You are on page 1of 7

‫الفصل األول‬

‫خلفية الدراسة وأهميتها‬

‫ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻌﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺭﻳﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺃﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫‪ 1.1‬مقدمة‪:‬‬
‫ﺳﺤﻮﻳﻞ‪ ،‬ﻏﺪﻳﺮ ﻭﺟﻴﻪ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﻣﺮﺍﺩ)ﻣﺸﺮﻑ(لألمن واألمان ألي مجتمع إنساني‪ ,‬وبلوغ ذلك‬
‫ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﺪﻩ‪،‬مصدر قلق‬
‫تشكل الجريمة‬ ‫ﻣؤﻟﻔﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ‪:‬‬

‫الحد من الجريمة التي رافقت اإلنسان منذ القدم‪ ,‬بل وأخذت الجريمة‬ ‫األمن يتوقف على‬
‫‪2015‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻜﺮﻙ‬ ‫ﻣﻮﻗﻊ‪:‬‬
‫تتزامن عبر العصور‪ ,‬بحيث ظهرت جرائم بأشكال جديدة وأساليب مبتكرة‪ ,‬لتنفيذ جرائم‬
‫‪1 - 102‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫السابق‪ ,‬وهي منتشرة في جميع المجتمعات وان تباينت من مكان‬ ‫لم تكن معهودة في‬
‫‪786007‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫‪.)2011‬‬
‫ردى‪,‬ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ‬ ‫إلى آخر (رشيدكة‬
‫ﺭﺳﺎﺋﻞ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬

‫حقيقة ما تطرحه أعداد متزايدة من القتلى في المجتمعات باختالف‬ ‫تعد الجريمة‬


‫‪Arabic‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﻴﺮ‬ ‫ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪:‬‬
‫المسببات والظروف‪ ,‬ويعد القتل من أكبر الجرائم التي يرتكبها اإلنسان ضد بني جنسه؛‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣؤﺗﺔ‬ ‫ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻌﻠﻴﺎوهدم لكل المعاني اإلنسانية والبنى األسرية والقواعد‬
‫ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕياء‪,‬‬
‫لحياة األبر‬ ‫ألن في ذلك سلب‬
‫ﻋﻤﺎﺩﺓ‬ ‫ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ‪:‬‬

‫تحدث خلال وخدش في التوازن االجتماعي وما يترتب على ذلك من‬
‫االجتماعية التي ﺍﻻﺭﺩﻥ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪:‬‬
‫‪Dissertations‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫ضغينة‪ ,‬وتهديد ألمن المجتمعات واستقرارها (يعيش‪.)2006 ,‬‬
‫ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻷﻋﻴﺮﺓ ﺍﻟﻨﺎﺭﻳﺔ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/786007‬نتحدث عن أهم المظاهر‬
‫ولما كان القتل من أعظم ما حرم اهلل‪ ,‬كان لزاما أن‬
‫َّ‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬

‫االجتماعية التي أحيانا يكون من نتائج ممارستها الموت المحتوم‪ ,‬إن لم يكن سببا‬
‫مباش ار في اإلعاقة أو البتر‪ ,‬ومن الجرائم التي تسببت في الكثير من األضرار‪ ,‬إطالق‬
‫العيارات النارية‪ ,‬حيث إنها ُّ‬
‫تعد من أكثر المظاهر المجتمعية شفقة وبؤسا ومثا ار‬
‫لألسف‪ ,‬ويعد األردن من الدول التي تعاني من هذه المشكلة المقلقة منذ زمن بعيد‬
‫يعود لمطلع الخمسينات وذلك مع إبرام القوانين المتعلقة باألسلحة النارية والذخائر‬
‫المطبقة في و ازرة الداخلية (الزعبي‪1984 ,‬م)‪.‬‬
‫وفي الواقع فإن هذه المشكلة تمس معظم دول العالم العربي‪ ,‬والتي تعمل جاهدة‬
‫للحد من هذه المشكلة المروعة‪ ,‬واطالق العيارات النارية عادة ما ترافق المناسبات‬
‫ِ‬
‫الفرحة كما هو معروف لدى عامة الناس كونها وسيلة تعبر عن الفرح والسعادة‪ ,‬على‬
‫الرغم من أنها قد تصبح وسيلة لجلب األتراح واألحزان‪ ,‬وهذا األسلوب غير الحضاري‬
‫© ‪ 2020‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫‪-1-‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫الفصل األول‬
‫خلفية الدراسة وأهميتها‬

‫‪ 1.1‬مقدمة‪:‬‬
‫تشكل الجريمة مصدر قلق لألمن واألمان ألي مجتمع إنساني‪ ,‬وبلوغ ذلك‬
‫األمن يتوقف على الحد من الجريمة التي رافقت اإلنسان منذ القدم‪ ,‬بل وأخذت الجريمة‬
‫تتزامن عبر العصور‪ ,‬بحيث ظهرت جرائم بأشكال جديدة وأساليب مبتكرة‪ ,‬لتنفيذ جرائم‬
‫لم تكن معهودة في السابق‪ ,‬وهي منتشرة في جميع المجتمعات وان تباينت من مكان‬
‫إلى آخر (رشيدكة ردى‪.)2011 ,‬‬
‫تعد الجريمة حقيقة ما تطرحه أعداد متزايدة من القتلى في المجتمعات باختالف‬
‫المسببات والظروف‪ ,‬ويعد القتل من أكبر الجرائم التي يرتكبها اإلنسان ضد بني جنسه؛‬
‫ألن في ذلك سلب لحياة األبرياء‪ ,‬وهدم لكل المعاني اإلنسانية والبنى األسرية والقواعد‬
‫االجتماعية التي تحدث خلال وخدش في التوازن االجتماعي وما يترتب على ذلك من‬
‫ضغينة‪ ,‬وتهديد ألمن المجتمعات واستقرارها (يعيش‪.)2006 ,‬‬
‫ولما كان القتل من أعظم ما حرم اهلل‪ ,‬كان لزاما أن نتحدث عن أهم المظاهر‬
‫َّ‬
‫االجتماعية التي أحيانا يكون من نتائج ممارستها الموت المحتوم‪ ,‬إن لم يكن سببا‬
‫مباش ار في اإلعاقة أو البتر‪ ,‬ومن الجرائم التي تسببت في الكثير من األضرار‪ ,‬إطالق‬
‫العيارات النارية‪ ,‬حيث إنها ُّ‬
‫تعد من أكثر المظاهر المجتمعية شفقة وبؤسا ومثا ار‬
‫لألسف‪ ,‬ويعد األردن من الدول التي تعاني من هذه المشكلة المقلقة منذ زمن بعيد‬
‫يعود لمطلع الخمسينات وذلك مع إبرام القوانين المتعلقة باألسلحة النارية والذخائر‬
‫المطبقة في و ازرة الداخلية (الزعبي‪1984 ,‬م)‪.‬‬
‫وفي الواقع فإن هذه المشكلة تمس معظم دول العالم العربي‪ ,‬والتي تعمل جاهدة‬
‫للحد من هذه المشكلة المروعة‪ ,‬واطالق العيارات النارية عادة ما ترافق المناسبات‬
‫ِ‬
‫الفرحة كما هو معروف لدى عامة الناس كونها وسيلة تعبر عن الفرح والسعادة‪ ,‬على‬
‫الرغم من أنها قد تصبح وسيلة لجلب األتراح واألحزان‪ ,‬وهذا األسلوب غير الحضاري‬

‫‪-1-‬‬
‫ومدننا يعد تصرف طائش وقاتل‪ ,‬وقد يكون‬ ‫الذي نشاهده كل يوم في شوارعنا‪ ,‬وقُرانا‪ُ ,‬‬
‫االستهتار والالمباالة بهذا الموضوع إحدى األسباب الالفتة لهذه الدراسة‪ ,‬باإلضافة إلى‬
‫المعدالت المتزايدة التي أشارت إليها سجالت التحقيقات الجنائية من خالل التقارير‬
‫اإلحصائية الصادرة عنها (مبيضين‪.)2013 ,‬‬
‫إن للعادات والتقاليد دور في إطالق العيارات النارية في المناسبات‬
‫االجتماعية‪ ,‬فهي ليست وليدة اليوم بل تمتد إلى جذور المجتمع القبلي‪ ,‬الذي يتخذ‬
‫إطالق الرصاص كسلوك احتفالي باألهازيج العشائرية‪ ,‬ومراسيم استقبال الشيوخ‬
‫واألمراء واألعراس‪ ,‬بل إن كل عشيرة لها رايتها وتعلن وصولها بكثافة إطالق‬
‫الرصاص كل ذلك انتقل من الريف إلى المدينة مصطحبين معهم كل هذه العادات‬
‫والتقاليد (زناتي‪.)1992 ,‬‬
‫ومن المالحظ أن ضحايا القتل الناتجة عن إطالق العيارات النارية تندرج تحت‬
‫القتل الخطأ‪ ,‬أو غير المقصود فيه‪ ,‬أو القتل غير المتعمد‪ ,‬حيث أن مطلق النار في‬
‫المناسبة يأخذها بنية مشاركة الفرحة‪ ,‬بعيدا عن ارتكاب األذى لمن حوله‪ ,‬بينما يرى‬
‫البعض أن هذه المشكلة قد تكون مقصودة خلف قناع النية الحسنة‪ ,‬وفي كال الحالتين‬
‫ال يعذر أحد لجهله بالقانون (الجميلي‪.)1972 ,‬‬
‫وقد منعت الشريعة اإلسالمية مثل هذه التصرفات وحرمتها لما قد ينتج عنها‬
‫من أضرار مؤلمة ألناس أبرياء قد تصل إلى القتل‪ ,‬والتسبب في الكراهية والحقد على‬
‫مطلق العيار الناري الذي تسبب بترك بصمة مؤلمة ألناس أبرياء ال ذنب لهم‪ ,‬وقد‬
‫تكون تلك البصمة تذكا ار لألهل المصاب بعد وفاته (األمير‪.)2006 ,‬‬
‫وهذا ما يتعارض مع مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ,‬وخير ما يقتدى به ما روى‬
‫عن النبي عليه الصالة والسالم مشي ار إلى النهي عن حمل السالح في قوله‪" :‬من أشار‬
‫ٍ‬
‫بحديدة‪ ,‬فإن المالئكة تلعنه‪ ,‬حتى يدعه وان كان أخاه ألبيه وأمه" (صحيح‬ ‫إلى أخيه‬
‫مسلم‪ ,‬باب النهي عن اإلشارة بالسالح إلى مسلم)‪ ,‬وفي قوله‪" :‬حتى يدعه وان كان‬
‫ألبيه وأمه" مبالغة في إيضاح عموم النهي لجميع الناس‪ ,‬وأيضا تعمل هذه المشكلة‬

‫‪-2-‬‬
‫ٍ‬
‫إتالف للمال بال فائدة وتبذير واسراف نهى عنه اهلل تعالى في كتابه العزيز حين‬ ‫على‬
‫قال‪ :‬إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِنيِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا‪( ‬اإلسراء‪.)27 :‬‬
‫َّ‬
‫إن إطالق العيارات النارية وانتشارها بصورة غير طبيعية لدى كافة أطياف‬
‫المجتمع األردني‪ ,‬جعل الكثيرين يعتبرها وباء وآفة خطيرة ال يمكن السكوت عليها‪,‬‬
‫حيث إن الرصاص المتطاير قد يخترق أجساد األطفال والنساء‪ ,‬والكبار دون استئذان‪,‬‬
‫ويحولهم إلى جثث هامدة أو أجساد مشلولة ال تتحرك من أجل إرضاء غرور بعض‬
‫المستهترين والمتهورين‪ ,‬فال عذر ألحد َّ‬
‫منا في الوقوف جانبا حيال هذه المشكلة‬
‫الخطيرة وعلينا حماية مجتمعنا وبلدنا‪ ,‬و َّ‬
‫أن ذلك ال يتم إال من خالل مسؤولية يتشارك‬
‫فيها المواطنين ورجال القانون (الزيود‪.)2012 ,‬‬
‫وقد جاءت هذه الدراسة للتعرف على إهم عوامل إطالق العيارات النارية في‬
‫المناسبات االجتماعية‪ ,‬وأثرها على الفرد والمجتمع‪.‬‬

‫‪ 2.1‬مشكلة الدراسة وأسئلتها‪:‬‬


‫ازدادت معدالت جرائم القتل الناتجة عن إطالق العيارات النارية‪ ,‬والتي أشارت‬
‫إليها التقارير والسجالت الجنائية‪ ,‬حيث بلغ عام ‪2009‬م مجموع عدد جرائم إطالق‬
‫العيارات النارية في األردن (‪ )996‬جريمة‪ ,‬متضاعفة في عام ‪2010‬م لتصل إلى‬
‫(‪ )1166‬جريمة‪ ,‬أما في عام ‪2011‬م وصل عدد جرائم إطالق العيارات النارية إلى‬
‫(‪ ,)1384‬ولم تتوقف على هذ ا العدد بل استمرت في الزيادة بأعداد ال يستهان بها‪,‬‬
‫ففي عام ‪2012‬م وصل مجموع الجرائم الناتجة عن إطالق العيارات في األردن‬
‫(‪ )1574‬جريمة ‪ ,‬واستمرت األعداد بالزيادة عام بعد عام لتصل الى (‪ )1869‬جريمة‬
‫في عام ‪2013‬م‪ ,‬وفي اخر إحصائية لعام ‪2014‬م كان مجموع نتيجة إطالق العيارات‬
‫النارية (‪ )2413‬جريمة (المملكة األردنية الهاشمية‪/‬و ازرة الداخلية‪ ,‬مديرية األمن العام‪,‬‬
‫‪.)2014‬‬
‫ويعتبر إطالق العيارات النارية مظهر مرافق لكثير من المناسبات االجتماعية‬
‫التي تجري في المجتمع األردني‪ ,‬وقد تباينت هذه المشكلة من محافظة إلى أخرى‬

‫‪-3-‬‬
‫حيث حظيت الع اصمة عمان ومحافظة البلقاء بالنصيب األكبر من مطلقي العيارات‬
‫النارية إذ بلغ مجموعهُما خالل الـ‪ 6‬سنوات األخيرة نحو (‪ )5307‬جريمة‪ ,‬بينما‬
‫انخفضت هذه النسبة في عجلون لتصل إلى (‪ )89‬جريمة في ‪ 6‬سنوات منذ عام‬
‫‪2009‬م ولغاية عام ‪2013‬م‪ ,‬وتوسطت في الكرك والذي أصبح مجموع الجرائم في‬
‫نهاية ‪ 2014‬ما يقارب (‪ )136‬جريمة‪ ,‬وعلى الرغم من أن المجتمع الكركي يعتبر‬
‫إطالق العيارات النارية من سماته التي تميزه عن غيره‪ ,‬إال أن ما ترتب على هذه‬
‫المشكلة من أحداث مؤسفة تمثلت بالكثير من حاالت القتل‪ ,‬أدى إلى تعالي األصوات‪,‬‬
‫واعتراضها على هذه المشكلة انطالقا من مبدأ أن أرواح الناس ليست بهذه االستهانة‬
‫وعدم المسؤولية (المملكة االردنية الهاشمية‪/‬و ازرة الداخلية‪ ,‬مديرية األمن العام‪2014 ,‬م)‪.‬‬
‫من هنا برزت مشكلة الدراسة والتي ُيمكن بلورتها بالسؤال الرئيس التالي‪:‬‬
‫ما أثر عوامل إطالق العيارات النارية في المناسبات االجتماعية على ارتفاع معدالت‬
‫جرائم القتل في المملكة األردنية الهاشمية؟‪.‬‬
‫ويتفرع من هذا السؤال األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫س‪ :1‬ما العوامل الرئيسية في إنتشار مشكلة إطالق العيارات النارية ؟‪.‬‬
‫س‪ :2‬ما اآلثار المجتمعية الناجمة عن إطالق العيارات النارية؟‬
‫س‪ :3‬ما اآلثار الفردية الناجمة عن إطالق العيارات النارية؟‬
‫س‪ :4‬هل أحدثت للوثائق والندوات والتعهدات الشعبية حدا إلطالق العيارات النارية؟‬
‫س‪ :5‬هل ساهمت مشكلة إطالق العيارات النارية في زيادة نسبة جرائم القتل؟‪.‬‬
‫س‪ :6‬هل هناك فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة(‪ ) ≤0.05‬في درجة‬
‫تقديرك (العوامل االجتماعية‪ ,‬االقتصادية‪ ,‬الشخصية‪ ,‬والقانونية والتشريعية) مشكلة‬
‫انتشار إطالق العيارات النارية تعزى لكل من متغير (النوع االجتماعي‪ ,‬العمر‪ ,‬نوع‬
‫السكن‪ ,‬الوظيفة‪ ,‬مستوى الدخل‪ ,‬مكان السكن‪ ,‬المستوى التعليمي)؟‪.‬‬
‫س‪ :7‬ما دور العوامل (االجتماعية‪ ,‬اإلقتصادية‪ ,‬النفسية‪ ,‬القانونية والتشريعية) للتنبؤ‬
‫بمشكلة إنتشار اطالق العيارات النارية في المناسبات االجتماعية؟‬

‫‪-4-‬‬
‫‪ 3.1‬أهمية الدراسة‪:‬‬
‫ستكون طريقه لوضع برامج هادفة‬
‫ّ‬ ‫إن توفر البيانات العلمية حول هذا الموضوع‬
‫تتعلَّق بسالمة المجتمع وحمايته من هذه المشكلة‪ ,‬ووضع خطط تساعد على التخلص‬
‫من هذه المشكلة أو الحد منها أو تقليصها‪ ,‬كما تستمد هذه الدراسة أهميتها العلمية من‬
‫خالل‪:‬‬
‫‪ .1‬ندرة الدراسات التي تناولت مشكلة إطالق العيارات النارية في المناسبات ومدى‬
‫عالقتها بارتفاع معدالت القتل‪.‬‬
‫‪ .2‬تسهم هذه الدراسة في تقديم بيانات علمية حول مشكلة إطالق العيارات النارية‪.‬‬

‫‪ 4,1‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تهدف الدراسة بشكل رئيس إلى التعرف على عوامل إطالق العيارات النارية‬
‫وأثرها على الفرد والمجتمع‪ ,‬وتتبلور أهداف الدراسة في‪:‬‬
‫‪ .1‬الحد من إطالق العيارات النارية ومنعها‪ ,‬والمساهمة في إنجاز ثقافة عامة في‬
‫هذا اإلتجاه‪.‬‬
‫‪ .2‬تقديم الدراسات للدولة لتأخذ الجانب القانوني‬
‫‪ .3‬التعرف على حجم األضرار الناتجة من مشكلة إطالق العيارات النارية‪.‬‬
‫‪ .4‬التعرف على األسباب والعوامل التي ساعدت على نشوء مشكلة إطالق العيارات‬
‫النارية وزيادتها بالرغم من العلم بأضر ِارها‪.‬‬
‫‪ .5‬التعرف على أثر الندوات والوثائق العشائرية في الحد من هذه الجريمة كونها‬
‫أصبحت تشكل واقع مرير يهدد المجتمع‪.‬‬
‫‪ .6‬عقد ندوات وورش عمل بالنسبة ألكثر العوامل المؤدية إلطالق النار‪.‬‬

‫‪-5-‬‬
‫‪ 5.1‬مصطلحات الدراسة والتعريفات اإلجرائية‪:‬‬
‫العوامل ‪ :‬هي ما يؤثر في سلوك اإلنسان‪ ,‬مثل العوامل اإلجتماعية‪ ,‬واإلقتصادية‪,‬‬
‫والشخصية‪ ,‬والقانونية والتشريعية‪ ,‬والتي تؤدي إلى إنحراف سلوك الفرد‪ ,‬وتم قياسها من‬
‫خالل اإلستبانة المعدة لهذه الدراسة‪.‬‬
‫المناسبة‪ :‬هي نتيجة طبيعية لحياة اإلنسان‪ ,‬فالوالدة والموت مناسبة‪ ,‬والمناسبة وسيلة‬
‫للتجمع وزيادة مظهر العصبية الذي هو العمود الفقري لحياة األنسان البدوي‪ ,‬وهي‬
‫وسيلة لتقريب بين بعيدين(العبادي‪1989 ,‬م)‪.‬‬
‫ويمكن تعريف السالح الناري بأنه‪ :‬كل آلة معدة لِرمي المقذوفات‪ ,‬حيث تنطلق‬
‫هذه المقاذيف بالقوة الضاغطة لتمدد الغازات الناتجة عن اشتعال مواد متفجرة‪ ,‬ويندرج‬
‫تحت هذا التعريف جميع أنواع األسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة التقليدية القديم منها‬
‫والحديث‪ .‬أما العيار‪ :‬فهو قُطر ماسورة السالح (البرلسي‪.)1990 ,‬‬
‫َّ‬
‫وتتبنى الدراسة التعريف اإلجرائي التالي للعيارات النارية‪ :‬هي كل آلة معدة‬
‫إلطالق المقذوفات المعدنية عن طريق انفجار البارود‪.‬‬

‫‪-6-‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like