You are on page 1of 20

‫رقم ‪ISSN 2661-7307‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والحضارة‬

‫ص ‪61 - 42‬‬ ‫المجلد ‪ 30‬ــ العدد ‪ 30‬ــ السنة ‪0302‬‬

‫املوانئ في مصر القديمة " الدولة الحديثة أنموذجا"‪5081-5180‬ق‪.‬م‬


‫‪Ports in Ancient Egypt "The Modern Stateb1580-1085 BC.‬‬
‫*‬
‫بلعباس محفوظي‬
‫جامعة الجزائر ‪ 2‬الجزائر‪abassalgeria@gmail.com ،‬‬
‫تاريخ القبول‪ 2025/06/21 :‬تاريخ‪ :‬النشر‪2025/06/30 :‬‬ ‫تاريخ اإلرسال‪2025/01/25 :‬‬

‫امللخص‪:‬‬

‫قامت على املسطحات املائية املوجودة يف مصر القدمية جمموعة من املوانئ‪ ،‬لعبت دورا‬
‫مهما عرب مراحل تارخيها القدمي خصوصا خالل فترة الدولة احلديثة ‪5081-5180‬ق‪.‬م‪ ،‬ومن‬
‫خالل هذا املقال هندف باإلعتماد على الدراسات األثرية والتارخيية اىل التعريف باملوانئ‬
‫املوجودة على سواحل هنر النيل وسواحل البحرين (البحر األبيض املتوسط والبحر األمحر) مبصر‬
‫القدمية حبكم أهنا تتصل هباذه اجلهات الثالث‪ ،‬معتمدا يف ذلك على املنهج التارخيي والوصفي‬
‫والتحليلي‪ ،‬أي مىت مت بناؤه والتطرق اىل شكل هذا امليناء لنبني بعد ذلك أمهيته العسكرية‬
‫واإلقتصادية وحىت الدينية خالل مرحلة الدولة احلديثة‪.‬‬

‫ومن خالل هذا املقال توصلت اىل نتائج أمهها‪ :‬أن املوانئ النيلية والبحرية خالل مرحلة‬
‫الدولة احلديثة لعبت دورا يف وصل مصر بالعامل اخلارجي‪ ،‬مكانا إلستقبال البعثات األجنبية‬
‫وخمازن لألخشاب والسفن اليت كانوا يقومون ببناءها خالل تلك احلقبة‪ ،‬منطلق لألساطيل‬
‫احلربية للدفاع على حدود مصر من املاخاطر اخلارجية‪ ،‬وأياا تعترب مركاا إلنطالق البعثات‬
‫التجارية البحرية حنو بالد البونت والساحل الفينيقي وكذا جايرة قربص وكريت‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬مصر القدمية‪ ،‬موانئ الدولة احلديثة‪ ،‬هنر النيل‪ ،‬البحر األبيض املتوسط‪،‬‬
‫البحر األرثريي‪.‬‬

‫‪- 24 -‬‬ ‫* املؤلف املرسل‬


ISSN 2661-7307 ‫رقم‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والحضارة‬
61 - 42 ‫ص‬ 0302 ‫ ــ السنة‬30 ‫ ــ العدد‬30 ‫المجلد‬

Abstract:
A group of ports were built on the water bodies found in ancient
Egypt, which played an important role throughout the stages of its
ancient history, especially during the era of the modern state 1580-
1085 BC, and through this article we aim to rely on archaeological
and historical studies to introduce the ports on the Nile and coasts of
the sea (The Mediterranean and Red Sea) in ancient Egypt by virtue
of the fact that it is related to these three sides, relying on that on the
historical, descriptive and analytical method, i.e. when it was built
and touching on the shape of this port to show then its military,
economic and even religious importance during the modern state
stage.
and through this The article reached the most important results:
that the Nile and sea ports during the modern state period or the so-
called empire played a role in connecting Egypt and the outside
world, a place to receive foreign missions and stores for wood and all
types of wood, ships and boats that they were building during that
era, as a starting point for the fleets of defense to defend Egypt's
borders are foreign hazards, and it is also a center for launching
maritime trade missions towards Pont and the Phoenician coast, as
well as the island of Cyprus and Crete.
Keyword: Ancient Egypt, New Kingdom Ports, Nile River,
Mediterranean Sea, Archaeological Sea.

- 24 - ‫* املؤلف املرسل‬
‫العنوان‪ :‬املوانئ في مصر القديمة " الدولة الحديثة أنموذجا"‪5081-5180‬ق‪.‬م‬
‫املؤلف ‪ :‬د‪ .‬محفوظي بلعباس‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫عرفت مصر على سواحلها جمموعة من املوانئ خالل فترة الدولة احلديثة سواءا على‬
‫ساحل البحر األبيض املتوسط أو األمحر أ و على سواحل هنر النيل‪ ،‬وهذا يعترب ارث حااري‬
‫خلفة االنسان املصري القدمي من خالهلا استنتج الباحثون حجم املبادالت التجارية اليت كانت‬
‫تتم عن طريقها من تصدير فائض انتاج او جلب اموال االمرباطورية من املناطق اليت كانت‬
‫حتت نفوذهم او السلع اليت كانت غري متوفرة يف مصر‪ ،‬كما استعملها ملوك الدولة احلديثة (أي‬
‫املوانئ) يف نقل الفرق العسكرية وجلب االمداد والتموين وذلك بغية‪ :‬أوال صنع السفن يف‬
‫احواضها وطرد اهلكسوس(‪5166-5661‬ق‪.‬م) ثانيا التوسع حنو آسيا ثالثا إعادة السلطة‬
‫املصرية على األمالك الفرعونية القدمية‪ ،‬ومنه نطرح التساؤل التايل‪ :‬ماهي املوانئ اليت كانت‬
‫موجودة على سواحل مصر خالل فترة الدولة احلديثة ؟‪.‬‬
‫موانئ الدولة احلديثة‪:‬‬
‫ميكن تقسيم املوانئ يف مصر القدمية إىل نوعني‪ ،‬ارتبط النوع األول بنهر النيل وخصائصه‬
‫اجلغرافية‪ ،‬والنوع الثاين موانئ حبرية هلا عالقة بالبحرين‪:‬‬
‫‪.1‬موانئ بالنيل‪:‬‬
‫ميثل النيل بالنسبة ملصر القدمية كما ذكره هريودوت(‪121-181‬ق‪.‬م) "مصر هبة‬
‫النيل"‪ ،1‬يتدفق من اجلنوب إىل الشمال ملسافة ‪ 6600‬كم إىل البحر املتوسط‪ ،‬بني الصحراء‬
‫الليبية والصحراء العربية‪ ،‬وهو مصدر حياة احلاارة املصرية حيث تقع املدن والقرى على‬
‫ضفافه اخلصبة مع مراكا السلطة املدنية والدينية والقصور واملعابد مع فروع متعددة من الدلتا‪،‬‬
‫فهي القناة الرئيسية لالتصال والتبادل اليت يتم تنظيم حوهلا احلياة اليومية العامة واالجتماعية‬
‫واالقتصادية من خالل ممارسة املالحة‪ ،‬حيث لعبت املوانئ‪ 2‬دورا هاما يف عملية النقل النهري‬
‫والبحري ‪ ،‬فمنها كانت خترج السفن مبحرة إىل وجهتها املقصودة‪ ،‬وفيها كانت ترسو عند‬
‫عودهتا من رحالهتا البحرية‪ ،‬وفيها أياا كان يتم شحن وتفريغ السفن‪ ،‬وإليها تلجأ السفن‬
‫املبحرة ملسافات طويلة وهي يف طريقها إىل وجهتها‪ ،‬وذلك لتأخذ قسطا من الراحة بعد رحلة‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العنوان‪ :‬املوانئ في مصر القديمة " الدولة الحديثة أنموذجا"‪5081-5180‬ق‪.‬م‬
‫املؤلف ‪ :‬د‪ .‬محفوظي بلعباس‬

‫سفر طويلة عرب البحار وأياا لتبتاع ما ينقصها الستكمال رحلتها الطويلة والشاقة‪ ،‬ومن بني‬
‫هذه املوانئ اليت عرفت هاته األمهية خالل الدولة احلديثة ميناء ممفيس أي ميناء برونفر‪. 3‬‬
‫‪.1.1‬ميناء برو‪-‬نفر‪ :‬أي امليناء اجلميل‪ 4‬أو "اخلروج السعيد" أو "رحلة سعيدة"‪ ،‬وهو‬
‫عبارة عن ترسانة ملكية‪ ، 5‬وميناء رئيسي ملصر خالل عصر األسرة الثامنة عشر‪ ،‬كان يقع‬
‫بالقرب من منف‪ 6‬على الفرع البيلوزى لنهر النيل‪ ،‬أي أنه كان يقع يف مركا متوسط ال يبتعد‬
‫كثريا عن موانئ ساحل الدلتا‪ ،‬كما كان حلقة الوصل بني مصر ودول البحر املتوسط‪ ،‬وقد‬
‫تطور أثناء حكم امللك "حتتمس الثالث"(‪5110-5101‬ق‪.‬م‪/‬سادس فراعنة األسرة‬
‫الثامنةعشر) من ميناء صغري إىل ميناء واسع فيه السفن ودور للعبادة‪ ،‬واستراحات الستقبال‬
‫البعثات األجنبية وخمازن لألخشاب وكل أنواع اخلشب والسفن والقوارب اليت كانوا يقومون‬
‫ببنائها خالل تلك احلقبة‪.7‬‬
‫وقد كشفت عملية املسح اجليومغناطيسية (يُستاخدم املسح املغناطيسي لقياس التباينات‬
‫املكانية يف احلقلِ املغناطيسيِ‪ ،‬وَتعْكسُ النَتائِج التباينات يف اخلصائص املغناطيسيةِ للصاخو ِر‬
‫التحتيةِ‪ ،‬وتاودنا مبعلومات قيمّة حول البنية التركيبية للقشرة األرضية) عن حوضني كبريين‬
‫للميناء‪ ،‬مت تأكيدها عن طريق حتليل الرواسب من قبل املصممني البيولوجيني‪ :‬جني فيليب ‪Jean‬‬
‫‪« Philippe‬مهندس معماري فرنسي وعامل مصريات» (‪2005-5002‬م) وهرييف‬
‫ترونشيري ‪( Hervey Tronchier‬جامعة ليون) املتاخصصني يف دراسة املوانئ القدمية‪،‬‬
‫فتبني أن احلوض األول للميناء األول كان حيتوي على املئات من السفن ونشط‪ ،‬به قناة‬
‫منفصلة تؤدي من امليناء إىل النيل‪ ،‬وأن احلافة الشمالية املستقيمة للميناء موازية جلدار مت حتصينه‬
‫يف زمن "حور حمب"(‪5320-5318‬ق‪.‬م) الذي غطى قناة الوصول‪ ،‬و هذا يدل على أن‬
‫احلوض كان ال ياال ظاهرا خالل حكمه وبقي نشاطه (امليناء) حىت فترة حكمه إذا ما مت‬
‫استعمال القناة كقناة وصول‪ ،‬أما احلوض الثاين كان يقع جبوار قصر اهلكسوس املكتشف‬
‫حديثًا‪ ،‬والذي يشري تارخيه إىل أنه مت إنشاؤه داخل قناة النيل البعيدة‪ ،‬واليت رمبا تركت وراءها‬
‫حبرية مومسية‪ ،‬كان ميكن بسهولة توسيع هذه املياه وجتريفها لتكون مبثابة مرفأ‪ ،‬تفاخر امللك‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العنوان‪ :‬املوانئ في مصر القديمة " الدولة الحديثة أنموذجا"‪5081-5180‬ق‪.‬م‬
‫املؤلف ‪ :‬د‪ .‬محفوظي بلعباس‬

‫كامس ‪ Kamose‬من األسرة السابعة عشرة بتدمري مئات السفن يف أفاريس‪ ،‬وهذا يدل على‬
‫أن احلوضني كانا على قيد االستاخدام خالل حكم األسرة السابعة عشر(‪-5610‬‬
‫‪5166‬ق‪.‬م)‪ ،‬على األغلب ال تاال مرفأ خالل فترة حكم األسرة الثامنة عشر(‪-5180‬‬
‫‪5320‬ق‪.‬م)‪ ،‬إن مل تكن مرفأ ملدينة برعمسيس ‪ ،Piramesses‬بعد اكتشاف منشآت‬
‫األسرة الثامنة عشرة وأحواض امليناء‪ ،‬مل يتم التعرف على العديد من املوانئ املصرية القدمية من‬
‫خالل التحقيقات األثرية‪ ،‬وما يعرف أنه مت استيعاب األحواض النموذجية داخل األحواض مع‬
‫قابلية الوصول إىل النهر مثل حوض أمنحتب الثاين(‪5121-5110‬ق‪.‬م)‪.8‬‬
‫تعددت مهام هذا امليناء وأصبح قاعدة عسكرية وجتارية مهمة‪ ،‬وذلك بتصننيع أننواع‬
‫السفن النهرية والبحرية املتجهة إىل آسيا‪ ،‬ولعل نصوص امللك "أمنحوتب الثاين‪ "9‬تثبت مندى‬
‫نشاط هذا امليناء‪ ،‬حبيث كان مسؤوال عن مراقبة توزيع األخشاب اخلاصنة بصنناعة السنفن‬
‫املوجودة يف "برو‪-‬نفر"‪ ،10‬كما لعب امليناء دورا مهما خالل فترة الرعامسنة بنقنل الفنرق‬
‫العسكرية وجلب اإلمداد والتموين على منت السفن وكذلك لنقل أموال اإلمرباطورينة منن‬
‫فينيقية والنوبة (بالد النوبةة هي املنطقة التارخيية املمتدة على طول هننر النينل منن الشنالل‬
‫األول جنوب أسوان مشاالً إىل جنويب التقاء النيلني األزرق واألبيض جنوباً)‪.11‬‬
‫وكانت هذه املدينة "ممفيس" مقرا لألسطول الرئيسي بعدما انتشرت مراكا له يف مدن‬
‫مثل‪ :‬هليوبوليس‪ ،‬وطيبة واليت كانت آنذاك عاصمة لإلمرباطورية املصرية‪ ، 12‬وقد وجد فيها‬
‫مرفأ‪ 13‬على اجلاء الشرقي من النهر يام أماكن لرسو السفن‪ ،14‬لكن نشاط هذا امليناء كان‬
‫يتقلص بسبب الطبيعة املادية لنهر النيل واالعتبارات االستراتيجية هي ما جتعل القاعدة البحرية‬
‫لربونفر ال حيتمل موسم اجلفاف من مارس إىل جوان‪ ،‬حيث يتقلص النيل إىل خُمس حجمه‬
‫الطبيعي تبعا ملا جاء يف السجالت القدمية‪ ،‬فاخالل األيام األخرية من احنسار النهر يصبح النيل‬
‫غري صاحل للمالحة هذا من شأنه أن حيد من وظيفة ممفيس كميناء للسفن البحرية إىل نصف‬
‫العام فقط‪ ،‬وهو ما مل يكن مقبوال كوهنا القاعدة األكثر أمهية مللوك الدولة احلديثة‪ ،‬إذ سوف‬
‫يقوم بتأخري أي رد فعل حبري ضروري للدفاع‪. 15‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العنوان‪ :‬املوانئ في مصر القديمة " الدولة الحديثة أنموذجا"‪5081-5180‬ق‪.‬م‬
‫املؤلف ‪ :‬د‪ .‬محفوظي بلعباس‬

‫ومل تقتصر املوانئ النهرية على مدينة‪ :‬ممفيس بل أن املسألة تتعلق تقريبا بكل املدن‬
‫املتواجدة على طول هنر النيل وعلى فروعه يف الدلتا منها ‪ :‬ميتليس‪ ،‬سايس‪ ،‬وغريها‪ ،‬وكلها‬
‫كانت متلك أساطيل وموانئ هامة تنطلق منها لتغامر بدون أخطار كبرية خالل طقس جيد‪،‬‬
‫وقد تواصلت أمهية مدن الدلتا كموانئ جتارية يف العصور املتأخرة‪.‬‬
‫‪.2.1‬ميناء بر‪-‬عمسيس‪ :‬إن حتديد موقع بر‪-‬عمسيس على وجه الدقة قد أثار‬
‫مناقشات كثرية أهو تانيس‪ 16‬أم أواريس أم بلوزيوم أم القنطرة‪ ،‬وال شك أنه كان ال يبعد كثريا‬
‫‪17‬‬
‫العمالقة‬ ‫عن تانيس نظرا لألعداد الكبرية من متاثيل رمسيس الثاين(‪5253-5260‬ق‪.‬م)‬
‫اليت عثر عليها يف املدينة‪.18‬‬
‫هذه املدينة (أنظر اخلريطة رقم‪ )1‬اليت ارتبط امسها باملالحني الفينيقيني ذكر امسها يف‬
‫وثيقة "أونامو" الشهرية حيث كانت مدينة تانيس تستقبل كل سنة حوايل ‪ 50.000‬مركب‬
‫من ميناء صيدا لوحده خالل القرنني احلادي عشر والعاشر قبل امليالد وهذا ما يثبت قدم‬
‫العالقات التجارية املصرية مع موانئ مدن فينيقية‪ ،‬فلقد كانت تانيس إحدى أهم مدن مصر يف‬
‫الدولة احلديثة‪ ،‬وهي عاصمة اإلق ليم الرابع عشر بالوجه البحري‪ ،‬وقد ارتبط اسم هذه املدينة‬
‫مبدينتني مها‪" :‬أواريس وبر‪-‬عمسو" املقر امللكي يف‬
‫الدلتا للملك رمسيس الثاين‪.19‬‬
‫تقول الدكتورة صفاء حافظ عبد الفتاح حول‬
‫موقع مدينة تانيس بأهنا متيات مبوقع يسهل منه‬
‫االتصال بداخل البالد وخارجها فاتصلت ببحر‬
‫األبيض املتوسط عن طريق"أشتوم" البحرية الواقعة‬
‫بالقرب منها‪ ،‬كما اتصلت بداخل البالد عن طريق‬
‫فرع النيل التنيسي الذي خيرج من فرع دمياط‬
‫ويصب يف البحرية‪. 20‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العنوان‪ :‬املوانئ في مصر القديمة " الدولة الحديثة أنموذجا"‪5081-5180‬ق‪.‬م‬
‫املؤلف ‪ :‬د‪ .‬محفوظي بلعباس‬

‫املوانئ يف هنر الدلتا عادة ليست موجودة يف الساحل حبد ذاته‪ ،‬ولكن ليست بعيدة مسافة‬
‫منه‪ ،‬ألن السفن يف فترة اجلفاف حتتاج إىل مد حبري للوصول إىل امليناء ومغادرته بأمان‪،‬‬
‫وكانت "بر–رعمسيس" بدون شك مدينة امليناء للسفن البحرية الذي كان لديه أغراض إما‬
‫حمطة للقوات البحرية املصرية النتشارهم واستعدادهم يف الشرق ومكان تنظيم وحشد‬
‫جنودهم وعرباهتم القتالية وأياا مكان إرساء قوات سفنهم‪ ،‬وتشري لوحة امللك كامس الثانية‬
‫املنقوشة يف احلجر إىل املئات من السفن اململوءة بالسلع القادمة من الشرق إذ يبدوا هنا أن‬
‫امليناء كان استمرار لنشاطات فترة اهلكسوس إىل غاية عصر الرعامسة‪. 21‬‬
‫أما عن إنشاءها فإن رمسيس الثاين هو من أنشأها وقد أصبحت على أيام األسرتني‬
‫التاسعة عشرة والعشرين رمبا بالتناوب مع منف املقر امللكي الرئيسي يف الشمال‪ ،‬ويقدم‬
‫املؤرخون عدة أ سباب إلنشاء هذه املدينة منها أهنا موطن األسرة الفرعون ومنها انا الظروف‬
‫السياسية وقت ذاك حتمت على الفرعون أن يكون دائما على حدود الوادي وعلى بعد قريب‬
‫من بقية أمالك االمرباطورية يف غرب آسيا‪. 22‬‬
‫إن بر‪-‬عمسيس مدينة مادهرة يف موقع حالفه التوفيق عند اختياره فتحيط به من الغرب‬
‫ومن الشمال وهي أحد فروع الشرقية لدلتا هنر النيل ومن اجلنوب والشرق قناة امسها "مياه‬
‫اورايس"‪ ،‬هكذا كانت املدينة حماطة بدفاعات طبيعية ويف اجلنوب كان دخول امليناء من جهة‬
‫البحر املتوسط سهال بفال فروع النيل وقنواته‪ ،‬فتستطيع السفن أن ترسوا يف يسر‪ ،‬أما ثكنات‬
‫القوات العسكرية فكانت موزعة على اجلهات األصلية األربع حتسبا خلوض املعارك الدفاعية‬
‫حمتملة أيا كان املكان الذي يصدر منه التهديد‪. 23‬‬
‫ويف عهده امللك رمسيس الثاين كانت مصر وقتئذ متلك أسطوال جتاريا وحربيا عظيما‬
‫مياخر عباب البحر األبيض املتوسط وكان يرسو يف ميناء عاصمة "رمسيس" اجلديدة اليت مساها‬
‫كما قلنا بامسه "بر‪ -‬رعمسيس" الذي أنشأها وامت تشييدها وقد جاء ضمن أوصافها ومااياها ما‬
‫يدل على ذلك‪" :‬وسفنها تروح وتغدوا يف امليناء ‪..‬وفيها ترسو سفن جنودك عندما تأيت حمملة‬
‫باجلاية"‪. 24‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العنوان‪ :‬املوانئ في مصر القديمة " الدولة الحديثة أنموذجا"‪5081-5180‬ق‪.‬م‬
‫املؤلف ‪ :‬د‪ .‬محفوظي بلعباس‬

‫وألمهية هاته املدينة وموانئها التجارية الواقعة على فرع النيل الكانويب‪ ،‬فإن املصادر‬
‫الكالسيكية تطرقت إىل ذكرها منها األوديسة واملكتبة التارخيية لديودور الصقلي(‪-80‬‬
‫‪30‬ق‪.‬م)‪ ،‬وهذا األخري ذكرها يف العبارات التالية ‪":‬أطلق احلاكم "ثونيس"امسه على تلك‬
‫املدينة ‪،‬اليت كانت إحدى املوانئ التجارية على الفرع الكانوبي للنيل"‪. 25‬‬
‫‪.3.1‬ميناء الفيوم‪ :‬نسبة اىل مدينة الفيوم تقع جنوب غريب القاهرة قريبا من احلافة‬
‫الغربية لوادي النيل وهي تام مناخفاا يف الصحراء الغربية يرويه حبر يوسف ويعده اجلغرافيون‬
‫اقليما متمياا له شاخصيته اخلاصة ففيه تلتقي احلياة النيلية املستقرة باحلياة‪. 26‬‬
‫اكتشفت قاعدة ميناء(‪ ) Mi-Our‬يف مدينة غراب (‪ )Gourob‬يف مدخل الفيوم‬
‫يعود إىل فترة الدولة احلديثة‪ ،‬وقد مسي بعدة تسميات منها "القناة الكربى‪ ،‬أو القناة الكبرية" ‪،‬‬
‫وقد مثلت هذه القاعدة نقطة اتصال مع حبر يوسف وبالتايل النيل‪، 27‬كما اكتشف يف نفس‬
‫املوقع على سفينة خشبية صغرية وعربة وعجالت وبعد الدراسة اتاح أن غرض العربة هو نقل‬
‫السفينة عن طريق الرب يف املواكب اجلنائاية ‪ ،‬كما استعملت لنقل متاثيل اآلهلة وغري ذلك‪. 28‬‬
‫عرف نشاطا يف فترة حتتمس الثالث وخلفائه كل من رمسيس اخلامس(‪-5510‬‬
‫‪5511‬ق‪.‬م) وحور حمب‪ ،‬إذ أصبحت قاعدة جللب الارائب وكذا لنقل السلع والناس ومنطقة‬
‫مفالة لدى حكام لصيد األمساك‪ ،‬وبقي هذا امليناء له أمهية اقتصادية واجتماعية حىت الفترات‬
‫املتأخرة من زمن البطاملة(‪30-301‬ق‪.‬م)‪. 29‬‬
‫‪ .2‬املوانئ البحرية‪:‬‬
‫‪ .1.2‬موانئ البحر األبيض املتوسط‪:‬‬
‫إن الشريط الساحلي لشرق املتوسط هو أقرب الطرق وأيسرها‪ ،‬وأكثرها أمانا ألن‬
‫الطرق البحرية بني أوروبا وغرب آسيا باألساليب والوسائل البحرية القدمية يسرية لوفرة املوانئ‬
‫الطبيعية عليه واهلدوء املوجود فيه‪ ،‬هذا جعل اإلحبار مبحاذاة شواطئه ممكنا دون خماطر‪،‬‬
‫وكذلك فإن تعدد جاره واحلمولة البحرية هي األقل كلفة واألسرع‪ ،‬ومها عامالن هامان يف‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العنوان‪ :‬املوانئ في مصر القديمة " الدولة الحديثة أنموذجا"‪5081-5180‬ق‪.‬م‬
‫املؤلف ‪ :‬د‪ .‬محفوظي بلعباس‬

‫العمل التجاري‪ ،‬ألن السفن بإمكاهنا أن حتمل كميات كبرية من الباائع قياسا مع وسائل النقل‬
‫الربي‪ ،‬وهذا ما جعل التجارة البحرية على مدى التاريخ هي األكثر ازدهارا‪. 30‬‬
‫‪.1.1.2‬ميناء فاروس‪ :‬يرى املؤرخون أن اإلسكندر بىن املدن هلدف عسكري حبري‬
‫جتاري من ذلك اإلسكندرية "فاروس" اليت اعتربها خمانا لتجارة الشرق خاصة وأنه ملس أمهية‬
‫املواد اليت متر عرب البحر األمحر بني الشرق والغرب وكذا املواد األولية اليت تستاخرج من افريقيا‬
‫وهو مل يكتف بذلك بل سيطر على الطرق الرئيسية للتجارة‪. 31‬‬
‫لكن احلقيقة أن ما فعله اإلسكندر حول هذه املدينة هو إعادة استعمال املوقع الذي كان‬
‫مستعمال يف السابق من قبل الرعامسة خالل الدولة احلديثة قبل ألف سنة من جميئه‪ ،‬حيث من‬
‫املمكن أن هذا امليناء الذي أشارت إليه األوديسة‪ ،‬مت بناؤه عن طريق سلطة كريت البحرية ولو‬
‫كان مصريا يف األصل فقد يكون من أعمال رمسيس الثاين‪ ،‬فقد اكتشفت متاثيل من عهده يف‬
‫راقودة (كانت راقودة اليت تدعى بن ‪ Rhacotis‬تقع غرب الفرع الكانويب لنهر النيل ‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة للموانئ اليت داخل دلتا النيل كان الوصول إليها حتمياً من قبل السفن الكبرية‬
‫وباإلضافة إىل أنه ميكن توفري املياه الكافية للمدينة عن طريق القناة وكما أهنا توصف مبوطن‬
‫احلراس الذين محوا اململكة املصرية من الغرباء) ‪ ،‬حيث ما هو معلوم أن شعوب الغرب قد‬
‫هامجته وأنه قد بىن حصونا جملاهبتم ال ميكن أن تكون هذه احلصون من عصر اإلسكندر األكرب‬
‫مادام ال يوجد ما يدل على ذلك من وثائق‪ ،‬يعترب أقدم عمل يف املنطقة ويرجع ذلك لقدمه‪. 32‬‬
‫وقد عرب "بريين" عن أمهية هذا امليناء بقوله أنه جعل من الدلتا املركا املنظم للتجارة‬
‫البحرية ولعب نفس الدور الذي لعبته املوانئ الفينيقية يف زمن أسبق‪ ،‬وكان قاعدة لقوة حبرية‬
‫جتارية ربطت بني جتارة البحر األمحر واحمليط اهلندي من جهة‪ ،‬وجتارة البحر املتوسط وأواسط‬
‫افريقيا من جهة أخرى‪ ،‬وأدى نفس الدور الذي كان يف فترات الحقة‪ ،‬وقال "بريين" أياا‪:‬‬
‫"إن التجارة الكربى يف العصر القديم هي أساسا حبرية‪ ،‬وكما هو احلال يف كل مراحل‬
‫التجارة الدولية الكربى فإن كل مراكزها كانت تقع على البحر أو على الطرق املائية‬
‫الكربى"‪.33‬‬

‫‪- 45 -‬‬
‫العنوان‪ :‬املوانئ في مصر القديمة " الدولة الحديثة أنموذجا"‪5081-5180‬ق‪.‬م‬
‫املؤلف ‪ :‬د‪ .‬محفوظي بلعباس‬

‫أما عن موقعه ميتد امليناء من صاخرة أيب بكر طويال وضيقا يف إجتاه الغرب من سد شرقي‬
‫حىت يصل إىل الشاطئ خلف برج البعثة املصرية‪ ،‬وهذان املوقعان متصالن بسلسلة من األمواج‬
‫يف الشمال واملدخل موجود يف جهة غري متوقعة‪ ،‬فبعد الدوران حول صاخرة أيب بكر تتجه‬
‫السفن مشاال حتت نتوه رأس التنني حيث توجد مياه عميقة‪ ،‬وعلى اليسار توجد ارصفة صلبة‬
‫ممتدة حىت صاخرة أيب بكر ومستاخدمة حديثا يف تأسيس حائل األمواج اجلديد‪ ،‬وعلى اليمني‬
‫يوجد رصيف آخر‪ ،‬وعند الدخول إليه نكون يف وسط امليناء وترى ميناء ثانويا يف الشمال‪. 34‬‬
‫إستطاع بعض العلماء اآلثار ان يتعرفوا على بقايا ميناء قدمي يف هذا املكان (أنظر‬
‫اخلريطة ‪ )2‬ولكن بعاا آخر ينكر‬
‫عليهم هذا‪ ،‬والرأي القدمي يف شأن‬
‫راقوده يقول اهنا قرية قليلة األمهية‬
‫العامل‬ ‫ذلك‬ ‫دعاة‬ ‫ومن‬
‫هوجارث(‪-5862/Hogarth‬‬
‫‪5026‬م)‪ ،‬وتبعه الكثريون ولكن‬
‫إن أحدث ماتوصل الباحثني عن‬
‫ذلك الاعم أن راقودة بلدة فرعونية‬
‫مهمة وعاصمة إلقليم شامل ولقد‬
‫أيدت احلفريات احلديثة صدق ذلك‬
‫وأهنا كانت حصنا أماميا وبلدة‬
‫هامة يف االقليم الغريب الواقع على‬
‫احلدود جتاه ليبيا منذ األسرة الثامنة‬
‫عشر وبالتحقيق يف فترة الرعامسة‪،‬‬
‫وتدل األبنية القدمية يف راقودة‬
‫ومرفأها على أهنا كانت املنفذ‬

‫‪- 45 -‬‬
‫العنوان‪ :‬املوانئ في مصر القديمة " الدولة الحديثة أنموذجا"‪5081-5180‬ق‪.‬م‬
‫املؤلف ‪ :‬د‪ .‬محفوظي بلعباس‬

‫الرئيسي بني مصر وممالك البحر املتوسط‪ ،‬ومركاا جتاريا هاما مع بالد اإلغريق‪. 35‬‬
‫وقد لوحظ يف بناء هذه املنشآت دراسة واعية بالطبيعة البحرية للموقع من تيارات حبرية‬
‫ورياح وصاخور وقد أدت ضاخامة هذه املنشآت اىل اعتقاد "جاستون جونديه ‪Gaston‬‬
‫‪ Jondet‬بأن هذه املنشآت متثل بقايا ميناء مصري كامل غارق يف املاء أقدم تارخييا من عهد‬
‫تأسيس اإلسكندر للمدينة باملكان‪ ،‬وأنه يف عصره كان هذا امليناء مغمورا باملاء وان اختيار‬
‫اإلسكندر ملدينته اجلديدة قد مت إىل الشرق منه على جايرة فاروس‪ ، 36‬وقد جلعت ضاخامة هذا‬
‫امليناء وأسلوب بنائه إىل االعتقاد بأنه يرجع لعصر الفراعنة‪ ، 37‬إذ ميكن القول أن هذا امليناء هو‬
‫ميناء اإلسكندر ية القدمي قبل جميئ اإلسكندر وأنه كان امليناء الرئيسي للمدينة خالل عصر‬
‫الدولة احلديثة‪ ،‬وأن ضرورة االتصال بني مصر القدمية وعاملي الشرق القدمي وحوض البحر‬
‫املتوسط قد اقتات وجوده‪ ،38‬وأنه قد اختفى وغمرته املياه إثر دورة من دورات الاالزل اهلائلة‬
‫اليت عرفها العامل القدمي‪. 39‬‬
‫ويوضح هومريوس (شاعرٌ ملحمي إغريقي أسطوري يُعتقند أننه مؤلنف امللحمنتني‬
‫اإلغريقيتني اإللياذة واألوديسة) هلذا امليناء حيويته يف العامل القدمي بأنه أوال كان آمنا أي كنان‬
‫مبثابة مرفقا حبريا على مستوى بالغ من اإلعداد البحري الستقبال السفن ومغادرهتا كمنا أننه‬
‫كان ذا أمهية عاملية يف ذلك الامن القدمي حيث أنه كان مرفأ التاود باملاء‪. 40‬‬
‫إذن كان ملصر موانئ عدة على سواحلها الشمالية‪ ،‬حيث كان ساحلها الشمايل غنيا‬
‫مبواقع صاحلة لرسو السفن حتميه املستنقعات والبحريات املاحلة من جهة الرب وكثبان الرمال‬
‫املستورة من جهة البحر‪ ،‬ولعل الطريق البحري الرئيسي إىل فينيقيا كان مير عرب التانيتيك "وهو‬
‫فرع من ف روع النيل تقلص مع الامن حىت أصبح اليوم جدوال صغريا تفيض مياهه يف مستنقعات‬
‫حبرية املنالة"‪. 41‬‬

‫‪- 45 -‬‬
‫العنوان‪ :‬املوانئ في مصر القديمة " الدولة الحديثة أنموذجا"‪5081-5180‬ق‪.‬م‬
‫املؤلف ‪ :‬د‪ .‬محفوظي بلعباس‬

‫‪.2.1.2‬ميناء العريش‪:‬‬
‫تعترب مدينة العريش عاصمة حمافظة سيناء الشمالية وأهم مدهنا‪ ،‬كان هبا منذ أقدم العصور‬
‫ميناءا مهما على البحر املتوسط‪ ،‬فهو املركا االستراتيجي على الطريق احلريب "طريق حورس‪"42‬‬
‫تسري عليه يف طريقها إىل فلسطني‪. 44‬‬ ‫‪43‬‬
‫وأحد املراكا الرئيسية للجيش أيام الدولة احلديثة‬
‫كما كانت تام العديد من القالع واحلصون واملستوطنات اليت ضاع معظمها مع‬
‫مرور الامن من أمهها قلعة العريش اليت ال ياال يتبقى منها سور مربع يبلغ ارتفاعه حنو مثانية‬
‫أمتار وطول ضلعيه الشمايل واجلنويب مخسة ومثانني متر والشرقي والغريب مخسة وسبعني مترا‬
‫ويف أعلى السور جتد ستة مااغل‪. 45‬‬
‫‪.2.2‬موانئ البحر األمحر‪:‬‬
‫إهتم املصريون هبذا البحر على‬
‫اعتبار أنه وسيلة االتصال بني مصر‬
‫وإفريقيا وبالد العرب واهلند‪ ،‬ويف ظل‬
‫هذا االهتمام كان البد من أن تنشأ‬
‫املوانئ وأن تنشأ الطرق اليت تربط‬
‫وادي النيل مبوانئ البحر األمحر‪. 46‬‬
‫أما املوانئ فتشري املصادر إىل أن‬
‫اتصال العرب التجاري مبوانئ الساحل‬
‫الغريب للبحر األمحر يرجع لامن بعيد‬
‫قبل ظهور اإلسالم‪ ، 47‬كان املصريون‬
‫يف القدمي قد أقاموا العديد من املوانئ‬
‫البحرية على طول سواحلهم اليت‬
‫اتصلوا من خالهلا مبوانئ اجلايرة‬
‫العربية ‪ ،‬السيما يف عهد امللكة‬

‫‪- 45 -‬‬
‫العنوان‪ :‬املوانئ في مصر القديمة " الدولة الحديثة أنموذجا"‪5081-5180‬ق‪.‬م‬
‫املؤلف ‪ :‬د‪ .‬محفوظي بلعباس‬

‫حتشبسوت (‪5168-5100‬ق‪.‬م‪/‬هي اخلامسة ضمن تسلسل ملوك األسرة الثامنة عشرة)‬


‫وامللك رمسيس الثاين الذين كانا يهدفان إىل فرض هيمنتهم على جتارة البحر األمحر واحمليط‬
‫اهلندي وقد عمل كل من البطاملة والرومان فيما بعد على إعادة وإحياء موانئ مصر القدمية‬
‫وإنشاء موانئ جديدة تستوعب حجم النشاط املالحي والتجارة املتاايدة يف عهدهم‪. 48‬‬
‫‪.1.2.2‬ميناء القصري‪ :‬بغض النظر ما يكتسيه وادي احلمامات من أمهية فهو ال يقل عن أمهيته‬
‫من ميناء القصري(أنظر اخلريطة ‪ )3‬أحد موانئ البحر األمحر‪ ،‬كان له دور مهم منذ أقدم‬
‫العصور‪ ،‬منذ اتصال اإلنسان املصري بالبحر األمحر‪ ،‬وقد عرفت القصري يف النصوص املصرية‬
‫باسم "ثاعو" و"اينوم"‪ ،‬وعرفت يف اليونانية باسم "نيلوتراس" وقد استمر امليناء يلعب دوره‬
‫طوال العصر الروماين والعصور التالية‪ ، 49‬يقع هذا امليناء داخل خليج مفتوح من جهة اجلنوب‬
‫الشرقي وتقفله من الشمال صاخرة تتجه حنو شرق اجلنوب الشرقي وتتوغل يف البحر ملسافة‬
‫مائتني وستني مترا بدءا من الشاطئ وهذه الصاخرة اليت تبدو ذات سطح شبه مستوي تنكشف‬
‫يف حالة املد املناخفض وتنتهي بشكل رأسي يف داخل امليناء بالعرض حيث متتد من اجلنوب إىل‬
‫الشمال موازية للساحل ‪ ،‬أما الشاطئ من جهة اجلنوب فمحاط باملثل بسلسلة من صاخور‬
‫الشاطئ تشكل منحىن ذا شكل بيااوي يبلغ قطره حوايل ثالث أرباع الفرسخ وهذا املوقع‬
‫جيعل ميناء القصري يف محى من رياح الشمال واجلنوب اليت هتب بشكل شبه دائم على البحر‬
‫األمحر ‪ ،‬كما حتمي املرتفعات هذا امليناء من رياح الغرب اليت هتب عليه‪. 50‬‬
‫وخري مثال على نشاط هذا امليناء خالل الدولة احلديثة محلة حتشبسوت حيث يقول‬
‫زكية يوسف طبوزادة ‪ :‬حول انطالقة الرحلة من ميناء قصري للملكة حتشبسوت " يف العام‬
‫التاسع من حكمها أرسلت بعثة سلمية اىل بالد بونت فقد محلت عدة سفن جتارية البعثة‬
‫املصرية اليت احبرت من ميناء القصري عرب البحر األمحر حىت وصلت اىل بالد بونت‪.51‬‬
‫وأياا يف فترة امللك رمسيس الثالث(‪5566-5508‬ق‪.‬م) شهدت نشاطا جتاريا كبريا‬
‫ومبادالت جتارية واسعة نتيجة لكثرة االتصاالت والرحالت اليت أمر هبا خاصة باجتاه اجلنوب‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العنوان‪ :‬املوانئ في مصر القديمة " الدولة الحديثة أنموذجا"‪5081-5180‬ق‪.‬م‬
‫املؤلف ‪ :‬د‪ .‬محفوظي بلعباس‬

‫فأنشأ سفنا نيلية وأخرى حبرية لتماخر عباب البحر األمحر وكانت انطالقتها من ميناء القصري‬
‫الذي كان يعرف حركة نشطة يف عصره‪. 52‬‬
‫‪.2.2.2‬ميناء الرخم‪:‬‬
‫من املوانئ أياا اليت كانت موجودة على شاطئ الدلتا ميناء أم الرخم‪ ،‬تقع بالقرب من‬
‫مدينة " مرسى مطروح "(بريتونيوم القدمية) وعثر على بعد ‪ 50‬كيال من بلدة القصر ‪ ،‬وكانت‬
‫تدعى يف العصر اليوناين والروماين "أبيس" وهي ميناء على البحر‪ ،53‬وعثر فيها على أطالل‬
‫معبد مصري من عهد امللك رمسيس الثاين مما يؤكد أنه كانت هناك مستوطنات وحاميات‬
‫لتأمني حدود مصر الغربية ولعل احلفائر األثرية اجلارية هناك تلقي مايدا من الاوء على هذه‬
‫املنطقة‪. 54‬‬
‫‪.3.2.2‬ميناء اجلواسيس ‪:Gawasis‬‬
‫ومن املوانئ أياا ميناء وادي اجلواسيس‪ ، 55‬يقع هذا الوادي على بعد ‪ 22‬كيال جنويب‬
‫سفاجة على ساحل البحر األمحر‪ ،‬وتوجد هناك بقايا تعدين تغطي سفح تل من احلجر اجلريي‬
‫وكذا نقوش هريوغليفية‪ ،‬هذا وميتد الوادي يف الداخل حيث يقع ميناء " ساور " عند مدخل‬
‫الوادي‪ ،‬وعلى بعد ‪ 6‬كيال من ساحل البحر األمحر كما تشري ذلك لوحة " خنت خاتى ور "‬
‫اليت عثر عليها يف وادي اجلواسيس‪ ، 56‬وقد أدى الكشف إىل التحديد الفعلي والقطعي ملوقع‬
‫هذا امليناء ‪ ،‬نتيجة العثور على أثار مكتشفة يف مكاهنا األصلي ‪ ،‬وجود قواعد للوحات مثبتة‬
‫على عمق األرض وخاصة قاعدة مقصورة (عناخو) اليت تتكون من أربعة مراسي ثقيلة من‬
‫احلجر وقد أحيطت هذه القواعد بكتل من احلجر غري املنتظم ‪ ،‬وحشيت الفراغات بني‬
‫املقصورة وبني هذه الكتل بقطع من الالط واحلجر الصلد ‪ ،‬استعصى على العمال إزالتها‬
‫بسهولة كذلك األمر بالنسبة للوحة ( انتيفوكر) اليت وجدت يف قناة فوق قاعدهتا وهي بدورها‬
‫مرساة ثقيلة من احلجر‪ ،‬ومأثتبه أعمال البعثة اليت قامت بالتنقيب يف املوقع أن اللوحتني‬
‫(انتيفوكر ‪،‬وخنت خاتى ور ) نقلتا من مكاهنما األصلي امليناء الفرعوين إىل مبىن احملطة الرومانية‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العنوان‪ :‬املوانئ في مصر القديمة " الدولة الحديثة أنموذجا"‪5081-5180‬ق‪.‬م‬
‫املؤلف ‪ :‬د‪ .‬محفوظي بلعباس‬

‫داخل وادي اجلواسيس ‪ ،‬وهذا ما جعل علماء املصريات يرون بأن مرسى اجلواسيس هو ميناء‬
‫األسرة الثانية عشرة(‪5686-5005‬ق‪.‬م)‪. 57‬‬
‫وأثبتت اآلثار املكتشفة أن هذا امليناء بدأ استاخدامه يف عصر الفرعون سنوسرت‬
‫األول(‪5036-5080‬ق‪.‬م) وتبني من لوحة (خنتاخاتى) هذا االستاخدام استمر يف عصر‬
‫خليفته أمنحات الثاين‪ ،‬وتفيد الكتابات اهلرياطيقية املدونة على قطع فاخار مكتشفة أن امليناء‬
‫استاخدم يف عصر سنوسرت الثاين(‪5868-5806‬ق‪.‬م) خليفة أمنحات الثاين(‪-5038‬‬
‫‪5003‬ق‪.‬م)‪. 58‬‬
‫ودام إستعمال هذا امليناء حىت عصر الدولة احلديثة حيث قامت كاثرين بارد‬
‫‪ ، Kathryn Bard‬عاملة اآلثار جبامعة بوسطن مؤخرًا ‪ ،‬باكتشاف كهف يف مرسى‬
‫اجلواسيس يف عام ‪ 2001‬حيتوي على شظايا من احلبل جمذاف التوجيه ‪ ،‬وألواح البدن اليت قد‬
‫تعود إىل عهد حتشبسوت أو العصر القريب منه‪ ،59‬حيث تشهد آثار ميناء اجلواسيس على‬
‫تارخيه الطويل‪ ،‬كنقطة انطالق لإلحبار ملسافات طويلة عرب البحر األمحر‪ ،‬مع وجود ورشات‬
‫لتفكيك السفن وغريها من االكتشافات‪. 60‬‬
‫‪.4.2.2‬ميناء عني السخنة‪:‬‬
‫يقع ميناء عني الساخنة الفرعوين على الساحل الغريب خلليج السويس عند مصب أقصر‬
‫طريق يربط ممفيس بالبحر األمحر‪ ،‬يعود وجوده إىل األسرة األوىل‪ ،‬وهي نقطة تواصل لطريق‬
‫بعثات التعدين يف هذه الفترة إىل جنوب شبه اجلايرة سيناء حبثا عن النحاس والفريوز‪.61‬‬
‫حيث اكتشف باملنطقة جمموعة مهمة من النقوش تعود إىل عهد الدولة القدمية والبيانطية‬
‫‪ ،‬ومن بني هذه السجالت للبعثات االستكشافية من تؤرخ يف عهد أمنمحات الرابع(‪-5808‬‬
‫‪5600‬ق‪.‬م) ‪ ،‬وأمنمحات األول (األسرة احلادي عشر والثاين عشر)‪ ،‬كما تشري النقوش‬
‫الفرعونية املؤرخة يف عهد أمنحوتب األول و أمنمحات الثالث إىل أن املوقع كان الياال يف‬
‫بعض األوقات على األقل يتردد عليه خالل األسرة الثامنة عشر‪.62‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العنوان‪ :‬املوانئ في مصر القديمة " الدولة الحديثة أنموذجا"‪5081-5180‬ق‪.‬م‬
‫املؤلف ‪ :‬د‪ .‬محفوظي بلعباس‬

‫اخلامتة ‪:‬‬
‫لعبت املوانئ املصرية القدمية خالل مرحلة الدولة احلديثة دورا هاما يف اجملال السياسي‬
‫واإلقتصادي وحىت الديين‪ ،‬وذلك بغية خدمة متطلبات اإلمرباطورية اليت امتدت رقعتها اىل هنر‬
‫الفرات مشاال وبالد النوبة والبونت جنوب‪ ،‬حيث بغض النظر ماحتتويه هذه املوانئ من ورشات‬
‫لبناء السفن كانت نقطة انطالق لألساطيل احلربية والسفن التجارية للتبادل التجاري وطرد‬
‫الغاات والدفاع عن حدود مصر خالل مرحلة الدولة احلديثة من األ‬

‫املراجع‪:‬‬
‫‪ - 1‬هريودوت‪ ،‬هريودوت يتحدث عن مصر ‪ ،‬الفقرة ‪ ،1‬دار القلم ‪5066،‬م‪.‬‬
‫‪ - 2‬املوانئ ‪(:‬مجع ميناء) جاء من مدينة أو بلدة يقع على هنر أو ساحل حبرية أو حبر أو حميط ميكن أن ترسو عنده‬
‫السفن‪ ،‬وتفرغ محولتها أو تشحنها وتشمل منطقة امليناء اجلهات اجملاورة له وتاوده باخلدمات والتسهيالت من أرصفة‬
‫واتصاالت وغريها‪ ،‬واملوانئ ذات أنشطة متعددة فمنها ما هو للصيد ومنها ما هو للنقل أو يكون قاعدة حبرية‬
‫لألسطول ولظهري امليناء (حوز امليناء) دور أساسي يف نشاطه‪ ،‬وميكن القول أن مصطلح امليناء أكثر مشولية من املرفأ‬
‫ألنه يشمل مناطق خدمية وختاينية وقد يكون امليناء بعيدا عن أي مدينة وخيصص لتصدير سلع بعينها‪ .‬للمزيد أنظر‪:‬‬
‫إبراهيم موسى الاقرطي وهاين عبد الرحيم‪ ،‬معجم املصطلحات واملفاهيم اجلغرافية‪ ،‬جمدالوي للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،2006 ،‬ص‪.501‬‬
‫‪ - 3‬ع‪.‬فايا‪ ،‬النقل واملواصالت يف مصر العصر اليوناني الروماني‪ ،‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪2052 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.200-208‬‬
‫‪Tony, T. S, The Navy Of The Eighteenth Dynasty. 1946 ,Uppsala, p73 -4‬‬
‫‪ - 5‬كلري اللوليت‪،‬طيبة أو نشأة امرباطورية‪ ،‬اهليئة العامة لشؤون املطابع األمريية‪ ،‬القاهرة‪2001 ،‬م‪ ،‬ص‪-586‬‬
‫‪.588‬‬
‫‪ - 6‬منف‪:‬العاصمة القدمية‪ ،‬تقع جنويب القاهرة العاصمة احلديثة حبوايل ‪21‬كلم عرفت باسم اجلدار األبيض‪ّ ،‬مث‬
‫أطلق عليها املصريون بعد ذلك(من‪ -‬نفر) أو النصب اجلميل أو اجلمال الدائم‪ ،‬وبعدها أطلق اإلغريق عليها اسم‬
‫(ممفيس) ويرجع تاريخ هذه املدينة اىل عصر األسرة األوىل وربّما قبلها‪,‬و كانت من أكرب العواصم املشهورة يف العامل‬
‫القدمي‪ ،‬وأول عاصمة ملصر املتحدة‪ ،‬وقد اختارها امللك مينا ’’نعرمر’’لتكون عاصمة له لتمكنه من السيطرة على‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العنوان‪ :‬املوانئ في مصر القديمة " الدولة الحديثة أنموذجا"‪5081-5180‬ق‪.‬م‬
‫املؤلف ‪ :‬د‪ .‬محفوظي بلعباس‬

‫البالد حيث كانت وذلك الامان تطل على رأس الدلتا ‪ .‬للمزيد أنظر‪:‬نسيم صمويل‪ ،‬دليل األثار املصرية يف‬
‫القاهرة واجليزة‪ ،‬مكتبة مديويل‪ ،‬ط‪ ،5‬القاهرة‪5008 ،‬م‪ ،‬ص ‪.550‬‬

‫‪M.R.Bunson , Encyclopedia Of Ancient., New York: flaston File,2002, p301-302.‬‬ ‫‪-7‬‬


‫‪Bietek, M. Prunefer:The Principal New kingdom Nava Base‬‬ ‫‪-8‬‬
‫‪Egyptian Archaeology, Egypt ,p17.‬‬
‫‪ - 9‬أمنحوتب الثاني‪5105-5126( :‬ق م) ابن امللك حتومتس الثالث من زوجته امللكة مرييت رع ‪ ،‬كان‬
‫أمنحوتب الثاين شغوفا بالرياضة فكان رياضى قوى وجييد ركوب والتعامل مع اخليل وكان يرى احلرب رياضة‪،‬‬
‫قاى حياته كلها يف التحاري حلكمه وخاع لتعليم املعتاد لألمراء والورثة وبرع يف الرماية والفروسية‪ ،‬ولعل من أهم‬
‫أعماله أن أنشأ قاعدة حبرية مصرية واسعة يف بريو نفر قرب ممفيس‪ ،‬قام هذا امللك حبمالت حنو آسيا وحنو بالد النوبة‬
‫للقااء على التمرد وذلك حفاظا على ممتلكات والدة حتومتس الثالث‪ ،‬تويف امللك بعد أن حكم ‪ 26‬سنة وترك عدة‬
‫أوالد وبنات ليدفن يف مقربة بوادي امللوك توىل من بعده ابنه الذي حكم مصر بإسم "حتومتس الرابع"‪.‬‬
‫‪Margaret.r .Bunson, Encyclopedia Of Acient Egypt , faltson‬‬
‫‪York,2002, p30-31) file,Inc,New,‬‬
‫‪Tony, T. S ,op-cit, p37. - 10‬‬
‫‪ - 11‬كلري اللوليت‪،‬طيبة‪ ،...‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.588-586‬‬
‫‪- 12‬حممد بيومي مهران‪ ،‬احلضارة املصرية القدمية "احلياة االجتماعية والسياسية والعسكرية‬
‫والقضائية والدينية‪ ،‬دار املعرفية اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ 1989 ،‬م‪ ،‬ص‪.230‬‬
‫‪ - 13‬مرفأ‪ :‬مساحة مائية لرسو السفن‪ ،‬حممية من األمواج بشكل طبيعي كما يف اخللجان واأللسنة االرضية‪ ،‬أو‬
‫صناعيا إلقامة حواجا أو كليهما معا‪ ،‬وتقام على الشاطئ منشآت التحميل والتفريغ والصيانة واملستودعات‬
‫واخلدمات األخرى ليقوم املرفأ بدوره املطلوب‪ .‬للمزيد أنظر‪ :‬ابراهيم موسى الاقرطي وهاين عبد الرحيم العاياي‪،‬‬
‫معجم املصطلحات واملفاهيم اجلغرافية‪ ،‬جمدالوي للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان‪ ،2006 ،‬ص‪.568‬‬
‫‪ - 14‬ن‪.‬ي‪ ،‬تاريخ توت عنخ آمون"حمرر مصر العظيم"‪ ،‬مكتبة مدبويل‪ ،‬القاهرة ‪5000،‬م‪ ،‬ص‪.512‬‬
‫‪Bietek, M,op- .‬‬ ‫‪-15‬‬
‫‪cit,p17‬‬
‫‪ - 16‬تانيس ‪ :‬كان املصريون يطلقون عليها ’’جعن’’‪-‬هو صان احلجر حاليا‪ ,-‬وتقع شرق الدلتا ‪ ,‬أصبحت عاصمة‬
‫البالد اعتبارا من األسرة‪ 25‬وقد دفن العديد من ملوكها يف حرم ومعبدها الكبري ‪ ،‬ن أطالله ضاخمة رغم ما حلق هبا‬
‫من دمار ملحوظ ‪ .‬للمزيد أنظر‪ :‬فرانسوا دوما‪ ،‬حضارة مصر الفرعونية‪ ،‬تر‪ :‬ماهر جوجياين‪ ،‬اهليئة العامة لشؤون‬
‫املطابع األمريية ‪(،‬د‪.‬ب)‪( ،‬د‪.‬س)‪ ،‬ص‪.625‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العنوان‪ :‬املوانئ في مصر القديمة " الدولة الحديثة أنموذجا"‪5081-5180‬ق‪.‬م‬
‫املؤلف ‪ :‬د‪ .‬محفوظي بلعباس‬

‫‪ - 17‬رمسيس الثاني‪ :‬خلف رمسيس الثاين (‪5253-5260‬ق م)والده سييت األول وهو صغري السن ‪ ،‬ويعرف‬
‫أياا برمسيس األكرب ملا اكتسبه من الشهرة الفائقة اليت جعلت كثريا من الناس ياعمون أنه اعظم ملوك مصر‪،‬‬
‫والذي كون له الشهرة الكبرية تلك املباين العديدة اليت شيدها يف مجيع احناء البالد ونقش عليها أخبار حروبه‬
‫وإنتصارا ته اليت ظهر بعد أنه بال شك مغال فيها‪ ،‬ومل يكتف "رمسيس"بنقش إمسه على املباين الكثرية اليت شيدها‬
‫بنفسه ‪ ،‬بل كان ميحو من كثري املباين اليت شيدها امللوك السابقون امساء مشيديها وينقش عليها امسه رغبة يف الشهرة‬
‫وطمعا يف ختليد ذكراه يف التاريخ ومات بعد أن حكم ‪66‬سنة‪ .‬للمزيد أنظر‪ :‬عمر االسكندري و أ ج ‪.‬سفدج‪،‬‬
‫تاريخ مصر اىل الفتح العثماني ‪ ،‬مكتبة مدبويل‪ ،‬ط‪ ،2‬القاهرة‪5006 ،‬م‪ ،‬ص‪.11 -11‬‬
‫‪ - 18‬كلري اللويت‪ ،‬الفراعنة إمرباطورية الرعامسة‪ ،‬هليئة العامة لشؤون ملطابع األمريية‪ ،‬مصر‪2000 ،‬م‪ ،‬ص‪.513‬‬
‫‪ - 19‬مسري أديب‪ ،‬موسوعة احلضارة املصرية‪ ،‬العريب للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2000 ،‬ص‪.210‬‬
‫‪ - 20‬صفاء حافظ عبد الفتاح‪ ،‬املوانئ والثغور املصرية من الفتح اإلسالمي حتى نهاية العصر الفاطمي‪ ،‬دار الفكر‬
‫العريب ‪،‬القاهرة ‪5086 ،‬م‪ ،‬ص‪.21-23‬‬
‫‪Forstner-Müller, M. B. The Topography of New Kingdom Avaris 21‬‬
‫‪and per-ramesses ,p46-47.‬‬
‫‪ - 22‬مهران بيومي حممد‪ ،‬املدن الكربى يف مصر والشرق األدنى القديم ‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫‪- 23‬كلري اللوليت‪ ،‬الفراعنة امرباطورية الرعامسة‪ ،..‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪..545‬‬
‫‪ - 24‬سليم حسن‪ ،‬مصر القدمية " عصر رعمسيس الثاني وقيام االمرباطورية الثانية"‪ ،‬مكتبة األسرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪5002‬م‪ .‬ص‪.105‬‬
‫‪Sicile, D. D, Bibliothèque Historique, Livre I,19,1846,Paris.‬‬ ‫‪-25‬‬

‫‪ - 26‬مسري أديب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.615‬‬


‫‪27‬‬
‫‪Yoyotte, M. La Base Portuaire De Mi-Our(Gourob) Au Nouvel‬‬
‫‪- Empire,Un port à l’entrée du Fayoum. Groupe Fleuves Et Territoires,‬‬
‫‪2015,p2-12.‬‬
‫‪Nuel, J. P,The Gurob Ship-Cart Mediterranean,Texas: A&M Press -28‬‬
‫‪University, 2013,p150-153.‬‬
‫‪Yoyotte, M.,op-cit,p2-15 29‬‬
‫‪ - 30‬عبد اجمليد عبد امللك‪ .‬ساحل بالد الشام والصراعات الدولية " دراسته اجلغرافية السياسية واجلغرافية العسكري‬
‫األمنية"‪ ،‬بيسان للنشر والتوزيع واالعالم‪ ،‬لبنان‪2002 ،‬م‪ ،‬ص‪.22‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫العنوان‪ :‬املوانئ في مصر القديمة " الدولة الحديثة أنموذجا"‪5081-5180‬ق‪.‬م‬
‫املؤلف ‪ :‬د‪ .‬محفوظي بلعباس‬

‫‪ - 31‬بلقاسم رمحاين وخرفوش مدين‪ .‬الدور املصري يف جنوب شبه اجلزيرة العربية والشرق االفريقي‪ ،‬مكتبة زهراء‬
‫الشرق‪ ،‬القاهرة ‪5006،‬م‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ - 32‬أ‪.‬م‪.‬فورستر‪ .‬اإلسكندرية تاريخ ودليل‪ ،‬اهليئة العامة لشؤون املطابع األمريية‪ ،‬مصر‪5000 ،‬م‪ ،‬ص‪.582-585‬‬
‫‪ - 33‬الاعيب الاهرة‪ ،‬جتارة مصر الفرعونية من أواخر األلف الرابعة إىل األلف األوىل ق‪.‬م‪ ،‬مذكرة ماجيستري‪ ،‬قسم‬
‫التاريخ‪ ،‬جامعة اجلاائر‪2006 /2006 ،‬م‪ ،‬ص‪.286‬‬
‫‪ - 34‬أ‪.‬م‪.‬فورستر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.585‬‬
‫‪ - 35‬علي زكى‪ ،‬االسكندرية يف عهد البطاملة والرومان‪ ،‬مطبعة دار املستقبل‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫‪ - 36‬عبد الفتاح أمحد‪ ،‬دليل آثار اإلسكندرية القدمية وضواحيها‪ ،‬إصدار اهليئة اإلقليمية لتنشيط السياحة‪ ،‬حمافظة‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫‪Escoffey, C., Ancient Alexandria Bibliotheca Alexandrina,‬‬ ‫‪-37‬‬
‫‪Egypt, ,2012,p17.‬‬
‫‪ - 38‬عبد الفتاح أمحد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫‪l.Bierbrier, M, Ancient Egypt, United States Of America,2008,‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪pp11 -‬‬
‫‪ - 40‬عبد الفتاح أمحد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫‪ - 41‬الياابيث رايفشتال‪ ,‬طيبة يف عهد امنحوتب الثالث ‪,‬مكتبة لبنان‪ ،‬بريوت ‪5066,‬م‪ ,‬ص‪.35-30‬‬
‫طريق حورس احلربي‪ :‬كان هذا الطريق من أهم الطرق العسكرية يف تاريخ مصر القدمي‪ ،‬وقد ورد ذكره يف‬ ‫‪-‬‬
‫‪42‬‬

‫العديد من النصوص والوثائق األثرية أمهها ما جاء على اجلدار الشمايل لصالة األعمدة مبعبد الكرنك باألقصر حيث‬
‫يذكر أخبار محلة سييت األوّل إىل فلسطني يف العام األوّل من حكمه ‪ ،‬كما تذكر هذه الوثائق أياا عددا من املناطق‬
‫اليت مرت هبا احلملة يف هذا الطريق بالصورة واإلسم‪ ،‬كما ورد أياا ذكر هذا الطريق يف بردية أنستاسي رقم‪ 5‬واليت‬
‫يساخر فيها أحد الكتبة من زميل له اليعرف املعلومات الدقيقة عن هذه البالد الواقعة على حدود مصر الشرقية ويقدم‬
‫له املعلومات الصحيحة اليت تساعده يف ذلك ويبدأ هذا الطريق من ثاروا (القنطرة شرق) ومير بالقرب من تل احلري مث‬
‫بئر رمان ومنه إىل قاطية مث العريش جنوب سباخة الربدويل مارا مبنطقة بئر ماار‪ ،‬مث إىل العريش والشيخ زويد وينتهي‬
‫عند رفح‪ .‬للمزيد انظر‪ :‬حسني دقيل‪ ،‬آثار سيناء عراقة التاريخ وأفاق االستثمار‪ ،‬املعهد املصري للدراسات‪،‬‬
‫مصر‪2008،‬م ‪ ،‬ص‪.55 -50‬‬
‫‪ - 43‬حممد بيومي مهران‪ ،‬املدن الكربى‪ ،...‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.582‬‬
‫‪ - 44‬مسري اديب‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.653-652‬‬
‫‪ - 45‬حسني دقيل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.8‬‬

‫‪- 45 -‬‬
‫العنوان‪ :‬املوانئ في مصر القديمة " الدولة الحديثة أنموذجا"‪5081-5180‬ق‪.‬م‬
‫املؤلف ‪ :‬د‪ .‬محفوظي بلعباس‬

‫‪ - 46‬عبد احلليم سيد عبد املنعم‪ ،‬البحر األمحر وظهريه يف العصور القدمية "‪ ،‬جمموعة حبوث نشرت يف الدوريات‬
‫العربية واألوروبية "‪ ،‬دار املعرفة جلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪5003 ،‬م‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫‪ - 47‬جواد علي‪ ،‬املفصل يف تاريخ العرب قبل اإلسالم‪ ،‬بغداد‪5003 ،‬م‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫‪ - 48‬حممد محاة جار اهلل الشمري‪ ،‬موانئ شبه جزيرة العرب وأثرها يف النشاط التجاري والبحر قبل اإلسالم‪،‬‬
‫أطروجة دكتوراه‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬بغداد‪2001 ،‬م‪ ،‬ص‪.516‬‬
‫‪ - 49‬نورالدين عبد احلليم‪ ،‬البحران األبيض واألمحر يف التاريخ املصر القديم‪ ،‬حماضرات مكتبة اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫ص‪.53‬‬
‫‪ - 50‬علماء احلملة الفرنسية‪ ،‬موسوعة وصف مصر" الزراعة ‪-‬الصناعات – احلرف‪-‬التجارة"‪ ،‬مكتبة األسرة‪،‬‬
‫مصر‪2002 ،‬م‪ ،‬ص‪.260‬‬
‫‪ - 51‬زكية يوسف طبوزادة‪ ،‬تاريخ مصر القديم‪ ،‬القاهرة‪2008 ،‬م‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ - 52‬بلقاسم رمحاين وخرفوش مدين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫‪ - 53‬حممد بيومي مهران‪ ،‬املدن الكربى‪ ،...‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.200-500‬‬
‫‪ - 54‬عبد املنعم عبد احلليم سيد ‪ ،‬البحر األمحر وظهريه‪ ،..‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.56‬‬
‫‪ - 55‬عبد احلليم نورالدين‪ ،‬البحران األبيض واألمحر‪ ،..‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ - 56‬حممد بيومي مهران‪ ،‬املدن الكربى‪ ،...‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.200-500‬‬
‫‪ - 57‬عبد املنعم عبد احلليم سيد ‪ ،‬البحر األمحر وظهريه‪ ،..‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.588‬‬
‫‪ - 58‬نفسه‪ ،‬ص‪.523‬‬
‫‪Vinson, S Seafaring, Ucla Encyclopedia Of Egyptology, University of‬‬ ‫‪-59‬‬
‫‪oxford, Britain ,2009,p4.‬‬
‫‪Zazzaro, C. W ,Evidence for Pharaonic Seagoing Ships Marsa, Gwasis‬‬ ‫‪-60‬‬
‫‪Journal compilation , 2009, p1.‬‬
‫‪Pierre, T, « Les Ports Intermittents » De la Mer Rouge à l’époque‬‬ ‫‪-61‬‬
‫‪Pharaonique Caractéristiques Et Chronologie. Revue Numérique‬‬
‫‪D’égyptologie,2015,p37.‬‬
‫‪ibid,‬‬ ‫‪-62‬‬
‫‪p39.‬‬

‫‪- 45 -‬‬

You might also like