You are on page 1of 47

‫‪2‬‬

‫ر‬
‫أنفسنا ومِن‬ ‫إن الحمدَ للِ َنحمدُ ه ونستعينُه و َنستغفره‪ ،‬و َنعو ُذ بالل مِن ُشرور ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫وأشهد ْ‬
‫أن‬ ‫ضل له‪ ،‬ومن يضلِل فال ِ‬
‫هاد َي له‪.‬‬ ‫سيئات أعمال ِنا من ي ِ‬
‫هده الل فال ُم َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫محمدا عبدُ ه ورسو ُله ‪ .‬أ َّما بعدُ ‪:‬‬
‫َّ‬ ‫وأشهد َّ‬
‫أن‬ ‫َ‬ ‫ال إله إال الل وحدَ ه ال َشريك له‪،‬‬

‫مقدمة بني يدي الشرح‬

‫يد‪ ،‬اإلمام‪ :‬محم ِد ِ ِ‬ ‫َّوح ِ‬


‫اإلس ََل ِم ومجدِّ د دعو ِة الت ِ‬
‫يم َ‬
‫ان‬ ‫اب ِ‬
‫بن ُس َل َ‬ ‫الو َّه ِ‬
‫بن َع ْبد َ‬ ‫َ ُ ُ َ َّ‬ ‫ُ َ ُ ََْ‬ ‫َش ْي ُخ ِ ْ‬
‫الح َسين‪.‬‬
‫ِ ِ‬
‫التَّميمي‪ .‬كُن َيتُه‪ :‬أ ُبو ُ‬

‫ُولِدَ يف ال ُع َي ْين َِة سنة (‪1115‬هـ)‪ ،‬وت ُُو ِّف َي يف الدرع َّي ِة سنة (‪1206‬هـ)‪.‬‬

‫الل خ َلقنا مِن أجله‬


‫ألن َ‬

‫سبب ِ‬
‫للهداية واستقرار األمن‬ ‫ٌ‬

‫ﷺ‬ ‫سبب للطمأنينة‬


‫ٌ‬
‫‪3‬‬

‫تن المبارك؛ لِما فِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصالِحِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫يه َمن النَّف ِع‬ ‫َ‬ ‫الم ِ ُ َ‬ ‫والج َماعة هبذا َ‬ ‫السنة َ‬ ‫لمائنا من َأه ِل ُّ‬‫وع َ‬ ‫اعتنا ُء َس َلفنا َّ‬
‫الع ْل ِم َّي‬
‫حصي َله ِ‬
‫ُ‬
‫الع ْل ِم ويبن ِي َع َليها َت ِ‬
‫َ‬
‫قاعدَ ة ين َطلِ ُق مِنها طال ِب ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وال َفوائِ ِد العظِيم ِة‪ ،‬التي جعلتْه ِ‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫َّ ِ‬
‫الم َنهج‪.‬‬ ‫طو ُهم يف َهذا َ‬‫َتأسى بِهم و ن َْخ ُطو َخ َ‬
‫َحن ن َّ‬‫الشرع َّي‪ ،‬فن ُ‬

‫ويه مِن األُ ُس ِ‬


‫س التي‬ ‫اسة هذا المتن وما يحتَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الناس أيضا ال ِغنى َلهم عن ِدر ِ‬ ‫ِ‬ ‫* َكما َّ‬
‫أن َعوا َّم‬
‫ِ‬ ‫ال ُبدَّ له أن ُيؤ َمن هبا إيمانا َج ِ‬
‫َّ‬
‫الشك‪.‬‬ ‫يب و‬ ‫ازمًا ال َيح َتم ُل َّ‬
‫الر َ‬

‫اإلكثار مِن‬
‫ُ‬ ‫جمع المسائل‬
‫َي َ‬
‫الدُّ ِ‬
‫عاء لل َق ِ‬ ‫ِ‬ ‫السهو َل ُة‬
‫ُّ‬
‫ارئ‬ ‫وير ِّتبها و َي ْذكر‬ ‫المسائ ِل‬ ‫ذ ْك ُر َ‬
‫وح‬
‫الو ُض ُ‬
‫و ُ‬
‫المستَ ِم ِع‬
‫و ُ‬ ‫لها عددا؛ ومن‬ ‫َم ْق ُرو َنة بالدَّ ل ِي ِل‬
‫لمؤ َّلفاتِه‬ ‫ثم يبدأ بالشرح‬
‫َّ‬

‫صول الثالث ُة باختِصار ٍ ِهي‪ :‬أسئل ُة ال َقب ِر ال َّث ِ‬


‫الثة‬ ‫األُ ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬

‫َمن َنبِ ُّيك؟‬ ‫ما ِدينُك؟‬ ‫َمن َر ُّبك؟‬

‫صربت؛ َأ َج ْب َت ‪-‬بإذن‬
‫َ‬ ‫عوت ثم‬
‫عملت هبا ثم َد َ‬
‫َ‬ ‫علمت األصول الثالثة ثم‬
‫َ‬ ‫أنك إذا َت‬
‫الل‪ -‬عن أسئلة القرب‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ .5‬الخاتِم ُة‬ ‫ُ‬


‫‪.‬األصول‬ ‫‪4‬‬ ‫‪.‬أهمي ُة‬
‫‪ِّ 3‬‬ ‫الم ُ‬
‫سائل‬ ‫‪َ .2‬‬ ‫الم ُ‬
‫سائل‬ ‫‪َ .1‬‬
‫الثالثة‬ ‫ِ‬
‫دراسة‬ ‫الثالث‬ ‫األر َبعة‬
‫ِ‬
‫َّوحيد‬
‫الت‬
‫‪5‬‬

‫الصربُ على‬
‫‪َّ .4‬‬ ‫ِ‬
‫‪.3‬الدَّ عو ُة إ َليه‬ ‫‪.2‬ال َع ُ‬
‫مل‬ ‫لم‬
‫‪.1‬الع ُ‬
‫األذى فيه‬

‫الش ِ‬
‫‪ .3‬ال َبراء ُة مِن ِّ‬ ‫‪ .2‬توحيدُ األلوه َّية‬ ‫الربوب َّية‬
‫رك‬ ‫‪ .1‬توحيدُ ُّ‬
‫وأهلِه‬ ‫والصفات‬
‫واألسما ُء ِّ‬

‫َدرس التوحيد؟‬
‫السؤال‪ :‬لماذا ن ُ‬
‫واب على ُ‬
‫الج ُ‬
‫َ‬

‫األصو ُل الثالث ُة باختِ ٍ‬


‫صار هي‪ :‬أسئل ُة القبْ ِر الثالثة‬

‫َمن َنبِ ُّيك؟‬ ‫ما ِدينُك؟‬ ‫َمن َر ُّبك؟‬

‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫تن‪.‬‬ ‫والناس إذا ما ُتوا ُيب َعثون» إلى آخر َ‬
‫ُ‬ ‫من َقول ُ‬
‫المصنِّف ‪« :$‬‬
‫‪6‬‬

‫أولًا‪ :‬المسائل األربعة‬

‫‪‬‬ ‫( ‪)1‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(‪ )1‬ا ْع َل ْم َرح َم َك ُ‬
‫الل‪:‬‬
‫ب َع َل ْينَا َتع ُّل ُم‬ ‫(‪َ )2‬أ َّن ُه َي ِ‬ ‫‪ .3‬مِن باب‬ ‫بمن‬
‫تأسيا َ‬
‫‪ِّ .2‬‬ ‫‪ .1‬اقتداء‬
‫ج ُ‬
‫َأ ْر َب ِع َم َسائِ َل‪:‬‬ ‫التربُّك باسم‬ ‫َقبله مِن العلماء‬ ‫بكتاب الل‬
‫األُو َلى‪ِ :‬‬ ‫الل الكريم‪.‬‬ ‫والسلف ِ‬
‫الذين‬ ‫وبالرسل‬
‫الع ْل ُم‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫عر َف ُة الل‪ِ،‬‬ ‫َم ِ‬ ‫َو ُه َو‪:‬‬ ‫كانت مِن‬ ‫واألنبياء‬

‫َو َم ْع ِر َف ُة َنبِ ِّي ِه ‪َ ،‬و َم ْع ِر َف ُة‬ ‫عادهتم بدء‬ ‫ۏ‪.‬‬

‫اإل ْس َال ِم بِاألَ ِد َّل ِة‪.‬‬


‫ِد ْي ِن ِ‬ ‫تصانيفهم‬

‫ال َّثانِ َي ُة‪ :‬ال َع َم ُل بِ ِه(‪.)3‬‬ ‫ومؤلفاهتم‪.‬‬


‫بالبسملة‪.‬‬

‫(‪ )2‬كما َأشرنا يف المقدِّ مة؛ أن مِن عادة المصنِّف أنه يبدأ بالدُّ عاء لط َلبة ِ‬
‫العلم و َيسأل‬ ‫َ‬
‫الرحمة؛ ويف هذا ٌ‬
‫دليل على‪:‬‬ ‫الل لهم َّ‬
‫َ‬

‫اإلسالمي مبن ِي أصال على‬


‫َّ‬ ‫ين‬
‫أن الدِّ َ‬ ‫والجماعة‬
‫السنة َ‬
‫ِ‬
‫َرحمة علماء أه ِل ُّ‬
‫الرحمة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫بط َل َبتِهم‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحق بدليلِه‪ ،‬وضدُّ ه َ‬
‫الج ْه ُل‪.‬‬ ‫العلم‪ :‬هو َمعرف ُة ِّ‬

‫لم بال َعم ِل فإ ْن أجا َبه َّ‬


‫وإال‬ ‫العلم والعم ِل‪« :‬يهتِ ُ ِ‬ ‫العالقة بين ِ‬
‫(‪ )3‬قِ َيل يف بيان ِ‬
‫ف الع ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ار َتحل»‪ ،‬فال فائدة يف ِع ٍ‬
‫ب عليه أن َيعمل َّ‬
‫وإال كان‬ ‫غير مق َت ِرن ب َعمل‪ .‬فإذا تَع َّلم َو َج َ‬
‫لم ِ‬
‫فيه َش َب ٌه باليهود‪ ،‬ألن اليهود عندهم ِع ْل ٌم وال َع َم ٌل ﴿ ‪.﴾    ‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عمل به‪.‬‬ ‫وأول َمن تُس َّعر به النار ثَلثة؛ منهم‪ :‬عال ٌم َتع َّلم العلم ولم َي َ‬ ‫َّ‬

‫الو َث ْن‬ ‫مع َّذب مِن َقب ِ ِ‬ ‫َو َعال ِ ٌم بِ ِع ْل ِم ِه َل ْم َي ْع َم َل ْن‬


‫ل ُع َّباد َ‬ ‫َُ ٌ ْ ْ‬
‫‪7‬‬

‫ال َّثال ِ َث ُة‪:‬‬


‫تتم‬
‫‪.4‬أن َّ‬ ‫‪.3‬أن‬ ‫‪.2‬أن‬ ‫‪.1‬أن‬
‫مراعا ُة‬ ‫َ‬
‫تكون‬ ‫َ‬
‫تكون‬ ‫َ‬
‫تكون‬ ‫الدَّ ْع َو ُة إِ َل ْي ِه‪.‬‬
‫أحوال‬ ‫الدَّ عوة‬ ‫الدَّ عوة‬ ‫الدَّ عوة‬
‫المدع ِّوين‬ ‫ِ‬
‫بالحكمة‬ ‫مبن َّية على‬ ‫خال ِصة‬
‫َ‬
‫السنة‬ ‫لو ِ‬
‫جه الل‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫والعلم‬ ‫تعالى‬
‫الشرعي‬

‫قول اللِ تعالى‪﴿ :‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ‬


‫ُ‬

‫[ يوسف‪] 10٨ :‬‬ ‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ﴾‬

‫والس ُ‬
‫بيل‪ :‬هو‬ ‫سول ‪ ‬مِن َّ‬
‫الشرع‪َّ ،‬‬ ‫الر ُ‬
‫المشار إليه هو ما جاء به َّ‬
‫ُ‬ ‫﴿ﮀ ﮁ ﮂ﴾‬
‫الناس إلى‬ ‫الطريق‪ ﴿.‬ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﴾ الدَّ اعي إلى الل هو المخلِص الذي يريد أن ي ِ‬
‫وص َل‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الل‪ ﴿ .‬ﮇ ﮈ﴾ ال َبصيرة‪ :‬هي العلم‪ ،‬و َت َ‬
‫شم ُل هنا الع َ‬
‫لم بـ ‪:‬‬

‫ِ‬
‫الطريق الموص ِل إلى َ‬
‫المقصود‬ ‫‪.3‬‬ ‫المد ُعو‬ ‫ِ‬ ‫‪َّ .1‬‬
‫الشر ِع‬
‫‪ .2‬حال َ‬

‫عليك أن َت َ‬
‫سير على ما كان عليه‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫مت ثم َع ِم َ‬
‫لت َو َج َ‬ ‫كأن المؤ ِّلف ‪ $‬يقول‪ :‬إذا تع َّل َ‬
‫الل‪﴿ :‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ‬
‫الصالح؛ حيث قال ُ‬
‫ُ‬ ‫والسلف‬
‫ُ‬ ‫النبي ‪ ‬والصحاب ُة‬
‫ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ﴾‪ ،‬إذن ال بدَّ من الدَّ عوة‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫(‪َ )1‬ذك ََر المصنِّف ‪َ $‬بعد الدَّ عوة‪َّ :‬‬
‫الصربَ‪،‬‬
‫الرابِ َع ُة‪َّ :‬‬
‫الص ْب ُر َع َلى األَ َذى‬ ‫َّ‬
‫الطريق‬
‫َ‬ ‫لك‪ :‬إن الذي َيس ُلك هذا‬
‫وكأنه يقول َ‬
‫فِ ْي ِه(‪.)1‬‬
‫أمور كما َح َص َل ْت لألنبياء ُّ‬
‫والرسل‬ ‫حص ُل له ٌ‬ ‫َت ُ‬
‫والدَّ لِ ْي ُل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪ ﴿ :‬‬ ‫الصرب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ۏ؛ فال بدَّ من َّ‬
‫‪     ‬‬

‫‪   ‬‬

‫‪  ‬‬ ‫شرعا‪ :‬حبْ ُس الن ْف ِ‬


‫س على‬ ‫لغة‪:‬‬

‫‪.)2( ﴾  ‬‬ ‫األشياء وعن األشياء‬ ‫لح ْب ُس‬


‫ا َ‬

‫طاعة اللِ‬
‫ِ‬ ‫عص ِ‬
‫ية‬ ‫‪ .2‬الصربُ عن م ِ‬ ‫ِ‬
‫أقدار الل‬ ‫الصربُ على‬
‫الصربُ على‬
‫‪َّ .1‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫‪َّ .3‬‬
‫اللِ‬ ‫المؤل ِ ِ‬
‫مة‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫(‪ )2‬بعد ذ ْكر المسائ ِل األربعة ساق المصنِّف ‪ $‬الدَّ ليل عليها من الكتاب؛ َ‬
‫وهي سور ُة‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ال َع ْصر‪ .‬والمؤ ِّلف ‪ $‬دائما َي ْذ ُك ُر المسأل َة مقرونة بالدلي ِل‪ ،‬لماذا؟‬

‫يكون للطال ِ ِ‬
‫َ‬ ‫تكون عند الطال ِب‬
‫َ‬ ‫ب على‬ ‫ِ‬
‫ب قدرة‬ ‫حتى‬ ‫حتى‬ ‫حتى ير ِّبي الطال َ‬

‫على استِنباط األحكام من‬ ‫ُح َّجة َير ُّد هبا على‬ ‫اال ِّتباع ال التقليد‬
‫سس ٍ‬ ‫المخالِف‬
‫ليمة‬ ‫أدلتها على ُأ ُس ٍ َ‬
‫‪9‬‬
‫(‪ )1‬مقصو ُده ‪ $‬أن هذه السورة َوحدَ ها‬ ‫َق َال َّ ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫الشافع ُّي ‪َ « :-$-‬ل ْو َما َأن َْز َل ُ‬
‫الل‬
‫الخ ْل ِق ل َيتع َّلموا‬
‫الح َّجة على َ‬ ‫َتكفي لقيام ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ور َة‬ ‫ُح َّجة َع َلى َخ ْلقه إِ َّال َهذه ُّ‬
‫الس َ‬
‫عملوا و َيدعوا و َيصبِروا‪.‬‬
‫و َي َ‬ ‫َل َك َفت ُْه ْم»(‪.)1‬‬
‫اري ‪« :-$-‬باب‪ِ :‬‬
‫القرآن ك ُّله‬
‫ُ‬ ‫فما بال َك بباقي سور القرآن؟ ف‬ ‫الع ْل ُم‬ ‫َ ٌ‬ ‫َو َق َال ال ُبخَ ِ ُّ‬
‫ُح َج ٌج ‪.‬‬ ‫َق ْب َل ال َق ْو ِل َوال َع َم ِل»‪.‬‬
‫ِ‬
‫الحديث كتا َبه‬ ‫المؤمنين يف‬
‫َ‬ ‫أمير‬
‫َّبو َب ُ‬ ‫﴿‪‬‬ ‫َوالدَّ ل ِ ْي ُل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪:‬‬
‫(صحيح البخاري)‪« :‬باب‪ِ :‬‬
‫الع ْل ُم َق ْب َل ال َق ْو ِل‬ ‫َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫‪     ‬‬
‫الدليل‪ ،‬فال بدَّ أوال مِن‬ ‫َ‬ ‫َوال َع َم ِل» و َذك ََر‬
‫‪﴾  ‬‬
‫العلم قبل ال َقول وال َعمل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪.‬‬ ‫َف َبدَ َأ بِا ْل ِع ْل ِم َق ْب َل ال َق ْو ِل َوال َع َم ِل‬
‫‪10‬‬

‫ثانيًا‪ :‬المسائل الثالثة‬

‫ك اهللُ‪َ :‬أ َّن ُه‬‫اِ ْع َل ْم َر ِح َم َ‬ ‫(‪ )1‬بدأ المصنِّف هذا الجزء من المتن بالدعاء للطالب‪.‬‬

‫ب َع َلى ك ُِّل ُم ْس ِل ٍم‬ ‫ج ُ‬ ‫َي ِ‬


‫ب يف‬‫الثالثة للطال ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األصول‬ ‫وقد َدعا المؤ ِّلف ‪ $‬يف‬
‫ث‬ ‫ومس ِلم ٍة تَع ُّلم َث ََل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َُ ْ َ‬ ‫ثم هنا عند‬ ‫ثالث مواضع‪ :‬يف بداية المسائ ِل األربعة‪َّ ،‬‬
‫الم َسائِل‪َ ،‬وال َع َم ُل‬ ‫ِِ‬
‫َهذه َ‬ ‫الل‬ ‫َ‬ ‫المسائل الثالثة‪ .‬والم ِ‬
‫أرشدك ُ‬ ‫اعلم‬
‫ْ‬ ‫وض ُع الثالث‪( :‬‬ ‫َ‬
‫بِ ِه َّن(‪:)1‬‬ ‫الحنيف َّي َة م َّلة إبراهيم )‪.‬‬ ‫ِ‬
‫لطاعته أن َ‬

‫مقدمة قبل شرح املسائل الثالثة‬

‫شرعا‪ :‬إفرا ُد الل ‪ ‬بما َي ُّ‬


‫ختص به من‬ ‫يوحد توحيدا‪.‬‬
‫وحد ِّ‬
‫لغة‪َ :‬مصدر َّ‬
‫واألسماء‬
‫َ‬ ‫الربوب َّية واأللوه َّية‬
‫ُّ‬ ‫وحد الشيء؛ إذا جع َله ِ‬
‫واحدا‪.‬‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َّ‬
‫والصفات‪.‬‬
‫ِّ‬

‫سماء‬
‫توحيد األ َ‬ ‫توحيد األلوه َّية‬ ‫الربوب َّية‬
‫توحيد ُّ‬
‫والصفات‬ ‫ِ‬
‫بالعبادة‬‫إفرا ُد الل ‪‬‬ ‫إفرا ُد الل ‪‬بأفعاله‪.‬‬
‫إفرا ُد الل ‪‬‬
‫أو‪ :‬إفرا ُد الل ‪َ ‬‬
‫بالخلق‬
‫والم ْلك والتدبِير‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪11‬‬
‫فات توقيف َّية ُيتو َّقفُ فيها‬
‫والص ُ‬
‫* األسما ُء ِّ‬ ‫َخ َل َقنَا َو َر َز َقنَا َو َل ْم‬ ‫األُو َلى‪َ :‬أ َّن َ‬
‫الل‬
‫َ‬
‫وذلك‪:‬‬ ‫والسنَّ ِة‬ ‫ِ‬
‫الكتاب ُّ‬ ‫على ما َو َر َد يف‬ ‫َأ ْر َس َل إِ َل ْينَا َر ُسوال‪،‬‬ ‫َيت ُْر ْكنَا َه َمال َب ْل‬
‫بإثبات ما أثب َته الل ‪ِ ‬‬
‫لنفسه يف كتابِه أو ما‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫‪-‬‬ ‫اع ُه َد َخ َل َ‬
‫الجنَّةَ‪َ ،‬و َم ْن َع َصا ُه‬ ‫َف َم ْن َأ َط َ‬
‫أثب َته له رسو ُله ‪.‬‬ ‫َد َخ َل الن ََّار‪َ ،‬والدَّ ل ِ ْي ُل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪:‬‬

‫‪-‬و َن ْفي ما نَفاه الل ‪ ‬عن ِ‬ ‫﴿‪    ‬‬
‫نفسه يف كتابِه أو‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ال َت ْأ ُخ ُذ ُه سنَ ٌة‬
‫نفاه عنه رسو ُله ‪ ،‬مثل‪َ ﴿ :‬‬ ‫‪    ‬‬

‫ال ن َْو ٌم﴾ [البقرة‪َ ﴿ ،] 255 :‬و َما َم َّسنَا مِن‬ ‫َو َ‬ ‫‪    ‬‬
‫تحريف‪ ،‬وال‬ ‫ٍ‬ ‫وب﴾[ق‪ ]3٨:‬مِن غير‬ ‫ُّل ُغ ٍ‬
‫‪.)1(﴾  ‬‬
‫ف‪ ،‬وال َتمثي ٍل‪.‬‬ ‫َتعطي ٍل‪ ،‬ومِن غير تكيِي ٍ‬

‫المسألة الثالثة‪ :‬ال َبراء ُة‬ ‫المسألة الثانية‪ :‬توحيد‬ ‫المسألة األولى‪ :‬توحيد‬
‫رك وأهلِه‬‫الش ِ‬‫من ِّ‬ ‫األلوه َّية‬ ‫الربوب َّية وتوحيد‬
‫ُّ‬
‫والصفات‬
‫األسماء ِّ‬

‫األسماء‬
‫َ‬ ‫الربوب َّية وتوحيدَ‬ ‫ثبت فيها المؤلف ‪ $‬توحيدَ ُّ‬ ‫(‪ )1‬المسال ُة األولى أ َ‬
‫الرزاق‪َ ( .‬و َل ْم َيت ُْر ْكنَا َه َمال) ُمع َّطلِين‬ ‫ِ‬
‫الل َخ َل َقنَا) هو الخالق‪َ .‬‬
‫(و َر َز َقنَا) َّ‬ ‫والصفات‪َ ( .‬أ َّن َ‬
‫ِّ‬
‫نواهي؛ ( َب ْل َأ ْر َس َل إِ َل ْينَا َر ُسوال)‪.‬‬
‫َ‬ ‫أوامر وال‬
‫َ‬ ‫ال‬

‫حمة‪ ﴿ .‬ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬
‫الر َ‬
‫َّ‬ ‫الح َّج ُة على الخَ ْل ِق‪﴿.‬ﯧ ﯨ ﯩ‬
‫إقام ُة ُ‬
‫ﮔ﴾ [ األنبياء‪.] 107 :‬‬ ‫ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ﴾[ اإلسراء‪] 15 :‬‬
‫‪12‬‬
‫إثبات األلوه َّية هلل تعالى‪.‬‬
‫ُ‬ ‫المسأل ُة الثانية فيها‬
‫الل َال َي ْر َضى َأ ْن ُي ْش َر َك‬ ‫ِ‬
‫ال َّثان َي ُة‪َ :‬أ َّن َ‬ ‫أن الل ال َي ْر َضى َأ ْن ُي ْش َر َك‬
‫قال المؤلف ‪َّ ( :$‬‬
‫َم َع ُه َأ َحدٌ فِ ْي ِع َبا َدتِ ِه‪َ ،‬ال َم َل ٌك‬ ‫نبي‪ ،‬أو‬ ‫ِ َ‬ ‫َ‬
‫َم َع ُه أ َحدٌ )؛ «أحد» نك َرة ت ُعم كل أحد؛ ِّ‬
‫ُم َق َّر ٌب‪َ ،‬و َال َنبِي ُم ْر َس ٌل‪.‬‬ ‫ولي‪ ،‬أو جني‪ ،‬أو م َلك‪ ،‬أو صالِح‪ ،‬أو غيره؛‬
‫َوالدَّ لِيْ ُل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪﴿ :‬‬ ‫كائنا من كان‪.‬‬

‫َوالدَّ ل ِ ْي ُل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪   ﴿ :‬‬


‫‪    ‬‬

‫‪.﴾ ‬‬ ‫‪﴾   ‬‬

‫ساجد ثَلث أقوال ‪-‬وك ُّلها َت ِص ُّح‪-‬‬


‫الم ِ‬ ‫َ‬
‫قيل يف معنى َ‬

‫ِ‬
‫المساجدُ المبن َّية التي‬
‫((وج ِع َل ْت‬
‫ُ‬ ‫األرض‬
‫ُ‬
‫السجود‬
‫أعضا ُء ُّ‬
‫َ‬ ‫ُبن ِ َي ْت حتى ُيع َبدَ الل‬
‫األرض م ِ‬
‫سجدا‬ ‫ُ َ‬ ‫ل ِ َي‬
‫فيها‬
‫و َطهورا))‬

‫َ‬
‫ولـذلك قـال اإلمـام ‪ $‬يف‬ ‫‪ « ﴾     ‬أحدا » نكرة تعم كـل أحـد‪.‬‬
‫ِ‬
‫الثانية ( َأ َّن الل ال َي ْر َضى َأ ْن ُي ْش َر َك َم َع ُه َأ َحدٌ ) يعني كائنا َمـن كـان؛ نبـي أو ولـي‬ ‫ِ‬
‫المسألة‬ ‫َّأو ِل‬
‫أو جني أو صال ِح‪.‬‬
13
$‫ف‬
ُ ‫المسال ُة الثالث ُة ب َّين فيها المؤ ّل‬
َ ِ
َ ‫الر ُس‬
َ‫ول َو َو َّحد‬ َ ‫ َأ َّن َم ْن َأ َط‬:‫ال َّثال َث ُة‬
َّ ‫اع‬
ِ ‫رك‬
.‫وأهله‬ ِ ‫الش‬
ِّ ‫وب ال َبراءةِ ِمن‬
َ ‫ُو ُج‬
َ ‫وز َل ُه ُم َو َاال ُة َم ْن َحا َّد‬
‫الل‬ ُ ‫الل َال َي ُج‬
َ
ٍ ‫َان َأ ْق َر َب َق ِر ْي‬
،‫ب‬ َ ‫َو َر ُسو َل ُه َو َل ْو ك‬

  ﴿ :‫َوالدَّ ل ِ ْي ُل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‬

ِ‫الجوارح‬
َ ِ ‫ال ِّل‬
‫سان‬ ِ
‫القلب‬    

    

    

     

   

    

    

     

      

.﴾     


‫‪14‬‬

‫ثالثًا‪ :‬أهمية دراسة التوحيد‬

‫اعتِ ِه‪َ :‬أ َّن‬ ‫ِ‬


‫ا ْع َل ْم َأ ْر َشدَ َك اهللُ ل َط َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫الرسل‬
‫الحن ْيف َّي َة م َّل َة إِ ْب َراه َ‬
‫يم‪:‬‬ ‫َ‬
‫الل َو ْحدَ ُه ُم ْخلِصا َل ُه الدِّ ْي َن‪،‬‬ ‫َأ ْن َت ْع ُبدَ َ‬ ‫شرعًا‪ :‬هي ِ‬
‫الم َّل ُة‬ ‫لغة‪:‬‬
‫يع الن ِ‬
‫َّاس‬ ‫ِ‬ ‫َوبِ َذل ِ َك َأ َم َر‬
‫الل َجم َ‬ ‫ُ‬ ‫المائلة عن ِّ‬
‫الشرك‬ ‫مأخوذ ٌة من‬
‫الل َت َعا َلى‪﴿ :‬‬
‫َو َخ َل َق ُه ْم َل َها؛ ك ََما َق َال ُ‬ ‫ِ‬
‫اإلخالص‬ ‫المقبِ َل ُة إلى‬
‫ُ‬ ‫الحنف‬
‫َ‬
‫‪    ‬‬ ‫والتوحيد واإليمان‪.‬‬ ‫الم ُيل‬
‫وهو َ‬
‫‪ .)1( ﴾‬ومعنَى يعبدُ ِ‬
‫ون‪:‬‬ ‫َ َْ َُْ‬ ‫﴿ﭩ ﭪ ﭫ ﴾‬
‫يوحدُ ِ‬
‫ون(‪.)2‬‬ ‫ُ َ ِّ‬ ‫َيعني مقبِال إلى الل‬
‫و َأع َظم ما َأمر اهلل بِ ِه الت ِ‬
‫َّوح ْيدُ ؛ َو ُه َو‪:‬‬ ‫مدبِرا عن ِّ‬
‫الشرك‪،‬‬
‫َ ْ ُ َ ََ ُ‬
‫إِ ْف َرا ُد اللِ بِا ْل ِع َبا َد ِة(‪.)3‬‬ ‫فالحن ِ ُ‬
‫يف الذي َي ِ‬
‫رج ُع‬ ‫َ‬
‫َو َأ ْع َظ ُم َما ن ََهى َعنْ ُه ِّ‬
‫الش ْر ُك؛ َو ُه َو‪:‬‬ ‫دائما إلى التوحيد‬
‫َد ْع َو ُة َغيْ ِر ِه َم َع ُه‪.‬‬ ‫وي ِ‬
‫بتعدُ عن ِّ‬
‫الشرك‪.‬‬ ‫َ‬

‫َدرس التوحيد‪ ،‬وقد ذك َْرنا أهميته سابقا (انظر صـ‪.)2‬‬


‫(‪ )3‬يوض ُح هنا المؤلف ‪ $‬لماذا ن ُ‬

‫الرسل‬

‫ختص به من‬
‫شرعًا‪ :‬هو إفرا ُد الل بما َي ُّ‬ ‫يوحد توحيدا‪.‬‬
‫وحد ِّ‬
‫لغة‪ :‬مصدر َّ‬
‫الربوبية واأللوهية واألسماء والصفات‪.‬‬ ‫الشيء؛ إذا َج َع َل ُه وا ِحدا‪.‬‬
‫وحد َّ‬
‫َّ‬

‫يوحدون‪ ،)،‬وهذا هو َقول ابن عباس ﭭ حيث قال‪:‬‬ ‫قال المؤ ِّلف‪( :‬ومعنى يعبدون‪ِّ :‬‬
‫ٍ‬
‫وحدوا الل‪َ ﴿ ،‬يا َأ ُّي َها الن ُ‬
‫َّاس‬ ‫الل﴾ ِّ‬
‫اع ُبدُ وا َ‬
‫عبادة يف القرآن معناها‪ :‬التوحيد»‪َ ﴿ .‬و ْ‬ ‫«إن َّ‬
‫كل‬
‫وحدوا ربكم‪.‬‬‫اع ُبدُ وا َر َّب ُك ُم﴾ يا أيها الناس ِّ‬
‫ْ‬
‫‪15‬‬

‫رابعاً ‪ :‬األصول الثالثة‬


‫َ‬
‫بذ ْك ِر األصول‬ ‫(‪ )1‬بدأ المصنِّف ‪ِ $‬‬
‫َ‬ ‫ول ال َّث َال َث ُة‬ ‫َفإِ َذا قِ ْي َل َل َك‪َ :‬ما األُ ُص ُ‬
‫ِ‬
‫أسئلة الق ْب ِر الثالثة‪،‬‬ ‫والمتم ِّثلة يف‬ ‫الثالثة‪،‬‬ ‫اإلنْس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا َّلتِي َي ِ‬
‫ُ‬ ‫ان َم ْع ِر َفتُ َها؟‬ ‫ب َع َلى َ‬ ‫ج ُ‬
‫ٍ‬ ‫وأثار انتبا َه ِ‬
‫وأجاب‬
‫َ‬ ‫بسؤال‪،‬‬ ‫السامع‬
‫القارئ أو َ‬ ‫َف ُق ْل‪َ :‬م ْع ِر َف ُة ال َع ْب ِد َر َّب ُه‪َ ،‬ودِ ْينَ ُه‪َ ،‬و َنبِ َّي ُه‬
‫عليه‪.‬‬ ‫ُم َح َّمدا ‪.)1( ‬‬

‫األو َل‬ ‫َ‬


‫األصل َّ‬ ‫المصنِّف ‪$‬‬‫(‪ )2‬وضح ُ‬ ‫ك؟ َف ُق ْل‪َ :‬ربِ َي‬ ‫ك‪َ :‬م ْن َربُّ َ‬‫َفإِ َذا قِ ْي َل َل َ‬
‫ستحق ِ‬
‫للعبادة هو الل ‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫الم‬
‫الر َّب و ُ‬
‫وبين أن َّ‬ ‫الل ا َّل ِذي َر َّبانِي َو َر َّبى َج ِم ْي َع‬ ‫ُ‬
‫الدليل‪ ،‬وهو قول الل تعالى‬ ‫َ‬ ‫و َذك ََر‬ ‫ودي َل ْي َس‬ ‫العا َل ِمين بِنِع ِم ِه‪ ،‬و ُهو معب ِ‬
‫َ َ َُْ‬ ‫َ ْ َ َ‬
‫‪،﴾  ‬‬ ‫﴿‪‬‬ ‫ل ِ ْي َم ْع ُبو ٌد ِس َوا ُه‪َ .‬والدَّ ل ِ ْي ُل َق ْو ُل ُه‬
‫المعبو ُد‪.‬‬
‫الر ُب هو َ‬
‫ف َّ‬ ‫‪ ‬‬ ‫َت َعا َلى‪﴿ :‬‬

‫‪.)2(﴾‬‬

‫و ُك ُّل ما ِسوى اللِ َعا َلم‪ ،‬و َأنَا و ِ‬


‫احدٌ‬ ‫ٌ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫مِ ْن َذل ِ َك ال َعا َل ِم (‪.)3‬‬
‫الرسل‬

‫﴿‪﴾ ‬‬ ‫﴿ ‪ ﴾ ‬فيه‬

‫فيه إثبات‬ ‫إثبات‬


‫ُ‬ ‫ِ‬
‫توحيد األسماء‬ ‫إثبات‬
‫ُ‬ ‫﴿‪ :﴾ ‬فيه‬
‫توحيد‬ ‫توحيد‬
‫والصفات‪.‬‬
‫الربوبية‬ ‫األلوهية‬

‫ِ‬
‫المنع ِم‬ ‫بشكر الخالِق‬
‫ِ‬ ‫كنت مخلوقا البدَّ أن أقو َم‬ ‫ٌ‬
‫خلوق‪ ،‬وإذا ُ‬‫كل ما ِسوى الل َم‬
‫(‪ )3‬أي ُّ‬
‫المتفض ِل ‪.‬‬
‫ِّ‬
16
ٍ
‫مجموعة‬ ‫ف يف ِذ ْك ِر‬ ُ ‫) َش َر َع المؤ ِّل‬1(
‫ بِآ َياتِ ِه‬:‫ك؟ َف ُق ْل‬ َ َّ‫ت َرب‬َ ‫ك بِ َم َع َر ْف‬ َ َ‫َفإِ َذا قِ ْي َل ل‬
ِ
‫والمخلوقات‬ ‫مِن اآليات الكون َّية‬
‫ َومِ ْن آ َياتِ ِه ال َّل ْي ُل َوالن ََّه ُار‬،‫َو َم ْخ ُلو َقاتِ ِه‬
ِِ ِ ‫ والتي ُتثبِ ُت أنه‬،‫تدل ُوجودِ الل‬ ُّ ‫التي‬
‫ات‬ ُ ‫او‬ َّ ‫ َوم ْن َم ْخ ُلو َقاته‬،‫الش ْم ُس َوال َق َم ُر‬
َ ‫الس َم‬ َّ ‫َو‬
‫بحق‬ ِ
‫يه َّن َو َما‬ ِ ِ‫الس ْب ُع َو َم ْن ف‬
َّ ‫ون‬ َ ‫الس ْب ُع َواألَ َر ُض‬ َّ َ ‫رب و ال خال َق و ال َمعبو َد‬ َّ ‫ال‬
‫ وساق عليها األدلة من‬.‫إال الل‬
 ﴿ :‫يل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‬ ُ ِ‫ َوالدَّ ل‬. ‫َبين َُه َما‬
.‫المتن‬
َ ‫القرآن كما هي مذكور ٌة يف‬
      
ٍ
‫خلوق هو آي ٌة على ُوجود‬ ُّ *
‫وكل َم‬
     
ُ ‫ ولكن غا َي َر‬، ‫الل‬
‫شيخ اإلسالم‬
    
‫ َبين‬$ ‫بن عبد الوهاب‬ ِ ‫محمد‬
َّ
   ﴿ :‫ َو َقو ُل ُه‬،﴾
‫والمخلوق ألن اآلي َة تتغ َّير؛‬
َ ‫اآلية‬
‫ والذي يتغ َّير‬،‫مِثل الليل والنهار‬
      

      ‫يكون فيه قو ُة دلي ٍل عن الذي ال‬
     .‫َيتغ َّير‬
        
‫ قال‬،‫) هذه اآلية يف ُسورةِ البقرة‬2(
‫الر ُّب ُه َو‬
َّ ‫ َو‬.)1(﴾    ‫إن هذه اآلية فيها‬ َّ :‫بعض العلماء‬
ُ
ٍ
﴿ :‫ َوالدَّ ل ِ ْي ُل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‬،‫الم ْع ُبو ُد‬
َ ‫نداء يف القرآن ﴿ َيا َأ ُّي َها‬ ‫َّأو ُل‬
‫ وفيها َّأو ُل فِ ْع ِل َأ ْم ٍر يف‬.﴾‫َّاس‬
ُ ‫الن‬
     
.‫وحدوا‬
ِّ ‫اع ُبدُ وا﴾ أي‬
ْ ﴿ ‫القرآن‬
      
‫وفيها أول ن َْه ٍي يف القرآن ﴿ َفال‬
َ ‫َت ْج َع ُلوا ل ِ َّل ِه َأنْدَ ادا َو َأ ْن ُت ْم َت ْع َل ُم‬
      
﴾‫ون‬
       ِّ ‫ن َْه ٌي عن‬
.‫الشرك‬
      

َ « :-$– ٍ‫) َق َال ا ْب ُن كَثِيْر‬2( ﴾


‫الخال ِ ُق‬
.)3(»‫َح ُّق ل ِ ْل ِع َبا َد ِة‬ ِ
ِ ‫اء ُهو المست‬ ِ ِ ِ
ْ ُ َ ‫ل َهذه األَ ْش َي‬
‫‪17‬‬
‫ابن كثير ِ‬
‫بذ ْك ِر‬ ‫ف على قول ِ‬ ‫ب المؤ ِّل ُ‬
‫ع َّق َ‬ ‫الع َبا َد ِة ا َّلتِي َأ َم َر اهللُ بِ َها(‪ :)1‬مِ ْث ُل‬
‫و َأنْواع ِ‬
‫َ َ ُ‬
‫ِ‬
‫لعبادات القلب َّية والبدن َّية مع‬ ‫َع ٍ‬
‫دد من ا‬
‫ان؛ َومِنْ ُه‬
‫اإلحس ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اإل ْس َالمِ‪َ ،‬واإل ْي َمان‪َ ،‬و ْ َ‬
‫لكل َع َم ٍل‪ ،‬على‬ ‫الدَّ لي ِل من الكتاب ِّ‬
‫الن ِ‬
‫َّحو التالي‪:‬‬ ‫الر َجا ُء‪َ ،‬والت ََّوك ُُّل‪،‬‬
‫ف‪َ ،‬و َّ‬ ‫الدُّ َعا ُء‪َ ،‬و َ‬
‫الخ ْو ُ‬

‫الخ ُش ْو ُع‪َ ،‬و َ‬


‫الخ ْشيَ ُة‪،‬‬ ‫الر ْهبَ ُة‪َ ،‬و ُ‬
‫الر ْغ َب ُة‪َ ،‬و َّ‬
‫َو َّ‬
‫االستِ َعا َذ ُة‪،‬‬
‫َو ْ‬ ‫االستِ َعا َن ُة‪،‬‬
‫َو ْ‬
‫َو ِ‬
‫اإلنَا َب ُة‪،‬‬

‫الذ ْب ُح‪َ ،‬والن َّْذ ُر‪َ ،‬و َغ ْي ُر َذل ِ َك‬


‫االستِ َغا َث ُة‪َ ،‬و َّ‬
‫َو ْ‬
‫دعا ُء مسالة‬ ‫دعا ُء عبادة‬ ‫العباد ِة ا َّلتِي َأمر الل بِها‪ُ ،‬ك ُّلها ل ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫له‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ َ‬ ‫م ْن َأن َْوا ِع َ َ‬
‫هو دعا ٌء‬ ‫هو دعا ٌء‬
‫َت َعا َلى‪َ .‬والدَّ لِ ْي ُل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪﴿ :‬‬
‫بلِس ِ‬
‫ان‬ ‫بلِس ِ‬
‫َ‬ ‫ان‬ ‫َ‬
‫‪      ‬‬
‫الم ِ‬
‫قال؛‬ ‫كمن‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الحال؛ َ‬
‫ف ِمن َْها َش ْيئًا لِ َغ ْيرِ اهلل ِ َف ُه َو‬
‫‪َ .﴾‬ف َم ْن َص َر َ‬
‫كقول‪ :‬اغفر‬ ‫ص َّلى وصام‬

‫لي‪،‬‬ ‫ُم ْشرِ ٌك كَافِ ٌر‪َ ،‬والدَّ لِيْ ُل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪ ﴿ :‬‬
‫وحج لغير‬

‫ارحمني‪.‬‬ ‫الل‪.‬‬ ‫‪        ‬‬

‫‪       ‬‬


‫كمه فيه‬
‫ُح ُ‬ ‫َص ْر ُفه لغير‬
‫‪.﴾‬وفِي الح ِدي ِ‬
‫ث‪(( :‬الدُّ َعا ُء ُم ُّخ‬
‫ٌ‬ ‫اهلل ِش ٌ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫تفصيل‪،‬‬ ‫رك‬
‫الع َبا َد ِة))‪َ .‬والدَّ لِ ْي ُل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪ ﴿:‬‬
‫ِ‬
‫وهو على‬ ‫أكبر‬

‫سمين‪ ،‬كما‬‫ِ‬
‫ق َ‬ ‫‪    ‬‬

‫سيأتي‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.﴾  ‬‬


‫‪18‬‬

‫فيما ي ِ‬
‫قد ُر عليه العبد‬ ‫فيما ال ي ِ‬
‫قد ُر عليه العبد‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫َي ِص ُّح بشروط‪:‬‬ ‫وهذا ِش ٌ‬


‫رك‬

‫أن يعتقد أن‬ ‫أن يكون‬ ‫أن يكون‬ ‫أن يكون‬

‫المدعو‬ ‫المدعو‬ ‫المدعو‬ ‫المدعو ح ًيا‪.‬‬

‫مجرد سبب‬ ‫قادرا‪.‬‬


‫ً‬ ‫حاضرا‪.‬‬
‫ً‬
‫خرج هبذا‬
‫خرج هبذا‬ ‫خرج هبذا‬
‫الميت‬
‫العاجز‬ ‫الغائب‬

‫المضار؛‬ ‫تصرفا خفيا يف الكون وبيده َج ْل ُ‬


‫ب المنافع و َد ْف ُع َ‬ ‫أما إن اعتقد أن لهذا المدعو ُّ‬
‫فهذا شرك‪.‬‬
‫‪ ‬ملحوظة‪:‬‬
‫ِ‬
‫وانتفاء‬ ‫الح َّجة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحكم على الفاعل فيحتاج إلى إقا َمة ُ‬
‫الحكم على الفعل‪ ،‬أما ُ‬
‫َدرس ُ‬
‫نحن ن ُ‬
‫الش ِ‬
‫بهة‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫كافر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫مؤمن أو ٌ‬
‫ٌ‬ ‫الفاعل أنه‬ ‫والعلما ُء ُهم من َيحكم على‬
‫‪19‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بب‬‫الس َ‬ ‫سم َيع َت ِقد ّ‬
‫أن َّ‬ ‫ق ٌ‬
‫ِ‬ ‫ويج َعل ما‬ ‫ِ‬
‫سم َيع َتقد َ‬
‫ِ‬
‫ق ٌ‬ ‫ويج َعل ما‬
‫سم َيع َتقد َ‬
‫ق ٌ‬
‫ِ‬
‫ب‬‫مؤ ِّث ٌر بذاته وبِ َيده َج ْل ُ‬ ‫لم َيجع ْله اهلل ‪ ‬سب ًبا‬ ‫جعله اهلل ‪ ‬سب ًبا‬
‫ضار؛‬ ‫ِ‬ ‫سبب؛‬
‫الم ِّ‬ ‫المنافع ودفع َ‬ ‫سبب؛‬

‫فهذا ِش ٌ‬
‫رك أكربٌ‬ ‫أصغر‬
‫ٌ‬ ‫وهذا ِش ٌ‬
‫رك‬ ‫حيح‬
‫وهذا َص ٌ‬

‫أسباب شرع َّية‬


‫ٌ‬
‫أسباب حس َّية‬
‫ٌ‬

‫كالدَّ واء‪ ،‬فقد َج َع َله الل سببا للشفاء‬ ‫كالرقية الشرع َّية‪،‬‬
‫ُّ‬
‫‪‬‬

‫النبي ‪:‬‬
‫ِّ‬
‫حيح ُ‬
‫قول‬ ‫والص ُ‬
‫َّ‬ ‫ضعيف‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫حديث‬ ‫الع َبا َد ِة))‬
‫‪ ‬الحديث ((الدُّ عاء م ُّخ ِ‬
‫َ ُ ُ‬
‫الع َبا َد ِة))‪.‬‬
‫((الدُّ عاء هو ِ‬
‫َ ُ ُ َ‬

‫تدل على هذا‪ ﴿ :‬ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ‬


‫اآلية ُّ‬

‫ﭪ﴾ قال ‪:‬‬ ‫ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‬


‫﴿ ﭧ﴾ فهذا ٌ‬
‫دليل على أن الدُّ عا َء عباد ٌة‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫ودلِي ُل الخَ و ِ‬
‫ف َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ‬
‫﴿‪   ‬‬

‫‪.)1(﴾  ‬‬ ‫‪‬‬

‫ودلِي ُل الرج ِ‬
‫اء َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪﴿ :‬‬ ‫َ َ ْ َّ َ‬
‫(‪)2‬‬
‫‪    ‬‬

‫‪   ‬‬


‫الخوف‬
‫ُ‬ ‫الخوف‬
‫ُ‬ ‫خوفُ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫حر ُم‬
‫الم َّ‬
‫ُ‬ ‫الطبيعي‬
‫ِّ‬ ‫الس ِّر‬
‫ِّ‬
‫‪.)2(﴾‬‬
‫(الجبِ ِل ّي )‬
‫ِ‬ ‫(خوف‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫عبادة)‬
‫ِ‬
‫اإلنسان يف أ ْم ٍر‬ ‫الرجا ُء‪َ :‬ط َم ُع‬
‫َّ‬ ‫يخاف‬
‫َ‬ ‫كأن‬ ‫وهو َخ ُ‬
‫وف‬
‫قريب المنال‪ ،‬وقد يكون يف ِ‬ ‫كال ُق ُ‬
‫نوط‬
‫بعيد‬ ‫ِ َ‬ ‫َ‬
‫اإلنسان‬ ‫العابِ ِد من‬
‫من َرحمة‬
‫ِ‬
‫القريب‪.‬‬ ‫المنال؛ َتنزيال له َمنزل َة‬ ‫َ‬
‫الل أو‬ ‫النار‬ ‫المعبود‪،‬‬
‫َ‬
‫للذ ِّل‬
‫ُّ‬ ‫المتضم ُن‬
‫ِّ‬ ‫والرجا ُء‬‫َّ‬ ‫طاعة‬ ‫وال َعدُ و‬ ‫وفيه‬
‫ُ‬
‫يكون َّإال لل ‪‬‬ ‫والخضو ِع ال‬ ‫ُ‬ ‫المخلوق‬ ‫والحيوان‬ ‫التذ ُّل ُّل‬
‫َ‬
‫وصر ُفه لغير الل ‪ِ ‬ش ٌ‬
‫رك‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫يف َمعصية‬ ‫المفرتِس‬ ‫ُ‬
‫والخضوع‬
‫الخال ِق‪.‬‬ ‫‪...‬الخ‪،‬‬ ‫وال َّتعظيم‬
‫المحمو ُد ال يكون َّإال‬ ‫والرجا ُء َ‬‫َّ‬
‫ِ‬ ‫للمعبود‪،‬‬
‫َ‬
‫ور َجا‬‫لمن َعم َل بطاعة الل َ‬ ‫َ‬ ‫مباح‬
‫وهذا ٌ‬
‫ِ‬ ‫وهذا النوع‬
‫ور َجا‬ ‫تاب من معصيته َ‬ ‫ثواهبا‪ ،‬أو َ‬
‫ِ‬ ‫واجب هلل‪.‬‬
‫ٌ‬
‫الرجاء بال عمل‬ ‫َق َ‬
‫بول َتوبته‪ .‬وأ َّما َّ‬
‫رور و َت َمن مذموم‪.‬‬
‫فهو ُغ ٌ‬
‫‪21‬‬

‫(‪)1‬‬
‫َو َدلِ ْي ُل الت ََّوك ِ‬
‫ُّل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪﴿:‬‬

‫‪    ‬‬


‫شرعا‪ :‬هو ِصدْ ُق‬ ‫لغة‪ :‬التوكُّل على‬
‫‪َ ،﴾  ‬و َق ْو ُل ُه‪﴿ :‬‬
‫ِ‬
‫االعتماد على الل‬ ‫َّ‬
‫الشيء هو‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫مع الثِّقة به‬ ‫االعتما ُد عليه‬
‫ِ‬
‫باألسباب‬ ‫واألَ ْخ ِذ‬ ‫‪.)1(﴾‬‬
‫الر ْه َب ِة َوالخُ ُش ْو ِع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َدل ْي ُل َّ‬
‫الرغْ َبة َو َّ‬
‫﴿‪ ‬‬ ‫َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫األَ ْخ ُذ‬ ‫ال ِّث َق ُة‬ ‫الصدْ ُق‬


‫ِّ‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫باألسباب‬ ‫يف‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫بأن الل ‪‬‬
‫ِ‬ ‫االعتماد‬
‫منج ٌز ما‬ ‫‪.)4(﴾‬‬
‫على الل‬
‫َو َعد‬
‫‪‬‬

‫ِ‬
‫حبوب‪.‬‬ ‫الم‬ ‫الوصول إلى َّ‬
‫الشيء َ‬ ‫الرغب ُة‪َ :‬محب ُة ُ‬
‫(‪َّ )4‬‬

‫بعمل‪.‬‬ ‫وف َم ٌ‬
‫المخوف‪ ،‬فهي َخ ٌ‬ ‫لله َر ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرهب ُة‪:‬‬
‫قرون َ‬ ‫ب من َ‬ ‫الخوف المثم ُر َ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬

‫والشرعي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الذ ُّل والتَّطا ُمن ل َع َظمة الل‪ ،‬بحيث َيستسلِ ُم لقضائه الكونِّ‬
‫شوع‪ُّ :‬‬
‫ُ‬ ‫الخُ‬
‫ِ‬
‫والرجاء‪ ،‬ال ُيغ ِّل ُ‬
‫ب جانبا على جانب‬ ‫جم َع َبين الخوف َّ‬
‫ائر إلى الل ‪ ‬ال بدَّ أن َي َ‬
‫الس ُ‬
‫‪َّ ‬‬
‫كجناحي الطائر‪.‬‬
‫َ‬ ‫والرجاء‬
‫الخوف َّ‬
‫ُ‬ ‫فيقع و َيه َلك‪ ،‬فالبدَّ أن يكون عنده‬
‫‪22‬‬
‫وف المبني على ِ‬
‫الع ْل ِم‬ ‫َ‬
‫َو َدلِ ْي ُل الخَ ْش َي ِة َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪﴿ :‬‬ ‫(‪ )1‬الخَ ش َي ُة‪ :‬هي الخ ُ َ ُّ‬
‫خوف‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫سلطان من نخشاه‪ ،‬فهي‬ ‫ِ‬
‫كمال‬ ‫ب َع َظمة و‬
‫‪.)1( ﴾ ‬‬
‫العلماء‪.‬‬
‫اإلنَا َب ِة َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪:‬‬
‫ِ‬ ‫َو َدلِ ْي ُل‬
‫‪  ‬‬ ‫﴿‪‬‬ ‫(‪ )2‬اإلناب ُة‪ُّ :‬‬
‫الرجوع إلى الل تعالى؛ بالقيام‬

‫‪.)2(﴾‬‬ ‫﴾أي‬ ‫ِ‬


‫واجتناب معصيته‪﴿.‬‬ ‫بطاعته‬

‫االستِ َعان َِة َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪:‬‬


‫ْ‬ ‫َو َدلِ ْي ُل‬ ‫ِ‬
‫ارجعوا ﴿ ‪ ﴾   ‬أي ُتس ِّلم‬

‫‪ ‬‬ ‫﴿‪‬‬ ‫ألنك عبد‪ ،‬والعبدُ ال بدَّ أن ُيس ِّلم‬


‫َ‬ ‫أمرك َلل ‪‬؛‬

‫‪ ،﴾‬وفِي الح ِدي ِ‬ ‫الل؛ كما قال النبي ﷺ‪:‬‬


‫للس ِّيد‪ ،‬والس ِّيدُ هو ُ‬
‫ث‪:‬‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫الل))‪.‬‬
‫((الس ِّيدُ ُ‬
‫است َِع ْن‬
‫َف ْ‬ ‫اس َت َعن َْت‬‫ْ‬ ‫((إِ َذا‬
‫بِاللِ))(‪.)3‬‬ ‫طلب ال َعون‪ ﴿ .‬‬
‫ُ‬ ‫(‪ )3‬االستعان ُة‪:‬‬
‫االستِ َعا َذ ِة َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َو َدلِ ْي ُل‬ ‫‪ ﴾ ‬يف هذه اآلية تقديم ما مِن‬
‫﴿‪َ ،﴾    ‬و‬ ‫الحصر‪ ،‬يعني‪ :‬ال‬ ‫ح ِّقه التأخير؛ وهذا ُّ‬
‫يدل على َ‬
‫‪  ‬‬ ‫﴿‪‬‬ ‫ين إال َ‬
‫بك‪.‬‬ ‫نعبد إال إياك وال نست َع ُ‬
‫‪.)4(﴾‬‬ ‫(‪ )4‬االستعاذة‪ :‬طلب اإلعاذة‪ ،‬وهي‪ِ :‬‬
‫الحماية‬ ‫ُ‬
‫االستِغَا َث ِة َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َو َدلِ ْي ُل‬ ‫من مكروه‪َ ﴿ .‬أ ُعو ُذ ﴾ يعني ألتجئ وأعتصم‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫﴿‪‬‬
‫طلب ال َغوث وهو اإلنقاذ من‬
‫ُ‬ ‫(‪ )5‬االستغاث ُة‪:‬‬
‫‪)5(.﴾ ‬‬
‫الشدة والهالك‪.‬‬
‫َو َدلِ ْي ُل ال َّذ ْبحِ َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪﴿ :‬‬ ‫‪ ‬االستعانة واالستعاذة واالستغاثة‪،‬‬
‫َت ِصح أن ُتط َلب مِن المخلوق فيما ي ِ‬
‫قد ُر‬
‫‪   ‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫‪    ‬‬ ‫عليه بأربعة شروط؛ أن يكون‪ :‬حيا‪،‬‬

‫السن َِّة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫وحاضرا‪ ،‬وقادرا‪ ،‬وسببا‪.‬‬


‫‪َ ،﴾   ‬وم َن ُّ‬
‫الل َم ْن َ َذ َب َح ل ِ َغ ْي ِر اللِ))(‪)6‬‬ ‫(‪ )6‬الذبح‪ :‬إزهاق الروح بإراقة الدم على وجه‬
‫(( َل َع َن ُ‬
‫مخصوص‪.‬‬
‫‪23‬‬

‫َو َدلِ ْي ُل الن َّْذ ِر َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪﴿ :‬‬


‫ذبح مباح‬
‫ٌ‬ ‫ذبح لغير اهلل‬
‫ٌ‬ ‫ذبح هلل‬
‫ٌ‬
‫‪  ‬‬
‫كشاة ال َّلحم‬ ‫َّ‬
‫كالذبح‬ ‫كالهدْ ِي‬
‫َ‬
‫وإكرام‬ ‫للجن‬
‫ِّ‬ ‫ح ِ‬
‫ية‬ ‫واألُ ْض ِ‬ ‫‪   ‬‬

‫الضيف‬
‫َّ‬ ‫وأصحاب‬ ‫والص ِ‬
‫دقات‬ ‫‪.)1(﴾‬‬
‫َّ‬
‫والتجارة‬ ‫ال ُقبور‪.‬‬
‫وهذا ِش ٌ‬
‫رك‬
‫أكبر‬
‫فصي ٍل يف َمسالة َّ‬
‫الذبح تأيت‬ ‫‪ ‬ملحوظة ‪ :‬هناك َمزيدُ َت‬
‫يف كتاب التوحيد بإذن الل‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬

‫ِ‬
‫شرعا‪ :‬إلزا ُم المك َّلف َ‬
‫نفسه بشيء غير‬ ‫لغة‪ :‬ال َع ْهدُ واإللزام‬
‫واجب‬

‫‪ ‬ملحوظة ‪ :‬النذر له أقسا ٌم و ُش ٌ‬


‫روط و كفار ٌة يأيت تفصيلها يف كتب التوحيد بإذن الل‪.‬‬

‫ذر لغير الل‬


‫َن ٌ‬ ‫ذر لل‬
‫َن ٌ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫المثال‪ ،‬ألن‬ ‫‪ ‬ذك ُْر المؤ ِّلف لهذه العبادات ليس من باب َ‬
‫الحصر و لكن على سبيل‬

‫هناك العديد من العبادات لم ُتذكَر‪ ،‬والشاهد أن من صرف شيئا من هذه العبادات‬

‫أشر َك ‪.‬‬
‫أو غيرها لغير الل فقد َ‬
‫‪24‬‬
‫عرج المؤ ِّلف على األصل الثان‪ ،‬وهو معرفة‬
‫(‪َّ )1‬‬
‫األَ ْص ُل ال َّثانِ ْي‪َ :‬م ْع ِر َف ُة ِد ْي ِن‬
‫اإل ْس َال ِم بِاألَ ِد َّل ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫العبد دينه‪ ،‬و ابتدأ بتعريف اإلسالم‪ ،‬قال‪:‬‬

‫لِ ِ‬
‫له‬ ‫االستِ ْس َال ُم‬ ‫َو ُه َو‪:‬‬
‫ْ‬
‫َّوح ْي ِد‪َ ،‬واالن ِْق َيا ُد َل ُه‬ ‫بِالت ِ‬

‫الش ْر ِك‬
‫اع ِة‪َ ،‬وال َب َرا َء ُة مِ َن ِّ‬‫بِال َّط َ‬ ‫وهو االستِسال ُم لل بالتوحيد واالنقيا ُد له‬
‫َو َأ ْهلِ ِه‪.‬‬ ‫الشرك وأهلِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالطاعة وال َبراءة من ِّ‬
‫ب‪ِ :‬‬
‫اإل ْس َال ُم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َو ُه َو َث ََل ُ‬
‫ث َم َرات َ‬
‫ان‪َ ،‬و ِ‬ ‫َو ِ‬ ‫َ‬
‫ألنك‬ ‫َ‬
‫أمرك لل ‪‬‬ ‫تعريف اإلسالم؛ أن ُتس ِّلم‬
‫ُ‬ ‫فهذا‬
‫ان‪َ .‬و ُك ُّل‬
‫اإل ْح َس ُ‬ ‫اإل ْي َم ُ‬
‫َان‪.‬‬‫َم ْر َت َب ٍة َل َها َأ ْرك ٌ‬ ‫عبدٌ ‪ ،‬والعبدُ البدَّ أن ُيس ِّلم للس ِّيد‪ ،‬والس ِّيد الل؛ كما‬

‫اال ْو َلى‪ِ ْ :‬‬


‫اإل ْس َالْ ُم(‪.)1‬‬ ‫ا ْل َم ْر َت َب ُة ْ ُ‬ ‫النبي ﷺ‪.‬‬
‫قال ُّ‬
‫ِ‬
‫ثَلث مراتب ‪:‬‬ ‫ثم َق َّسم الدِّ ين إلى‬
‫َان ِ‬
‫اإل ْس ََل ِم َخ ْم َسةٌ‪:‬‬ ‫َف َأ ْرك ُ‬
‫الل (‪)2‬‬ ‫أن َال إِ َل َه إِ َّال َ‬ ‫َش َها َد ُة ْ‬
‫ول اللِ‪َ ،‬وإِ َقا ُم‬ ‫َو َأ َّن ُم َح َّمدا َر ُس ُ‬ ‫ُ‬
‫اإلحسان‬ ‫ُ‬
‫اإليمان‬ ‫اإلسال ُم‬
‫َاة‪،‬‬‫الزك ِ‬ ‫َّ‬ ‫الص َال ِة‪َ ،‬وإِ ْيتَا ُء‬ ‫َّ‬
‫ان‪ ،‬وحج بي ِ‬
‫ت‬ ‫َو َص ْو ُم َر َم َض َ َ َ ُّ َ ْ‬
‫الح َرامِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الل َ‬ ‫أركان اإلسالم خمس ٌة أولها‪:‬‬ ‫( ‪)2‬‬

‫االعرتاف باللسان‪ ،‬واالعتقاد‬


‫ُ‬ ‫الشهادة‪ :‬وهي‬
‫بالقلب‪ ،‬والتصديق بالجوارح‪.‬‬
25
ِ
ْ ‫شهادة‬
‫أن ال إله إال‬ ُ $‫ف‬
‫دليل‬ ُ ‫َذ َك َر المؤ ِّل‬
﴿ :‫الش َها َد ِة َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‬
َّ ‫َفدَ لِ ْي ُل‬
َ ‫ و َأ‬،‫الل‬
:‫ وهو‬،‫وض َح معناها‬
      
.‫ال معبود بحق إال اهلل‬
     

    

.﴾

‫إثبات‬ ‫نفي‬ ُ ‫ َال َم ْعبُو َد بِ َحق إِ َّال‬:‫َاها‬


.‫الل‬ َ ‫َو َم ْعن‬

.»‫ «ال إله‬:‫النفي يف قول‬


ُّ ‫« َال إِ َل َه» نَافِيا َج ِم ْي َع َما ُي ْع َبدُ مِ ْن ُد ْو ِن‬
.»‫ «إال الل‬:‫واإلثبات يف قول‬
ُ .ِ‫الل‬
ِ ِ ‫العباد َة ل‬
ِ
‫له َو ْحدَ ُه َال‬ َ َ ‫الل» ُم ْثبِتا‬ َ ‫« إِ َّال‬
‫واإلثبات؛‬
َ ‫صر‬
َ ‫الح‬
َ ُ‫الصيغة ُت ِفيد‬
ِّ ‫وهذه‬
‫ ك َِما َأ َّن ُه ََال‬،‫َش ِر ْي َك َل ُه فِي ِع َبا َدتِ ِه‬
،‫حص ُر و ُتثبِ ُت العباد َة لل وحده‬
ُ ‫حيث أهنا َت‬
‫َش ِر ْي َك َل ُه َف ْي ُم ْلكِ ِه‬
. ‫و َتنفيها عن غيره‬
‫ َق ْو ُل ُه‬،‫َو َت ْف ِس ْي ُر َها ا َّل ِذي ُي َو ِّض ُح َها‬
‫وتفسيرها‬
ُ َ
« :$ ‫ولذلك قال المصنِّف‬    ﴿ :‫َت َعا َلى‬
   ﴿ :‫حها‬
ُ ‫يوض‬
ِّ ‫الذي‬
    
      
    
.»﴾ 
    

،»‫﴾ هذا معنى «ال إله‬   ﴿    

. »‫﴾ أي «إال الل‬   ﴿ .)2(﴾


‫‪26‬‬
‫‪ ‬لو قال ٌ‬
‫قائل‪ :‬معنى شهادة أن «ال إله إال‬
‫‪ ‬‬ ‫َو َق ْو ُل ُه‪﴿ :‬‬
‫اهلل»‪ :‬ال َمعبو َد إال اهلل؟‬
‫‪    ‬‬
‫قلنا هذا الكالم خاطئ؛ ألنه هبذا الكالم‬
‫‪      ‬‬ ‫صحح كل ما ُيع َبد من ُدون الل‪ ،‬لكن عندما‬
‫ُي ِّ‬
‫‪    ‬‬ ‫يقول (بحق) فهذا ٌ‬
‫دليل أنه يك ُفر بجميع ما‬
‫ُيع َبد من دون الل وأن ال َمعبود بحق إال الل‪.‬‬
‫‪      ‬‬
‫‪ ‬لو قال ٌ‬
‫قائل‪ :‬معنى «ال إله إال اهلل»‪ :‬ال‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫رب بحق إال اهلل؟‬
‫َّ‬
‫‪.)1(﴾ ‬‬
‫صحيح ‪ ،‬ولكن ليس هو‬
‫ٌ‬ ‫قلنا‪ :‬هذا الكال ُم‬
‫أقر به الكفار الذين ُب ِع َث فيهم النبي ﷺ‬
‫الربوب َّية‪ ،‬وقد َّ‬
‫تفسير ال إله إال الل‪ ،‬فهذا توحيدُ ُّ‬
‫ُ‬
‫دخلهم يف اإلسالم‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ولم ُي‬

‫هذه اآلية فيها ٌ‬


‫دليل‬ ‫‪        ‬‬
‫ِ‬
‫التقريب َبين األديان‪.‬‬ ‫على تحريم‬
‫‪27‬‬
‫ف ‪ $‬هذه اآلية دليال على‬ ‫(‪َ )1‬ذ َك َر المؤ ِّل ُ‬
‫َو َدلِ ْي ُل َش َها َد ِة َأ َّن ُم َح َّمدً ا َر ُس ْو ُل‬
‫ُ‬
‫رسول الل ﷺ‪ ،‬وقد أكَّد‬ ‫شهادة أن محمدا‬ ‫ِ‬
‫اهلل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪ ﴿ :‬‬
‫ِ‬
‫اهلل فيها الشهاد َة بثَلث مؤكِّدات‪:‬‬
‫‪    ‬‬
‫القسم المقدَّ ر‪ ،‬والالم‪ ،‬وقد‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )2‬بين المصنِّف –‪ -$‬معنى شهادة َّ‬


‫أن‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ب على ِّ‬
‫كل‬ ‫يتوج ُ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫رسول الل‪ ،‬وأنه‬ ‫محمدا‬ ‫‪.)1(﴾‬‬
‫ٍ‬
‫ومسلمة لتحقيق هذه الشهادة ‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫مسلم‬
‫َو َم ْعنَى َْش َها َد ِة َأ َّن ُم َح َّمدً ا َر ُس ْو ُل‬
‫طاعة الرسول ‪ ‬فيما أمر ‪ ،‬وتصديقه فيما‬ ‫اع ُت ُه فِ ْي َما َأ َم َر‪َ ،‬و َت ْص ِد ْي ُق ُه‬ ‫ِ‬
‫اهلل‪َ :‬ط َ‬
‫أخرب ‪ ،‬واجتناب ما عنه هنى و زجر ‪ ،‬وأن ال‬ ‫فِيما َأ ْخبر‪ ،‬و ِ‬
‫َاب َما َع ْن ُه ن ََهى‬ ‫اجتن ُ‬ ‫ََ َ ْ‬ ‫َْ‬
‫الل إال بما َش َر َع وب َّين صلوات الل‬
‫ُيع َبد ُ‬
‫الل إِ َّال بِ َما‬‫َو َز َج َر‪َ ،‬و َأ ْن َال ُي ْع َبدَ ُ‬
‫وسالمه عليه‪.‬‬
‫َش َر َع(‪.)2‬‬

‫أن ال ُيع َبد الل‬ ‫اجتناب ما هنى‬


‫ُ‬ ‫َتصدي ُقه فيما‬ ‫أن نطي َعه يف‬
‫‪ ‬إال بما‬ ‫وز َج َر؛‬
‫عنه َ‬ ‫أخ َبر ‪‬؛‬ ‫كل ما َأ َم َر به‬
‫ِّ‬
‫جاء عن النبي‬ ‫‪‬؛‬
‫بأن َتج َعل ما‬ ‫الص ُ‬
‫ادق‬ ‫فهو َّ‬
‫‪‬؛‬
‫هنى عنه النبي‬ ‫المصدوق ‪‬‬
‫َ‬ ‫ألنه مب ِّل ٌغ عن‬
‫ويف هذا َرد‬ ‫‪ ‬يف جانب‪،‬‬ ‫الل‬
‫على المبتدعة‬ ‫وأنت يف‬
‫َ‬
‫جانب‬
‫‪28‬‬
‫وال َّزك ِ‬ ‫الصَلة‬
‫الركن الثاين‪َّ :‬‬
‫(‪ُّ )1‬‬
‫َاة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الص ََل ِة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫َو َدلِ ْي ُل‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َّوح ْي ِد َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪:‬‬
‫و َت ْف ِسير الت ِ‬
‫َ ُْ‬
‫وأقوال ُمبتد َأة بالتكبِير‬ ‫بأفعال‬ ‫وهي التع ُّبد لل‬
‫ومختتَمة بال َّتسليم‪ ،‬وهي عمود الدِّ ين‪ ،‬و قد‬
‫﴿‪    ‬‬
‫دون‬ ‫‪‬‬ ‫ُفر َض ْت من الل مباشرة على نب ِّيه‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫وذلك حين ُع ِر َج به ‪ ‬إلى َّ‬
‫السماء‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وحي؛‬
‫‪    ‬‬
‫الركن الثالث‪ :‬الزَّ كاة‬
‫ُّ‬
‫‪.)1(﴾   ‬‬
‫ِ‬ ‫لغةً‪ :‬هي اإلنماء وال َّتطهير‪.‬‬
‫الص َيا ِم َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪﴿ :‬‬
‫َو َدل ْي ُل ِّ‬
‫ص‬ ‫واجب يف ٍ‬
‫مال مخصو ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫شرعًا‪ :‬هي َحق‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ٍ‬
‫مخصوصة من الناس‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫لطائفة‬
‫‪   ‬‬

‫‪   ‬‬


‫الصيام‪.‬‬
‫الركن الرابع‪ِّ :‬‬
‫(‪ُّ )2‬‬

‫‪.)2(﴾  ‬‬ ‫لغة‪ :‬هو اإلمساك‪.‬‬

‫الح ِّج َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪﴿ :‬‬


‫ِ‬
‫َو َدل ْي ُل َ‬ ‫المفطرات‬
‫شرعًا‪ :‬هو التع ُّبد لل باإلمساك عن ُ‬
‫‪    ‬‬ ‫ِ‬
‫غروب الشمس‪.‬‬ ‫مع الن َّية من طلوع ال َفجر إلى‬
‫والصيام من أفضل أنواع العبادات؛ الجتماع‬
‫ِّ‬
‫‪     ‬‬
‫عظيم شأنِه َّ‬
‫أن‬ ‫ِ‬ ‫الصرب الثالثة فيه‪ ،‬ومن‬
‫أنواع َّ‬
‫‪    ‬‬ ‫الل ‪ ‬نَسب إلى ِ‬
‫نفسه جزا َء الصائم‪.‬‬ ‫َ َ‬
‫‪.)3(﴾‬‬
‫(‪)3‬الركن الخامس‪ :‬الحج‬

‫لغةً‪ :‬هو القصد‪.‬‬


‫ِ‬
‫الحبيب المصطفى ﷺ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المناسك ِو ْف َق ما جاء يف سنَّة‬ ‫شرعا‪ :‬هو التع ُّبدُ لل بأداء‬
‫ً‬

‫ٍ‬
‫مسلم يف ال ُع ْمر مرة واحدة‪.‬‬ ‫واجب على كل‬
‫ٌ‬ ‫وهو‬
‫‪29‬‬

‫ان‪َ ،‬و ُه َو‬ ‫المر َت َب ُة ال َّثانِ َي ُة‪ِ :‬‬


‫اإل ْي َم ُ‬ ‫َْ‬
‫ون ُش ْع َبة‪َ ،‬ف َأ ْع َال َها‬ ‫بِ ْض ٌع َو َس ْب ُع َ‬
‫لغة‪ :‬هو التصديق واإلقرار‪.‬‬ ‫َاها إِ َما َط ُة‬ ‫َق ْو ُل َال إِ َل َه إِ َّال ُ‬
‫الل‪َ ،‬و َأ ْدن َ‬
‫قول بال ِّلسان واعتقا ٌد بالقلب‬
‫شرعًا‪ :‬هو ٌ‬ ‫األَ َذى َع ِن ال َّط ِر ْي ِق‪َ ،‬و َ‬
‫الح َيا ُء‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫اإليم ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫واألركان‪َ ،‬يزيدُ‬ ‫وعمل بالجوارحِ‬ ‫ان‪.‬‬ ‫ُش ْع َب ٌة م َن ْ َ‬
‫بالمعصية ‪.‬‬
‫نقص َ‬‫بالطاعة‪ ،‬و َي ُ‬ ‫َو َأ ْركَا ُن ُه ِس َّتةٌ‪:‬‬
‫َأ ْن ُت ْؤمِ َن بِاللِ‪َ ،‬و َم َال ِئ َكتِ ِه‪َ ،‬و ُك ُتبِ ِه‪،‬‬
‫ُ‬
‫اإليمان شرعا البدَّ فيه من خمسة أمور‪،‬‬‫ف‬
‫َ‬
‫يكون مفهوم‬ ‫َّ‬
‫اختل واحدٌ منها لن‬ ‫إذا‬ ‫اآلخ ِر‪َ ،‬و ُت ْؤمِ َن‬ ‫ِ‬ ‫َو ُر ُسلِ ِه‪َ ،‬وال َي ْو ِم‬
‫السنَّة والجماعة‪:‬‬
‫اإليمان عند أهل ُّ‬ ‫بِال َقدَ ِر َخ ْي ِر ِه َو َش ِّر ِه‪.‬‬
‫َوالدَّ لِ ْي ُل َع َلى َه ِذ ِه األَ ْرك ِ‬
‫َان‬
‫نقص‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫وعمل‪ ،‬واعتقا ٌد‪ ،‬يزيدُ ‪ ،‬و َي ُ‬ ‫ٌ‬
‫قول‪،‬‬
‫الست َِّة‪:‬‬
‫ِّ‬
‫ُ‬
‫الدليل على هذه األمور الخمسة؟‬ ‫ما‬
‫﴿‪  ‬‬ ‫َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪:‬‬
‫قال ﷺ‪َ ( :‬ف َأ ْعالها‪َ :‬ق ْو ُل َال إِ َل َه إِ َّال ُ‬
‫الل)‬
‫‪   ‬‬
‫دليل على القول‪.‬‬ ‫هذا ٌ‬
‫‪    ‬‬
‫َاها إِ َما َط ُة ْاألَ َذى َع ْن ال َّط ِر ِ‬
‫يق) هذا‬ ‫( َو َأ ْدن َ‬
‫‪   ‬‬
‫عمل الجوارح‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪.﴾ ‬‬
‫( َوا ْل َح َياءُ) هذا ُ‬
‫عمل القلب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َو َدل ْي ُل ال َقدَ ِر َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪﴿ :‬‬
‫ِ ِ‬
‫وقوله تعالى‪َ ﴿ :‬أ ُّي ُك ْم َزا َد ْت ُه َهذه إِ َ‬
‫يمانا﴾‬
‫‪.﴾    ‬‬
‫دليل على أن اإليمان يزيد‪ ،‬وإذا كان‬ ‫هذا ٌ‬
‫يزيد ال بد أن َين ُقص‪ .‬وقد جاء نقصان‬
‫رأيت‬
‫ُ‬ ‫مصرحا به يف قولهﷺ‪(( :‬ما‬ ‫َّ‬ ‫الدِّ ين‬
‫ناقصات عق ٍل ِ‬
‫ودين)) فالدِّ ين َين ُقص‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫‪30‬‬

‫ُ‬
‫اإليمان‬ ‫ُ‬
‫اإليمان‬ ‫ُ‬
‫اإليمان‬ ‫ُ‬
‫اإليمان‬
‫ُ‬
‫اإليمان‬ ‫ُ‬
‫اإليمان‬
‫بالقدَ ر‬ ‫باليوم‬ ‫بالمالئكة‬ ‫بالل‬
‫بالرسل‬
‫ُّ‬ ‫بالكتب‬
‫ِ‬
‫خيره‬ ‫اآلخر‬
‫وشره‬
‫ِّ‬

‫اإليمان بتوحيد‬
‫ُ‬ ‫اإليمان بتوحيد‬
‫ُ‬ ‫اإليمان بتوحيد‬
‫ُ‬ ‫اإليمان بوجود‬
‫ُ‬
‫األسماء‬
‫َ‬ ‫األلوه َّية‬ ‫الربوب َّية‬
‫ُّ‬ ‫اهلل ‪‬‬
‫والصفات‬‫ِّ‬ ‫ويكون بأربعة‬
‫أمور‪:‬‬

‫با َّ‬ ‫بالفطرةِ‬ ‫ِ‬


‫بالح ِّس‬ ‫ِ‬
‫بالعقل‬
‫لشرع‬

‫كرب‬
‫تكون يف ْ‬ ‫ُ‬
‫فالعقل‬
‫ابن القيم‬
‫قال ُ‬ ‫كل مولودٍ يو َلد‬
‫« ُّ‬
‫وشدة‪َ ،‬تر َفع‬ ‫َيستحيل أن‬
‫‪« :$‬ما مِن آية‬ ‫على ِ‬
‫الفطرة‪،‬‬
‫َ‬
‫يديك إلى‬ ‫تصور وجود‬
‫َي َّ‬
‫يف كتاب الل إال‬ ‫هودانه أو‬
‫فأبواه ُي ِّ‬ ‫السماء وتقول‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫مخلوق بال‬

‫وفيها ٌ‬
‫دليل على‬ ‫نصرانه أو‬
‫ُي ِّ‬
‫يا رب‪ ،‬تجد‬ ‫خالِق ﴿ ﭪ‬
‫هذا الكرب‬ ‫ﭫﭬ ﭭﭮ‬
‫التوحيد»‬ ‫يمجسانه»‬
‫ِّ‬ ‫ي ِ‬
‫رتفع بإذن الل‬ ‫َ‬ ‫ﭯﭰ‬
‫‪‬‬ ‫ﭱ﴾‬
‫‪31‬‬

‫أرواح‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫طيعون الل وال َيعصو َنه‪ ،‬لهم‬‫عالم غيبي‪ ،‬خلقهم الل من نور‪ُ ،‬ي‬
‫ٌ‬ ‫المَلئك ُة‪ :‬هم‬
‫َ‬
‫وقلوب ﴿ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫وعقول‬ ‫﴿ﯲ ﯳ﴾‪ ،‬وأجسا ٌد ﴿ ﮤ ﮥ﴾‪،‬‬
‫ِ‬
‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﴾‪ .‬نؤم ُن هبم إجماال‪ ،‬وبما َأع َل َمنا ُ‬
‫الل من أسمائهم (كجربيل وميكائيل‬
‫وإسرافيل)‪ ،‬وصفاتِهم ﴿ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ﴾‪ ،‬وأعمال ِهم (مثل‬
‫حملة العرش)‪ ،‬إجماال وتفصيال‪.‬‬

‫يجب أن نؤمِن بأهنا كال ُم الل حقيقة ال مجازا‪ ،‬و أهنا َّ‬
‫منزل ٌة ال َمخلوق ٌة‪ ،‬و أن الل أنزل مع‬
‫رسول كتابا‪ ،‬ونؤمِن هبا إجماال‪ ،‬وبما أخربَنا الل من أسمائها وأخبارها وأحكامها؛ ما‬ ‫ٍ‬ ‫كل‬
‫ناسخ لجميع ما َقبله من الكتب وهي ‪ :‬التوراة – اإلنجيل –‬
‫ٌ‬ ‫لم ُت َ‬
‫نسخ‪ ،‬ونؤمن أن القرآن‬
‫الزبور – صحف إبراهيم و موسى عليهما السالم‪.‬‬

‫الربوب َّية شي ٌء‪ ،‬وأهنم َعبِيدٌ ال ُيع َبدون‪،‬‬ ‫ِ‬


‫بشر ليس لهم من َخصائص ُّ‬
‫يجب أن نؤمن بأهنم ٌ‬
‫وأن الل أرسلهم و أوحى إليهم ‪ ،‬وأيدهم باآليات‪ ،‬وأهنم أ ُّدوا األمانة و َنصحوا األمة‬‫َّ‬
‫حق جهاده‪ ،‬نؤمن هبم إجماال‪ ،‬وبما َأع َل َمنا الل من أسمائهم وصفاتِهم‬‫وجاهدوا يف الل َّ‬
‫الرسل نوح ‪ ،‬وخا َتم األنبياء ُّ‬
‫والرسل‬ ‫أن أو َل األنبياء آدم ‪ ،‬وأول ُّ‬ ‫ِ‬
‫وأخبارهم‪ ،‬و َّ‬
‫مد ﷺ‪ ،‬و ُأو ُلوا العزم خمسة‬ ‫وأن الشرائع السابقة كلها منسوخة بشريعة مح ٍ‬ ‫محمدٌ ﷺ‪َّ ،‬‬
‫(محمدٌ ﷺ‪ ،‬ونوح‪ ،‬وإبراهيم ‪ ،‬وموسى‬
‫َّ‬ ‫ُذكِروا يف سور َتي الشورى واألحزاب‪:‬‬
‫‪ ،‬وعيسى‪.)‬‬
‫‪32‬‬

‫الموت‪ ،‬مثل‪ :‬فتنة القرب‪ ،‬النَّفخ يف‬ ‫بكل ما َأ ْخ َبر به النبي ﷺ َّ‬
‫مما يكون بعد َ‬ ‫اإليمان ِّ‬
‫َ‬ ‫تضمن‬
‫ُ‬ ‫َي‬
‫والحوض‪،‬‬
‫َ‬ ‫والصراط‪،‬‬‫ِّ‬ ‫والصحف‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫والموازين‪،‬‬
‫َ‬ ‫الصور‪ ،‬وقيام الناس من قبورهم‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫والجنَّة ‪ ،‬والنار‪ ،‬ورؤية المؤمن ِين لر ِّبهم يوم القيامة ويف الجنَّة‪ ،‬وغيرها مِن‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫والشفاعة ‪،‬‬
‫األمور الغيبيَّة‪.‬‬

‫الخَ ْل ُق‬ ‫لم‬ ‫ِ‬


‫المشيئة ُ‬
‫َ‬ ‫الكتاب ُة‬ ‫الع ُ‬

‫اإليمان بأن َّ‬


‫كل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اإليمان بأن ما‬ ‫ُ‬
‫اإليمان بأن الل‬ ‫ُ‬
‫اإليمان بأنه‬
‫الكائنات‬ ‫شاء الل كان‪ ،‬وما‬ ‫ب مقادير‬ ‫قد َك َت َ‬ ‫‪َ ‬علِ َم َّ‬
‫كل‬
‫مخلوق ٌة لل‬ ‫لم يشأ لم يكن ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫شيء جملة‬ ‫ٍ‬
‫شيء إلى أن‬ ‫ِّ‬
‫كل‬
‫بذواتِها و صفاتِها‬ ‫و أن للع ِ‬
‫بد‬ ‫َ‬ ‫تقو َم الساع ُة‬ ‫وتفصيال‬
‫وحركاتِها‪،‬‬ ‫مشيئة؛ لك َّنها‬
‫والدليل‪ ﴿ :‬ﮏ‬ ‫داخل ٌة تحت‬

‫ﮐﮑ‬ ‫مشيئة الل ‪‬‬

‫ﮒﮓ﴾‪ ﴿ ،‬ﯕ‬
‫ﯖﯗ‬
‫ﯘ﴾‬

‫ب األربعة‪َ ،‬ج َم َعها النَّاظِ ُم يف قوله‪:‬‬ ‫ِ‬


‫المرات ُ‬
‫وهذه َ‬

‫َو َخ ْل ُق ُه َو ُهو إ ْي َجا ٌد َو َت ْك ِو ْي ُن‬ ‫والنَا‪َ ،‬م ِش ْي َئتُه‪،‬‬


‫ِع ْل ٌم‪ ،‬كِتا َب ُة َم َ‬
‫‪33‬‬
‫ان‪ُ ،‬ر ْك ٌن‬ ‫ِ‬
‫اإل ْح َس ُ‬ ‫الم ْر َت َب ُة ال َّثال ِ َث ُة‪:‬‬
‫َ‬
‫الل َك َأن ََّك َت َرا ُه‬ ‫ِ‬
‫َواحدٌ ؛ َو َه َو « َأ ْن َ َت ْع ُبدَ َ‬
‫َفإِ ْن َل ْم َت ُك ْن َت َرا ُه َفإِ َّن ُه َي َر َ‬
‫اك»‪.‬‬

‫َوالدَّ لِ ْي ُل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪  ﴿ :‬‬

‫المرا َقبة‬
‫عباد ُة ُ‬ ‫شاهدة‬
‫الم َ‬
‫عباد ُة ُ‬ ‫‪    ‬‬

‫ٍ‬ ‫‪َ ،﴾‬و َق ْو ُل ُه‪  ﴿ :‬‬


‫خوف‬ ‫هي عباد ُة‬ ‫هي عباد ُة ُحب‬
‫ٍ‬
‫وهرب‪،‬‬ ‫وش ٍ‬
‫وق‬ ‫ٍ‬
‫ورغبة َ‬ ‫‪     ‬‬

‫بما عند الل‪.‬‬ ‫‪     ‬‬


‫وهذه المرتبة ال‬
‫‪.﴾ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫خرج عنها‬
‫َي ُ‬ ‫مثا ُلها‪ :‬عباد ُة‬
‫مسلم‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫والرسل‬
‫األنبياء ُّ‬ ‫َو َق ْو ُل ُه‪    ﴿ :‬‬
‫ۏ‪ ،‬ويمكن‬
‫‪      ‬‬
‫ِ‬
‫لغيرهم‬
‫‪     ‬‬
‫الوصول إلى‬
‫‪.﴾ ‬‬
‫هذه المرتبة‪.‬‬

‫ب هذه المرتبة عنده حب لل فقط وليس عنده خوف‬ ‫ِ‬


‫توضيح‪ :‬ليس معنى هذا أن صاح َ‬
‫دافع َيد َف ُع ال َعبد للعبادة هي‪ :‬محب ُة الل ‪ ،‬ومنها‬
‫منه ‪‬؛ ولكن يف هذه المرتبة أقوى ٌ‬
‫ُ‬
‫أكون عبدا شكورا))‪.‬‬ ‫ُ‬
‫قول النبي ﷺ‪(( :‬أفال‬
‫‪34‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٌ‬
‫دليل على أركان‬ ‫ُ‬
‫الحديث‬ ‫هذا‬
‫الم ْش ُه ْو ُر‬ ‫السنَّة‪َ :‬حد ْي ُث ج ْب َرائ ْي ُل َ‬ ‫َوالدَّ ل ْي ُل م َن ُّ‬
‫ول‬ ‫َع ْن ُعمر ‪َ --‬ق َال‪َ (( :‬ب ْينَما ن َْح ُن ِعنْدَ رس ِ‬ ‫اإلسالم واإليمان واإلحسان‪.‬‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ات َي ْو ٍم إِ ْذ َط َل َع َع َل ْينَا َر ُج ٌل َش ِد ْيدُ‬ ‫اللِ ‪َ ‬ذ َ‬ ‫يف قوله ﷺ‪(( :‬ما المسؤول عنها‬
‫الش ْع ِر‪َ ،‬ال ُي َرى َع َل ْي ِه‬ ‫اب‪َ ،‬ش ِد ْيدُ َس َوادِ َّ‬ ‫اض ال ِّث َي ِ‬ ‫َب َي ِ‬ ‫بأعلم من السائل)) ٌ‬
‫دليل على أنه‬ ‫َ‬
‫الس َف ِر‪َ ،‬و َال َي ْع ِر ُف ُه مِنَّا َأ َحدٌ ‪َ ،‬حتَّى َج َل َس إِ َلى‬ ‫َأ َث ُر َّ‬ ‫وقت قيام الساعة إال الل‪.‬‬
‫علم َ‬
‫ال َي ُ‬
‫النَّبِ ِّي ‪َ ،‬ف َأ ْسنَدَ ُر ْك َب َت ْي ِه إِ َلى ُر ْك َب َتيْ ِه‪َ ،‬و َو َض َع‬
‫خ َذ ْي ِه‪َ ،‬و َق َال‪َ :‬يا ُم َح َّمدُ َأ ْخبِ ْرنِ ْي َع ِن‬ ‫َك َّفي ِه َع َلى َف ِ‬
‫ْ‬
‫اإل ْس َال ُم‪َ :‬أ ْن‬ ‫ول اللِ ‪ِ (( :‬‬ ‫اإل ْس َالمِ؟ َف َق َال َر ُس ُ‬ ‫ِ‬
‫الل َو َأ َّن ُم َح َّمدا َر ُس ْو ُل اللِ‪،‬‬ ‫َت ْش َهدَ َأ ْن َال إِ َل َه َإِ َّال ُ‬ ‫كناية عن كثرة العقوق‬
‫ان‪،‬‬ ‫الزكَاةَ‪َ ،‬و َت ُص ْو َم َر َم َض َ‬ ‫الص َالةَ‪َ ،‬و ُت ْؤتِ َي َّ‬ ‫َو ُتق ْي َم َّ‬
‫ِ‬

‫اس َت َط ْع َت إِ َليْ ِه َسبِ ْيال))‪َ .‬ق َال‪:‬‬ ‫َو َت ُح َّج ال َب ْي َت إِ ْن ْ‬


‫ج ْبنَا َل ُه َي ْس َأ ُل ُه َو ُي َصدِّ ُق ُه‪َ .‬ق َال‪:‬‬ ‫َصدَ ْق َت‪َ .‬ق َال‪َ :‬ف َع ِ‬ ‫كناية عن كثرة الرق‬

‫ان؟ َق َال‪َ (( :‬أ ْن ُت ْؤمِ َن بِاللِ‪،‬‬ ‫اإليم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َف َأ ْخبِ ْرن ْي َع ِن ْ َ‬
‫اآلخ ِر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َو َم َالئِ َكتِ ِه‪َ ،‬و ُك ُتبِ ِه‪َ ،‬و ُر ُسلِ ِه‪َ ،‬وال َي ْو ِم‬ ‫كناية عن انقالب األحوال‬
‫َو ُت ْؤمِ َن بِال َقدَ ِر َخ ْي ِر ِه َو َش ِّر ِه))‪َ ،‬ق َال‪َ :‬صدَ ْق َت‪.‬‬
‫اإلحس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان؟ َق َال‪َ (( :‬أ ْن َت ْع ُبدَ‬ ‫َق َال‪َ :‬ف َأ ْخبِ ْرن ْي َع ِن ْ َ‬ ‫أن الملِك يتزوج من جارية‬
‫اك))‪.‬‬ ‫الل َك َأن ََّك َت َرا ُه‪ ،‬فِإِ ْن َل ْم َت ُك ْن َت َرا ُه َفإِ َّن ُه َي َر َ‬ ‫َ‬ ‫فتلد له غالمًا ‪ ،‬فيصير هذا‬
‫السا َع ِة؟ َق َال‪َ (( :‬ما‬ ‫ِ‬
‫َق َال‪َ :‬ف َأ ْخبِ ْرني َع ِن َّ‬ ‫الغالم ملِك بعد وفاة أبيه‬
‫السائِ ِل))‪َ .‬ق َال‬ ‫ِ‬
‫ول َعن َْها َب َأ ْع َل َم م َن َّ‬ ‫الم ْس ُؤ ُ‬ ‫َ‬ ‫وسيدا على أمه‪.‬‬
‫ِ‬
‫َف َأ ْخبِ ْرني َع ْن َأ َم َارات َها؟ َق َال‪َ (( :‬أ ْن َتلِدَ األَ َم ُة‬ ‫ِ‬
‫الش ِ‬ ‫(( َو َأ ْن ت ََرى ُ‬
‫الح َفا َة ال ُع َرا َة ال َعا َلةَ))‬
‫اء‬ ‫الح َفا َة ال ُع َرا َة ال َعا َل َة ِر َعا َء ِّ‬ ‫َر َّبت ََها‪َ ،‬و َأ ْن َت َرى ُ‬
‫ون فِي البنْي ِ‬ ‫الفقراء‪((.‬ال َعا َل َة‬ ‫العالة‪ :‬يعني‬
‫ان))‪َ .‬ق َال‪َ :‬ف َم َضى‪َ ،‬ف َلبِثْنَا‬ ‫ُ َ‬ ‫او ُل َ‬ ‫َي َت َط َ‬
‫ون فِي‬ ‫َيتَ َط َاو ُل َ‬ ‫الش ِ‬
‫اء‬ ‫ِّ‬ ‫ِر َعا َء‬
‫السائِ ُل؟))‪،‬‬ ‫َمليا‪َ .‬ف َق َال‪َ (( :‬يا ُع َم ُر َأ َتدْ ِري َم ِن َّ‬
‫ِ‬
‫َتنقلِب األحوال‪،‬‬ ‫ال ُب ْن َي ِ‬
‫ان)) يعني‬
‫الل َو َر ُسو ُل ُه َأ ْع َل ُم‪َ .‬ق َال‪َ (( :‬فإِ َّن ُه ِج ْب ِر ْي ُل‬ ‫ُق ْل ُت‪ُ :‬‬
‫َينقلِب هذا الفقر إلى غنى‬
‫َأ َتا ُك ْم ُي َع ِّل ُم ُك ْم َأ ْم َر ِد ْين ِ ُك ْم))‪.‬‬
‫فاحش‪.‬‬
‫‪35‬‬

‫يوخه‪ ،‬حق للم ِ‬


‫كان الذي‬ ‫لش ِ‬‫الطالب ُح ُقو ًقا ستة؛ منها‪َ :‬حق لنَ ْف ِسه‪َ ،‬حق ُ‬
‫ِ‬ ‫أن على‬
‫‪ّ .1‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يدْ رس فيه‪ ،‬حق ُلزمالئه‪ ،‬حق ِ‬
‫للع ْل ِم الذي َتع َّل َمه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫ِ‬
‫والعباد ُة البدَّ أن َيتو َّفر فيها‪:‬‬ ‫ألن طلب ِ‬
‫الع ْل ِم عباد ٌة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫اإلخالص؛ َّ‬
‫ُ‬ ‫‪َ -‬حق لنَ ْف ِسه‪:‬‬
‫اإلخالص ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪.1‬‬

‫والمتا َبع ُة‪.‬‬


‫‪ُ .2‬‬

‫ووسط‪ ،‬وسوف يأتينا أن أو َل‬ ‫ِ‬


‫الباب َينش ُّقون طرفان َ‬ ‫الناس يف هذا‬
‫‪َ -‬حق مع الشيخ‪ :‬و ُ‬
‫وس ٌط مع‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫شرك َحدَ َ‬
‫األرض بسبب ُش ْب َهة ال ُغلو يف الصالحين‪ ،‬فال بد أن نكون َ‬ ‫ث يف‬
‫لحين‪ ،‬ال إفراط وال تفريط‪.‬‬ ‫الصا ِ‬

‫درس فيه‪.‬‬
‫لمكان الذي َي ُ‬
‫‪َ -‬حق ل َ‬

‫‪َ -‬حق لزميله‪ :‬قال ‪ُ ﴿ :‬كنْ ُت ْم َخ ْي َر ُأ َّم ٍة ُأ ْخ ِر َج ْت لِلنَّا ِ‬


‫س﴾‪ ،‬وقال ﷺ‪(( :‬ال يؤمن‬
‫أحدكم حتى يحب ألخيه ما يحب لنفسه))‪.‬‬

‫‪َ -‬حق للكتاب‪ :‬بأن يحافِظ على الكتاب؛ ألن الل ‪ ‬أن َعم علينا هبذه الكتب‪ ،‬والبد من‬
‫ِحفظِها‪.‬‬

‫ب على َمن‬ ‫العلم و َت ِ‬


‫ط ِ‬ ‫‪-‬حق ل ِ‬
‫لعلم‪ :‬بِ َضب ِ‬
‫راجعة‪ ،‬وال َعمل به‪ ،‬ألنه َو َج َ‬
‫بالم َ‬
‫عهده دائما ُ‬
‫ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َت َّ‬
‫علم أنه يعمل‪ ،‬ثم بعد ذلك يدعو إلى هذا العلم‪ ،‬ألن هذا نعمة والبد أن َيشكر هذه‬
‫النِّعمة‪.‬‬
‫‪ .2‬مِن ِ‬
‫آداب السؤال أن يتقدَّ م بالسؤال الذي ُيرجى منه النَّفع والفائدة‪.‬‬

‫العلم أن يحافِظ على هيئته حسنة‪.‬‬


‫‪.3‬على طال ِب ِ‬

‫ﷺ‬
‫‪36‬‬
‫طة عن‬‫مة مبس ٍ‬
‫الفقرة على ترج ٍ‬
‫اشتملت هذه ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫األَ ْص ُل ال َّثال ِ ُث‪َ :‬م ْع ِر َف ُة َنبِ ِّي ُك ْم‬
‫وتضمنت‬
‫َّ‬ ‫صلوات الل وسالمه عليه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫النبي‬
‫ُم َح َّم ٍد ﷺ‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫اسمه‪ ،‬ونسبه‪ ،‬وعمره‪ ،‬وشيئا من دعوته ﷺ ‪.‬‬
‫بن َع ْب ِد‬ ‫بن َع ْب ِد اللِ ِ‬ ‫َو ُه َو‪ُ :‬م َح َّمدٌ ُ‬
‫اش ٌم مِ ْن‬ ‫اش ٍم‪ ،‬و َه ِ‬
‫َ‬
‫بن َه ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫الم َّطلِ ِ‬
‫ُ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ش‪َ ،‬و ُق َر ْي ٌش مِ ْن ا ْل َع َر ِ‬ ‫ُق َر ْي ٍ‬
‫اع ْي َل ْب ِن‬ ‫وا ْلعرب مِن ُذري ِة إِسم ِ‬
‫ْ ِّ َّ ْ َ‬ ‫َ ََ ُ‬ ‫عمره‬
‫ُ‬ ‫اسمه ونس ُبه‬
‫ُ‬
‫الخلِ ْيلِ‪َ ،‬ع َل ْي ِه َو َع َلى َنبِ ِّينَا‬
‫اه ْي َم َ‬ ‫إِبر ِ‬
‫َْ‬ ‫هو محمد بن ِ‬
‫عبد‬ ‫َّ ُ‬
‫ِ‬ ‫له مِن ال ُعمر ثالث‬ ‫اللِ‬
‫الس َالْ ِم‪.‬‬ ‫َأ ْف َض ُل َّ‬
‫الص َالْة َو َّ‬ ‫ِ‬
‫بن‬
‫وستون سنه منها‬ ‫بن‬‫ِ‬ ‫عبدالم َّطلِب‬
‫ث َو ِست َ‬
‫ُّون‬ ‫َو َل ُه مِ َن ال ُع ُم ِر‪َ :‬ث َال ٌ‬ ‫أربعون قبل‬ ‫وهاشم‬
‫ٌ‬ ‫هاشم‪،‬‬
‫َسنَة‪ ،‬مِن َْها َأ ْر َب ُع ْو َن َق ْب َل النُّ ُب ُّو ِة‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫وثالث‬ ‫البعثة‪،‬‬ ‫قريش‪،‬‬ ‫من‬
‫ون َنبِيا َو َر ُسوال‪.‬‬ ‫ث َو ِع ْش ُر َ‬ ‫َو َث َال ٌ‬ ‫َ‬
‫وعشرون سنة بعد‬
‫من‬ ‫ٌ‬
‫وقريش‬
‫العرب من ذرية‬
‫ُن ِّب َئ بِـ [ اِ ْق َر ْأ ]‪َ ،‬و ُأ ْر ِس َل بِـ[ا ْل ُمدَ ِّث ِر]‪.‬‬ ‫البعثة‪.‬‬ ‫إسماعيل ڠ‬ ‫َ‬
‫إبراهيم‬ ‫ِ‬
‫ابن‬
‫الم ِد ْين َِة‪.‬‬
‫اج َر إِ َلى َ‬
‫َو َب َلدُ ُه َم َّكةَ‪َ ،‬و َه َ‬ ‫الخليل ڠ ‪.‬‬

‫ت فتر ُة بعثتِه ﷺ إلى‪:‬‬


‫انقسم ْ‬
‫َ‬

‫فتر ٌة مدنية‬ ‫فتر ٌة مك ّية‬


‫استمرت عشرة أعوام‬
‫َّ‬ ‫استمرت ثالثة عشر عاما‬
‫َّ‬

‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫رسول؟‬ ‫السَلم‪ -‬نبي أم‬ ‫هل هو– َع َليه َّ‬
‫الصَل ُة َو َّ‬

‫عث بالمدَّ ِّثر‪.‬‬


‫صلوات الل وسال ُمه عليه‪ -‬بإقرأ‪ ،‬ثم ُب َ‬
‫ُ‬ ‫ور ُسول‪ ،‬ن ِّبئ ‪-‬‬
‫هو ﷺ نبي َ‬
‫‪37‬‬
‫الش ْر ِك‪َ ،‬و َيدْ ُعو‬
‫الل بِالن َِّذ َار ِة َع ِن ِّ‬
‫َب َع َث ُه ُ‬
‫يد‪َ .‬والدَّ لِ ْي ُل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪﴿ :‬‬
‫إِ َلى التَّو ِح ِ‬
‫ْ‬
‫صلوات الل وسال ُمه عليه بإقراء‪ ،‬ثم‬
‫ُ‬ ‫ن ِّبئ‬ ‫‪      ‬‬
‫عث بالمد ِّثر‪.‬‬
‫ُب َ‬
‫‪     ‬‬

‫وكانت الدَّ عوة يف العهد المكي مرتكِّزة‬ ‫‪     ‬‬
‫الش ْرك‬ ‫حول التوحيد والدَّ عوة إلى ن ْب ِذ ِّ‬
‫َ‬
‫‪.﴾  ‬‬
‫استمرت‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫وإخالص العبادة لل َوحده‪ .‬و‬
‫لش ْر ِك‬
‫َو َم ْعنَى ﴿‪ُ ﴾ ‬ين ِْذ ُر َع ِن ا ِّ‬
‫هذه الدَّ عوة لمدَّ ة ثالثة عشر سنة‪.‬‬
‫َو َيدْ ُعو إِ َلى الت َّْو ِح ْي ِد‪.‬‬
‫ثم ُأمِ َر ﷺ ِ‬
‫بالهجرة المدينة‪ ،‬وكذلك‬ ‫﴿‪َ ﴾ ‬أ ْي‪َ :‬ع ِّظ ْم ُه بِالت َّْو ِح ْي ِد‪.‬‬
‫حال الدَّ ِ‬
‫عوة فيها قائما على‬ ‫ُ‬ ‫استمر‬
‫َّ‬ ‫﴿‪َ ﴾ ‬أ ْي‪ :‬ط ِّه ْر َأ ْع َما َل َك‬
‫التوحيد‪ ،‬باإلضافة إلى نزول باقي شرائع‬
‫الش ْر ِك‪.‬‬
‫َع ِن ِّ‬
‫ٍ‬
‫وأمور‬ ‫ٍ‬
‫ومعامالت‬ ‫ٍ‬
‫عبادات‬ ‫الدِّ ين من‬
‫الر ْج ُز‪ :‬األَ ْصنَا ُم‪،‬‬ ‫﴿‪ُّ ﴾ ‬‬
‫حيات َّية‪.‬‬
‫َو َه ْج ُر َها‪َ :‬ت ْر ُك َها َوال َب َرا َء ُة مِن َْها َو َأ ْهلِ َها‪.‬‬
‫إال أن الناظِر يف ِسيرة ﷺ يف دعوتِه َي ِ‬
‫جدُ‬ ‫َأ َخ َذ َع َلى َه َذا َع ْش َر ِسن ِ ْي َن َيدْ ُعو إِ َلى‬
‫َ‬
‫بقيت مالزمة له‬
‫ْ‬ ‫أن الدَّ عو َة إلى التوحيد‬ ‫َّوح ْي ِد‪َ .‬و َب ْعدَ ال َع ْش ِر ُع ِر َج بِ ِه إِ َلى‬ ‫الت ِ‬

‫واضح‬
‫ٌ‬ ‫ﷺ إلى أن توفاه الل ‪ ،‬ويف هذا رد‬ ‫الص َل َو ُ‬
‫ات‬ ‫اء‪َ ،‬و ُف ِر َض ْت َع َل ْي ِه‬ ‫السم ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ َ‬
‫يزهد الناس يف تع ُّلم التوحيد‬
‫لمن ِّ‬ ‫َ ِ‬ ‫ث ِسن ِ ْي َن‪،‬‬ ‫الخ ْم ُس‪َ ،‬و َص َّلى فِي َم َّك َة َث َال َ‬
‫وجلي َ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫و يدَّ عي أن التوحيد ال ُيحتاج لتع ُّلمه إال‬ ‫الم ِد ْين َِة‪.‬‬ ‫وبعدَ َها ُأمِر بِ ِ ِ‬
‫اله ْج َرة إِ َلى َ‬ ‫َ‬ ‫ََْ‬
‫دقائق معدودة ‪.‬‬
‫قو ُله ‪( :$‬ثم عرِج إِ َلى السم ِ‬
‫اء) نستفيدُ منه‪:‬‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ َ‬

‫‪ .1‬أن ما َأخ َب َر عنه النبي ﷺ مِن َأ ْم ِر ال َغيب ُ‬


‫نقول فيه‪ :‬آمنا وصدَّ قنا وسل ْمنا‪.‬‬

‫َف َر َضها يف َّ‬


‫السماء‪.‬‬ ‫‪ .2‬أهمي ُة الصلوات المفروضة‪ ،‬حيث َّأن الل ‪‬‬
‫‪38‬‬

‫الش ْر ِك إِ َلى َب َل ِد‬ ‫اله ْج َرةُ‪ :‬االنْتِ َق ُال مِ ْن َب َل ِد ِّ‬


‫َو ِ‬
‫اله ْج َر ُة َف ِر ْي َض ٌة َع َلى َه ِذ ِه األُ َّم ِة‬ ‫ِ‬
‫اإل ْس َالمِ‪َ .‬و ِ‬
‫اإل ْس َالمِ‪َ ،‬و ِه َي‬ ‫الشر ِك إِ َلى َب َل ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م ْن َب َلد ِّ ْ‬
‫ِهجر ُة‬ ‫ِ‬
‫الهجرة‬ ‫ِ‬
‫الهجرة‬
‫اع ُة‪َ .‬والدَّ لِ ْي ُل َق ْو ُل ُه‬
‫َباقِ َي ٌة إ َلى َأ ْن َت ُقو َم الس َ‬
‫ِّ‬
‫كل ما‬ ‫مِن مكة‬
‫َت َعا َلى‪   ﴿ :‬‬ ‫مِن بلد‬
‫أوجب‬
‫َ‬ ‫إلى‬
‫‪       ‬‬ ‫ال ُكفر‬
‫الل‬
‫ُ‬ ‫المدينة‬
‫‪      ‬‬ ‫إلى ِ‬
‫بلد‬
‫هجره‬
‫َ‬ ‫وهذه‬
‫‪      ‬‬ ‫مِن ٍ‬
‫عمل‬ ‫انقطعت‬
‫ْ‬
‫اإلسالم‬
‫ٍ‬
‫وعامل‬ ‫بفتح‬
‫‪      ‬‬
‫ٍ‬
‫وزمان‬ ‫مكة‪.‬‬ ‫ُحكمها‬
‫‪   ‬‬ ‫ٍ‬
‫ومكان‬ ‫واجبة‪.‬‬
‫‪     ‬‬

‫‪      ‬‬ ‫حرمه الل ‪ ، ‬وعلى‬ ‫َع َم ٌل‪ُّ :‬‬
‫كل ما َّ‬
‫‪َ ،﴾      ‬و َق ْو ُل ُه‬ ‫الشرك‪ .‬عا ِم ٌل‪ :‬الك َّفار‬ ‫ِ‬
‫رأس هذا ِّ‬
‫َت َعا َلى‪    ﴿ :‬‬ ‫زمان‪َ :‬ه ْج ُر‬
‫ٌ‬ ‫والمنافقين وغيرهم‪.‬‬

‫‪َ .﴾   ‬ق َال‬ ‫فل هبا الك َّفار‪.‬‬ ‫األزمنة التي َيحتَ ُ‬

‫ول َه ِذ ِه اآل َي ِة‬


‫ب ُن ُز ِ‬ ‫مكان‪َ :‬ه ْج ُر األمكِنَ ِة التي َيح َت ِف ُل‬
‫ٌ‬
‫ي – ‪َ « :-$‬سبَ ُ‬ ‫ال َبغ َِو ُّ‬
‫اج ُروا؛‬ ‫فِي المسلِ ِم ْي َن ا َّل ِذ ْي َن بِم َّك َة َلم ُي َه ِ‬ ‫فيها الك َّف ُار‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ْ‬
‫ان»‪َ .‬والدَّ لِ ْي ُل َع َلى‬‫اإليم ِ‬ ‫ِ‬
‫اس ِم ْ َ‬ ‫الل بِ ْ‬‫نَا َد ُاه ُم ُ‬ ‫* تنقطع التوبة بـأحد أمرين‪:‬‬
‫السن َِّة َق ْو ُل ُه ‪َ (( :‬ال َتنْ َقطِ ُع‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اله ْج َرة م َن ُّ‬ ‫س مِ ْن َم ْغ ِربِ َها‪.‬‬
‫الش ْم ِ‬
‫‪.1‬طلوع َّ‬
‫اله ْج َر ُة َحتَّى َتنْ َقطِ َع الت َّْو َب ُة‪َ ،‬و َال َتنْ َقطِ ُع‬‫ِ‬ ‫‪.2‬أو بحضور الوفاة ﴿ﮐ ﮑ‬
‫الش ْم ُس مِ ْن َم ْغ ِربِ َها))‪.‬‬ ‫الت َّْو َب ُة َحتَّى َت ْط ُل َع َّ‬ ‫ﮒ ﮓﮔﮕﮖ‬
‫ﮗ ﮘ ﴾‪.‬‬
‫* قوله ﷺ‪((:‬ال هجر َة بعد ال َفتح))‬
‫يعني من مك َة إلى المدينة‪.‬ويف هذا إشارة من النبيﷺ أن مكة ال يمكن أن تعود بلد كفر‬
‫‪..‬‬
‫‪39‬‬
‫يقول الشيخ ابن عثيمين ‪:$‬‬ ‫ُ‬ ‫( ‪)1‬‬
‫َف َل َّما ْاس َت َق َّر بِا ْل َم ِد ْين َِة ُأ ِم َر بِ َب ِق َّي ِة َش َرائِ ِع‬
‫الزكاة ُف ِر َضت أوال يف مكة؛ لكنها لم‬
‫« َّ‬ ‫اإلس ََلمِ؛ مِ ْث ُل‪ِ َّ :‬‬
‫الص ْومِ‪،‬‬ ‫الزكَاة(‪َ ،)1‬و َّ‬ ‫ِْ‬
‫الواجب فيها‪،‬‬
‫َ‬ ‫تقدَّ ر أنصاهبا ولم يقدَّ ر‬ ‫الجهادِ واألَ َذ ِ‬
‫ان‪َ ،‬واألَ ْم ِر‬ ‫َ‬ ‫الح ِّج‪َ ،‬و ِ َ‬ ‫َو َ‬
‫رت األنصباء و ُقدِّ ر‬ ‫ويف المدينة ُقدِّ ْ‬ ‫بِا ْلمعر ِ‬
‫وف ِوالن َّْهيِ َع ِن ا ْل ُمنْ َك ِر‪َ ،‬و َغ ْي ِر‬ ‫َ ُْ‬
‫الواجب»‪.‬‬ ‫َذل ِ َك مِ ْن َشرائِ ِع ِ‬
‫اإل ْس َال ِم‪.‬‬ ‫َ‬
‫السنة العاشرة‬‫النبي ﷺ يف َّ‬ ‫(‪ )2‬تو ِّفي‬
‫ُّ‬ ‫َأ َخ َذ َع َلى َه َذا َع ْش َر ِسن ِ ْي َن‪َ .‬وبَ ْعدَ َها ُت ُوفِ َي‬
‫بعد الهجرة‪ ،‬و ُدفِ َن يف ُح ْج َرة عائشة‬
‫ات اللِ َو َس َال ُم ُه َع َل ْي ِه(‪.)2‬‬‫َص َل َو ُ‬
‫ڤ‪.‬‬
‫اق‪َ ،‬و َهذا ِد ْينُ ُه‪َ ،‬ال َخ ْي َر إِ َّال َد َّل‬ ‫َو ِدينُه ب ٍ‬
‫ْ ُ َ‬
‫(ال خَ ْي َر إِ َّال َد َّل األُ َّم َة َع َل ْي ِه‪َ ،‬و َال َش َّر‬
‫( ‪َ )3‬‬
‫األُ َّم َة َع َليْ ِه‪َ ،‬و َال َش َّر إِ َّال َح َّذ َر َها مِنْ ُه‪.‬‬
‫ِ‬
‫شهد أنه ﷺ قد‬ ‫إِ َّال َح َّذ َر َها منْ ُه) البدَّ أن َن َ‬ ‫َوالخَ ْي ُر ا َّل ِذي َد َّل َع َل ْي ِه‪ :‬الت َّْو ِحيْدُ ‪َ ،‬و َج ِم ْي ُع‬
‫الرسالة‪ ،‬و َن َص َح‬ ‫أ َّدى األمانة‪ ،‬وب َّلغ ِّ‬ ‫الل َو َي ْر َضا ُه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫َما ُيح ُّب ُه ُ‬
‫جهاده‪ ،‬و َت َركَنا‬ ‫حق‬
‫وجاهد يف الل َّ‬
‫َ‬ ‫األ َّمة‪،‬‬
‫الش ْر ُك َو َج ِم ْي ُع َما‬ ‫الش ُّر ا َّل ِذي َح َّذ َر ِمنْ ُه‪ِّ :‬‬ ‫َو َّ‬
‫كنهارها ال‬ ‫ِ‬ ‫حجة ال َبيضاء لي ُلها‬
‫الم َّ‬
‫على َ‬ ‫الل َو َي ْأ َبا ُه(‪.)3‬‬‫َي ْك َر ُه ُه ُ‬
‫زيغ عنها إال هال ِك‪.‬‬
‫َي ُ‬

‫المعاصي‬
‫ثم َ‬ ‫ثم البِدَ ُع‬ ‫ِّ‬
‫الش ُرك‬

‫صغائر‬
‫ُ‬ ‫كبائر‬
‫ُ‬ ‫ِش ٌ‬
‫رك أصغ ٌَر‬ ‫أكبر‬
‫رك ٌ‬ ‫ِش ٌ‬
‫( ُّ‬
‫كل محرم لم‬ ‫( ُّ‬
‫كل ما ُر ِّت َ‬
‫ب‬ ‫(غير ِ‬
‫مخرجٍ من‬ ‫خر ٌج من‬‫( ُم ِ‬
‫ُي َر َّت ْ‬
‫ب عليه‬ ‫عليه عقوبة‬ ‫ِ‬
‫الم َّلة)‬ ‫ِ‬
‫الم َّلة)‬
‫عقوبة خاصة)‬ ‫خاصة)‬
‫‪40‬‬

‫َب َع َث ُه اهللُ إِلَى الن ِ‬ ‫ِ‬


‫الناس كافة‪،‬‬ ‫(‪ُ )1‬ب ِعث النبي ﷺ إلى‬
‫َّاس كَا َّفةً‪َ ،‬وا ْفت ََر َض ُ‬
‫الل‬
‫اع َت ُه َع َلى َج ِم ْي ِع الثَّ َق َل ْي ِن؛ ِ‬ ‫ٍ‬
‫شريعة كانت َقبله‪،‬‬ ‫و ُن ِس َخ ْت بذلك كل‬
‫الج ِّن‬ ‫َط َ‬
‫﴿‪‬‬ ‫ْس‪َ ،‬والدَّ لِيْ ُل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪:‬‬ ‫َو ِ‬
‫اإلن ِ‬ ‫فاليهود والنصارى يف زمن النبي ﷺ ويف‬
‫زمننا اليوم إذا َب َل َغتهم الدَّ عو َة ولم َي ُ‬
‫دخلوا‬
‫‪     ‬‬
‫يف الدِّ ين فهم ك َّفار‪ ،‬حتى وإن كانوا على‬
‫‪.)1(﴾‬‬
‫مثل ما كان عليه موسى وعيسى ﮋ‪.‬‬
‫َو َأك َْم َل اهللُ بِ ِه الدِّ ْي َن‪َ ،‬والدَّ ل ِ ْي ُل َق ْو ُل ُه‬
‫ومن أد َّلة ذلك‪:‬‬
‫َت َعا َلى‪   ﴿ :‬‬

‫‪    ‬‬ ‫‪-1‬قوله ‪ ﴿ :‬ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬

‫‪)2(﴾  ‬‬ ‫ﭯﭰﭱﭲ ﭳﭴﭵﭶ‬

‫َوالدَّ لِ ْي ُل َع َلى َم ْوتِ ِه ‪َ ‬ق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪:‬‬ ‫ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ﴾‪.‬‬

‫﴿‪     ‬‬ ‫ﭿ‬ ‫‪-2‬قوله ‪﴿ :‬ﭽ ﭾ‬


‫‪    ‬‬ ‫ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬
‫‪.﴾ ‬‬ ‫ﮆﮇﮈ ﮉﮊﮋﮌ‬
‫ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ﴾‪.‬‬

‫‪ُ -3‬‬
‫قول النبي ﷺ ‪(( :‬والذي نفسي بيده ال َي ْس َمع بي يهودي وال نصران ثم ال يؤمن‬
‫بي إال كان من أهل النار))‪.‬‬
‫ِ‬
‫المبتدعة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬هذه اآلية فيها َرد على‬
‫‪41‬‬

‫خامسا‪ :‬الخـــــــاتمة‬
‫الموت ال‬ ‫جميع الناس ذائقوا َ‬ ‫ُ‬ ‫( ‪)1‬‬
‫ون‪َ ،‬والدَّ ل ِ ْي ُل َق ْو ُل ُه‬
‫َّاس إِذا َماتُوا ُي ْب َع ُث َ‬
‫َوالن ُ‬
‫محالة‪ ،‬ومبعوثون ليو ٍم عظيم؛ وهو يو ُم‬
‫َت َعا َلى‪   ﴿ :‬‬
‫القيامة‪ ،‬ومن ثم محاسبون ومجزيون‬
‫‪.﴾    ‬‬
‫كل حسب عمل عمله‪.‬‬
‫﴿‪   ‬‬ ‫َو َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪:‬‬
‫ِ‬
‫بالبعث والحساب َك َف َر؛‬ ‫كذب‬‫(‪ )2‬من َّ‬ ‫‪     ‬‬
‫ألنه َأن َكر ركنا مِن أركان اإليمان‪.‬‬ ‫ون‬‫اس ُب َ‬ ‫ِ‬
‫‪َ .﴾ ‬وبَ ْعدَ البَ ْعث ُم َح َ‬
‫الرسل‪ ،‬والدليل‬ ‫َو َم ْج ِز ُّي ْو َن َب َأ ْع َمالِ ِه ْم‪َ ،‬والدَّ ل ِ ْي ُل َق ْو ُل ُه‬
‫(‪ )3‬نوح ڠ أول ُّ‬
‫﴿‪     ‬‬ ‫َت َعا َلى‪:‬‬
‫قوله ‪ ﴿ :‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬
‫‪     ‬‬
‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﴾‬ ‫‪.)1(﴾    ‬‬
‫أما أول األنبياء فهو آدم ڠ‪،‬‬ ‫ومن َك ََّذب بِا ْلبع ِ‬
‫ث َك َف َر‪َ ،‬والدَّ ل ِ ْي ُل َق ْو ُل ُه‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ‬
‫والدليل‪ :‬أن النبي ﷺ سئل عن آدم أنه‬ ‫َت َعا َلى‪      ﴿ :‬‬
‫نبي؟ قال‪(( :‬نبي ُم َك َّلم))‪.‬‬ ‫‪        ‬‬
‫والرسل محمد ﷺ ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وآخر األنبياء‬
‫ُّ‬
‫‪َ .)2( ﴾   ‬و َأ ْر َس َل اهللُ‬
‫دليل قول الل ‪﴿ :‬ﯧ ﯨ‬
‫وال ُ‬ ‫الر ُس ِل ُم َب ِّشرِ ْي َن َو ُمن ِْذ ِر ْي َن‪َ ،‬والدَّ ل ِ ْي ُل‬ ‫ِ‬
‫َجم ْي َع ُّ‬
‫ﯩﯪﯫﯬﯭﯮ‬ ‫َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪.﴾  ﴿ :‬‬
‫و َأو ُلهم نُوح ع َلي ِه الس ََلم‪ ،‬و ِ‬
‫خخ ُر ُه ْم‬
‫ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ﴾‬
‫ُ َ‬ ‫َ َّ ُ ْ ْ ٌ َ ْ‬
‫ُم َح َّمدٌ ‪َ ،‬و ُه َو َخا َت ُم النَّبِ ِّي ْي َن‪.‬‬
‫الرسالة بعد‬ ‫ُّ‬
‫فكل َمن ا َّدعى الن ُّبوة أو ِّ‬
‫النبي ﷺ فهو ِ‬ ‫َوالدَّ لِ ْي ُل َع َلى َأ َّن َأ َّو َل ُه ْم ن ُْو ٌح‪-‬ڠ‪-‬‬
‫كاذب وكافر‪ ،‬وكل َمن‬
‫﴿‪   ‬‬ ‫َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪:‬‬
‫صدَّ ق هذا المدعي فهو كافر مثله‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.)3(﴾‬‬
‫‪42‬‬
‫اد ال ُك ْف َر‬ ‫العب ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الل َع َلى َجم ْي ِع َ‬ ‫َوا ْفت ََر َض ُ‬
‫الرسل واألنبياء ِّ‬
‫مبشرين‬ ‫الل ُّ‬
‫رسل ُ‬ ‫َأ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومنذرين‪ ،‬وك ُّلهم‬
‫ان بِاللِ‪َ .‬ق َال ا ْب ُن ال َق ِّي ِم –‬ ‫وت َو ِ‬
‫اإل ْي َم َ‬ ‫اغ ِ‬ ‫بِال َّط ُ‬ ‫مجمعون على‬
‫دعوة التوحيد ومحاربة الطاغوت‬
‫او َز بِ ِه ال َع ْبدُ‬ ‫وت‪َ :‬ما َت َج َ‬ ‫اغ ُ‬ ‫‪« :-$‬ال َّط ُ‬
‫والشرك بألوانه‪ .‬والدليل قوله ‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫َحدَّ ُه مِ ْن َم ْع ُبودٍ َأ ْو َم ْتبُوعٍ‪َ ،‬أ ْو ُم َطا ٍع»‪.‬‬
‫﴿ َو َل َقدْ َب َع ْثنَا فِي ُك ِّل ُأ َّم ٍة ‪ ﴾‬أي‬
‫وال‪ ،‬مِ ْن ُن ْوحٍ‬ ‫ث اهللُ إِ َليْ َها َر ُس ً‬ ‫َوك ُُّل ُأ َّم ٍة َب َع َ‬
‫يف كل طائفة؛ ﴿ َأ ِن ْ‬
‫اع ُبدُ و ْا الل َه﴾ أن‬
‫إِ َلى ُم َح َّم ٍد ‪‬؛ َي ْأ ُم ُر ُه ْم بِ ِع َبا َدةِ اللِ َو ْحدَ ُه‪،‬‬
‫اجتَن ِ ُبو ْا ﴾ أي اجعلوا‬ ‫وحدوا الل‪َ ﴿ ،‬و ْ‬ ‫ِّ‬
‫ت‪َ ،‬والدَّ ل ِ ْي ُل‬ ‫اغو ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اه ْم َع ْن ع َبا َدة ال َّط ُ ْ‬ ‫َو َين َْه ُ‬ ‫ِ‬
‫الطواغيت يف جانب وأنتم يف جانب‪،‬‬ ‫َ‬
‫َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪    ﴿ :‬‬ ‫الز ْج ِر وال ُب ْع ِد عنهم‪،‬‬
‫وهذا َأ ْب َل ُغ يف َّ‬
‫‪    ‬‬
‫وهو مِن تحقيق الرباءة من ِّ‬
‫الشرك‬
‫وأهله‪.‬‬
‫‪.﴾ ‬‬ ‫وافرتَ َض الل على جميع ِ‬
‫العباد الكفر‬ ‫ُ‬
‫اغي ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ؤوس ُه ْم َخ ْم َسةٌ‪:‬‬
‫ت كَث ْي ُر ْو َن‪َ ،‬و ُر ُ‬ ‫َوال َّط َو ْ‬ ‫بالطاغوت واإليمان بالل‪ ،‬وال بدَّ من‬
‫ِ‬
‫اض‪،‬‬‫الل‪َ ،‬و َم ْن ُعبِدَ َو ُه َو َر ٍ‬ ‫إِ ْبل ْي ُس َل َعنَ ُه ُ‬ ‫الكفر بالطاغوت أوال قبل اإليمان‬
‫َّاس إِ َلى ِع َبا َدةِ َن ْف ِس ِه‪َ ،‬و َم ِن‬
‫َو َمن َد َعا الن َ‬ ‫وت َو ُي ْؤمِ ْن‬
‫اغ ِ‬
‫بالل ﴿ َف َم ْن َي ْك ُف ْر بِال َّط ُ‬
‫ب‪َ ،‬و َم ْن ََح َك َم‬ ‫ا َّد َعى َش ْيئا مِ ْن ِع ْل ِم ال َغ ْي ِ‬ ‫بِاللِ﴾‪.‬‬
‫الل‪َ .‬والدَّ لِ ْي ُل َق ْو ُل ُه َت َعا َلى‪:‬‬ ‫والطاغوت‪ :‬هو ما َتجاوز به ال َعبد‬ ‫ُ‬
‫بِ َغ ْي ِر َما َأن َْز َل ُ‬
‫َمعبودٍ (كاألحجار‬ ‫حدَّ ه من‬
‫﴿‪        ‬‬
‫واألشجار) أو متبو ٍع (كعلماء السوء)‬
‫‪     ‬‬ ‫أو مطا ٍع (كاألمراء الخارجين عن‬
‫‪،﴾    ‬‬
‫طاعة الل)‪.‬‬
‫والطواغيت كثيرون‪ ،‬ورؤوسهم‬ ‫ُ‬
‫الل»‪َ .‬وفِي‬ ‫َو َه َذا َم ْعنَى « َال إِ َل َه إِ َّال ُ‬
‫الح ِدي ِ‬ ‫خمسة‪ :‬إبليس لعنه الل (والشيخ هنا‬
‫ث‪((:‬ر ْأ ُس األَم ِر ِ‬
‫اإل ْس َال ُم‪َ ،‬و َع ُمو ُد ُه‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫إ َّنما َل َعنَ ُه من باب اإلخبار)‪ ،‬ومن ُعبِدَ‬
‫الج َها ُد فِي َسبِ ْي ِل‬ ‫الص َال ُة‪َ ،‬و ِذر َو ُة سنَامِ ِه ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫راض‪ ،‬من دعا الناس إلى عبادة‬ ‫ٍ‬ ‫وهو‬
‫اللِ))‪.‬‬ ‫نفسه‪ ،‬ومن ادعى شيئا من علم‬
‫الغيب‪ ،‬ومن حكم بغير ما أنزل الل‪.‬‬
‫‪43‬‬

‫ُكفر دون ُكفر‬ ‫ُكفر‬

‫من اعت َقد أن ُ‬


‫الحكم بغير ما أنزل الل‬ ‫إذا اعت َقدَ أن ُحكم ال َبشر مثل ُحكم الل‬
‫ٌ‬
‫باطل ولكنه َيح ُكم به لهوى أو ِّ‬
‫حب‬ ‫َ‬
‫أفضل منه‬ ‫أو‬
‫رياسة أو لغير ذلك من األسباب‬

‫جها ُد‬ ‫جها ُد‬ ‫جها ُد الن ْفس‬


‫جها ُد الك َّفار‬
‫المنافقين‬ ‫َّ‬
‫الشيطان‬ ‫يكون ِ‬
‫بالع ِ‬
‫لم‬
‫يكون بالقلب‬ ‫يكون بالقلب‬
‫يكون برتك‬ ‫والعمل‬
‫وال ِّلسان‬ ‫وال ِّلسان‬
‫الشبهات‬ ‫والدَّ عوة يف‬
‫والجوارح‬
‫َ‬ ‫والجوارح‬
‫َ‬
‫والشهوات‬ ‫سبيل الل‬
‫والمال‬ ‫والمال‬
‫والصرب‬
‫َّ‬

‫اخلاتــمــة ‪:‬‬
‫تضمنه‬ ‫ِ‬ ‫كل عاقل أن َ‬
‫جب على ِّ‬
‫يتأمل هذا المتن العظيم و َيعتني به اعتناء خاصا جدا؛ ل َما َّ‬ ‫َي ُ‬
‫ٍ‬
‫إنسان يف قربه ‪.‬‬ ‫كل‬ ‫ٍ‬
‫أصول عظام يحتاج إليها ُّ‬ ‫من‬

‫وصحبه وس َّلم‬ ‫ٍ‬


‫محمد وعلى اله َ‬ ‫الل أع َل ُم ‪ ،‬وص َّلى ُ‬
‫الل على َّ‬ ‫هذا و ُ‬
‫‪44‬‬

‫عر َف ُة اللِ‪َ ،‬وم ْع ِر َف ُة َنبِ ِّي ِه ‪َ ،‬وم ْع ِر َف ُة ِد ْي ِن ِ‬


‫اإل ْس َال ِم بِاألَ ِد َّل ِة‬ ‫َم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫األصول الثالثة (هي باختصار أسئلة القبر)‪،‬أدلتها‪ ،‬لماذا ندرس التوحيد؟ لماذا ندرس االصول الثالثة؟ ما هي‬
‫(أي األصول الثالثة)‬

‫وإال ار َتحل»‬ ‫لم بال َعم ِل ْ‬


‫فإن أجا َبه َّ‬ ‫«يهتِ ُ ِ‬
‫ف الع ُ‬ ‫َ‬
‫مع َّذب مِن َقب ِ ِ‬ ‫َوعَال ِ ٌم بِ ِع ْل ِم ِه َل ْم َي ْع َم َل ْن‬

‫املس ـ ـــائـل األربعة ودليلها (ســـورة العصر)‬


‫الو َث ْن‬
‫ل ُع َّباد َ‬ ‫َُ ٌ ْ ْ‬

‫الشرعي‪ ،‬معرف ُة حال‬ ‫شروط الدَّ عوة‪ :‬اإلخالص‪ِ ،‬‬


‫العلم َّ‬
‫الصرب‬ ‫ِ‬
‫كمة‪َّ ،‬‬ ‫المدعو‪ ،‬الح َ‬
‫َ‬

‫والرسل‪.‬‬
‫َّأول ما ُيدعى إليه التوحيد‪ ،‬فهذه دعوة األنبياء ُّ‬

‫الفائدة من دراستها؟‬
‫وأعلى مراتب الدَّ عوة التوحيد و َن ْفي ِّ‬
‫الشرك‪.‬‬

‫الصرب على طاعة الل كـ(الصالة)‪ ،‬وعن معصية الل كـ(الربا)‬


‫وعلى أقدار الل المؤلمة كـ(الفقر)‪.‬‬
‫ثم على الدَّ عوة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العمل َّ‬
‫ثم على َ‬
‫الصرب على العلم َّ‬
‫أي َّ‬
‫توحيد الربوبية (المنفرد بالربوبية ال بد من إفراده باأللوهية)‪.‬‬
‫وتوحيد األسماء والصفات‪.‬‬
‫الل َال َي ْر َضى َأ ْن ُي ْش َر َك َم َع ُه َأ َحدٌ فِ ْي‬
‫توحيد األلوهية ( اإلخالص)‪ ،‬و‪َ :‬أ َّن َ‬
‫املس ــ ـــائل الثــالث‬

‫ِع َبا َدتِ ِه‪َ ،‬ال َم َل ٌك ُم َق َّر ٌب‪َ ،‬و َال َنبِي ُم ْر َس ٌل ‪.‬‬

‫الشرك ِ‬
‫وأهله‪ :‬بالقلب ( ُب ْغ ُض الك َّفار)‪ ،‬وبال ِّلسان‪:‬‬ ‫ال َبراء ُة من ِّ‬
‫أعيادهم واحتفاالتِهم والتش ُّبه هبم)‬
‫ِ‬ ‫وبالجوارح (عدم مشاركتِهم يف‬
‫‪45‬‬

‫ِ‬ ‫(الحنيفية) ‪ :‬هي ِ‬


‫الم َّل ُة المائلة عن ِّ‬

‫األصول الثالثة (هي باختصار أسئلة القبر)‪،‬أدلتها‪ ،‬لماذا ندرس التوحيد؟ لماذا ندرس االصول الثالثة؟ ما هي‬
‫اإلخالص وال َّتوحيد‪.‬‬ ‫الشرك المبن َّية على‬

‫الشيء؛ إذا جع َله ِ‬


‫وحد َّ‬
‫واحدا‪.‬‬ ‫َ َ ُ‬ ‫يوحد توحيدا‪َّ ،‬‬
‫وحد ِّ‬ ‫لغ ًة‪ :‬مصدر َّ‬

‫سـ ـ ـ ـ ـــبب دراس ـــة الت ـ ــوحيد‬


‫ختص به من الربوبية واأللوهية واألسماء والصفات‪.‬‬
‫شرعا‪ :‬هو إفرا ُد الل بما َي ُّ‬ ‫ً‬
‫وأنواعه ثَلثة‪:‬‬
‫بالخلق والم ْلك والتدبِير‪.‬‬
‫َ‬ ‫توحيد الربوبية‪ :‬هو إفرا ُد الل بأفعال‪ ،‬إفرا ُد الل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالعبادة‪ ،‬أو بأفعال العباد‪.‬‬‫توحيد األلوهية‪ :‬هو إفراد الل ِ‬
‫ُ‬
‫نفسه يف كتابه أو‬
‫ف به َ‬ ‫وو َص َ‬
‫سمى َ‬ ‫توحيد األسماء والصفات‪ :‬هو إفرا ُد الل بما َّ‬
‫على ل ِ َسان رسولِه ‪‬؛ وذلك بإثبات ما اثبت لنفسه ونفي ما نفى عن نفسه من‬
‫غير تحريف وال تعطيل ومن غير تكيف وال تمثيل‪.‬‬

‫الفائدة من دراستها؟‬
‫أعظم ٍ‬
‫ذنب يف األرض‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫الشرك هو َدعوة غير الل معه سبحانه‪ ،‬وهو‬

‫المعبود‪ ،‬أنواع‬
‫الر ُب هو َ‬ ‫معرف ُة الل سبحانه وتعالى‪َ :‬من ربك؟ بِ َم عَ َ‬
‫رفت الل؟ َّ‬
‫ف شيئًا من أنواع العبادة لغير الل مع الدليل‪.‬‬
‫العبادات‪ُ ،‬حكم َمن َص َر َ‬

‫ُ‬
‫أركان اإلسالم‪،‬‬ ‫ب الدِّ ين‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫معرف ُة ِ‬
‫تعريف اإلسالم‪ ،‬مرات ُ‬
‫ُ‬ ‫دين اإلسالم باألدلة‪،‬‬
‫األصــــــــول الثــــالثــة‬

‫اإلحسان‪ُ ،‬‬
‫دليل مراتب الدِّ ين‪،‬‬ ‫َ‬ ‫تعريف الشهادة‪ ،‬أركان اإليمان‪ُ ،‬ش َع ُ‬
‫ب اإليمان‪،‬‬
‫عالمات الساعة‪،‬‬

‫الحكم ُة من بِع َثتِه‪،‬‬


‫معرف ُة نبيه ‪ ،‬نسبه‪ ،‬والدته‪ ،‬عمره‪ ،‬نبوته ورسالته‪ ،‬بلدُ ه‪ِ ،‬‬
‫َّ‬
‫زمن َدعوته للتوحيد‪ ،‬اإلسراء والمعراج‪ ،‬أين ومتى فرضت الصالة؟ الهجرة‬ ‫ُ‬
‫وحكمها ووقتها‪ ،‬متى ُش ِرعَ ْت بقية الشرائع؟ مدة الدَّ عوة‪ ،‬وفاته‪ ،‬ما جاء به من‬
‫عموم بعثتِه للثقلين‪ُ ،‬‬
‫كمال الدِّ ين وتمام النعمة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫الدِّ ين‪،‬‬
‫‪46‬‬

‫كذب بال َبعث‪،‬‬ ‫ساب على األعمال‪ُ ،‬ك ْف ُر َمن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫البعث بعد الموت والح ُ‬

‫األصول الثالثة (هي باختصار أسئلة القبر)‪،‬أدلتها‪ ،‬لماذا ندرس التوحيد؟ لماذا ندرس االصول الثالثة؟ ما هي‬
‫وآخرهم‪ ،‬ركنا التوحيد‪ :‬ال ُك ْف ُر‬ ‫ُ‬ ‫الرسل‬‫الرسل و َدعوهتم‪َّ ،‬أو ُل ُّ‬
‫وظيف ُة ُّ‬
‫رؤوس الطواغيت‪ ،‬صفة‬ ‫تعريف الطاغوت‪،‬‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫واإليمان بالل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بالطاغوت‬
‫ُ‬
‫الكفر بالطاغوت‪ ،‬معنى ال إله إال الل‪ ،‬اإلسال ُم رأس الدِّ ين‪َ ،‬عمود الدِّ ين‬
‫الجهاد‪.‬‬‫الصالة‪ِ ،‬ذر َوة الدِّ ين يف ِ‬
‫َّ‬
‫ْ‬
‫لم‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يكون بما َو َر َد يف سورة العصر(الع ُ‬ ‫جهاد‬
‫والصرب)‬
‫َّ‬ ‫إليه‬ ‫عوة‬ ‫والدَّ‬ ‫به‬ ‫ُ‬
‫والعمل‬ ‫النفس‬
‫ب عليه‬ ‫ُّ‬
‫كبائر(كل ما ُر ِّت َ‬
‫عقوبة خاصة)‬
‫شهوات‬
‫ُّ‬
‫صغائر(كل محر ٍم لم ُير َّت ْ‬
‫ب‬

‫الفائدة من دراستها؟‬
‫عليه عقوبة خاصة)‬ ‫جهاد‬ ‫أنواع‬
‫الشيطان‬ ‫الجهاد‬

‫اخل ــ ـ ـ ــ ـ ــــا ت ــمة‬


‫ِشرك أكرب(مخرج من الملة)‬
‫ِشرك أصغر‬ ‫شبهات‬
‫بدع‬
‫جهاد‬
‫يكون بالقلب واللسان والجوارح والمال‬ ‫الكفار‬
‫واملنافقني‬
‫ٍ‬
‫هو ما تجاوز به ال َعبد حدَّ ه من َمعبود (كاألحجار‬‫َ‬
‫واألشجار) أو متبو ٍع (كعلماء السوء) أو مطا ٍع (كاألمراء‬
‫الخارجين عن طاعة الل)‪.‬‬
‫والطواغيت كثيرون‪ ،‬ورؤوسهم خمسة‪ :‬إبليس لعنه الل‬ ‫ُ‬ ‫الطاغوت‬
‫ِ‬
‫(والشيخ هنا إنَّما َل َعنَ ُه من باب اإلخبار)‪ ،‬ومن ُعبدَ وهو‬
‫راض‪ ،‬من دعا الناس إلى عبادة نفسه‪ ،‬ومن ادعى شيئا من‬ ‫ٍ‬
‫علم الغيب‪ ،‬ومن حكم بغير ما أنزل الل‪.‬‬
‫وصحبه وس َّلم‪.‬‬‫أعلم وص َّلى الل على محمد وعلى آله َ‬ ‫والل ُ‬
‫‪47‬‬
‫الفهرس‬

‫‪5-2‬‬ ‫املقـــــدمة‬ ‫‪1‬‬

‫‪9-6‬‬ ‫املسائل األربعة‬

‫‪13 – 10‬‬ ‫املسائل الثالثة‬

‫‪14‬‬ ‫أهمية دراسة التوحيد‬

‫‪40 - 15‬‬ ‫األصول الثالثة‬

‫‪43 - 41‬‬ ‫اخلامتة‬

‫‪46 - 44‬‬ ‫ملحق (خمتصر شرح املنت يف صورة جدول)‬

‫‪47‬‬ ‫الفهرس‬

You might also like