You are on page 1of 17

‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ جملة االحتاد العام لآلاثريني العرب (‪)8‬‬

‫قوانين المعامالت التجارية في حضارة بالد النهرين‬


‫(*)‬
‫د‪ .‬عبد العزيز أمين عبد العزيز‬
‫تقع بالد النهرين جغرافيا بالجزء الجنوبي الغربي من قارة آسيا ‪ ،‬ولكونه كهان مقتقه‬
‫لقطرق التجارية الت تصل البحر المتوسط والمحيط الهندي والشرق األقص والهند(‪، )1‬‬
‫فقد وفدت إلي العديد من الهجرات البشرية لالستيطان ‪ ،‬فمن خالل شهب الجزيهرة العربيهة‬
‫والبوادي الشمالية الغربيهة ههاجرت قهديما عهدة أقهوا منه األله الرابعهة قبهل المهيالد كانهت‬
‫آخرها القبائل العربية والت يرجع إليها السواد األعظ من السكان حاليا ونهز جهزءا منهها‬
‫إل باقي مناطق الهالل الخصيب ‪ ،‬وازدادت ه ه الظهاهرة منه القهرن السهابع المهيالدي مهع‬
‫بداية الفتوحات اإلسالمية‪ ،‬أما األقوا والت تعود ألصهول هندوأوربيهة فقهد وفهدت إليه مهن‬
‫خالل األقالي الشرقية والشمالية الشرقية(‪.)2‬‬
‫وأدى التفاوت الواضح بين أقسا بالد النهرين الطبيعية إل االختال فهي المنهاخ مهن‬
‫حيهها الحههرارة وكميههة األمطههار والنبههات الطبيعههي ‪ ،‬ومههع وجههود دجقههة والفههرات وطبيعههة‬
‫ه ين النهرين وما يسببان مهن زيهادة فهي نسهبة مقوحهة األراضهي الزراعيهة والفيضهانات‬
‫العنيفة والمدمرة والغير منتظمة ‪ ،‬أثر كهل هه ا عقه الفكهرين الهديني والسياسهي وبالتهالي‬
‫عق الجانب االقتصادي(‪.)3‬‬
‫وقد احتقت التجارة دورا هاما في حضارة بالد النهرين بحدود مطقع األل الثالثة قبل‬
‫الميالد خاصة مع عد تهوافر الكثيهر مهن المهواد الضهرورية الالزمهة لمقومهات الحضهارة‬
‫منها المعادن ‪ ،‬األحجار ‪ ،‬األخشاب الجيدة ‪ ،‬ال هب‪ ،‬الفضة وغيرهها ‪ ،‬وتحولهت التجهارة‬
‫بعد طابعها الفردي في أول األمر إل عناية الدولة إل الحد ال ي دفع مقوك بالد النهرين‬
‫إل إرسال الحمالت العسكرية لتهممين الطهرق التجاريهة ثه السهيطرة عقه المنهاطق الته‬
‫تتوافر فيها ه ه المواد تبعا لقظرو السياسية والعسكرية(‪.)4‬‬
‫ه ا وقد أخ ت األنشطة االقتصادية المختقفة تتحرك لصالح القطاع الخاص منه مطقهع األله‬
‫الثاني قبل الميالد أكثر من تحركها لصالح الدولة طبقا لما ورد في قانوني إشنونا وحمهورابي‬
‫عقهه وجهه الخصههوص حيهها اهتمهها بههالمواد القانونيههة التهه تعنههي وتههنظ العالقههات الماليههة‬

‫* األستا المساعد بالمعهد العالي لحضارات الشرق األقص القدي – جامعة الزقازيق‬
‫(‪ )1‬عامر سقيمان‪ :‬القانون في العراق القدي ‪ ،‬دار الكتب ‪ ،‬لقطباعة والنشهر ‪ ،‬جامعهة الموصهل‪1711 ،‬‬
‫‪.200 ،‬‬
‫(‪ )0‬تق الدباغ " البيئة الطبيعية واإلنسان " ‪ ،‬حضارة العراق ‪ ،‬دار الحرية لقطباعة ‪ ،‬بغداد ‪، 1791 ،‬‬
‫جـ‪.19-11 ،1‬‬
‫(‪ )3‬دمحم الشههحات عبههد الفتهها شههاهين‪ :‬تههاريو وحضههارة العههراق القههدي حته نهايههة أسههرة بابههل األول ه ‪،‬‬
‫القاهرة ‪1201 ،‬هـ ‪.37-39 ، 0221 ،‬‬
‫(‪ )2‬رضهها جههواد الهاشههمي‪" ،‬التجههارة" حضههارة العههراق ‪ ،‬دار الحريههة لقطباعههة‪ ،‬بغههداد‪ ،1791 ،‬جههـ‪،0‬‬
‫‪.009 ،171‬‬

‫‪-34-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ جملة االحتاد العام لآلاثريني العرب (‪)8‬‬
‫وشههراكة ومسههاهمات‬ ‫والحقههوق والواجبههات لفطههرا المختقفههة مههن بيههع وشههراء وقههرو‬
‫وغيرها من المعامالت التجارية(‪.)1‬‬
‫وهنههاك شخصههية عرفههت باسه " دمقههار " خههالل العصههر البههابقي القههدي كانههت محههورا‬
‫لمعظ األعمال التجارية ‪ ،‬حيا اُعتبر تاجرا ومرابيا وصرافا ووسيطا ومشرفا ومشاركا‬
‫برأس المال ووكيال عن تجارة الحكومة طبقا لتقك الدراسة الت قا بها الباحا الهولنهدي‬
‫" ليمههانز " ‪ ،‬ويمكههن أن نههرجح اهتمهها الدولههة فههي حضههارة بههالد النهههرين بالتجههارة إل ه‬
‫األسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬الحصول عق أربا التجارة‪.‬‬
‫‪ -0‬توفير الدولة لمسهتقزمات البنهاء الحضهاري مهن مهواد وسهقع ومنتجهات وإخضهاع لهك‬
‫لقمراقبة‪.‬‬
‫‪ -3‬اهتما مقوك بالد النهرين برعاية الدولة والمجتمع(‪.)2‬‬
‫وتعتبههر اصههطالحات المقههك أوروكاجينهها – آخههر حكهها دويقههة لجهه ‪ -‬والتهه يعههود‬
‫تاريخههها لققههرن الرابههع والعشههرين قبههل المههيالد هههي األقههد الت ه تناولههت االصههطالحات‬
‫االجتماعيههة واالقتصههادية فههي حضههارة بههالد النهههرين ‪ ،‬ولكههن طبقهها لمهها تعكسه األسههاطير‬
‫وأثرها عل الفكر الديني والحياة السياسية واالجتماعية ‪ ،‬ونظهرا لقعثهور عقه العديهد مهن‬
‫النصوص المسمارية والت تعود لققرنين الثامن والعشرين والسابع والعشرين قبل الميالد‬
‫خاصة بعقود بيع مختقفة ‪ ،‬نرجح أن المدن السومرية كانت تتمتع من بداية األله الثالثهة‬
‫قبل الميالد بالكثير من التقد والتنظي السياسهي واالجتمهاعي واالقتصهادي ‪ ،‬وإنهها كانهت‬
‫ات سقطات مركزية قوية قادرة عق إحداا وتطبيق ه ا التقد والتنظي (‪.)3‬‬
‫ويتضههح لنهها مههن خههالل دراسههتنا لعصههر فجههر السههالالت أن ه مههر بثالثههة أطههوار تاريخيههة‬
‫(‪ 0312-3222‬ق‪ ، ) .‬حيا تميز بازدهار لقمدن والعمران والزراعة مع اتساع التجارة‬
‫سههمي بعصههر " دويههالت المههدن‬ ‫الخارجيههة ‪ ،‬وظهههرت فيمهها عههر بالمههدن المسههتققة فيمهها ُ‬
‫)‪ ، (City-States‬كانت النزاعات والحروب فيمها بينهها مهن أهه سهمات هه ه الفتهرة مهن‬
‫أجههل االسههتحوا عقه األراضههي الزراعيههة ومصههادر الههري ممهها حههال دون إتمهها الوحههدة‬
‫السياسههية لقههبالد ‪ ،‬وأول محاولههة لهه ه الوحههدة كانههت عقه يههد حههاك دويقههة أومهها(*) القههوى‬

‫(‪ )1‬المرجع السابق ‪.009 ،‬‬


‫‪ -‬لقمزيد من التفاصيل عن ه ه الدراسة انظر‪:‬‬
‫‪Leemans, W.F., The Babylonian Merchant, Leiden and Brill, 1950‬‬
‫(‪ )0‬رضا جواد الهاشمي‪ :‬المرجع السابق ‪.032-007 ،‬‬
‫(‪ )3‬عامر سقيمان‪ :‬المرجع السابق ‪.120-121 ،‬‬
‫* دويقة أوما‪ :‬إحدى دويالت المدن السومرية في عصر فجر السهالالت ومجهاورة لدويقهة لجه ‪ ،‬تعهر‬
‫بقاياها حاليا باس "تل جوخة" وعق بعد ‪12‬ك شمال شرق بقدة الشطرة‪ :‬ط باقر‪ :‬مقدمة في تهاريو‬

‫‪-33-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ جملة االحتاد العام لآلاثريني العرب (‪)8‬‬
‫*‬
‫"لوكال زاكيزي" ال ي نجح في فتح مدينة " أوروك وجعقها عاصمة لمقكه حهوالي عها‬
‫‪ 0311‬ق‪ .‬مؤسسا بها ساللتها الثالثة ‪ ،‬كما تمكن مهن توحيهد الكثيهر مهن دويهالت المهدن‬
‫الجنوبية وآخرها كانت مدينهة لجه (*) ‪ ،‬والته كانهت تحهت حكه آخهر حكامهها المهدعو "‬
‫أورو – كاجينا "(‪ ، )1‬لك الحاك المصقح اله ي قها بدصهدار مجموعهة مهن اإلصهالحات‬
‫االجتماعية حاول من خاللها تصحيح تقك األوضاع المتردية الته طهرأت عقه مجتمعه‬
‫من جراء استيالء كهنة اإلل "ننكرسو"(*) عق الحك لمدة عقدين مهن الزمهان عقه وجه‬
‫التقريههب بعههد اإلطاحههة به ه مههع كبههار رجههال الدولههة واألغنيههاء ال ه ين تضههخمت ثههرواته‬
‫الشخصهية عقه حسههاب عوائههد اولههة ومههواطني مجتمعه كمهها أرسه دعههائ الحريههة كمهها‬
‫جاءت في مقدمة إصالحات ‪:‬‬
‫" حههرر مههواطني لج ه مههن الربهها ‪ ،‬االحتكههار ‪ ،‬الجههوع ‪ ،‬السههرقة ‪ ،‬االعتههداءات وأرس ه‬
‫دعائه حريته (‪...)2‬‬
‫وتنقسم قوانين المعامالت التجارية على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬أحكا خاصة بالتسعيرة الجبرية‪.‬‬
‫‪ -‬أحكا خاصة بالبيع والشراء‪.‬‬
‫‪ -‬أحكا خاصة بالقرو واالئتمان والديون‪.‬‬
‫‪ -‬أحكا خاصة بالشراكة والمساهمات التجارية‪.‬‬

‫الحضارات القديمة ‪ ،‬الوجيز في تاريو حضارة وادي الرافدين ‪ ،‬طـ‪ ، 0‬دار الشهؤون الثقافيهة العامهة‬
‫‪ ،‬بغداد ‪ ، 1791 ،‬جـ‪.311 ،1‬‬
‫* أوروك‪ :‬تقع أطاللها بمنطقة صحراوية ‪ ،‬حوال منتص المسافة بين بغداد والبصرة وقهرب مدينهة السهماوة‬
‫‪ ،‬عُرفت باس " آريو " في التوراة ‪ ،‬وحاليا باس الوركاء " ‪ ،‬كانت مقرأ إللههين كبيهرين همها " آن أو آنهو‬
‫" (إل السماء) وإينانا (إلهة الحب) ‪ ،‬قامت بها حضارة عرفهت باسه " دور أوروك " أعقبهت عصهر فجهر‬
‫السالالت وسبقت الهدور الشهبي بالكتهابي ‪ ،‬حيها قامهت بهها ثهالا سهالالت حاكمهة ‪ :‬رو جهور ‪ ،‬العهراق‬
‫القدي ‪ ،‬ترجمة وتعقيهق‪ :‬حسهين عقهوان حسهين ‪ ،‬طهـ‪ ، 0‬دار الشهؤون الثقافيهة العامهة ‪ ،‬بغهداد ‪1221 ،‬ههـ ‪-‬‬
‫‪.129 ،121 ، 1791‬‬
‫* لج ‪ :‬كانت من أشهر دويالت المدن السورية في عصر فجر السالالت ‪ ،‬تقع بهالقرب مهن شهط الحهي‬
‫(الغرا ) وعق بعد حوالي عشرة أميال إل الشهمال الشهرقي مهن بقهدة الشهطرة‪ :‬طه بهاقر‪ :‬المرجهع‬
‫السابق ‪.013 ،‬‬
‫(‪ )1‬أحمههد سوسههة‪ :‬تههاريو حضههارة وادي الرافههدين فههي ضههوء مشههاريع الههري الزراعيههة والمكتشههفات اوثاريههة‬
‫والمصادر التاريخية ‪ ،‬دار الحرية لقطباعة ‪ ،‬بغداد ‪ ،1793 ،‬جـ‪.102 ،1‬‬
‫* اإلل ننكرسو‪ :‬كان إلها حاميا لمدينة لج ‪ ،‬أحد أبناء اإلل أنقيهل – إله مدينهة نفهر ‪ -‬وكهان أنقيهل إلهها لقههواء‬
‫والجو وما يتعقق بهما ‪ ،‬وسيد ما بين السماء واألر ‪ ،‬وهو ثاني اولهة بعهد آنهو ‪ ،‬ولقهب بهـ " أبه اولههة‬
‫" ‪ ،‬وكان يقود اولهة لقحرب ‪ ،‬ل ا فهو يمثل القوة والبط كما كهان يقهو بتنفيه أحكها مجمهع اولههة‪ :‬عبهد‬
‫الحميد زايد‪ :‬الشرق الخالد ‪ ،‬القاهرة ‪.122 ، 1711 ،‬‬
‫(‪ )0‬رو ‪ ،‬جور ‪ :‬المرجع السابق ‪.171 ، 171 ،‬‬

‫‪-34-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ جملة االحتاد العام لآلاثريني العرب (‪)8‬‬
‫‪ -‬أحكا خاصة بالضرائب‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األحكام الخاصة بالتسعيرة الجبرية‪:‬‬
‫بسقوط ساللة أور الثالثة عق أيدي العيالميين والقبائل اومورية في نهاية األله الثالثهة قبهل‬
‫الميالد انته الدور السياسي لقسومريين في حضارة بالد النهرين ‪ ،‬وانقسمت البالد لعدة دويالت‬
‫(*)‬
‫كانهههههههههههت مههههههههههههن أهمهههههههههههها أيسههههههههههههن(*) والرسههههههههههها(*) فههههههههههههي الجنهههههههههههوب وآشههههههههههههور‬

‫وإشههنونا(*) فههي الشههمال ‪ ،‬و بقيههت ه ه ه الههدويالت متعاصههرة مههع بعضههها الههبع لحههوالي‬
‫القرنين مهن الزمهان (‪1922-0222‬ق‪ ، ) .‬حيها اتسهمت العالقهات بيهنه الصهراع الهدائ‬
‫سههواء بههين الممقكتههين الجنههوبيتين لقسههيطرة عق ه بههالد سههومورواكد ‪ ،‬أو بههين الشههماليتين‬
‫لقسيطرة عق الطرق التجارية المارة بالقس األعق من بهالد النههرين ‪ ،‬فهي الوقهت اله ي‬
‫استمر في تدفق األقوا اومورية من جهة الغرب إل الداخل مكونين العديد من الدويالت‬
‫من أهمها أسرة بابل األول والت تعر اصطالحا بالعصر البابقي القدي (‪.)1‬‬

‫* إيسههن‪ :‬كانههت إحههدى الههدويالت الهامههة بجنههوب بههالد النهههرين بعههد سههقوط سههاللة أور الثالثههة ‪ ،‬وأه ه سههاللة فههي‬
‫اتساعها ونشاط مقوكها ‪ ،‬سقطت عق أيدي مقك الرسا القوى " ري – سهين " فهي عها ‪1172‬ق‪ .‬بعهد قهرن‬
‫من تمسيسها ‪ ،‬تقع بقاياهها حاليها فهي الهتالل المسهماه " أيشهان بحريهات " عقه بعهد حهوالي ‪ 11‬مهيف جنهوب –‬
‫نيبور‪ :‬ط باقر‪ :‬المرجع السابق ‪.213-210 ،‬‬
‫* الرسا‪ :‬كانت إحدى الدويالت الهامة بجنوب بالد النههرين بعهد سهقوط سهاللة أور الثالثهة ‪ ،‬وصهقت حهدودها فهي‬
‫عهههد مقكههها القههوي "كوتكنههو " لتشههمل نصه جنههوب الههبالد باإلضههافة إله منفه عقه البحههر األسههفل (الخقههي‬
‫العربي) ‪ ،‬تقع بقاياها حاليا عق بعد ‪ 32‬ميال شمال – شرقي مدينهة الديوانيهة وتعهر حاليها باسه " السهنكرة‪:‬‬
‫رو ‪ ،‬جور ‪ :‬المرجع السابق ‪.012 – 027 ،‬‬
‫* آشور‪ :‬مدينة من أقد المراكز اوشورية ‪ ،‬ته إطهالق التسهمية عقه إلههها المحقهي ‪ ،‬كمها عبهرت كه لك‬
‫عن بالد آشور بمكمقها ‪ ،‬كانت من المراكز اإلدارية الهامة في عصهر اإلمبراطوريهة اوكاديهة ‪ ،‬كمها‬
‫دخقت المنطقة ضمن األقالي التابعة لساللة أور الثالثة ‪ ،‬أصبحت آشور العاصمة األقهد لهبالد آشهور‬
‫‪ ،‬وقد غدت بالد آشهور أكبهر وأقهوى قهوى عسهكرية فهي العهال القهدي خهالل عصهرها الحهديا ‪ ،‬تقهع‬
‫خرائههب المدينههة حاليهها بمحافظههة نينههوى بقضههاء الشههرقاط بناحيههة الشههرقاط ‪ ،‬وتعههر حاليهها بههـ " ققعههة‬
‫شرقاط " ‪ ،‬دمرت المدينة في عها ‪112‬ق‪ .‬ومهن بعهدها سهقطت العاصهمة يننهوي فهي عها ‪110‬ق‪.‬‬
‫عق أيدي الفرس الميديين والقبائهل الكقدانيهة وبه لك انتهه الهدور السياسهي وشهور مهن عقه مسهر‬
‫األحهداا‪ .‬رو‪ :‬جههور ‪ :‬المرجهع السههابق ‪ ، 011 ،‬طه بهاقر‪ :‬المرجههع السههابق ‪، 292-211 ، 213 ،‬‬
‫المواقع األثرية في العراق ‪ ،‬مديرية اوثار العامة ‪ ،‬بغداد‪.019 ، 1712 ،‬‬
‫* إشنونا‪ :‬كانت إحدى الممالك الهامة شمال بالد النهرين بعهد سهقوط سهاللة أور الثالثهة ‪ ،‬بقغهت ازدههارا‬
‫سياسيا واقتصاديا خالل فترة استقاللها األوله (‪1111-1722‬ق‪ ،) .‬وقهد دخقهت تحهت سهقطة سهاللة‬
‫كي حت عا ‪1912‬ق‪ .‬تقريبا حت نجح مقكها " أبق – أدد الثاني " في استعادة استقالل ممقكت ‪،‬‬
‫ووصقت حدود الممقكة حت الفرات االوسط وإل مدينهة آشهور وتبهارا بسههل أربيهل بهل وإله مدينهة‬
‫اشناك عق نهر الخابور ‪ ،‬وأنه المقك حمورابي البابقي حك ه ه الساللة فهي عها ‪1111‬ق‪ : .‬طه‬
‫باقر‪ :‬المرجع السابق ‪.202-211 ، 012 ،‬‬
‫(‪ )1‬رو ‪ ،‬جور ‪ :‬المرجع السابق ‪.021-021 ،‬‬

‫‪-34-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ جملة االحتاد العام لآلاثريني العرب (‪)8‬‬
‫وأدت ه ه التغيرات السياسية فهي بهالد النههرين إله تطهور المقكيهة الخاصهة ممها أدى‬
‫إل ظهور مجتمعات جديدة ‪ ،‬وأصبحت المعابد مجهرد " مالهك لهفر مثهل غيرهها مهن‬
‫المالك ‪ ،‬ودافع لقضرائب كغيرها من دافعي الضرائب "(‪ ، )1‬ول يعهد اقتصهاد الهبالد فهي‬
‫أيدي الحكا والمعابد فقهط بهل قها الحكها الجهدد مهن اومهوريين بالحصهول عقه شهرعية‬
‫(*)‬
‫حكمه من اولهة المحقية لمدنه بدال من انتخابه من قبل اإلل " أنقيل " في " نيبور "‬
‫كما كان الحال قبل لك خهالل السهيطرة السياسهية لقسهومرين(‪ ، )2‬ولهه ا قها المشهرع فهي‬
‫قانون إشنونا(*) بوضع العديد من المواد التجارية كان عق رأسهها وضهع تسهعيرة جبريهة‬
‫لبع المواد الضرورية لحياة مجتمع ‪ ،‬وأخرى منعا لجشع التجار وغيره محاولة منه‬
‫لقحفههاظ عق ه االسههتقرار االقتصههادي بضههبط األسههعار وانعكههاس لههك عق ه حيههاة طبقههات‬
‫مجتمع ه خاصههة بعههد وصههول المقههك حمههورابي البههابقي إل ه العههر فههي ممقكت ه وقيام ه‬
‫بخطوات عمقية لتكوين إمبراطوريت مما أدى إل اضطرابات عانت منها ممقكهة إشهنونا‬
‫وباقي الدوي الت في بهالد النههرين ‪ ،‬وأدى لهك بالتهالي عقه مها يبهدو إله ظههور السهوق‬
‫السهههوداء والتالعهههب باألسهههعار وغيرهههها مهههن األمهههور التههه تهههؤدي إلههه عهههد االسهههتقرار‬
‫الداخقي(‪.)3‬‬
‫فالمادة األول من قانون إشنونا حددت أسعار بع المهواد الضهرورية الته عقه مها‬
‫يبههدو أن التالعههب بمسههعارها كههان شههائعا حيهها حههدد المشههرع سههعر "كههور"(*) واحههد مههن‬

‫‪Kraus, F.R., JWH, I, 1954, 535.‬‬ ‫(‪)0‬‬

‫* نيبههور‪( :‬نفههر) اشههتهرت المدينههة بمكانتههها المقدسههة ‪ ،‬كانههت مركههزا لعبههادة كبيههر اولهههة السههومرية أنقيههل‬
‫بجنهههوب بهههالد النههههرين ‪ ،‬وزوجههه ههههي اإللههههة ننقيهههل ‪ ،‬كهههان مقهههوك بهههالد النههههرين يتسهههقمون التههها‬
‫والصولجان وشارات المقوكية األخرى من إلهها‪ :‬ط باقر‪ :‬مقدمة في تمريو الحضارات ‪. 013، ...‬‬
‫(‪ )3‬رو ‪ ،‬جور ‪ :‬المرجع السابق ‪.029-021 ،‬‬
‫* قههانون إشههنونا‪ :‬ت ه العثههور عق ه نسههو مههن ه ه ا القههانون فههي الموقههع ال ه ي يعههر حاليهها باس ه " تههل حرمههل "‬
‫(شادوبو باوكديهة) ‪ ،‬وههو أحهد الهتالل الصهغيرة الته تبعهد بحهوالي سهتة أميهال شهرق بغهداد ‪ ،‬وعقه بعهد‬
‫حوالي مهائتي متهر إله الشهمال مهن طريهق بغهداد – بعقوبهة ‪ ،‬قامهت هيئهة اوثهار العراقيهة بحفهائر فهي هه ا‬
‫الموقع برئاسة ط باقر خهالل أعهوا ‪ 1721‬وحته ‪ ، 1727‬وعثهر عقه نهص لهه ا القهانون مهدونا عقه‬
‫لههوحين مههن الطههين بالقغههة اوكديههة‪ ،‬وحاليهها بههالمتح العراقههي تحههت رقمههي (‪ ، )10112 ، 11217‬يكههاد‬
‫يتطابق القوحان فيما عدا بع االختالفهات فهي الخهط والعالمهات ‪ ،‬ومجمهوع المهواد المحفوظهة فهي مهواد‬
‫القانون تبقغ إحدى وستين مادة‪.‬‬
‫‪Baqir, T., Tell. Harmal, Directorate General of Antiquities, Baghdad, 1959, 3.‬‬
‫ط باقر‪ :‬قانون ممقكة إشنونا المكتش في تل حرمل ‪ ،‬سومر ‪ ،‬سبتمبر ‪، 111 ، 119 ،0/2 ، 1729‬‬
‫‪ ، 113‬مقدمة في تاريو الحضارات‪.202-211 ، 012 ،...‬‬
‫(‪ )1‬فوزي رشيد‪ :‬القوانين في العراق القدي ‪ ،‬دار الشؤون الثقافية العامة ‪ ،‬بغداد ‪.11 ، 1799 ،‬‬
‫* كور‪ :‬يعادل ‪ 01051‬لترا بالمكاييل الحالية‪ .‬المرجع السابق ‪.111 ،‬‬

‫‪-34-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ جملة االحتاد العام لآلاثريني العرب (‪)8‬‬
‫الشههعير ‪" 3 ،‬قههو"(*) مههن الزيههت الجيههد ‪" ،‬سههيال" واحههد و ‪" 0‬قههو" مههن زيههت السمسه ‪،‬‬
‫(*)‬

‫"سيال" واحد و‪" 1‬قو" مهن شهح الخنزيهر ‪" 2 ،‬سهيال" مهن زيهت النههر ‪" 1 ،‬منها"(*) مهن‬
‫الصو ‪" 0 ،‬كور" من مقح الطعا ‪" ،‬كور" واحد من حب الهيل ‪" 3 ،‬منا" من النحاس‬
‫و‪" 0‬منا" من النحاس المنقي سعر كل صن منها بشيقل(*) من الفضة ‪ ،‬أما المادة الثانيهة‬
‫من القانون فحددت أسعار "قو" من زيهت السمسه مهن نهوع "النسهخات "(*) بثالثهة "سهيال"‬
‫من الشعير ‪" ،‬قهو" واحهد مهن شهح الخنزيهر مهن نفهس "النسهخات " فسهعره ‪" 0‬سهيال" و‪1‬‬
‫"قو" من الشعير ‪" ،‬قو" من زيت النهر من النوع نفس فسعره ‪" 9‬قو" من الشعير(‪.)1‬‬
‫وطبقها لقمههادة (‪ )21‬مهن قههانون إشهنونا والمههادة (‪ ، )129‬مهن قههانون حمهورابي(*) كههان‬
‫عق البائعين االلتزا باألسهعار المحهددة حته مهع الغربهاء سهواء كهانوا مههاجرين أو مهن‬

‫* قههو‪ :‬وحههدة مههن المكاييههل تعههادل حاليهها ‪ 25920‬لتههرا شههاعت خههالل العصههر اوكههدي وتقابههل " سههيال "‬
‫بالسومرية ‪ ،‬المرجع السابق ‪.111 ،‬‬
‫* سيال‪ :‬وحدة من المكاييل تعادل حاليا ‪ 25920‬لترا‪ .‬المرجع السابق‪.111 ،‬‬
‫* منا‪ :‬وحدة من األوزان تعادل حاليا ‪ 121‬جرا ‪ .‬المرجع السابق ‪.112 ،‬‬
‫* الشيقل‪ :‬وحدة من األوزان تعادل حاليا ‪ 952‬جرا ‪ ،‬المرجع السابق ‪112 ،‬‬
‫* نسههخات ‪ :‬يعتقههد الباحهها فههوزي رشههيد أن المقصههود بكقمههة " نسههخات " أنمهها هههي الضههريبة الت ه كانههت‬
‫تُفر عق السقع من ه ا النوع ‪ ،‬والت كهان يتقاضهاها عهادة القصهر طبقها لمها ورد فهي الكثيهر مهن‬
‫النصوص االقتصادية " انسخات إيكالي " بمعن " ضريبة القصر " فوزي رشهيد ‪ :‬المرجهع السهابق‬
‫‪.11 ،‬‬
‫(‪ )0‬فوزي رشيد‪ :‬الشرائع العراقية القديمة ‪ ،‬دار الحرية لقطباعة ‪ ،‬بغداد ‪.10 - 11 ، 1713 ،‬‬
‫* حمهههورابي‪ :‬ههههو المقهههك البهههابقي الشههههير ‪ ،‬اومهههوري األصهههل ‪ ،‬تهههول الحكههه تقريبههها أعهههوا (‪-1170‬‬
‫‪1112‬ق‪ ، ) .‬نجح في توحيد بالد النهرين تحت قيادت وامتد بحدوده خارجها ‪ ،‬وجعل من مدينة بابل‬
‫عاصمة لممقكت المترامية األطرا ‪ ،‬قا بوضع أه القوانين شههرة ‪ ،‬عُثهر عقه هه ا القهانون مهدونا‬
‫عق مسقة من الديوريت بصيغت األصقية في مدينة " سوسة " عاصهمة عهيال بمعرفهة بعثهة فرنسهية‬
‫كانت تعمل هناك بين عامي (‪ )1720-1721‬مكسورة إله ثهالا قطهع تكمهل بعضهها الهبع ‪ ،‬ربمها‬
‫جقيها المقك العيالمي " شتروك – ناخنت " خالل إحدى حمالت عق بابل في القرن الثاني عشر قبل‬
‫الميالد إل جانب عدد آخر من النصب الت كارية لمقكين من مقوك آكد هما‪ :‬مانشتوسو ‪ ،‬ونهرا سهين‬
‫والمقهك البهابقي " مقيهت يبهاك " اله ي اعتقه عهر بابهل فيمها بهين (‪1112-1199‬ق‪ ، ) .‬وربمها أقها‬
‫المقك حمورابي مسقت ه ه في مدينة " سيبار " ألنها كانت الموقع المفضل ل لإلقامة فيها ‪ ،‬ه ا وقهد‬
‫العثور عق عدة أجزاء أخرى من مسهقتين أو ثهالا غيهر كامقهة =مهن هه ا القهانون فهي مدينهة سوسهة‬
‫أيضا بقغ عهددها ثمانيهة باإلضهافة إله عهدد آخهر ته الكشه عنهها فهي مكتبهة المقهك اوشهوري آشهور‬
‫بانيبال بمدينة نينوي ‪ ،‬ونشر العال بايزر " ‪ " Peiser‬أربعة نصوص كانت تحتوى عقه أجهزء مهن‬
‫القانون في عا ‪ .1972‬وكه لك الباحها مايسهنر "‪ "Meissner‬فهي عها ‪ ، 1979‬ولهه ا يعتقهد العهال‬
‫ديقي أن المقك حمورابي قد قا بجمع القوانين السابقة والسائدة في عهده وأصدرها في قانون واحد ‪،‬‬
‫والمسقة األصقية محفوظة حاليا بمتح القوفر بباريس ‪ ،‬وأول من قها بترجمهة نصهوص المسهقة ههو‬
‫عال القغات شايل ‪ .V. Scheil‬كقنغل ‪ ،‬هورست‪ :‬حمورابي ‪ -‬مقهك بابهل وعصهره ‪ ،‬ترجمهة‪ :‬غهازي‬
‫شري ‪ ،‬مراجعة‪ :‬عق يحي منصور ‪ ،‬دار الشؤون الثقافيهة العامهة‪ ،‬بغهداد ‪، 123-120 ، 1791 ،‬‬
‫عامر سقيمان‪ :‬القانون في العراق القدي ‪.001-017 ،‬‬

‫‪-38-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ جملة االحتاد العام لآلاثريني العرب (‪)8‬‬
‫ينتظر دفع فديت (أي األسير) أو سهائحين حضهروا لقزيهارة المؤقتهة لقهبالد وإال تعرضهوا‬
‫لقعقوبة المقررة(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬أحكام البيع والشراء‪:‬‬
‫كانت هناك عدة ضوابط خاصة بالبيع والشراء حرص عقيها مشرعو بالد النهرين‪:‬‬
‫‪ -1‬ضرورة تسجيل عقود بالبيع والشراء وفي حضور شهود خاصة إ ا كهان البهائع غيهر‬
‫مالك لما يت بيع كمن يكون أبن ا له أو عبهدا كمها ورد فهي مهادة قانونيهة مدونهة بالقغهة‬
‫البابقية تعود لقمقك السومري " لبت عشتار " وإال تعر لعقوبة القتل بوصف سارقا‬
‫طبقا لنص المادة‪:‬‬
‫" إ ا اشترى رجل أو اسهتق عقه سهبيل األمانهة إمها فضهة أو هبها أو عبهدا أو أمهة أو‬
‫ثورا أو شاة أو حمارا أو أي شيء آخر من يد ابن رجل أو عبد رجل بدون شهود وعقود‬
‫فدن ه ا الرجل سارق ويجب أن يقتل "‪.‬‬
‫طبقت ك لك نفس العقوبة في ه ه الحالة خهالل العصهر البهابقي القهدي طبقها لقمهادة‬ ‫وقد ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫(‪ )1‬من قانون حمورابي ‪ ،‬وكان تسجيل عقود بالبيع والشراء هاما جدا إلضفاء الصفة‬
‫القانونيههة عقيههها وإال اعتبههر الشههاري سههارقا إن له يسههتطع إثبههات هه ا الشههراء طبقهها كه لك‬
‫لقمادة (‪ )22‬من قانون إشنونا(‪.)3‬‬
‫‪ -0‬حر المشرع في قانون إشنونا عق العبيد واإلماء المتاجرة وإبرا القرو والعقهود‬
‫عق اإلطالق طبقا لما جاء بالمادتين (‪ )11 ، 11‬من القانون(‪.)4‬‬
‫‪ -3‬أعط المشرع في قانون إش نونا لإلخوة الحق بشراء حصة أي مهنه فيمها بيهنه فيمها‬
‫يمقكون بنص ثمن لمن يرغب منه (‪ )5‬ربما لتقوية عالقهات الهد فيمها بيهنه ولهدرء‬
‫المشاكل العائقية الت يمكن أن تنج من جراء لك ولقحفهاظ عقه مقكيهة األسهرة فيمها‬
‫بينه طبقا لقمادة (‪ )37‬من القانون‪.‬‬
‫‪ -2‬ضرورة أمانة البائع في عر سقعت وعقي تحمل تبعهات مها قهد يظههر مسهتقبال مهن‬
‫غ في إتما صفقت ومسئوليت القانونيهة عقه لهك ‪ ،‬ولهه ا كانهت هنهاك دائمها فتهرة‬

‫‪Goetze, A. " The laws of Eshunna ", ANET, 163; Meek, T.J. " The‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪code of Hammurabi ", ANET, 170.‬‬

‫(‪ )0‬فوزي رشيد‪ :‬الشرائع العراقية القديمة ‪ ،‬دار الحرية لقطباعة ‪ ،‬بغداد ‪.21 ، 1713 ،‬‬
‫‪Goetze, op. cit., 162.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪Ibid., 162.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪ )1‬فوزي رشيد‪ :‬المرجع السابق ‪.19 ،‬‬

‫‪-34-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ جملة االحتاد العام لآلاثريني العرب (‪)8‬‬
‫(‪)1‬‬
‫والمهادة (‪ )1‬مهن‬ ‫ضمان له ا البيع طبقا لقمهواد (‪ )091-019‬مهن قهانون حمهورابي‬
‫قوانين العصر البابقي الحديا(*)(‪.)2‬‬
‫" إ ا اشترى رجهل عبهدا (أو) أمهة ‪ ،‬وله يمه شههر عقه الشهراء وهاجمه المهر‬
‫فسيعيده ويسترد المشتري نقوده الت دفعها " (حمورابي ‪.)019‬‬
‫" إ ا اشترى رجل عبهدا (أو) أمهة ‪ ،‬واسهتقبل دعهوى (ضهده) ‪ ،‬سهيكون بائعه مسهئوال‬
‫عن ه ه الدعوى " (حمورابي ‪.)017‬‬
‫" إ ا اشترى رجل من بقد أجنبي عبدا (أو) أمة لشخص آخر ‪ ،‬وحين وصول لموطن‬
‫‪ ،‬تعر صاحب العبد أو األمة عقيهما ‪ ،‬وإ ا كان العبد أو األمة من أهل البقد فسو يت‬
‫تحريرهما بدون دفع أية أموال " (حمورابي ‪.)092‬‬
‫" وإ ا كانوا مواطنين بقدا آخر ‪ ،‬فسو يقرر المشتري في حضور اإلله المهال اله ي‬
‫دفع وسو يقو صاحب العبد أو األمة بدفع المال ال ي دفع المشتري وسيستعيد عبهده‬
‫أو أمت " (حمورابي ‪.)091‬‬
‫" في حالة الشخص ال ي باع أمهة وحينمها تظههر دعهوة ضهدها بعهد هابهها ‪ ،‬سهيعطي‬
‫البههائع المشههتري المههال اله ي دفعه كههامال وحسههب االتفههاق ‪ ،‬وإ ا أنجبههت أطفههاال ‪ ،‬فسههو‬
‫يعطيها نص الشيقل من الفضة لكل طفل " (بابقي حديا ‪.)1‬‬
‫ثالثا‪ :‬أحكام القروض والديون وفوائدها‪:‬‬
‫انتشههرت القههرو فههي مجتمههع بههالد النهههرين ‪ ،‬ل ه ا حههرص المشههرعون عق ه وضههع‬
‫الضوابط القانونية لتنظي العالقة بهين المقهر والمقتهر مهع وضهع فائهدة تتناسهب مهع‬
‫قيمة ونوعية وحدة لك القر من خالل عقد مدون ومسجل بين الطرفين وفي حضهور‬
‫شهود ‪ ،‬وكانت تقك القرو بالفضة أو بالمواد العينية أو غيرها‪.‬‬
‫وطبقهها لههنص المههادة (‪ 19‬أ) مههن قههانون إشههنونا كانههت فائههدة شههيقل الفضههة هههي السههدس‬
‫وست حبات(*) فضة ‪ ،‬وإ ا زاد المقر عن تقك النسبة فكان يهت تغريمه بمقهدار يعهادل‬

‫‪Meek, op. cit., 177.‬‬ ‫(‪)0‬‬

‫* قههوانين العصههر البههابقي الحههديا‪ :‬د ُونههت ه ه ه القههوانين عق ه لههو مههن الطههين محفههوظ حاليهها بههالمتح‬
‫البريطاني تحت رق (‪ ، )90-1-12-799‬ت ترجمهة بعه نصهوص هه ا القهو فهي عهامي ‪، 1993‬‬
‫‪ 1997‬ث تتابعت الدراسات في ترجمة ه ه النصهوص ‪ ،‬وتشهير هه ه الدراسهات إله اسهتمرار العمهل‬
‫بالكثير من القواعد واألحكا العامة الت كانهت سهائدة فهي الهبالد منه العصهر البهابقي القهدي مهع وجهود‬
‫بع االختالفات طبقا لمتطقبات ه ا العصهر ‪ ،‬وقهد حهوى القهانون خمهس عشهرة مهادة منهها مها يتعقهق‬
‫بالبيع والشراء واألخرى باألحوال الشخصية‪ .‬عامر سقيمان‪ :‬المرجع السابق ‪.077-079 ،‬‬
‫‪Meek, T.J., " The Neo-Babylonian Laws", ANET, 197.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪-45-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ جملة االحتاد العام لآلاثريني العرب (‪)8‬‬
‫(*)‬
‫مها أقرضه ‪ ،‬كمهها كانهت فائههدة الكههور مهن الحبههوب بههان واحهد و‪ 2‬سههيال ‪ ،‬وطبقهها لقمههادة‬
‫(‪ )72‬من قانون حمورابي كانت فائدة شيقل الفضة هي نفس القيمة الت وردت في المادة‬
‫(‪ 19‬أ) من قانون إشنونا أما فائدة كور الحبوب فكانت تعادل ‪ 12‬قو(‪.)1‬‬
‫وكانت هناك قرو بدون فائدة بشرط أن يت السداد قبل الحصاد أي أنها محددة بمدة‬
‫زمنية قصيرة األجل طبقا لقمادة (‪ )17‬من قانون إشنونا(‪.)2‬‬
‫ونظرا لكون الزراعة كانت من أه مقومات الحياة االقتصادية في البالد فقد انتشهرت‬
‫القرو الخاصة بتغطية تكاليفها من حرا وري وتسميد وحصاد وغيرها مهن األعمهال‬
‫المتعققة ب لك مع وضع كافة الضوابط الت تحفظ حقوق المقر والمقتر عق النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬يقههو المقتههر – صههاحب األر الزراعيههة – فههي حالههة زراعههة المقههر لههه ه‬
‫األر بالحبوب أو السمس بمخ إنتها محصهول أرضه وعقيه فهي تقهك الحالهة رد‬
‫دين مع تكالي الزراعة والفائدة المتفق عقيها مع المقتر وقت الحصهاد كمها جهاء‬
‫في المادة (‪ )27‬من قانون حمورابي(‪.)3‬‬
‫‪ -0‬يقو المقتر – صاحب األر الزراعية – فهي حالهة زراعته لحققه بهالحبوب أو‬
‫السمس بمخ إنتا أرض وعقي في ه ه الحالة تسهديد دينه مهع الفائهدة المتفهق عقيهها‬
‫كما جاء بالمادة (‪ )12‬من قانون حمورابي ‪ ،‬وفي حالة تعثر المقتر بهرد األمهوال‬
‫الت اقترضها مع الفائدة فعقي تسديد دين حبوبا أو سمسما من إنتها أرضه بالسهعر‬
‫المقههرر مههن قبههل المقههك وبقههدر القيمههة المتداولههة بالسههوق كمهها جههاء بالمههادة (‪ )11‬مههن‬
‫القانون ‪ ،‬وال يحق لقمقر أن يمخ كهل إنتها الحقهل أو البسهتان حته ولهو عهر‬
‫المقتر عقي لك كما جاء بالمادة (‪ ، )4()11‬أي أن المشرع حمورابي يسر تسهديد‬
‫المقتر لدين حت ولو اختقفهت نوعيهة القهر ‪ ،‬بهل أعطه المشهرع لقمقترضهين‬

‫* الحبة‪ :‬وحهدة مهن األوزان تعهادل حاليها ‪ 21511‬مققيجهرا ‪ .‬فهوزي رشهيد‪ :‬القهوانين فهي العهراق القهدي ‪،‬‬
‫‪.111‬‬
‫* بان‪ :‬وحدة من المكاييل تعادل حاليا ‪ 9520‬لترا‪ .‬المرجع السابق ‪.111 ،‬‬
‫‪Goetze, op. cit., 162; Meek, The Code of Hammurabi, 169.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪Goetze, op. cit. 162.‬‬ ‫(‪)0‬‬


‫‪Meek, op. cit. 168.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪Meek, op. cit. 168-169.‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫‪Ibid., 170-171.‬‬ ‫(‪)0‬‬

‫‪-45-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ جملة االحتاد العام لآلاثريني العرب (‪)8‬‬
‫حرية سداد الدين بمي شيء يمتقكون وال يجوز لقمقر االعترا عق لهك طبقها‬
‫لقمادة (‪ )1()11‬من قانون حمورابي مما يحافظ عق النسي الداخقي لقمجتمهع خاصهة‬
‫وأن التعثر في سداد الدين كان يعطي لقمقر الحق في وضع المقتهر أو أسهرت‬
‫تحت ربق العبودية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أحكام التعثر في سداد الديون‪:‬‬
‫كانت هناك أيضا قروضا تت في مقابل رهن عبيدا سواء أكانوا كورا أو إناثا أو أحد‬
‫أفراد أسرت ‪ ،‬وأعط المشرع في قانون حمورابي الحق لقدائن في بيهع ههؤالء العبيهد إ ا‬
‫تهمخر المههدين فهي سههداد دينه دون حههق لهه فههي منهع لههك إال فهي حالههة األمهة الته تنجههب‬
‫لقمدين أطفاال فحينئ يحهق لقمهدين إعطهاء الهدائن لدينه وتحريهر أمته كمها جهاء بالمهادتين‬
‫(‪ ، )117 ، 119‬وحهين يقهو الهدائن بحجهز شهخص دون سهند قهانوني فيعاقهب بهدفع ثقها‬
‫المنا فضة كغرامة كما جاء بالمادة (‪ )112‬من القانون ‪ ،‬وطبقا لقمهادة (‪ )111‬كهان يجهب‬
‫عق الدائن المحتجز ألشخاص نتيجة رهن ُحسن معامقته ‪ ،‬وفي حالة وفاة أحده نتيجة‬
‫سوء المعامقة كالضرب مثال ‪ ،‬كان الدائن يتعر لقتل ابن إ ا كان القتيل أبنا لقمدين أو‬
‫عقي دفع ثقا المنا " فضة أن كان المحتجز لديه عبهدا مهع خسهارت لهه ا الهدين عقابها له‬
‫عق سوء استخدام لقسقطة الت أعطاها ل القانون‪.‬‬
‫وطبقهها لقمههادة (‪ )111‬مههن قههانون حمههورابي كههان يحههق لقمقترضههين ببيههع زوجههاته أو‬
‫أبنائه أو بناته في حالة تعثره في سداد ديونه ‪ ،‬أو وضعه تحت عبودية الدائن لمهدة‬
‫ثالا سنوات فقط عق أن ينالوا حريته في العا الرابع‪.‬‬
‫ك لك أوجب المشرع حمورابي عق أصحاب الديون اله ين أخه وا حبوبها أو فضهة‬
‫من المقترضين كرهان بالمحافظة عق ما لديه وإال خسروا كل ما له من حقوق ماديهة‬
‫لدى الغير طبقا لقمادة (‪ )113‬من القانون(‪.)2‬‬
‫خامسا‪ :‬أحكام االقتراض من أجل المتاجرة (الشراكة)‪:‬‬
‫كانت القاعدة العامة خالل العصر البابقي القهدي لقشهراكة بهين طهرفين فهي التجهارة أن‬
‫يقتسما الربح أو الخسارة بالتساوي و لك في حضهور اإلله طبقها لقمهادة (‪ )79‬مهن قهانون‬
‫حمورابي سواء أكانت أمواال أو حبوبا أو زيتا أو أية بضاعة ما ‪ ،‬ولكن في الوقت نفس‬
‫حههافظ عق ه العالقههة بههين الطههرفين فههي وضههع الضههوابط العامههة فههي حالههة تعههر البههائع‬
‫المتجول المسئول عن تصري البضهاعة لقخسهارة لظهرو خارجهة عهن إرادته ورغمها‬
‫عن برد األموال الت أخ ها لقمتاجرة بدون ربهح عقه اإلطهالق طبقها لقمهادة (‪ )120‬مهن‬
‫قانون حمورابي ‪ ،‬أما في حالة تعر البائع العتداء من قبل قهاطع طريهق فهال مسهئولية‬

‫‪Ibid., 170–171.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪-45-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ جملة االحتاد العام لآلاثريني العرب (‪)8‬‬
‫قانونية عقي في الرد ولكن عقي إثبات لك بالقس أما تمثال اإلل كما جاء بالمادة(‪)123‬‬
‫‪ ،‬وإ ا كان مقترضا لحبوب وخالف فعقي دفع بضاعت ه ه مع أخه إيصهاال مختومها مهن‬
‫مقرض ه التههاجر ‪ ،‬وبههدون ه ه ا اإليصههال ال يمكههن خص ه لههك مههن الحسههاب بينهمهها طبقهها‬
‫لقمادتين (‪ )121 ، 122‬من القانون ‪ ،‬أما في حالة إعاقة عمهل البهائع لتصهري بضهاعت‬
‫المشارك عقيها بسبب ريا وتغيرات مناخيهة وخسهارت ففهي هه ه الحالهة عقيه رد أمهوال‬
‫شههريك ومقرضه مههع فائههدتها بعههد حسههاب أيهها السههفر طبقهها لقمههادة (‪ ، )122‬وإ ا تقههاعس‬
‫البههائع عههن العمههل فعقيه رد مهها اسههتقم مضههاعفا عقابهها ل ه عقه إهماله كمهها جههاء بالمههادة‬
‫(‪ ، )1()121‬وكه لك طبقهها لمهها جههاء بالمههادة (‪ )0‬مههن القههانون مجهههول الهويههة واله ي ربمهها‬
‫يرجههع لقعصههر البههابقي القههدي أو العصههر الكاشههي ‪ ،‬يتضههح لنهها عههد أحقيههة أي طههر مههن‬
‫أطرا الشراكة من أجل المتاجرة في إلغاء العقد بعد توقيع وعق كل طهر أن يتكفهل‬
‫بدفع كافة التزامات كما جاء بالعقد المبر ‪ ،‬وكانت عقوبة القتل هي عقاب البائع ال ي له‬
‫يتمكن في تسديد دين في ه ه الحالة(‪.)2‬‬

‫‪Meek., op. cit., 170‬‬ ‫‪)0‬‬

‫(‪ )3‬فوزي رشيد‪ :‬المرجع السابق ‪.121 ،‬‬

‫‪-44-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ جملة االحتاد العام لآلاثريني العرب (‪)8‬‬
‫سادسا‪ :‬أحكام خيانة األمانة‪:‬‬
‫انتشرت ظاهرة حفظ أمهالك الهبع لهدى الهبع كممانهات أو ضهمانا لقهر مها فهي‬
‫مجتمع بالد النهرين‪ ،‬سواء كانت هبا أو فضة أو حبوبا تهرد حهين طقبهها عقه أن يهدون‬
‫لك في عقد وأما شهود كما جهاء بالمهادة (‪ )100‬مهن قهانون حمهورابي ‪ ،‬وال يعتهد بغيهر‬
‫لك في حالهة حهدوا خهال بهين الطهرفين طبقها لقمهادة(‪ )103‬مهن القهانون(‪ ،)1‬فهالمؤتمن‬
‫مسئول مسئولية مباشرة عق إعادة ما لدي من أمانات فهي حالهة فقهدها دون سهبب قههري‬
‫طبقا لقمهادة (‪ )31‬مهن قهانون إشهنونا(‪ ،)2‬وعقيه ردهها مضهاعفا طبقها لمها جهاء فهي قهانون‬
‫حمورابي بالمادتين (‪ )101 ،102‬إلهمال في حفظ األمانة ‪ ،‬ك لك عقيه رد مها لديه مهن‬
‫أمانة مضاعفا في حالة إنكاره لها وإثبات لك عقي عن طريق الشهود كمها جهاء بالمهادة‬
‫(‪ )102‬من قانون حمورابي(‪.)3‬‬
‫أمهها فههي حالههة تعههر منههزل المههؤتمن لقسههرقة أو الهههد وت ه فقههد األمههوال أو الحبههوب‬
‫المودعة لدي كممانة فقيس عقي أية حقوق بسبب لك الع ر القهري طبقا لقمادة (‪ )31‬من‬
‫قانون إشنونا(‪ ، )4‬أما حمهورابي فقهد أوجهب عقه المهؤتمن رد مها لديه مهن أمانهات فقهدت‬
‫لدي خالل تعر منزل لقسرقة وخالف ولكن عقي في ه ه الحالة البحا عن مسروقات‬
‫الت سرقت من معها خالل عمقية اقتحا المنزل وإال فعقي رد ه ه األمانات مضاعفة إ ا‬
‫ثبت عد حدوا سرقة أمالك المؤتمن عن طريق التحقيق ال ي كان يجري مجقس البقدية‬
‫‪ ،‬فههال يمكههن منطقيهها حههدوا سههرقة لفمانههات المودعههة عنههده فقههط دون سههرقة بع ه مههن‬
‫أمالك كما جاء بالمادة (‪ )101‬من القانون(‪.)5‬‬
‫ك لك أوجب المشرع حمورابي عق الدائن كتابة عقهدا مقحقها يقهر فيه اسهتالم جهزءا‬
‫من فائدت مع خصمها من أصل الدين ‪ ،‬وإ ا أضا ما استقم ثانية إل رأس المال ال ي‬
‫أقرض فعقي أي الدائن في ه ه الحالة رد ما استقم سهواء كهان فضهة أو حبوبها مضهاعفا‬
‫لقمدين طبقا لقمادة (‪ ، )73‬كما فر عق الدائن أخ حق مهع فائدته كمها أعطهاه لقمهدين‬
‫ب ات وزن وإال خسر كل ما أقرض طبقا لقمادة (‪ ، )72‬وت كه لك تشهديد عقوبهة التجهار‬

‫‪Meek, op. cit. 171.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪Goetze, op. cit. 163.‬‬ ‫(‪)0‬‬

‫‪Meek, op. cit. 161.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪Goetze, op. cit. 163.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪Meek, op. cit. 161.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪-43-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ جملة االحتاد العام لآلاثريني العرب (‪)8‬‬
‫ال ين يوكل إليه بنقل فضة أو هبا أو أحجارا كريمة خالل رحالته التجارية ويستولون‬
‫سههق إلههيه ألصههحاب هه ه األمههوال طبقهها لقمههادة (‪ )110‬مههن‬ ‫عقيههها بههدفع خمسههة أمثههال مهها ُ‬
‫القانون(‪.)1‬‬
‫سابعا‪ :‬الضرائب في مجتمع بالد النهرين‪:‬‬
‫طبقهها لمهها ورد فههي القههوانين المختقفههة كانههت هنههاك ضههرائب تفُههر عقهه المنههازل‬
‫واألراضي الزراعية وأصحاب الحانات والتجار وغيره لصالح القصر‪ ،‬كما كان هنهاك‬
‫جباة يقومهون بجمهع هه ه الضهرائب ولهه كهل الحهق فهي اسهتدعاء متمخريهها لقمثهول أمها‬
‫المحكمة‪.‬‬
‫وله ا أعط المشرع في قانون "لبت – عشتار"(*) الحق لقشخص الغريب اله ي يقهو‬
‫بدفع ضريبة عقار لمدة ثالا سنوات بامتالك في حالة غياب مالك األصقي وعد سداده‬
‫له ه الضريبة طبقا لقمادة (‪ )19‬وهو ما تشاب مع ما ورد في قهانون حمهورابي بالمهادتين‬
‫(‪ ، )2()31 ، 32‬وطبقههها لقمهههادة (‪ )1‬مهههن القهههانون مجههههول الهويهههة كهههان ال يحهههق لقجهههابي‬
‫استدعاء من يقو بسداد الضريبة المقررة عقي لققصر المقكي أما المحكمة(‪.)3‬‬
‫يتضهههح مهههن خهههالل المرسهههو الههه ي أصهههدره خقيفتههه وابهههن المقهههك حمهههورابي البهههابقي‬
‫"سامسوئيقونا" تقك المعاناة والمشاكل الت عان منها أولئهك اله ين تعثهروا فهي تسهديد مها‬
‫عقيه من ضرائب وتعرضه لقمالحقة من قبل جباة ورجال المقك حمورابي ‪ ،‬وأثر لك‬
‫عق االستقرار الداخقي لقبالد مما اضطر خقيفت حهين جقوسه عقه العهر إله إصهدار‬
‫ه ا المرسو إلعفاء هؤالء المدينين من تقك الديون ولوق ه ه المالحقهات حته يضهمن‬
‫االستقرار الداخقي ليتمكن من االنتصار عق أعداء الدولة مما يهؤدي إله تثبيهت أركانهها‬
‫كما جاء في مقدمة مرسوم وخطاب ألحد كبار موظفي (‪.)4‬‬

‫‪Ibid, 169-170.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫* قانون لبت عشتار‪ :‬عثرت بعثة جامعة بنسقفانيا خالل فترة عمقها في خرائب مدينهة نيبهور فيمها بهين (‪1997‬‬
‫‪ ) 1722 2‬عقه أربعههة أجههزاء مههن لههو د ُون عقيه هه ا القههانون ‪ ،‬ثالثههة منههها محفوظههة حاليهها فههي متحه‬
‫جامعة بنسقفانيا أما الجزء الرابع ففي متح القوفر بباريس‪.‬‬
‫‪- Lutz, H.F., " Sumerian and Babylonian Texts, " PBS, 1/2 (1919)., Steele,‬‬
‫‪F.R., The Code of lipit – Ishtar", AJA, (July, September, 1984), 52/3, PP. 1-‬‬
‫‪28.‬‬
‫‪Steele, F.R., op. cit., 17; Meek., op. cit., 167.‬‬ ‫(‪)0‬‬

‫(‪ )3‬فوزي رشيد‪ :‬المرجع السابق ‪.121 ،‬‬


‫(‪ )2‬كقنغل ‪ ،‬هورست‪ :‬المرجع السابق ‪.172 ،‬‬

‫‪-44-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ جملة االحتاد العام لآلاثريني العرب (‪)8‬‬
‫وزادت ك لك المعاناة والمالحقة لقمدينين سواء من قبل الجبهاة ورجهال القصهر أو مهن‬
‫قبل الدائنين ‪ ،‬له ا قها المقهك "أميصهادوقا" (‪1101-1121‬ق‪ ، ) .‬أواخهر العصهر البهابقي‬
‫القهدي بدصهدار مرسهو حهاول مهن خالله العمهل عقه اسهتقرار الحيهاة االقتصهادية ‪ ،‬فقها‬
‫بدلغاء الديون الخاصة عق القهرو مهع كافهة التزاماتهها‪ .‬وكه لك شهطب الجهزء المتبقهي‬
‫من الضرائب المستحقة لققصر في العا األول من حكم ‪ ،‬كما فر عقوبهة القتهل عقه‬
‫الجباة في حالهة اسهتخدا العنه فهي تحصهيل الضهرائب وأيضها ألهز المقرضهين بغرامهة‬
‫تعادل ستة أضعا القر في حالة عد تنفي أوامره هه ه ومهن له يسهتطع مهنه تسهديد‬
‫ه ه الغرامة فكانت عقوبت القتل(‪.)1‬‬
‫نستنتج من خالل هذا البحث الحقائق التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أهمية التجارة ودورها في حضارة بالد النهرين من فجر تاريخ خاصة بحدود مطقع‬
‫األل الثالثة قبل الميالد ‪ ،‬وتحولها من الطابع الفردي إل عناية الدولة ث تحولها من‬
‫مطقع األل الثاني قبل الميالد لصالح القطاع الخاص مرة أخرى‪.‬‬
‫‪ -0‬اهتما مقوك وحكا بالد النهرين بالتجارة نظرا لما تمثق من دعامة اقتصادية هامة‪.‬‬
‫‪ -3‬كان لقتغيرات السياسهية أثهر كبيهر عقه الجوانهب االقتصهادية وبالتهالي عقه المجتمهع‬
‫بشرائح المختقفة مما اسهتقز إصهدار العديهد مهن القهوانين تباعها حفاظها عقه النسهي‬
‫االجتماعي لقدولة من االنهيار‪.‬‬
‫‪ -2‬تميز مجتمع بالد النهرين بالطبقية حت في العقوبات الته كانهت تُطبهق عقه شهرائح‬
‫المجتمع المختقفة‪.‬‬
‫‪ -1‬كانت الع قود المبرمة وفي وجهود شههود شهرطا أساسهيا إلضهفاء صهفة الشهرعية عقه‬
‫جميع المعامالت التجارية‪.‬‬
‫‪ -1‬اهتما مشرعو بالد النهرين بصفات األمانة الت يجب أن يتحقه بهها كهل المتعهامقين‬
‫في المجال التجاري مع تحديد حقوق وواجبات كل طر ‪.‬‬
‫‪ -1‬تميههز عقوبههات المعههامالت التجاريههة بههالتعوي المههادي باسههتثناء عههدة حههاالت منههها‬
‫تعههر ابههن المههدين المحتجههز لققتههل نتيجههة لسههوء المعامقههة كالضههرب مههثال مههن قبههل‬
‫محتجزه فكان القصاص هو العقاب من ابن ه ا الرجل مع خسارت لدين لدى المهدين‬
‫‪ ،‬وحالة من يشهترى أو يسهتق عقه سهبيل األمانهة ممتقكهات آخهرين سهواء أكهانوا مهن‬
‫أبنائه أو عبيده بدون شهود وعقود باعتباره سارقين له ه الممتقكات‪.‬‬
‫‪ -9‬كانت هناك فترة ضمان يكون خاللها البائع مسئوال مسئولية قانونية تممهة عهن سهقعت‬
‫وإال وقع تحت طائقة القانون إ ا ثبت غ في ه ه البضاعة المباعة‪.‬‬

‫(‪ )1‬كقنغل‪ :‬هورست‪ :‬المرجع السابق ‪ ، 171 ،‬دمحم الشحات عبد الفتا شاهين‪ :‬المرجع السابق ‪.092 ،‬‬

‫‪-44-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ جملة االحتاد العام لآلاثريني العرب (‪)8‬‬
‫‪ -7‬كهان هنههاك نظهها ضههرائبي لصههالح القصههر عقه جميههع المعههامالت التجاريههة والبيههوت‬
‫واألراضي الزراعية وخالف يقتز ب الجميع دون استثناء وجباة يقومهون عقه تنفيه‬
‫ه ا النظا ‪.‬‬

‫جـــدول األوزان جدول المكاييــــل‬

‫االس‬ ‫ما يعادل‬

‫الحبة ‪She‬‬
‫شيقل ‪gin‬‬
‫سيال ‪sila‬‬
‫كور ‪gur‬‬

‫بان ‪bán‬‬
‫لك‬

‫بي ‪pi‬‬
‫المعن‬
‫سومريا‬ ‫أكديا‬ ‫باألوزان‬
‫الحالية‬
‫‪gur‬‬ ‫‪kurru‬‬ ‫كور‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪32 322 -‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪01051‬‬
‫لتر‬
‫‪PI‬‬ ‫‪mashshiktu‬‬ ‫بي‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1 12‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪12510‬‬
‫لتر‬
‫‪bán‬‬ ‫‪sútu‬‬ ‫بان‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1 12 122 -‬‬ ‫‪9520‬‬
‫لتر‬
‫‪sila‬‬ ‫‪qa‬‬ ‫سيال‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪25920‬‬
‫(=لتر)‬ ‫لتر‬
‫‪gin‬‬ ‫‪shiqlu‬‬ ‫شيقل‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1 192‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪bán-‬‬ ‫‪she'u‬‬ ‫حبة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬

‫نقال عن‪ :‬فوزي رشيد‪ :‬الشرائع العراقية القديمة ‪.02 -03 ،‬‬

‫المصادر والمراجع العربية والمعربة‬

‫‪-44-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ جملة االحتاد العام لآلاثريني العرب (‪)8‬‬
‫‪ -‬أحمهههد سوسهههة‪ :‬تهههاريو حضهههارة وادي الرافهههدين فهههي ضهههوء مشهههاريع الهههري الزراعيهههة‬
‫والمكتشفات اوثارية والمصادر التاريخية ‪ ،‬جـ‪ ، 1‬دار الحرية لقطباعة‪ ،‬بغداد ‪،‬‬
‫‪.1793‬‬
‫‪ -‬المواقع األثرية في العراق ‪ ،‬مديرية اوثار العامة ‪ ،‬بغداد ‪.1712 ،‬‬
‫‪ -‬تقي الدباغ‪ " :‬البيئة الطبيعية واإلنسان " حضارة العراق ‪ ،‬جـ‪ ، 1‬دار الحريهة لقطباعهة‬
‫‪ ،‬بغداد ‪.11-13 ، 1791 ،‬‬
‫‪ -‬رضهها جههواد الهاشههمي‪ " :‬التجههارة " ‪ ،‬حضههارة العههراق ‪ ،‬جههـ‪ ، 0‬دار الحريههة لقطباعههة ‪،‬‬
‫بغداد ‪.039-171 ، 1791 ،‬‬
‫‪ -‬رو جور ‪ :‬العراق القدي ‪ ،‬ترجمة وتعقيق‪ :‬حسين عقوان حسين ‪ ،‬طـ‪ ، 0‬دار الشهؤون‬
‫الثقافية العامة ‪ ،‬بغداد ‪1221 ،‬هـ ‪. 1791 -‬‬
‫‪ -‬ط باقر‪ " :‬قانون ممقكهة إشهنونا المكتشه فهي تهل حرمهل " ‪ ،‬سهومر ‪ ، 0/2 ،‬سهبتمبر‬
‫‪.1729‬‬
‫‪ -‬ط بهاقر‪ " :‬مقدمهة فهي تهمريو الحضهارات القديمهة ‪ ،‬الهوجيز فهي تهمريو حضهارة وادي‬
‫الرافدين ‪ ،‬جـ‪ ، 1‬طـ‪ ، 0‬دار الشؤون الثقافية العامة ‪ ،‬بغداد ‪.1791 ،‬‬
‫‪ -‬عامر سقيمان‪ :‬القانون في العراق القدي ‪ ،‬دار الكتب لقطباعة والنشر ‪ ،‬جامعة الموصل‬
‫‪.1711 ،‬‬
‫‪ -‬عبد الحميد زايد‪ :‬الشرق الخالد ‪ ،‬القاهرة ‪.1711 ،‬‬
‫‪ -‬فوزي رشيد‪ :‬الشرائع العراقية القديمة ‪ ،‬دار الحرية لقطباعة ‪ ،‬بغداد ‪.1713 ،‬‬
‫‪ -‬فوزي رشيد‪ :‬القوانين في العراق القدي ‪ ،‬دار الشؤون الثقافية العامة ‪ ،‬بغداد ‪.1799 ،‬‬
‫‪ -‬كقنغل ‪ ،‬هورست‪ :‬حمورابي – مقك بابل وعصره ‪ ،‬ترجمة‪ :‬غازي شري ‪ ،‬مراجعة‪:‬‬
‫عق يحي منصور ‪ ،‬دائر الشؤون الثقافية العامة ‪ ،‬بغداد ‪.1791 ،‬‬
‫‪ -‬دمحم الشحات عبد الفتا شاهين‪ :‬تهاريو وحضهارة العهراق القهدي حته نهايهة أسهرة بابهل‬
‫األول ‪ ،‬القاهرة ‪1201 ،‬هـ ‪. 0221 -‬‬

‫‪-48-‬‬
)8( ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ جملة االحتاد العام لآلاثريني العرب‬
‫المصــادر األجنبيـــة‬
- Baqir, T., Tell-Harmal, Directorate General of Antiquities,
Baghdad, 1959.
- Goetze, A., " The laws of Eshnunna", ANET, 161-163.
- Kraus, F.R., JWH, I., 1954.
- Meek, T.J., " The Code of Hammurabi, " ANET, 163-180.
- Meek, T.J., " The Neo-Babylonian Laws ", ANET, 197-98.
- Steele, F.R., " The Code of Lipit – Ishtar ", AJA, 52/3, July –
September, 1984, 1-28.
‫االختصارات‬
AJA=American Journal of Archaeology, (Concord N.H. etc. 1885-).
ANET= Pritchard, J.B., Ancient Near Eastern Texts Relating to the
Old Testament 2nd ed., Princeton University Press, Princeton
and New Jersey, 1955.
JWH= Journal of World History (= Cahiers d' Histoire Mondiale,
Paris).
PBS= UM= University Museum University of Pennsylvania,
Publications of the Babylonian Section (Philadelphia, 1911-).

-44-

You might also like