Professional Documents
Culture Documents
]íÏuøÖ]<íéÞ^f‰ý]<l]‚ééjÖ]æ<Øé‘ù
ﻟﻮﻛﻴﻠﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﺎﻟﻴﺔ ﺑﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﻣﻨﺘﺼﺮ
ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﺍﻷﺻﻴﻞ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ:
ﻣﻔﺘﺸﻴﺔ ﺍﳌﺒﺎﱐ ﺍﻟﺘﺎﺭﳜﻴﺔ ﻗﺎﺱ ﻭﺍﻟﺘﺸﻴﻴﺪﺍﺕ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ
ﻣﺠﻠﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ :مقدمة
العشرين
ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ القرن ﺍﻵﺩﺍﺏل من
ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ النصف ٔالاو
خالل -ﻛﻠﻴﺔ املغرب
ﻋﺒﺪﺍﷲ بشمال ﺑﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ٕالاسباني
ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ :يمثل ال اث العمراني
تتيح فهم تاريخ البلدين الجارين ي إحدى أهم املراحل ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ:للدراسة والتحليل،
ﻟﻮﻛﻴﻠﻲ ،ﻣﻨﺘﺼﺮ
مادة دسمة ﺍﻟﻤؤﻟﻒ
التاريخية لهما وأشدها تعقيدا ،ودراستنا تحمل ي طيا ا هدفا مزدوجا ،فمن جهة تسلط
ﻋﺪﺩ ﺧﺎﺹ
ٕالاسالمي باملدن الشمالية ي املرحلة السابقة ع ى الوجود ٕالاسباني، ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ/ﺍﻟﻌﺪﺩ :ى ال اث العمراني
الضوء ع
ﻣﺤﻜﻤﺔ:تحلل الخصوصية التاريخية للف ة ال عرفت فرض الحماية ٕالاسبانية ع ى الشمال املغربي.
ﻧﻌﻢ ثم
2014املدينة العربية ٕالاسالمية املتمثلة ي طنجة ،تطوان ،القصر الكب ، فنحن أمام ثنائية ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦوبالتا ي
ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ:
واملدينة ٕالاسبانية ال تعت املولود الشر ي ملؤسسة الجيش أصيال119 ،
ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ :ن
شفشاو ،العرائش- 133 ،
)الناظور ،الحسيمة .(..،وهكذا سنعرض ي دراستنا هذﻩ لنشأة الشبكة الحضرية باملغرب ع
512952 ﺭﻗﻢ :MD
التاريخ خالل العصور القديمة والوسطى وصوال إ ى غداة الحماية ،ثم سنتناول رؤية ٕالادارة
الحضري سواء خالل مرحلة ما بعد ال دئة وضرب املقاومة أو ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ:ية ٕالاسبانية ﺑﺤﻮﺙ
للتخطيط ﻧﻮﻉ الاستعمار
HumanIndex,ر القوي للثنائية ال أشرنا إل ا سلفا.
AraBaseن أن نغفل الحضو
ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ:الحرب ٔالاهلية دو
ﻗﻮﺍﻋﺪخالل مرحلة
ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻧﻲ ،ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ،ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ القديمة ﺷﻤﺎﻝالعصور
ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ، ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ،خالل
ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ -1 :الشبكة الحضرية
ﺍﻵﺛﺎﺭيخ نقطة تماس ب ن نمط ن من العيش :نمط الفالح ن ﺍﻻﺳﺒﺎﻧﻴﺔ،التار
كانت منطقة الريف ع
ﺭﺍﺑﻂ :املستقرين ع ى الساحل املتوسطي ونمط الرعاة الرحل ع ى سهول وهضاب
https://search.mandumah.com/Record/512952الجنوب .و ي
منطقة مفتوحة جغرافيا ع ى الشرق ،ولك ا صعبة املسالك نحو الجنوب بينما يحدها البحر
شماال وغربا ،وتضم عددا من العشائر وٕالاثنيات ال تتكلم مختلف ٔالالسن ،وقد شكل هذا
ٕالاطار الجغرا ي وٕالانساني مجاال لتطوير شبكة حضرية وفق املتطلبات ال طرح ا الهجرات
البشرية املختلفة.
و ي العصور القديمة ،تحتفظ ٔالادبيات باسم هيكاتيوس دي مي ي كأول من تحدث عن
أرض املغرب الحا ي ،1إذ أورد أربع مدن ي املغرب من بي ا ميتاكونيوم .أما استاربون فقد ذهب
إ ى أن ميتاكونيوم كانت رأسا بارزا ربما يقع ي منطقة رأس املاء أو محيط منطقة مليلة ،كما
أننا نجد ميتاكونيوم موثقة ي عدد من املصادر ٔالاخرى مثل إرطوسط ن.
و ي القرن الثاني للميالد ،يورد صاحب مسالك أنطونان النقاط ال تتصل بي ا بحرا
مثل آد سيبتيم فراطريس وآد آبيليم وآد أكيالم مينوريم وآد أكيالم مايوريم وآد سيكس
1
GOZALBES E., 1980: “Atlas Arqueológico del Rif”, Cuadernos de la Biblioteca Española de Tetuán,
21-22, p. 26.
אאאאאאאאאא <
إنسوالس وبرومونتوريوم روسادير وروسادير كولونيا .و ي ف ة متأخرة ،يش جغرا ي رافينا
املجهول إ ى وجود مدينة تحمل اسم ب يتينا.2
لقد حاول عدة مؤرخ ن وجغرافي ن تحديد مواقع املدائن ي املغرب املتوسطي حسب
املسافات .دون أن تسعفهم ٔالاركيولوجيا ي الحسم ال ائي .فأول منشأة يتم التوافق عل ا ي
مليلة-روسادير ال تع "الرأس املهيب" حيث ضربت العملة ،وال حملت رسما لنحلة ب ن
سنبلت ن وعنقود عنب .مما يؤكد لدينا وجود شواهد مادية عن مصادر اقتصادية كفيلة بالدفع
بعجلة العمران وتشجيعه و ي زراعة القمح ،وزراعة دوا ي العنب .كما أن املؤرخ ن توافقوا أو
كادوا حول ُمسلمة أن الرومان لم يعمروا منطقة الريف .وهو ما يمكن القبول به ي السلسلة
الجبلية الريفية ،ولكن الساحل يطرح أسئلة أك تعقيدا .يمكن أن نف ض أن الاحتالل
العسكري الروماني كان قص ا ي الزمن ،تم بعدﻩ انسحاب من املنطقة .أما املوقع القديم الذي
دعا املؤرخ ن إ ى تغي رؤي م حول تاريخ املنطقة وتطور الاستقرار ا ،ودعا إ ى تعميق البحث
ٔالاركيولو ي فهو موقع سيدي ادريس –آكروس ،ويقع ع ى الساحل املتوسطي عند مصب وادي
أغزار امقران بجماعة تمسمان غرب الناظور ،وقد تم رصد بقايا سابقة للعصر الروماني ي دوار
آيت الطاير –ع ى بعد عشرات ٔالامتار من سيدي ادريس -وكذلك تحت أنقاض حصن إسباني
ب ي العشرينيات من القرن املا وهو ٓالان خرب بالكامل ،ويرى أحمد سراج أن املوقع
يستجيب آلكروس املذكور ي ٔالادبيات التاريخية القديمة.3
2املرجع نفسه.
3
Siraj (Ahmed), De Ighzar Amekrane à Akros : réflexions rétrospectives sur les sources historiques
du Rif, in : Rif, Les traces de l’Histoire, Actes du colloque Patrimoine Culturel du Rif, Quelle
Muséographie ? Edition C.N.D.H, 2011, p.67.
120
4أبو عبيد البكري ،املسالك واململك ،تحقيق جمال طلبة ،املجلد الثاني ،دار الكتب العلمية ،ب وت ،2003ص.281
5الفيكيكي ،حسن .مادة "تازوطا" ،معلمة املغرب.6/2040 ،
6الفيكيكي ،حسن .املرجع نفسه.
121
אאאאאאאאאא <
مراقبة املنطقة ،وهو ٓالان خرب و ي حالة تصدع وا يار ،وتجدر ٕالاشارة إ ى أنه ب بدورﻩ ع ى
أنقاض ٓالاثار املرينية.
غساسة
نعلم من خالل البكري أن غساسة كانت تابعة ململكة نكور .و ي القرن الرابع عشر
يتحدث ع ا ابن خلدون والعمري كمدينة ،هذا ٔالاخ يش ي "املسالك" إ ى أ ا كانت
تسم "الكدية البيضاء" .وبميناء غساسة نزل أبو عبد ﷲ ،آخر ملوك ب نصر ،بعد مغادرته
غرناطة إثر سقوطها سنة .1492وبعد سنوات من سقوط مدينة مليلة ،تحولت أنظار ٕالاسبان
إ ى غساسة فتمكنوا من احتاللها سنة ،1506وتم تحريرها بعد ذلك من طرف املقاومة
املتمركزة ي تازوضة سنة . 1532ورغم أ ا كانت موضوع حفائر أركيولوجية خالل ٔالاربعينيات
توجت بنشر كتاب حول تاريخها ،إال أننا ال نتوفر ع ى تصاميم واضحة ملعالم املدينة .كل ما
تبقى هو جدار إحاطة مختلط تم بناؤﻩ بالطابية ويبلغ طوله حوا ي 200م وعرضه ي اوح ب ن
60م و140م ،7ومطعم بأبراج مستطيلة.
بتصرف عن :باتريس كريس ،استكشاف أركيولو ي ي الريف ،رسالة لنيل دبلوم
السلك الثالث ي جامعة باريس ،السوربون ،1981 .ص.419 :
7
LAOUKILI, Montaser, El yacimiento arqueologico de Ghassassa, notas de Historia y de Arqueologia,
in : Akros, Revista del Museo de Melilla, n° 4, 2005, p. 115.
122
من املمكن أن نستنتج أن الشبكة الحضرية ملنطقة شمال املغرب ارتبطت إ ى حد كب
بالبحر ،وانتعش اقتصادها مع نشاط املوانئ ،إال أن الزحف املسي ي ٕالايب ي والقضاء امل م
ع ى الحضور العربي ٕالاسالمي ي شبه الجزيرة ٕالايب ية ،واحتالل املوانئ الساحلية املغربية تباعا
)سبتة ،1415مليلة ،1498غساسة (...1506جعل الساكنة ت اجع عن تعم السواحل لتحتم
بالداخل ،وتغ معها نمط الحياة املدني ليأخذ شكل تجمعات قروية محدودة ،ومع وصول
الجيوش ٕالاسبانية غداة الحماية ،كانت املدن الحضرية منحصرة ي شبه الجزيرة الطنجية و ي
طنجة وتطوان وشفشاون والقصر الكب والعرائش وأصيال ،أما املناطق الشرقية والوسطى فلم
تعرف وجود النمط الحضري املغربي املألوف ،وبالتا ي فإن الحماية ٕالاسبانية كانت أمام خريطة
جغرافية وحضرية غ متوازنة من الناحية املجالية والديموغرافية.
8
Antonio Bravo NIETO, Arquitectura y urbanismo espanol en el norte de Marruecos, Seveilla, Junta
de Andalucia, 2000, p : 67.
123
אאאאאאאאאא <
العسكري للمقاومة الريفية ،لتقوم ٕالادارة املدنية ببسط سلطا ا ع ى شبكة الطرق ومباشرة
ورشات م املجاالت الحضرية كمشروع تموين املاء الشروب ي تطوان والعرائش ،الذي ترتب
عنه استغالل وادي مارتيل ووادي الو وإنشاء خزانات ضخمة .ونظرا لكون مناطق الريف
ٔالاوسط والشر ي كانت مأهولة بساكنة قروية فقد تأخر ظهور ٔالانوية الحضرية ا.
تصميم مدينة تطوان بعد سنة ٔ– 1860الارشيف الخاص للمؤرخ أنطونيو برافو-
ربما كان هذا الاهتمام بال اث املغربي ومالءمته مع النظرة ٔالاوروبية القادمة من الشمال
عائدا لنوسطالجيا دفينة تعت فيه إسبانيا الفضاء املغربي ترجمة جغرافية ل ا ا ٔالاندل ،
فمدن طنجة والشاون وتطوان تمثل شواهد عن حضارة أندلسية كانت مزدهرة ي زمن عانت
فيه أوروبا من القرون الوسطى املظلمة ،وربما كان ٔالامر عائدا كذلك ألسباب تتعلق بالوضعية
العقارية لألرض ،بيد أن النتيجة كانت تركيبة عمرانية ملدينة مزدوجة ،فبجانب املدينة العتيقة
املحاطة باألسوار تم تصميم فضاء متسع يضمن التواصل ب ن الواقع ن املعماري ن املختلف ن،
و ي ٓالان الذي كانت ٔالاسوار تصلح فيه ملرور الدوريات الدفاعية وتلعب فيه ٔالابواب دور املمر
الضروري ،والفضاء املتسع هو الساحة ال كان ُيطلق عل ا اسم ساحة إسبانيا .ففي تطوان
ُ
لعبت ساحة الفدان )كما كانت تسم ( دور مع ب ن املدينة العتيقة واملدينة ٕالاسبانية دون أي
ُ
نشاز يخدش البصر ،كما أ ا كانت تمثل دور السلطة حيث كانت تمتد أمام القصر الخليفي
واملندوبية السامية واملؤسسات الرسمية ،والواقع أن هذﻩ الساحة تذكرنا بالساحة اليونانية
ٓالاكورا أو الساحة الرومانية الفوروم ملا تتوفر عليه من خصائص الالتقاء والامتداد.
125
אאאאאאאאאא <
وقد عرفت مدينة العرائش بدورها الفضاء املتسع املذكور ،حيث تم تشييد ساحة
بيضوية الشكل تمتد تحت أقدام جدار ٕالاحاطة لتعانق ال ي ٕالاسباني ٕالانسان .ولتص قلب
املدينة النابض ومركز الثقل العمراني والسيا للمدينة ،فحولها تنتصب املباني الرسمية .9أما
ي مدينة القصر الكب ،فقد نهجت السلطات ٕالاسبانية نهجا مخالفا حيث هدمت ٔالاسوار
العتيقة وصارت املباني ٕالاسبانية ملتصقة بدور املدينة القديمة مما ولد أشكاال مختلفة
ومتنوعة معماريا وعمرانيا .وتم ت مدينة الشاون بكو ا املدينة ال تبدي أك انفصام ب ن
املدينة الحديثة واملدينة العتيقة وربما يعود ذلك إ ى طبوغرافيا املوقع من جهة وقلة ٕالاسباني ن
الذين استوطنوا من جهة أخرى .و ي جميع الحاالت فإن التصور العام كان دف إ ى خلق
منظور متسع غايته توزيع ٔالازقة والشوارع بشكل يجعل للبنايات طابعا خاصا تنفرد به.
تصميم التوسعة ٕالاسبانية ملدينة القصر الكب ،ونالحظ انعدام فضاء املتسع للربط
ب ن النسيج العتيق والتدخل ٕالاسباني
9
BRAVO NIETO, Antonio. “Tetuán y Larache, dos modelos de ensanche en el norte de Marruecos”.
En: La formación de una ciudad: Apuntes sobre el urbanismo histórico de Ceuta. VI Jornadas de
historia de Ceuta. Ceuta: Instituto de Estudios Ceutíes, 2006; p. 83.
126
تصميم مدينة العرائش سنة ،1927ويبدو مدى الاتصال ب ن املركز ٕالاسباني والنسيج
ٔالاصيل
كذلك فقد عرف التعم ٕالاسباني ظهور نماذج متم ة ،ومن بي ا نموذج ال ي ٕالاسباني
ذي الخطوط املتعامدة والذي يبدو مثاال ناجحا ع ى نمو املدينة وتطورها ،ال سيما وأن ظهورها
بدأ سنة 1914موازاة مع انطالق التكوين العلم للمهندس ن املعماري ن ،مما جعل طرزا أخرى
تضاف وأهمها طراز املدينة الحديقة وال اعتمدها املهندسون لكسر الروت ن الذي تفرضه
املباني ٕالاسمنتية ذات الشكل املوحد والرتيب ،10فكانوا يبحثون عن فضاءات خضراء كالفدان
أو ممر النخيل بتطوان أو شارع امللكة فيكتوريا أوخينيا ي العرائش ،بيد أن هذﻩ النماذج لم
تتمكن من أن توقف البناء العشوائي والذي تسببت فيه هجرة املعوزين من إسباني ن ومغاربة،
وقد حاولت ٕالادارة ٕالاسبانية الالتفاف ع ى هذا املشكل خالل ٔالاربعينيات من خالل بناء
منشآت سكنية خاصة بموظفي ومستخدمي القطاع العام ،ولم تتمكن هذﻩ املحاوالت من
امتصاص الزحف الذي تسببت فيه الفاقة ،فاستمر ظهور البناء العشوائي ولم يكتمل الحلم
الرومان بتشكيل مدينة مكتملة ٔالانساق تنجح ي الربط ب ن املدينة املغربية ٔالاصيلة بما
تخ نه من تاريخ واملدينة ٔالاوروبية بما تمثله من تطلع نحو املستقبل ،فقد كان ضغط الواقع
الاجتما ي أك شدة .ولو أن املجهودات ال بذلها مختلف املهندس ن أفرزت شبكة حضرية
ُ
متنوعة ومختلفة عن ما كان من قبل ،فانتشرت مناطق سكنية عمودية بمحاذاة أسوار تذكر
الرائي بالعصور الوسطى كما هو الشأن ي تطوان وأصيال والعرائش.
تصميم مدينة الشاون سنة ،1940ويبدو مدى الانفصام ب ن املركز ٕالاسباني والنسيج
ٔالاصيل
10
Principe, Albderto Darias, Algunos aspectos de la labor urbana de Espana en el norte de
Marruecos, in : Arquitecturas y ciudades hispanicas de los siglos XIX y XX en torno al
Mediterraneo Occidental, Centro Asociado de la ciudad de Melilla, p : 327.
127
אאאאאאאאאא <
مدينة تطوان سنة ،1944ويبدو مدى الارتباط ب ن املركز ٕالاسباني والنسيج ٔالاصيل من
خالل الفضاء املتسع الخاص بالساحة
وبالرغم مما أشرنا إليه آنفا من إعجاب ٕالادارة ٕالاسبانية بالهندسة ٔالاصيلة املغربية ،إال
أن املهندس ن القادم ن من الجامعات ٕالاسبانية آمنوا بتفوق هندس م الجامعية ع ى ما وجدوﻩ
أمامهم من أشكال وأساليب وزخارف ومواد بناء وتقنيات ،وكان من شأن هذا الاقتحام املفا ئ
أن أسس لثورة رأسمالية تقوم ع ى توف املواد والتقنيات الجديدة وما يتبعها من أساليب.
ووجد القيمون ع ى التعم أنفسهم أمام مفارقة تق بتصور تشريعات مختلفة تأخذ بع ن
الاعتبار البناء ي كل منطقة ،ومحاولة إضفاء شرعية ع ى هذا ٔالاسلوب الهند املزدوج .وهكذا
شيدت ٕالادارة ٕالاسبانية سكنا خاصا بالجنود املسلم ن سنة 1918ي تطوان حيث قام
املهندس كابديكي بدراسة طريقة تنظيم ٔالاسرة املسلمة أو عندما قام املهندس ألفونسو ديسي ا
ي الخمسينيات لخلق نماذج قريبة من ٔالاسلوب املغربي ي ي موالي الحسن بتطوان.
-4التشييدات الحضرية ٕالاسبانية ي ٔالاوساط القروية ،الريف الشر ي والريف
ٔالاوسط
يمكن اعتبار اية الحرب ٔالاهلية ٕالاسبانية الانطالقة الحقيقية لسياسة البناء
والتشييد ،من خالل اعتماد مقاييس أك عقالنية وواقعية .وهكذا ،كانت فيالق الجيش
ٕالاسباني املنتشرة ي الشرق والوسط منذ سنة 1909تعمل ع ى خلق نوى مدن ي املستقبل
كنموذج مدينة الناظور ي الريف الشر ي ،و ي العملية ال استمرت سنة 1927حيث شهد
الريف ٔالاوسط تشييد نوى الحسيمة وتاركيست ،وذلك ب امن مع تراجع الجيش ٕالاسباني من
بعض املواقع ال لم تعد لها نفس ٔالاهمية ،فبدأت املجموعات السكنية املتاخمة لها ي
128
الاختفاء كما هو الشأن بالنسبة لتالمغايت وتافرسيت .11بينما ارتفع الحضور السكاني ب ايد
النمو الديموغرا ي إ ى حد ابتالع املنشآت العسكرية ال صار من الصعب استكشافها اليوم
بسبب نزوح سكان القرى نحو املدن ،ورحيل السكان ٕالاسباني ن.
لم تكن الهندسة ٔالاحادية الشكل ي م ة العمارة ال بدأت تسود ي الريف بعد سنة
1927بل ارتبطت بتنوع الخيارات الشكلية .لهذا ،فإن التطرق للتيارات املتعددة ال عرف ا
املنطقة يظل مق نا بحجم املهندس ن املعماري ن وبالتنوع الكب ي الفضاء والزمان ،ويمكن
تلخيص املدارس املعمارية املتعاقبة ع ى الريف خالل هذﻩ املرحلة كالتا ي :الهندسة العسكرية،
الاصطفائية )الاكليتية( ،العقالنية ،املعمار العربي الجديد ،املعمار الريفي )طراز إيميليو بالنكو
إيثاكا( ،الطراز الفرانكوي .
-5الريف الشر ي ،مدينة الناظور :قطعة الشطرنج العائمة
تعكس عمارة الناظور تيارين هما الهندسة ذات التصور ٔالاوروبي املحض من جهة
والهندسة املتأثرة بالعمارة العربية ٕالاسالمية ،مع حضور بارز لالنتقائية )ٕالاكليتية( ي بعض
املباني ،ويظل أهمها ع ى ٕالاطالق مب كنيسة سانتياغو ٔالاك للمهندس املعماري فرانسيسكو
س ا ال شيدت ب ن 1917و 1921الواقعة ي شارع موالي الحسن بن املهدي وال تظل
إحدى املباني املعمارية ٔالاك شموخا وتمثيال للمدرسة الاصطفائية )ٕالاكليتية( .12إال أن ف ة
طالئعية وعقالنية طبعت مدينة الناظور الناشئة مع املهندس املعماري املتم فرانسيسكو
مارتينيث ه نانث خالل الثالثينيات حيث تو ى مسؤولية الهندسة املعمارية ب ن ،1936-1929
و ي الف ة ال يمكن أن نرصد ف ا بدايات ٔالارت ديكو Art decoحيث انطلقت معه رؤية
الجيل الجديد ي ٔالاعمال العقالنية والتصورات ٔالايرودينامية والتجديدات ي الحقل املعماري
من استعمال مواد جديدة ي البناء وتقنيات مختلفة عن التقنيات واملواد املألوفة ،إ ا تأث ات
ٓالالة وهيمن ا ي مرحلة ما ب ن الحرب ن العامليت ن .وخلفا لفرانسيسكو ه نانث ،تو ى مانويل
الطوري باستور مسؤولية الرئاسة الجهوية للهندسة املعمارية ب ن 1943-1938ي توطئة
لعمارة من نوع خاص ،م ها أسلوب اختلطت فيه العمارة العربية ٕالاسالمية باأليرودينامية
والواقعية ،خالل مرحلة سياسية دقيقة ،كانت فيه إسبانيا تضمد جراحها بعد الحرب ٔالاهلية.
ومثلما فعل الطوري ي ضامة الناظور فعل خارجها ،فهذا املهندس الذي ينتقد بشدة املباني
11
Antonio Bravo NIETO, Arquitectura y urbanismo español en el norte de Marruecos, Junta de
Andalucía, Consejería de Obras Publicas, 2000, p: 112.
12
BRAVO NIETO, Antonio, BELLVER GARRIDO, Juan Antonio, LAOUKILI, Montaser. “Nador (1909-
1956). Historia de una ciudad del Norte de Marruecos. / Nador (1909-1956). Histoire d’une
ville du nord du Maroc”. En: Aproximación a los edificios históricos y patrimoniales de Málaga,
Tetuán, Nador, Tánger y Alhucemas / Un rapprochement entre les édifices historiques et
patrimoniaux de Málaga, Tetouan, Nador, Tánger et Al Hoceima. Cooperación internacional
OMAU, Ayuntamiento de Málaga, UE, 2011; p. 231.
129
אאאאאאאאאא <
املعمارية السابقة لسنة ،1931يرى أن العمارة ٔالاندلسية تستطيع أن تكون نقطة انطالق نحو
جمالية جديدة بدون الحاجة إ ى القيام بنسخ أساليب جاهزة ،مستعمال مظاهرها التشكيلية ي
قالب بسيط .وقد نجح الطوري ي تقوية تصميم املخطط العمراني للناظور بإنجاز مبان
أساسية ورائعة ال زالت إ ى اليوم تشهد ع ى ذكاء وتصور متم للفضاء العمراني كما هو الشأن
لبلدية الناظور )ٕالادارة العامة لجهة كرط( والنادي البحري الذين وضعا ي نفس املحور )شارع
إسبانيا "شارع محمد الخامس" حاليا( ،وبدت ٔالاربعينات حقبة ولدت معمارا أشبه ما يكون
بأداة إيديولوجية تعكس النظام الفرانكاوي الفردي ي أسلوب خاص باملغرب يعتمد الباروك ذا
ال رجة الكثيفة كاملثلثات ي أع ى املباني .كما مثلت هذﻩ املرحلة محاولة ي ال كيب جمعت
ألول مرة ب ن ٔالارت ديكو والعقالنية والتأث ات ٔالايرودينامية والعربية ٕالاسالمية ؤالاسلوب
الفرانكوي ي محاولة للبحث عن فضاء أرحب لضم املزيد من املم ات الثقافية الخارجية
والداخلية.
130
ٕالاسالمية ي مبان كـ" ثكنة الفرسان" وساحة فلوريدو ،ومن أجمل املباني بالحسيمة مب
"الكوليخيو ٕالاسباني" الذي صممه مارين دي ب ناردو ي هندسة تذكر الرائي بالعمارة ٕالاشبيلية
وقد صممه كمشروع ملقر إقامة الج ال ٔالاك بالريف ،وكذلك متحف الحسيمة )املب املسم
كاسا دي إن بنثيونيس( الذي يعود تاريخ تشييدﻩ إ ى سنة ،1926والذي يتم بواجهة من
مستوي ن .بشكل مستطيل وزوايا مربعة مع اح ام ملبدأ التماثل حيث ينتصب برجان ي زاوي
الواجهة ،وقد ارتفعت فوقهما أفاريز مزدانة بالقرمود ،ويؤثث طول الواجهة شريط من الزخرفة
ع ى الزليج وأعمدة أسطوانية .
-2-5طراز إميليو بالنكو إيثاكا أو ٔالاسلوب الريفي
بعيدا عن املجال الحضري وتخطيط املدن ،عرفت منطقة الحماية ٕالاسبانية نزوات
ثقافية ي العمارة والتشكيل ،دف إ ى دراسة الخصوصية الريفية وإعادة إنتاجها ،وكانت
تجربة الضابط إيزاكا أهم هذﻩ ال وات .كان إيميليو بالنكو إيزاكا ضابطا ي فرقة املشاة ي
الجيش ٕالاسباني ،عمل ي منطقة الريف سنة 1927كمراقب عسكري ،ومندوب للشؤون
ٔالاهلية ي عدة مناطق :أيت اعمارت ،إيزمورن ،وأجدير ،تماسينت ،أربعاء تاوريرت ..،وب ن سن
1936و 1942ر ي إ ى مراقب لل اب الريفي ،وأخ ا مندوبا مفوضا للشؤون ٔالاهلية ،اش ر
بطرازﻩ املعماري املتم وأبحاثه حول القوان ن ؤالاعراف ي منطقة الريف ،ولم يكن مسؤولو
إدارة الحماية ينظرون بع ن الر إ ى مغامرته ٕالابداعية.
حاول أيميليو بالنكو أن يزاوج بوضوح ب ن ٔالاشكال املعمارية ؤالادلوجات من خالل تزويد
ساكنة الريف بأشكال معمارية تحاول إعطاءﻩ هوية محددة ،واملصادر ال ألهمته ي قصور
ٔالاطلس الكب وقصبات جنوب املغرب ذوات ٔالاشكال ؤالالوان الحمراء بأحجام مكورة وواضحة
ونقوش هندسية بسيطة .و ي منظورﻩ ،يلتقي بناء ٔالاسرة والقبيلة من الناحية الاجتماعية مع
131
אאאאאאאאאא <
الهندسة الريفية ي شكل الفضاء ،ويظل من واجب املهندس الاج اد للوصول إ ى الفضاء
الريفي ،ومن أجمل إنجازاته مب أربعاء تاوريرت وبعض املباني املنفردة بالحسيمة وإيمزورن
وتماسينت.
خاتمة
إذا كانت مباني الحمراء بغرناطة أو مسجد قرطبة ٔالاعظم أو التشييدات العربية
ٕالاسالمية باألندلس مصدر فخر املواطن ٕالاسباني فأل ا حملت ي ف ة من الف ات التاريخية
حمولة ثقافية شرقية ي وسط غربي مختلف ،ومن نافل القول بأن منطقة الريف كانت
مسرحا ألحداث تاريخية مش كة ب ن بلدين جارين تقر ما الجغرافيا ويباعدهما التاريخ ،وكان
من نتائج هذﻩ ٔالاحداث أن تم إنتاج فضاء عمراني ومعماري مختلف عن ما كان من قبل ،وأن
ظهرت للعيان معادلة مختلفة تمثلت ي حلم العودة ٔالاندلسية إ ى الفضاء املغربي ،وحلم خلق
التقارب ب ن الضفت ن .فلماذا ال نطرح من ب ن أولوياتنا الحفاظ ع ى هذا ال اث العمراني
واملعماري املتم الذي احتضنته أرض الريف خالل النصف ٔالاول من القرن العشرين؟ ربما
سيمثل بدورﻩ مفخرة ملواط البلدين املغرب وإسبانيا ،وسيلعب دورا ي التقارب.
الئحة املراجع
أبو عبيد البكري ،املسالك واململك ،تحقيق جمال طلبة ،املجلد الثاني ،دار الكتب العلمية،
ب وت ،2003ص.281
الفيكيكي ،حسن .مادة "تازوطا" ،معلمة املغرب.6/2040 ، -
Siraj (Ahmed), De Ighzar Amekrane à Akros : réflexions rétrospectives sur les sources
historiques du Rif, in : Rif, Les traces de l’Histoire, Actes du colloque Patrimoine
Culturel du Rif, Quelle Muséographie ? Edition C.N.D.H, 2011, p.67.
GOZALBES E., 1980: “Atlas Arqueológico del Rif”, Cuadernos de la Biblioteca
Española de Tetuán, 21-22, p. 26.
Antonio Bravo NIETO, Arquitectura y urbanismo espanol en el norte de Marruecos,
Seveilla, Junta de Andalucia, 2000, p : 67 .
BRAVO NIETO, Antonio. “Tetuán y Larache, dos modelos de ensanche en el norte de
Marruecos”. En: La formación de una ciudad: Apuntes sobre el urbanismo
histórico de Ceuta. VI Jornadas de historia de Ceuta. Ceuta: Instituto de Estudios
Ceutíes, 2006; p. 83.
Antonio Bravo NIETO, Arquitectura y urbanismo español en el norte de Marruecos,
Junta de Andalucía, Consejería de Obras Publicas, 2000, p: 112.
132
133