Professional Documents
Culture Documents
إال ان الشكوى التي ظهرت مؤخرا تركن الى اإلعتماد على لغة سريعة ومقتضبة تلك المستخدمة في النصوص والرسائل الفورية وبعض
وسائل التواصل االجتماعي وهذا ما يمنع الكثير من مستخدمي اللغة وباألخص الكبارواالطفال من فهم كيفية الكتابة والتحدث "بشكل
حدا ينذر بالخطر على اللغة؟ وهل وسائل صحيح" بطريقة او باخرى .وأصبح السؤال الشاغل هوهل ان طغيان اللهجات العامية قد وصل ً
االتصال هذه قد أ ّد ت إلى ضعف في اللغة المتداولة عليها؟ وهل لهذه الوسائل تأثير على جودة اللغة؟ وهذا ما يعتقده عشاق اللغة الهواة
حيث انهم يصِ فوا هذه الظاهرة بأنها جدل غيرمنطقي ،بمعنى ان استخدام الشباب لهذه التعابير واالختصارات ال يمت للغة بصلة بقدر
مايحط من من مكانتها ،مؤكدين إن هذا ليس في كل حالة يستند الى المنطق العلميتمعنا قليال وعمنا داخل اسبارعلم المراهقة والمراهقين
واستخدام اللغة المشفرة داخل المجموعة الواحدة سيكون هناك رأي اكثر منطقية وتاكيدا بأن هذه المجاميع المستخدمة Oللغة في تلك
.الجوانب المتعددة اعاله هم من يبتكر اللغة ويثريها وليس من يدمرها ويقتل الرونق الذي يكمن فيها
وغيرها في اللغة اإلنجليزية OMG، BRB، LOL، ASAPوفي البدء فاالختصارات مثل هاها ،ههه ،ع ،س.ع في اللغة العربية و
وبالتأكيد الكثير مثلها في بقية اللغات قد صنفت في ورقة بحثية للباحثة اإلجتماعية سالي تاجليمونيه منذ 2008حيث كانت آنذاك اكثر
ندرة من اآلن .وقد توصلت الباحثة الى نتائج منطقية ومقبولة ورائعة آنذاك واستمرت للوقت الراهن .حيث قامت بتتبع هذه التعابير
واالختصارات الجديدة لتضعها في فئة الكلمات الحديثة الناتجة عن حاجة المجتمع المتطور لها .ومن االنتائج المهمة أيضا هي أن
المراهقين يستخدمون هذا االختصارات وبصورة واسعة جدا للحد الذي يغزوا فيه لغة الكبار ويطوعوهم الستخدام تلك اللغة .لكن
ولالسف الشديد اليرتاح با ٌل لمناوئين تطور اللغة كونها مثل الكائن الحي االّ وان يحاولون تجريد اللغة من تلك االشكال ويتمسكون بتلك
التي انحسر استخدامها في الكتب القديمة فقط .فاالدعاء ان هذه االختصارات هي ليست بالرسمية وغير موجودة في القواميس وعليه
اليتوجب استخدامها في المخاطبات Oالرسمية كونها تعطي معنىً غامضا ً ،متناسين المجتمع وحاجته وضرورة ان تكون اللغة في خدمة
.المجتمع كونه المؤسسة Oالوحيدة التي لها القدرة على ابقاء اللغة حية تتنفس وتتطور بتقدم المجتمع وتطوره
.
ومن ناحية اخرى اظهرت نسبة عالية من مجتمع الدراسة ،اليسعنا المجال الغور في تفاصيلها ،ان الشباب والكبار ممن لديهم لغة مشفرة
فيما بينهم (المهتمين بتخريب اللغة) يستخدمون اللغة الرسمية في الرسائل القصيرة ومواقع التواصل عند تصديهم الى حدث لغوي يتسم
.بالرسمية
ويأتي بين هذا وذاك ،فريق من مستخدمي اللغة ممن يمزجون اللغة الرسمية واللغة المبتكرة ذات االختصارات وااللفاظ المكتوبة التي
يتدخل المساق اللغوي في تحديد معناها بصورة كبيرة ،وهم ليسوا فقط مراهقين او شباب او كبار انما من جميع الفئات العمرية حتى لو
فاقوهم الشباب .غير ان عدم معرفة االشياء الينفي وجودها ،كما تقوله القاعدة المنطقية وهذا يجرنا الى ان هذه التراكيب واالشكال اللغوية
موجودة ويقوم مستخدمو اللغة بتوظيفها كيفما يرونه مناسبا للحدث اللغوي واذا اقتضت الحاجة الى ان هذه االشكال اللغوية والسميائية
والتداولية تستخدم بصيغة رسمية فال ضير ان تقنن وتصبح ضمن اللغة الرسمية كونها ناتجة عن حاجة المجتمع الملّحة كما هو األمر في
تغ ني لغاتها بإدخال المفردات الجديدة لها لتكون ذخيرة اثراء للغة .وهذا هو مايريده المنهج الوصفي فيالقواميس الغربية التي صارت ْ
دراسة اللغة والذي يقضي الى ان اللغة كيان حيّ اليمكننا مقارنتها بصورة عامودية فعندها نكون قد إتبعنا مناهج الدراسة التقريرية التي
.المفر فيها من تطبيق قواعد قديمة وثابتة على متغيرات حديثة ينحتها المجتمع خدمة له ومواكبة للتطور السريع الحاصل
وصفوة القول هي اننا لو وضعنا هذه التعابير في حيز المقارنة مع عدمها سنجد ومأل أعيننا انها تفوق فكرة عدم استخدامها او تقنينها او
مهاجمتها كونها دخيلة على اللغة .فهي ايجابية في عدة مستويات ومنها إنها عامالً لزيادة مفردات اللغة واثرائها بحيث يصبح من الممكن
نحت اسماء Oوافعال وصفات للكلمات التي يحدثها التطور السريع الحاصل في المجتمع ،ومن جهة اخرى فتعد هذه االشكال اللغوية عامال
لخدمة المجتمع بتوفير مصطلحات واشارات سيميائية قصيرة تواكب زمن السرعة وتساعد من خالل المساق اللغوي واالجتماعي على
فهم الرسالة اللغوية .وعالوة على ذلك فج ّل القضية تعود للمجتمع ومايريد ان يوظف من اشكال لغوية لخدمته سواء أكان قد تهدمتO
القواعد التقريرية وتخربت اللغة ام ال ،فإن هذه االشكال في قيد التطور ومن يعلم في السنوات القليلة القادمة كيف سيكون شكل الكلمة من
.فعل واسم وصفة وهل سنتوصل للمعني عن طريق المساق اللغوي المقترن بالمساق السيميائي