E 106

‫ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻲ ﰲ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‬
‫ﻭﺍﻃﺎﺭﻩ ﺍﳉﻐﺮﺍﰲ‬
‫أﺣﻤﺪ اﻟﺮﻳﻔﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ*‬
‫اﻟﻤﻠﺨﺺ‬
‫ﻟﻘﺪ إﻧﺘﺸﺮت اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺼ ﺨﺮﻳﺔ إﻧﺘﺸ ﺎرا واﺳ ﻌﺎ ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﺤﺮاء اﻟﻜﺒ ﺮى ﻋﺎﻣ ﺔ وﻓ ﻲ ﻣﻨﻄﻘ ﺔ ﺗ ﺎدرارت أآ ﺎآﻮس ﺑﺼ ﻔﺔ ﺧﺎﺻ ﺔ‬
‫ﺗﺰﻳﻦ اﻟﻜﻬﻮف واﻟﻤﻼﺟﺊ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﺣﺘﻰ اﻷن ‪.‬‬
‫وﻣﺎ ﻟﺒﺚ أن أـﺼﺒﺤﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻬﻮف ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺘﺤﻒ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻣﺘﺮاﻣﻲ اﻷﻃﺮاف ﻓﻲ اﻟﻌﺮاء ﻳﺮي ﻟﻨﺎ ﻗﺼﺔ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻘﺪﻳﻢ أﻓﺮاﺣﻪ‬
‫أﺣﺰاﻧﻪ وﺻﺮاﻋﻪ اﻟﻤﺮﻳﺮ ﻣﻊ اﻟﺰﻣﻦ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻌﻴﺶ واﻟﺒﻘﺎء ‪.‬‬
‫وﻳﺒﺪو أن اﻟﻔﻦ اﻟﺼ ﺨﺮي ﻗ ﺪ ﻇﻬ ﺮت ﺑ ﻮاآﻴﺮﻩ ﻓ ﻲ ﻣﺨﺘﻠ ﻒ أﺻ ﻘﺎع اﻟﻌ ﺎﻟﻢ وأن إﺧﺘﻠﻔ ﺖ أدوارﻩ اﻟﺰﻣﻨﻴ ﺔ ﻣ ﻦ ﻣﻨﻄﻘ ﺔ ﻷﺧ ﺮى‬
‫وﻳﻌﻮد ﺗﺎرﻳﺦ أﻗﺪﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﻧﺤﻮ ﺛﻼﺛﻴﻦ أﻟ ﻒ ﺳ ﻨﺔ ﻗﺒ ﻞ اﻟﻤ ﻴﻼد ﺗﻘﺮﻳﺒ ﺎ واﻟ ﺬي وﺟ ﺪ ﻓ ﻲ ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟﻜﻬ ﻮف اﻷوروﺑﻴ ﺔ ﻣﻨﻬ ﺎ آﻬ ﻒ‬
‫ﻻﺳﻜﻮ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮب اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ وآﻬﻒ اﻟﺘﺎﻣﻴﺮا ﺑﺸﻤﺎل ﺷﺮق أﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ‪.‬‬
‫وﻋﻤﻮﻣﺎﺎ ﻓﺈن اﻟﻔﻦ اﻟﺼﺨﺮي ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﻳﺠﺴﺪ ﺻﻮرة ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻋﻦ ﺣﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻓ ﻲ ﻋﺼ ﻮر ﻣﺎﻗﺒ ﻞ اﻟﺘ ﺎرﻳﺦ‬ ‫وﻋﻤﻮﻣً‬
‫ﺑﻤﺎ ﺗﺤﻮﻳﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎة وأﺣﺎﺳﻴﺲ ﻣﺮهﻔﺔ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ اﻟﻮﺟﺪان واﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻤﻌﺎش ﺣﻴﻨﺬاك ‪.‬‬
‫وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ إﺳﺘﺨﺪم اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻘﺪﻳﻢ رﻳﺸﺘﻪ اﻟﻤﺘﻮاﺿﻌﺔ اﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ رﻳﺶ اﻟﻄﻴﻮر واﻟﻤﺎدة اﻟﻤﻠﻮﻧﺔ اﻟﻤﺴﺘﺨﻠﺼ ﺔ ﻣ ﻦ ﺑ ﻴﺾ‬
‫اﻟﻨﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ وأﺣﺎﺳﻴﺴﻪ ﺣﻮل ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺻﻮرة ﻧﻘﻮش ورﺳﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺠﺎرة ﻓﻈﻬﺮت رﺳﻮم ﺗﻤﺜﻞ اﻟﺤﻴﻮاﻧ ﺎت‬
‫اﻹﺳ ﺘﻮاﺋﻴﺔ ﻣﺜ ﻞ اﻟﻔﻴﻠ ﺔ واﻟ ﺰراف واﻟﻘ ﺮدة واﻟﻜﺮآ ﺮف واﻟﺘﻤﺎﺳ ﻴﺢ واﻷﺳ ﻮد وﻣﻨ ﺎﻇﺮ اﻟﻘ ﻨﺺ واﻟﺘﺠﺴ ﻴﺪ اﻟﺠﺴ ﺪي واﻹﻗﺘ ﺮان‬
‫واﻟﺮﻗﺺ وﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻦ اﻟﻠﻮﺣ ﺎت اﻹﺑﺪاﻋﻴ ﺔ اﻟﺠﻤﻴﻠ ﺔ ‪ .‬ﺳ ﻨﺘﻨﺎول ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﺒﺤ ﺚ اﻟﻔ ﻦ اﻟﺼ ﺨﺮي إﺻ ﻄﻼﺣﺎ وﻣﻨﻄﻘ ﺔ ﺗ ﺎدرارت‬
‫أآﺎآﻮس اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ واﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ ‪.‬‬
‫اﻟﻔﻦ اﻟﺼﺨﺮي إﺻﻄﻼﺣﺎ‬

‫ﺪاداًا ﻣ ﻦ ﻳﺪﻳ ﻪ‬
‫ﻳﺒﺘ ﺪع اﻵﻻت اﻟﺘ ﻲ ﺗﺴ ﻌﻔﻪ وﺗﻜ ﻮن ﻟ ﻪ إﻣﺘ ﺪاد‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺪدت ﺗﻌﺮﻳﻔﺎت اﻟﻌﻠﻤ ﺎء واﻟﺒ ﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓ ﻲ ﺗ ﺎرﻳﺦ اﻟﻔ ﻦ‬
‫)‪(3‬‬
‫وﻗﺪﻣﻴﻪ وﺳﺎﺋﺮ ﺣﻮاﺳﻪ اﻟﺘﻲ ﻣﻨﺤﻬﺎ اﷲ إﻳﺎﻩ ‪.‬‬ ‫وﺣﻴﺎل اﻟﻔﻦ اﻟﺒ ﺪاﺋﻲ ﺑﺼ ﻔﺔ ﻋﺎﻣ ﺔ واﻟﻔ ﻦ اﻟﺼ ﺨﺮي ﺑﺼ ﻔﺔ‬
‫ﺗﺒﺪأ ﻗﺼ ﺔ اﻟﻔ ﻦ واﻹﺑﺘﻜ ﺎر وﻣﺴ ﻴﺮﺗﻬﻤﺎ ﺟﻨﺒ ًﺎ إﻟ ﻰ ﺟﻨ ﺐ‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻨﺸﺄﺗﻪ وﻇﻬﻮرﻩ واﻟﻤﺴﺎﺣﺔ اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ واﻟﻤﻜﺎﻧﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ‬
‫ﻣﻊ ﺣﻀ ﺎرة ﺑﻨ ﻲ اﻹﻧﺴ ﺎن ﻣﻨ ﺬ ﺑﺪاﻳﺘ ﻪ آﻜ ﺎﺋﻦ ﺑﺸ ﺮي ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻳﺸﻐﻠﻬﺎ ذﻟﻚ اﻟﻔﻦ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ أﻧ ﺬاك ﻟ ﺬا ﺳ ﻨﺘﻌﺮض ﻟﺘﻠ ﻚ اﻷراء‬
‫ﺳﻄﺢ هﺬﻩ اﻷرض ‪.‬‬ ‫واﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎت وﻓﻘﺎ ﻻهﻤﻴﺘﻬﺎ وﺗﺴﻠﺴﻠﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ‪.‬‬
‫وآﺎن اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﺠﻤﺎل ﺷﻲء ﻓﻄ ﺮي داﺧ ﻞ اﻹﻧﺴ ﺎن‬ ‫ﻣﻤﺎ ﻻﺷﻚ ﻓﻴﻪ أن ﻋﻤﺮ اﻟﻔﻦ ﻗﺪﻳﻢ ﻗﺪم اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻘ ﺪ ﺑ ﺪأ‬
‫ﻋﺒ ﺮ ﻋﻨ ﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻧﺤ ﻮ ﻣﻤﺎﺛ ﻞ ﻟﻔﻄﺮﺗ ﻪ ﻋﻠ ﻰ ه ﺬا اﻹﺣﺴ ﺎس‬ ‫ﻻ إﻳﺠ ﺎد ﻣ ﻼذً‬
‫ﻼذاا‬ ‫اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬ ﺔ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ اﻟﺸﺎﺳ ﻊ ﻣﺤ ﺎو ً‬
‫ﺎوﻻ‬
‫وﻗ ﺪ أﺛﺒ ﺖ ذﻟ ﻚ اﻹﻧﺘﺮﺑﻮﻟﻮﺟﻴ ﻮن )*( ﻋﻨ ﺪ آﺸ ﻔﻬﻢ ﻋ ﻦ‬ ‫أﻣ ﻦ ﻣ ﻦ ﺗﻘﻠﺒ ﺎت وﻗﺴ ﻮة اﻟﻄﺒﻴﻌ ﺔ ﻓﺎﻋﺘﻘ ﺪ وﺟ ﻮد اﻟﻄﻘ ﻮس‬
‫اﻟﻜﻬ ﻮف اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ ﻓ ﻲ ﺟﻨ ﻮب ﻏ ﺮب ﻓﺮﻧﺴ ﺎ وﺷ ﻤﺎل ﺷ ﺮق‬ ‫اﻟﺴ ﺤﺮﻳﺔ واﻟﻄﻮﻃﻤﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﻋﺒ ﺎدة ‪،‬اﻹﻟ ﻪ وﻳﺒ ﺪأ اﻟﻔ ﻦ ﻋﻨ ﺪ‬
‫أﺳﺒﺎﻧﻴﺎ وﺷﻤﺎل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻓﻘ ﺪ هﻴ ﺄت اﻟﺒﻴﺌ ﺔ ﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻌﺼ ﻮر‬ ‫اﻹﻧﺴ ﺎن اﻟﺒ ﺪاﺋﻲ ﻣﻨ ﺬ ﻣﺤﺎوﻟﺘ ﻪ اﻷوﻟ ﻰ ﺳ ﻜﻦ اﻟﻜﻬ ﻮف‬
‫)‪(4‬‬
‫ﻇﺮوﻓﺎﺎ ﺳﺎﻋﺪﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻓﺘﻪ وﻗﺘﺬاك ‪.‬‬
‫ﻇﺮوﻓً‬ ‫واﻟﻤﻼﺟﺊ وﺻﻨﺎﻋﺘﻪ ﻟﺴ ﻼﺣﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺤﺠ ﺎرة ﺑﻬ ﺪف اﻟ ﺪﻓﺎع‬
‫)‪(1‬‬
‫واﻟﻔ ﻦ ﻧﺸ ﺄ ﻣ ﻊ اﻹﻧﺴ ﺎن ﻣﻨ ﺬ أن ﺑ ﺪأت اﻟﺤﻴ ﺎة اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﻋﻦ اﻟﻨﻔﺲ وﺻﻴﺪ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ‪.‬‬
‫وهﻲ ﻋﺒﺎرة ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﺤﺘﻬﺎ واﺣ ﺪ ﻣﻤ ﻦ‬ ‫وﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻋ ﺮف اﻹﻧﺴ ﺎن اﻟﺒ ﺪاﺋﻲ اﻟﺰراﻋ ﺔ وآﺎﻧ ﺖ‬
‫ﻳﺪرﺳ ﻮن ﺗ ﺎرﻳﺦ اﻹﻧﺴ ﺎن ﺳ ﻮاء ﻣ ﻦ اﻟﻮﺟﻬ ﺔ اﻟﻨﻔﺴ ﻴﺔ أو‬ ‫اﻷﺧﻴﺮة ﺑﺪاﻳﺘﻪ ﻋﻬﺪ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻨﺰوﻋ ﻪ اﻟﻔﻨ ﻲ وﺗﻄ ﻮر إﺣﺴﺎﺳ ﻪ‬
‫اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻟﻜﻦ هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرة رﻏﻢ ﺑﺴﺎﻃﺘﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﺗﺘﻀ ﻤﻦ‬ ‫ﺑﺎﻟﺠﻤﺎل وﻣﺎ ﻟﺒﺚ أن أﺧﺬ ﻳﺰﺧﺮف ﺟﺪران اﻟﻜﻬ ﻮف ﺑﺸ ﺘﻰ‬
‫ﺛﻼث ﻣﺸﻜﻼت ﻋﻮﻳﺼﺔ واﺟﻬﻬﺎ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺒﺸﺮي ﻓ ﻲ ﺣﻴﺎﺗ ﻪ‬ ‫أﻧ ﻮاع اﻟﺤﻴﻮاﻧ ﺎت اﻟﻤﺴ ﺘﻤﺪة إﻟﻬﺎﻣﻬ ﺎ ﻣ ﻦ اﻟﺒﻴﺌ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن‬
‫)‪(2‬‬
‫وهﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺤﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ذاﺗﻬﺎ وآﻴﻒ ﺑﺪأت ؟ ﺛ ﻢ ﻧﺸ ﺄة‬ ‫ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺒﺪاﺋﻲ ﺣﻴﻨﺬاك ‪.‬‬
‫ﻼ ﻓﻲ‬ ‫ﺘﻘﻼ‬
‫ﻼ ﻣﺮﺗﺒﻄ ًﺎ ﺑﺎﻹﻧﺴ ﺎن وﻣﺴ ﺘﻘ ً‬ ‫اﻟﻔ ﻦ ﻧﻔﺴ ﻪ ﺑﻮﺻ ﻔﻪ ﻋﻤ ً‬ ‫وﻳﺒ ﺪو أن ﻧﺸ ﺄة اﻟﻔ ﻦ اﻷوﻟ ﻰ ﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ ﻓﻨﻴ ﺔ وإﻧﻤ ﺎ آﺎﻧ ﺖ‬
‫ذاﺗ ﻪ وأﺧﻴ ﺮﺮاًا ﻣﺸ ﻜﻠﺔ اﻟﻀ ﺮورة اﻟﺘ ﻲ رﺑﻄ ﺖ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻔ ﻦ‬ ‫وﻇﻴﻔﻴ ﺔ وإﺳ ﺘﻌﻤﺎﻟﻴﺔ ﺣﻴﻨﻤ ﺎ ﺣ ﺎول اﻹﻧﺴ ﺎن اﻟﺒ ﺪاﺋﻲ أن‬
‫)‪(5‬‬
‫واﻹﻧﺴﺎن ‪.‬‬
‫*ﻗﺴﻢ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ‪ -‬آﻠﻴﺔ اﻵداب ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﺒﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -------------------------------‬ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﺒﻬﺎ )ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹ�ﺴﺎ�ﻴﺔ(ﺍ‪‬ﻠﺪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ )‪ 2008‬ﻑ( ‪-------------------------------‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪ --------------------------------------------------------------------------‬ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻲ ﰲ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻃﺎﺭﻩ ﺍﳉﻐﺮﺍﰲ‬
‫ﺻﺒﻎ اﻟﻌﻈﺎم ﺑﻤﺴﺤﻮق أﺣﻤﺮ ﻟﻤﺤﺎآﺎة اﻟ ﺪم آﺮﻣ ﺰ ﻟﻠﺤﻴ ﺎة ‪.‬‬ ‫وﻗ ﺪ ﻋ ﺮف ﺗﻮﻣ ﺎ اﻷآ ﻮﻳﻨﻲ اﻹﻧﺴ ﺎن ﺑﻘﻮﻟ ﻪ )إﻧﻤ ﺎ اﻹﻧﺴ ﺎن‬
‫)‪(11‬‬
‫ﻋﻘﻞ وﻳﺪ( ‪ ،‬واﻟﻤﻌﺮوف أن وﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﻘ ﻞ اﻟﺘﻔﻜﻴ ﺮ ووﻇﻴﻔ ﺔ‬
‫وﻳﺤﺘﻤﻞ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺤﺎوﻟ ﺔ ﺻ ﺒﻎ ﺟﺜ ﺔ اﻟﻤﻴ ﺖ أو هﻴﻜﻠ ﻪ‬ ‫اﻟﻴ ﺪ اﻟﻔﻌ ﻞ أو اﻟﻌﻤ ﻞ وﻓ ﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ اﻷوﻟ ﻰ ﻣ ﻦ اﻟﺤﻴ ﺎة‬
‫اﻟﻌﻈﻤ ﻲ ﺑﻬ ﺬﻩ اﻟﺼ ﺒﻐﺔ وذﻟ ﻚ ﻟﺸ ﺤﻨﻬﺎ ﺑﻘ ﻮة اﻟﺤﻴ ﺎة اﻟﺘ ﻲ‬ ‫اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ آﺎﻧﺖ اﻟﻴﺪ هﻲ اﻷداة اﻟﺘﻲ ﻓﺘﺤ ﺖ اﻟﻌﻘ ﻞ وﻧﺸ ﻄﺖ‬
‫آﺎﻧﺖ ﻳﺮى إﻧﺴﺎن اﻟﻌﺼ ﺮ اﻟﺤﺠ ﺮي اﻟﻘ ﺪﻳﻢ أﻧﻬ ﺎ ﺗﻜﻤ ﻦ ﻓ ﻲ‬ ‫وﻇﻴﻔﺘﻪ وﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻴﺪ راح اﻹﻧﺴﺎن اﻷول ﻳﺴﺘﻜﺸﻒ ﺛ ﻢ‬
‫اﻟﺪم أو ﻓﻲ اﻟﺼﺒﻐﺔ اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ﻟﻠﺪم ﻟﻜﻲ ﺗﻘ ﻮم وﺗ ﻨﻬﺾ ﺑﻌ ﺪ‬ ‫راح اﻟﻌﻘﻞ ﻳﺮﺑﻂ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ أﺳﺘﻜﺸﻔﺘﻪ اﻷﻳﺪي ﺑﻴﻦ اﻟﻔﻌﻞ‬
‫)‪(6‬‬
‫اﻟﻤﻮت أو ﺗﻌﺎد وﻻدﺗﻬﺎ وﻗﺪ ﻋﺜ ﺮ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺜ ﻞ ه ﺬﻩ اﻟﻄﻘ ﻮس‬ ‫واﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻓﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺧﻼل ذﻟﻚ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ‪.‬‬
‫ﻓﻲ ﻋﺪد آﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﻮر اﻟﻤﻜﺘﺸﻔﺔ ﻓ ﻲ آ ﻞ ﻣ ﻦ آﺮﻳﻤﺎﻟ ﺪي‬ ‫وﻳﺒﺪو أن اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺒﺪاﺋﻲ آﺎن ﻳﻬﺪف إﻟ ﻰ ﺳ ﺪ ﺣﺎﺟﺎﺗ ﻪ‬
‫)‪(12‬‬
‫وﺑﺎﻓﻴﻼﻧﺪ وآﻼﻣﻮران وﺑﺮﻧﻮ وﻏﻴﺮهﺎ ‪.‬‬ ‫اﻟﻔﺴ ﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻀ ﺮورﻳﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤ ﺎء واﻟﻐ ﺬاء واﻟﺠ ﻨﺲ‬
‫وﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ ﺗﻌﺘﺒ ﺮ ه ﺬﻩ اﻟﻄﻘ ﻮس اﻟﺪﻳﻨﻴ ﺔ اﻟﺴ ﺎﻟﻔﺔ اﻟ ﺬآﺮ‬ ‫وﺗﺄﻣﻴﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻧﻔﺴ ﻪ ﺿ ﺪ أﺧﻄ ﺎر اﻟﻄﺒﻴﻌ ﺔ ﻣ ﻦ‬
‫ﻣﺠﺮد ﻣﻌﺘﻘﺪات آﺎن ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻘﺪﻳﻢ وﻗﺘﺬاك ‪.‬‬ ‫ﻼ‬‫ﺟﻬ ﺔ وﻋ ﺪوان اﻟﺤﻴ ﻮان اﻟﻀ ﺎري ﻣ ﻦ ﺟﻬ ﺔ أﺧ ﺮى ﻓﻀ ً‬
‫وﻳﻤﻜﻨﻨ ﺎ ﺗﻌﺮﻳ ﻒ اﻟﻔ ﻦ اﻟﺼ ﺨﺮي ﺑﺄﻧ ﻪ ﺿ ﺮب ﻣ ﻦ‬ ‫ﻋ ﻦ ﺻ ﺮاﻋﻪ اﻟ ﺪاﺋﻢ ﺑﻴﻨ ﻪ وﺑ ﻴﻦ ﺑﻨ ﻲ ﺟﻨﺴ ﻪ ﺣ ﻮل ﻣ ﻮارد‬
‫اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻹﺑﺪاﻋﻲ ﻳﺘﺠﺴﺪ ﻓﻲ ﻟﻮﺣﺎت ﺟﺪارﻳﺔ ﻗ ﺎم ﺑﺈﻧﺠﺎزه ﺎ‬ ‫اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﺑﺤﻴﺚ آﻔﻠﺖ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻟﻪ وﻗﺘ ﺬاك وﺟ ﺪاﻧً‬
‫اﻧﺎﺎ‬
‫اﻹﻧﺴ ﺎن اﻟﻘ ﺪﻳﻢ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﻄﻮح ﺻ ﺨﺮﻳﺔ داﺧ ﻞ اﻟﻜﻬ ﻮف‬ ‫ﺑﺮﻳﺌﺎﺎ آﻮﺟﺪان اﻟﻄﻔﻞ ﻓﺄﺳﺘﻐﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻄﺎء اﻟ ﺬهﻨﻲ‬ ‫ﻳﻘﻈﺎﺎ ﺑﺮﻳﺌً‬
‫ﺣﻴﺎﺎ ﻳﻘﻈً‬
‫ﺣﻴً‬
‫وﺧﺎرﺟﻬﺎ وهﻲ ﻇﺎهﺮﻳ ﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴ ﺔ ﺗﻜ ﺎد ﺗﻜ ﻮن ﻣﻮﺟ ﻮدة ﻓ ﻲ‬ ‫وﺿ ﻊ ﺣﻀ ﺎرﺗﻪ اﻟﺒﺴ ﻴﻄﺔ ﻋﻠ ﻰ ﺳ ﻔﻮح اﻟﺠﺒ ﺎل وذﻟ ﻚ ﻓ ﻲ‬
‫)‪(7‬‬
‫ﻣﻌﻈﻢ ﺑﻘ ﺎع اﻟﻤﻌﻤ ﻮرة وإن أﺧﺘﻠﻔ ﺖ ﻣﻀ ﺎﻣﻴﻨﻬﺎ وأﻋﻤﺎره ﺎ‬ ‫ﻇﺮوف ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ ‪.‬‬
‫)‪(13‬‬
‫ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻷﺧﺮى ‪.‬‬ ‫واﻟﻔ ﻦ ﻧﺸ ﺎط ﻳﻤﻴ ﺰ اﻹﻧﺴ ﺎن ﻋ ﻦ ﺳ ﺎﺋﺮ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗ ﺎت‬
‫وﻳﻌﺘﺒ ﺮ اﻟﻔ ﻦ اﻟﺼ ﺨﺮي آﺴ ﺎﺋﺮ اﻹﺑ ﺪاﻋﺎت اﻟﻔﻨﻴ ﺔ‬ ‫ﺪاا ﻳﻌ ﻮد‬
‫اﻷﺧ ﺮى وه ﻮ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻠﻜ ﺎت اﻟﺒﺸ ﺮﻳﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ ﺟ ﺪً‬
‫اﻷﺧﺮى ﺳﻤﺔ ﺗﻤﻴﺰ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻣ ﻦ اﻟﻜﺎﺋﻨ ﺎت اﻟﺤﻴ ﺔ‬ ‫ﻋﻤ ﺮﻩ إﻟ ﻰ أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﺛﻼﺛ ﻴﻦ أﻟ ﻒ ﺳ ﻨﺔ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻇﻬ ﺮت‬
‫وذﻟ ﻚ ﻷن اﻟﻨﺰﻋ ﺔ اﻟﻔﻨﻴ ﺔ أﻣ ﺮ ﻏﺮﻳ ﺰي ﻓﻴ ﻪ آ ﺎن ﻳﻬ ﺘﻢ ﺑﻬ ﺎ‬ ‫اﻟﺮﺳ ﻮم اﻟﺒﺪاﺋﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺰﻳﻦ اﻟﻜﻬ ﻮف ﻓ ﻲ ﺟﻨ ﻮب ﻏ ﺮب‬
‫ﻣﻨ ﺬ أﻗ ﺪم اﻟﻌﺼ ﻮر وأﻳﻀ ًﺎ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﻳﻨ ﺘﺞ اﻵﻻت اﻟﺒﺪاﺋﻴ ﺔ‬ ‫ﻓﺮﻧﺴﺎ وﺷﻤﺎل ﺷﺮق أﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ‪ ،‬وﻟﻌﻞ ﻣﻦ أروع ﻓﻨﻮن ﻣﺎﻗﺒﻞ‬
‫اﻟﻤﺼ ﻨﻮﻋﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺤﺠ ﺎرة آ ﺎن ﻳﺤ ﺎول ﺟﺎه ﺪﺪاًا ﺗﻘﻮﻳﻤﻬ ﺎ‬ ‫اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻦ اﻟﺼﺨﺮي ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﻜﺒﺮى وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ‬
‫وﺗﻬﺬﻳﺒﻬﺎ ﻟﻴﻈﻬﺮهﺎ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻻﺋﻖ ‪ ،‬وأﺳﺘﻤﺮ ﻓ ﻲ ﻣﺤﺎوﻻﺗ ﻪ‬ ‫ﺟﺒﺎل اﻷآﺎآﻮس ﺑﻠﻴﺒﻴﺎ وﻓﻲ ﺟﺒ ﺎل ﺗﺎﺳ ﻴﻠﻲ ﺑ ﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺣﻴ ﺚ‬
‫اﻟﻤﺘﻜ ﺮرة ﺣﺘ ﻰ ﺗﻤﻜ ﻦ ﺑﻤ ﺮور اﻟ ﺰﻣﻦ ﻣ ﻦ إﺗﻘ ﺎن اﻟﺼ ﻨﺎﻋﺔ‬ ‫وﺟﺪت ﺁﻻف ﻣﻦ اﻟﻠﻮﺣﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻣﺮﺳ ﻮﻣﺔ داﺧ ﻞ اﻟﻜﻬ ﻮف‬
‫)‪(14‬‬
‫ﻓﻲ أروع ﺻﻮرهﺎ اﻟﻔﻨﻴﺔ ‪.‬‬ ‫وﻋﻠ ﻰ أﺳ ﻄﺢ اﻟﺼ ﺨﻮر اﻟﻤﺘﻨ ﺎﺛﺮة ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﺤﺮاء وﻳﻌﺘﺒ ﺮ‬
‫وﻳﻌﺒﺮ اﻟﻔﻦ اﻟﺼﺨﺮي ﻋﻦ ﺻﻮرة اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺎرﺳﻬﺎ‬ ‫ﻼ ﻟﺤﻴﺎة إﻧﺴﺎن ﺻﺤﺮاء ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ‬ ‫ﻼ ﺣﺎﻓ ً‬
‫ﺣﺎﻓﻼ‬ ‫هﺬا اﻟﻔﻦ ﺳﺠ ً‬
‫ﺳﺠﻼ‬
‫اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺒ ﺪاﺋﻲ ﻓ ﻲ ﻋﺼ ﻮر ﻣ ﺎ ﻗﺒ ﻞ اﻟﺘ ﺎرﻳﺦ ﻣﺜ ﻞ رﺳ ﻮم‬ ‫إﻧﻌﻜﺴ ﺖ ﻓﻴ ﻪ اﻟﺘﻄ ﻮرات اﻟﻤﺎدﻳ ﺔ واﻟﻤﺜﺎﻟﻴ ﺔ ﻟﺴ ﻜﺎن ﺗﻠ ﻚ‬
‫دور اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت اﻹﺳﺘﻮاﺋﻴﺔ واﻟ ﺮؤوس اﻟﻤﺴ ﺘﺪﻳﺮة واﻟﺮﻋ ﺎة‬ ‫اﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴ ﺔ ‪ (8) .‬إذ أودﻋﻮه ﺎ ﺧﻠﺠ ﺎت أﻧﻔﺴ ﻬﻢ ﻣ ﻦ‬
‫واﻟﺨﻴﻮل واﻟﺠﻤﺎل وﻏﻴﺮهﺎ ‪.‬‬ ‫ﺁﻻم وأﺣ ﺰان وأﻓ ﺮاح وأﺷ ﺠﺎن وﺻ ﻮروا ﻓﻴﻬ ﺎ ﻧﻈ ﺮﺗﻬﻢ‬
‫وأﺻﺒﺤﺖ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺪرﺳﺔ ﻓﻨﻴ ﺔ آﺒ ﺮى‬ ‫ﺗﺠﺎﻩ اﻟﺤﻴﺎة واﻟﻤﻮت وﻋﻼﻗ ﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌ ﺔ اﻟﻤﺤﻴﻄ ﺔ ﺑﻬ ﻢ وﻣ ﻦ‬
‫ﻳﺘﺠﻠ ﻰ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻹﺑ ﺪاع اﻟﻔﻨ ﻲ ﻣ ﻦ ﺗﺼ ﻮﻳﺮ وﺗﻠ ﻮﻳﻦ وزﺧﺮﻓ ﺔ‬ ‫ﺛ ﻢ ﻓ ﺈن ﻣﻌﺮﻓﺘﻨ ﺎ ﺿ ﺮورﻳﺔ ﻟﻤ ﺪارج اﻟﻔﻜ ﺮ اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻲ‬
‫ﺑﻜﻞ ﺻﻮرة ﺗﺠﺮﻳﺪﻳﺔ وواﻗﻌﻴﺔ ورﻣﺰﻳ ﺔ ﺣﻴ ﺚ ﺗﺠﺴ ﺪ روح‬ ‫وﺗﻄ ﻮرﻩ وﻟ ﻮﻻ وﺟ ﻮد ه ﺬا اﻟﻔ ﻦ ﻟﻤ ﺎ أﺳ ﻄﻌﻨﺎ أن ﻧﺘﻌ ﺮف‬
‫اﻹﺑ ﺪاع اﻟﻔﻨ ﻲ واﻟﻌﻘﻴ ﺪة اﻟﺴ ﺎﺋﺪة واﻟﻨﺰﻋ ﺔ اﻟﺮوﺣﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻤﻨﺪﺛﺮة وﻻ ﻋﻠ ﻰ ﺣﻴﺎﺗﻬ ﺎ اﻟﻔﻜﺮﻳ ﺔ‬
‫)‪(15‬‬ ‫)‪(9‬‬
‫ﺳﺎدت ﻋﻨﺪ إﻧﺴﺎن هﺬﻩ اﻟﻌﺼﻮر ‪.‬‬ ‫واﻟﻤﺪى اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﺬي وﺻﻠﺖ إﻟﻴﻪ‬
‫ﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ أن اﻟﻔﻦ اﻟﺒﺪاﺋﻲ ﻗﺪ ﻗﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻼﺣﻢ ﻣﻊ‬ ‫وﻟﻘﺪ ﺑﺮز اﻟﻔ ﻦ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌ ﺎت ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﻹﻋﺘﻘ ﺎد‬
‫اﻟﻄﺒﻴﻌ ﺔ ﻟﺘﺠﺴ ﻴﺪهﺎ ﻓﺎﻷﻋﻤ ﺎل اﻟﻔﻨﻴ ﺔ ﺗﻘ ﻮم ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﻠﻮب‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﺰﻋ ﺔ اﻟﺤﻴﻮﻳ ﺔ )‪ (Animism‬واﻟﻄﻮﻃﻤﻴ ﺔ‬
‫أﺣﺎدي اﻟﻠ ﻮن ﻳﺼ ﺒﺢ ﻓﻴ ﻪ اﻟﻠ ﻮن اﻟﻮاﺣ ﺪ ﻣﺰﻳﺠ ًﺎ ﻣ ﻦ ﻟ ﻮﻧﻴﻦ‬ ‫)‪ (Totemisme‬وآ ﺬﻟﻚ ﻋﺒ ﺎدة اﻷﺳ ﻼف واﻟﻄﻘ ﻮس‬
‫)‪(16‬‬ ‫)‪(10‬‬
‫أو أآﺜﺮ ‪.‬‬ ‫اﻟﺴﺤﺮﻳﺔ اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ اﻷﺳﻄﻮرﻳﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ اﻟﺴﺤﻴﻖ آﺎن اﻟﻔﻨﺎن اﻟﺒﺪاﺋﻲ ﻻ ﻳﺮﺳﻢ ﺳﻮى‬ ‫ﻓﺎﻟﻄﻘﻮس اﻟﺴﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺒﺪاﺋﻲ آﺎﻧﺖ ﻣﺤﺎوﻟﺔ‬
‫اﻟﺨﻄ ﻮط اﻟﺨﺎرﺟﻴ ﺔ ﻷﺷ ﻜﺎل اﻟﺤﻴﻮاﻧ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﻌ ﻮد ﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﻟﻠﺴ ﻴﻄﺮة ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﻮى اﻟﻄﺒﻴﻌ ﺔ وه ﻲ ﻣﺤﺎوﻟ ﺔ ﻗﺎﻣ ﺖ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﺻﻴﺪهﺎ ﺛﻢ ﺑ ﺪأ ﻳﻜﺘﺴ ﺐ اﻟﻤﻬ ﺎرات اﻟﻔﻨﻴ ﺔ ‪ ،‬وأﺧ ﺬ ﻳﺒ ﺪع ﻓ ﻲ‬ ‫أﺳﺎس اﻹﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن ﻣﺤﺎآﺎة هﺬﻩ اﻟﻘ ﻮى إﻧﻤ ﺎ ﺗﻤ ﻨﺢ اﻹﻧﺴ ﺎن‬
‫إﺧﺘﻴ ﺎر اﻷﻟ ﻮان اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺒﺔ اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﻳﺤﺼ ﻞ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﻣ ﻦ‬ ‫ﻗ ﻮى ﻟﻠﺘﻐﻠ ﺐ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ وﻣ ﻦ أﻗ ﺪم ه ﺬﻩ اﻟﻌ ﺎدات اﻟﻌﻤﻠﻴ ﺔ‬
‫اﻟﺮواﺳ ﺐ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ﺔ ﻷآﺴ ﻴﺪ اﻟﺤﺪﻳ ﺪ اﻟﺤﻤ ﺮ وآﺮﺑﻮﻧ ﺎت‬ ‫اﻟﺴﺤﺮﻳﺔ اﻟﻄﻘﺲ اﻟﺨﺎص ﺑﺪﻓﻦ اﻟﻤﻮﺗﻰ ‪.‬‬
‫اﻟﺤﺪﻳﺪ اﻟﻤﺘﺪرﺟﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻠ ﻮن اﻷﺻ ﻔﺮ إﻟ ﻰ اﻟﺒﺮﺗﻘ ﺎﻟﻲ وآ ﺎن‬ ‫وﻳﻈﻬ ﺮ ﻓ ﻲ ﻣﻌﻈ ﻢ ﻋ ﺎدات اﻟ ﺪﻓﻦ اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ أن ﺳ ﺎﻗﻲ‬
‫ﻳﺤﺼ ﻞ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻠ ﻮن اﻷﺳ ﻮد ﻣ ﻦ اﻟﻔﺤ ﻢ اﻟﻨ ﺎﺗﺞ ﻋ ﻦ ﺣ ﺮق‬ ‫اﻟﻤﻴﺖ ﻳﺘﻢ ﺛﻨﻴﻬﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻠ ﺪا وﺿ ﻊ اﻟ ﻮﻻدة وأﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻣ ﺎ ﻳ ﺘﻢ‬
‫‪13‬‬ ‫‪ -------------------------------‬ﳎﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﺒﻬﺎ )ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹ�ﺴﺎ�ﻴﺔ(ﺍ‪‬ﻠﺪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻷﻭﻝ )‪ 2008‬ﻑ( ‪-------------------------------‬‬
‫ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺮﻳﻔﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ‪------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫واﻟﻔ ﻦ اﻟﺼ ﺨﺮي ه ﻮ اﻟﺸ ﻜﻞ اﻟﻮﺣﻴ ﺪ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴ ﺮ اﻹﻧﺴ ﺎﻧﻲ‬ ‫اﻟﻌﻈ ﺎم وآﺎﻧ ﺖ ﻣ ﻮاد اﻷوﻻن ه ﺬﻩ ﺗﻄﺤ ﻦ وﺗﺨﻠ ﻂ ﺑ ﺪهﻮن‬
‫)‪(17‬‬
‫اﻟﺤﻀ ﺎري اﻟ ﺬي ﻣ ﻮرس ﺑ ﻼ إﻧﻘﻄ ﺎع ﻣ ﻦ ﻋﺸ ﺮات ﺁﻻف‬ ‫اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ‪.‬‬
‫ﻣ ﻦ اﻟﺴ ﻨﻴﻦ ﺣﺘ ﻰ وﻗﺘﻨ ﺎ اﻟﺤﺎﺿ ﺮ ﻓ ﻲ ﻣﺨﺘﻠ ﻒ ﻣﻮاﻗ ﻊ اﻟﻔ ﻦ‬ ‫وﺟﺪﻳﺮاا ﺑﺎﻟﺬآﺮ أن اﻟﻔﻦ اﻟﺼﺨﺮي ﻓﻲ ﻋﺼﻮر ﻣ ﺎ ﻗﺒ ﻞ‬ ‫وﺟﺪﻳﺮً‬
‫اﻟﺼﺨﺮي ‪.‬‬ ‫اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻳﻮﻓﺮ ﻟﻨﺎ إﻟﻰ ﺣ ﺪ ﺑﻌﻴ ﺪ أآﺒ ﺮ ﻗ ﺪر ﻣ ﻦ اﻟ ﺪﻻﺋﻞ ﻋ ﻦ‬
‫إن اﻟﻔﻦ اﻟﺼﺨﺮي ﻓ ﻲ اﻟﺼ ﺤﺮاء ه ﻮ واﺣ ﺪ ﻣ ﻦ أآﺜ ﺮ‬ ‫ﺑﺪاﻳﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻔﻨﻴ ﺔ واﻟﻤﻌﺮﻓﻴ ﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴ ﺔ وه ﻮ ﻣﻮﺟ ﻮد‬
‫ﺪﻗﺎًﺎ ﻓ ﻲ رﺳ ﻢ ﺻ ﻮرة ﻟﺤﻴ ﺎة إﻧﺴ ﺎن ذﻟ ﻚ‬ ‫آﺘﺐ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺻ ﺪﻗ‬ ‫ﻓ ﻲ أﻏﻠ ﺐ ﺑﻠ ﺪان اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻨ ﺎﻃﻖ اﻹﺳ ﺘﻮاﺋﻴﺔ ﺣﺘ ﻰ‬
‫اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻗﺪ ﺗﻜ ﻮن هﻨ ﺎك ﻃ ﺮق ﻣﺨﺘﻠﻔ ﺔ وأﻗ ﺪم وﻟﻜ ﻦ اﻟﻘﻠﻴ ﻞ‬ ‫اﻟﻤﻨ ﺎﻃﻖ اﻟﻘﻄﺒﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻮاﻗ ﻊ ﺗﺘ ﺮاوح ﻣ ﺎ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻜﻬ ﻮف‬
‫ﻣﻨﻬ ﺎ ﻋﻠ ﻰ ه ﺬﻩ اﻟﺪرﺟ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻤ ﺎل واﻟﺤﻴﻮﻳ ﺔ إﻧ ﻪ راﺋ ﻊ‬ ‫اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ واﻟﺠﺒﺎل اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ وﻗﺪ وﺟﺪت ﻋﺸ ﺮات اﻟﻤﻼﻳ ﻴﻦ ﻣ ﻦ‬
‫وﻣ ﺪهﺶ ﻳﺠﻌﻠﻨ ﺎ ﻧﻔﻜ ﺮ ﺑﻌﻤ ﻖ ﻓ ﻲ اﻟﺮﺳ ﺎﻟﺔ اﻟﺴ ﺎﺣﺮة اﻟﺘ ﻲ‬ ‫اﻷﺷ ﻜﺎل واﻟﺮﺳ ﻮﻣﺎت ﻋﻠ ﻰ اﻟﺼ ﺨﺮ وﻣ ﺎ زال ﻳﻜﺘﺸ ﻒ‬
‫)‪(21‬‬ ‫)‪(18‬‬
‫ﻳﻮﺻﻠﻨﻬﺎ ﻟﻨﺎ ‪.‬‬ ‫اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻨﻬﺎ آﻞ ﻋﺎم ‪.‬‬
‫وأن اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺳﺘﻀﻊ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ إذا وﻋ ﺖ ﻣﺎﺿ ﻴﻬﺎ ﻷن‬ ‫وهﺬا اﻟﺴ ﺠﻞ اﻟﻀ ﺨﻢ ﺷ ﺒﻪ اﻟ ﺪاﺋﻢ واﻟﻤﺘ ﺮاآﻢ ه ﻮ أآﺒ ﺮ‬
‫ﺗﺠﺮﺑﺘﻨﺎ ﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺿﺮ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻓ ﻲ‬ ‫دﻟﻴ ﻞ ﻣﺒﺎﺷ ﺮ ﻟ ﺪﻳﻨﺎ ﻋ ﻦ آﻴﻔﻴ ﺔ ﺗﺤ ﻮل اﻹﻧﺴ ﺎن اﻷول إﻟ ﻰ‬
‫ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ‪ ،‬وأن ﻧﻜﺮان ذﻟ ﻚ ﻳﺤﺮﻣﻨ ﺎ ﻣ ﻦ آ ﻞ رآﻴ ﺰة‬ ‫إﻧﺴﺎن ﺗﻢ ﺗﻄﻮﻳﺮﻩ ﻟﻸﻧﻈﻤﺔ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻤﺮآﺒﺔ ‪.‬‬
‫)‪(22‬‬
‫ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ وﻣﻦ آﻞ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ‪.‬‬ ‫وﻳﺒﺪو أن إﻧﺘﺎج اﻟﻔﻦ ﺳﺒﻘﺘﻪ أﺷﻜﺎل اﻟﺴﻠﻮك ﻏﻴ ﺮ اﻟﻨﻔﻌ ﻲ‬
‫وﻗ ﺪ آ ﺎن اﻟﻔ ﻦ اﻟﺼ ﺨﺮي ﻓ ﻲ ﺳ ﻴﺎﻗﻪ اﻟﺤﻀ ﺎري‬ ‫أي اﻟﺴ ﻠﻮك اﻟ ﺬي ﻳﻔﺘﻘ ﺪ ﻟﻠﻐ ﺮض اﻟﻌﻤﻠ ﻲ وأن أوﻟ ﻰ اﻷدﻟ ﺔ‬
‫اﻷﺻﻠﻲ ﻳﺤﻈﻰ ﺑﺎﻹﺣﺘﺮام اﻟﺬي ﻳﺤﺎط ﺑﻪ ﺗﻤﺎﻣً‬
‫ﺗﻤﺎﻣﺎﺎ ﻣﺜ ﻞ اﻟﺒﻴﺌ ﺔ‬ ‫اﻷﺛﺮﻳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻤﻜ ﻦ ﺗﺒﻨﻴﻬ ﺎ واﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺪل ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ه ﻲ‬
‫ﺰءاا ﻣﻨﻬ ﺎ ‪ ،‬أﻣ ﺎ اﻵن ﺳ ﻮاء ﺑﺎﻟﻨﺴ ﺒﺔ‬‫اﻟﺘ ﻲ آ ﺎن ﻳﺸ ﻜﻞ ﺟ ﺰءً‬ ‫إﺳ ﺘﺨﺪام اﻟﻠ ﻮن اﻷﺻ ﻔﺮ ﺑﻠ ﻮن اﻟﻤﻌ ﺰة أو ﺣﺠ ﺮ اﻟ ﺪم وه ﻮ‬
‫ﻟﻤ ﺄوى اﻟﺼ ﺨﻮر أو ﺗﻠ ﻚ اﻟﺘ ﻲ ﻓ ﻲ اﻟﻬ ﻮاء اﻟﻄﻠ ﻖ أﺻ ﺒﺢ‬ ‫ﺧ ﺎم ﻣ ﻦ ﺧﺎﻣ ﺎت اﻟﺤﺪﻳ ﺪ أﺣﻤ ﺮ اﻟﻠ ﻮن ﻣﺠﻤ ﻊ وﻳﺘﺴ ﺨﺪم‬
‫)‪(19‬‬
‫ﺪﻓﺎﺎ ﻟﻜ ﻞ أﻧ ﻮاع اﻟﻌ ﺪوان ﻣ ﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌ ﺔ‬‫اﻟﻔ ﻦ اﻟﺼ ﺨﺮي ه ﺪﻓً‬ ‫ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻨﺎس ﻣﻨﺬ ﺁﻻف اﻟﺴﻨﻴﻦ ‪.‬‬
‫واﻟﻨﺎس وهﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ هﺬا اﻟﻔﻦ اﻟﺜﻤﻴﻦ اﻟﻴﻮم ﺗﺮاﺛ ًﺎ ﻣﻌﺮﺿ ًﺎ‬ ‫واﻟﻔﻦ اﻟﺼﺨﺮي هﻮ ﻣﺜﺎل ﻟﻔﻦ ﻋﺎﻟﻤﻲ ﻳﻤﺜﻞ اﻟﺘﻌﺒﻴ ﺮات‬
‫ﻟﻠﺨﻄﺮ)‪. (23‬‬ ‫اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﻋﻦ اﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺠﻤﺎل ﻟ ﺪى‬
‫ﻟﻘﺪ ﺻﺎدﻗﺖ اﻟﺠﻤﺎهﻴﺮﻳﺔ اﻟﻌﻈﻤ ﻰ ﻋﻠ ﻰ إﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ اﻟﺘ ﺮاث‬ ‫أﺳ ﻼﻓﻨﺎ اﻟﺒﻌﻴ ﺪﻳﻦ ﻣﻨﻘﻮﺷ ﺔ ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﻄﺢ اﻟﺼ ﺨﻮر آﻔ ﻲ‬
‫اﻟﻌ ﺎﻟﻤﻲ ﺳ ﻨﺔ ‪1978‬م ‪ ،‬وﺗ ﻢ ﺗﺴ ﻤﻴﺔ ﺧﻤﺴ ﺔ ﻣﻮاﻗ ﻊ ﺛﻘﺎﻓﻴ ﺔ‬ ‫اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ ﻣﻨ ﺎﻃﻖ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ ﻣ ﻦ أﺳ ﺘﺮاﻟﻴﺎ إﻟ ﻰ أﻓﺮﻳﻘﻴ ﺎ وﻣ ﻦ‬
‫وإﺧﺘﻴﺎره ﺎ ﻟﺘﻜ ﻮن ﺿ ﻤﻦ ﻗﺎﺋﻤ ﺔ اﻟﺘ ﺮاث اﻟﻌ ﺎﻟﻤﻲ وﻣ ﻦ‬ ‫ﺁﺳﻴﺎ إﻟﻰ أوروﺑﺎ واﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺘﻴﻦ‪ ،‬ﻧﻘﺶ أﺳ ﻼﻓﻨﺎ ﻓ ﻲ ﻋﺼ ﻮر‬
‫ﺿ ﻤﻨﻬﺎ اﻟﻔﻨ ﻮن اﻟﺼ ﺨﺮﻳﺔ ﻓ ﻲ ﻣﻨﻄﻘ ﺔ ﺗ ﺎدرارت أآ ﺎآﻮس‬ ‫ﻣﺎ ﻗﺒ ﻞ اﻟﺘ ﺎرﻳﺦ اﻷﻣ ﺎآﻦ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻮﻗﻔ ﻮا ﻓﻴﻬ ﺎ أﺛﻨ ﺎء رﺣﻼﺗﻬ ﻢ‬
‫)‪(24‬‬
‫اﻟﺼ ﺤﺮاء اﻟﻠﻴﺒﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﻢ إﺧﺘﻴﺎره ﺎ ﺳ ﻨﺔ ‪1985‬م ‪.‬‬ ‫واﻷﻣﺎآﻦ اﻟﺘ ﻲ ﻟﺠ ﺄوا إﻟﻴﻬ ﺎ ﺑﺄﻋﻤ ﺎل ﻓﻨﻴ ﺔ ﺗﺤ ﺮك ﻣﺸ ﺎﻋﺮﻧﺎ‬
‫)‪(20‬‬
‫)ﻗﺎﺋﻤﺔ ‪(1‬‬ ‫وﺗﺤﻈﻰ ﺑﺈﻋﺠﺎﺑﻨﺎ‪.‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ )‪ (1‬اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻷﺛﺮﻳﺔ ﻟﻠﻔﻦ اﻟﺼﺨﺮي ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺴﺠﻠﺔ ﺑﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ وﺳﻨﻮات ﺗﺴﺠﻴﻠﻬﺎ *‬
‫اﻟﺠﺰاﺋﺮ ‪ :‬ﺗﺎﺳﻴﻠﻲ أزﺟﺮ )‪. (1982‬‬
‫أﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ ‪ :‬ﺣﺪﻳﻘﺔ آﺎآﺎدو اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ )‪ ، ( 1992 ، 1987 ، 1981‬ﺣﺪﻳﻘﺔ أﻟﻮروآﺎت ﺗﺠﻮﺗﺎ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ )‪. ( 1994 – 1987‬‬
‫اﻟﺒﺮازﻳﻞ ‪ :‬ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺳﻴﺮادي آﺎﻳﻴﻔﺎرا اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ )‪. (1991‬‬
‫ﺷﻴﻠﻲ ‪ :‬ﺣﺪﻳﻘﺔ راﻳﺎﻧﻮي اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ )‪. (1995‬‬
‫ﻓﺮﻧﺴﺎ ‪ :‬اﻟﻤﻐﺎرات اﻟﻤﺰﻳﻨﺔ ﻓﻲ وادي ﻓﻴﺰﻳﺮ )‪. (1979‬‬
‫أﻳﺮﻟﻨﺪا ‪ :‬اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﺛﺮﻳﺔ ﺑﻴﻨﺪ أوف ذاﺑﻮﻳﻦ )‪. (1993‬‬
‫إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ‪ :‬اﻟﺮﺳﻮم اﻟﺠﺪارﻳﺔ ﻓﻲ ﻓﺎآﺎﻣﻮﻧﻴﻜﺎ )‪. (1979‬‬
‫اﻟﺠﻤﺎهﻴﺮﻳﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ‪ :‬ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﻔﻦ اﻟﺼﺨﺮي ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺎدرارت أآﺎآﻮس )‪. (1985‬‬
‫اﻟﻤﻜﺴﻴﻚ ‪ :‬اﻟﺮﺳﻮﻣﺎت اﻟﺰﻳﺘﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺨﺮ ﻓﻲ ﻳﻴﺮادي ﺳﺎن ﻓﺮاﻧﺴﻴﺴﻜﻮ )‪. (1993‬‬
‫اﻟﻨﺮوﻳﺞ ‪ :‬ﻣﻮﻗﻊ اﻟﻔﻦ اﻟﺼﺨﺮي ﻓﻲ أﻟﺘﺎ )‪. (1985‬‬
‫أﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ‪ :‬آﻬﻒ أﻟﺘﺎﻣﻴﺮا )‪. (1985‬‬
‫اﻟﺴﻮﻳﺪ ‪ :‬اﻟﻔﻦ اﻟﺼﺨﺮي ﻓﻲ ﺗﺎﻧﻮم )‪. (1994‬‬
‫اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ‪ :‬ﻣﻴﺰا ﻓﻴﺮدي )‪. (1978‬‬
‫* ﻧﻘﻼ ﻋﻦ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ‪ ، 1998‬ص )‪. (39‬‬
‫ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺎدرارت أآﺎآﻮس‬
‫أﻣﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﻐﺮب ﻓﺈن وادي ﺗﻨﺮوﻓﺖ وﺣﺪﻩ ﻳﻔﺼﻠﻪ‬ ‫اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ واﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ‬
‫ﻋ ﻦ اﻟﻤﺼ ﺪات اﻷوﻟ ﻰ ﻟﻠﺘﺎﺳ ﻴﻠﻲ وﻃﺒﻴﻌ ﺔ ه ﺬﻩ اﻟﺴﻠﺴ ﻠﺔ‬ ‫أوﻻ ‪ /‬اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ‬
‫اﻟﺼ ﺨﺮﻳﺔ ﺗﺘﻘﻄﻌﻬ ﺎ أودﻳ ﺔ آﺜﻴ ﺮة ﺗﺸ ﻜﻞ اﻟﺒﻄ ﻮن اﻟﺠﺎﻓ ﺔ‬ ‫آﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﺘﺒﺎدر إﻟﻰ اﻷذهﺎن ﻣﻨﺬ أﻣﺪ ﻃﻮﻳﻞ ﺳﺆال‬
‫)‪(29‬‬
‫ﻟﻄﺮق ﻣﺎﺋﻴﺔ ﻏﺎﺑﺮة ‪.‬‬ ‫ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﺟﺎﺑﺔ ﺷﺎﻓﻴﺔ ﻟﻤﺎذا ﺳﻤﻴﺖ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺎدرارت‬
‫وﻳﺘﻜﻮن ﻣﺠﺮى ﻣﻴﺎﻩ وادي ﺗﻨﺰوﻓ ﺖ ﻣ ﻦ ﻣﻴ ﺎﻩ اﻷﻣﻄ ﺎر‬ ‫أآﺎآﻮس ﺑﻬﺬا اﻷﺳﻢ؟‪ .‬ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺰﻳﺎرة اﻟﻤﻴﺪاﻧﻴﺔ ﻟﻌﺪد ﻣﻦ‬
‫اﻟﺘﻲ ﺗﻬﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺎدرارت أآﺎآﻮس وﻣﻨ ﺎﻃﻖ‬ ‫اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻷﺛﺮﻳﺔ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﺎدرارت أآﺎآﻮس أﻟﺘﻘﻴﺖ ﻣﻦ‬
‫وادي دﻳﺮﻳﺠﻲ اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﺷﻤﺎل ﻏﺎت وﺑﻌﺪ‬ ‫ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪد ﻣﻦ ﺳﻜﺎن ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺎدرارت أآﺎآﻮس‬
‫ﻣ ﺮور ه ﺬا اﻟ ﻮادي اﻟﻤﻨ ﺎﻃﻖ ﻳﺘﻌ ﺮج ﺑﻌﺪﺋ ﺬ ﻧﺤ ﻮ اﻟﺠﻨ ﻮب‬ ‫ﻣﺴﺘﻔﺴﺮا ﻋﻦ ﺗﺴﻤﻴﺔ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ اﻟﺬآﺮ وﻏﻴﺮهﺎ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻐﺮﺑﻲ ﺣﻴ ﺚ ﻳﻠﺘﻘ ﻲ ﺑ ﺎﻟﻮادي اﻵﺧ ﺮ ﺑﻄﺒﻴﻌ ﺔ اﻟﺤ ﺎل ﻳﺼ ﻞ‬ ‫اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻷﺛﺮﻳﺔ ﺑﺘﻠﻚ اﻷﺳﻤﺎء واﺗﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ذﻟﻚ‬
‫هﺬﻩ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋﻘﺐ هﻄ ﻮل اﻷﻣﻄ ﺎر اﻟﻐﺰﻳ ﺮة ﺑﺤﻴ ﺚ ﺗﻐﻤ ﺮ‬ ‫أن آﻠﻤﺔ )ﺗﺎدرارت( ﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻟﻄﻮارق )اﻟﺘﻴﻔﻴﻨﺎغ( آﻠﻤﺔ‬
‫)‪(30‬‬
‫ﺿﻮاﺣﻲ ﻏﺎت واﻟﺒﺮآﺖ ‪.‬‬ ‫ﻣﺆﻧﺜﺔ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة‪ ،‬أﻣﺎ آﻠﻤﺔ‬
‫وﻳﻤﺘﺪ وادي ﺗﻨﺰوﻓﺖ ﺑﻴﻦ آﺘﻠﺘ ﻴﻦ ﺗﺄﺧ ﺬان ﻧﻔ ﺲ اﻹﺗﺠ ﺎﻩ‬ ‫)أدرار( ﻓﻬﻲ ﻣﺬآﺮة ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﻞ أي ﺟﺒﻞ‬
‫هﻤ ﺎ ﻣﺴ ﺎك ﻣﻠ ﺖ وﻣﺴ ﺎك ﺳ ﺘﺎﻓﺖ وﻣﻨﻄﻘ ﺔ ﺗ ﺎدرارت‬ ‫)اﻷآﺎآﻮس(‪ .‬وﻳﻌﺮف اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻷﺛﺮي اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ‬
‫أآﺎآﻮس ﻓﻲ اﻟﺸﺮق ﺑﻴﻦ ﻣﻨﺤ ﺪرات اﻟﺘﺎﺳ ﻴﻠﻲ اﻟﺸ ﺮﻗﻴﺔ ﻓ ﻲ‬ ‫ﻓﺎﺑﺮﻳﺰﻳﻮﻣﻮري ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺎدرارت أآﺎآﻮس ﻗﺎﺋﻼ‪) :‬أﺳﻢ‬
‫اﻟﻐ ﺮب وﺗﺘﻜ ﻮن اﻟﻤﻨﻄﻘ ﺔ ﻣ ﻦ ﺗﻜﻮﻳﻨ ﺎت ﺗ ﺰداد ﺣﺪاﺛ ﺔ آﻠﻤ ﺎ‬ ‫أآﺎآﻮس ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻃﺮف اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮى‬
‫أﺗﺠﻬﻨﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﺸ ﺮق إذ ﺗﻨﺤ ﺪر اﻷرض ﻣ ﻦ ﺳ ﻔﻮح ﺗﺎﺳ ﻴﻠﻲ‬ ‫ﻣﻦ ﻏﺎت وﻣﻦ وادي ﺗﻨﺰوﻓﺖ وﻳﺴﻤﻰ ﺑﻬﺬا اﻷﺳﻢ آﺬﻟﻚ‬
‫اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ﺻﺨﻮر اﻟﻌﺼ ﺮﻳﻦ اﻟﻜﻤﺒ ﺮي واﻷردﻓﻴﺸ ﻲ‬ ‫اﻟﺠﺰء اﻟﻤﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ اﻟﻐﺮب ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﻨﺤﺪر اﻟﺤﺎد‬
‫ﻣ ﻦ اﻟﺤﺠ ﺮ اﻟﺠﻴ ﺮي وﺻ ﻔﺎﺋﺢ اﻟﻄ ﻴﻦ ﻧﺤ ﻮ ﺗﻜﻮﻳﻨ ﺎت‬ ‫اﻟﺬي ﻳﺤﺎذي ﻃﺮﻳﻖ ﺳﺮدﻟﻴﺲ )*( ﻏﺎت ‪ ،‬أﻣﺎ أﺳﻢ‬
‫ﺗﻨﺰوﻓ ﺖ ﻣ ﻦ اﻟﻄﻔ ﻞ اﻟﻤﺨ ﺘﻠﻂ ﺑﺎﻟﺮﻣ ﺎل وأن آ ﺎن ﻳﺘﺨﻠﻠﻬ ﺎ‬ ‫ﺗﺎدرارت ﻓﻴﻄﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺠﺒﻞ إﻟﻰ‬
‫ﺗﻜﻮﻳﻨ ﺎت اﻟﺴ ﻴﻠﻮري اﻷﻋﻠ ﻰ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ ﻣﻤ ﺎ ﻳﻌ ﺮف ﺑﺤﺠ ﺮ‬ ‫اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﻜﺜﺒﺎن اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ(‪.‬‬
‫رﻣﻠ ﻲ أآ ﺎآﻮس اﻟﻤﺨ ﺘﻠﻂ ﺑﺎﻟﻄﻔ ﻞ ‪ ،‬وﻗ ﺪ ﺣﻔ ﺮ وادي‬ ‫وﺗﻔﺼﻞ هﺬﻩ اﻟﻜﺘﻠ ﺔ اﻟﺠﺒﻠﻴ ﺔ اﻟﻮاﻗﻌ ﺔ ﺑ ﺎﻟﺠﻨﻮب اﻟﻐﺮﺑ ﻲ‬
‫ﺮاا ﻋﻤﻴﻘ ًﺎ ﺧ ﻼل ﻃﺒﻘ ﺎت ﻃ ﻴﻦ ﺗﻨﺰوﻓ ﺖ وﺗﺒﻠ ﻎ‬ ‫ﺗﻨﺰوﻓ ﺖ ﺣﻔ ﺮً‬ ‫ﻣﻦ ﻓﺰان ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﻦ ﻣﺴﺎك ﻣﻠ ﺖ وأده ﺎن ﻣ ﺮزق وﻳﻈﻬ ﺮ‬
‫)‪(31‬‬
‫إرﺗﻔﺎﻋﺎت ﻣﻨﺤﺪرات اﻟﺘﺎﺳﻴﻠﻲ ‪ 750‬ﻣﺘﺮًا ‪.‬‬ ‫أﻣ ﺎم اﻟﻘ ﺎدم ﻣ ﻦ ﺳ ﺮدﻟﻴﺲ اﻟﺠﺎﻧ ﺐ اﻟﻤﻮاﺟ ﻪ ﻟﻠﻐ ﺮب ﻋﻠ ﻰ‬
‫وأن ﻣﻨﻄﻘ ﺔ اﻟﺘﺎﺳ ﻴﻠﻲ أزﺟ ﺮ ﺗﺘﻜ ﻮن ﻣ ﻦ هﻀ ﺒﺘﻴﻦ‬ ‫ﺷﻜﻞ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻘﻄﻌﺔ رﻣﺎدﻳ ﺔ اﻟﻠ ﻮن ﻣﻐﻨﻴ ﺔ ﺑ ﺎﻟﺮؤوس‬
‫ﻣﺘﺮاآﺒﺘﻴﻦ ﻓﻮق اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻜﺮﻳﺴﺘﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻌﺼﺮ‬ ‫واﻷودﻳﺔ ‪) (25) .‬ﺷﻜﻞ ‪(2‬‬
‫ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﺎﻗﺒ ﻞ اﻟﻜﻤﺒ ﺮي وهﻤ ﺎ اﻟﺘﺎﺳ ﻴﻠﻲ اﻷﻋﻠ ﻰ واﻟﺘﺎﺳ ﻴﻠﻲ‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎﺎ ‪ /‬اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ‬
‫ﺛﺎﻧﻴ ً‬
‫اﻟ ﺪاﺧﻠﻲ واﻹﺧ ﺘﻼف ﺑﻴﻨﻬﻤ ﺎ أن اﻟﺘﺎﺳ ﻴﻠﻲ اﻟ ﺪاﺧﻠﻲ أﻗ ﺪم‬ ‫ﺗﻘ ﻊ ﻣﻨﻄﻘ ﺔ ﺗ ﺎدارارت أآ ﺎآﻮس ﺷ ﻤﺎل ﺷ ﺮق ﻣﺪﻳﻨ ﺔ‬
‫ﺗﻜﻮﻳﻨﺎﺎ ﻳﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻌﺼﺮ اﻷردﻓﻴﺸﻲ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺘﺎﺳ ﻴﻠﻲ اﻷﻋﻠ ﻰ‬ ‫ﺗﻜﻮﻳﻨً‬ ‫ﻣﺘﺮاا وﻳﻈﻬﺮ أن ﺷ ﻜﻞ اﻷآ ﺎآﻮس‬ ‫ﻏﺎت ﺑﻤﺴﺎﻓﺔ ‪ 150‬آﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮً‬
‫*)‪(32‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻓﻴﻌﻮد ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺪﻳﻔﻮﻧﻲ )‪(Devonian‬‬ ‫ﻣﺴ ﺘﻄﻴﻞ وﻋﻠ ﻰ وﺟ ﻪ ﻋ ﺎم ﺗﺘﺠ ﻪ أﻃ ﻮل أﺿ ﻼﻋﻪ ﻣ ﻦ‬
‫‪0‬‬
‫ﺮاا ﻓ ﻮق‬
‫وﻳﺒﻠ ﻎ إرﺗﻔ ﺎع ﺟﺒ ﺎل اﻷآ ﺎآﻮس ‪ 1428‬ﻣﺘ ﺮً‬ ‫اﻟﺸﻤﺎل إﻟﻰ اﻟﺠﻨ ﻮب وﻳﻘ ﻊ ﺑ ﻴﻦ ‪ 0 30 0 24‬و ‪30 0 25‬‬
‫)‪(26‬‬
‫ﻣﺴﺘﻮى ﺳ ﻄﺢ اﻟﺒﺤ ﺮ وﻳﺘﻀ ﺢ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﻓﺤ ﺺ ﺻ ﺨﻮر‬ ‫ﺷﻤﺎل ﺧﻂ اﻹﺳﺘﻮاء وإﻟﻰ ﺷﺮﻗﻪ أراﺿﻲ ﻣﺴﺎك ‪.‬‬
‫ﻣﻨﻄﻘ ﺔ ﺗ ﺎدرارت أآ ﺎآﻮس ﺑﺄﻧﻬ ﺎ ﺗﺘﻜ ﻮن ﻣ ﻦ ﻃﺒﻘ ﺎت ﻏﻴ ﺮ‬ ‫وﻣﺴ ﺎك ه ﻲ ﺣﻤ ﺎدة ذات إرﺗﻔ ﺎع ﻣﺘﻮﺳ ﻂ ﺗﻘ ﻊ إﻟ ﻰ‬
‫أرآﺎﻧﺎﺎ ﺣﺎدة‬
‫ﻣﺘﻼﺣﻤﺔ وﺗﺘﻼﺻﻖ أﻃﺮاﻓﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻜﻮن أرآﺎﻧً‬ ‫اﻟﺸ ﺮق ﻣ ﻦ ﻣﻨﻄﻘ ﺔ ﺗ ﺎدرارت أآ ﺎآﻮس وﺗﻔﺼ ﻠﻬﺎ ﻋﻨﻬ ﺎ‬
‫وﻳﻈﻬ ﺮ ﺑﻮﺿ ﻮح أن ﺗﻠ ﻚ اﻟﻄﺒﻘ ﺎت داآﻨ ﺔ أو ﻓﺎﺗﺤ ﺔ اﻟﻠ ﻮن‬ ‫ﺮاا وﺗﺒﻠ ﻎ ﻣﺴ ﺎﺣﺘﻬﺎ ﺣ ﻮاﻟﻲ ‪707250‬‬ ‫ﻣﺴﺎﻓﺔ ‪ 85‬آﻴﻠ ﻮ ﻣﺘ ﺮً‬
‫ﺑﺪرﺟ ﺔ اآﺒ ﺮ ﻣ ﻦ ﻏﻴﺮه ﺎ ﻣﻤ ﺎ ﻳ ﺪﻓﻊ إﻟ ﻰ اﻹﻋﺘﻘ ﺎد أﻧﻬ ﺎ‬ ‫آﻠ ﻢ ﻳﻘ ﻊ ﻓ ﻲ ﻃﺮﻓﻬ ﺎ اﻟﺸ ﺮﻗﻲ ﻓ ﻲ وادي اﻵﺟ ﺎل )وادي‬
‫)‪(33‬‬
‫ﺗﺤﺠﺮت ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺮات ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ ‪.‬‬ ‫ﺣﺎﻟﻴﺎًﺎ ( وﺗﻨﻘﺴﻢ ﻣﺴﺎك إﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ وهﻤﺎ ﻣﺴﺎك ﻣﻠ ﺖ‬ ‫اﻟﺤﻴﺎة ﺣﺎﻟﻴ‬
‫واﻟﻤﻌﺎدن اﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ هﺬﻩ اﻟﻄﺒﻘﺎت هﻲ اﻟﻜﻮارﺗﺰ‬ ‫وﻣﺴﺎك ﺳﺘﺎﻓﺖ وﺳﻤﻴﺖ ﺑﻬﺬا اﻷﺳ ﻢ ﻧﺴ ﺒﺔ ﻟﻠ ﻮن ﺻ ﺨﻮرهﺎ‬
‫)اﻟﺼ ﻮان اﻟﺸ ﻔﺎف( واﻟﻔﻠﺴ ﺒﺎر واﻟﺠﻴ ﺮ اﻟ ﺬي ﻳﺮﺑﻄﻬﻤ ﺎ‬ ‫)اﻷﺑﻴﺾ واﻷﺳﻮد ( ﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻟﻄﻮارق )اﻟﺘﻴﻔﻴﻨﺎغ( ‪ ،‬وﺗﺘﺨﺬ‬
‫)‪(27‬‬
‫ﺑ ﺒﻌﺾ ‪ .‬وﻳﻼﺣ ﻆ أن ﺣﺒﻴﺒ ﺎت اﻟﻜ ﻮارﺗﺰ ﺑﻬ ﺎ ﺧﻄ ﻮط‬ ‫هﻼﻟﻴﺎًﺎ و ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻬﺎ أﻳﺔ ودﻳﺎن ﻋﺮﻳﻀﺔ ‪.‬‬‫ﻼ هﻼﻟﻴ‬‫ﺷﻜﻼً‬
‫ﺷﻜ‬
‫واﺿﺤﺔ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻏﺎﻟﺒ ًﺎ ﻣ ﻦ ﺗ ﺄﺛﻴﺮ اﻟ ﺮﻳﺢ وه ﺬا اﻟ ﺮأي ﻳﺘﻔ ﻖ‬ ‫وﺗﻨﺤﻲ أراﺿﻲ ﻣﺴﺎك ﻋﻨﺪ وﺻﻮﻟﻬﺎ إﻟﻰ وادي إﻳﺮاون‬
‫ﻣ ﻊ ﻣ ﺎ ﻳﻘﻮﻟ ﻪ اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴ ﻮن ﻣ ﻦ أن ﺻ ﺨﻮر اﻟﺼ ﺤﺎري‬ ‫ﻻ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻨ ﻮب إﻟ ﻰ‬ ‫ﺪﻻ‬
‫ﻟﺘﺴ ﻴﺮ ﻣ ﻦ اﻟﻐ ﺮب إﻟ ﻰ اﻟﺸ ﺮق ﺑ ﺪ ً‬
‫رﺑﻤ ﺎ آﺎﻧ ﺖ ﻓ ﻲ اﻷﺻ ﻞ رواﺑ ﻲ ﺛ ﻢ ﺗﺤﺠ ﺮت ﻣ ﻊ ﻣ ﺮور‬ ‫اﻟﺸ ﻤﺎل وه ﻲ ﺗﻌ ﺮف ﻓ ﻲ إﺗﺠﺎهﻬ ﺎ اﻟﺠﺪﻳ ﺪ ﺑﺄﺳ ﻢ ﺣﻤ ﺎدة‬
‫)‪(34‬‬ ‫)‪(28‬‬
‫اﻟﺰﻣﻦ ‪.‬‬ ‫ﻣﺮزق ‪.‬‬
‫ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺮﻳﻔﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ‪------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫اﻟﻬﻮاﻣﺶ‬
‫اﻟﻤﻨﻈﻮر اﻷﻧﺘﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻲ ﻳﻤﺜﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ آﺒﺮى ﻳﺼﻌﺐ ﺳﺒﺮ‬ ‫‪ -1‬راوﻳﺔ ﻋﺒﺪاﻟﻤﻨﻌﻢ ﻋﺒﺎس‪ ،‬اﻟﺤﺲ اﻟﺠﻤﺎﻟﻲ وﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻦ‪،‬‬
‫أﻏﻮارهﺎ إذا أرﻳﺪ اﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﻜﻞ أﺑﻌﺎدهﺎ وﺟﻮاﻧﺒﻬﺎ‬ ‫ط‪ ،1‬دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻴﺮوت ‪ ،1998‬ص )‪.(21‬‬
‫وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺰﻣﺎن واﻟﻤﻜﺎن واﻟﺘﺮاآﻴﺐ واﻟﻨﻤﺎذج‬ ‫‪ -2‬اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ص)‪. (21‬‬
‫اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ واﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ‪ .‬ﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ‬ ‫‪ -3‬اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ،‬ص)‪. (21‬‬
‫اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﺣﻮل هﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع راﺟﻊ‪ :‬آﺎﻣﻞ ﺣﻴﺪر‪،‬‬ ‫)*( – ﻋﻠﻢ اﻹﻧﺴﺎن )‪ :(ANTHROPLOGY‬هﻮ اﻟﻌﻠﻢ‬
‫اﻟﺬي ﻳﻌﻨﻰ ﺑﺪراﺳﺔ اﻟﻜﺎﺋﻦ اﻟﺒﺸﺮي ‪ ،‬ﻓﺎﻹﻧﺴﺎن ﺣﺴﺐ‬
‫‪ -22‬هﻨﺮي هﻮﻏﻮ‪ ،‬اﻟﺼﺤﺮاء ﻓﻲ ﻣﺎﻗﺒﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ‪ ،‬ﺗﺎرﻳﺦ‬ ‫ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺒﺤﺚ اﻷﺛﺮي واﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار اﻟﻔﻜﺮ‬
‫أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﻌﺎم‪ ،‬اﻟﻤﺠﻠﺪ اﻷول‪ ،‬اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ وﻋﺼﺮ ﻣﺎﻗﺒﻞ‬ ‫اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺑﻴﺮوت ‪ ،1995‬ص )‪.(148‬‬
‫اﻟﺘﺎرﻳﺦ‪ ،‬ﺟﻴﻦ إﻓﺮﻳﻚ‪ ،‬اﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ‪ ،‬ﺑﺎرﻳﺲ ‪،1980‬‬ ‫‪ -4‬راوﻳﺔ ﻋﺒﺪاﻟﻤﻨﻌﻢ ﻋﺒﺎس‪ ،‬اﻟﻔﻦ واﻟﺤﻀﺎرة‪ ،‬دار‬
‫ص)‪.(614‬‬ ‫اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ‪ ،1996 ،‬ص )‪.(17‬‬
‫‪ -23‬ﻣﺎري ﺟﻮزﻳﻪ ﺗﻴﻴﻞ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص)‪. (23‬‬ ‫‪ -5‬ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ‪ ،‬اﻟﻔﻦ واﻹﻧﺴﺎن‪ ،‬ط‪ ،1‬ﻣﻜﺘﺒﺔ‬
‫‪ -24‬ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ‪ ،‬ﻧﺸﺮة اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ‬ ‫ﻏﺮﻳﺐ‪ ،‬ﺑﻴﺮوت ‪ ،1974‬ص )‪.(15‬‬
‫اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻌﻠﻮم‪ ،‬اﻟﻌﺪد ﺻﻔﺮ‪،‬‬ ‫‪ -6‬اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ص )‪.(16‬‬
‫ﻃﺮاﺑﻠﺲ ‪ ،2002‬ص )‪. (23‬‬ ‫‪ -7‬راوﻳﺔ ﻋﺒﺪاﻟﻤﻨﻌﻢ ﻋﺒﺎس‪ ،‬اﻟﻔﻦ واﻟﺤﻀﺎرة‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ‬
‫)*( – ﻗﺮﻳﺔ اﻟﻌﻮﻳﻨﺎت ﺣﺎﻟﻴﺎ وهﻲ ﺗﺒﻌﺪ ﻣﺴﺎﻓﺔ ‪ 120‬آﻠﻢ‬ ‫اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪.(17‬‬
‫ﺷﻤﺎل ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺎت‪.‬‬ ‫‪ -8‬إﺑﺮاهﻴﻢ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﺤﻤﺪ‪ ،‬ﺁﺛﺎر ﻣﺎﻗﺒﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وإﺳﻬﺎﻣﻬﺎ‬
‫‪ -25‬ﻓﺎﺑﺮﻳﺰﻳﻮ ﻣﻮري‪ ،‬ﺗﺎدرارت أآﺎآﻮس اﻟﻔﻦ اﻟﺼﺨﺮي‬ ‫ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺒﺤﻮث‬
‫وﺛﻘﺎﻓﺎت اﻟﺼﺤﺮاء ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ‪ ،‬ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﻤﺮ اﻟﺒﺎروﻧﻲ‪،‬‬ ‫اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ‪ ،‬اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻣﺮآﺰ ﺟﻬﺎد‬
‫ﻓﺆاد اﻟﻜﻌﺒﺎري‪ ،‬ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻌﺠﻴﻠﻲ‪ ،‬ﻣﺮآﺰ‬ ‫اﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ‪ ،‬ﻃﺮاﺑﻠﺲ‪،1992 ،‬‬
‫ﺟﻬﺎد اﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﺿﺪ اﻟﻐﺰو اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻃﺮاﺑﻠﺲ‪،1988 ،‬‬ ‫ص)‪.(17‬‬
‫ص )‪.(29‬‬ ‫‪ -9‬اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ص )‪. (17‬‬
‫‪ -26‬اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ص )‪. (29‬‬ ‫‪ -10‬راوﻳﺔ ﻋﺒﺪاﻟﻤﻨﻌﻢ ﻋﺒﺎس‪ ،‬اﻟﺤﺲ اﻟﺠﻤﺎﻟﻲ وﺗﺎرﻳﺦ‬
‫‪ -27‬ﻣﻔﺘﺎح ﻋﺜﻤﺎن اﻟﺸﻠﻤﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺠﺮي اﻟﺤﺪﻳﺚ‬ ‫اﻟﻔﻦ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪. (21‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻤﺎذج ﻣﻦ اﻟﻔﻦ اﻟﺼﺨﺮي‬ ‫‪ -11‬ﺳﻴﺪﻧﻲ ﻓﻨﻜﻠﺸﺘﻴﻦ‪ ،‬اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻦ‪ ،‬ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺠﺎهﺪ‬
‫ﻓﻲ ﺗﺎدرارت أآﺎآﻮس‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺸﻮرة‪،‬‬ ‫ﻋﺒﺪاﻟﻤﻨﻌﻢ‪ ،‬ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻳﺤﻲ هﻮﻳﺪي‪ ،‬اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ‬
‫ﻗﺴﻢ اﻵﺛﺎر‪ ،‬آﻠﻴﺔ اﻵداب‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎرﻳﻮﻧﺲ ‪ ،2000‬ص‬ ‫ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‪ ،‬ﺑﻴﺮوت ‪ ،1986‬ص )‪.(20‬‬
‫)‪.(104‬‬ ‫‪ -12‬ﺧﺰﻋﻞ اﻟﻤﺎﺟﺪي‪ ،‬أدﻳﺎن وﻣﻌﺘﻘﺪات ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ‪،‬‬
‫‪ -28‬ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎن أﻳﻮب‪ ،‬ﻣﻌﺎﻟﻢ أﺛﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﻨﻮب‬ ‫ط‪ ،1‬دار اﻟﺸﺮوق ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‪ ،‬ﻋﻤﺎن ‪،1997‬‬
‫اﻟﺠﻤﺎهﻴﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺳﻌﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻣﺪ – ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ‬ ‫ص)‪.(50‬‬
‫ﻋﻴﺴﻰ‪ ،‬ط‪ ،1‬ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻵﺛﺎر‪ ،‬ﻃﺮاﺑﻠﺲ‪ ،1991 ،‬ص)‪.(8‬‬ ‫‪ -13‬إﺑﺮاهﻴﻢ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﺤﻤﺪ‪ ،‬اﻟﻤﻀﺎﻣﻴﻦ اﻟﺤﻀﺎرﻳﺔ واﻟﺒﻴﺌﻴﺔ‬
‫‪ -29‬ﻓﺎﺑﺮﻳﺰﻳﻮ ﻣﻮري‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪. (30‬‬ ‫اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻟﺼﺤﺮاء اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻟﻮﺣﺎت اﻟﻔﻦ‬
‫‪ -30‬ﻧﺠﻤﻲ رﺟﺐ ﺿﻴﺎف‪ ،‬ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺎت وﺗﺠﺎرة اﻟﻘﻮاﻓﻞ‬ ‫اﻟﺼﺨﺮي‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ آﻠﻴﺔ اﻵداب واﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻌﺪد اﻟﺘﺎﺳﻊ‬
‫اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ ﺧﻼل اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ اﻟﻤﻴﻼدي‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫ﻋﺸﺮ واﻟﻌﺸﺮون‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎرﻳﻮﻧﺲ ‪ ،1996‬ص )‪.(173‬‬
‫ﻣﺮآﺰ ﺟﻬﺎد اﻟﻠﻴﺒﻴﻴﻦ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ‪ ،‬ﻃﺮاﺑﻠﺲ‬ ‫‪ -14‬اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ،‬ص )‪. (174‬‬
‫‪ ،1999‬ص )‪. (55‬‬ ‫‪ -15‬راوﻳﺔ ﻋﺒﺪاﻟﻤﻨﻌﻢ ﻋﺒﺎس‪ ،‬اﻟﻔﻦ واﻟﺤﻀﺎرة‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ‬
‫‪ -31‬ﺟﻤﺎل اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺪﻳﻨﺎﺻﻮري‪ ،‬ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ ﻓﺰان‪ ،‬دار ﻟﻴﺒﻴﺎ‬ ‫اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪.(22‬‬
‫ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‪ ،‬ﺑﻨﻐﺎزي د‪.‬ت‪ ،‬ص )‪. (402‬‬ ‫‪ -16‬اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ص )‪.(22‬‬
‫)*(‪ -‬اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬي ﻇﻬﺮت ﻓﻴﻪ ﺟﻤﻴﻊ رﺗﺐ اﻷﺳﻤﺎك ﺛﻢ‬ ‫‪ -17‬ﻋﻴﺎد ﻣﻮﺳﻰ اﻟﻌﻮاﻣﻲ‪ ،‬أوراق ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﻔﻦ‪،‬‬
‫ﺗﺒﻌﺘﻬﺎ اﻟﻌﻘﺎرب واﻟﻌﻨﺎآﺐ واﻟﺤﺸﺮات اﻷوﻟﻰ واﻷﺳﻤﺎك‬ ‫ط‪ ،1‬اﻟﺪار اﻟﺠﻤﺎهﻴﺮﻳﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ واﻹﻋﻼن‪ ،‬ﺳﺮت‬
‫اﻟﻔﻀﻴﺔ واﻟﺰﻋﺎﻧﻒ وﻇﻬﻮر اﻟﺒﺮﻣﺎﺋﻴﺎت اﻷوﻟﻰ أﻣﺎ‬ ‫‪ ،1994‬ص )‪. (60‬‬
‫اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ﻓﺒﺪأت ﺗﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﻨﻘﻌﺎت‪ ،‬راﺟﻊ ﺧﺰﻋﻞ‬ ‫‪ -18‬روﺑﺮت‪ .‬ج‪ .‬ﺑﻴﺪﻧﺎرﻳﻚ‪ ،‬اﻹرهﺎﺻﺎت اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺨﻠﻴﻘﺔ‪،‬‬
‫اﻟﻤﺎﺟﺪي‪ ،‬أدﻳﺎن وﻣﻌﺘﻘﺪات ﻣﺎﻗﺒﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ‬ ‫رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ‪ ،‬ﻣﺮآﺰ ﻣﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ‪ ،‬اﻟﻘﺎهﺮة‬
‫اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص)‪. (16‬‬ ‫‪ ،1998‬ص )‪. (14‬‬
‫‪ -32‬دﻟﻴﻞ اﻟﺤﻈﻴﺮة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﺎﺳﻴﻠﻲ‪ ،‬ﺟﺎﻧﺖ ‪،1993‬‬ ‫‪ -19‬اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ص )‪. (14‬‬
‫ص)‪.(4‬‬ ‫‪ -20‬ﻣﺎري ﺟﻮزﻳﻪ ﺗﻴﻴﻞ‪ ،‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻦ اﻟﺼﺨﺮ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ‬
‫‪ -33‬ﻓﺎﺑﺮﻳﺰﻳﻮ ﻣﻮري‪ ،‬أﺑﺤﺎث ﻓﻲ ﺗﺎدرارت أآﺎآﻮس‪،‬‬ ‫اﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ‪ ،‬ﻣﺮآﺰ ﻣﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ‪ ،‬اﻟﻘﺎهﺮة‪،1998 ،‬‬
‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﺪﻳﻠﺔ ﻣﻴﺎس‪ ،‬ﻟﻴﺒﻴﺎ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ‪ ،‬اﻟﻤﺠﻠﺪ اﻟﺜﺎﻟﺚ واﻟﺮاﺑﻊ‪،‬‬ ‫ص )‪.(38‬‬
‫ﻣﻄﺎﺑﻊ ج ﺑﺎردي‪ ،‬روﻣﺎ ‪ ،1968‬ص )‪.(99‬‬ ‫‪ -21‬أآﺴﻴﻞ وان ﻣﻴﺸﻴﻞ ﻓﺎن اﻟﺒﺎدا‪ ،‬ﻣﺘﺤﻒ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء‬
‫‪ – 34‬اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ص )‪. (99‬‬ ‫اﻟﻄﻼق ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺮاء‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ‪ ،‬ﻣﺮآﺰ‬
‫ﻣﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ‪ ،‬اﻟﻘﺎهﺮة‪ ،1998 ،‬ص )‪. (32‬‬

E 106

Uploaded by

Document Information

Original Title

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

E 106

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻲ ﰲ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‬

‫اﻟﻔﻦ اﻟﺼﺨﺮي إﺻﻄﻼﺣﺎ‬

‫* ﻧﻘﻼ ﻋﻦ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ ‪ ، 1998‬ص )‪. (39‬‬

‫ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺎدرارت أآﺎآﻮس‬

You might also like