Professional Documents
Culture Documents
ر
أنفسنا ومِن إن الحمدَ للِ َنحمدُ ه ونستعينُه و َنستغفره ،و َنعو ُذ بالل مِن ُشرور ِ
ُ َ َّ َ
وأشهد ْ
أن ضل له ،ومن يضلِل فال ِ
هاد َي له. سيئات أعمال ِنا من ي ِ
هده الل فال ُم َّ ِ
َ َ ُ َ َ
محمدا عبدُ ه ورسو ُله .أ َّما بعدُ :
َّ وأشهد َّ
أن َ ال إله إال الل وحدَ ه ال َشريك له،
ُولِدَ يف ال ُع َي ْين َِة سنة (1115هـ) ،وت ُُو ِّف َي يف الدرع َّي ِة سنة (1206هـ).
سبب ِ
للهداية واستقرار األمن ٌ
اإلكثار مِن
ُ جمع المسائل
َي َ
الدُّ ِ
عاء لل َق ِ ِ السهو َل ُة
ُّ
ارئ وير ِّتبها و َي ْذكر المسائ ِل ذ ْك ُر َ
وح
الو ُض ُ
و ُ
المستَ ِم ِع
و ُ لها عددا؛ ومن َم ْق ُرو َنة بالدَّ ل ِي ِل
لمؤ َّلفاتِه ثم يبدأ بالشرح
َّ
صربت؛ َأ َج ْب َت -بإذن
َ عوت ثم
عملت هبا ثم َد َ
َ علمت األصول الثالثة ثم
َ أنك إذا َت
الل -عن أسئلة القرب.
4
الصربُ على
َّ .4 ِ
.3الدَّ عو ُة إ َليه .2ال َع ُ
مل لم
.1الع ُ
األذى فيه
الش ِ
.3ال َبراء ُة مِن ِّ .2توحيدُ األلوه َّية الربوب َّية
رك .1توحيدُ ُّ
وأهلِه والصفات
واألسما ُء ِّ
َدرس التوحيد؟
السؤال :لماذا ن ُ
واب على ُ
الج ُ
َ
( )1
ِ ِ
( )1ا ْع َل ْم َرح َم َك ُ
الل:
ب َع َل ْينَا َتع ُّل ُم (َ )2أ َّن ُه َي ِ .3مِن باب بمن
تأسيا َ
ِّ .2 .1اقتداء
ج ُ
َأ ْر َب ِع َم َسائِ َل: التربُّك باسم َقبله مِن العلماء بكتاب الل
األُو َلىِ : الل الكريم. والسلف ِ
الذين وبالرسل
الع ْل ُم. ْ َّ ُّ
عر َف ُة اللِ، َم ِ َو ُه َو: كانت مِن واألنبياء
( )2كما َأشرنا يف المقدِّ مة؛ أن مِن عادة المصنِّف أنه يبدأ بالدُّ عاء لط َلبة ِ
العلم و َيسأل َ
الرحمة؛ ويف هذا ٌ
دليل على: الل لهم َّ
َ
ِ ِ
الحق بدليلِه ،وضدُّ ه َ
الج ْه ُل. العلم :هو َمعرف ُة ِّ
والس ُ
بيل :هو سول مِن َّ
الشرعَّ ، الر ُ
المشار إليه هو ما جاء به َّ
ُ ﴿ﮀ ﮁ ﮂ﴾
الناس إلى الطريق ﴿.ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﴾ الدَّ اعي إلى الل هو المخلِص الذي يريد أن ي ِ
وص َل
َ ُ ُ ُ ُ
ِ ِ
الل ﴿ .ﮇ ﮈ﴾ ال َبصيرة :هي العلم ،و َت َ
شم ُل هنا الع َ
لم بـ :
ِ
الطريق الموص ِل إلى َ
المقصود .3 المد ُعو ِ َّ .1
الشر ِع
.2حال َ
عليك أن َت َ
سير على ما كان عليه َ ب مت ثم َع ِم َ
لت َو َج َ كأن المؤ ِّلف $يقول :إذا تع َّل َ
الل﴿ :ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ
الصالح؛ حيث قال ُ
ُ والسلف
ُ النبي والصحاب ُة
ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ﴾ ،إذن ال بدَّ من الدَّ عوة.
8
(َ )1ذك ََر المصنِّف َ $بعد الدَّ عوةَّ :
الصربَ،
الرابِ َع ُةَّ :
الص ْب ُر َع َلى األَ َذى َّ
الطريق
َ لك :إن الذي َيس ُلك هذا
وكأنه يقول َ
فِ ْي ِه(.)1
أمور كما َح َص َل ْت لألنبياء ُّ
والرسل حص ُل له ٌ َت ُ
والدَّ لِ ْي ُل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى ﴿ : الصرب. ِ
ۏ؛ فال بدَّ من َّ
طاعة اللِ
ِ عص ِ
ية .2الصربُ عن م ِ ِ
أقدار الل الصربُ على
الصربُ على
َّ .1 َ َّ َّ .3
اللِ المؤل ِ ِ
مة
ِ ِ ِ
( )2بعد ذ ْكر المسائ ِل األربعة ساق المصنِّف $الدَّ ليل عليها من الكتاب؛ َ
وهي سور ُة َ َ
ال َع ْصر .والمؤ ِّلف $دائما َي ْذ ُك ُر المسأل َة مقرونة بالدلي ِل ،لماذا؟
يكون للطال ِ ِ
َ تكون عند الطال ِب
َ ب على ِ
ب قدرة حتى حتى حتى ير ِّبي الطال َ
على استِنباط األحكام من ُح َّجة َير ُّد هبا على اال ِّتباع ال التقليد
سس ٍ المخالِف
ليمة أدلتها على ُأ ُس ٍ َ
9
( )1مقصو ُده $أن هذه السورة َوحدَ ها َق َال َّ ِ ِ
ِ الشافع ُّي َ « :-$-ل ْو َما َأن َْز َل ُ
الل
الخ ْل ِق ل َيتع َّلموا
الح َّجة على َ َتكفي لقيام ُ ِ ِ ِِ
ور َة ُح َّجة َع َلى َخ ْلقه إِ َّال َهذه ُّ
الس َ
عملوا و َيدعوا و َيصبِروا.
و َي َ َل َك َفت ُْه ْم»(.)1
اري « :-$-بابِ :
القرآن ك ُّله
ُ فما بال َك بباقي سور القرآن؟ ف الع ْل ُم َ ٌ َو َق َال ال ُبخَ ِ ُّ
ُح َج ٌج . َق ْب َل ال َق ْو ِل َوال َع َم ِل».
ِ
الحديث كتا َبه المؤمنين يف
َ أمير
َّبو َب ُ ﴿ َوالدَّ ل ِ ْي ُل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى:
(صحيح البخاري)« :بابِ :
الع ْل ُم َق ْب َل ال َق ْو ِل َ ٌ ُ
الدليل ،فال بدَّ أوال مِن َ َوال َع َم ِل» و َذك ََر
﴾
العلم قبل ال َقول وال َعمل. ِ
. َف َبدَ َأ بِا ْل ِع ْل ِم َق ْب َل ال َق ْو ِل َوال َع َم ِل
10
ك اهللَُ :أ َّن ُهاِ ْع َل ْم َر ِح َم َ ( )1بدأ المصنِّف هذا الجزء من المتن بالدعاء للطالب.
سماء
توحيد األ َ توحيد األلوه َّية الربوب َّية
توحيد ُّ
والصفات ِ
بالعبادةإفرا ُد الل إفرا ُد الل بأفعاله.
إفرا ُد الل
أو :إفرا ُد الل َ
بالخلق
والم ْلك والتدبِير.
11
فات توقيف َّية ُيتو َّقفُ فيها
والص ُ
* األسما ُء ِّ َخ َل َقنَا َو َر َز َقنَا َو َل ْم األُو َلىَ :أ َّن َ
الل
َ
وذلك: والسنَّ ِة ِ
الكتاب ُّ على ما َو َر َد يف َأ ْر َس َل إِ َل ْينَا َر ُسوال، َيت ُْر ْكنَا َه َمال َب ْل
بإثبات ما أثب َته الل ِ
لنفسه يف كتابِه أو ما ُ
ِ - اع ُه َد َخ َل َ
الجنَّةََ ،و َم ْن َع َصا ُه َف َم ْن َأ َط َ
أثب َته له رسو ُله . َد َخ َل الن ََّارَ ،والدَّ ل ِ ْي ُل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى:
-و َن ْفي ما نَفاه الل عن ِ ﴿
نفسه يف كتابِه أو ُ
ِ
ال َت ْأ ُخ ُذ ُه سنَ ٌة
نفاه عنه رسو ُله ،مثلَ ﴿ :
ال ن َْو ٌم﴾ [البقرةَ ﴿ ،] 255 :و َما َم َّسنَا مِن َو َ
تحريف ،وال ٍ وب﴾[ق ]3٨:مِن غير ُّل ُغ ٍ
.)1(﴾
ف ،وال َتمثي ٍل. َتعطي ٍل ،ومِن غير تكيِي ٍ
المسألة الثالثة :ال َبراء ُة المسألة الثانية :توحيد المسألة األولى :توحيد
رك وأهلِهالش ِمن ِّ األلوه َّية الربوب َّية وتوحيد
ُّ
والصفات
األسماء ِّ
األسماء
َ الربوب َّية وتوحيدَ ثبت فيها المؤلف $توحيدَ ُّ ( )1المسال ُة األولى أ َ
الرزاقَ ( .و َل ْم َيت ُْر ْكنَا َه َمال) ُمع َّطلِين ِ
الل َخ َل َقنَا) هو الخالقَ .
(و َر َز َقنَا) َّ والصفاتَ ( .أ َّن َ
ِّ
نواهي؛ ( َب ْل َأ ْر َس َل إِ َل ْينَا َر ُسوال).
َ أوامر وال
َ ال
حمة ﴿ .ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ
الر َ
َّ الح َّج ُة على الخَ ْل ِق﴿.ﯧ ﯨ ﯩ
إقام ُة ُ
ﮔ﴾ [ األنبياء.] 107 : ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ﴾[ اإلسراء] 15 :
12
إثبات األلوه َّية هلل تعالى.
ُ المسأل ُة الثانية فيها
الل َال َي ْر َضى َأ ْن ُي ْش َر َك ِ
ال َّثان َي ُةَ :أ َّن َ أن الل ال َي ْر َضى َأ ْن ُي ْش َر َك
قال المؤلف َّ ( :$
َم َع ُه َأ َحدٌ فِ ْي ِع َبا َدتِ ِهَ ،ال َم َل ٌك نبي ،أو ِ َ َ
َم َع ُه أ َحدٌ )؛ «أحد» نك َرة ت ُعم كل أحد؛ ِّ
ُم َق َّر ٌبَ ،و َال َنبِي ُم ْر َس ٌل. ولي ،أو جني ،أو م َلك ،أو صالِح ،أو غيره؛
َوالدَّ لِيْ ُل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى﴿ : كائنا من كان.
ِ
المساجدُ المبن َّية التي
((وج ِع َل ْت
ُ األرض
ُ
السجود
أعضا ُء ُّ
َ ُبن ِ َي ْت حتى ُيع َبدَ الل
األرض م ِ
سجدا ُ َ ل ِ َي
فيها
و َطهورا))
َ
ولـذلك قـال اإلمـام $يف « ﴾ أحدا » نكرة تعم كـل أحـد.
ِ
الثانية ( َأ َّن الل ال َي ْر َضى َأ ْن ُي ْش َر َك َم َع ُه َأ َحدٌ ) يعني كائنا َمـن كـان؛ نبـي أو ولـي ِ
المسألة َّأو ِل
أو جني أو صال ِح.
13
$ف
ُ المسال ُة الثالث ُة ب َّين فيها المؤ ّل
َ ِ
َ الر ُس
َول َو َو َّحد َ َأ َّن َم ْن َأ َط:ال َّثال َث ُة
َّ اع
ِ رك
.وأهله ِ الش
ِّ وب ال َبراءةِ ِمن
َ ُو ُج
َ وز َل ُه ُم َو َاال ُة َم ْن َحا َّد
الل ُ الل َال َي ُج
َ
ٍ َان َأ ْق َر َب َق ِر ْي
،ب َ َو َر ُسو َل ُه َو َل ْو ك
ِالجوارح
َ ِ ال ِّل
سان ِ
القلب
الرسل
ختص به من
شرعًا :هو إفرا ُد الل بما َي ُّ يوحد توحيدا.
وحد ِّ
لغة :مصدر َّ
الربوبية واأللوهية واألسماء والصفات. الشيء؛ إذا َج َع َل ُه وا ِحدا.
وحد َّ
َّ
يوحدون ،)،وهذا هو َقول ابن عباس ﭭ حيث قال: قال المؤ ِّلف( :ومعنى يعبدونِّ :
ٍ
وحدوا اللَ ﴿ ،يا َأ ُّي َها الن ُ
َّاس الل﴾ ِّ
اع ُبدُ وا َ
عبادة يف القرآن معناها :التوحيد»َ ﴿ .و ْ «إن َّ
كل
وحدوا ربكم.اع ُبدُ وا َر َّب ُك ُم﴾ يا أيها الناس ِّ
ْ
15
.)2(﴾
ِ
المنع ِم بشكر الخالِق
ِ كنت مخلوقا البدَّ أن أقو َم ٌ
خلوق ،وإذا ُكل ما ِسوى الل َم
( )3أي ُّ
المتفض ِل .
ِّ
16
ٍ
مجموعة ف يف ِذ ْك ِر ُ ) َش َر َع المؤ ِّل1(
بِآ َياتِ ِه:ك؟ َف ُق ْل َ َّت َربَ ك بِ َم َع َر ْف َ ََفإِ َذا قِ ْي َل ل
ِ
والمخلوقات مِن اآليات الكون َّية
َومِ ْن آ َياتِ ِه ال َّل ْي ُل َوالن ََّه ُار،َو َم ْخ ُلو َقاتِ ِه
ِِ ِ والتي ُتثبِ ُت أنه،تدل ُوجودِ الل ُّ التي
ات ُ او َّ َوم ْن َم ْخ ُلو َقاته،الش ْم ُس َوال َق َم ُر
َ الس َم َّ َو
بحق ِ
يه َّن َو َما ِ ِالس ْب ُع َو َم ْن ف
َّ ون َ الس ْب ُع َواألَ َر ُض َّ َ رب و ال خال َق و ال َمعبو َد َّ ال
وساق عليها األدلة من.إال الل
﴿ :يل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى ُ ِ َوالدَّ ل. َبين َُه َما
.المتن
َ القرآن كما هي مذكور ٌة يف
ٍ
خلوق هو آي ٌة على ُوجود ُّ *
وكل َم
ُ ولكن غا َي َر، الل
شيخ اإلسالم
َبين$ بن عبد الوهاب ِ محمد
َّ
﴿ : َو َقو ُل ُه،﴾
والمخلوق ألن اآلي َة تتغ َّير؛
َ اآلية
والذي يتغ َّير،مِثل الليل والنهار
يكون فيه قو ُة دلي ٍل عن الذي ال
.َيتغ َّير
قال،) هذه اآلية يف ُسورةِ البقرة2(
الر ُّب ُه َو
َّ َو.)1(﴾ إن هذه اآلية فيها َّ :بعض العلماء
ُ
ٍ
﴿ : َوالدَّ ل ِ ْي ُل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى،الم ْع ُبو ُد
َ نداء يف القرآن ﴿ َيا َأ ُّي َها َّأو ُل
وفيها َّأو ُل فِ ْع ِل َأ ْم ٍر يف.﴾َّاس
ُ الن
.وحدوا
ِّ اع ُبدُ وا﴾ أي
ْ ﴿ القرآن
وفيها أول ن َْه ٍي يف القرآن ﴿ َفال
َ َت ْج َع ُلوا ل ِ َّل ِه َأنْدَ ادا َو َأ ْن ُت ْم َت ْع َل ُم
﴾ون
ِّ ن َْه ٌي عن
.الشرك
لي، ُم ْشرِ ٌك كَافِ ٌرَ ،والدَّ لِيْ ُل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى ﴿ :
وحج لغير
ارحمني. الل.
سمين ،كماِ
ق َ
فيما ي ِ
قد ُر عليه العبد فيما ال ي ِ
قد ُر عليه العبد
َ َ
ِ ِ
ببالس َ سم َيع َت ِقد ّ
أن َّ ق ٌ
ِ ويج َعل ما ِ
سم َيع َتقد َ
ِ
ق ٌ ويج َعل ما
سم َيع َتقد َ
ق ٌ
ِ
بمؤ ِّث ٌر بذاته وبِ َيده َج ْل ُ لم َيجع ْله اهلل سب ًبا جعله اهلل سب ًبا
ضار؛ ِ سبب؛
الم ِّ المنافع ودفع َ سبب؛
فهذا ِش ٌ
رك أكربٌ أصغر
ٌ وهذا ِش ٌ
رك حيح
وهذا َص ٌ
كالدَّ واء ،فقد َج َع َله الل سببا للشفاء كالرقية الشرع َّية،
ُّ
النبي :
ِّ
حيح ُ
قول والص ُ
َّ ضعيف،
ٌ ٌ
حديث الع َبا َد ِة))
الحديث ((الدُّ عاء م ُّخ ِ
َ ُ ُ
الع َبا َد ِة)).
((الدُّ عاء هو ِ
َ ُ ُ َ
ودلِي ُل الرج ِ
اء َق ْو ُل ُه َت َعا َلى﴿ : َ َ ْ َّ َ
()2
()1
َو َدلِ ْي ُل الت ََّوك ِ
ُّل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى﴿:
ِ
حبوب. الم الوصول إلى َّ
الشيء َ الرغب ُةَ :محب ُة ُ
(َّ )4
بعمل. وف َم ٌ
المخوف ،فهي َخ ٌ لله َر ِ ِ الرهب ُة:
قرون َ ب من َ الخوف المثم ُر َ
ُ َّ
والشرعي.
ِّ الذ ُّل والتَّطا ُمن ل َع َظمة الل ،بحيث َيستسلِ ُم لقضائه الكونِّ
شوعُّ :
ُ الخُ
ِ
والرجاء ،ال ُيغ ِّل ُ
ب جانبا على جانب جم َع َبين الخوف َّ
ائر إلى الل ال بدَّ أن َي َ
الس ُ
َّ
كجناحي الطائر.
َ والرجاء
الخوف َّ
ُ فيقع و َيه َلك ،فالبدَّ أن يكون عنده
22
وف المبني على ِ
الع ْل ِم َ
َو َدلِ ْي ُل الخَ ْش َي ِة َق ْو ُل ُه َت َعا َلى﴿ : ( )1الخَ ش َي ُة :هي الخ ُ َ ُّ
خوف
ُ ِ
سلطان من نخشاه ،فهي ِ
كمال ب َع َظمة و
.)1( ﴾
العلماء.
اإلنَا َب ِة َق ْو ُل ُه َت َعا َلى:
ِ َو َدلِ ْي ُل
﴿ ( )2اإلناب ُةُّ :
الرجوع إلى الل تعالى؛ بالقيام
الضيف
َّ وأصحاب والص ِ
دقات .)1(﴾
َّ
والتجارة ال ُقبور.
وهذا ِش ٌ
رك
أكبر
فصي ٍل يف َمسالة َّ
الذبح تأيت ملحوظة :هناك َمزيدُ َت
يف كتاب التوحيد بإذن الل.
( )1
ِ
شرعا :إلزا ُم المك َّلف َ
نفسه بشيء غير لغة :ال َع ْهدُ واإللزام
واجب
أشر َك .
أو غيرها لغير الل فقد َ
24
عرج المؤ ِّلف على األصل الثان ،وهو معرفة
(َّ )1
األَ ْص ُل ال َّثانِ ْيَ :م ْع ِر َف ُة ِد ْي ِن
اإل ْس َال ِم بِاألَ ِد َّل ِة.
ِ العبد دينه ،و ابتدأ بتعريف اإلسالم ،قال:
لِ ِ
له االستِ ْس َال ُم َو ُه َو:
ْ
َّوح ْي ِدَ ،واالن ِْق َيا ُد َل ُه بِالت ِ
الش ْر ِك
اع ِةَ ،وال َب َرا َء ُة مِ َن ِّبِال َّط َ وهو االستِسال ُم لل بالتوحيد واالنقيا ُد له
َو َأ ْهلِ ِه. الشرك وأهلِه. ِ
بالطاعة وال َبراءة من ِّ
بِ :
اإل ْس َال ُم، ِ َو ُه َو َث ََل ُ
ث َم َرات َ
انَ ،و ِ َو ِ َ
ألنك َ
أمرك لل تعريف اإلسالم؛ أن ُتس ِّلم
ُ فهذا
انَ .و ُك ُّل
اإل ْح َس ُ اإل ْي َم ُ
َان.َم ْر َت َب ٍة َل َها َأ ْرك ٌ عبدٌ ،والعبدُ البدَّ أن ُيس ِّلم للس ِّيد ،والس ِّيد الل؛ كما
.﴾
،»﴾ هذا معنى «ال إله ﴿
ب على ِّ
كل يتوج ُ
َّ ُ
رسول الل ،وأنه محمدا .)1(﴾
ٍ
ومسلمة لتحقيق هذه الشهادة : ٍ
مسلم
َو َم ْعنَى َْش َها َد ِة َأ َّن ُم َح َّمدً ا َر ُس ْو ُل
طاعة الرسول فيما أمر ،وتصديقه فيما اع ُت ُه فِ ْي َما َأ َم َرَ ،و َت ْص ِد ْي ُق ُه ِ
اهللَ :ط َ
أخرب ،واجتناب ما عنه هنى و زجر ،وأن ال فِيما َأ ْخبر ،و ِ
َاب َما َع ْن ُه ن ََهى اجتن ُ ََ َ ْ َْ
الل إال بما َش َر َع وب َّين صلوات الل
ُيع َبد ُ
الل إِ َّال بِ َماَو َز َج َرَ ،و َأ ْن َال ُي ْع َبدَ ُ
وسالمه عليه.
َش َر َع(.)2
ٍ
مسلم يف ال ُع ْمر مرة واحدة. واجب على كل
ٌ وهو
29
ُ
اإليمان ُ
اإليمان ُ
اإليمان ُ
اإليمان
ُ
اإليمان ُ
اإليمان
بالقدَ ر باليوم بالمالئكة بالل
بالرسل
ُّ بالكتب
ِ
خيره اآلخر
وشره
ِّ
اإليمان بتوحيد
ُ اإليمان بتوحيد
ُ اإليمان بتوحيد
ُ اإليمان بوجود
ُ
األسماء
َ األلوه َّية الربوب َّية
ُّ اهلل
والصفاتِّ ويكون بأربعة
أمور:
كرب
تكون يف ْ ُ
فالعقل
ابن القيم
قال ُ كل مولودٍ يو َلد
« ُّ
وشدةَ ،تر َفع َيستحيل أن
« :$ما مِن آية على ِ
الفطرة،
َ
يديك إلى تصور وجود
َي َّ
يف كتاب الل إال هودانه أو
فأبواه ُي ِّ السماء وتقول: ٍ
مخلوق بال
وفيها ٌ
دليل على نصرانه أو
ُي ِّ
يا رب ،تجد خالِق ﴿ ﭪ
هذا الكرب ﭫﭬ ﭭﭮ
التوحيد» يمجسانه»
ِّ ي ِ
رتفع بإذن الل َ ﭯﭰ
ﭱ﴾
31
أرواح
ٌ َ
طيعون الل وال َيعصو َنه ،لهمعالم غيبي ،خلقهم الل من نورُ ،ي
ٌ المَلئك ُة :هم
َ
وقلوب ﴿ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ
ٌ ٌ
وعقول ﴿ﯲ ﯳ﴾ ،وأجسا ٌد ﴿ ﮤ ﮥ﴾،
ِ
ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﴾ .نؤم ُن هبم إجماال ،وبما َأع َل َمنا ُ
الل من أسمائهم (كجربيل وميكائيل
وإسرافيل) ،وصفاتِهم ﴿ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ﴾ ،وأعمال ِهم (مثل
حملة العرش) ،إجماال وتفصيال.
يجب أن نؤمِن بأهنا كال ُم الل حقيقة ال مجازا ،و أهنا َّ
منزل ٌة ال َمخلوق ٌة ،و أن الل أنزل مع
رسول كتابا ،ونؤمِن هبا إجماال ،وبما أخربَنا الل من أسمائها وأخبارها وأحكامها؛ ما ٍ كل
ناسخ لجميع ما َقبله من الكتب وهي :التوراة – اإلنجيل –
ٌ لم ُت َ
نسخ ،ونؤمن أن القرآن
الزبور – صحف إبراهيم و موسى عليهما السالم.
الموت ،مثل :فتنة القرب ،النَّفخ يف بكل ما َأ ْخ َبر به النبي ﷺ َّ
مما يكون بعد َ اإليمان ِّ
َ تضمن
ُ َي
والحوض،
َ والصراط،ِّ والصحف، ُّ والموازين،
َ الصور ،وقيام الناس من قبورهم، ُّ
والجنَّة ،والنار ،ورؤية المؤمن ِين لر ِّبهم يوم القيامة ويف الجنَّة ،وغيرها مِن
َ َّ
والشفاعة ،
األمور الغيبيَّة.
ﮒﮓ﴾ ﴿ ،ﯕ
ﯖﯗ
ﯘ﴾
المرا َقبة
عباد ُة ُ شاهدة
الم َ
عباد ُة ُ
درس فيه.
لمكان الذي َي ُ
َ -حق ل َ
َ -حق للكتاب :بأن يحافِظ على الكتاب؛ ألن الل أن َعم علينا هبذه الكتب ،والبد من
ِحفظِها.
ﷺ
36
طة عنمة مبس ٍ
الفقرة على ترج ٍ
اشتملت هذه ِ
َّ َ َ
األَ ْص ُل ال َّثال ِ ُثَ :م ْع ِر َف ُة َنبِ ِّي ُك ْم
وتضمنت
َّ صلوات الل وسالمه عليه،
ُ النبي
ُم َح َّم ٍد ﷺ. ِّ
اسمه ،ونسبه ،وعمره ،وشيئا من دعوته ﷺ .
بن َع ْب ِد بن َع ْب ِد اللِ ِ َو ُه َوُ :م َح َّمدٌ ُ
اش ٌم مِ ْن اش ٍم ،و َه ِ
َ
بن َه ِ ب ِ الم َّطلِ ِ
ُ
ب، شَ ،و ُق َر ْي ٌش مِ ْن ا ْل َع َر ِ ُق َر ْي ٍ
اع ْي َل ْب ِن وا ْلعرب مِن ُذري ِة إِسم ِ
ْ ِّ َّ ْ َ َ ََ ُ عمره
ُ اسمه ونس ُبه
ُ
الخلِ ْيلَِ ،ع َل ْي ِه َو َع َلى َنبِ ِّينَا
اه ْي َم َ إِبر ِ
َْ هو محمد بن ِ
عبد َّ ُ
ِ له مِن ال ُعمر ثالث اللِ
الس َالْ ِم. َأ ْف َض ُل َّ
الص َالْة َو َّ ِ
بن
وستون سنه منها بنِ عبدالم َّطلِب
ث َو ِست َ
ُّون َو َل ُه مِ َن ال ُع ُم ِرَ :ث َال ٌ أربعون قبل وهاشم
ٌ هاشم،
َسنَة ،مِن َْها َأ ْر َب ُع ْو َن َق ْب َل النُّ ُب ُّو ِة، ٌ
وثالث البعثة، قريش، من
ون َنبِيا َو َر ُسوال. ث َو ِع ْش ُر َ َو َث َال ٌ َ
وعشرون سنة بعد
من ٌ
وقريش
العرب من ذرية
ُن ِّب َئ بِـ [ اِ ْق َر ْأ ]َ ،و ُأ ْر ِس َل بِـ[ا ْل ُمدَ ِّث ِر]. البعثة. إسماعيل ڠ َ
إبراهيم ِ
ابن
الم ِد ْين َِة.
اج َر إِ َلى َ
َو َب َلدُ ُه َم َّكةََ ،و َه َ الخليل ڠ .
ٌ ِ
رسول؟ السَلم -نبي أم هل هو– َع َليه َّ
الصَل ُة َو َّ
وكانت الدَّ عوة يف العهد المكي مرتكِّزة
الش ْرك حول التوحيد والدَّ عوة إلى ن ْب ِذ ِّ
َ
.﴾
استمرت
َّ ِ
وإخالص العبادة لل َوحده .و
لش ْر ِك
َو َم ْعنَى ﴿ُ ﴾ ين ِْذ ُر َع ِن ا ِّ
هذه الدَّ عوة لمدَّ ة ثالثة عشر سنة.
َو َيدْ ُعو إِ َلى الت َّْو ِح ْي ِد.
ثم ُأمِ َر ﷺ ِ
بالهجرة المدينة ،وكذلك ﴿َ ﴾ أ ْيَ :ع ِّظ ْم ُه بِالت َّْو ِح ْي ِد.
حال الدَّ ِ
عوة فيها قائما على ُ استمر
َّ ﴿َ ﴾ أ ْي :ط ِّه ْر َأ ْع َما َل َك
التوحيد ،باإلضافة إلى نزول باقي شرائع
الش ْر ِك.
َع ِن ِّ
ٍ
وأمور ٍ
ومعامالت ٍ
عبادات الدِّ ين من
الر ْج ُز :األَ ْصنَا ُم، ﴿ُّ ﴾
حيات َّية.
َو َه ْج ُر َهاَ :ت ْر ُك َها َوال َب َرا َء ُة مِن َْها َو َأ ْهلِ َها.
إال أن الناظِر يف ِسيرة ﷺ يف دعوتِه َي ِ
جدُ َأ َخ َذ َع َلى َه َذا َع ْش َر ِسن ِ ْي َن َيدْ ُعو إِ َلى
َ
بقيت مالزمة له
ْ أن الدَّ عو َة إلى التوحيد َّوح ْي ِدَ .و َب ْعدَ ال َع ْش ِر ُع ِر َج بِ ِه إِ َلى الت ِ
واضح
ٌ ﷺ إلى أن توفاه الل ،ويف هذا رد الص َل َو ُ
ات اءَ ،و ُف ِر َض ْت َع َل ْي ِه السم ِ
َّ َّ َ
يزهد الناس يف تع ُّلم التوحيد
لمن ِّ َ ِ ث ِسن ِ ْي َن، الخ ْم ُسَ ،و َص َّلى فِي َم َّك َة َث َال َ
وجلي َ ْ
َ
و يدَّ عي أن التوحيد ال ُيحتاج لتع ُّلمه إال الم ِد ْين َِة. وبعدَ َها ُأمِر بِ ِ ِ
اله ْج َرة إِ َلى َ َ ََْ
دقائق معدودة .
قو ُله ( :$ثم عرِج إِ َلى السم ِ
اء) نستفيدُ منه: َّ َ ُ َ
حرمه الل ، وعلى َع َم ٌلُّ :
كل ما َّ
َ ،﴾ و َق ْو ُل ُه الشرك .عا ِم ٌل :الك َّفار ِ
رأس هذا ِّ
َت َعا َلى ﴿ : زمانَ :ه ْج ُر
ٌ والمنافقين وغيرهم.
َ .﴾ ق َال فل هبا الك َّفار. األزمنة التي َيحتَ ُ
المعاصي
ثم َ ثم البِدَ ُع ِّ
الش ُرك
صغائر
ُ كبائر
ُ ِش ٌ
رك أصغ ٌَر أكبر
رك ٌ ِش ٌ
( ُّ
كل محرم لم ( ُّ
كل ما ُر ِّت َ
ب (غير ِ
مخرجٍ من خر ٌج من( ُم ِ
ُي َر َّت ْ
ب عليه عليه عقوبة ِ
الم َّلة) ِ
الم َّلة)
عقوبة خاصة) خاصة)
40
ُ -3
قول النبي ﷺ (( :والذي نفسي بيده ال َي ْس َمع بي يهودي وال نصران ثم ال يؤمن
بي إال كان من أهل النار)).
ِ
المبتدعة. ( )2هذه اآلية فيها َرد على
41
خامسا :الخـــــــاتمة
الموت ال جميع الناس ذائقوا َ ُ ( )1
ونَ ،والدَّ ل ِ ْي ُل َق ْو ُل ُه
َّاس إِذا َماتُوا ُي ْب َع ُث َ
َوالن ُ
محالة ،ومبعوثون ليو ٍم عظيم؛ وهو يو ُم
َت َعا َلى ﴿ :
القيامة ،ومن ثم محاسبون ومجزيون
.﴾
كل حسب عمل عمله.
﴿ َو َق ْو ُل ُه َت َعا َلى:
ِ
بالبعث والحساب َك َف َر؛ كذب( )2من َّ
ألنه َأن َكر ركنا مِن أركان اإليمان. وناس ُب َ ِ
َ .﴾ وبَ ْعدَ البَ ْعث ُم َح َ
الرسل ،والدليل َو َم ْج ِز ُّي ْو َن َب َأ ْع َمالِ ِه ْمَ ،والدَّ ل ِ ْي ُل َق ْو ُل ُه
( )3نوح ڠ أول ُّ
﴿ َت َعا َلى:
قوله ﴿ :ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ
ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﴾ .)1(﴾
أما أول األنبياء فهو آدم ڠ، ومن َك ََّذب بِا ْلبع ِ
ث َك َف َرَ ،والدَّ ل ِ ْي ُل َق ْو ُل ُه َْ َ ََ ْ
والدليل :أن النبي ﷺ سئل عن آدم أنه َت َعا َلى ﴿ :
نبي؟ قال(( :نبي ُم َك َّلم)).
والرسل محمد ﷺ ، ِ
وآخر األنبياء
ُّ
َ .)2( ﴾ و َأ ْر َس َل اهللُ
دليل قول الل ﴿ :ﯧ ﯨ
وال ُ الر ُس ِل ُم َب ِّشرِ ْي َن َو ُمن ِْذ ِر ْي َنَ ،والدَّ ل ِ ْي ُل ِ
َجم ْي َع ُّ
ﯩﯪﯫﯬﯭﯮ َق ْو ُل ُه َت َعا َلى.﴾ ﴿ :
و َأو ُلهم نُوح ع َلي ِه الس ََلم ،و ِ
خخ ُر ُه ْم
ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ﴾
ُ َ َ َّ ُ ْ ْ ٌ َ ْ
ُم َح َّمدٌ َ ،و ُه َو َخا َت ُم النَّبِ ِّي ْي َن.
الرسالة بعد ُّ
فكل َمن ا َّدعى الن ُّبوة أو ِّ
النبي ﷺ فهو ِ َوالدَّ لِ ْي ُل َع َلى َأ َّن َأ َّو َل ُه ْم ن ُْو ٌح-ڠ-
كاذب وكافر ،وكل َمن
﴿ َق ْو ُل ُه َت َعا َلى:
صدَّ ق هذا المدعي فهو كافر مثله.
.)3(﴾
42
اد ال ُك ْف َر العب ِ
ِ ِ
الل َع َلى َجم ْي ِع َ َوا ْفت ََر َض ُ
الرسل واألنبياء ِّ
مبشرين الل ُّ
رسل ُ َأ َ
ِ ِ
ومنذرين ،وك ُّلهم
ان بِاللَِ .ق َال ا ْب ُن ال َق ِّي ِم – وت َو ِ
اإل ْي َم َ اغ ِ بِال َّط ُ مجمعون على
دعوة التوحيد ومحاربة الطاغوت
او َز بِ ِه ال َع ْبدُ وتَ :ما َت َج َ اغ ُ « :-$ال َّط ُ
والشرك بألوانه .والدليل قوله : ِّ
َحدَّ ُه مِ ْن َم ْع ُبودٍ َأ ْو َم ْتبُوعٍَ ،أ ْو ُم َطا ٍع».
﴿ َو َل َقدْ َب َع ْثنَا فِي ُك ِّل ُأ َّم ٍة ﴾أي
وال ،مِ ْن ُن ْوحٍ ث اهللُ إِ َليْ َها َر ُس ً َوك ُُّل ُأ َّم ٍة َب َع َ
يف كل طائفة؛ ﴿ َأ ِن ْ
اع ُبدُ و ْا الل َه﴾ أن
إِ َلى ُم َح َّم ٍد ؛ َي ْأ ُم ُر ُه ْم بِ ِع َبا َدةِ اللِ َو ْحدَ ُه،
اجتَن ِ ُبو ْا ﴾ أي اجعلوا وحدوا اللَ ﴿ ،و ْ ِّ
تَ ،والدَّ ل ِ ْي ُل اغو ِ ِ ِ
اه ْم َع ْن ع َبا َدة ال َّط ُ ْ َو َين َْه ُ ِ
الطواغيت يف جانب وأنتم يف جانب، َ
َق ْو ُل ُه َت َعا َلى ﴿ : الز ْج ِر وال ُب ْع ِد عنهم،
وهذا َأ ْب َل ُغ يف َّ
وهو مِن تحقيق الرباءة من ِّ
الشرك
وأهله.
.﴾ وافرتَ َض الل على جميع ِ
العباد الكفر ُ
اغي ُ ِ ِ
ؤوس ُه ْم َخ ْم َسةٌ:
ت كَث ْي ُر ْو َنَ ،و ُر ُ َوال َّط َو ْ بالطاغوت واإليمان بالل ،وال بدَّ من
ِ
اض،اللَ ،و َم ْن ُعبِدَ َو ُه َو َر ٍ إِ ْبل ْي ُس َل َعنَ ُه ُ الكفر بالطاغوت أوال قبل اإليمان
َّاس إِ َلى ِع َبا َدةِ َن ْف ِس ِهَ ،و َم ِن
َو َمن َد َعا الن َ وت َو ُي ْؤمِ ْن
اغ ِ
بالل ﴿ َف َم ْن َي ْك ُف ْر بِال َّط ُ
بَ ،و َم ْن ََح َك َم ا َّد َعى َش ْيئا مِ ْن ِع ْل ِم ال َغ ْي ِ بِاللِ﴾.
اللَ .والدَّ لِ ْي ُل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى: والطاغوت :هو ما َتجاوز به ال َعبد ُ
بِ َغ ْي ِر َما َأن َْز َل ُ
َمعبودٍ (كاألحجار حدَّ ه من
﴿
واألشجار) أو متبو ٍع (كعلماء السوء)
أو مطا ٍع (كاألمراء الخارجين عن
،﴾
طاعة الل).
والطواغيت كثيرون ،ورؤوسهم ُ
الل»َ .وفِي َو َه َذا َم ْعنَى « َال إِ َل َه إِ َّال ُ
الح ِدي ِ خمسة :إبليس لعنه الل (والشيخ هنا
ث((:ر ْأ ُس األَم ِر ِ
اإل ْس َال ُمَ ،و َع ُمو ُد ُه ْ َ َ ْ إ َّنما َل َعنَ ُه من باب اإلخبار) ،ومن ُعبِدَ
الج َها ُد فِي َسبِ ْي ِل الص َال ُةَ ،و ِذر َو ُة سنَامِ ِه ِ
ْ َ َّ راض ،من دعا الناس إلى عبادة ٍ وهو
اللِ)). نفسه ،ومن ادعى شيئا من علم
الغيب ،ومن حكم بغير ما أنزل الل.
43
اخلاتــمــة :
تضمنه ِ كل عاقل أن َ
جب على ِّ
يتأمل هذا المتن العظيم و َيعتني به اعتناء خاصا جدا؛ ل َما َّ َي ُ
ٍ
إنسان يف قربه . كل ٍ
أصول عظام يحتاج إليها ُّ من
األصول الثالثة (هي باختصار أسئلة القبر)،أدلتها ،لماذا ندرس التوحيد؟ لماذا ندرس االصول الثالثة؟ ما هي
(أي األصول الثالثة)
والرسل.
َّأول ما ُيدعى إليه التوحيد ،فهذه دعوة األنبياء ُّ
الفائدة من دراستها؟
وأعلى مراتب الدَّ عوة التوحيد و َن ْفي ِّ
الشرك.
ِع َبا َدتِ ِهَ ،ال َم َل ٌك ُم َق َّر ٌبَ ،و َال َنبِي ُم ْر َس ٌل .
الشرك ِ
وأهله :بالقلب ( ُب ْغ ُض الك َّفار) ،وبال ِّلسان: ال َبراء ُة من ِّ
أعيادهم واحتفاالتِهم والتش ُّبه هبم)
ِ وبالجوارح (عدم مشاركتِهم يف
45
األصول الثالثة (هي باختصار أسئلة القبر)،أدلتها ،لماذا ندرس التوحيد؟ لماذا ندرس االصول الثالثة؟ ما هي
اإلخالص وال َّتوحيد. الشرك المبن َّية على
الفائدة من دراستها؟
أعظم ٍ
ذنب يف األرض ُ ِّ
الشرك هو َدعوة غير الل معه سبحانه ،وهو
المعبود ،أنواع
الر ُب هو َ معرف ُة الل سبحانه وتعالىَ :من ربك؟ بِ َم عَ َ
رفت الل؟ َّ
ف شيئًا من أنواع العبادة لغير الل مع الدليل.
العباداتُ ،حكم َمن َص َر َ
ُ
أركان اإلسالم، ب الدِّ ين، ِ معرف ُة ِ
تعريف اإلسالم ،مرات ُ
ُ دين اإلسالم باألدلة،
األصــــــــول الثــــالثــة
اإلحسانُ ،
دليل مراتب الدِّ ين، َ تعريف الشهادة ،أركان اإليمانُ ،ش َع ُ
ب اإليمان،
عالمات الساعة،
كذب بال َبعث، ساب على األعمالُ ،ك ْف ُر َمن َّ ِ ِ ُ
البعث بعد الموت والح ُ
األصول الثالثة (هي باختصار أسئلة القبر)،أدلتها ،لماذا ندرس التوحيد؟ لماذا ندرس االصول الثالثة؟ ما هي
وآخرهم ،ركنا التوحيد :ال ُك ْف ُر ُ الرسلالرسل و َدعوهتمَّ ،أو ُل ُّ
وظيف ُة ُّ
رؤوس الطواغيت ،صفة تعريف الطاغوت،ُ ُ
واإليمان بالل، ِ
بالطاغوت
ُ
الكفر بالطاغوت ،معنى ال إله إال الل ،اإلسال ُم رأس الدِّ ينَ ،عمود الدِّ ين
الجهاد.الصالةِ ،ذر َوة الدِّ ين يف ِ
َّ
ْ
لم ِ ُ
يكون بما َو َر َد يف سورة العصر(الع ُ جهاد
والصرب)
َّ إليه عوة والدَّ به ُ
والعمل النفس
ب عليه ُّ
كبائر(كل ما ُر ِّت َ
عقوبة خاصة)
شهوات
ُّ
صغائر(كل محر ٍم لم ُير َّت ْ
ب
الفائدة من دراستها؟
عليه عقوبة خاصة) جهاد أنواع
الشيطان الجهاد
47 الفهرس