
‫صيحات االمس كصيحات اليوم‪ ،‬مزيجا من االصوات الجاهله مدفوعه بعز الوسائل وقصور@ الثقافه‪  ،‬واخرى@‪  ‬نفثتها‬
‫‪72‬‬
‫هواء العنصريه مزديه ‪  ،‬وحركاتها@ احقاد تاريخيه دفينة……"‬
‫‪ -‬ويذكر عباس حسن العرب في عامه ودعاه استخدام اللهجات‪  ‬العاميه‪  ‬بخاصه بمضار@ اللهجات العاميه‪  ‬ا ‪  ،‬ولعلنا‬
‫نلمس تفشي هذه اللهجات العاميه‪  ‬كفاح واستفحالها@ وانتشارها@ عند العرب في مختلف االقطار العربيه ‪ ،‬بل له في‬
‫القطر الواحد منها ‪  ،‬كما نلمس يترتب على استعمالها من مضار وامراض ثقافيه وحضاريه ‪  ،‬في هذا العصر ‪  ،‬اذ‪ ‬‬
‫نرى ان‪  ‬المواقف واالراء واالحكام@ التي صدرت عن عباس حسن وعن امثاله من الغيورين على اللغه العربيه‬
‫والعروبه والعرب وعلى االسالم والمسلمين ‪  ،‬لم تجد اداه صاغيه وال العقول المفكره برويه وتعمق ‪ ،‬وال القلوب التي‬
‫يهمها البقاء على الطاهر والباطن الثقافه والحضاره العربيه في اطار الثقافات االنسانيه‪  ‬المتعدد ه في هذا العالم من‬
‫قبيل صراع االجيال صراع الحضارات‪ ،‬ولذلك فان له رايا مضمونة الدعوه الى التمسك باللغه العربيه الفصيحه‬
‫السليمه وترك@ اللهجات العاميه جانبا ‪،‬إذ يقول‪  " :  ‬ال جدال ان الداعين الى العاميه ناسون او متناسون‪  ‬ان دفاع بها ال‬
‫يتم االنتفاع بها اليتم إال بضوابط@ كضوابط@ الفصحى……‪ ..‬وانها ال تثبت على الزمان‪  ،‬وال تعمر طويال ‪  ،‬فتتغير@‬
‫بتغير االجيال فهي كتبت مفتوح النوافذ واالبواب ال عائقه يمنع دخوله او يصد قاصده ‪  ،‬ه فال يلبث ان يمتال بالدخالء‬
‫واألخالط@ ال تجمعهم جامعه وال تؤلف بينهم رابطه‪.………  ‬وال تلبث بعد زمن يطول او يقصر‪  ،‬انت تحول الى‬
‫عميه جديده ‪ ،‬تتطلب فهما جديدا وفي هذا ما فيه من عناء موصول متجدد‪  ،‬وجفه تاريخيه بين حاضر@ االبناء‬
‫‪73‬‬
‫اسالفهم‪  ،‬وقطع@ الصاله الروحيه والماديه بين اهل االقاليم المختلفه في االمه الواحده"‬
‫ويتساءل عباس حسن تساؤالت ذات اهميه والبد من االجابه عليها فمن هذه التساؤالت@ المصلحه التي تحتاج اليها‬
‫االجابات ما جاء في قوله‪ " ،‬والشيء االخير‪  :‬لماذا يشير دعاه العاميه على االجانب المقيمين في بالدنا………؟‬
‫‪74‬‬
‫انعلمهم‪  ‬لغتنا وديننا بالعاميه ……‪..‬؟‪  ‬ام ماذا ؟‪  ‬باي العاميات‪  ‬؟‪ ‬‬

‫‪ - 70‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.264-263‬‬
‫‪ - 71‬المرجع السابق نفسه ص‪.264‬‬
‫‪ - 72‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.265‬‬
‫‪ - 73‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.271‬‬
‫‪ - 74‬المرجع السابق نفسه ص‪.272‬‬
‫مراحل جمع اللغة العربية و تسربها‪: +‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬لقد دعى عباس حسن الى‪  ‬رفض العاميه ومقامه استعمالها@ وانتشارها@ في جميع المجاالت‪،‬ومضمون@ دعوته وارد‬
‫في قوله ‪  " :‬ولهذه المناسبه نهيب باالمم العربية ‪  -‬شعوبا@ وحكمات‪ -‬ان يقاوموا بالء العاميه ‪ ،‬ويمنع تسربها‪  ‬الى‬
‫‪75‬‬
‫الصحف والمجالت والمسارح@ …‪ ...‬وسائر وسائل‪  ‬االعالم والذيوع ‪".‬‬

‫ويا ليت ان هذه الدعوة ‪  ‬الجريئة قد حظيت بالعناية واالهتمام والتطبيق@ والتنفيذ‪ ،‬وما احوجنا@ الى ذلك في هذه االيام ‪ .‬‬
‫‪ ‬ثم يعرض عباس حسن لرأيين اقترحوهما@ بعض العلماء لحل المشكلة‪  ‬الفصحى واالعراب ‪  " ،‬واحد الرايين هو‬
‫اسماع العاميه في كل ما يتصل بالتخاطب والتفاهم الشفهي والكتابي‪ ،‬وسائل نواحي الحياه العلميه واالدبيه ‪  ،‬والفنية‬
‫وثانيهما‪،‬اإلستغناء@ عن االعراب الذي هو اكبر خصيصة من خصائص الفصحى واالستعاضة عنه بتسكين اوائل‬
‫الكلمات ‪ 76".‬‬

‫‪ -‬فيرد وعباس حسن عليهم منفذا‪  ‬مزاعمهم ‪  ،‬ومرددا ما اوردهم علماء االجتماع االوروبيين@ والمستشرقون ‪ ،‬اين‬
‫تساءلوا في االمر‪  ‬وحين ادرك قيمه كل لغه من اللغتين العاميه والفصحى ‪  ،‬فكان مضمون تساؤالتهم@ واقوالهم@ ظاهره‬
‫في قولهم@ ‪  " :‬امين الخير ان ترتفع اللغه العاميه الى مستوى الفصحى ‪  ،‬ام خير ان تنزل الى بر العاميه ؟‪  ‬جاءت‬
‫اإلجابة صريحة قاطعة في ان الخير كله في رفع العاميه ‪ ،‬ال العكس وحججهم في هذا‪  ‬ناصعه يعنينا منها قولهم@ ‪  :‬إن‬
‫العامية ال ضوابط لها تحدها ‪ ،‬وال قواعده تجمع شتاتها@ ‪ ،‬وال مشتاقات دقيقه منظمه تزيدها ثروة وغنى ‪  ،‬فال سبيل‬
‫التاليف والتدوين والتعليم@ بها اختلف اختالفا واسعا بين امه واخرى تخالفها في عناصرها@ ‪  ،‬ولكنها تسايرها@ في لغتها‬

‫‪  -‬بل انها لتختلف في االمه الواحدة …………‪  .‬وجاء في االجابة لذلك أن العاميه لدى امم االرض قاطية ال تصلح‬
‫‪77‬‬
‫طيعة‪  ‬لالدب الرفيع الذي يتفاوت في درجاته بتفاوت المواهب و المناسبات ‪"..‬‬

‫‪ -‬وقد أيد عباس حسن أولئك العلماء و المستشرقون فيما ذهبوا إليه ‪ ،‬ورأى@ رأيهم ‪ ،‬فقال مثبتا ذلك في تساؤالت‬
‫إجاباتهم@ معروفة ‪ ،‬وهذه التساؤالت هي‪ " :  ‬فأي كسب في العاميه اذا قومت هذا كله ‪  ،‬انتهت بنا‪  ‬الى قطع الصالت‪ ‬‬
‫‪78‬‬
‫والروابط‪  ‬بين بلداننا وشقياتها@ ‪  ،‬بل بين اجزاء الوطن الواحد وبين حاضرنا وماضينا؟"@‬

‫‪ -‬قضيه استعمال الحروف@ الالتينيه مكان الحروف@ العربيه ‪ :‬‬


‫‪ -‬تنادى‪  ‬بعض انصار التجديد باقتراح‪  ‬يتضمن استعمال الحروف‪  ‬الالتينيه في‪  ‬كتابه العربيه بدال من الحروف@‬
‫العربيه التي تكتب عربيتنا بها ‪   ،‬فقال عباس حسن بفساد رايهم واقتراحهم المتمثل في "‪  ‬استبدال الحروف الالتينيه‬
‫بالحروف العربيه ‪  ،‬واالستغناء@ عن هذه بتلك ‪،‬تيسيرا للراغبين والتخلص من اثقال القواعد النحويه واالمالئيه‬
‫وسواهما@ …‪".‬‬

‫‪ - ‬اما رده على هذا االقتراح‪  ‬فانه في مضمون قوله الذي جاء فيه ‪ " :‬يتضح ان كتابة الالتينيه كتابه العربيه كالهما‬
‫يتالف من حروف اصليه ‪  ،‬ومن عالمات ضابطه لتلك الحروف@ االصليه‪  ،‬مميزه لها ‪  .‬بيد ان هذه العالمات في‬
‫العربيه رموز تستقل بنفسها‪  .‬وتنفصل عن حروف@ ‪  ،‬وتستقر فوقها@ او تحتها ‪  ،‬وقد‪  ‬يمكن االستغناء عنها احيانا‪ ،‬‬
‫ولكنها في الالتينيه ال تستقل وال تنفصل وال تحذف ‪  ،‬وانما ترتسم بصور@ حروف مشبوكه متماسكه ‪  ،‬هذه هي ناحيه‬
‫‪ - 75‬المرجع السابق نفسه ص‪.273‬‬
‫‪ - 76‬المرجع السابق نفسه ص‪.267‬‬
‫‪ - 77‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.269‬‬
‫‪ - 78‬المرجع السابق نفسه ص‪.269‬‬
‫مراحل جمع اللغة العربية و تسربها‪: +‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫الفرق ‪   ،‬وبفضلها‪  ‬يقرا القارئ فال يخطئ ‪   ،‬وال يحتاج الى التفكير قبل البدء ‪ .‬وتلك مزية ال مرء‪  ‬فيها‪  ،‬ولكنها‬
‫مزيه لم تفقدها العربيه ولم يغفل عنها السابقون من علمائنا العباقرة ‪ ،‬تحيه ليست اال صورة ( التشكيل ) و‪  ‬وضبط@‬
‫‪79‬‬
‫الحروف@ المعروف عندنا منذ عشرات القرون "‬

‫‪ -‬ويضيف قائال ‪ " :‬لزما علي‪  ‬في هذا الموقف الفتي الخالص ان اشير الى امرين هامين بعيدين االثر ‪   ،‬لم ينتبه لهما‬
‫دعاه التجديد‪ .‬اما‪  ‬اولهما فهو ‪  :‬ان ترك الشكل في كتاب العربيه ليس اصال من اصولها ‪   ،‬وال ضروره محتومه فيها‬
‫‪ ،‬بل ربما كان عكس‪  ‬هو الحق كما ينطق@ بذلك في تاريخ الخط ‪  ،‬الكاتب بالخط العربي حر في ان‪  ‬يضبط@ بالشكل‬
‫الحروف@ كلها او بعضها ‪  ،‬ان يترك الحروف@ بال ضبط حين يأمن اللبس وال يخشى الزلل‪.....‬‬

‫وهذه مزية ليست للضبط الالتيني الذي ال إنفكاك عنه في أية حالة ‪ ،‬وال خالص من التزامه في كل المناسبات ‪.......‬‬
‫‪ -‬اما ثنيهما ‪:‬فهو‪  ‬ان استبدال الحروف الالتينيه بالحروف‪  ‬العربيه ليست إال اقتراحا@ خداع المظهر ‪ ،‬وهمي االثر فان‬
‫الهاتفين به يلوحون بفائسة‪  ‬ه التي اشار اليها أنفا ‪  ،‬وهي القراءة بغير خطأ وبغير حاجه الى تفكير سابق ‪  ،‬ومع ان‬
‫هذه الفائده متحققه في كتابتنا العربيه المشكولة ……‪ ..‬ونزيد@ هنا ‪  ‬ان اولئك الهاتفين لم يفطنوا الى طبيعه اللغه‬
‫العربيه …‪ ...‬فلغتنا لغه اعراب فاواخر الكلمات ليست كغيرها ساكنه بل ال بد من تغيير تلك االواخر بحسب وضعها‬
‫‪80‬‬
‫االساليب المختلفه ‪  ،‬وهذا التغيير رهن بمعارف@ نحويه ولغويه متعدده‪".‬‬

‫المطلب السابع ‪  :‬الشعر الحر أو المرسل أو المنثور‪ ‬‬

‫‪ -‬نظر عباس حسن نظره في بعض مؤلفات المحدثين ممن يدعون اإلبداع والتحديث‪  ‬والتأليف في الفنون األدبية‬
‫المتنوعة وفي@ فنونها وآدابها@ وعلومها‪ ،  ‬مما اوجد‪  ‬حيرة عند عباس حسن‪  ‬في تعريف األجناس األدبية وتحديد@‬
‫مناهجها وأساليبها@ ومضامينها‪  ،‬الشعر الحر و التأليف في النحو العربي ‪  ،‬ولعل حيرته كانت اقوى عندما وقف@ على‬
‫الكثير من النصوص هذا النوع من الشعر ‪  ،‬والذي اطلق عليه بعض النقاد تسميات منها ‪  :‬المنثور@ أو المرسل أو‬
‫الحر ‪،‬وتجلت حيرته‪  ‬في خروج الشعراء عن اصول القول ونظم@ العرب والعربيه وابداعه‪  ‬فن بالخصائص الفنيه‬
‫واالدبيه ‪ ،‬ومتسما بالسمات اللغويه وااليقاعيه والدالليه التي تفرضه على اي نوع من انواع الشعر في اللغات االخر‪ ،‬‬

‫‪ - 79‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.284‬‬
‫‪ - 80‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.284‬‬
‫مراحل جمع اللغة العربية و تسربها‪: +‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫ى وال نجد بدا من أن نؤيده في قوله ‪  " :‬فما عسى ان يكون المراد من ذلك (‪  ‬الشعر المنثور) او‪(  ‬المرسل) او‬
‫(الحر)…‪" ...‬؟‪  ‬ايراد انه منظوم وهو في نفس الوقت منثور…‪  ..‬فكيف@ يكون‪  ‬الكالم منظوما@ ومنثورا@ معا ؟ كيف‬
‫‪81‬‬
‫يمكن التفريق بين وبين النصر من خالل من تلك الضوابط والقيود التي تميز الشعر من النثر ؟‬

‫‪ -‬فهو ياخذ القالب او الشكل اللغوي‪  ‬الذي وسم بسمة الشعر كفن من الفنون االدبيه مقياسا من مقاييس اللغه التي تصلح‬
‫الن تكون شعرا او نثرا‪.‬‬

‫‪ -‬ويرى ان اي خروج على معايير الشعر وخصائصه اللغويه ‪  ،‬او اي خروج على معايير@ النثر االدبي وخصائ صه‬
‫اللغويه ‪  ،‬اساء الى اللغه العربيه التي لحقت بها اساءات كثيره بسبب يعود‪  ‬الى من يستعملها والى اعدائها الذين‪ ‬‬
‫وقفوا@ وما زالوا‪  ‬يقفون لها بالمرصاد وقفات عداء لم ولن تتوقف@ ‪.‬‬

‫‪ -‬ويقول عباس حسن في مزية هذا النوع من الشعر المنثور اوالمرسل او الحر ‪  " ،‬وانهم‪  ‬بهذا لم يطلقوا اطالقا‬
‫ادخله في مجال الشعر االصيل ‪ ،‬و‪  ‬ولم يسموه نثرا خالصا‪  ‬فيندمج في طوايا النثر المعروف‪  ، +‬وانهم ابعادوه عن‬
‫دائرة هذين بقيد‪  ‬قيدوه به هو ‪ ( :‬المنثور) أو( المرسل) أو (الحر) فلم يعتدوا على اصطالح قائم …… فإنه‬
‫بانضمامه إلى التسمية الخاطئة لتسميه هذا الكالم الجديد شعرا ‪ -‬قد اسدل‪  ‬عليها ستارا كثيفا من الغموض وااللهام‬
‫‪82‬‬
‫والتناقض‪." +‬‬

‫‪ -‬التي تبين له كانت على اكثر من صعيد ‪  ،‬واول تلك الصعود كان صعيدا متعلق ينظم هذا الشعر فقال عباس‬
‫حسن‪  " :‬ولو كان عيب الدعاه الى الشعر الجديد مكسورا‪ +‬على عزهم االكمل عن النظم الشعر المنثور ‪  ،‬او عن‬
‫الهامهم بخصائصه لهان الكرب‪  ‬نوعا ما‪  .‬ولكن تكشف لي‪  ‬من امر هؤالء الدعاه االدعياء ما ها التي وأزعجني‪+‬‬
‫‪83‬‬
‫………‪ .‬و أفزعني ان رأيت كثيرا من زعمائهم‪  ‬ال يستطيع في حفل أدبي عما يريده بلغة صحيحة "‪.‬‬

‫‪ -‬وهذا يعني ان اللغه التي استخدمها الشعراء الذين نظموا الشعر الحر او المرسل لم تكن اللغه العربيه الصحيحه‬
‫المؤديه الى المعاني والدالالت بالطريقه واالسلوب‪ +‬يتناسب مع طبيعتها‪ +‬ومستوياتها التي كونت لها خصائصها على‬
‫اعتبار انها اللغه الناميه المتطوره الحية‪  ،‬فهذا الخلل يوسي الى اللغه العربيه و قراءها‪  ‬و المتكلم بها و المتعلم لها و‬
‫لمعلمها الذي يجد بعض التعقيبات في سبيل تعليمها بقدر ما يجب المتعلم معيقات تعليميه اخرى‪  .‬لو انهم استوعبوا‬
‫لغتهم و فهموها‪ +‬و تعلموها جيدا ‪ ،‬لو انهم عرفوا خصائصها و عرفوا علوها و هضموها‪  ‬وعرفوا‪ +‬فنونها االدبي و‬
‫خصائص كل فن‪  ‬لما وقعوا في الضعف و الخوار اللغوي و االدبي و الفني واالبداعي ‪.‬‬

‫‪ -‬ولما جاء شعرهم او نصرهم‪ +‬على هذه المستويات التي تنبئ عن الضعف‪ +‬وقله الحيلة ‪  ،‬وخير‪  ‬للمرء ان يكون‬
‫ملما‪  ‬فاهما اللغته ومستعمال لها احسن استعماال في القول والكالم لالبداع ‪  ،‬على ان ال يخرج على اصول استعمال‪ ‬‬
‫السليم الفصيح الصحيح لهذه اللغه ‪  ،‬فيقول الشعر وال ينظمه‪  .‬ويسبك النثر وال يرصفه‪  " ،‬ولعل هذ ا هو االحكم‬
‫واالجدر‪ +‬اليوم بالتفضيل ‪  ،‬لخلوه من التشدد المعوق كذلك من التهاون ال ذي الى البلبله واالضطراب في التفاهم‬
‫‪84‬‬
‫وبعد عن اللغه‪  ‬اهم خصائصها‪"..…  ‬‬

‫‪ - 81‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.284‬‬
‫‪ - 82‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.296‬‬
‫‪ - 83‬المرجع السابق نفسه ص‪.298‬‬
‫‪ - 84‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.49-48‬‬
‫مراحل جمع اللغة العربية و تسربها‪: +‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬ولقد تبين مما سبق مشكال لغوية‪  ‬اخرى عن استعماالت االدبيه العربيه في الشعر‪  ‬والنثر‪  ،  ‬وهي تتعلق ببعض‬
‫المسائل النحويه التي ال يتقن المتحدثين والمتكلمون من العرب التعامل معها ‪  ،‬فال يعرفون‪ +‬العامل في الرفع‪  ‬الفاعل‬
‫مثال والعامل في نصب المفعول ‪  ،‬فينصبون الفاعل ويرفعون المفعول ‪  ،‬وليت اتهم‪  ‬تعلموا نحو‪  ‬عربيتهم تعلما‬
‫يسعفهما في البقاء‪  ‬في دائره القول السليم الفصيح‪  ‬الخالي من اللحن أو الخطأ ‪ ،‬وليتهم‪ +‬تساءلوا كما تساءل النحاه من‬
‫قبل عن حال العامل والمعمول‪ +‬به ‪  ،‬لكان خيرا لهم مما اوقعو‪ +‬انفسهم فيه ‪.‬‬

‫وفي‪ +‬هذا الموضوع‪ +‬الطويل الشائع وما يدور فولكي من موضوعات اخرى تتطلق من اللغه ‪ ،‬وتمسكها‪ ، +‬وتعود‪ +‬إليها‬
‫‪ ،‬جدال كثير‪  ‬اشار عباس حسن الى بعضه بقوله ‪  " :‬إن النحاة ال يرضون هذا‪ ،‬وال يتقفون عنده ‪ ،‬سائلون‪ :‬لما رفع‬
‫الفاعل ؟‪  ‬ولما نصب المفعول ………‪.‬؟‪  ‬ويجيبون عن كل سؤال واعتراض باجابه‪  ،‬وقد ينشا عن االجابه‬
‫‪85‬‬
‫اعتراض جديد ‪  ،‬واجابه اخرى ……‪  ..‬وتختلف الفروض واالشكاالت‪ ..…… +‬وتحتدم‪ +‬الحرب الجدليه "‬
‫ويستنكر عباس حسن ما ألت اليه االمور‪  ‬التي أضرت اللغه العربيه االصليه ومستها في صلبها وجوهر‪ +‬علومها ‪ ،‬‬
‫والسبب في ذلك يعود الى تدني المستويات‪  +‬اللغوية والتفكير اللغوي لدى كثير من المتحدثين‪  ‬الذين يدعون في اللغة‬
‫وآدابها‪ +‬وعلومها‪  ، +‬الى تدني التفكير النحوي وتطبيقاته في أعمالهم األدبية ‪ ،‬فقد عبر‪  ‬عباس حسن‪  ‬عن هذا‬
‫االستنكار‪ +‬بقوله ‪  " :‬ولو أن األمر انتصر‪ +‬على الجدلية ……‪ .‬لقلنا ‪  ( :‬خطب يسير) ‪ .‬و لكنه تعداها الى صميم‬
‫اللغة ‪  ،‬وأصولها‪ +‬وأساليبها‪ ،  ‬فقد اتخذوا من تلك العلل‪  ‬المعتله قيود‪ +‬الحديدية ‪  ،‬اخضعوا لها الكالم العربي االصيل‬
‫‪  ،‬كما اخضعوا لها‪  ‬كالم المتحدثين ‪  :‬فاذا راو ا اول يها قالوا عنه ‪   :‬شاذ ‪  ،‬او قليل ‪ ،‬او مؤول ‪..‬وإذا رأوا كالم‬
‫‪86‬‬
‫المتحدثين ال‪  ‬يوافقها حكموا عليه بالخطأ‪ +‬والفساد وان كان هو موافقا للكالم العربي االصيل‪".‬‬

‫‪ -‬كما يبين نتيجه من نتائج تلك المشكالت المستخدمة‪  ‬التي مازلنا نلمسها ونلمس استمراريتها‪ ، +‬متسائلين‪  :‬الى متى‬
‫سيبقى حال العرب وحال اللغه العربيه بازدراء‪  ‬سواء على سوء بسبب المشكالت‪  ‬التي يصنعها‪  ‬بعض ابناء‬
‫العربيه والكثير من اعدائها واعداء العرب ؟ وتجدر‪ +‬االشارة في هذا السياق‪  ‬الى االراء النحاة واحكامهم‪ +‬والى "‪ ‬‬
‫التعرض الكالم القديمه والحديثه لقسوة حكمهم ‪ ،‬والتي الشعراء والكتاب و غيرهم‪  ‬عنتا في عارضئهم‪  ،  ‬وكان من‬
‫ثماره المرة‪  ‬التحكم القاسي في صحه االلفاظ واالساليب ‪  ،‬وعدم صحتها ‪  ،‬أو‪  ‬تضييق مجال التعبير ‪ 87".‬ان ادى‬
‫الى ظهور نتاج ادبي ردي كثيرا ‪  ،‬كما تجدر االشاره الى ان اوالئك‪ "  ‬لم يقصروا‪ +‬سلطاتهم عن كالم العرب و‪ ‬‬
‫‪88‬‬
‫والمستعربين بل جاوزوه إلى القرآن الكريم نفسه ‪ ،‬فطيقوا‪ +‬حكمهم عليه وتناولوه كما تناولوا‪ +‬غيره ………"‬

‫‪ -‬االضطراب التالعب واالختالف وسوء الفهم والعلم بخصائص اللغة العربية‪  ،‬والتفكير باألسلوب البعيد من‬
‫أسلوب العربي النابع من إقحام قضايا‪ +‬النحو ومسائله في استعمال اللغة العربية الفصحى واستعمال‪ +‬القواعدها‬
‫وتوظيف مستوياتها‪ ،‬وإدعاء الماسة في البحث والتأليف واألعمال اإلبداعية‪  ،‬تجتمع كلها لتجلي عوامل تتجاوزما‪+‬‬
‫هي موضوعة له ‪ ،‬واألمثلة في الدراسات واألبحاث ‪ ،‬وفي المؤلفات ‪ ،‬وفي النتاجات االبداعية ‪ ،‬كثير على ذلك و‬
‫"‪  ‬لعل فيها أوردناه من األمثلة ما ينهض دليال على أن (‪  ‬العامل ) قد تجاوز‪ +‬اختصاصه‪  ‬اخرجه النحاة من‪  ‬دائرته‬

‫‪ - 85‬المرجع السابق نفسه ص‪.144‬‬


‫‪ - 86‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.145‬‬
‫‪ - 87‬المرجع السابق نفسه ص‪.145‬‬
‫‪ - 88‬المرجع السابق نفسه ص‪.146‬‬
‫مراحل جمع اللغة العربية و تسربها‪: +‬‬ ‫المبحث الثالث‪:‬‬

‫المحمودة‪  ‬الى التحكم‪  ‬في االلفاظ والتراكيب‪ +:‬ذلك التحكم الذي هو داعيه الدهش بل السخط ‪  ،‬وسبب من اسباب‬
‫‪89‬‬
‫اساءه الى اللغه وتعسيرها‪ +‬على المتعلمين ‪  ،‬والراغبين فيها ‪  ،‬والناطقين بها ‪" .‬‬

‫‪ - 89‬حسن عباس ‪ ،‬اللغة والنحو بين القديم والحديث ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.145‬‬

You might also like