‫أثر أهل الذمة في تطور الحياة االقتصادية في مممكة غرناطة عهد بني االحمر‬

‫اثز اهل الذمة ( النصاري واليهىد ) يف تطىر احلياة االقتصادية يف‬

‫مملكة غزناطة عهد بني االمحز ‪798-536‬هـ‬

‫أ‪.‬د‪ .‬صبيح نوري خلف احللفي ‪/‬كلية الرتبية للبهات ‪ /‬جامعة البصرة‬

‫م‪.‬م‪ .‬آفاق الزم عبد اللطيف السعد‪/‬كلية الرتبية القرنة ‪ /‬جامعة البصرة‬

‫الممخص‬

‫لم تكن الحياة االقتصادية (التجارة والصناعة والزراعة)‪ ،‬في المجتمع االندلسي‬

‫مقصورة عمى فئة اجتماعية معينة دون االخر ‪ ،‬وانما كانت تمارس من جميع الفئات من‬

‫العرب والبربر والييود والنصارى ‪ ،‬مارسوا التجارة والحرف الصناعية المختمفة واتقنوىا ‪،‬‬

‫ليذا عاش اىل الذمة حياة ا‪l‬كثر اطمئنانا واستق ار ار ‪ ،‬في االندلس بشكل عام ‪ ،‬كما لم‬

‫تعرفيا في مكان اخر نظ اًر لموضع القانوني المتسامح معيم بصفة عامة ‪ ،‬اضافة الى‬

‫اتقانيم المغات الدارجة ىناك ‪ ،‬وعالقاتيم مع اسبانيا المسيحية والدول االوربية االخرى ‪،‬‬

‫وفي الشمال االفريقي وبالد الشام ‪ ،‬وقد مكنيم ذلك من ان يمعبوا دو اًر ىاماً في الحياة‬

‫االقتصادية في االندلس عيد مممكة غرناطة ‪0‬‬

‫مجمة دراسات تاريخية العدد(الثامن والعشرون‪ /‬حزيران ‪)0202‬‬

‫‪025‬‬
 ‫آفاق الزم عبد المطيف‬.‫م‬.‫م‬ ‫ صبيح نوري خمف‬.‫د‬.‫أ‬

The impact of The people of dhimma (Christians and Jews) in

the development of economic Life in the Kingdom of
Granada the era of Bani Ai –Ahmar( 635-897 e)

Prof. Dr. Sobeih Nouri khaIaf AI –HaIafi

College of Education for Women / University of Basrah

Assist. Lect. A faaq lazim Apdul Latif AI saad

College of Education Qurna / University of Basrah

Abstract

The economic Life (trade –industry –and agriculture ) in the

Andalusian society was limited to a certain social group but not
from the other lt was practiced by all groups of Arabs Berbers Jews
and Christians who practiced and mastered trade and various
industrial crafts so the people of Dima lived a more secure and
stable life in addition to their proficiency in the languages spoken
there their relations with Christian Spain and other European
countries and in North Africa and the Levant which enabled them
to play an important role in the economic life in Andalusia reign of
the Kingdom of Granada

)0202 ‫ حزيران‬/‫مجمة دراسات تاريخية العدد (الثامن والعشرون‬

026
‫أثر أهل الذمة في تطور الحياة االقتصادية في مممكة غرناطة عهد بني االحمر‬

‫المقدمة‬

‫يتكون المجتمع الغرناطي من عناصر سكانية متعددة يضم ديانات مختمفة‪ ،‬كالنصارى‪،‬‬
‫والييود(‪ ،)1‬وىو يشكمون سكان البالد االسبانية ‪ ،‬وفي مممكة غرناطة(‪ )2‬بقى عدد كبيرمنيم في‬
‫مناطق سكناىم ‪ ،‬وقد اشار ابن الخطيب الى ان اغمب النصارى كان وجودىم في مممكة‬
‫غرناطة ألسباب اقتصادية(‪.)3‬‬
‫لقد حافظ النصارى في مممكة غرناطة عمى دورىم البارز في العالم االسالمي فالجنود‬
‫المسافرون والتجار واالسرى جعموا االحتكاك مستم اًر بين ابناء الطائفتين فمم يكن بينيم انقطاع ‪،‬‬
‫اذا ما عرفنا ان النصارى كانوا ايام دمحم الخامس الذين تطوعوا لحماية السمطان بعد تقبميم‬
‫االسالم ‪ ،‬وقد رافقوه الى المغرب بعد خمعو ‪ ،‬كما كانت غرناطة ممجأ لرجال السياسة نذكر‬
‫عمى سبيل المثال (( دون فميب )) ((ودون نونيو )) الذين تركا قشتالة عيد الفونسو العاشر‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫وطمبا الحماية من دمحم الثاني‬
‫وبسبب التسامح الديني الذي دعت اليو الشريعة االسالمية ‪ ،‬فقد عاش اىل الذمة في‬
‫المدن الكبرى في االندلس وخاصة في غرناطة ومالقة(‪)5‬والمرية (‪)6‬متمتعين بحرياتيم وعقائدىم‬
‫القومية من خالل كتب والنوازل والدين ‪ ،‬تعامل االسالم مع اىل الذمة بمرونة‪ ،‬وقد عاشوا‬
‫بحرية باإلسالم‪ ،‬في ظل حكم مممكة غرناطة ‪ ،‬مقابل دفع االموال لمدولة(‪.)7‬‬
‫فالنصارى كان ليم دور كبير في المجال االقتصادي " الزراعي – الصناعـي – التجاري"‪،‬‬
‫وعمى الرغم من قمة عددىم مقارنة بالييود‪ ،‬اال ان استقرارىم كان في المناطق الحدودية لممرية‬
‫وغرناطة ومالقة ‪ ،‬وقد كان ليذا الموقع دور كبير في تنشيط الحركة التجارية‪ ،‬وخاصة في‬
‫المرافئ التجارية ليذه المدن الكبيرة ‪ ،‬بالمقابل كان النصارى يدفعون الضرائب عمى السمع‬
‫(‪)8‬‬
‫كان‬ ‫والبضائع المستوردة ‪ ،‬ومن الجدير بالذكر ان الرعاية الخاصة التي قدميا يوسف األول‬
‫ليا دور كبير في تنشيط عمميم ميمتيا ‪ ،‬تسييل اعمال رعاياىم من التجار وذلك عـام ( ‪768‬‬
‫ىـ ‪1367/‬م )(‪.)9‬‬

‫مجمة دراسات تاريخية العدد(الثامن والعشرون‪ /‬حزيران ‪)0202‬‬

‫‪027‬‬
 ‫م‪.‬م‪.‬آفاق الزم عبد المطيف‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬صبيح نوري خمف‬
‫(‪)10‬‬
‫وبين‬ ‫وعمى ىذا االساس ابرمت معاىدة عام (‪ 768‬ىـ ‪1367/‬م) بين دمحم الخامس‬
‫بطرس الرابع ممك ارغوان سمح بموجبيا لمتجار االرغوانيين لمتنقل بحرية والقيام بنشاطيم‬
‫التجاري مقابل دفع الضرائب (‪.)11‬‬
‫ولما تطورت العالقات االقتصادية بين مممكة غرناطة وايطاليا ‪ ،‬وبالتحديد مع جنوة في‬
‫القرن التاسع اليجري ‪ /‬الخامس عشر الميالدي انشأت ليم مراكز تجارية في مدن مالقة‬
‫والمنكب(‪.)12‬‬
‫وفي مدينة المرية صاحبة اكبر اسطول تجاري في مممكة غرناطة ‪ ،‬مارس النصارى‬
‫نشاطيم التجاري ‪ ،‬من خالل تسييل سير العممية التجارية بين مممكة غرناطة والعالم الخارجي ‪،‬‬
‫وخاصة مع الدول االوربية المسيحية ‪ ،‬في عممية نقل البضائع التجارية الييا(‪ )13‬وىذا يفسر قول‬
‫ابن غالب بقولو عن المرية " باب الشرق ومفتاح التجارة والرزق "(‪.)14‬‬
‫اما مالقة فكانت محط التجار المسممين والنصارى (‪ ،)15‬بينما كانت المنكب مرفأ السفن‬
‫ومنزل عباد الصميب وومختطينيا ( الذين قاموا بتخطيط المدينة وتأسيسيا ) (‪.)16‬‬
‫وقد ذكر لنا ابن الخطيب ‪ ،‬وصفاً طريفاً لالستقبال الحافل الذي استقبل بو النصارى‬
‫السمطان يوسف االول ‪،‬عند زيارتو مدينة المرية ‪ ،‬فقد شاركوا في استقبالو ‪ ،‬واقاموا عمى عمد‬
‫(‪)17‬‬
‫ومن اىم الشخصيات التي‬ ‫الساج مظمة من الديباج ‪ ،‬ليمر من تحتيا الموكب السمطاني‬
‫مارست التجارة بين مممكة غرناطة والعالم المسيحي شخص يدعى منوى دي نفروني(‪ )18‬وىؤالء‬
‫النصارى يمثمون الفئة لمترفييم(‪.)19‬‬
‫كما مارس النصارى الصناعة واىميا صناعة الدباغة ‪ ،‬والجمود ‪ ،‬والحياكة ‪ ،‬وصناعة‬
‫االحذية ‪ ،‬والصناعات الجمدية ‪ ،‬وصنع المالبس وبيعيا في االسواق ‪ ،‬الى جانب بيعيم الخبز ‪،‬‬
‫وزيت الزيتون ‪ ،‬والخل ‪ ،‬كما عمموا في غسل المالبس ‪ ،‬وحمل الماء الى البيوت ‪ ،‬وصناعة‬
‫العسل ‪ ،‬باإلضافة الى اشتيارىم في صناعة الخمر الذي يباع حص ارً عمى اىل الذمة وىؤالء‬
‫يمثمون الطبقة المتوسطة في مجتمع النصارى(‪.)20‬‬
‫اما في المجال الزراعي ‪ ،‬فقد كان لسكن اعداداً كبيرة من النصارى في االرياف دور‬
‫كبير في تنشيط الزراعة ‪ ،‬ليذا مارس النصارى ىذه المينة ‪ ،‬اضافة الى تربية الحيوانات وصيد‬

‫مجمة دراسات تاريخية العدد (الثامن والعشرون‪ /‬حزيران ‪)0202‬‬

‫‪028‬‬
‫أثر أهل الذمة في تطور الحياة االقتصادية في مممكة غرناطة عهد بني االحمر‬

‫االسماك والحيوانات البرية وبيعيا ‪ ،‬كما عمموا كعمال كراء في االرض الزراعية لكبار التجار‬
‫االغنياء في مممكة غرناطة ‪ ،‬وىؤالء يمثمون الطبقة الفقيرة في مجتمع النصارى(‪.)21‬‬
‫كما عمل النصارى "الذين دخموا عن طريق االسر في الحروب" في اعمال متعددة كطحن‬
‫الذرة ‪ ،‬والقرصنة البحرية ‪ ،‬والخياطة ‪ ،‬والحياكة وخاصة في مدينة المرية ومالقة(‪. )22‬‬
‫اما الييود فقد سكنوا االندلس منذ الفتح االسالمي ليا ‪ ،‬وفي عصر بني نصر تمتع‬
‫الييود بكامل حريتيم في مممكة غرناطة ‪ ،‬فأصبحت ممجأ ليم لمتخمص من اضطياد الممالك‬
‫االسبانية ‪ ،‬ففي عام ( ‪ 766‬ىـ ‪ 1364 /‬م ) في عيد السمطان دمحم الخامس ( ‪ 760 – 755‬ىـ‬
‫استقبمت غرناطة ثالثمائة عائمة ييودية ‪ ،‬ىربت من‬ ‫‪ – 763/‬سنوات) في حكمة االول‬
‫اضطياد القشتاليين ‪ ،‬ولجأء الى غرناطة عام ( ‪ 792‬ىـ ‪ 1389 /‬م ) اعداداً اخرى من الييود‬
‫نتيجة االحداث التي شيدتيا قشتالة(‪ )23‬من موجات االضطياد ضد الييود ‪ ،‬حممت الناجين منيم‬
‫الى اليروب الى غرناطة ‪ ،‬وقد استفادت مممكة غرناطة من ىؤالء الييود ‪ ،‬فقد استخدمتيم في‬
‫عالقاتيا التجارية الخارجية وخصوصاً مع الدول االوربية ( المسيحية ) والدول العربية في‬
‫المغرب كأفريقيا وبالد الشام ‪ ،‬ليذا كان ليم الدور الكبير في تطوير الحي ـ ــاة االقتصادي ـ ــة‬
‫فييا(‪)24‬حتى بمغ عددىم عشرون الف ييودي قبل سقوط المدينة عام (‪897‬ىـ ‪ 1492-‬م)وفي‬
‫مالقة اربعمائة وخمسون ييودياً في عام (‪893‬ىـ _ ‪1487‬م )‪.‬‬
‫ىذا فضالً عن اشتيار الييود كتجار في العاصمة غرناطة والمدن ذات الموانئ الميمة‬
‫في البالد كالمرية ومالقة ‪ ،‬فقد مارسوا عمميم كوكالء لمتجار االجانب بين الدول العربية‬
‫المشرقية والمغربية واالجنبية(‪.)25‬‬
‫ليذا اصبح ليم في القرن التاسع اليجري – الخامس عشر الميالدي مكانة ميمة في‬
‫التجارة وفي تسييل عممية التبادل التجاري مع المدن االيطالية وخاصة جنوة ومممك ـ ــة‬
‫(‪)26‬‬
‫‪.‬‬ ‫غرناطة‬
‫ولتسييل عممية التبادل التجاري مع الدول الخارجية ( تجارة خارجية) امتمك الييود خانات‬
‫وقنصميات ووكاالت خاصة ميمتيا تصدير المواد التي يمكن ان تروج بسرعة في السوق‬
‫الغرناطي وخاصة بالصالت التجارية الخارجية مع افريقيا في المغرب وبمدان المشرق واوربا ‪،‬‬
‫وقد ارتبطت بيا عن طريق محطات تجارية خاصة في المرية ومالقة وغرناطة(‪.)27‬‬

‫مجمة دراسات تاريخية العدد(الثامن والعشرون‪ /‬حزيران ‪)0202‬‬

‫‪029‬‬
 ‫م‪.‬م‪.‬آفاق الزم عبد المطيف‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬صبيح نوري خمف‬

‫كما انشأ الييود في غرناطة حي خاص بيم وفنادق واسواق اعدت الستقبال وفود التجار‬
‫االجانب وذلك بحكم معرفتيم المغات االجنبية ‪ ،‬وقد ساعد ذلك عمى التقدم االقتصادي فـي‬
‫المممكة(‪.)28‬‬
‫اما التجارة الداخمية فقد عمل الييود بتجربة تجارة الجممة والمفرد ‪ ،‬وحمميا الى داخل‬
‫غرناطة لتباع في المدن والقرى واالسواق في مواسميا(‪.)29‬‬
‫كما عمل الييود في نقل الحمي والمالبس الفاخرة الى االسواق الداخمية في االندلس ‪،‬‬
‫وليون ‪ ،‬ونبره ‪ ،‬وجنوة‬ ‫كنقل البضائع من غرناطة الى قرطبة والى الخارج ايضاً كقشتالة‬
‫ومصر ‪ ،‬وفمسطين بغية البيع والشراء(‪.)30‬‬
‫اما في المجال الصناعي فقد عرف الييود صناعات متعددة كصناعة الصياغة ‪،‬‬
‫والصيرفة ‪ ،‬والطب ‪ ،‬والصيدلة ‪ ،‬ومعرفة االعشاب ‪ ،‬لذلك كان اغمب سالطين غرناطة اطبائيم‬
‫من الييود امثال الطبيب الييودي ابراىيم بن زرزر طبيب السمطان دمحم الخامس(‪.)31‬‬
‫وام تين البعض االخر منيم صناعات متعددة ‪ ،‬كصناعة الخياطة ‪ ،‬ونسج االقمشة ‪،‬‬
‫والداللة في االسواق ‪ ،‬وتجميد الكتب ‪ ،‬وصياغة الذىب حتى قيل انو كان ليم سوقاً خاصاً بيم‬
‫وقيل اغمب الييود كانوا صاغة ‪ ،‬كذلك عمل الييود كحمالين (‪.)32‬‬
‫كذلك عرف الييود غزل الخيوط ‪ ،‬والكتان ‪ ،‬والحمفاء ‪ ،‬والنعال ‪ ،‬وتوزيع االعشاب ‪،‬‬
‫وتسخين المياه لمسيد الذي يعمل لديو ‪ ،‬ولمعرفة الييود عممية انتشال المؤلؤ من اعماق البحار‬
‫(‪)33‬‬
‫‪.‬‬ ‫عمموا في صياغة االحجار الكريمة‬
‫فضالً عن عمل الييود باألعمال اليدوية ‪ ،‬فقد تم العثور عمى الوثائق القشتالية المتعمقة‬
‫النفي العام لمعام (‪897‬ىـ ‪ 1492-‬م) وجد ذكر فيو صائغ وصناع لمحرير بين الييود في‬
‫(‪)34‬‬
‫‪.‬‬ ‫البشرات‬
‫وخير دليل عمى معرفتيم الصناعة ىو العثور عمى تابوت لألمير دون بيدرو الرابع الذي‬
‫وضع في احد ابراج الحمراء كان مصنوع من الخشب وىذا يدل عمى ان الييود كسكان يعممون‬
‫في المين اليدوية في مممكة غرناطة(‪.)35‬‬
‫اما في المجال الزراعي ‪ ،‬فقد عرف الييود الفالحة وامتالكيم االراضي الزراعية ‪ ،‬وىذا‬
‫يمثل الطبقة الغنية من الييود ‪ ،‬بينما عمل الفقراء منيم في اراضي االغنياء كعمال ز ارعــة (‪،)36‬‬

‫مجمة دراسات تاريخية العدد (الثامن والعشرون‪ /‬حزيران ‪)0202‬‬

‫‪012‬‬
‫أثر أهل الذمة في تطور الحياة االقتصادية في مممكة غرناطة عهد بني االحمر‬

‫بينما عمل البعض االخر في حرث االرض ‪ ،‬وحراسة الدواب وادارة الساقية والطاحونة(‪)37‬وطحن‬
‫الذرة(‪.)38‬‬
‫ولم يتوقفوا في المجاالت االقتصادية كالزراعة والصناعة والتجارة فقط ‪ ،‬وانما عمموا في‬
‫تشييد وبناء القصور في المممكة كتشييد قصر الحمراء فييا (‪ ،)39‬باإلضافة الى عمميم كرعايا‬
‫لدى السالطين في المممكة ‪ ،‬وخاصة في وادي اش(‪.)40‬‬
‫اما اسرى المسيحيون فقد كان بنو نصر يعتبرونيم تجارة مربحة ليم ‪ ،‬ففي سنـة ‪1328‬‬
‫(‪)42‬‬
‫م باع الغرناطيون الى تممسان (‪ )41‬ستة من العبيد القطالنيين في المرية ‪ ،‬وباع اى ــل جيان‬
‫مواطن ييودي اخر ‪ ،‬وبذلك قد تجاوز بيع الييود حدود المممكة النصرية في بعض االحيان(‪.)43‬‬
‫وقد مارس االسرى بعض االعمال مثل طحن الذرة ‪ ،‬والغزل ‪ ،‬وخياطة الكتان(‪)44‬ولم‬
‫يذكر لنا المصدر اسماء الييود ‪ ،‬انما اشار الى ان بعض منالييود االسرى الفقراء قد عمموا في‬
‫ىذا المجال ‪.‬‬
‫وقد استقر كثير من التجار المسيحين في مممكة غرناطة ‪ ،‬ولعب ىؤالء دور كبير في‬
‫تطوير اال قتصاد االندلسي في مممكة غرناطة ‪ ،‬حيث قاموا باستيراد وتصدير البضائع في‬
‫الموانئ في مدينة المرية ومالقة ‪.‬‬
‫وخير مثال عمى ذلك ما ذكره ابن الخطيب عندما وصف لنا االستقبال الكبير الذي لقيو‬
‫السمطان يوسف االول عند زيارتو المرية ‪ ،‬وكيف ان تجار الييود قد شاركوا في ى ــذا االستقبال‪،‬‬
‫فأقاموا عمى غمد الساج مظمة من الديباج ليمر من تحتيا الموكب السمطاني (‪.)45‬‬
‫كما ذكر ابن الخطيب انو يوجد ديوان تستحصل فيو الضرائب من التجار المسيحين‬
‫يطمق عميو ( االعشار ) وكان يطمق عميو اسم قصر االعشار ‪ ،‬وىو المكان الذي كانوا‬
‫يحصمون فيو عمى ضريبة العشور من التجار المسيحين(‪.)46‬‬
‫من ذلك نالحظ ان ألىل الذمة اثر كبير في تطور الحياة االقتصادية ‪ ،‬فنتيجة لسياسة‬
‫التسامح التي جاء بيا االسالم ‪ ،‬فقد عاش اىل الذمة مع المسممين محتفظين بكل عاداتيم‬
‫وتقاليدىم ‪ ،‬وقد سكنت ىذه االقميات في كبرى المدن االندلسية وخاصة غرناطة والمرية ومالقة ‪،‬‬
‫ومن خالل كتب النوازل عرفنا انو كانت ليم مكانتيم بين المسممين لمعيش بسالم ‪ ،‬منظمون في‬
‫امورىم مقابل دفع االموال المحددة لمدولة ‪.‬‬

‫مجمة دراسات تاريخية العدد(الثامن والعشرون‪ /‬حزيران ‪)0202‬‬

‫‪011‬‬
 ‫م‪.‬م‪.‬آفاق الزم عبد المطيف‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬صبيح نوري خمف‬

‫وليذا انشأت ليم في غرناطة فنادق وخانا خاصة بيم لتسييل عممية التبادل التجاري‬
‫الداخمي والخارجي لمممكة غرناطة مع الدول العربية ( المشرقية والمغربية ) واالوربية ‪ ،‬لذلك‬
‫اصبح اىل الذمة يشكمون اليد العاممة الرخيصة ‪ ،‬في االسواق الستخداميم في جميع االنشطة‬
‫االقتصادية ‪ ،‬في المممكة ‪ ،‬كالزراعة ‪ ،‬والصناعة ‪ ،‬والتجارة وغيرىا من المين والوظائف الميمة‬
‫في المجتمع الغرناطي ‪.‬‬
‫ولم يترك الييود مجاال اال وطرقوه من اجل تحقيق الربح ‪ ،‬كما عمموا في نقل البضائع‬
‫الداخمية ‪ ،‬فكانت ليم اسواقيم ومدنيم التي يعيشون فييا ‪ ،‬فقد اشار العذري الى انيم كانوا‬
‫يمتمكون قيسارية مرتبة حسب صناعتيا قصدىا السكان من االقطار المختمفة ‪.‬‬
‫وكانت ليم تجارات رائجة بمختمف انواع التجارات ‪ ،‬كاألنسجة والمالبس والحرية ‪ .‬وطول‬
‫فترة حكم مممكة غرناطة نشطت االرشادات والداللة في البيع والشراء عمى ذلك ‪.‬‬
‫وكانت تجارتيم تصل الى االسكندرية وبالد الشام ‪ ،‬وخير دليل عمى ىذه التجارة العثور‬
‫عمى تاجر ييودي نقل البضائع الى مصر االسكندرية ‪.‬‬
‫وبما ان غرناطة ممجأ لمياربين من اىل الذمة ‪ ،‬فقد كان ىؤالء عمى معرفة ودراية‬
‫بالصناعة والتجارة والزراعة ‪ ،‬وقد انعكس ذلك ايجابياً عمى تطور الحياة االقتصادية في‬
‫المممكة‪ ،‬ويبدو ان تأثيرىم كان واضحاً في جميع المجاالت الزراعية والصناعية والتجارية‬
‫الداخمية منيا والخارجية ‪.‬‬
‫والذي انعكس بدوره عمى تطوير الحياة االقتصادية ‪ ،‬ليذا كانت تجارة اليي ـ ـ ــود رائجة‬
‫ومربحة عمى حد قول المقري ‪ ،‬الذي انعكس بدوره عمى تطور الحياة االقتصادية في المممكة ‪.‬‬

‫مجمة دراسات تاريخية العدد (الثامن والعشرون‪ /‬حزيران ‪)0202‬‬

‫‪010‬‬
‫أثر أهل الذمة في تطور الحياة االقتصادية في مممكة غرناطة عهد بني االحمر‬

‫الخاتمة‬
‫من خالل دراستنا لموضوع ((اثر اىل الذمة ( الييود والنصارى ) في الحياة االقتصادية‬
‫في مممكة غرناطة عيد بني االحمر ‪897 -635‬ىـ )) ‪ ،‬فننا قد توصمنا ال استنتاجات تعطي‬
‫صورة واضحة عن الحياة االقتصادية ‪ ،‬ودور اىل الذمة في االندلس عيد مممكة غرناطة‪،‬‬
‫والتي كانت قائمة آنذاك ‪ ،‬وخاصة وانيا كانت مبيمة نتيجة االوضاع السياسية المزرية التي‬
‫كانت تمر بيا غرناطة في تمك الفتر وقد توصمنا الى ‪:‬‬
‫‪ -1‬لعب الييود دو اَر بار اًز في النشاط االقتصادي لممممكة غرناطة ‪ ،‬فقد مارسوا العمل‬
‫اليدوي كما قاموا بدور الوسطاء في اواسط القرن (الثامن اليجري الخامس عشر‬
‫الميالدي) بين كبار التجار الجنويين الذين كانوا يمارسون التجارة في مممكة‬
‫غرناطة وسكان المممكة ‪0‬‬
‫‪ -2‬بينت الدراسة ان التجارة والصناعة والزراعة لم تكن مقصورة عمى فئة اجتماعية‬
‫معينة دون االخرى ‪ ،‬وانما كان يتعاطاىا االندلسيون بفئاتيم المتعددة ‪0‬‬
‫‪ -3‬بينت الدراسة اىتمام الدولة بالحياة االقتصادية ( التجارة ) وتنظيميا لمفئات‬
‫المختمفة‪ ،‬وقد شجعت التجار والصناع عمى اختالف قومياتيم عمى بيع المنتجات‬
‫وممارسة الصناعات المختمفة بتالي تنشيط الحركة االقتصادية ‪0‬‬
‫‪ -4‬لم يتعرض الييود لالضطياد في االندلس عيد بني االحمر بل عامميم المسممون‬
‫بأحسن معاممة ‪ ،‬وقد كانوا ينقمون السمع المنوعة ال بالد االندلس والدول االخر ‪0‬‬
‫‪ -5‬كان لمييود الدور الفعال باالتصال بالعالم الخارجي (االسالمي ) فقد قاموا بدور‬
‫الوسيط التجاري لنقل التجارة الى المغرب العربي حتى سميت غرناطة (بغرناطة‬
‫الييود ) الن اكثر نازلييا كانوا ييود ‪0‬‬
‫‪ -6‬لقد درت التجارة ارباح عمى الييود وبسببيم راجت معظم تجارات اىل االندلس ‪0‬‬
‫‪ -7‬التسامح الديني الذي جاء بو االسالم ‪،‬جعل اىل الذمة يعيشون ‪ ،‬بسالم في المدن‬
‫الكبر في مممكة غرناطة ‪ ،‬كمالقة والمرية وغرناطة العاصمة ‪0‬‬

‫مجمة دراسات تاريخية العدد(الثامن والعشرون‪ /‬حزيران ‪)0202‬‬

‫‪013‬‬
 ‫م‪.‬م‪.‬آفاق الزم عبد المطيف‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬صبيح نوري خمف‬

‫الهوامـش‬
‫(‪ )1‬عناصر المجتمع العرب والنصارى ‪:‬ىم سكان البالد من االسبان ادخل اعداد كبيرة منيم اثناء الفتح‬
‫الى مممكة غرناطة السباب اقتصادية وكان سبب استقرارىم في غرناطة كثرة الحروب ‪ ،‬وقد تقمدوا‬
‫مناصب ميمة في الدولة كمنصب الو ازرة الذي تقمده رضوان الحاجي ( ت ‪ 760‬ىـ ‪ 1358 /‬م ) في‬
‫عيد السمطان ابو عبد هللا دمحم الرابع الييود ‪:‬عاشت ىذه الفئة في االندلس قبل الفتح العربي االسالمي‬
‫ليذا يقوا ابن الخطيب " العرب عندما فتحوا غرناطة ‪ ...‬الفوا بيا الييود فضموىم الى قصبتيا ‪...‬‬
‫وصارت سنة متبعة ابن الخطيب ‪ :‬االحاطة في اخبار غرناطة ‪ ،‬ج‪ 102 /1‬؛ مشاىدات لسان الدين‬
‫ابن الخطيب ‪ 89،‬؛ ابن القوطية ‪ :‬تاريخ افتتاح االندلس ‪. 206،‬‬
‫(‪ )2‬تعني غرناطة الرمانة بمسان العجم ‪ ،‬وسميت كذلك لجمال حسنيا ‪ ،‬وىي أقدم مدن البيرة وأعظميا‬
‫حسناً وحصانتا‪ ،‬وقيل أنيا سميت كذلك ‪ ،‬ألنيا نشأة عمى البقعة التي زرع فييا الرمان ألول مرة‪ ،‬كما‬
‫يطمق عمييا العرب أسم دمشق لكثرة الشبو بينيما ولنزول جنود دمشق عمييا لممزيد ينظر ياقوت ‪:‬‬
‫الحموي ‪ ، ،‬معجم البمدان ‪ ،‬ج‪ / 4‬ذ‪ 95‬؛ أبن الخطيب ‪ :‬اإلحاطة في أخبار غرناطة ‪ 91 ،‬؛ المقري ‪:‬‬
‫نفح الطيب في غصن األندلس الرطيب ‪4 ،‬ج‪149 – 147 /‬؛ اإلدريسي ‪ :‬المغرب وأرض السودان‬
‫ومصر واألندلس ‪. 201 ،‬‬

‫(‪ )2‬مشاىدات لسان الدين ابن الخطيب ‪. 89 /‬‬

‫(‪ )3‬مؤنس ‪ ،‬حسين ‪ ،‬اسنى المتاجر في بيان احكام من غمب عمى وطنو النصارى ولم يياجر البي‬
‫العباس احمد بن يحيى دمحم التممساني الونشريسي ‪1508 – 1430 – 1914 – 834‬م‪ ،‬مجمة معيد‬
‫الدراسات االسالمية‪ ،‬مدريد ‪ ، 1957 ،‬مج‪ ، 5‬العدد ‪ ، 2 – 1‬ص‪ 137‬؛ طويل‪ ،‬مممكة غرناطة في‬
‫عيد زيري البربري ‪ ،‬ص ‪. 248 - 247‬‬
‫(‪ )4‬دمحم بن يوسف االول الممقب بالفقية تولى الحكم بعد ابيو عام ‪701-672‬ىـ ‪1302-1273 /‬م ؛‬
‫ابن الخطيب ‪ :‬الممحة البدرية‪ ،‬ص ‪ 44‬؛ فرحات ‪ :‬غرناطة في ظل بني االحمر‪0 92 ،‬‬

‫مجمة دراسات تاريخية العدد (الثامن والعشرون‪ /‬حزيران ‪)0202‬‬

‫‪014‬‬
‫أثر أهل الذمة في تطور الحياة االقتصادية في مممكة غرناطة عهد بني االحمر‬

‫(‪ )5‬مالقة ‪ :‬وىي متاخمة عمى ساحل البحر المتوسط شرقي مممكة غرناطة وأىم مدنيا دندة–انتقشترة–‬
‫ارشدونة وبمشمالقة– فمارش – مزية – وتتبعيا الجزيرة الخضراء وجبل طارق ‪ ،‬لممزيد ينظر أبن‬
‫الخطيب ‪ :‬المحة البدرية‪ 16 – 15 ،‬؛ كناسة الدكان‪ 15 – 14 – 13 ،‬وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪ )6‬المرية وتشمل وسية حتى شاطئ البحر األبيض المتوسط وأىم مدنيا أندرش– دالية – وبرجة –‬
‫برشانو – المنصورة – والبيرة ‪ ،‬لممزيد ينظر أبن الخطيب ‪ :‬المحة البدرية ‪ ، 15 ،‬كناسة الدكان ‪، 13 ،‬‬
‫‪. 14‬‬
‫(‪ )7‬لممزيد ينظر ‪ ،‬فرحات ‪ :‬غرناطة في ظل بني االحمر ‪ ،‬ص‪93‬؛ طو ‪ :‬التسامح الديني واحترام‬
‫حقوق االقميات في االندلس ‪. 249 ،‬‬
‫(‪ ) 8‬يوسف االول الغالب باهلل ابو عبد هللا دمحم بن يوسف بن دمحم بن نر بن قيس الخزرجي من ولد‬
‫سعد بن عبادة تول حكم مممكة غرناطة ‪672-629‬ىـ ‪1273-1232/‬م استطاع بميارتو ان يجمع‬
‫اشتات االندلس المنيارة بعدما انكمشت فيما وراء نير الوادي الكبير ‪ ،‬استطاع ان ينظم شؤون مممكة‬
‫غرناطة االدارية وتوطيد دعائميا االساسية لممزيد ينظر ابن خمدون ‪ :‬تاريخ ابن خمدون ‪،‬ج‪ 170/4‬؛‬
‫المقري ‪ :‬نفح الطيب ‪ ،‬ج‪447/1‬‬
‫( ‪ )9‬فرحات ‪ ،‬غرناطة في ظل بني االحمر ‪ ،‬ص‪. 93‬‬
‫(‪ )10‬ىو الغني باهلل دمحم بن يوسف االول تول الحكم بعد ابيو وكان حسن الصورة عفيف النفس تولى‬
‫الحكم ‪760-755‬ىـ ‪1359-1354 /‬م وامارتو الثانية عام ‪794-762‬ىـ ‪1392-1361 /‬م لممزيد‬
‫ينظر ابن الخطيب ‪ ،‬االحاطة ن ج‪ 15/2‬؛ ابن خمدون ‪ :‬تاريخ ابن خمدون ‪ ،‬ج‪0 37/7‬‬
‫(‪ )11‬فرحات ‪:‬غرناطة في ظل بني االحمر ‪ ،‬ص‪94- 93‬؛ وناس ‪ ،‬النشاط االقتصادي ‪ ،‬ص‪-76‬‬
‫‪. 77‬‬
‫(‪ )12‬المنكب ‪ :‬مدينة باألندلس تقع عمى نير تكثر بيا األسواق ‪ ،‬وىي مدينة عمييا حصن كبير ال يرام‬
‫تكثر بيا المياه ‪ ،‬لممزيد ينظر الحميري ‪ ،‬الصفة ‪.186 /‬‬
‫(‪ )13‬وناس ‪ ،‬النشاط االقتصادي ‪ ،‬ص ‪. 77 – 76‬‬
‫(‪ )14‬ابن غالب ‪ :‬فرحة االنفس ‪ ،‬ص‪. 16 - 15‬‬
‫(‪ )15‬المقري ‪ ،‬نفح الطيب ‪ ،‬ج‪. 207 / 4‬‬
‫مجمة دراسات تاريخية العدد(الثامن والعشرون‪ /‬حزيران ‪)0202‬‬
‫‪015‬‬
 ‫م‪.‬م‪.‬آفاق الزم عبد المطيف‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬صبيح نوري خمف‬

‫(‪ )16‬ابن الخطيب ‪ ،‬مشاىدات ‪ ،‬ص‪. 790‬‬

‫(‪ )17‬ابن الخطيب ‪ ،‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪. 44‬‬
‫( ‪ )18‬لممزيد ينظر ‪ :‬الطوخي ‪ ،‬مظاىر الحضارة ‪ ،‬ص‪. 289‬‬
‫(‪ )19‬لممزيد ينظر ‪ :‬وناس ‪ ،‬النشاط االقتصادي ‪ ،‬ص ‪. 77‬‬
‫(‪ )20‬وناس ‪ ،‬النشاط االقتصادي ‪ ،‬ص ‪. 77 - 76‬‬
‫(‪ )21‬فرحات ‪ ،‬غرناطة في ظل بني االحمر‪ ،‬ص‪ 94‬؛ وناس ‪ ،‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪. 77‬‬
‫(‪ )22‬فرحات ‪ ،‬غرناطةفي ظل بني االحمر ‪ ،‬ص‪. 94‬‬
‫(‪ )23‬حارة طميطمة ثم اشبيمية تضم واليات برغش وسورية وابمو ومعناىا القمعة العرب يسمونيا قشتيمة‬
‫لممزيد ينظر الحميري ‪ :‬الروض المعطار ‪ 483 ،‬؛ الفاسي ‪ ،‬الشيب الالمعة في السياسية النافعة‪،‬‬
‫ص‪ 129‬؛ فرحات ‪ ،‬غرناطة ‪ ،‬ص‪ ، 93‬لممزيد ينظر ‪ :‬عبد العزيز ‪ :‬الييود في ظل الحكم االسالمي‪،‬‬
‫ص‪. 354‬‬ ‫ص‪ 103‬؛ الخالدي ‪ :‬الييود في الدولة العربية االسالمية في االندلس ‪ 867 – 92‬ىـ‬
‫(‪)24‬عبد العزيز ‪ ،‬الييود في ظل الحكم االندلسي ‪ ،‬ص‪103‬‬
‫(‪ )25‬الطوخي ‪ :‬مظاىر الحضارة ‪ 146 ،‬؛ وناس ‪ ،‬النشاط االقتصادي ‪ ،‬ص ‪. 78 - 77‬‬
‫(‪ )26‬الطوخي ‪ ،‬مظاىر الحضارة ‪ ،‬ص‪. 149‬‬
‫(‪ )27‬احمد ‪ ،‬تاريخ الغرب االسالمي ‪ ،‬ص‪. 315‬‬
‫(‪ )28‬احمد ‪ ،‬تاريخ الغرب االسالمي ‪ ،‬ص‪. 315‬‬
‫(‪ )29‬عبد العزيز ‪ ،‬ييود االندلس ‪ ،‬ص‪. 103 – 104‬‬
‫(‪ )30‬عبد العزيز ‪ ،‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪. 103- 104‬‬
‫(‪ )31‬ابن ابي اصيبعة‪ :‬عيون االنباء في طبقات االطباء‪. 520 ، 501 ، 499 ، 498 ،‬‬
‫(‪) 32‬ابن سعيد ‪ :‬المغرب في حمى المغرب ‪ ،‬ج‪ 23/2‬؛ الصنياجي ‪ :‬التبيان ‪ 32-31 ،‬؛ ابن عذاري‬
‫‪ :‬البيان المغرب ‪ ،‬ج‪ 214/3‬؛ ابن الخطيب ‪ :‬االحاطة ‪ ،‬ج‪ 442 /1‬؛ عبد العزيز ‪ ،‬الييود في‬
‫االندلس ‪ ،‬ص‪104 - 103‬؛ الزغول ‪ :‬الحرف والصناعات في االندلس منذ الفتح حتى السقوط‬
‫غرناطة‪.117 ،‬‬
‫(‪ )33‬الطوخي ‪ ،‬مظاىر الحضارة ‪ ،‬ص‪. 149‬‬
‫مجمة دراسات تاريخية العدد (الثامن والعشرون‪ /‬حزيران ‪)0202‬‬
‫‪016‬‬
‫أثر أهل الذمة في تطور الحياة االقتصادية في مممكة غرناطة عهد بني االحمر‬

‫(‪ )34‬الطوخي ‪ ،‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪. 149‬‬

‫(‪ )35‬فضالً عن عمل الييود في االسواق كحمالين وباعة متجولين وىؤالء يمثمون الطبقة الفقيرة ‪،‬‬
‫فشكموا بذلك اليد العاممة الرخيصة لمممكة غرناطة ‪ .‬لممزيد ينظر ‪ :‬وناس ‪ ،‬النشاط االقتصادي ‪،‬‬
‫ص‪ 78 – 77‬؛ الطوخي ‪ ،‬مظاىر الحضارة ‪ ،‬ص‪. 149‬‬
‫(‪ )36‬وناس ‪،‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪. 78 - 77‬‬
‫(‪ )37‬الطوخي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪. 149‬‬
‫(‪ )38‬الطوخي ‪ ،‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪. 149‬‬
‫(‪ )39‬الطوخي ‪ ،‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪. 139‬‬
‫(‪ )40‬مدينة تقع قرب غرناطة كثيرة الثمار واالشجار لممزيد ينظر الحميري ‪ :‬الصفة ‪192 ،‬؛ الطوخي‪،‬‬
‫المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪149‬‬
‫(‪ )41‬الطوخي ‪ ،‬المصدر نفسو ‪ ،‬ص‪. 149‬‬
‫(‪ )42‬جيان ‪ :‬مدينة باألندلس كثيرة الخصب رخيصة األسعار ‪ ،‬تقع عمى سفح جبل عال تمتاز‬
‫بالحصانة ‪ ،‬لممزيد ينظر الحميري ‪ :‬الصفة ‪. 70 ،‬‬
‫(‪)43‬الطوخي ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪. 149‬‬
‫(‪ )44‬ابن الخطيب ‪:‬مشاىدات لسان الدين ابن الخطيب ‪ ،‬ص‪. 45 - 44‬‬
‫(‪ )45‬ابن الخطيب‪ ،‬االحاطة ‪ ،‬ج‪. 158 / 1‬‬
‫(‪ )46‬ابن الخطيب‪ ،‬االحاطة ‪ ،‬ج‪158 / 1‬‬

‫مجمة دراسات تاريخية العدد(الثامن والعشرون‪ /‬حزيران ‪)0202‬‬

‫‪017‬‬
 ‫م‪.‬م‪.‬آفاق الزم عبد المطيف‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬صبيح نوري خمف‬

‫المصادر المراجع‬
‫‪1‬ـ االدريسي ‪ :‬ابو عبد هللا دمحم بن دمحم بن عبد هللا بن ادريس الحموي الحسيني (ت‪560‬ىـ ‪ 1164/‬م) ‪،‬‬
‫المغرب وارض السودان ومصر واالندلس وىو مأخوذ من كتاب نزىة المشتاق في اختراق االفاق ‪،‬‬
‫مطبعة برلين ‪ ،‬ليدن‪) 1982 ،‬‬

‫‪2‬ـ ابن ابي اصيبعة ‪ :‬موفق الدين ابي العباس احمد بن القاسم بن خميفة ت‪668‬ىـ ‪1269/‬م ‪ ،‬عيون‬
‫االنباء في طبقات االطباء ‪(،‬تحقيق نزار رضا ‪ ،‬منشورات مكتبة الحياة ‪،‬بيروت ‪)1965،‬‬

‫‪3‬ـ الحميري ‪ :‬ابو عبد هللا دمحم بن عبد المنعم ت ‪710‬ىـ ‪1310/‬م ‪ ،‬الروض المعطار في خبر االقطار‬
‫‪ ،‬تحقيق احسان عباس ‪،‬تحقيق احسان عباس ‪ ،‬بيروت ‪1984‬م )‬

‫‪4‬ـ صفة جزيرة االندلس منتخبة من كتاب الروض المعطار في خبر االقطار‪ (،‬تحقيق ليفي بروفنسال ‪،‬‬
‫القاىرة ‪1937 ،‬م )‬

‫‪5‬ـ الخالدي ‪ :‬خالد يونس عبد العزيز ‪ ،‬الييود في الدولة العربية االسالمية في االندلس ‪ 897-92‬م‬
‫‪1492- 711/‬م‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪،‬جامعة بغداد ‪1999 ،‬‬

‫‪6‬ـ ابن الخطيب ‪ :‬لسان الدين دمحم بن عبد هللا السمماني ت‪776‬ىـ ‪1374 /‬م ‪ ،‬االحاطة في اخبار‬
‫غرناطة ‪ (،‬تحقيق دمحم عبد هللا عنان ‪ ،‬مطبعة الخانجي ‪ ،‬القاىرة ‪)1955،‬‬

‫‪7‬ـ اعمال االعالم فيمن بويع قبل االحتالم من مموك االسالم ‪ ،‬تحقيق وتعميق ليفي بروفنسال ‪ ،‬دار‬
‫الثقافة ‪ ،‬بيروت ‪) 1956 ،‬‬

‫‪8‬ـ كناسة الدكان بعد انتقال السكان تحقيق دمحم كمال شبانة مكتبة الثقافة الدينية ‪ ،‬بورسعيد ‪2003 ،‬‬

‫‪9‬ـ الممحة البدرية في الدولة النصرية ‪ ،‬دار االفاق الجديدة ‪ ،‬بيروت ‪) 2000،‬‬

‫‪10‬ـ مشاىدات لسان الدين ابن الخطيب في بالد المغرب واالندلس ‪،‬نشر وتحقيق احمد مختار العبادي‪،‬‬
‫مطبعة جامعة االسكندرية ‪ ،‬االسكندرية ‪) 1958 ،‬‬

‫‪11‬ـ ابن خمدون ‪ :‬عبد الرحمن بن دمحم ت‪808‬ىـ ‪1405/‬م ‪ ،‬تاريخ ابن خمدون المسمى كتاب العبر‬

‫مجمة دراسات تاريخية العدد (الثامن والعشرون‪ /‬حزيران ‪)0202‬‬

‫‪018‬‬
‫أثر أهل الذمة في تطور الحياة االقتصادية في مممكة غرناطة عهد بني االحمر‬

‫وديوان المبتدأ والخبر في ايام العرب والعجم والبربر ومن عاصرىم من ذوي السمطان االكبر ‪( ،‬تحقيق‬
‫خميل شحاذه زكار ‪،‬دار الفكر ‪ ،‬بيروت ‪) 1988 ،‬‬

‫‪12‬ـ الزغول ‪ :‬جياد غالب مصطفى ‪ ،‬الحرف والصناعات في االندلس منذ الفتح حتى السقوط غرناطة‪،‬‬
‫رسالة ماجستير غير منشورة ‪ ،‬كمية الدراسات العميا ‪ ،‬الجامعة االردنية ‪0 1994 ،‬‬

‫‪13‬ـ الصنياجي‪:‬عبد هللا بن بمقين‪ ،‬ت‪483‬ىـ ‪ ، 1090/‬مذكرات االمير عبد هللا المسماة التبيان ليفي‬
‫بروفنسال ‪ (،‬دار المعارف ‪ ،‬مصر ‪) 1955 ،‬‬

‫تحقيق‬

‫‪14‬ـ طو‪:‬عبد الواحد ذنون‪ ،‬التسامح الديني واحترام حقوق االقميات في االندلس ‪ ،‬بحث نشر ضمن‬
‫ابحاث المغرب واالندلس والتوصل الحضاري مع المشرق ‪( ،‬ط‪ ،‬دار الحامد ‪ ،‬االردن ‪. ) 2014 ،‬‬
‫‪15‬ـ طويل ‪ :‬مريم قاسم ‪ ،‬غرناطة في عيد زيري البربري ‪483-403‬ىـ ‪1090-1012/‬م ‪ ،‬دار الكتب‬
‫العممية ‪،‬بيروت ‪1994،‬م)‬

‫‪16‬ـ الطوخي ‪:‬احمد دمحم ‪،‬مظاىر الحضارة في االندلس عصر بني االحمر ‪ (،‬مؤسسة الجامعة‪،‬‬
‫االسكندرية ‪)1997 ،‬‬

‫‪17‬ـ ابن سعيد ‪ :‬عمي ابن موسى ت ‪685‬ىـ‪1286/‬م ‪ ،‬المغرب في حمى المغرب‪ ( ،‬تحقيق شوقي‬
‫ضيف ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬القاىرة ‪) 1964 ،‬‬

‫‪18‬ـ عبد العزيز ‪:‬ىشام فوزي ‪ ،‬الييود في ظل الحكم االسالمي ‪897-29‬ىـ‪1492-711/‬م ‪( ،‬مجمة‬
‫دراسات اندلسية العدد‪) 1996 ، 15‬‬

‫‪19‬ـ ابن عذارى‪ :‬ابو عبد هللا دمحم المراكشي كان حياً ‪712‬ىـ ‪ 1312/‬م ‪،‬البيان المغرب في اخبار مموك‬
‫االندلس والمغرب (تاريخ الموحدين ) ‪ (،‬تحقيق ج س كوالن ‪،‬دار الثقافة ‪ ،‬بيروت ‪) 1980 ،‬‬

‫‪20‬ـ ابن غالب ‪ :‬دمحم بن ايوب االندلسي ت‪571‬ىـ‪1176 /‬م ‪،‬قطعة من كتاب فرحة االنفس في تاريخ‬
‫االندلس ‪ ( ،‬تحقيق لطفي عبد البديع ‪ ،‬مطبعة القاىرة ‪ ،‬القاىرة ‪) 1980 ،‬‬

‫‪21‬ـ الفاسي ‪:‬عبد هللا بن يوسف بن رضوان المالقي ت‪784‬ىـ ‪،‬الشيب الالمعة في السياسة النافعة ‪،‬‬

‫مجمة دراسات تاريخية العدد(الثامن والعشرون‪ /‬حزيران ‪)0202‬‬

‫‪019‬‬
 ‫م‪.‬م‪.‬آفاق الزم عبد المطيف‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬صبيح نوري خمف‬

‫(تحقيق سميمان معتوق الرفاعي مراجعة دمحم الشاذلي ‪،‬دار المدار االسالمية ‪،‬بيروت ‪) 2002‬‬

‫‪22‬ـ فرحات ‪ :‬شكري ‪ ،‬غرناطة في ظل بني االحمر دراسة تاريخية ‪(،‬المؤسسة الجامعية لمنشر‪،‬‬
‫بيروت ‪)1982،‬‬

‫‪23‬ـ ابن القوطية ‪ :‬ابو بكر دمحم بن دمحم القرطبي ت‪367‬ىـ ‪ ،‬تاريخ افتتاح االندلس ‪ ،‬تحقيق عبد هللا‬
‫انيس الطباع ‪ ،‬دار النشر لمجامعيين ‪ ،‬بيروت ‪،‬اشراف مصطفى العميد ‪ ،‬دار الكتب العممية ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫د‪-‬س )‬

‫‪24‬ـ المقري ‪ :‬شياب الدين احمد بن دمحم التممساني ‪1041‬ىـ‪1631/‬م ‪ ،‬نفح الطيب في غصن االندلس‬
‫الرطيب وذكر وزيرىا لسان الدين ابن الخطيب ‪ (،‬تحقيق احسان عباس ‪،‬دار صادر ‪ ،‬بيروت ‪) 1968،‬‬

‫‪25‬ـ مؤنس ‪ :‬حسين ‪ ،‬اسنى المتاجر في بيان احكام من غمب عمى وطنو من النصارى ولم يياجر ‪،‬‬
‫(نشره حسين مؤنس ‪،‬صحيفة معيد الدراسات االسالمية ‪ ،‬مدريد‪) 1957 ،‬‬

‫‪26‬ـ وناس ‪ :‬زمان عبيد ‪ ،‬النشاط االقتصاد في سمطنة غرناطة ‪897-635‬ىـ‪1492-1238/‬م‪(،‬دار‬

‫الرضوان ‪ ،‬عمان ‪) 2001 ،‬‬

‫‪27‬ـ النباىي ‪ :‬ابو الحسن بن عبد المة بن الحسن ت‪793‬ىـ ‪1390‬م ‪،‬تاريخ قضاة االندلس نشر بعنوان‬
‫المراقبة العميا فيمن يستحق القضيا والفتيا ‪(،‬دار اآلفاق ‪،‬بيروت ‪)2004 ،‬‬

‫‪28‬ـ ياقوت الحموي ‪ :‬شياب الدين ابو عبد هللا ياقوت بن عبد هللا الحموي ت‪626‬ه ـ‪1228/‬م معجم‬
‫البمدان ‪( ،‬بيروت ‪) 1957 ،‬‬

‫مجمة دراسات تاريخية العدد (الثامن والعشرون‪ /‬حزيران ‪)0202‬‬

‫‪002‬‬