You are on page 1of 14

‫جملة أحباث كلية الرتبية األساسية ‪ ،‬اجمللد ‪ ،19‬العدد (‪ ،)1‬لسنة ‪2023‬‬

‫)‪College of Basic Education Researchers Journal. ISSN: 7452-1992 Vol. (19), No.(1), (2023‬‬ ‫‪CC BY‬‬

‫جانب من السياسة االقتصادية لدولة البطالمة‬


‫التجارة الخارجية (‪222-323‬ق‪.‬م)‬

‫سعد عمر محمد أمين‬


‫جامعة الموصل ‪ /‬كلية التربية األساسية ‪ /‬قسم التاريخ‬
‫(قدم للنشر في ‪ 2022/9/1‬قبل للنشر في ‪)2023/3/19‬‬
‫الملخص‪:‬‬

‫وصلت العائلة البطلمية‪ ،‬المعروفة أيضًا باسم األسرة البطلمية‪ ،‬إلى مصر في نوفمبر ‪ 332‬قبل الميالد‬

‫تحول األسرة البطلمية اهتمامها إلى التجارة‪ ،‬حيث كان ذلك‬


‫بجيش بقيادة اإلسكندر األكبر‪ ،‬كان من الطبيعي أن ّ‬

‫جز ًءا من سياستها االقتصادية العامة الهادفة إلى زيادة اإلنتاج الزراعي والصناعي ورفع مستواه لتلبية‬

‫احتياجات األسواق المحلية وكسب األسواق الخارجية‪ .‬اشتهر البطالمة بتجارتهم الخارجية وكان من احد اسباب‬

‫النشاط التجاري هي السيطرة على اغلب البلدان الواقعة على الشواطئ فسيطر بطليموس االول على سوريا‬

‫وفلسطين وقبرص وبحر ايجة واتجهت سياسته بعد ذلك بالسيطرة على البحر االحمر فقد أرسلوا سلسلة من‬

‫الدراسات الكشفية لفهم الشواطئ والشعوب وموارد الثروة في منطقة البحر األحمر والمحيط الهندي حـاول‬

‫البطالمة السيطرة الكاملة على تجـارة الشـرق الوافـدة إلى الشـمـال كذلك تجارة مع اليونانيين والرومان التي‬

‫اعطت الكثير من خبراتها للتوسع بالتجارة الخارجية‪ ،‬فراجت رواجا كبيرا وال سيما بعد تطهير السواحل‬

‫والموانيء ‪ ،‬وزاد نفوذ الرومان على شواطئ البحر االحمر وانتشرت الصناعات التي أصبحت مصر تحتكرها‬

‫مثل صناعة الزجاج والزيوت والفخار‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬دولة البطالمة – التجارة الخارجية – العالقات االقتصادية – فلسطين – دولة االنباط‬

‫‪516‬‬
2023 ‫ لسنة‬،)1( ‫ العدد‬،19 ‫ اجمللد‬، ‫جملة أحباث كلية الرتبية األساسية‬
College of Basic Education Researchers Journal. ISSN: 7452-1992 Vol. (19), No.(1), (2023)

Part of the economic policy of the Ptolemaic state


Foreign Trade (323-222 BC)

Saad Omar Mohammed Ameen


University of Mosul Collegeof
Basic Education / Department of
History
Abstract:
The Ptolemaic family, also known as the Ptolemaic dynasty, arrived in
Egypt in November 332 BC with an army led by Alexander the Great. The
needs of domestic markets and win foreign markets. The Ptolemies became
famous for their foreign trade, and one of the reasons for commercial activity
was to control most of the countries located on the shores. Ptolemy the First
took control of Syria, Palestine, Cyprus and the Aegean Sea. His policy then
directed to control the Red Sea. They sent a series of scout studies to
understand the beaches, peoples, and resources of wealth in the Red Sea
region. In the Indian Ocean, the Ptolemies tried to fully control the trade of
the East coming to the North. The Ptolemies also took care of trade with the
Greeks and Romans, which gave much of their experience to the expansion
of the Ptolemies in foreign trade. It became very popular, especially after the
purification, and the influence of the Romans increased on the shores of the
Red Sea and the industries that Egypt became monopolized by spread Such
as the manufacture of glass, oils, pottery, industry and others.

Keywords: Ptolemaic state - foreign trade - economic relations - Palestine -


Nabataean state

517
‫جملة أحباث كلية الرتبية األساسية ‪ ،‬اجمللد ‪ ،19‬العدد (‪ ،)1‬لسنة ‪2023‬‬
‫)‪College of Basic Education Researchers Journal. ISSN: 7452-1992 Vol. (19), No.(1), (2023‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫أيضا باسم األسرة البطلمية‪ ،‬إلى مصر في نوفمبر‬
‫وصلت العائلة البطلمية‪ ،‬المعروفة ً‬
‫‪ 332‬قبل الميالد بجيش بقيادة اإلسكندر األكبر‪ ،‬ابتهج المصريون بوصول اإلسكندر األكبر‬
‫واستقبلوه بترحيب بطولي للتخلص من الفرس الذين كانوا يدمرون الحياة المصرية والذين هاجموا‬
‫المعتقدات والتقاليد المصرية القديمة ودمروا المعابد‪ُ .‬عرف اإلسكندر األكبر باحترامه للدين‬
‫والتقاليد المصرية‪ ،‬كما زار مصر الجديدة‪ ،‬ومدينة رع‪ ،‬والعاصمة المصرية رع وممفيس (منف‬
‫سابًقا)‪ ،‬حيث قدم قرابين لآللهة‪ ،‬برئاسة معبد بتاح‪ ،‬المكرس لإلله الملكي أبيس‪ .‬أمضى‬
‫اإلسكندر األكبر الشتاء في مصر لترتيب شؤونه وتعيين حكام مصريين إلدارة المنطقة‪ .‬كما أمر‬
‫ببناء مدينة تسمى "اإلسكندرية" تقع بين البحر األبيض المتوسط وبحيرة مربوط‬

‫تحول األسرة البطلمية اهتمامها إلى التجارة‪ ،‬حيث كان ذلك جزًءا‬‫كان من الطبيعي أن ّ‬
‫من سياستها االقتصادية العامة الهادفة إلى زيادة اإلنتاج الزراعي والصناعي ورفع مستواه لتلبية‬
‫احتياجات األسواق المحلية وكسب األسواق الخارجية‪.‬‬
‫من أجل ضمان تجارة مصر الخارجية وازدهارها‪ ،‬عملوا بجد للسيطرة على جميع الطرق‬
‫البحرية المؤدية إلى مصر‪ ،‬كما عملوا بجد لضمان أال تقتصر العالقات التجارية لمصر على‬
‫ممتلكاتها‪ ،‬بل على العالقات التجارية لمصر مع الدول األخرى‪ .‬كانت التجارة الخارجية نشطة‪،‬‬
‫وتبادلت األسرة البطلمية المتاجر مع وسط إفريقيا ودول البحر األبيض المتوسط وشبه الجزيرة‬
‫العربية والهند والصين وأماكن أخرى‪ .‬تصالح بطليموس األوائل‪ ،‬وكان لديهم السيادة السياسية‬
‫والتجارية على بحر إيجه‪ ،‬وأصبحت اإلسكندرية واحدة من أهم المدن التجارية في العالم‪.‬‬

‫وقد ساعد ذلك وجود مينائين باالسكندرية عملت األسرة البطلمية على تطويرهما جاءت‬
‫بعض الواردات المصرية من ميناء اإلسكندرية‪ .‬كما أعاد بطليموس حفر "قناة سيزوستريس"‬
‫التي تربط بين النيل وخليج السويس والبحر األحمر‬

‫وكان المقايضة هي عملة التداول بالعصر الفرعوني فالنقود دخلت مصر عندما جلبها‬
‫التجار اليونانيون الذين أتوا إلى مصر في نهاية العصر الفرعوني‪ ،‬وكانت أول عملة مصرية‬
‫تخص اإلسكندر األكبر‪ ،‬الذي صنعه في كولومبيا البريطانية جاء إلى مصر عام ‪ 332‬ق‪.‬م‬
‫واستخدم البطالمة ثالثة أنواع من العملة‪ :‬ذهبية‪ ،‬وفضية‪ ،‬ومعدنية‪ ،‬وكانت العملة تصك في‬
‫اإلسكندرية‪.‬‬

‫‪518‬‬
‫جملة أحباث كلية الرتبية األساسية ‪ ،‬اجمللد ‪ ،19‬العدد (‪ ،)1‬لسنة ‪2023‬‬
‫)‪College of Basic Education Researchers Journal. ISSN: 7452-1992 Vol. (19), No.(1), (2023‬‬

‫العالقات التجارية لدولة البطالمة مع ممتلكاتها‬


‫العالقات االقتصادية مع ممتلكاتها الخارحية‬
‫(‪)١‬‬
‫حكم أسرة البطالمة من ‪ 333‬إلى سنه ‪ 30‬ق‪.‬م وتمكن من ضم األقاليم‬ ‫"بطليموس"‬
‫التى اعتبرت من ملحقات مصر ومنهت قبرص وفلسطين وجنوب سوريا وفينقيا وكانت مصر‬
‫تحصل على تحتاجه من موارد وموانئ تجارية ساعد على إنعاش أقتصادها وازدهار البالد‪.‬‬

‫‪ -1‬فلسطين (سوريا المجوفة)‬


‫(‪)2‬‬
‫انقسام إمبراطورتيه‬ ‫بعد موت اإلسكندر األكبر المفاجئ في يونيو من عام ‪ 323‬ق‪.‬م‬
‫التي توزعت بين القادة ليحكموها بصفتهم والة من قبل األسرة المالكة المقدونية ‪ ،‬وقد اندلعت بين‬
‫هؤالء الوالة حروب طاحنة كـان مـقـد ار لها أن تدوم أربعين عاما عرفت باسم ( حروب الخلفاء )‪،‬‬
‫كـان مـحورها التنازع على مناطق النفوذ‪ .‬بعد وفاة اإلسكندر المقدوني اتفق القادة على قتل ابنه‬
‫وكل أقربائه الذين كان يمكن أن يطالبوا وراثة الحكم‪ ،‬وكذلك المقربون إليه‪ ،‬ثم تفرغوا لمحاربة‬
‫بعضهم بعضاً في صراعات منهمكة (حروب الخلفاء)‪ ،‬بهدف اقتسام االمبراطورية الهللنستية‪،‬‬
‫توزعت امبراطورية اإلسكندر األكبر بين قادته عقب وفاته في المؤتمر الذي عقدوه في مدينة بابل‬
‫وبمقتضى هذا التوزيع آلت والية مصر إلى القائد بطليموس بن الغوس‪ ,‬لكن سرعان ما اشتعلت‬
‫الحرب بين خلفاء اإلسكندر الذين كان كل واحد منهم يتطلع إلى االستقالل بوالياته وفي مقدمتهم‬
‫(‪)3‬‬
‫بطليموس وكان النصر حليف بطليموس‬

‫وقعت فلسطين فريسة صراع عنيف بين قوتين متنافستين كبيرتين هما قوة المملكة‬
‫السلوقية ‪ ،‬ومركزها الرئيسي هو سوريا ‪ ،‬وقوة المملكة البطلمية ‪ ،‬ومركزها الرئيسي هو مصر ‪،‬‬
‫وقـد كـان النزاع السلوقي البطلمي يدور أسـاسـا حـول امـتـالك إقليم يعرف عند الكتاب اإلغريق‬
‫باسم ( کـويـلی سـوريا ‪ ) Coele Syria‬ومعناه ( سوريا المجوفة أو جـوف سوريا ) ‪ .‬ويضم هذا‬
‫اإلقليم كل أرض فلسطين والسـاحـل الفـيـنـيـقى إلى جـانب مناطق أخـرى في سوريا ‪،‬وعرف هذا‬
‫(‪)٤‬‬
‫االقليم باسم( سـوريا وفينيقيا)‬

‫سعى بطليموس األول الى السيطرة على جوف سوريا و قبرص وبرقة وبحر ايجة وبعض‬
‫اإلقليم الواقعة على الشواطئ وذلك لحماية حدود مصر الشرقية والحصول على المعادن‬
‫واألخشاب التي يفتقر إليها وادى النيل ‪ ،‬والسيطرة على بعض منافذ الطرق التجارية اآلتية من‬
‫(‪)٥‬‬
‫الشرق األقصى ‪ ،‬وضمان سيادة بحر إيجة‬

‫‪519‬‬
‫جملة أحباث كلية الرتبية األساسية ‪ ،‬اجمللد ‪ ،19‬العدد (‪ ،)1‬لسنة ‪2023‬‬
‫)‪College of Basic Education Researchers Journal. ISSN: 7452-1992 Vol. (19), No.(1), (2023‬‬

‫اتبع البطالمة خالله سياسة اإلبقاء على األوضاع التي كانت قائمة من قبل‪ ،‬مع تجنب‬
‫إحداث تغييرات تؤدى إلى إثارة القالقل في هذا اإلقليم الذي كان يعود عليهم بمنافع اقـتـصـادية‬
‫جـمـة من عـوائد تجـارة الشرق الغنية التي تنتهي بعض طرقها إلى فلسطين ‪ ،‬باإلضافة لألخشاب‬
‫والمعادن‪ ،‬هذا فضالً عن قيمته بوصفه دولة حاجزة بينهم وبين السلوقيين‪ ،‬وكونه خط الدفاع‬
‫(‪)٦‬‬
‫األول لحماية حدود مصر الشمالية الشرقية‬

‫وكتب (برديات زينون) عدد ال بأس به من الوثائق البردية التي تلقى الضوء على‬
‫فلسطين في عهد بطلميوس الثاني‪ ،‬فقد كلف وزير المالية أبولونيوس وكيل أعماله زينون بالقيام‬
‫بعدة رحـالت خـارج مـصـر ألغراض تجـارية‪ ،‬وكانت زيارته لفلسطين في عام ‪ 2٥٩‬ق‪.‬م‪ .‬من أهم‬
‫رحالته وقـد وقف زينون على أحـوال فلسطين ورجع إلى مـصـر مـحـمـالً بالكثـيـر من الوثائق‬
‫(‪)٧‬‬
‫والخطابات والتقارير‬

‫اشتهر البالطمة بتجارتهم في النبيذ والزيوت‪ ،‬لذا كانت السيطرة على فلسطين (جوف‬
‫سوريا) عامالً رئيسياً في ازدهار الصناعة‪ ،‬حيث كانت هناك كروم العنب وبساتين الزيتون‪،‬‬
‫وكالهما كانت في أمس الحاجة إليها من قبل األسرة البطلمية‪ ،‬بطبيعة الحال‪ ،‬أدى االزدهار في‬
‫صناعة النبيذ والنفط إلى ازدهار الصناعات الثالثة‪ ،‬وهي صناعة الفخار الالزمة لملئها‪ .‬تظهر‬
‫االكتشافات األثرية أن ظاهرة تقليد نموذج االتيكي انتشرت في جميع مراكز المملكة البطلمية‬
‫والوسط الغربي لإلمبراطورية السلوقية الذي كان يرسم باللون األسود وكان أول نموذج له يسمى‬
‫(‪)٨‬‬
‫"كأس المجاري‬

‫‪ -2‬قبرص‬
‫(‪)٩‬‬
‫تحولت مملكة قبرص‬ ‫بعد انتصار اإلسكندر األكبر على الفرس عام ‪ 333‬قبل الميالد‬
‫إلى الوالء له في عام ‪ 323‬بعد الميالد‪ ،‬في العصر البطلمي‪ ،‬كانت قبرص تابعة للمملكة‬
‫أرضا مرتبطة مباشرة بمصر‪.‬‬
‫البطلمية في مصر‪ ،‬التي قمعت ممالك قبرص وجعلت الجزيرة ً‬
‫فمن هذه الجزيرة كانت مصر تحصل على كل ما تحتاج إليه من نحاس وفي مواني‬
‫قبرص كانت مصر على ما يظن تبني كثي ار من السفن الالزمة ألسطولها وتجارتها ‪ ،‬هذا وال نعلم‬
‫إال القليل جدا عن نظام قبرص المالي واالقتصادي ‪ ،‬ويحدثنا « بوليبوس » ‪ ،‬أن قبرص في‬
‫العهد األخير من حكم البطالمة كانت تُجبى منها الضرائب ثم تُرسل إلى وزير المالية في‬
‫اإلسكندرية ‪ ،‬وتدل شواهد األحوال على أن ما ذكره المؤرخ « بوليبيوس » ينطبق فقط على القرن‬

‫‪520‬‬
‫جملة أحباث كلية الرتبية األساسية ‪ ،‬اجمللد ‪ ،19‬العدد (‪ ،)1‬لسنة ‪2023‬‬
‫)‪College of Basic Education Researchers Journal. ISSN: 7452-1992 Vol. (19), No.(1), (2023‬‬

‫الثاني الميالدي‪ ،‬وذلك ألنه قبل ذلك كان لوزير المالية عمال في قبرص وغيرها من الممتلكات‬
‫(‪)١0‬‬
‫المصرية يقومون بجمع الضرائب‬

‫‪ -3‬تجارة نواحي البحر األحمر‬

‫كانت األسرة البطلمية مهتمة بتجارة البحر األحمر‪ ،‬فقد أرسلوا سلسلة من الدراسات‬
‫الكشفية لفهم الشواطئ والشعوب وموارد الثروة في منطقة البحر األحمر والمحيط الهندي‪ .‬شرع‬
‫بطليموس األول في استكشاف البحر األحمر حتى اكتشف قائد أسطوله فيلو جزيرة الزمرد‪.‬‬
‫حوالي ‪ ، 2٨0‬سار بطليموس الثاني على خطى والده ‪ ،‬وأرسل أريستون للتعرف على الساحل‬
‫العربي ‪ ،‬من شبه جزيرة سيناء إلى باب مندب ‪ ،‬فقام بزيارة ساحل سيناء حتى ايلة النبطية في‬
‫خليج إيلة (العقبة) وكذلك يتمثل اهتمام البطالمة بتجارة البحر األحمر في عنايتهم بالطرق التي‬
‫تربط وادى النيل بالبحر األحمر ‪ ،‬فقد أعاد بطليموس الثاني حفر تلك القناة القديمة التي كانت‬
‫تبدأ بالقرب من بوباسطس ثم تخترق وادي الطميالت مارة بپيشوم ( ‪ ) Pithom‬وهرؤنوپوليس ثم‬
‫تنحني صوب الجنوب وتلتقى بالبحر األحمر عند الميناء البطلمي الذي كان يدعى أوال ارسينوى‬
‫(‪)١١‬‬
‫ثم عرف فيما بعد باسم کليوپاتريس ارسينوى ثم القلزم ثم السويس‬

‫العالقات االقتصادية خارج حدود ممتلكاتها‬


‫حـاول البطالمة السيطرة الكاملة على تجـارة الشـرق الوافـدة إلى الشـمـال واسـتـطـاعـوا‬
‫بسياستهم الخارجية الحليفة لروما أن يستصدروا مرسوما من السناتو في عام ‪ ١١0‬ق‪.‬م باحتكار‬
‫نقل السلع عبر بالد فلسطين وكانت تلك السلع في أغلبها هندية المنشأ ولهذا أيضاً كان اهتمام‬
‫البطالمة بمفاتيح تجارة الشرق عند باب المندب والبحر األحمر كبيرا‪ .‬وقد كانت مصر البطلمية‬
‫معروفة منذ نشأتها في البالطات الهندية حيث نجدہ اسوكا ‪ ASOKA‬أحد ملوك الهند البوذيين‪،‬‬
‫(‪)١2‬‬
‫يرسل إلي فيالد لفوس بعثة تدعوه إلي اعتناق ملته واإليمان بالمبادىء البوذية‬

‫‪ -1‬العالقات التجارية مع شبه الجزيرة العربية‬

‫هي مملكة تابعة للمملكة معين‪ ،‬أقيمت في مستوطنات في مدن دادان وتيماء وأسود‬
‫وجبل عكمة وإقامة في منطقة الحجاز غرب شبه الجزيرة العربية تقع في دولة المملكة العربية‬
‫السعودية‪ .‬ولموقع ديدان أهمية تجارية كبيرة خاصة أنها كانت مرك از لشبكة طرق القوافل التي‬

‫‪521‬‬
‫جملة أحباث كلية الرتبية األساسية ‪ ،‬اجمللد ‪ ،19‬العدد (‪ ،)1‬لسنة ‪2023‬‬
‫)‪College of Basic Education Researchers Journal. ISSN: 7452-1992 Vol. (19), No.(1), (2023‬‬

‫تربط بين شبه الجزيرة العربية والشام والعراق ‪ ،‬وكذلك مصر لشدة قربها منها والرتباطها التجاري‬
‫بها ‪ ،‬وعرفت ديدان بمعان مصران تمي از لها عن معين الوطن األم في الجنوب‪ ،‬فضالً عن ذلك‬
‫كانت ديدان تقع على طريق القوافل القديم الموازي لساحل البحر األحمر ‪ ،‬حيث كان المعينيون‬
‫ينقلون عبر ديدان تجارتهم وتجارة أفريقيا والهند وبقية آسيا إلى بالد الشام حيث أنها لم تكن تبعد‬
‫عن ساحل البحر األحمر بأكثر من مسيرة خمسة أيام حيث كان يتوجه التجار إلى موانيها لبيع‬
‫(‪)١3‬‬
‫ما عندهم لتجار مصر‬

‫ومن األدلة األثرية والتاريخية على العالقات التجارية بين ديدان والبطالمة ‪ ،‬العثور على‬
‫كتابات معينية ترجع إلى عصر البطالمة في مدينة منف ‪ ،‬وفي مدينة بوهيميريا ‪ ،‬وفي جزيرة‬
‫ديلوس ببحر إيجه وكانت خاضعة لحكم البطالمة ‪ ،‬ويظهر من النقش الذي يعود إلى عهد الملك‬
‫بطلميوس الثالث والنقش مثبت على تابوت مصري عثر في داخلة على مومياء للتاجر المعيني‬
‫زيد ايل ‪ ،‬وكان هذا التاجر يستورد البخور والعطور من موطنه األصلي للمعابد من أجل إقامة‬
‫(‪)١٤‬‬
‫الشعائر الدينية ‪ ،‬وكان يصدر إلى بالد األقمشة والمصنوعات الزجاجية المصرية‬

‫‪ -2‬العالقات التجارية مع سبأ وحمير‬

‫نجح البطالمة في تجاوز باب المندب والوصول إلى األقاليم المنتجة للمواد العطرية في‬
‫حضرموت ‪ ،‬وترتب على ذلك ازدياد حجم التجارة الشرقية التي كانت تمر بمصر ‪ ،‬وفاقت بكثير‬
‫(‪)١٥‬‬
‫حجم التجارة التي كان البطالمة األوائل يتحكمون فيها‬

‫اضمحلت التجارة في عهد بطلميوس الخامس ( ابيفانس ) نتيجة لفقدان مصر لممتلكاتهم‬
‫في آسيا الصغرى وسوريا وتحكم السلوقيين واألنباط على طرق القوافل القادمة من شواطئ بالد‬
‫العرب إلى سوريا والبتراء ‪ ،‬األمر الذي دفع البطالمة إلى البحث عن طريق آخر ‪ ،‬فبدأ البطالمة‬
‫منذ عهد بطلميوس السادس إلى توجيه كل اهتماماتهم إلى البحر األحمر وتوجيه البعثات‬
‫(‪)١٦‬‬
‫الكشفية‬

‫العالقات االقتصادية مع المملكات‬


‫‪ -1‬العالقات االقتصادية مع مملكة االنباط‬

‫‪522‬‬
‫جملة أحباث كلية الرتبية األساسية ‪ ،‬اجمللد ‪ ،19‬العدد (‪ ،)1‬لسنة ‪2023‬‬
‫)‪College of Basic Education Researchers Journal. ISSN: 7452-1992 Vol. (19), No.(1), (2023‬‬

‫كان الهدف األساسي للبطالمة هو إحكام قبضتهم على مملكة األنباط بسبب التجارة‬
‫وبسبب عجزهم من إحكام السيطرة بالقوة لذلك لجئوا إلى إتباع الوسائل السلمية مما ساعد إلى حد‬
‫كبيـر علـى انتعاش التجـارة بين البتراء واإلسكندرية وبين البتراء والجزء اآلسيوي المرتبط بمصر‬
‫البطلمية كما توضح برديات " زينون " أن التجارة مع األنباط جعلت البطالمة في سورية فينقيا‬
‫فاحشي الثراء كما تشهد عبارة " اجاثار خيدس " في قوله ال يبدو أن سمة شعبا أغنى من‬
‫السبئيين وأهل الجر هاء وكانوا وكالء عن كل شيء يقع تحت اسم النقل بين أسيا وأوروبا ‪ ،‬وهـم‬
‫الـذين جعلـوا سـورية البطلميـة غنيـة بالـذهب ‪ ،‬وأتاحوا للتجـار الفينيقيين تجارة رائجة وآالف من‬
‫أشياء أخرى " وهذه العبارة تشير إلى القرن الثالث قبل الميالد قبـل خـروج البطالمة من جوف‬
‫(‪)١٧‬‬
‫سورية ( األردن وفلسطين ) قبل سنة ‪ 2١٧‬ق ‪ .‬م ‪.‬‬

‫وقد مرت العالقة التجارية بين االنباط والبالطمة بعدة مراحل يمكن تقسيمها الى ثالث‪:‬‬

‫المرحلة األولى السيطرة على الطرق البرية‪ :‬في هذه المرحلـة كـان المصريون يحصلون‬
‫على البخور والطيـوب من األنباط الذين يسيطرون على الطريق البري ( طريق البخور ) إذ‬
‫تجمع من اليمن في ارض سبأ وتنقل إلى معين ثم إلى يثرب وددان ( العال ) والحجر وتيماء ثم‬
‫الى آيلة على خليج العقبة ثم ينقلها أهل األنباط إلى عاصمتهم البتراء ومنها يخرج طريق الى‬
‫غزة او ارسينوي ‪ ،‬ومن غزة يتجـه طريق آخـر شـماال إلـى مـوانـئ فينيقيـا ومنهـا إلـى المـوانئ‬
‫(‪)١٨‬‬
‫المصرية‬

‫فكـانوا يحصلون على األموال الكثيـرة مـن جـراء الوساطة فـي عمليـة البيـع و الشراء ‪،‬‬
‫وفرض الضرائب الباهظة على القوافل التجارية مقابل السماح لها بالمرور عبر أراضيها والتعهد‬
‫(‪)١٩‬‬
‫بحمايتها‬

‫وقد أشار المؤرخ اليوناني زينـون فـي برديته ( وثائق زينون ) والتي تعود إلى القرن الثالث‬
‫قبل الميالد إلى قيام البطالمة بعقد صفقات تجارية مع األنباط وذكر ازدهار التجارة على طـول‬
‫(‪)20‬‬
‫لذلك أدرك البطالمة أهمية بالد األنباط واثرها على‬ ‫الساحل الفلسطيني وعبر وادي عربة‬
‫التجارة الخارجية المصرية كما أدركوا صعوبة االستيالء عليها مع حاجتهم المتزايدة للبخور‬
‫والطيـوب لـذلك عزمـوا ان يتركـوا لهـم اسـتقاللهم ولكن يجعلوهم تحت نفوذهم دون الدخول معهم‬
‫(‪)2١‬‬
‫في حرب مباشرة‬

‫‪523‬‬
‫جملة أحباث كلية الرتبية األساسية ‪ ،‬اجمللد ‪ ،19‬العدد (‪ ،)1‬لسنة ‪2023‬‬
‫)‪College of Basic Education Researchers Journal. ISSN: 7452-1992 Vol. (19), No.(1), (2023‬‬

‫المرحلة الثانية مرحلة الصراع مع االنباط‪ :‬بدأت العالقات بين البطالمة واألنباط تتدهور‬
‫في الحقبـة مـا بـين (‪ 2٤٦ – 2٨٤‬ق‪ .‬م) بسبب رغبة بطليموس الثاني (فيال دلفوس ‪– ۳۰۸‬‬
‫‪ 2٤٨‬ق‪ .‬م ) تحويل التجارة البرية المارة بأراضي مملكة األنباط إلى طريق البحر األحمر‬
‫لذلك اهتم باالستكشافات الجغرافية وأرسل ارسطون ليستكشف ساحل‬ ‫(‪)22‬‬
‫واحتكـار التجارة فيه‬
‫شبه الجزيرة العربية المطل على البحر األحمر حتى المداخل الجنوبية لهذا البحر لخدمة‬
‫مصالحه التجارية وقد عمل هذا الملك على اعتراض طريق الطيـوب والتوابل ( الطريق البري )‬
‫الذي يصل بين العربية الجنوبية والبتراء في الشمال عاصمة األنباط عقاباً ألنضمامهم إلى جانب‬
‫السلوقيين في الصراع البطلمي السلوقي وهدفه من ذلك سيطرة مصـر علـى تجـارة التوابل والبهار‬
‫(‪)23‬‬
‫التي كانت رائجة في ذلك العصر وتسيطر عليها األنباط‬

‫المرحلة الثالثة تحالف االنباط ضد البالطمة‪ :‬اتبع البطالمة سياسة القوة العسكرية مع‬
‫األنباط فقد اخذ االنباط يتعرضون للسفن التجارية البطلمية اذ ازعجتهم حركة احياء النفوذ‬
‫المصري في البحر األحمر على يدي بطليموس الثاني‪ ،‬كما ان حركة الكشوف المكثفة زادت من‬
‫مخاوف األنباط سيما بعد ان تفقد المستكشف ارسطون لمنطقة خليج العقبة وكان األنباط‬
‫ومن هنا‬ ‫ينفردون بتجارة البهار ونقله بين سبأ وخليج العقبة منذ القرن الخامس قبل الميالد‬
‫(‪)2٤‬‬

‫كان اهتمام بطليموس الثاني بأ قامة موانئ على شواطئ البحر األحمر المصرية وقد تم للبطالمة‬
‫في عهده انشاء ميناء ارسينوي ( قرب السـويس ) ( وميـوس هرمـوس ) وليـوكي لـيمن ( القصير )‬
‫(‪)2٥‬‬
‫وقام بتأسييس وتشجيع ورعاية عدد من‬ ‫وبيرينيكي ( برنيس ) وادوليس ( عدول )‬
‫المستوطنات اليونانية على الساحل الغربي لشبه الجزيرة العربية لتأمين الخط التجاري البحري في‬
‫البحر األحمر وبعد انفصال بالد فارس والعراق عن الدولة السلوقية وقيام دولة الفرثيين التي‬
‫أخذت تضغط على الدولة السلوقية من الشرق إذ سيطر الفرثيين على مسالك التجارة في الخليج‬
‫وقد اتجه األنباط للتعاون مع الرومان للقضاء‬ ‫(‪)2٦‬‬
‫العربي الذي كانت الدولة السلوقية تسيطر‬
‫على الدولتين السلوقية والبطلمية‬

‫ويمثل القرن الثاني ق‪ .‬م بداية ضعف وتدهور الدولة البطلمية فضاعت من ايدي‬
‫البطالمة في عهد بطليموس الخامس (‪ ۱۸۰ – 20٥‬ق‪ .‬م ) مقاليد الطريق البري الذي كان‬
‫يربط الدلتا بالحجاز كما ان مينائهم ( بيرينيكي ) على العقبة وجد منافسة قوية قضت عليـه مـن‬
‫جـانـب ميناء األنباط ايلـة وذلك الن تجـارة الهنـد والجنـوب العربي تحولت إلى الطريق المحاذي‬
‫لشاطئ البحر األحمر الشرقي الممتد حتى ميناء ليوكي كوما النبطي ومنه الى البتراء ومنها الى‬

‫‪524‬‬
‫جملة أحباث كلية الرتبية األساسية ‪ ،‬اجمللد ‪ ،19‬العدد (‪ ،)1‬لسنة ‪2023‬‬
‫)‪College of Basic Education Researchers Journal. ISSN: 7452-1992 Vol. (19), No.(1), (2023‬‬

‫الساحل السوري وخاصة غزة ونتيجة النحسارنفوذ البطالمة في شمال شبه الجزيرة العربية فقد‬
‫توسع نفوذ األنباط و ‪ .‬وامتدت دولتهم في شمال الحجاز في معان مصران وفي سيناء حتى نهر‬
‫النيل وهذا مما دفع البطالمة في عهد بطليموس الخامس للتوجه نحو جنـوب البحر األحمر في‬
‫(‪)2٧‬‬
‫استكشافات جغرافيـة كبيرة‬

‫لجأ األنباط إلى أعمال القراصنة ضد سفن البطالمة ‪ ،‬االمر الذي دفع الملك بطلميوس‬
‫فيالدلفيوس إلى جمع قواته البحرية وسفنه الحديثة والدخول في معركة حاسمة ضد األنباط ‪،‬‬
‫(‪)2٨‬‬
‫كما حاول‬ ‫ونجح فيالدلفيوس في تدمير سفن األنباط عن آخرها في عام ( ‪2٧٨-2٧٧‬ق‪.‬م )‬
‫فيالدلفيوس احتالل البتراء عاصمة األنباط ولكن فشل في ذلك لمناعتها ‪ ،‬فاكتفى باحتالل‬
‫الساحل الشرقي للبحر الميت ‪ ،‬وبذلك حرم فيالدلفيوس األنباط من ثروة كبيرة وهي استغالل‬
‫بدأ األنباط ينكمشون اقتصادياً وعسكريا ‪ ،‬ولجأوا إلى‬ ‫(‪)2٩‬‬
‫ثروات تلك المنطقة وخاصة القار‬
‫مدينة جرها لكي تمدها بالبخور والتوابل عن طريق ساحل عمان ‪ ،‬وبذلك لكي تتفادي الطريق‬
‫البحري الذي سيطر عليه األسطول البطلمي ‪ ،‬وبدأ األنباط يترقبون الفرصة إلسقاط البطالمة ‪،‬‬
‫(‪)30‬‬
‫فتحالفوا مع السلوقيين ضد البطالمة‬

‫‪ -2‬العالقات االقتصادية مع يونان وروما‬

‫كان نجاح سياسة الدولة البطالمة الخارجية‪ ،‬والتقدم بالزراعة وازدهار الصناعة و رواج‬
‫تجارة مصر الخارجية بمساعد خبرة اإلغريق العريقة في هذا المجال ‪ ،‬من حيث إنشاء المصارف‬
‫(‪)3١‬‬
‫المالية‪ ،‬تداول النقد ‪ ،‬ومبتكرات العبقرية اإلغريقية‬

‫أدى ذلك الى إنشاء مستوطنات يونانية مختلفة فى مصر خالل العصر البطلمى لتكون‬
‫مناطق مركزية رئيسية للمواطنين اإلغريق مثل "بطلمية" فى صعيد مصر و"فيالدلفيا"‬
‫بالفيوم و"نقراطيس" التي كانت أول مستوطنة يونانية ومرك اًز للتجارة بين المصريين واليونانيين فى‬
‫الدلتا والتى أنشئت خالل العصر المتأخر‪ ،‬وقام المستوطنون اليونانيون بتأسيس مستوطنتهم حول‬
‫المعبد الرئيسى لبتاح بأوائل العصر البطلمي‪.‬‬

‫وازدهرت بشكل واضح وكبير‪ ،‬حيـث أصـبحت أكثـر تنظيما وأفضل جودة‪ .‬وعثر على‬
‫أدلة أثرية من الواحات الداخلة تؤكد على وجـود تجارة بين امصر البلطمية و الرومان فعثر على‬
‫ورش لصناعة الفخار ترجع إلى العصرين البطلمي والروماني‪ ،‬كمـا تؤكد الـوثـائق البردية التي‬
‫ترجع إلى العصر الروماني بوجود ورش صناعة الفخـار و تصديره إلى الخارج أيضا‪ ،‬حيث ورد‬

‫‪525‬‬
‫جملة أحباث كلية الرتبية األساسية ‪ ،‬اجمللد ‪ ،19‬العدد (‪ ،)1‬لسنة ‪2023‬‬
‫)‪College of Basic Education Researchers Journal. ISSN: 7452-1992 Vol. (19), No.(1), (2023‬‬

‫في المصادر أن نقراطيس وقفط كانتا تصدر الفخار إلي الخارج‪ ،‬حيث ابتكرت نقراطيس طريقة‬
‫صقل جديدة بحيث تظهر األشكال المصنوعة باليد وكأنها مصنوعة من الفضة ‪ ،‬كما انها تميزت‬
‫برائحة فخارها العطر ‪ ،‬حيث كان يضاف مواد عطرية لألنية قبل الحرق ‪ ،‬كما يذكر أيضا أن‬
‫اإلسكندرية كانـت مـن المراكز المهمة لتصنيع الفخار وتصديره إلى إيطاليا ومنطقة بونطس (‪.)32‬‬

‫‪526‬‬
‫جملة أحباث كلية الرتبية األساسية ‪ ،‬اجمللد ‪ ،19‬العدد (‪ ،)1‬لسنة ‪2023‬‬
‫)‪College of Basic Education Researchers Journal. ISSN: 7452-1992 Vol. (19), No.(1), (2023‬‬

‫الخاتمة‬
‫يتضح لنا من المبحث األول سعي بطليموس الى الدخول بحروب كثيفة لفرض سيطرته‬
‫على أكثر ما يمكن ان تصل يده اليه وذلك رغبتاً منه لتوسيع نفوذه لكي التكون مملكتته مجرد‬
‫دولة بسيطة إنما ارد ان يجعلها امبراطورية منافسة ألقوى الدول كاليونانية وروما وغيرها واعتبر‬
‫البطالمة الدول التي أصبحت تحت هيمنتها ماهي إال مورد مالي فقد كانت واردات قبرص من‬
‫الضرائب الجزئية تعود بالكم الهائل من الذهب و الفضة على خزينة الملك كذلك احتالله‬
‫لفلسطين (جوف سوريا) من اجل احتكار صناعة الزيوت والنبيذ من خالل استغالل موقها القريب‬
‫من البحر األحمر وكثرة شجيرات الزيوت (كالزيتون) إضافة الى توجه البطالمة السيطرة على‬
‫موانئ البحر األحمر واستغالل المدن القريبة منها‪.‬‬

‫ويتبين من المبحث الثاني ان العالقات بين األنباط وبطالمة مصر عالقة متوترة فعلى‬
‫الرغم من انهم كانوا يحرصون على التجارة معهم عبر غزة وسيناء األ انـهـم كـانوا يخشـون جـانبهم‬
‫العسكري ويفضلون بقاء مملكـة البطالمة ضعيفة او تحت هيمنة قوى صديقة لهم حتى ال تهدد‬
‫نفوذهم التجاري الن مملكة البطالمة القويـة تهـدد مصـالحهم ولهذا السبب كـان األنبـاط يـدخلون‬
‫فـي احـالف تـارة مع السلوقيين والسبئيين وأخرى مع الرومان للقضاء على البطالمة أو بمعنى‬
‫القضاء على النفوذ التجاري لها‪ ،‬كما لجأ البطالمة للدخول في احالف مع المعينيين واللحيانيين‬
‫فبدت طبيعة العالقات السياسية واالقتصادية متداخلة ‪ .‬ورغم ذلك فقد تأثرت الحضارة النبطية‬
‫بالحضارة المصرية بحكم رابطة الجوار والتبادل التجاري كما تأثرت الحضارة المصرية بالحضارة‬
‫النبطيـة وكـان طريق انتقال هذه التأثيرات بشكل كبير هو شبه جزيرة سيناء التي كانت بمثابة‬
‫النافذة للحضارة المصرية القديمة‬

‫اما العالقة التجارية بين روما واليونان فقد اهتم البالطمة بتجارة مع اليونانيين والرومان‬
‫التي اعطت الكثير من خبراتها للتوسع البالطمة بالتجارة الخارجية‪ ،‬فراجت رواجا كبي ار وال سيما‬
‫بعد تطهير‪ ،‬وزاد نفوذ الرومان على شواطئ البحر االحمر وانتشرت الصناعات التي أصبحت‬
‫مصر تحتكرها مثل صناعة الزجاج والزيوت والفخار وصناعة وغيرها‪.‬‬

‫‪527‬‬
‫جملة أحباث كلية الرتبية األساسية ‪ ،‬اجمللد ‪ ،19‬العدد (‪ ،)1‬لسنة ‪2023‬‬
‫)‪College of Basic Education Researchers Journal. ISSN: 7452-1992 Vol. (19), No.(1), (2023‬‬

‫الهوامش‬
‫(‪ )١‬كان يلقب – في المصادر البردية الالحقة – باسم «سوتير» (‪ ، )Söter‬بمعني «المنقذ ‪ ،‬وقد أطلق أهل‬
‫جزيرة رودوس عليه هذا اللقب لنجدته لهم ‪ ،‬ضد أحد القادة المقدونيين اآلخرين‪ ،‬الطامعين ‪ ،‬الذي حاصر‬
‫الجزيرة وأراد السيطرة عليها‪.‬للمزيد ينظر الى‪ :‬محمود إبراهيم السعدني‪ ،‬تاريخ مصر في عصري البطالمة‬
‫والرومان‪ ،‬مكتبة االنجلو المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،200١ ،‬ص‪3١‬‬
‫(‪ )2‬سمير امام أبو شرف‪ ،‬االسكندر األكبر‪ ،‬شخصيات غيرت مجرى التاريخ‪ ،‬مكتبة زهران‪( ،20١٦ ،‬ب ط)‪،‬‬
‫ص‪٤3‬‬
‫‪(3) Rostovtzeff. M., The social and Economic History of the Hellenistic world, vol.‬‬
‫‪1, (70) oxford, 1967, p: 12‬‬
‫(‪ )٤‬هاني عبد العزيز جوهر‪ ،‬اليهود في فلسطين في العصرين البلطمي والسلوقي‪ ،‬عين للدراسات والبحوث‬
‫اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬مصر‪200٥ ،‬م‪ ،‬ط‪ ،١‬ص‪١٤-١3‬‬
‫‪(5) Bouché-Leclercq, His. des Lagides, vol. I. 9; Jouguet, Mac. Imp., p.56.‬‬
‫(‪ )٦‬مصطفى العبادي‪ ،‬العصر الهلينستي‪ ،‬لم يذكر دار النشر‪ ،‬بيروت‪ ،١٩٨٨ ،‬ص‪١١٨‬‬
‫(‪ )٧‬هاني عبد العزيز الجوهر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪١٦‬‬
‫(‪ )٨‬محسن الخزندار‪ ،‬إثر الثقافة الهلنستية اليونان(االغريق) على اليهود(الموسوين‪-‬العبريون) في اللغة والثقافة‬
‫والحضارة والتقاليد اليونان ‪32٥-٦3‬ق‪.‬م‪ ،‬رابطة ادباء الشام‪ ،20١0 ،‬مقال منشور على الرابط االلكتروني‬
‫‪/http://www.odabasham.net‬مقالة‪-٥٥٩٧٧/‬من‪-‬كتاب‪-‬اليهودية‪-‬في‪-‬الع ار‪-‬‬ ‫التالي‪:‬‬
‫‪=tmpl=component&print=1&page?٥٥٩٧٧‬‬
‫(‪ )٩‬سمير امام أبو الشرف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.٥2‬‬
‫(‪ )١0‬سليم حسن‪ ،‬موسوعة مصر القديمة‪ ،‬الجزء الرابع عشر (االسكندر األكبر وبداية عهد البطالمة في مصر)‪،‬‬
‫مؤسسة هنداوي‪ ،20١٧ ،‬ص‪٤٤2‬‬
‫(‪ )١١‬أبراهيم نصحي‪ ،‬دراسات في تاريخ مصر في عهد البطالمة‪ ،‬مكتبة االنجلو المصرية‪ ،‬القاهرة‪،١٩٥٩ ،‬‬
‫ص‪.١2٤-١2١‬‬
‫‪(12) ANCIENT IN HOURANI, G.F., ARAB SEAFARING, IN THE INDIAN‬‬
‫‪OCEAN - Y1 AND EARLY MEDIEVAL TIMES.p.132‬‬
‫‪(13) Hoyland, R. G (2001)., Arabia and the Arabs: from the Bronze Age to coming‬‬
‫‪of Islam, London‐ New York, Routledge, P. 66.‬‬
‫(‪ )١٤‬جواد علي‪ ،‬المفصل في تاريخ العرب قبل اإلسالم‪ ،‬عشرة أجزاء‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬بغداد‪١٩٨0 ،‬م ج‬
‫‪ ،2‬ص‪١20‬وصاعداً‬
‫(‪ )١٥‬إبراهيم نصحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.١٥0‬‬
‫‪(16) Preaux Preaux. C., (1939)., L'économie royale des Lagides, Edition de la‬‬
‫‪Fondation égyptologique reine Élisabeth., PP. 358 ff.‬‬
‫(‪ )١٧‬جمعان عبد هللا الشهراني‪ ،‬دراسات في تاريخ مملكة البالطمة‪ ،‬دار التعليم الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪٨٥‬‬

‫‪528‬‬
‫جملة أحباث كلية الرتبية األساسية ‪ ،‬اجمللد ‪ ،19‬العدد (‪ ،)1‬لسنة ‪2023‬‬
‫)‪College of Basic Education Researchers Journal. ISSN: 7452-1992 Vol. (19), No.(1), (2023‬‬

‫(‪ )١٨‬عبد العليم؛ مصطفى كمال‪ ،‬تجارة الجزيرة العربية مع مصر في المواد العطرية في العصرين اليوناني‬
‫والروماني‪ ،‬دراسات تاريخ الجزيرة العربية‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬الجزيرة العربية قبل االسالم‪ ،‬مطابع جامعة الملك‬
‫سعود‪ ،‬الرياض‪ ،١٩٨٤ ،‬ص ‪.۲۰۲‬‬
‫(‪ )١٩‬جواد علي‪ ،‬المفصل في تاريخ العرب قبل االسالم‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪ ،۱٩٧٦ ،‬ج ‪ ،۳‬ص ‪۱۳۹‬‬
‫(‪ )20‬ابراهيم نصحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪١٥0‬‬
‫(‪ )2١‬العلي‪ ،‬احمد صالح‪ ،‬محاضرات في تاريخ العرب قبل االسالم‪ ،‬مطبعة االرشاد‪ ،‬بغداد‪ ،١٩٦٧ ،‬ص ‪۳۹‬‬
‫(‪ )22‬لطفي عبد الوهاب‪ ،‬العرب في العصور القديمة‪ ،‬دار المعارف الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.٤23‬‬
‫(‪ )23‬جواد علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪3٥-32‬‬
‫(‪ )2٤‬فرج هللا احمد‪ ،‬طرق التجارة في الجزيرة العربية قبل اإلسالم‪ ،‬مطابع هال‪ ،‬مجلة الفيصل‪ ،‬الرياض‪،2002،‬‬
‫ص‪.٨١‬‬
‫(‪ )2٥‬نقوال‪ ،‬دليل البحر االرثري وتجارة الجزيرة العربية البحرية‪ ،‬دراسات تأريخ الجزيرة العربية‪ ،‬الكتاب الثاني‪،‬‬
‫مطابع جامعة السعود‪ ،‬الرياض‪ ،١٩٨٤ ،‬ص‪2٦0‬‬
‫(‪ )2٦‬رشيد الجميلي‪ ،‬تاريخ العرب قبل اإلسالم‪ ،‬دار الفكر‪٥٧ ،١٩٨٤ ،‬‬
‫(‪ )2٧‬سيد احمد علي الناصري‪ ،‬الصراع على البحر األحمر في عصر البطالمة‪ ،‬دراسات تاريخ الجزيرة العربية‪،‬‬
‫الكتاب الثاني‪ ،‬الجزيرة العربية قبل اإلسالم‪ ،‬مطابع جامعة الملك سعود‪ ،‬الرياض‪ ،١٩٨٤ ،‬ص‪٤20‬‬
‫‪(28) Polybius, Histories, Trans by: W. R. Paton, L.C.L, (London, 1978) XIII, 9, 4‬‬
‫‪(29) Tarn., (1928) "Ptolemy II and Arabia", JEA, 14., PP. 15‐16.‬‬
‫(‪ )30‬سيد أحمد على الناصري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪٤١0‬‬
‫(‪ )3١‬إبراهيم نصحي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.20٥‬‬
‫(‪ )32‬السيد رشيد محمد‪ ،‬تجارة البطالمة الخارجية من واقع طبعات اختام مقابض اواني فخارية اكتشفت حديثا‬
‫في مصر‪ ،‬مركز دراسات في اثار الوطن العربي‪ ،‬ص‪.2٤-23‬‬

‫‪529‬‬

You might also like