Professional Documents
Culture Documents
العلمجارية
العلمجارية
السنة الجامعية
2019/2018
1
مقدمة
أمام التحوالت الكبرى االقتصادية والسياسية واالجتماعية التي ميزت السنوات
األخيرة وأمام حجم التحديات والرهانات الجديدة التي يعرفها المغرب ،وجدت
الدولة نفسها مدعوة ليس فقط لمتابعة جهودها في مجال التنمية وتطوير
التجهيزات األساسية ( )1بل أيضا للقيام بمهام أخرى ذات أهمية خاصة وهي
تشجيع وتقوية اإلدارة المحلية بشقيها المعينة في إطار الال تمركز والمنتخبة في
إطار الالمركزية ،فلتحقيق التنمية الشمولية المستدامة والمنشودة أصبحت
المراهنة أكثر من أي وقت مضى على المستوى الترابي ،أو ما يسمى بالمقاربة
الترابية في التنمية ،بعد أن أثبتت المقاربة المركزية فشلها وعدم قدرتها على
تحقيق متطلبات التنمية الحقيقية .وفي هذا السياق فإن الدولة المغربية مدعوة للقيام
بمجموعة من اإلصالحات المحلية وسن العديد من االستراتيجيات على جميع
األصعدة والمستويات اإلدارية ،االقتصادية ،السياسية ،االجتماعية والثقافية.
ذلك باعتباع سياسة عمومية محلية متماسكة وشاملة قوامها الال مركزية الحقيقية
والال تمركز الفعال ،وفي هذا الصدد برز دستور 2011كمحطة حاسمة في
113.14/112.14/111.14 إبراز أهمية الجماعات الترابية من خالل القوانين التنظيمية
2
إن مفهوم الحكامة » « La Gouvernanceيندرج من جهة ،ضمن شبكة
مفاهيمية كونه يرتبط ارتباطا عميقا من المفاهيم من قبيل( :مفهوم التنمية ،مفهوم
المجتمع المدني ،مفهوم المواطنة ،مفهوم دولة الحق و القانون )...ومن جهة
ثانية ،فإن لهذا المفهوم سيرورة تاريخية ،حيث ارتبط بكيفية إدارة الدول،
الحكومات للشأن العام.
لذلك أصبح لفظ "حكامة" يفيد معنى الرقابة ،التوصية والتدبير وأصبح منظرو
الليبرالية الجديدة يلحون على أن المقصود بالحكامة هو الجمع بين الرقابة من
األعلى ،الدولة والرقابة من األسفل ،المجتمع المدني.
المنهج المعتمد
وقد ركزنا في بحثنا هذا على المنهجين البنيوي والوظيفي باعتبار الجماعة
الترابية كبنية قابلة للتغيير والتطور.
إشكالية البحث
3
تثير هذه اإلشكالية العديد من التساؤالت الفرعية.
لقد باتت الال مركزية الترابية االسلوب األمثل واألنجع واألكثر مالءمة لروح
العصر ولمتطلبات التنمية المحلية وتكريس الديمقراطية ،فالوحدات الترابية غدت
أهم اآلليات الناجعة لتدبير المجال المحلي وتحقيق التنمية على مستوى أبعادها
وجوانبها السياسية واالقتصادية واإلدارية والثقافية...كما أنها اإلطار المالئم
للمساهمة في بلورة االستراتيجيات جديدة وبديلة للتنمية حيث أن إشراك السكان
الوحدة المحلية في تدبير شؤونهم العامة من شأنه تفجير الطاقات الكاملة لديهم
وتعزيز ثقتهم ،في اتجاه العمل المنتج والبناء في سبيل تنمية وحدتهم والرقي بها.
4
الفقرة األولى :على المستوى الخطاب السياسي
لقد أخد النظام الال مركزية االدارية ا لترابية حيزا هاما من اهتمام المؤسسات
السياسية الرسمية وغير الرسمية خاصة بالنسبة للمؤسسة الملكية ( )2بحكم
مكانتها ومركزها في النظام السياسي المغربي ،فهي مافتئت تدعو إلى تغيير
قوانين اإلدارة المحلية باستمرار ،من أجل تصور مجالي توافقي لمواجهة
الرهانات والتحديات ،حيث قال الملك في إحدى خطاباته "كل ذلك في إطار
استحضار واع لما دعونا إليه ،من تغيير في قوانين الال مركزية والال تمركز
ووفق مفهوم جديد ،يجعل من السياسة التعاقدية أداة أساسية لبلورة تصور مجالي
توافقي" كما يؤكد على ضرورة اإلسراع بترسيخ الال مركزية والال تمركز في
اتجاه إفراز مجالس محلية وإقليمية وجهوية تجمع بين ديمقراطية التكوين
وعقالنية التقطيع ،ونجاعة وشفافية وسالمة التدبير.
وإذا كان الملك محمد السادس من خالل األفكار الواردة في خطاباته األولى ،بعد
تولي قيادة البالد في 31يوليوز 1999يبدو مقتنعا و متشبثا أن التنمية المستدامة
والشاملة هدف أسمى في البالد ،ال يمكن تحقيقه إال من خالل النهوض بالمستوى
الحكامة الترابية ،فإن هذا االقتناع سيزداد بالتدريج والتراكم مع كل مرحلة إال أن
يتم إعالن عن الجهوية المتقدمة ،كورش جديد بنفس مستجد ومفتوح للحكامة
الترابية .ولقد شكل الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الثالثة والثالثين للمسيرة
الخضراء ،في هذا اإلطار منعطفا تاريخيا ومهما في المغرب ،ونقطة حاسمة
النطالق العمل في إطار مشروع الجهوية الموسعة .حيث أكد الملك محمد
السادس عزمه على توطيد الجهوية المتقدمة بمنظور جديد للتنمية المتوازنة،
( )2عبد الرحمان جمجامة ،اإلدارة الال مركزية مع الال تمركز وسياسة القرب في الخطاب والنشاط يختزلها في
5
الملكي من محمد الخامس إلى محمد السادس ،دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع ،الرباط ،الطبعة األولى2004 ،
الصفحة 10
في مجرد .ولقد شكل الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الثالثة والثالثين للمسيرة
الخضراء ،في هذا اإلطار منعطفا تاريخيا ومهما في المغرب ،ونقطة حاسمة
النطالق العمل في إطار مشروع الجهوية الموسعة .حيث أكد الملك محمد
السادس عزمه على توطيد الجهوية المتقدمة بمنظور جديد للتنمية المتوازنة،
ومؤسساتية وثقافية فقط بل يعتبر يختزلها في مجرد أهداف وأبعاد إدارية
إصالحا هيكليا عميقا يقتضي جهدا جماعيا لبلورته وإنضاجه وفضاء خصبا
للتنمية الشاملة والمتواصلة بالجهة ومن أجلها( .)3وفي هذا اإلطار ،فقد جاء في
الخطاب الملكي ليوم 3يناير 2010بمناسبة تنصيب اللجنة االستشارية للجهوية "
نتولى اليوم ،تنصيب اللجنة االستشارية للجهوية .وهي لحظة قوية ،نعتبرها
إنطالقة لورش هيكلي كبير نريده تحوال نوعيا في أنماط الحكامة ،كما نتوخى أن
يكون انبثاقا لدينامية جديدة لإلصالح المؤسسي العميق"(.)4
لقد عرف دور الجماعات في منظومة التدبير العمومي المغربي نموا قانونيا
ملموسا ،وتطورا تدريجيا فمع كل نص قانوني جديد يصدر لتنظيم الجماعات،
يتطور دورها التنموي ويتعاظم وإذا كانت هناك في كل مرحلة من المراحل ومع
كل نص قانوني لتنظيم تلك الجماعات ،مالحظات وعيوب وانتقادات موجهة إلى
المقتضيات القانونية التي تتضمنها ،مقارنة مع ما هو رائج على المستوى
الخطابي.
() 3الشرقي نصرو وشحشي عبد الرحمان ،الجهوية الموسعة في الخطب الملكية بين التحليل السيميائي والتحليل
السياسي،منشور بسلسلة الال مركزية المحلية العدد 6الطبعة األولى2010 ،الصفحة 41
()4نص الخطاب الملكي الموجه إلى األمة في 3يناير 2010بمناسبة تنصيب اللجنة االستشارية للجهوية
www.maroc.ma
6
فإنه على الرغم من ذلك نجد أن تلك النصوص القانونية حاولت إرساء أدوار
تنموية مهمة للجماعات الترابية االقتصادية واالجتماعية والثقافية وغيرها.إنها
بمجرد الحصول على االستقالل ،عمل المغرب على تشييد دولة جديدة تقوم على
أساس بناء مؤسسات عصرية تساهم في خدمة المواطن.
ولتحقيق ذلك ،بادر إلى إصدار أول نص قانوني ينظم الجماعات الحضرية
والقروية ،ويتعلق األمر بظهير 23يونيو 1960الذي أعطى للجماعات
الشخصية المعنوية واالستقالل المالي ،وقد شكل هذا القانون اللبنة األولى للتنظيم
اإلداري الال مركزي بعد االستقالل .وبعده صدر دستور 14دجنبر 1962الذي
نص على أن " الجماعات المحلية هي العماالت واألقاليم والجماعات ،ويكون
إحداثها بقانون" .ولعل أهم ما كان يميز التنظيم الجماعي في تلك المرحلة هو
طابعها التسييري فقط .أما الطابع التنموي فقد كان ضعيفا .وجاء ظهير 30شتنبر
1976ليتجاوز بعضا االختالفات واإلشكاالت المسجلة في السابق حيث عمل
على توسيع المهام التنموية والصالحيات التي أنيطت بالمجلس الجماعي ومنحه
اختصاصات وصالحيات واسعة في مجال التنمية االقتصادية واالجتماعية .كما
تم تخويل رئيس المجلس الجزء األكبر من االختصاصات التي كانت بيد السلطة
المحلية ( ) 5وبعد سنوات من التطبيق ،تم توجيه عدة انتقادات لهذه التجربة
السيما وأن األمر يتعلق بنص قانوني عمر أزيد من ربع قرن من الزمن فكانت
المشاكل متعددة واالختالالت كثيرة أبرزها غموض المقتضيات القانونية .فتم
إصدار قانون جديد لعله يتجاوز ويصلح ما أفسد السابق وهو قانون 78.00
المتعلق بالميثاق الجماعي حيث جاء بعدة مستجدات على المستوى االختصاصات
والرقابة وعالقا ت الشراكة والتعاقد مع الدولة ومؤسستها وقواعد التسيير والتدبير
والحكامة عموما.
()5ظهير شريف رقم 1.11.91صادر 27شعبان 29/1432يوليوز 2011بتنفيذ نص الدستور عدد 30 /5964يوليوز
،2011الصفحة 3627-3600
7
مع إقرار دستور 2011في بابه التاسع والذي سيؤسس المرجعية الدستورية
للجماعات الترابية 111.14و 112.14و 113.14والمتعلقة بكل من الجهات
والعماالت واألقاليم والجماعات (.)6
( ) 7مليكة الصروخ للعمل اإلداري دار القلم القامرة الرباط الطبعة األولى 2012ص107
()8الفصل 6من دستور " 2011القانون األسمى تعبير عن إرادة األمة والجميع ،أشخاصا ذاتيين واعتباريين ،بما فيهم
السلطات العمومية المتساوون أمامه ،والملزمون باالمتثال له
8
تقوم المرافق العامة التابعة للجهة بخدمات أساسية للمرتفقين بانتظام وإطراد،
وذلك دون انقطاع فإذا توقف سيرها أو تعطلت ولو مؤقتا نتجت عن ذلك أضرار
ومضايقات للمرتفقين(.)9
9
يعد برنامج التنمية الجهوية أهم آليات الحكامة على المستوى الترابي ،باعتباره
منطلقا لتحقيق االندماج وااللتقائية بين التوجهات االستراتيجية لسياسة الدولة
والحاجيات التنموية على المستوى الجهوي من خالل تنسيق األعمال التنموية
المقرر برمجتها أو إنجازها بتراب الجهة لتحقيق التنمية المستدامة ووفق منهج
تشاركي.
10
ويهدف هذا المرسوم إلى تحقيق غايتين أساسيتين:
دعم ومواكبة إرساء إدارة الجماعات الترابية وهياكيلها حيث عملت وزارة
الداخيلية على توجيه الدوريات والدالئل التوضيحية دات صلة للجماعات
الترابية والتي شملت إدارة الجهة وإدارة العمالة أو اإلقليم مرفقة بنمادج
للهياكل التنظيمية للهيئات.
ب – الموارد البشرية
11
ال يخفى عليكم أن تدبير ممتلكات الجماعات الترابية والمحافظة عليها كان
دائما مثار جملة من الصعوبات واإلكراهات بسبب تعدد القوانين المنظمة
لهذه الممتلكات .ومن أجل تجاوز هذه الصعوبات فقد انكبت الوزارة الوصية
على إعداد مشروع قانون موحد يهدف باألساس إلى إقرار قواعد تتواخى
تحديث أساليب ومساطر وتعزيز األمالك العقارية للجماعات الترابية
والمحافظة عليها وتنميتها وتحسين مداخيلها ،بشكل يتالئم ومقتضيات
الدستور الجديد والقوانين التنظيمية للجماعات الترابية ويستجيب لمتطلبات
التنمية المحلية.
نمودج للمشاريع التي يتم تنفيذها وفق حكامة ترابية جيدة ،في إطار مواكبتها
للجماعات الترابية ،تعمل الحكومة على دعم ومتابعة برامج التأهيل
الحضري والتنمية االقتصادية واالجتماعية التي تشكل جزءا من األوراش
الكبرى التي تتوخى تحسين المشهد الحضري ،وجاديبية المدن من خالل
النهوض بالبنيات التحتية وتأهيل المرافق وإعادة هيكلة األحياء الناقصة
التجهيز إلى جانب معالجة المباني اآليلة للسقوط.
12
نخب البرلمان وفي المجالس الترابية محدوديتها في اإلجابة عن مختلف
توقعات الموطنات والمواطنين وتطلعاتهم ( .)10وقد حاول الدستور الحالي
معالجة هذه اإلشكالية بهدف الحد من المخاطر على التوازن المؤسساتي.
الفقرة األولى :الديمقراطية التشاركية منهج استراتيجي إلعادة بناء
المجال الترابي.
نصت ديباجة دستور 2011على أن الهدف يكمن في تأسيس دولة حديثة،
مرتكزاتها ،المشاركة والتعددية والحكامة الجيدة ،ونصت الفقرة الثانية من
الفصل األول على أن النظام الدستوري للمملكة يقوم على أساس فصل
السلطات وتوازنها وتعاونها والديمقراطية المواطنة والتشاركية وعلى مبادئ
الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة( .)11وفي هذا السياق ،ألزم
النص الدستوري مجالس الجهات والجماعات الترابية األخرى من خالل
الفصل 139من الدستور المغربي بوضع آليات تشاركية للحوار والتشاور،
لتسير مساهمة المواطنات والمواطنين والجمعيات في إعداد برامج التنمية
وتتبعها وهو األمر الذي سار ع ليه القانون التنظيمي للجهات تكملة وتنزيال
للدستور ،حيث نص في بابه الرابع على "اآلليات التشاركية للحوار
والتشاور" من القسم الثالث في المادة 116على إحداث مجالس الجهات
آليات للحوار والتشاور ،وفي المادة 117حين نص على إحداث ثالث
هيئات استشارية لدى مجلس الجهة ،مما يجعل من األمر مبتغى يجعل من
الحكامة التشاركية في التدبير التنموي للجماعات الترابية أحد ركائز التأهيل
المؤسساتي للشأن الجهوي والترابي بالمغرب(.)12
( ) 10محمد غالي دستور المملكة المغربية لسنة 2011في ضوء الربيع العربي :جدلية الثابت والمتحول قضايا
راهنة في التفكير العربي الحديث العدد 2013 ،4ص 122
() 11عبد الحق بلفقيه قراءة دستورية في القوانين التنظيمية للجهات مجلة مسالك للفكر والسياسة واالقتصاد مطبعة
النجاح الجديدة الدار البيضاء 2011العدد 34-33
( )12كريم لحرش الدستور الجديد للمملكة المغربية ،شرح وتحليل ،سلسلة العمل التشريعي واالجتهاد القضائي
العدد 2012 ،3ص171
13
الفقرة الثانية :في مزايا الديمقراطية التشاركية
14
المطلب الثاني :إكراهات – منطلقات الحكامة الترابية
)1اإلكراهات الموضوعية
15
ومحدودية استق اللية ميزانية الجماعات الترابية واعتمادها بشكل كبير
على إمدادات الدولة وارتفاع مصاريف التسيير (.)14
)2اإلكراهات القانونية
جاءت القوانين التنظيمية للجماعات المحلية الترابية بعدة مستجدات على
مستوى التدبير اإلداري تصب في اتجاه خلق حكامة ترابية جيدة على
مستوى تدبير شؤونها وممارسة اختصاصاتها ،حيث يالحظ على أن
االختصاصات الحالية للجماعات الترابية هي نفسها التي كانت في
القوانين السابقة باستثناء المستجد المتعلق باالختصاصات المشتركة مع
الدولة وباقي األشخاص العامة وهناك تشابه وتكرار لنفس
االختصاصات مع إشراك المجال مع أصناف الجماعات الترابية
األخرى ،كما أنه تم التمييز بين مفهوم االختصاصات – مفهوم
الصالحيات ضمن القوانين التنظيمية للجماعات الترابية بتخصيص كل
واحد منها قسما خاصا ،بالرغم من تشابه هذين المصطلحين من جهة،
ومن جهة أخرى فإن الباب التاسع من الدستور المتعلق بالجهات
والجماعات الترابية يتحدث عن االختصاصات فقط ،لذلك وجب التقييد
بالنص.
أم ا فيما يتعلق بنظام المراقبة اإلدارية ،فلقد حافظ المشرع المغربي على
المراقبة القبلية عبر التأشير على قرارات المجلس والرئيس ،حيث تمت
تقوية دور الوالي والسلطات المكلفة بالداخلية في مجال المراقبة ومنح
الوالة صالحيات واسعة وأكبر من سلطات رؤساء الجهات كحق التعيين
في الوظائف بالجهة وحق الرقابة اإلدارية القبلية هو مقتضى يتعارض
مع الفصل 136من الدستور وكذلك الفصل 146الذي يمنح الجهات
والجماعات حق تدبير شؤونها بكيفية ديمقراطية] وتشير أيضا القراءة
المتأنية لمقتضيات القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية إلى
رصد مجموعة من المالحظات المتمثلة أساسا في إحداث 3قوانين
تنظيمية للجماعات الترابية ،بالرغم من عدم تنصيص الدستور على ذلك
صراحة ،حيث نص الفصل . 146
( ) 14موقع ألكتروني هسبريس مقال تحت عنوان الحكامة الترابية ورهان التنمية ،حكيمة ماهر باحثة في
علم السياسة القانون الدستوري ،الجمعة 16نونبر ،2018الساعة 16:30
16
على أنه " تحدث بقانون تنظيمي بصفة خاصة شروط تدبير الجهات
والجماعات الترابية لشؤونها بكيفية ديمقراطية وعدد أعضاء مجالسها
والقواعد المتعلقة بأهلية الترشيح وحاالت التنافي وحاالت منع الجمع بين
االنتدابات وكذا النظام االنتخابي" في حين أن المشرع الفرنسي جمع
المقتضيات في مدونة واحدة.
) 3اإلكراهات البنيوية
كما يتجلى أيضا هذا التفاوت بشكل جلي وواضح في قطاع التعليم الذي
يعاني من غياب كل مقومات التعليم العصري بغالبية المناطق القروية
وعدم توفر هذه المناطق على مؤسسات التكوين المهني وغياب التعليم
العالي والمؤسسات الجامعية في عدة جهات وتمركزها في المدن الكبرى
وضعف البنيات التحتية والتجهيزات وصعوبة التنقل وتفاقم الهدر
المدرسي خصوصا بالعالم القروي ،ما يعانيه قطاع التعليم من أزمة
خانقة .نجده أيضا في كل القطاعات األخرى كالصحة والسكن...إلخ.
17
من أبرز مؤشرات التفاوت االجتماعي نجد فئة كبيرة قد عانت وال زالت
تعاني من عدة مشاكل اجتماعية أبرزها الفقر و الهشاشة و البطالة و
األمية و اإلقصاء االجتماعي وانتشار دور الصفيح (.)15
( )15متطلبات الحكامة في التنمية الترابية ملفات أبحاث في االقتصاد والتسيير العدد الرابع الجزء األول:
شتنبر 2015
( ) 17عبد الكريم بخنوش " الال تركيز إداري حضوره في رفع المستوى التدبير اإلداري" منشورات المجلة
المغربية اإلدارة المحلية والتنمية عدد مزدوج 2006 ، 67/66ص79
18
ولعل من شأن إجراء نوع من الحركية وإعادة االنتشار بين موظفي
اإلدارة المركزية وموظفي المصالح المركزية أن يمكن اإلدارة الترابية
للدولة من كفاءات عليا وطاقات حيوية فهي في نفس الوقت أداة تؤدي
إلى التجديد والتخفيف من التباطؤ والتتاقل الذي كثيرا ما تؤاخذ عليه
اإلدارة الترابية للدولة (.)18
وفي هذا الصدد يحضرنا ما أشار إليه الملك الراحل الحسن الثاني في
خطابه بمناسبة افتتاح أشغال المناظرة الوطنية السابعة للجماعات
المحلية ،حيث قال " ...فعلينا إذن في هذه المناظرة أال نتعرف بأفكارنا
في طرق عدة ملتوية علينا أن نجعل الال مركزية ال تتعثر في الدروب
الصغيرة والملتوية لال تمركز ،وأعتقد أن هذا يقتضي منا قبل كل شئ...
أن نطلب من جميع الوزارات والمصالح العمومية أن توفد أحسن أبنائها
إلى األقاليم والجهات وعلينا نحن في الرباط في وزارتي الداخلية والمالية
وأن نرى كيف أن نوسع نطاق التعرف لهؤالء الموظفين (.)19
إن تحقيق التنمية الترابية ال يمكن اختزالها في مجرد إصدار نصوص
قانونية جديدة تضاف إلى النصوص الموجودة ،و ال في تفريغ هياكل
إدارية إلى جانب المتوفرة .بل البد من رؤية شمولية ومنهجية علمية
د قيقة ذات أهداف مدروسة ومسطرة .وبناءا عليه ومن أجل النهوض
بالمقاربة الترابية للتنمية وجعلها فعلية وفعالة أصبح من الضروري
االعتماد منهجية علمية وتنظيمية في اإلدارة المحلية المتعلقة بالال
تمركز.
( )18متطلبات الحكامة في التنمية الترابية بالمغرب ملفات أبحات في االقتصاد والتسيير العدد الرابع الجزء
األول شتنبر 2015
( ) 19الال مركزية وعدم التركيز أعمال المناظرة الوطنية السابعة للجماعات المحلية ،الدار البيضاء 21-19
أكتوبر 1998منشورات سلسلة نصوص ووثائق ،العدد 1999 ، 25
19
و شك هنا أن تفعيل مبدأ التشارك أو المقاربة التشاركية ،بين اإلدارة
المركزية ومصالحها الال ممركزة يعني أن تنقل العالقة السائدة بينهما
من التبعية إلى التعاقد ومن الدونية إلى النودية ،ويعني من جهة أخرى
تزويد المصالح بأكبر قدر من هامش الحرية والمبادرة في تدبير
اإلمكانيات والوسائل الممنوحة.
خـــــــــــــــــــاتـمـة
ولعل من أبرز األدلة على ذلك تلك الفجوة الصارخة التي تكرست عبر
تاريخ الدولة المغربية الحديثة ،مثمتلة في مفارقة بنيوية عميقة ذات
وجهين بمالمح عمودية وأفقية ،وأولها ما تم رصده على الدوام من
20
تناقض وتضاد ومعاكسة بين ما يقال على مستوى الخطاب السياسي
المقاربة ا لترابية ،وبين ما هو موجود ومكرس على مستوى الممارسة
والواقع العملي حيث توجد إدارة ترابية همها األساسي الحفاظ على
النظام واألمن وإدارة محلية منتخبة عاجزة وغير قادرة بنخب سياسية
معظمها فاشلة ينخرها الفساد السياسي.
21
الئـــــــــــحة المـــــــــــــــــــــــراجع
الكتب
عبد الرحمان جمجامة ،اإلدارة الالمركزية مع الال تمركز ،وسياسية القرب في
خطاب الملكي والنشاط الملكي من محمد الخامس إلى محمد السادس دار
السالم للطباعة والنشر والتوزيع ،الرباط الطبعة األولى ،2004 ،ص . 10
2006ص.78
علي المجاري الدولة واإلدارة بين التقليد والتحديث دار المناعة للطباعة
مليكة ا لصراخ العمل اإلداري دار القلم القامرة ،الرباط الطبعة2012 ،
ص.107
المقاالت
بين التحليل السيميائي والتحليل السياسي مقال منشور بسلسلة الال مركزية
22
المجلة
محمد الغالي دستور المملكة المغربية ،شرح وتحليل ،تحليل العمل التشريعي
عبد الحق بلفقيه قراءة دستورية في القوانين التنظيمية للجهات مجلة مسالك في
الكادر السياسة واالقتصاد مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء 2011 ،العدد
. 34-33
الظهائر
المواقع االلكترونية
موقع هسبريس اإللكتروني الحكامة الترابية رهان التنمية ،حكيمة ماهير باحثة
.16:29
الملتقيات العلمية
23
الال مركزية وعدم التركيز :أعمال المناظرة الوطنية السابعة للجماعات
24
الفهرس
المقدمة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ2
المبحث األول:السياق المرجعي والقواعد الحكامة الترابيةــــــــــــــــــــ4
المطلب األول :السياق المرجعي لصدور القانون التنظيمي للجماعة الترابيةــــــ4
الفقرة األولى :على مستوى الخطاب السياسي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ5
الفقرة الثانية :على مستوى المقتضيات القانونيةــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ6
المطلب الثاني :قواعد الحكامة الترابية ـــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ8
الفقرة األولى :أسس الحكامة الترابيةـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ8
الفقرة الثانية :آليات الحكامة الترابيةـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ9
المبحث الثاني :مكانة الديمقراطية التشاركية والحكامة الترابية:اإلكراهات –
المنطلقات ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ12
المطلب األول :الديمقراطية التشاركية للحد من مركزية السلطة ـــــــــــــــــــــ12
الفقرة األولى :الديمقراطية التشاركية منهج االستراتيجي إلعادة بناء المجال
الترابي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ13
الفقرة الثانية :في مزايا الديمقراطية التشاركية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ14
المطلب الثاني :إكراهات – منطلقات الحكامة الترابية ــــــــــــــــــــــــــــــــ15
الفقرة األول ى :إكراهات الحكامة الترابية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ15
الفقرة الثانية :منطلقات الحكامة الترابية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ18
الخاتمة :ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ20
المراجع :ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ22
25
26