You are on page 1of 39

‫د‪ .

‬بن �صغري مراد‬

‫مساهمة آليات حوكمة الشركات‬


‫يف االرتقاء بكفاءة األسواق املالية‬
‫د‪ .‬بن �صغري مراد‬
‫�أ�ستاذ م�ساعد‪ -‬كلية القانون‬
‫جامعة ال�شارقـة – الإمارات العربية املتحدة‬

‫امللخص‪:‬‬
‫�شهد االقت�صاد العاملي عموم ًا والقطاع امل�رصيف لكثري من الدول خ�صو�ص ًا‪ ،‬عدة‬
‫�أزمات اقت�صادية وانزالقات مالية خطرية ع�صفت بكثري من الأ�سواق املالية‪ ،‬الأمر‬
‫الذي دفع بالعديد من الهيئات وامل�ؤ�س�سات للبحث عن �سبل مواجهة مثل هذه التقلبات‬
‫االقت�صادية‪ ،‬وو�سائل قانونية حلماية الأ�سواق املالية واالرتقاء ب�أدائها وتعزيز كفاءتها‪.‬‬
‫وتعد احلوكمة �إحدى �أهم �آليات حت�سني �أداء ال�رشكات و�ضمان نزاهة و�شفافية‬
‫�سياجا‬
‫ً‬ ‫معامالتها‪ ،‬ف�ض ًال عن دورها و�أثرها يف تكري�س كفاءة الأ�سواق املالية‪ ،‬باعتبارها‬
‫منيعا �ضد كثري من الت�رصفات ال�سلبية والتالعبات املالية يف �سوق املال‪� ،‬إذ هي و�سيلة‬
‫ً‬
‫ل�ضمان توازن امل�صالح العامة واخلا�صة تهدف حلماية حقوق الأفراد وامل�ساهمني‬
‫وال�رشكات وخمتلف امل�ؤ�س�سات املالية‪.‬‬
‫ويعالج هذا البحث تطبيق احلوكمة باعتباره �إجرا ًء جوهر ًيا لت�أمني معامالت‬
‫الأ�سواق املالية وتعزيز الثقة وال�شفافية وترقية م�ستوى الكفاءة لديها‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫بيان م�ضمون احلوكمة و�أ�سباب اعتمادها و�ضوابطها‪ ،‬ثم �إبراز دورها يف حت�سني‬
‫�أداء ال�رشكات وتعزيز دور جمل�س الإدارة فيها‪ ،‬وحت�سني حقوق امل�ساهمني وحماية‬
‫�صغارهم‪ ،‬وكذا املعامالت ذات ال�صلة ب�أ�صحاب امل�صلحة‪ ،‬و�إدارة خماطر امل�ؤ�س�سات‪،‬‬
‫ف�ضال عن بيان الآثار والأبعاد الإيجابية للحوكمة يف تعزيز الثقة يف التعامالت املالية‬
‫وتطوير وترقية كفاءة الأ�سواق املالية‪.‬‬

‫مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪497 2016‬‬
‫مساهمة آليات حوكمة الشركات يف االرتقاء بكفاءة األسواق املالية‬

‫املقــدمــة ‪:‬‬
‫لقد ازداد اهتمام اقت�صاد الدول و�سيا�ساتها املالية مبو�ضوع احلوكمة باعتبارها‬
‫�أف�ضل الو�سائل للت�سيري العقالين لل�رشكات وتر�شيد النفقات‪ ،‬وبالتايل بناء اقت�صاد قوي‬
‫دورا رياد ًيا وهام ًا يف ا�ستقرار‬
‫قائم على قاعدة �صلبة و�أ�س�س متينة‪ ،‬وتلعب احلوكمة ً‬
‫الأ�سواق املالية ف�ض ًال عن تطوير كفاءتها وترقية �أدائها‪ ،‬من خالل �آلياتها و�أدواتها‬
‫الداخلية �أو اخلارجية‪ ،‬والتي تهدف �إىل حتقيق ال�شفافية والعدالة وتعزيز الرقابة‬
‫وتكري�س االلتزام ب�أحكام القانون وتفعيل روح الأداء وامل�س�ؤولية مبا ي�سمح بالت�أ�سي�س‬
‫�إىل تنمية اال�ستثمار وت�شجيعه وجلب ر�ؤو�س الأموال وتنمية املدخرات وتطويرها‪ ،‬وكذا‬
‫خلق فر�ص عمل جديدة‪ ،‬مما ي�ؤدي �إىل تطوير الأ�سواق املالية وترقية كفاءتها وخلق بيئة‬
‫ا�ستثمارية مالية اقت�صادية فاعلة وم�ؤثرة‪.‬‬
‫ونظر ًا لهذا االهتمام املتزايد مبفهوم احلوكمة ودورها‪ ،‬فقد حر�صت الكثري‬
‫من امل�ؤ�س�سات على درا�سة هذا الأ�سلوب وحتليل دوره و�أبعاده يف حماولة لتطويره‬
‫وت�شجيع العمل به‪ ،‬ولعل من �أهم هذه امل�ؤ�س�سات �صندوق النقد الدويل ومنظمة التعاون‬
‫االقت�صادية والتنمية‪ ،‬ف�ض ًال عن ال�رشكات التجارية العاملية‪ ،‬وانطالق ًا من هذه الفكرة‬
‫جاء هذا البحث ليتناول ب�شيء من التحليل مفهوم احلوكمة و�آلياتها‪ ،‬ومدى م�ساهمة تلك‬
‫الأ�ساليب �أو الآليات يف تنمية الأ�سواق املالية وترقية كفاءتها وتعزيز دورها االقت�صادي‪.‬‬
‫وتتجلى لنا �أهمية هذا البحث من عدة نواحي لعل �أبرزها‪:‬‬
‫‪ -‬تزايد االهتمام مبفهوم احلوكمة باعتباره �أحد املفاهيم احلديثة والآليات الفعالة‬
‫يف ا�ستقطاب ر�ؤو�س الأموال وحت�سني الأداء املايل لل�رشكات وتعزيز اال�ستقرار‬
‫االقت�صادي للأ�سواق املالية‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على �أبرز الآليات التي تعتمدها احلوكمة لتح�سني الأداء املايل لل�رشكات من‬
‫جهة‪ ،‬وتطوير وترقية �أداء الأ�سواق املالية من جهة �أخرى‪.‬‬
‫‪� -‬إبراز �أهم الآثار الناجمة عن م�ساهمة �آليات احلوكمة يف حتقيق اال�ستقرار املايل‬
‫لل�رشكات وتعزيز قدرة وكفاءة الأ�سواق املالية‪.‬‬

‫‪ 498‬مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪2016‬‬
‫د‪ .‬بن �صغري مراد‬

‫�إن هذه الأهمية اخلا�صة للمو�ضوع دفعتنا لبحث �إ�شكاليته الرئي�سية والتي تتمثل‬
‫يف مدى م�ساهمة �آليات احلوكمة املعتمدة لدى ال�رشكات يف حت�سني الأداء املايل وترقية‬
‫الكفاءة لدى الأ�سواق املالية؟ وعليه ميكننا �صياغة م�شكلة البحث يف الت�سا�ؤالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي �أبرز الآليات الفعالة حلوكمة ال�رشكات لتعزيز الثقة وتكري�س ال�شفافية والنزاهة‬
‫بهدف تطوير �أداء الأ�سواق املالية؟‬
‫‪ -‬ما هي �أهم الآثار املرتتبة عن اعتماد �آليات احلوكمة ومدى م�ساهمتها يف حتقيق‬
‫اال�ستقرار املايل لل�رشكات وتعزيز قدرة وكفاءة الأ�سواق املالية؟‬
‫وقد �سعينا من وراء هذا البحث �إىل حتقيق جمموعة من الأهداف لعل �أهمها‪:‬‬
‫‪� -‬إبراز مفهوم حوكمة ال�رشكات و�أهميته ومربرات اعتماده‪ ،‬والتعرف على املبادئ‬
‫العامة للحوكمة‪.‬‬
‫‪ -‬ا�ستعرا�ض �أهم �آليات احلوكمة املعتمدة لتح�سني الأداء املايل لل�رشكات وتطوير قدرات‬
‫الأ�سواق املالية‪.‬‬
‫‪ -‬حتقيق نوع من االن�سجام والتكامل بني فاعلية احلوكمة ودورها و�أثرها يف حتقيق‬
‫اال�ستقرار والنمو االقت�صادي وترقية كفاءة الأ�سواق املالية‪.‬‬
‫‪ -‬تقدمي االقرتاحات والتو�صيات املنا�سبة يف هذا املو�ضوع‪.‬‬
‫هذا ون�شري يف الأخري �إىل �أننا اعتمدنا يف بحثنا هذا ب�شكل خا�ص على املنهجني‬
‫الو�صفي والتحليلي‪ ،‬من خالل اال�ستناد �إىل واقع املعلومات والأبحاث والدرا�سات‬
‫والدوريات العلمية والن�رشات‪ ،‬وخمتلف م�صادر املعلومات الإلكرتونية (الإنرتنت)‬
‫املتوفرة‪ ،‬مما �أتاح اكتمال ال�صورة الوا�ضحة والكاملة للمحاور والأهداف التي �سيتم‬
‫بحثها وا�ستخال�ص �أهم النتائج منها‪.‬‬
‫ونظر ًا لأهمية مو�ضوع بحثنا فقد خ�ص�صنا لدرا�سته خطة منهجية متوازنة‪،‬‬
‫ق�سمناها �إىل مقدمة ومبحثني على النحو التايل‪:‬‬

‫مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪499 2016‬‬
‫مساهمة آليات حوكمة الشركات يف االرتقاء بكفاءة األسواق املالية‬

‫املقدمة‪ :‬وتت�ضمن توطئة للمو�ضوع و�إبراز ًا لأهميته و�أ�سباب اختياره والإ�شكاليات‬


‫التي يثريها‪ ،‬وتو�ضيح ًا لأهدافه ومنهجه وعنا�رصه (تق�سيماته)‪.‬‬
‫املبحث الأول‪ :‬النظام القانوين حلوكمة ال�رشكات‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪� :‬آليات احلوكمة لتح�سني �أداء الأ�سواق املالية‪.‬‬
‫اخلامتة‪ :‬تت�ضمن �أهم النتائج والتو�صيات التي تو�صلنا �إليها يف هذا البحث‪.‬‬

‫‪ 500‬مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪2016‬‬
‫د‪ .‬بن �صغري مراد‬

‫املبحث األول‬
‫النظام القانوني لحوكمة الشركات‬
‫ي�شكل مو�ضوع حوكمة ال�رشكات ا�ستمرار ًا للبحث امل�ستمر عن حت�سني �أداء‬
‫ال�رشكات وتعزيز ال�شفافية والقدرة التناف�سية لديها‪ ،‬ورغم اال�ستعمال احلديث لهذا‬
‫املفهوم �إال �أن ظهوره يرجع �إىل زمن بعيد على �إثر نظرية الوكالة (‪)Agency Theory‬‬
‫التي نادى بها الأمريكيان بارل وماينز (‪� )Berle & Means‬سنة ‪ ،1932‬من خالل‬
‫ت�أكيدهما على �رضورة الف�صل بني ملكية ر�أ�س مال ال�رشكة وعملية الإدارة والرقابة‬
‫والإ�رشاف داخل ال�رشكة‪ ،‬ليزداد بعد ذلك االهتمام �أكرث مبفهوم حوكمة ال�رشكات‬
‫على يد �أمريكيني �آخرين وهما جون�سون وماكلينغ (‪� )Jensend & Meckling‬سنة‬
‫‪1976‬م‪ ،‬للت�أكيد على �أهمية االلتزام مببادئ احلوكمة و�إبراز �أثرها يف تكري�س ثقة‬
‫امل�ساهمني يف �أع�ضاء جمال�س �إدارة ال�رشكات(‪.)1‬‬
‫ويعترب مفهوم حوكمة ال�رشكات (‪� )Corporate Governance‬أحد �أهم و�أ�شمل‬
‫امل�صطلحات التي ت�سارع انت�شارها على امل�ستوى العاملي خالل العقدين الأخريين‪.‬‬
‫وقد زاد االهتمام باحلوكمة يف معظم االقت�صاديات النا�شئة واملتقدمة؛ نظر ًا الرتباطها‬
‫باجلوانب التنظيمية واملحا�سبية واملالية واالقت�صادية واالجتماعية والبيئية‪ ،‬وقد‬
‫انتع�ش هذا املفهوم ب�سبب الأزمات املالية واالقت�صادية املتالحقة التي �شهدتها العديد من‬
‫دول العامل‪ ،‬ويف مقدمتها الواليات املتحدة الأمريكية نتيجة �إفال�س ال�رشكات وانهيارات‬
‫�أ�سواق املال‪ ،‬مما جنم عنه ن�شوء �أزمة اقت�صادية عاملية نهاية عام ‪2008‬م‪ ،‬الأمر الذي‬
‫جعل حوكمة ال�رشكات عبارة عن رد فعل وا�ستجابة لنداء امل�ساهمني وامل�ستثمرين‬
‫املطالبني بو�ضع حد للت�رصفات ال�سلبية ملجال�س �إدارة ال�رشكات‪ ،‬وبذل مزيد من‬
‫ال�شفافية والرقابة ق�صد حماية امل�صالح امل�شرتكة للأطراف ذات العالقة واحلفاظ على‬
‫ا�ستمرارية ال�رشكات(‪.)2‬‬
‫(‪� )1‬أحمد يو�سف دودين‪� ،‬أهمية احلوكمة امل�ؤ�س�سية يف تعزيز الرقابة ومكافحة الف�ساد‪ ،‬جملة الزرقاء للبحوث والدرا�سات‬
‫الإن�سانية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬املجلد اخلام�س ع�رش‪ ،‬كانون الأول ‪ ،2015‬جامعة الزرقاء‪ ،‬الأردن‪� ،‬ص ‪.71‬‬
‫(‪ )2‬عبد الوهاب ن�رص علي‪� ،‬شحاتة ال�سيد �شحاتة‪ ،‬مراجعة احل�سابات وحوكمة ال�رشكات يف بيئة الأعمال العربية والدولية‬
‫املعا�رصة‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬القاهرة‪� ،2007 ،‬ص ‪ .4‬وانظر‪ :‬ح�سني عبد اجلليل �آل غزوي‪ ،‬حوكمة ال�رشكات و�أثرها‬
‫على م�ستوى الإف�صاح يف املعلومات املحا�سبية‪ ،‬ر�سالة ماج�ستري‪ ،‬كلية الإدارة واالقت�صاد‪ ،‬الأكادميية العربية يف‬
‫الدمنارك‪� ،2010 ،‬ص ‪.10‬‬

‫مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪501 2016‬‬
‫مساهمة آليات حوكمة الشركات يف االرتقاء بكفاءة األسواق املالية‬

‫وبناء على ما تقدم �سنتناول مفهوم احلوكمة من خالل و�ضع تعريف لها وبيان‬
‫�أهميتها و�أهدافها‪ ،‬ف�ض ًال عن معايري اعتمادها (املطلب الأول)‪ ،‬ثم نتطرق للمبادئ‬
‫الأ�سا�سية التي تقوم عليها احلوكمة (املطلب الثاين)‪.‬‬

‫املطلب األول‬
‫تعريف الحوكمة وأهميتها وأهدافها ومعاييرها‬
‫تعترب �آلية حوكمة ال�رشكات ‪� Corporate Governance‬إحدى �أهم �آليات اقت�صاد‬
‫املعرفة التي حظيت باهتمام عاملي كبري من قبل املنظمات واملجامع العلمية واملهنية‬
‫الدولية(‪ ،)1‬نظر ًا لدورها يف جتنيب ال�رشكات من التعر�ض حلاالت التعرث والف�شل‬
‫والإفال�س املايل والإداري‪ ،‬ف�ض ًال عن دورها يف تعظيم قيمة ال�رشكة يف ال�سوق و�ضمان‬
‫بقائها ومنوها وا�ستمرارها يف دنيا الأعمال دولي ًا و�إقليمي ًا وحملي ًا‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫تعريف الحوكمة وأهميتها‬
‫برز مو�ضوع حوكمة ال�رشكات ا�ستمرار ًا للبحث املتوا�صل عن تعزيز �أداء ال�رشكات‪،‬‬
‫التعر�ض للخ�سارة والأ�سواق املالية لالنهيار‪ ،‬ونتيجة‬ ‫ّ‬ ‫وحماية لال�ستثمارات من‬
‫الرتباط مو�ضوع حوكمة ال�رشكات مبجاالت و�أطراف خمتلفة‪ ،‬كالإدارة وجمل�س‬
‫الإدارة وامل�ساهمني و�أ�صحاب امل�صالح‪ ،‬فقد ظهرت العديد من التعريفات التي تناولت‬
‫تعريف حوكمة ال�رشكات‪.‬‬
‫أو ًال ‪ -‬تعريف الحوكمة ‪:‬‬
‫يعترب م�صطلح احلوكمة ترجمة خمت�رصة راج ا�ستخدامها تعبري ًا عن امل�صطلح‬
‫الأجنبي ‪� ، Corporate Governance‬أما الرتجمة العلمية الدقيقة لهذا امل�صطلح التي‬
‫يكاد يتفق عليها‪ ،‬فهي «�أ�سلوب ممار�سة �سلطات الإدارة الر�شيدة»(‪.)2‬‬
‫‪(1) Demirag Et. Al., Corporate Governance, overview and research agenda, British‬‬
‫‪Accounting Review, N° 32, 2000, p 340.‬‬
‫(‪ )2‬حممد ح�سن يو�سف‪ ،‬حمددات احلوكمة ومعايريها ‪ -‬مع �إ�شارة خا�صة لنمط تطبيقها يف م�رص‪ ،‬بنك اال�ستثمار‬
‫القومي‪ ،‬م�رص‪ ،‬يونيو ‪� ،2007‬ص ‪.04‬‬

‫‪ 502‬مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪2016‬‬
‫د‪ .‬بن �صغري مراد‬

‫وجدير بالإ�شارة �أنه على امل�ستوى العاملي ال يوجد تعريف موحد متفق عليه بني‬
‫كافة االقت�صاديني والقانونيني واملحللني والكتاب والباحثني ملفهوم احلوكمة‪ ،‬بل توجد‬
‫عدة تعريفات ومفاهيم وذلك ح�سب اهتمامات ه�ؤالء الكتاب والباحثني واملحللني‬
‫وغريهم والتي تعرب عن وجهة نظرهم‪.‬‬
‫فتعرف م�ؤ�س�سة التمويل الدولية ‪ IFC‬احلوكمة ب�أنها‪« :‬هي النظام الذي يتم من‬
‫خالله �إدارة ال�رشكات والتحكم يف �أعمالها»(‪.)1‬‬
‫كما تعرفها منظمة التعاون االقت�صادي والتنمية ‪ OECD‬ب�أنها‪« :‬جمموعة من العالقات فيما‬
‫بني القائمني على �إدارة ال�رشكة وجمل�س الإدارة وحملة الأ�سهم وغريهم من امل�ساهمني»(‪.)2‬‬
‫عرف املجمع العربي للمحا�سبني القانونيني احلوكمة على �أنها‪« :‬جمموعة‬ ‫من جهته ّ‬
‫من امل�س�ؤوليات واملمار�سات التي يتبعها جمل�س الإدارة والإدارة التنفيذية‪ ،‬بهدف تقدمي‬
‫توجيه �إ�سرتاتيجي و�ضمان حتقيق الأهداف‪ ،‬والتحقق من �إدارة املخاطر ب�شكل مالئم‬
‫وا�ستغالل موارد امل�ؤ�س�سة على نحو م�س�ؤول»(‪.)3‬‬
‫وهناك من يعرفها ب�أنها‪« :‬جمموع قواعد اللعبة التي ت�ستخدم لإدارة ال�رشكة من الداخل‪،‬‬
‫ولقيام جمل�س الإدارة بالإ�رشاف عليها حلماية امل�صالح واحلقوق املالية للم�ساهمني»(‪.)4‬‬

‫(‪� )1‬أ�شار �إليه‪ :‬دهم�ش نعيم‪� ،‬إ�سحق �أبو زر عفاف‪ :‬حت�سني وتطوير احلاكمية امل�ؤ�س�سية يف البنوك‪ ،‬جملة البنوك يف‬
‫الأردن‪ ،‬العدد العا�رش‪ ،‬املجلد الثاين والع�رشون‪ ،‬دي�سمرب ‪� ،2003‬ص ‪.27‬‬
‫‪Alamgir, M: Corporate Governance- A Risk Perspective, paper presented to: Coorpo-‬‬
‫‪rate Governance and Reform, Paving the Way to Financial Stability and Development,‬‬
‫‪a conference organized by the Egyptian Banking Institute, Cairo, May 7 - 8, 2007.‬‬
‫‪(2) Marie Lequin : Ecotourisme et gouvernance participative, presse de l›Université du‬‬
‫‪Québec, CANADA, 2001, P 81.‬‬
‫‪Freeland, C: Basel Committee Guidance on Corporate Governance for Banks, paper‬‬
‫‪presented to: Coorporate Governance and Reform, Paving the Way to Financial Sta-‬‬
‫‪bility and Development, a conference organized by the Egyptian Banking Institute,‬‬
‫‪Cairo, May 7 - 8, 2007.‬‬
‫(‪ )3‬املجمع العربي للمحا�سبني القانونيني‪ ،‬ن�رشة �إلكرتونية �شهرية‪ ،‬العدد ‪ ، 53‬فرباير ‪http://www.ascasociety.org .2004‬‬
‫وانظر‪ :‬ن�ص املادة ‪ 02 ،01‬من املدونة اجلزائرية حلوكمة ال�رشكات ال�صادرة بتاريخ‪.2009/03/11 :‬‬
‫(‪ )4‬البنك الأهلي امل�رصي‪� ،‬أ�سلوب ممار�سة �سلطات الإدارة الر�شيدة يف ال�رشكات ‪ -‬حوكمة ال�رشكات‪ ،‬الن�رشة‬
‫االقت�صادية‪ ،‬العدد الثاين‪ ،‬املجلد ال�ساد�س واخلم�سون‪� ،2003 ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪Marios Bernard, Bompoint: Gouvernement d’entreprise et Communication Financière,‬‬
‫‪economica, paris, 2004, p 105.‬‬

‫مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪503 2016‬‬
‫مساهمة آليات حوكمة الشركات يف االرتقاء بكفاءة األسواق املالية‬

‫بناء على ما تقدم ميكن القول �أن حوكمة ال�رشكات معناها تعميق دور الرقابة‬
‫ومتابعة الأداء(‪ ،)1‬ذلك �أن احلوكمة �إمنا تعني النظام‪� ،‬أي وجود نظم حتكم العالقات‬
‫بني الأطراف الأ�سا�سية التي ت�ؤثر يف الأداء‪ ،‬كما ت�شمل مقومات تقوية امل�ؤ�س�سة على‬
‫املدى البعيد‪.‬‬
‫ثاني ًا ‪ -‬أهمية تطبيق الحوكمة ‪:‬‬
‫للحوكة دور فعال و�أ�سا�سي يف ترقية �أداء ال�رشكات وحت�سني كفاءة الأ�سواق املالية‬
‫وحتفيز االقت�صاد وتطويره‪ ،‬وتتمثل �أهمية حوكمة ال�رشكات وفوائدها على ال�رشكات‬
‫بوجه خا�ص والقطاع املايل بوجه عام فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تعزيز الكفاءة الإدارية لل�رشكات‪� :‬إن قواعد احلوكمة حتث على اتباع النهج ال�صحيح‬
‫يف �إدارة ال�رشكات‪ ،‬وذلك من خالل تطبيق �أف�ضل املمار�سات يف �ش�أن الأ�ساليب‬
‫الإدارية احلديثة‪ ،‬مما ي�ساهم يف منو ال�رشكات وزيادة ربحيتها واحلد من املخاطر‬
‫التي قد تتعر�ض لها هذه ال�رشكات‪ ،‬حيث �إن ممار�سات احلوكمة الر�شيدة تكفل �أن‬
‫يتوىل �إدارة ال�رشكة جمل�س �إدارة وفريق مديرين من ذوي اخلربة والكفاءات الفنية‬
‫العالية‪� ،‬إ�ضافة �إىل اللجان املتخ�ص�صة واملنبثقة عن جمل�س الإدارة والتي تعمل على‬
‫�ضمان �سري العمل وفق �سيا�سة ال�رشكة ومتا�شي ًا مع �أهداف امل�ساهمني(‪.)2‬‬
‫‪ -‬احل�صول على متويل بتكلفة �أقل‪� :‬إن تطبيق قواعد احلوكمة يوفر مناخ ًا منا�سب ًا‬
‫من الثقة والأمان للم�ستثمرين‪ ،‬مما يدفعهم لالكتتاب يف الإ�صدارات اجلديدة‬
‫التي تطرحها ال�رشكات مبختلف الأدوات املالية بكل ثقة وقوة‪ ،‬الأمر الذي ي�ؤمن‬
‫لل�رشكات م�صادر التمويل الالزمة ب�أقل تكلفة ممكنة(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬حممد طارق يو�سف‪ ،‬الإف�صاح وال�شفافية ك�أحد مبادئ حوكمة ال�رشكات ومدى ارتباطها باملعايري املحا�سبية‪ ،‬بحث‬
‫�ضمن كتاب بحوث و�أوراق عمل م�ؤمتر حوكمة ال�رشكات و�أ�سواق املال العربية ‪� -‬رشم ال�شيخ‪ ،‬م�رص‪ ،‬من�شورات‬
‫العربية للتنمية الإدارية‪ ،‬م�رص‪� ،2007 ،‬ص ‪.07‬‬
‫(‪ )2‬ذياب م�سرتاحي‪ ،‬هيئة �أ�سواق املال ت�صدر قواعد حوكمة ال�رشكات‪  ،‬هيئة ال�سوق املالية‪ ،‬حوكمة ال�رشكات‪ ،‬اململكة‬
‫‪http://www.bakheetgroup.com/pdf/Ebooks/Book_13.pdf‬‬ ‫العربية ال�سعودية‪� ،‬ص ‪.6 ،5‬‬
‫(‪� )3‬أنظر‪ : ‬عبد النا�رص �إبراهيم نور‪ ،‬حممد غادر‪ ،‬حممد حممود ب�شايرة‪ :‬مدى ت�أثري االلتزام مببادئ حوكمة ال�رشكات يف‬
‫ت�ضييق فجوة التوقعات يف الأردن‪ ،‬جملة الزرقاء للبحوث والدرا�سات الإن�سانية‪ ،‬العدد الثاين‪ ،‬املجلد الرابع ع�رش‪،‬‬
‫كانون الأول ‪ ،2014‬جامعة الزرقاء‪ ،‬الأردن‪� ،‬ص ‪.166‬‬

‫‪ 504‬مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪2016‬‬
‫د‪ .‬بن �صغري مراد‬

‫‪ -‬تعزيز الإجراءات الرقابية و�إجراءات التدقيق‪ :‬فمما ال �شك فيه �أن املمار�سة اجليدة‬
‫لقواعد احلوكمة تقت�ضي �ضبط ممار�سات و�سلوكيات القائمني على ال�رشكة‪ ،‬و�أن‬
‫تقوم ال�رشكة بااللتزام بكل القوانني والتعليمات ال�صادرة من اجلهات الرقابية من‬
‫جهة‪ ،‬واتباع ال�سيا�سات ونظم العمل الداخلية لدى ال�رشكة من جهة �أخرى‪ ،‬مما‬
‫يتيح املجال لقيام ال�رشكة بالرقابة الذاتية على �أن�شطتها‪ ،‬الأمر الذي ي�سهم يف تقليل‬
‫تتعر�ض لها ال�رشكة(‪.)1‬‬
‫املخاطر التي قد ّ‬
‫‪ -‬حتقيق العدالة و�ضمان احليادية وتعزيز ال�شفافية والنزاهة‪� :‬إذ تهدف‬
‫قواعد احلوكمة من خالل تطبيق املبادئ التي تت�ضمنها �إىل تكري�س فكرة احلياد‬
‫والعدالة وتعزيز الثقة وال�شفافية واملعاملة النزيهة جلميع الأطراف من امل�ساهمني‬
‫وامل�ستثمرين وغريهم من �أ�صحاب امل�صالح‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على �إزالة تعار�ض امل�صالح‪ :‬تقوم قواعد حوكمة ال�رشكة على حتفيز‬
‫اتباع �سلوك النهج القومي يف تعاملها مع الأطراف ذات العالقة بني جميع الفئات‬
‫املختلفة يف ال�رشكة �سواء من داخلها �أو خارجها‪ ،‬ف�ض ًال عن جتنب كل املمار�سات‬
‫يعر�ض‬
‫غري ال�سليمة التي قد ت�ؤدي �إىل ت�ضارب امل�صالح وتعار�ض الأهداف مما ّ‬
‫ال�رشكة مل�شاكل مالية اقت�صادية(‪.)2‬‬
‫‪ -‬دعم الدور االجتماعي لل�رشكات‪ :‬تعمل قواعد احلوكمة على ت�شجيع ال�رشكات‬
‫على القيام بدور اجتماعي �أكرث فاعلية‪� ،‬إذ �أنها جتعل ال�رشكات تقوم بتو�سيع نطاق‬
‫�أن�شطتها لت�شمل �أن�شطة �أخرى �إىل جانب �أن�شطتها الرئي�سية‪ ،‬مثل تنفيذ الدرا�سات‬
‫والبحوث التي تعود بالنفع على ال�رشكة واملجتمع والبيئة واالقت�صاد‪� ،‬أخذ ًا بعني‬
‫االعتبار الأركان الثالثة للتنمية امل�ستدامة ممثلة يف النمو االقت�صادي والتقدم‬
‫االجتماعي وحماية البيئة‪.‬‬

‫(‪ )1‬م�صطفى ح�سن ب�سيوين ال�سعدين‪ :‬ال�شفافية والإف�صاح يف �إطار حوكمة ال�رشكات‪ ،‬بحث �ضمن كتاب بحوث و�أوراق‬
‫عمل ندوة حوكمة ال�رشكات العامة واخلا�صة من �أجل الإ�صالح االقت�صادي والهيكلي‪ ،‬القاهرة‪� ، 2006 ،‬ص ‪.143‬‬
‫(‪� )2‬رشيفي عمر‪ ،‬دور و�أهمية احلوكمة يف ا�ستقرار النظام امل�رصيف‪ ،‬بحث �ضمن كتاب بحوث و�أوراق عمل امللتقى‬
‫العلمي الدويل الأزمة املالية واالقت�صادية الدولية واحلوكمة العاملية‪ ،‬املنعقد يومي ‪ 20‬و‪� 21‬أكتوبر ‪ ،2009‬جامعة‬
‫فرحات عبا�س‪� ،‬سطيف ‪ -‬اجلزائر‪� ،‬ص ‪.06‬‬

‫مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪505 2016‬‬
‫مساهمة آليات حوكمة الشركات يف االرتقاء بكفاءة األسواق املالية‬

‫فعالة لتح�سني‬‫بناء على ما تقدم‪ ،‬يظهر جلي ًا �أن تطبيق �آلية احلوكمة يعد �ضمانة ّ‬
‫�أداء ال�رشكات التجارية وجلب ر�ؤو�س الأموال وت�شجيع امل�ستثمرين‪ ،‬ف�ض ًال عن كونها‬
‫�سد ح�صانة �ضد كل نفوذ �أو تغليب م�صلحة‪ ،‬بل و�ضد كل �أ�شكال الف�ساد الإداري‬
‫واملايل التي تعرفها ال�رشكات التجارية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫أهداف الحوكمة ومعاييرها‬
‫وجدت احلوكمة عقب �أزمات مالية واقت�صادية �صعبة‪ ،‬فكان من مبادئها وقواعدها حتقيق‬
‫�أهداف ذات �أبعاد متعددة‪ ،‬ف�ضال عن اعتمادها على معايري دقيقة و�أ�س�س ثابتة لتحقيق مزيد‬
‫من الأرباح واحلفاظ على اال�ستقرار املايل لل�رشكات وحت�سني �أداء الأ�سواق املالية‪.‬‬
‫أو ًال ‪ -‬أهداف الحوكمة ‪:‬‬
‫ت�سعى احلوكمة من خالل �أهدافها �إىل حتقيق رفع كفاءة �أداء امل�ؤ�س�سات وو�ضع الأنظمة‬
‫الكفيلة بتخفيف �أو تقليل الغ�ش وت�ضارب امل�صالح والت�رصفات غري امل�س�ؤولة‪ ،‬ف�ضال عن‬
‫و�ضع �أنظمة للرقابة على �أداء تلك امل�ؤ�س�سات و�إيجاد جهاز يحدد توزيع كافة احلقوق‬
‫وامل�س�ؤوليات وحتديد القواعد والإجراءات واملخططات املتعلقة ب�سري العمل داخل امل�ؤ�س�سة‪.‬‬
‫وميكن �إجمال الأهداف التي ميكن حتقيقها نتيجة تطبيق نظم احلوكمة مبا يلي(‪:)1‬‬
‫(‪ )1‬ملزيد من التو�سع واالطالع ب�ش�أن هذه الأهداف انظر‪:‬‬
‫‪ -‬طالب عالء فرحان‪� ،‬إميان �شيحان امل�شهداين‪ ،‬احلوكمة امل�ؤ�س�سية والأداء املايل الإ�سرتاتيجي للم�صارف‪ ،‬الطبعة‬
‫الأوىل‪ ،‬دار ال�صفاء‪ ،‬عمان‪ ،‬الأردن‪� ،2011 ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ -‬حم�سن �أحمد حممد اخل�ضريي‪ ،‬حوكمة ال�رشكات‪ ،‬جمموعة النيل العربية للطباعة والن�رش والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪� ،2005 ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪� -‬إبراهيم العي�سوي‪ ،‬التنمية يف عامل متغري ‪ -‬درا�سة يف مفهوم التنمية وم�ؤ�رشاتها‪ ،‬دار ال�رشوق‪ ،‬القاهرة‪� ،2003 ،‬ص‪.36‬‬
‫‪ -‬رافد عبيد النوا�س‪� ،‬أثر حوكمة ال�رشكات على جودة �أداء مراقب احل�سابات �أمنوذج مقرتح‪ ،‬جملة العلوم‬
‫االقت�صادية والإدارية‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬املجلد الرابع‪ ،‬العدد ‪� ،02‬ص ‪.53‬‬
‫‪� -‬سيد عبدالرحمن عبا�س بله‪ ،‬دور تطبيق حوكمة ال�رشكات يف ممار�سة �أ�ساليب املحا�سبة الإبداعية‪ ،‬جملة العلوم‬
‫االقت�صادية وعلوم الت�سيري‪ ،‬جامعة امللك �سعود‪ ،‬الريا�ض‪ ،‬العدد ‪� ،2012 ،12‬ص ‪.57 ،56‬‬
‫‪ -‬مناور حداد ‪ ،‬دور حوكمة ال�رشكات يف التنمية االقت�صادية‪ ،‬بحث مقدم للم�ؤمتر العلمي الأول حول حوكمة ال�رشكات ودورها‬
‫يف الإ�صالح االقت�صادي‪ ،‬املنعقد يومي ‪ 15‬و‪ 16‬ت�رشين الأول ‪ ،2008‬كلية االقت�صاد‪ ،‬جامعة دم�شق (�سوريا)‪� ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -‬برو�ش زين الدين‪ ،‬دهيمي جابر‪ ،‬دور �آليات احلوكمة يف احلد من الف�ساد املايل والإداري‪ ،‬بحث مقدم للملتقى‬
‫الوطني حول حوكمة ال�رشكات ك�آلية للحد من الف�ساد املايل والإداري‪ ،‬املنعقد يومي ‪ 7 6‬ماي ‪ ،2012‬كلية العلوم‬
‫االقت�صادية والتجارية وعلوم الت�سيري‪ ،‬جامعة حممد خي�رض‪ ،‬ب�سكرة (اجلزائر)‪� ،‬ص ‪.4‬‬

‫‪ 506‬مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪2016‬‬
‫د‪ .‬بن �صغري مراد‬

‫‪ -‬الف�صل بني امللكية والإدارة والرقابة على الأداء‪ ،‬والعمل على �إ�رشاك امل�ساهمني‬
‫واملوظفني والدائنني واملقر�ضني ومتكينهم من مراقبة �أداء ال�رشكة‪.‬‬
‫‪ -‬حت�سني عملية �صنع القرار يف ال�رشكات بزيادة �إح�سا�س املديرين بامل�س�ؤولية‬
‫و�إمكانية حما�سبتهم من خالل اجلمعية العامة‪ ،‬ق�صد حت�سني الكفاءة االقت�صادية‬
‫لل�رشكات‪.‬‬
‫‪ -‬حتقيق العدالة وتكري�س ال�شفافية يف معامالت ال�رشكة وتعزيز حق امل�ساءلة مبا‬
‫ي�سمح لكل ذي م�صلحة مراجعة الإدارة‪ ،‬على اعتبار �أن احلوكمة تدعم عن�رصي‬
‫النزاهة وال�شفافية من خالل حت�سني درجة ال�شفافية والو�ضوح والإف�صاح ون�رش‬
‫البيانات واملعلومات‪ ،‬وكبح خمالفات الإدارة‪.‬‬
‫‪ -‬حماية حقوق امل�ساهمني وم�صاحلهم من خالل و�ضع الإ�سرتاتيجية اال�ستثمارية‬
‫ال�سليمة‪.‬‬
‫‪� -‬ضمان ال�شفافية والعدالة وامل�ساواة وحت�سني م�ستوى التنمية االقت�صادية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬التزام ال�رشكات بال�سلوكيات الأخالقية واملمار�سات املهنية ال�سليمة والآمنة‪ ،‬مع‬
‫االلتزام بالقوانني واللوائح وال�ضوابط الرقابية والإ�رشافية‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة م�صالح العمل والعمال وتوزيع ال�صالحيات وامل�س�ؤوليات مبا ي�ضمن‬
‫تعزيز الرقابة وال�ضبط الداخلي‪ ،‬مع العمل على منع الو�ساطة واملح�سوبية واحلد‬
‫من ا�ستغالل ال�سلطة لغري امل�صلحة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬تعميق دور �أ�سواق املال يف تنمية االدخار وت�شجيع اال�ستثمار املحلي والأجنبي من‬
‫خالل زيادة ثقة امل�ستثمرين يف �أ�سواق املال لتدعيم املواطنة اال�ستثمارية‪ ،‬والعمل‬
‫على زيادة الربحية وخلق املزيد من فر�ص العمل اجلديدة‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة قدرة امل�رشوعات على حت�سني موقفها التناف�سي وجذب ا�ستثمارات ور�ؤو�س‬
‫�أموال �أخرى‪.‬‬
‫‪� -‬إدخال اعتبارات الق�ضايا البيئية والأخالقية يف منظومة �صنع القرار‪.‬‬

‫مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪507 2016‬‬
‫مساهمة آليات حوكمة الشركات يف االرتقاء بكفاءة األسواق املالية‬

‫ثاني ًا ‪ -‬معايير الحوكمة‪:‬‬


‫�إن االهتمام املتزايد باحلوكمة جعل امل�ؤ�س�سات الفاعلة يف هذا امليدان ت�ضع لها‬
‫معايري من �أجل التطبيق ال�سليم‪ ،‬وبالتايل حتقيق الأهداف املرجوة منها والتي ذكرنا‬
‫بع�ضها �آنف ًا‪ ،‬وقد حر�صت العديد من امل�ؤ�س�سات على و�ضع معايري حمددة لتطبيق‬
‫احلوكمة‪ ،‬ولعلنا ن�ستعر�ض �أهم تلك املعايري فيما يلي‪:‬‬
‫�أ ‪ -‬معايري منظمة التعاون االقت�صادي والتنمية ‪:OECD‬‬
‫تو�صلت منظمة التعاون االقت�صادي والتنمية �سنة ‪� 1999‬إىل و�ضع خم�سة معايري‬
‫تخ�ص حوكمة ال�رشكات ب�صفة عامة‪ ،‬وقد �أدخلت عليها تعديالت �سنة ‪ 2004‬حيث‬
‫�أ�صبحت �ستة معايري‪ ،‬وقد اعتمدت معظم دول العامل على هذه املعايري يف تطوير نظام‬
‫حوكمة امل�ؤ�س�سات فيها‪ ،‬وجنمل هذه املعايري فيما يلي‪:‬‬
‫‪� æ‬ضمان وجود �أ�سا�س لنظام فعال حلوكمة ال�رشكات‪ :‬حيث يقت�ضي هذا املعيار �أن‬
‫ي�ساهم نظام حوكمة ال�رشكات يف حتقيق ال�شفافية وكفاءة الأ�سواق من جهة‪ ،‬كما‬
‫يجب �أن يكون من�سجم ًا مع �أحكام القانون‪ ،‬و�أن ي�صاغ بو�ضوح لتوزيع وتقييم‬
‫امل�س�ؤوليات مع الهي�آت املتخ�ص�صة (الإ�رشاف‪ ،‬التنظيم‪ ،‬التنفيذ والرقابة)(‪.)1‬‬
‫‪ æ‬حفظ حقوق جميع امل�ساهمني‪ :‬من خالل اعتماد خطوات عملية منها‪ :‬نقل ملكية‬
‫الأ�سهم‪ ،‬احلق يف اختيار جمل�س الإدارة‪ ،‬حق الت�صويت وامل�شاركة يف اجتماعات‬
‫اجلمعية العامة لل�رشكة‪.‬‬
‫‪ æ‬امل�ساواة بني جميع امل�ساهمني‪ :‬مبعنى املعاملة املت�ساوية بني جميع حاملي الأ�سهم‬
‫مواطنني �أو �أجانب من حيث حقهم يف االطالع ومعرفة كل ما يتعلق باملعامالت‬
‫واال�ستفادة من الأرباح(‪.)2‬‬
‫‪ æ‬الإف�صاح وال�شفافية‪ :‬وي�شمل الإف�صاح عن كافة �أعمال ال�رشكة مبا فيها الو�ضع‬
‫املادي والأداء وامللكية‪ ،‬ف�ض ًال عن املعلومات الهامة ودور مراقب احل�سابات يف‬
‫(‪ )1‬حممد م�صطفى �سليمان‪ :‬حوكمة ال�رشكات ومعاجلة الف�ساد املايل والإداري‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬الإ�سكندرية‪� ، 2006 ،‬ص ‪.42‬‬
‫(‪ )2‬حمادي نبيل‪� ،‬أثر تبني امل�ؤ�س�سات اجلزائرية للحوكمة على جودة املراجعة املالية ‪ -‬درا�سة ميدانية‪ ،‬جملة البحوث‬
‫والدرا�سات العلمية‪ ،‬العدد ‪ ،2012 ،06‬جامعة املدية‪ ،‬اجلزائر‪� ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪ 508‬مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪2016‬‬
‫د‪ .‬بن �صغري مراد‬

‫ال�رشكة‪ ،‬ويتم الإف�صاح عن املعلومات بكل �شفافية وبطريقة عادلة بني جميع‬
‫امل�ساهمني و�أ�صحاب امل�صالح ويف الوقت املنا�سب(‪.)1‬‬
‫‪ æ‬م�س�ؤوليات جمل�س �إدارة ال�رشكة‪ :‬ويتعلق هذا املعيار بجهاز جمل�س الإدارة‬
‫وواجباته القانونية‪ ،‬وكيفية اختيار �أع�ضائه ومهامه‪ ،‬ودوره يف الإ�رشاف على‬
‫الإدارة التنفيذية(‪.)2‬‬
‫‪ æ‬دور �أ�صحاب امل�صالح يف �أ�ساليب ممار�سة �سلطات الإدارة بال�رشكة‪ :‬ويق�صد‬
‫ب�أ�صحاب امل�صالح البنوك والعاملني وحملة ال�سندات واملوردين والعمالء‪...‬الخ‪.‬‬
‫وي�شمل هذا املعيار احرتام حقوقهم القانونية والتعوي�ض عن �أي انتهاك لها‪ ،‬ف�ض ًال‬
‫عن �آليات م�شاركتهم الفعالة يف الرقابة على ال�رشكة‪.‬‬

‫ب ‪ -‬معايري جلنة بازل للرقابة امل�رصفية العاملية‪:‬‬


‫و�ضعت جلنة بازل يف عام ‪1999‬م تعليمات و�إر�شادات تتعلق باحلوكمة يف‬
‫امل�ؤ�س�سات امل�رصفية واملالية‪ ،‬و�أهم هذه التعليمات هي(‪:)3‬‬
‫‪ æ‬و�ضع مواثيق �رشف بني امل�ؤ�س�سات لتحقيق وتطبيق الت�رصفات ال�سليمة واجليدة‬
‫بني هذه امل�ؤ�س�سات‪.‬‬
‫‪ æ‬و�ضع �إ�سرتاتيجية لل�رشكة معدة ب�شكل جيد مب�شاركة وم�ساهمة الأفراد فيها‪،‬‬
‫والتي مبوجبها ميكن قيا�س جناحها الكلي‪.‬‬
‫‪ æ‬حتديد وتوزيع امل�س�ؤوليات ومراكز اتخاذ القرار ب�شكل عادل و�سليم بني �أفراد املجل�س‪.‬‬

‫(‪ )1‬بن التومي �سارة‪ ،‬فو�ضيلي �سمية‪ ،‬دور التدقيق الداخلي يف �إطار حوكمة ال�رشكات‪ ،‬بحث مقدم للم�ؤمتر الدويل الأول‬
‫حول املحا�سبة واملراجعة يف بيئة الأعمال الدولية‪ ،‬املنعقد يومي ‪ 04‬و‪ 05‬دي�سمرب ‪ ،2012‬كلية العلوم االقت�صادية‪،‬‬
‫جامعة امل�سيلة (اجلزائر)‪� ،‬ص ‪.16‬‬
‫(‪ )2‬في�صل حممود ال�شواورة‪ ،‬قواعد احلوكمة وتقييم دورها يف مكافحة ظاهرة الف�ساد والوقاية منه يف ال�رشكات‬
‫امل�ساهمة العامة الأردنية‪ ،‬جملة جامعة دم�شق للعلوم االقت�صادية والقانونية‪ ،‬املجلد اخلام�س والع�رشون‪ ،‬العدد‬
‫‪� ، 2009 ،02‬ص ‪.127‬‬
‫(‪ )3‬راجع يف هذا ال�ش�أن‪ :‬دادن عبد الغني‪� ،‬سعيدة تلي‪ ،‬فعالية احلوكمة ودورها يف احلد من الف�ساد املايل والإداري‪ ،‬بحث‬
‫مقدم للملتقى الوطني حول حوكمة ال�رشكات ك�آلية للحد من الف�ساد املايل والإداري‪ ،‬املنعقد يومي ‪ 06‬و‪ 07‬مايو‬
‫‪ ،2012‬كلية العلوم االقت�صادية والتجارية وعلوم الت�سيري‪ ،‬جامعة حممد خي�رض‪ ،‬ب�سكرة (اجلزائر)‪� ،‬ص ‪.05‬‬
‫حممد ح�سن يو�س‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.07‬‬

‫مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪509 2016‬‬
‫مساهمة آليات حوكمة الشركات يف االرتقاء بكفاءة األسواق املالية‬

‫‪� æ‬إيجاد نظام �ضبط قوي وفعال يت�ضمن مهام التدقيق الداخلي واخلارجي و�إدارة‬
‫م�ستقلة للمخاطر عن خطوط العمل مع مراعاة تنا�سب ال�سلطات مع امل�س�ؤوليات‪.‬‬
‫‪� æ‬إيجاد �صيغ و�آليات تبني نوع و�شكل التعاون بني جمل�س الإدارة ومدققي احل�سابات‪.‬‬
‫‪� æ‬إيجاد نوع من املراقبة ملراكز املخاطر يف املواقع التي يزداد فيها ت�ضارب امل�صالح‪ ،‬مثل عالقات‬
‫العمل مع املقرت�ضني ممن لهم ارتباط بال�رشكة وكبار امل�ساهمني والإدارة العليا‪.‬‬
‫‪ æ‬تطبيق العدالة وامل�ساواة عند توزيع احلوافز املادية والإدارية �سواء بني املديرين �أو‬
‫املوظفني‪� ،‬سواء كانت احلوافز مادية �أو �إدارية �أو ترقيات ‪.‬‬
‫‪� æ‬ضمان توفري وتدفق املعلومات ب�شكل منا�سب(‪.)1‬‬
‫وجدير بالإ�شارة �أن جلنة بازل قد �أظهرت تركيز ًا على نواحي احلوكمة مثل‬
‫ممار�سات جمل�س الإدارة‪ ،‬والإدارة العليا‪ ،‬و�إدارة و�ضوابط املخاطر‪ ،‬واملكاف�آت‪ ،‬وهيكل‬
‫ال�رشكات املُع ّقد �أو املبهم‪ ،‬ومبد�أ الإف�صاح وال�شفافية وغريها من اجلوانب املهمة‬
‫والأ�سا�سية يف حوكمة ال�رشكات‪.‬‬
‫ج ‪ -‬معايري م�ؤ�س�سة التمويل الدولية‪:‬‬
‫يف عام ‪2003‬م و�ضعت م�ؤ�س�سة التمويل الدولية التابعة للبنك الدويل قواعد و�أ�س�س‬
‫ومعايري مالية و�إدارية هدفها دعم احلوكمة داخل امل�ؤ�س�سات‪ ،‬و�أهم هذه املعايري هي‪:‬‬
‫‪ æ‬املمار�سات اجليدة واملقبولة للحكم اجليد الرا�شد‪.‬‬
‫‪� æ‬إيجاد خطوات جديدة ت�ضمن احلكم اجليد اجلديد‪.‬‬
‫‪� æ‬إ�سهامات �أ�سا�سية لتطوير وحت�سني احلكم اجليد حملي ًا‪.‬‬
‫‪ æ‬القيادة اجليدة واملتميزة(‪.)2‬‬

‫‪(1) Oman Charles: Blume Daniel: la gouvernance d’entreprise - un défit pour le dévelop-‬‬
‫‪pement, Repères n° 03, centre de développement de l’OCDE, p14.‬‬
‫‪http://www.usinfo.state.gov./journals/ites/0205/.ijee/wray.htm‬‬
‫وانظر يف هذا املعنى‪ :‬برو�ش زين الدين‪ ،‬دهيمي جابر‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.08 ،07‬‬
‫(‪ )2‬مناور حداد‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.09‬‬
‫دادن عبد الغني‪� ،‬سعيدة تلي‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.06‬‬

‫‪ 510‬مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪2016‬‬
‫د‪ .‬بن �صغري مراد‬

‫وبعد التطرق لتف�صيل مفهوم احلوكمة‪ ،‬نتناول يف املطلب التايل املبادئ والقواعد‬
‫الأ�سا�سية التي تقوم عليها حوكمة ال�رشكات‪.‬‬

‫املطلب الثاني‬
‫املبادئ األساسية للحوكمة‬
‫تعترب املبادئ الأ�سا�سية للحوكمة مبثابة الركائز اجلوهرية لنجاحها‪� ،‬إذ �أن‬
‫هذه املبادئ ت�شكل قواعد �أ�سا�سية ومعايري �رضورية ت�شرتك يف جمملها للم�ساهمة‬
‫يف تطبيق �آلية حوكمة ال�رشكات ق�صد حت�سني الأداء وترقية الكفاءة والقدرة وتنمية‬
‫روح التناف�سية مبا ي�سهم يف تفعيل دور الأ�سواق املالية وتطوير االقت�صاد‪ .‬وبناء عليه‬
‫�سنتناول القواعد الأ�سا�سية للحوكمة �أو ًال‪ ،‬ثم نتطرق لأهم مبادئها‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫القواعد الرئيسية للحوكمة‬
‫تقوم حوكمة ال�رشكات على �أربعة مقومات �أو قواعد �أ�سا�سية وتتمثل يف ال�شكل‬
‫التايل(‪:)1‬‬
‫أو ًال ‪ -‬اإلطار القانوني‪:‬‬
‫ي�شكل الإطار العام وامل�سئول عن حتديد حقوق امل�ساهمني واخت�صا�صات كل‬
‫طرف من الأطراف الأ�سا�سية املعنية بال�رشكة‪ ،‬ال�سيما الأع�ضاء امل�ؤ�س�سني واجلمعية‬
‫العمومية للم�ساهمني والأفراد امل�ساهمني وجمل�س الإدارة وجلانه الرئي�سية ومراقب‬
‫احل�سابات‪ ،‬ف�ض ًال عن عقوبات انتهاك هذه احلقوق والتق�صري يف امل�س�ؤوليات وجتاوز‬
‫تلك االخت�صا�صات‪ ،‬من جهة �أخرى يجب �أن يحدد الإطار القانوين للحوكمة اجلهة‬
‫احلكومية املنوط بها مراقبة تطبيق �إجراءات احلوكمة‪ ،‬الأمر الذي ي�ستدعي �أال يرتك‬
‫نظام احلوكمة بكامله لل�رشكات واعتباره �ش�أن ًا داخلي ًا لها‪ ،‬ذلك �أنه لن يختلف حينئذ‬
‫(‪ )1‬عدنان بن حيدر بن دروي�ش‪ ،‬حوكمة ال�رشكات ودور جمل�س الإدارة‪ ،‬احتاد امل�صارف العربية‪ ،‬بريوت‪� ،2007،‬ص‬
‫‪.35 ،34‬‬
‫دادن عبد الغني‪� ،‬سعيدة تلي‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.06‬‬

‫مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪511 2016‬‬
‫مساهمة آليات حوكمة الشركات يف االرتقاء بكفاءة األسواق املالية‬

‫عن نظام الرقابة الداخلية ولن يحقق الأهداف املرجوة للحوكمة‪ .‬فالرقابة الداخلية‬
‫لي�ست �صمام �أمان من الغ�ش واالحتيال يف ال�رشكات‪ ،‬ال�سيما يف ظل وجود ما يدلل على‬
‫االجتار بقوانني مراقبة ال�رشكات‪.‬‬

‫ثاني ًا ‪ -‬اإلطار التنظيمي‪:‬‬


‫ويقوم على عن�رصين هما النظام الأ�سا�سي لل�رشكة‪ ،‬والهيكل التنظيمي لها‬
‫مو�ضح ًا فيه �أ�سماء واخت�صا�صات رئي�س و�أع�ضاء وجلان جمل�س الإدارة‪ ،‬وكذلك‬
‫�أ�سماء واخت�صا�صات املديرين التنفيذيني‪.‬‬

‫ثالث ًا ‪ -‬اإلطار املؤسسي‪:‬‬


‫يت�ضمن هذا الإطار امل�ؤ�س�سات احلكومية الرقابية املنظمة لعمل ال�رشكات‪ ،‬مثل‬
‫الهيئة العامة ل�سوق املال(‪ ،)1‬والرقابة املالية للدولة والبنوك املركزية والهيئات الرقابية‬
‫والهيئات غري احلكومية امل�ساندة لل�رشكات دون ا�ستهداف الربح كاجلمعيات العلمية‬
‫واملهنية واملدنية املعنية واجلمعيات الأهلية املعنية كجمعيات حماية امل�ستهلك وجمعيات‬
‫حماية البيئة وغريها‪ ،‬ف�ض ًال عن امل�ؤ�س�سات غري احلكومية الهادفة للربح مثل �رشكات‬
‫ومكاتب املحا�سبة واملراجعة واملحاماة والت�صنيف االئتماين والتحليل املايل‪ ،‬و�رشكات‬
‫الو�ساطة يف الأوراق املالية وغريها‪ ،‬دون �أن نغفل الدور الفعال للم�ؤ�س�سات العلمية‬
‫كاجلامعات ومراكز البحث التي يقع على عاتقها عبء تطوير نظم احلوكمة ون�رش‬
‫ثقافتها‪ .‬وينبغي �أن تقوم جميع هذه امل�ؤ�س�سات ب�أدوارها بكفاءة و�أمانة ونزاهة‬
‫و�شفافية من �أجل �صالح ال�رشكات والنهو�ض باالقت�صاد وتطويره(‪.)2‬‬

‫رابع ًا ‪ -‬روح االنضباط والجدية واملثابرة‪:‬‬


‫انطالق ًا من احلر�ص على امل�صلحة العامة لل�رشكة‪ ،‬وت�شجيع جميع العاملني فيها‬
‫على امل�ساهمة الفعالة بكامل الإمكانات يف حت�سني �أدائها وتعظيم قيمتها وقدراتها‬
‫(‪ )1‬انظر مثال‪ :‬املادتني ‪ 02‬و‪ 03‬من القانون الكويتي رقم ‪ 07‬ل�سنة ‪ 2010‬ب�ش�أن �إن�شاء هيئة �أ�سواق املال وتنظيم ن�شاط‬
‫الأوراق املالية‪ ،‬ج‪.‬ر رقم ‪ 964‬لل�سنة ال�ساد�سة واخلم�سون‪ ،‬بتاريخ ‪ .2010/02/28‬واملادة ‪ 05‬من القانون‬
‫القطري رقم ‪ 08‬ل�سنة ‪ 2012‬ب�ش�أن هيئة قطر للأ�سواق املالية‪ .‬املادة ‪ 04‬من املدونة اجلزائرية حلوكمة ال�رشكات‬
‫ال�صادرة بتاريخ‪.2009/03/11 :‬‬
‫(‪ )2‬حمادي نبيل‪ : ‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪ 512‬مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪2016‬‬
‫د‪ .‬بن �صغري مراد‬

‫التناف�سية‪ ،‬من خالل العمل على ن�رش ثقافة احلوكمة يف ال�رشكة‪ ،‬وتفعيلها بقدر‬
‫الإمكان من منطلق �أن ال�رشكة �سفينة جميع الأطراف الركاب ينبغي �إخراجها �إىل بر‬
‫الأمان‪� ،‬إذ �أن م�صلحة اجلميع تقت�ضي احلر�ص على �سالمة ال�رشكة والعمل على‬
‫حت�سني قدراتها التناف�سية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫املبادئ األساسية للحوكمة‬
‫من �أجل بناء نظام �سليم للحوكمة وو�ضع هيكل متكامل لنظام احلوكمة‪ ،‬م�شتم ًال‬
‫على مبادئ حوكمة ال�رشكات‪ ،‬قامت منظمة التعاون االقت�صادي والتنمية يف ماي‬
‫‪ 1999‬ب�إ�صدار هذه املبادئ والتي تعترب حلد الآن الأ�سا�س يف تطبيق حوكمة‬
‫ال�رشكات(‪ .)1‬تت�ضمن تلك املبادئ العديد من التعديالت الهامة التي �صدرت بعد العديد‬
‫من امل�شاورات العامة املكثفة‪ ،‬وقد وافقت الدول الأع�ضاء يف املنظمة على هذه ال�صياغة‬
‫املعدلة للمبادئ يف ‪� 22‬أفريل ‪ 2004‬والتي تتكون من �ستة مبادئ‪ ،‬كما �أنه يف �شهر‬
‫نوفمرب من عام ‪ 2015‬مت تثمني وحتديث تلك املبادئ من منظمة التعاون االقت�صادي‬
‫والتنمية نف�سها‪ ،‬خا�صة ما يتعلق بال�شفافية‪ ،‬حقوق امل�ساهمني‪� ،‬إدارة املخاطر املرتبطة‬
‫بتعامالت الأطراف ذوي العالقة‪ ،‬ف�ض ًال عن الت�أكيد على البيئة القانونية والت�رشيعية‬
‫التي ت�شجع احلوكمة ال�سليمة‪ ،‬والتي تعترب مبثابة حجر الزاوية يف تعزيز فر�ص‬
‫تطور ومنو م�ؤ�س�سات و�رشكات القطاع اخلا�ص‪ ،‬من خالل الدور الذي ميكن �أن‬
‫ت�ؤديه ال�سلطات الإ�رشافية والرقابية وامل�ؤ�س�سات الإقليمية والدولية يف تقوية الإطار‬
‫القانوين والت�رشيعي للحوكمة‪.‬‬

‫(‪ )1‬منظمة التعاون االقت�صادي والتنمية (‪ : )OECD‬مبادئ منظمة التعاون االقت�صادي والتنمية‪ ،‬مركز امل�رشوعات الدولية‬
‫اخلا�صة‪� ،‬ص ‪ http//: ww.cipe-arabia.org/pdfhelp.asp .57 – 19‬تاريخ االطالع‪.2016/4/3 :‬‬
‫وانظر‪ :‬موقع منظمة التعاون االقت�صادي والتنمية ‪ http//: www.oecd.org‬تاريخ االطالع‪.2016/4/3 :‬‬
‫راجع لتف�صيل �أكرث ب�ش�أن هذه املبادئ‪ :‬فريد عبة‪ ،‬مرمي طبني‪ ،‬دور مبادئ حوكمة ال�رشكات يف معاجلة الف�ساد املايل‬
‫والإداري‪ ،‬بحث مقدم للملتقى الوطني حول حوكمة ال�رشكات ك�آلية للحد من الف�ساد املايل والإداري‪ ،‬املنعقد يومي‬
‫‪ 06‬و‪ 07‬مايو ‪ ،2012‬كلية العلوم االقت�صادية والتجارية وعلوم الت�سيري‪ ،‬جامعة حممد خي�رض‪ ،‬ب�سكرة (اجلزائر)‪،‬‬
‫�ص ‪ 09‬وما بعدها‪.‬‬

‫مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪513 2016‬‬
‫مساهمة آليات حوكمة الشركات يف االرتقاء بكفاءة األسواق املالية‬

‫ولعلنا ن�شري �إىل هذه املبادئ التي اعتربت مبثابة مرجعيات لال�ستعانة واال�سرت�شاد‬
‫بها‪ ،‬والتي ميكن تلخي�صها كما يلي‪:‬‬

‫أو ًال ‪ -‬ضمان وجود إطار فعال لحوكمة الشركات‪:‬‬


‫يعمل على ت�شجيع �شفافية وكفاءة الأ�سواق‪� ،‬رشيطة �أن يكون متوافق ًا مع �أحكام‬
‫القانون‪ ،‬و�أن يحدد بو�ضوح توزيع امل�س�ؤوليات بني خمتلف اجلهات الإ�رشافية‬
‫والتنظيمية والتنفيذية(‪.)1‬‬

‫ثاني ًا ‪ -‬حفظ حقوق املساهمني‪:‬‬


‫من املبادئ الأ�سا�سية للحوكمة �أن يكون �إطار �أ�ساليب ممار�سة احلوكمة يف‬
‫يكر�س احلماية املطلوبة حلقوق امل�ساهمني‪ ،‬الأمر الذي ي�ستدعي �أن يكون‬ ‫ال�رشكات ّ‬
‫امل�ساهمون على دراية تامة مبا يحدث داخل ال�رشكة و�أن تكون لديهم القدرة الكاملة‬
‫على فهم ومعرفة و�إدراك كافة النواحي اخلا�صة بالقوائم املالية املتعلقة باحلفاظ على‬
‫حقوقهم ورعاية م�صاحلهم(‪.)2‬‬

‫ثالث ًا ‪ -‬املعاملة املتساوية للمساهمني‪:‬‬


‫من احلقوق البارزة للم�ساهمني امل�ساواة بينهم جميع ًا دون متييز‪ ،‬م�ساهمي‬
‫الأقلية وامل�ساهمني الأجانب‪ ،‬كما يجب �أن يعامل امل�ساهمون املنتمون �إىل فئة واحدة‬
‫معاملة عادلة ومت�ساوية(‪.)3‬‬

‫رابع ًا ‪ -‬دور أصحاب املصالح في حوكمة الشركات‪:‬‬


‫تقت�ضي مبادئ حوكمة ال�رشكات حتديد دور �أ�صحاب امل�صالح من موردين‬
‫ومقر�ضني وموظفني وم�ستهلكني وغريهم كما يحددها القانون‪� ،‬إ�ضافة �إىل احرتام‬

‫(‪ )1‬زينب عو�ض اهلل‪ ،‬بع�ض مالحظات على قانون رقم ‪ 7‬ل�سنة ‪ 2010‬الكويتي والئحته التنفيذية ب�ش�أن �إن�شاء هيئة �أ�سواق‬
‫املال وتنظيم ن�شاط الأوراق املالية‪ ،‬حلقة نقا�شية حول قانون هيئة �أ�سواق املال الكويتي بعد مرور �أربعة �أعوام من النفاذ‪،‬‬
‫جملة احلقوق‪ ،‬ملحق العدد ‪ ،03‬ال�سنة ‪( ،29‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‪� /‬سبتمرب ‪2015‬م)‪ ،‬جامعة الكويت‪� ،‬ص ‪.76‬‬
‫(‪ )2‬عبد النا�رص �إبراهيم نور‪ ،‬حممد غادر‪ ،‬حممد حممود ب�شايرة‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.167‬‬
‫(‪ )3‬حممد م�صطفى �سليمان‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.43 ،42‬‬

‫‪ 514‬مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪2016‬‬
‫د‪ .‬بن �صغري مراد‬

‫احلقوق القانونية لأ�صحاب امل�صالح و�إتاحة التعوي�ض عن �أي انتهاك لتلك احلقوق‬
‫وت�شجيع التعاون الفعال بني ال�رشكات و�أ�صحاب امل�صالح(‪.)1‬‬

‫خامس ًا ‪ -‬اإلفصاح والشفافية ‪:‬‬


‫ويعترب هذا املبد�أ دعامة رئي�سية من �أهم مبادئ احلوكمة‪� ،‬إذ ينبغي الإف�صاح‬
‫ال�صحيح ويف الوقت املنا�سب عن كافة املو�ضوعات والبيانات الهامة املتعلقة بال�رشكة‬
‫مبا يف ذلك املركز املايل وتطور الأداء‪ ،‬ف�ض ًال عن بيانات حقوق امللكية وكبار امل�ساهمني‪،‬‬
‫وكذلك وجود مراجعة خارجية م�ستقلة بوا�سطة مراجعني �أكفاء وم�ستقلني(‪.)2‬‬

‫سادس ًا ‪ -‬مسؤولية مجلس اإلدارة‪:‬‬


‫يجب �أن تت�ضمن مبادئ حوكمة ال�رشكات حتديد و�ضبط م�س�ؤوليات جمل�س‬
‫الإدارة ب�شكل تكون فيه وا�ضحة وحمددة ومعلنة �سواء من حيث ال�صالحيات‬
‫�أو امل�س�ؤوليات �أو احلقوق والواجبات �أو املزايا والأجور واملكاف�آت‪ ،‬ولعل من �أهم‬
‫م�سئوليات املجل�س مراجعة وتوجيه �إ�سرتاتيجية ال�رشكة وو�ضع املوازنات ال�سنوية‬
‫والإنفاق الر�أ�سمايل‪ ،‬وخطط الن�شاط ومراجعة الأداء و�إدارة املخاطر و�ضمان �سالمة‬
‫التقارير املحا�سبية واملالية لل�رشكة(‪.)3‬‬
‫نخل�ص من كل ما تقدم �أن قواعد ومبادئ احلوكمة قد اختلف ب�ش�أن كونها‬
‫قواعد ا�سرت�شادية �أو قواعد �إلزامية‪ ،‬الأمر الذي يجعل هذا االختالف ي�ؤدي �إىل‬
‫جمموعة من احلقائق مفادها �أن قواعد احلوكمة هي بالأ�سا�س ثقافة و�أ�سلوب‬
‫ونظام يف �آن واحد يف �إدارة ال�رشكات‪ ،‬يقت�ضي الأمر عدم فر�ضها بالقوة تغليب ًا‬

‫(‪� )1‬سيد عبدالرحمن عبا�س بله‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.56‬‬


‫زينب عو�ض اهلل‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.77‬‬
‫(‪ )2‬عبد الوهاب ن�رص علي‪� ،‬شحاتة ال�سيد �شحاتة‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪ 77‬وما بعدها‪.‬‬
‫حممد طارق يو�سف‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص‪.08 ،07‬‬
‫(‪ )3‬حممد طارق يو�سف‪ ،‬حوكمة ال�رشكات والت�رشيعات الالزمة للتطبيق‪ ،‬بحث �ضمن كتاب بحوث و�أوراق عمل ندوة‬
‫حوكمة ال�رشكات العامة واخلا�صة من �أجل الإ�صالح االقت�صادي والهيكلي‪ ،‬القاهرة‪� ، 2006 ،‬ص ‪.126‬‬
‫حمادي نبيل‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.10‬‬
‫في�صل حممود ال�شواورة‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.128 ،127‬‬

‫مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪515 2016‬‬
‫مساهمة آليات حوكمة الشركات يف االرتقاء بكفاءة األسواق املالية‬

‫للجانب اال�سرت�شادي فيها‪ ،‬غري �أن ذلك ال يعني �أن ترتك قواعد احلوكمة دون‬
‫حزم و�إلزام للمعنيني ب�أحكامها‪ ،‬فقواعد ومبادئ احلوكمة ت�صدر يف �شكل ن�صو�ص‬
‫قانونية بغ�ض النظر عن م�صدرها �أو �سندها‪� ،‬سواء من قانون ال�رشكات كما هو‬
‫احلال يف الكويت طبق ًا لن�ص املادة ‪ 217‬من قانون ال�رشكات �أو من ال�سلطة الالئحية‬
‫والتنظيمية التي تتمتع بها اجلهات الرقابية على �أ�سواق املال كما هو احلال يف‬
‫اجلزائر �أو م�رص �أو قطر �أو ال�سعودية‪.‬‬
‫وال�شك �أنه �أمام هذا التذبذب والأخذ والرد بني �رضورة �صدور القواعد يف‬
‫قالب ا�سرت�شادي‪ ،‬وبني واقع �رضورة �صدورها ب�شكل ملزم ينطوي على جزاء‪،‬‬
‫ف�إنه يبدو لنا عملي ًا �أن �أف�ضل خمرج لذلك يتمثل يف اجلمع بينهما ت�أييد ًا لر�أي‬
‫بع�ض الفقه(‪.)1‬‬

‫املبحث الثاني‬
‫آليات الحوكمة لتحسني أداء األسواق املالية‬
‫مما ال�شك فيه �أن فكرة حت�سني �أداء الأ�سواق املالية والرفع من كفاءتها وقدرتها‬
‫التناف�سية ت�شكل هاج�س ًا لدى ال�رشكات‪ ،‬كما ت�شكل �أحد �أهم طموحات و�أهداف‬
‫فعالة وجمدية �إىل حد بعيد؛ لذلك كان‬ ‫احلوكمة باعتبارها و�سيلة تنظيمية اقت�صادية ّ‬
‫مطلوبا وب�إحلاح �أن ت�ساهم احلوكمة من خالل �إر�ساء �آليات قادرة على ت�أهيل الأ�سواق‬
‫املالية وترقية كفاءتها وحت�سني �أدائها‪ ،‬وبناء على هذا �سنتناول يف هذا املبحث الثاين‬
‫من هذه الدرا�سة �ضوابط حتقيق كفاءة الأ�سواق املالية يف مطلب �أول‪ ،‬ثم نتطرق‬
‫للآليات بنوعيها الداخلية واخلارجية الكفيلة مب�ساهمة احلوكمة يف الرفع من كفاءة‬
‫الأ�سواق املالية وحت�سني �أدائها من خالل املطلبني الثاين والثالث‪.‬‬

‫(‪� )1‬أحمد ر�شيد املطريي‪ ،‬بني اال�سرت�شادية والإلزام ت�ضيع قواعد حوكمة ال�رشكات‪ ،‬حلقة نقا�شية حول قانون هيئة‬
‫�أ�سواق املال الكويتي بعد مرور �أربعة �أعوام من النفاذ‪ ،‬جملة احلقوق‪ ،‬ملحق العدد ‪ ،03‬ال�سنة ‪( ،29‬ذو احلجة‬
‫‪1436‬هـ‪� /‬سبتمرب ‪2015‬م)‪ ،‬جامعة الكويت‪� ،‬ص ‪.71‬‬

‫‪ 516‬مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪2016‬‬
‫د‪ .‬بن �صغري مراد‬

‫املطلب األول‬
‫ضوابط تحقيق كفاءة األسواق املالية‬
‫غني عن البيان �أن �أ�سعار الأ�سهم التي ت�صدرها ال�رشكات �أو امل�ؤ�س�سات �إمنا‬
‫تعك�س يف ال�سوق الكفء كافة املعلومات املتاحة عندها‪� ،‬سواء ما تعلق بالقوائم املالية‬
‫�أو ال�سجالت التاريخية حلركة الأ�سهم‪ ،‬وذلك من خالل و�سائل الإعالم املختلفة(‪.)1‬‬
‫�إن كفاءة الأ�سواق املالية تقا�س مبدى �رسعة ا�ستجابة الأ�سعار فيها وبطريقة غري‬
‫متحيزة للمعلومات املتاحة للمتعاملني فيه‪ ،‬الأمر الذي يجعل الأ�سعار املتداولة يف تلك‬
‫الأ�سواق املالية دلي ًال للمعلومات املتاحة‪ ،‬مما ي�ؤدي �إىل بروز ما ي�سمى ال�سعر العادل‬
‫�أو املنا�سب للورقة املالية‪ ،‬وهو ما يعك�س قيمتها الأ�سا�سية‪� ،‬إذ تكون القيمة ال�سوقية‬
‫للأوراق املالية معادلة للقيمة احلالية للمكا�سب والعوائد املتوقعة‪ ،‬وهو ما يكفي لتعوي�ض‬
‫امل�ستثمر عما ميكن �أن ينطوي عليه اال�ستثمار يف الأوراق املالية من خماطر(‪.)2‬‬
‫وملزيد من التف�صيل نتناول �أهم اخل�صائ�ص املميزة ل�سوق املال الكفء‪ ،‬ثم نتطرق‬
‫مل�ستوى هذه الكفاءة يف الأ�سواق املالية‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫خصائص سوق املال الكفء‬
‫تتجلى �أهم هذه املميزات فيما ي�أتي‪:‬‬

‫أو ًال ‪ -‬توافر السيولة املالية‪:‬‬


‫يق�صد بال�سيولة باعتبارها �أحد �أهم و�أبرز املحفزات اال�ستثمارية‪� ،‬إمكانية بيع �أو‬
‫التخل�ص من �أ�صول مالية على وجه ال�رسعة دون خ�سارة‪ ،‬مبا يعني القدرة على بيع‬
‫الأ�صل املايل ب�سعر ال يبتعد كثري ًا عن �سعر ال�رشاء‪ ،‬ما مل تظهر معلومات جديدة قد‬

‫(‪ )1‬منري �إبراهيم هندي‪ ،‬الأوراق املالية و�أ�سواق ر�أ�س املال‪ ،‬من�ش�أة املعارف‪ ،‬الإ�سكندرية‪� ،1997 ،‬ص ‪.489‬‬
‫ر�سمية �أحمد �أبو مو�سى‪ ،‬الأوراق املالية النقدية‪ ،‬دار املعتز‪ ،‬عمان‪� ،2005 ،‬ص ‪.35‬‬
‫(‪� )2‬صالح الدين ح�سني ال�سيم�سي‪ ،‬بور�صات الأوراق املالية‪ ،‬دار عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪� ،2003 ،‬ص ‪.24‬‬

‫مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪517 2016‬‬
‫مساهمة آليات حوكمة الشركات يف االرتقاء بكفاءة األسواق املالية‬

‫ت�ؤثر على الأ�سعار املتداولة‪ ،‬مع الإ�شارة �إىل �أن الأ�صول ال�سائلة هي التي تكون قابلة‬
‫للت�سويق(‪.)1‬‬

‫ثاني ًا ‪ -‬استمرارية السعر‪:‬‬


‫ا�ستمرارية الأ�سعار يق�صد بها عدم تغيرّ �سعر الأوراق املالية كثري ًا من �صفقة‬
‫لأخرى‪ ،‬ما مل تربز معطيات �أو معلومات جديدة ت�ؤدي �إىل تغيري يف الأ�سعار‪ ،‬مما‬
‫حادة على‬
‫ي�سمح بالقول �أن ال�سوق امل�ستمرة تتميز بال�سيولة طاملا مل حتدث تغريات ّ‬
‫م�ستوى �أ�سعار ال�صفقات‪ ،‬على �أ�سا�س �أن ا�ستمرارية ال�سعر تعترب �أحد املكونات‬
‫الأ�سا�سية لل�سيولة‪.‬‬

‫ثالث ًا ‪ -‬نسبة التداول (عمق السوق)‪:‬‬


‫تعترب ا�ستمرارية ال�سعر م�ؤ�رش ًا على وجود عمق يف ال�سوق‪ ،‬ذلك �أن ال�سوق‬
‫العميقة هي تلك التي يزداد فيها عدد املتداولني‪� ،‬إذ يوجد فيها عدد كبري من البائعني‬
‫وامل�شرتين امل�ستعدين دوم ًا للتداول ب�أ�سعار �أعلى و�أدنى من �سعر ال�سوق احلايل‬
‫للورقة املالية‪ ،‬ذلك �أن حدوث �أي اختالل ب�سيط يف التوازن ما بني العر�ض والطلب‪،‬‬
‫يدخل ه�ؤالء البائعني وامل�شرتين املحتملني فور ًا �إىل ال�سوق للتداول(‪.)2‬‬

‫رابع ًا ‪ -‬شمولية السوق‪:‬‬


‫يق�صد ب�شمولية ال�سوق املالية ارتفاع ن�سبة التداول نتيجة �أوامر العر�ض والطلب‪،‬‬
‫�إذ كلما كان عدد البائعني وامل�شرتين يف ال�سوق متزايد ًا وحجم التداول كبري ًا‪ ،‬كلما كانت‬
‫ال�سوق وا�سعة و�شاملة والعك�س �صحيح‪.‬‬

‫(‪ )1‬فاطمة الزهراء طاهري‪ ،‬عي�ساوي �سهام‪ ،‬دور حوكمة ال�رشكات يف الرفع من كفاءة ال�سوق املالية‪ ،‬بحث مقدم للملتقى‬
‫الوطني حول حوكمة ال�رشكات ك�آلية للحد من الف�ساد املايل والإداري‪ ،‬املنعقد يومي ‪ 06‬و‪ 07‬ماي ‪ ،2012‬كلية‬
‫العلوم االقت�صادية والتجارية وعلوم الت�سيري‪ ،‬جامعة حممد خي�رض‪ ،‬ب�سكرة (اجلزائر)‪� ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ )2‬حممد �إبراهيم مو�سى‪ ،‬حوكمة ال�رشكات املقيدة ب�سوق الأوراق املالية‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬الإ�سكندرية‪،2010 ،‬‬
‫�ص ‪.57 ،55‬‬

‫‪ 518‬مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪2016‬‬
‫د‪ .‬بن �صغري مراد‬

‫خامس ًا ‪ -‬اإلفصاح والشفافية ‪:‬‬


‫يعترب الإف�صاح وال�شفافية �أهم معيار و�أكرب عامل لتحقيق كفاءة الأ�سواق املالية‪،‬‬
‫�إذ ي�سهم الإف�صاح �إىل حد كبري يف ا�ستقرار �سوق ر�أ�س املال‪ ،‬مما يدفع اجلهات الرقابية‬
‫�إىل ت�أكيد �صحة ومطابقة التقارير والبيانات للحقيقة‪ ،‬و�أنها تعرب عن املركز الواقعي‬
‫لل�رشكة‪ ،‬فالإف�صاح �إمنا يق�صد به توفري ال�رشكة للمعلومات والتقارير التي ّ‬
‫متكن‬
‫الأ�شخا�ص والهيئات من معرفة املركز املايل احلقيقي لل�رشكة‪ ،‬والذي ميكنهم من‬
‫خالله حتديد مواقفهم من ال�رشكة يف الفرتة الراهنة وم�ستقب ًال‪ ،‬مع �إقرار حق ال�رشكة‬
‫يف االحتفاظ بحجب ما تراه �رضوري ًا بهدف عدم امل�سا�س �أو الإ�رضار بها �أو مبركزها‬
‫املايل �أو بامل�ساهمني فيها(‪.)1‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫مستوى كفاءة األسواق املالية‬
‫تتحدد كفاءة الأ�سواق املالية بطبيعة العالقة بني الأ�سعار املتداولة واملعلومات‬
‫املتوافرة‪ ،‬وبناء عليه ميكن ت�صنيف كفاءة الأ�سواق املالية �إىل ثالثة م�ستويات على‬
‫النحو التايل‪:‬‬

‫أو ًال ‪ -‬املستوى الضعيف‪:‬‬


‫وهو امل�ستوى الذي ال تعك�س فيه الأ�سعار املتداولة يف ال�سوق املالية تلك الأ�سعار‬
‫احلقيقية‪ ،‬و�إمنا قد ُيكتفى فيه بالأ�سعار القدمية فقط‪ ،‬الأمر الذي يجعل فر�صة حتقيق‬
‫�أرباح ا�ستثنائية وغري عادية �أمام املحللني و�أ�صحاب اخلربة ممكنة ب�إحدى الطريقتني؛‬
‫�إما باحل�صول على معلومات خا�صة (غري متداولة �أو من�شورة) لي�ست متاحة لغريهم‬
‫�ضمن مفهوم احتكار املعلومة‪ ،‬و�إما بتحليل البيانات املالية املن�شورة بكفاءة تفوق‬
‫كفاءة غريهم(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬ال�سيد متويل عبد القادر‪ ،‬الأ�سواق املالية والنقدية يف عامل متغري‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬عمان‪� ،2010 ،‬ص ‪.103‬‬
‫�سيد عبد الرحمن عبا�س بله‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.56‬‬
‫(‪ )2‬وليد �صايف‪� ،‬أن�س البكري‪ ،‬الأ�سواق املالية والدولية‪ ،‬دار امل�ستقبل‪ ،‬عمان‪� ،2009 ،‬ص ‪.21‬‬

‫مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪519 2016‬‬
‫مساهمة آليات حوكمة الشركات يف االرتقاء بكفاءة األسواق املالية‬

‫ثاني ًا ‪ -‬املستوى املتوسط (شبه القوي)‪:‬‬


‫معنى ذلك �أن �أ�سعار الأ�سهم ال تعك�س املعلومات التاريخية فح�سب‪ ،‬و�إمنا تعك�س‬
‫كافة املعلومات املتاحة املن�شورة لكافة النا�س �أي�ضا(‪ ،)1‬الأمر الذي يتيح يف مثل هذه‬
‫الظروف للبع�ض دون غريهم فر�صة اال�ستعارة من املعلومات غري املن�شورة وحتليلها‬
‫بطريقة حتقق لهم جني �أرباح ا�ستثنائية‪ ،‬يف �إطار ما يعرف بظاهرة احتكار املعلومات‪،‬‬
‫كما هو �ش�أن بع�ض الأ�سواق ك�سوق لندن ونيويورك وطوكيو(‪.)2‬‬

‫ثالث ًا ‪ -‬املستوى القوي‪:‬‬


‫يعك�س ال�سعر اجلاري للأ�صل املايل املعلومات العامة واخلا�صة جميع ًا‪ ،‬والتي‬
‫ت�ستخدم يف حتديد قيمة الأ�صول يف البور�صة‪ ،‬الأمر الذي يجعل املعلومات املتوفرة‬
‫يف �إطار هذا امل�ستوى ت�شمل معلومات املدراء التنفيذيني‪ ،‬حاملي الأ�سهم الرئي�سيني‪،‬‬
‫بع�ض ال�صحفيني‪ ...‬مما يجعل ال�سعر يعك�س جميع املعلومات‪ ،‬التي قد ت�ؤدي �إىل �إمكانية‬
‫حتقيق انحراف عن القيمة احلقيقية‪.‬‬
‫نخل�ص مما تقدم �أن امل�ستوى �أو ال�شكل ال�ضعيف للأ�سواق املالية يرتبط باملعلومات‬
‫املا�ضية‪ ،‬بينما م�ستواها �شبه القوي مبعلومات ما�ضية وحالية‪ ،‬يف حني يرتبط م�ستوى‬
‫الأ�سواق املالية القوي بكل تلك املعلومات املتوافرة‪ ،‬وتلك التي ميلكها املدراء �أو امل�ساهمون‬
‫الرئي�سيون لي�صبح �سوق ًا مالي ًا ذا كفاءة عالية(‪.)3‬‬
‫املطلب الثاني‬
‫آليات الحوكمة الداخلية‬
‫تن�صب �آليات حوكمة ال�رشكات الداخلية على �أن�شطة وفعاليات ال�رشكة‪ ،‬واتخاذ‬
‫الإجراءات الالزمة لتحقيق �أهداف ال�رشكة‪ ،‬وميكن ت�صنيف �آليات حوكمة ال�رشكات‬
‫الداخلية من خالل الأجهزة التالية‪:‬‬
‫(‪ )1‬حمفوظ جبار‪ ،‬كفاءة البور�صة اجلزائرية ما بني ‪ ،2001 – 1999‬جملة العلوم االقت�صادية وعلوم الت�سيري‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،2003 ،03‬جامعة فرحات عبا�س‪� ،‬سطيف (اجلزائر)‪� ،‬ص ‪.85‬‬
‫(‪ )2‬ر�سمية �أحمد �أبو مو�سى‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.34‬‬
‫(‪ )3‬حممود حممد الداغر‪ ،‬الأ�سواق املالية (م�ؤ�س�سات‪� ،‬أوراق‪ ،‬بور�صات)‪ ،‬دار ال�رشوق‪ ،‬عمان‪� ،2005 ،‬ص ‪.285‬‬

‫‪ 520‬مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪2016‬‬
‫د‪ .‬بن �صغري مراد‬

‫أو ًال‪ -‬مجلس اإلدارة‪:‬‬


‫ما من �شك �أن جمل�س الإدارة يعترب �أح�سن �أداة ملراقبة �سلوك الإدارة‪ ،‬باعتبار �أنه‬
‫يحمي ر�أ�س املال امل�ستثمر يف ال�رشكة من �سوء اال�ستعمال من قبل الإدارة‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل �صالحياته القانونية يف تعيني و�إعفاء ومكاف�أة الإدارة العليا(‪ .)1‬كما �أن جمل�س‬
‫الإدارة القوي ي�شارك بفاعلية يف و�ضع �إ�سرتاتيجية ال�رشكة‪ ،‬من خالل تقدمي احلوافز‬
‫�أو املكاف�آت املنا�سبة �أو الإعفاءات للإدارة‪ ،‬ومراقبة �سلوكها وتقومي �أدائها‪ ،‬وبالتايل‬
‫فعالة‪ ،‬يجب‬ ‫تعظيم قيمة ال�رشكة‪ ،‬ومما ينبغي الإ�شارة �إليه �أن هذه املجال�س كي تكون ّ‬
‫�أن تكون يف املوقف الذي ي�ؤهلها للعمل مل�صلحة ال�رشكة‪ ،‬ويف ذات الوقت ت�أخذ الأهداف‬
‫االجتماعية لل�رشكة بعني االعتبار‪ ،‬كما يجب �أن متتلك ال�سلطة الالزمة ملمار�سة‬
‫�أحكامها اخلا�صة بعي ًدا عن التدخالت ال�سيا�سية والبريوقراطية يف �ش�ؤونها‪.‬‬
‫ولتحقيق فعالية هذه الآليات يف التوجيه والرقابة يتم االعتماد على جمموعة من‬
‫اللجان‪ ،‬ميزتها الرئي�سية �أنها ال حتل حمل جمل�س الإدارة‪ ،‬فهي تقوم برفع تقرير مف�صل‬
‫للمجل�س الذي يعترب امل�س�ؤول و�صاحب القرار النهائي(‪.)2‬‬

‫ثاني ًا ‪ -‬لجنة التدقيق‪:‬‬


‫حظيت هذه اللجنة باهتمام بالغ من قبل الهيئات العلمية الدولية‪ ،‬واملحلية‬
‫املتخ�ص�صة والباحثني‪ ،‬ال�سيما بعد الإخفاقات واال�ضطرابات املالية التي ح�صلت‬
‫يف ال�رشكات العاملية‪ ،‬ويرجع هذا االهتمام للدور الذي ميكن �أن ت�ؤديه جلنة التدقيق‬
‫ك�أداة من �أدوات احلوكمة يف زيادة الثقة وال�شفافية يف املعلومات املالية التي تف�صح‬
‫عنها ال�رشكات‪ ،‬من خالل دورها يف �إعداد التقارير املالية و�إ�رشافها على وظيفة‬
‫التدقيق الداخلي يف ال�رشكات‪ ،‬وكذلك دورها يف دعم هيئات التدقيق اخلارجي وزيادة‬
‫ا�ستقالليتها‪ ،‬ف�ض ًال عن دورها يف الت�أكيد على االلتزام مببادئ حوكمة ال�رشكات‪.‬‬

‫(‪ )1‬برو�ش زين الدين‪ ،‬دهيمي جابر‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.13‬‬
‫حمادي نبيل‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.30‬‬
‫(‪ )2‬حممد م�صطفى �سليمان‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.115‬‬

‫مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪521 2016‬‬
‫مساهمة آليات حوكمة الشركات يف االرتقاء بكفاءة األسواق املالية‬

‫ويق�صد بلجنة التدقيق تلك اللجنة املنبثقة عن جمل�س الإدارة‪ ،‬والتي تتكون من عدد‬
‫من الأع�ضاء غري التنفيذيني‪ ،‬يح�رض اجتماعاتها املدققون الداخليون واخلارجيون‬
‫متى اقت�ضى الأمر ذلك‪ ،‬وتفو�ض هذه اللجنة �صالحيات العمل طبق ًا للأحكام التي‬
‫يقرها جمل�س الإدارة‪ ،‬وترفع تقاريرها الدورية �إىل رئي�س جمل�س الإدارة(‪.)1‬‬
‫يت�ضح لنا مما �سبق �أن حتديد مفهوم هذه اللجنة يتجلى على �ضوء ع�ضويتها‬
‫وم�س�ؤولياتها‪ ،‬ف�ض ًال عن كونها منبثقة عن جمل�س الإدارة‪ ،‬وتقت�رص ع�ضويتها على‬
‫�أع�ضاء جمل�س الإدارة من غري التنفيذيني‪ ،‬الذين تتوافر لديهم اال�ستقاللية واخلربة يف‬
‫جمال املحا�سبة والتدقيق‪� ،‬أما عن مهامها وم�س�ؤولياتها فتتعلق �إجما ًال بتدقيق عمليات‬
‫�إعداد التقارير املالية ومراجعة عمليات التدقيق الداخلي واخلارجي‪ ،‬وكذلك مراجعة‬
‫االلتزام بتطبيق قواعد حوكمة ال�رشكات من قبل �إدارة ال�رشكة‪.‬‬

‫ثالث ًا ‪ -‬لجنة املكافآت‪:‬‬


‫تت�شكل هذه اللجنة من �أع�ضاء جمل�س الإدارة غري التنفيذيني‪� ،‬إذ تتمثل مهامها يف‬
‫حتديد الرواتب واملكاف�آت واملزايا املمنوحة للإدارة العليا(‪ .)2‬وقد �أكدت يف هذا ال�ش�أن‬
‫منظمة التعاون االقت�صادي والتنمية (‪)OECD‬يف �آخر تعديالتها وحتديثاتها ملبادئ‬
‫احلوكمة (�شهر نوفمرب �سنة ‪ )2015‬على �أن تكون مكاف�آت �أع�ضاء جمل�س الإدارة‬
‫والإدارة العليا معقولة‪ ،‬وذلك ل�ضمان تعزيز م�صالح ال�رشكة على املدى البعيد من‬
‫خالل جذب املهنيني من ذوي الكفاءات العالية‪.‬‬

‫رابع ًا ‪ -‬لجنة التعيينات‪:‬‬


‫تتكون هذه اللجنة من �أع�ضاء جمل�س الإدارة واملوظفني على �أ�سا�س املهارة‬
‫واخلربة‪ ،‬وهي تتولىّ و�ضع �آليات �شفافة للتعيني مبا ي�ضمن احل�صول على �أف�ضل‬
‫املر�شحني امل�ؤهلني‪ ،‬كما تتولىّ تقومي مهارات املوظفني ب�صفة م�ستمرة والإعالن عن‬
‫الوظائف ال�شاغرة‪.‬‬

‫(‪ )1‬ميخائيل �أ�رشف حنا‪ ،‬تدقيق احل�سابات يف �إطار منظومة حوكمة ال�رشكات‪ ،‬بحث مقدم للم�ؤمتر العربي الأول حول‬
‫التدقيق الداخلي يف �إطار حوكمة ال�رشكات‪ ،‬القاهرة‪� ، 2005 ،‬ص‪.32‬‬
‫(‪� )2‬أحمد يو�سف دودين‪ :‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.74‬‬

‫‪ 522‬مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪2016‬‬
‫د‪ .‬بن �صغري مراد‬

‫خامس ًا ‪ -‬التدقيق الداخلي‪:‬‬


‫تلعب وظيفة التدقيق الداخلي دور ًا غاية يف الأهمية يف عملية احلوكمة‪ ،‬فهي‬
‫تعزز من تطبيق وتكري�س احلوكمة‪ ،‬وذلك بالعمل على زيادة قدرة املواطنني على‬
‫م�ساءلة ال�رشكة(‪ .)1‬ويف هذا الإطار يقوم املدققون الداخليون من خالل الأن�شطة‬
‫التي ينفذونها بزيادة امل�صداقية والعدالة وحت�سني �سلوك املوظفني العاملني يف‬
‫ال عن ال�سعي نحو تقليل خماطر‬‫ال�رشكات اململوكة للقطاعني العام واخلا�ص‪ ،‬ف�ض ً‬
‫الف�ساد الإداري واملايل‪.‬‬
‫ويف هذا ال�سياق يرى املتخ�ص�ص ‪� Archambault‬أن التدقيق بنوعيه الداخلي‬
‫واخلارجي يعد �آلية مهمة من �آليات املراقبة �ضمن �إطار هيكل احلوكمة‪ ،‬وب�شكل‬
‫خا�ص فيما يت�صل ب�ضمان دقة ونزاهة التقارير املالية واكت�شاف حاالت الغ�ش‬
‫والتزوير ومنعها(‪ .)2‬كما ي�شتمل التدقيق الداخلي على تقدير املخاطر والتحقق من‬
‫فعالية الإجراءات الرقابية واختيار مدى االلتزام بال�سيا�سات واخلطط املو�ضوعة يف‬
‫هذا الإطار‪.‬‬
‫املطلب الثالث‬
‫آليات الحوكمة الخارجية‬
‫تن�ش�أ هذه الآليات خارج ال�رشكة �أو امل�ؤ�س�سة‪� ،‬إذ لها ت�أثري وا�ضح عليها لأجل‬
‫تطبيق قواعد احلوكمة‪ ،‬وتتمثل هذه الآليات يف الرقابة التي ميار�سها �أ�صحاب امل�صالح‬
‫اخلارجيون على ال�رشكة‪ ،‬وكذا ال�ضغوط التي متار�سها املنظمات الدولية املهتمة بهذا‬
‫املو�ضوع‪� ،‬إذ ي�شكل هذا الإجراء �أحد امل�صادر املعتربة املولدة ل�ضغط كبري من �أجل‬
‫تطبيق قواعد احلوكمة‪ ،‬ولعلنا ن�شري باخت�صار �إىل �أهم تلك الآليات اخلارجية واملتمثلة‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫(‪ )1‬رقية ح�ساين و�آخرون‪� :‬آليات حكومة ال�رشكات ودورها يف احلد من الف�ساد املايل والإداري‪ ،‬بحث مقدم للملتقى‬
‫الوطني حول حوكمة ال�رشكات ك�آلية للحد من الف�ساد املايل والإداري‪ ،‬املنعقد يومي ‪ 06‬و‪ 07‬مايو ‪ ،2012‬كلية‬
‫العلوم االقت�صادية والتجارية وعلوم الت�سيري‪ ،‬جامعة حممد خي�رض‪ ،‬ب�سكرة (اجلزائر)‪� ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪(2) Archambeault. M : The relation between corporate Governance strength and fraudu-‬‬
‫‪lent fiance reportingm 2002. http//: www.shatharat.net‬‬

‫مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪523 2016‬‬
‫مساهمة آليات حوكمة الشركات يف االرتقاء بكفاءة األسواق املالية‬

‫أو ًال ‪ -‬التدقيق الخارجي‪:‬‬


‫يعترب التدقيق اخلارجي قطب الرحى الذي تدور حوله حوكمة ال�رشكات اململوكة‬
‫للقطاعني العام واخلا�ص‪� ،‬إذ يلعب فيه املدققون اخلارجيون ‪ -‬باعتبارهم جز ًءا من‬
‫جلنة التدقيق املنبثقة عن جمل�س الإدارة‪ ،‬واملتكونة من الأع�ضاء غري التنفيذيني‬
‫‪ -‬دور ًا حا�سم ًا من خالل حر�صهم على حت�سني نوعية البيانات والتقارير املالية‪،‬‬
‫وكذا غر�س الثقة بني �أ�صحاب امل�صالح واملواطنني ب�صفة عامة‪ ،‬ف�ض ًال عن دورهم‬
‫الأ�سا�سي يف م�ساعدة متخذي القرارات من خالل تزويدهم بتقومي م�ستقل للربامج‬
‫وال�سيا�سات والعمليات والنتائج‪ ،‬مما ي�ساعد على حتقيق امل�ساءلة وتكري�س النزاهة‬
‫وحت�سني العمليات فيها‪ ،‬ولتحقيق هذه املهام ال�سالف الإ�شارة �إليها ي�ستخدم املدققون‬
‫اخلارجيون التدقيق املايل وتدقيق الأداء والتحقق واخلدمات اال�ست�شارية(‪.)1‬‬

‫ثاني ًا ‪ -‬التشريعات‪:‬‬
‫ت�ؤثر القوانني والت�رشيعات ال�صادرة يف هذا ال�ش�أن على الفاعلني الأ�سا�سيني يف‬
‫عملية احلوكمة لي�س فيما يتعلق ب�أدوارهم ووظائفهم فح�سب‪ ،‬بل على كيفية تفاعلهم‬
‫مع بع�ضهم‪ ،‬مما يجعل تلك الت�رشيعات والقوانني هي التي ت�ضبط وحتدد العالقات بني‬
‫امل�ساهمني‪� ،‬أ�صحاب امل�صالح والإدارة وجمل�س الإدارة‪ ،‬كما تعمل خمتلف تلك القوانني‬
‫على تكري�س اال�ستقرار والثقة و�إ�ضفاء نوع من ال�شفافية على كافة املعامالت‪ ،‬الأمر‬
‫الذي ي�شكل رادع ًا قوي ًا لدى امل�ساهمني وغريهم من االن�سياق نحو التالعب والف�ساد‪.‬‬

‫ثالث ًا ‪ -‬منافسة سوق املنتوجات والخدمات وسوق العمل اإلداري‪:‬‬


‫تعترب تناف�سية الأ�سواق �آلية مهمة لتحفيز ال�رشكات وامل�ؤ�س�سات‪- ،‬ال�سيما تلك‬
‫العاملة يف نف�س حقل ال�صناعة‪ -‬على الريادة والتميز يف تقدمي املنتجات واخلدمات(‪،)2‬‬
‫الأمر الذي يتطلب منها احلر�ص على امتالك طاقم �إداري م�ؤهل وذي كفاءة عالية‪ ،‬ذلك‬
‫�أن الإدارة �إذا مل تقم بواجبها بال�شكل ال�صحيح‪ ،‬حتما �سي�ؤدي ذلك لف�شلها يف مناف�سة‬
‫يعر�ضها للإفال�س‪.‬‬
‫امل�ؤ�س�سات الأخرى مما ّ‬
‫(‪ )1‬برو�ش زين الدين‪ ،‬دهيمي جابر‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.16‬‬
‫(‪� )2‬أحمد يو�سف دودين‪ ،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪.75‬‬

‫‪ 524‬مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪2016‬‬
‫د‪ .‬بن �صغري مراد‬

‫رابع ًا ‪ -‬االستحواذات‪:‬‬
‫تعترب االندماجات واال�ستحواذات من الأدوات التقليدية لإعادة الهيكلة يف قطاع‬
‫ال�رشكات يف �أنحاء العامل‪ ،‬حيث �إن الهدف من عملية االندماج واال�ستحواذ هو منو‬
‫وتو�سعها‪ ،‬وكذا �إعادة هيكلتها ال�سيما �إذا كانت ال�رشكة تعاين من تدين �أداء‬
‫ّ‬ ‫امل�ؤ�س�سة‬
‫جهازها الإداري‪� ،‬إذ ميكن االندماج من ال�سيطرة على �سلوك الإدارة �أو حتى اال�ستغناء‬
‫عن خدماتها(‪.)1‬‬

‫خامس ًا ‪ -‬دور املنظمات الدولية واملؤسسات العاملية‪:‬‬


‫يربز دور هذه املنظمات وامل�ؤ�س�سات من خالل ال�ضغط الذي متار�سه من �أجل‬
‫مكافحة كافة �أ�شكال الف�ساد املايل والإداري‪ ،‬وهذا يظهر جلي ًا من خالل املتابعات‬
‫وال�ضغوط التي متار�سها مث ًال منظمة ال�شفافية العاملية‪� ،‬أو منظمة التجارة العاملية من‬
‫�أجل حت�سني النظم املالية واملحا�سبية‪ ،‬كما متار�س جلنة بازل �ضغوط ًا لتطبيق قواعد‬
‫احلوكمة يف قطاع البنوك‪.‬‬
‫�إن ما ميكن �أن ن�ستنتجه �أن تنوع �آليات احلوكمة وتعدد م�صادرها‪ ،‬يقت�ضي عند‬
‫تنفيذها و�ضع �إطار �شامل لها‪ ،‬ي�أخذ بعني االعتبار جميع �أ�صحاب امل�صالح يف ال�رشكات‬
‫�سواء �أكانت خا�صة �أم مملوكة للدولة‪ ،‬ذلك �أن كل طرف من هذه الأطراف ي�ؤدي دور ًا‬
‫مهم ًا يف عملية احلوكمة‪ ،‬كما �أنها تتفاعل فيما بينها �ضمن �إطار احلوكمة‪ ،‬كما هو �ش�أن‬
‫ذلك التفاعل فيما بني جلنة التدقيق واملدقق اخلارجي‪ ،‬املدقق الداخلي‪ ،‬جمل�س الإدارة‬
‫والإدارة العليا‪ ،‬والذي ي�سهم ب�شكل كبري يف احلد من حاالت الف�ساد املايل والإداري‪،‬‬
‫ف�ض ًال عن حت�سني الأداء املايل للأ�سواق املالية وترقية كفاءتها‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر يف هذا ال�صدد‪ :‬فهد علي الزميع‪ ،‬م�شاركة يف احللقة النقا�شية اخلا�صة يف قانون �أ�سواق املال‪ ،‬حلقة نقا�شية حول‬
‫قانون هيئة �أ�سواق املال الكويتي بعد مرور �أربعة �أعوام من النفاذ‪ ،‬جملة احلقوق‪ ،‬ملحق العدد ‪ ،03‬ال�سنة ‪( ،29‬ذو‬
‫احلجة ‪1436‬هـ‪� /‬سبتمرب ‪2015‬م)‪ ،‬جامعة الكويت‪� ،‬ص ‪.62 ،61‬‬
‫عبا�س حمد التميمي‪� :‬آليات احلوكمة ودورها يف احلد من الف�ساد املايل والإداري يف ال�رشكات اململوكة للدولة‪ ،‬انظر‬
‫املوقع الإلكرتوين‪ ، .http//: www.nazaha.iq :‬تاريخ االطالع‪.2016/04/02 :‬‬
‫كنيث‪� .‬أ‪ .‬كيك و �آخرون‪ :‬حوكمة ال�رشكات ‪ -‬الأطراف الرا�صدة و امل�شاركة ‪ ،‬ترجمة‪ :‬حممد عبد الفتاح الع�شماوي‪،‬‬
‫غريب جرب غنام‪ ،‬الريا�ض‪� ، 2010 ،‬ص ‪.164‬‬

‫مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪525 2016‬‬
‫مساهمة آليات حوكمة الشركات يف االرتقاء بكفاءة األسواق املالية‬

‫الخاتمة ‪:‬‬
‫لقد �أ�صبح الفت ًا االهتمام املتزايد بالأ�سواق املالية والعمل على حت�سني �أدائها ورفع‬
‫كفاءتها‪ ،‬وقد ترجم ذلك من خالل الرتكيز على حوكمة ال�رشكات باعتبارها حجر الزاوية‬
‫للحد من كافة �أ�شكال الف�ساد املايل والإداري‪ ،‬ف�ض ًال عن �ضبط الت�رصفات غري امل�س�ؤولة‬
‫ق�صد ترقية كفاءة �أ�سواق املال وتطوير اقت�صاد الدول‪ ،‬على اعتبار �أن التحدي يكمن يف‬
‫ح�سن تطبيق احلوكمة وكيفية اال�ستفادة منها وتطبيقها على �أر�ض الواقع‪.‬‬
‫فالتطبيق ال�سليم للحوكمة الر�شيدة ي�ضمن قدر ًا منا�سب ًا من حتقيق ربحية معقولة‬
‫لال�ستثمارات‪ ،‬كما ت�ضمن تلك الآليات التي تطرقنا �إليها قوة و�سالمة �أداء ال�رشكات‪،‬‬
‫مما ي�سهم يف ا�ستقرار وحت�سن الأ�سواق املالية وتطور اقت�صاديات الدول‪ ،‬نظر ًا‬
‫الفعال يف تقليل املخاطر وحتفيز الأداء وحت�سني القدرة على ت�سويق املنتجات‬ ‫لدورها ّ‬
‫واخلدمات‪ ،‬مبا ي�ضمن زيادة ال�شفافية يف الإف�صاح عن املعلومات لكافة املتعاملني‬
‫يف الأوراق املالية‪ ،‬مما ي�سمح لنا بالقول �أن حوكمة ال�رشكات ب�آليتها ت�شكل الدعامة‬
‫الأ�سا�سية لنجاح ال�سوق وتفعيل �أدائه وكفاءته يف ظل ر�شادة اقت�صادية ومالية تعمل‬
‫على التقليل من الأزمات املالية يف الأ�سواق‪.‬‬
‫وبناء على ما تقدم ميكننا ا�ستخال�ص النتائج التالية‪:‬‬
‫‪� -‬إن حوكمة ال�رشكات ت�شكل دعامة رئي�سية و�أداة فعالة لزيادة الوعي بامل�س�ؤولية‬
‫وتكري�س ثقافة االلتزام ب�أخالقيات العمل املهني‪ ،‬وحتقيق م�ستوى عال من‬
‫ال�شفافية والإف�صاح الكايف‪ ،‬وتقدمي بيانات ومعلومات �صحيحة و�صادقة‪.‬‬
‫‪� -‬إن تطبيق قواعد احلوكمة الر�شيدة له من الأهمية مبكان ال�سيما بالن�سبة لل�رشكات‬
‫املدرجة يف البور�صة‪ ،‬حيث ت�شكل عن�رص ًا مهم ًا من عنا�رص تقييم ال�رشكة‪ ،‬وعامل‬
‫اطمئنان للم�ستثمرين‪ ،‬مبا ي�ؤدي ك�سب ثقة املتعاملني يف ال�سوق املالية‪.‬‬
‫‪� -‬إن اتباع �آليات احلوكمة مبفهومها الوا�سع من معايري ومبادئ و�آليات داخلية‬
‫وخارجية من �ش�أنه �أن ي�ساعد على تفادي وقوع الأزمات املتكررة يف الأ�سواق‬
‫املالية‪ ،‬مبا فيها �أ�سواق الدول التي ال يتم فيها تداول معظم �أ�سهم �رشكاتها يف‬
‫بور�صات الأوراق املالية‪.‬‬

‫‪ 526‬مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪2016‬‬
‫د‪ .‬بن �صغري مراد‬

‫‪ -‬ت�ساعد حوكمة ال�رشكات اجليدة على جذب اال�ستثمارات �سواء الأجنبية �أو املحلية‪،‬‬
‫كما ت�ساعد على احلد من هروب ر�ؤو�س الأموال ومكافحة الف�ساد املايل والإداري‪.‬‬
‫وعلى �ضوء هذه النتائج ميكننا تقدمي التو�صيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬العمل على ن�رش تطبيق احلوكمة على �أو�سع نطاق يف املجتمعات ال�سيما لدى‬
‫ال�رشكات‪ ،‬باملوازاة مع ن�رش ثقافة احلوكمة ون�رش الوعي الفكري واالقت�صادي‬
‫واالجتماعي لرفع م�ستوى الت�ضامن وال�شعور بامل�س�ؤولية‪ ،‬والعمل على حماربة‬
‫كافة �أ�شكال الف�ساد املايل والإداري باعتبار ذلك وظيفة اجتماعية وطنية تتظافر‬
‫فيها كل اجلهود‪.‬‬
‫‪ -‬احلث على �إلزام ال�رشكات مببادئ الإف�صاح وال�شفافية احلديثة ملنظمة التعاون‬
‫االقت�صادي والتنمية (‪ )OECD‬من خالل تكري�س املعايري والقواعد والأهداف‬
‫التي حتققها‪ ،‬وتدعيم املبادئ والأهداف والإ�سرتاتيجيات التي ت�سعى احلوكمة‬
‫لتحقيقها‪.‬‬
‫‪� -‬رضورة التقيد بتطبيق قواعد حوكمة ال�رشكات وااللتزام بها‪ ،‬ملا حتققه من م�صالح‬
‫عديدة لي�س لل�رشكات التي تطبقها فقط‪ ،‬و�إمنا للمناخ اال�ستثماري ب�شكل عام‪.‬‬

‫مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪527 2016‬‬
‫مساهمة آليات حوكمة الشركات يف االرتقاء بكفاءة األسواق املالية‬

‫مصادر ومراجع البحث‬


‫أو ًال ‪ -‬املراجع العربية ‪:‬‬
‫‪� - 1‬إبراهيم العي�سوي‪ :‬التنمية يف عامل متغري ‪ -‬درا�سة يف مفهوم التنمية وم�ؤ�رشاتها‪،‬‬
‫دار ال�رشوق‪ ،‬القاهرة‪.2003 ،‬‬
‫‪� - 2‬أحمد ر�شيد املطريي‪ :‬بني اال�سرت�شادية والإلزام ت�ضيع قواعد حوكمة ال�رشكات‪،‬‬
‫حلقة نقا�شية حول قانون هيئة �أ�سواق املال الكويتي بعد مرور �أربعة �أعوام من‬
‫النفاذ‪ ،‬جملة احلقوق‪ ،‬ملحق العدد ‪ ،03‬ال�سنة ‪( ،29‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‪� /‬سبتمرب‬
‫‪2015‬م)‪ ،‬جامعة الكويت‪.‬‬
‫‪� - 3‬أحمد يو�سف دودين‪� :‬أهمية احلوكمة امل�ؤ�س�سية يف تعزيز الرقابة ومكافحة‬
‫الف�ساد‪ ،‬جملة الزرقاء للبحوث والدرا�سات الإن�سانية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬املجلد اخلام�س‬
‫ع�رش‪ ،‬كانون الأول ‪ ،2015‬جامعة الزرقاء‪ ،‬الأردن‪.‬‬
‫‪ - 4‬برو�ش زين الدين‪ ،‬دهيمي جابر‪ :‬دور �آليات احلوكمة يف احلد من الف�ساد املايل‬
‫والإداري‪ ،‬بحث مقدم للملتقى الوطني حول حوكمة ال�رشكات ك�آلية للحد من‬
‫الف�ساد املايل والإداري‪ ،‬املنعقد يومي ‪ 06‬و‪ 07‬مايو ‪ ،2012‬كلية العلوم االقت�صادية‬
‫والتجارية وعلوم الت�سيري‪ ،‬جامعة حممد خي�رض‪ ،‬ب�سكرة (اجلزائر)‪.‬‬
‫‪ - 5‬بن التومي �سارة‪ ،‬فو�ضيلي �سمية‪ :‬دور التدقيق الداخلي يف �إطار حوكمة‬
‫ال�رشكات‪ ،‬بحث مقدم للم�ؤمتر الدويل الأول حول املحا�سبة واملراجعة يف بيئة‬
‫الأعمال الدولية‪ ،‬املنعقد يومي ‪ 04‬و‪ 05‬دي�سمرب ‪ ،2012‬كلية العلوم االقت�صادية‪،‬‬
‫جامعة امل�سيلة (اجلزائر)‪.‬‬
‫‪ - 6‬البنك الأهلي امل�رصي‪� :‬أ�سلوب ممار�سة �سلطات الإدارة الر�شيدة يف ال�رشكات ‪ -‬حوكمة‬
‫ال�رشكات‪ ،‬الن�رشة االقت�صادية‪ ،‬العدد الثاين‪ ،‬املجلد ال�ساد�س واخلم�سون‪.2003 ،‬‬
‫‪ - 7‬ح�سني عبد اجلليل �آل غزوي‪ : ‬حوكمة ال�رشكات و�أثرها على م�ستوى الإف�صاح‬
‫يف املعلومات املحا�سبية‪ ،‬ر�سالة ماج�ستري‪ ،‬كلية الإدارة واالقت�صاد‪ ،‬الأكادميية‬
‫العربية يف الدمنارك‪.2010 ،‬‬

‫‪ 528‬مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪2016‬‬
‫د‪ .‬بن �صغري مراد‬

‫‪ - 8‬حمادي نبيل‪� : ‬أثر تبني امل�ؤ�س�سات اجلزائرية للحوكمة على جودة املراجعة املالية‬
‫‪ -‬درا�سة ميدانية‪ ،‬جملة البحوث والدرا�سات العلمية‪ ،‬العدد ‪ ،2012 ،06‬جامعة‬
‫املدية‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪ - 9‬دادن عبد الغني‪� ،‬سعيدة تلي‪ :‬فعالية احلوكمة ودورها يف احلد من الف�ساد املايل‬
‫والإداري‪ ،‬بحث مقدم للملتقى الوطني حول حوكمة ال�رشكات ك�آلية للحد من‬
‫الف�ساد املايل والإداري‪ ،‬املنعقد يومي ‪ 06‬و‪ 07‬ماي ‪ ،2012‬كلية العلوم االقت�صادية‬
‫والتجارية وعلوم الت�سيري‪ ،‬جامعة حممد خي�رض‪ ،‬ب�سكرة (اجلزائر)‪.‬‬
‫‪ - 10‬دهم�ش نعيم‪� ،‬إ�سحق �أبو زر عفاف‪ :‬حت�سني وتطوير احلاكمية امل�ؤ�س�سية يف‬
‫البنوك‪ ،‬جملة البنوك يف الأردن‪ ،‬العدد العا�رش‪ ،‬املجلد الثاين والع�رشون‪ ،‬دي�سمرب‬
‫‪. 2003‬‬
‫‪ - 11‬ذياب م�سرتاحي‪ :‬هيئة �أ�سواق املال ت�صدر قواعد حوكمة ال�رشكات‪  ،‬هيئة‬
‫ال�سوق املالية‪ ،‬حوكمة ال�رشكات‪ ،‬اململكة العربية ال�سعودية‪http://www. .‬‬
‫‪.bakheetgroup.com‬‬
‫‪ - 12‬رافد عبيد النوا�س‪� :‬أثر حوكمة ال�رشكات على جودة �أداء مراقب احل�سابات‬
‫�أمنوذج مقرتح ‪ ،‬جملة العلوم االقت�صادية والإدارية‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬املجلد الرابع‪،‬‬
‫العدد ‪.02‬‬
‫‪ - 13‬ر�سمية �أحمد �أبو مو�سى‪ :‬الأوراق املالية النقدية‪ ،‬دار املعتز‪ ،‬عمان‪.2005 ،‬‬
‫‪ - 14‬رقية ح�ساين و�آخرون‪� :‬آليات حكومة ال�رشكات ودورها يف احلد من الف�ساد‬
‫املايل والإداري‪ ،‬بحث مقدم للملتقى الوطني حول حوكمة ال�رشكات ك�آلية للحد من‬
‫الف�ساد املايل والإداري‪ ،‬املنعقد يومي ‪ 06‬و‪ 07‬مايو ‪ ،2012‬كلية العلوم االقت�صادية‬
‫والتجارية وعلوم الت�سيري‪ ،‬جامعة حممد خي�رض‪ ،‬ب�سكرة (اجلزائر)‪.‬‬
‫‪ - 15‬زينب عو�ض اهلل‪ :‬بع�ض مالحظات على قانون رقم ‪ 7‬ل�سنة ‪ 2010‬الكويتي‬
‫والئحته التنفيذية ب�ش�أن �إن�شاء هيئة �أ�سواق املال وتنظيم ن�شاط الأوراق املالية‪،‬‬
‫حلقة نقا�شية حول قانون هيئة �أ�سواق املال الكويتي بعد مرور �أربعة �أعوام من‬

‫مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪529 2016‬‬
‫مساهمة آليات حوكمة الشركات يف االرتقاء بكفاءة األسواق املالية‬

‫النفاذ‪ ،‬جملة احلقوق‪ ،‬ملحق العدد ‪ ،03‬ال�سنة ‪( ،29‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‪� /‬سبتمرب‬
‫‪2015‬م)‪ ،‬جامعة الكويت‪.‬‬
‫‪� - 16‬سيد عبدالرحمن عبا�س بله‪ :‬دور تطبيق حوكمة ال�رشكات يف ممار�سة �أ�ساليب‬
‫املحا�سبة الإبداعية‪ ،‬جملة العلوم االقت�صادية وعلوم الت�سيري‪ ،‬جامعة امللك �سعود‪،‬‬
‫الريا�ض ‪ ،‬العدد ‪.2012 ، 12‬‬
‫‪ - 17‬ال�سيد متويل عبد القادر‪ :‬الأ�سواق املالية والنقدية يف عامل متغري‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫عمان‪.2010 ،‬‬
‫‪� - 18‬رشيفي عمر‪ :‬دور و�أهمية احلوكمة يف ا�ستقرار النظام امل�رصيف‪ ،‬بحث �ضمن‬
‫كتاب بحوث و�أوراق عمل امللتقى العلمي الدويل الأزمة املالية واالقت�صادية الدولية‬
‫واحلوكمة العاملية‪ ،‬املنعقد يومي ‪ 20‬و‪� 21‬أكتوبر ‪ ،2009‬جامعة فرحات عبا�س‪،‬‬
‫�سطيف – اجلزائر‪.‬‬
‫‪� - 19‬صالح الدين ح�سني ال�سيم�سي‪ :‬بور�صات الأوراق املالية‪ ،‬دار عامل الكتب‪،‬‬
‫القاهرة‪.2003 ،‬‬
‫‪ - 20‬طالب عالء فرحان‪� ،‬إميان �شيحان امل�شهداين‪ :‬احلوكمة امل�ؤ�س�سية والأداء املايل‬
‫الإ�سرتاتيجي للم�صارف‪ ،‬الطبعة الأوىل‪ ،‬دار ال�صفاء‪ ،‬عمان‪ ،‬الأردن‪.2011 ،‬‬
‫‪ - 21‬عبا�س حمد التميمي‪� :‬آليات احلوكمة ودورها يف احلد من الف�ساد املايل والإداري يف‬
‫ال�رشكات اململوكة للدولة‪ ،‬انظر املوقع الإلكرتوين‪. .http//: www.nazaha.iq :‬‬
‫‪ -22‬عبد النا�رص �إبراهيم نور‪ ،‬حممد غادر‪ ،‬حممد حممود ب�شايرة‪ :‬مدى ت�أثري االلتزام‬
‫مببادئ حوكمة ال�رشكات يف ت�ضييق فجوة التوقعات يف الأردن‪ ،‬جملة الزرقاء‬
‫للبحوث والدرا�سات الإن�سانية‪ ،‬العدد الثاين‪ ،‬املجلد الرابع ع�رش‪ ،‬كانون الأول‬
‫‪ ،2014‬جامعة الزرقاء‪ ،‬الأردن‪.‬‬
‫‪ - 23‬عبد الوهاب ن�رص علي‪� ،‬شحاتة ال�سيد �شحاتة‪ :‬مراجعة احل�سابات وحوكمة‬
‫ال�رشكات يف بيئة الأعمال العربية والدولية املعا�رصة‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬القاهرة‪.2007 ،‬‬

‫‪ 530‬مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪2016‬‬
‫د‪ .‬بن �صغري مراد‬

‫‪ - 24‬عدنان بن حيدر بن دروي�ش‪ :‬حوكمة ال�رشكات ودور جمل�س الإدارة‪ ،‬احتاد‬


‫امل�صارف العربية‪ ،‬بريوت‪. 2007 ،‬‬
‫‪ - 25‬فاطمة الزهراء طاهري‪ ،‬عي�ساوي �سهام‪ :‬دور حوكمة ال�رشكات يف الرفع من‬
‫كفاءة ال�سوق املالية‪ ،‬بحث مقدم للملتقى الوطني حول حوكمة ال�رشكات ك�آلية‬
‫للحد من الف�ساد املايل والإداري‪ ،‬املنعقد يومي ‪ 06‬و‪ 07‬مايو ‪ ،2012‬كلية العلوم‬
‫االقت�صادية والتجارية وعلوم الت�سيري‪ ،‬جامعة حممد خي�رض‪ ،‬ب�سكرة (اجلزائر)‪.‬‬
‫‪ - 26‬فريد عبة‪ ،‬مرمي طبني‪ :‬دور مبادئ حوكمة ال�رشكات يف معاجلة الف�ساد‬
‫املايل والإداري‪ ،‬بحث مقدم للملتقى الوطني حول حوكمة ال�رشكات ك�آلية للحد من‬
‫الف�ساد املايل والإداري‪ ،‬املنعقد يومي ‪ 06‬و‪ 07‬مايو ‪ ،2012‬كلية العلوم االقت�صادية‬
‫والتجارية وعلوم الت�سيري‪ ،‬جامعة حممد خي�رض‪ ،‬ب�سكرة (اجلزائر)‪.‬‬
‫‪ - 27‬في�صل حممود ال�شواورة‪ :‬قواعد احلوكمة وتقييم دورها يف مكافحة ظاهرة‬
‫الف�ساد والوقاية منه يف ال�رشكات امل�ساهمة العامة الأردنية‪ ،‬جملة جامعة دم�شق‬
‫للعلوم االقت�صادية والقانونية‪ ،‬املجلد اخلام�س والع�رشون ‪ ،‬العدد ‪. 2009 ،02‬‬
‫‪ - 28‬فهد علي الزميع‪ :‬م�شاركة يف احللقة النقا�شية اخلا�صة يف قانون �أ�سواق املال‪،‬‬
‫حلقة نقا�شية حول قانون هيئة �أ�سواق املال الكويتي بعد مرور �أربعة �أعوام من‬
‫النفاذ‪ ،‬جملة احلقوق‪ ،‬ملحق العدد ‪ ،03‬ال�سنة ‪( ،29‬ذو احلجة ‪1436‬هـ‪� /‬سبتمرب‬
‫‪2015‬م)‪ ،‬جامعة الكويت‪.‬‬
‫‪ - 29‬القانون الكويتي رقم ‪ 07‬ل�سنة ‪ 2010‬ب�ش�أن �إن�شاء هيئة �أ�سواق املال وتنظيم‬
‫ن�شاط الأوراق املالية‪ ،‬ج‪.‬ر رقم ‪ 964‬لل�سنة ال�ساد�سة واخلم�سون‪ ،‬بتاريخ‬
‫‪.2010/02/28‬‬
‫‪ - 30‬القانون القطري رقم ‪ 08‬ل�سنة ‪ 2012‬ب�ش�أن هيئة قطر للأ�سواق املالية‪.‬‬
‫‪ - 31‬كنيث‪� .‬أ‪ .‬كيك و �آخرون‪ :‬حوكمة ال�رشكات ‪ -‬الأطراف الرا�صدة و امل�شاركة ‪،‬‬
‫ترجمة‪ :‬حممد عبد الفتاح الع�شماوي‪ ،‬غريب جرب غنام‪ ،‬الريا�ض‪. 2010 ،‬‬

‫مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪531 2016‬‬
‫مساهمة آليات حوكمة الشركات يف االرتقاء بكفاءة األسواق املالية‬

‫‪ - 32‬املجمع العربي للمحا�سبني القانونيني‪ ،‬ن�رشة �إلكرتونية �شهرية‪ ،‬العدد ‪، 53‬‬


‫فرباير ‪http://www.ascasociety.org .2004‬‬
‫‪ - 33‬حم�سن �أحمد حممد اخل�ضريي‪ :‬حوكمة ال�رشكات‪ ،‬جمموعة النيل العربية‬
‫للطباعة والن�رش والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.2005 ،‬‬
‫‪ - 34‬حمفوظ جبار‪ :‬كفاءة البور�صة اجلزائرية ما بني ‪ ،2001 – 1999‬جملة‬
‫العلوم االقت�صادية وعلوم الت�سيري‪ ،‬العدد ‪ ،2003 ،03‬جامعة فرحات عبا�س‪،‬‬
‫�سطيف (اجلزائر)‪.‬‬
‫‪ - 35‬حممد �إبراهيم مو�سى‪ :‬حوكمة ال�رشكات املقيدة ب�سوق الأوراق املالية‪ ،‬دار‬
‫اجلامعة اجلديدة‪ ،‬الإ�سكندرية‪.2010 ،‬‬
‫‪ - 36‬حممد ح�سن يو�سف‪ :‬حمددات احلوكمة و معايريها‪ -‬مع �إ�شارة خا�صة لنمط‬
‫تطبيقها يف م�رص‪ ،‬بنك اال�ستثمار القومي‪ ،‬م�رص‪ ،‬يونيو ‪.2007‬‬
‫‪ - 37‬حممد طارق يو�سف‪ :‬الإف�صاح وال�شفافية ك�أحد مبادئ حوكمة ال�رشكات ومدى‬
‫ارتباطها باملعايري املحا�سبية‪ ،‬بحث �ضمن كتاب بحوث و�أوراق عمل م�ؤمتر حوكمة‬
‫ال�رشكات و�أ�سواق املال العربية ‪� -‬رشم ال�شيخ‪ ،‬م�رص‪ ،‬من�شورات العربية للتنمية‬
‫الإدارية‪ ،‬م�رص‪.2007 ،‬‬
‫‪ - 38‬حممد طارق يو�سف‪ :‬حوكمة ال�رشكات والت�رشيعات الالزمة للتطبيق‪ ،‬بحث‬
‫�ضمن كتاب بحوث و�أوراق عمل ندوة حوكمة ال�رشكات العامة واخلا�صة من �أجل‬
‫الإ�صالح االقت�صادي والهيكلي‪ ،‬القاهرة‪. 2006 ،‬‬
‫‪ - 39‬حممد م�صطفى �سليمان‪ :‬حوكمة ال�رشكات ومعاجلة الف�ساد املايل والإداري‪،‬‬
‫الدار اجلامعية‪ ،‬الإ�سكندرية‪. 2006 ،‬‬
‫‪ - 40‬حممود حممد الداغر‪ :‬الأ�سواق املالية (م�ؤ�س�سات‪� ،‬أوراق‪ ،‬بور�صات)‪ ،‬دار‬
‫ال�رشوق‪ ،‬عمان‪.2005 ،‬‬
‫‪ - 41‬املدونة اجلزائرية حلوكمة ال�رشكات ال�صادرة بتاريخ‪.2009/03/11 :‬‬

‫‪ 532‬مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪2016‬‬
‫د‪ .‬بن �صغري مراد‬

‫‪ - 42‬م�صطفى ح�سن ب�سيوين ال�سعدين‪ :‬ال�شفافية والإف�صاح يف �إطار حوكمة‬


‫ال�رشكات‪ ،‬بحث �ضمن كتاب بحوث و�أوراق عمل ندوة حوكمة ال�رشكات العامة‬
‫واخلا�صة من �أجل الإ�صالح االقت�صادي والهيكلي‪ ،‬القاهرة‪. 2006 ،‬‬
‫‪ - 43‬مناور حداد‪ :‬دور حوكمة ال�رشكات يف التنمية االقت�صادية‪ ،‬بحث مقدم للم�ؤمتر‬
‫العلمي الأول حول حوكمة ال�رشكات ودورها يف الإ�صالح االقت�صادي‪ ،‬املنعقد‬
‫يومي ‪ 15‬و‪ 16‬ت�رشين الأول ‪ ،2008‬كلية االقت�صاد‪ ،‬جامعة دم�شق (�سوريا)‪.‬‬
‫‪ - 44‬منظمة التعاون االقت�صادي والتنمية‪ :) )OECD‬مبادئ منظمة التعاون‬
‫االقت�صادي والتنمية‪ ،‬مركز امل�رشوعات الدولية اخلا�صة‪http//: ww.cipe- .‬‬
‫‪arabia.org/pdfhelp.asp‬‬
‫‪ - 45‬منري �إبراهيم هندي‪ :‬الأوراق املالية و�أ�سواق ر�أ�س املال‪ ،‬من�ش�أة املعارف‪،‬‬
‫الإ�سكندرية‪.1997 ،‬‬
‫‪ - 46‬ميخائيل �أ�رشف حنا‪ :‬تدقيق احل�سابات يف �إطار منظومة حوكمة ال�رشكات‪،‬‬
‫بحث مقدم للم�ؤمتر العربي الأول حول التدقيق الداخلي يف �إطار حوكمة ال�رشكات‪،‬‬
‫القاهرة‪. 2005 ،‬‬
‫‪ - 47‬وليد �صايف‪� ،‬أن�س البكري‪ :‬الأ�سواق املالية والدولية‪ :‬دار امل�ستقبل‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪.2009‬‬

‫مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪533 2016‬‬
‫مساهمة آليات حوكمة الشركات يف االرتقاء بكفاءة األسواق املالية‬

: ‫ املراجع األجنبية‬- ‫ثاني ًا‬


1 - Alamgir, M: Corporate Governance- A Risk Perspective, paper
presented to: Coorporate Governance and Reform, Paving the Way
to Financial Stability and Development, a conference organized by
the Egyptian Banking Institute, Cairo, May 7 - 8, 2007.

2 - Archambeault. M : The relation between corporate Governance


strength and fraudulent fiance reportingm 2002. http//: www.
shatharat.net

3 - Demirag et al : Corporate Governance, overview and research


agenda, British Accounting Review, N° 32, 2000.

4 - Freeland, C: Basel Committee Guidance on Corporate Governance


for Banks, paper presented to: Coorporate Governance and
Reform, Paving the Way to Financial Stability and Development, a
conference organized by the Egyptian Banking Institute, Cairo, May
7 - 8, 2007.

5 - Marie Lequin : Ecotourisme et gouvernance participative, presse de


l›Université du Québec, CANADA, 2001.

6 - Marios Bernard, Bompoint: Gouvernement d’entreprise et Communication


Financière, economica, paris, 2004.

7 - Oman Charles: Blume Daniel: la gouvernance d’entreprise - un défit


pour le développement, Repères n° 03, centre de développement
de l’OCDE.

http://www.usinfo.state.gov./journals/ites/0205/.ijee/wray.htm

2016 ‫ سبتمرب‬- 15 ‫ العدد‬- ‫ السنة الرابعة‬- ‫ مجلة كلية القانون الكويتية العاملية‬534
‫د‪ .‬بن �صغري مراد‬

‫ال�صفحة‬ ‫املــو�ضــوع‬

‫‪497‬‬ ‫امللخ�ص‬
‫‪498‬‬ ‫املقدمة‬
‫‪501‬‬ ‫املبحث الأول النظام القانوين حلوكمة ال�رشكات‬
‫‪502‬‬ ‫املطلب الأول ‪ -‬تعريف احلوكمة و�أهميتها و�أهدافها ومعايريها‬
‫‪502‬‬ ‫الفرع الأول ‪ -‬تعريف احلوكمة و�أهميتها‬
‫‪506‬‬ ‫الفرع الثاين ‪� -‬أهداف احلوكمة ومعايريها‬
‫‪511‬‬ ‫املطلب الثاين ‪ -‬املبادئ الأ�سا�سية للحوكمة‬
‫‪511‬‬ ‫الفرع الأول ‪ -‬القواعد الرئي�سية للحوكمة‬
‫‪513‬‬ ‫الفرع الثاين ‪ -‬املبادئ الأ�سا�سية للحوكمة‬
‫‪516‬‬ ‫املبحث الثاين ‪� -‬آليات احلوكمة لتح�سني �أداء الأ�سواق املالية‬
‫‪517‬‬ ‫املطلب الأول ‪� -‬ضوابط حتقيق كفاءة الأ�سواق املالية‬
‫‪517‬‬ ‫الفرع الأول ‪ -‬خ�صائ�ص �سوق املال الكفء‬
‫‪519‬‬ ‫الفرع الثاين ‪ -‬م�ستوى كفاءة الأ�سواق املالية‬
‫‪520‬‬ ‫املطلب الثاين ‪� -‬آليات احلوكمة الداخلية‬
‫‪523‬‬ ‫املطلب الثالث ‪� -‬آليات احلوكمة اخلارجية‬
‫‪526‬‬ ‫اخلامتة‬
‫‪530‬‬ ‫املراجع‬

‫مجلة كلية القانون الكويتية العاملية ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد ‪ - 15‬سبتمرب ‪535 2016‬‬

You might also like