You are on page 1of 242

‫مكتبة ابن سعدي ‪10‬‬

‫منهج السالكين‬
‫وتوضيح الفقه في الدين‬

‫تأليف العالمة‬
‫الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي‬
‫رحمه هللا تعالى‬
‫‪ 1307‬ـ ‪1376‬هـ‬

‫قدم له وصوبه وعلق عليه فضيلة الشيخ العالَّمة عبد اهلل بن عبد العزيز بن عقيل‬
‫ّ‬
‫رئيس الهيئة الدائمة بمجلس القضاء األعلى سابقاً‬

‫قدم له فضيلة الشيخ العالَّمة عبد اهلل بن عبد الرحمن البسام‬


‫عضو مجلس هيئة كبار العلماء‬

‫اعتنى به محمد بن عبد العزيز الخضيري‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫‪1‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫تقديم فضيلة الشيخ العالمة‬
‫عبد اهلل بن عبد العزيز بن عقيل‬
‫رئيس الهيئة الدائمة بمجلس القضاء األعلى سابقاً‬

‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وصلى اهلل وسلم على عبده ورسوله األمين‬
‫«م ْن ُي ِرد اهلل به خيراً فَقَّهَهُ في الدين» ‪ ،‬وآله وصحبه ُ‬
‫الغر‬ ‫القائل‪َ :‬‬
‫(‪)1‬‬

‫الميامين‪.‬‬

‫وبعد‪َّ ،‬‬
‫فإن شيخنا العالمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي ممن فقهه اهلل‬
‫في الدين‪ ،‬حتى صار شغله الشاغل في معظم أوقاته؛ تعلماً وتعليماً ودرساً‬
‫وتدريساً وتصنيفاً‪ ،‬ومن أهم مصنفاته في الفقه‪ :‬كتاب «منهج السالكين‬
‫وتوضيح الفقه في الدين» ؛ هذا الكتاب المختصر لفظاً المستوعب معنى‪ ،‬وقد‬
‫اهتم به رحمه اهلل قبل تصنيفه‪ ،‬واعتنى به حال تصنيفه‪ ،‬وأُعجب به بعد‬
‫تصنيفه‪ ،‬فصار يمدحه لدى تالميذه‪ ،‬ترغيباً لهم في اإلقبال عليه‪ ،‬حفظاً ودرساً‬
‫إلي عنه كتاباً مؤرخاً ‪ 13‬محرم ‪1360‬هـ‪ ،‬وبعثه‬
‫وتعلماً وتعليماً‪ ،‬وقد كتب َّ‬
‫إلي في (أبو عريش) حينما كنت قاضياً هناك‪ ،‬وقال فيه‪ :‬اختصرناه فصار‬
‫َّ‬
‫أقل من جميع المختصرات التي تعرفونها‪ :‬من مختصر «المقنع»‪ ،‬ومن‬
‫«العمدة»‪ ،‬و«أخصر المختصرات»‪،‬‬
‫أصغر منها كلها‪ ،‬اقتصاراً‬

‫‪ -1‬سيأتي تخريجه (ص‪.)36‬‬

‫‪2‬‬
‫على ما يحتاج إليه في كل باب‪ ،‬ومع هذا فهو واضح ومشتمل على الدليل‪...‬‬
‫إلى آخره‪ .‬اهـ من «األجوبة النافعة» (‪.)1‬‬

‫ومن مزاياه‪ :‬أنه اقتصر فيه على المسائل التي يكثر وقوعها ويحتاج‬
‫الناس إليها‪ ،‬وأنه يعتني بالدليل دون تطويل‪ ،‬بل ربما جعل المسألة هي نص‬
‫الحديث الوارد فيها‪ ،‬فهي المستدل له والمستدل به‪ ،‬وبالجملة فمخبر الكتاب‬
‫أبلغ من منظره‪ ،‬وقد طبع الكتاب عدة طبعات وال تخلو كل نسخة من األغالط‬
‫والنقص والتقديم والتأخير‪.‬‬

‫لهذا سمت همة األستاذ محمد بن عبد العزيز الخضيري ـ المحاضر في‬
‫كلية المعلمين في الرياض قسم الدراسات القرآنية ـ إلى االعتناء به وطبعه‬
‫ونشره‪ ،‬بعد مقابلته على نسختين خطيتين‪ :‬إحداهما مصورة من خط المؤلف‬
‫رحمه اهلل‪ ،‬فجاءت هذه الطبعة من أصح نسخ هذا الكتاب‪ ،‬مع ما امتازت‬
‫به من جودة الطبع‪ ،‬حرفاً وورقاً وتجليداً‪ ،‬منمقة بعالمات الترقيم‬
‫والوقف واالبتداء والتقسيم‪ ،‬وعزو اآليات القرآنية وتخريج األحاديث‬
‫النبوية‪ ،‬وشرح بعض الكلمات الغامضة‪ ،‬وضبطها بالشكل‪ ،‬مع ترقيم‬
‫مسائله‪ ،‬وبدء كل مسألة في أول السطر‪ ،‬إبرازاً لها‪ ،‬وتسهيالً للوقوف‬
‫عليها‪ ،‬ورقمها أرقاماً مسلسلة بلغت ‪ ،679‬كما نقل ترجيحات شيخنا‬
‫من كتبه األخرى سواء كانت زائدة على ما في هذا الكتاب‪ ،‬أو إيضاحاً‪،‬‬
‫أو استدراكاً عليه‪ ،‬فخدم بهذا الصنيع الكتاب ومؤلفه وقارئيه‪ ،‬واستحق بذلك‬
‫األجر والثواب العاجل واآلجل إن شاء اهلل‪ ،‬وفي الحديث‪« :‬إن اهلل ليدخل‬

‫‪( -1‬ص‪ 90‬ـ ‪.)91‬‬

‫‪3‬‬
‫بالسهم الواحد ثالثة الجنة‪ :‬صانعه‪ ،‬والرامي به‪ ،‬ومنبله الممد به» ‪ .‬رواه‬
‫أبو داود والترمذي وغيرهما (‪ ،)1‬فلهذا أنصح إخواني وأبنائي الطلبة باالهتمام‬
‫به وحفظه عن ظهر قلب؛ ألنه يعتبر خالصة الخالصة‪ .‬وباهلل التوفيق‪.‬‬
‫وصلى هللا على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫قال ذلك‪:‬‬

‫الفقير إلى اهلل‬

‫عبد اهلل بن عبد العزيز بن عقيل‬


‫رئيس الهيئة الدائمة بمجلس القضاء األعلى سابقاً‬

‫***‬

‫‪ -1‬رواه أبو داود (‪ ،)2513‬والنسائي (‪ ،)4420 ،4354‬والترمذي (‪ )1637‬وقال‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬


‫وابن ماجه (‪ ،)2811‬وأحمد (‪.)4/144‬‬
‫وضعفه المناوي وابن القطان‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫تقديم فضيلة الشيخ العالمة‬
‫عبد اهلل بن عبد الرحمن البسام‬
‫عضو مجلس هيئة كبار العلماء‬

‫الحمد هلل المفقه من شاء من خلقه في الدين‪ ،‬والصالة والسالم‬


‫على من أرسله اهلل رحمة للعالمين‪ ،‬وسراجاً منيراً للسائرين‪ ،‬وعلى آله‬
‫وصحبه الغر الميامين‪.‬‬
‫أما بعد‪ :‬فهذه مقدمة لهذا المختصر المفيد المسمى «منهج السالكين»؛‬
‫نتحدث عن أمرين‪:‬‬

‫األمر األول‪ :‬عن الكتاب‪.‬‬

‫األمر الثاني‪ :‬عن تحقيقه‪.‬‬

‫فأما الحديث عن الكتاب فإن لتأليفه «قصة» هي أنه في عام (‬


‫‪1359‬هـ) تخرج أول دفعة من (المدرسة العزيزية االبتدائية) في مدينة‬
‫عنيزة‪ ،‬ولم يكن في عنيزة ذلك الوقت مدرسة (متوسطة) وال (معهد علمي)؛‬
‫فالشهادة االبتدائية هي أرقى شهادة ينالها الطالب في تلك المدينة؛ مع أن أغلب‬
‫أولئك الشباب يرغبون مواصلة الدراسة‪ ،‬لكنهم في سن ال يصلح معها‬
‫مفارقتهم أهليهم‪ ،‬ليدرسوا في المدن الكبرى من المملكة‪ ،‬وكان من الصدف‬
‫الطيبة أن (المكتبة العامة) في عنيزة ـ حرسها اهلل ـ قد انتهى بناؤها ذلك العام (‬
‫‪1359‬هـ)‪ ،‬وشيخنا عبد الرحمن الناصر السعدي ـ رحمه اهلل ـ قد عزم أن‬
‫يكون تدريسه (العالي) لتالميذه المدركين في هذه المكتبة الغنية بـاـلـمـرـاـجـعـ‪،‬ـ‬
‫فـأـمـرـ ـ رـحـمـهـ اـهللـ تـعـاـلـىـ ـ كـالًـ مـنـ اـلـشـيـخـ مـحـمـدـ بـنـ عـبـدـ اـلـعـزـيـزـ اـلـمـطـوـعـ‬

‫‪5‬‬
‫وـاـلـشـيـخـ عـلـيـ اـلـحـمـدـ اـلـصـاـلـحـيـ أـنـ ُيـ َدـ ِّـرـ سـاـ هـؤـالـءـ اـلـطـالـبـ اـلـصـغـاـرـ فـيـ‬
‫اـلـمـكـتـبـةـ فـيـ اـألـوـقـاـتـ اـلـتـيـ الـ تـكـوـنـ فـيـهـاـ دـرـوـسـ اـلـشـيـخـ لـتـالـمـيـذـهـ‪،‬ـ وـإ نـ اـتـفـقـ‬
‫اـلـدـرـسـاـنـ فـيـ وـقـتـ وـاـحـدـ فـيـدـرـسـ اـلـصـغـاـرـ فـيـ أـحـدـ أـرـكـاـنـ اـلـمـسـجـدـ اـلـجـاـمـعـ‪،‬ـ‬
‫وـكـاـنـتـ دـرـوـسـ هـؤـالـءـ اـلـطـالـبـ اـلـصـغـاـرـ فـيـ اـلـتـوـحـيـدـ وـاـلـحـدـيـثـ وـاـلـفـقـهـ‬
‫وـاـلـنـحـوـ‪.‬ـ‬

‫فـأـمـاـ اـلـتـوـحـيـدـ فـفـيـ «ـثـالـثـةـ اـألـصـوـلـ»ـ وـأـمـثـاـلـهـ‪،‬ـ وـأـمـاـ اـلـحـدـيـثـ فـفـيـ‬


‫«ـاـألـرـبـعـيـنـ اـلـنـوـوـيـةـ»ـ‪،‬ـ وـأـمـاـ اـلـنـحـوـ فـفـيـ «ـاـآلـجـرـوـمـيـةـ»ـ‪،‬ـ وـأـمـاـ اـلـفـقـهـ فـإـنـ‬
‫مـخـتـصـرـاـتـ اـلـمـذـهـبـ اـلـحـنـبـلـيـ يـمـنـعـ مـنـ تـدـرـيـسـهـاـ لـهـؤـالـءـ اـلـنـاـشـئـةـ أـمـرـاـنـ‪:‬ـ‬

‫أ‪L‬ح‪L‬د‪L‬ه‪L‬م‪L‬ا‪ L:L‬أـنـهـاـ الـ تـتـجـاـوـزـ اـلـقـوـلـ اـلـمـشـهـوـرـ فـيـ مـذـهـبـ اـإلـمـاـمـ أـحـمـدـ‪،‬ـ‬
‫وـبـعـضـ مـسـاـئـلـ اـلـمـشـهـوـرـ مـنـ هـذـاـ اـلـمـذـهـبـ مـرـجـوـحـةـ‪،‬ـ وـفـيـ رـوـاـيـاـتـ اـلـمـذـهـبـ‬
‫اـألـخـرـىـ مـاـ هـوـ أـقـوـىـ مـنـهـاـ‪.‬ـ‬

‫ا‪L‬ل‪L‬ث‪L‬ا‪L‬ن‪L‬ي‪ L:L‬أـنـ فـيـ تـلـكـ اـلـمـخـتـصـرـاـتـ مـنـ تـعـقـيـدـ اـلـعـبـاـرـةـ‪،‬ـ وـصـعـوـبـةـ‬


‫اـلـوـصـوـلـ إـلـىـ اـلـمـعـنـىـ مـاـ يـمـنـعـ اـلـطـاـلـبـ اـلـمـبـتـدـئـ مـنـ فـهـمـهـاـ وـهـضـمـهـاـ‪.‬ـ‬

‫لـذـاـ صـنـفـ شـيـخـنـاـ ـ رـحـمـهـ اـهللـ ـ هـذـاـ (ـاـلـمـخـتـصـرـ اـلـمـفـيـدـ)ـ عـلـىـ قـوـلـ‬
‫وـاـحـدـ فـيـ اـلـمـذـهـبـ‪،‬ـ سـوـاـءـ وـاـفـقـ اـلـمـشـهـوـرـ مـنـ اـلـمـذـهـبـ‪،‬ـ أـوـ وـاـفـقـ اـلـقـوـلـ‬
‫اـآلـخـرـ‪،‬ـ مـمـاـ يـمـتـاـزـ عـنـ غـيـرـهـ مـنـ اـألـقـوـاـلـ بـصـحـةـ اـلـدـلـيـلـ وـجـوـدـةـ اـلـتـعـلـيـلـ‪،‬ـ‬
‫وـهـوـ الـ يـخـرـجـ عـنـ قـوـلـ أـحـدـ مـذـاـهـبـ اـألـئـمـةـ اـلـثـالـثـةـ‪.‬ـ‬

‫و‪L‬ه‪L‬ذ‪L‬ا‪ L‬ا‪L‬ل‪L‬م‪L‬خ‪L‬ت‪L‬ص‪L‬ر‪ L‬ي‪L‬م‪L‬ت‪L‬ا‪L‬ز‪ L‬ب‪L‬أ‪L‬م‪L‬و‪L‬ر‪ L‬ه‪L‬ا‪L‬م‪L‬ة‪ L‬ه‪L‬ي‪L:L‬‬

‫أ‪L‬و‪L‬الً‪ L:L‬س‪L‬ه‪L‬و‪L‬ل‪L‬ة‪ L‬ا‪L‬ل‪L‬ع‪L‬ب‪L‬ا‪L‬ر‪L‬ة‪ L‬و‪L‬و‪L‬ض‪L‬و‪L‬ح‪L‬ه‪L‬ا‪ L:L‬مـمـاـ قـ َّـرـ بـ مـعـهـاـ فـهـمـ اـلـمـعـنـىـ‪،‬ـ‬


‫وـبـسـطـ صـوـرـتـهـ لـلـقـاـرـئـ‪.‬ـ‬

‫‪6‬‬
‫ث‪L‬ا‪L‬ن‪L‬ي‪L‬اً‪ L:L‬أ‪L‬ن‪ L‬ك‪L‬ث‪L‬ي‪L‬ر‪L‬اً‪ L‬م‪L‬ن‪ L‬ج‪L‬م‪L‬ل‪L‬ه‪ L‬و‪L‬ع‪L‬ب‪L‬ا‪L‬ر‪L‬ا‪L‬ت‪L‬ه‪ L‬م‪L‬د‪L‬ر‪L‬ج‪L‬ة‪ L‬و‪L‬م‪L‬ض‪L‬م‪L‬ن‪L‬ة‪ L‬م‪L‬ن‪ L‬ا‪L‬ل‪L‬ق‪L‬ر‪L‬آ‪L‬ن‪L‬‬
‫ا‪L‬ل‪L‬ك‪L‬ر‪L‬ي‪L‬م‪ L‬و‪L‬م‪L‬ن‪ L‬ص‪L‬ح‪L‬ي‪L‬ح‪ L‬ا‪L‬ل‪L‬س‪L‬ن‪L‬ة‪ L‬ا‪L‬ل‪L‬م‪L‬ط‪L‬ه‪L‬ر‪L‬ة‪،L‬ـ وـبـهـذـاـ َجـ َمـ َعـتـ تـلـكـ اـلـجـمـلـ اـلـحـكـمـ‬
‫وـاـلـدـلـيـلـ‪،‬ـ كـمـاـ ضـمـنـتـ اـلـعـصـمـةـ مـنـ خـطـأـ اـلـلـفـظـ وـاـلـمـعـنـىـ‪.‬ـ‬

‫ث‪L‬ا‪L‬ل‪L‬ث‪L‬اً‪ L:L‬أ‪L‬ن‪ L‬ا‪L‬ل‪L‬م‪L‬ؤ‪L‬ل‪L‬ف‪ L‬ر‪L‬ح‪L‬م‪L‬ه‪ L‬ا‪L‬هلل‪ L‬ل‪L‬م‪ L‬ي‪L‬ت‪L‬ق‪L‬ي‪L‬د‪ L‬ب‪L‬ا‪L‬ل‪L‬م‪L‬ش‪L‬ه‪L‬و‪L‬ر‪ L‬م‪L‬ن‪ L‬ا‪L‬ل‪L‬م‪L‬ذ‪L‬ه‪L‬ب‪،L‬ـ‬
‫وـإ نـمـاـ اـخـتـاـرـ مـنـهـ أـصـحـ اـألـقـوـاـلـ دـلـيـالًـ‪،‬ـ مـمـاـ يـوـاـفـقـ اـلـمـذـاـهـبـ اـلـثـالـثـةـ أـوـ‬
‫بـعـضـهـاـ‪.‬ـ‬

‫ر‪L‬ا‪L‬ب‪L‬ع‪L‬اً‪ L:L‬أ‪L‬ن‪L‬ه‪ L‬ا‪L‬ق‪L‬ت‪L‬ص‪L‬ر‪ L‬ع‪L‬ل‪L‬ى‪ L‬أ‪L‬ه‪L‬م‪ L‬ا‪L‬ل‪L‬م‪L‬س‪L‬ا‪L‬ئ‪L‬ل‪ L‬و‪L‬ا‪L‬أل‪L‬ح‪L‬ك‪L‬ا‪L‬م‪ L‬مـمـاـ هـوـ مـجـاـلـ‬
‫اـلـعـمـلـ فـيـ اـلـعـبـاـدـةـ وـاـلـعـاـدـةـ‪.‬ـ‬

‫خ‪L‬ا‪L‬م‪L‬س‪L‬اً‪ L:L‬أ‪L‬ن‪ L‬ا‪L‬ل‪L‬م‪L‬ؤ‪L‬ل‪L‬ف‪ L‬ـ ر‪L‬ح‪L‬م‪L‬ه‪ L‬ا‪L‬هلل‪ L‬ـ أ‪L‬لّ‪L‬ف‪ L‬ا‪L‬ل‪L‬ك‪L‬ت‪L‬ا‪L‬ب‪ L‬ل‪L‬ط‪L‬ال‪L‬ب‪ L‬ا‪L‬ل‪L‬ع‪L‬ل‪L‬م‪L‬‬
‫ا‪L‬ل‪L‬م‪L‬ب‪L‬ت‪L‬د‪L‬ئ‪L‬ي‪L‬ن‪ L،L‬وـجـعـلـهـ بـيـدـ تـلـمـيـذـهـ اـلـكـبـيـرـ (ـمـحـمـدـ بـنـ عـبـدـ اـلـعـزـيـزـ اـلـمـطـوـعـ)ـ‬
‫لـيـكـرـرـ تـدـرـيـسـهـ وـقـرـاـءـتـهـ عـلـىـ أـوـلـئـكـ اـلـطـالـبـ‪،‬ـ وـيـرـاـجـعـ مـؤـلـفـهـ فـيـ كـلـ مـاـ‬
‫يـرـىـ أـنـ اـلـحـاـجـةـ دـاـعـيـةـ إـلـىـ إـبـدـاـلـ لـفـظـةـ بـلـفـظـةـ‪،‬ـ أـوـ تـغـيـيـرـ مـعـنـىـ بـآـخـرـ‪،‬ـ حـتـىـ‬
‫جـاـءـ اـلـكـتـاـبـ مـنـقـحـاًـ مـحـرـرـاًـ‪،‬ـ سـلـيـمـ اـلـلـفـظـ وـاـلـمـعـنـىـ ‪.‬ـ‬

‫أ‪L‬م‪L‬ا‪ L‬ا‪L‬ل‪L‬ح‪L‬د‪L‬ي‪L‬ث‪ L‬ع‪L‬ن‪ L‬ت‪L‬ح‪L‬ق‪L‬ي‪L‬ق‪ L‬ا‪L‬ل‪L‬ك‪L‬ت‪L‬ا‪L‬ب‪ L‬ف‪L‬ه‪L‬و‪L:L‬‬

‫أـنـ اـلـمـحـقـقـ اـلـشـيـخـ‪:‬ـ مـحـمـدـ بـنـ عـبـدـ اـلـعـزـيـزـ اـلـخـضـيـرـيـ ـ حـفـطـهـ اـهللـ‬
‫تـعـاـلـىـ ـ خـدـمـ مـبـاـدـئـ اـلـفـقـهـ بـهـذـاـ اـلـكـتـاـبـ خـدـمـةـ جـلـيـلـةـ‪،‬ـ حـيـنـمـاـ أـبـرـزـهـ بـهـذـهـ‬
‫اـلـصـوـرـةـ اـلـجـمـيـلـةـ‪،‬ـ وـذـلـكـ اـلـثـوـبـ اـلـقـشـيـبـ اـلـذـيـ مـنـهـاـ تـحـلـيـتـهـ بـهـذـهـ اـلـسـمـوـطـ‬
‫اـآلـتـيـةـ‪:‬ـ‬

‫أ‪L‬و‪L‬الً‪ L:L‬ك‪L‬ا‪L‬ن‪ L‬ا‪L‬ل‪L‬م‪L‬ؤ‪L‬ل‪L‬ف‪ L‬ـ ر‪L‬ح‪L‬م‪L‬ه‪ L‬ا‪L‬هلل‪ L‬ـ ق‪L‬د‪ L‬ت‪L‬خ‪L‬ف‪L‬ف‪ L‬م‪L‬ن‪ L‬ت‪L‬خ‪L‬ر‪L‬ي‪L‬ج‪ L‬أ‪L‬ح‪L‬ا‪L‬د‪L‬ي‪L‬ث‪L‬‬
‫ا‪L‬ل‪L‬ك‪L‬ت‪L‬ا‪L‬ب‪L‬؛‪ L‬ت‪L‬س‪L‬ه‪L‬ي‪L‬الً‪ L‬ل‪L‬ح‪L‬ف‪L‬ظ‪L‬ه‪ L‬ع‪L‬ل‪L‬ى‪ L‬ا‪L‬ل‪L‬ط‪L‬ال‪L‬ب‪ L‬ا‪L‬ل‪L‬ص‪L‬غ‪L‬ا‪L‬ر‪ L،L‬ف‪L‬ا‪L‬س‪L‬ت‪L‬د‪L‬ر‪L‬ك‪ L‬ذ‪L‬ل‪L‬ك‪ L‬ا‪L‬ل‪L‬م‪L‬ح‪L‬ق‪L‬ق‪L،L‬‬
‫ف‪L‬خ‪L‬ر‪L‬ج‪ L‬آ‪L‬ي‪L‬ا‪L‬ت‪L‬ه‪ L‬و‪L‬أ‪L‬ح‪L‬ا‪L‬د‪L‬ي‪L‬ث‪L‬ه‪ L‬ت‪L‬خ‪L‬ر‪L‬ي‪L‬ج‪L‬اً‪ L‬أ‪L‬ر‪L‬ا‪L‬ح‪ L‬ب‪L‬ه‪ L‬ا‪L‬ل‪L‬ق‪L‬ا‪L‬ر‪L‬ئ‪ L‬م‪L‬ن‪ L‬ع‪L‬ن‪L‬ا‪L‬ء‪ L‬ا‪L‬ل‪L‬م‪L‬ر‪L‬ا‪L‬ج‪L‬ع‪L‬ة‪L‬‬
‫و‪L‬ا‪L‬ل‪L‬ب‪L‬ح‪L‬ث‪ L،L‬ك‪L‬م‪L‬ا‪ L‬و‪L‬ثَّ‪L‬ق‪ L‬ن‪L‬ص‪L‬و‪L‬ص‪L‬ه‪ L‬و‪L‬أ‪L‬ص‪L‬و‪L‬ل‪L‬ه‪ L‬ب‪L‬ص‪L‬و‪L‬ر‪L‬ة‪ L‬ال‪ L‬ي‪L‬ض‪L‬ل‪ L‬س‪L‬ا‪L‬ل‪L‬ك‪L‬ه‪L‬ا‪L.L‬‬

‫‪7‬‬
‫ثـاـنـيـاًـ‪:‬ـ اـلـمـحـقـقـ أـلـحـقـ ُجـمـالًـ فـيـ اـلـهـاـمـشـ إـمـاـ أـنـهـاـ تـكـمـيـلـ لـمـعـنـىـ أـوـ‪،‬ـ‬
‫تـقـيـيـدـ لـجـمـلـةـ ‪،‬ـ وـعـزـاـ هـذـهـ اـلـهـوـاـمـشـ إـلـىـ مـصـاـدـرـهـاـ مـنـ كـتـبـ اـلـمـؤـلـفـ ـ غـاـلـبـاًـ‬
‫ـ وـبـعـضـهـاـ مـنـ غـيـرـهـاـ‪،‬ـ وـبـهـذـاـ أـكـمـلـ عـمـلـ اـلـمـؤـلـفـ مـنـ ِـعـ ْلـ ِمـهـ وـكـتـبـهـ‪.‬ـ‬

‫ثـاـلـثـاًـ‪:‬ـ اـلـمـحـقـقـ أـخـرـجـ اـلـكـتـاـبـ بـتـنـسـيـقـ وـتـرـتـيـبـ‪،‬ـ صـاـرـ هـذـاـ اـإلـخـرـاـجـ‬


‫كـاـلـمـعـلـمـ لـقـاـرـئـهـ‪،‬ـ وـكـاـلـمـفـسـرـ لـتـاـلـيـهـ‪،‬ـ مـمـاـ سـهَّـلـ مـعـنـاـهـ وـقـ َّـرـ بـ أـقـصـاـهـ‪،‬ـ وـبـهـذـاـ‬
‫كـلـهـ فـإـنـنـيـ أـنـصـحـ اـلـمـسـؤـوـلـيـنـ بـتـدـرـيـسـ اـلـكـتـاـبـ بـاـلـفـصـوـلـ اـلـتـيـ تـنـاـسـبـهـ‪،‬ـ كـمـاـ‬
‫أـنـصـحـ اـلـطـالـبـ اـلـشـاـدـيـنـ أـنـ يـعـتـمـدـوـهـ اـلـسـلـمـ إـلـىـ دـرـاـسـةـ اـلـفـقـهـ‪،‬ـ وـأـنـ يـجـعـلـوـهـ‬
‫اـلـمـدـخـلـ إـلـىـ مـاـ بـعـدـهـ مـنـ اـلـكـتـبـ اـلـكـبـاـرـ‪،‬ـ وـاـهللـ اـلـمـوـفـقـ‪.‬ـ‬

‫وـصـلـىـ اـهللـ عـلـىـ نـبـيـنـاـ مـحـمـدـ وـعـلـىـ آـلـهـ وـصـحـبـهـ‬


‫أـجـمـعـيـنـ‪.‬ـ‬

‫كتبه‪:‬‬

‫عبد اهلل بن عبد الرحمن البسام‬

‫عضو مجلس هيئة كبار العلماء ‪25/4/1421‬هـ‬


‫***‬

‫‪8‬‬
‫المقدمة‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫وبه نستعين‬

‫الحمد هلل‪ ،‬نحمده‪ ،‬ونستعينه‪ ،‬ونستغفره‪ ،‬ونتوب إليه‪ ،‬ونعوذ باهلل من‬
‫وم ْن ُيضلل فال‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫شرور أنفسنا‪ ،‬وسيئات أعمالنا‪َ ،‬م ْن يهد اهلل فال ُمضل له‪َ ،‬‬
‫أن محمداً عبده ورسوله‪ ،‬صلى اهلل‬ ‫وأشهد َّ‬
‫ُ‬ ‫هادي له‪ ،‬وأَشهد أن ال إله إال اهلل‪،‬‬
‫عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً‪.‬‬

‫أما بعد‪َّ :‬‬


‫فإن حاجة المسلمين إلى الكتب النافعة السهلة المختصرة‬
‫ماسَّة‪ ،‬إذ لم تعد بكثير منهم قوة على المطوالت‪ ،‬وال نشاط على التحصيل‪،‬‬
‫ومن هنا َن َشأَت فكرة البحث عن كتاب مختصر‪ ،‬واضح العبارة‪ ،‬قريب‬
‫ٍ‬
‫معروف بطول‬ ‫المأخذ‪ ،‬فيه عناية بالدليل‪ ،‬وبعد عن التطويل‪ ،‬مكتوب بيد ِ‬
‫عالم‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫مشهور باتباع الدليل‪،‬‬ ‫الباع في فقه الشريعة‪ ،‬وسعة االطالع في علوم الملَّة‪،‬‬
‫وسالمة المعتقد‪ ،‬فوجدت بغيتي في هذا الكتاب «منهج السالكين وتوضيح‬
‫الفقه في الدين» ‪ ،‬لفضيلة الشيخ العالمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي‪( ،‬ت‬
‫‪1376‬هـ) رحمه اهلل رحمة واسعة‪ ،‬حيث وجدته كتاباً مفيداً في بابه‪ ،‬مقتصراً‬
‫على أهم المسائل‪ ،‬مع ذكر الدالئل‪ ،‬قد ذلَّ َل لقارئه الصعاب‪ ،‬ال يحتاج من‬
‫عناء كبيراً في الفهم والدرس‪ ،‬ينتفع به المبتدئ أيما انتفاع‪ ،‬ويستفيد منه‬
‫قارئه ً‬
‫ِ‬
‫العالم في تفقيه الطالب‪ ،‬ويمكن جعله مقرراً دراسياً في المعاهد اإلسالمية‪،‬‬
‫كما يمكن وضعه مقرراً في الدورات التي تُعقد في أطراف البالد على أيدي‬
‫ُّ‬
‫الدعاة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وعلى ٍّ‬
‫كل فالكتاب قليل النظير في كتب الفقه‪ ،‬ولذا فقد قمت بخدمته في‬
‫ليعم االنتفاع به‪ ،‬ويسهل االطالع عليه‪ ،‬ويتضح المراد‬
‫هذا العمل المتواضع؛ـ َّ‬
‫من مسائله‪.‬‬

‫وكانت خالصة ما عملته فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ حصلت ـ بحمد اهلل ـ على نسختين خطيتين من الكتاب‪ ،‬أتحفني بها‬
‫أخي فضيلة الشيخ الدكتور‪ :‬عبد الرحمن بن معلّى اللويحق ـ وفقه اهلل ورعاه ـ‬
‫طلع على عملي في الكتاب‪ ،‬وكنت قد اقتصرت أول األمر على النسخة‬ ‫حين ا ّ‬
‫التي نشرها فضيلة الشيخ عبد اهلل الجار اهلل ـ رحمه اهلل ـ‪ ،‬فحثَّني مشكوراً على‬
‫الرجوع إلى األصول الخطية‪ ،‬ثم تفضل باالتصال باألخ الكريم مساعد بن‬
‫عبد اهلل السعدي سبط الشيخ ـ جزاه اهلل خيراً ـ الذي قام مأجوراً بتصوير‬
‫النسختين وإ يصالهما للشيخ‪ ،‬فكانت فرحتي بهذه التحفة كبيرة‪ ،‬وانتفاعي بها‬
‫عظيماً‪ ،‬فبارك اهلل فيهما وجزاهما كل خير‪ ،‬وإ ليك وصف النسختين‪:‬‬
‫أما النسخة األولى‪ :‬فهي بخط الشيخ‪ ،‬وخطها واضح ًّ‬
‫جدا‪ ،‬وعليها‬
‫تصحيحات‪ ،‬وتقع في (‪ )22‬لوحة‪ ،‬في كل لوحة (‪ )38‬سطراً‪ ،‬بيد َّ‬
‫أن اللوحة‬
‫الثالثة ساقطة من التصويرـ والترقيم‪ ،‬وهي تبدأ ـ في هذه الطبعة ـ من المسألة (‬
‫‪ )35‬وحتى المسألة (‪ ،)57‬وهذه النسخة قد نقلها الشيخ من أصل الكتاب الذي‬
‫مر باألحاديث الطويلة‪ :‬كحديث أبي بكر في فريضة‬
‫لما َّ‬
‫كتبه أول مرة‪ ،‬ولذلك َّ‬
‫الصدقة‪ ،‬وحديث جابر في صفة‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ -1‬سيأتي ذكره وتخريجه (ص‪ ،94‬فيما بعد)‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الحج (‪ ،)1‬لم ينقلهما‪ ،‬وأحال على األصل‪ ،‬كما ستالحظ من التعليقات في هذه‬
‫الطبعة‪ ،‬وقد رمزت لهذه النسخة بالرمز ( أ )‪.‬‬

‫وأما النسخة الثانية‪ :‬فهي بخط أحد تالميذ الشيخ‪ ،‬وخطها عصري‬
‫واضح‪ ،‬وعليها تصحيحات‪ ،‬وتقع في (‪ )109‬صفحات‪ ،‬في كل صفحة (‪)14‬‬
‫سطراً‪ .‬وقد رمزت لهذه النسخة بالرمز (ب)‪.‬‬

‫وقد قابلت بين هاتين النسختين والمطبوع الذي أصدره الشيخ عبد اهلل‬
‫ولعل األصل الخطي الذي ُن ِقلَت منه النسخة (ب) ومطبوعة الشيخ‬
‫الجار اهلل‪َّ ،‬‬
‫عبد اهلل كان واحداً؛ لكثرة االتفاقات بينهما‪ ،‬وأثبت عند االختالف ما في‬
‫لدي ما في النسختين‪ ،‬أو كانت‬ ‫النسخة ( أ ) التي بخط الشيخ‪ ،‬إال إذا َّ‬
‫ترجح َّ‬
‫ُشر إلى‬‫فيهما زيادة مفيدة فإني أثبت ذلك‪ ،‬وأُشير إليها في الهامش‪ ،‬ولم أ ِ‬
‫الفروق الطفيفة‪ ،‬أو التي ال أثر لها‪ِ ،‬‬
‫كذكر الصالة على النبي في إحداها‪ ،‬أو‬
‫الترضي عن صاحب‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬

‫صلب الكتاب بين معكوفتين‬


‫خرجت اآليات القرآنية‪ ،‬وجعلته في ُ‬
‫‪ 2‬ـ َّ‬
‫خرجت األحاديث مقتصراً في تخريج األحاديث على‬
‫لئال أثقل الحواشي‪ ،‬كما َّ‬
‫خرجه من‬
‫«الصحيحين» إن كان فيهما‪ ،‬وإ ن كان في غيرهما ذكرت أهم من َّ‬
‫األئمة‪ ،‬وإ ذا وجدت كالماً على الحديث من أحدهم ذكرته‪ ،‬وقد أؤيده بأقوال‬
‫من جاء بعدهم‪ ،‬وإ ال عرجت على تصحيحات المتأخرين‪.‬‬

‫المراد من مصطلحاته‪ ،‬كما‬ ‫شرحت الغامض من كلماته‪َّ ،‬‬


‫وبينت ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪3‬ـ‬
‫ضبطت بالشكل كل ما يحتاج إلى ضبط‪.‬‬

‫‪ -1‬انظر‪( :‬ص‪.)108‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ 4‬ـ نقلت ترجيحات الشيخ السعدي الفقهية من كتبه األخرى‪ ،‬مما رأيته‬
‫مهماً للقارئ‪ ،‬سواء كانت تلك الترجيحات زيادة على ما في هذا الكتاب‪ ،‬أو‬
‫تأكيداً ِل َما فيه‪ ،‬أو مخالفة للقول الذي اختاره الشيخ في هذا الكتاب‪ ،‬وأهم كتب‬
‫الشيخ التي اعتمدت عليها في نقل آرائه واختياراته‪:‬‬

‫أ ـ المختارات الجلية في المسائل الفقهية‪ ،‬وهو استدراكات من الشيخ‬


‫الم ْربِع»‪ ،‬أكثر كتب المذهب‬
‫«الروض ُ‬
‫على المسائل المرجوحة في كتاب َّ‬
‫الحنبلي تداوالً بين الطلبة‪.‬‬

‫ب ـ نور البصائر واأللباب في أحكام العبادات والمعامالت والحقوق‬


‫واآلداب ‪ ،‬ألَّفه الشيخ عام (‪ ،)1374‬ولم يطبع إال عام (‪ )1420‬بتحقيق‬
‫الدكتور‪ :‬خالد بن عثمان السبت‪.‬‬

‫جـ إرشاد أُوِلي البصائر واأللباب لنيل الفقه بأقرب الطرق وأيسر‬
‫األسباب‪ ،‬بطريق مرتب على السؤال والجواب‪.‬‬

‫د ـ القواعد واألصول الجامعة‪ ،‬والفروق والتقاسيم البديعة النافعة‪.‬‬


‫وبدأت َّ‬
‫كل مسألة بسطر جديد‪ ،‬تيسيراً للفهم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ 5‬ـ رقَّ ُ‬
‫مت المسائل‪،‬‬
‫وإ عانة على القراءة والتعليق لمن استشرح الكتاب‪ ،‬أو أراد تدوين الفوائد‬
‫ِ‬
‫والشوارد عليه‪ .‬وإ ذا وضعت للحديث رقماً مستقالً َّ‬
‫فإن هذا يعني أن الحديث‬
‫ليس دليالً لمسألة سابقة أو حكم متقدم‪ ،‬أما إذا وضعت أمامه نجمة فيعني أن‬
‫الحديث دليل لمسألة متقدمة‪ ،‬على عادة المؤلف في جمع األدلة أحياناً في آخر‬
‫الفصل‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ عنونت لما أغفل المؤلف وضع عنوان له‪ ،‬قصداً للبيان عن‬

‫‪12‬‬
‫مضامين الكتاب بأيسر األسباب‪ ،‬وجعلت تلك العناوين بين مركنين [ ]‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ ترجمت للمؤلف ترجمة وسيطة؛ ال مختصرة وال بسيطة‪.‬‬

‫وقد بذلت جهدي‪ ،‬فإن أصبت فمن اهلل وحده‪ ،‬وإ ن أخطأت فمن نفسي‬
‫علي ويتجاوز عني‪ ،‬ورجائي ممن رأى فيه‬
‫والشيطان‪ ،‬واهللَ أسأل أن يتوب َّ‬
‫نقصاً أو عيباً أن ُيَبلّغني به‪ ،‬ويرشدني إليه‪ ،‬وله مني جزيل الشكر وخالص‬
‫الدعاء‪.‬‬

‫وختاماً‪ :‬أتوجه بالشكر هلل العلي القدير الذي مكنني من القيام بهذا‬
‫العمل‪ ،‬وأعانني عليه‪ ،‬له الحمد أوالً وآخراً وظاهراً وباطناً‪.‬‬

‫وأخص‬
‫ُّ‬ ‫ثم أُثني بالشكر لكل من َّ‬
‫قدم لي عوناً على إخراج هذا الكتاب‪،‬‬
‫ِ‬
‫بالذكر منهم‪ :‬األخ موسى بن يوسف بن عيسى‪ ،‬حيث أعانني على المقابلة بين‬
‫المخطوطتين‪ ،‬واألخ‪ :‬محمد صالح صالح‪ ،‬واألخ‪ :‬وليد الغامدي‪ ،‬وشقيقي‬
‫ٍ‬
‫مالحظات مهمة‪ ،‬كانت محل االستحسان والعناية‪،‬‬ ‫علي‪ ،‬حيث تكرموا بإبداء‬
‫ّ‬
‫كما ال أنسى الجهد الذي َب َذلَته أم عبد اهلل لخدمة هذا العمل‪ ،‬فجزاهم اهلل جميعاً‬
‫عني كل خير‪ ،‬وأجزل لهم المثوبة‪.‬‬

‫اللهم اجعل عملي لوجهك خالصاً‪ ،‬ولعبادك نافعاً‪ ،‬ولي قربة وذخراً‪ ،‬يا‬
‫حي يا قيوم‪ ،‬يا ذا الجالل واإلكرام‪.‬‬
‫أبو عبد اهلل محمد بن عبد العزيز‬
‫الخضيري‬

‫ص‪.‬ب‪ 360398/‬الرياض‪11313/‬‬
‫‪E mail: mkh@islamway.net‬‬
‫‪E mail: moakha@hotmail.com‬‬
‫***‬

‫‪13‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫ترجمة المؤلف‬

‫اسمه ونسبه‪L:‬‬

‫هو أبو عبد اهلل‪ ،‬عبد الرحمن بن ناصر بن عبد اهلل بن ناصر بن حمد‬
‫آل سعدي‪ ،‬من نواصر بني تميم‪.‬‬

‫نشأته‪:‬‬

‫‪ ،‬وتوفيت والدته وعمره أربع‬ ‫(‪)1‬‬


‫ُوِل َد في عنيزة (‪)12/1/1307‬‬
‫سنين‪ ،‬ثم توفي والده وعمره سبع سنوات‪ ،‬فنشأ يتيم األبوين‪ ،‬وكفلته زوجة‬
‫فلما َّ‬
‫شب صار في بيت أخيه األكبر‪ :‬حمد‪ ،‬الذي َدفَ َع به‬ ‫والده‪ ،‬وأحبته كثيراً‪َّ ،‬‬
‫إلى حلقات العلم‪ ،‬وكفاه مؤونة العيش‪ ،‬أما والده فقد كان حافظاً للقرآن‪ ،‬محباً‬
‫للعلم وأهله‪ ،‬مشهوراً بالبذل واإلحسان‪ ،‬وكان يقرأ على الناس الكتب النافعة‬
‫أدبار الصلوات‪ ،‬وينوب عن إمام المسجد وخطيبه‪ ،‬وأما أمه فهي من آل‬
‫عثيمين‪ ،‬من الوهبة‪.‬‬

‫نشأ الشيخ نشأة صالحة‪ ،‬فحفظ القرآن ولم يتجاوز الثانية عشرة من‬
‫عمره‪ ،‬ثم انصرف إلى طلب العلم وتحصيله بِ ِه َّمة عالية‬

‫‪ -1‬جميع التواريخ المذكورة إنما هي بالتاريخ الهجري القمري‪ ،‬وهو األصل عند المسلمين‪ ،‬ولذا لم‬
‫نضع رمز (هـ) عقيب العام‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫على شيوخ بلده‪ ،‬وغيرهم ممن وفدوا عليها‪ ،‬ومن أبرزهم‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ إبراهيم بن حمد بن جاسر (ت‪.)1338‬‬

‫‪ 2‬ـ إبراهيم بن صالح بن عيسى (ت‪.)1343‬‬

‫‪ 3‬ـ صالح بن عثمان القاضي (ت‪.)1351‬‬

‫‪ 4‬ـ صعب بن عبد اهلل التويجري (ت‪.)1339‬‬

‫‪ 5‬ـ عبد اهلل بن عايض العويضيـ الحربي (ت‪)1322‬‬

‫‪ 6‬ـ علي بن محمد السناني (ت‪.)1339‬‬

‫‪ 7‬ـ علي بن ناصر أبو وادي (ت‪.)1361‬‬

‫‪ 8‬ـ محمد األمين محمود الشنقيطي (ت‪.)1351‬‬

‫‪ 9‬ـ محمد بن عبد العزيز بن مانع (ت‪.)1385‬‬

‫‪ 10‬ـ محمد بن عبد الكريم الشبل (ت‪.)1343‬‬

‫وقد أُعجب به مشايخه؛ لذكائه ونبله واستقامته‪ ،‬وحرصه على الطلب‬


‫مع سمو أخالقه‪ .‬وكان يحفظ كثيراً من المتون عن ظهر قلب‪ ،‬وإ ذا استشهد‬
‫بها لم يعنِتْه االستشهاد‪ ،‬يه ّذها ًّ‬
‫هذا؛ ألنه كان يتعاهدها دائماً‪ ،‬وقد تأثر الشيخ‬ ‫ُْ‬
‫كثيراً بمدرسة الشيخين‪ :‬شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬وتلميذه ابن القيم‪ ،‬فقرأ‬
‫َّ‬
‫وحث الطالب على قراءتها‪ ،‬وبدا أثر تتلمذه على‬ ‫كتبهما‪ ،‬ولخصها‪ ،‬وشرحها‪،‬‬
‫مؤلفاتهما واضحاً في كالمه واختياراته الفقهية‪ ،‬وطريقة استنباطه‪ ،‬وتحرره‬
‫من ِر ْبقَة التقليد‪ ،‬وحرصه على اتِّباع الدليل‪.‬‬

‫أعماله وتعليمه‪:‬‬

‫لما ظهر نبوغ الشيخ وهو في ريعان الشباب صار أقرانه يرجعون‬
‫َّ‬

‫‪15‬‬
‫ولما بلغ الثالثة والعشرين من عمره جلس للتدريس مع‬
‫إليه‪ ،‬ويستفيدون منه‪َّ ،‬‬
‫مرجع الناس في بلده في‬
‫َ‬ ‫عدم انقطاعه عن الطلب‪ ،‬ومن عام (‪1350‬هـ) صار‬
‫التدريس والفتيا‪ ،‬وأصبح عليه المعول في أخذ العلوم‪ ،‬من تالميذه‪:‬‬

‫الغرير (ت‪.)1401‬‬
‫‪ 1‬ـ إبراهيم بن عبد العزيز ُ‬
‫‪ 2‬ـ إبراهيم بن محمد العامود (ت‪.)1394‬‬

‫‪ 3‬ـ حمد بن إبراهيم القاضي (ت‪.)1395‬‬

‫‪ 4‬ـ حمد بن محمد البسام‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ حمد بن محمد المرزوقي‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ سليمان بن إبراهيم البسام (ت‪.)1377‬‬

‫‪ 7‬ـ سليمان بن محمد الشبل (ت‪.)1386‬‬

‫‪ 8‬ـ صالح بن عبد اهلل الزغيبي إمام المسجد النبوي (ت‪.)1372‬‬

‫‪ 9‬ـ عبد العزيز بن علي بن مساعد (ت‪.)1411‬‬

‫‪ 10‬ـ عبد العزيز بن محمد السلمان‪ ،‬صاحب المؤلفات المشهورة (ت‪.)1422‬‬

‫‪ 11‬ـ عبد اهلل بن عبد الرحمن البسام‪ ،‬عضو هيئة كبار العلماء‪ ،‬ومجمع الفقه‬
‫اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ 12‬ـ عبد اهلل بن عبد العزيز الخضيري (ت‪.)1393‬‬

‫‪ 13‬ـ عبد اهلل بن عبد العزيز العقيل‪ ،‬عضو مجلس القضاء األعلى سابقاً‪.‬‬

‫‪ 14‬ـ علي بن حمد الصالحي (ت‪.)1415‬‬

‫‪ 15‬ـ علي بن زامل آل سليم (ت‪.)1418‬‬

‫‪ 16‬ـ محمد بن سليمان البسام‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ 17‬ـ محمد بن صالح الخزيم (ت‪.)1394‬‬

‫‪ 18‬ـ محمد بن صالح العثيمين‪ ،‬أشهر تالميذ الشيخ‪ ،‬وعضو هيئة كبار‬
‫العلماء (ت‪.)1421‬‬

‫‪ 19‬ـ محمد بن عبد العزيز المطوع (ت‪.)1387‬‬

‫‪ 20‬ـ محمد بن عثمان القاضي‪.‬‬

‫‪ 21‬ـ محمد بن منصور الزامل (ت‪.)1413‬‬

‫وغيرهم كثير‪ ،‬رحم اهلل الميت‪ ،‬ومتَّع ونفع بالحي‪.‬‬

‫جمة‪ :‬كإمامة الجامع‪،‬‬


‫ومع هذه المهمة األساس كان يقوم بأعمال َّ‬
‫والفتيا‪ ،‬وكتابة الوثائق‪ ،‬وتحرير األوقاف والوصايا‪ ،‬وعقود األنكحة‪ ،‬وكان‬
‫مستشاراً أميناً لكل من استشاره واستنصحه‪ ،‬ولم يكن يأخذ على شيء مما‬
‫كان يعمله شيئاً من حطام الدنيا‪ ،‬كما كان أحد المساهمين في تأسيس المكتبة‬
‫الوطنية بعنيزة عام (‪ ،)1359‬وتأمين المراجع العلمية؛ لتكون في متناول‬
‫الطلبة‪ ،‬كما قام باإلشراف على المعهد العلمي بعنيزة لما افتتح عام (‪،)1373‬‬
‫وقد عين له راتب شهري مقابل إشرافه‪ ،‬فتركه الشيخ احتساباً‪ ،‬كما عرض‬
‫عليه القضاء عام (‪ ،)1360‬فامتنع تورعاً وحرصاً على عدم االلتزام بعمل‬
‫رسمي يشغله عن العلم والتعليم‪ ،‬و ُك ِّرر عليه العرض مراراً فلم يقبل‪.‬‬

‫أما عن تنظيمه لوقته‪ ،‬فقد كان يجلس أربع جلسات في اليوم‪ ،‬حيث‬
‫كان يصلي الفجر بالناس ثم يجلس ألداء الدرس حتى تطلع الشمس‪ ،‬ويذهب‬
‫بعد ذلك إلى بيته حتى ارتفاع الضحى‪ ،‬ثم يعود إلى المسجد ليدرس الطلبة‬
‫فنوناً متنوعة على ترتيب اختاره الشيخ‪ ،‬ويستمر حتى صالة الظهر‪ ،‬فيصلي‬
‫بالناس‪ ،‬ثم يعود إلى بيته إلى صالة العصر‪ ،‬وبعد صالة العصر يلقي درساً‬

‫‪17‬‬
‫في بعض ما يهم الناس معرفته من دينهم في بضع دقائق‪ ،‬وبعد صالة‬
‫المغرب يلقي على طالبه درساً حتى يصلي العشاء‪ ،‬وذلك كل يوم‪.‬‬

‫وكان من هديه مع طالبه‪ :‬أنه يستشيرهم في الكتاب الذي يريدون‬


‫قراءته‪ ،‬ويعقد المناظرات بينهم إلحياء التنافس في الطلب‪ ،‬وترسيخ المسائل‬
‫في الذهن‪ ،‬ويطرح عليهم المسائل ليستخرج منهم الجواب‪ ،‬وأحياناً يتعمد‬
‫تغليط نفسه ليعرف المنتبه والفاهم من بين الحضور‪ ،‬وقد يصور المسألة‬
‫الخالفية بين الطالبين‪ ،‬كل واحد يتبنى قوالً ويدافع عنه‪ ،‬ثم يرجح الشيخ القول‬
‫الصحيح بالدليل أو التعليل‪ ،‬وكان كثيراً ما يطلب من التالميذ إعادة ما فهموه‬
‫من الدرس‪ ،‬ولم يكن يغفل في بداية الدرس مناقشة الطلبة فيما أخذوه في‬
‫الدرس السابق‪ ،‬مما يدفعهم به إلى االستذكار والمراجعة‪.‬‬

‫وكان ـ رحمه اهلل ـ يخصص المكافآت لهم تشجيعاً على طلب العلم‪،‬‬
‫وإ عانة لهم على العيش‪.‬‬
‫صفاته ِ‬
‫الخ ْلقية وال ُخلُقية‪:‬‬

‫أبيض اللون‪ ،‬مشرباً بالحمرة‪،‬‬


‫َ‬ ‫كان الشيخ قصير القامة‪ ،‬ممتلئ الجسم‪،‬‬
‫بيضاء ـ قد ابيضت مع رأسه وهو صغير‪،‬‬ ‫طْلقَه‪َّ ،‬‬
‫كث اللحية ـ‬ ‫مدور الوجه‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ووجهه حسن‪ ،‬عليه نور في غاية الحسن‪ ،‬وصفاء اللون‪.‬‬

‫أما أخالقه فكان آية في مكارم األخالق‪ ،‬أوفى فيها على الغاية‪،‬‬

‫‪18‬‬
‫وله اليد الطولى ـ بفضل اهلل ـ في كل سجية؛ ال يكاد يشق له غبار في هذا‬
‫الميدان‪ ،‬مع ما أوتيه من التواضع الجم للصغير والكبير‪ ،‬والقريب والبعيد‪،‬‬
‫والزهد في الدنيا‪ ،‬واإلعراض عنها مع إقبالها إليه‪ُ ،‬عرضت عليه المناصب‬
‫فأباها‪ ،‬وأقبلت عليه الدنيا فنفاها‪ ،‬وكان ـ رحمه اهلل ـ كثير الحج‪ ،‬عفيفاً‪ ،‬عزيز‬
‫النفس مع قلة ذات يده‪ ،‬يسلم على الصغير والكبير‪ ،‬يجيب الدعوة‪ ،‬ويعود‬
‫ويشيع الجنائز‪ ،‬تستوقفه العجوز والطفل الصغير فيقضي‬
‫المرضى‪ّ ،‬‬
‫صلحه ويصلح له‪ ،‬أوتي‬
‫حوائجهم‪ ،‬ويجيب مسائلهم‪ ،‬وكان يكلم كل إنسان بما ُي ْ‬
‫قدرة على حل المعضالت التي تحل بالناس بيسر وسهولة‪ ،‬وعلى فض‬
‫المنازعات بذكاء وحنكة‪.‬‬

‫قال تلميذه الشيخ عبد اهلل البسام‪ :‬له أخالق أرق من النسيم‪ ،‬وأعذب من‬
‫السلسبيل‪ ،‬ال يعاتب على الهفوة‪ ،‬وال يؤاخذ بالجفوة‪ ،‬يتودد ويتحبب إلى البعيد‬
‫والقريب‪ ،‬يقابل بالبشاشة‪ ،‬ويحيي بالطالقة‪ ،‬ويعاشر بالحسنى‪ ،‬ويجالس‬
‫بالمنادمة‪ ،‬ويجاذب أطراف الحديث باألنس والود‪ ،‬ويعطف على الفقير‬
‫والصغير‪ ،‬ويبذل طاقته ووسعه‪ ،‬ويساعد بماله وجاهه وعمله ورأيه ومشورته‬
‫ونصحه‪ ،‬بلسان صادق‪ ،‬وقلب خالص‪ ،‬وسر مكتوم‪.‬‬

‫كما كان جريئاً في الحق‪ ،‬ناصحاً للخلق‪ ،‬ال تأخذه في اهلل لومة الئم‪،‬‬
‫نحسبه كذلك واهلل حسيبه‪ ،‬وال نزكي على اهلل أحداً‪.‬‬

‫وقد مدحه واصفوه بقوة الحافظة‪ ،‬وسرعة االستحضار‪ ،‬ودقة‬


‫االستنباط‪ ،‬وسهولة المأخذ‪ ،‬وصفاء القريحة‪ ،‬وحضور البديهة‪ ،‬وحسن‬
‫الصوت‪ ،‬مما جعل ألحاديثه ومحاوراته وقعاً في قلوب الخلق‪ ،‬حملهم على‬
‫وم ْن قرأ كتبه عرف أن وراءها فَ ْحالً من فحول العلم‪.‬‬
‫محبته والثقة به‪َ ،‬‬

‫‪19‬‬
‫وكان من شدة حرصه على نفع الخلق‪ ،‬ونشر العلم‪ ،‬ودعوة الناس‬
‫يكثر االجتماع بالناس‪ ،‬ال ينقطع عن زيارتهم في بيوتهم‪ ،‬ومشاركتهم في‬
‫مناسباتهم‪ ،‬مع دعابة ال تُ ِ‬
‫سقط من حرمته‪ ،‬وال تخ ّل بوقاره‪ ،‬مع ما كان عليه‬
‫من شدة الحب والرحمة للفقراء‪ ،‬خصوصاً من طالب العلم؛ حرصاً منه على‬
‫تفريغهم له‪ ،‬وقطع ما يشغلهم عنه‪ ،‬من الكسب والكد‪.‬‬

‫وكان يستمع إلى نصح الناس واقتراحاتهم‪ ،‬ويأخذها مأخذ الجد‪،‬‬


‫ويتقبلها بصدر رحب‪ ،‬جاءه أحد الصالحين فأشار عليه بأن يضع مكبر‬
‫الصوت في المسجد؛ ليسمع الناس النداء والخطبة بال عناء‪َّ ،‬‬
‫وبين له فوائد هذا‬
‫الصنيع‪ ،‬فشرح اهلل صدر الشيخ‪ ،‬وشكر الناصح‪ ،‬ووعده أن يتم ما اقترحه‬
‫خالل األسبوع‪ ،‬فكان الشيخ أو َل من أدخل هذا الجهاز إلى مساجد بلده‪.‬‬

‫إذا قال قوالً كان بالقول أمثال‬ ‫يقر له بالفضل من كان منصفاً‬
‫ُّ‬

‫ت أن أحد تالميذه رآه بعد موته‪ ،‬فسأله عما صنع اهلل به؛ َّ‬
‫فبشر‬ ‫وقد ُح ِّدثْ ُ‬
‫بخير‪ ،‬وقال له‪ :‬بِ َم نلت ذلك؟ فقال‪ :‬بحسن ُ‬
‫الخلُق‪ .‬فهنيئاً له‪ ،‬فليس في ميزان‬
‫المؤمن شيء أثقل يوم القيامة من ُحسن الخلق‪ ،‬كما أخبر النبي صلّى اهلل عليه‬
‫وسلّم (‪.)1‬‬

‫مـؤلـفـاتـه‪:‬‬

‫عني الشيخ بالتأليف‪ ،‬وتقريب العلوم للعامة والخاصة‪ ،‬وقد ألينت له‬

‫‪ -1‬رواه الترمذي (‪ )2003‬وقال‪ :‬غريب‪ ،‬والبخاري في «األدب المفرد» (‪ )270‬وصححه األلباني‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الكتابة‪ ،‬وذلل له التصنيف‪ ،‬فلم يكن متكلفاً في هديه كله‪ ،‬وال في‬
‫وم ْن طالع كتبه تَ َع َّجب من سهولة عبارته‪ ،‬وقرب مأخذه‪ ،‬وفخامة‬
‫تآليفه‪َ ،‬‬
‫المعاني التي يحوم حولها‪ ،‬ويريد تقريرها‪ ،‬ولم يشغل نفسه في شيء من‬
‫فضول العلم وزغله‪ ،‬مما ال يحتاج إليه في فهم اإلسالم‪ ،‬والسير إلى الملك‬
‫العالم‪ ،‬وقد َنّيفَت مؤلفاته على األربعين كتاباً‪ ،‬ما بين كبير في مجلدات‪،‬‬
‫ٍ‬
‫وصغير في ورقات‪ .‬ومن أهمها‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان‪ ،‬أشهر كتب الشيخ‪،‬‬
‫وقد كتبه قبل بلوغه األربعين‪ ،‬ويقع في (‪ )8‬مجلدات‪ ،‬وطُبع مؤخراً في مجلد‬
‫واحد‪ ،‬بتحقيق الدكتور‪ :‬عبد الرحمن اللويحق‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ القواعد الحسان لتفسير القرآن‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ تيسير اللطيف المنان في خالصة تفسير القرآن ‪ .‬وهذه الثالثة في‬
‫التفسير‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ بهجة قلوب األبرار‪ ،‬وقرة عيون األخيار في شرح جوامع‬


‫األخبار‪ ،‬وهو في الحديث‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ القول السديد في مقاصد التوحيد‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ سؤال وجواب في أهم المهمات‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ التوضيح والبيان لشجرة اإليمان‪.‬‬

‫‪ 8‬ـ الدرة البهية شرح القصيدة التائية في حل المشكلة القدرية‪.‬‬

‫‪ 9‬ـ الحق الواضح المبين في شرح توحيد األنبياء والمرسلين من‬


‫الكافية الشافية‪.‬‬

‫وهذه الخمسة كلها في العقيدة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ 10‬ـ منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين‪ .‬وهو كتابنا هذا‪.‬‬

‫‪ 11‬ـ المختارات الجلية في المسائل الفقهية‪.‬‬

‫‪ 12‬ـ اإلرشاد إلى معرفة األحكام‪.‬‬

‫‪ 13‬ـ المناظرات الفقهية‪.‬‬

‫‪ 14‬ـ نور البصائر واأللباب في أحكام العبادات والمعامالت والحقوق‬


‫واآلداب‪ .‬بتحقيق‪ :‬الدكتور خالد السبت‪.‬‬

‫وهذه كلها في الفقه‪.‬‬

‫‪ 15‬ـ القواعد واألصول الجامعة‪،‬والفروق والتقاسيم البديعة النافعة‪.‬‬

‫‪ 16‬ـ رسالة لطيفة جامعة في أصول الفقه المهمة‪.‬‬

‫‪ 17‬ـ تحفة أهل الطلب في تجريد قواعد ابن رجب‪ .‬تحقيق‪ :‬الدكتور‬
‫خالد المشيقح‪.‬‬

‫وهذه في أصول الفقه وقواعده‪.‬‬

‫‪ 18‬ـ الرياض الناضرة والحدائق الزاهرة في العقائد والفنون المتنوعة‬


‫الفاخرة‪.‬‬

‫‪ 19‬ـ الخطب المنبرية‪.‬‬

‫‪ 20‬ـ الوسائل المفيدة للحياة السعيدة‪.‬‬

‫وهذه كلها في محاسن اإلسالم وقضايا المسلمين‪.‬‬

‫‪ 21‬ـ الفتاوى السعدية (وقد جمعت بعد وفاته)‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ 22‬ـ طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط‬
‫واألصول ‪ .‬ضمنه (‪ )1015‬فائدة وقاعدة وضابطاً من كالم شيخ اإلسالم‬
‫وتلميذه ابن القيم‪.‬‬

‫‪ 23‬ـ التعليق وكشف النقاب على نظم قواعد اإلعراب‪ .‬بتحقيق‪ :‬تلميذ‬
‫الشيخ محمد بن سليمان البسام‪ ،‬وقد ضمنه ترجمة مفيدة لشيخه‪.‬‬

‫ظم والشعر‪ ،‬وبعض ما سبق من كتبه‬


‫بالن ْ‬
‫وكانت للشيخ عناية َ‬
‫منظومات‪ ،‬وقد نيفت منظومته في الفقة على (‪ )400‬بيت‪ ،‬وقد نظمها في‬
‫ٌ‬
‫مقتبل عمره‪ ،‬وله منظومة في القواعد الفقهية في (‪ )47‬بيتاً‪ ،‬نظمها وهو لم‬
‫ٍ‬
‫ومراث مؤثرة‪،‬‬ ‫يتجاوز الرابعة والعشرين من العمر‪ ،‬وله أشعار جميلة‪،‬‬
‫وأبيات طريفة‪.‬‬

‫وقد طبعت كتب الشيخ مجموعة في (‪ )16‬مجلداً‪ ،‬تولى جمعها‬


‫وطبعها‪ :‬مركز ابن صالح في الجمعية الصالحية بعنيزة‪.‬‬

‫وفـاتـه‪:‬‬

‫أُصيب الشيخ في آخر حياته بمرض ضغط الدم‪ ،‬فكان البد لعالجه من‬
‫السفر خارج البالد‪ ،‬وقد أرسلت الدولة السعودية طائرة خاصة نقلته إلى‬
‫بيروت‪ ،‬فعولج بها‪ ،‬وبقي هناك قرابة الشهرين حتى شفاه اهلل‪ ،‬وذلك عام (‬
‫‪ ،)1372‬ثم عاد إلى عنيزة‪ ،‬وأعاد جميع أعماله التي كان يزاولها‪ ،‬رغم نهي‬
‫األطباء له عن اإلجهاد‪ ،‬مما كان له أثر على معاودة الضغط‪.‬‬

‫وفي ليلة األربعاء ‪ 22/6/1376‬بعد أن صلى العشاء في الجامع‬


‫أحس‬
‫الكبير في عنيزة‪ ،‬وبعد أن أملى الدرس المعتاد على جماعة المسجد َّ‬
‫بثقل وضعف حركة‪ ،‬فأشار إلى أحد تالميذه بأن يمسك بيده ويذهب به إلى‬
‫بيته‪ ،‬ففعل لكنه أغمي عليه فور وصوله البيت‪ ،‬ثم أفاق وطمأن الحاضرين‬
‫على صحته‪ ،‬ثم عاد إليه اإلغماء فلم يتكلم بعدها حتى مات‪ ،‬وفي الصباح‬

‫‪23‬‬
‫دعوا له الطبيب‪ ،‬فقرر أن نزيفاً في المخ قد حصل له‪ ،‬فأبرقوا لولي العهد‪،‬‬
‫فأصدر أمراً بإسعافه بالطائرة‪ ،‬لكن حال دون نزولها السحاب الكثيف والمطر‬
‫الغزير‪ ،‬وعادت مرة أخرى صبيحة الخميس لعلها تتمكن من الهبوط‪ ،‬لكنها‬
‫أدراجها‪.‬‬
‫َ‬ ‫تلقت نبأ وفاته وهي في الجو فعادت‬

‫وكانت وفاته قبيل فجر الخميس ‪ ،23/6/1376‬عن (‪ )69‬عاماً‬


‫قضاها في العلم والتعليم والدعوة والتأليف والتوجيه واإلرشاد‪.‬‬

‫وقد صلي عليه بعد ظهر ذلك اليوم صالة لم تشهد عنيزة لها مثيالً من‬
‫قبل‪ ،‬رحمه اهلل رحمة واسعة‪ ،‬وأسكنه الفردوس األعلى من جناته‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بمراث كثيرة‪ ،‬وتركت وفاته فراغاً هائالً في نفوس أهل بلده‬ ‫وقد رثي‬
‫وفي نفوس المسلمين‪ ،‬وعرف الناس بموته كم هي األعمال التي كان يقوم‬
‫بها‪ ،‬واألعباء التي كان يتحملها‪ ،‬وصدقات السر التي كان يتعاهد بها فقراء‬
‫دره ما أعظم أثره على الناس‪ ،‬وما أحسن خبره فيهم‪.‬‬
‫بلده‪ ،‬فلله ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫أسه ال يكسر‬
‫وأقام صرحاً ُّ‬ ‫ما مات من نشر الفضيلة والتقى‬

‫***‬

‫دب َج بها كتابه‪« :‬فقه الشيخ السعدي»‪،‬‬


‫‪ -‬هذه الترجمة ملخصة من ترجمة الدكتور عبد اهلل الطيار التي ّ‬
‫‪1‬‬

‫ومن مقدمة الشيخ محمد بن سليمان البسام لكتاب «التعليق وكشف النقاب»‪ ،‬مع زيادات أخرى‪،‬‬
‫ولالستزادة ينظر في ترجمته‪« :‬علماء نجد» (‪ ،)2/422‬و«روضة الناظرين» (‪ ،)1/220‬وكتاب‪:‬‬
‫«سيرة العالمة السعدي»‪ ،‬ومقاالً للعدوي في مجلة الجامعة اإلسالمية‪ ،‬السنة الحادية عشرة‪ ،‬العدد‬
‫الرابع (ص‪ ،)205‬و«مشاهير علماء نجد» (ص‪ ،)396‬ودراسات مفصلة عن السعدي‪ ،‬مقاالت‬
‫الرميان في جريدة الجزيرة‪ ،‬أعداد شهر شوال ‪ ،1421‬ومقدمات مؤلفات‬
‫للدكتور عبد اهلل بن محمد ّ‬
‫الشيخ‪ ،‬ففيها تراجم مختلفة من طالبه ومحبيه‪.‬‬

‫‪24‬‬
25
‫صورة الصفحة األولى من النسخة (أ) التي بخط الشيخ رحمه اهلل‬

‫‪26‬‬
‫صورة الصفحة األخيرة من النسخة (أ) التي بخط الشيخ رحمه اهلل‬

‫‪27‬‬
‫صورة الصفحة األولى من النسخة (ب) التي بخط أحد تالميذ الشيخ‬

‫‪28‬‬
‫صورة الصفحة األخيرة من النسخة (ب) التي بخط أحد تالميذ الشيخ‬

‫‪29‬‬
‫منهج السالكين‬
‫وتوضيح الفقه في الدين‬

‫‪30‬‬
31
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫(‪)1‬‬
‫وبه نستعين‬

‫الحمد هلل‪ ،‬نحمده‪ ،‬ونستعينه‪ ،‬ونستغفره‪ ،‬ونتوب إليه‪ ،‬ونعوذ باهلل من‬
‫وم ْن ُيضلل فال‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫شرور أنفسنا‪ ،‬وسيئات أعمالنا‪َ ،‬م ْن يهد اهلل فال ُمضل له‪َ ،‬‬
‫وأشهد َّ‬
‫أن محمداً عبده‬ ‫ُ‬ ‫هادي له‪ ،‬وأَشهد أن ال إله إال اهلل‪ ،‬وحده ال شريك له‪،‬‬
‫ورسوله صلى اهلل عليه وآله وسلم‪.‬‬

‫جمعت فيه بين المسائل‬


‫ُ‬ ‫أما بعد‪ :‬فهذا كتاب مختصر في الفقه‪،‬‬
‫والدالئل‪( ،‬واقتصرت فيه على أهم األمور‪ ،‬وأعظمها نفعاً‪ ،‬لشدة الضرورة‬
‫إلى هذا الموضوع‪ ،‬وكثيراً ما أقتصر على النص إذا كان الحكم فيه واضحاً؛‬
‫الحق بدليله‪.‬‬
‫لسهولة حفظه وفهمه على المبتدئين ) ؛ ألن العلم‪ :‬معرفة ّ‬
‫(‪)2‬‬

‫والفقه‪ :‬معرفة األحكام الشرعية الفرعية بأدلتها من الكتاب‪ ،‬والسنة‪،‬‬


‫واإلجماع‪ ،‬والقياس الصحيح‪ .‬وأقتصر على األدلَّة المشهورة؛ خوفاً من‬
‫ترجح‬
‫التطويل‪( ،‬وإ ذا كانت المسألة خالفية‪ ،‬اقتصرت على القول الذي ّ‬
‫عندي؛ تبعاً لألدلة الشرعية) (‪.)3‬‬

‫‪ -1‬زيادة من «ب»‪.‬‬
‫‪ -2‬ليست في "ب‪،‬ط"‪.‬‬
‫‪ -3‬زيادة من «ب»‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ 1‬ـ األحكام خمسة (‪:)1‬‬

‫‪ 1‬ـ الواجب‪ :‬وهو ما أثيب فاعله‪ ،‬وعوقب تاركه (‪.)2‬‬

‫‪ 2‬ـ والحرام‪ :‬ضده‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ والمكروه (‪ :)3‬ما أثيب تاركه‪ ،‬ولم يعاقب فاعله‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ والمسنون‪ :‬ضده‪.‬‬


‫‪ 5‬ـ والمباح‪ :‬وهو الذي فعله وتركه على ٍ‬
‫حد سواء‪.‬‬

‫كل ما يحتاج إليه في عباداته‬ ‫(‪)4‬‬


‫‪ 2‬ـ ويجب على المكلف أن يتعلم منه‬
‫ومعامالته وغيرها‪ .‬قال صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬من يرد اهلل به خيراً يفقهه في‬
‫ِّ‬
‫الدين» ‪ .‬متفق عليه (‪.)5‬‬

‫***‬

‫‪ -1‬عرف المؤلف األحكام الخمسة ببيان حكمها وهو ما يسميه األصوليون (التعريف بالرسم)‪،‬‬
‫والتعريف المنضبط عندهم تعريفه بالحد‪ ،‬وهو بيان حقيقة الشيء وماهيته فيقولون في تعريف الواجب‪:‬‬
‫ما طلب الشارع فعله طلباً جازماً‪ ،‬والمندوب‪ :‬ما طلب الشارع فعله طلباً غير جازم‪ ،‬والمحرم‪ :‬ما طلب‬
‫الشارع تركه طلباً جازماً‪ ،‬والمكروه‪ :‬ما طلب الشارع تركه طلباً غير جازم‪ ،‬والمباح‪ :‬ما ال يتعلق به‬
‫أمر وال نهي لذاته‪.‬‬
‫‪ -2‬قوله‪« :‬ما أثيب فاعله» ليس على إطالقه‪ ،‬بل ال بد أن يقيد باالمتثال‪ ،‬فيقال‪ :‬ما أثيب فاعله امتثاالً؛‬
‫ألن من فعل الواجب على غير وجه االمتثال كالمنافق؛ ال يثاب‪ .‬وقوله‪« :‬وعوقب تاركه» ليس على‬
‫إطالقه‪ ،‬بل ينبغي أن يقال‪ :‬ويستحق العقاب تاركه؛ ألنه قد يترك الواجب وال يعاقب؛ لقوله تعالى‪ِ{{ :‬إ َّن‬
‫ك بِ ِه وي ْغ ِفر ما ُدون َذِل َ ِ‬
‫اء}} [النساء‪ ، ]116 :‬وقس بقية التعريفات لألحكام‬ ‫ك ل َم ْن َي َش ُ‬ ‫َن ُي ْش َر َ َ َ ُ َ َ‬ ‫اللَّهَ الَ َي ْغ ِف ُر أ ْ‬
‫على هذا‪.‬‬
‫‪ -3‬في «ب» والمطبوع‪ :‬عرف المسنون ثم قال‪ :‬والمكروه‪ :‬ضده‪.‬‬
‫‪ -4‬في المطبوع‪ :‬من الفقه‪.‬‬
‫‪ -5‬أخرجه البخاري (‪ ،)1/164‬ومسلم (‪.)1037‬‬

‫‪33‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كتاب الطهارة‬

‫ٍ‬
‫خمس‪ :‬شهادة‬ ‫«بني اإلسالم على‬
‫‪ 3‬ـ قال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪ُ :‬‬
‫أن ال إله إال اهلل‪ ،‬وأن محمداً رسول اهلل‪ ،‬وإ قام الصالة‪ ،‬وإ يتاء الزكاة‪ ،‬وحج‬
‫البيت‪ ،‬وصوم رمضان» ‪ .‬متفق عليه (‪.)2‬‬

‫والتزامه أنه ال يستحق‬


‫ُ‬ ‫واعتقاده‬
‫ُ‬ ‫‪ 4‬ـ فشهادة أن ال إله إال اهلل‪ِ :‬عْل ُم العبد‬
‫األلوهية والعبودية إال اهلل وحده ال شريك له‪.‬‬

‫جميع الدين هلل تعالى‪ ،‬وأن تكون‬


‫ِ‬ ‫إخالص‬
‫َ‬ ‫فيوجب ذلك على العبد‪:‬‬
‫عباداته الظاهرة والباطنة كلها هلل وحده‪ ،‬وأن ال يشرك به شيئاً في جميع أمور‬
‫الدين‪.‬‬

‫وهذا أصل دين جميع المرسلين وأتباعهم‪ ،‬كما قال تعالى‪َ {{ :‬و َما‬
‫َّ‬ ‫ول ِإالَّ ُن ِ‬
‫ون }}‬ ‫وحي ِإلَْي ِه أََّنهُ الَ ِإلَهَ ِإال أََنا فَ ْ‬
‫اعُب ُد ِ‬ ‫ك ِم ْن رس ٍ‬
‫َ ُ‬ ‫أ َْر َسْلَنا ِم ْن قَْبِل َ‬
‫[األنبياء‪. ]25 :‬‬

‫‪ 5‬ـ وشهادة أن محمداً رسول اهلل‪ :‬أن يعتقد العبد أن اهلل أرسل محمداً‬
‫صلّى اهلل عليه وسلّم إلى جميع الثقلين ـ اإلنس والجن ـ بشيراً ونذيراً‪ ،‬يدعوهم‬
‫إلى توحيد اهلل وطاعته‪ ،‬بتصديق خبره‪ ،‬وامتثال أمره‪ ،‬واجتناب نهيه‪ ،‬وأنه ال‬
‫سعادة وال صالح في الدنيا واآلخرة إال باإليمان به وطاعته‪ ،‬وأنه يجب تقديم‬
‫محبته على محبة النفس‬

‫‪ -1‬في «ب»‪ :‬فصل‪.‬‬


‫‪ -2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1/49‬ومسلم (‪.)16‬‬

‫‪34‬‬
‫والناس أجمعين‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫والولد‬

‫وأن اهلل َّأيده بالمعجزات الدالة على رسالته‪ ،‬وبما جبله اهلل عليه من‬
‫العلوم الكاملة‪ ،‬واألخالق العالية‪ ،‬وبما اشتمل عليه دينه من الهدى والرحمة‬
‫والحق (‪ ،))2‬والمصالح الدينية والدنيوية‪.‬‬

‫وآيته الكبرى‪ :‬هذا القرآن العظيم‪ ،‬بما فيه من الحق في األخبار واألمر‬
‫والنهي‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫فصل‬

‫[في المياه]‬

‫تتقدم عليها‪ ،‬فمنها‪:‬‬


‫‪ 6‬ـ وأما الصالة‪ :‬فلها شروط ّ‬
‫‪ 7‬ـ الطهارة‪ :‬كما قال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬ال يقبل اهلل صالة‬
‫(‪ .)5‬فمن لم يتطهر من الحدث األكبر‬ ‫(‪)4‬‬
‫بغير طهور» ‪ ،‬متفق عليه‬ ‫(‪)3‬‬

‫واألصغر والنجاسة فال صالة له‪.‬‬

‫‪ 8‬ـ والطهارة نوعان‪:‬‬

‫‪ 9‬ـ أحدهما‪ :‬الطهارة بالماء‪ ،‬وهي األصل (‪.)6‬‬

‫‪ -1‬زيادة من‪« :‬ط»‪.‬‬


‫‪ -2‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -3‬في «أ»‪ :‬صالة أحدكم‪ ،‬ولم أجد هذا اللفظ‪.‬‬
‫‪ -4‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -5‬أخرجه مسلم (‪ )224‬عن ابن عمر‪ ،‬ولفظ‪« :‬ال تُقبل صالة بغير طهور» ‪ ،‬أما البخاري فلم يخرجه‬
‫وإ نما وضعه ترجمة لباب‪ .‬قال الحافظ (‪ :)1/234‬وله طرق كثيرة لكن ليس فيها شيء على شرط‬
‫البخاري؛ فلهذا اقتصر على ذكره في الترجمة‪ ،‬وأورد في الباب ما يقوم مقامه يعني حديث‪« :‬ال تقبل‬
‫صالة من أحدث حتى يتوضأ» ‪.‬‬
‫‪ -6‬سيأتي ذكر النوع الثاني فيما بعد‪،‬ـ وهو الطهارة بالتيمم‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫من األرض‪ ،‬فهو طهور‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ 10‬ـ فكل ماء نزل من السماء‪ ،‬أو نبع‬
‫يطهر من األحداث واألخباث‪ ،‬ولو تغير لونه أو طعمه أو ريحه بشيء طاهر‪،‬‬
‫كما قال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬إن الماء طهور ال ينجسه شيء» ‪ .‬رواه‬
‫أهل السنن (‪ ،)2‬وهو صحيح (‪.)3‬‬

‫تغير أحد أوصافه بنجاسة فهو َن ِجس‪ ،‬يجب اجتنابه (‪.)4‬‬


‫‪ 11‬ـ فإن ّ‬
‫‪ 12‬ـ واألصل في األشياء‪ :‬الطهارة واإلباحة‪.‬‬
‫‪ 13‬ـ فإذا شك المسلم في نجاسة ماء أو ثوب أو ب ٍ‬
‫قعة أو غيرها‪ :‬فهو‬ ‫ُ‬
‫طاهر‪ ،‬أو تيقن الطهارة وشك في الحدث‪ :‬فهو طاهر (‪)5‬؛ لقوله صلّى اهلل عليه‬
‫‪« :‬ال ينصرف‬ ‫(‪)6‬‬
‫وسلّم ( في الرجل ُي َخّيل إليه أنه يجد الشيء في الصالة)‬
‫حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً» ‪ .‬متفق عليه (‪.)7‬‬

‫‪ -1‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬خرج‪.‬‬


‫‪ -2‬أخرجه أحمد (‪ )86 ،3/31‬وصححه‪ ،‬وأبو داود في «السنن» (‪ ،)66‬والترمذي (‪ )66‬وحسنه‪،‬‬
‫والنسائي (‪ ،)1/174‬والدارقطني (‪.)1/31‬‬
‫‪ -3‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -4‬قال الشيخ‪« :‬الصواب أن الماء نوعان‪ :‬طهور مطهِّر‪ ،‬ونجس ِّ‬
‫منجس‪ ،‬وأن الحد الفاصل بينهما‪:‬ـ هو‬
‫التغير ألحد أوصافه بالنجاسات واألخباث‪ ،‬فما تغير لونه أو ريحه أو طعمه بنجاسة فهو نجس ِّ‬
‫منجس‪،‬‬
‫وسواء كان التغير كثيراً أو قليالً في محل التطهير أو في غيره‪ ،‬للون أو للريح أو الطعم‪ ،‬وسواء كان‬
‫بممازجة أو بغير ممازجة‪ ،‬وأما الماء الذي أصابته نجاسة فلم تغير أحد أوصافه فهو طهور‪.»...‬ـ‬
‫(المختارات الجلية ص‪.)7‬‬
‫‪ 9‬قرر الشيخ‪ :‬أن الصحيح في اشتباه الثياب الطاهرة بالنجسة‪ ،‬أو المحرمة بالمباحة‪ :‬أنه يتحرى‪،‬‬
‫ويصلي في ثوب واحد صالة واحدة‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)10‬‬
‫‪ -5‬قرر الشيخ‪ :‬أن الصحيح في اشتباه الثياب الطاهرة بالنجسة‪ ،‬أو المحرمة بالمباحة‪ :‬أنه يتحرى‪،‬‬
‫ويصلي في ثوب واحد صالة واحدة‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)10‬‬
‫‪ -6‬زيادة من‪« :‬ط»‪.‬‬
‫‪ -7‬رواه البخاري (‪ ،)1/237‬ومسلم (‪.)361‬‬

‫‪36‬‬
‫[باب اآلنية]‬

‫‪ 14‬ـ وجميعُ األواني مباحة‪.‬‬

‫‪ 15‬ـ إال آنيةَ الذهب والفضة‪ ،‬وما فيه شيء منهما‪ ،‬إال اليسير من‬
‫الفضة للحاجة (‪)1‬؛ لقوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬ال تشربوا في آنية الذهب‬
‫والفضة‪ ،‬وال تأكلوا في صحافها (‪ ،)2‬فإنها لهم في الدنيا‪ ،‬ولكم في اآلخرة» ‪.‬‬
‫متفق عليه (‪.)3‬‬

‫باب االستنجاء ‪ ،‬وآداب قضاء الحاجة‬

‫‪ 16‬ـ يستحب إذا دخل الخالء‪ :‬أن يقدم رجلَه اليسرى‪ ،‬ويقول‪:‬‬

‫ـ «بسم اهلل» (‪،)4‬‬

‫الخ ْبث والخبائث» (‪.)6‬‬


‫من ُ‬
‫(‪)5‬‬
‫ـ «اللهم إني أعوذ بك‬

‫‪ 17‬ـ وإ ذا خرج منه‪:‬‬


‫‪ -1‬قال الشيخ في (القواعد والفروق ص‪ :)155‬ومن الفروق الصحيحة‪ :‬استعمال الذهب والفضة‪ ،‬وله‬
‫ثالثة استعماالت‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬استعماله في األواني ونحوها‪ ،‬فهذا ال يحل للذكور وال لإلناث‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬استعماله في اللباس‪ ،‬فهذا يحل للنساء دون الرجال‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬استعماله في لباس الحرب‪ ،‬وآالت الحرب‪ ،‬فهذا يجوز حتى للذكور‪.‬‬
‫َّحفَة‪ :‬إناء كالقصعة المبسوطة‪.‬‬
‫‪ -‬وفي رواية النسائي‪( :‬صحافهما)‪ .‬والص ْ‬
‫‪2‬‬

‫‪ -3‬رواه البخاري (‪ ،)9/554‬ومسلم (‪.)2067‬‬


‫‪ -74‬لحديث علي ـ رضي اهلل عنه ـ أن رسول اهلل (ص) قال‪« :‬ستر ما بين أعين الجن وعورات بني‬
‫آدم‪ ،‬إذا دخل أحدهم الخالء أن يقول‪ :‬بسم اهلل» رواه الترمذي (‪ ،)606‬وابن ماجه في «السنن» (‬
‫‪ ،)297‬وقال الترمذي‪ :‬هذا حديث غريب‪ ،‬ال نعرفه إال من هذا الوجه‪ ،‬وإ سناده ليس بذاك القوي‪ ...‬وقد‬
‫روي عن أنس عن النبي (ص) أشياء في هذا‪ .‬اهـ‪ .‬قال عبد القادر األرنؤوط في «جامع األصول» (‬
‫‪ :)4/316‬وللحديث شواهد يقوى بها فيكون صحيحاً‪.‬‬
‫‪ -5‬في «أ»‪ :‬أعوذ باهلل‪.‬‬
‫‪ -6‬رواه البخاري (‪ ،)1/242‬ومسلم (‪ ،)375‬و(الخبث) بضم الخاء والباء‪ُ :‬ذكران الجن‪ ،‬وبإسكان‬
‫الباء يراد به‪ :‬الشر‪ ،‬فتكون أعم‪ ،‬والخبائث على األول‪ :‬إناث الجن‪ ،‬وعلى الثاني‪ :‬األفعال القبيحة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ 1‬ـ قدم اليمنى‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وقال‪ :‬غفرانك (‪.)1‬‬

‫الحمد هلل الذي أذهب عني األذى وعافاني (‪.)2‬‬

‫‪ 18‬ـ ويعتمد في جلوسه على رجله اليسرى‪ ،‬وينصب اليمنى (‪.)3‬‬

‫‪ 19‬ـ ويستتر بحائط أو غيره‪.‬‬

‫وي ْب ِع ُد إن كان في الفضاء‪.‬‬


‫‪ 20‬ـ ُ‬
‫‪ 21‬ـ وال َي ِح ُّل له أن يقضي حاجته في‪:‬‬

‫‪ -1‬رواه‪.‬أحمد (‪ ،)6/155‬وأبو داود (‪ ،)30‬وابن ماجه (‪ ،)300‬وابن حبان (‪ ،)1431‬والدارمي (‬


‫‪ ،)1/174‬والترمذي (‪ ،)7‬وقال‪ :‬حسن غريب‪ ،‬والحاكم (‪ ،)1/158‬وصححه‪ ،‬قال أبو حاتم في‬
‫«العلل» (‪ :)1/43‬هو أصح حديث في هذا الباب‪ ،‬وقد صححه ابن خزيمة وابن الجارود والنووي‬
‫والذهبي‬
‫‪ -2‬رواه ابن ماجه (‪ )301‬من حديث أنس‪ ،‬وفي سنده إسماعيل بن مسلم المكي‪ ،‬وهو ضعيف‪ ،‬قال‬
‫البوصيري‪« :‬هو متفق على تضعيفه‪ ،‬والحديث بهذا اللفظ غير ثابت»‪ ،‬وقال أبو الحسن السندي في‬
‫حاشيته على ابن ماجه‪« :‬ومثله ُن ِقل عن المصنف في بعض األصول»‪ .‬ورواه ابن السني (‪ )21‬من‬
‫حديث أبي ذر‪ ،‬وللحافظ ابن حجر كالم طويل حول الحديث ذكره في تخريج األذكار‪ ،‬يحسن الرجوع‬
‫إليه‪.‬‬
‫‪ -3‬فيه حديث رواه البيهقي «سننه» (‪ )1/96‬بسند ضعيف كما ذكره ابن حجر في «البلوغ» (ص‬
‫‪ ،)215‬وفي «التلخيص (‪ .)1/107‬وضعفه النووي كما في «المجموع» (‪ .)2/92‬إال أنه ثابت طبًّا‪.‬‬
‫ينظر‪« :‬توضيح األحكام على بلوغ المرام» للشيخ البسام (‪.)1/285‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ 1‬ـ طري ٍ‬
‫ق‪.‬‬
‫ِ‬
‫جلوس الناس‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ أو ِّ‬
‫محل‬

‫‪ 3‬ـ أو تحت األشجار المثمرة‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ أو في محل يؤذي به الناس‪.‬‬

‫‪ 22‬ـ وال يستقبل القبلة أو يستدبرها حال قضاء الحاجة (‪:)1‬‬

‫لقوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬إذا أتيتم الغائط فال تستقبلوا القبلة بغائط‬
‫وال بول‪ ،‬وال تستدبروها‪ ،‬ولكن شرقوا أو غربوا» ‪ .‬متفق عليه (‪.)2‬‬

‫‪ 23‬ـ فإذا قضى حاجته (‪:)3‬‬

‫‪ 1‬ـ استجمر بثالثة أحجار ونحوها‪ ،‬تُنقي المحل‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ثم استنجى بالماء‪.‬‬

‫‪ 24‬ـ ويكفي االقتصار على أحدهما‪.‬‬

‫‪ 25‬ـ وال ُي ْستَ ْج َمر‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ بالروث والعظام‪ ،‬كما نهى عنه النبي صلّى اهلل عليه وسلّم (‪.)4‬‬

‫‪ 2‬ـ وكذلك كل ما له حرمة‪.‬‬

‫‪ -1‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬حاجته‪.‬‬


‫‪ -2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1/498‬ومسلم (‪ )264‬قال الشيخ‪« :‬والصحيح أنه ال يكره استقبال النيرين‬
‫(الشمس والقمر) وقت قضاء الحاجة؛ لهذا الحديث‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)11‬‬
‫‪ -3‬قال الشيخ في (المختارات الجلية ص‪ :)11‬والصحيح أنه ال يستحب المسح وال النتر؛ لعدم ثبوت‬
‫الحديث في ذلك؛ ألن ذلك يحدث الوسواس‪.‬‬
‫‪ -4‬في «ط»‪ :‬لنهي النبي صلّى اهلل عليه وسلّم عن ذلك؛ رواه البخاري (‪ )1/255‬من حديث أبي‬
‫هريرة‪ ،‬ومسلم (‪ )263‬من حديث جابر‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫(‪)1‬‬
‫فصل‬

‫[إزالة النجاسة واألشياء النجسة]‬

‫النجاسات على البدن‪ ،‬أو الثوب‪ ،‬أو‬ ‫(‪)2‬‬


‫‪ 26‬ـ ويكفي في غسل جميع‬
‫عن المحل (‪)4‬؛ ألن الشارع لم يشترط في‬ ‫(‪)3‬‬
‫البقعة أو غيرها‪ :‬أن تزول عينها‬
‫غسل النجاسات عدداً إال في نجاسة الكلب‪ ،‬فاشترط فيها سبع‬ ‫(‪)5‬‬
‫جميع‬
‫غسالت‪ ،‬إحداها بالتراب في الحديث المتفق عليه (‪.)6‬‬

‫‪ 27‬ـ واألشياء النجسة‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ بول اآلدمي‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وعذرته‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ والدم‪ ،‬إال أنه ُيعفى عن الدم اليسير‪.‬‬

‫المسفوح من الحيوان المأكول‪ ،‬دون الذي يبقى في اللحم‬


‫ُ‬ ‫الدم‬
‫ومثله‪ُ :‬‬
‫والعروق‪ ،‬فإنه طاهر‪.‬‬

‫‪ -1‬ليست في‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬


‫‪ -2‬ليست في‪« :‬ط»‪.‬‬
‫‪ -3‬زيادةمن‪« :‬ط»‪.‬‬
‫‪ -4‬قرر الشيخ‪ :‬أن النجاسة إذا زالت بأي شيء يكون ـ بماء أو غيره ـ أنها تطهر‪ ،‬وكذلك لو انتقلت‬
‫صفاتها الخبيثة وخلفتها صفاتها الطيبة فإنها تطهر‪ ،‬وعلى هذا القول يمكن تطهير األدهان المتنجسة‬
‫بمعالجتها حتى يزول الخبث الذي فيها‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)22‬‬
‫‪ -5‬ليست في‪« :‬ط»‪.‬‬
‫‪ -6‬رواه البخاري (‪ ،)1/274‬ومسلم (‪.)279‬‬

‫‪40‬‬
‫ٍ‬
‫محرم أكلُهُ (‪.)1‬‬ ‫ٍ‬
‫حيوان‬ ‫وروث ُك ِّل‬
‫ُ‬ ‫‪ 4‬ـ ومن النجاسات‪ :‬بو ُل‬

‫‪ 5‬ـ والسباعُ كلُّها نجسة‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ وكذلك الميتات‪ ،‬إال‪َ :‬ميتةَ اآلدمي‪ ،‬وما ال َن ْف َس له سائلة (‪،)2‬‬


‫والسمك والجراد؛ ألنها طاهرة‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ت َعلَْي ُك ُم اْل َم ْيتَةُ و َّ‬
‫الد ُم }} إلى آخرها‬ ‫قال تعالى‪ُ {{ :‬ح ِّر َم ْ‬
‫َ‬
‫[المائدة‪.]3 :‬‬

‫وقال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬المؤمن ال ينجس حياً وال ميتاً»(‪.)4‬‬

‫وقال‪« :‬أحل لنا ميتتان ودمان‪ ،‬فأما الميتتان‪ :‬فالحوت والجراد‪ ،‬وأما‬
‫الدمان‪ :‬فال َكبِ ُد والطِّ َحال» (‪ .)5‬رواه أحمد وابن ماجه (‪.)6‬‬
‫(‪)7‬‬ ‫ِ‬
‫المأكولة وأبوالُها‪ :‬فهي‬ ‫‪ 28‬ـ وأما أرواث الحيوانات‬
‫طاهرة‪.‬‬

‫‪ -1‬قرر الشيخ‪ :‬أن البغل والحمار طاهران في الحياة‪ ،‬كالهر‪ ،‬فيكون ريقهما وعرقهما وشعرهما‬
‫طاهراً‪ ،‬وكان النبي صلّى اهلل عليه وسلّم يركبهما كثيراً فلم يغسل ما أصابه منهما‪ ،‬وال أمر بالتحرز‬
‫منه‪ ،‬أما لحومها فخبيثة‪.‬ـ (المختارات الجلية ص‪.)22‬‬
‫‪ -2‬كالذباب والبعوض ونحوها‪.‬‬
‫‪ -3‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬اآلية‪.‬‬
‫‪ «-4‬المؤمن ال ينجس» ؛ رواه البخاري (‪ ،)1/390‬ومسلم (‪ )371‬من حديث أبي هريرة‪ ،‬وأما زيادة‪:‬‬
‫«حياً وال ميتاً» ؛ فهي من حديث ابن عباس عند الحاكم (‪.)1/542‬‬
‫‪ -5‬الطِّحال‪ :‬بزنة كتاب‪ ،‬وجمعه‪ :‬طُ ُحل وأَ ْ‬
‫ط ِحلة‪ ،‬هو عضو يقع بين المعدة والحجاب الحاجز في يسار‬
‫البطن‪ ،‬وظيفته‪ :‬تكوين الدم‪ ،‬وإ تالف القديم من ُكرياته‪.‬‬
‫‪ -6‬أخرجه أحمد (‪ ،)2/97‬وابن ماجه (‪ ،)3314‬والدارقطني (‪ ،)25‬والبيهقي (‪ ،)1/254‬وصححه‬
‫األلباني في «الصحيحة» (‪.)1118‬‬
‫‪ -7‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬فإنها‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫ومني اآلدمي طاهر‪ ،‬كان النبي صلّى اهلل عليه وسلّم يغسل‬
‫ُّ‬ ‫‪ 29‬ـ‬
‫وي ْف ُرك َيابسه (‪.)8‬‬
‫طبه‪َ ،‬‬
‫َر ْ‬
‫‪ 30‬ـ وبول الغالم الصغير‪ ،‬الذي لم يأكل الطعام لشهوة‪ :‬يكفي فيه‬
‫«ي ْغ َسل من بول الجارية‪،‬‬
‫ضح ؛ كما قال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪ُ :‬‬
‫(‪)2‬‬
‫َّ‬
‫الن ْ‬
‫ويرش من بول الغالم» ‪ .‬رواه أبو داود والنسائي (‪.)3‬‬

‫ض َّر َبقَاء اللون‬


‫‪ 31‬ـ وإ ذا زالت عين النجاسة طهر المحل ولم َي ُ‬
‫(‪)4‬‬

‫ِ‬
‫«يكفيك‬ ‫والريح؛ لقوله (‪ )5‬صلّى اهلل عليه وسلّم لخولة (‪ )6‬في دم الحيض (‪:)7‬‬
‫يضر ِك أَثَره» (‪.)8‬‬
‫الماء‪ ،‬وال ُّ‬
‫باب صفة الوضوء‬

‫‪ 32‬ـ وهو‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أن ينوي رفع الحدث أو الوضوء للصالة ونحوها‪.‬‬

‫والنية شرط لجميع األعمال من طهارة وغيرها؛ لقوله صلّى اهلل عليه‬
‫وسلّم‪« :‬إنما األعمال بالنيات‪ ،‬وإ نما لكل امرئ ما نوى» ‪ .‬متفق عليه(‪.)9‬‬

‫‪ -8‬كما في حديث عائشة‪ ،‬رواه البخاري (‪ ،)1/332‬ومسلم (‪.)290 ،289 ،288‬‬


‫‪ -2‬النضح‪ :‬الرش‪ ،‬وهو دون الصب‪.‬‬
‫‪ -3‬رواه أبو داود (‪ ،)376‬والنسائي (‪ ،)1/158‬من حديث أبي السمح‪ ،‬ورواه من حديث علي‪ :‬أحمد (‬
‫‪ ،)137 ،97 ،1/76‬وأبو داود (‪ ،)377‬والترمذي (‪ )610‬وصححه‪ ،‬والحاكم (‪ ،)1/165‬وقال‪:‬‬
‫صحيح على شرطهما‪ ،‬وصححه الحافظ ابن حجر في «الفتح» (‪.)1/326‬‬

‫‪ -4‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬طهرت‪.‬‬


‫‪ -5‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬كما قال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪.‬‬
‫‪ -6‬في «ط»‪ :‬لخولة بنت يسار‪.‬‬
‫‪ -7‬في «أ»‪ :‬في الدم‪.‬‬
‫‪ -8‬رواه أحمد (‪ ،)380 ،2/364‬وأبو داود (‪ ،)365‬والبيهقي (‪ ،)2/408‬وضعفه‪ .‬قال الحافظ ابن‬
‫حجر في «البلوغ»‪« :‬وسنده ضعيف»‪ ،‬وصحح األلباني إسناده‪ ،‬كما في «اإلرواء» (‪.)1/189‬‬
‫‪ -9‬أخرجه البخاري (‪ ،)1/9‬ومسلم (‪.)1907‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ 2‬ـ ثم يقول‪« :‬بسم اهلل»‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ ويغسل كفيه ثالثاً‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ ثم يتمضمض‪ ،‬ويستنشق ثالثاً‪ ،‬بثالث غرفات‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ ثم يغسل وجهه ثالثاً‪.‬‬

‫المرفقين ثالثاً (‪.)2‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫‪ 6‬ـ ويديه إلى‬

‫إلى قفاه بيديه‪ ،‬ثم يعيدهما إلى‬ ‫(‪)3‬‬


‫‪ 7‬ـ ويمسح رأسه من مقدم رأسه‬
‫المحل الذي بدأ منه مرةً واحدة‪.‬‬

‫ظاهرهما‬
‫َ‬ ‫أذنيه‪ ،‬ويمسح بإبهاميه‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪ 8‬ـ ثم يدخل سباحتيه في صماخي‬
‫(‪.)5‬‬

‫‪ 9‬ـ ثم يغسل رجليه مع الكعبين ثالثاً ثالثاً (‪.)6‬‬

‫هذا أكمل الوضوء الذي فعله النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪.‬‬

‫‪ 33‬ـ والفرض من ذلك‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أن يغسل مرة واحدة‪.‬‬

‫‪ -1‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬مع‪.‬‬


‫‪ -2‬قال الشيخ في (المختارات ص‪« :)14‬الصحيح أنه ال يستحب مجاوزة محل الفرض في طهارة‬
‫الماء؛ ألن اهلل تعالى ذكر حد الوضوء إلى المرفقين والكعبين‪،‬ـ وكل الواصفين لوضوء النبي صلّى اهلل‬
‫رغب فيه»‪ .‬ثم بيَّن أن ما ورد في حديث أبي هريرة‪:‬‬
‫عليه وسلّم لم يذكر أحد منهم أنه فعل ذلك وال ّ‬
‫غرته وتحجيله‪ »...‬مدرج من كالم أبي هريرة‪.‬‬
‫«فمن استطاع منكم أن يطيل َّ‬
‫‪ -3‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬مقدمه‪.‬‬
‫‪ -4‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬سبابتيه في أذنيه‪.‬‬
‫‪ -5‬بيَّن الشيخ أنه ال يستحب أخذ ماء جديد لألذنين؛ـ لعدم صحة الحديث الوارد فيه (المختارات ص‪.)15‬‬
‫‪ -6‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫َِّ‬
‫آمُنوا‬ ‫‪ 2‬ـ وأن يرتبها على ما ذكره اهلل تعالى في قوله‪َ {{ :‬ياأَُّيهَا الذ َ‬
‫ين َ‬
‫ام َس ُحوا‬
‫ق َو ْ‬ ‫وه ُك ْم وأ َْي ِدَي ُك ْم ِإلَى اْل َم َر ِاف ِ‬ ‫الصالَ ِة فَ ْ ِ‬‫ِإ َذا قُ ْمتُ ْم ِإلَى َّ‬
‫اغسلُوا ُو ُج َ َ‬
‫بِرؤ ِ‬
‫وس ُك ْم َوأ َْر ُجلَ ُك ْم ِإلَى اْل َك ْعَب ْي ِن }} المائدة‪٦ :‬‬ ‫ُُ‬
‫(‪)2‬‬
‫عرفاً‪ ،‬بحيث ال ينبني‬ ‫‪ 3‬ـ وأن ال يفصل بينها بفاصل طويل‬
‫(‪)1‬‬

‫بعضه على بعض‪ ،‬وكذا ُك ُّل ما اشترطت له المواالة‪.‬‬


‫(‪)3‬‬
‫فصل‬

‫[في المسح على الخفين والجبيرة]‬

‫ونحوهما مسح عليهما إن شاء (‪:)4‬‬


‫ُ‬ ‫‪ 34‬ـ فإن كان عليه ُخفَّ ِ‬
‫ان‬

‫‪ 1‬ـ يوماً وليلة للمقيم‪.‬‬

‫ـ وثالثة أيام بلياليهن للمسافر‪.‬‬

‫‪ -1‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬كثير‪.‬‬


‫‪ -2‬في «ط»‪ :‬بحيث ينبني‪.‬‬
‫‪ -3‬ليست في‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -4‬بيَّن الشيخ أنه إذا كان في الخف خرق أو فتق يصف البشرة‪ ،‬فالصحيح جواز المسح عليه؛ ألنه خف‬
‫فيدخل في عموم النصوص‪ ،‬وألن خفاف الصحابة الظاهر منها أنها ال تخلو من فتق أو شق‪ .‬كما بيَّن‪:‬‬
‫أن ابتداء المدة على الصحيح من المسح ال من وقت الحدث‪ ،‬وأن الطهارة ال تنتقض بخلع الخف‬
‫الممسوح ونحوه‪ ،‬كما ال تنتقض أيضاً بتمام المدة ما دامت الطهارة باقية‪( .‬المختارات الجلية ص‪،15‬‬
‫‪.)17 ،16‬‬

‫‪44‬‬
‫على طهارة‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ 2‬ـ بشرط أن يلبسهما‬

‫إال في الحدث األصغر‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬


‫‪ 3‬ـ وال يمسحهما‬

‫عن أنس مرفوعاً‪« :‬إذا توضأ أحدكم‪ ،‬ولبس خفيه فليمسح عليهما‪،‬‬
‫ِّ‬
‫وليصل فيهما‪ ،‬وال يخلعهما إن شاء إال من جنابة» ‪ .‬رواه الحاكم وصححه(‪.)3‬‬

‫دواء على‬
‫‪ 35‬ـ فإن كان على أعضاء وضوئه جبيرةٌ على كسر‪ ،‬أو ٌ‬
‫ُج ْرح‪ ،‬ويضره الغسل‪َ :‬م َس َحه بالماء في الحدث األكبر واألصغر حتى يبرأ‬
‫(‪.)4‬‬
‫ِ‬
‫ظاهرهما‪.‬‬ ‫أكثر‬
‫‪ 36‬ـ وصفة مسح الخفين‪ :‬أن يمسح َ‬
‫‪ 37‬ـ وأما الجبيرة‪ :‬فيمسح على جميعها‪.‬‬

‫باب نواقض الوضوء‬

‫‪ 38‬ـ وهي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ الخارج من السبيلين مطلقاً‪.‬‬

‫‪ -1‬في «أ»‪ :‬بلبسها‪.‬‬


‫‪ -2‬في «أ‪ ،‬ب»‪ :‬يمسحها‪.‬‬
‫‪ -3‬رواه الحاكم (‪ )1/181‬وقال‪ :‬صحيح على شرط مسلم‪ ،‬والدارقطني (‪ ،)1/203‬والبيهقي (‬
‫‪ ،)1/289‬ينظر‪« :‬نصب الراية» للزيلعي (‪ ،)1/179‬قال في «سبل السالم» (‪ :)1/313‬والحديث قد‬
‫أفاد شرطية الطهارة‪ ،‬وأطلقه عن التوقيت فهو مقيد به‪ ،‬كما يفيد حديث صفوان بن عسال‪ ،‬وحديث‬
‫علي‪ ،‬رضي اهلل عنهما‪.‬‬
‫ٍّ‬
‫‪ -4‬بيَّن الشيخ‪ :‬أن مسح الجبيرة ال يشترط له تقدم طهارة‪ ،‬وسواء كان الشد على محل الحاجة أو زائداً‬
‫على ذلك‪ ،‬إال أنه إذا أمكنه أن يختصر الشد وجب عليه‪( .‬المختارات ص‪.)16‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ 2‬ـ والدم الكثير ونحوه (‪.)1‬‬

‫‪ 3‬ـ وزوال العقل بنوم أو غيره‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ وأكل لحم الجزور (‪.)2‬‬

‫‪ 5‬ـ ومس المرأة بشهوة‪.‬‬

‫ومس الفَ ْر ِج‪.‬‬


‫‪ 6‬ـ ُّ‬

‫‪ 7‬ـ وتغسي ُل الميت (‪.)3‬‬

‫والر َّدةُ‪ :‬وهي تُ ْحبط األعمال كلها (‪.)4‬‬


‫‪ 8‬ـ ِّ‬
‫اء }}‬ ‫َح ٌد ِم ْن ُك ْم ِم َن اْل َغائِ ِط أ َْو اَل َم ْستُُم ِّ‬
‫الن َس َ‬ ‫اء أ َ‬
‫لقوله تعالى‪ {{ :‬أ َْو َج َ‬
‫[المائدة‪. ]6 :‬‬

‫وسئل النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪ :‬أنتوضأ من لحوم اإلبل؟ فقال‪:‬‬
‫«نعم» ‪ .‬رواه مسلم (‪.)5‬‬

‫‪ -1‬رجَّح الشيخ أن الدم والقيء ونحوهما ال ينقض الوضوء قليلها وال كثيرها؛ ألنه لم يرد دليل بيِّن على‬
‫نقض الوضوء بها‪ ،‬واألصل بقاء الطهارة‪( ،‬المختارات ص‪.)17‬‬
‫‪ -2‬الجزور‪ :‬اإلبل‪ .‬قال الشيخ‪« :‬والصحيح أن جميع أجزاء اإلبل كالكرش والقلب والمصران ونحوها‬
‫ناقض؛ ألنه داخل في حكمها ولفظها ومعناها‪ ،‬والتفريق بين أجزائها ليس له دليل وال تعليل»‬
‫(المختارات ص‪ .)17‬وقال‪ :‬إن اإلبل اختصت عن بقية البهائم بثالثة أشياء‪ :‬أحدها‪ :‬أن لحمها ينقض‬
‫الوضوء‪ .‬الثاني‪ :‬أنه ال تصح الصالة بأعطانها‪ ،‬وهو ما تقيم فيه‪ ،‬وتأوي إليه‪ .‬الثالث‪ :‬أنها األصل في‬
‫الديات على الصحيح‪( .‬القواعد والفروق ص‪.)168‬‬
‫قال الشيخ عبد اهلل بن عقيل‪ :‬ويزاد رابع‪ :‬ال تغليظ بغير اإلبل‪ ،‬اي في الدية‪.‬ـ‬
‫‪ -3‬قال الشيخ‪ :‬ونقض الوضوء بتغسيل الميت فيه نظر؛ ألن الحديث الوارد فيه لم يثبت‪ ،‬وما روي عن‬
‫ابن عمر وابن عباس في أمرهما من غسل الميت بالوضوء ال يتعين حمله على الوجوب‪ ،‬وال يزيل‬
‫األصل الثابت في بقاء طهارة الغاسل‪ ،‬حيث لم يحصل له ناقض‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)17‬‬
‫‪ -4‬ذكر الشيخ من نواقض الوضوء‪ :‬موجبات الغسل‪( .‬نور البصائر ص‪.)12‬‬
‫‪ -5‬رواه مسلم (‪.)360‬‬

‫‪46‬‬
‫وقال في الخفين‪« :‬ولكن من غائط ٍ‬
‫وبول ونوم» ‪ .‬رواه النسائي‬
‫والترمذي وصححه (‪.)1‬‬

‫باب ما يوجب الغسل وصفته‬

‫‪ 39‬ـ ويجب الغسل من‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ الجنابة‪ :‬وهي‪:‬‬

‫أ ـ إنزال المني بوطء أو غيره‪.‬‬

‫ب ـ أو بالتقاء الختانين‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وخروج دم الحيض‪ ،‬والنفاس‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ وموت غير الشهيد‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ وإ سالم الكافر‪.‬‬

‫قال تعالى‪َِ{{ :‬إ ْن ُك ْنتُ ْم ُجُنًبا فَاطَّهَُّروا }} [المائدة‪. ]6 :‬‬

‫وه َّن ِم ْن‬ ‫طهُْر َن فَِإ َذا تَ َ‬


‫طهَّ ْر َن فَأْتُ ُ‬ ‫وه َّن َحتَّى َي ْ‬
‫وقال تعالى‪َ {{ :‬والَ تَ ْق َرُب ُ‬
‫َم َر ُك ُم اللَّهُ }} اآلية [البقرة‪ ]222 :‬؛ أي‪ :‬إذا اغتسلن‪.‬‬ ‫ث أَ‬
‫َح ْي ُ‬
‫‪ ‬وقد أمر النبي صلّى اهلل عليه وسلّم بالغسل من تغسيل الميت (‪.)2‬‬

‫‪ ‬وأمر من أسلم أن يغتسل (‪.)3‬‬

‫‪ 40‬ـ وأما صفة ُغ ْسل النبي صلّى اهلل عليه وسلّم من الجنابة‪:‬‬

‫‪ -1‬رواه أحمد (‪ ،)4/239‬والترمذي (‪ ،)96‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪ ،‬والنسائي (‪ ،)1/84‬وابن ماجه‬
‫(‪ ،)478‬والدارقطني (‪ ،)15‬وابن خزيمة (‪.)196‬‬
‫‪ -2‬كما في حديث أبي هريرة‪ ،‬رواه أحمد (‪ ،)2/280‬أبو داود (‪ ،)3161‬والترمذي (‪ )993‬وحسَّنه‪،‬‬
‫وصححه األلباني كما في «اإلرواء» (‪.)144‬‬
‫‪ -3‬كما في حديث قيس بن عاصم‪ ،‬رواه أبو داود (‪ ،)355‬والترمذي (‪ )605‬وحسَّنه‪ ،‬والنسائي (‬
‫‪.)1/109‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ 1‬ـ فكان يغسل فرجه أوالً‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ثم يتوضأ وضوءاً كامالً‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ ثم يحثي الماء على رأسه ثالثاً‪ُ ،‬ي َر ِّو ْيه بذلك (‪.)1‬‬

‫‪ 4‬ـ ثم يفيض الماء على سائر جسده‪.‬‬


‫ٍّ‬
‫بمحل آخر (‪.)2‬‬ ‫‪ 5‬ـ ثم يغسل رجليه‬

‫‪ 41‬ـ والفرض من هذا‪:‬‬

‫َغ ْس ُل جميع البدن‪ ،‬وما تحت الشعور الخفيفة والكثيفة‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫باب التيمم‬

‫من الطهارة‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬


‫‪ 42‬ـ وهو النوع الثاني‬

‫‪ 43‬ـ وهو بدل عن الماء (‪ ،)4‬إذا تعذر استعمال الماء ألعضاء الطهارة‬
‫(‪ ،)5‬أو بعضها‪ ،‬لعدمه‪ ،‬أو خوف ضرر باستعماله‪.‬‬

‫الغسل إال في غسل الرأس‪ .‬كما رجَّح الشيخ‪ :‬أن من عليه‬


‫‪ -‬صحح الشيخ‪ :‬أن التثليث ال ُي ْشرع في ُ‬
‫‪1‬‬

‫بالغسل‪ ،‬أنه يكفي عن األصغر‪ ،‬ولو لم ينوه بخصوصه‪،‬‬


‫وعم بدنه ُ‬
‫حدثان ـ أكبر وأصغر ـ ونوى األكبر‪ّ ،‬‬
‫(المختارات ص‪.)18‬‬
‫قال الشيخ ابن عقيل‪ :‬وكذلك هو في المذهب‪.‬‬
‫‪ -2‬كما في حديث ميمونة‪،‬ـ رواه البخاري (‪ ،)1/382‬ومسلم (‪.)317‬‬
‫‪ -3‬تقدم النوع األول وهو الطهارة بالماء‪.‬‬
‫‪ -4‬حكمه حكم الماء في كل أحواله‪ ،‬فال يشترط له دخول الوقت‪ ،‬وال يبطل بدخوله وال بخروجه‪ ،‬وإ ذا‬
‫تيمم للنفل استباح به الفرض وما دونه‪ .‬كما قرره الشيخ في (المختارات الجلية ص‪.)18‬‬
‫‪ -5‬رجَّح الشيخ‪ :‬أنه ال يجب التيمم وال يشرع من نجاسة البدن‪( .‬المختارات ص‪.)20‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ 44‬ـ فيقوم التراب مقام الماء بأن‪:‬‬

‫ينوي رفع ما عليه من األحداث‪.‬‬


‫َ‬ ‫‪1‬ـ‬

‫‪ 2‬ـ ثم يقو َل‪« :‬بسم اهلل»‪.‬‬

‫يضرب التراب بيديه مرة واحدة (‪.)1‬‬


‫َ‬ ‫‪ 3‬ـ ثم‬

‫‪ 4‬ـ يمسح بهما جميع وجهه‪ ،‬وجميع كفيه‪.‬‬

‫‪ 45‬ـ فإن ضرب مرتين فال بأس‪.‬‬

‫ام َس ُحوا‬
‫طيًِّبا فَ ْ‬
‫يدا َ‬ ‫ص ِع ً‬
‫اء فَتََي َّم ُموا َ‬‫قال اهلل تعالى‪َ {{ :‬فلَ ْم تَ ِج ُدوا َم ً‬
‫طهَِّر ُك ْم‬ ‫يد اللَّهُ ِلَي ْج َع َل َعلَْي ُك ْم ِم ْن َح َر ٍج َولَ ِك ْن ُي ِر ُ‬
‫يد ِلُي َ‬ ‫بِ ُو ُجو ِه ُك ْم َوأ َْي ِدي ُك ْم ِم ْنهُ َما ُي ِر ُ‬
‫َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ون }} [المائدة‪. ]6 :‬‬ ‫َوِلُيت َّم ن ْع َمتَهُ َعلَْي ُك ْم لَ َعل ُك ْم تَ ْش ُك ُر َ‬
‫وعن جابر أن النبي صلّى اهلل عليه وسلّم قال‪« :‬أعطيت خمساً لم‬
‫طهُ ّن أحد من األنبياء قبلي‪ :‬نصرت بالرعب مسيرة شهر‪ ،‬وجعلت لي‬
‫ُي ْع َ‬
‫األرض مسجداً وطهوراً‪ ،‬فأيما رجل أدركته الصالة فليصل‪ ،‬وأحلت لي‬
‫الغنائم‪ ،‬ولم َّ‬
‫تحل ألحد قبلي‪ ،‬وأعطيت الشفاعة‪ ،‬وكان النبي يبعث إلى قومه‬
‫خاصة‪ ،‬وبعثت إلى الناس عامة» ‪ .‬متفق عليه (‪.)2‬‬

‫حدث أصغر لم يحل له‪:‬‬


‫‪ 46‬ـ ومن عليه ٌ‬

‫‪ -1‬صحح الشيخ‪ :‬أن التيمم يكون بكل ما تصاعد على األرض‪ ،‬من تراب له غبار أو ال غبار له‪ ،‬أو‬
‫رمل‪ ،‬أو حجر‪ ،‬أو غير ذلك؛ ألن الظاهر من حال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم أنه تيمم في كل موضع‬
‫أدركته فيه الصالة‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)19‬‬
‫‪ -2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1/435‬ومسلم (‪.)521‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ 1‬ـ أن يصلَي‪.‬‬

‫يطوف بالبيت‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ 2‬ـ وال أن‬

‫يمس المصحف‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ وال َّ‬

‫‪ 47‬ـ ويزيد من عليه حدث أكبر‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أنه ال يقرأ شيئاً من القرآن‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وال يلبث في المسجد بال وضوء‪.‬‬

‫‪ 48‬ـ وتزيد الحائض والنفساء‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أنها ال تصوم‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وال يحل وطؤها‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ وال طالقها‪.‬‬

‫باب الحيض‬
‫‪ 49‬ـ واألصل في الدم الذي يصيب المرأة‪ :‬أنه حيض‪ ،‬بال ٍّ‬
‫حد ِّ‬
‫لسنه‪،‬‬
‫وال قَ ْدره‪ ،‬وال تَ َك ُّر ِره (‪.)1‬‬

‫‪ 50‬ـ إال إن أطبق الدم على المرأة‪ ،‬أو صار ال ينقطع عنها إال‬

‫‪ -1‬بيَّن الشيخ صحة ما اختاره‪ ،‬وأطال النفس في االستدالل في (المختارات الجلية ص‪ ،)35 ،34‬ثم‬
‫قال‪ :‬ويترتب على مسألة الحيض مسألة النفاس‪ :‬أن الصحيح أن ال حد ألقله وال ألكثره‪ ،‬ويقال فيه ما‬
‫قيل في الحيض‪ .‬وقال الشيخ في (القواعد والفروق ص‪« :)125‬فحيث وجد الدم المعتاد تعلقت به‬
‫األحكام الشرعية‪ ،‬وحيث طهرت تطهرت وزالت أحكام الحيض‪ ،‬هذا الذي دلت عليه النصوص‪ ،‬وعليه‬
‫العمل بين المسلمين‪ ،‬وأما تقييد أقل سن تحيض فيه وأكثر سن تنتهي إليه‪ ،‬وأقل الحيض وأكثره فليس‬
‫على ذلك دليل شرعي‪ ،‬وهكذا مدة الحمل‪ ،‬الصحيح أنه ليس ألكثر مدته حد محدود‪ .‬وقد ذكر الشيخ‬
‫الفروق بين الدماء الخارجة من فرج األنثى‪ ،‬فلينظر في (القواعد والفروق ص‪.)169‬‬

‫‪50‬‬
‫يسيراً‪ ،‬فإنها تصير مستحاضة (‪.)2‬‬

‫‪ 51‬ـ فقد أمرها النبي صلّى اهلل عليه وسلّم أن تجلس عادتها (‪.)2‬‬

‫‪ 52‬ـ فإن لم يكن لها عادة‪ ،‬فإلى تمييزها (‪.)3‬‬

‫‪ 53‬ـ فإن لم يكن لها تمييز‪ ،‬فإلى عادة النساء الغالبة‪ :‬ستة أيام أو‬
‫سبعة‪.‬‬

‫واهلل أعلم‪.‬‬

‫جواز وطء المستحاضة لمن لم يخف العنت؛ لعدم منع النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‬
‫‪ -‬صحح الشيخ َ‬
‫‪2‬‬

‫أزواج المستحاضات من ذلك‪ ،‬وألنها دم عرق‪ ،‬وألن حكمها حكم الطاهرات في كل شيء فكذلك‬
‫الوطء‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)26‬‬
‫‪ -2‬كما في قصة أم حبيبة بنت جحش عند البخاري (‪ ،)1/426‬ومسلم (‪.)334‬‬
‫‪ -3‬وهو أن تميز دم الحيض عن دم االستحاضة‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫(‪)1‬‬
‫كتاب الصالة‬

‫[شروط الصالة]‬

‫ـ تقدم أن الطهارةَ من شروطها‪:‬‬

‫‪ 54‬ـ ومن شروطها‪ :‬دخو ُل الوقت‪.‬‬

‫‪ 55‬ـ واألص ُل فيه حديث جبريل‪« :‬أنه ّأم النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‬
‫في أول الوقت‪ ،‬وآخره‪ ،‬وقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬الصالة ما بين هذين الوقتين»‪ .‬رواه‬
‫أحمد والنسائي والترمذي (‪.)2‬‬

‫‪ 56‬ـ وعن عبد اهلل بن عمرو رضي اهلل عنهما أن النبي صلّى اهلل عليه‬
‫وسلّم قال‪« :‬وقت الظهر‪ :‬إذا زالت الشمس‪ ،‬وكان ظل الرجل كطوله‪ ،‬ما لم‬
‫تحضر العصر‪.‬‬

‫تصفر الشمس‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ووقت العصر‪ :‬ما لم‬
‫يغب َّ‬
‫الشفَق‪.‬‬ ‫ووقت صالة المغرب‪ :‬ما لم ِ‬

‫ووقت صالة العشاء‪ :‬إلى نصف الليل‪.‬‬

‫‪ -1‬بيَّن الشيخ‪ :‬أن من جحد وجوب الصالة‪ ،‬أو تركها تهاوناً وكسالً ُح ِك َم بكفره‪ ،‬وجرى عليه ما جرى‬
‫على المرتدين‪( .‬نور البصائر ص‪.)15‬‬
‫‪ -2‬رواه أحمد (‪ ،)1/333‬وأبو داود (‪ ،)393‬والترمذي (‪ )149‬وصححه‪ ،‬وابن خزيمة (‪،)325‬‬
‫والدارقطني (‪ 6‬ـ ‪.)9‬‬

‫‪52‬‬
‫ووقت صالة الصبح‪ :‬من طلوع الفجر‪ ،‬ما لم تطلع الشمس» ‪ .‬رواه‬
‫مسلم (‪.)1‬‬

‫‪ 57‬ـ ويدرك وقت الصالة بإدراك ركعة؛ لقوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪:‬‬
‫«من أدرك ركعة من الصالة‪ ،‬فقد أدرك الصالة (‪ . »)2‬متفق‬
‫عليه(‪.)3‬‬

‫تأخير بعضها عن وقتها لعذر أو غيره(‪.)4‬‬ ‫‪ 58‬ـ وال ُّ‬


‫يحل تأخيرها‪ ،‬أو‬
‫ُ‬
‫‪ 59‬ـ إال إذا أخرها ليجمعها مع غيرها‪ ،‬فإنه يجوز لعذر من‪ :‬سفر‪ ،‬أو‬
‫مطر (‪ ،)5‬أو مرض‪ ،‬أو نحوها‪.‬‬

‫تقديم الصالة في أول وقتها إال‪:‬‬


‫‪ 60‬ـ واألفضل ُ‬
‫العشاء إذا لم يشق‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪1‬ـ‬

‫الظهر في شدة الحر‪.‬‬


‫َ‬ ‫‪ 2‬ـ وإ ال‬

‫الحر فأبردوا عن الصالة‪،‬‬ ‫قال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬إذا َّ‬
‫اشتد ُّ‬
‫الحر من فيح جهنم» (‪.)6‬‬
‫فإن شدة ِّ‬

‫‪ -1‬رقم (‪.)612‬‬
‫‪ -2‬في «أ»‪ :‬أدركها‪.‬‬
‫‪ -3‬رواه البخاري (‪ ،)2/57‬ومسلم (‪ 6‬ـ ‪ .)7‬وقد بيَّن الشيخ‪ :‬أن اإلدراك في هذا الحديث يشمل جميع‬
‫اإلدراكات‪ :‬الجمعة والجماعة والوقت‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)29‬‬
‫‪ -4‬نقل الشيخ في (المختارات الجلية ص‪ :)27‬أن شيخ اإلسالم ابن تيميةـ حكى اتفاق األئمة على أنه ال‬
‫يحل تأخير الصالة عن وقتها متعمداً لعذر من األعذار غير الجهاد‪ ،‬فإن العلماء أجازوا تأخيرها ألجل‬
‫الجهاد المشروع‪ ،‬وإ ن كان جمهور العلماء لم يجيزوه في هذه الحال‪ ،‬وأما ما سوى ذلك من األعذار فال‬
‫يبيح التأخير‪ ،‬بل يصلي اإلنسان في الوقت بحسب قدرته‪.‬‬
‫‪ -5‬زيادة من «ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -6‬رواه البخاري (‪ 2/15‬ـ ‪ ،)18‬ومسلم (‪.)615‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ 61‬ـ ومن فاتته صالة وجب عليه قضاؤها فوراً مرتِّباً (‪.)7‬‬

‫فوت الصالة (‪ ،)2‬سقط‬


‫الترتيب أو جهلَه‪ ،‬أو خاف َ‬
‫َ‬ ‫‪ 62‬ـ فإن نسي‬
‫(‪)4( )3‬‬
‫الترتيب بينها وبين الحاضرة‬

‫ستر العورة بثوب مباح (‪ ،)6‬ال يصف البشرة‪.‬‬


‫‪ 63‬ـ ومن شروطها ‪ُ :‬‬
‫(‪)5‬‬

‫‪ 64‬ـ والعورة ثالثة أنواع‪:‬‬

‫بدنها عورة‬ ‫(‪)7‬‬


‫‪ 1‬ـ مغلَّظة‪ :‬وهي‪ :‬عورة المرأة الحرة البالغة‪ ،‬فجميع‬
‫في الصالة إال وجهها‪.‬‬

‫الفرجان‪.‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫‪ 2‬ـ ومخففة‪ :‬وهي‪ :‬عورة ابن سبع سنين إلى عشر‪ ،‬وهي‬

‫‪ 3‬ـ ومتوسطة‪ :‬وهي عورة من عداهم‪ ،‬من السرة إلى الركبة (‪.)9‬‬

‫آد َم ُخ ُذوا ِز َينتَ ُك ْم ِع ْن َد ُك ِّل َم ْس ِج ٍد }}‬


‫قال تعالى‪َ {{ :‬ي َابنِي َ‬
‫[األعراف‪. ]31 :‬‬

‫‪ -7‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬المبادرة إلى قضائها مرتباً‪.‬‬


‫‪ -2‬قال الشيخ ابن عقيل‪ :‬لعله يقصد فوت الصالة في الوقت قوالً واحداً‪ ،‬وكذلك فوت صالة الجماعة‬
‫على الصحيح‪.‬‬
‫‪ -3‬ليست في‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -4‬وكذلك يسقط بخشية فوت الجماعة كما رجحه الشيخ‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)29‬‬
‫‪ -5‬أي‪ :‬الصالة‪.‬‬
‫‪ -6‬قرر الشيخ‪ :‬أن من صلى بثوب نجس ناسياً أو في حال الضرورة أنه ال إعادة عليه‪( .‬المختارات‬
‫الجلية ص‪.)29‬‬
‫‪ -7‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬فإن جميع‪.‬‬
‫‪ -8‬في «ب»‪ :‬فإنه‪ .‬وفي «ط»‪ :‬فإنها‪.‬‬
‫‪ -9‬قال الشيخ في (المختارات الجلية ص‪ :)29‬الصحيح أن ستر المنكبينـ أو أحدهما في الصالة للرجل‬
‫من باب تكميلها وتمامها‪ ،‬وأنه ليس بشرط‪ ،‬وحديث أبي هريرة‪« :‬ال يصلي الرجل في الثوب الواحد‬
‫ليس على عاتقه منه شيء» يفسره حديث جابر‪« :‬إن كان الثوب واسعاً فالتحف به‪ ،‬وإ ن كان ضيقاً‬
‫فاتَّ ِزر به‪ ،‬أو فخالف بين طرفيه» ؛ وألن المنكب ليس بعورة‪ ،‬فستره في الصالة من باب تكميله‪،‬ـ كما‬
‫هو قول جمهور العلماء‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ 65‬ـ ومنها‪ :‬استقبال القبلة‪:‬‬

‫ط َر اْل َم ْس ِج ِد اْل َح َر ِام }}‬ ‫ت فَ َو ِّل َو ْجهَ َ‬


‫ك َش ْ‬ ‫ث َخ َر ْج َ‬ ‫قال تعالى‪ {{ :‬و ِ‬
‫َم ْن َح ْي ُ‬
‫[البقرة‪. ]149 :‬‬
‫‪ 66‬ـ فإن عجز عن استقبالها‪ ،‬لمرض أو ِ‬
‫غيره سقط‪ ،‬كما تسقط جميعُ‬
‫الواجبات بالعجز عنها‪.‬‬
‫َّ‬
‫ط ْعتُ ْم }} [التغابن‪. ]16 :‬‬ ‫قال تعالى‪ {{ :‬فَاتَّقُوا اللهَ َما ْ‬
‫استَ َ‬
‫‪ 67‬ـ وكان النبي صلّى اهلل عليه وسلّم يصلي في السفر النافلة على‬
‫راحلته حيث توجهت به‪ .‬متفق عليه (‪ ،)1‬وفي لفظ‪ :‬غير أنه ال يصلي‬
‫المكتوبة‪.‬‬

‫‪ 68‬ـ ومن شروطها‪ :‬النية (‪.)2‬‬

‫‪ 69‬ـ وتصح الصالة في كل موضع إال‪:‬‬

‫‪ -1‬رواه البخاري (‪ ،)2/489‬ومسلم (‪ .)700‬وال يلزمه أن يستقبل القبلة في إحرامه أو ركوعه أو‬
‫سجوده على الصحيح‪ ،‬كما قرره الشيخ في (المختارات الجلية ص‪.)32‬‬
‫‪ -2‬قال الشيخ في (المختارات الجلية ص‪ :)32‬وأما مسائل النية في الصالة‪ ،‬فالصحيح أن المصلي إذا‬
‫عرض له في صالته ما أوجب قلبها نفالً‪ ،‬أو انتقاالً من انفراد إلى ائتمام‪ ،‬وبالعكس‪ ،‬ومن إمامة إلى‬
‫ائتمام‪ ،‬أن ذلك كله جائز ال محذور فيه‪ ،‬فإن جنس هذه األمور واردة عن النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫نجس‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ 1‬ـ في ٍّ‬
‫محل‬

‫‪ 2‬ـ أو مغصوب‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أو في مقبرة (‪.)2‬‬

‫‪ 4‬ـ أو حمام‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ أو أعطان إبل (‪.)3‬‬

‫وفي «سنن الترمذي» مرفوعاً (‪« :)4‬األرض كلها مسجد‪ ،‬إال المقبرة‬
‫والحمام» (‪.)5‬‬

‫باب صفة الصالة‬

‫‪ 70‬ـ يستحب أن يأتي إليها بِ َس ِك َينة ووقار‪.‬‬

‫‪ 71‬ـ فإذا دخل المسجد قال‪« :‬بسم اهلل‪ ،‬والصالة والسالم على رسول‬
‫اهلل‪ ،‬اللهم اغفر لي ذنوبي‪ ،‬وافتح لي أبواب رحمتك» (‪.)6‬‬

‫‪ -1‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬


‫‪ -2‬قال الشيخ في (اإلرشاد ص‪« :)48‬سوى صالة الجنازة فيها ال تضر»‪.‬‬
‫‪ -3‬قال الشيخ في (اإلرشاد ص‪« :)48‬وأما النهي عن المجزرة والمزبلة وقارعة الطريق‪ ،‬وفوق ظهر‬
‫بيت اهلل فهو ضعيف ال تقوم به حجة‪ ،‬وأضعف من هذا قولهم‪ :‬أسطحتها مثلها»‪ .‬وينظر أيضاً‪:‬‬
‫(المختارات الجلية ص‪.)31‬‬
‫‪ -4‬زيادة من «ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -5‬رواه أبو داود (‪ )492‬والترمذي (‪ ،)317‬وابن ماجه (‪ ،)745‬وابن حبان (موارد ‪ ،)338‬والحاكم (‬
‫‪ ،)1/251‬وقال‪ :‬صحيح على شرط البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ -6‬رواه ابن ماجه (‪ ،)772‬من حديث فاطمة بنت الحسين عن جدتها فاطمة الكبرى ـ رضي اهلل عنها ـ‬
‫وفيه انقطاع؛ ألن فاطمة لم تدرك َّ‬
‫جدتها‪ ،‬ورواه الترمذي (‪ )314‬دون قوله‪« :‬بسم اهلل» وحسَّنه‪ ،‬ولعلّه‬
‫حسَّنه لشواهده‪ ،‬ومنها حديث أبي حميد أو أبي أسيد‪ ،‬رواه النسائي (‪ ،)2/53‬وأبو داود (‪ ،)465‬وابن‬
‫ماجه (‪ ،)772‬ورواه مسلم (‪ )713‬بلفظ‪« :‬إذا دخل أحدكم المسجد فليقل‪ :‬اللهم افتح لي أبواب رحمتك‪،‬‬
‫وإ ذا خرج فليقل‪ :‬اللهم إني أسألك من فضلك» ‪ .‬وفي الباب عن أبي هريرة رواه ابن ماجه (‪،)773‬‬
‫وصححه البوصيري‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ 72‬ـ ويقدم‪ :‬رجلَه اليمنى لدخول المسجد‪.‬‬

‫‪ 73‬ـ واليسرى للخروج منه‪.‬‬

‫‪ 74‬ـ ويقول هذا الذكر‪ ،‬إال أنه يقول‪« :‬وافتح لي أبواب فضلك» ‪ ،‬كما‬
‫(‪.)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫الحديث الذي رواه أحمد وابن ماجه‬ ‫(‪)1‬‬
‫ورد في ذلك‬

‫‪ 75‬ـ فإذا قام إلى الصالة قال‪ :‬اهلل أكبر‪.‬‬

‫أذنيه‪ ،‬في أربعة‬ ‫(‪)5‬‬


‫يديه إلى حذو منكبيه‪ ،‬أو إلى شحمة‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪ 76‬ـ ويرفع‬
‫مواضع‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ عند تكبيرة اإلحرام‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وعند الركوع‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ وعند الرفع منه‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ وعند القيام من التشهد األول‪ ،‬كما صحت بذلك األحاديث عن النبي‬
‫صلّى اهلل عليه وسلّم (‪.)6‬‬

‫‪ -1‬في «ط»‪ :‬ورد ذلك في الحديث‪.‬‬


‫‪ -2‬زيادة من‪« :‬ط»‪.‬‬
‫‪ -3‬رواه أحمد (‪ ،)6/282‬والترمذي (‪ ،)314‬وابن ماجه (‪ ،)771‬من حديث فاطمة‪ ،‬قال األرناؤوط في‬
‫(زاد المعاد ‪ :)2/370‬وفي سنده ضعف وانقطاع‪ ،‬وله شاهد من حديث أنس عند ابن السني (‪،)86‬‬
‫وسنده ضعيف‪ ،‬فيتقوى به الحديث‪ ،‬ولذا حسنه الترمذي‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫‪ -4‬في «ط»‪ :‬ورفع‪.‬‬
‫‪ -5‬في «ط»‪ :‬شحمتي‪.‬‬
‫‪ -6‬كما في حديث ابن عمر‪ ،‬رواه البخاري (‪ ،)2/222‬ومسلم (‪.)390‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ 77‬ـ ويضع يده اليمنى على اليسرى‪.‬‬

‫‪ 78‬ـ وق سرته‪ ،‬أو تحتها‪ ،‬أو على صدره‪.‬‬

‫‪ 79‬ـ ويقول‪« :‬سبحانك اللهم وبحمدك‪ ،‬وتبارك اسمك‪ ،‬وتعالى جدك‪،‬‬


‫‪ ،‬أو غيره من االستفتاحات الواردة عن النبي صلّى اهلل‬ ‫(‪)1‬‬
‫وال إله غيرك»‬
‫عليه وسلّم (‪.)2‬‬

‫‪ 80‬ـ ثم يتعوذ‪.‬‬

‫‪ 81‬ـ ويبسمل‪.‬‬

‫‪ 82‬ـ ويقرأ الفاتحة‪.‬‬

‫‪ 83‬ـ ويقرأ معها‪ ،‬في الركعتين األوليين من الرباعية والثالثية سورة‪،‬‬


‫تكون‪:‬‬

‫أ ـ في الفجر‪ :‬من طوال المفصل‪.‬‬

‫ب ـ وفي المغرب‪ :‬من قصاره‪.‬‬

‫جـ وفي الباقي‪ :‬من أوساطه‪.‬‬

‫‪ 84‬ـ يجهر في القراءة ليالً‪.‬‬

‫واالستسقاء‬
‫َ‬ ‫وي ِس ّر بها َنهَاراً‪ ،‬إال‪ :‬الجمعةَ والعيد (‪ ،)3‬والكسوف‬
‫‪ 85‬ـ ُ‬
‫فإنه يجهر بها (‪.)4‬‬

‫‪ -1‬أخرجه أبو داود (‪ ،)776‬والترمذي (‪ ،)243‬وابن ماجه (‪ ،)806‬والدارقطني (‪ ،)5‬والبيهقي (‬


‫‪ ،)2/34‬والحاكم (‪ ،)1/235‬وقال‪« :‬صحيح اإلسناد» عن عائشة وأبي سعيد مرفوعاً‪ ،‬وقد رواه مسلم‬
‫والحاكم وابن أبي شيبة والطحاوي عن عمر موقوفاً‪.‬‬
‫‪ -2‬انظرها في «صفة صالة النبي صلّى اهلل عليه وسلّم» لأللباني‪.‬‬
‫‪ -3‬في «ط»‪ :‬العيدين‪.‬‬
‫‪ -4‬ليست في‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ 86‬ـ ثم يكبر للركوع‪.‬‬

‫‪ 87‬ـ ويضع يديه على ركبتيه‪.‬‬

‫ظ ْه ِر ِه‪.‬‬
‫‪ 88‬ـ وتجعل رأسه حيا َل َ‬
‫‪ ،‬ويكرره‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ 89‬ـ ويقول‪« :‬سبحان ربي العظيم»‬

‫ركوعه وسجوده‪« :‬سبحانك اللهم ربنا‬ ‫(‪)2‬‬


‫‪ 90‬ـ وإ ن قال مع ذلك حال‬
‫وبحمدك‪ ،‬اللهم اغفر لي» (‪ .)3‬فحسن‪.‬‬

‫‪ 91‬ـ ثم يرفع رأسه‪.‬‬

‫‪ 92‬ـ قائالً‪« :‬سمع اهلل لمن حمده» ‪ .‬إن كان إماماً أو‬
‫منفرداً‪.‬‬

‫‪ 93‬ـ ويقول الكل (‪« :)4‬ربنا ولك الحمد‪ ،‬حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه‬
‫ملء السماء‪ ،‬وملء األرض‪ ،‬وملء ما شئت من شيء‬
‫َ‬
‫بعد» (‪.)5‬‬

‫‪ 94‬ـ ثم يسجد على أعضائه السبعة‪:‬‬

‫كما قال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬أمرت أن أسجد على سبعة‬

‫‪ -1‬رواه أحمد (‪ ،)5/382‬والدارمي (‪ ،)1/299‬وأبو داود (‪)871‬؛ والترمذي (‪ ،)261‬وصححه‪،‬‬


‫والنسائي (‪ ،)2/190‬وابن ماجه (‪ )888‬عن حذيفة أنه صلى مع النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬فكان يقول‬
‫في ركوعه‪« :‬سبحان ربي العظيم» ‪ ،‬وفي سجوده‪« :‬سبحان ربي األعلى» ‪.‬‬
‫‪ -2‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬في‪.‬‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاري (‪ ،)2/199‬ومسلم (‪ )484‬من حديث عائشة رضي اهلل عنها‪.‬‬
‫‪ -4‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬أيضاً‪.‬‬
‫‪ -5‬أخرجه مسلم (‪.)476‬‬

‫‪59‬‬
‫أعظم‪ :‬على الجبهة ـ وأشار بيده إلى أنفه ـ والكفين والركبتين وأطراف‬
‫القدمين» ‪ .‬متفق عليه (‪،)1‬‬

‫‪ 95‬ـ ويقول‪« :‬سبحان ربي األعلى» (‪.)2‬‬

‫‪ 96‬ـ ثم يكبر‪.‬‬

‫‪ 97‬ـ ويجلس على رجله اليسرى‪ ،‬وينصب اليمنى وهو االفتراش‪.‬‬

‫‪ 98‬ـ ويفعل ذلك في جميع جلسات الصالة (‪ ،)3‬إال في التشهد األخير‬


‫(‪ ،)4‬فإنه يتورك‪ :‬بأن يجلس على األرض‪ ،‬ويخرج رجله اليسرى من الخلف‬
‫األيمن‪.‬‬

‫‪ 99‬ـ ويقول‪« :‬رب اغفر لي‪ ،‬وارحمني‪ ،‬واهدني‪ ،‬وارزقني‪،‬‬


‫واجبرني وعافني» (‪.)5‬‬

‫‪ 100‬ـ ثم يسجد الثانية كاألولى‪.‬‬

‫‪ 101‬ـ ثم ينهض مكبِّراً‪ ،‬على صدور قدميه‪.‬‬

‫‪ 102‬ـ ويصلي الركعة الثانية كاألولى‪.‬‬

‫‪ 103‬ـ ثم يجلس للتشهد األول‪.‬‬

‫‪ 104‬ـ وصفته‪« :‬التحيات هلل‪ ،‬والصلوات‪،‬ـ والطيبات‪ ،‬السالم عليك‬

‫‪ -1‬أخرجه البخاري (‪ ،)2/297‬ومسلم (‪.)490‬‬


‫‪ -2‬سبق تخريجه في الفقرة (‪.)89‬‬
‫‪ -3‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬وجميع جلسات الصالة افتراش‪.‬‬
‫‪ -4‬أي في الصالة التي فيها تشهدان (نور البصائر ص‪.)16‬‬
‫‪ -5‬أخرجه أحمد (‪ ،)1/371‬وأبو داود (‪ ،)580‬والترمذي (‪ ،)284‬وابن ماجه (‪ ،)898‬والحاكم (‬
‫‪ ،)1/262‬وصححه‪ ،‬والبيهقي (‪.)2/122‬‬

‫‪60‬‬
‫أيها النبي ورحمة اهلل وبركاته‪ ،‬السالم علينا وعلى عباد اهلل الصالحين‪،‬‬
‫أشهد أن ال إله إال اهلل‪ ،‬وأشهد أن محمداً عبده‬
‫ورسوله» (‪.)1‬‬

‫يكبر‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ 105‬ـ ثم‬

‫‪ 106‬ـ ويصلي باقي صالته بالفاتحة في كل ركعة‪.‬‬

‫(‪.)5‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪ ،‬وهو المذكور‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪ 107‬ـ ثم يتشهد التشهد األخير‬

‫‪ 108‬ـ ويزيد على ما تقدم (‪:)6‬‬

‫‪ 1‬ـ «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد‪ ،‬كما صليت على آل‬
‫إبراهيم إنك حميد مجيد‪ ،‬وبارك على محمد وعلى آل محمد‪ ،‬كما باركت على‬
‫آل إبراهيم‪ ،‬إنك حميد مجيد» (‪.)7‬‬

‫‪ 2‬ـ «أعوذ باهلل من عذاب جهنم‪ ،‬ومن عذاب القبر‪ ،‬ومن فتنة المحيا‬
‫والممات‪ ،‬ومن فتنة المسيح الدجال» (‪.)8‬‬

‫‪ 3‬ـ ويدعو اهلل بما أحب‪.‬‬

‫‪ 109‬ـ ثم ُي َسلِّم عن يمينه‪ ،‬وعن يساره‪« :‬السالم عليكم ورحمة‬

‫اهلل» ‪.‬‬

‫‪ -1‬أخرجه البخاري (‪ ،)11/13‬ومسلم (‪.)402‬‬


‫‪ -2‬ي «ب‪ ،‬ط»‪ :‬ثم يقوم لبقية صالته‪ ،‬ويقتصر في الذي بعد التشهد على الفاتحة‪.‬‬
‫‪ -3‬في «ط»‪ :‬ثم يتشهد في الجلوس األخير‪.‬‬
‫‪ -4‬زيادة من‪« :‬ط»‪.‬‬
‫‪ -5‬وهو المذكور سابقاً في الفقرة (‪.)104‬‬
‫‪ -6‬في «ط»‪ :‬ويقول أيضاً‪.‬‬
‫‪ -7‬أخرجه البخاري (‪ ،)6/408‬ومسلم (‪.)406‬‬
‫‪ -8‬أخرجه مسلم (‪ ،)588‬عن أبي هريرة و(‪ ،)590‬عن ابن عباس أيضاً‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫(‪.)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫لحديث وائل بن حجر‪ ،‬رواه أبو داود‬

‫‪ 110‬ـ واألركان القولية من المذكورات‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ تكبيرةُ اإلحرام‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وقراءةُ الفاتحة على غير مأموم (‪.)3‬‬

‫‪ 3‬ـ والتشهد األخير (‪.)4‬‬

‫‪ 4‬ـ والسالم (‪.)5‬‬

‫‪ 111‬ـ وباقي أفعالها‪ :‬أركان فعلية‪ ،‬إال‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ التشهد األول‪ ،‬فإنه من واجبات الصالة (‪.)6‬‬

‫‪ 2‬ـ والتكبيرات غير تكبيرة اإلحرام‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ وقول‪« :‬سبحان ربي العظيم» في الركوع‪.‬‬

‫في السجود‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬


‫‪ 4‬ـ و «سبحان ربي األعلى» مرة‬

‫‪ -1‬زيادة من‪« :‬ط»‪.‬‬


‫‪ -2‬رواه أبو داود (‪ ،)997‬قال عبد القادر األرناؤوط في (جامع األصول برقم ‪ :)3566‬وإ سناده‬
‫منقطع‪ ،‬فإن علقمة بن وائل لم يسمع من أبيه‪ ،‬ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها‪.‬‬
‫صوب الشيخ‪ :‬أن المأموم متى سمع قراءة اإلمام‪ ،‬فال قراءة عليه‪ ،‬وال تشرع‪ ،‬وإ ذا لم يسمع وجبت‬
‫‪َّ -3‬‬
‫عليه الفاتحة‪ ،‬سرية أو جهرية‪ .‬قال‪ :‬وهذا القول أعدل األقوال في هذه المسألة‪ ،‬وتجتمع به األدلة‪.‬‬
‫(المختارات الجلية ص‪.)38‬‬
‫‪ -4‬ذكر الشيخ أن من أركانها‪ :‬الصالة على النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪( :‬نور البصائر ص‪.)17‬‬
‫عد الشيخ في (نور البصائر ص‪ )17‬التسليمتين ركناً‪.‬‬‫‪َّ -5‬‬
‫‪ -6‬وكذلك الجلوس للتشهد واجب أيضاً‪( :‬نور البصائر ص‪.)17‬‬
‫‪ -7‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ 5‬ـ و «رب اغفر لي» بين السجدتين مرة‪ ،‬مرة‪ ،‬وما زاد فهو‬
‫مسنون‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ وقول‪« :‬سمع اهلل لمن حمده» لإلمام والمنفرد‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ و «ربنا لك الحمد» للكل‪.‬‬

‫السهو‪ ،‬وكذا‬ ‫(‪)1‬‬


‫‪ 112‬ـ فهذه الواجبات تسقط بالسهو‪ ،‬ويجبرها سجوده‬
‫بالجهل‪.‬‬

‫‪ 113‬ـ واألركان ال تسقط سهواً وال جهالً وال عمداً‪.‬‬

‫‪ 114‬ـ والباقي سنن أقوال وأفعال مكمل للصالة‪.‬‬

‫‪ 115‬ـ ومن األركان (‪ :)2‬الطمأنينة في جميع أركانها‪.‬‬

‫وعن أبي هريرة‪ ،‬أن النبي صلّى اهلل عليه وسلّم قال‪« :‬إذا قمت إلى‬
‫الصالة فأسبغ الوضوء‪ ،‬ثم استقبل القبلة فكبر‪ ،‬ثم اقرأ ما تيسر معك من‬
‫القرآن‪ ،‬ثم اركع حتى تطمئن راكعاً‪ ،‬ثم ارفع حتى تعتدل قائماً‪ ،‬ثم اسجد حتى‬
‫جالساً‪ ،‬ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً‬ ‫تطمئن ساجداً‪ ،‬ثم ارفع حتى تطمئن‬
‫(‪)3‬‬

‫‪ ،‬ثم افعل ذلك في صالتك كلها» ‪ .‬متفق عليه (‪.)5‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫وقال صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬صلوا كما رأيتموني أصلي»‪ .‬متفق عليه(‪.)7( )6‬‬

‫‪ -1‬ليس في‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬


‫‪ -2‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬أركانها‪.‬‬
‫‪ -3‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬تعتدل‪.‬‬
‫‪ -4‬ليست في‪« :‬أ»‪.‬‬
‫‪ -5‬أخرجه البخاري (‪ ،)2/237‬ومسلم (‪.)397‬‬
‫‪ -6‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -7‬هذه قطعة من حديث مالك بن الحويرث المتفق عليه‪ ،‬لكن هذه اللفظة ليست عند مسلم‪ ،‬بل رواها‬
‫البخاري (‪ )2/111‬وغيره‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫‪ 116‬ـ فإذا فرغ من صالته‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ استغفر ثالثاً‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وقال‪ :‬اللهم أنت السالم ومنك السالم‪ ،‬تباركت يا ذا الجالل‬


‫واإلكرام (‪.)1‬‬

‫‪ 3‬ـ ال إال إال اهلل‪ ،‬وحده ال شريك له‪ ،‬له الملك‪ ،‬وله الحمد‪ ،‬وهو على‬
‫كل شيء قدير‪ ،‬ال إله إال اهلل‪ ،‬وال نعبد إال إياه‪ ،‬له النعمة‪ ،‬وله الفضل‪ ،‬وله‬
‫(‪.)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫الثناء الحسن‪ ،‬ال إله إال اهلل مخلصين له الدين ولو كره الكافرون‬

‫‪ 4‬ـ سبحان اهلل والحمد اهلل‪ ،‬واهلل أكبر‪ ،‬ثالثاً وثالثين‪ ،‬ويقول‪ :‬ال إله إال‬
‫تمام‬
‫اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬له الملك‪ ،‬وله الحمد‪ ،‬وهو على كل شيء قدير ‪َ .‬‬
‫(‪)4‬‬

‫المائة (‪.)5‬‬

‫‪ 117‬ـ والرواتبـ المؤكدة التابعة للمكتوبات عشر‪:‬‬

‫‪ ،‬قال‪ :‬حفظت‬ ‫(‪)6‬‬


‫وهي المذكورة في حديث ابن عمر رضي اهلل عنهما‬
‫عن رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم عشر ركعات‪:‬‬

‫ـ ركعتين قبل الظهر‪ ،‬وركعتين بعدها‪.‬‬

‫‪ -1‬أخرجه مسلم (‪.)591‬‬


‫‪ -2‬هذه الجملة من الذكر ليست في‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -3‬رواه مسلم (‪ ،)594‬وفيه زيادة‪« :‬ال حول وال قوة إال باهلل» ‪ .‬وبدونها رواه النسائي وغيره‪.‬‬
‫‪ -4‬ليست في‪« :‬أ»‪.‬‬
‫‪ -5‬أخرجه مسلم (‪.)597‬‬
‫‪ -6‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫ـ وركعتين بعد المغرب في بيته‪.‬‬

‫ـ وركعتين بعد العشاء في بيته‪.‬‬

‫ـ وركعتين قبل الفجر (‪ .)1‬متفق عليه (‪.)2‬‬


‫(‪)3‬‬
‫باب سجود السهو والتالوة والشكر‬

‫‪ 118‬ـ وهو مشروع إذا‪:‬‬


‫ٍ‬
‫صالة ركوعاً أو سجوداً أو قياماً‪ ،‬أو قعوداً‪ ،‬سهواً‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ زاد اإلنسان في‬

‫‪ 2‬ـ أو نقص شيئاً من المذكورات‪ :‬أتى به وسجد للسهو (‪،)5( )4‬‬

‫‪ 3‬ـ أو ترك واجباً من واجباتها سهواً (‪.)6‬‬

‫‪ 4‬ـ أو شك في زيادة أو نقصان (‪.)7‬‬

‫‪ -1‬في"ب‪،‬ط"‪:‬الصبح‪.‬‬
‫‪ -2‬أخرجه البخاري (‪ ،)3/58‬ومسلم (‪ )729‬من حديث ابن عمر‪ .‬وقد بيَّن الشيخ في كتابه (نور‬
‫البصائر ص‪ :)19‬أن الرواتب اثنتا عشرة ركعة‪.‬‬
‫‪ -3‬قال الشيخ ابن عقيل ‪:‬جمع بينهما مع الفرق فاألخيران نفل ‪،‬واألول واجب في الجملة ‪،‬وهكذا في "بلو‬
‫غ المرام"جمع بينهما‪.‬‬
‫‪ -4‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬أو نقص شيئاً من األركان يأتي به ويسجد‪.‬‬
‫‪ -5‬من ترك ركنا في ركعة سهوافإنه يعود إليهمتى ذكره‪،‬إال إذا وصل إلى نظيرهفي الركعة التي تلي‬
‫تلك الركعة ‪،‬فيلي األولى وتقوم الثانية مقامها ‪(.‬المختارات ص‪.)35‬‬
‫‪ -6‬ليست في‪« :‬أ»‪.‬‬
‫‪ -7‬قال الشيخ في (المختارات الجلية ص‪ :)36‬أصح األقوال في شك المصلي في عدد الركعات‪ :‬أنه‬
‫يبني على اليقين ـ وهو األقل ـ إن كان الشك متساوياً واألقل أرجح‪ ،‬وأنه يبني على غلبة ظنه إن كان له‬
‫ظن راجح‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫وقد ثبت أنه صلّى اهلل عليه وسلّم قام عن التشهد األول فسجد (‪.)1‬‬

‫«وسلم من ركعتين من الظهر أو العصر‪ ،‬ثم َذ َّكروه‪ ،‬فتمم وسجد‬


‫للسهو» (‪.)2‬‬

‫وصلى الظهر خمساً‪ ،‬فقيل له‪ :‬أزيدت الصالة؟ فقال‪« :‬وما ذاك» ؟‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫قالوا‪ :‬صليت خمساً‪ ،‬فسجد سجدتين بعدما سلم»‪ .‬متفق عليه‬
‫وقال‪ « :‬إذا َّ‬
‫شك أحدكم في صالته‪ ،‬فلم ِ‬
‫يدر كم صلى‪ :‬أثالثاً‪ ،‬أم‬
‫أربعاً؟ فليطرح الشك‪ ،‬وليبن على ما استيقن‪ ،‬ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم‪،‬‬
‫فإن كان صلى خمساً شفعن له صالته‪ ،‬وإ ن كان صلى تماماً كانتا ترغيماً‬
‫للشيطان» ‪ .‬رواه أحمد ومسلم (‪.)4‬‬

‫‪ 119‬ـ وله أن يسجد قبل السالم أو بعده (‪.)5‬‬


‫(‪)6‬‬
‫‪ 120‬ـ ويسن سجود التالوة للقارئ والمستمع في الصالة وخارجها‬
‫(‪.)7‬‬

‫‪ -1‬أخرجه البخاري (‪ ،)3/92‬ومسلم (‪ ،)570‬من حديث عبد اهلل بن ُب َحينة‪ .‬وقد قرر الشيخ‪ :‬أن‬
‫المصلي إذا قام من التشهد األول ناسياً‪ ،‬ولم يذكر إال بعد قيامه‪ ،‬أنه ال يرجع‪ ،‬ولو لم يشرع في القراءة‪،‬‬
‫لحديث المغيرة‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)35‬‬
‫‪ -2‬أخرجه البخاري (‪ ،)10/468‬ومسلم (‪.)573‬‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاري (‪ 1/403‬ـ ‪ ،)405‬ومسلم (‪.)572‬‬
‫‪ -4‬أخرجه أحمد (‪ ،)3/83‬ومسلم (‪.)571‬‬
‫‪-5‬وليس بعد سجود السهو تشهد ‪،‬كما قرره الشيخ (المختارات الجلية ص‪.)36‬‬
‫‪ -6‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬ويسن للقارئ والمستمع إذا تال آية سجدة أن يسجد في الصالة أو خارجها سجدة‬
‫واحدة‪.‬‬
‫‪ -7‬بيَّن الشيخ‪ :‬أن سجود التالوة إن كان في الصالة فحكمه حكمها‪ ،‬وإ ن كان خارجها فهو دعاء يجوز‬
‫على غير طهارة وإ لى غير القبلة‪ ،‬وال يدخل في عموم ما يشرع لها‪ ،‬بل أشبه ما له الدعاء‪ ،‬ومثله سجود‬
‫الشكر بل أولى‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)36‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ 121‬ـ وكذلك إذا تجددت له نعمة‪ ،‬أو اندفعت عنه نقمة‪ ،‬سجد هلل‬
‫شكراً‪.‬‬

‫‪ 122‬ـ وحكم سجود الشكر كسجود التالوة‪.‬‬

‫باب مفسدات الصالة ومكروهاتها‪.‬‬

‫‪ 123‬ـ تبطل الصالة (‪:)1‬‬


‫ٍ‬
‫شرط‪ ،‬وهو يقدر عليه عمداً أو سهواً أو جهالً (إذا لم‬ ‫‪ 1‬ـ بترك ٍ‬
‫ركن أو‬
‫‪( ،‬وبترك واجب عمداً) (‪.)3‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫ِ‬
‫يأت به)‬

‫‪ 2‬ـ وبالكالم عمداً (‪.)4‬‬

‫‪ 3‬ـ وبالقهقهة‪.‬‬

‫‪ -1‬قرر الشيخ‪ :‬أن القو َل بأن صالة المأموم تبطل ببطالن صالة اإلمام قول ضعيف‪ ،‬ال دليل عليه‪ ،‬بل‬
‫ٍ‬
‫مصل لم يحصل منه بنفسه مفسد لصالته أن صالته صحيحة‪ ،‬وإ نما تعلقت صالة‬ ‫األدلة تدل على أن كل‬
‫المأموم بصالة اإلمام من حيث وجوب المتابعة‪ ،‬ال أن أفعال اإلمام صحتها وفسادها تسري إلى صالة‬
‫المأموم‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)33‬‬
‫‪ -2‬ليست في‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -3‬ليست في‪« :‬أ»‪.‬‬
‫ان حرفان أم ال‪ ،‬وسواء كان لحاجة أم‬
‫‪ -‬قرر الشيخ‪ :‬أن االنتحاب والنحنحة ال تبطل الصالة‪ ،‬سواء َب َ‬
‫‪4‬‬

‫ال؛ ألنه لم يرد فيه ما يدل على اإلبطال‪ ،‬وقياسه على الكالم غير صحيح‪ ،‬ولحديث علي‪« :‬وإ ن كان في‬
‫الصالة تنحنح لي»‪ .‬كما بيَّن الشيخ‪ :‬أن الكالم بعد سالمه سهواً لمصلحتها أو لغير مصلحتها ال يبطل‬
‫الصالة‪ ،‬وكذلك الكالم سهواً أو جهالً في صلبها؛ لحديث ذي اليدين‪،‬ـ ومعاوية بن الحكم‪( .‬المختارات‬
‫الجلية ص‪ .)34‬وقال‪ :‬تبطل باألكل والشرب فيها إال اليسير مع السهو والجهل‪( .‬نور البصائر ص‬
‫‪.)17‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ 4‬ـ وبالحركة الكثيرة عرفاً‪ ،‬المتوالية لغير ضرورة (‪)1‬؛ ألنه في األول‬
‫ترك ما ال تتم العبادة إال به‪ ،‬وباألخيرات فعل ما ينهى عنه فيها‪.‬‬

‫‪ 124‬ـ ويكره‪:‬‬

‫النبي صلّى اهلل عليه وسلّم سئل عن‬ ‫(‪)2‬‬


‫‪ 1‬ـ االلتفات في الصالة؛ ألن‬
‫االلتفات في الصالة؟ فقال‪« :‬هو اختالس يختلسه الشيطان من صالة العبد» ‪.‬‬
‫رواه البخاري (‪.)3‬‬

‫العبث‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ 2‬ـ ويكره‬

‫‪ 3‬ـ ووضعُ اليد على الخاصرة‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ وتشبيك أصابعه‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ وفرقعتُها‪.‬‬

‫ُم ْق ِعياً كإقعاء الكلب (‪.)5‬‬ ‫(‪)4‬‬


‫يجلس فيها‬
‫َ‬ ‫‪ 6‬ـ وأن‬

‫‪ -1‬هذه الحركة محرمة‪ ،‬وأما المكروهة‪ :‬فهي اليسيرة لغير حاجة‪ ،‬وأما المباحة‪ :‬فهي اليسيرة لحاجة‪،‬‬
‫والكثيرة للضرورة‪ ،‬وأما المأمور بها كالتقدم والتأخر للصفوف في صالة الخوف‪ ،‬وكالحركة لتعديل‬
‫الصف‪ ،‬كما قرره الشيخ في كتابه (القواعد والفروق ص‪.)138‬‬
‫‪ -2‬في «أ»‪ :‬كما سئل النبي صلّى اهلل عليه وسلّم عن االلتفات‪.‬‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاري (‪.)2/234‬‬
‫‪ -4‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلقعاء له تفسيران‪ :‬األول‪ :‬إلصاق األليتين باألرض‪ ،‬ونصب الساقين‪ ،‬ووضع اليدين على‬
‫األرض‪ ،‬وهذا مكروه عند عامة الفقهاء‪ ،‬وعند المالكية حرام‪ ،‬لكن ال تبطل به الصالة‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬أن يضع أليتيه على عقبيه‪ ،‬ويضع يديه على األرض‪ ،‬وهو مكروه عند الجمهور‪ ،‬ويرى‬
‫الشافعية أنه بهذه الكيفية بين السجدتين سنة‪ ،‬للحديث في «صحيح مسلم»‪ ،‬ونقل عن اإلمام أحمد أنه قال‪:‬‬
‫ال أفعله وال أعيب من فعله وقال‪ :‬العبادلة كانوا يفعلونه‪( :‬الموسوعة الفقهية الكويتيةـ ‪.)6/88‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ 7‬ـ وأن يستقب َل ما يلهيه‪.‬‬

‫وقلبه مشتغل‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫‪ 8‬ـ أو يدخ َل فيها‬

‫ـ بمدافعة األخبثين‪.‬‬

‫ـ أو بحضرة طعام يشتهيه (‪)2‬؛ لقوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪:‬‬

‫«ال صالة بحضرة طعام‪ ،‬وال هو يدافعه األخبثان» ‪ .‬متفق‬


‫عليه (‪.)3‬‬

‫النبي صلّى اهلل عليه وسلّم أن يفترش الرج ُل ذراعيه في‬


‫‪ 9‬ـ ونهى ُّ‬
‫السجود (‪.)4‬‬

‫باب صالة التطوع‬

‫[صالة الكسوف]‪:‬‬

‫الكسوف (‪)6‬؛ ألن النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‬ ‫(‪)5‬‬


‫‪ 125‬ـ وآكدها‪ :‬صالة‬
‫فعلها وأمر بها‪.‬‬

‫‪ -1‬ليست في‪« :‬ب»‪.‬‬


‫‪ -2‬ليست في‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -3‬بل رواه مسلم (‪ )560‬وغيره‪ .‬دون البخاري‪.‬‬
‫‪ -4‬أخرجه البخاري (‪ ،)2/301‬ومسلم (‪.)493‬‬
‫‪ -5‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -6‬قال الشيخ في (المختارات الجلية ص‪ :)53‬وقال بعض العلماء بوجوب صالة الكسوف؛ ألن النبي‬
‫صلّى اهلل عليه وسلّم فعلها‪ ،‬وأمر الناس بها‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ 126‬ـ وتصلى على صفة حديث عائشة‪:‬‬

‫أن النبي صلّى اهلل عليه وسلّم جهر في صالة الكسوف في قراءته(‪،)1‬‬
‫فصلّى أربع ركعات في ركعتين‪ ،‬وأربع سجدات ‪ .‬متفق عليه (‪.)2‬‬

‫[صالة الوتر]‪:‬‬

‫‪ 127‬ـ وصالة الوتر سنة مؤكدة‪.‬‬

‫داوم النبي صلّى اهلل عليه وسلّم عليه حضراً وسفراً‪.‬‬

‫وحث الناس عليه‪.‬‬

‫‪ 128‬ـ وأقله‪ :‬ركعة‪.‬‬

‫‪ 129‬ـ وأكثره‪ :‬إحدى عشرة‪.‬‬

‫‪ 130‬ـ ووقته‪ :‬من صالة العشاء إلى طلوع الفجر‪.‬‬

‫آخر صالته؛ كما قال النبي صلّى اهلل عليه‬


‫‪ 131‬ـ واألفضل أن يكون َ‬
‫وسلّم‪« :‬اجعلوا آخر صالتكم بالليل وتراً» ‪ .‬متفق عليه (‪.)3‬‬

‫‪ 132‬ـ وقال‪« :‬من خاف أن ال يقوم من آخر الليل‪ :‬فليوتر أوله‪ ،‬ومن‬
‫طمع أن يقوم آخره‪ ،‬فليوتر آخر الليل‪ ،‬فإن صالة آخر الليل مشهودة‪ ،‬وذلك‬
‫أفضل» ‪ .‬رواه مسلم (‪.)4‬‬

‫[صالة االستسقاء]‪:‬‬
‫‪ -1‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬بقراءته‪.‬‬
‫‪ -2‬أخرجه البخاري (‪ ،)2/549‬ومسلم (‪ .)901‬وقد بيَّن الشيخ‪ :‬أن ما روي من الصفات مخالفاً لهذه‬
‫الصفة فإنه َو ْه ٌم من بعض الرواة‪ ،‬كما قال األئمة‪ :‬أحمد والبخاري وغيرهما‪( .‬المختارات الجلية ص‬
‫‪.)53‬‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاري (‪ ،)2/488‬ومسلم (‪.)751‬‬
‫‪ -4‬أخرجه مسلم (‪.)755‬‬

‫‪70‬‬
‫اضطر الناس لفقد الماء (‪.)1‬‬
‫َّ‬ ‫‪ 133‬ـ وصالة االستسقاء‪ :‬سنة إذا‬

‫‪ 134‬ـ وتفعل كصالة العيد في الصحراء‪.‬‬

‫‪ 135‬ـ ويخرج إليها‪ :‬متخشعاً متذلالً متضرعاً‪.‬‬

‫‪ 136‬ـ فيصلي ركعتين‪.‬‬

‫‪ 137‬ـ ثم يخطب ُخطبة واحدة‪:‬‬

‫ـ يكثر فيها‪ :‬االستغفار‪ ،‬وقراءة اآليات التي فيها األمر به‪.‬‬


‫ـ ُّ‬
‫ويلح في الدعاء‪.‬‬

‫ـ وال يستبطئ اإلجابة‪.‬‬

‫‪ 138‬ـ وينبغي قبل الخروج إليها‪ :‬فع ُل األسباب التي تدفع الشر وتنزل‬
‫الرحمة‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ كاالستغفار‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ والتوبة‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ والخروج من المظالم‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ واإلحسان إلى الخلق‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ وغيرها من األسباب التي جعلها اهلل جالبة للرحمة‪ ،‬دافعة‬


‫للنقمة‪ .‬واهلل أعلم (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬قال الشيخ ابن عقيل‪ :‬وأيضاً إذا أجدبت األرض‪.‬‬


‫‪ -2‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫[أوقات النهي]‪:‬‬

‫‪ 139‬ـ وأوقات النهي عن النوافل المطلقة (‪:)1‬‬

‫قيد رمح (‪.)2‬‬


‫‪ 1‬ـ من الفجر إلى أن ترتفع الشمس َ‬
‫‪ 2‬ـ ومن صالة العصر إلى الغروب‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ ومن قيام الشمس في كبد السماء إلى أن تزول‪ .‬واهلل أعلم (‪.)3‬‬

‫باب صالة الجماعة واإلمامة‬

‫‪ 140‬ـ وهي فرض عين للصلوات الخمس على الرجال حضراً‬


‫وسفراً‪.‬‬

‫كما قال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬لقد هممت أن آمر بالصالة فتقام‬
‫من حطب إلى قوم‬ ‫(‪)5‬‬
‫(‪ ،)4‬ثم آمر رجالً يؤم الناس‪ ،‬ثم أنطلق برجال معهم حزم‬
‫ُح ِّرق عليهم بيوتهم بالنار» ‪ .‬متفق عليه (‪.)7‬‬
‫‪ ،‬فأ َ‬
‫(‪)6‬‬
‫ال يشهدون الصالة‬

‫‪ -1‬رجَّح الشيخ‪ :‬أن ذوات األسباب ال نهي عنها‪ ،‬كتحية المسجد‪ ،‬وكما لو صلى ثم دخل المسجد وهم‬
‫يصلون في وقت نهي‪ ،‬ولذا قال هنا‪ :‬النوافل المطلقة‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)37‬‬
‫‪ -2‬رجَّح الشيخ‪ :‬أن النهي يتعلق بصالة الفجر ال بطلوع الفجر‪ ،‬كما هو صريح الحديث الذي في مسلم‪،‬‬
‫وبصالة العصر‪ ،‬فإن النهي فيها يتعلق بصالتها‪ ،‬ال بوقتها‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)37‬‬
‫‪ -3‬ليست في‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -4‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬أن تقام‪.‬‬
‫‪ -5‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬أنطلق بحزم من حطب إلى‪.‬‬
‫‪ -6‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬إلى أناس يتخلفون عنها‪.‬‬
‫‪ -7‬رواه البخاري (‪ ،)2/125‬ومسلم (‪.)651‬‬

‫‪72‬‬
‫‪ 141‬ـ وأقلها‪ :‬إمام ومأموم‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ 142‬ـ وكلما كان أكثر فهو أحب إلى اهلل‬

‫‪ 143‬ـ وقال صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬صالة الجماعة أفضل من صالة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫الفذ بسبع وعشرين درجة» ‪ .‬متفق عليه‬

‫‪ 144‬ـ وقال‪« :‬إذا صليتما في رحالكما‪ ،‬ثم أتيتما مسجد جماعة‪ ،‬فصليا‬
‫معهم فإنها لكم نافلة» ‪ .‬رواه أهل السنن (‪.)3‬‬

‫‪ 145‬ـ وعن أبي هريرة مرفوعاً‪« :‬إنما ُجعل اإلمام ليؤتم به (‪.)4‬‬

‫ـ فإذا َّ‬
‫كبر فكبروا‪ ،‬وال تكبروا حتى يكبر‪.‬‬

‫ـ وإ ذا ركع فاركعوا‪ ،‬وال تركعوا حتى يركع (‪.)5‬‬

‫ـ وإ ذا قال‪ :‬سمع اهلل لمن حمده‪ ،‬فقولوا‪ :‬اللهم ربنا ولك الحمد‬
‫(‪.)6‬‬

‫صوب الشيخ‪ :‬أن المسجد األكثر جماعة أفضل من المسجد العتيق‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)38‬‬
‫‪َّ -1‬‬
‫‪ -2‬رواه البخاري (‪ ،)2/131‬ومسلم (‪.)560‬‬
‫‪ -3‬رواه أبو داود (‪ 575‬ـ ‪ ،)576‬والترمذي (‪ )219‬وصححه‪ ،‬والنسائي (‪.)2/112‬‬
‫صوب الشيخ‪ :‬صحة ائتمام المفترض خلف المتنفل؛ لقصة معاذ‪ ،‬وصحةَ إمامة الصبي في الفرض‬ ‫‪َّ -4‬‬
‫والنفل؛ لقصة عمرو بن َسِل َمةَ الجرمي‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)44‬‬
‫‪ -5‬بيَّن الشيخ‪ :‬أن مسابقة اإلمام عمداً مبطلة للصالة‪ ،‬إذا كان المسابق عالماً بالحال والحكم‪ ،‬سواء سبقه‬
‫بركن أو ركنين‪ ،‬وسواء أدركه اإلمام أو رجع هو إلى ترتيب الصالة‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)40‬‬
‫‪ -6‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬ربنا ولك الحمد‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫ـ وإ ذا سجد فاسجدوا‪ ،‬وال تسجدوا حتى يسجد‪.‬‬

‫‪ .‬رواه أبو داود‬ ‫(‪)1‬‬


‫ـ وإ ذا صلى قاعداً فصلوا قعوداً أجمعون»‬
‫(‪ ،)2‬وأصله في «الصحيحين» (‪.)3‬‬

‫«يؤم القوم‪:‬‬
‫‪ 146‬ـ وقال‪ُ :‬‬
‫ـ أقرؤهم لكتاب اهلل‪.‬‬

‫ـ فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة‪.‬‬

‫ـ فإن كانوا في السَُّّنة سواء فأقدمهم هجرة‪.‬‬

‫أو ِسًّنا (‪.)5‬‬ ‫(‪)4‬‬


‫ـ فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلماً‬

‫‪ -1‬في «أ‪ ،‬ب»‪ :‬أجمعين‪ ،‬وهي كذلك عند ابن ماجه‪ ،‬وفي أكثر المصادر بالرفع‪.‬‬
‫‪ -2‬رواه أبو داود (‪ .)603‬وقد قرر الشيخ‪ :‬صحةَ إمامة العاجز عن شيء من أركان الصالة أو شيء‬
‫من شروطها إذا أتى بما يقدر عليه‪ ،‬سواء كان إمام الحي أو غيره‪ ،‬وسواء كان بمثله‪ ،‬أو بغير مثله‪.‬‬
‫(المختارات الجلية ص‪.)42‬‬
‫‪ -3‬البخاري (‪ ،)2/173‬ومسلم (‪.)411‬‬
‫‪ -4‬ليست في‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫ِ‬
‫صاحب النسب‪ ،‬بل ومقدم على السِّن‪ ،‬وإ نما‬ ‫ِ‬
‫األشرف‬ ‫قرر الشيخ‪ :‬أن األتقى واألورع مقدم على‬
‫‪َّ -5‬‬
‫يعتبر السن مع االستواء في الصفات‪.‬‬
‫كما قرر‪ :‬أن إمامة الفاسق صحيحة‪ ،‬سواء كان فسقه من جهة األقوال كالبدع‪ ،‬أو من جهة األفعال؛‬
‫لقوله (ص) في أئمة الجور‪« :‬يصلون لكم فإن أصابوا فلكم ولهم‪ ،‬وإ ن أخطأوا فلكم وعليهم» ؛ وألن‬
‫صالة الفاسق صحيحة بنفسه‪ ،‬فصالته بغيره كذلك‪ ،‬وعلى هذا جرى الصدر األول‪ ،‬حتى إن بعض‬
‫األئمة كشيخ اإلسالم وغيره يرون أن أصل اعتزال األئمة الفساق والصالة منفرداً من طريق أهل البدع‬
‫والرفض‪ ،‬والقول بذلك ذريعة إلى التخلف عن الجماعة‪ ،‬فالحق الذي ال ريب فيه‪ :‬أن الصالة كالجهاد‪،‬‬
‫تصلى خلف ِّ‬
‫كل َب ٍّر وفاجر‪ ،‬وقد أطال الشيخ النفس في هذه المسألة فانظرها في (المختارات الجلية ص‬
‫‪.)42‬‬

‫‪74‬‬
‫الرجل في سلطانه‪ ،‬وال يقعد في بيته على تَ ْكرمته‬
‫َ‬ ‫ـ وال َي ُؤ َّم َّن الرج ُل‬
‫إال بإذنه» ‪ .‬رواه مسلم (‪.)1‬‬

‫‪ 147‬ـ وينبغي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أن يتقدم اإلمام‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وأن يتراص المأمومون‪.‬‬

‫األول باألول‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬


‫‪ 3‬ـ ويكملون‬

‫خلف الصف لغير عذر أعاد صالته‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫‪ 148‬ـ ومن صلى ًّ‬
‫فذا ركعة‬

‫‪ 149‬ـ وقال ابن عباس‪ :‬صليت مع النبي صلّى اهلل عليه وسلّم ذات‬
‫ليلة‪ ،‬فقمت عن يساره فأخذ برأسي من ورائي فجعلني عن يمينه‪ .‬متفق عليه‬
‫(‪.)4‬‬

‫‪ 150‬ـ وقال صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬إذا سمعتم اإلقامة فامشوا( إلى‬
‫وعليكم السكينة والوقار‪ ،‬وال تسرعوا‪ ،‬فما أدركتم فصلوا‪ ،‬وما‬ ‫(‪)5‬‬
‫الصالة)‬
‫فاتكم فأتموا» ‪ .‬متفق عليه (‪.)6‬‬

‫‪ -1‬مسلم (‪.)673‬‬
‫‪ -2‬في «ط»‪ :‬ويكملوا الصف‪.‬‬
‫‪ -3‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬ركعة وهو فَ ٌّذ‪.‬‬
‫‪ -4‬أخرجه البخاري (‪ ،)11/116(،)3/192‬ومسلم (‪ ،)763‬وقد قرر الشيخ‪ :‬أن وقوف المأموم عن‬
‫ابن عباس فإنه يدل على‬
‫يمين اإلمام سنة مؤكدة‪ ،‬ال واجب تبطل بتركه الصالة‪ .‬وأما إدارة النبي َ‬
‫األفضلية ال على الوجوب؛ ألنه لم َي ْنهَ عنه‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)45‬‬
‫‪ -5‬ليست في‪« :‬أ»‪.‬‬
‫‪ -6‬أخرجه البخاري (‪ ،)2/390‬ومسلم (‪ ،)602‬وقد قرر الشيخ‪ :‬أن ما أدركه المسبوق مع إمامه هو‬
‫أول صالته‪ ،‬وما يقضيه هو آخرها‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)39‬‬

‫‪75‬‬
‫‪ 151‬ـ وفي الترمذي‪« :‬إذا أتى أحدكم الصالة واإلمام على ٍ‬
‫حال‪،‬‬
‫فليصنع كما يصنع اإلمام» (‪.)7‬‬

‫(‪)2‬‬
‫باب صالة أهل األعذار‬

‫‪ 152‬ـ والمريض يعفى عنه حضور الجماعة (‪.)3‬‬

‫مرضه‪ :‬صلى جالساً‪ ،‬فإن لم ُي ِطق‪ :‬فعلى‬


‫َ‬ ‫يزيد‬
‫‪ 153‬ـ وإ ذا كان القيام ُ‬
‫جنب؛ لقول النبي صلّى اهلل عليه وسلّم لعمران بن حصين‪« :‬صل قائماً‪ ،‬فإن‬
‫لم تستطع فقاعداً‪ ،‬فإن لم تستطع فعلى جنب»‪ .‬رواه البخاري (‪.)4‬‬
‫ٍ‬
‫صالة في وقتها فله‪ :‬الجمع بين الظهر‬ ‫‪ 154‬ـ وإ ن شق عليه فع ُل ِّ‬
‫كل‬
‫والعصر‪ ،‬وبين العشاءين‪ ،‬في وقت إحداهما‪.‬‬

‫[صالة المسافر]‪:‬‬

‫المسافر يجوز له الجمع‪.‬‬


‫ُ‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ 155‬ـ وكذا‬

‫‪ -7‬رواه الترمذي (‪ ،)591‬وقال‪« :‬هذا حديث غريب ال نعلم أحداً أسنده‪ ،‬إال ما روي من هذا الوجه»‪،‬‬
‫وفي سنده الحجاج بن أرطاة‪ ،‬وهو مدلس‪ ،‬وقد عنعن‪.‬‬
‫‪ -2‬وهم‪ :‬المريض‪ ،‬والمسافر‪ ،‬والخائف‪( .‬نور البصائر ص‪.)19‬‬
‫‪ -3‬بيَّن الشيخ‪ :‬أن المريض ـ إذا قدر على الصالة قائماً إذا كان وحده‪ ،‬وإ ن حضر الجماعة صلى جالساً ـ‬
‫أنه يحضر الجماعة‪ ،‬ويصلي جالساً؛ ألن مصالح حضور الجماعة ال يوازنها شيء من المصالح‪.‬‬
‫(المختارات الجلية ص‪.)46‬‬
‫‪ -4‬رواه البخاري (‪ ،)2/587‬وقد بيَّن الشيخ في (المختارات الجلية ص‪ :)46‬أنه لم يثبت عن النبي‬
‫صلّى اهلل عليه وسلّم في صالة المريض إال هذا الحديث‪ ،‬وأما صالته بطرفه أو بقلبه فإنه لم يثبت‪،‬‬
‫ومفهوم هذا الحديث يدل على أن الصالة على جنبه مع اإليماء آخر المراتب الواجبة‪ ،‬وهذا اختيار شيخ‬
‫اإلسالم‪ ،‬وقد قرر الشيخ في كتابه (نور البصائر ص‪ :)19‬أنه إن لم يستطع على جنبه صلى مستلقياً‪،‬‬
‫ويومىء بالركوع والسجود‪ ،‬فإن لم يستطع صلى بطرفه‪ ،‬فإن لم يستطع فبقلبه‪.‬‬
‫‪ -5‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬وكذلك‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫ُّ‬
‫ويسن له القصر للصالة الرباعية إلى ركعتين (‪.)1‬‬ ‫‪ 156‬ـ‬

‫‪ 157‬ـ وله الفطر برمضان (‪.)2‬‬

‫[صالة الخوف]‪:‬‬

‫‪ 158‬ـ وتجوز صالة الخوف على كل صفة صالها النبي صلّى اهلل‬
‫عليه وسلّم‪:‬‬

‫خوات عمن صلى مع النبي صلّى اهلل‬


‫‪ 159‬ـ فمنها‪ :‬حديث صالح بن ّ‬
‫صالة الخوف‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫عليه وسلّم يوم ذات الرقاع‬

‫صفت معه‪ ،‬وطائفة ِوجاه العدو‪.‬‬


‫ـ أن طائفة َ‬
‫ذين معه ركعة‪.‬‬‫َّ‬
‫ـ فصلى بال َ‬
‫ـ ثم ثبت قائماً وأتموا ألنفسهم‪.‬‬

‫ـ ثم انصرفوا وصفُّوا ِوجاه العدو‪.‬‬

‫‪ -1‬قرر الشيخ‪ :‬أن رخص السفر مترتبة على وجود حقيقة السفر الذي يسمى سفراً‪ ،‬دون التقيد بمسافة‬
‫معينة؛ لعدم ورود الدليل على التحديد‪.‬ـ كما قرر‪ :‬أن المسافر إذا أقام بموضع ال ينوي فيه قطع السفر‬
‫فإنه مسافر‪ ،‬وإ ن نوى إقامة أكثر من أربعة أيام‪.‬‬
‫وقرر أيضاً‪ :‬أنه يترخص المسافر وإ ن كان هائماً أو تائهاً ال يقصد جهة معينة أو يطلب ضالة‪.‬‬
‫وقرر‪ :‬أنه ال تشترط نية الجمع وال نية القصر‪ ،‬بل إذا وجد العذر المبيح لهما جاز ذلك‪ ،‬ولو لم ينو‪.‬‬
‫كما ال يشترط في الجمع المواالة‪ ،‬بل متى وجد العذر جاز الجمع‪( .‬المختارات الجلية ص‪،48 ،47‬‬
‫‪.)49‬‬
‫‪ -2‬في «ط»‪ :‬في رمضان‪.‬‬
‫‪ -3‬غزوة وقعت سنة خمس من الهجرة بأرض غطفان من نجد‪ ،‬سميت ذات الرقاع؛ ألن أقدام المسلمين‬
‫ت من الحفاء‪ ،‬فلفوا عليها ِ‬
‫الخرق‪.‬‬ ‫َن ِقَب ْ‬

‫‪77‬‬
‫ـ وجاءت الطائفة األخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت‪.‬‬

‫ـ ثم ثبت جالساً‪ ،‬وأتموا ألنفسهم‪.‬‬

‫ـ ثم سلَّم بهم»‪ .‬متفق عليه (‪.)1‬‬

‫ور ْكَباناً إلى القبلة وإ لى‬ ‫ُّ‬


‫‪ 160‬ـ وإ ذا اشتد الخوف‪ :‬صلوا رجاالً ُ‬
‫غيرها‪ ،‬يو ِمئون بالركوع والسجود‪.‬‬

‫‪ 161‬ـ وكذلك كل خائف على نفسه يصلي على حسب حاله‪ ،‬ويفعل‬
‫َّ‬
‫كل ما يحتاج إليه فعله من هرب أو غيره‪.‬‬

‫قال صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم» ‪.‬‬
‫متفق عليه (‪.)2‬‬

‫باب صالة الجمعة‬


‫‪ 162‬ـ ُّ‬
‫كل من لزمته الجماعة لزمته الجمعة إذا كان مستوطناً ببناء(‪.)3‬‬

‫‪ 163‬ـ ومن شرطها (‪:)4‬‬

‫‪ 1‬ـ فعلُها في وقتها (‪.)5‬‬

‫‪ -1‬رواه البخاري (‪ ،)7/421‬ومسلم (‪.)842‬‬


‫‪ -2‬أخرجه البخاري (‪ ،)13/251‬ومسلم (‪.)1337‬‬
‫‪ -3‬بيَّن الشيخ‪ :‬أن الصواب أن الجمعة والجماعة تجب حتى على العبيدـ األرقاء؛ ألن النصوص عامة‬
‫في دخولهم‪ ،‬وال دليل يدل على إخراج العبيد‪،‬ـ وحديث‪« :‬الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة‬
‫إال أربعة‪»...‬ـ ضعيف‪ ...‬واألصل أن المملوك حكمه حكم الحر في جميع العبادات البدنية المحضة‪،‬‬
‫التي ال تعلق لها بالمال‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)50‬‬
‫‪ -4‬في «ط»‪ :‬شروطها‪.‬‬
‫‪ -5‬ذكر الشيخ‪ :‬أن وقت الجمعة يبدأ من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى آخر وقت الظهر‪ ،‬فإن فات الوقت‬
‫أو أدرك المسبوق منها أقل من ركعة قضى بدلها ظهراً‪( .‬نور البصائر ص‪.)20‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ 2‬ـ وأن تكون بقرية (‪.)6‬‬

‫‪ 3‬ـ وأن يتقدمها خطبتان‪.‬‬

‫‪ 164‬ـ وعن جابر قال‪ :‬كان النبي صلّى اهلل عليه وسلّم إذا خطب‪:‬‬

‫غضبه‪ ،‬حتى كأنه ُم ْنذر جيش‬


‫ُ‬ ‫احمرت عيناه‪ ،‬وعال صوته‪ ،‬واشتد‬
‫ـ ّ‬
‫ومساكم» ‪.‬‬
‫«صبحكم ّ‬
‫ّ‬ ‫يقول‪:‬‬

‫هدي‬ ‫ِ‬
‫وخير الهدي ُ‬
‫كتاب اهلل‪َ ،‬‬
‫خير الحديث ُ‬ ‫ـ ويقول‪« :‬أما بعد‪ ،‬فإن َ‬
‫وكل ٍ‬
‫بدعة ضاللة» ‪ .‬رواه‬ ‫األمور محدثاتَها‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫وشر‬ ‫ٍ‬
‫محمد‪َّ ،‬‬
‫مسلم (‪.)2‬‬

‫ـ وفي لفظ له (‪ :)3‬كانت خطبةُ رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم يوم‬
‫الجمعة‪ :‬يحمد اهلل ويثني عليه‪ ،‬ثم يقول على ِإثْ ِر ذلك‪ ،‬وقد عال‬
‫صوته‪.‬‬

‫ـ وفي رواية له (‪« :)4‬من يهد اهلل فال مضل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي‬
‫له» (‪.)5‬‬

‫وقصر خطبته مئنةٌ من فقهه» ‪ .‬رواه‬


‫َ‬ ‫طول صالة الرجل‪،‬‬
‫ـ وقال‪« :‬إن َ‬
‫مسلم (‪.)6‬‬

‫‪ -6‬قرر الشيخ‪ :‬أنه لم يصح في اشتراط األربعين في الجمعة والعيدين شيء‪( .‬المختارات الجلية ص‬
‫‪.)50‬‬
‫‪ -2‬أخرجه مسلم (‪.)867‬‬
‫‪ -3‬زيادة من‪« :‬ط»‪.‬‬

‫‪ -4‬زيادة من‪« :‬ط»‪.‬‬


‫‪ -5‬أخرجه مسلم (‪.)867‬‬
‫‪ -6‬أخرجه مسلم (‪.)869‬‬

‫‪79‬‬
‫ب على منبر‪.‬‬
‫‪ 165‬ـ ويستحب أن يخطُ َ‬
‫ص ِعد أقبل على الناس فسلَّم عليهم‪.‬‬
‫‪ 166‬ـ فإذا َ‬
‫‪ 167‬ـ ثم يجلس ويؤذن المؤذن‪.‬‬

‫‪ 168‬ـ ثم يقوم فيخطب (‪.)1‬‬

‫‪ 169‬ـ ثم يجلس‪.‬‬

‫طبة الثانية‪.‬‬
‫الخ ْ‬
‫‪ 170‬ـ ثم يخطب ُ‬
‫‪ 171‬ـ ثم تقام الصالة‪.‬‬

‫ركعتين‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ 172‬ـ فيصلي بهم‬

‫‪ 173‬ـ يجهر فيهما بالقراءة‪.‬‬

‫‪ 174‬ـ يقرأ في األولى بـ‪« :‬سبِّح»‪ ،‬وفي الثانية بـ‪« :‬الغاشية»‪ ،‬أو بـ‪:‬‬
‫«الجمعة والمنافقين» (‪.)3‬‬

‫‪ 175‬ـ ويستحب لمن أتى الجمعة أن‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ يغتس َل ‪.‬‬

‫ويتطيب‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪2‬ـ‬

‫أحسن ثيابه‪.‬‬
‫َ‬ ‫ويلبس‬
‫َ‬ ‫‪3‬ـ‬

‫ويبكر إليها‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪4‬ـ‬

‫‪ -1‬بيَّن الشيخ‪ :‬أن ما اشترطه بعضهم في الخطبتين من الحمد والصالة على النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪،‬‬
‫كاف‪ ،‬وأن ما ذكره‬‫وقراءة آية‪ ،‬ال دليل عليه‪ ،‬وأنه إذا خطب خطبة يحصل بها المقصود والموعظة فإنه ٍ‬
‫كمال ليس بالزم‪( ،‬المختارات الجلية ص‪.)51‬‬
‫‪ -2‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -3‬في «ط»‪ :‬المنافقون‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫‪ 176‬ـ وفي «الصحيحين»‪« :‬إذا قلت لصاحبك‪ :‬أنصت يوم الجمعة‬
‫واإلمام يخطب‪ ،‬فقد لغوت» (‪.)1‬‬

‫‪ 177‬ـ ودخل رجل يوم الجمعة والنبي صلّى اهلل عليه وسلّم يخطب‪،‬‬
‫ِّ‬
‫فصل ركعتين» ‪ .‬متفق عليه(‪.)2‬‬ ‫فقال‪« :‬صليت؟» قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪« :‬قم‬
‫(‪)3‬‬
‫باب صالة العيدين‬

‫حتى‬ ‫(‪)5‬‬
‫النبي صلّى اهلل عليه وسلّم الناس بالخروج إليهما‬ ‫(‪)4‬‬
‫ـ أمر‬
‫الحَّيض‬
‫والحَّيض يشهدن الخير ودعوة المسلمين‪ ،‬ويعتزل ُ‬
‫الع َواتق ‪ُ ،‬‬
‫(‪)6‬‬
‫َ‬
‫المصلى ‪ .‬متفق عليه (‪.)7‬‬

‫‪ 179‬ـ ووقتها‪ :‬من ارتفاع الشمس ِق َ‬


‫يد ُر ْمح إلى الزوال (‪.)8‬‬

‫‪ 180‬ـ والسنةُ‪:‬‬

‫‪ -1‬أخرجه البخاري (‪ ،)2/407‬ومسلم (‪.)850‬‬


‫‪ -2‬أخرجه البخاري (‪ ،)2/412‬ومسلم (‪.)875‬‬
‫‪ -3‬قرر الشيخ‪ :‬أن صالة العيدينـ فرض عين؛ ألن النبي صلّى اهلل عليه وسلّم كان يأمر بإخراج‬
‫العواتق‪ ،‬وذوات الخدور‪ ،‬وأمر الحيض أن يعتزلن المصلى‪ ،‬ولوال رجحان مصلحتها على كثير من‬
‫الواجبات لما َّ‬
‫حض عليها هذا الحض‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)52‬‬
‫‪ -4‬في «أ»‪ :‬وأمر‪.‬‬
‫‪ -5‬في «ط»‪ :‬إليها‪.‬‬
‫‪ -6‬العواتق‪ :‬جمع عاتق‪ ،‬وهي‪ :‬الجارية البالغة أو التي قاربت البلوغ‪.‬‬
‫‪ -7‬أخرجه البخاري (‪ ،)1/466‬ومسلم (‪.)890‬‬
‫‪ -8‬بيَّن الشيخ‪ :‬أن صالة العيد تقضى إذا فاتت من الغد أو بعده في وقتها‪( .‬نور البصائر ص‪.)21‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ 1‬ـ فعلُها في الصحراء‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وتعجي ُل األضحى‪.‬‬

‫وتأخير الفطر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪3‬ـ‬

‫خاصة قبل الصالة ـ بتمرات ِوتراً‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫والفطر ـ في الفطر‬
‫ُ‬ ‫‪4‬ـ‬

‫‪ 5‬ـ وأن يتنظف ويتطيب لها‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ ويلبس أحسن ثيابه‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ ويذهب من طريق‪ ،‬ويرجع من آخر (‪.)2‬‬

‫‪ 181‬ـ فيصلي بهم ركعتين‪.‬‬

‫‪ 182‬ـ بال أذان وال إقامة (‪.)3‬‬

‫‪ 183‬ـ يكبر في األولى‪ :‬سبعاً بتكبيرة اإلحرام‪.‬‬

‫‪ 184‬ـ وفي الثانية‪ :‬خمساً سوى تكبيرة القيام (‪.)4‬‬

‫‪ 185‬ـ يرفع يديه مع كل تكبيرة‪.‬‬

‫‪ 186‬ـ ويحمد اهلل ويصلي على النبي صلّى اهلل عليه وسلّم بين كل‬
‫تكبيرتين‪.‬‬

‫‪ 187‬ـ ثم يقرأ الفاتحة وسورة‪.‬‬

‫‪ 188‬ـ يجهر بالقراءة فيها‪.‬‬

‫‪ -1‬أي في عيد الفطر‪.‬‬


‫‪ -2‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬أخرى‪.‬‬
‫‪ -3‬بيَّن الشيخ‪ :‬أنه ال ينادى بـ «الصالةَ جامعةً» إال للكسوف‪ ،‬ال للعيدين وال لالستسقاء؛ ألنه لم يرد إال‬
‫في الكسوف‪ ،‬وال حاجة إلى النداء فيهما لكون وقتهما معلوماً‪ ،‬بخالف الكسوف‪( .‬المختارات الجلية ص‬
‫‪.)53‬‬
‫‪ -4‬في «أ»‪ :‬اإلحرام‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫خطبتين‪ ،‬كخطبتي الجمعة (‪.)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ 189‬ـ فإذا َسلَّم خطب بهم‬

‫‪ 190‬ـ إال أنه يذكر في كل خطبة األحكام المناسبة للوقت‪.‬‬

‫‪ 191‬ـ ويستحب‪:‬‬

‫التكبير المطلق‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪1‬ـ‬

‫ـ ليلتي العيد‪،‬‬

‫ـ وفي كل عشر ذي الحجة‪.‬‬

‫والمقيد‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪2‬ـ‬

‫ـ عقب المكتوبات من صالة فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام‬
‫التشريق (‪.)3‬‬

‫وصفته (‪« :)4‬اهلل أكبر‪ ،‬اهلل أكبر (‪ ،)5‬ال إله إال اهلل‪ ،‬واهلل أكبر‪ ،‬اهلل أكبر‪،‬‬
‫وهلل الحمد»‪.‬‬

‫***‬

‫‪ -1‬ليست في‪« :‬أ»‪.‬‬


‫‪ -2‬قال الشيخ‪ :‬الصحيح‪ :‬أنه يستحب افتتاح جميع الخطب بالحمد‪ :‬الجمعة والعيد وغيرهما؛ ألنه صلّى‬
‫اهلل عليه وسلّم لم يثبت عنه أنه افتتح خطبة بغير الحمد‪( .‬المختارات ص‪.)52‬‬
‫‪ -3‬قال الشيخ‪ :‬والقلب يميل إلى استحباب التكبير المطلق في أيام التشريق؛ ألن اهلل خصها باألمر‬
‫بالذكر‪ ،‬ولقوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬أيام التشريق أيام أكل وشرب ٍ‬
‫وذكر هلل» ‪ ،‬وألن عمر كان يكبر‬
‫في قبته بمنى فيكبر من حوله‪ ،‬حتى تَْرتج ِمنى تكبيراً‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)52‬‬
‫‪ -4‬ليست في‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -5‬في «ط» ذكر ثالث تكبيرات‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫كتاب الجنائز‬

‫‪ 192‬ـ قال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬لَقِّنوا موتاكم ال إله إال اهلل» ‪.‬‬
‫رواه مسلم (‪.)1‬‬

‫‪ 193‬ـ وقال‪« :‬اقرؤوا على موتاكم يس» ‪ .‬رواه النسائي وأبو داود‬
‫(‪.)2‬‬

‫وتكفينه والصالة عليه وحمله ودفنه‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬


‫‪ 194‬ـ وتجهيز الميت‪ ،‬بغسله‬
‫فرض كفاية‪.‬‬
‫ُ‬
‫ك‬
‫‪ 195‬ـ قال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬أسرعوا بالجنازة‪ ،‬فإن ت ُ‬
‫فشر تضعونه عن رقابكم»(‪.)4‬‬ ‫صالحةً فخير تقدمونها إليه‪ ،‬وإ ن كانت غير ذلك ٌّ‬

‫‪ -1‬أخرجه مسلم (‪ ،)916‬وقد بيَّن الشيخ‪ :‬أن عيادة المريض من آكد األعمال‪ ،‬وتتأكد في حق القريب‬
‫ومن له حق عام أو خاص‪ ،‬وينبغي أال يطيل الجلوس عنده‪ ،‬وال يضجره بكثرة األسئلة‪ ،‬بل يراعي‬
‫تعاهد ِّ‬
‫بل َحْلقه‪ ،‬وتلقينه الشهادة‪ ،‬فإذا مات سن تغميضه‪ ،‬وتليين مفاصله‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫حاله‪ ،‬وإ ذا احتضر ُس ّن‬
‫والمبادرة في تجهيزه بالتغسيل والتكفين والحمل والدفن‪ ،‬وهذه فروض كفاية‪( .‬نور البصائر ص‪.)21‬‬
‫‪ -2‬أخرجه أحمد (‪ )5/27‬وأبو داود (‪ ،)3121‬وابن ماجه (‪ ،)1448‬وابن حبان (‪ ،)720‬والحاكم (‬
‫‪ ،)1/565‬وأبو داود الطيالسي (‪ ،)931‬وغيرهم من طريق سليمان التيمي عن أبي عثمان‪ ،‬قال الحافظ‬
‫في (التلخيص ‪« :)2/110‬وأعله ابن القطان باالضطراب‪ ،‬وبالوقف‪ ،‬وبجهالة حال أبي عثمان وأبيه‪،‬‬
‫ونقل أبو بكر بن العربي عن الدارقطني أنه قال‪ :‬هذا حديث ضعيف اإلسناد‪ ،‬مجهول المتن‪ ،‬وال يصح‬
‫في الباب حديث»‪ .‬وانظر‪« :‬اإلرواء» (‪.)688‬‬
‫‪ -3‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬كتغسيله‪.‬‬
‫‪ -4‬أخرجه البخاري (‪ ،)3/182‬ومسلم (‪.)944‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ 196‬ـ وقال‪« :‬نفس المؤمن معلقة بِ َد ْينِه حتى يقضى عنه» ‪ .‬رواه‬
‫أحمد والترمذي (‪.)1‬‬

‫‪ 197‬ـ والواجب في الكفن‪ :‬ثوب يستر جميعه‪ ،‬سوى رأس المحرم‪،‬‬


‫ووجه المحرمة (‪.)2‬‬

‫‪ 198‬ـ وصفة الصالة عليه‪:‬‬

‫فيقرأ الفاتحة‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬


‫يقوم فيكبر‬
‫‪ 1‬ـ أن َ‬
‫يكبر ويصلي على النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ثم َ‬
‫يكبر ويدعو للميت فيقول‪:‬‬
‫‪ 3‬ـ ثم َ‬
‫ـ اللهم اغفر لحينا وميتنا‪ ،‬وصغيرنا وكبيرنا (‪ ،)4‬وشاهدنا وغائبنا‪،‬‬
‫و َذ َكرنا وأنثانا‪ ،‬اللهم من أحييته منا فأحيه على اإلسالم‪ ،‬ومن توفيته فتوفه‬
‫على اإليمان (‪.)5‬‬

‫‪ -1‬أخرجه أحمد (‪ ،)508 ،475 ،2/440‬والترمذي (‪ ،)1079 ،1078‬وابن ماجه (‪،)2413‬‬


‫والدارمي (‪ ،)2/262‬والحاكم وقال‪ :‬صحيح على شرط الشيخين‪.‬‬
‫‪ -2‬قال الشيخ في (نور البصائر ص‪ :)22‬وينبغي أن يتولى تغسيله عارف بأحكام الغسل‪ ،‬أمين‪ ،‬ثم بعد‬
‫تغسيله يكفن الرجل في ثالث لفائف بيض‪ُ ،‬يلف في كل واحدة منها‪ ،‬ويجعل الحنوط على منافذه‬
‫ومواضع سجوده‪ ،‬وبين أكفانه‪ ،‬والمرأة تكفن في إزار ورداء وخمار ولُفافتين‪.‬ـ‬
‫‪ -3‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬أن يكبر‪.‬‬
‫‪ -4‬في «ب‪ ،‬ط» جعلت هذه متأخرة بعد قوله‪ :‬أنثانا‪.‬‬
‫‪ -5‬أخرجه أحمد (‪ ،)2/368‬وأبو داود (‪ ،)3201‬والترمذي (‪ ،)1024‬وابن ماجه (‪ ،)1498‬وابن‬
‫حبان (موارد ‪ ،)757‬والحاكم (‪ ،)1/358‬وقال‪ :‬هذا حديث صحيح على شرط الشيخين‪ ،‬ولم يخرجاه‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫ـ اللهم اغفر له‪ ،‬وارحمه‪ ،‬وعافه‪ ،‬واعف عنه‪ ،‬وأكرم نزله‪ ،‬ووسع‬
‫ونقِّه من الذنوب كما ُيَنقَّى الثوب‬
‫مدخله‪ ،‬واغسله بالماء والثلج والبرد‪َ ،‬‬
‫األبيض من َّ‬
‫الدَنس‪ ،‬اللهم ال تحرمنا أجره‪ ،‬وال تفتنا بعده‪ ،‬واغفر لنا وله»(‪.)1‬‬

‫لوالديه‪،‬‬ ‫ـ وإ ن كان صغيراً قال بعد الدعاء العام‪ :‬اللهم اجعله فَ َرطاً‬
‫(‪)2‬‬

‫و ُذ ْخراً‪ ،‬وشفيعاً مجاباً‪ ،‬اللهم ِّثقل به موازينهما‪ ،‬وأعظم به أجورهما‪ ،‬واجعله‬


‫في كفالة إبراهيم‪ ،‬و ِق ِه برحمتك عذاب الجحيم (‪.)3‬‬

‫‪ 199‬ـ ثم يكبر ويسلم‪.‬‬

‫‪ 200‬ـ وقال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬ما من رجل مسلم يموت‪،‬‬
‫فيقوم على جنازته أربعون رجالً‪ ،‬ال يشركون باهلل شيئاً‪ ،‬إال شفَّ َعهم اهلل فيه» ‪.‬‬
‫رواه مسلم (‪.)4‬‬

‫‪ 201‬ـ وقال‪« :‬من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله ِق َيراط‪ ،‬ومن‬
‫شهدها حتى تدفن فله قيراطان»‪ .‬قيل‪ :‬وما القيراطان؟ قال‪« :‬مثل الجبلين‬
‫العظيمين» ‪ .‬متفق عليه (‪.)5‬‬

‫‪ 202‬ـ ونهى النبي صلّى اهلل عليه وسلّم أن‪:‬‬

‫‪ -1‬أخرجه مسلم (‪ ،)963‬وقوله‪« :‬اللهم ال تحرمنا أجره‪ »...‬قطعة في ختام الحديث الذي قبله‪.‬‬
‫‪ -2‬الفَ َرط‪ :‬السابق المتقدم‪ ،‬أي‪ :‬اجعله سابقاً لهما إلى الجنة‪ ،‬والفََرط‪ :‬يقال للواحد والجمع‪.‬‬
‫‪ -3‬هذا دعاء ذكره الفقهاء كابن قدامة في «المغني»‪ ،‬وليس حديثاً‪.‬‬
‫‪ -4‬أخرجه مسلم (‪.)948‬‬
‫‪ -5‬رواه البخاري (‪ ،)3/196‬ومسلم (‪.)945‬‬

‫‪86‬‬
‫َّص القبر‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ ُي َجص َ‬
‫‪ 2‬ـ وأن ُي ْق َعد عليه‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ وأن ُي ْبَنى عليه»‪ .‬رواه مسلم (‪.)1‬‬

‫‪ 203‬ـ وكان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه‪ ،‬وقال‪« :‬استغفروا‬
‫ألخيكم‪ ،‬واسألوا له التثبيت‪ ،‬فإنه اآلن ُيسأل» ‪ .‬رواه أبو داود وصححه الحاكم‬
‫(‪.)2‬‬

‫‪ 204‬ـ ويستحب تعزيةُ المصاب بالميت‪.‬‬

‫‪ 205‬ـ وبكى النبي صلّى اهلل عليه وسلّم على الميت‪ ،‬وقال‪« :‬إنها‬
‫رحمة» (‪.)3‬‬

‫والمستمعة (‪.)5‬‬ ‫(‪)4‬‬


‫‪ 206‬ـ مع أنه لعن النائحة‬

‫‪ 207‬ـ وقال‪« :‬زوروا القبور‪ ،‬فإنها تذكر باآلخرة»‪ .‬رواه مسلم(‪.)6‬‬

‫‪ 208‬ـ وينبغي لمن زارها أن يقول‪« :‬السالم عليكم أهل دار قوم‬
‫مؤمنين‪ ،‬وإ َّنا إن شاء اهلل بكم الحقون‪( ،‬ويرحم اهلل المستقدمين منكم‬

‫‪ -1‬أخرجه مسلم (‪ .)970‬وقد بيَّن الشيخ‪ :‬أن البناء على القبور وتجصيصها وتبخيرها والجلوس‬
‫صر عن درجة التحريم‪( .‬المختارات الجلية‬
‫والكتابة عليها كله محرم؛ ألن الوعيد الوارد في ذلك ال َي ْق ُ‬
‫ص‪.)54‬‬
‫‪ -2‬أخرجه أبو داود (‪ ،)3221‬والحاكم (‪ ،)1/370‬والبيهقي (‪ ،)4/56‬وحسنه النووي في «األذكار» (‬
‫‪.)147‬‬
‫‪ -3‬رواه البخاري (‪.)3/173‬‬
‫‪ -4‬النياحة‪ :‬البكاء على الميت بصياح وعويل‪.‬‬
‫‪ -5‬رواه أبو داود (‪ )3128‬عن أبي سعيد‪ .‬وفيه عطية العوفي وابنه وحفيده‪ ،‬وكلهم ضعفاء‪ ،‬من طرق‬
‫أخرى ال يصح شيء منها‪« .‬إرواء الغليل» (‪.)769‬‬
‫‪ -6‬أخرجه مسلم (‪.)977‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ ،‬اللهم ال تحرمنا أجرهم‪ ،‬وال‬ ‫(‪)1‬‬
‫والمستأخرين‪ ،‬نسأل اهلل لنا ولكم العافية)‬
‫تفتنا بعدهم‪ ،‬واغفر لنا ولهم‪ ،‬نسأل اهلل لنا ولكم العافية» (‪.)2‬‬

‫َنفَ َعه ذلك‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫لحي أو ٍ‬


‫ميت مسلم‬ ‫وأي قربة فَ َعلها‪ ،‬وجعل ثوابها ٍّ‬
‫‪ 209‬ـ ُّ‬
‫واهلل أعلم‪.‬‬

‫***‬

‫‪ -1‬ليست في‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬


‫‪ -2‬هذا الدعاء مجموع من عدة روايات‪ ،‬ينظر «جامع األصول» (‪.)11/157‬‬
‫‪ -3‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬ثوابها لمسلم َنفَعه‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫كتاب الزكاة‬

‫‪ 210‬ـ وهي واجبة على‪:‬‬


‫كل ٍ‬
‫مسلم‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ ِّ‬

‫‪ 2‬ـ ُحٍّر‪.‬‬

‫ك نصاباً‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ مل َ‬
‫‪ 211‬ـ وال زكاة في مال حتى يحول عليه الحول‪ ،‬إال‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ الخارج من األرض‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وما كان تابعاً لألصل‪ ،‬كنماء النصاب‪ ،‬وربح التجارة‪ ،‬فإن‬
‫حولَهما حو ُل أصلهما‪.‬‬

‫‪ 212‬ـ وال تجب الزكاة إال في أربعة أنواع‪:‬‬


‫ِ‬
‫السائمة من بهيمة األنعام‪.‬‬ ‫‪1‬ـ‬

‫‪ 2‬ـ والخارج من األرض‪.‬‬


‫ِ‬
‫واألثمان‪.‬‬ ‫‪3‬ـ‬

‫‪ 4‬ـ وعروض التجارة (‪.)1‬‬

‫‪ -1‬قرر الشيخ‪ :‬أن إبدال النصاب الزكوي بنصاب زكوي آخر ال يقطع الزكاة‪ ،‬وال يمنعها‪ ،‬سواء كان‬
‫جنسه أو من جنس آخر‪.‬‬
‫كما قرر الشيخ‪ :‬أنه يعتبر لوجوب الزكاة بقاء المال إلى التمكن من األداء‪ ،‬وأنه إذا تلف قبل ذلك بال‬
‫تفريط ال ضمان على صاحبه‪.‬‬
‫كما صحح‪ :‬جواز نقل الزكاة ولو لمسافة قصر إذا كان ذلك لمصلحة‪( .‬المختارات الجلية ص‪،56‬‬
‫‪.)58‬‬

‫‪89‬‬
‫[زكاة السائمة]‪L:‬‬
‫‪ 213‬ـ فأما السائمة (‪ :)1‬فاألصل فيها حديث ٍ‬
‫أنس‪ :‬أن أبا بكر رضي‬
‫اهلل عنه كتب له‪:‬‬

‫هذه فريضة الصدقة التي فرضها رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم على‬
‫المسلمين‪ ،‬والتي أمر اهلل بها رسوله (‪:)2‬‬

‫كل خمس‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬


‫ـ في أربع وعشرين من اإلبل فما دونها‪ :‬من الغنم؛ في‬
‫شاة‪.‬‬

‫ـ فإذا بلغت خمساً وعشرين إلى خمس وثالثين ففيها‪ :‬بنت َم َخاض‬
‫(‪)4‬‬

‫ذكر‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫أنثى‪ ،‬فإن لم تكن فابن لَُب ٍ‬
‫ون‬

‫ـ فإذا بلغت ستاً وثالثين إلى خمس وأربعين‪ ،‬ففيها‪ :‬بنت لبون أنثى‪.‬‬

‫الج َمل‪.‬‬
‫ط ُروقة َ‬
‫َ‬ ‫ـ فإذا بلغت ستًّا وأربعين إلى ستين ففيها‪ِ :‬حقَّةٌ‬
‫(‪)6‬‬

‫أكثره‪ ،‬والس َّْوم‪ :‬إرسال الماشية في األرض ترعى‬


‫‪ -‬السائمة‪ :‬هي التي ترعى في المباح الحو َل أو َ‬
‫‪1‬‬

‫فيها‪.‬‬
‫‪ -2‬في «أ»‪ :‬لم يذكر الحديث‪ ،‬وإ نما قال‪« :‬إلى آخر الحديث المشهور وهو ٍ‬
‫محتو على أحكام كثيرة»‪.‬‬
‫‪ -3‬رواية البخاري‪( :‬من)‪.‬‬
‫ضت في الغالب‪ ،‬والماخض‪ :‬الحامل‪.‬‬
‫‪ -‬وهي ما تم لها سنة‪ ،‬سميت بذلك؛ ألن أمها قد َم َخ َ‬
‫‪4‬‬

‫‪ -5‬وهو ما تم له سنتان؛ ألن أمه قد وضعت غيره غالباً‪ ،‬فهي ذات لبن‪ .‬ومثله بنت اللبون‪.‬‬
‫‪ -6‬ما تم لها ثالث سنين؛ ألنها استحقت أن يطرقها الفحل‪ ،‬وأن ُي ْح َمل عليها وتركب‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫ـ فإذا بلغت واحداً وستين إلى خمس وسبعين ففيها‪َ :‬ج َذ َعة (‪.)1‬‬

‫ـ فإذا بلغت ستًّا وسبعين إلى تسعين ففيها‪ :‬بنتا لبون‪.‬‬

‫ـ فإذا بلغت إحدى وتسعين إلى عشرين ومائة ففيها‪ِ :‬حقَّتان طروقتا‬
‫الجمل‪.‬‬

‫ـ فإذا زادت على عشرين ومائة‪ ،‬ففي كل أربعين بنت لبون‪ ،‬وفي كل‬
‫خمسين‪ِ :‬حقَّةٌ‪.‬‬

‫ـ ومن لم يكن معه إال أربع من اإلبل فليس فيها صدقة إال أن يشاء‬
‫ُّ‬
‫ربها‪.‬‬

‫وفي صدقة الغنم‪:‬‬

‫ـ في سائمتها إذا كانت أربعين إلى عشرين ومائة‪ :‬شاة‪.‬‬

‫ـ فإذا زادت على عشرين ومائة إلى مائتين ففيها‪ :‬شاتان‪.‬‬

‫ـ فإذا زادت على مائتين إلى ثالثمائة ففيها‪ :‬ثالث شياه‪.‬‬

‫ـ فإذا زادت على ثالثمائة‪ :‬ففي كل مائة شاة‪.‬‬

‫ـ فإذا كانت سائمة الرجل ناقصةً عن أربعين شاة‪:‬‬

‫ـ فليس فيها صدقة إال أن يشاء ُّ‬


‫ربها‪.‬‬

‫فرق بين مجتمع خشية الصدقة (‪.)2‬‬


‫ـ وال ُي ْج َمع بين متفرق‪ ،‬وال ُي َّ‬

‫‪ -1‬ما تم لها أربع سنين؛ ألنها تجذع‪ :‬إذا سقطت منها‪.‬‬


‫‪ -2‬صورة الجمع بين المتفرق‪ :‬أن يجمع ثالثة نفر شياههم ولكل واحد أربعون شاة‪ ،‬فإذا لم يجمعوها‬
‫كان على كل واحد شاة‪ ،‬وإ ذا جمعوها لم يجب فيها جميعاً إال شاة‪.‬‬
‫وصورة التفريق بين مجتمع‪ :‬أن يكون لرجلين مائتا شاة وشاة‪ ،‬فيكون عليهم فيها ثالث شياه‪ ،‬فيفرقونها‬
‫حتى ال يكون على واحد منهما إال شاة واحدة‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫ـ وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية (‪.)3‬‬

‫ـ وال يخرج في الصدقة َه ِرمة وال ذات ُع َوار (‪.)2‬‬

‫في مائتين درهم‪ :‬ربع العشر‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬


‫الرقَة‬
‫ـ وفي ِّ‬
‫ـ فإن لم يكن إال تسعون ومائة فليس فيها صدقة‪ ،‬إال أن يشاء ربها‪.‬‬

‫ـ ومن بلغت عنده من اإلبل صدقة الجذعة‪ ،‬وليست عنده جذعة‪ ،‬وعنده‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حقَّة فإنها تقبل منه الحقّة‪ُ ،‬‬
‫وي ْج َع ُل معها شاتان إن استيسرتا له‪ ،‬أو عشرين‬
‫درهماً‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـ ومن بلغت عنده صدقةُ الحقّة وليست عنده الحقَّة‪ ،‬وعنده َ‬
‫الج َذعة فإنها‬
‫الم ِّ‬
‫صدق عشرين درهماً أو شاتين»‪ .‬رواه البخاري‬ ‫تقبل منه الجذعة‪ ،‬ويعطيه ُ‬
‫(‪.)4‬‬

‫‪ 214‬ـ وفي حديث معاذ‪ :‬أن النبي صلّى اهلل عليه وسلّم أمره أن‬

‫‪ -3‬المراد‪ :‬أنهما إذا خلطا ما يملكانه من المواشي فبلغت النصاب أخرجا زكاتهما كأنها لرجل واحد‪،‬‬
‫وكان على كل واحد منهما بحساب ماشيته‪ ،‬فإذا كان لكل منهما عشرون شاة‪ ،‬فإن عليهما شاة‪ ،‬فتؤخذ‬
‫وي ْرجع على صاحبه بنصف قيمة الشاة‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫من أحدهما َ‬
‫العوار‪ :‬قيل‪ :‬هي العوراء‪ ،‬وقيل‪ :‬هي المعيبة‪.‬‬
‫‪ -‬ذات ُ‬
‫‪2‬‬

‫الرقَة‪ :‬الدراهم المضروبة من الفضة‪ ،‬جمعها‪ِ :‬رقَات و ِرقون‪.‬‬


‫‪ِّ -3‬‬
‫‪ -4‬رواه البخاري (‪ 3/316‬ـ ‪.)317‬‬

‫‪92‬‬
‫يأخذ من كل ثالثين بقرة‪ :‬تبيعاً أو تبيعة (‪ ،)1‬ومن كل أربعين‪ :‬مسنة (‪ .)2‬رواه‬
‫أهل السنن (‪.)3‬‬

‫‪ 215‬ـ وأما صدقة األثمان‪:‬‬

‫درهم‪ ،‬وفيها ربع‬ ‫(‪)5‬‬


‫أنه ليس فيها شيء حتى تبلغ مائتي‬ ‫(‪)4‬‬
‫فقد تقدم‬
‫العشر‪.‬‬

‫‪ 216‬ـ وأما صدقة الخارج من األرض من الحبوب والثمار (‪:)6‬‬

‫فقد قال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬ليس فيما دون خمسة أوسق من‬
‫التمر صدقة» ‪ .‬متفق عليه (‪.)7‬‬

‫والو ْسق‪ :‬ستون صاعاً‪ ،‬فيكون النصاب للحبوب والثمار‪ :‬ثالثمائة‬


‫َ‬
‫صاع بصاع النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪.‬‬

‫‪ 217‬ـ وقال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬فيما سقت السماء والعيون‪،‬‬
‫أو كان َعثَرياً‪ :‬العشر‪،‬‬

‫الع ْشر» ‪ .‬رواه البخاري (‪.)8‬‬


‫نصف ُ‬
‫ُ‬ ‫ضح‪:‬‬ ‫ـ وفيما سقي َّ‬
‫بالن ْ‬

‫‪ -1‬ما تم له سنة‪ ،‬وسمي تبيعاً؛ ألنه يتبع أمه في المسرح‪.‬‬


‫‪ -2‬ما تم له سنتان‪ ،‬وسميت بذلك لزيادة سنها‪.‬‬
‫‪ -3‬أخرجه أبو داود (‪ ،)1578‬والترمذي (‪ )623‬وحسنه‪ ،‬والنسائي (‪ ،)5/26‬وابن ماجه (‪،)1803‬‬
‫والحاكم (‪ ،)1/398‬وقال‪ :‬صحيح على شرط الشيخين‪ ،‬ولم يخرجاه‪.‬‬
‫‪ -4‬ليست في «ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -5‬في «ط»‪ :‬مائتا‪.‬‬
‫‪ -6‬المكيلة المدخرة‪( .‬نور البصائر ص‪.)24‬‬
‫‪ -7‬رواه البخاري (‪ ،)3/332‬ومسلم (‪.)979‬‬
‫والعثَري‪ :‬هو الذي يشرب الماء بعروقه من غير سقي‪ ،‬فهو من عثر على‬
‫‪ -‬رواه البخاري (‪َ .)3/347‬‬
‫‪8‬‬

‫الشيء عثوراً؛ ألنه عثر على الماء من غير عمل صاحبه‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫‪ 218‬ـ وعن سهل بن أبي حثمة قال‪ :‬أمرنا رسول اهلل صلّى اهلل عليه‬
‫ودعوا الثلث‪ ،‬فإن لم تدعوا الثلث فدعوا الربع»‬ ‫(‪)1‬‬
‫وسلّم‪« :‬إذا خرصتم فخذوا‬
‫‪ .‬رواه أهل السنن (‪.)2‬‬
‫ُّ‬
‫كل ما أعد للبيع والشراء ألجل‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪ 219‬ـ وأما ُع ُروض التجارة‪ :‬وهو‬
‫الربح‪.‬‬

‫يقوم إذا حال الحول باألحظ للمساكين من ذهب أو فضة‬


‫‪ 220‬ـ فإنه ّ‬
‫(‪.)4‬‬

‫‪ -1‬ليست في «ب‪ ،‬ط»‪.‬‬


‫‪ -2‬أخرجه أبو داود (‪ ،)1605‬والترمذي (‪ ،)643‬والنسائي (‪ ،)5/42‬وابن حبان (موارد ‪،)498‬‬
‫والحاكم (‪ ،)1/402‬وقال‪ :‬هذا حديث صحيح اإلسناد‪ .‬قال في «التلخيص»‪ :‬رواه أحمد وأصحاب‬
‫السنن الثالث وابن حبان والحاكم من حديث ابن أبي حثمة‪ ،‬وفي إسناده عبد الرحمن بن مسعود بن دينار‬
‫الراوي عن سهل‪ ،‬قال البزار‪ :‬وقد تفرد به‪ ،‬وقال ابن القطان‪ :‬ال يعرف حاله‪ ،‬قال الحاكم‪ :‬وله شاهد‬
‫رواه البزار من طريق ابن لهيعة‪ .‬وله شاهد بإسناد متفق على صحته أن عمر بن الخطاب أمر به‪.‬‬
‫والمراد بالحديث‪ :‬أن على جباة الزكاة الذين يبعثهم اإلمام أن يتركوا ألصحاب الزروع والثمار ثلث‬
‫الزكاة أو ربعها حسب المصلحة ليفرقوه بأنفسهم على أقاربهم وجيرانهم ونحوهم‪.‬‬
‫‪ -3‬في «ط»‪ :‬وهي‪.‬‬
‫‪ -4‬قال الشيخ‪ :‬الصحيح جواز دفع زكاة العروض من العروض؛ ألن الزكاة مواساة‪ ،‬فال يكلفها من غير‬
‫ماله‪ .‬كما أن الصحيح جواز إخراج القيمة في الزكاة إذا كان في ذلك مصلحة للجهة المخرج عليها‪.‬‬
‫وأن العقارات المعدة للكراء إذا لم تجب الزكاة في أقيامها‪ ،‬فإنها تجب في أجرتها وريعها في الحال‪ ،‬وال‬
‫يشترط أن يحول الحول على األجرة‪ ،‬بل تجعل كربح التجارة ونتاج السائمة‪( .‬المختارات الجلية ص‬
‫‪ .)56‬كما بيَّن الشيخ‪ :‬أن بيت اإلنسان وعقاره الذي يقتنيه والفرش واألواني التي يستعملها‪ ،‬والحيوانات‬
‫ـ غير اإلبل والبقر والغنم ـ فال زكاة فيها إال إذا كانت للتجارة فتزكى زكاة عروض‪( .‬نور البصائر ص‬
‫‪.)25‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ 221‬ـ ويجب فيه‪ :‬ربع العشر‪.‬‬

‫‪ 222‬ـ ومن كان له دين ومال ال يرجو وجوده‪ ،‬كالذي على ُم َماطل أو‬
‫ُم ْع ِسر ال وفاء له‪ :‬فال زكاة فيه (‪.)1‬‬

‫‪ 223‬ـ وإ ال‪ ،‬ففيه الزكاة‪.‬‬

‫‪ 224‬ـ ويجب اإلخراج من وسط المال‪.‬‬

‫‪ 225‬ـ وال يجزئ من األ َْد َون‪.‬‬

‫إال أن يشاء ربه‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬


‫‪ 226‬ـ وال يلزم الخيار‬

‫الر َك ِاز ُ‬
‫الخ ُمس» ‪ .‬متفق‬ ‫‪ 227‬ـ وفي حديث أبي هريرة مرفوعاً‪« :‬في ِّ‬
‫عليه (‪.)3‬‬

‫باب زكاة الفطر‬

‫ابن عمر قال‪:‬‬ ‫(‪)4‬‬


‫‪ 228‬ـ عن‬

‫ض رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم زكاة الفطر‪:‬‬


‫ـ فَ َر َ‬
‫ـ صاعاً من تمر‪ ،‬أو صاعاً من شعير‪.‬‬

‫ـ على العبد والحر‪ ،‬والذكر واألنثى‪ ،‬والصغيرـ والكبير من‬


‫المسلمين‪.‬‬

‫‪ -1‬قرر الشيخ‪ :‬أن الزكاة في مثل هذه األموال ال تجب إال إذا قبضها وحال عليها الحول بعد قبضها‪.‬‬
‫(المختارات الجلية ص‪.)55‬‬
‫‪ -2‬الخيار‪ :‬األعلى واألجود‪.‬‬
‫الركاز‪ :‬هو الكنز الجاهلي يوجد في بطن األرض‪،‬‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاري (‪ ،)3/364‬ومسلم (‪ِّ .)1710‬‬
‫فالركاز خاص بما يكون مدفوناً‪.‬‬
‫‪ -4‬في «أ»‪ :‬وعن‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫ـ وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصالة» ‪ .‬متفق عليه(‪.)5‬‬

‫‪ 229‬ـ وتجب‪:‬‬

‫تلزمه مؤنته‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬


‫‪ 1‬ـ لنفسه‪ ،‬ولمن‬

‫‪ 2‬ـ إذا كان ذلك فاضالً عن قوت يومه وليلته‪.‬‬

‫من تمر أو شعير أو أقط أو زبيب أو ُبٍّر‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬


‫‪ 3‬ـ صاع‬

‫‪ 230‬ـ واألفضل فيها‪ :‬األنفع (‪.)4‬‬

‫تأخيرها عن يوم العيد‪.‬‬


‫ُ‬ ‫‪ 231‬ـ وال يحل‬

‫‪ 232‬ـ وقد فرضها رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪ :‬طُهرةً للصائم من‬
‫والرفَث‪ ،‬وطُ ْعمة للمساكين‪.‬‬
‫اللغو َّ‬
‫ـ فمن َّ‬
‫أداها قبل الصالة فهي زكاة مقبولة‪.‬‬
‫ـ ومن َّ‬
‫أداها بعد الصالة فهي صدقة من الصدقات‪.‬‬

‫رواه أبو داود وابن ماجه (‪.)5‬‬

‫‪ -5‬أخرجه البخاري (‪ ،)3/367‬ومسلم (‪.)986 ،984‬‬


‫‪ -2‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬عن نفسه وعمن‪.‬‬
‫‪ -3‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬صاعاً‪.‬‬
‫ِّ‬
‫والمحل الذي تخرج فيه‪،‬‬ ‫‪ -4‬قال الشيخ‪ :‬الصحيح‪ :‬أنه ال يجزئ إخراج الفطرة إذا لم تكن تقتات في البلد‬
‫كما أنه يجزئ من الحبوب والثمار غير األصناف الخمسة‪ ،‬إذا كانت تقتات في المحل الذي تخرج فيه‪.‬‬
‫(المختارات الجلية ص‪.)57‬‬
‫‪ -5‬رواه أبو داود (‪ ،)1609‬وابن ماجه (‪ ،)1827‬والحاكم (‪ ،)1/409‬وقال‪ :‬هذا حديث صحيح على‬
‫شرط البخاري‪ ،‬ولم يخرجاه‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫‪ 233‬ـ وقال صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬سبعة يظلهم اهلل في ظله‪ ،‬يوم ال‬
‫(‪)1‬‬
‫ظل إال ظله‪ :‬إمام عادل‪ ،‬وشاب نشأ في طاعة اهلل‪ ،‬ورجل قلبه معلق‬
‫بالمساجد‪ ،‬ورجالن تحابا في اهلل‪ ،‬اجتمعا عليه وتفرقا عليه‪ ،‬ورجل دعته‬
‫امرأة ذات منصب وجمال‪ ،‬فقال‪ :‬إني أخاف اهلل‪.‬‬

‫ـ ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى ال تعلم شماله ما تنفقه يمينه‪.‬‬

‫ـ ورجل ذكر اهلل خالياً ففاضت عيناه» ‪ .‬متفق عليه (‪.)2‬‬

‫باب أهل الزكاة ومن تدفع له‬

‫‪ 234‬ـ ال تدفع الزكاة إال لألصناف الثمانية (‪ )3‬الذين ذكرهم اهلل بقوله‪:‬‬
‫وبهُ ْم َو ِفي‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫اء واْلمس ِ‬
‫اك ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّدقَ ُ ِ‬
‫{{ ِإَّن َما الص َ‬
‫ين َعلَْيهَا َواْل ُم َؤلفَة ُقلُ ُ‬
‫ين َواْل َعامل َ‬ ‫ات لْلفُقَ َر َ َ َ‬
‫ِ َّ ِ َّ ِ‬ ‫يل اللَّ ِه َو ْاب ِن َّ‬
‫السبِ ِ‬ ‫ين و ِفي سبِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ ِ‬
‫يم‬
‫يضةً م َن الله َواللهُ َعل ٌ‬ ‫يل فَ ِر َ‬ ‫َ‬ ‫الرقَاب َواْل َغ ِارم َ َ‬
‫يم * }} [التوبة‪. ]60:‬‬ ‫ِ‬
‫َحك ٌ‬
‫‪ 235‬ـ ويجوز االقتصار على واحد منهم؛ لقوله صلّى اهلل عليه وسلّم‬
‫لمعاذ (‪« :)4‬فإن هم أطاعوك لذلك (‪ ،)5‬فأعلمهم‪ :‬أن اهلل افترض عليهم صدقة‬
‫تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم» ‪ .‬متفق عليه (‪.)6‬‬

‫‪ -1‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬معلق قلبه‪.‬‬


‫‪ -2‬رواه البخاري (‪ ،)2/143‬ومسلم (‪ .)1031‬ومناسبة ذكر الشيخ للحديث‪ :‬أن فيه «الترغيب» في‬
‫الصدقة واإلسرار بها‪.‬‬
‫‪ -3‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬إال للثمانية‪.‬‬
‫‪ -4‬ليست في‪« :‬أ»‪.‬‬
‫‪ -5‬في «أ‪ ،‬ب»‪ :‬أطاعوا لك لذلك‪.‬‬
‫‪ -6‬أخرجه البخاري (‪ ،)3/357‬ومسلم (‪ .)19‬ووجه الداللة من الحديث‪ :‬أنه ذكر صنفاً واحداً من‬
‫فدل على جواز االقتصار على صنف واحد‪.‬‬‫األصناف الثمانية‪َّ ،‬‬

‫‪97‬‬
‫‪ 236‬ـ وال تحل الزكاة‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ لغني‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وال لقوي مكتسب (‪.)1‬‬

‫‪ 3‬ـ وال آلل محمد‪ ،‬وهم بنو هاشم ومواليهم‪.‬‬

‫جريانها‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ 4‬ـ وال لمن تجب عليه نفقته حال‬

‫‪ 5‬ـ وال لكافر‪.‬‬

‫‪ 237‬ـ فأما صدقة التطوع فيجوز دفعها إلى هؤالء وغيرهم‪.‬‬

‫عاما أو خاصًّا فهي أكمل‪.‬‬


‫‪ 238‬ـ ولكن كلما كانت أنفع نفعاً ًّ‬
‫‪ 239‬ـ وقال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬من سأل الناس أموالهم‬
‫فليستَِق ّل أو ليستكثر» ‪ .‬رواه مسلم (‪.)3‬‬ ‫ُّ‬
‫تكثراً فإنما يسأل َج ْمراً‪ْ ،‬‬
‫‪ 240‬ـ وقال لعمر رضي اهلل عنه‪« :‬ما جاءك من هذا المال‪ ،‬وأنت‬
‫غير مشرف وال سائل فخذه‪ ،‬وما ال فال تتبعه نفسك» ‪ .‬رواه مسلم (‪.)4‬‬

‫***‬

‫‪ -1‬في «أ»‪ :‬وال تحل الزكاة لغني مكتسب‪.‬‬


‫‪ -2‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬وقت‪.‬‬
‫‪ -3‬مسلم (‪.)1041‬‬
‫‪ -4‬أخرجه البخاري (‪ ،)3/337‬ومسلم (‪ .)1045‬ومعنى (غير مشرف)؛ أي‪ :‬غير متعرض له‪،‬‬
‫وحريص عليه‪ .‬ومعنى (وما ال)‪ :‬أي‪ :‬وما ال يكون كذلك‪ ،‬بأن ال يجيء إليك إال ونفسك مائلة إليه‪ ،‬فال‬
‫تتبعه نفسك في الطلب واتركه‪ .‬ينظر‪( :‬توضيح األحكام للبسام ‪.)3/120‬‬

‫‪98‬‬
‫كتاب الصيام‬

‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫ب َعلَْي ُك ُم‬
‫آمُنوا ُكت َ‬ ‫‪ 241‬ـ األصل فيه‪ :‬قوله تعالى‪َ {{ :‬ياأَُّيهَا الذ َ‬
‫ين َ‬
‫ين ِم ْن قَْبِل ُك ْم ‪ }} ...‬اآليات [البقرة‪. ]183 :‬‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬
‫ب َعلَى الذ َ‬
‫ام َك َما ُكت َ‬
‫ِّي ُ‬
‫الصَ‬
‫‪ 242‬ـ ويجب صيام رمضان على كل‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ مسلم (‪.)1‬‬

‫‪ 2‬ـ بالغ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ عاقل‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ قادر على الصوم‪.‬‬

‫هالله‪ ،‬أو إكمال شعبان ثالثين يوماً (‪.)3‬‬ ‫(‪)2‬‬


‫‪ 5‬ـ برؤية‬

‫قال صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬إذا رأيتموه فصوموا‪ ،‬وإ ذا رأيتموه‬
‫فأفطروا‪ ،‬فإن ُغ َّم عليكم فاقدروا له» ‪ .‬متفق عليه (‪.)4‬‬

‫‪ -1‬ليست في‪« :‬أ»‪.‬‬


‫‪ -2‬في «أ»‪ :‬برؤيته‪.‬‬
‫‪ -3‬قرر الشيخ‪ :‬أنه إذا كان ليلة الثالثينـ من شعبان غيم أو قتر أنه ال يجب صيام ذلك اليوم‪ ،‬وال‬
‫يستحب‪ ..‬وقال‪ :‬الصواب‪ :‬أن المطالع إذا اختلفت فلكل قوم رؤيتهم‪ ،‬وحديث كريب عن ابن عباس‬
‫صريح في ذلك‪ .‬قال‪ :‬وإ ذا قامت البينة في أثناء النهار برؤية هالل رمضان لزمهم اإلمساك قوالً واحداً‪،‬‬
‫واختار شيخ اإلسالم‪ :‬أنه ال يلزمهم قضاء ذلك اليوم‪ ،‬وقوله قوي ًّ‬
‫جدا‪ ،‬مبني على أصل‪ :‬وهو أن‬
‫األحكام ال تلزم إال بعد بلوغها‪( .‬المختارات ص‪.)60 ،59‬‬
‫‪ -4‬أخرجه البخاري (‪ ،)4/113‬ومسلم (‪.)1080‬‬

‫‪99‬‬
‫ثالثين» ‪ ،‬وفي لفظ‪« :‬فأكملوا عدة شعبان‬ ‫(‪)1‬‬
‫وفي لفظ‪« :‬فاقدروا له‬
‫ثالثين» ‪ .‬رواه البخاري (‪.)2‬‬

‫‪ 243‬ـ ويصام برؤية عدل لهالله (‪ ،)3‬وال يقبل في بقية الشهور إال‬
‫عدالن‪.‬‬

‫‪ 244‬ـ ويجب تبييت النية لصيام الفرض‪.‬‬

‫‪ 245‬ـ وأما النفل‪ :‬فيجوز بنية من النهار‪.‬‬

‫‪ 246‬ـ والمريض الذي يتضرر بالصوم‪ ،‬والمسافر‪ :‬لهما الفطر‬


‫والصيام (‪.)4‬‬

‫‪ 247‬ـ والحائض والنفساء‪ :‬يحرم عليهما الصيام‪ ،‬وعليهما القضاء‪.‬‬

‫‪ 248‬ـ والحامل والمرضع إذا خافتا على ولديهما‪ :‬أفطرتا‪ ،‬وقضتا‪،‬‬


‫وأطعمتا عن كل يوم مسكيناً‪.‬‬

‫‪ 249‬ـ والعاجز عن الصوم‪ ،‬لكبر أو مرض ال ُيرجى برؤه‪ :‬فإنه‬


‫يطعم عن كل يوم مسكيناً‪.‬‬

‫‪ 250‬ـ ومن أفطر فعليه القضاء فقط‪ ،‬إذا كان فطره بأكل‪ ،‬أو بشرب‪،‬‬
‫أو قيء عمداً‪ ،‬أو حجامة‪ ،‬أو إمناء بمباشرة‪.‬‬

‫فإنه يقضي ويعتق رقبة‪ ،‬فإن لم‬ ‫(‪)5‬‬


‫‪ 251‬ـ إال من أفطر بجماع‬

‫‪ -1‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬


‫‪ -2‬أخرجه البخاري (‪ ،)4/119‬ومسلم (‪.)1081‬‬
‫‪ -3‬زيادة من‪« :‬ط»‪.‬‬
‫ب الشيخ‪ :‬أن المسافر ال يلزمه الصيام في كل أحواله‪ ،‬ولو اليوم الذي يعلم أنه يقدم فيه قبل‬
‫ص ّو َ‬
‫‪َ -‬‬
‫‪4‬‬

‫وصوله لإلقامة‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)61‬‬


‫امع ناسياً أو مكرهاً أنه ال فطر عليه وال كفارة؛ ألنه إذا=‬ ‫ِ‬
‫والم َج َ‬
‫المجامع ُ‬
‫‪ -‬قال الشيخ‪ :‬الصحيح أن ُ‬
‫‪5‬‬

‫‪100‬‬
‫ستين‬ ‫(‪)2‬‬
‫شهرين متتابعين‪ ،‬فإن لم يستطع فإطعام‬ ‫(‪)1‬‬
‫يجد فصيام‬
‫مسكيناً‪.‬‬

‫‪ 252‬ـ وقال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬من نسي وهو صائم فأكل أو‬
‫شرب فليتم صومه‪ ،‬فإنما أطعمه اهلل وسقاه» ‪ .‬متفق عليه (‪.)3‬‬

‫‪ 253‬ـ وقال‪« :‬ال يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» ‪ .‬متفق عليه (‪.)4‬‬

‫‪ 254‬ـ وقال‪« :‬تسحروا‪ ،‬فإن في السحور بركة» ‪ .‬متفق عليه (‪.)5‬‬

‫‪ 255‬ـ وقال‪« :‬إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر‪ ،‬فإن لم يجد فليفطر‬
‫على ماء‪ ،‬فإنه طهور» ‪ .‬رواه الخمسة (‪.)6‬‬

‫‪ 256‬ـ وقال صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬من لم يدع قول الزور والعم َل به‬
‫والجهل فليس هلل حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» ‪ .‬رواه البخاري (‪.)7‬‬
‫َ‬
‫‪ 257‬ـ وقال‪« :‬من مات وعليه صيام صام عنه وليه» ‪ .‬متفق عليه(‪.)8‬‬

‫‪ 258‬ـ وسئل عن صوم يوم عرفة؟ فقال‪« :‬يكفِّر السنة الماضية‪،‬‬


‫والباقية»‪.‬‬

‫=كان األكل الذي هو أصل المفطرات قد عفي فيه عن النسيان‪ ،‬فالجماع كذلك‪( .‬المختارات الجلية ص‬
‫‪.)63‬‬
‫‪ -1‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬فيصوم‪.‬‬
‫‪ -2‬في «ط»‪ :‬فيطعم‪.‬‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاري (‪ ،)4/155‬ومسلم (‪.)1155‬‬
‫‪ -4‬أخرجه البخاري (‪ ،)4/198‬ومسلم (‪.)1098‬‬
‫‪ -5‬أخرجه البخاري (‪ ،)4/139‬ومسلم (‪.)1095‬‬
‫‪ -6‬رواه أحمد (‪ ،)214 ،4/17‬وأبو داود (‪ ،)255‬والترمذي (‪ )659 ،658‬وصححه‪ ،‬وابن ماجه (‬
‫‪ ،)1699‬وابن خزيمة (‪ ،)2067‬وابن حبان (موارد ‪ ،)893 ،892‬والحاكم (‪ ،)1/432‬وقال‪ :‬صحيح‬
‫على شرط البخاري‪ ،‬والبيهقي (‪.)4/238‬‬
‫‪ -7‬أخرجه البخاري (‪.)10/473 ،4/116‬‬
‫‪ -8‬أخرجه البخاري (‪ ،)4/192‬ومسلم (‪.)1147‬‬

‫‪101‬‬
‫‪ 259‬ـ وسئل عن صوم عاشوراء؟ فقال‪« :‬يكفِّر السنة الماضية»‪.‬‬

‫‪ 260‬ـ وسئل عن صوم يوم االثنين؟ فقال‪« :‬ذاك يوم ولدت فيه‪،‬‬
‫علي فيه» ‪ .‬رواه مسلم (‪.)1‬‬
‫وبعثت فيه‪ ،‬أو أنزل َّ‬
‫‪ 261‬ـ وقال‪« :‬من صام رمضان‪ ،‬ثم أتبعه ستًّا من شوال؛ كان كصيام‬
‫الدهر» ‪ .‬رواه مسلم (‪.)2‬‬

‫‪ 262‬ـ وقال أبو ذر‪ :‬أمرنا رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم أن نصوم‬
‫من الشهر (ثالثة أيام) (‪ ،)3‬ثالث عشرة‪ ،‬وأربع عشرة‪ ،‬وخمس عشرة ‪ .‬رواه‬
‫النسائي والترمذي (‪.)4‬‬

‫‪ 263‬ـ ونهى عن صيام يومين‪« :‬يوم الفطر‪ ،‬ويوم النحر» ‪ .‬متفق‬


‫عليه (‪.)5‬‬

‫عز وجل» ‪.‬‬


‫‪ 264‬ـ وقال‪« :‬أيام التشريق‪ :‬أيام أكل وشرب وذكر هلل ّ‬
‫رواه مسلم (‪.)6‬‬

‫‪ 265‬ـ وقال‪« :‬ال يصومن أحدكم يوم الجمعة‪ ،‬إال أن يصوم يوماً‬

‫‪ -1‬رواه مسلم (‪.)1162‬‬


‫‪ -2‬رواه مسلم (‪.)1164‬‬
‫‪ -3‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -4‬أخرجه أحمد (‪ ،)5/150‬والترمذي (‪ )761‬وحسنه‪ ،‬والنسائي (‪ ،)4/223‬وابن حبان (موارد‬
‫‪.)943‬‬
‫‪ -5‬أخرجه البخاري (‪ ،)4/239‬ومسلم (‪.)827‬‬
‫‪ -6‬أخرجه مسلم (‪.)1141‬‬

‫‪102‬‬
‫قبله أو يوماً بعده» ‪ .‬متفق عليه (‪.)1‬‬

‫‪ 266‬ـ وقال‪« :‬من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من‬
‫ذنبه‪ ،‬ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» ‪ .‬متفق‬
‫عليه (‪.)2‬‬

‫‪ 267‬ـ وكان صلّى اهلل عليه وسلّم يعتكف العشر األواخر من رمضان‬
‫حتى توفاه اهلل‪ ،‬واعتكف أزواجه من بعده ‪ .‬متفق عليه (‪.)3‬‬

‫‪ 268‬ـ وقال‪« :‬ال تشد الرحال إال إلى ثالثة مساجد‪ :‬المسجد الحرام‪،‬‬
‫ومسجدي هذا‪ ،‬والمسجد األقصى» ‪ .‬متفق عليه (‪.)4‬‬

‫***‬

‫‪ -1‬أخرجه البخاري (‪ ،)4/232‬ومسلم (‪.)1114‬‬


‫‪ -2‬أخرجه البخاري (‪ ،)4/115 ،1/92‬ومسلم (‪.)760‬‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاري (‪ ،)4/271‬ومسلم (‪ ،)1172‬وقد بيَّن الشيخ‪ :‬أن الصحيح‪ :‬عدم استحباب نية‬
‫االعتكاف لكل من دخل المسجد؛ لعدم وروده‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)63‬‬
‫‪ -4‬أخرجه البخاري (‪ ،)3/70‬ومسلم (‪ ،)827‬وفي هامش نسخة «ب» علق قائالً‪ :‬ال أدري ما مناسبة‬
‫الحديث بهذا الكتاب‪ ،‬وهو بالكتاب التالي أنسب‪ ،‬وعليه جرى العلماء قديماً وحديثاً‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬مناسبة الحديث ظاهرة‪ ،‬حيث ذكر رحمه اهلل ما يدل على مشروعية االعتكاف في الحديث الذي‬
‫الر ْح ِل لالعتكاف‬
‫قبله‪ ،‬واالعتكاف ال يكون إال في المسجد‪ ،‬ففي ذكر هذا الحديث بيان أنه ال يجوز شد ّ‬
‫ألي مسجد إال لهذه الثالثة‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫كتاب الحج‬

‫اس ِح ُّج اْلَب ْي ِت‬ ‫{{وِللَّ ِه َعلَى َّ‬


‫الن ِ‬
‫‪ 269‬ـ واألصل فيه‪ :‬قوله تعالى‪َ :‬‬
‫اع ِإلَْي ِه َسبِيالً}} [آل عمران‪.)1( ]97 :‬‬
‫ط َ‬ ‫َم ِن ْ‬
‫استَ َ‬
‫‪ 270‬ـ واالستطاعة‪ :‬أعظم شروطه‪ ،‬وهي‪ِ :‬مْلك الزاد والراحلة‪ ،‬بعد‬
‫ضرورات اإلنسان وحوائجه األصلية‪.‬‬

‫‪ 271‬ـ ومن االستطاعة‪ :‬أن يكون للمرأة محرم إذا احتاج‬


‫لسفر (‪.)2‬‬

‫في ِّ‬
‫حج النبي صلّى اهلل عليه وسلّم يشتمل على‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪ 272‬ـ وحديث جابر‬
‫عن جابر بن عبد اهلل رضي اهلل‬ ‫(‪)4‬‬
‫أعظم أحكام الحج‪ ،‬وهو ما رواه مسلم‬
‫عنهما‪.‬‬

‫‪ -1‬فائدة‪ :‬قرر الشيخ‪ :‬أن العبدـ إذا َّ‬


‫حج بعد بلوغه وقبل حريته أن حجته هي حجة اإلسالم‪ ،‬وال يلزمه‬
‫إعادتها بعد حريته‪ .‬كما قرر الشيخ أن النائب في الحج ال يلزمه أن يكون من بلد المنوب عنه‪.‬‬
‫(المختارات الجلية ص‪.)64‬‬
‫‪ -2‬في «ط»‪ :‬احتاجت‪ ،‬وفي «ب‪ ،‬ط»‪ :‬إلى سفر‪.‬‬
‫حديث جابر بكماله الذي رواه مسلم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫نصه‪ :‬وقد ُذكر في األصل المنقول منه هذا‬
‫‪ -‬في نسخة «أ» ما ّ‬
‫‪3‬‬

‫وهو يشتمل على معظم أحكام الحج فليرجع إليه‪ .‬اهـ‪ .‬ولم يذكر حديث جابر‪ ،‬وهذا يبين أن النسخة التي‬
‫بأيدينا قد نقلها الشيخ رحمه اهلل بخطه عن نسخة سابقة‪ ،‬هي أصل الكتاب‪.‬‬
‫‪ -4‬مسلم (‪ .)1218‬قال النووي (‪ )8/170‬عن هذا الحديث‪« :‬وهو حديث عظيم‪ ،‬مشتمل على جمل من‬
‫الفوائد‪ ،‬ونفائس من مهمات القواعد‪ ،‬وهو من أفراد مسلم‪ ،‬لم يروه البخاري في «صحيحه»‪ ،‬ورواه أبو‬
‫داود كرواية مسلم‪ ،‬قال القاضي‪ :‬وقد تكلم الناس على ما فيه من الفقه وأكثروا‪ ،‬وصنف فيه أبو بكر بن‬
‫تقصى لزيد على هذا القدر‬
‫المنذر جزءاً كبيراً‪ ،‬وخرج فيه من الفقه مائة ونيفاً وخمسين نوعاً‪ ،‬ولو ّ‬
‫قريب منه‪.»...‬‬

‫‪104‬‬
‫‪ 1‬ـ أن النبي صلّى اهلل عليه وسلّم مكث في المدينة تسع سنين لم يحج‪،‬‬
‫ثم أذن في الناس في العاشرة‪ :‬أن رسول اهلل حاج‪ ،‬فقدم المدينة بشر كثير‬
‫(كلهم يلتمس أن يأتم الناس برسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬ويعمل مثله) (‪.)1‬‬

‫أسماء بنت ُع َميس‬


‫ُ‬ ‫الحلَيفة‪ ،‬فولدت‬
‫‪ 2‬ـ فخرجنا معه حتى إذا أتينا ذا ُ‬
‫محمد بن أبي بكر‪ ،‬فأرسلت إلى رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪ :‬كيف أصنع؟‬
‫َ‬
‫بثوب‪ ،‬وأحرمي» ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫قال‪« :‬اغتسلي‪ ،‬واستثفري‬

‫ثم ركب‬ ‫‪ 3‬ـ (فصلى رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم في المسجد)‬
‫(‪)3‬‬

‫صواء (‪ )4‬حتى إذا استوت به ناقته على البيداء (‪َّ )5‬‬


‫أهل بالتوحيد‪« :‬لبيك‬ ‫القَ ْ َ‬
‫(‪)6‬‬

‫اللهم لبيك‪ ،‬لبيك ال شريك لك لبيك‪ ،‬إن الحمد والنعمة لك والملك‪ ،‬ال شريك‬
‫لك» ‪.‬‬
‫الناس بهذا الذي يهلون به‪ ،‬فلم َّ‬
‫يرد رسول اهلل صلّى اهلل‬ ‫(‪)7‬‬
‫َّ‬
‫وأهل‬ ‫‪4‬ـ‬
‫عليه وسلّم عليهم شيئاً منه‪.‬‬

‫‪ -1‬ليست في «ب»‪.‬‬
‫‪ -2‬استثفار المرأة‪ :‬أن تشد على وسطها شيئاً‪ ،‬ثم تأخذ خرقة عريضة تجعلها في محل الدم‪ ،‬وتشدها من‬
‫ورائها وقدامها ليمنع الخارج‪ ،‬وفي معناها‪ :‬الحفائظ اآلن‪( .‬توضيح األحكام للبسام ‪.)3/322‬‬
‫‪ -3‬ليست في ‪« :‬ط»‪.‬‬
‫‪ -4‬اسم لناقة النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬وذكرت باسم العضباء والجدعاء‪ .‬وقيل‪ :‬وهي التي هاجر‬
‫عليها‪.‬‬
‫‪ -5‬البيداء‪ :‬الفالة‪ ،‬جمعها‪ :‬بِْيد‪.‬‬
‫‪ -6‬لبيك‪ :‬أي‪ :‬إجابة لك بعد إجابة‪ ،‬وإ قامة على طاعتك دائمة‪ ،‬والتثنية للتأكيد والتكثير‪.‬‬
‫‪ -7‬اإلهالل‪ :‬رفع الصوت بالتلبية‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫‪ 5‬ـ ولزم رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم تلبيته‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ قال جابر‪ :‬لسنا ننوي إال الحج‪ ،‬لسنا نعرف العمرة‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ حتى إذا أتينا البيت معة استلم الركن‪.‬‬

‫‪ 8‬ـ فطاف سبعاً (‪.)1‬‬

‫‪ 9‬ـ فرمل ثالثاً (‪ ،)2‬ومشى أربعاً‪.‬‬

‫يم‬ ‫ِِ ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬


‫‪ 10‬ـ ثم نفذ إلى مقام إبراهيم فقرأ‪َ {{ :‬واتخ ُذوا م ْن َمقَام إ ْب َراه َ‬
‫(‪)3‬‬

‫صلّ ًى }} [البقرة‪. ]125 :‬‬


‫ُم َ‬
‫‪ 11‬ـ فصلى ركعتين‪ ،‬فجعل المقام بينه وبين البيت‪.‬‬

‫َح ٌد * }}‬ ‫َّ‬


‫‪ 12‬ـ وفي رواية‪« :‬أنه قرأ في الركعتين‪ُ {{ :‬ق ْل ُه َو اللهُ أ َ‬
‫‪ 13‬ـ ثم رجع إلى الركن واستلمه‪،‬‬

‫‪ 14‬ـ ثم خرج من الباب إلى الصفا‪.‬‬

‫‪ 15‬ـ فلما دنا من الصفا قرأ‪ِ{{ :‬إ َّن الصَّفَا َواْل َم ْر َوةَ ِم ْن َش َعائِ ِر اللَّ ِه}}‬
‫[البقرة‪. ]158 :‬‬

‫‪ 16‬ـ فرقى عليه حتى رأى البيت‪.‬‬

‫‪ -1‬في هامش «ب»‪ :‬ليس في مسلم «فطاف سبعاً» وما بعدها يغني عنها‪.‬‬
‫الر َمل‪ :‬اإلسراع في المشي مع مقاربة الخطا‪.‬‬
‫‪ِّ -2‬‬
‫‪ -3‬في «ب»‪ :‬تقدم‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫‪ 17‬ـ فاستقبل القبلة‪.‬‬

‫‪ 18‬ـ فوحد اهلل وكبره‪ ،‬وقال‪« :‬ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬له‬
‫الملك وله الحمد‪ ،‬وهو على كل شيء قدير‪ ،‬ال إله إال اهلل وحده‪ ،‬أنجز وعده‪،‬‬
‫ونصر عبده‪ ،‬وهزم األحزاب وحده» ‪ .‬ثم دعا بين ذلك‪ ،‬قال مثل هذا ثالث‬
‫مرات‪.‬‬

‫‪ 19‬ـ ثم نزل ومشى إلى المروة‪.‬‬

‫‪ 20‬ـ حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى‪.‬‬

‫‪ 21‬ـ حتى إذا صعدتا مشى‪.‬‬

‫‪ 22‬ـ حتى أتى المروة (‪ ،)1‬ففعل على المروة كما فعل على الصفا‪.‬‬

‫‪ 23‬ـ حتى إذا كان آخر طوافه على المروة‪ ،‬فقال‪« :‬لو أني استقبلت‬
‫َس ِ‬
‫ق الهدي‪ ،‬وجعلتها عمرة‪ ،‬فمن كان منكم ليس‬ ‫من أمري ما استدبرت لم أ ُ‬
‫معه هدي فليحل وليجعلها عمرة» ‪.‬‬

‫‪ 24‬ـ فقام ُس َراقة بن مالك بن ُج ْع ُشم‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول اهلل! ألعامنا هذا‪،‬‬
‫أم ألبد؟ فشبك رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم أصابعه واحدة في األخرى‪،‬‬
‫وقال‪« :‬دخلت العمرة في الحج ـ مرتين ـ ال‪ ،‬بل ألبد أبد» ‪.‬‬

‫‪ -1‬ذكر في هامش «ب»‪ :‬في األصل مكان هذه الزيادة‪« :‬فنادى وهو على المروة والناس تحته»‪ ،‬وال‬
‫أصل لها في مسلم وال في غيره‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫صلّى اهلل عليه وسلّم‪( ،‬فوجد‬ ‫(‪)1‬‬
‫علي من اليمن ُبب ْدن النبي‬
‫‪ 25‬ـ وقدم ٌّ‬
‫صبيغاً واكتحلت‪ ،‬فأنكر ذلك عليها‪ ،‬فقالت‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫فاطمة ممن حل‪ ،‬ولبست ثياباً‬
‫إن أبي أمرني بهذا‪ ،‬قال‪ :‬فكان علي يقول بالعراق‪ :‬فذهبت إلى رسول اهلل‬
‫محرشاً على فاطمة للذي صنعت‪ ،‬مستفتياً لرسول اهلل‬
‫صلّى اهلل عليه وسلّم ِّ‬
‫ت عنه‪ ،‬فأخبرته أني أنكرت عليها‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫صلّى اهلل عليه وسلّم فيما َذ َك َر ْ‬
‫ص َدقت) (‪ ،)3‬ماذا قلت حين فرضت الحج؟» قال‪ :‬قلت‪ :‬اللهم إني‬ ‫«ص َدقت‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫أهل بما أهل به رسولك‪ .‬قال‪« :‬فإن معي الهدي فال تَ ِح ّل» ‪.‬‬

‫علي من اليمن‪ ،‬والذي أتى‬


‫‪ 26‬ـ قال‪ :‬فكان جماعةُ الهدي الذي قدم به ٌّ‬
‫به النبي صلّى اهلل عليه وسلّم مائة‪.‬‬

‫‪ 27‬ـ قال‪ :‬فحل الناس كلهم‪ ،‬وقصروا‪ ،‬إال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‬
‫ومن كان معه هدي‪.‬‬

‫توجهوا إلى منى‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬


‫‪ 28‬ـ فلما كان يوم التروية‬

‫‪ 29‬ـ فأهلوا بالحج‪.‬‬

‫‪ 30‬ـ وركب النبي صلّى اهلل عليه وسلّم فصلى بها الظهر والعصر‪،‬‬
‫والمغرب والعشاء والفجر‪.‬‬

‫‪ 31‬ـ ثم مكث قليالً حتى طلعت الشمس‪.‬‬

‫‪ -1‬في المطبوع «للنبي»‪ ،‬والمثبت من مسلم‪ ،‬ونسخة «ب»‪.‬‬


‫‪ -2‬ليست هذه القطعة من الحديث مذكورة في نسخة «ب»‪ ،‬وهي في «ط»‪.‬‬
‫‪ -3‬ليست في المطبوع‪ ،‬وأثبته من مسلم‪.‬‬
‫‪ -4‬هو اليوم الثامن من ذي الحجة‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫‪ 32‬ـ وأمر بقبة من َش َعر تضرب له بنمرة (‪ ،)1‬فسار رسول اهلل صلّى‬
‫اهلل عليه وسلّم‪ ،‬وال تشك قريش إال أنه واقف عند المشعر الحرام‪ ،‬كما كانت‬
‫رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬حتى أتى‬ ‫(‪)2‬‬
‫قريش تصنع في الجاهلية‪ ،‬فأجاز‬
‫عرفة‪ ،‬فوجد القبة قد ضربت له بنمرة‪ ،‬فنزل بها‪.‬‬

‫فر ِحلَت له‪.‬‬


‫‪ 33‬ـ حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء ُ‬
‫ـ فخطب الناس‪ :‬وقال‪« :‬إن دماءكم‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪ 34‬ـ فأتى بطن الوادي‬
‫وأموالكم حرام عليكم‪ ،‬كحرمة يومكم هذا‪ ،‬في شهركم هذا‪ ،‬في بلدكم هذا‪ ،‬أال‬
‫قدمي موضوع‪ ،‬ودماء الجاهلية موضوعة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫كل شيء من أمر الجاهلية تحت‬
‫ضعاً في‬
‫دم ابن ربيعة بن الحارث ـ كان ُم ْستَْر َ‬
‫وإ ن أول دم أضع من دمائنا‪ُ :‬‬
‫بني َس ْعد فقتلته هذيل ـ‪ ،‬وربا الجاهلية موضوع‪ ،‬وأول ربا أضع من ربانا ربا‬
‫عباس بن عبد المطلب‪ ،‬فإنه موضوع كله‪ ،‬فاتقوا اهلل في النساء‪ ،‬فإنكم‬
‫أخذتموهن بأمانة اهلل‪ ،‬واستحللتم فروجهن بكلمة اهلل‪ ،‬ولكم عليهن أن ال ي ِ‬
‫وطئن‬ ‫ُ‬
‫فرشكم أحداً تكرهونه‪ ،‬فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح‪ ،‬ولهن‬
‫عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف‪ .‬وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن‬
‫اعتصمتم به‪ :‬كتاب اهلل‪ .‬وأنتم تسألون عني‪ ،‬فما أنتم قائلون؟» قالوا‪ :‬نشهد‬
‫أنك قد بلغت‪ ،‬وأديت‪ ،‬ونصحت‪ ،‬فقال بأصبعه‬

‫‪ -1‬موضع بجنب عرفات‪ ،‬وليست من عرفات‪.‬‬


‫‪ -2‬أي‪ :‬جاوز المزدلفة ولم يقف بها‪ ،‬بل توجه إلى عرفات‪.‬‬
‫‪ -3‬أي‪ :‬وادي ُع َرنة‪ ،‬يحد عرفة من الجهة الغربية‪ ،‬وليس من عرفة‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫إلى الناس‪« :‬اللهم اشهد‪ ،‬اللهم اشهد»‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫السبابة يرفعها إلى السماء وينكبها‬
‫ثالث مرات‪.‬‬

‫‪ 35‬ـ ثم أذن بالل‪ ،‬ثم أقام فصلى الظهر‪ ،‬ثم أقام فصلى‬
‫العصر‪.‬‬

‫‪ 36‬ـ ولم يصل بينهما شيئاً‪.‬‬

‫‪ 37‬ـ ثم ركب حتى أتى الموقف‪.‬‬

‫‪ 38‬ـ فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات (‪ ،)2‬وجعل حبل المشاة‬
‫بين يديه‪ ،‬واستقبل القبلة‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪ 39‬ـ فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس‪ ،‬وذهبت الصفرة قليالً حتى‬
‫غاب القرص‪.‬‬

‫‪ 40‬ـ وأردف أسامة بن زيد خلفه‪ ،‬ودفع رسول اهلل صلّى اهلل عليه‬
‫وسلّم‪ ،‬وقد شنق للقصواء الزمام (‪ ،)4‬حتى إن رأسها يصيب َم ْو ِرك‬
‫رحله(‪.)5‬‬

‫‪ -1‬في «ط» وكذلك في مسلم‪ :‬ينكتها‪.‬ـ وقد بيَّن الشراح أن بعض الطرق وردت بالتاء وبعضها بالباء‪،‬‬
‫والباء أقرب في المعنى‪.‬‬
‫‪ -2‬هي صخرات ملتصقة باألرض‪ ،‬تقع خلف جبل عرفات‪ ،‬فهي عنه شرقاً‪ ،‬فالواقف عندها يستقبل‬
‫الجبل (جبل إالل) الذي يسميه العامة (جب َل الرحمة) والقبلة معاً‪.‬‬
‫‪ -3‬حبل المشاة بالحاء‪ ،‬هو الطريق الذي يسلكه المشاة‪ ،‬ويكون هذا الحب ُل أمام الواقف على الصخرات‬
‫وبين يديه‪.‬ـ‬
‫وضّيق‪ ،‬والزمام‪ :‬هو الخيط الذي يشد إلى الحلقة التي في أنف البعير ليقاد به ويمنع به‪.‬‬
‫‪ -‬شنق‪ :‬ضم َ‬
‫‪4‬‬

‫الم ْو ِرك‪ :‬الموضع من الرحل يجعل عليها الراكب رجله‪ .‬والرحل‪ :‬ما يوضع على ظهر البعير‬
‫‪َ -‬‬
‫‪5‬‬

‫للركوب‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫‪ 41‬ـ ويقول بيده اليمنى‪« :‬أيها الناس‪ ،‬السكينة‪ ،‬السكينة» ‪ ،‬كلما أتى‬
‫من الحبال أرخى لها قليالً حتى تصعد‪،‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫حبالً‬
‫‪ 42‬ـ حتى أتى المزدلفة‪.‬‬

‫‪ 43‬ـ فصلى بها المغرب والعشاء‪ ،‬بأذان واحد وإ قامتين‪.‬‬

‫‪ 44‬ـ ولم يسبح بينهما شيئاً‪.‬‬

‫‪ 45‬ـ ثم اضطجع حتى طلع الفجر (‪.)2‬‬

‫‪ 46‬ـ وصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإ قامة‪.‬‬

‫‪ 47‬ـ ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام‪.‬‬

‫‪ 48‬ـ فاستقبل القبلة‪.‬‬

‫‪ 49‬ـ فدعاه‪ ،‬وكبره‪ ،‬وهلله‪ ،‬ووحده‪.‬‬


‫‪ 50‬ـ فلم يزل واقفاً حتى أسفر ًّ‬
‫جدا‪.‬‬

‫‪ 51‬ـ فدفع قبل أن تطلع الشمس‪.‬‬

‫‪ 52‬ـ وأردف الفضل بن العباس‪ ...‬حتى أتى بطن ُم َحسَّر (‪ ،)3‬فحرك‬


‫قليالً‪.‬‬

‫‪ 53‬ـ ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى‪.‬‬

‫الحْبل‪ :‬بالحاء‪ ،‬التل اللطيف من الرمل الضخم‪.‬‬


‫‪َ -‬‬
‫‪6‬‬

‫‪ -2‬صوب الشيخ‪ :‬أنه ال يجوز الدفع من مزدلفة قبل الفجر‪ ،‬إال ألهل العذر‪ ،‬فيرخص لهم قبيل الفجر‪.‬‬
‫(المختارات الجلية ص‪.)65‬‬
‫‪ -3‬محسِّر‪ٍ :‬‬
‫واد يقع بين مزدلفة ومنى‪ ،‬أسرع النبي صلّى اهلل عليه وسلّم فيه‪ ،‬فكان اإلسراع فيه ُسَّنة‪.‬‬ ‫َُ‬

‫‪111‬‬
‫‪ 54‬ـ حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة (‪ ،)1‬فرماها بسبع حصيات(‪.)2‬‬

‫‪ 55‬ـ يكبر مع كل حصاة منها‪.‬‬

‫‪ 56‬ـ مثل حصى الخذف‪.‬‬

‫‪ 57‬ـ رمى من بطن الوادي‪.‬‬

‫‪ 58‬ـ ثم انصرف إلى المنحر‪.‬‬

‫‪ 59‬ـ فنحر ثالثاً وستين بيده‪.‬‬


‫‪ 60‬ـ ثم أعطى ًّ‬
‫عليا فنحر ما َغَبر‪ ،‬وأشركه في هديه‪.‬‬

‫فج ِعلَت في قدر‪ ،‬وطبخت‪ ،‬فأكال من‬ ‫‪ 61‬ـ ثم أمر من كل بدنة بَِب ْ‬
‫ضعة‪ُ ،‬‬
‫لحمها‪ ،‬وشربا من مرقها‪.‬‬

‫‪ 62‬ـ ثم ركب رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم فأفاض إلى البيت (‪.)3‬‬

‫‪ 63‬ـ فصلى بمكة الظهر‪.‬‬

‫«انزعوا بني‬
‫ُ‬ ‫‪ 64‬ـ فأتى بني عبد المطلب‪ ،‬يسقون على زمزم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫عبد المطلب‪ ،‬فلوال أن يغلبكم الناس على ِسقايتكم لنزعت معكم‪ ،‬فناولوه دلواً‬
‫فشرب منه» ‪ .‬رواه مسلم (‪.)4‬‬

‫‪ 273‬ـ وكان صلّى اهلل عليه وسلّم يفعل المناسك‪ ،‬ويقول للناس‪:‬‬
‫«خذوا عني مناسككم» (‪.)5‬‬

‫‪ -1‬كانت عند الجمرة الكبرى ـ جمرة العقبة ـ شجرة‪ ،‬لكنها أزيلت قديماً‪.‬‬
‫‪ -2‬بيَّن الشيخ‪ :‬أن الصواب‪ :‬أن الرامي يستقبل الجمرة وقت الرمي؛ لفعل النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪،‬‬
‫فيجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه في جمرة العقبة والوسطى‪ ،‬والبيت عن يمينه ومنى عن يساره‬
‫في الجمرة الصغرى‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)66‬‬
‫‪َ -3‬ر َّد الشيخ على القائلين بجواز تأخير طواف اإلفاضة عن أيام منى (المختارات ص‪.)65‬‬
‫‪ -4‬أخرجه مسلم (‪ .)1218‬وقد اختصره الشيخ هنا‪.‬‬
‫‪ -5‬رواه أحمد (‪ ،)367 ،337 ،332 ،3/318‬ومسلم (‪ ،)1297‬وغيرهما‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫ـ فأكمل ما يكون من الحج االقتداء بالنبي صلّى اهلل عليه وسلّم فيه‬
‫وأصحابه رضي اهلل عنهم‪.‬‬

‫‪ 274‬ـ ولو اقتصر الحاج على‪:‬‬


‫ِ‬
‫األركان األربعة التي هي‪:‬‬ ‫أـ‬

‫‪ 1‬ـ اإلحرام‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ والوقوف بعرفة‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ والطواف‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ والسعي‪.‬‬
‫ِ‬
‫والواجبات التي هي‪:‬‬ ‫بـ‬

‫‪ 1‬ـ اإلحرام من الميقات‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ والوقوف بعرفة إلى الغروب‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ والمبيت ليلة النحر بمزدلفة (‪.)1‬‬

‫‪ 4‬ـ وليالي أيام التشريق بمنى‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ ورمي الجمار‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ والحلق أو التقصير (‪ :)2‬ألجزأه ذلك‪.‬‬

‫‪ -1‬والمبيت الواجب إلى جزء من النصف الثاني من الليل‪( .‬نور البصائر ص‪.)31‬‬
‫‪ -2‬والسابع من الواجبات‪ :‬طواف الوداع‪( .‬نور البصائر ص‪.)31‬‬

‫‪113‬‬
‫‪ 275‬ـ والفرق بين ترك الركن في الحج‪ ،‬وترك الواجب‪:‬‬

‫ـ أن تارك الركن ال يصح حجه حتى يفعله على صفته الشرعية‪.‬‬

‫ـ وتارك الواجب‪ :‬حجه صحيح‪ ،‬وعليه إثم‪ ،‬ودم لتركه‪.‬‬

‫‪ 276‬ـ ويخير من يريد اإلحرام بين التمتع ـ وهو أفضل ـ والقران‬


‫واإلفراد‪.‬‬

‫‪ 277‬ـ فالتمتع هو‪ :‬أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج‪ ،‬ويفرغ منها‪ ،‬ثم‬
‫يحرم بالحج من عامه‪.‬‬

‫إن لم يكن من حاضري المسجد الحرام‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫ـ وعليه دم‬

‫‪ 278‬ـ واإلفراد هو‪ :‬أن يحرم بالحج مفرداً (‪.)2‬‬

‫‪ 279‬ـ والقران‪:‬‬

‫أ ـ أن يحرم بهما معاً‪.‬‬

‫ب ـ أو يحرم بالعمرة‪ ،‬ثم يدخل الحج عليها قبل الشروع في طوافها‪.‬‬

‫إلى هذه الصفة (‪:)4‬‬ ‫(‪)3‬‬


‫‪ 280‬ـ ويضطر المتمتع‬

‫أ ـ إذا خاف فوات الوقوف بعرفة إذا اشتغل بعمرته‪.‬‬

‫‪ -1‬في «ط»‪ :‬هدي‪.‬‬


‫‪ -2‬في «ط»‪ :‬من الميقات مفرداً‪.‬‬
‫‪ -3‬زيادة من «ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -4‬أي‪ :‬الصفة الثانية للقران‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫ب ـ وإ ذا حاضت المرأة أو نفست‪ ،‬وعرفت أنها ال تطهر قبل وقت‬
‫الوقوف بعرفة‪.‬‬

‫‪ 281‬ـ والمفرد والقارن فعلهما واحد‪ ،‬وعلى القارن هدي دون المفرد‪.‬‬

‫(‪:)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ 282‬ـ ويجتنب المحرم وقت إحرامه‬

‫حلق الشعر‪.‬‬
‫‪1‬ـ َ‬
‫وتقليم األظفار‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪2‬ـ‬

‫ولبس المخيط‪( ،‬إن كان رجالً ) (‪.)3‬‬


‫‪3‬ـ َ‬
‫‪ 4‬ـ وتغظيةَ رأسه إن كان رجالً‪.‬‬

‫رجالً وامرأة‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬


‫‪ 5‬ـ والطيب‬

‫‪ 6‬ـ وكذا يحرم على المحرم‪ :‬قت ُل صيد البر الوحشي المأكول‪ ،‬والداللةُ‬
‫عليه‪ ،‬واإلعانةُ على قتله‪.‬‬

‫مفسد‬
‫ٌ‬ ‫‪ 7‬ـ وأعظم محظورات اإلحرام‪ :‬الجماع؛ ألنه مغلظ تحريمه (‪،)5‬‬
‫موجب لفدية بدنة‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫للنسك‪،‬‬

‫‪ 283‬ـ وأما فدية األذى‪:‬‬

‫إذا غطى رأسه‪ ،‬أو لبس المخيط‪ ،‬أو غطت المرأة وجهها‪ ،‬أو لبست‬
‫القفازين‪ ،‬أو استعمال الطيب‪ ،‬فيخير بين‪:‬‬

‫‪ -1‬في «ب‪ ،‬ط»‪( :‬ويجتنب المحرم جميع محظورات اإلحرام ِم ْن)‪:‬‬


‫‪ -2‬صحح الشيخ‪ :‬أن من فعل محظوراً ناسياً فال فدية عليه‪ ،‬ولو كان إزالة شعر أو ظفر‪ ،‬بل ولو كان‬
‫صيداً‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)65‬‬
‫‪ -3‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -4‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬ومن الطيب‪.‬‬
‫‪ -5‬في «ط»‪ :‬تحريمه مغلظ‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫‪ 1‬ـ صيام ثالث أيام‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أو إطعام ستة مساكين‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أو ذبح شاة‪.‬‬

‫‪ 284‬ـ وإ ذا قتل الصيد ُخيِّر بين‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ ذبح مثله‪ ،‬إن كان له مثل من النعم‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وبين تقويم المثل بمحل اإلتْالف‪ ،‬فيشتري به طعاماً فيطعمه‪ ،‬لكل‬
‫مسكين ُم ُّد ُبٍّر‪ ،‬أو نصف صاع من غيره‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أو يصوم عن إطعام كل مسكين يوماً‪.‬‬

‫‪ 285‬ـ وأما دم المتعة والقران‪:‬‬

‫فيجب فيهما ما يجزئ في األضحية‪.‬‬

‫‪ 286‬ـ فإن لم يجد صام عشرة أيام‪ :‬ثالثة في الحج‪ ،‬ويجوز أن يصوم‬
‫أيام التشريق عنها (‪ ،)1‬وسبعة إذا رجع‪.‬‬

‫حكم‪:‬‬
‫‪ 287‬ـ وكذلك ُ‬
‫أ ـ من ترك واجباً‪.‬‬

‫ب ـ أو وجبت عليه الفدية لمباشرة‪.‬‬


‫‪ 288‬ـ ُّ‬
‫وكل هدي أو إطعام يتعلق بحرم أو إحرام‪ :‬فلمساكين الحرم من‬
‫مقيم وأفقي‪.‬‬

‫الصوم بكل مكان‪.‬‬


‫ُ‬ ‫‪ 289‬ـ ويجزئ‬

‫‪ -1‬في «ط»‪ :‬منها‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫يأكل منه‬ ‫(‪)1‬‬
‫ُّ‬
‫المستحب‬ ‫والهدي‪:‬‬ ‫ِ‬
‫والقران ـ‬ ‫ِ‬
‫كالمتعة‬ ‫‪ 290‬ـ ودم النسك ـ‬
‫ُ‬
‫ويهدي ويتصدق (‪.)2‬‬

‫دم‬
‫‪ 291‬ـ والدم الواجب لفعل المحظور‪ ،‬أو ترك الواجب ـ ويسمى َ‬
‫جبران ـ ال يأكل منه شيئاً‪ ،‬بل يتصدق بجميعه؛ ألنه يجري مجرى الكفارات‪.‬‬

‫‪ 292‬ـ وشروط الطواف مطلقاً‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ النية‪.‬‬

‫الح َجر‪.‬‬
‫به من َ‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ 2‬ـ واالبتداء‬

‫أن يستلمه ويقبِّله‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬


‫ـ ويسن‬

‫ـ فإن لم يستطع أشار إليه‪.‬‬

‫ـ ويقول عند ذلك‪( :‬بسم اهلل) ‪ ،‬اهلل أكبر‪ ،‬اللهم إيماناً بك‪ ،‬وتصديقاً‬
‫(‪)5‬‬

‫بكتابك‪ ،‬ووفاء بعهدك‪ ،‬واتباعاً لسنة نبيك محمد صلّى اهلل عليه وسلّم‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ وأن يجعل البيت عن يساره‪.‬‬

‫‪ -1‬في «ب‪ ،‬ط» المستحب أن يأكل‪.‬‬


‫ِّ‬
‫المستحب‬ ‫والهدي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والقران‬ ‫ِ‬
‫كالمتعة‬ ‫‪ -2‬ضبط الشيخ ابن عقيل هذه الفقرة على هذا النحو‪ :‬ودم النسك‬
‫يأكل منه ويهدي ويتصدق‪.‬‬
‫‪ -3‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬وأن يبدأ‪.‬ـ‬
‫‪ -4‬في «ب»‪ :‬وسن له‪ .‬وفي «ط»‪ :‬يسن له‪.‬‬
‫‪ -5‬زيادة من «ب‪ ،‬ط»‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫وي َك ِّمل األشواط السبعة‪.‬‬
‫‪4‬ـ ُ‬
‫والخَبث‪.‬‬
‫الح َدث َ‬
‫‪ 5‬ـ وأن يتطهر من َ‬
‫‪ 293‬ـ والطهارة في سائر األنساك ـ غير الطواف ـ سنة غير واجبة‪.‬‬

‫وقد ورد في الحديث‪« :‬الطواف بالبيت صالة‪ ،‬إال أن اهلل أباح فيه‬
‫الكالم» (‪.)1‬‬

‫‪ 294‬ـ وسن (‪:)2‬‬

‫ط ردائه تحت عاتقه‬


‫طبع في طواف القدوم‪ :‬بأن يجعل وس َ‬
‫ضَ‬‫‪ 1‬ـ أن َي ْ‬
‫األيمن‪ ،‬وطرفَه على عاتقه األيسر‪.‬‬

‫منه‪ ،‬ويمشي في الباقي‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬


‫‪ 2‬ـ وأن يرمل في الثالثة أشواط األ َُول‬

‫اضطباع‪.‬‬
‫‪ 295‬ـ وكل طواف سوى هذا ال ُي َسن فيه َر َمل وال ْ‬
‫‪ 296‬ـ وشروط السعي‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ النية‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وتكميل السبعة‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ واالبتداء من الصفا‪.‬‬

‫‪ -1‬رواه الترمذي (‪ ،)960‬والنسائي (‪ ،)5/222‬والحاكم (‪ ،)2/266‬وقال‪ :‬صحيح على شرط‬


‫الشيخين‪ ،‬وصححه الحافظ ابن حجر في «التلخيص» (‪ ،)1/138‬ونقل تصحيحه عن ابن السكن وابن‬
‫خزيمة وابن حبان‪ .‬وصححه األلباني في (اإلرواء برقم ‪.)131‬‬
‫‪ -2‬في «ب»‪ :‬ويسن‪ ،‬وفي «ط»‪ :‬ويسن له‬
‫‪ -3‬في «ط»‪ :‬األوائل‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫‪ 297‬ـ والمشروع‪ :‬أن يكثر اإلنسان في طوافه وسعيه وجميع مناسكه‬
‫من ذكر اهلل ودعائه؛ لقوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬إنما ُجعل الطواف بالبيت‪،‬‬
‫وبالصفا والمروة‪ ،‬ورمي الجمار إلقامة ذكر اهلل» (‪.)1‬‬

‫لما فتح اهلل على رسوله‬


‫‪ 298‬ـ وعن أبي هريرة رضي اهلل عنه قال‪َّ :‬‬
‫مكة‪:‬‬

‫ـ قام في الناس‪ ،‬فحمد اهلل وأثنى عليه‪ ،‬ثم قال‪:‬‬

‫«إن اهلل حبس عن مكة الفيل‪ ،‬وسلط عليها رسوله والمؤمنين‪ ،‬وإ نها لم‬
‫لي ساعة من نهار‪ ،‬وإ نها لن تحل ألحد‬ ‫(‪)2‬‬
‫َّ‬
‫تحل ألحد كان قبلي‪ ،‬وإ نما أحلت‬
‫بعدي‪:‬‬

‫ـ فال ُيَنفَُّر َ‬
‫ص ْي ُدها‪.‬‬

‫ـ وال ُي ْختَلى شوكها‪.‬‬

‫ـ وال تَ ِح ُّل ساقطتها إال لمنشد‪.‬‬

‫ـ ومن قُتِل له قتيل فهو بخير النظرين» ‪.‬‬

‫ـ فقال العباس‪ :‬إال اإلذخر يا رسول اهلل! فإنا نجعله في قبورنا وبيوتنا‪،‬‬
‫فقال‪« :‬إال اإلذخر» متفق عليه (‪.)3‬‬

‫‪ -1‬أخرجه أحمد (‪ ،)139 ،75 ،6/64‬وأبو داود (‪ ،)1888‬والترمذي (‪ )902‬وصححه‪ ،‬والدارمي (‬


‫‪.)2/50‬‬
‫‪ -2‬في «ط»‪ :‬حلت‪.‬‬
‫صد‪.‬‬
‫‪ -‬أخرجه البخاري (‪ ،)8/20 ،4/41 ،1/197‬ومسلم (‪ ،)1354‬ومعنى ال يختلى‪ :‬أي ال ُي ْح َ‬
‫‪3‬‬

‫واإل ْذ َخر‪ :‬واحده إ ْذ ِخ َرة‪ ،‬وهو شجر صغار‪ ،‬عروقه تمضي في األرض‪ ،‬وقضبانه دقاق‪ ،‬ورائحته طيبة‪.‬‬
‫يسدون به خلل اللَّبِن في القبور‪ ،‬ويجعلونه تحت الطين وفوق الخشب عند تسقيف البيوت؛ ليسد الخلل‬
‫ُّ‬
‫ويمسك الطين فال يسقط‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫‪ 299‬ـ وقال‪« :‬المدينة حرام ما بين عير إلى ثور» ‪ .‬رواه مسلم(‪.)4‬‬

‫‪ 300‬ـ وقال‪« :‬خمس من الدواب كلهن فاسق‪ُ ،‬ي ْقتَْلن في الحل والحرم‪:‬‬
‫الغراب‪ِ ،‬‬
‫والح َدأَة (‪ ،)2‬والعقرب‪ ،‬والفأرة‪ ،‬والكلب العقور» ‪ .‬متفق عليه‬
‫(‪.)3‬‬

‫باب الهدي واألضحية والعقيقة‬

‫‪ 301‬ـ تقدم ما يجب من الهدي‪ ،‬وما سواه سنة‪ ،‬وكذلك األضحية‬


‫والعقيقة‪.‬‬

‫‪ 302‬ـ وال يجزئ فيها إال‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ الجذع من الضأن‪ ،‬وهو‪ :‬ما تم له نصف سنة‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ والثني‪.‬‬

‫ـ من اإلبل‪ :‬ما له خمس سنين‪.‬‬

‫ـ ومن البقر‪ :‬ما له سنتان‪.‬‬

‫وع ْير‪ :‬جبل أسود بحمرة‪،‬‬


‫‪ -‬أخرجه البخاري (‪ ،)12/41 ،6/279 ،4/81‬ومسلم (‪َ ،)1370‬‬
‫‪4‬‬

‫مستطيل من الشرق إلى الغرب‪ ،‬يشرف على المدينة النبوية من الجنوب‪ ،‬وبسفحه الشمالي وادي العقيق‬
‫الذي فيه بئر عروة بن الزبير‪ .‬و«ثور»‪ :‬جبل صغير مستدير أحمر يقع شمال المدينة‪ ،‬وموقعه‪ :‬خلف‬
‫ُحد من الحرم‪.‬‬ ‫ُحد‪ ،‬وعليه فجبل أ ُ‬
‫جبل أ ُ‬
‫وح َداء‪ِ ،‬‬
‫وح ْدآن‪.‬‬ ‫ض على الجرذان والدواجن واألطعمة‪ .‬جمعه‪ِ :‬ح َدأٌ ِ‬‫الج َوارح َي ْنقَ ُّ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫‪ -4‬اْلح َدأَة‪ :‬طائر من َ‬
‫‪2‬‬

‫‪ -3‬أخرجه البخاري (‪ ،)6/355‬ومسلم (‪ .)1199‬والعقور‪ :‬هو العادي الذي تغلبت فيه صفة السباع‪،‬‬
‫فصار كثير العض والجرح للناس والحيوان‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫الم ْعز‪ :‬ما له سنة‪.‬‬
‫ـ ومن َ‬
‫‪ 303‬ـ قال صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬أربع ال تجوز في األضاحي (‪:)1‬‬

‫البيِّن َع َو ُرها‪.‬‬
‫الع ْوراء َ‬
‫َ‬
‫والمريضة البين مرضها‪.‬‬

‫ضلعها‪.‬‬
‫والعرجاء البين ُ‬
‫والكبيرة التي ال تُْن ِقي» ‪ .‬صحيح رواه الخمسة (‪.)2‬‬

‫‪ 304‬ـ وينبغي أن تكون كريمةً‪ ،‬كاملةَ الصفات (‪ ،)3‬وكلما كانت أكمل‬


‫فهي أحب إلى اهلل‪ ،‬وأعظم ألجر صاحبها‪.‬‬

‫‪ 305‬ـ وقال جابر‪ :‬نحرنا مع النبي صلّى اهلل عليه وسلّم عام الحديبية‬
‫البدنة عن سبعة‪ ،‬والبقرة عن سبعة‪ .‬رواه مسلم (‪.)4‬‬

‫‪ -1‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬الضحايا‪.‬‬


‫‪ -2‬رواه مالك (‪ ،)2/482‬وأحمد (‪ ،)4/289‬وأبو داود (‪ ،)2802‬والترمذي (‪ )1497‬وصححه‪ ،‬وابن‬
‫ماجه (‪ ،)3144‬وابن حبان (موارد ‪ ،)1046‬والنسائي (‪ ،)7/215‬وصححه الحاكم (‪ ،)4/223‬وقال‬
‫الحافظ ابن حجر في «التهذيب»ـ (‪« :)4/182‬صحيح‪ ،‬أخرجه أصحاب السنن بأسانيد صحيحة‪ ،‬وحسنه‬
‫أحمد بن حنبل‪ ،‬فقال‪ :‬ما أحسنه من حديث‪ »...‬قوله‪( :‬الكبيرة) هكذا ورد أيضاً في «بلوغ المرام» (ط‬
‫السبل ‪ ،)4/191‬والذي ورد في الكتب السابقة وغيرها (الكسير‪ ،‬الكسيرة‪ ،‬الكسراء)‪ ،‬وفي أكثر‬
‫الروايات‪( :‬العجفاء)‪ ،‬ووجدت في «مسند الشاميين» (‪ )1/277‬في حديث عتبة بن عبد السلمي‪:‬‬
‫والكسراء‪ :‬الكبيرة‪.‬‬
‫ومعنى ال تنقي‪ :‬أي‪ :‬ال نِقي فيها‪ ،‬والن ِِّقي بكسر النون‪ :‬هو ُم ُّخ العظم‪ ،‬جمعه‪ :‬أنقاء‪ .‬وقوله‪ :‬البين‬
‫ضلعها‪ :‬أي ميلها‪.‬‬
‫‪ -3‬قرر الشيخ‪ :‬أن عضباء األذن والقرن تجزئ‪ ،‬إذا لم يبلغ العضب منها أن يجرحها جرحاً تكون به‬
‫معيبةً أو مريضة‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)67‬‬
‫‪ -4‬أخرجه مسلم (‪.)1318‬‬

‫‪121‬‬
‫‪ 306‬ـ وتسن العقيقة في حق األب‪.‬‬

‫‪ 307‬ـ عن الغالم شاتان‪ ،‬وعن الجارية شاة‪.‬‬

‫‪ 308‬ـ قال صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬كل غالم ُم ْرتَهن بعقيقته‪ ،‬تذبح عند‬
‫يوم سابعه‪ ،‬ويحلق (‪ ،)1‬ويسمى» ‪ .‬صحيح‪ ،‬رواه الخمسة (‪.)2‬‬

‫ويهدي‪ ،‬ويتصدق‪.‬‬
‫‪ 309‬ـ ويأكل من المذكورات‪ُ ،‬‬
‫‪ 310‬ـ وال يعطي ِ‬
‫الجاز َر أجرته منها (‪ ،)3‬بل يعطيه هديةً أو صدقةً‪.‬‬

‫***‬

‫‪ -1‬في «ط»‪ :‬ويحلق رأسه‪.‬‬


‫‪ -2‬أخرجه أحمد (‪ ،)5/12‬وأبو داود (‪ ،)2838‬والترمذي (‪ )1522‬وصححه‪ ،‬والنسائي (‪،)7/166‬‬
‫وابن ماجه (‪ ،)1365‬والحاكم (‪.)4/237‬‬
‫‪ -3‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫الب ُيوع‬
‫كتاب ُ‬

‫[شروط البيع]‬

‫َح َّل اللَّهُ اْلَب ْي َع َو َح َّر َم ِّ‬


‫الرَبا‬ ‫الحل‪ ،‬قال تعالى‪َ {{ :‬وأ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ 311‬ـ األصل فيه‬
‫}} [البقرة‪. ]275 :‬‬
‫ِ‬
‫األعيان من عقار وحيوان وأثاث وغيرها‪ ،‬يجوز إيقاع‬ ‫‪ 312‬ـ فجميعُ‬
‫العقود عليها إذا تمت شروط البيع (‪.)2‬‬

‫‪ 313‬ـ فمن أعظم الشروط‪:‬‬

‫[الشرط األول]‪:‬‬

‫اض ِم ْن ُك ْم }}‬
‫ون تِ َج َارةً َع ْن تََر ٍ‬ ‫َّ‬
‫َن تَ ُك َ‬
‫الرضا‪ :‬لقوله تعالى‪ِ {{ :‬إال أ ْ‬
‫[النساء‪. ]29 :‬‬

‫[الشرط الثاني]‪:‬‬

‫فيها غرر وجهالة؛ ألن النبي صلّى اهلل‬ ‫(‪)3‬‬


‫‪ 314‬ـ وأن ال يكون‬

‫‪ -1‬في «ط»‪ :‬فيها‪.‬‬


‫جواز بيع المصحف وشرائه‪ ،‬إذا لم يكن في ذلك امتهان وقلة احترام؛ ألن الحاجة داعية‬
‫َ‬ ‫‪ -2‬قرر الشيخ‪:‬‬
‫إلى ذلك‪ .‬كما قرر أنه يجوز بيع ما فتح عنوة ولم يقسم بين الفاتحين‪ ،‬كأرض مصر والشام والعراق‪،‬‬
‫ولو كان من غير المساكن‪ ،‬وتكون عند المشتري كما كانت عند البائع بخراجها‪ ،‬وعليه عم ُل المسلمين‪.‬‬
‫وكذلك بيوت مكة‪ ،‬فإنه يصح بيعها وإ جارتها‪ .‬ينظر‪( :‬المختارات الجلية ص‪.)70 ،69‬‬
‫‪ -3‬في «ط»‪ :‬إال أن يكون‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫عليه وسلّم «نهى عن بيع الغرر»‪ .‬رواه مسلم (‪.)1‬‬

‫‪ 315‬ـ فيدخل فيه‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ بيعُ اآلبق (‪ ،)2‬والشارد‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وأن يقول بعتك إحدى السلعتين‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أو بمقدار ما تبلغ الحصاة من األرض ونحوه‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ أو ما تحمل أمته أو شجرته‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ أو ما في بطن الحامل (‪.)3‬‬

‫المثْ َمن‪.‬‬
‫وسواء كان الغرر في الثمن أو ُ‬
‫‪ 316‬ـ [الشرط الثالث]‪:‬‬

‫وهو بالغ رشيد‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬


‫وأن يكون العاقد مالكاً للشيء‪( ،‬أو مأذوناً له فيه)‬

‫‪ 317‬ـ [الشرط الرابع]‪:‬‬

‫ومن شروط البيع أيضاً‪ :‬أن ال يكون فيه ربا (‪.)5‬‬

‫‪ -1‬رواه مسلم (‪.)1513‬‬


‫‪ -2‬اآلبق‪ :‬الهارب من سيده‪.‬‬
‫‪ -3‬قرر الشيخ‪ :‬أن األشياء المستترة كالمسك في فأرته‪ ،‬والفجل ونحوه في أرضه‪ ،‬إن كان ليس فيه‬
‫غرر بيِّن‪ ،‬فالصواب قول المجوزين لبيعه‪ ،‬وإ ن كان فيه غرر ظاهر فالصواب قول المانعين‪.‬‬
‫(المختارات الجلية ص‪.)71‬‬
‫‪ -4‬ليست في‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪ ،‬وفيهما‪ :‬أو له عليه والية‪.‬‬
‫‪ -5‬ذكر الشيخ أن الربا ثالثة أنواع (ربا الفضل) ‪ ،‬وهو المذكور في حديث عبادة‪ ،‬و (ربا النسيئة) ‪،‬‬
‫وهو‪ :‬بيع األصناف الربوية بغير قبض‪ ،‬وأشد أنواع ربا النسيئة‪ :‬بيع ما في الذمة إلى أجل‪ .‬و (ربا‬
‫جر نفعاً فهو ربا‪( .‬نور البصائر ص‬
‫القرض) وهو أن يشترط على من يقترض منه نفعاً‪ ،‬فكل قرض َّ‬
‫‪.)33‬‬

‫‪124‬‬
‫عن عبادة ـ رضي اهلل عنه ـ قال‪ :‬قال رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪:‬‬
‫ِ‬
‫بالب ِّر‪ ،‬والشعير بالشعير‪ ،‬والتمر‬ ‫بالذه ِب‪ ،‬والفضةُ بالفضة‪ُ ،‬‬
‫والب ُّر ُ‬ ‫«الذهب َ‬
‫ُ‬
‫بالتمر‪ ،‬والملح بالملح‪ ،‬مثالً بمثل سواء بسواء‪ ،‬فإذا اختلفت هذه األصناف‬
‫فبيعوا كيف شئتم‪ ،‬إذا كان يداً بيد‪ ،‬فمن زاد أو استزاد فقد أربى» ‪ .‬رواه مسلم‬
‫(‪.)1‬‬

‫‪ 318‬ـ فال يباع مكيل بمكيل من جنسه إال بهذين الشرطين‪ ،‬وال‬
‫موزون بجنسه إال كذلك‪.‬‬

‫‪ 319‬ـ وإ ن بيع مكيل بمكيل من غير جنسه‪ ،‬أو موزون بموزون من‬
‫بشرط التقابض قبل التفرق‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫غير جنسه‪ :‬جاز‬

‫‪ 320‬ـ وإ ن بيع مكيل بموزون أو عكسه جاز‪ ،‬ولو كان القبض بعد‬
‫التفرق‪.‬‬

‫‪ 321‬ـ والجهل بالتماثل كالعلم بالتفاضل‪.‬‬

‫‪ 322‬ـ كما نهى النبي صلّى اهلل عليه وسلّم عن بيع المزابنة‪« :‬وهو‬
‫شراء التمر بالتمر في رؤوس النخل»‪ .‬متفق عليه (‪.)3‬‬
‫َّ‬
‫«ورخص في بيع العرايا‪ ،‬بخرصها‪ ،‬فيما دون خمسة أوسق‪،‬‬ ‫‪ 323‬ـ‬
‫للمحتاج إلى الرطب‪ ،‬وال ثمن عنده يشتري به‪ ،‬بخرصها»‪ .‬رواه مسلم (‪.)4‬‬
‫‪ -1‬رواه مسلم (‪.)1587‬‬
‫‪ -2‬أي‪ :‬جاز التفاضل في البيع‪.‬‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاري (‪ ،)4/403‬ومسلم (‪.)1542‬‬
‫‪ -4‬أخرجه البخاري (‪ ،)4/387‬ومسلم (‪ .)1541‬والعرايا‪ :‬جمع عرية‪ ،‬وهي بيع الرطب في رؤوس‬
‫النخل خرصاً بمثله من التمر كيالً‪ ،‬فيما دون خمسة أوسق‪ ،‬لمن به حاجة إلى أكل الرطب‪ ،‬وال ثمن‬
‫معه‪( .‬المبدع ‪ )4/140‬وهي مستثناة من تحريم المزابنة‪ ،‬ولها صور كثيرة‪ ،‬ذكرها ابن حجر في‬
‫«الفتح» (‪.)4/391‬‬
‫الن ْخ ِل من الرطب وما يؤول‬
‫=واْل َخ ْرص‪ :‬هو الحزر والتخمين‪ ،‬فيقوم اْل َخ َّراص بتقدير ما على رؤوس َّ‬
‫تمرا‪.‬‬
‫إليه ً‬

‫‪125‬‬
‫[الشرط الخامس]‪:‬‬

‫‪ 324‬ـ ومن الشروط‪ :‬أن ال يقع العقد على محرم شرعاً‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ إما لعينه‪ ،‬كما نهى النبي صلّى اهلل عليه وسلّم عن بيع الخمر‬
‫والميتة واألصنام»‪ .‬متفق عليه (‪.)1‬‬

‫‪ 2‬ـ وإ ما لما يترتب عليه من قطيعة المسلم‪ ،‬كما نهى النبي صلّى اهلل‬
‫عليه وسلّم‪« :‬عن البيع على بيع المسلم‪ ،‬والشراء على شرائه‪َّ ،‬‬
‫والن ْجش» (‪.)2‬‬
‫متفق عليه (‪.)3‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ 3‬ـ (ومن ذلك) (‪ :)4‬نهيه صلّى اهلل عليه وسلّم «عن التفريق بين ذي‬
‫الرحم في الرقيق» (‪.)6‬‬

‫‪ 4‬ـ ومن ذلك‪ :‬إذا كان المشتري تعلم منه أنه يفعل المعصية بما‬
‫اشتراه‪ ،‬كاشتراء الجوز والبيض للقمار‪ ،‬أو السالح للفتنة‪ ،‬وعلى قطاع‬
‫الطرق‪.‬‬

‫‪ -1‬أخرجه البخاري (‪ ،)4/424‬ومسلم (‪ )1581‬بلفظ‪« :‬إن اهلل ورسوله حرم بيع الخمر والميتة‬
‫والخنزير واألصنام‪ . »...‬الحديث ‪.‬‬
‫‪ -2‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط» ‪.‬‬
‫والنجش‪ :‬هو أن يزيد في السلعة من ال يريد شراءها‪،‬‬
‫ْ‬ ‫‪ -3‬أخرجه البخاري (‪ ،)4/353‬ومسلم (‪،)1515‬‬
‫بل لنفع البائع‪ ،‬أو لإلضرار بالمشتري‪ ،‬أو العبث‪.‬‬
‫‪ -4‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -5‬في «ب‪ ،‬ط »‪ :‬ذوي‪.‬‬
‫‪ -6‬كقوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬من فرق بين ٍ‬
‫والدة وولدها فرق اهلل بينه وبين أحبته يوم القيامة»‪ .‬رواه‬ ‫ّ‬
‫أحمد (‪ ،)5/413‬والترمذي (‪ )1301‬وحسنه‪ ،‬والدارقطني (‪ ،)256‬والحاكم (‪ )2/55‬وصححه‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫الجلَب‪ ،‬فقال‪« :‬ال تلقوا‬
‫صلّى اهلل عليه وسلّم عن تلقي َ‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ 5‬ـ ونهيه‬
‫الجلَب‪ ،‬فمن تلقى فاشترى منه‪ ،‬فإذا أتى سيده السوق‪ :‬فهو بالخيار» ‪ .‬رواه‬
‫َ‬
‫مسلم (‪.)2‬‬

‫‪ 6‬ـ وقال‪« :‬من غشنا فليس منا» ‪ .‬رواه مسلم (‪.)3‬‬

‫الربا الصريح‪:‬‬
‫‪ 325‬ـ ومثل ِّ‬
‫التحي ُل عليه باْل ِعينة‪ ،‬بأن يبيع سلعة بمائة إلى أجل‪ ،‬ثم يشتريها من‬
‫أ ـ ُّ‬
‫مشتريها بأقل منها نقداً‪ ،‬أو بالعكس (‪.)4‬‬

‫على قلب الدين (‪.)6‬‬ ‫(‪)5‬‬


‫ب ـ أو التحيل‬

‫االنتفاع‬
‫َ‬ ‫جـ أو التحيل على الربا بقرض (‪ :)7‬بأن يقرضه ويشترط‬

‫‪ -1‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬ونهى النبي‪.‬‬


‫والجلَب بمعنى المجلوب‪ ،‬والسيد في الحديث هو البائع جالب السلعة‪.‬‬
‫‪ -‬أخرجه مسلم (‪َ ،)1519‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -3‬أخرجه مسلم (‪.)102‬‬


‫‪ -4‬وهذا هو المراد بالنهي عن بيعتين في بيعة‪ ،‬كما قرره الشيخ‪( .‬في المختارات الجلية ص‪.)72‬‬
‫‪ -5‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬بالتحيل‪.‬‬
‫آخر َد ْين‪ ،‬فإذا َّ‬
‫حل قال له‪ :‬إما أن توفي َد ْينك أو تذهب لفالن يدينك‬ ‫‪ -6‬مثل‪« :‬أن يكون لشخص على ٍ‬
‫وتوفِّيني‪ ،‬ويكون بين الدائن األول والثاني اتفاق مسبق في أن كل واحد منهما يدينـ غريم صاحبه ليوفيه‬
‫ثم يعيد الدين عليه مرة أخرى ليوفيه الدائن الجديد‪.‬ـ أو يقول‪ :‬اذهب إلى فالن لتستقرض منه وتوفيني‪،‬‬
‫ويكون بين الدائن األول والمقرض اتفاق أو شبه اتفاق على أن يقرض المدين‪ ،‬فإذا أوفى الدائن األول‬
‫قلب عليه َّ‬
‫الد ْين ثم أوفى المقرض ما اقترض منه‪ ،‬وهذه حيلة لقلب الدين بطريقة ثالثية»‪.‬ـ اهـ‪ .‬بنصه من‬
‫رسالة (المداينات للشيخ ابن عثيمينـ ص‪.)15‬‬
‫‪ -7‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬بالقرض‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫جر نفعاً فهو ربا‪.‬‬
‫عن ذلك عوضاً‪ ،‬فكل قرض َّ‬ ‫(‪)1‬‬
‫إعطاءه‬
‫َ‬ ‫بشيء من ماله‪ ،‬أو‬

‫التحي ِل‪ :‬بيعُ حلي فضة معه غيره بفضة‪ ،‬أو ُم ّد عجوة ودرهم‬
‫د ـ ومن ُّ‬
‫بدرهم (‪.)2‬‬

‫‪ 326‬ـ وسئل النبي صلّى اهلل عليه وسلّم عن بيع التمر بالرطب؟ فقال‪:‬‬
‫«أينقص إذا جف؟» قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬فنهى عن ذلك‪ .‬رواه الخمسة (‪.)3‬‬

‫‪ 327‬ـ ونهى عن بيع الصبرة من التمر ال يعلم مكيلها‪ ،‬بالكيل المسمى‬


‫بالتمر‪ .‬رواه مسلم (‪.)4‬‬

‫‪ 328‬ـ وأما بيع ما في الذمة‪:‬‬

‫أ ـ فإن كان على من عليه جاز‪ ،‬وذلك بشرط قبض عوضه قبل التفرق؛‬
‫لقوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬ال بأس أن تأخذها بسعر يومها‪ ،‬ما لم‬

‫تتفرقا‪ ،‬وبينكما شيء» ‪ .‬رواه الخمسة (‪.)5‬‬

‫‪ -1‬في «أ»‪ :‬إعطاؤه‪.‬‬


‫‪ -2‬قال الشيخ ابن بسام في (توضيح األحكام ‪ :)4/30‬إن بيع نوعي الجنس أحدهما باآلخر ومعهما أو‬
‫مع أحدهما صنف آخر من غير جنسه‪ ،‬وهي ما يسميها الفقهاء (مد عجوة ودرهم) وهو أقسام ثالثة‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن يكون المقصود بيع ربوي بجنسه متفاضالً‪ ،‬أو يضم إلى األقل غير جنسه حيلة‪ ،‬فالصواب‬
‫الجزم بالتحريم‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن يكون المقصود بيع غير الربوي‪ ،‬كبيع شاة ذات لبن بشاة غير ذات لبن‪ ،‬فالصحيح الجواز‪،‬‬
‫وهو مذهب مالك والشافعي‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن يكون كالهما مقصوداً مثل‪ :‬مد عجوة ودرهم بمثلهما‪ ،‬فهذا فيه نزاع مشهور‪ ،‬فأبو حنيفة‬
‫وحرمه مالك والشافعي وأحمد‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫جوزه‪َّ ،‬‬
‫ُي ِّ‬
‫‪ -3‬أخرجه مالك (‪ ،)22‬والشافعي كما في «ترتيب المسند»ـ (‪ ،)551‬وأبو داود (‪ ،)3359‬والترمذي(‬
‫‪ ،)1225‬وقال‪ :‬حسن صحيح‪ ،‬والنسائي (‪ ،)7/268‬وابن ماجه (‪ ،)2264‬والحاكم (‪ ،)2/38‬والبيهقي‬
‫(‪.)5/294‬‬
‫‪ -4‬أخرجه مسلم (‪.)1530‬‬
‫‪ -5‬أخرجه أحمد (‪ ،)154 ،139 ،2/83‬والدارمي (‪ ،)2/259‬وأبو داود (‪ ،)3354‬والترمذي (‬
‫‪ ،)1242‬والنسائي (‪ ،)7/282‬وابن ماجه (‪ ،)2262‬والدارقطني (‪ ،)81‬والحاكم (‪ ،)2/44‬وصححه‪،‬‬

‫‪128‬‬
‫ب ـ وإ ن كان على غيره ال يصح؛ ألنه غرر (‪.)1‬‬

‫باب بيع األصول والثمار‬

‫‪ 329‬ـ قال صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬من باع نخالً بعد أن تُ َؤَّبر فثمرتها‬
‫للبائع‪ ،‬إال أن يشترطها المبتاع» ‪ .‬متفق عليه (‪.)2‬‬

‫‪ 330‬ـ وكذلك سائر األشجار إذا كان ثمره بادياً‪.‬‬

‫‪ 331‬ـ ومثله إذا ظهر الزرع الذي ال يحصد إال مرة واحدة‪.‬‬

‫‪ 332‬ـ فإن كان يحصد مراراً فاألصول للمشتري‪ ،‬والجزة الظاهرة‬


‫عند البيع للبائع‪.‬‬

‫الثمار حتى‬ ‫(‪)3‬‬


‫‪ 333‬ـ ونهى رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم عن بيع (‬
‫يبدو صالحها‪ :‬نهى البائع والمبتاع (‪.)4‬‬

‫‪ 334‬ـ وسئل عن صالحها؟ فقال‪« :‬حتى تذهب عاهته» ‪ ،‬وفي لفظ‪:‬‬


‫صفَ ّار» (‪.)5‬‬
‫«حتى تَ ْح َم ّار أو تَ ْ‬
‫‪ 335‬ـ ونهى عن بيع الحب) حتى يشتد‪ .‬رواه أهل السنن (‪.)6‬‬

‫والبيهقي (‪.)5/284‬‬
‫‪ -1‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬ألنه من الغرر‪.‬‬
‫‪ -2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5/49‬ومسلم (‪ .)1543‬ومعنى «تؤبر» تُلَقَّح‪.‬‬
‫‪ -3‬من قوله‪« :‬بيع الثمار» إلى قوله‪« :‬بيع الحب» سقطت من‪« :‬أ»‪.‬‬
‫‪ -4‬أخرجه البخاري (‪ ،)3/351‬ومسلم (‪.)1536‬‬
‫‪ -5‬أخرجه البخاري (‪ ،)3/351‬ومسلم (‪.)1536‬‬
‫‪ -6‬أخرجه أحمد (‪ ،)3/221‬وابن ماجه (‪ ،)2217‬والحاكم (‪ )2/19‬وصححه‪ ،‬وأبو داود (‪،)3371‬‬
‫والترمذي (‪ ،)1228‬وقال‪ :‬حسن غريب‪ .‬وقد قرر الشيخ‪ :‬أنه ال يجوز بيع الثمر قبل بدو صالحه‪=،‬‬
‫=وال الزرع قبل اشتداد حبه لمالك األرض واألصل؛ ألن الحديث عام والعلة عامة‪ .‬وأما بيعه مع‬
‫األرض والشجر فإنه يدخل بالتبعية؛ـ لوقوع العقد على األمرين‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)76‬‬

‫‪129‬‬
‫‪ 336‬ـ وقال‪« :‬لو بعت من أخيك ثمراً فأصابته جائحة فال يحل لك أن‬
‫تأخذ منه شيئاً‪ ،‬بم تأخذ مال أخيك بغير حق؟» ‪ .‬رواه مسلم (‪.)1‬‬

‫باب الخيار وغيره‬

‫من األسباب الشرعية‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬


‫‪ 337‬ـ وإ ذا وقع العقد صار الزماً‪ ،‬إال بسبب‬
‫فمنها‪:‬‬

‫‪ 338‬ـ خيار المجلس‪ :‬قال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬إذا تبايع‬
‫الرجالن فكل واحد منهما بالخيار‪ ،‬ما لم يتفرقا وكانا جميعاً‪ ،‬أو يخير أحدهما‬
‫اآلخر‪ ،‬فإن َّ‬
‫خير أحدهما اآلخر فتبايعا ولم يترك واحد منهما البيع‪ ،‬فقد وجب‬
‫البيع» ‪ .‬متفق عليه (‪.)3‬‬

‫‪ 339‬ـ ومنها‪ :‬خيار الشرط‪ :‬إذا شرط الخيار لهما أو ألحدهما مدةً‬
‫معلومة (‪.)4‬‬

‫‪ .)1554( -1‬وقد قرر الشيخ‪ :‬أن الجائحة موضوعة عن المشتري في جميع الثمار؛ لعموم العلة في‬
‫الحديث‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)76‬‬

‫‪ -2‬في «ط»‪ :‬لسبب‪.‬‬


‫‪ -3‬أخرجه البخاري (‪ ،)4/332‬ومسلم (‪.)1531‬‬
‫‪ -4‬قرر الشيخ صحة ثبوت خيار الشرط في اإلجارة مطلقاً‪ ،‬وفي الصرف والسلم والضمان والكفالة؛‬
‫لعدم المحذور في ذلك‪ .‬ثم فصَّل هذه المسائل‪ .‬ينظر‪( :‬المختارات الجلية ص‪.)73‬‬

‫‪130‬‬
‫قال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬المسلمون عند شروطهم‪ ،‬إال شرطاً‬
‫حرم حالالً» ‪ .‬رواه أهل السنن (‪.)1‬‬ ‫َّ‬
‫أحل حراماً أو َّ‬
‫‪ 340‬ـ ومنها‪ :‬إذا غبن غبناً يخرج عن العادة‪ ،‬إما َبن ْجش‪ ،‬أو تلقي‬
‫الجلَب أو غيرهما (‪.)2‬‬
‫َ‬
‫‪ 341‬ـ ومنها‪ :‬خيار التدليس‪ :‬بأن يدلس البائع على المشتري ما يزيد‬
‫به الثمن‪ ،‬كتصرية اللبن في ضرع بهيمة األنعام‪ ،‬قال صلّى اهلل عليه وسلّم‪:‬‬
‫ص ُّروا اإلبل والغنم‪ ،‬فمن ابتاعها بعد فهو بخير النظرين بعد أن يحلبها‪،‬‬
‫«ال تُ َ‬
‫إن شاء أمسكها‪ ،‬وإ ن شاء َّ‬
‫ردها‪ ،‬وصاعاً من تمر» ‪ .‬متفق عليه‪ ،‬وفي لفظ‪:‬‬
‫«فهو بالخيار ثالثة أيام» (‪.)3‬‬
‫‪ 342‬ـ وإ ذا اشترى معيباً لم يعلم َع ْيَبهُ فله الخيار بين ِّ‬
‫رده وإ مساكه‪،‬‬
‫فإن تعذر َر ُّدهُ تَ َعَّي َن أ َْر ُشهُ (‪.)4‬‬

‫‪ 343‬ـ وإ ذا اختلفا في الثمن تحالفا‪ ،‬ولكل منهما الفسخ (‪.)5‬‬

‫‪ -1‬أخرجه الترمذي (‪ )1352‬وصححه‪ ،‬وابن حبان (‪ ،)2353‬وأحمد (‪ ،)2/366‬وأبو داود (‪)3594‬‬


‫وابن حبان (موارد ‪ ،)1199‬والحاكم (‪.)2/49‬‬
‫‪ -2‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬غيرها‪.‬‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاري (‪ ،)4/361‬ومسلم (‪ .)1524‬والتصرية‪َ :‬حْبس اللبن في الضَّرع‪.‬‬
‫يقوم معيباً‪،‬‬
‫يقوم المبيع صحيحاً‪ ،‬ثم َّ‬
‫‪ -4‬قال ابن قدامة في «المغني» (‪ :)6/229‬معنى أرش العيب‪ :‬أن َّ‬
‫يقوم‬
‫فيؤخذ قسط ما بينهما من الثمن‪ ،‬فنسبته إلى الثمن نسبة النقصان بالعيب من القيمة‪ ،‬مثاله‪ :‬أن َّ‬
‫المعيب صحيحاً بعشرة ومعيباً بتسعة‪ ،‬والثمن خمسة عشر‪ ،‬فقد نقصه العيب ُع ْشر قيمته‪ ،‬فيرجع على‬
‫بعشر الثمن‪ ،‬وهو درهم ونصف‪.‬‬
‫البائع ُ‬
‫‪ -5‬وإ ذا اختلفا في عين المبيع فكذلك‪ ،‬كما قرره الشيخ في (المختارات الجلية ص‪.)75‬‬

‫‪131‬‬
‫‪ 344‬ـ وقال صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬من أقال مسلماً بيعته أقاله اهلل‬
‫عثرته» ‪ .‬رواه أبو داود وابن ماجه (‪.)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫السلَم‬
‫باب َّ‬
‫السلَم في كل ما ينضبط بالصفة‪:‬‬
‫‪ 345‬ـ يصح َّ‬

‫‪ 1‬ـ إذا ضبطه بجميع صفاته التي يختلف بها الثمن‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وذكر أجله‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ وأعطاه الثمن قبل التفرق‪.‬‬

‫عن ابن عباس رضي اهلل عنهما قال‪ :‬قدم النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‬
‫المدينة وهم ُي ْسِلفون في الثمار السنة والسنتين‪ ،‬فقال‪« :‬من أسلف فليسلف في‬
‫كيل معلوم‪ ،‬ووزن معلوم‪ ،‬إلى أجل معلوم» (‪.)3‬‬

‫‪ 346‬ـ وقال صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬من أخذ أموال الناس يريد أداءها‬
‫َّ‬
‫أداها اهلل عنه‪ ،‬ومن أخذها يريد إتالفها أتلفه اهلل» ‪ .‬رواه‬
‫البخاري(‪.)4‬‬

‫باب الرهن والضمان والكفالة‬

‫‪ 347‬ـ وهذه وثائق بالحقوق الثابتة‪.‬‬

‫‪ -1‬أخرجه أحمد (‪ ،)2/252‬وأبو داود (‪ ،)3460‬وابن ماجه (‪ ،)2199‬وابن حبان (موارد ‪،1103‬‬
‫‪ ،)1104‬والحاكم (‪ ،)2/45‬وقال‪ :‬صحيح على شرط الشيخين‪ ،‬والبيهقي (‪ .)6/27‬واإلقالة‪ :‬رفع‬
‫العقد‪ ،‬وإ لغاء حكمه وآثاره بتراضي الطرفين‪.‬‬
‫السلَم لغة‪ :‬اإلعطاء‪ ،‬واصطالحاً‪ :‬بيع موصوف في الذمة ببدل ُيعطى عاجالً‪.‬‬
‫‪َّ -2‬‬
‫والسلَم بمعنى واحد‪.‬‬
‫والسلَف َّ‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاري (‪ ،)4/428‬ومسلم (‪َّ .)1604‬‬
‫‪ -4‬أخرجه البخاري (‪.)5/53‬‬

‫‪132‬‬
‫‪ 348‬ـ فالرهن (‪ :)1‬يصح بكل عين يصح بيعها (‪.)2‬‬

‫فرط‪،‬‬ ‫‪ 349‬ـ فتبقى أمانة عند المرتهن (‪ ،)3‬ال يضمنها‪ ،‬إال إن َّ‬
‫تعدى أو َّ‬
‫كسائر األمانات‪.‬‬

‫‪ 350‬ـ فإن حصل الوفاء التام انفك الرهن‪.‬‬

‫بيعه‬
‫‪ 351‬ـ وإ ن لم يحصل‪ ،‬وطلب صاحب الحق بيع الرهن‪ ،‬وجب ُ‬
‫والوفاء من ثمنه‪ ،‬وما بقي من الثمن بعد وفاء الحق فلربه‪ ،‬وإ ن بقي من الدين‬
‫ُ‬
‫شيء يبقى ديناً مرسالً بال رهن‪.‬‬

‫أحد فعليه ضمانه يكون رهناً (‪.)4‬‬


‫الرهن ٌ‬
‫َ‬ ‫‪ 352‬ـ وإ ن أتلف‬

‫ومؤنتُه على ربه‪.‬‬


‫َ‬ ‫‪ 353‬ـ ونماؤه تبع له‪،‬‬

‫‪ 354‬ـ وليس للراهن االنتفاع به إال بإذن اآلخر‪ ،‬أو بإذن الشارع في‬
‫«الظهر يركب بنفقته إذا كان مرهوناً‪ ،‬ولبن الدر‬
‫ُ‬ ‫قوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪:‬‬
‫يشرب بنفقته إذا كان مرهوناً‪ ،‬وعلى الذي يركب ويشرب النفقة» ‪ .‬رواه‬
‫البخاري (‪.)5‬‬

‫‪ -1‬الرهن لغة‪ :‬الثبوت‪ ،‬واصطالحاً‪ :‬توثقة دين بعين‪،‬ـ يمكن استيفاء الدين منها أو من ثمنها‪.‬‬
‫‪ -2‬قرر الشيخ‪ :‬أن الرهن يجوز في كل عين ودين ومنفعة‪ ،‬وأنه إذا رضي الراهن بشيء من ذلك أن‬
‫الحق له‪ ،‬فيلزم ما تراضيا عليه‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)80‬‬
‫‪ -3‬الراهن‪ :‬دافع الرهن وهو المدين‪،‬ـ والمرتهن‪ :‬آخذ الرهن‪ ،‬وهو الدائن‪.‬‬
‫‪ -4‬قرر الشيخ‪ :‬أن عتق الراهن للعين المرهونة ال يحل وال ينفذ‪ ،‬سواء كان موسراً أو معسراً‪.‬‬
‫(المختارات الجلية ص‪.)81‬‬
‫‪.)5/143( -5‬‬

‫‪133‬‬
‫الذي عليه (‪.)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ 355‬ـ والضمان (‪ :)1‬أن يضمن الحق عن‬

‫‪ 356‬ـ والكفالة (‪ :)4‬أن يلتزم بإحضار بدن الخصم (‪.)5‬‬

‫‪ 357‬ـ قال صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬الزعيم غارم» (‪.)6‬‬

‫إال‪:‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫‪ 358‬ـ فكل منهما ضامن‬

‫‪ 1‬ـ إن قام بما التزم به‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أو أبرأه صاحب الحق‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أو برئ األصيل‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬


‫(‪)8‬‬
‫باب الحجر لفلس أو غيره‬

‫المعسر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ 359‬ـ ومن له الحق فعليه أن ُي ْنظ َر ُ‬
‫‪ -1‬قال الشيخ ابن عقيل‪ :‬اقتضب الكالم على الضمان والكفالة اقتضاباً مخاًّل ال يحصل به المقصود‪،‬‬
‫ولو ذكر مسألة أو مسألتين لكان أولى وأوضح‪.‬‬
‫‪ -2‬ليست في «أ»‪.‬‬
‫‪ -3‬قال الشيخ ابن عقيل تعليقاً‪ :‬وهو التزام اإلنسان ما في ذمة شخص آخر‪ .‬وال يعتبر معرفة الضامن‬
‫للمضمون عنه‪ ،‬ويصح ضمان المعلوم والمجهول إذا آل إلى العلم‪.‬‬
‫‪ -4‬قال الشيخ ابن عقيل تعليقاً‪ :‬الكفالة‪ :‬التزام اإلنسان بإحضار من عليه حق مالي‪ ،‬ال ٌّ‬
‫حد من حدود اهلل‪،‬‬
‫وإ ن ضمن معرفته أخذ به‪ ،‬وإ ن سلم المكفول نفسه أو مات‪ ،‬أو تَلَفت العين المكفولة برىء الكفيل‪.‬‬
‫‪ -5‬في «أ»‪ :‬بدنه‪.‬ـ‬
‫‪ -6‬رواه أبو داود (‪ ،)3565‬والترمذي (‪ ،)1265‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن‪ ،‬والزعيم‪ :‬الكفيل والضمين‪،‬‬
‫والغرامة‪ :‬إعطاء ما تضمنه وتكفل به‪.‬‬
‫الشيخ‪ :‬أن صاحب الحق ال يمكنه مطالبة الضامن حتى يعجز عن االستيفاء من الغريم‪ ،‬إال إذا‬
‫ُ‬ ‫‪ -7‬قرر‬
‫شرط‪ ،‬وكان العرف أن الضامن يطالب بالحق ولو لم يتعذر‪،‬ـ فالمؤمنون على شروطهم‪( .‬المختارات‬
‫الجلية ص‪.)82‬‬
‫‪ -8‬الحجر‪ :‬منع اإلنسان من التصرف في ماله‪ ،‬وهو قسمان‪:‬‬
‫األول‪ :‬حجر لحظ غير المحجور عليه‪ ،‬كالحجر على مفلس لحق الغرماء‪ ،‬وعلى مريض بما زاد على‬
‫الثلث‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬حجر لحظ النفس‪ ،‬وهو الحجر على المجنون والصغير والسفيه‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫‪ 360‬ـ وينبغي أن ُيَيس َِّر على الموسر‪.‬‬

‫‪ 361‬ـ ومن عليه الحق فعليه الوفاء كامالً بالقدر والصفات‪.‬‬

‫ط ُل الغني ظلم‪ ،‬وإ ذا أحيل بدينه‬


‫«م ْ‬
‫‪ 362‬ـ قال صلّى اهلل عليه وسلّم‪َ :‬‬
‫المَياسرة‪.‬‬
‫على مليء َفْلَي ْحتل» ‪ .‬متفق عليه ‪ ،‬وهذا من ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫‪ 363‬ـ فالمليء‪ :‬هو القادر على الوفاء‪ ،‬الذي ليس مماطالً‪ ،‬ويمكن‬
‫تحضيره لمجلس الحكم‪.‬‬

‫‪ 364‬ـ وإ ذا كانت الديون أكثر من مال اإلنسان‪ ،‬وطلب الغرماء أو‬


‫ومَن َعه من التصرف في جميع‬
‫بعضهم من الحاكم أن يحجر عليه‪َ :‬ح َجر عليه‪َ ،‬‬
‫ماله‪ ،‬ثم يصفِّي ماله‪ ،‬ويقسمه على الغرماء بقدر ديونهم (‪.)2‬‬

‫‪ 365‬ـ وال يقدم منهم إال‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ صاحب الرهن برهنه‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وقال صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬من أدرك ماله عند رجل قد أفلس فهو‬
‫أحق به من غيره» ‪ .‬متفق عليه (‪.)3‬‬

‫‪ -1‬أخرجه البخاري (‪ ،)4/464‬ومسلم (‪.)1564‬‬


‫‪ -2‬قرر الشيخ‪ :‬أن المفلس إذا لم يعلم غرماؤه بفلسه‪ ،‬ولم يحجروا عليه‪ ،‬وتصرف تصرفاً يضرهم‪،‬‬
‫وأعطى بعضاً وحرم آخرين‪ :‬أن تصرفه ليس بنافذ؛ ألنه ظلم‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)85‬‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5/62‬ومسلم (‪.)1559‬‬

‫‪135‬‬
‫‪ 366‬ـ ويجب على ولي الصغير والسفيه والمجنون‪ :‬أن يمنعهم من‬
‫التصرف في مالهم الذي يضرهم‪.‬‬

‫اما }}‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ‬


‫اء أ َْم َوالَ ُك ُم التي َج َع َل اللهُ لَ ُك ْم قَي ً‬
‫قال تعالى‪َ {{ :‬والَ تُ ْؤتُوا السُّفَهَ َ‬
‫[النساء‪. ]5 :‬‬
‫‪ 367‬ـ وعليه‪ :‬أال يقرب مالهم إال بالتي هي أحسن من‪ِ :‬‬
‫حفظه‪،‬‬
‫ِ‬
‫وصرف ما يحتاجون إليه منه (‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫والتصرف النافع لهم‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ 368‬ـ ووليهم‪ :‬أبوهم الرشيد‪ ،‬فإن لم يكن‪ :‬جعل الحاكم الوكالة‬
‫من أقاربه‪ ،‬وأعرفهم‪ ،‬وآمنهم‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫ألشفق من يجده‬

‫‪ 369‬ـ ومن كان غنياً فليتعفف‪ ،‬ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف‪:‬‬
‫ُجر ِة مثله أو كفايته) (‪ .)4‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫(وهو األقل من أ ْ‬

‫الصلح‬
‫باب ُّ‬
‫‪ 370‬ـ قال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬الصلح جائز بين المسلمين‪،‬‬
‫حرم حالالً أو َّ‬
‫أحل حراماً» (‪ .)5‬رواه أبو داود والترمذي‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫إال صلحاً َّ‬
‫(‪.)7‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫حسن صحيح‪ ،‬وصححه الحاكم‬

‫‪ -1‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬والصرف عليهم منه ما يحتاجون إليه‪.‬‬


‫‪ -2‬في «ط»‪ :‬الوالية‪.‬‬
‫‪ -3‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬يكون‪.‬‬
‫‪ -4‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -5‬في «ط»؛ قَ ّدم‪« :‬أحل حراماً»‪.‬‬
‫‪ -6‬تقدم تخريجه في الفقرة (‪.)339‬‬
‫‪ -7‬في «أ» لم يذكر الحديث‪ ،‬وإ نما قال‪ :‬تقدم الحديث الذي رواه الترمذي‪ :‬الصلح جائز بين المسلمين‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫‪ 371‬ـ فإذا صالحه عن عين بعين أخرى‪ ،‬أو بدين‪ :‬جاز‪.‬‬

‫‪ 372‬ـ وإ ن كان له عليه دين فصالحه عنه بعين‪ ،‬أو بدين قبضه قبل‬
‫التفرق‪ :‬جاز‪.‬‬

‫‪ 373‬ـ أو صالحه على منفعة في عقاره أو غيره معلومة‪ ،‬أو صالح‬


‫عن َّ‬
‫الد ْين المؤجل ببعضه حاالً‪ ،‬أو كان له عليه َد ْين ال يعلمان قدره فصالحه‬
‫على شيء‪ :‬صح ذلك (‪.)1‬‬

‫يغرز‬
‫جاره أن َ‬
‫جار َ‬
‫‪ 374‬ـ وقال صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬ال يمنعن ٌ‬
‫خشبه على جداره» ‪ .‬رواه البخاري (‪.)2‬‬

‫باب الوكالة والشركة والمساقاة والمزارعة‬

‫[الوكالة]‪:‬‬

‫‪ 375‬ـ كان النبي صلّى اهلل عليه وسلّم يوكل في حوائجه الخاصة‪،‬‬
‫وحوائج المسلمين المتعلقة به‪.‬‬

‫من الطرفين‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬


‫‪ 376‬ـ فهي عقد جائز‬

‫‪ -1‬قرر الشيخ‪ :‬جواز الصلح عن المؤجل ببعضه حاالً‪ ،‬وهي مسألة (ضع وتعجل)؛ ألنه ال دليل على‬
‫المنع‪ ،‬وال محذور في هذا‪ .‬كما قرر صحةَ الصلح عن حق الشفعة والخيار‪( .‬المختارات الجلية ص‬
‫‪.)85 ،84‬‬
‫‪ -2‬أخرجه البخاري (‪ ،)5/11‬ومسلم (‪ .)1609‬وقوله‪« :‬خشبه» جاءت في بعض روايات البخاري‬
‫باإلفراد‪ ،‬واألكثر بالجمع‪ ،‬وقال ابن عبد البر‪ :‬اللفظان في «الموطأ»‪ ،‬والمعنى واحد؛ ألن المراد برواية‬
‫الجنس‪( .‬توضيح األحكام للبسام ‪.)4/108‬‬
‫ُ‬ ‫اإلفراد‬
‫‪ -3‬بيَّن الشيخ السعدي في (اإلرشاد ص‪ )145‬بأن أنواع العقود من حيث اللزوم وعدمه ثالثة‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ عقود الزمة‪ ،‬وهي نوعان‪ :‬أحدهما‪ :‬يلزم بمجرد عقده‪ ،‬فال يثبت فيه خيار مجلس وال شرط‪ ،‬وقد‬
‫يثبت في بعضه خيار العيب‪ ،‬وذلك كعقد الوقف والنكاح‪ ،‬ونحوها‪.‬‬
‫وثانيهما‪ :‬عقد الزم‪ ،‬ولكن جعل الشارع فيه خيار المجلس والشرط‪ ،‬كالبيع بأنواعه‪ ،‬إال أن األصحاب لم‬
‫كالسلَم وبيع الربويات بعضها ببعض‪ ،‬وشيخ =اإلسالم‬
‫يجعلوا خيار الشرط فيما قَْبضه شرط لصحته‪َّ ،‬‬
‫يجوز ذلك‪ .‬وكذا اإلجارة وما أشبهها من العقود‪ ،‬وكذا المساقاة والمزارعة على الصحيح عقود الزمة‪.‬‬
‫ِّ‬

‫‪137‬‬
‫‪ 377‬ـ تدخل في جميع األشياء التي تصح النيابة فيها‪:‬‬

‫أ ـ من حقوق اهلل‪ :‬كتفريق الزكاة‪ ،‬والكفارة‪ ،‬ونحوها‪.‬‬

‫ب ـ ومن حقوق اآلدميين‪ :‬كالعقود والفسوخ‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫‪ 378‬ـ وما ال تدخله النيابة‪ ،‬من األمور التي تتعين على اإلنسان‬
‫وتتعلق ببدنه خاصة؛ كالصالة‪ ،‬والطهارة‪ ،‬والحلف‪ ،‬والقسم بين الزوجات‪،‬‬
‫ونحوها‪ :‬ال تجوز الوكالة فيها‪.‬‬

‫‪ 379‬ـ وال يتصرف الوكيل في غير ما أذن له فيه نطقاً أو ُع ْرفاً(‪.)1‬‬

‫‪ 2‬ـ عقود جائزة‪ ،‬لكل من الطرفين فسخه‪ ،‬كالوكالة والوالية وأنواع الشركة ـ سوى المساقاة والمزارعة ـ‬
‫والجعالة قبل العمل‪ ،‬وبعده فيه خالف‪ .‬فهذا النوع ينفسخ بموت أحدهما‪ ،‬واختالل تصرفه‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الزم من أحد الطرفين جائز في حق اآلخر‪ :‬كالرهن جائز في حق المرتهن الزم في حق الراهن‪،‬‬
‫وكذا الضمان والكفالة‪ ،‬في حق المضمون له والمكفول له جائز‪ ،‬وفي حق الضامن والكافل الزم‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫بتصرف‪ .‬وللسيوطي (في األشباه والنظائر ص‪ )275‬تفصيل جيد فانظره‪.‬‬
‫‪ -1‬قرر الشيخ‪ :‬أن الوكالة ال تنفسخ إال بعد علم الوكيل بعزله‪ ،‬وأن تصرفه قبل علمه نافذ صحيح‪ .‬كما‬
‫قرر‪ :‬أنه يجوز توكيله في كل قليل وكثير‪ ،‬أو شراء ما شاء؛ لعدم الدليل المانع‪ .‬وقرر‪ :‬أنه إن قال‪:‬‬
‫اقبض حقي من زيد‪ ،‬أنه يقبضه من وارثه‪ ،‬إن ظهر من مراده أنه يريد استحصال حقه بقطع النظر‬
‫عمن يقبض منه‪( .‬المختارات ص‪.)87‬‬

‫‪138‬‬
‫أو غيره‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫بج ْعل‬
‫‪ 380‬ـ ويجوز التوكيل ُ‬
‫ِّ‬
‫بالتعدي أو التفريط‪.‬‬ ‫‪ 381‬ـ وهو كسائر األمناء‪ ،‬ال ضمان عليهم إال‬

‫‪ 382‬ـ ويقبل قولهم في عدم ذلك باليمين‪.‬‬

‫ادعى الرد من األمناء‪:‬‬


‫‪ 383‬ـ ومن ّ‬
‫بجعل‪ :‬لم يقبل إال ببينة‪.‬‬
‫فإن كان ُ‬
‫وإ ن كان متبرعاً‪ :‬قبل قوله بيمينه‪.‬‬

‫[الشركة]‪:‬‬

‫‪ 384‬ـ وقال صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬يقول اهلل تعالى‪ :‬أنا ثالث‬
‫الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه‪ ،‬فإذا خانه خرجت من بينهما» ‪ .‬رواه‬
‫أبو داود (‪.)2‬‬

‫‪ 385‬ـ فالشركة بجميع أنواعها كلها جائزة (‪.)3‬‬

‫الج ْعل ِ‬
‫والج َعالة‪ :‬سيأتي بيانها في فقرة (‪.)398‬‬ ‫‪ُ -‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -2‬رواه أبو داود (‪ ،)3383‬والدارقطني (‪ ،)303‬والحاكم (‪ )5/52‬وصححه‪ ،‬والبيهقي (‪،)6/78‬‬


‫وأقره المنذري في «الترغيب» (‪ ،)3/31‬قال الحافظ في «التلخيص» (‪« :)3/49‬وأعله ابن القطان‬
‫بالجهل بحال سعيد بن حيان‪ ،‬والد أبي حيان‪ ...‬لكن أعله الدارقطني باإلرسال‪.»...‬ـ ولهاتين العلتين‬
‫ضعفه األلباني «اإلرواء» (‪.)1468‬‬
‫‪ -3‬الشركة نوعان‪ :‬األول‪ :‬شركة أمالك‪ ،‬وهي اجتماع في استحقاق مالي‪ :‬إما عقار‪ ،‬وإ ما منقول‪ ،‬وإ ما‬
‫منفعة‪ ،‬يكون ذلك مشتركاً بين اثنين فأكثر‪ ،‬ملكاه بطريق الشراء أو الهبة أو اإلرث أو غيرها‪ ،‬فهذا‬
‫النوع من الشركة كل واحد من الشريكين أجنبي في نصيب شريكه‪ ،‬ال يجوز له التصرف فيه إال بإذنه‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬شركة عقود‪ :‬وهي اجتماع في التصرف من بيع ونحوه‪ ،‬وهذا القسم هو المراد هنا‪ ،‬فهنا ينفذ‬
‫تصرف كل واحد من الشريكين‪ ،‬بحكم الملك في نصيبه‪ ،‬وبحكم الوكالة في نصيب شريكه‪ ،‬وقد قسَّمها‬
‫الفقهاء إلى خمسة أقسام‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ شركة ِعَنان‪ :‬وهي أن يشترك اثنان فأكثر بماليهما ليعمال فيه ببدنيهما‪ ،‬أو يعمل أحدهما ويكون له‬
‫من الربح أكثر من ربح اآلخر‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫‪ 386‬ـ ويكون الملك فيها والربح بحسب ما يتفقان عليه‪ ،‬إذا كان جزءاً‬
‫مشاعاً معلوماً (‪.)4‬‬

‫‪ 387‬ـ فدخل في هذا‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ شركة العنان‪ ،‬وهي‪ :‬أن يكون من ٍّ‬
‫كل منهما مال وعمل‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وشركة المضاربة‪ :‬بأن يكون من أحدهما المال ومن اآلخر العمل‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ وشركة الوجوه‪ :‬بما يأخذان بوجوههما من الناس‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ وشركة األبدان‪ :‬بأن يشتركا بما يكتسبان بأبدانهما من المباحات‬


‫من حشيش ونحوه‪ ،‬وما يتقبالنه من األعمال‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ شركة مضاربة‪ :‬وهي أن يدفع شخص ماالً معلوماً ليتجر فيه شخص آخر‪ ،‬بجزء ُمشاع معلوم من‬
‫ربحه‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ شركة وجوه‪ :‬وهي أن يشترك اثنان فأكثر بربح ما يشتريانه بذمتيهما من عروض التجارة‪ ،‬من غير‬
‫أن يكون لهما مال‪ ،‬فما ربحاه فهو بينهما على ما اتفقا عليه‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ شركة أبدان‪ :‬وهي أن يشترك اثنان فأكثر فيما يكتسبان بأبدانهما من مباح‪ ،‬أو يشتركا فيما يتقبالنه‬
‫في ذمتيهما من عمل‪.‬‬
‫وشراء في‬
‫ً‬ ‫‪ 5‬ـ شركة مفاوضة‪ :‬وهي أن يفوض كل منهما اآلخر في كل تصرف مالي وبدني بيعاً‬
‫الذمة‪ ،‬وفي كل ما يثبت لهما أو عليهما‪ ،‬من غير أن ُي ْدخال فيه كسباً أو غرامة مالية خاصة‪.‬‬
‫بتصرف من «توضيح األحكام للبسام» (‪.)4/127‬‬
‫‪ -4‬قرر الشيخ‪ :‬أن الشركة والمضاربة تصح ولو كان رأس المال من غير النقدين المضروبين‪ ،‬فإنه ال‬
‫وي ْرجع إلى هذا التقويم عند‬
‫يقوم رأس المال بأحد النقدين‪ُ ،‬‬
‫مانع منه‪ ،‬والحاجة داعية إليه‪ ،‬وعليه َّ‬
‫المحاسبة‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)88‬‬

‫‪140‬‬
‫‪ 5‬ـ وشركة المفاوضة‪ :‬وهي الجامعة لجميع ذلك‪.‬‬

‫‪ 388‬ـ وكلها جائزة‪.‬‬

‫‪ 389‬ـ ويفسدها إذا دخلها الظلم والغرر ألحدهما‪ ،‬كأن يكون ألحدهما‬
‫ربح إحدى (‪ )1‬السلعتين‪ ،‬أو‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫آخر‪ ،‬أو ُ‬
‫ربح وقت َ‬‫ربح وقت معين‪ ،‬ولآلخر ُ‬ ‫ُ‬
‫إحدى السفرتين‪ ،‬وما يشبه ذلك‪.‬‬

‫‪ 390‬ـ كما يفسد ذلك المساقاةَ والمزارعةَ‪.‬‬

‫وقال رافع بن خديج‪ :‬وكان الناس ُي َؤاجرون على عهد رسول اهلل‬
‫صلّى اهلل عليه وسلّم ما على ِ‬
‫الماذَي َانات‪ ،‬وأَ ْقَبال الجداول‪ ،‬وشيء (‪ )2‬من‬
‫الزرع‪ ،‬فيهلك هذا ويسلم هذا‪ ،‬ويسلم هذا ويهلك هذا ولم يكن للناس كراء إال‬
‫هذا‪( ،‬فلذلك زجر عنه ) (‪ .)3‬فأما شيء معلوم مضمون‪ :‬فال بأس به ‪ .‬رواه‬
‫مسلم (‪.)4‬‬

‫وعامل النبي صلّى اهلل عليه وسلّم أهل خيبر بشطر ما يخرج منها من‬
‫ثَ َمر أو زرع ‪ .‬متفق عليه (‪.)5‬‬

‫‪ 391‬ـ فالمساقاة على الشجر‪ :‬بأن يدفعها للعامل‪ ،‬ويقوم عليها‪ ،‬بجزء‬
‫مشاع معلوم من الثمرة‪.‬‬

‫‪ 392‬ـ والمزارعة‪:‬ـ بأن يدفع األرض لمن يزرعها بجزء مشاع معلوم‬
‫من الزرع‪.‬‬

‫‪ -1‬في «أ»‪ :‬أحد‪ .‬في الموضعين‪.‬‬


‫‪ -2‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬أشياء‪.‬‬
‫‪ -3‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫ِ‬
‫والماذيانات؛ بكسر الذال‪ ،‬وحكى عياض فتحها‪ :‬جمع ماذية‪ ،‬وهي ما ينبت‬ ‫‪ -4‬أخرجه مسلم (‪.)1547‬‬
‫على حافة النهر ومسايل المياه‪ ،‬وليست الكلمة عربية‪ .‬و(أقبال الجداول)‪ :‬أوائل المسايل ورؤوسها‪.‬‬
‫‪ -5‬أخرجه البخاري (‪ ،)5/10‬ومسلم (‪.)1551‬‬

‫‪141‬‬
‫‪ 393‬ـ وعلى ٍّ‬
‫كل منهما‪ :‬ما جرت العادة به (‪ ،)1‬والشرطُ الذي ال جهالة‬
‫فيه (‪.)2‬‬

‫‪ 394‬ـ ولو دفع دابة إلى آخر يعمل عليها‪ ،‬وما حصل بينهما‪ :‬جاز‪.‬‬

‫باب إحياء الموات‬

‫‪ 395‬ـ وهي األرض البائرة التي ال يعلم لها مالك‪.‬‬

‫‪ 396‬ـ فمن أحياها بحائط‪ ،‬أو حفر بئر‪ ،‬أو إجراء ماء إليها‪ ،‬أو منع ما‬
‫ال تزرع معه‪ :‬ملكها بجميع ما فيها‪ ،‬إال المعادن الظاهرة؛ لحديث ابن عمر‪:‬‬
‫«من أحيا أرضاً ليست ألحد فهو أحق بها» ‪ .‬رواه البخاري (‪.)3‬‬

‫‪ 397‬ـ وإ ذا َّ‬
‫تحجر مواتاً‪ :‬بأن أدار حوله أحجاراً‪ ،‬أو حفر بئراً لم يصل‬
‫مائها‪ ،‬أو أُ ْق ِطع أرضاً‪ :‬فهو أحق بها‪ ،‬وال يملكها حتى يحييها بما تقدم‬ ‫(‪)4‬‬
‫إلى‬
‫(‪.)5‬‬

‫‪ -1‬قرر الشيخ‪ :‬أن المساقاة والمزارعة عقدان الزمان‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)88‬‬
‫‪ -2‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫عمر أرضاً‪.»...‬ـ واللفظ الذي ذكره المؤلف‬
‫‪ -‬أخرجه البخاري (‪ ،)5/18‬وهذا لفظه‪« :‬من أعمر أو ّ‬
‫‪3‬‬

‫ِ‬
‫وغيره‪.‬‬ ‫وغيره‪ ،‬عن سعيد بن زيد‬
‫ُ‬ ‫رواه أبو داود (‪)3073‬‬
‫‪ -4‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -5‬ويمنع من التحجر الذي ال ينتفع به ويمنعها من الغير‪ .‬ومن سبق إلى شيء من المباحات‬
‫كاألراضي‪ ،‬والحطب‪ ،‬والجلوس في المساجد‪ ،‬وسكنى األوقاف التي ال تحتاج إلى ناظر‪ ،‬فهو أحق به‬
‫من غيره‪( .‬نور البصائر ص‪.)39‬‬

‫‪142‬‬
‫باب ال ِج َعالة واإلجارة‬

‫‪ 398‬ـ وهما‪َ :‬ج ْعل مال معلوم لمن يعمل له عمالً معلوماً‪ ،‬أو مجهوالً‬
‫الج َعالة‪ ،‬ومعلوماً في اإلجارة‪ ،‬أو على منفعة في الذمة‪.‬‬
‫في َ‬
‫‪ 399‬ـ فمن فعل ما جعل عليه فيهما‪ :‬استحق العوض‪ ،‬وإ ال فال (‪.)1‬‬

‫‪ 400‬ـ إال إذا تعذر العمل في اإلجارة‪ ،‬فإنه يتقسط العوض‪.‬‬

‫‪ 401‬ـ وعن أبي هريرة مرفوعاً (‪« :)2‬قال اهلل تعالى‪ :‬ثالثة أنا‬
‫حرا فأكل ثمنه‪،‬‬
‫خصمهم يوم القيامة‪ :‬رجل أعطى بي ثم غدر‪ ،‬ورجل باع ًّ‬
‫ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه‪ ،‬ولم يعطه أجره» ‪ .‬رواه مسلم (‪.)3‬‬

‫‪ 402‬ـ وال ِج َعالة أوسع من اإلجارة؛ ألنها تجوز على أعمال القُرب؛‬
‫وألن العمل فيها يكون معلوماً ومجهوالً (‪ ،)4‬وألنها عقد جائز‪ ،‬بخالف اإلجارة‬
‫(‪.)5‬‬

‫يقوم مقامه‪ ،‬ال بأكثر منه‬ ‫(‪)6‬‬


‫لمن‬
‫‪ 403‬ـ وتجوز إجارة العين المؤجرة َ‬
‫ضرراً‪.‬‬

‫‪ -1‬قرر الشيخ‪ :‬أن فسخ الجعالة إذا كان من الجاعل كان للعامل حصته من المسمى ال من أجرة المثل‪.‬‬
‫(المختارات الجلية ص‪.)95‬‬
‫‪ -2‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬قال‪ :‬قال رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‪.‬‬
‫ابن حجر في «بلوغ المرام» حيث عزاه لمسلم‪ ،‬ولم‬
‫المصنف َ‬
‫ُ‬ ‫تابع‬
‫‪ -‬أخرجه البخاري (‪ ،)4/417‬وقد َ‬
‫‪3‬‬

‫أجده في مسلم‪.‬‬
‫‪ -4‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬أو مجهوالً‪.‬‬
‫‪ -5‬فاإلجارة عقد الزم‪.‬‬
‫‪ -6‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬على من‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫‪ 404‬ـ وال ضمان فيهما‪ ،‬بدون ٍّ‬
‫تعد وال تفريط (‪.)1‬‬
‫أج َره قبل أن َّ‬
‫يجف عرقه» ‪.‬‬ ‫األجير ْ‬
‫َ‬ ‫‪ 405‬ـ وفي الحديث‪« :‬أعطوا‬
‫رواه ابن ماجه (‪.)2‬‬

‫باب اللقطة واللقيط‬

‫ثالثة أضرب‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬


‫‪ 406‬ـ وهي على‬

‫في ْملك بال تعريف‪.‬‬ ‫ِ‬


‫أحدها‪ :‬ما تَق ّل قيمته‪ ،‬كالسوط والرغيف ونحوهما‪ُ ،‬‬
‫والثاني‪ :‬الضوا ّل التي تمتنع من صغار السباع‪ ،‬كاإلبل‪ ،‬فال تملك‬
‫بااللتقاط مطلقاً‪.‬‬

‫والثالث‪ :‬ما سوى ذلك‪ ،‬فيجوز التقاطه‪ ،‬ويملكه إذا َع َّرفه سنة كاملة‪.‬‬

‫وعن زيد بن خالد الجهني‪ ،‬قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي صلّى اهلل عليه‬
‫ووكاءها‪ ،‬ثم َع ِّرفها سنة‪،‬‬
‫َ‬ ‫وسلّم‪ ،‬فسأله عن اللقطة؟ فقال‪« :‬اعرف ِعفَاصها‬
‫فإن جاء صاحبها‪ ،‬وإ ال فشأنك بها»‪.‬‬

‫‪ -1‬قرر الشيخ‪ :‬أن األجير إذا عمل لغيره عمالً بصناعة أو حمل شيء‪ ،‬ثم تلف ذلك المصنوع أو‬
‫المحمول بغير تفريط ٍّ‬
‫وتعد من األجير‪ :‬أن له من األجر بقدر عمله‪ ،‬ولو لم يسلمه إلى ربه‪( .‬المختارات‬
‫الجلية ص‪.)89‬‬
‫‪ -2‬أخرجه ابن ماجه (‪ ،)2443‬والبيهقي (‪ ،)6/121‬قال المنذري في «الترغيب» (‪« :)3/58‬وبالجملة‬
‫فهذا المتن مع غرابته يكتسب بكثرة طرقه قوة‪ ،‬واهلل أعلم»‪ .‬وذكر نحوه المناوي في «فيض القدير»‪،‬ـ‬
‫وصححه األلباني في «اإلرواء» (‪.)1498‬‬
‫‪ -3‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫الغَنم؟ قال‪« :‬هي لك أو ألخيك أو للذئب»‪.‬‬
‫ضالّةُ َ‬
‫قال‪ :‬فَ َ‬
‫ضالّة اإلبل؟ قال‪« :‬ما لك ولها؟ معها سقاؤها وحذاؤها‪ ،‬ترد‬
‫قال‪ :‬فَ َ‬
‫الماء‪ ،‬وتأكل الشجر‪ ،‬حتى يلقاها ُّ‬
‫ربها» ‪ .‬متفق عليه (‪.)1‬‬

‫‪ 407‬ـ والتقاط اللقيط‪ ،‬والقيام به‪ :‬فرض كفاية‪.‬‬

‫بيت المال فعلى من علم بحاله‪.‬‬


‫‪ 408‬ـ فإن تعذر ُ‬

‫باب المسابقة والمغالبة‬

‫‪ 409‬ـ وهي ثالثة أنواع‪:‬‬

‫نوع‪ :‬يجوز بعوض وغيره‪ ،‬وهي‪ :‬مسابقة الخيل واإلبل والسهام (‪.)2‬‬

‫ونوع‪ :‬يجوز بال عوض‪ ،‬وال يجوز بعوض‪ ،‬وهي‪ :‬جميع المغالبات‬
‫ونحوهما‪ ،‬فتحرم مطلقاً‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫بغير الثالثة المذكورة‪ ،‬وبغير النرد والشطرنج‬

‫‪ -1‬أخرجه البخاري (‪ ،)5/91‬ومسلم (‪.)1722‬‬


‫‪ -2‬بيَّن الشيخ السعدي في (اإلرشاد ص‪ :)150‬أن شيخ اإلسالم اختار أنه يلحق بهذه الثالثة ما كان في‬
‫ِ‬
‫والجهاد في سبيله والمراهنة في المسائل العلمية؛ ألن الحكمة المبيحة‬ ‫يقوي على طاعة اهلل‬
‫معناها‪ ،‬مما ِّ‬
‫ألخذ العوض في الثالثة السابقة موجودة فيما كان في معناه‪ ،‬وهو الراجح دليالً‪ .‬انتهى‪ .‬بتصرف‪ .‬كما‬
‫قرر في (المختارات الجلية ص‪ :)90‬جواز المسابقة على الخيل واإلبل والسهام بعوض‪ ،‬ولو كان‬
‫المتسابقان كل منهما مخرج للعوض‪ ،‬وأنه ال يشترط محلِّل‪ ،‬وأن القمار كله محرم إال هذه الثالثة؛‬
‫لرجحان مصلحتها‪ .‬والحديث الذي فيه المحلِّل ضعفه كثير من األئمة‪.‬‬
‫‪َّ -3‬‬
‫النرد‪ :‬لعبة ذات صندوق وحجارة وفصين‪ ،‬تعتمد على الحظ‪ ،‬وتُْنقل فيها الحجارة على حسب ما‬
‫يأتي به الفص [الزهر] وتعرف عند العامة بالطاولة‪( .‬المعجم الوسيط)‪.‬‬
‫ط َرنج‪ :‬لعبة تلعب على رقعة ذات أربعة وستين مربعاً‪ ،‬وتمثل دولتين متحاربتين باثنتينـ وثالثين‬ ‫َّ‬
‫والش ْ‬
‫قطعة‪ ،‬تمثل الملكين والوزيرين والخيالة والقالع والفيلة والجنود‪( .‬المعجم الوسيط)‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫صل أو حافر» (‪ .)1‬رواه‬
‫وهو النوع الثالث؛ لحديث‪« :‬ال َسَبق إال في خف أو َن ْ‬
‫أحمد والثالثة (‪.)2‬‬

‫‪ 410‬ـ وأما ما سواها‪ :‬فإنها داخلة في القمار والميسر‪.‬‬

‫باب الغصب‬

‫‪ 411‬ـ وهو االستيالء على مال الغير بغير حق‪.‬‬

‫‪ 412‬ـ وهو محرم لحديث‪« :‬من اقتطع شبراً من األرض ظلماً طوقه‬
‫به يوم القيامة من سبع أرضين» ‪ .‬متفق عليه (‪.)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫اهلل‬
‫‪ 413‬ـ وعليه‪ُّ :‬‬
‫رده لصاحبه‪ ،‬ولو َغ ِرم أضعافه (‪.)5‬‬

‫وضمانه إذا تلف‬


‫ُ‬ ‫وأجرتُه مدةَ مقامه بيده‪،‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫‪ 414‬ـ وعليه‪ :‬نقصه‬
‫مطلقاً (‪.)7‬‬
‫‪ -1‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬حافر أو نصل‪.‬‬
‫‪ -2‬أخرجه أحمد (‪ ،)2/474‬وأبو داود (‪ ،)2564‬والترمذي (‪ ،)1700‬وحسنه‪ ،‬والنسائي (‪.)6/226‬‬
‫‪ -3‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -4‬أخرجه البخاري (‪ ،)6/392‬ومسلم (‪.)1610‬‬
‫‪ -5‬قرر الشيخ‪ :‬أن الصواب أن الغاصب يضمن نقص المغصوب بأي حالة كان‪ ،‬حتى ولو كان النقص‬
‫بالسعر‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)92‬‬
‫‪ -6‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬نفقته‪.‬‬
‫‪ -7‬قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في (اإلرشاد ص‪ :)148‬األيدي التي تضمن النفوس واألموال‬
‫ثالث‪:‬‬
‫األولى‪ :‬يد متعدية‪ ،‬وضابطها‪ :‬كل من وضع يده على مال غيره ظلماً‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬اليد المباشرة‪ ،‬فمن أتلف نفساً أو ماالً بغير حق عمداً أو سهواً أو جهالً؛ فإنه ضامن‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬اليد المتسبِّبة‪ ،‬فمن فعل ما ليس له فعله في ملك غيره‪ ،‬أو في الطرق‪ ،‬أو تسبب إلتالفه بفعل غير‬
‫مأذون فيه فتلف بسبب فعله شيء‪ :‬ضمنه‪ .‬لكن لو اجتمع المباشر والمتسبب كان الضمان على المباشر‪،‬‬
‫فإن تعذر تضمينه ضمن المتسبب‪ .‬اهـ‪ .‬بتصرف‪.‬‬
‫فائدة‪ :‬من كان في ملكه أو حوزته بهيمة فجناياتها على الغير هدر؛ لقوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪:‬‬
‫فرط صاحبها‪ ،‬أو أتلفت في=‬
‫«العجماء جبار» ‪ ،‬إال إذا كان غاصباً‪ ،‬أو بهيمة معروفة باألذى إذا ّ‬
‫=الليل‪ ،‬أو كان صاحبها متصرفاً فيها‪ ،‬أو أطلقها بقرب ما تتلفه عادة‪ ،‬فإنه متعد في هذه الصور‪ ،‬وعليه‬

‫‪146‬‬
‫‪ 415‬ـ وزيادته لربه (‪.)1‬‬

‫قلعه؛ لحديث‪:‬‬
‫‪ 416‬ـ وإ ن كانت أرضاً فغرس أو بنى فيها‪ :‬فلربه ُ‬
‫عر ٍ‬
‫ق ظالم حق» ‪ .‬رواه أبو داود (‪.)2‬‬ ‫ِ‬
‫«ليس ل ْ‬
‫‪ 417‬ـ ومن انتقلت إليه العين من الغاصب‪ ،‬وهو عالم‪ :‬فحكمه حكم‬
‫الغاصب‪.‬‬

‫الضمان‪( .‬نور البصائر ص‪.)37‬‬


‫الحديد‬
‫َ‬ ‫‪ -1‬قرر الشيخ‪ :‬أن المغصوب إذا انتقل من حالة إلى أخرى‪ ،‬كما إذا نجر الخشب باباً‪ ،‬أو جعل‬
‫أواني‪ ،‬فإنه على ملك المغصوب منه‪ ،‬وأما إذا استحال بالكلية بأن كانت البيضة فرخاً أو النوى غرساً‬
‫َ‬
‫فإن الظاهر أن هذا نوع من اإلتالف فيضمن الغاصب مثل المغصوب إن أمكن‪ ،‬وإ ال فالقيمة‪.‬‬
‫(المختارات الجلية ص‪.)92‬‬
‫ـ[‪]543‬‬
‫‪ -2‬أخرجه أبو داود (‪ ،)3073‬والترمذي (‪ ،)1378‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن غريب‪ ،‬وحسَّن الحافظ ابن‬
‫حجر إسناده‪ ،‬كما في «البلوغ»‪ ،‬وقال في «الفتح» (‪ )5/14‬بعد ذكر طرق الحديث‪« :‬وفي أسانيدها‬
‫مقال‪ ،‬لكن يتقوى بعضها ببعض»‪ .‬قال الشيخ في (نور البصائر ص‪ :)36‬وأما غير الظالم‪ِ :‬‬
‫كغراس‬
‫المستأجر وبنيانه فإنه مستحق اإلبقاء‪ ،‬لكن يتفق هو ومالك األرض إما على إبقائه بأجرة‪ ،‬أو يتملكه‬
‫صاحب األرض بقيمته‪ ،‬أو بما اتفقا عليه‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫باب ِ‬
‫العاريَّة والوديعة‬
‫ِ‬
‫[العاريَّة]‪:‬‬

‫العارية (‪ :)1‬إباحة المنافع‪.‬‬


‫ّ‬ ‫‪ 418‬ـ‬

‫والمعروف‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫في اإلحسان‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ 419‬ـ وهي مستحبة لدخولها‬

‫قال صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬كل معروف صدقة» (‪.)4‬‬

‫ض ِمَنها‪.‬‬
‫ضمانها‪َ :‬‬
‫ُ‬ ‫‪ 420‬ـ إن ُش ِرط‬

‫تعدى أو فرط فيها‪ :‬ضمنها‪ ،‬وإ ال فال‪.‬‬


‫ّ‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ 421‬ـ أو‬

‫[الوديعة]‪:‬‬

‫مثلها‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫‪ 422‬ـ ومن أُودع وديعةً‪ :‬فعليه حفظها في حرز‬

‫‪ 423‬ـ وال ينتفع بها بغير إذن ربها‪.‬‬


‫باب ُّ‬
‫الش ْفعة‬

‫‪ 424‬ـ وهي‪ :‬استحقاق اإلنسان انتزاع حصة شريكه من يد من انتقلت‬


‫إليه ببيع ونحوه‪.‬‬

‫‪ 425‬ـ وهي خاصة في العقار الذي لم ُي ْقسم (‪)7‬؛ لحديث جابر‬

‫‪ -1‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬وهي‪.‬‬


‫‪ -2‬ليست في‪« :‬ط»‪.‬‬
‫‪ -3‬ليست في‪« :‬ب»‪.‬‬
‫‪ -4‬أخرجه البخاري (‪ ،)10/447‬ومسلم (‪.)1005‬‬
‫‪ -5‬في «ط»‪ :‬وإ ن‪.‬‬
‫‪ -6‬الحرز‪ :‬الموضع الحصين‪.‬‬
‫‪ -7‬أجمع العلماء على ثبوت الشفعة في العقارات التي تقسم قسمة إجبار‪( ،‬وهو العقار الواسع)‪ ،‬واختلفوا‬
‫في الدار الصغيرة والحانوت مما مساحته قليلة‪ ،‬وال تجب قسمته قسمة إجبار‪ ،‬وقد اختار القول بثبوت‬
‫الشفعة فيها‪ :‬ابن تيمية والسعدي وهيئة كبار العلماء بالسعودية؛ لعموم األخبار في ثبوت =الشفعة‪ ،‬ولما‬

‫‪148‬‬
‫رضي اهلل عنه‪ :‬قضى النبي صلّى اهلل عليه وسلّم بالشفعة في كل ما‬
‫لم ُي ْقسم‪ ،‬فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فال شفعة ‪ .‬متفق عليه (‪.)1‬‬
‫‪ 426‬ـ وال يحل ُّ‬
‫التحي ُل إلسقاطها (‪.)2‬‬

‫‪ 427‬ـ فإن تحيل لم تسقط؛ لحديث‪« :‬إنما األعمال بالنيات» ‪.‬‬

‫باب الوقف‬

‫تحبيس األصل وتسبي ُل المنافع‪.‬‬


‫ُ‬ ‫‪ 428‬ـ وهو‬

‫‪ 429‬ـ وهو من أفضل القَُرب وأنفعها إذا كان على جهة بٍِّر‪ ،‬وسلم من‬
‫ٍ‬
‫صدقة‬ ‫الظلم (‪)3‬؛ لحديث‪« :‬إذا مات العبد انقطع عمله إال من ثالث‪:‬‬

‫روي من قوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬الشريك شفيع في كل شيء» ‪ ،‬وألن الشفعة تثبت إلزالة ضرر‬
‫الشراكة‪ ،‬وهي في هذا النوع من العقار أكثر ضرراً‪.‬‬
‫قرر الشيخ السعدي‪ :‬أن الشفعة ال تسقط بموت من له أخذها‪ ،‬وأن ورثته يقومون مقامه‪.‬‬
‫وقد َّ‬
‫(المختارات الجلية ص‪.)94‬‬
‫‪ -1‬أخرجه البخاري (‪ ،)4/436‬ومسلم (‪.)1608‬‬
‫‪ -2‬قرر الشيخ‪ :‬أن حق الشفعة كغيره من الحقوق‪ ،‬ال يسقط إال بما يدل على الرضا بإسقاطه؛ ألن‬
‫الشارع أثبته لدفع الضرر عن الشريك في العقار‪ ،‬فال يسقط ما أثبته الشارع إال بما يدل على إسقاطه‪،‬‬
‫من قول أو فعل دال على الرضا باإلسقاط‪ ،‬وقد ال يبادر من له حق الشفعة لينظر في أمره ويتروى‪،‬‬
‫فمعاجلته في هذه الحال مخالفة لما أثبته الشارع من الرفق‪ ،‬وأما حديث‪« :‬الشفعة كحل العقال»‪،‬‬
‫وحديث‪« :‬الشفعة لمن واثبها»؛ فلم يثبتا‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)93‬‬
‫‪ -3‬اشتراط الفقهاء أن يكون الوقف على جهة بر يدل على أن الوقف على بعض الورثة دون بعض‬
‫صوبه الشيخ في (المختارات الجلية ص‪ ،)96‬وقال أيضاً‪ :‬وإ ذا كان الوقف شرطه‬‫يحرم‪ ،‬وال َي ْنفُذ كما َّ‬
‫القربة‪ ،‬باتفاق الفقهاء‪ ،‬فالوقف ممن عليه ديون ي ِ‬
‫ض ُّر بها غير نافذ‪ ،‬ولو كان لم يحجر عليه‪.‬‬ ‫ُ‬

‫‪149‬‬
‫جارية‪ ،‬أو علم ينتفع به‪ ،‬أو ٍ‬
‫ولد صالح يدعو له» ‪ .‬رواه مسلم (‪.)1‬‬

‫النبي صلّى اهلل‬


‫عمر أرضاً بخيبر‪ ،‬فأتى َّ‬
‫وعن ابن عمر قال‪ :‬أصاب ُ‬
‫بخيبر لم‬
‫َ‬ ‫عليه وسلّم يستأمره فيها‪ .‬فقال‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬إني أصبت أرضاً‬
‫ُّ‬ ‫أ ِ‬
‫ب ماالً قط هو أنفس عندي منه‪ ،‬قال‪« :‬إن شئت َحَّب َ‬
‫ست أصلَها وتصدقت‬ ‫ُص ْ‬
‫بها»‪ ،‬قال‪ :‬فتصدق بها عمر‪ ،‬غير أنه ال يباع أصلها وال ُيورث وال ُيوهب‪،‬‬
‫فتصدق بها في الفقراء‪ ،‬وفي القربى (‪ ،)2‬وفي الرقاب ‪ ،‬وفي سبيل اهلل‪ ،‬وابن‬
‫السبيل‪ ،‬والضيف‪ ،‬ال جناح على من َوِلَيها أن يأكل منها بالمعروف‪ ،‬ويطعم‬
‫صديقاً‪ ،‬غير ُمتَ َم ِّول ماالً» ‪ .‬متفق عليه (‪.)3‬‬

‫‪ 430‬ـ وأفضله‪ :‬أنفعه للمسلمين‪.‬‬

‫‪ 431‬ـ وينعقد بالقول الدال على الوقف‪.‬‬

‫وي ْرجع في مصارف الوقف وشروطه إلى شرط الواقف حيث‬


‫‪ 432‬ـ ُ‬
‫وافق الشرع‪.‬‬

‫‪ 433‬ـ وال يباع إال أن تتعطل منافعه‪ ،‬فيباع‪ ،‬ويجعل في مثله‪ ،‬أو‬
‫بعض مثله‪.‬‬

‫‪ -1‬أخرجه مسلم (‪.)1631‬‬


‫‪ -2‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5/354‬ومسلم (‪.)1632‬‬

‫‪150‬‬
‫باب الهبة والعطية والوصية‪L‬‬

‫‪ 434‬ـ وهي من عقود التبرعات‪.‬‬

‫‪ 435‬ـ فالهبة‪ :‬التبرع بالمال في حال الحياة والصحة‪.‬‬

‫الم ُخوف‪.‬‬
‫‪ 436‬ـ والعطية‪ :‬التبرع به في مرض موته َ‬
‫‪ 437‬ـ والوصية‪ :‬التبرع به بعد الوفاة‪.‬‬

‫‪ 438‬ـ فالجميع داخل في اإلحسان والبر‪.‬‬

‫‪ 439‬ـ فالهبة من رأس المال‪.‬‬

‫‪ 440‬ـ والعطية والوصية من الثلث فأقل لغير وارث‪.‬‬

‫زاد عن الثلث‪ ،‬أو كان لوارث‪ :‬تََوقَّ َ‬


‫ف على إجازة الورثة‬ ‫‪ 441‬ـ فما‬
‫(‪)1‬‬

‫المرشدين (‪.)2‬‬

‫الع ْدل بين أوالده؛ لحديث‪« :‬اتقوا اهلل واعدلوا‬ ‫ُّ‬


‫‪ 442‬ـ وكلها يجب فيها َ‬
‫بين أوالدكم» (‪ .)3‬متفق عليه‪.‬‬

‫‪ 443‬ـ وبعد تقبيض الهبة وقبولها ال يحل الرجوع فيها (‪)4‬؛ لحديث‪:‬‬
‫«العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه» ‪ .‬متفق عليه (‪ ،)5‬وفي الحديث‬
‫اآلخر‪« :‬ال يحل لرجل مسلم أن يعطي العطية ثم يرجع فيها؛ إال الوالد فيما‬
‫يعطي لولده» ‪ .‬رواه أهل «السنن (‪.)6‬‬

‫‪ -1‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬فإن‪.‬‬


‫‪ -2‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬الراشدين‪.‬‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5/211‬ومسلم (‪.)1623‬‬
‫‪ -4‬فائدة‪ :‬العقود العينية‪ :‬هي التي ال تعتبر تامة االلتزام إال إذا حصل تسليم العين المعقود عليها‪ ،‬وهي‬
‫خمسة‪ :‬الهبة‪ ،‬والرهن‪ ،‬واإلعارة‪ ،‬واإليداع‪ ،‬والقرض‪.‬‬
‫‪ -5‬أخرجه البخاري (‪ ،)5/234‬ومسلم (‪.)1622‬‬

‫‪151‬‬
‫‪ 444‬ـ وكان النبي صلّى اهلل عليه وسلّم يقبل الهدية‪ ،‬ويثيب عليها(‪.)1‬‬

‫يضره‪ ،‬أو يعطيه‬


‫‪ 445‬ـ ولألب أن يتملك من مال ولده ما شاء‪ ،‬ما لم ّ‬
‫بمرض موت أحدهما؛ لحديث‪« :‬أنت ومالك ألبيك»‬ ‫(‪)3‬‬
‫لولد آخر‪ ،‬أو يكون‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪.)4‬‬

‫‪ 446‬ـ وعن ابن عمر مرفوعاً‪« :‬ما حق امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي‬
‫فيه‪ ،‬يبيت ليلتين‪ ،‬إال ووصيته مكتوبة عنده» ‪ .‬متفق عليه (‪.)5‬‬

‫أعطى كل ذي حق حقَّه‪ ،‬فال‬ ‫(‪)6‬‬


‫‪ 447‬ـ وفي الحديث‪« :‬إن اهلل قد‬
‫وصية لوارث» ‪ .‬رواه أهل «السنن» (‪ ،)7‬وفي لفظ‪« :‬إال أن يشاء‬

‫‪ -6‬أخرجه أحمد (‪ ،)2/182‬وأبو داود (‪ ،)3539‬والنسائي (‪ ،)6/264‬وابن ماجه (‪ ،)2378‬والبيهقي‬


‫(‪ ،)6/178‬وصححه األلباني في «اإلرواء» (‪.)1624 ،1622‬‬
‫‪ -1‬أخرجه البخاري (‪.)5/210‬‬
‫‪ -2‬هكذا في النسختين والمطبوعة‪.‬‬
‫‪ -3‬هكذا في النسختين والمطبوعة‪.‬‬
‫‪ -4‬أخرجه أبو داود (‪ ،)3530‬وابن ماجه (‪ ،)2292‬من حديث عبد اهلل بن عمرو‪ ،‬وأخرجه ابن ماجه (‬
‫‪ ،)2291‬من حديث جابر‪ ،‬وصححه البوصيري وابن القطّان‪ ،‬قال الحافظ في «الفتح» (‪:)5/115‬‬
‫فمجموع طرقه ال تحطه عن القوة وجواز االحتجاج به‪.‬‬
‫‪ -5‬أخرجه البخاري (‪ ،)5/355‬ومسلم (‪.)1627‬‬
‫‪ -6‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -7‬أخرجه أبو داود الطيالسي (‪ ،)1127‬وعبد الرزاق (‪ ،)16306‬وأحمد (‪ ،)5/167‬وأبو داود‬
‫‪ ،)2870‬والترمذي (‪ ،)2120‬وصححه‪ ،‬وابن ماجه (‪ ،)2713‬والبيهقي (‪ ،)6/264‬وصححه‬
‫البوصيري والطحاوي‪ ،‬وجعله السيوطي وغيره من المتواتر‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫الورثةُ»(‪.)1‬‬

‫‪ 448‬ـ وينبغي لمن ليس عنده شيء يحصل فيه إغناء ورثته أن ال‬
‫يوصي‪ ،‬بل يدع التركة كلها لورثته (‪)2‬؛ كما قال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪:‬‬
‫«إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس» ‪ .‬متفق‬
‫عليه (‪.)3‬‬

‫والخير مطلوب في جميع األحوال‪.‬‬

‫‪ -1‬رواه الدارقطني في «سننه» (ص‪ ،)466‬ومن طريقه البيهقي (‪ )6/263‬عن عطاء عن ابن عباس‬
‫مرفوعاً‪ ،‬وعطاء هو الخراساني لم يدرك ابن عباس‪ ،‬كما قال البيهقي‪ ،‬قال الحافظ في «التقريب» عنه‪:‬‬
‫«صدوق يهم كثيراً‪ ،‬ويرسل ويدلس»‪ ،‬وأخرجه البيهقي (‪ )6/264‬من طريق إسماعيل ابن مسلم عن‬
‫الحسن عن عمرو بن خارجة مرفوعاً بنحوه‪ .‬وقال‪« :‬ضعيف‪ ،‬وروي من وجه آخر»‪ ،‬وقد حكم‬
‫األلباني في «إرواء الغليل» (‪ )6/96‬على الحديث بالنكارة؛ ألنه روي عن ابن عباس وعمرو بن‬
‫خارجة‪ ،‬وجاء من طرق أخرى عن جماعة من الصحابة‪ ،‬وليس فيه هذه الزيادة‪ .‬وقد روى هذه اللفظة‬
‫الدارقطني (ص‪ )466‬عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً نحوه‪ .‬قال ابن عبد الهادي في‬
‫«التنقيح» (‪ :)2/247‬ولم يخرجه أحد من أصحاب السنن‪ ،‬وفي رجاله سهل بن عثمان‪ ،‬كذبه الحاكم»‪.‬‬
‫وقال الحافظ في التلخيص» (‪« :)3/92‬وإ سناده ٍ‬
‫واه»‪.‬‬
‫‪ -2‬قال الشيخ‪ :‬ومن كان عنده مال كثير‪ ،‬وورثته أغنياء‪ ،‬سن له أن يوصي بخمس ماله في أعمال البر‬
‫التي يخرجها عن ورثته؛ ليتم األجر والثواب‪ ،‬وينحسم الشر والنزاع بين الورثة المتعلقين بالوصايا‪،‬‬
‫وإ ذا كان قصده بر أوالده فال يوصي بشيء‪ ،‬بل يجعل ماله ميراثاً بينهم على مواريثهم من كتاب اهلل وال‬
‫عبرة بما اعتاده جمهور الناس من حصر الوصية على األوالد ثم على أوالد البنين فقط‪ ،‬فإن هذا خالف‬
‫الشرع‪ ،‬وخالف العقل‪ ،‬وقد أضر بنفسه وبهم إذ تسبب في إحداث البغضاء والعداوة بينهم‪ ،‬واالتكال‬
‫عليها والكسل‪( .‬نور البصائر ص‪.)42‬‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاري (‪ ،)5/363‬ومسلم (‪.)1628‬‬

‫‪153‬‬
‫كتاب المواريث‬

‫قس َم ِة التركة بين مستحقيها‪.‬‬


‫‪ 449‬ـ هي العلم بِ ْ‬
‫‪ 450‬ـ واألصل فيها‪:‬‬
‫وصي ُكم اللَّه ِفي أَوالَ ِد ُكم ِل َّ‬
‫لذ َك ِر‬ ‫أ ـ قوله تعالى (في سورة النساء) (‪{{:)1‬ﮜ ي ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫ود اللَّ ِه }} اآليات [‪ 11‬ـ ‪. ]14‬‬ ‫ِم ْث ُل َحظِّ األ ُْنثََي ْي ِن }} إلى قوله‪ {{ :‬تِْل َ‬
‫ك ُح ُد ُ‬
‫ك ُق ِل اللَّهُ ُي ْفتِي ُك ْم ِفي‬
‫ون َ‬
‫ب ـ وقوله في آخر السورة‪َ {{ :‬ي ْستَ ْفتُ َ‬
‫اْل َكالَلَ ِة }}‪.‬‬

‫جـ مع حديث ابن عباس رضي اهلل عنهما مرفوعاً‪« :‬ألحقوا الفرائض‬
‫بأهلها‪ ،‬فما بقي فألولى رجل ذكر» ‪ .‬متفق عليه (‪.)2‬‬

‫‪ 451‬ـ فقد اشتملت اآليات الكريمة مع حديث ابن عباس على ُج ِّل‬
‫أحكام المواريث‪ ،‬وذكرها مفصلة بشروطها‪.‬‬
‫ِ‬
‫وأوالد االبن‪،‬‬ ‫واإلناث من ِ‬
‫أوالد الصلب‪،‬‬ ‫الذكور‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪ 452‬ـ فجعل اهللُ‬
‫ومن اإلخوة األشقاء‪ ،‬أو لغير ٍّأم إذا اجتمعوا يقتسمون المال‪.‬‬

‫‪ 453‬ـ وما أبقت الفروض‪ :‬للذكر مثل حظ األُنثيين‪.‬‬

‫‪ -1‬زيادة من‪« :‬ط»‪.‬‬


‫‪-32‬أخرجه البخاري(‪،)12/11‬ومسلم(‪.)1615‬‬

‫‪154‬‬
‫المال‪ ،‬أو ما أبقت‬
‫‪ 454‬ـ وأن الذكور من المذكورين‪ :‬يأخذون َ‬
‫الفروض‪.‬‬

‫‪ 455‬ـ وأن الواحدة من البنات‪ :‬لها النصف‪.‬‬

‫‪ 456‬ـ والثنتين فأكثر‪ :‬لهما الثلثان‪.‬‬


‫وبنت ٍ‬
‫ابن فللبنت‪ :‬النصف‪ ،‬ولبنت االبن‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫بنت‬
‫‪ 457‬ـ وإ ذا كانت ٌ‬
‫السدس تكملةَ الثلثين‪.‬‬

‫‪ 458‬ـ وكذلك األخوات الشقيقات‪ ،‬والالتي لألب في الكاللة (‪)1‬؛ إذا لم‬
‫يكن له ولد وال والد‪.‬‬

‫‪ 459‬ـ وأنه إذا استغرقت البنات الثلثين‪ :‬سقط من دونهن من بنات‬


‫بدرجتهن أو أنزل منهن‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫االبن‪ ،‬إذا لم يعصبهن ذكر‬

‫‪ 460‬ـ وكذلك الشقيقات ُي ْسقطن األخوات لألب‪ ،‬إذا لم يعصبهن‬


‫أخوهن (‪.)3‬‬

‫‪ 461‬ـ وأن اإلخوة ألم واألخوات‪ :‬للواحد منهم السدس‪ ،‬ولالثنين‬


‫فأكثر الثلث‪ُ ،‬ي َس َّوى بين ذكورهم وإ ناثهم‪.‬‬

‫‪ -1‬أي‪ :‬في آية الكاللة‪ ،‬وهي آخر آية في سورة النساء‪ ،‬الكاللة‪ :‬من ال والد له وال ولد‪.‬‬
‫القريب المبارك؛ ألنه لواله لما ورثت بنت االبن شيئاً‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -2‬هذا الذي يسميه الفرضيون‪:‬‬
‫‪ -3‬وهذا يسمونه أيضاً‪ :‬األخ المبارك؛ ألنه لواله لما ورثت األخوات ألب مع الشقيقات شيئاً‪.‬‬
‫وضده األخ المشؤوم في مسألة‪ :‬زوج‪ ،‬وشقيقة‪ ،‬وأخت ألب‪ ،‬وأخ ألب‪ ،‬فاألخت ألب كانت ستأخذ‬
‫السدس تكملة الثلثين‪،‬ـ فجاء أخوها فعصبها فلم يبق لهما شيء‬

‫‪155‬‬
‫‪ 462‬ـ وأنهم ال يرثون مع الفروع ُمطلقاً‪ ،‬وال مع األصول الذكور‪.‬‬

‫‪ 463‬ـ وأن الزوج له النصف مع عدم أوالد الزوجة (‪ ،)1‬والربع مع‬


‫وجودهم‪.‬‬

‫‪ 464‬ـ وأن الزوجة فأكثر لها الربع مع عدم أوالد الزوج‪ ،‬والثمن مع‬
‫وجودهم‪.‬‬

‫‪ 465‬ـ وأن األم لها السدس مع أحد من األوالد‪ ،‬أو اثنين فأكثر من‬
‫اإلخوة أو األخوات‪ ،‬والثلث مع عدم ذلك (‪.)2‬‬

‫‪ 466‬ـ وأن لها ثلث الباقي في‪ :‬زوج وأبوين‪ ،‬أو زوجة وأبوين (‪.)3‬‬

‫‪ 467‬ـ وقد جعل النبي صلّى اهلل عليه وسلّم للجدة السدس‪ ،‬إذا لم يكن‬
‫دونها ّأم‪ .‬رواه أبو داود والنسائي (‪.)4‬‬

‫ُّد َس‪ ،‬ال يزيد عليه مع األوالد الذكور‪.‬‬


‫‪ 468‬ـ وأن لألب الس ُ‬
‫‪ 469‬ـ وله السدس مع اإلناث‪ ،‬فإن بقي بعد فرضهن شيء أخذه‬
‫مع عدم األوالد مطلقاً‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫تعصيباً (وكذلك الجد‪ ،‬وأنهما يرثان تعصيباً)‬

‫عصبات (‪،)6‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ 470‬ـ وكذلك جميع الذكور ـ غير الزوج واألخ من األم ـ‬
‫وهم‪:‬‬

‫‪ -1‬في «أ»‪ :‬مع عدم األوالد‪.‬‬


‫‪ -2‬صحح الشيخ أن اإلخوة المحجوبين‪ ،‬ال يحجبون األم عن الثلث‪ ،‬وذكر أن قاعدة الفرائض‪ :‬أن من ال‬
‫يرث ال يحجب‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)100‬‬
‫‪ -3‬هذه هي المسألة العمرية‪.‬‬
‫‪ -4‬أخرجه أبو داود (‪ ،)2895‬والنسائي في «الكبرى» (‪ ،)4/73‬والدارقطني (‪ ،)74‬والبيهقي (‬
‫‪ .)6/234‬قال الحافظ ابن حجر في «التلخيص» (‪« :)3/96‬وفي إسناده عبيد اهلل العتكي‪ ،‬مختلف فيه‪،‬‬
‫وصححه ابن السكن»‪ .‬وقال في «البلوغ» (‪« :)810‬وصححه ابن خزيمة وابن الجارود‪ ،‬وقواه ابن‬
‫عدي»‪.‬‬
‫‪ -5‬ليست في «ب‪ ،‬ط»‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫‪ 1‬ـ اإلخوة األشقاء‪ ،‬أو ألب‪ ،‬وأبناؤهم‪.‬‬

‫وأعمام أبيه‬
‫ُ‬ ‫واألعمام األشقاء أو ألب‪ ،‬وأبناؤهم‪ ،‬أعمام الميت‪،‬‬
‫ُ‬ ‫‪2‬ـ‬
‫ِّ‬
‫وجده‪ ،‬وإ ن عال (‪.)1‬‬

‫‪ 3‬ـ وكذا البنون وبنوهم‪.‬‬

‫‪ 471‬ـ وحكم العاصب‪:‬‬

‫أ ـ أن يأخذ المال كله إذا انفرد‪.‬‬

‫ب ـ وإ ن كان معه صاحب فرض أخذ الباقي بعده‪.‬‬

‫يبق للعاصب شيء‪ ،‬وال يمكن‬


‫جـ وإ ذا استغرقت الفروض التركة لم َ‬
‫أن تستغرق مع ابن الصلب‪ ،‬وال مع األب‪.‬‬

‫‪ 472‬ـ وإ ن ُو ِج َد عاصبان فأكثر فجهات العصوبة على الترتيب اآلتي‪:‬‬

‫نوةٌ‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ ُب َّ‬
‫‪ 2‬ـ ثم أُُب َّوةٌ‪.‬‬

‫ُخ َّوةٌ وبنوهم‪.‬‬


‫‪ 3‬ـ ثم أ ُ‬
‫‪ 4‬ـ ثم أعمام وبنوهم‪.‬‬

‫صبات‪ :‬هم كل من ليس له سهم مقدر‪ ،‬ويأخذ ما بقي من سهام ذوي الفروض‪ ،‬وإ ذا انفرد أخذ‬
‫الع َ‬
‫‪َ -‬‬
‫‪6‬‬

‫جميع المال‪.‬‬
‫‪ -1‬ليست في‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫‪ 5‬ـ ثم الوالء وهو المعتق‪ ،‬وعصباته المتعصبون بأنفسهم (‪.)1‬‬

‫األقرب جهة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ 473‬ـ َّ‬
‫فيقدم منهم‬

‫‪ 474‬ـ فإن كانوا في جهة واحدة‪ :‬قدم األقرب منزلة‪.‬‬

‫‪ 475‬ـ فإن كانوا في المنزلة سواء‪ :‬قدم األقوى منهم‪ :‬وهو الشقيق‬
‫على الذي ألب‪.‬‬
‫ٍ‬
‫عاصب غير األبناء واإلخوة ال ترث أخته معه شيئاً‪.‬‬ ‫‪ 476‬ـ وكل‬

‫بعضهم‬
‫فروض تزيد على المسألة‪ ،‬بحيث يسقط ُ‬
‫ٌ‬ ‫‪ 477‬ـ وإ ذا اجتمعت‬
‫بقدر فروضهم‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫بعضاً‪ :‬عالت‬

‫ستة‪ ،‬وتعول لثمانية‬ ‫(‪)3‬‬


‫‪ 1‬ـ فإذا كان زوج وأم وأخت لغير أم‪ :‬فأصلها‬
‫(‪.)4‬‬

‫‪ 2‬ـ فإن كان لهم أخ ألُم فكذلك‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ فإن كانوا اثنين‪ :‬عالت لتسعة‪.‬‬

‫‪ -1‬قال الناظم مرتباً جهات العصوبة‪:‬‬


‫بنوة أبوّة أخوّة ‪ :‬عمومة وذو الوالء التتمة‬
‫‪ -2‬العول هو‪ :‬زيادة سهام الفريضة عن أصل المسألة‪.‬‬
‫‪ -3‬أصل المسألة‪ :‬هو أقل عدد يمكن أن تؤخذ منه سهام الورثة بدون كسور‪ ،‬ويسمى بمخرج المسألة‬
‫أيضاً‪.‬‬
‫‪ -4‬هذه أول مسألة عالت في اإلسالم‪ ،‬وقسمها عمر على هذا النحو‪ ،‬وبه أخذ األئمة‪ ،‬وخالف ابن عباس‪،‬‬
‫فأسقط الشقيقة‪ ،‬وأعطى الزوج النصف‪ ،‬واألم الثلث فرضاً والباقي ًّ‬
‫ردا‪ ،‬وقال‪ :‬من شاء باهلته بأن الذي‬
‫أحصى َر ْم َل َعالج عدداً لم يجعل في المال نصفاً ونصفاً وثلثاً؛ ولذلك سميت (المباهلة)‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫‪ 4‬ـ فإن كان األخوات لغير ٍّأم ثنتين عالت إلى عشرة‪.‬‬

‫وزوج عالت من اثني عشرة إلى ثالثة عشر‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫وأم‬
‫‪ 5‬ـ وإ ذا كان بنتان ٌّ‬
‫أب عالت إلى خمسة عشر‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ فإن كان معهم ٌ‬
‫‪ 7‬ـ (فإن خلف زوجتين وأختين ألم وأختين لغيرها وأم‪ :‬عالت إلى‬
‫سبعة عشر‪.‬‬

‫‪ 8‬ـ فإن كان أبوان وابنتان وزوجة‪ :‬عالت من أربعة وعشرين إلى‬
‫سبعة وعشرين) (‪.)1‬‬

‫الفروض أقل من المسألة ولم يكن معهم عاصب‪ُ :‬ر َّد‬


‫ُ‬ ‫‪ 478‬ـ وإ ن كانت‬
‫الفاضل على كل ذي فرض بقدر فرضه (‪.)3‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫صبات‪َ :‬و ِر َ‬
‫ث ذوو األرحام‪،‬‬ ‫والع َ‬
‫أصحاب الفُروض َ‬
‫ُ‬ ‫‪ 479‬ـ فإن ُع ِدم‬
‫وهم من سوى المذكورين‪ ،‬وينزلون منزلة من أدلوا به‪.‬‬

‫‪ 480‬ـ ومن ال وارث له فَ َمالُه لبيت المال‪ ،‬يصرف في المصالح العامة‬


‫والخاصة‪.‬‬

‫‪ 481‬ـ وإ ذا مات اإلنسان تَ َعلّق بتركته أربعة حقوق مرتبة‪:‬‬

‫‪ -1‬هاتان المسألتان ليستا على هذه الصياغة في «ب‪ ،‬ط»‪ ،‬وإ نما فيهما‪ :‬فإن كان بدل الزوج زوجة‬
‫فأصلها من أربع وعشرين وتعول إلى سبع وعشرين‪.‬‬
‫‪ -2‬الرد هو‪ :‬إعادة ما فضل عن ذوي الفروض من سهام التركة إليهم بنسبة سهامهم؛ إن لم يكن للميت‬
‫عاصب‪.‬‬
‫‪ -3‬صحح الشيخ‪ :‬أنه ُّ‬
‫يرد على الزوجين كغيرهما من أهل الفروض؛ لعدم الدليل المبين على أن الرد‬
‫مخصوص بغير الزوجين‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)101‬‬

‫‪159‬‬
‫‪ 1‬ـ أولها‪ :‬مؤن التجهيز‪.‬‬

‫من رأس المال‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫رسلَة‬
‫والم َ‬
‫‪ 2‬ـ ثم الديون الموثقة ُ‬
‫‪ 3‬ـ ثم إذا كان له وصية تنفذ من ثلثه لألجنبي‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ ثم الباقي للورثة المذكورين‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪ 482‬ـ وأسباب اإلرث ثالثة‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ النسب‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ والنكاح الصحيح (‪.)2‬‬

‫‪ 3‬ـ والوالء‪.‬‬

‫‪ 483‬ـ وموانعه ثالثة‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ القتل‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ والرق‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ واختالف ِّ‬
‫الدين (‪.)3‬‬

‫‪ -1‬مثال الدين الموثق‪ :‬الدين الذي فيه رهن‪ .‬والدين المرسل‪ :‬هو الذي لم يوثق برهن ونحوه‪.‬‬
‫الم ُخوف ورثت منه‪ ،‬وإ ن كان‬
‫‪ -‬من مات وقد طلق زوجته طالقاً بائناً‪ ،‬فإن كان في مرض موته َ‬
‫‪2‬‬

‫الطالق في الصحة أو في مرض غير مخوف لم ترث‪ ،‬وأما الرجعية فإذا مات زوجها وهي في العدة‬
‫واحتَ َّدت‪( .‬نور البصائر ص‪.)46‬‬
‫ورثت واعتدت ْ‬
‫‪ -3‬صحح الشيخ‪ :‬أن المنافق الذي يظهر اإلسالم ويبطن الكفر‪ ،‬ولو ظهر ذلك منه‪ :‬أنه يتوارث هو‬
‫وقرابته المسلمون‪ ،‬كما كان المنافقون زمن النبي صلّى اهلل عليه وسلّم تجري عليهم أحكام اإلسالم‬
‫الظاهرة‪ ،‬ويتوارثون مع قراباتهم المسلمين‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)102‬‬

‫‪160‬‬
‫أو نحوه‪ :‬عملت‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ 484‬ـ وإ ذا كان بعض الورثة َح ْمالً أو مفقوداً‬
‫يحصل به‬ ‫(‪)3‬‬
‫باالحتياط ووقفت له‪ ،‬إن طلب الورثة قسمة الميراث عملت) (‪2‬ما‬
‫االحتياط على حسب ما قرره الفقهاء رحمهم اهلل تعالى‪.‬‬

‫باب العتق‬

‫ليصها من الرق‪.‬‬
‫‪ 485‬ـ وهو تحرير الرقبة وتَ ْخ ُ‬
‫‪ 486‬ـ وهو من أفضل العبادات؛ لحديث‪« :‬أيما امرئ مسلم أعتق‬
‫امرءاً مسلماً استنقذ اهلل بكل عضو منه عضواً منه من النار» ‪ .‬متفق عليه(‪.)4‬‬

‫‪ 487‬ـ وسئل (رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم) (‪ :)5‬أي الرقاب أفض ُل؟‬
‫وأنفسها عند أهلها» ‪ .‬متفق عليه (‪.)6‬‬
‫ُ‬ ‫فقال‪« :‬أغالها ثَ َمناً‪،‬‬

‫‪ 488‬ـ ويحصل العتق‪:‬‬

‫أ ـ بالقول‪ :‬وهو لفظ «العتق»‪ ،‬وما في معناه‪.‬‬

‫ب ـ وبالملك‪ ،‬فمن ملك ذا َر ِحٍم محرم من النسب عتق عليه‪.‬‬

‫‪ -1‬صحح الشيخ‪ :‬أن المفقود ينتظر حتى يغلب على الظن أنه غير موجود‪ ،‬وأنه ال يحدد بتسعين سنة‬
‫وال غيرها؛ لعدم الدليل على التحديد‪ ،‬ولكن يجتهد الحاكم وأهل الخبرة في تقدير مدة لالنتظار‪ ،‬ويختلف‬
‫ذلك باختالف األوقات والبلدان واألشخاص‪( .‬المختارت الجلية ص‪ ،)101‬وال يرث الحمل إال إذا خرج‬
‫حيًّا بأن استهل صارخاً ونحوه‪( .‬نور البصائر ص‪.)45‬‬
‫‪ -2‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -3‬في «ط»‪ :‬بما‪.‬‬
‫‪ -4‬أخرجه البخاري (‪ ،)5/146‬ومسلم (‪.)1509‬‬
‫‪ -5‬زيادة من‪« :‬ط»‪.‬‬
‫‪ -6‬أخرجه البخاري (‪ ،)5/148‬ومسلم (‪.)84‬‬

‫‪161‬‬
‫جـ وبالتمثيل بعبده بقطع عضو من أعضائه أو تحريقه‪.‬‬

‫د ـ وبالس َِّراية (‪)1‬؛ لحديث‪« :‬من أعتق شركاً له في عبد فكان له مال‬
‫ق عليه‬
‫وعتُ َ‬ ‫(‪ِ )2‬‬
‫صهم‪َ ،‬‬ ‫ص َ‬ ‫يبلغ ثمن العبد قُِّوم عليه قيمة عدل‪ ،‬فأُعطي شركاؤه ح َ‬
‫العبد‪ ،‬وإ ال فقد (‪ )3‬عتق ما عليه ما عتق» ‪ ،‬وفي لفظ‪« :‬وإ ال قُِّوم عليه‪،‬‬
‫واستُ ْس ِع َي غير مشقوق عليه» ‪ ،‬متفق عليه (‪.)4‬‬
‫ْ‬
‫الم َدَّبر‪ ،‬يعتق بموته إذا خرج من‬ ‫‪ 489‬ـ فإن علق عتقه بموته فهو ُ‬
‫الثلث؛ فعن جابر‪ :‬أن رجالً من األنصار أعتق غالماً له عن دبر لم يكن له‬
‫مال غيره‪ ،‬فبلغ ذلك النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬فقال‪« :‬من يشتريه مني؟»‬
‫فاشتراه نعيم بن عبد اهلل بثمانمائة درهم‪ ،‬وكان عليه دين فأعطاه‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫«اقض دينك» ‪ .‬متفق عليه (‪.)5‬‬

‫‪ 490‬ـ والكتابة‪ :‬أن يشتري الرقيق نفسه من سيده بثمن مؤجل بأجلين‬
‫فأكثر‪.‬‬

‫وه ْم ِإ ْن َعِل ْمتُ ْم ِفي ِه ْم َخ ْي ًرا }} [النور‪، ]33 :‬‬


‫‪ 491‬ـ قال تعالى‪ {{ :‬فَ َكاتُِب ُ‬
‫يعني‪ :‬صالحاً في دينهم وكسباً‪.‬‬

‫‪ 492‬ـ فإن خيف منه الفساد بعتقه أو كتابته‪ ،‬أو ليس له كسب‪ :‬فال‬
‫يشرع عتقه وال كتابته‪.‬‬

‫‪ -1‬المقصود بالسراية‪ :‬أن من أعتق نصيباً له في عبد مشترك بينه وبين غيره فإنه يعتق نصيبه من‬
‫العبد‪،‬ـ ويسري العتق إلى الباقي‪ ،‬على التفصيل المذكور في الحديث‪.‬‬
‫‪ -2‬في «أ»‪ :‬شركاؤهم‪.‬‬
‫‪ -3‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -4‬أخرجه البخاري (‪ ،)5/151‬ومسلم (‪.)1501‬‬
‫‪ -5‬أخرجه البخاري (‪ ،)13/178 ،11/600‬ومسلم (‪.)997‬‬

‫‪162‬‬
‫ب إال باألداء؛ لحديث‪« :‬المكاتب عبد ما بقي‬
‫يعتق المكاتَ ُ‬
‫‪ 493‬ـ وال ُ‬
‫عليه من كتابته درهم» ‪ .‬رواه أبو داود (‪.)6‬‬

‫ولدت‬
‫ْ‬ ‫َم ٍة‬
‫‪ 494‬ـ وعن ابن عباس مرفوعاً‪ ،‬وعن عمر موقوفاً‪« :‬أيما أ َ‬
‫سي ِدها فهي ُح َّرةٌ بعد موته» ‪ .‬أخرجه ابن ماجه (‪ ،)2‬والراجح الموقوف‬
‫من ّ‬
‫رضي اهلل عنه‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫على عمر‬

‫***‬

‫‪ -6‬رواه أبو داود (‪ ،)3926‬والبيهقي (‪ ،)10/324‬وحسَّن إسناده األلباني في «اإلرواء» (‪.)1674‬‬


‫‪ -2‬رواه ابن ماجه (‪ ،)2515‬والحاكم (‪ )2/19‬وصححه‪َّ ،‬‬
‫ورده الذهبي بقوله‪ :‬حسين متروك‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس مرفوعاً‪ .‬قال في «الزوائد»‪:‬ـ في إسناده الحسين بن عبد اهلل بن عبيدـ اهلل بن عباس تركه ابن‬
‫سنده الحافظُ‬
‫المديني وغيره‪ ،‬وضعفه أبو حاتم وغيره‪ .‬وقال البخاري‪ :‬إنه كان يتهم بالزندقة‪ .‬وضعف َ‬
‫في «البلوغ» برقم (‪ ،)1247‬وضعف إسناده األلباني «اإلرواء» (‪.)1771‬‬
‫‪ -3‬البيهقي (‪ ،)10/346‬والدارقطني (‪ ،)4/130‬وغيرهما وقال الحافظ في «التلخيص»‪ :‬الصحيح أنه‬
‫موقوف‪ ،‬وقد روى أبو داود (‪ ،)3953‬وابن ماجه (‪ ،)2517‬عن جابر قال‪ :‬بعنا أمهات األوالد على‬
‫عهد رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم وأبي بكر‪ ،‬فلما كان عمر نهانا فانتهينا‪.‬ـ وصححه ابن حبان والحاكم‬
‫والبوصيري‪ ،‬وحسنه المنذري‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫كتاب النكاح‬

‫‪ 495‬ـ وهو من ُسَنن المرسلين‪.‬‬

‫‪ 496‬ـ وفي الحديث‪« :‬يا معشر الشباب‪ ،‬من استطاع منكم الباءة‬
‫وأحصن للفرج‪ ،‬ومن لم يستطع فعليه بالصوم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫أغض للبصر‪،‬‬ ‫فليتزوج‪ ،‬فإنه‬
‫فإنه له ِوجاء» ‪ .‬متفق عليه (‪.)1‬‬

‫‪ 497‬ـ وقال صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬تنكح المرأة ألربع‪ :‬لمالها‪،‬‬
‫وحسبها‪ ،‬وجمالها‪ ،‬ودينها‪ ،‬فاظفر بذات الدين تربت يمينك» ‪ .‬متفق‬
‫عليه(‪.)2‬‬

‫الولود‬
‫َ‬ ‫الودود‬
‫َ‬ ‫والح َسب‪،‬‬
‫الدين َ‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ 498‬ـ وينبغي أن َيتَ َخَّير ذات‬
‫الحسيبةَ‪.‬‬

‫‪ 499‬ـ وإ ذا وقع في قلبه ِخطبة امرأة فله أن ينظر منها ما يدعوه إلى‬
‫نكاحها‪.‬‬

‫‪ 500‬ـ وال يحل للرجل أن َي ْخطُب على ِخطبة أخيه المسلم‪ ،‬حتى ي ْأ َذن‬
‫أو يترك (‪.)4‬‬

‫والباءة في اللغة‪ :‬الجماع‪ .‬والمراد هنا‪ :‬مؤن النكاح‬


‫َ‬ ‫‪ -1‬أخرجه البخاري (‪ ،)9/112‬ومسلم (‪،)1400‬‬
‫صيتين‪ ،‬وقيل‪ :‬رض العرق‪ ،‬والخصيتان باقيتان بحالهما؛ لتذهب‬ ‫ِ‬ ‫من المهر والنفقة‪ِ .‬‬
‫والوجاء‪ :‬رض الخ ْ‬
‫بذلك شهوة الجماع‪ ،‬والمراد‪ :‬أن الصوم حماية من شرور الشهوة‪.‬‬
‫‪ -2‬أخرجه البخاري (‪ ،)9/132‬ومسلم (‪ ،)1466‬وروايتهما فيما رأيت‪( :‬تربت يداك) وأما «يمينك»‬
‫ب‪ :‬ما يعده المرء من مناقبه أو شرف آبائه‪ .‬ومعنى (تربت)‪ :‬أي لصقت بالتراب‬
‫والح َس ُ‬
‫فعند غيرهما‪َ .‬‬
‫من الفقر‪ ،‬وهو دعاء ال يراد معناه‪.‬‬
‫‪ -3‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬صاحبة‪.‬‬
‫‪ -4‬أما إذا جهل الحال‪ ،‬أو استأذنه فسكت‪ ،‬فإنه ال يجوز له ِ‬
‫الخطبة في هذه الحال كما قرره الشيخ في‬
‫(المختارات ص‪.)103‬‬

‫‪164‬‬
‫الم ْعتَ َّد ِة مطلقاً‪.‬‬
‫طبة ُ‬
‫‪ 501‬ـ وال يجوز التصريحـ ِ‬
‫بخ ْ‬
‫‪ 502‬ـ ويجوز التعريض في ِخطبة البائن بموت أو غيره؛‬
‫النس ِ‬ ‫ضتُم بِ ِه ِم ْن ِخ ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫اء }}‬ ‫طَبة ِّ َ‬ ‫يما َع َّر ْ ْ‬
‫اح َعلَْي ُك ْم ف َ‬
‫لقوله تعالى‪َ {{ :‬والَ ُجَن َ‬
‫[البقرة‪. ]235 :‬‬

‫‪ 503‬ـ وصفةُ التَّعريض‪ :‬أن يقول‪ :‬إني في مثلك لراغب‪ ،‬أو‪ :‬ال‬
‫َن ْف َسك‪ ،‬ونحوها‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫تُفَ ِّوتيني‬

‫طبة ابن مسعود‪ ،‬قال‪:‬‬


‫بخ ْ‬
‫ب في عقد النكاح ُ‬
‫‪ 504‬ـ وينبغي أن َيخطُ َ‬
‫علمنا رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم التشهد في الحاجة‪« :‬إن الحمد هلل‪،‬‬
‫نحمده‪ ،‬ونستعينه (‪ ،)2‬ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا‪،‬‬
‫من يهده اهلل فال م ِ‬
‫ض ّل له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل‪،‬‬ ‫ُ‬
‫(وحده ال شريك له) (‪ )3‬وأشهد أن محمداً عبده ورسوله»‪ ،‬ويقرأ ثالث آيات‪.‬‬
‫بعضهم‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫«السنن» (‪ ،)5‬والثالث اآليات فسرها‬ ‫(‪)4‬‬
‫رواه أهل‬

‫‪ -1‬في «ب»‪ :‬ال تفوتني‪ .‬وفي «ط»‪ :‬ال تفوتي نفسك علي‪.‬‬
‫‪ -2‬في «ط» زيادة‪ :‬ونستهديه‪ ،‬ولم أجدها في شيء من روايات الحديث‪.‬‬
‫‪ -3‬ليست في‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -4‬في «ب»‪ :‬لرواية أهل‪ ،‬وفي «ط»‪ :‬لرواية أصحاب‪.‬‬
‫‪ -5‬رواه أحمد (‪ ،)1/392‬والطيالسي (‪ ،)338‬وأبو داود (‪ ،)2118‬والترمذي (‪ )1105‬وحسنه‪،‬‬
‫والنسائي (‪ ،)3/104‬وابن ماجه (‪.)1892‬‬
‫‪ -6‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬سردها‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫ق تُقَاتِ ِه والَ تَموتُ َّن ِإالَّ‬ ‫آمُنوا اتَّقُوا اللَّهَ َح َّ‬ ‫َِّ‬
‫َ ُ‬ ‫ين َ‬ ‫‪ 1‬ـ قوله تعالى‪َ {{ :‬ياأَُّيهَا الذ َ‬
‫ون * }} [آل عمران‪. ]102 :‬‬ ‫ِ‬
‫َوأ َْنتُ ْم ُم ْسل ُم َ‬
‫اس اتَّقُوا َرَّب ُك ُم الَِّذي‬ ‫الن ُ‬‫‪ 2‬ـ واآلية األولى من سورة النساء‪َ {{ :‬ياأَُّيهَا َّ‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫اح َد ٍة و َخلَ َ ِ‬ ‫سو ِ‬ ‫ِ‬
‫ق م ْنهَا َز ْو َجهَا َوَبث م ْنهُ َما ِر َجاالً َكث ًيرا َونِ َس ً‬
‫اء‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫َخلَقَ ُك ْم م ْن َن ْف َ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ َِّ‬
‫يبا * }} ‪.‬‬ ‫ان َعلَْي ُك ْم َر ِق ً‬
‫ون بِه َواأل َْر َح َام ِإ َّن اللهَ َك َ‬ ‫اءلُ َ‬‫َواتَّقُوا اللهَ الذي تَ َس َ‬
‫يدا‬‫آمُنوا اتَّقُوا اللَّهَ َوقُولُوا قَ ْوالً َس ِد ً‬ ‫ين َ‬
‫َِّ‬
‫‪ 3‬ـ وقوله تعالى‪َ {{ :‬ياأَُّيهَا الذ َ‬
‫وب ُك ْم َو َم ْن ُي ِط ْع اللَّهَ َو َر ُسولَهُ فَقَ ْد فَ َاز فَ ْو ًزا‬ ‫ِ‬ ‫صِل ْح لَ ُك ْم أ ْ‬
‫َع َمالَ ُك ْم َوَي ْغف ْر لَ ُك ْم ُذُن َ‬ ‫*ي ْ‬‫ُ‬
‫يما * }} اآليتين (‪[ )1‬األحزاب‪. ]71 ،70 :‬‬ ‫ِ‬
‫َعظ ً‬
‫‪ 505‬ـ وال يجب إال‪:‬‬

‫أ ـ اإليجاب (‪ :)2‬وهو اللفظ الصادر من الولي‪ ،‬كقوله‪ :‬زوجتك‪ ،‬أو‬


‫أنكحتك‪.‬‬

‫ب ـ والقبول‪ :‬وهو اللفظ الصادر من الزوج أو نائِبه‪ ،‬كقوله‪ :‬قبلت هذا‬


‫الزواج‪ ،‬أو قبلت (‪ ،)3‬ونحوه (‪.)4‬‬

‫باب شروط النكاح‬

‫‪ 506‬ـ وال بد فيه من رضا الزوجين إال‪:‬‬

‫‪ -1‬كذا في «ط»‪ ،‬وفي «أ»‪ :‬اآلية‪.‬‬


‫‪ -2‬في «ط»‪ :‬باإليجاب‪.‬‬
‫‪ -3‬زيادة من «ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫سواء كانت بيعاً أو هبة أو إجارة أو نكاحاً‬
‫ً‬ ‫‪ -4‬بيَّن الشيخ‪ :‬أن الصحيح صحة العقود بكل لفظ دل عليها‪،‬‬
‫أو غيره‪ .‬ينظر‪( :‬المختارات الجلية ص‪.)103 ،69‬‬

‫‪166‬‬
‫أ ـ الصغيرةـ فيجبرها أبوها (‪.)1‬‬

‫ب ـ واألمة يجبرها سيدها‪.‬‬

‫‪ 507‬ـ وال بد فيه من الولي (‪)2‬؛ قال صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬ال نكاح إال‬
‫بولي» ‪ ،‬حديث صحيح‪ ،‬رواه الخمسة (‪.)3‬‬

‫الحرة‪:‬‬
‫‪ 508‬ـ وأولى الناس بتزويج ّ‬
‫‪ 1‬ـ أبوها وإ ن عال‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ثم ابنها وإ ن نزل‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ ثم األقرب فاألقرب من عصباتها‪.‬‬

‫‪ 509‬ـ وفي الحديث المتفق عليه‪« :‬ال تُْنكح األيِّم حتى تستأمر‪ ،‬وال‬
‫تنكح البكر حتى تستأذن»‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول اهلل! وكيف إذنها؟ قال‪« :‬أن‬
‫تسكت» (‪.)4‬‬

‫‪ 510‬ـ وقال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬أعلنوا النكاح» ‪ .‬رواه أحمد‬
‫(‪.)5‬‬
‫‪ -1‬بيَّن الشيخ‪ :‬أن الصحيح أن األب ليس له إجبار ابنته البالغة العاقلة على نكاح من ال ترضاه‪.‬‬
‫(المختارات الجلية ص‪.)103‬‬
‫‪ -2‬قرر الشيخ في (المختارات الجلية ص‪ :)4‬أن الصواب المقطوع به‪ :‬أن العدالة ليست شرطاً في‬
‫الفاسق َم ْوِليَّتَه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الولي‬
‫ُّ‬ ‫الولي‪ ،‬فيزوج‬
‫‪ -3‬أخرجه أحمد (‪ ،)4/394‬والدارمي (‪ ،)2/137‬أبو داود (‪ ،)2085‬والترمذي (‪ ،)1101‬وابن ماجه‬
‫(‪ ،)1881‬وابن حبان (موارد ‪ ،)1423‬والحاكم (‪ )2/170‬وصححه‪ ،‬وصححه البخاري وابن المديني‬
‫ومحمد بن يحيى الذهلي وغيرهم‪.‬‬
‫‪ -4‬أخرجه البخاري (‪ ،)9/191‬ومسلم (‪.)1419‬‬
‫‪ -5‬أخرجه أحمد (‪ )4/5‬والترمذي (‪ ،)1089‬وابن حبان (موارد ‪ ،)128‬والنسائي (‪،)6/127‬‬
‫وصححه الطبراني‪ .‬قال الشيخ‪ :‬والوليمة على عقد الزواج مستحبة‪ ،‬بحسب حال الزوج يساراً=‬
‫=وإ عساراً‪ ،‬واإلجابة إليها واجبة‪ ،‬وإ لى باقي الدعوات سنة‪ ،‬وعلى الناس في الوالئم والدعوات ونحوها‬
‫سلوك طريق االقتصاد‪ ،‬واجتناب اإلسراف‪( .‬نور البصائر ص‪.)48‬‬

‫‪167‬‬
‫ظهاره‪ ،‬والضربـ عليه‬
‫شهاره وإ ُ‬
‫ومن إعالنه‪ :‬شهادةُ عدلين‪ ،‬وإ ُ‬
‫ُّ‬
‫بالدف‪ ،‬ونحوه‪.‬‬

‫الفاجر كفؤاً‬ ‫ٍ‬


‫كفء لها‪ ،‬فليس‬ ‫تزويجها بغير‬ ‫‪ 511‬ـ وليس لولي المرأة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫للعفيفة (‪ .)1‬والعرب بعضهم لبعض أكفاء‪.‬‬

‫‪ 512‬ـ فإن ُع ِدم وليها‪ ،‬أو غاب غيبة طويلة‪ ،‬أو امتنع من تزويجها‬
‫ولي له» ‪.‬‬
‫ولي من ال ّ‬
‫زوجها الحاكم‪ ،‬كما في الحديث‪« :‬السلطان ُّ‬‫كفؤاً‪َّ :‬‬
‫أخرجه أصحاب «السنن» إال (‪ )2‬النسائي (‪.)3‬‬

‫‪ 513‬ـ وال بد من تعيين من يقع عليه العقد‪ ،‬فال يصح‪ :‬زوجتك بنتي‬
‫وله غيرها‪ ،‬حتى يميزها باسمها‪ ،‬أو وصفها‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ 514‬ـ وال بد أيضاً من عدم الموانع بأحد الزوجين‪ ،‬وهي المذكورة‬
‫في (باب المحرمات في النكاح) (‪.)5‬‬

‫باب المحرمات في النكاح‬

‫‪ 515‬ـ وهن قسمان‪:‬‬

‫‪ -1‬بيَّن الشيخ‪ :‬أن الصحيح‪ :‬أن كون الزوج عفيفاً والزوجة كذلك شرط في صحة النكاح‪ ،‬فال يصح‬
‫إنكاح المعروف بالزنا حتى يتوب‪ ،‬كما ال يصح نكاح الزانية حتى تتوب‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)104‬‬
‫‪ -2‬في «أ»‪ :‬والنسائي‪ .‬وقد علق في «ب» بأنه مخالف لما في «المنتقى» و«البلوغ»‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ -3‬أخرجه أحمد (‪ ،)6/66‬والدارمي (‪ ،)2/137‬وأبو داود (‪ ،)2083‬والترمذي (‪ ،)1102‬وابن ماجه(‬
‫‪ ،)1879‬وابن حبان (موارد ‪ ،)1248‬والحاكم (‪ ،)2/168‬وقال‪ :‬صحيح على شرط الشيخين‪.‬‬
‫‪ -4‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬وهن المذكورات‪.‬‬
‫‪ -5‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫أ ـ ُم َح َّرمات إلى األبد‪.‬‬

‫وم َح َّرمات إلى أمد‪.‬‬


‫بـ ُ‬
‫‪ 516‬ـ فالمحرمات إلى األبد‪:‬‬

‫أ ـ سبع من النسب (‪ ،)1‬وهن‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ األمهات وإ ن َعلَ ْون‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ والبنات وإ ن َنزْلن‪ ،‬ولو من بنات البنت‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ واألخوات مطلقاً‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ وبناتهن‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ وبنات اإلخوة‪.‬‬

‫‪ 7 ،6‬ـ والعمات‪ ،‬والخاالت‪ ،‬له أو ألحد أصوله‪.‬‬

‫ب ـ وسبع من الرضاع‪ ،‬نظير المذكورات‪.‬‬

‫جـ وأربع من الصهر (‪ ،)2‬وهن‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ أمهات الزوجات‪ ،‬وإ ن علون‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وبناتهن‪ ،‬وإ ن نزلن‪ ،‬إذا كان قد دخل بأمهاتهن (‪.)3‬‬

‫‪ 3‬ـ وزوجات اآلباء‪ ،‬وإ ن علون‪.‬‬

‫‪ -1‬قال الشيخ‪ :‬فالقرابات كلهن حرام‪ ،‬إال بنات العم‪ ،‬وبنات العمات‪ ،‬وبنات األخوال‪ ،‬وبنات الخاالت‪.‬‬
‫(نور البصائر ص‪.)49‬‬
‫‪ -2‬قرر الشيخ‪ :‬أن تحريم المصاهرة ال يثبت إال بالنكاح‪ ،‬ال بالزنا والسفاح‪( .‬المختارات الجلية ص‬
‫‪.)105‬‬
‫‪ -3‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬بهن‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫‪ 4‬ـ وزوجات األبناء‪ ،‬وإ ن نزلن من نسب أو رضاع‪.‬‬

‫‪ 517‬ـ واألصل في هذا‪:‬‬

‫[النساء‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ُمهَاتُ ُك ْم} ‪ }...‬إلى آخرها‬
‫ت َعلَْي ُك ْم أ َ‬
‫{{ح ِّر َم ْ‬
‫‪ 1‬ـ قوله تعالى‪ُ :‬‬
‫‪. ]24 ،23‬‬

‫‪ 2‬ـ وقوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬يحرم من الرضاع ما يحرم من‬
‫النسب أو من الوالدة» (‪ .)2‬متفق عليه (‪.)3‬‬

‫‪ 518‬ـ وأما المحرمات إلى أمد‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ فمنهن قوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬ال ُي ْج َمع بين المرأة وعمتها‪،‬‬
‫وال بين المرأة وخالتها» ‪ .‬متفق عليه (‪.)4‬‬

‫ُختَْي ِن}} [النساء‪. ]23 :‬‬


‫َن تَ ْج َم ُعوا َب ْي َن األ ْ‬
‫{{وأ ْ‬
‫‪ 2‬ـ مع قوله تعالى‪َ :‬‬
‫من أربع‪ ،‬وال للعبد أن يجمع‬ ‫(‪)5‬‬
‫للحر أن َي ْج َمع أكثر‬
‫‪ 519‬ـ وال يجوز ِّ‬
‫أكثر من زوجتين‪.‬‬

‫‪ 520‬ـ وأما ملك اليمين‪ :‬فله أن يطأ ما شاء‪.‬‬

‫‪ 521‬ـ وإ ذا أسلم الكافر وتحته أختان‪ :‬اختار إحداهما‪ ،‬أو عنده أكثر‬
‫من أربع زوجات‪ :‬اختار أربعاً‪ ،‬وفارق البواقي‪.‬‬

‫‪ -1‬في «ط»‪ :‬آخرهما‪.‬‬


‫‪ -2‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬من الوالدة أو من النسب‪.‬‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاري (‪ ،)9/139 ،5/253‬ومسلم (‪ ،)1444‬و(‪.)1447‬‬
‫‪ -4‬أخرجه البخاري (‪ ،)9/160‬ومسلم (‪.)1408‬‬
‫‪ -5‬في «ط»‪ :‬بين أكثر‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫‪ 522‬ـ وتَ ْح ُرم‪:‬‬

‫الم ْحرمة حتى تَ ِح ّل من إحرامها‪.‬‬


‫‪1‬ـ ُ‬
‫والم ْعتدة من الغير حتى يبلغ الكتاب أجله‪.‬‬
‫‪2‬ـ ُ‬
‫‪ 3‬ـ والزانية على الزاني وغيره حتى تتوب‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ وتحرم مطلقته ثالثاً حتى تنكح زوجاً غيره‪( ،‬ويطؤها ويفارقها)‬
‫(‪ ،)1‬وتنقضي عدتها‪.‬‬

‫‪ 523‬ـ ويجوز الجمع بين األختين بالملك‪ ،‬ولكن إذا وطئ إحداهما لم‬
‫تزو ٍج لها بعد‬
‫بإخراج عن ملكه‪ ،‬أو ّ‬
‫ٍ‬ ‫يحرم الموطوءة‬
‫تحل له األخرى‪ ،‬حتى ِّ‬
‫االستبراء (‪.)2‬‬

‫يحرم‪ :‬ما كان قبل الفطام‪.‬‬


‫‪ 524‬ـ والرضاع الذي ِّ‬
‫‪ 525‬ـ وهو خمس رضات فأكثر (‪.)3‬‬

‫‪ 526‬ـ فيصير به الطفل وأوالده أوالداً للمرضعة وصاحب‬


‫اللبن‪.‬‬

‫‪ -1‬ليست في‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬


‫‪ -2‬االستبراء‪ :‬طلب براءة الرحم من الحمل‪.‬‬
‫‪ -3‬قال الشيخ في (المختارات الجلية ص‪ :)111‬والصحيح أن الرضعة ال تسمى رضعة بمجرد إطالق‬
‫الراضع للثدي‪ ،‬أو انتقاله إلى ثدي آخر‪ ،‬بل ال بد من رضعة كاملة‪.‬‬
‫إن قطع لعارض‪ ،‬أو‬
‫ونقل الشيخ ابن عقيل عن ابن قدامة في «الكافي» (‪ )5/64‬قوله‪ :‬وقال ابن حامد‪ْ :‬‬
‫قطع عليه‪ ،‬ثم عاد في الحال‪ ،‬فهما رضعة واحدة‪ ،‬وإ ن تباعدا‪ ،‬أو انتقل من امرأة إلى أخرى فهما‬
‫رضعتان؛ ألن اآلكل لو قطع األكل للشرب‪ ،‬أو عارض‪ ،‬وعاد في الحال كان أكلة واحدة‪ ،‬فكذلك‬
‫الرضاع‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫اللبن كانتشار‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ 527‬ـ وينتشر التحريم من جهة المرضعة وصاحب‬
‫النسب‪.‬‬

‫باب الشروط في النكاح‬

‫‪ 528‬ـ وهي ما يشترطه أحد الزوجين على اآلخر‪.‬‬

‫قسمان‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ 529‬ـ وهي‬

‫‪ 1‬ـ صحيح‪ ،‬كاشتراط أن ال يتزوج عليها‪ ،‬أو ال يتسرى (‪ ،)3‬وال‬


‫مهر أو ٍ‬
‫نفقة‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬فهذا ونحوه‬ ‫يخرجها من دارها‪ ،‬أو بلدها‪ ،‬أو زيادة ٍ‬
‫كله داخل في قوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬إن أحق الشروط أن توفوا به‪ :‬ما‬
‫استحللتم به الفروج» ‪ .‬متفق عليه (‪.)4‬‬

‫‪ 2‬ـ ومنها شروط فاسدة‪ ،‬كنكاح المتعة‪ ،‬والتحليل والشغار‪.‬‬

‫حرمها(‪.)6‬‬
‫ورخص النبي صلّى اهلل عليه وسلّم في المتعة أوالً (‪ ،)5‬ثم َّ‬
‫ولعن المحلِّل والمحلَّل له (‪.)7‬‬

‫موليته على أن يزوجه‬ ‫(‪)8‬‬


‫ونهى عن نكاح ِّ‬
‫الشغار‪ ،‬وهو‪ :‬أن ُي َزوجه‬
‫اآلخر موليته‪ ،‬وال مهر بينهما (‪.)9‬‬

‫‪ -1‬في «أ»‪ :‬وصاحبة‪.‬‬


‫‪ -2‬في «أ»‪ :‬وهو‪.‬‬
‫سرا‪.‬‬ ‫‪ -3‬التَّ َس ِّري‪ :‬اتخاذ الس ِّ‬
‫ُّرية‪ ،‬وهي األمة التي يجامعها سيدها ًّ‬
‫‪ -4‬أخرجه البخاري (‪ ،)9/417‬ومسلم (‪.)1418‬‬
‫‪ -5‬ليست في‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -6‬مسلم (‪.)1405‬‬
‫‪ -7‬أخرجه أحمد (‪ ،)450 ،1/448‬والدارمي (‪ ،)1/158‬والترمذي (‪ )1220‬وصححه‪ ،‬والنسائي (‬
‫‪.)6/149‬‬
‫‪ -8‬في «ب»‪ :‬يزوج‪.‬‬
‫‪ -9‬أخرجه البخاري (‪ ،)9/162‬ومسلم (‪.)1415‬‬

‫‪172‬‬
‫وكلها أحاديث صحيحة‪.‬‬

‫باب العيوب في النكاح‬

‫‪ 530‬ـ إذا وجد أحد الزوجين باآلخر عيباً لم يعلم به قبل العقد‪.‬‬
‫كالجنون والجذام والبرص ونحوها‪ ،‬فله فسخ النكاح‪.‬‬

‫‪ 531‬ـ وإ ذا َو َج َدتْه ِعِّنيناً (‪ِّ :)1‬‬


‫أجل إلى سنة‪ ،‬فإن مضت وهو على حاله‬
‫فلها الفسخ‪.‬‬

‫‪ 532‬ـ وإ ن عتقت كلها وزوجها رقيق‪ُ :‬خيِّرت بين المقام معه وفراقه‬
‫ريرة) (‪ُ :)3‬خيِّرت َب ِر ْي َرةُ على زوجها‬
‫؛ لحديث عائشة الطويل (في قصة َب ْ‬
‫(‪)2‬‬

‫حين عتقت (‪ .)4‬متفق عليه (‪.)5‬‬

‫‪ 533‬ـ وإ ذا وقع الفسخ قبل الدخول فال مهر‪.‬‬

‫يستقر‪ ،‬ويرجع الزوج على من َغ َّره‪.‬‬


‫ّ‬ ‫‪ 534‬ـ وبعده‬

‫***‬

‫‪ِ -1‬‬
‫العنين‪:‬ـ العاجز عن الوطء‪ ،‬وربما اشتهاه‪ ،‬وال يمكنه‪.‬ـ‬
‫‪ -2‬وال يسقط خيارها إال إذا أسقطته‪ ،‬أو مكنته مع علمها‪ ،‬كما قرر الشيخ في (المختارات الجلية ص‬
‫‪.)105‬‬
‫‪ -3‬زيادة من‪« :‬ط»‪.‬‬
‫‪ -4‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬حين عتقت على زوجها‪.‬‬
‫‪ -5‬أخرجه البخاري (‪ ،)9/404‬ومسلم (‪.)1504‬‬

‫‪173‬‬
‫كتاب الصداق‬

‫‪ 535‬ـ ينبغي تخفيفه‪.‬‬

‫وسئلت عائشة‪ :‬كم كان صداق النبي صلّى اهلل عليه وسلّم؟ قالت‪ :‬كان‬
‫ون ًّشا‪ ،‬أتدري ما َّ‬
‫النش؟ قلت‪ :‬ال‪ ،‬قالت‪:‬‬ ‫صداقه ألزواجه ثنتي عشرة أ ُْو ِقية َ‬
‫ُوقية‪ ،‬فتلك خمسمائة درهم‪ .‬رواه مسلم (‪.)1‬‬
‫نصف أ ّ‬
‫‪ 536‬ـ وأعتق صفية وجعل عتقَها صداقَها‪ .‬متفق عليه (‪.)2‬‬

‫‪ 537‬ـ وقال لرجل‪« :‬التمس ولو خاتماً من حديد» ‪ .‬متفق عليه (‪،)3‬‬
‫ثمناً وأجرة ـ وإ ن ق ّل ـ َّ‬
‫صح صداقاً (‪.)4‬‬ ‫فكل ما صح َ‬
‫يسم لها صداقاً‪ :‬فلها مهر المثل‪.‬‬
‫‪ 538‬ـ فإن تزوجها ولم ِّ‬
‫‪ 539‬ـ فإن طلقها قبل الدخول‪ :‬فلها المتْ َعة‪ ،‬على الموسع قدره‪ ،‬وعلى‬
‫ُّوه َّن‬
‫اء َما لَ ْم تَ َمس ُ‬ ‫طلَّ ْقتُُم ِّ‬
‫الن َس َ‬ ‫اح َعلَْي ُك ْم ِإ ْن َ‬
‫المقتر قدره؛ لقوله تعالى‪{{ :‬الَ ُجَن َ‬
‫(‪)5‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وه َّن َعلَى اْل ُموس ِع قَ َد ُرهُ َو َعلَى اْل ُم ْقت ِر قَ َد ُرهُ َمتَ ً‬
‫اعا‬ ‫يضةً َو َمتِّ ُع ُ‬
‫ضوا لَهُ َّن فَ ِر َ‬‫أ َْو تَ ْف ِر ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ين *}} [البقرة‪. ]236 :‬‬ ‫بِاْل َم ْع ُروف َحقًّا َعلَى اْل ُم ْحسن َ‬

‫‪ .)1426(-1‬واألوقية‪ :‬أربعون درهماً‪ .‬قال الشيخ‪ :‬وينبغي تخفيف الصداق مع موافقتها وموافقة وليها‪،‬‬
‫وإال فال بد له أن يعطي في الصداق ما يعطي أمثاله في بلده‪( .‬نور البصائر ص‪.)48‬‬
‫‪ -2‬أخرجه البخاري (‪ ،)9/132‬ومسلم (‪.)1365‬‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاري (‪ ،)205 ،9/131‬ومسلم (‪.)1425‬‬
‫‪ -4‬في «أ»‪ :‬صداقها‪.‬‬
‫‪ -5‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬المعسر‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫‪ 540‬ـ ويتقرر الصداق كامالً بالموت‪ ،‬أو الدخول‪.‬‬

‫‪ 541‬ـ ويتنصف بكل فرقة قبل الدخول من جهة الزوج‪ .‬كطالقه‪.‬‬

‫‪ 542‬ـ ويسقط‪:‬‬

‫أ ـ بفرقة من ِقَبِلها‪.‬‬

‫ب ـ أو فَ ْس ِخه ِل َع ْيبِها‪.‬‬

‫‪ 543‬ـ وينبغي لمن طلق زوجته أن يمتعها بشيء يحصل به جبر‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫خاطرها؛ لقوله تعالى‪ {{ :‬وِلْلم ََّ ِ‬
‫طلقَات َمتَاعٌ بِاْل َم ْع ُروف َحقًّا َعلَى اْل ُمتَّق َ‬
‫ين * }}‬ ‫َ ُ‬
‫[البقرة‪. ]241 :‬‬

‫(‪)1‬‬
‫باب عشرة النساء‬
‫‪ 544‬ـ يلزم َّ‬
‫كل واحد من الزوجين معاشرةُ اآلخر بالمعروف‪ :‬من‬
‫الصحبة الجميلة‪ِّ ،‬‬
‫وكف األذى‪ ،‬وأال َي ْمطُلَه بحقه (‪.)2‬‬

‫‪ 545‬ـ ويلزمها‪:‬‬

‫أ ـ طاعته في االستمتاع‪.‬‬

‫ب ـ وعدم الخروج والسفر إال بإذنه‪.‬‬

‫والع ْجن والطبخ ونحوها‪.‬‬


‫بالخ ْبز َ‬
‫جـ والقيام َ‬
‫‪ 546‬ـ وعليه‪ :‬نفقتها وكسوتها بالمعروف‪.‬‬

‫‪ -1‬في «ط»‪ :‬الزوجين‪.‬‬


‫‪ -2‬في «ط»‪ :‬حقه‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫وه َّن بِاْلمعر ِ‬
‫وف }} [النساء‪. ]19 :‬‬ ‫كما قال تعالى‪ {{ :‬وع ِ‬
‫َ ُْ‬ ‫اش ُر ُ‬ ‫َ َ‬
‫وفي الحديث‪« :‬استوصوا بالنساء خيراً» (‪.)1‬‬

‫وفيه‪« :‬خيركم خيركم ألهله» (‪.)2‬‬

‫وقال صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن‬
‫تجيء‪ :‬لعنتها المالئكة حتى تصبح» ‪ .‬متفق عليه (‪.)3‬‬
‫‪ 547‬ـ وعليه‪ :‬أن يعدل بين زوجاته في القَسم‪ ،‬والنفقة‪ِ ،‬‬
‫والكسوة‪ ،‬وما‬ ‫ْ‬
‫يقدر عليه من العدل‪.‬‬

‫وفي الحديث‪« :‬من كان له امرأتان فمال إلى إحداهما‪ :‬جاء يوم القيامة‬
‫ِ‬
‫وشقُّهُ مائل» ‪ .‬متفق عليه (‪.)4‬‬

‫‪ 548‬ـ وعن أنس‪ :‬من السنة‪ :‬إذا تزوج الرجل البكر على الثيب أقام‬
‫عندها سبعاً‪ ،‬ثم قسم‪ ،‬وإ ذا تزوج الثيب‪ :‬أقام عندها ثالثاً‪ ،‬ثم قسم‪ .‬متفق عليه‬
‫(‪.)5‬‬

‫‪ 549‬ـ وقالت عائشة‪ :‬كان رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم إذا أراد‬
‫سفراً أقرع بين نسائه‪ ،‬فأيتُهن خرج سهمها خرج بها‪ .‬متفق عليه (‪.)6‬‬

‫‪ -1‬أخرجه البخاري (‪ ،)9/253‬ومسلم (‪.)1468‬‬


‫‪ -2‬أخرجه الدارمي (‪ ،)2/159‬والترمذي (‪ ،)3895‬وقال‪ :‬حسن غريب صحيح‪ ،‬وابن حبان (موارد‬
‫‪ ،)1312‬والحاكم (‪ )4/173‬وصححه‪.‬‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاري (‪ ،)9/293‬ومسلم (‪.)1436‬‬
‫‪ -4‬رواه أحمد (‪ ،)2/347‬وأبو داود (‪ ،)2133‬وابن ماجه (‪ ،)1969‬والنسائي (‪ ،)7/63‬والترمذي (‬
‫‪ ،)1150‬والبيهقي (‪ ،)7/297‬والحاكم (‪ ،)2/186‬وقال‪ :‬صحيح على شرط الشيخين‪ ،‬وصححه ابن‬
‫دقيق العيد والحافظ ابن حجر في «التلخيص» (‪ ،)3/227‬ولم يروه الشيخان‪.‬‬
‫‪ -5‬أخرجه البخاري (‪ ،)9/314‬ومسلم (‪.)1461‬‬
‫‪ -6‬أخرجه البخاري (‪ ،)5/293‬ومسلم (‪.)2770‬‬

‫‪176‬‬
‫‪ 550‬ـ وإ ن أسقطت المرأة حقها من القسم‪ ،‬أو من النفقة أو الكسوة‬
‫(بإذن الزوج ) (‪ :)1‬جاز ذلك‪.‬‬

‫بنت َز ْم َعة يومها لعائشة‪ ،‬فكان النبي صلّى اهلل عليه‬


‫وقد وهبت َس ْو َدةُ ُ‬
‫وسلّم يقسم لعائشة يومها ويوم َس ْودة‪ .‬متفق عليه (‪.)2‬‬

‫‪ 551‬ـ وإ ن خاف نشوز امرأته‪ ،‬وظهرت منها قرائن معصيته (‪:)3‬‬

‫أ ـ وعظها‪.‬‬

‫َص َّرت هجرها في المضجع‪.‬‬


‫ب ـ فإن أ َ‬
‫جـ فإن لم ترتدع ضربها ضرباً غير ُمَب ِّرح‪.‬‬

‫‪ 552‬ـ ويمنع من ذلك إن كان مانعاً لحقِّها‪.‬‬

‫‪ 553‬ـ وإ ن خيف الشقاق بينهما‪ :‬بعث الحاكم حكماً من أهله وحكماً‬


‫عوض أو‬ ‫ِ‬
‫من أهلها‪ ،‬يعرفان األمور والجمع والتفريق‪ ،‬يجمعان إن رأيا ب َ‬
‫غيره‪ ،‬أو يفرقان‪ ،‬فما فعال جاز عليهما‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫باب ال ُخ ْلع‬

‫‪ 554‬ـ وهو فراق زوجته بعوض منها‪ ،‬أو من غيرها‪.‬‬

‫‪ 555‬ـ واألصل فيه‪:‬‬

‫‪ -1‬وضعت هذه الجملة في «ب‪ ،‬ط» بعد كلمة القسم‪.‬‬


‫‪ -2‬أخرجه البخاري (‪ ،)9/312‬ومسلم (‪.)1463‬‬
‫‪ -3‬ومن عصت زوجها ونشزت وتركت طاعته الواجبة بال تقصير منه؛ سقط حقها من القسم والنفقة‬
‫حتى ترجع إلى طاعته‪ ،‬ويقومها بالوعظ‪( .‬نور البصائر ص‪.)51‬‬

‫‪177‬‬
‫يما‬ ‫ِ ِ‬ ‫قوله تعالى‪ {{ :‬فَِإ ْن ِخ ْفتُم أَالََّ ي ِقيما ح ُد َ َّ ِ‬
‫اح َعلَْيه َما ف َ‬
‫ود الله فَالَ ُجَن َ‬ ‫ْ ُ َ ُ‬
‫ت بِ ِه }} [البقرة‪. ]229 :‬‬‫ا ْفتَ َد ْ‬
‫‪ 556‬ـ فإذا كرهت المرأة ُخلُق زوجها أو َخْلقَه‪ ،‬وخافت أال تقيم حقوقه‬
‫الواجبة بإقامتها معه‪ ،‬فال بأس أن تبذل له ِعوضاً ليفارقها (‪.)1‬‬
‫‪ 557‬ـ ويصح في كل قليل وكثير ممن َي ُّ‬
‫صح طالقه‪.‬‬

‫حدود اهلل فقد ورد في الحديث‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬


‫‪ 558‬ـ فإن كان لغير خوف أال تقيم‬
‫«من سألت زوجها الطالق من غير ما بأس؛ فحرام عليها رائحة الجنة» (‪.)3‬‬

‫***‬

‫‪ -1‬وال يحسب من الطالق‪ ،‬ولو كان بلفظ الطالق ونيته‪ ،‬كما صححه الشيخ في (المختارات الجلية ص‬
‫‪ .)108‬قال الشيخ‪ :‬ومثل ذلك‪ :‬من فسخها الحاكم لموجب كتقصيره فيما يجب من نفقة أو ٍ‬
‫وطء‪،‬‬
‫فالفسوخ كلها ال ينقص بها عدد الطالق‪ ،‬ويكون ذلك بائناً إال أنه ليس كالطالق الثالث‪ ،‬بل يحل أن‬
‫يتزوجها بنكاح جديد برضاها وولي وشهود‪ ،‬ولو في عدتها؛ ألن العدة لمبينها أو للمفسوخة منه‪( .‬نور‬
‫البصائر ص‪.)51‬‬
‫‪ -2‬في «ب»‪ :‬يقيم‪ ،‬وفي «ط»‪ :‬يقيما‪.‬‬
‫‪ -3‬أخرجه أحمد (‪ ،)5/277‬والدارمي (‪ ،)2/162‬وأبو داود (‪ ،)2226‬والترمذي (‪ )1187‬وحسنه‪،‬‬
‫وابن ماجه (‪ ،)2055‬وابن حبان (موارد ‪ ،)321‬والحاكم (‪ ،)2/200‬وقال‪ :‬صحيح على شرط‬
‫الشيخين‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫كتاب الطالق‬

‫‪ 559‬ـ واألصل فيه‪:‬‬

‫وه َّن ِل ِع َّدتِ ِه َّن }}‬


‫طلِّقُ ُ‬
‫اء فَ َ‬ ‫طلَّ ْقتُُم ِّ‬
‫الن َس َ‬ ‫النبِ ُّي ِإ َذا َ‬
‫قوله تعالى‪َ {{ :‬ياأَُّيهَا َّ‬
‫[الطالق‪. ]1 :‬‬

‫‪ 560‬ـ وطالقهن لعدتهن فسره حديث ابن عمر‪ ،‬حيث طلق زوجته‬
‫رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم عن‬
‫َ‬ ‫وهي حائض‪ ،‬فسأل عمر رضي اهلل عنه‬
‫«م ْره فليراجعها‪ ،‬ثم ليتركها حتى تطهر‪ ،‬ثم تحيض‪ ،‬ثم تطهر‪ ،‬ثم‬
‫ذلك‪ ،‬فقال‪ُ :‬‬
‫إن شاء أمسك َب ْع ُد‪ ،‬وإ ن شاء طلق قبل أن َي َم َّس (‪ ،)1‬فتلك العدة التي أمر اهلل أن‬
‫«م ْره فليراجعها ثم ليطلقها‬
‫ُ‬ ‫رواية‪:‬‬ ‫وفي‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫تطلق لها النساء» ‪ .‬متفق عليه‬
‫طاهراً أو حامالً» (‪ .)3‬وهذا دليل على أنه ال يحل له أن يطلقها وهي حائض‪،‬‬
‫أو في ٍ‬
‫طهر وطئ فيه‪ ،‬إال إن تبين َح ْملُها‪.‬‬
‫‪ 561‬ـ ويقع الطالق بكل لفظ َّ‬
‫دل عليه من‪:‬‬

‫صريح‪ ،‬ال يفهم منه سوى الطالق‪ .‬كلفظ (‪« :)4‬الطالق»‪ ،‬وما‬
‫ٍ‬ ‫أـ‬
‫تصرف منه‪ ،‬وما كان مثله‪.‬‬

‫ٍ‬
‫وكناية‪ ،‬إذا نوى بها الطالق‪ ،‬أو دلت القرينة على ذلك (‪.)5‬‬ ‫بـ‬

‫‪ -1‬في «ط»‪ :‬يمسها‪.‬‬


‫‪ -2‬أخرجه البخاري (‪ ،)9/345‬ومسلم (‪.)1471‬‬
‫‪ -3‬مسلم (‪.)1471‬‬
‫‪ -4‬في «ب»‪ :‬بلفظ‪.‬‬
‫‪ -5‬من شك في الطالق أو في عدده لم يلزمه ما شك فيه‪ ،‬واستصحب العصمة‪( .‬نور البصائر ص‪.)52‬‬

‫‪179‬‬
‫‪ 562‬ـ ويقع الطالق‪:‬‬

‫أ ـ منجزاً‪.‬‬

‫ب ـ أو معلقاً على شرط‪ .‬كقوله‪ :‬إذا جاء الوقت الفالني فأنت طالق‪،‬‬
‫فمتى وجد الشرط الذي علق عليه الطالق وقع‪.‬‬

‫*فصل*‬

‫[الطالق البائن والرجعي]‬

‫الح ُّر ثالث طلقات (‪.)1‬‬ ‫‪ 563‬ـ ِ‬


‫وي ْملك ُ‬
‫َ‬
‫تمت له‪ ،‬لم تح ّل له حتى تنكح زوجاً غيره بنكاح صحيح‬ ‫‪ 564‬ـ فإذا ّ‬
‫ِ‬ ‫ان }} إلى قوله‪ {{ :‬فَِإن ََّ‬
‫طلقَهَا فَالَ تَح ُّل لَهُ‬ ‫ْ‬ ‫ويطأها؛ لقوله تعالى‪{{ :‬اَلطَّالَ ُ‬
‫ق َم َّرتَ ِ‬
‫ِم ْن َب ْع ُد َحتَّى تَْن ِك َح َز ْو ًجا َغ ْي َرهُ }} [البقرة‪. ]230 ،229 :‬‬

‫‪ -1‬قال الشيخ في (المختارات الجلية ص‪ :)108‬ورجح الشيخ تقي الدين ابن تيمية أن الطالق ال يقع إال‬
‫واحدة بجميع ألفاظ الطالق‪ ،‬ولو صرح بلفظ الثالث‪ ،‬أو البينونة أو البتة أو غيرها‪ ،‬وأنه ال تقع الثانية إال‬
‫يسعه مخالفة هذا‬ ‫بعد رجعة صحيحة‪ ،‬ونصر هذا القول بوجوه كثيرة ًّ‬
‫جدا‪ ،‬من وقف على كالمه فيها لم ْ‬
‫القول‪ ،...‬وكذلك رجَّح أن يمين الطالق كسائر األيمان تدخلها الكفارة‪ ،...‬واالعتبار على هذا القول‪.‬‬
‫كما قرر الشيخ أن طالق السكران ال يقع‪ ،‬كما ال تقع عقوده وإ قراره‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫‪ 565‬ـ ويقع الطالق بائناً في أربع مسائل‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ هذه إحداها‪.‬‬

‫آمُنوا ِإ َذا َن َك ْحتُُم‬ ‫َِّ‬


‫ين َ‬‫‪ 2‬ـ وإ ذا طلق قبل الدخول؛ لقوله تعالى‪َ{{ :‬ياأَُّيهَا الذ َ‬
‫ُّوه َّن فَ َما لَ ُك ْم َعلَْي ِه َّن ِم ْن ِع َّد ٍة تَ ْعتَ ُّد َ‬ ‫ات ثَُّم ََّ‬
‫وه َّن ِم ْن قَْب ِل أ ْ‬
‫ونهَا‬ ‫اْلمؤ ِمَن ِ‬
‫َن تَ َمس ُ‬ ‫طل ْقتُ ُم ُ‬ ‫ُْ‬
‫}} [األحزاب‪. ]49 :‬‬

‫‪ 3‬ـ وإ ذا كان في نكاح فاسد‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ وإ ذا كان على عوض (‪.)1‬‬

‫‪ 566‬ـ وما سوى ذلك‪ :‬فهو رجعي‪ ،‬يملك الزوج رجعةَ زوجته ما‬
‫ادوا‬ ‫ق بِ َر ِّد ِه َّن ِفي َذِل َ‬
‫ك ِإ ْن أ ََر ُ‬ ‫َح ُّ‬ ‫ِ‬
‫دامت في الع ّدة؛ لقوله تعالى‪َ {{ :‬وُب ُعولَتُهُ َّن أ َ‬
‫الحا }} [البقرة‪. ]228 :‬‬‫ص ً‬‫ِإ ْ‬
‫والرج ِعّية حكمها حكم الزوجات‪ ،‬إال في وجوب القَ ْسم‪.‬‬
‫ْ‬ ‫‪ 567‬ـ‬

‫والر ْج َعة (‪ ،)2‬واإلشهاد على‬


‫ق َّ‬ ‫‪ 568‬ـ والمشروع‪ :‬إعالن النكاح والطال ِ‬
‫ي َع ْد ٍل ِم ْن ُك ْم }} [الطالق‪. ]2 :‬‬ ‫ذلك؛ لقوله تعالى‪َ {{ :‬وأَ ْش ِه ُدوا َذ َو ْ‬
‫وه ْزلُهُن ِج ُّد‪ :‬النكاح‪،‬‬
‫«ثالث ِج ُّدهن ِج ٌّد‪َ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ 569‬ـ وفي الحديث‪:‬‬
‫والر ْج َعة» ‪ .‬رواه األربعة إال النسائي (‪.)3‬‬ ‫والطالق‪َّ ،‬‬

‫‪ -1‬بيَّن الشيخ‪ :‬أن الفراق يصير بائناً في ست صور‪ ،‬فذكر هذه األربعة‪ ،‬وزاد‪ :‬إذا مات الزوج‪ ،‬وإ ذا‬
‫فسخت منه لموجب‪( .‬نور البصائر ص‪.)53‬‬
‫ينويه َر ْج َعةً‪.‬‬
‫‪ -‬قرر الشيخ في (المختارات الجلية ص‪ :)109‬أن الرجعة ال تحصل بمجرد الوطء حتى َ‬
‫‪2‬‬

‫‪ -3‬أخرجه أبو داود (‪ ،)2194‬والترمذي (‪ ،)1184‬وقال‪ :‬حسن غريب‪ ،‬وابن ماجه (‪،)2039‬‬
‫والدارقطني (‪ ،)50‬والحاكم (‪ )2/197‬وصححه‪ ،‬وحسنه األلباني في «اإلرواء» (‪.)1826‬‬

‫‪181‬‬
‫‪ 570‬ـ وفي حديث ابن عباس‪ ،‬مرفوعاً‪« :‬إن اهلل وضع عن أمتي‬
‫الخطأ‪ ،‬والنسيان‪ ،‬وما استكرهوا عليه» ‪ .‬رواه ابن ماجه (‪.)1‬‬

‫باب اإليالء والظهار واللِّـعان‬

‫[اإليالء]‪:‬‬

‫على ترك وطء زوجته أبداً‪ ،‬أو مدةً تزيد‬ ‫‪ 571‬ـ فاإليالء‪ :‬أن َي ْحِل َ‬
‫ف‬
‫(‪)2‬‬

‫على أربعة أشهر‪.‬‬

‫‪ 572‬ـ فإذا طلبت الزوجة حقَّها من الوطء‪ ،‬أُمر بوطئها‪ ،‬وضربت له‬
‫أربعة أشهر‪:‬‬

‫ـ فإن وطئ كفّر كفارة يمين‪.‬‬

‫ون ِم ْن نِ َسائِ ِه ْم‬ ‫َِِّ‬


‫ين ُي ْؤلُ َ‬
‫ـ وإ ن امتنع ألزم بالطالق؛ لقوله تعالى‪ {{ :‬للذ َ‬
‫ق فَِإ َّن‬‫*وإِ ْن َع َز ُموا الطَّالَ َ‬ ‫يم َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫اءوا فَِإ َّن اللهَ َغفُ ٌ‬
‫ور َرح ٌ‬
‫ِ‬
‫ص أ َْرَب َعة أَ ْشهُ ٍر فَِإ ْن فَ ُ‬‫تََرُّب ُ‬
‫يم * }} [البقرة‪. ]227 ،226 :‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫اللهَ َسميعٌ َعل ٌ‬
‫[الظِّ َهار]‪:‬‬

‫علي كظهر أمي‪ ،‬ونحوه من‬


‫‪ 573‬ـ والظهار‪ :‬أن يقول لزوجته‪ :‬أنت ّ‬
‫ألفاظ التحريم الصريحة لزوجته‪.‬‬

‫‪ 574‬ـ فهو منكر وزور‪.‬‬

‫‪ -1‬أخرجه ابن ماجه (‪ ،)2045‬والطحاوي في «شرح معاني اآلثار» (‪ ،)2/56‬والدارقطني (‪،)497‬‬


‫والحاكم (‪ ،)2/198‬وقال‪ :‬صحيح على شرط الشيخين‪ ،‬وصححه ابن حبان‪ ،‬وحسنه النووي والحافظ‪.‬‬
‫‪ -2‬صحح الشيخ‪ :‬أن اإليالء ينعقد باليمين باهلل وبالطالق والعتق وغير ذلك مما ُي َع ُّد حلفاً؛ لعموم قوله‪:‬‬
‫ون ِم ْن نِ َسائِ ِه ْم}}‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)109‬‬
‫ين ُي ْؤلُ َ‬
‫َِِّ‬
‫{{للذ َ‬

‫‪182‬‬
‫‪ 575‬ـ وال تَ ْح ُر ُم الزوجةُ بذلك؛ لكن ال يحل له أن َي َمسَّهَا حتى يفعل ما‬
‫ون ِل َما قَالُوا }}‬ ‫ون ِم ْن نِ َسائِ ِه ْم ثَُّم َي ُع ُ‬ ‫أمره اهلل به في قوله‪ {{ :‬والَِّذين ي َ ِ‬
‫ود َ‬ ‫ظاه ُر َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫إلى آخر اآليات [المجادلة‪. ]4 ،3 :‬‬
‫ِ‬
‫العيوب الضار ِة بالعمل‪.‬‬ ‫‪ 1‬ـ فيعتق رقبةً مؤمنة سالمة من‬

‫‪ 2‬ـ فإن لم يجد‪ :‬صام شهرين متتابعين‪.‬‬

‫أطع َم ستين مسكيناً‪.‬‬


‫‪ 3‬ـ فإن لم يستطع‪َ :‬‬
‫وسواء كان الظهار ُمطلَقاً‪ ،‬أو مؤقتاً بوقت كرمضان ونحوه‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ 576‬ـ‬

‫باس وغيرها ففيه كفارة يمين‬ ‫لوكة والطَّ َع ِام واللِّ ِ‬


‫‪ 577‬ـ وأما تحريم المم ِ‬
‫َْ‬
‫َح َّل اللَّهُ لَ ُك ْم }} ‪،‬‬ ‫(‪)1‬؛ لقوله تعالى‪ {{ :‬ياأَُّيها الَِّذين آمُنوا الَ تُح ِّرموا َ ِ‬
‫طيَِّبات َما أ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫إلى أن ذكر اهلل كفارة اليمين في هذه األمور [المائدة‪ 87 :‬ـ ‪. ]89‬‬

‫[اللِّعان]‪:‬‬

‫‪ 578‬ـ وأما اللِّعان‪ :‬فإذا رمى الرج ُل زوجتَه بالزنى فعليه ّ‬


‫حد القذف‬
‫ثمانون جلدة إال‪:‬‬

‫أ ـ أن يقيم البينةَ‪ :‬أربعة شهود عدول‪ ،‬فيقام عليها الحد‪.‬‬


‫ب ـ أو يالعن فيسقط عنه ُّ‬
‫حد القَ ْذف‪.‬‬

‫ين‬ ‫َِّ‬
‫‪ 579‬ـ وصفة اللعان‪ :‬على ما ذكر اهلل في سورة النور‪َ {{ :‬والذ َ‬
‫اجهُم}} إلى آخر اآليات [النور‪ 6 :‬ـ ‪: ]9‬‬
‫ون أ َْز َو َ‬
‫َي ْر ُم َ‬
‫أ ـ فيشهد خمس شهادات باهلل إنها لزانية‪ ،‬ويقول في الخامسة‪« :‬وإ ن‬
‫لعنة اهلل عليه إن كان من الكاذبين»‪.‬‬

‫‪ -1‬وكذلك األمر إذا ظاهرت المرأة من زوجها‪ ،‬كما صححه الشيخ في (المختارات الجلية ص‪.)109‬‬

‫‪183‬‬
‫ب ـ ثم تشهد هي خمس مرات باهلل إنه لمن الكاذبين‪ ،‬وتقول في‬
‫ضب اهلل عليها إن كان من الصادقين»‪.‬‬
‫الخامسة‪« :‬وإ ّن َغ َ‬
‫‪ 580‬ـ فإن تم اللعان‪:‬‬

‫أ ـ سقط عنه الحد‪.‬‬

‫ب ـ واندرأ عنها العذاب‪.‬‬

‫المؤبد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫جـ وحصلت الفرقةُ بينهما والتحريم‬

‫د ـ وانتفى الولد إذا ذكر في اللعان (‪ .)1‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫***‬

‫‪ -1‬فالولد للفراش إال بأحد أمرين‪ :‬إما اللعان‪ ،‬وإ ما عدم اإلمكان بأن تأتي به ألقل من ستة أشهر من‬
‫تزوجه بها ويعيش‪ ،‬أو بعد فراقه في مدة يعلم أنه ليس منه‪ ،‬كما قرره الشيخ‪( .‬نور البصائر ص‪.)54‬‬

‫‪184‬‬
‫كتاب ِ‬
‫الع َـدد واالستبراء‬

‫ٍ‬
‫بموت أو طالق‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫تربص من فارقها زوجها‬ ‫‪ 581‬ـ ِ‬
‫الع ّدة‪ُّ :‬‬

‫‪ 582‬ـ فالمفارقة بالموت إذا مات عنها تعتد على كل حال‪:‬‬

‫وضعها جميع ما في بطنها؛ لقوله تعالى‪:‬‬ ‫أ ـ فإن كانت حامالً ِ‬


‫فع َّدتها‬
‫ْ‬
‫ض ْع َن َح ْملَهُ ّنَ}} [الطالق‪. ]4 :‬‬ ‫َجلُهُ َّن أ ْ‬
‫َن َي َ‬ ‫َحم ِ‬
‫ال أ َ‬ ‫ت األ ْ َ‬
‫{{ َوأُوالَ ُ‬
‫وهذا عام في المفارقة بموت أو حياة‪.‬‬
‫ب ـ وإ ن لم تكن حامالً فعدتها أربعةُ ٍ‬
‫أشهر وعشرة أيام‪.‬‬

‫هذه العدة أن تُ ِح ّد المرأة‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬


‫‪ 583‬ـ ويلزم في مدة‬

‫بحناء ونحوه‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬


‫أ ـ بأن تترك الزينة والطيب والحلي‪ ،‬والتحسين‬

‫ب ـ وأن تلزم بيتها الذي مات زوجها وهي فيه‪ ،‬فال تخرج منه إال‬
‫ِ‬ ‫َِّ‬
‫اجا َيتََرَّب ْ‬
‫ص َن‬ ‫ين ُيتََوفَّ ْو َن م ْن ُك ْم َوَي َذ ُر َ‬
‫ون أ َْز َو ً‬ ‫لحاجتها نهاراً؛ لقوله تعالى‪َ{{ :‬الذ َ‬
‫بِأ َْنفُ ِس ِه َّن أ َْرَب َعةَ أَ ْشهُ ٍر َو َع ْش ًرا}} اآلية [البقرة‪. ]234 :‬‬

‫‪ 584‬ـ وأما المفارقة في حال الحياة‪:‬‬

‫‪ -1‬بيَّن الشيخ في (المختارات الجلية ص‪ :)110‬أن الموطوءة بشبهة‪ ،‬والزانية‪ ،‬ونحوهن ال تعتد بعدة‬
‫زواج‪ ،‬بل تستبرئ استبراء اإلماء‪ ،‬بحيضة واحدة‪.‬‬
‫‪ -2‬ليست في‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -3‬في «ط»‪ :‬التحسن‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫‪ 1‬ـ فإذا طلقها قبل أن يدخل بها‪ ،‬فال عدة له عليها؛ لقوله تعالى‪{{ :‬‬
‫ات ثَُّم ََّ‬
‫ياأَُّيها الَِّذين آمُنوا ِإ َذا َن َك ْحتُم اْلمؤ ِمَن ِ‬
‫ُّوه َّن فَ َما‬ ‫وه َّن ِم ْن قَْب ِل أ ْ‬
‫َن تَ َمس ُ‬ ‫طل ْقتُ ُم ُ‬ ‫ُ ُْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ونهَا }} [األحزاب‪. ]49 :‬‬ ‫لَ ُك ْم َعلَْي ِه َّن ِم ْن ِع َّد ٍة تَ ْعتَ ُّد َ‬
‫‪ 2‬ـ وإ ن كان قد دخل بها أو خال بها‪:‬‬

‫أ ـ فإن كانت حامالً فعدتها وضع حملها‪ ،‬قصرت المدة أو‬


‫طالت‪.‬‬

‫ب ـ وإ ن لم تكن حامالً‪:‬‬
‫ثالث ِحَي ٍ‬
‫ض كاملة؛ لقوله تعالى‪:‬‬ ‫ـ فإن كانت تحيض فعدتها ُ‬
‫ص َن بِأ َْنفُ ِس ِه َّن ثَالَثَةَ قُُرو ٍء }} [البقرة‪. ]228 :‬‬ ‫طلَّقَ ُ‬
‫ات َيتََرَّب ْ‬ ‫{{ َواْل ُم َ‬
‫ـ وإ ن لم تكن تحيض ـ كالصغيرة‪ ،‬ومن (‪ )1‬لم تحض‪ ،‬واآليسة ـ فعدتها‬
‫ثالثة أشهر؛ لقوله تعالى‪ {{ :‬والالََّّئِي َيئِ ْس َن ِم َن اْل َم ِح ِ‬
‫يض ِم ْن نِ َسائِ ُك ْم ِإ ِن ْارتَْبتُ ْم‬ ‫َ‬
‫ََّ‬
‫ض َن}} [الطالق‪. ]4 :‬‬ ‫فَ ِع َّدتُهُ َّن ثَالَثَةُ أَ ْشهُ ٍر َوالالّئِي لَ ْم َي ِح ْ‬
‫ـ فإن كانت تحيض‪ ،‬وارتفع حيضها لرضاع ونحوه‪ :‬انتظرت حتى‬
‫يعود الحيض فتعتد به (‪.)2‬‬

‫ـ وإ ن ارتفع وال تدري ما رفعه‪ :‬انتظرت تسعة أشهر احتياطاً للحمل‪،‬‬


‫ثم اعتدت بثالثة أشهر‪.‬‬

‫العدة؛ لظهور أمارات الحمل لم تتزوج حتى‬


‫ـ وإ ذا ارتابت بعد انقضاء ّ‬
‫تزول الريبة‪.‬‬

‫‪ -1‬في «ط»‪ :‬التي‪.‬‬


‫‪ -2‬وإ ذا لم يظن عوده فإنها تعتدـ سنة كاملة‪ ،‬تسعة أشهر للحمل‪ ،‬وثالثة للعدة‪ ،‬والقول بأنها تنتظر حتى‬
‫تبلغ سن اإلياس‪ :‬ضرر عظيم عليها ال تأتي بمثله الشريعة‪ ،‬كما قرره الشيخ في (المختارات الجلية ص‬
‫‪.)110‬‬

‫‪186‬‬
‫‪ 585‬ـ وامرأة المفقود تنتظر حتى يحكم بموته‪ ،‬بحسب اجتهاد الحاكم‪،‬‬
‫ثم تعتد‪.‬‬

‫‪ 586‬ـ وال تجب النفقة إال‪:‬‬

‫للم ْعتَ َّدة الرجعية‪.‬‬


‫أـ ُ‬
‫ب ـ أو لمن فارقها زوجها في الحياة وهي حامل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لقوله تعالى‪َ {{ :‬وإِ ْن ُك َّن أُوالَت َح ْم ٍل فَأ َْنفقُوا َعلَْي ِه َّن َحتَّى َي َ‬
‫ض ْع َن‬
‫َح ْملَهُ َّن }} [الطالق‪. ]6 :‬‬

‫‪ 587‬ـ وأما االستبراء‪ :‬فهو تربص األمة التي كان سيدها يطؤها‪.‬‬

‫‪ 588‬ـ فال يطؤها بعده زوج أو سيد‪:‬‬

‫أ ـ حتى تحيض حيضة واحدة‪.‬‬

‫ب ـ وإ ن لم تكن من ذوات الحيض تستبرئ بشهر‪.‬‬

‫جـ أو وضع حملها إن كانت حامالً‪.‬‬

‫باب النفقات للزوجات واألقارب والمماليك والحضانة‬


‫(‪)1‬‬
‫ومسكنها بالمعروف‬
‫ُ‬ ‫‪ 589‬ـ على اإلنسان نفقة زوجته وكسوتُها‬
‫بحسب حال الزوج؛‬

‫لقوله تعالى‪ِ {{ :‬لُي ْن ِف ْق ُذو َس َع ٍة ِم ْن َس َعتِ ِه َو َم ْن قُِد َر َعلَْي ِه ِر ْزقُهُ َفْلُي ْن ِف ْق‬
‫َّ‬ ‫ِم َّما آتَاه اللَّه الَ ي َكلِّ ُ َّ‬
‫اها }} [الطالق‪. ]7 :‬‬ ‫ف اللهُ َن ْف ًسا ِإال َما آتَ َ‬ ‫ُ ُ ُ‬
‫ويْل َزم بالواجب من ذلك إذا طلبت‪.‬‬
‫‪ 590‬ـ ُ‬
‫‪ -1‬قرر الشيخ‪ :‬أن الصواب أن نفقة الزوجة ال تسقط إال بنشوزها‪ ،‬وأما حبسها وسفرها الواجب أو‬
‫المباح بإذنه فال يسقط‪ .‬قال‪ :‬وال نسلِّم أن النفقة علتها إمكان التمكينـ فقط‪.‬‬
‫ص َّوب‪ :‬أن المرأة ال تملك الفسخ لعسرة زوجها‪ ،‬إال إذا وجد منه غرور لها‪ .‬ينظر‪( :‬المختارات‬
‫=كما َ‬
‫الجلية ص‪ 112‬وما بعدها)‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫وفي حديث جابر الذي َرواه مسلم (‪« :)1‬ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن‬
‫بالمعروف» ‪.‬‬

‫‪ 591‬ـ وعلى اإلنسان‪:‬‬

‫أ ـ نفقة أصوله وفروعه الفقراء إذا كان ًّ‬


‫غنيا‪.‬‬

‫ب ـ وكذلك من يرثه بفرض أو تعصيب (‪.)2‬‬

‫‪ 592‬ـ وفي الحديث‪« :‬للمملوك طعامه وكسوته‪ ،‬وال يكلف من العمل‬


‫إال ما ُيطيق» ‪ .‬رواه مسلم (‪.)3‬‬

‫‪ 593‬ـ وإ ن طلب التزوج َز َّو َجه وجوباً‪.‬‬

‫‪ 594‬ـ وعلى اإلنسان أن ُي ِقيت بهائمه طعاماً وشراباً‪ ،‬وال ُي َكلِّفها ما‬
‫يضرها‪.‬‬

‫ك قوتَه» ‪ .‬رواه‬
‫وفي الحديث‪« :‬كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يمل ُ‬
‫مسلم (‪.)4‬‬

‫ض ُّره‪ ،‬والقيام‬
‫‪ 595‬ـ والحضانة‪ :‬هي حفظ الطفل عما َي ُ‬
‫بمصالحه‪.‬‬

‫‪ 596‬ـ وهي واجبة على من تجب عليه النفقة‪.‬‬

‫‪ 597‬ـ ولكن األم أحق بولدها ذكراً كان أو أنثى إن كان دون سبع‪.‬‬

‫‪ 598‬ـ فإذا بلغ سبعاً‪:‬‬

‫‪.)1218( -1‬‬
‫‪ -2‬إذا كان القريب من غير أصوله وال فروعه‪ ،‬اشترط لوجوب النفقة عليه أن يكون المنفق وارثاً‬
‫للم ْنفَق عليه‪( .‬نور البصائر ص‪.)54‬‬
‫ُ‬
‫‪.)1662( -3‬‬
‫‪.)996( -4‬‬

‫‪188‬‬
‫أ ـ فإن كان ذكراً ُخيِّر بين أبويه‪ ،‬فكان مع من اختار‪.‬‬

‫ب ـ وإ ن كانت أنثى فعند من يقوم بمصلحتها من أمها أو أبيها‪.‬‬

‫صونه ويصلحه (‪.)1‬‬


‫‪ 599‬ـ وال يترك المحضون بيد من ال َي ُ‬

‫***‬

‫‪ -1‬قال الشيخ في (المختارات الجلية ص‪ :)114‬ولم يتحرر لي في الحضانة ـ في تقديم بعض النساء‬
‫على بعض ـ ضابط تطمئن إليه النفس‪ ،‬إال أنه يراعي مصلحة المحضون‪ ،‬وأن من تحققت فيه فهو أولى‬
‫من غيره‪ .‬وكذلك الصحيح ما رجحه ابن القيم في «الهدي»‪ :‬أن الرقيق والفاسق وكذلك المزوجة ـ‬
‫خصوصاً إذا رضي زوجها ـ لهم الحضانة‪ ،‬وأنه ال يسقط حقهم منها؛ لعدم الدليل المسقط لحقهم‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫كتاب األطعمة‬

‫‪ 600‬ـ وهي نوعان‪ :‬حيوان وغيره‪:‬‬

‫أ ـ فأما غير الحيوان ـ من الحبوب والثمار وغيرها ـ فكله مباح‪ ،‬إال ما‬
‫ُّم ونحوه‪.‬‬
‫ض َّرة‪ ،‬كالس ِّ‬
‫فيه َم َ‬
‫واألشربة كلها مباحة إال ما أسكر‪ ،‬فإنه يحرم كثيره وقليله؛ لحديث‪:‬‬
‫«كل مسكر حرام‪ ،‬وما أسكر منه الفَ َرق فملء ِّ‬
‫الكف منه‬
‫حرام» (‪.)1‬‬

‫وإ ن انقلبت الخمر خالًّ َحلَّت‪.‬‬

‫ب ـ والحيوان قسمان‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ َب ْحري‪ ،‬فيحل كل ما في البحر ًّ‬
‫حيا وميتاً‪.‬‬

‫امهُ }} [المائدة‪. ]96 :‬‬ ‫ص ْي ُد اْلَب ْح ِر َو َ‬ ‫ِ َّ‬


‫ط َع ُ‬ ‫قال تعالى‪ {{ :‬أُحل لَ ُك ْم َ‬
‫الب ِّري‪ :‬فاألصل فيه الحل‪ ،‬إال ما نص عليه الشارع (‪ ،)2‬فمنها‪:‬‬
‫‪ 2‬ـ وأما َ‬
‫«كل ِذي َن ٍ‬
‫اب من السباع فأكله‬ ‫أ ـ ما في حديث ابن عباس‪ُّ :‬‬
‫حرام» (‪.)3‬‬

‫ب ـ ونهى عن كل ذي مخلب من الطير‪ .‬رواه مسلم (‪.)4‬‬

‫‪ -1‬رواه أحمد (‪ ،)6/71‬وأبو داود (‪ ،)3687‬والترمذي (‪ )1867‬وحسنه‪ ،‬وابن الجارود (‪،)861‬‬


‫والطحاوي (‪ ،)2/324‬والبيهقي (‪ ،)8/296‬والفَ ْرق‪ :‬بتسكين الراء أو فتحها‪ ،‬وهو األصح‪ ،‬مكيال يسع‬
‫ثالثة آصع‪ ،‬أو ستة عشر رطالً‪.‬‬
‫‪ -2‬في «ط»‪ :‬نص الشارع على تحريمه‪.‬‬
‫‪ -3‬أخرجه مسلم (‪.)1933‬‬
‫‪.)1934( -4‬‬

‫‪190‬‬
‫الح ُمر األهلية‪ .‬متفق عليه (‪.)1‬‬
‫جـ ونهى عن لحوم ُ‬
‫ُّرد‪.‬‬
‫د ـ ونهى عن قتل أربع من الدواب‪ :‬النملة‪ ،‬والنحلة‪ ،‬والهدهد والص َ‬
‫رواه أحمد وأبو داود (‪.)2‬‬

‫هـ وجميع الخبائث محرمة كالحشرات ونحوها‪.‬‬

‫الجالَّلة وألبانها (‪ ،)3‬حتى‬


‫و ـ ونهى النبي صلّى اهلل عليه وسلّم عن َ‬
‫تُ ْحَبس‪ .‬وتطعم الطاهرة ثالثاً (‪.)4‬‬

‫باب َّ‬
‫الذ َكاة والصيد‬

‫‪ 601‬ـ الحيوانات المباحة ال تباح بدون الذكاة إال السمك والجراد‪.‬‬

‫‪ 602‬ـ ويشترط في الذكاة‪:‬‬

‫الم َذ ِّكي مسلماً أو كتابياً‪.‬‬


‫‪ 1‬ـ أن يكون ُ‬

‫‪ -1‬أخرجه البخاري (‪ ،)9/653‬ومسلم (‪.)1941‬‬


‫‪ -2‬أخرجه أحمد (‪ ،)1/332‬والدارمي (‪ ،)2/88‬وأبو داود (‪ ،)5267‬وابن ماجه (‪ ،)3224‬وصححه‬
‫ابن حبان‪ ،‬وقال ابن دقيق العيد‪ :‬أخرجه أبو داود عن رجال الصحيح‪.‬‬
‫‪ -3‬رواه أبو داود (‪ 3785‬و‪ ،)3787‬والترمذي (‪ )1824‬عن ابن عمر‪ ،‬ويشهد له حديث ابن عباس‬
‫عند أبي داود (‪ ،)3786‬والنسائي (‪ ،)7/240‬والترمذي (‪ )1826‬وصححه‪ .‬وصححه ابن دقيق العيد‬
‫كما نقله الحافظ في «التلخيص الحبير»‪ ،‬وصححه األلباني في «اإلرواء» (‪ .)2503‬والجاللة‪ :‬الدابة‬
‫الجلّة‪ ،‬وهي‪ :‬البعرة والعذرة‪.‬‬
‫التي تتبع النجاسات‪ ،‬وتأكل َ‬
‫‪ -4‬ال خالف بين الفقهاء أن النهي عن أكل لحوم الجاللة يزول بحبسها على العلف الطاهر‪ ،‬واختلفوا في‬
‫مدة الحبس‪ ،‬فقال الشافعية‪ :‬تحبس الناقة أربعين يوماً‪ ،‬والبقرة ثالثين‪،‬ـ والشاة سبعة أيام‪ ،‬والدجاجة ثالثة‬
‫أيام‪ .‬وعن أحمد روايتان‪ :‬إحداهما‪ :‬تحبس ثالثاً‪ ،‬سواء كانت طيراً أو بهيمة‪،‬ـ واستدلوا عليه بفعل ابن‬
‫عمر‪ ،‬والثانية‪ :‬أن البدنةـ والبقرة تحبسان أربعين‪ ،‬وقد روي هذا المقدار عن ابن عمرو موقوفاً‬
‫ومرفوعاً‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫بم َح َّدد (‪.)1‬‬
‫‪ 2‬ـ وأن يكون ُ‬
‫هر الدم (‪.)2‬‬
‫‪ 3‬ـ وأن ُي ْن َ‬
‫والمريء (‪.)3‬‬
‫الحْلقُوم َ‬
‫‪ 4‬ـ وأن يقطع ُ‬
‫‪ 5‬ـ وأن ُي ْذكر اسم اهلل عليه‪.‬‬

‫أي موضع من‬


‫بع ْقره في ِّ‬ ‫ِ ُّ‬
‫‪ 603‬ـ وكذلك يشترط في الصيد‪ ،‬إال أنه َيحل َ‬
‫بدنه‪.‬‬

‫وع ِج َز عن ذبحه (‪.)4‬‬


‫‪ 604‬ـ ومثل الصيد ما َنفَر ُ‬
‫‪ 605‬ـ وعن رافع بن َخ ِديج مرفوعاً قال‪« :‬ما أ َْنهَر الدم‪ ،‬وذكر اسم اهلل‬
‫فمدى الحبشة» ‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫ظم‪ ،‬وأما الظفُر ُ‬ ‫السن والظُفَُر‪ ،‬أما السن‪ :‬فَ َع ْ‬
‫عليه ف ُكل‪ ،‬ليس ّ‬
‫متفق عليه (‪.)5‬‬

‫الم َعلَّم؛ بأن يسترسل إذا أ ُْرسل‪ ،‬وينزجر إذا‬


‫‪ 606‬ـ ويباح صيد الكلب ُ‬
‫إذا أرسلها‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫صاحبها عليها‬
‫ُ‬ ‫وي َس ِّمي‬
‫زجر‪ ،‬وإ ذا أمسك ال يأكل‪ُ ،‬‬
‫‪ 607‬ـ وعن عدي بن حاتم قال‪ :‬قال رسول اهلل صلّى اهلل عليه‬

‫الم َعلَّم فاذكر اسم اهلل عليه‪.‬‬


‫وسلّم‪« :‬إذا أرسلت َكْلَبك ُ‬
‫حياً فاذبحه‪.‬‬
‫ـ فإن أمسك عليك فأدركته ّ‬

‫‪ -1‬غير السن والظُّفُر‪.‬‬


‫‪ -2‬أنهر الدم‪ :‬أساله‪.‬‬
‫النفَس‪ .‬والمريء‪ :‬مجرى الطعام والشراب‪.‬‬ ‫‪ -3‬الحلقوم‪ :‬مجرى َّ‬
‫‪ -4‬إذا نفرت الدابة كانت كالصيد‪ ،‬ذكاتها‪ :‬رميها مع ذكر اسم اهلل‪ ،‬أو إصابتها في أي موضع من‬
‫جسدها‪ ،‬فإن أدركها بعد رميها ميتة حلت‪ ،‬وإ ن أدركها وفيها حياة مستقرة فال بد من ذكاتها‪ .‬كما قرره‬
‫الشيخ‪( .‬نور البصائر ص‪.)58‬‬
‫‪ -5‬أخرجه البخاري (‪ ،)5/131‬ومسلم (‪.)1968‬‬
‫‪ -6‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫ـ وإ ن أدركته قد قتله‪ ،‬ولم يأكل منه فكله‪.‬‬

‫ـ وإ ن وجدت مع كلبك كلباً غيره‪ ،‬وقد قتله فال تأكل‪ ،‬فإنك ال تدري‬
‫أيهما قتله؟‬

‫ـ وإ ن رميت سهمك فاذكر اسم اهلل عليه (‪.)1‬‬


‫ـ فإن غاب عنك يوماً فلم تر فيه إال أثر ِ‬
‫سهمك فكل إن شئت‪.‬‬ ‫َ‬
‫ـ فإن وجدته غريقاً في الماء فال تأكل» ‪ .‬متفق عليه (‪.)2‬‬

‫‪ 608‬ـ وفي الحديث‪« :‬إن اهلل كتب اإلحسان على كل شيء‪ ،‬فإذا قتلتم‬
‫ولي ِرح‬ ‫ِ‬ ‫فأح ِسُنوا ِّ‬ ‫فأحسنوا ِ‬
‫َح ُد ُكم شفرته‪ُ ،‬‬
‫الذ ْبحة‪ ،‬وْلُيح ّد أ َ‬ ‫الق ْتلة‪ ،‬وإ ذا ذبحتم ْ‬
‫ذبيحته» ‪ .‬رواه مسلم (‪.)3‬‬

‫أمه» ‪ .‬رواه‬
‫‪ 609‬ـ وقال صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬ذكاة الجنين ذكاة ّ‬
‫أحمد (‪.)4‬‬

‫‪ -1‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬


‫‪ -2‬أخرجه البخاري (‪ ،)1/279‬ومسلم (‪.)1929‬‬
‫‪ -3‬رواه مسلم (‪.)1955‬‬
‫‪ -4‬رواه أحمد (‪ ،)53 ،3/31‬وأبو داود (‪ ،)2827 ،2826‬والترمذي (‪ )1476‬وصححه‪ ،‬والدارمي (‬
‫‪ ،)2/84‬والدارقطني (‪ ،)540‬والحاكم (‪ ،)4/114‬وقال‪ :‬صحيح على شرط مسلم‪ ،‬والبيهقي (‬
‫‪ ،)9/334‬وصححه ابن دقيق العيد‪ ،‬وحسنه المنذري‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫(‪)1‬‬
‫باب األيمان ُّ‬
‫والنذور‬
‫اسم من أسمائه‪ ،‬أو ٍ‬
‫صفة من‬ ‫‪ 610‬ـ ال تنعقد اليمين إال باهلل‪ ،‬أو ٍ‬
‫صفاته‪.‬‬

‫ك‪ ،‬ال تنعقد به اليمين‪.‬‬


‫‪ 611‬ـ والحلف بغير اهلل شر ٌ‬
‫‪ 612‬ـ وال بد أن تكون اليمين الموجبة للكفارة على أمر مستقبل‪.‬‬

‫الغ ُموس‬ ‫ٍ‬


‫ماض ـ وهو كاذب عالماً ـ فهي اليمين َ‬ ‫‪ 613‬ـ فإن كانت على‬
‫(‪.)2‬‬

‫ق نفسه فهي من لَ ْغو اليمين‪ .‬كقوله‪ :‬ال واهلل‪،‬‬ ‫‪ 614‬ـ وإ ن كان يظن ِ‬
‫ص ْد َ‬
‫وبلى واهلل‪ ،‬في َع ْرض حديثه‪.‬‬

‫‪ 615‬ـ وإ ذا َحنِ َ‬
‫ث في يمينه؛ بأن فعل ما حلف على تركه‪ ،‬أو ترك ما‬
‫حلف على فعل‪ :‬وجبت عليه الكفارة‪:‬‬

‫كسوتهم‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫عتق رقبة‪ ،‬أو إطعام عشرة مساكين (‪ ،)3‬أو‬
‫أـ ُ‬
‫ب ـ فإن لم يجد صام ثالثة أيام (‪.)5‬‬

‫‪ -1‬قال الشيخ في (رسالة القواعد والفروق ص‪ :)131‬ومن الفروق الصحيحة‪:‬الفرق بين اليمين والنذر‪،‬‬
‫فاليمين مقصوده الحث أو المنع أو التصديق أو التكذيب‪ ،‬وتحله الكفارة‪ .‬والنذر‪ :‬إلزام العبد نفسه طاعته‬
‫مطلقاً‪ ،‬أو معلقا ً لها على شرط حصول نعمة‪ ،‬أو دفع نقمة‪ ،‬ويتعينـ فيه الوفاء‪ ،‬فال تفيد فيه الكفارة‪ ،‬وهو‬
‫نذر التبرر‪ ،‬وأما باقي أقسام النذر فيجري مجرى اليمين‪.‬‬
‫‪ -2‬سميت غموساً؛ ألنها تغمس صاحبها في اإلثم ثم في النار‪.‬‬
‫‪ -3‬قال الشيخ في (المختارات الجلية ص‪ :)124‬والصحيح في جميع الكفارات‪ :‬أنه يكفي إطعام‬
‫المساكين [كأن ِّ‬
‫يغدَيهم أو يعشيهم]‪ :‬وال يلزم تمليكهم‪ ،‬كما هو ظاهر الكتاب والسنة‪ .‬كما قرر الشيخ‬
‫أيضاً‪ :‬أن من حلف على أمور متنوعة؛ كقوله‪ :‬واهلل ال أكلت‪ ،‬واهلل ال شربت‪ ،‬أن عليه كفارات بعددـ‬
‫األفعال‪ ،‬إذا حنث فيها‪ ،‬سواء كفر عن أحدها أم لم يكفر‪ .‬كما قرر أيضاً (ص‪ :)109‬أن من فعل‬
‫المحلوف عليه ناسياً‪ ،‬أو جاهالً لم يحنث‪ ،‬ال في طالق وال عتاق وال غيرهما‪.‬‬
‫‪ -4‬في «ب»‪ :‬وكسوتهم‪ .‬وهو خطأ‪.‬‬
‫‪ -5‬ويخير في الكفارة بين أن يقدمها على ِ‬
‫الح ْنث‪ ،‬أو يؤخرها عنه‪( .‬نور البصائر ص‪.)59‬‬

‫‪194‬‬
‫‪ 616‬ـ وعن عبد الرحمن بن َس ُمرة قال‪ :‬قال رسول اهلل صلّى اهلل عليه‬
‫وسلّم‪« :‬إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيراً منها فكفِّر عن يمينك‪ ،‬وائت‬
‫الذي هو خير» ‪ .‬متفق عليه (‪.)1‬‬

‫‪ 617‬ـ وفي الحديث‪« :‬من حلف على يمين‪ ،‬فقال‪ :‬إن شاء اهلل؛ فال‬
‫(‪.)3‬‬ ‫ِح ْن َ‬
‫ث عليه» ‪ .‬رواه الخمسة‬
‫(‪)2‬‬

‫ويرجع في األيمان إلى‪:‬‬


‫‪ 618‬ـ ُ‬
‫الحالف‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أ ـ نية َ‬
‫ب ـ ثم إلى السبب الذي َهَّيج اليمين‪.‬‬

‫جـ ثم إلى اللفظ الدال على النية واإلرادة‪.‬‬

‫‪ 619‬ـ إال في الدعاوى؛ ففي الحديث‪« :‬اليمين على نية المستحلف» ‪.‬‬
‫رواه مسلم (‪.)4‬‬

‫‪ -1‬أخرجه البخاري (‪ ،)13/123‬ومسلم (‪.)1652‬‬


‫‪ -2‬أخرجه أحمد (‪ ،)2/10‬والدارمي (‪ ،)2/158‬وأبو داود (‪ ،)3261‬والترمذي (‪ )1531‬وحسنه‪،‬‬
‫والنسائي (‪ ،)7/25‬وابن ماجه (‪ ،)2105‬وابن حبان (موارد ‪ ،)1183‬والحاكم (‪ )4/303‬وصححه‪،‬‬
‫وصححه ابن دقيق العيد‪.‬‬
‫‪ -3‬المراد‪ :‬أن من قال‪ :‬إن شاء اهلل‪ ،‬في يمينه أنه ال يحنث لو لم ِ‬
‫يأت بما حلف عليه‪ .‬قالوا‪ :‬ويشترط له‬
‫ثالثة شروط‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن يقصد تعليق المحلوف عليه على مشيئة اهلل تعالى‪ ،‬ال إن جاء بها للتبرك‪ ،‬أو كانت سبق لسان‬
‫بال قصد‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن يتصل االستثناء بيمينهـ لفظاً أو حكماً‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أن يستثني لفظاً ونطقاً‪ ،‬فال ينفعه أن يستثني بقلبه‪ .‬انتهى‪ .‬بتصرف من (توضيح األحكام للبسام‬
‫‪.)6/87‬‬
‫‪.)1653( -4‬‬

‫‪195‬‬
‫[النذور]‪:‬‬

‫وع ْق ُد النذر مكروه‪ ،‬وقد نهى النبي صلّى اهلل عليه وسلّم عن‬
‫‪ 620‬ـ َ‬
‫النذر‪ ،‬وقال‪« :‬إنه ال يأتي بخير‪ ،‬وإ نما ُي ْستَ ْخرج به من البخيل» ‪ .‬متفق عليه‬
‫(‪.)1‬‬

‫‪ 621‬ـ فِإذا عقده على بٍِّر‪ :‬وجب عليه الوفاء (‪)2‬؛ لقوله صلّى اهلل عليه‬
‫صه» ‪.‬‬ ‫وسلّم‪« :‬من نذر أن يطيع اهلل فليطعه‪ ،‬ومن نذر أن يعصي اهلل فال يع ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫متفق عليه (‪.)3‬‬

‫‪ 622‬ـ وإ ن كان النذر مباحاً أو جارياً مجرى اليمين ـ كنذر اللِّ َجاج‬
‫والغضب ـ أو كان نذر معصية‪:‬‬

‫ـ لم َيجب الوفاء به (‪.)4‬‬

‫ـ وفيه كفارة يمين إذا لم يوف به (‪.)5‬‬

‫ـ ويحرم الوفاء به في المعصية‪.‬‬

‫***‬

‫‪ -1‬أخرجه البخاري (‪ ،)11/575‬ومسلم (‪.)1639‬‬


‫‪ -2‬في «ط»‪ :‬الوفاء به‪.‬‬
‫‪ -3‬أخرجه البخاري (‪ ،)11/581‬ولم أجده في مسلم‪.‬‬
‫‪ -4‬في «ب»‪ :‬بذلك‪.‬‬
‫‪ -5‬قال الشيخ في (المختارات الجلية ص‪ :)125‬والرواية األخرى عن أحمد أن النذر ال ينعقد في مباح‬
‫أو محرم‪ .‬وال يوجب كفارة‪ِ ،‬وفاقاً لجمهور العلماء‪ ،‬أقوى من المشهور من المذهب؛ لعدم الدليل الدال‬
‫على انعقادها‪ ،‬والحديث الصحيح‪« :‬من نذر أن يعصي اهلل فال يعصه» ؛ ليس فيه األمر بالكفارة‪،‬‬
‫وتأخير البيان عن وقت الحاجة ال يجوز‪ ،‬والنذر المباح أشبه بلغو اليمين‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫كتاب الجنايات‬

‫‪ 623‬ـ القتل بغير حق‪ ،‬ينقسم إلى ثالثة أقسام‪:‬‬

‫بجناية تقتل غالباً‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫الع ْمد العدوان‪ ،‬وهو‪ :‬أن يقصده‬
‫َحدها‪َ :‬‬
‫أَ‬
‫فهذا ُي َخَّير الولي فيه بين القتل والدية (‪)2‬؛ لقوله صلّى اهلل عليه وسلّم‪:‬‬
‫«من قُتِل له قَتيل فهو بخير النظرين‪ :‬إما أن يقتل‪ ،‬وإ ما أن يفدي» (‪ .)3‬متفق‬
‫عليه (‪.)4‬‬

‫الثاني‪ :‬شبه العمد‪ ،‬وهو‪ :‬أن يتعمد الجناية عليه بما ال يقتل غالباً‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬الخطأ‪ ،‬وهو أن تقع الجناية منه بغير قصد‪ ،‬بمباشرة أو سبب‪.‬‬

‫‪ 624‬ـ ففي األخير ال قود (‪ ،)5‬بل‪:‬‬

‫أ ـ الكفارة في مال القاتل‪.‬‬


‫صباته كلهم‪ ،‬قريبهم وبعيدهم‪َّ ،‬‬
‫توزع‬ ‫ب ـ والدية على عاقلته‪ ،‬وهم‪َ :‬ع َ‬
‫عليهم بقدر حالهم‪ ،‬وتؤجل عليهم ثالث سنين‪ ،‬كل ٍ‬
‫سنة يحملون ثُلُثَها‪.‬‬

‫صلَت في حديث عمرو بن‬


‫‪ 625‬ـ والديات للنفس وغيرها قد فُ ِّ‬
‫حزم‪ :‬أن النبي صلّى اهلل عليه وسلّم كتب إلى أهل اليمن‪ ،‬وفيه‪:‬‬

‫‪ -1‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬يقتله‪ ،‬وكذا ورد في «أ» لكن كتب فوقها (يقصده) دون كشط‪.‬‬
‫ض النبي صلّى اهلل عليه وسلّم رأس اليهودي الذي‬
‫‪ -‬رجح الشيخ‪ :‬أنه يفعل بالجاني كما فعل‪ ،‬كما َر ّ‬
‫‪2‬‬

‫رض رأس الجارية بين حجرين‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)115‬‬


‫ّ‬
‫‪ -3‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬يفديه‪.‬‬
‫‪ -4‬أخرجه البخاري (‪ ،)2/205‬ومسلم (‪.)1355‬‬
‫‪ -5‬القود‪ :‬القصاص‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫عن بينة فإنه قود إال أن يرضى أولياء‬ ‫(‪)1‬‬
‫ـ «أن من اعتبط مؤمناً قتالً ‪،‬‬
‫المقتول‪.‬‬

‫ـ وإ ن في النفس‪ :‬الديةَ‪ ،‬مائة من اإلبل (‪.)2‬‬

‫ـ وفي األنف إذا أ ُْو ِع َ‬


‫ب َج ْدعاً (‪ :)3‬الدية‪.‬‬

‫ـ وفي اللسان‪ :‬الدية‪.‬‬

‫ـ وفي الشفتين‪ :‬الدية‪.‬‬


‫ـ وفي َّ‬
‫الذ َكر‪ :‬الدية‪.‬‬

‫ـ وفي البيضتين‪:‬ـ الدية (‪.)4‬‬

‫الصْلب‪ :‬الدية (‪.)5‬‬


‫ـ وفي ُّ‬

‫‪ -1‬أي‪ :‬قتل بال جناية وال جريرة‪.‬‬


‫‪ -2‬قرر الشيخ في (المختارات الجلية ص‪ :)116‬أن األصل في الديات اإلبل‪ ،‬والباقيات أبدال عنها‪ ،‬ثم‬
‫دلل على ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬جدعه‪.‬‬
‫‪ -4‬البيضتان‪ :‬الخصيتان‪.‬‬
‫‪ -5‬الصُّلب‪ :‬أي‪ :‬إن كسر الظهر فحدب الرجل ففيه الدية‪،‬ـ وقيل‪ :‬إن أصيب صلبه بشيء حتى أذهب‬
‫منه الجماع‪ .‬ينظر‪« :‬النهاية»‪ .‬قال الشيخ‪ :‬والمنافع‪ :‬كالسمع‪ ،‬والبصر‪ ،‬والشم‪ ،‬والذوق‪ ،‬واللمس‪،‬‬
‫ومنفعة األكل‪ ،‬والبطش‪ ،‬والمشي‪ ،‬والنكاح‪ ،‬وغيرها‪ ،‬في كل واحدة منها إذا جنى عليه فذهبت دية‬
‫كاملة‪ .‬فلو جنى عليه فذهب منها عدة منافع فلكل واحدة دية كاملة‪( .‬نور البصائر ص‪.)56‬‬

‫‪198‬‬
‫ـ وفي العينين‪ :‬الدية‪.‬‬

‫الرجل الواحدة‪ :‬نصف الدية‪.‬‬


‫ـ وفي ِّ‬
‫ـ وفي المأمومة (‪ :)1‬ثلث الدية‪.‬‬

‫ـ وفي الجائفة (‪ :)2‬ثلث الدية‪.‬‬

‫المَن ِّقلة (‪ :)3‬خمس عشرة من اإلبل‪.‬‬


‫ـ وفي ُ‬
‫ـ وفي كل إصبع من أصابع اليد والرجل‪ :‬عشر من اإلبل‪.‬‬

‫من اإلبل‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬


‫ـ وفي السن‪ :‬خمس‬
‫ـ وفي الم ِ‬
‫وض َحة (‪ :)5‬خمس من اإلبل‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ـ وإ ن الرجل يقتل بالمرأة‪.‬‬

‫ـ وعلى أهل الذهب ألف دينار (‪ . »)6‬رواه أبو داود (‪.)7‬‬

‫‪ -1‬المأمومة‪ :‬هي التي تخرق الجلد حتى تصل إلى أم الدماغ‪.‬‬


‫‪ -2‬الجائفة‪ :‬الجرح الذي يصل إلى باطن الجوف من بطن أو غيره‪.‬‬
‫‪ِّ -3‬‬
‫المنقلة‪ :‬هي الشجة التي توضح عظم الرأس وتهشمه‪ ،‬وتنقل عظامه بتكسيره‪.‬‬
‫‪ -4‬في المطبوعة ورد خطأ‪( :‬خمس عشرة)‪.‬‬
‫‪ -5‬الموضحة‪ :‬هي الشجة التي توضح عظم الرأس وتبدي بياضه وال تكسره‪ ،‬فهي خاصة بالرأس‬
‫والوجه‪.‬‬
‫‪ -6‬وقع سقط مخل بالمعنى في هذه الفقرة والتي قبلها في نسخة‪« :‬أ»‪.‬‬
‫‪ -7‬رواه أبو داود في «المراسيل» برقم (‪ ،)255‬وقال‪ :‬إسناده ال يصح‪ ،‬والنسائي في «الكبرى» (‬
‫‪ ،)4/245‬والحاكم (‪ ،)1/395‬وصححه ابن حزم في «المحلى» (‪ ،)6/34‬والبيهقي (‪،)4/89‬‬
‫والدارمي (‪ ،)2/247‬وابن حبان (‪ )14/501‬وغيرهم‪ .‬وقد اختلف في تصحيحه‪ ،‬فضعفه قوم‪،‬‬
‫وصححه آخرون‪ .‬والخالف فيه مشهور‪ .‬قال ابن عبد البر في «التمهيد»ـ (‪ :)17/338‬هذا كتاب‬
‫التواتر؛ لتلقي الناس‬
‫َ‬ ‫مشهور عند أهل السير‪ ،‬معروف عند أهل العلم معرفة تغني عن اإلسناد؛ ألنه أشبه‬
‫إياه بالقبول والمعرفة‪ .‬وقال العقيلي‪ :‬حديث ثابت‪ .‬وقال ابن حجر في «التلخيص»‪ :‬وقد صحح هذا‬
‫الحديث جماعة من األئمة‪ ،‬ال من حيث اإلسناد‪ ،‬بل من حيث الشهرة‪ .‬وقال ابن كثير في «تحفة‬
‫الطالب» (ص‪ :)231‬كتاب آل عمرو بن حزم هذا اعتمد عليه األئمة والمصنفون في كتبهم‪ ،‬وهو=‬

‫‪199‬‬
‫‪ 626‬ـ ويشترط في وجوب القصاص‪:‬‬

‫ـ كون القاتل مكلفاً‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ والمقتول معصوماً‪ ،‬ومكافئاً للجاني في اإلسالم‪ ،‬والرق والحرية‪،‬‬


‫الحر بالعبد‪.‬‬
‫فال يقتل المسلم بالكافر‪ ،‬وال ّ‬
‫‪ 3‬ـ وأال يكون والداً للمقتول‪ ،‬فال يقتل األبوان بالولد‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ وال بد من اتفا ِ‬
‫ق األولياء المكلفين‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ واألمن من التعدي في االستيفاء‪.‬‬

‫‪ 627‬ـ وتقتل الجماعة بالواحد‪.‬‬


‫ٍ‬
‫عضو بمثله إذا أمكن بدون تَ َع ٍّد (‪)1‬؛‬ ‫ويقَاد كل‬
‫‪ 628‬ـ ُ‬
‫س}} إلى آخر اآلية‬ ‫الن ْف َس بِ َّ‬
‫الن ْف ِ‬ ‫{{و َكتَْبَنا َعلَْي ِه ْم ِفيهَا أ َّ‬
‫َن َّ‬ ‫لقوله تعالى‪َ :‬‬
‫[المائدة‪. ]45 :‬‬

‫‪ 629‬ـ ودية المرأة على نصف دية الذكر (‪ ،)2‬إال فيما دون ثلث الدية‬
‫فهما سواء‪.‬‬

‫وقريب من هذا مقالة الزيلعي‬


‫ٌ‬ ‫=نسخة متوارثة عندهم‪ ،‬تشبه نسخة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‪.‬‬
‫في «نصب الراية» (‪ .)2/342‬ينظر لالستزادة‪« :‬صحائف الصحابة» للصويان من (ص‪ 92‬إلى‬
‫‪.)132‬‬
‫‪ -1‬قال الشيخ‪ :‬وحكم إتالف األطراف حكم إتالف النفوس في وجوب القصاص في العمد العدوان‪،‬‬
‫وعدم القصاص في غيره‪ ،‬ولكن يشترط في القصاص‪ :‬المساواة في االسم والموضع‪ ،‬وكذلك الجروح‬
‫التي تنتهي إلى حد أو مفصل فيها القصاص إلمكان المساواة‪ ،‬وإ ال فال قصاص فيها‪( .‬نور البصائر ص‬
‫‪.)55‬‬
‫‪ -2‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬الرجل‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫كتاب الحدود‬

‫عالم بالتحريم‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫‪ 630‬ـ ال َح َّد إال على مكلف ملتزم‬

‫بالجْلد‬ ‫ِ‬
‫يمه إال اإلمام أو نائبه‪ ،‬إال السيد‪ ،‬فإن له إقامته َ‬
‫‪ 631‬ـ وال ُيق ُ‬
‫خاصة على رقيقه‪.‬‬

‫الجْلد‪ :‬نصف حد الحر‪.‬‬ ‫‪ 632‬ـ ُّ‬


‫وحد الرقيق في َ‬
‫[حد الزنى]‪:‬‬
‫‪ 633‬ـ فحد الزنى ـ وهو فعل الفاحشة في قُ ٍ‬
‫بل أو ُدبر ـ‪:‬‬

‫ـ إن كان محصناً ـ وهو الذي قد تزوج َو َو ِطَئها وهما حران مكلفان ـ‬


‫فهذا يرجم حتى يموت‪.‬‬

‫ـ وإ ن كان غير محصن‪ُ :‬جِل َد مائة جلدة‪ُ ،‬‬


‫وغ ِّرب عن وطنه عاماً‪.‬‬

‫يشهد عليه أربعةُ عدول‬


‫َ‬ ‫قر به أربع مرات‪ ،‬أو‬
‫‪ 634‬ـ ولكن بشرط أن ُي َّ‬
‫يصرحون بشهادتهم (‪.)2‬‬

‫اح ٍد ِم ْنهُ َما ِمَئةَ َجْل َد ٍة }}‬


‫اجِل ُدوا ُك َّل و ِ‬
‫َ‬ ‫الزانِي فَ ْ‬
‫الزانَِيةُ و َّ‬
‫َ‬
‫قال تعالى‪َّ {{ :‬‬
‫اآلية [النور‪. ]2 :‬‬

‫‪ -1‬ليست في‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬


‫‪ -2‬قرر الشيخ في (المختارات الجلية ص‪ :)118‬أنه ال يشترط أن يأتي الشهود األربعة في الزنا في‬
‫مجلس واحد‪ ،‬بل لو جاءوا في مجالس لم ترد شهادتهم‪ ،‬وكذلك لو شهد اثنان أنه وطئها في بيت أو يوم‪،‬‬
‫وآخران أنه وطئها في يوم آخر أو بيت آخر‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫وعن عبادة بن الصامت مرفوعاً‪« :‬خذوا عني‪ ،‬خذوا عني‪ ،‬فقد جعل‬
‫اهلل لهن سبيالً‪ :‬البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة‪ ،‬والثيب بالثيب‪ :‬جلد مائة‬
‫والرجم» ‪ .‬رواه مسلم (‪.)1‬‬

‫وآخر األمرين االقتصار على رجم المحصن‪ ،‬كما في قصة ماعز‬


‫والغامدية (‪.)2‬‬

‫[ح ُّد القَذْف]‪:‬‬


‫َ‬
‫عليه به‪ ،‬ولم تكمل‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪ 635‬ـ ومن قَ َدف بالزنى محصناً (‪ ،)3‬أو َش ِهد‬
‫الشهادة‪ُ :‬جِل َد ثمانين جلدة (‪.)5‬‬

‫‪ 636‬ـ وقذف غير المحصن فيه التعزير‪.‬‬

‫‪ 637‬ـ والمحصن‪ :‬هو الحر البالغ المسلم العاقل العفيف‪.‬‬

‫[التعزير]‪:‬‬

‫حد فيها وال كفارة (‪.)6‬‬


‫‪ 638‬ـ والتعزير واجب في كل معصية ال ّ‬
‫[ح ُّد السرقة]‪:‬‬
‫َ‬
‫‪ 639‬ـ ومن سرق ربع دينار من الذهب أو ما يساويه من المال من‬
‫وح ِسمت (‪.)7‬‬
‫حرزه‪ :‬قطعت يده اليمنى من مفصل الكف‪ُ ،‬‬

‫‪ -1‬رواه مسلم (‪.)1690‬‬


‫‪ -2‬أي‪ :‬لم يجمع بين الرجم وجلد مائة كما في حديث عبادة‪.‬‬
‫‪ -3‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬محصناً بالزنى‪.‬‬
‫‪ -4‬في «ط»‪ :‬وشهد‪.‬‬
‫‪ -5‬قرر الشيخ في (المختارات الجلية ص‪ :)119‬أن حد القذف حق هلل تعالى فال يسقط بعفو المقذوف‪.‬‬
‫‪ -6‬قرر الشيخ في (المختارات ص‪ :)119‬جواز الزيادة في التعزير على عشر جلدات‪ ،‬وأن المراد‬
‫بقول النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬ال يجلد أحد فوق عشر جلدات إال في حد من حدود اهلل» ؛ أي‪ :‬إال‬
‫تأديب الصغير والزوجة والخادم ونحوهم في غير معصية‪.‬‬
‫ُ‬ ‫في معصية‪ ،‬وأن الذي ال يزيد على ذلك‬

‫‪202‬‬
‫وح ِسمت‪.‬‬
‫‪ 640‬ـ فإن عاد قطعت رجله اليسرى من مفصل الكعب ُ‬
‫‪ 641‬ـ فإن عاد ُحبِس‪.‬‬

‫طع غير ٍيد ْ‬


‫ورجل‪.‬‬ ‫‪ 642‬ـ وال ُي ْق َ‬
‫طعوا أ ِ‬
‫َيدَيهُ َما}} [المائدة‪. ]38 :‬‬ ‫ق َوالس ِ‬ ‫قال تعالى‪َ {{ :‬والس ِ‬
‫َّارقَةُ فَا ْق َ ُ‬ ‫َّار ُ‬
‫يد سار ٍ‬
‫ق إال في ربع‬ ‫وعن عائشة رضي اهلل عنها مرفوعاً‪« :‬ال تقطع ُ‬
‫دينار فصاعداً» ‪ .‬متفق عليه (‪.)1‬‬

‫‪ 643‬ـ وفي الحديث‪« :‬ال قطع في ثَ َم ٍر وال َكثَر» ‪ .‬رواه أهل السنن‬
‫(‪.)2‬‬

‫بالح ْسم‪ :‬أن يغمس موضع القطعة من يد أو رجل في السرقة ونحوها في زيت أو دهن مغلي‪،‬‬
‫‪ -‬لمراد َ‬
‫‪7‬‬

‫َّ‬
‫لتنسد أفواه العروق وينقطع الدم‪.‬‬ ‫أو الكي بحديدة محماة‬
‫‪ -1‬أخرجه البخاري (‪ ،)12/96‬ومسلم (‪.)1684‬‬
‫‪ -2‬أخرجه مالك في «الموطأ» (‪ ،)32‬والشافعي في «المسند» (‪ ،)275‬وأحمد (‪ ،)3/463‬والدارمي (‬
‫‪ ،)2/174‬وأبو داود (‪ ،)4388‬والترمذي (‪ ،)1449‬والنسائي (‪ ،)8/87‬وابن ماجه (‪ ،)2593‬وابن‬
‫حبان (موارد ‪ ،)1505‬والبيهقي (‪.)8/263‬‬
‫قال الحافظ في «التلخيص»‪« :)4/73( :‬وقال الطحاوي‪ :‬هذا الحديث تلقت العلماء متنه بالقَبول»‪.‬‬
‫والثمر‪ :‬ما كان معلقاً في النخل قبل أن يجذ‪ ،‬وال َكثَر‪ :‬هو جمار النخل‪ ،‬وهو شحمه الذي في وسطه‪.‬‬
‫وسبب عدم القطع‪ :‬أن من شروط القطع الحرز‪ ،‬والثمر والكثر غير محرزين‪ ،‬ويضمنه عنه األئمة‬
‫الثالثة بعوضه مرة‪ ،‬وعند أحمد يضمنه بعوضه مرتين؛ لحديث رافع بن خديج‪ ،‬على خالف في‬
‫المذهب‪ :‬هل اإلضعاف خاص بالثمر والكثر‪ ،‬أو عام في كل ما سرق من غير حرز ؟ وقد رجح الشيخ‬
‫السعدي العموم‪( .‬المختارات الجلية ص‪.)120‬‬

‫‪203‬‬
‫[حد الحرابة]‪:‬‬

‫َّ‬ ‫‪ 644‬ـ وقال تعالى في المحاربين‪ِ {{ :‬إَّنما ج َز َِّ‬


‫ون اللهَ‬‫ين ُي َح ِارُب َ‬ ‫اء الذ َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫صلَُّبوا أ َْو تُقَطَّ َع أ َْي ِدي ِه ْم‬
‫َن ُيقَتَّلُوا أ َْو ُي َ‬
‫ادا أ ْ‬
‫ض فَ َس ً‬‫و َر ُسولَهُ وَي ْس َع ْو َن ِفي األ َْر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ض}} إلى آخرها [المائدة‪. ]33 :‬‬ ‫ف أ َْو ُي ْنفَ ْوا ِم َن األ َْر ِ‬
‫وأَرجلُهم ِم ْن ِخالَ ٍ‬
‫َ ْ ُ ُْ‬
‫‪ 645‬ـ وهم الذين يخرجون على الناس‪ ،‬ويقطعون الطريق عليهم‬
‫بنهب أو قَ ْتل‪.‬‬

‫وصِلب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َخ َذ ماالً‪ :‬قُتل ُ‬
‫أ ـ فمن قَتَل وأ َ‬
‫ب ـ ومن قَتَل‪ :‬تَ َحتّم قتله‪.‬‬

‫جـ ومن أخذ ماالً‪ :‬قطعت يده اليمنى ورجله اليسرى‪.‬‬

‫د ـ ومن أخاف الناس‪ُ :‬ن ِفي من األرض (‪.)1‬‬

‫[البغاة]‪:‬‬

‫باغ‪.‬‬
‫‪ 646‬ـ ومن خرج على اإلمام يريد إزالته عن منصبه‪ :‬فهو ٍ‬
‫الب َغاة‪ ،‬وإ زالة ما َي ْن ِق ُمون عليه مما ال‬
‫‪ 647‬ـ وعلى اإلمام‪ :‬مراسلة ُ‬
‫يجوز‪ ،‬وكشف شبههم‪.‬‬

‫‪ -1‬قرر الشيخ في (المختارات الجلية ص‪ :)120‬أن قطاع الطريق إذا جنوا بما يوجب قوداً في الطرف‬
‫تحتم استيفاؤه‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫‪ 648‬ـ فإن انتهوا َّ‬
‫كف عنهم‪ ،‬وإ ال قاتلهم (إذا قاتلوا) (‪.)1‬‬

‫‪ 649‬ـ وعلى رعيته‪ :‬معونتُه على قتالهم‪.‬‬

‫مالهم‪ :‬فال شيء على الدافع‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬


‫‪ 650‬ـ فإن اضطر إلى قتلهم أو تلف‬

‫‪ 651‬ـ وإ ن قُتِ َل الدافع كان شهيداً‪.‬‬

‫‪ 652‬ـ وال يتَّبعُ لهم ُم ْدبِر‪ ،‬وال ُي ْجهَ ُز على جريح‪ ،‬وال يغنم لهم مال‪،‬‬
‫وال يسبي لهم ذرية‪.‬‬
‫ٍ‬
‫نفوس‬ ‫‪ 653‬ـ وال ضمان على أحد الفريقين فيما أتلف حال الحرب من‬
‫وأموال‪.‬‬

‫باب حكم المرتد‬


‫ُّ‬
‫والمرتد هو‪ :‬من خرج عن دين اإلسالم إلى الكفر‪ ،‬بفعل أو‬ ‫‪ 654‬ـ‬
‫شك‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫اعتقاد أو ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫قول أو‬

‫‪ 655‬ـ وقد ذكر العلماء ـ رحمهم اهلل ـ تفاصي َل ما يخرج به العبد من‬
‫اإلسالم‪ ،‬وترجع كلها إلى َج ْح ِد ما جاء به الرسو ُل صلّى اهلل عليه وسلّم‪ ،‬أو‬
‫بعضه (غير متأول في جحد البعض) (‪.)3‬‬ ‫جحد ِ‬‫ِ‬

‫‪ 656‬ـ فمن ارتد‪ :‬استتيب ثالثةَ أيام‪ ،‬فإن رجع وإ ال قتل بالسيف‪.‬‬

‫***‬

‫‪ -1‬ليست في‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬


‫‪ -2‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬قتالهم‪ ،‬وفي «ط»‪ :‬إتالف‪.‬‬
‫‪ -3‬ليست في‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫َّعاوى‪ ،‬والبينات‪ ،‬وأنواع الشهادات‬
‫كتاب القضاء‪ ،‬والد َ‬

‫‪ 657‬ـ والقضاء ال بد للناس منه‪ ،‬فهو فرض كفاية‪.‬‬

‫‪ 658‬ـ يجب على اإلمام نصب من يحصل فيه الكفاية ممن له معرفة‬
‫بالقضاء بمعرفة األحكام الشرعية‪ ،‬وتطبيقها على الوقائع الجارية بين الناس‪.‬‬

‫المعتبرة في‬ ‫(‪)1‬‬


‫فاألمثل في الصفات‬
‫َ‬ ‫األمثل‬
‫َ‬ ‫‪ 659‬ـ وعليه أن يولي‬
‫القاضي‪.‬‬

‫يوجد َغ ْي ُره‪ ،‬ولم َي ْش َغْله عما هو‬


‫‪ 660‬ـ ويتعين على من كان أهالً‪ ،‬ولم َ‬
‫أهم منه‪.‬‬
‫‪ 661‬ـ وقد قال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‪« :‬البينة على َّ‬
‫المدعي‪،‬‬
‫واليمين على من أنكر» (‪.)2‬‬

‫‪ 662‬ـ وقال‪« :‬إنما أقضي بنحو ما أسمع» (‪.)3‬‬

‫‪ -1‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬بالصفات‪.‬‬


‫‪ -2‬أخرجه الترمذي (‪ ،)1341‬عن عبد اهلل بن عمرو‪ ،‬وسنده ضعيف كما قال الحافظ في «التلخيص»‪،‬‬
‫والبيهقي (‪ )10/252‬من حديث ابن عباس‪ ،‬وحسَّن إسناده النووي في «األربعين»‪ ،‬والحافظ في‬
‫المدعى عليه» ؛ رواه البخاري (‪ ،)8/213‬ومسلم (‬
‫«الفتح»‪ ،‬والحديث المتفق عليه‪« :‬لكن اليمين على ّ‬
‫‪.)1711‬‬
‫‪ -3‬البخاري (‪ ،)13/157‬ومسلم (‪ .)1713‬قال الشيخ‪ :‬وال يحكم بعلمه إال في األمور التي يقر بها أحد‬
‫الخصمين‪ ،‬أو تبين له في مجلس حكمه‪( .‬نور البصائر ص‪.)61‬‬

‫‪206‬‬
‫‪ 663‬ـ فمن َّ‬
‫اد َعى ماالً ونحوه فعليه البينة‪:‬‬

‫أ ـ إما شاهدان عدالن‪.‬‬

‫ب ـ أو رجل وامرأتان (‪.)1‬‬

‫الم َّدعي‪.‬‬
‫جـ أو رجل ويمين ُ‬
‫يد ْي ِن ِم ْن ِر َج ِال ُك ْم فَِإ ْن لَ ْم َي ُك َ‬
‫ونا َر ُجلَْي ِن‬ ‫استَ ْش ِه ُدوا َش ِه َ‬
‫لقوله تعالى‪َ {{ :‬و ْ‬
‫اء }} [البقرة‪. ]282 :‬‬ ‫الشه َد ِ‬‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫فَرج ٌل وامرأَتَ ِ ِ‬
‫ض ْو َن م َن َ‬ ‫ان م َم ْن تَْر َ‬ ‫َ ُ َ َْ‬
‫وقد قضى النبي صلّى اهلل عليه وسلّم بالشاهد مع اليمين‪ .‬وهو حديث‬
‫صحيح (‪.)2‬‬

‫وبرئ‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫الم َّد َعى عليه‬
‫‪ 664‬ـ فإن لم يكن له بينة‪ :‬حلف ُ‬
‫نكل عن الحلف قُ ِ‬
‫ضي عليه بالنكول‪ ،‬أو ردت اليمين على‬ ‫‪ 665‬ـ فإن َ‬
‫الم َّدعى عليه أخذ ما ادعى به‪.‬‬
‫الم َّدعي‪ ،‬فإذا حلف مع نكول ُ‬
‫ُ‬
‫‪ 666‬ـ ومن البينة‪ :‬القرينة الدالة على ِ‬
‫صدق أحد المتداعيين (‪:)4‬‬

‫أ ـ مثل أن تكون العين المدعى بها بيد أحدهما‪ ،‬فهي له بيمينه‪.‬‬

‫كتن ُازع‬
‫ال يصلح إال ألحدهما‪َ ،‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ب ـ ومثل أن يتداعى اثنان ماالً‬

‫‪ -1‬قال الشيخ في (المختارات الجلية ص‪ :)127‬رجَّح كثير من السلف‪ :‬أن شهادة المرأتين تقوم مقام‬
‫شهادة الرجل في كل شيء‪ ،‬حتى في القصاص والنكاح والطالق والنسب والحدود‪ ...‬وهذا القول هو‬
‫الذي يقتضيه الدليل والتعليل‪.‬‬
‫‪ -2‬أخرجه مسلم (‪.)1712‬‬
‫‪ -3‬في «أ»‪ :‬حلف المدعى وبرئ‪.‬‬
‫الم َّد ِعَي ْين‪.‬‬
‫‪ -‬في «ب‪ ،‬ط»‪ُ :‬‬
‫‪4‬‬

‫‪ -5‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬متاعاً‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫ِح َد َاد ٍة‪ ،‬ونحو‬ ‫(‪)4‬‬
‫بآلة‬ ‫(‪)3‬‬
‫وحد ٍاد ونحوه‬
‫بآلة نجارته ‪ّ ،‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ٍ‬
‫نجار ونحوه‬
‫ذلك (‪.)5‬‬

‫‪ 667‬ـ وتَ َح ُّمل الشهادة في حقوق اآلدميين‪ :‬فرض كفاية‪.‬‬

‫‪ 668‬ـ وأداؤها‪ :‬فرض عين‪.‬‬

‫‪ 669‬ـ ويشترط أن يكون الشاهد عدالً ظاهراً وباطناً‪.‬‬

‫ض ْو َن‬ ‫ِ‬
‫‪ 670‬ـ والعدل‪ :‬هو من رضيه الناس؛ لقوله تعالى‪{{ :‬م َم ْن تَْر َ‬
‫الشه َد ِ‬
‫اء}} [البقرة‪. ]282 :‬‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫م َن َ‬
‫‪ 671‬ـ وال يجوز أن يشهد إال بما يعلمه‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ برؤية‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أو سماع من المشهود عليه‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ أو استفاضة يحصل بها العلم في األشياء التي ُيحتاج فيها إليها‪،‬‬
‫كاألنساب ونحوها‪.‬‬

‫وقال النبي صلّى اهلل عليه وسلّم لرجل‪« :‬ترى الشمس»؟ قال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫قال‪« :‬على ِمثلها فاشهد أو دع» ‪ .‬رواه ابن عدي (‪.)6‬‬

‫‪ -1‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬وغيره‪.‬‬


‫‪ -2‬في «ب»‪ :‬بآلة النجارة‪ .‬وفي «ط»‪ :‬آلة النجارة‪.‬‬
‫‪ -3‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬وغيره‪.‬‬
‫‪ -4‬في «ط»‪ :‬آلة‪.‬‬
‫‪ -5‬في"ب‪،‬ط"‪:‬وغيره‬
‫‪ -6‬أخرجه ابن عدي في «الكامل» (‪ ،)2/361‬والعقيلي في «الضعفاء» (‪ ،)380‬والحاكم (‪)4/98‬‬
‫رده الذهبي بقوله‪« :‬قلت‪ٍ :‬‬
‫واه‪ ،‬فعمرو بن مالك البصري‪ ،‬قال ابن عدي‪ :‬كان يسرق‬ ‫وصححه‪ ،‬لكن َّ‬
‫الحديث‪ ،‬وابن مسمول ضعفه غير واحد»‪ .‬ورواه البيهقي (‪ ،)10/156‬وقال‪« :‬ابن مسمول تكلم فيه‬
‫الحميدي‪ ،‬ولم يرو من وجه يعتمدـ عليه»‪ .‬وقال الحافظ في «التلخيص» (‪« :)4/218‬وفي إسناده محمد‬
‫بن سليمان بن مسمول وهو ضعيف»‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫‪ 672‬ـ ومن موانع الشهادة‪َ :‬م ِظَّنةُ التهمة‪ ،‬كشهادة الوالدين ألوالدهم‪،‬‬
‫وبالعكس‪ ،‬وأحد الزوجين لآلخر‪ ،‬والعدو على عدوه (‪.)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كما في الحديث‪« :‬ال تجوز شهادة خائن وال خائنة‪ ،‬وال ذي ِغ ْم ٍر‬
‫ألهل البيت» ‪ .‬رواه أحمد وأبو داود (‪.)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫على أخيه‪ ،‬وال تجوز شهادة القانع‬

‫‪ 673‬ـ وفي الحديث‪« :‬من حلف على يمين يقتطع بها مال امرئ‬
‫مسلم‪ ،‬هو فيها فاجر‪ :‬لقي اهلل وهو عليه غضبان» ‪ .‬متفق عليه (‪.)5‬‬

‫=وقال في «بلوغ المرام»‪« :‬بإسناد ضعيف‪ ،‬وصححه الحاكم فأخطأ»‪.‬‬


‫‪ -1‬رجح الشيخ في (المختارات الجلية ص‪ :)127‬أنه متى تحققت عدالة واحد من المذكورين ظاهراً أو‬
‫باطناً لم ترد بهذه األسباب؛ ألن العلم اليقيني بأنهم مقبولو الشهادة ال يعارضه الظن الذي هو التهمة‪،‬ـ بل‬
‫هو ضعيف في مثل حالهم‪ ،‬وإ ن كانت لم تتحقق عدالتهم ظاهراً وباطناً‪ ،‬بل ظاهرهم العدالة فقط‪،‬‬
‫قوى قول من َّ‬
‫رد شهادتهم‪ ،‬والناس في هذا درجات متفاوته‪ .‬اهـ‪.‬‬ ‫ووجود بعض األسباب المذكورة َّ‬
‫الغ َمر‪ :‬الحقد والشحناء‪.‬‬
‫‪َ -‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -3‬القانع‪ :‬هو الخادم المنقطع لخدمة أهل البيت وقضاء حوائجهم‪ ،‬لما لهم عليه من السلطة‪ ،‬ولما له‬
‫عندهم من المنفعة‪ ،‬فالتهمة بمواليهم قائمة‪.‬‬
‫‪ -4‬أخرجه عبد الرزاق (‪ ،)15364‬وأحمد (‪ ،)2/181‬وأبو داود (‪ ،)3601 ،3600‬وابن ماجه(‬
‫‪ ،)2366‬والدارقطني (‪ ،)144‬قال الحافظ في «التلخيص» (‪ :)4/218‬وسنده قوي‪.‬‬
‫‪ -5‬أخرحه البخاري (‪ ،)11/558‬ومسلم (‪.)138‬‬

‫‪209‬‬
‫باب القسمة‬

‫‪ 674‬ـ وهي نوعان‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ قسمة إجبار فيما ال ضرر فيه‪ ،‬وال رد عوض‪ ،‬كالمثليات‪ ،‬والدور‬
‫الكبار‪ ،‬واألمالك الواسعة‪.‬‬
‫تراض‪ ،‬وهي ما فيه ضرر على أحد الشركاء في ِ‬
‫القسمة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ 2‬ـ وقسمة‬
‫أو فيه رد عوض‪ ،‬فال بد فيها من رضا الشركاء كلهم‪.‬‬

‫وإ ن طلب أحدهم فيها البيع‪ :‬وجبت إجابته‪.‬‬


‫وإ ن أ َّ‬
‫َجروها‪ :‬كانت األجرة فيها على قَ ْدر ملكهم فيها‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫باب اإلقرار‬
‫عليه‪ ،‬بكل لفظ ٍ‬
‫دال على‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ 675‬ـ وهو اعتراف اإلنسان بحق‬
‫اإلقرار‪ ،‬بشرط كون المقر مكلفاً‪.‬‬

‫‪ 676‬ـ وهو من أبلغ البينات‪.‬‬

‫والمعامالت‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ 677‬ـ ويدخل في جميع أبواب العلم من العبادات‬
‫وغيرها‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫واألنكحة والجنايات‬

‫‪ 678‬ـ وفي الحديث‪« :‬ال عذر لمن أقر» (‪.)4‬‬

‫‪ -1‬في «ب‪ ،‬ط»‪ :‬بكل حق‪.‬‬


‫‪ -2‬في «ط»‪ :‬والعبادات‪.‬‬
‫‪ -3‬ليست في‪« :‬ط‪ ،‬ب»‪.‬‬
‫‪ -4‬قال السخاوي في المقاصد الحسنة (‪ :)1311‬قال شيخنا (يعني الحافظ ابن حجر)‪ :‬ال أصل له‪،‬‬
‫وليس معناه على إطالقه صحيحاً‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫‪ 679‬ـ ويجب على اإلنسان‪ :‬أن يعترف بجميع الحقوق التي عليه‬
‫لآلدميين ليخرج من التبعة بأداء‪ ،‬أو استحالل‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫وسلم‬ ‫(‪)2‬‬
‫محمد (وعلى آله وأصحابه)‬ ‫(‪)1‬‬
‫وصلى اهلل على (سيدنا ونبينا)‬
‫تسليماً كثيراً‪.‬‬

‫(علقه كاتبه الفقير إلى اهلل‪ ،‬الراجي منه أن يصلح دينه ودنياه‪ :‬عبد‬
‫الرحمن بن ناصر بن سعدي‪ ،‬غفر اهلل له ولوالديه ولجميع المسلمين‪ ،‬نقلته من‬
‫األصل‪ ،‬وتم النقل ‪/3‬ذو الحجة‪ ،1359/‬والحمد هلل الذي بنعمته تتم‬
‫الصالحات) (‪.)3‬‬

‫***‬

‫‪ -1‬زيادة من «ب‪ ،‬ط»‪.‬‬


‫‪ -2‬زيادة من‪« :‬ب‪ ،‬ط»‪.‬‬
‫‪ -3‬في نسخة «ب» مثل هذا تقريباً إلى قوله‪« :‬ولجميع المسلمين»‪ ،‬وفي «ط» زيادة‪ :‬وتم نقله في‬
‫‪/ 23‬جمادى اآلخرة ‪/‬سنة ‪ ،1373‬بقلم الفقير إلى اهلل الغني‪ :‬عبد اهلل بن سليمان السلمان غفر اهلل له‬
‫ولوالديه ولكافة المسلمين‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫تم نسخ الكتاب على هذا النحو وترقيمه عام ‪ ،1409‬وخرجت أحاديثه عام ‪ ،1410‬وتم التعليق عليه من‬
‫كتب الشيخ األخرى في ذي القعدة ‪ ،1419‬وتمت المقابلة بين النسختين والمطبوع مع األخ موسى بن‬
‫يوسف بن عيسى في مجالس آخرها ضحى يوم الثالثاء ‪11/6/1420‬هـ‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫الفهارس‬

‫* فهرس اآليات‬

‫* فهرس األحاديث‬

‫* فهرس القواعد والضوابطـ الفقهية‬

‫‪212‬‬
‫فهرس اآليات‬

‫الصفحة‬ ‫المسألة‬ ‫رقم اآلية‬ ‫اآليـة‬ ‫م‬

‫*سورة البقرة*‬

‫‪109‬‬ ‫‪272‬‬ ‫‪125‬‬ ‫صلّ ًى}}‬ ‫ِِ ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫‪1‬‬


‫يم ُم َ‬
‫{{واتخ ُذوا م ْن َمقَام إ ْب َراه َ‬
‫َ‬

‫‪58‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪149‬‬ ‫ط َر‬ ‫ت فَ َو ِّل َو ْجهَ َ‬


‫ك َش ْ‬ ‫ث َخ َر ْج َ‬‫{{و ِم ْن َح ْي ُ‬ ‫َ‬
‫‪2‬‬

‫اْل َم ْس ِج ِد اْل َح َر ِام}}‬

‫‪109‬‬ ‫‪272‬‬ ‫‪158‬‬ ‫{{ِإ َّن الصَّفَا َواْل َم ْر َوةَ ِم ْن َش َعائِ ِر اللَّ ِه}}‬ ‫‪3‬‬

‫‪102‬‬ ‫‪241‬‬ ‫‪183‬‬ ‫ام‬ ‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫‪4‬‬


‫ِّي ُ‬
‫ب َعلَْي ُك ُم الصَ‬‫آمُنوا ُكت َ‬
‫ين َ‬
‫{{ياأَيُّهَا الذ َ‬
‫َ‬
‫ين ِم ْن قَْبِل ُك ْم}}‬ ‫َِّ‬
‫ب َعلَى الذ َ‬
‫ِ‬
‫َك َما ُكت َ‬
‫‪50‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪222‬‬ ‫طهُْر َن فَِإ َذا‬
‫وه َّن َحتَّى َي ْ‬‫{ َوالَ تَ ْق َرُب ُ‬ ‫‪5‬‬

‫َم َر ُك ُم اللَّهُ }‬
‫ث أَ‬‫وه َّن ِم ْن َح ْي ُ‬
‫طهَّ ْر َن فَأْتُ ُ‬
‫تَ َ‬

‫‪185‬‬ ‫‪572‬‬ ‫‪226‬‬ ‫ون ِم ْن نِ َسائِ ِه ْم}}ـ‬


‫ين ُي ْؤلُ َ‬
‫َِِّ‬
‫{{للذ َ‬ ‫‪6‬‬

‫‪189‬‬ ‫‪584‬‬ ‫‪228‬‬ ‫َّص َن بِأ َْنفُ ِس ِه َّن}}‬ ‫طلَّقَ ُ‬


‫ات َيتََرب ْ‬ ‫{{واْل ُم َ‬
‫َ‬
‫‪7‬‬

‫‪181‬‬ ‫‪555‬‬ ‫‪229‬‬ ‫ود اللَّ ِه}‬


‫يما ُح ُد َ‬ ‫ََّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪8‬‬
‫{{فَإ ْن خ ْفتُ ْم أَال ُيق َ‬

‫‪183‬‬ ‫‪564‬‬ ‫‪229‬‬ ‫ان}}‬ ‫{{اَلطَّالَ ُ‬


‫ق َم َّرتَ ِ‬ ‫‪9‬‬

‫‪188‬‬ ‫‪583‬‬ ‫‪234‬‬ ‫ين ُيتََوفَّ ْو َن ِم ْن ُك ْم}}‬ ‫َِّ‬


‫{{والذ َ‬
‫َ‬
‫‪10‬‬

‫‪168‬‬ ‫‪502‬‬ ‫‪235‬‬ ‫ضتُ ْـم بِ ِه}}‬


‫يما َعَّر ْ‬ ‫ِ‬
‫اح َعلَْي ُك ْم ف َ‬
‫{{والَ ُجَن َ‬
‫َ‬
‫‪11‬‬

‫‪177‬‬ ‫‪539‬‬ ‫‪236‬‬ ‫اء}}‬ ‫طلَّ ْقتُُم ِّ‬


‫الن َس َ‬ ‫اح َعلَْي ُك ْم ِإ ْن َ‬
‫{{الَ ُجَن َ‬ ‫‪12‬‬

‫الصفحة‬ ‫المسألة‬ ‫رقم اآلية‬ ‫اآليـة‬ ‫م‬

‫‪213‬‬
‫‪178‬‬ ‫‪543‬‬ ‫‪241‬‬ ‫ات متَاعٌ بِاْلمعر ِ‬
‫وف}}ـ‬ ‫{{وِلْلم ََّ ِ‬
‫طلقَ َ‬
‫‪13‬‬
‫َ ُْ‬ ‫َ ُ‬

‫‪126‬‬ ‫‪311‬‬ ‫‪275‬‬ ‫َح َّل اللَّهُ اْلَب ْي َع َو َح َّر َم ِّ‬


‫الرَبا}}‬ ‫{{وأ َ‬
‫َ‬
‫‪14‬‬

‫‪211‬‬ ‫‪670‬‬ ‫‪282‬‬ ‫الشه َد ِ‬


‫اء}}‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ْو َن م َن َ‬
‫{{م َم ْن تَْر َ‬ ‫‪15‬‬

‫‪210‬‬ ‫‪663‬‬ ‫‪282‬‬ ‫يد ْي ِن ِم ْن ِر َج ِال ُك ْم فَِإ ْن‬


‫استَ ْش ِه ُدوا َش ِه َ‬
‫{{و ْ‬‫َ‬
‫‪16‬‬
‫ِ‬ ‫ام َرأَتَ ِ‬
‫ان م َم ْن‬ ‫ونا َر ُجلَْي ِن فََر ُج ٌل َو ْ‬‫لَ ْم َي ُك َ‬
‫الشه َد ِ‬
‫اء}}‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫ض ْو َن م َن َ‬ ‫تَْر َ‬
‫*سورة آل عمران*‬

‫‪107‬‬ ‫‪269‬‬ ‫‪97‬‬ ‫اس ِح ُّج اْلَب ْي ِت َم ِن‬‫الن ِ‬‫{{وِللَّ ِه َعلَى َّ‬
‫َ‬
‫اع ِإلَْي ِه َسبِيالً}}‬
‫ط َ‬‫استَ َ‬
‫ْ‬
‫‪169‬‬ ‫‪504‬‬ ‫ق تُقَاتِ ِه}} ‪102‬‬
‫آمُنوا اتَّقُوا اللَّهَ َح َّ‬
‫ين َ‬
‫َِّ‬
‫{{ياأَيُّهَا الذ َ‬
‫َ‬

‫*سورة النساء*‬

‫‪169‬‬ ‫‪504‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اس اتَّقُوا َرَّب ُك ُم الَِّذي َخلَقَ ُك ْم}}‬ ‫{{ياأَيُّهَا َّ‬
‫الن ُ‬ ‫َ‬ ‫‪1‬‬

‫‪139‬‬ ‫‪366‬‬ ‫‪5‬‬ ‫اء أ َْم َوالَ ُك ُم الَّتِي َج َع َل‬


‫{{والَ تُ ْؤتُواـ السُّفَهَ َ‬
‫َ‬
‫‪2‬‬

‫اما}}‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬


‫اللهُ لَ ُك ْم قَي ً‬
‫‪157‬‬ ‫‪450‬‬ ‫‪11‬ـ ‪14‬‬ ‫وصي ُك ُـم اللَّهُ ِفي أ َْوالَِد ُك ْم}}ـ‬
‫{{ي ِ‬
‫ُ‬ ‫‪3‬‬

‫‪214‬‬
‫الصفحة‬ ‫المسألة‬ ‫رقم اآلية‬ ‫اآليـة‬ ‫م‬

‫‪179‬‬ ‫‪546‬‬ ‫‪19‬‬ ‫وه َّن بِاْلمعر ِ‬


‫وف}}ـ‬ ‫{{وع ِ‬
‫َ ُْ‬ ‫اش ُر ُ‬ ‫َ َ‬ ‫‪4‬‬

‫‪173‬‬ ‫‪518‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ُختَْي ِن}}‬


‫َن تَ ْج َم ُعوا َب ْي َن األ ْ‬
‫{{وأ ْ‬
‫َ‬ ‫‪5‬‬

‫‪173‬‬ ‫‪ 23‬ـ ‪517 24‬‬ ‫ُمهَاتُ ُك ْم}}‬


‫ت َعلَْي ُك ْم أ َ‬
‫{{حِّر َم ْ‬
‫ُ‬ ‫‪6‬‬

‫اض ِم ْن ُك ْم}} ‪29‬‬


‫ون تِ َج َارةً َع ْن تََر ٍ‬ ‫َّ‬
‫‪126‬‬ ‫‪313‬‬ ‫{{ِإال أ ْ‬
‫َن تَ ُك َ‬ ‫‪7‬‬

‫‪36‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪116‬‬ ‫ك بِ ِه َوَي ْغ ِف ُر َما‬ ‫{{ِإ َّن اللَّهَ الَ َي ْغ ِف ُر أ ْ‬


‫َن ُي ْش َر َ‬ ‫‪8‬‬
‫اء}}‬ ‫ُدون َذِل َ ِ‬
‫ك ل َم ْن َي َش ُ‬ ‫َ‬
‫‪157‬‬ ‫‪450‬‬ ‫‪176‬‬ ‫ك ُق ِل اللَّهُ ُي ْفتِي ُك ْم ِفي اْل َكالَلَ ِة}}‬
‫ون َـ‬
‫{{ي ْستَ ْفتُ َ‬
‫َ‬ ‫‪9‬‬

‫*سورة المائدة*‬

‫‪44‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ت َعلَْي ُك ُم اْل َم ْيتَةُ و َّ‬


‫الد ُم}}‬ ‫{{حِّر َم ْ‬
‫ُ‬ ‫‪1‬‬
‫َ‬

‫‪47‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الصالَ ِة‬


‫آمُنوا ِإ َذا قُ ْمتُ ْم ِإلَى َّ‬ ‫ين َ‬
‫َِّ‬
‫{{ياأَيُّهَا الذ َ‬
‫َ‬ ‫‪2‬‬
‫ق}}‬ ‫وه ُك ْـم وأ َْي ِدَي ُك ْم ِإلَى اْل َم َر ِاف ِ‬ ‫فَ ْ ِ‬
‫اغسلُوا ُو ُج َ َ‬
‫‪50‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪6‬‬ ‫َح ٌد ِم ْن ُك ْم ِم َن اْل َغائِ ِط أ َْو‬
‫اء أ َ‬‫{{أ َْو َج َ‬ ‫‪3‬‬
‫الَ َم ْستُُم}}ـ‬

‫‪50‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪6‬‬ ‫{{وإِ ْن ُك ْنتُ ْم ُجُنًبا فَاطَّهَُّروا}}ـ‬


‫َ‬ ‫‪4‬‬

‫‪52‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ص ِع ً‬


‫يدا}}ـ‬ ‫{{ َفلَ ْم تَ ِج ُدوا َم ً‬
‫اء فَتََي َّم ُموا َ‬ ‫‪5‬‬

‫‪215‬‬
‫الصفحة‬ ‫المسألة‬ ‫رقم اآلية‬ ‫اآليـة‬ ‫م‬

‫َّ‬ ‫{{ِإَّنما ج َز َِّ‬


‫‪207‬‬ ‫‪644‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ين ُي َح ِارُب َ‬
‫ون اللهَ‬ ‫اء الذ َ‬
‫َ َ ُ‬
‫‪6‬‬

‫َو َر ُسولَهُ ‪}}..‬‬

‫‪206‬‬ ‫‪642‬‬ ‫‪38‬‬ ‫طعواـ أ ِ‬


‫َيدَيهُ َما}}‬ ‫ق َوالس ِ‬ ‫{{والس ِ‬
‫َّارقَةُ فَا ْق َ ُ‬ ‫َّار ُ‬ ‫‪7‬‬
‫َ‬

‫‪203‬‬ ‫‪628‬‬ ‫‪45‬‬ ‫س}}‬ ‫الن ْف َس بِ َّ‬


‫الن ْف ِ‬ ‫{{و َكتَْبَناـ َعلَْي ِه ْم ِفيهَا أ َّ‬
‫َن َّ‬ ‫َ‬
‫‪8‬‬

‫‪186‬‬ ‫‪577‬‬ ‫‪ 87‬ـ‬ ‫طيِّب ِ‬


‫ات}}‬ ‫َِّ‬
‫آمُنوا الَ تُ َحِّر ُموا َ َ‬
‫ين َ‬
‫{{ياأَيُّهَا الذ َ‬
‫َ‬ ‫‪9‬‬

‫‪89‬‬

‫‪193‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪96‬‬ ‫امهُ}}‬ ‫ص ْي ُد اْلَب ْح ِر َو َ‬ ‫ِ َّ‬


‫ط َع ُ‬ ‫{{أُحل لَ ُك ْم َ‬
‫‪10‬‬

‫*سورة األعراف*‬

‫‪58‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪31‬‬ ‫آد َم ُخ ُذوا ِز َينتَ ُك ْم ِع ْن َد ُك ِّل‬


‫{{ي َابنِي َ‬‫َ‬ ‫‪1‬‬

‫َم ْس ِج ٍد}}‬

‫*سورة التوبة*‬

‫‪100‬‬ ‫‪234‬‬ ‫‪60‬‬ ‫اء واْلمس ِ‬


‫اك ِ‬
‫ين‬ ‫ِ‬ ‫َّدقَ ُ ِ‬‫{{ِإَّن َما الص َ‬
‫ات لْلفُقََر َ َ َ‬
‫‪1‬‬

‫ين َعلَْيهَا}}‬ ‫ِِ‬


‫َواْل َعامل َ‬
‫*سورة األنبياء*‬

‫‪37‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ول ِإالَّ‬


‫ك ِم ْن رس ٍ‬ ‫{{و َما أ َْر َسْلَنا ِم ْن قَْبِل َ‬ ‫‪1‬‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫َّ‬
‫ون *}}‬ ‫وحي ِإلَْي ِه أََّنهُ الَ ِإلَهَ ِإال أََنا فَ ْ‬
‫اعُب ُد ِ‬ ‫ُن ِ‬

‫‪216‬‬
‫الصفحة‬ ‫المسألة‬ ‫رقم اآلية‬ ‫اآليـة‬ ‫م‬

‫*سورة النور*‬

‫‪205‬‬ ‫‪634‬‬ ‫‪2‬‬ ‫اح ٍد‬


‫اجِل ُدوا ُك َّل و ِ‬
‫َ‬ ‫الزانِيـ فَ ْ‬ ‫{{الزانَِيةُ و َّ‬
‫َ‬
‫َّ‬ ‫‪1‬‬

‫ِم ْنهُ َما ِمَئةَ َجْل َد ٍة}}‬

‫‪186‬‬ ‫‪579‬‬ ‫‪6‬ـ‪9‬‬ ‫اجهُ ْم}}ـ‬ ‫َِّ‬


‫ون أ َْز َو َ‬
‫ين َي ْر ُم َ‬
‫{{والذ َ‬
‫َ‬
‫‪2‬‬

‫‪165‬‬ ‫‪491‬‬ ‫‪33‬‬ ‫وه ْم ِإ ْن َعِل ْمتُ ْم ِفي ِه ْم َخ ْي ًرا}}‬


‫{{فَ َكاتُِب ُ‬ ‫‪3‬‬

‫*سورة األحزاب*‬

‫‪184‬‬ ‫‪565‬‬ ‫‪49‬‬ ‫آمُنوا ِإ َذا َن َك ْحتُُم‬ ‫َِّ‬


‫ين َ‬
‫{{ياأَيُّهَا الذ َ‬ ‫‪1‬‬
‫َ‬
‫ات}}‬ ‫اْلمؤ ِمَن ِ‬
‫ُْ‬
‫‪169‬‬ ‫‪504‬‬ ‫‪70‬‬ ‫آمُنوا اتَّقُوا اللَّهَ َوقُولُوا‬
‫ين َ‬
‫َِّ‬
‫{{ياأَيُّهَا الذ َ‬
‫َ‬ ‫‪2‬‬

‫قَ ْوالً َس ِد ً‬
‫يدا *}}‬

‫*سورة المجادلة*‬

‫‪186‬‬ ‫‪575‬‬ ‫‪3‬ـ‪4‬‬ ‫ون ِم ْن نِ َسائِ ِه ْـم ثَُّم‬ ‫{{والَِّذين ي َ ِ‬


‫ظاه ُر َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫‪1‬‬

‫ون ِل َما قَالُوا}}‬


‫ود َ‬
‫َي ُع ُ‬
‫* سورة التغابن*‬

‫َّ‬
‫‪58‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ط ْعتُ ْم}}‬ ‫{{فَاتَّقُواـ اللهَ َما ْ‬
‫استَ َ‬ ‫‪1‬‬

‫* سورة الطالق*‬

‫‪217‬‬
‫الصفحة‬ ‫المسألة‬ ‫رقم اآلية‬ ‫اآليـة‬ ‫م‬

‫‪182‬‬ ‫‪559‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اء}}‬ ‫طلَّ ْقتُُم ِّ‬


‫الن َس َ‬ ‫النبِ ُّي ِإ َذا َ‬
‫{{ياأَيُّهَا َّ‬
‫َ‬ ‫‪1‬‬

‫‪184‬‬ ‫‪568‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ي َع ْد ٍل ِم ْن ُك ْم }}‬


‫{{ َوأَ ْش ِه ُدوا َذ َو ْ‬
‫‪2‬‬

‫‪188‬‬ ‫‪582‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ض ْع َن‬ ‫َجلُهُ َّن أ ْ‬


‫َن َي َ‬ ‫َحم ِ‬
‫ال أ َ‬ ‫ت األ ْ َ‬
‫{ َوأُوالَ ُ‬ ‫‪3‬‬

‫َح ْملَهُ َّن}‬

‫‪189‬‬ ‫‪584‬‬ ‫‪4‬‬ ‫{{والالََّّئِيـ َيئِ ْس َن ِم َن اْل َم ِح ِ‬


‫يض}}‬ ‫‪4‬‬
‫َ‬

‫‪190‬‬ ‫‪586‬‬ ‫‪6‬‬ ‫{{وإِ ْن ُك َّن أُوالَ ِت َح ْم ٍل فَأ َْن ِفقُوا َعلَْي ِه َّن}}‬
‫َ‬
‫‪5‬‬

‫‪191‬‬ ‫‪589‬‬ ‫‪7‬‬ ‫{{لُي ْن ِف ْق ُذو َس َع ٍة ِم ْن َس َعتِ ِه}}‬


‫ِ‬ ‫‪6‬‬

‫***‬

‫‪218‬‬
‫فهرس األحاديث‬

‫الصفحة‬ ‫المسألة‬ ‫الحـديث‬ ‫م‬

‫‪154‬‬ ‫‪442‬‬ ‫‪ 1‬ـ اتقوا اهلل واعدلوا بين أوالدكم‬

‫‪74‬‬ ‫‪131‬‬ ‫‪ 2‬ـ اجعلوا آخر صالتكمـ بالليل وتراً‬


‫‪44‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪ 3‬ـ أحل لنا ميتتان ودمان‬

‫‪ 4‬ـ إذا أتى أحدكم الصالة واإلمام‬

‫‪79‬‬ ‫‪151‬‬ ‫على حال فليصنعـ كما يصنع اإلمام‬

‫‪42‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪ 5‬ـ إذا أتيتم الغائط فال تستقبلوا القبلة‬

‫‪196‬‬ ‫‪607‬‬ ‫‪ 6‬ـ إذا أرسلت كلبك المعلَّم‬

‫‪56‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪ 7‬ـ إذا اشتد الحر فأبردواـ‬

‫‪105‬‬ ‫‪255‬‬ ‫‪ 8‬ـ إذا أفطرـ أحدكم فليفطر على تمر‬

‫‪81‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪ 9‬ـ إذا أمرتكمـ بأمر فائتوا منه ما استطعت‬

‫‪ 10‬ـ إذا تبايع الرجالن فكل‬

‫‪133‬‬ ‫‪338‬‬ ‫واحد منهما بالخيار‬

‫‪ 11‬ـ إذا توضأ أحدكم ولبس‬

‫‪48‬‬ ‫‪34‬‬ ‫خفيه فليمسح عليهما‬

‫‪97‬‬ ‫‪218‬‬ ‫‪ 12‬ـ إذا خرصتم فخذواـ ودعوا الثلث‬

‫‪198‬‬ ‫‪616‬‬ ‫‪ 13‬ـ إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها‬

‫‪59‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪ 14‬ـ إذا دخل أحدكم المسجد فليقل‪ :‬اللهم افتح‬

‫‪179‬‬ ‫‪546‬‬ ‫‪ 15‬ـ إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه‬

‫‪104‬‬ ‫‪242‬‬ ‫‪ 16‬ـ إذا رأيتموه فصومواـ‬

‫‪79‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪ 17‬ـ إذا سمعتم اإلقامة فامشواـ‬

‫‪219‬‬
‫الصفحة‬ ‫المسألة‬ ‫الحـديث‬ ‫م‬

‫‪ 18‬ـ إذا شك أحدكم في صالته‬

‫‪69‬‬ ‫‪118‬‬ ‫فلم يدر كم صلى‬

‫‪76‬‬ ‫‪144‬‬ ‫‪ 19‬ـ إذا صليتما في رحالكما‬

‫‪74‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪ 20‬ـ إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة‬

‫‪66‬‬ ‫‪115‬‬ ‫‪ 21‬ـ إذا قمت إلى الصالة فأسبغ الوضوء‬

‫‪153‬‬ ‫‪429‬‬ ‫‪ 22‬ـ إذا مات العبد انقطع عمله إال من ثالث‬

‫‪124‬‬ ‫‪303‬‬ ‫‪ 23‬ـ أربع ال تجوز في األضاحيـ‬

‫‪59‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪ 24‬ـ األرض كلها مسجد إال المقبرة والحمامـ‬

‫‪69‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪ 25‬ـ أزيدت الصالة؟ فقال‪ :‬وما ذاك‬

‫‪91‬‬ ‫‪203‬‬ ‫‪ 26‬ـ استغفرواـ ألخيكم واسألوا له التثبيت‬

‫‪88‬‬ ‫‪195‬‬ ‫‪ 27‬ـ أسرعوا بالجنازة فإن تلك صالحة فخير‬

‫‪179‬‬ ‫‪546‬‬ ‫‪ 28‬ـ استوصوا بالنساء خيراً‬


‫‪177‬‬ ‫‪536‬‬ ‫‪ 29‬ـ أعتق صفية وجعل عتقها صداقهاـ‬

‫‪148‬‬ ‫‪406‬‬ ‫‪ 30‬ـ أعرف عفاصها ووكاءهاـ‬

‫‪147‬‬ ‫‪405‬‬ ‫‪ 81‬ـ أعطوا األجير أجره قبل أن يجف عرقه‬

‫‪53‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪ 32‬ـ أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من األنبياء‬

‫‪170‬‬ ‫‪510‬‬ ‫‪ 33‬ـ أعلنوا النكاح‬

‫‪ 34‬ـ أعوذ باهلل من عذاب جهنم‬

‫‪64‬‬ ‫‪108‬‬ ‫ومن عذاب القبر‬

‫‪164‬‬ ‫‪487‬‬ ‫‪ 35‬ـ أغالها ثمناً وأنفسها عند أهلها‬

‫‪60‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪ 36‬ـ افتح لي أبواب فضلك‬

‫‪220‬‬
‫الصفحة‬ ‫المسألة‬ ‫الحـديث‬ ‫م‬

‫‪88‬‬ ‫‪193‬‬ ‫‪ 37‬ـ اقرؤوا على موتاكمـ يس‬

‫‪177‬‬ ‫‪537‬‬ ‫‪ 38‬ـ التمس ولو خاتماً من حديد‬

‫‪157‬‬ ‫‪450‬‬ ‫‪ 39‬ـ ألحقوا الفرائض بأهلها‬

‫‪60‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪ 40‬ـ أمرت أن أسجد على سبعة أعظم‬

‫‪ 41‬ـ أمرنا رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‬

‫‪106‬‬ ‫‪262‬‬ ‫أن نصومـ من الشهر‬

‫‪ 42‬ـ أمر النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‬

‫‪85‬‬ ‫‪178‬‬ ‫الناس بالخروجـ إليهما‬

‫‪82‬‬ ‫‪164‬‬ ‫‪ 43‬ـ أما بعد فإن خير الحديث كتاب اهلل‬

‫‪50‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪ 44‬ـ أنتوضأـ من لحوم اإلبل؟ فقال‪ :‬نعم‬

‫‪155‬‬ ‫‪445‬‬ ‫‪ 45‬ـ أنت ومالك ألبيك‬

‫‪ 46‬ـ انزعوا بني عبد المطلب فلوال‬

‫‪116‬‬ ‫‪272‬‬ ‫أن يغلبكم الناس‬

‫‪153‬‬ ‫‪429‬‬ ‫‪ 47‬ـ إن شئت حبست أصلها وتصدقتـ بها‬

‫‪ 48‬ـ إن أحق الشروطـ أن توفواـ به‪:‬‬

‫‪175‬‬ ‫‪529‬‬ ‫ما استحللتم به الفروج‬

‫‪81‬‬ ‫‪159‬‬ ‫‪ 49‬ـ إن طائفة صفت معه وطائفة ِوجاه العدو‬

‫‪83‬‬ ‫‪164‬‬ ‫‪ 50‬ـ إن طول صالة الرجل وقصر خطبته‪...‬‬

‫‪156‬‬ ‫‪448‬‬ ‫‪ 51‬ـ إنك إن تذر ورثتكـ أغنياء‪...‬‬

‫‪101‬‬ ‫‪235‬‬ ‫‪ 52‬ـ إنك تأتي قوماً أهل كتاب‬

‫‪58‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪ 53‬ـ إن كان الثوب واسعاً فالتحفـ به‬

‫‪221‬‬
‫الصفحة‬ ‫المسألة‬ ‫الحـديث‬ ‫م‬

‫‪156‬‬ ‫‪447‬‬ ‫‪ 54‬ـ إن اهلل أعطى كل ذي حق حقه‬

‫‪122‬‬ ‫‪298‬‬ ‫‪ 55‬ـ إن اهلل حبس عن مكة الفيل‬

‫‪196‬‬ ‫‪608‬‬ ‫‪ 56‬ـ إن اهلل كتب اإلحسان على كل شيء‬

‫‪ 57‬ـ إن اهلل ورسوله حرم بيع الخمر‬

‫‪129‬‬ ‫‪324‬‬ ‫والميتة والخنزير‬

‫‪185‬‬ ‫‪570‬‬ ‫‪ 58‬ـ إن اهلل وضع عن أمتي الخطأ‬

‫‪152 ،46‬‬ ‫‪427 ،32‬‬ ‫‪ 59‬ـ إنما األعمال بالنيات‬

‫‪211‬‬ ‫‪662‬‬ ‫‪ 60‬ـ إنما أقضي بنحو ما أسمع‬

‫‪76‬‬ ‫‪145‬‬ ‫‪ 61‬ـ إنما جعل اإلمام ليؤتم به‬

‫‪ 62‬ـ إنما جعل الطوافـ بالبيت‬

‫‪122‬‬ ‫‪297‬‬ ‫وبالصفا والمروة‬

‫‪39‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪ 63‬ـ إن الماء طهور ال ينجسه شيء‬

‫‪202‬‬ ‫‪625‬‬ ‫‪ 64‬ـ أن من اعتبط مؤمناً قتالً‬


‫‪ 65‬ـ أن النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‬

‫‪96‬‬ ‫‪214‬‬ ‫أمره أن يأخذ من كل ثالثين بقرة‬

‫‪ 66‬ـ أن النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‬

‫‪73‬‬ ‫‪126‬‬ ‫جهر في صالة الكسوف‬

‫‪91‬‬ ‫‪205‬‬ ‫‪ 67‬ـ إنها رحمة‬

‫‪ 68‬ـ أنه َّأم النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‬

‫‪55‬‬ ‫‪55‬‬ ‫في أول الوقت‬

‫‪199‬‬ ‫‪620‬‬ ‫‪ 69‬ـ إنه ال يأتي بخير‪ ،‬وإ نما‬

‫‪222‬‬
‫الصفحة‬ ‫المسألة‬ ‫الحـديث‬ ‫م‬

‫‪131‬‬ ‫‪326‬‬ ‫‪ 70‬ـ أينقص إذا جف‬

‫‪ 71‬ـ أيام التشريق أيام أكل وشرب‬

‫‪87‬‬ ‫‪191‬‬ ‫وذكر هلل‬

‫‪107‬‬ ‫‪264‬‬ ‫‪ 72‬ـ أيام التشريق أيام أكل وشرب‬

‫‪164‬‬ ‫‪486‬‬ ‫‪ 73‬ـ أيما امرئ مسلم أعتق امرءاً مسلماً‬


‫‪ 74‬ـ أيما أمة ولدت من سيدها‬

‫‪166‬‬ ‫‪494‬‬ ‫فهي ُح َّرة بعد موته‬

‫‪ 75‬ـ بسم اهلل والصالة والسالمـ‬

‫‪59‬‬ ‫‪71‬‬ ‫على رسول اهلل‬

‫‪ 76‬ـ بعنا أمهات األوالد‬

‫‪166‬‬ ‫‪494‬‬ ‫على عهد رسول اهلل‬

‫‪37‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ 77‬ـ بني اإلسالم على خمس‬

‫‪211‬‬ ‫‪661‬‬ ‫‪ 78‬ـ البينة على المدعي‬

‫‪63‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪ 79‬ـ التحيات هلل والصلواتـ‬

‫‪214‬‬ ‫‪671‬‬ ‫‪ 80‬ـ ترى الشمس؟‬

‫‪105‬‬ ‫‪254‬‬ ‫‪ 81‬ـ تسحرواـ فإن في السحورـ بركة‬

‫‪167‬‬ ‫‪497‬‬ ‫‪ 82‬ـ تنكح المرأة ألربع‬

‫‪184‬‬ ‫‪569‬‬ ‫‪ 83‬ـ ثالث جدهن جد‬

‫‪133‬‬ ‫‪334‬‬ ‫تحمار أو تصفار‬


‫ّ‬ ‫‪ 84‬ـ حتى‬

‫‪132‬‬ ‫‪334‬‬ ‫‪ 85‬ـ حتى تذهب عاهته‬

‫‪ 86‬ـ حفظت عن رسول اهلل‬

‫‪223‬‬
‫الصفحة‬ ‫المسألة‬ ‫الحـديث‬ ‫م‬

‫‪68‬‬ ‫‪117‬‬ ‫صلّى اهلل عليه وسلّم عشر ركعات‬

‫‪ 87‬ـ الحمد هلل الذي أذهب‬

‫‪41‬‬ ‫‪17‬‬ ‫عني األذى وعافاني‬

‫‪ 88‬ـ خذوا عني‪ ،‬خذوا عني‬

‫‪207‬‬ ‫‪634‬‬ ‫فقد جعل اهلل‬

‫‪116‬‬ ‫‪273‬‬ ‫‪ 89‬ـ خذوا عني مناسككمـ‬

‫‪123‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪ 90‬ـ خمس من الدواب كلهن فاسقـ‬

‫‪176‬‬ ‫‪532‬‬ ‫‪ 91‬ـ خيرت بريرة على زوجهاـ حين عتقت‬

‫‪179‬‬ ‫‪546‬‬ ‫‪ 92‬ـ خيركمـ خيركم ألهله‬

‫‪196‬‬ ‫‪609‬‬ ‫‪ 93‬ـ ذكاة الجنين ذكاة أمه‬

‫‪128‬‬ ‫‪317‬‬ ‫‪ 94‬ـ الذهب بالذهب‪ ،‬والفضة بالفضة‬

‫‪63‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪ 95‬ـ رب اغفر لي وارحمني واهدنيـ‬

‫‪62‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪ 96‬ـ ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً‪...‬‬

‫‪128‬‬ ‫‪323‬‬ ‫‪ 97‬ـ رخص في بيع العرايا‬

‫‪137‬‬ ‫‪357‬‬ ‫‪ 98‬ـ الزعيم غارم‬

‫‪63‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪ 99‬ـ سبحان ربي األعلى‬

‫‪62‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪ 100‬ـ سبحان ربي العظيم‬

‫‪62‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪ 101‬ـ سبحانك اللهم ربنا وبحمدك‬

‫‪ 102‬ـ سبحانك اللهم وبحمدك‬

‫‪61‬‬ ‫‪79‬‬ ‫وتبارك اسمك‬

‫‪132‬‬ ‫‪233‬‬ ‫‪ 103‬ـ سبعة يظلهم اهلل في ظله‬

‫‪224‬‬
‫الصفحة‬ ‫المسألة‬ ‫الحـديث‬ ‫م‬

‫‪91‬‬ ‫‪208‬‬ ‫‪ 104‬ـ السالم عليكم أهل دار قومـ مؤمنين‬

‫‪65‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪ 105‬ـ السالم عليكم ورحمة اهلل‬

‫‪171‬‬ ‫‪512‬‬ ‫‪ 106‬ـ السلطان ولي من ال ولي له‬

‫‪152‬‬ ‫‪425‬‬ ‫‪ 107‬ـ الشريك شفيع في كل شيء‬

‫‪ 108‬ـ صالة الجماعة أفضل‬

‫‪76‬‬ ‫‪143‬‬ ‫من صالة الفذ‬

‫‪139‬‬ ‫‪370‬‬ ‫‪ 109‬ـ الصلح جائز بين المسلمين‬

‫‪79‬‬ ‫ً‪153‬‬ ‫‪ 110‬ـ صل قائماً فإن لم تستطع فقاعدا‬

‫‪67‬‬ ‫‪115‬‬ ‫‪ 111‬ـ صلوا كما رأيتمونيـ أصلي‬

‫‪ 112‬ـ صليت مع النبي صلّى اهلل‬

‫‪78‬‬ ‫‪149‬‬ ‫عليه وسلّم ذات ليلة فقمت عن يساره‬

‫‪121‬‬ ‫‪293‬‬ ‫‪ 113‬ـ الطوافـ بالبيت صالة‬

‫‪136‬‬ ‫‪354‬‬ ‫‪ 114‬ـ الظهر يركب بنفقته إذا كان مرهونا‬

‫‪155‬‬ ‫‪443‬‬ ‫‪ 115‬ـ العائد في هبته كالكلب يقيء‬

‫‪ 116‬ـ عامل النبي صلّى اهلل عليه‬

‫‪144‬‬ ‫‪390‬‬ ‫وسلّم أهل خيبر‬

‫‪150‬‬ ‫‪414‬‬ ‫‪ 117‬ـ العجماء جبار‬

‫‪ 118‬ـ علمنا رسول اهلل صلّى اهلل‬

‫‪168‬‬ ‫‪504‬‬ ‫عليه وسلّم التشهد في الحاجة‬

‫‪41‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪ 119‬ـ غفرانك‬

‫‪ 120‬ـ فرض رسول اهلل صلّى اهلل‬

‫‪225‬‬
‫الصفحة‬ ‫المسألة‬ ‫الحـديث‬ ‫م‬

‫‪99‬‬ ‫‪228‬‬ ‫عليه وسلّم زكاة الفطر صاعاً‬


‫‪ 121‬ـ فرض رسول اهلل صلّى اهلل‬

‫‪100‬‬ ‫‪232‬‬ ‫عليه وسلّم زكاة الفطر طهرة‬

‫‪ 122‬ـ في أربع وعشرين من اإلبل‬

‫‪94‬‬ ‫‪213‬‬ ‫فما دونها من الغنم‬

‫‪99‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪ 123‬ـ في الركاز الخمس‬

‫‪97‬‬ ‫‪217‬‬ ‫‪ 124‬ـ فيما سقت السماء والعيون‬

‫‪146‬‬ ‫‪401‬‬ ‫‪ 125‬ـ قال اهلل تعالى‪ :‬ثالثة أنا خصمهم‬

‫‪ 126‬ـ قضىـ النبي صلّى اهلل‬

‫‪212‬‬ ‫‪663‬‬ ‫عليه وسلّم بالشاهد مع اليمين‬

‫‪ 127‬ـ قضىـ النبي صلّى اهلل‬

‫‪152‬‬ ‫‪425‬‬ ‫عليه وسلّم بالشفعة في كل ما لم يقسم‬

‫‪84‬‬ ‫‪177‬‬ ‫‪ 128‬ـ قم فصل ركعتين‬

‫‪ 129‬ـ كانت خطبة رسول اهلل‬

‫‪83‬‬ ‫‪164‬‬ ‫صلّى اهلل عليه وسلّم يوم الجمعة‪ :‬يحمد‬

‫‪ 130‬ـ كان رسول اهلل صلّى اهلل‬

‫‪180‬‬ ‫‪549‬‬ ‫عليه وسلّم إذا أراد سفراً‬


‫‪ 131‬ـ كان صداقه ألزواجه‬

‫‪177‬‬ ‫‪535‬‬ ‫ثنتي عشر أوقية‬

‫‪ 132‬ـ وكان صلّى اهلل عليه‬

‫‪107‬‬ ‫‪267‬‬ ‫وسلّم يعتكف العشر األواخر‬

‫‪226‬‬
‫الصفحة‬ ‫المسألة‬ ‫الحـديث‬ ‫م‬

‫‪ 133‬ـ كان الناس يؤاجرون‬

‫‪144‬‬ ‫‪390‬‬ ‫على عهد رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلّم‬

‫‪ 134‬ـ كان النبي صلّى اهلل‬

‫‪82‬‬ ‫‪164‬‬ ‫عليه وسلّم إذا خطب احمرت عيناه‬

‫‪ 135‬ـ كان النبي صلّى اهلل‬

‫‪58‬‬ ‫‪67‬‬ ‫عليه وسلّم يصلي في السفر النافلة‬

‫‪191‬‬ ‫‪594‬‬ ‫‪ 136‬ـ كفى بالمرء إثماً أن يجلس‬

‫‪194‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪ 137‬ـ كل ذي ناب من السباع فأكله حرام‬

‫‪125‬‬ ‫‪308‬‬ ‫‪ 138‬ـ كل غالم مرتهن بعقيقته‬

‫‪193‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪ 139‬ـ كل مسكر حرام‬

‫‪151‬‬ ‫‪419‬‬ ‫‪ 140‬ـ كل معروفـ صدقة‬

‫‪67‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪ 141‬ـ ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‬

‫‪132‬‬ ‫‪328‬‬ ‫‪ 142‬ـ ال بأس أن تأخذها بسعر يومها‬

‫‪214‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪ 143‬ـ ال تجوزـ شهادة خائن وال خائنة‬

‫‪107‬‬ ‫‪268‬‬ ‫‪ 144‬ـ ال تشد الرحال إال إلى ثالثة مساجد‬

‫‪40‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪ 145‬ـ ال تشربواـ في آنية الذهب والفضة‬

‫‪134‬‬ ‫‪341‬‬ ‫صرواـ اإلبل والغنم‬


‫‪ 146‬ـ ال تُ ُّ‬

‫‪38‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 147‬ـ ال تُقبل صالة بغير طهورـ‬

‫‪38‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 148‬ـ ال تقبل صالة من أحدث حتى يتوضأـ‬

‫‪ 149‬ـ ال تقطع يد سارقـ إال في ربع‬

‫‪208‬‬ ‫‪642‬‬ ‫دينار فصاعداً‬

‫‪227‬‬
‫‪130‬‬ ‫‪324‬‬ ‫‪ 150‬ـ ال تلقوا الجلب فمن تلقى فاشترىـ منه‬

‫‪170‬‬ ‫‪509‬‬ ‫‪ 151‬ـ ال تُنكح األيِّم حتى تستأمرـ‬

‫‪149‬‬ ‫‪409‬‬ ‫‪ 152‬ـ ال سبق إال في خف أو نصل‬

‫‪72‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪ 153‬ـ ال صالة بحضرة طعام وال هو يدافعه‬

‫‪316‬‬ ‫‪678‬‬ ‫‪ 154‬ـ ال عذر لمن أقر‬

‫‪208‬‬ ‫‪643‬‬ ‫‪ 155‬ـ ال قطع في ثمر وال‬

‫‪50‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪ 156‬ـ لكن من غائط وبول ونوم‬

‫‪211‬‬ ‫‪661‬‬ ‫‪ 157‬ـ لكن اليمين على َّ‬


‫المدعى عليه‬

‫‪170‬‬ ‫‪507‬‬ ‫‪ 158‬ـ ال نكاح إال بولي‬

‫‪207‬‬ ‫‪638‬‬ ‫‪ 159‬ـ ال ُيجلد أحد فوقـ عشر جلدات‬

‫‪173‬‬ ‫‪518‬‬ ‫‪ 160‬ـ ال ُيجمع بين المرأة وعمتها‬

‫‪155‬‬ ‫‪443‬‬ ‫‪ 161‬ـ ال يحل لرجل مسلم أن ُيعطى العطية‬

‫‪105‬‬ ‫‪253‬‬ ‫‪ 162‬ـ ال يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر‬

‫‪57‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪ 163‬ـ ال يصلي الرجل في الثوب الواحد‬

‫‪107‬‬ ‫‪265‬‬ ‫‪ 164‬ـ ال يصومن أحدكم يوم الجمعة‬

‫‪38‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 165‬ـ ال يقبل اهلل صالة بغير طهور‬

‫جار جاره أن يغرز‬


‫‪ 166‬ـ ال يمنعن ٌ‬
‫‪140‬‬ ‫‪374‬‬ ‫خشبة على جداره‬

‫‪40‬‬ ‫ً‪13‬‬ ‫‪ 167‬ـ ال ينصرفـ حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحا‬

‫‪91‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪ 168‬ـ لعن النائحة‬

‫‪76‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪ 169‬ـ لقد هممت أن آمر بالصالة فتقام‬

‫‪88‬‬ ‫‪192‬‬ ‫‪ 170‬ـ لقنوا موتاكم ال إله إال اهلل‬

‫‪228‬‬
‫الصفحة‬ ‫المسألة‬ ‫الحـديث‬ ‫م‬

‫‪191‬‬ ‫‪592‬‬ ‫‪ 171‬ـ للمملوك طعامه وكسوته‬

‫‪191‬‬ ‫‪590‬‬ ‫‪ 172‬ـ لهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف‬

‫‪133‬‬ ‫‪336‬‬ ‫‪ 173‬ـ لو بعت من أخيك ثمراً فأصابته‬

‫‪150‬‬ ‫‪416‬‬ ‫‪ 174‬ـ ليس ِلعرق ظالم حق‬

‫‪97‬‬ ‫‪ 175‬ـ ليس فيما دون خمس أوسقـ من التمر صدقة ‪216‬‬

‫‪89‬‬ ‫‪198‬‬ ‫‪ 176‬ـ اللهم اغفر لحينا وميتناـ‬

‫‪90‬‬ ‫‪198‬‬ ‫‪ 177‬ـ اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه‬

‫‪67‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪ 178‬ـ اللهم أنت السالم ومنك السالم‬

‫‪41‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪ 179‬ـ اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث‬

‫‪ 180‬ـ اللهم صل على محمد وعلى آل محمد‬

‫‪64‬‬ ‫‪108‬‬ ‫كما صليت على‬

‫‪195‬‬ ‫‪605‬‬ ‫‪ 181‬ـ ما أنهر الدم وذكرـ اسم اهلل علي‬

‫‪102‬‬ ‫‪240‬‬ ‫‪ 182‬ـ ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف‬

‫‪155‬‬ ‫‪ 183‬ـ ما حق امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي ‪446‬‬

‫‪90‬‬ ‫‪ 184‬ـ ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته ‪200‬‬

‫‪44‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪ 185‬ـ المؤمن ال ينجس حياً وال ميتاً‬


‫‪123‬‬ ‫‪299‬‬ ‫‪ 186‬ـ المدينة حرام ما بين عير إلى ثور‬

‫‪182‬‬ ‫‪560‬‬ ‫‪ 187‬ـ ُم ْره فليراجعها ثم ليتركها‬

‫‪134‬‬ ‫‪339‬‬ ‫‪ 188‬ـ المسلمون عند شروطهم‬

‫‪138‬‬ ‫‪362‬‬ ‫‪ 189‬ـ مطل الغني ظلم‬

‫‪166‬‬ ‫‪493‬‬ ‫‪ 190‬ـ المكاتب عبد ما بقي عليه درهم‬

‫‪229‬‬
‫الصفحة‬ ‫المسألة‬ ‫الحـديث‬ ‫م‬

‫‪145‬‬ ‫‪396‬‬ ‫‪ 191‬ـ من أحيا أرضاً ليست ألحد‬

‫‪135‬‬ ‫‪346‬‬ ‫‪ 192‬ـ من أخذ أموال الناس يريد أداءها‬

‫‪56‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪ 193‬ـ من أدرك ركعة من الصالة‬

‫‪138‬‬ ‫‪365‬‬ ‫‪ 194‬ـ من أدرك ماله عند رجل قد أفلس‬

‫‪135‬‬ ‫‪345‬‬ ‫‪ 195‬ـ من أسلف فليسلفـ في كيل معلوم‬

‫‪165‬‬ ‫‪488‬‬ ‫‪ 196‬ـ من أعتق شريكاًـ له في عبد‬

‫‪145‬‬ ‫‪396‬‬ ‫‪ 197‬ـ من أعمر أرضاً‬


‫‪135‬‬ ‫‪344‬‬ ‫‪ 198‬ـ من أقال مسلماً بيعته‬

‫‪149‬‬ ‫‪412‬‬ ‫‪ 199‬ـ من اقتطع شبراً من األرض‬

‫‪132‬‬ ‫‪329‬‬ ‫‪ 200‬ـ من باع نخالً بعد أن تؤبر‬

‫‪198‬‬ ‫‪617‬‬ ‫‪ 201‬ـ من حلف على يمين فقال‪ :‬إن شاء اهلل‬

‫‪215‬‬ ‫‪ 202‬ـ من حلف على يمين يقتطع بها مال امرئ ‪673‬‬

‫‪74‬‬ ‫‪132‬‬ ‫‪ 203‬ـ من خاف أال يقوم من آخر الليل‬

‫‪181‬‬ ‫‪558‬‬ ‫‪ 204‬ـ من سألت زوجها الطالق‬

‫‪102‬‬ ‫‪239‬‬ ‫‪ 205‬ـ من سأل الناس أموالهم تكثراً‬


‫‪179‬‬ ‫‪548‬‬ ‫‪ 206‬ـ من السنة إذا تزوج الرجل البكر‬

‫‪90‬‬ ‫‪201‬‬ ‫‪ 207‬ـ من شهد الجنازة حتى يصلى عليها‬

‫‪107‬‬ ‫‪266‬‬ ‫‪ 208‬ـ من صام رمضان إيماناً واحتساباً‬


‫‪106‬‬ ‫‪261‬‬ ‫‪ 209‬ـ من صام رمضان ثم أتبعه ستاً‬
‫‪130‬‬ ‫‪324‬‬ ‫‪ 210‬ـ من غشنا فليس منا‬

‫‪129‬‬ ‫‪324‬‬ ‫‪ 211‬ـ من فرقـ بين والدة وولدهاـ‬

‫‪230‬‬
‫الصفحة‬ ‫المسألة‬ ‫الحـديث‬ ‫م‬

‫‪201‬‬ ‫‪623‬‬ ‫‪ 212‬ـ من قتل له قتيل فهو بخير النظرين‬

‫‪179‬‬ ‫‪547‬‬ ‫‪ 213‬ـ من كان له امرأتان فمال إلى إحداهما‬

‫‪106‬‬ ‫‪256‬‬ ‫‪ 214‬ـ من لم يدع قول الزورـ والعمل به‬

‫‪106‬‬ ‫‪257‬‬ ‫‪ 215‬ـ من مات وعليه صيام صام عليه وليه‬

‫‪199‬‬ ‫‪621‬‬ ‫‪ 216‬ـ من نذر أن يطيع اهلل فليطعه‬

‫‪105‬‬ ‫‪252‬‬ ‫‪ 217‬ـ من نسي وهو صائم فأكل أو شرب‬

‫‪36‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 218‬ـ من يرد اهلل به خيراً يفقهه في الدين‬

‫‪165‬‬ ‫‪489‬‬ ‫‪ 219‬ـ من يشتريه مني؟‬

‫‪83‬‬ ‫‪164‬‬ ‫‪ 220‬ـ من يهد اهلل فال مضل له‬

‫‪ 221‬ـ نحرنا مع النبي صلّى اهلل عليه‬

‫‪125‬‬ ‫‪305‬‬ ‫وسلّم عام الحديبية البدنة عن سبعة‬

‫‪89‬‬ ‫‪196‬‬ ‫‪ 222‬ـ نفس المؤمن معلقة بدينه‬

‫‪ 223‬ـ نهى رسول اهلل صلّى اهلل‬

‫‪132‬‬ ‫‪333‬‬ ‫عليه وسلّم عن بيع الثمار حتى‬

‫‪133‬‬ ‫‪335‬‬ ‫‪ 224‬ـ نهى عن بيع الحب حتى‬

‫‪131‬‬ ‫‪327‬‬ ‫‪ 225‬ـ نهى عن بيع الصبرة من التمر‬

‫‪126‬‬ ‫‪314‬‬ ‫‪ 226‬ـ نهى عن بيع الغرر‬

‫‪106‬‬ ‫‪263‬‬ ‫‪ 227‬ـ نهى عن صيام يوم الفطر ويومـ النحر‬

‫‪194‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪ 228‬ـ نهى عن قتل أربع من الدواب‬

‫‪194‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪ 229‬ـ نهى عن كل ذي مخلب‬

‫‪194‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪ 230‬ـ نهى عن لحوم الحمر األهلية‬

‫‪231‬‬
‫الصفحة‬ ‫المسألة‬ ‫الحـديث‬ ‫م‬

‫‪ 231‬ـ نهى النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‬

‫‪90‬‬ ‫‪202‬‬ ‫أن يجصص القبر‬

‫‪ 232‬ـ نهى النبي صلّى اهلل عليه‬

‫‪129‬‬ ‫‪324‬‬ ‫وسلّم عن بيع الخمر والميتة واألصنامـ‬

‫‪ 233‬ـ نهى النبي صلّى اهلل عليه‬

‫‪129‬‬ ‫‪324‬‬ ‫وسلّم عن البيع على بيع المسلم‬

‫‪ 234‬ـ نهى النبي صلّى اهلل عليه‬

‫‪194‬‬ ‫‪600‬‬ ‫وسلّم عن الجاللة وألبانها‬

‫‪ 235‬ـ هو اختالس يختلسه‬

‫‪71‬‬ ‫‪124‬‬ ‫الشيطان من صالة العبد‬

‫‪55‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪ 236‬ـ وقت الظهر‪ :‬إذا زالت الشمس‬

‫‪180‬‬ ‫‪550‬‬ ‫‪ 237‬ـ وهبت سودة يومها لعائشة‬

‫‪167‬‬ ‫‪496‬‬ ‫‪ 238‬ـ يا معشر الشباب‬

‫‪77‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪ 239‬ـ يؤم القوم أقرؤهمـ لكتاب اهلل‬

‫‪173‬‬ ‫‪517‬‬ ‫‪ 240‬ـ يحرم من الرضاعـ ما يحرم من النسب‬

‫‪78‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪ 241‬ـ يصلون لكم فإن أصابواـ فلكم ولهم‬

‫‪45‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪ 242‬ـ يغسل من بول الجارية‬

‫‪142‬‬ ‫‪384‬‬ ‫‪ 243‬ـ يقول اهلل تعالى‪ :‬أنا ثالث الشريكين‬

‫‪106‬‬ ‫‪258‬‬ ‫‪ 244‬ـ يكفر السنة الماضية والباقية‬

‫‪45‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪ 245‬ـ يكفيك الماء وال يضركـ أثره‬

‫‪198‬‬ ‫‪619‬‬ ‫‪ 246‬ـ اليمين على نية المستحلفـ‬

‫‪232‬‬
‫فهرس القواعد والضوابط الفقهية‬

‫الصفحة‬ ‫المسألة‬ ‫القـاعـدة‬ ‫م‬

‫‪39‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ 1‬ـ األصل في األشياء الطهارة واإلباحة‬

‫‪40‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪ 2‬ـ جميع األواني مباحة إال آنية الذهب والفضة‬

‫‪43‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪ 3‬ـ متى زالت النجاسة بأي شيء يكون زال حكمها‬

‫‪44‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪ 4‬ـ السباع كلها نجسة‬

‫‪ 5‬ـ بول وروثـ كل حيوان محرم أكله‬

‫‪44‬‬ ‫‪27‬‬ ‫نجس والعكس صحيح‬

‫‪47‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪ 6‬ـ حقيقة المواالة‪ :‬أال يفصل بفاصل طويل ُعرفاً‬
‫‪ 7‬ـ كل ما تصاعد على األرض‬

‫‪52‬‬ ‫‪44‬‬ ‫من تراب وغيره صح التيمم به‬

‫‪ 8‬ـ األصل في الدم الذي ُيصيب المرأة أنه‬

‫‪53‬‬ ‫‪49‬‬ ‫حيض بال حد ِلسنه وال قدره وال ُّ‬


‫تكرره‬

‫‪56‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪ 9‬ـ من أدرك ركعة أدرك الجمعة والجماعة والوقتـ‬

‫‪ 10‬ـ ال يحل تأخير الصالة عن وقتها‬

‫‪56‬‬ ‫‪58‬‬ ‫متعمداً لعذر من األعذار غير الجهاد‬

‫‪ 11‬ـ كل صالة نهارية فهي سرية‪:‬‬

‫‪61‬‬ ‫‪85‬‬ ‫إال الجمعة والعيد والكسوفـ واالستسقاء‬

‫‪ 12‬ـ جميع جلسات الصالة افتراش‬

‫‪63‬‬ ‫‪98‬‬ ‫إال في التشهد األخير الذي قبله تشهد‬

‫‪233‬‬
‫صل لم يحصل منه‬
‫‪ 13‬ـ كل ُم َ‬
‫بنفسه مفسد لصالته أن صالته صحيحة‬

‫‪70‬‬ ‫‪123‬‬ ‫فال تفسد بفساد صالة اإلمام‬

‫‪75‬‬ ‫‪139‬‬ ‫‪ 14‬ـ الصلوات ذوات األسباب ال نهي عنها‬

‫‪77‬‬ ‫‪ 15‬ـ من صحت صالته بنفسه صحت صالته بغيره ‪146‬‬

‫‪ 16‬ـ متى وجدت حقيقة السفر ترخص اإلنسان‬

‫‪80‬‬ ‫‪156‬‬ ‫برخص دون التقيد بمسافة معينة‬

‫‪ 17‬ـ كل من لزمته الجماعة لزمته‬

‫‪18‬‬ ‫‪162‬‬ ‫الجمعة إال إذا كان مستوطناً‬


‫الحر‬
‫‪ 18‬ـ األصل أن المملوك حكمه حكم ُ‬
‫‪81‬‬ ‫‪162‬‬ ‫في جميع العبادات البدنية المحضة التي ال تعلق لها بالمال‬

‫‪102‬‬ ‫‪242‬‬ ‫‪ 19‬ـ األحكام ال تلزم إال بعد بلوغها‬

‫‪118‬‬ ‫‪282‬‬ ‫‪ 20‬ـ من فعل محظوراً ناسياً فال فدية عليه‬

‫‪142‬‬ ‫‪381‬‬ ‫فرط‬


‫‪ 21‬ـ ال ضمان على األمين إال إذا تعدى أو َّ‬

‫‪ 22‬ـ من ادعى الرد من األمناء فإن كان‬

‫‪142‬‬ ‫بجعل لم يقبل إال ببينة‪ .‬وإ ن كان متبرعاً‪ :‬قبل قوله بيمينه ‪383‬‬

‫‪145‬‬ ‫‪397‬‬ ‫‪ 23‬ـ من سبق إلى مباح فهو أحق به‬

‫‪ 24‬ـ كل من وضع يده على مال غيره‬

‫‪149‬‬ ‫‪414‬‬ ‫ظلماً فيده متعدية وهي ضامنة‬

‫‪ 25‬ـ متى اجتمع المباشرـ والمتسبب‬

‫‪149‬‬ ‫‪414‬‬ ‫كان الضمان على المباشرـ إال إذا تعذر تضمينه‬

‫‪169‬‬ ‫‪505‬‬ ‫‪ 26‬ـ العقود تصح بكل لفظ دل عليه‬

‫‪234‬‬
‫‪ 27‬ـ كل ما صح ثمناً وأجرة ـ‬

‫‪177‬‬ ‫‪537‬‬ ‫وإ ن قل ـ صح صداقاًـ‬

‫‪ 28‬ـ الفسوخ كلها ال ينقص بها عدد الطالق‬

‫‪181‬‬ ‫‪556‬‬ ‫وتكون المرأة بها بائناً بينونة صغرىـ‬

‫‪ 29‬ـ الولد للفراش إال بأحد أمرين‪:‬‬

‫‪187‬‬ ‫‪580‬‬ ‫إما اللعان أو عدم اإلمكا‬

‫‪188‬‬ ‫‪582‬‬ ‫‪ 30‬ـ كل حامل فعدتها وضعهاـ جميع ما في بطنها‬

‫‪192‬‬ ‫‪ 31‬ـ ال يترك المحضون بيد من ال يصونه ويصلحه ‪599‬‬

‫‪193‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪ 32‬ـ األشربة كلها مباحة إال ما أسكر‬

‫‪ 33‬ـ كل األطعمة من غير الحيوان‬

‫‪193‬‬ ‫‪600‬‬ ‫مباحة إال ما فيه مضرة‬

‫‪193‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪ 34‬ـ كل ما في البحر حياً وميتاً فهو حالل‬

‫‪ 35‬ـ األصل في الحيوان البري الحل‬

‫‪193‬‬ ‫‪600‬‬ ‫إال ما نص عليه الشارع‬

‫‪ 36‬ـ كل حيوان مباح ال يباح‬

‫‪194‬‬ ‫‪601‬‬ ‫بدون الذكاة إال السمك والجراد‬

‫‪197‬‬ ‫‪610‬‬ ‫‪ 37‬ـ ال تنعقد اليمين إال باهلل أو أسمائه أو صفاته‬

‫‪197‬‬ ‫‪615‬‬ ‫‪ 38‬ـ ال حنث على من نسي أو جهل‬

‫‪198‬‬ ‫‪619‬‬ ‫‪ 39‬ـ اليمين على نية المستحلفـ‬

‫‪ 40‬ـ كل واحدة من المنافع فيها الدية‬

‫‪201‬‬ ‫‪625‬‬ ‫كالسمع والبصر والشم‬

‫‪ 41‬ـ دية المرأة على نصف دية الذكر‬

‫‪235‬‬
‫‪203‬‬ ‫‪629‬‬ ‫إال فيما دون الثلث‬

‫‪204‬‬ ‫‪630‬‬ ‫‪ 42‬ـ ال حد إال على مكلف ملتزم عالم بالتحريم‬

‫‪209‬‬ ‫‪661‬‬ ‫‪ 43‬ـ البينة على المدعي واليمين على من أنكر‬

‫***‬

‫‪236‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوعـ‬

‫‪5‬‬ ‫* تقديم فضيلة الشيخ عبد اهلل بن عقيل‬

‫‪8‬‬ ‫* تقديم فضيلة الشيخ عبد اهلل بن عبد الرحمن البسام‬

‫‪12‬‬ ‫* المقدمة‬

‫‪17‬‬ ‫* ترجمة المؤلف‬

‫‪29‬‬ ‫* صور النسخ الخطية‬

‫‪35‬‬ ‫* مقدمة المؤلف‬

‫‪37‬‬ ‫كتاب الطهارة‬

‫‪38‬‬ ‫فصل [في المياه]‬

‫‪40‬‬ ‫[باب اآلنية]‬

‫‪40‬‬ ‫باب آداب االستنجاء وآداب قضاء الحاجة‬

‫‪43‬‬ ‫فصل [إزالة النجاسة واألشياء النجسة]‬

‫‪45‬‬ ‫باب صفة الوضوء‬

‫‪47‬‬ ‫فصل [في المسح على الخفين والجبيرة]‬

‫‪48‬‬ ‫باب نواقض الوضوء‬

‫‪50‬‬ ‫باب ما يوجب الغسل وصفته‬

‫‪51‬‬ ‫باب التيمم‬

‫‪53‬‬ ‫باب الحيض‬

‫‪55‬‬ ‫كتاب الصالة‬

‫‪55‬‬ ‫[شروط الصالة]‬

‫‪59‬‬ ‫باب صفة الصالة‬

‫‪237‬‬
‫‪68‬‬ ‫باب سجود السهو والتالوة والشكرـ‬

‫‪70‬‬ ‫باب مفسدات الصالة ومكروهاتهاـ‬

‫‪72‬‬ ‫باب صالة التطوع‬

‫‪72‬‬ ‫[صالة الكسوف]‬

‫‪73‬‬ ‫[صالة الوتر]‬

‫‪74‬‬ ‫[صالة االستسقاء]‬

‫‪75‬‬ ‫[أوقات النهي]‬

‫‪75‬‬ ‫باب صالة الجماعة واإلمامة‬

‫‪79‬‬ ‫باب صالة أهل األعذار‬

‫‪79‬‬ ‫[صالة المسافر]‬

‫‪80‬‬ ‫[صالة الخوف]‬

‫‪81‬‬ ‫باب صالة الجمعة‬

‫‪84‬‬ ‫باب صالة العيدين‬

‫‪87‬‬ ‫كتاب الجنائز‬

‫‪92‬‬ ‫كتاب الزكاة‬

‫‪93‬‬ ‫[زكاة السائمة]‬

‫‪96‬‬ ‫زكاة األثمان‬

‫‪96‬‬ ‫زكاة الخارج من األرض‬

‫‪97‬‬ ‫زكاة عروض التجارة‬

‫‪98‬‬ ‫باب زكاة الفطر‬

‫‪100‬‬ ‫باب أهل الزكاة ومن تدفع له‬

‫‪102‬‬ ‫كتاب الصيام‬

‫‪238‬‬
‫‪107‬‬ ‫كتاب الحج‬

‫حديث جابر في صفة‬

‫‪107‬‬ ‫حج النبي صلّى اهلل عليه وسلّم‬

‫‪116‬‬ ‫أركان الحج وواجباته‬

‫‪117‬‬ ‫أنساك الحج‬

‫‪118‬‬ ‫محظورات اإلحرام‬

‫‪120‬‬ ‫شروط الطوافـ وأحكامه‬

‫‪121‬‬ ‫شروط السعي‬

‫‪123‬‬ ‫باب الهدي واألضحية والعقيقة‬

‫‪126‬‬ ‫كتاب البيوع‬

‫‪126‬‬ ‫[شروط البيع]‬

‫‪132‬‬ ‫باب بيع األصول والثمارـ‬

‫‪133‬‬ ‫باب الخيار وغيره‬

‫‪135‬‬ ‫باب السلم‬

‫‪135‬‬ ‫باب الرهن والضمان والكفالة‬

‫‪137‬‬ ‫باب الحجر لفلس أو غيره‬

‫‪139‬‬ ‫باب الصلح‬

‫‪140‬‬ ‫باب الوكالة والشركة والمساقاة والمزارعة‬

‫‪140‬‬ ‫[الوكالة]‬

‫‪142‬‬ ‫[الشركة]‬

‫‪144‬‬ ‫المساقاة والمزارعة‬

‫‪145‬‬ ‫باب إحياء الموات‬

‫‪239‬‬
‫‪146‬‬ ‫باب الجعالة واإلجارة‬

‫‪147‬‬ ‫باب اللقطة واللقيط‬

‫‪148‬‬ ‫باب المسابقة والمغالبة‬

‫‪149‬‬ ‫باب الغصب‬

‫‪151‬‬ ‫باب العارية والوديعة‬

‫‪151‬‬ ‫باب الشفعة‬

‫‪152‬‬ ‫باب الوقف‬

‫‪154‬‬ ‫باب الهبة والعطية والوصية‬

‫‪157‬‬ ‫كتاب المواريث‬

‫‪164‬‬ ‫باب العتق‬

‫‪167‬‬ ‫كتاب النكاح‬

‫‪169‬‬ ‫باب شروط النكاح‬

‫‪171‬‬ ‫باب المحرمات في النكاح‬

‫‪175‬‬ ‫باب الشروط في النكاح‬

‫‪176‬‬ ‫باب العيوب في النكاح‬

‫‪177‬‬ ‫كتاب الصداق‬

‫‪178‬‬ ‫باب عشرة النساء‬

‫‪180‬‬ ‫باب الخلع‬

‫‪182‬‬ ‫كتاب الطالق‬

‫‪183‬‬ ‫فصل [الطالق البائن والرجعي]‬

‫‪185‬‬ ‫باب اإليالء والظهار واللعان‬

‫‪188‬‬ ‫كتاب العدد واالستبراء‬

‫‪240‬‬
‫باب النفقات للزوجات‬

‫‪190‬‬ ‫واألقارب والمماليكـ والحضانة‬

‫‪193‬‬ ‫كتاب األطعمة‬

‫‪194‬‬ ‫باب الذكاة والصيد‬

‫‪197‬‬ ‫باب األيمان والنذور‬

‫‪200‬‬ ‫كتاب الجنايات‬

‫‪204‬‬ ‫كتاب الحدود‬

‫‪204‬‬ ‫[حد الزنى]‬

‫‪205‬‬ ‫[حد القذف]‬

‫‪205‬‬ ‫[التعزير]‬

‫‪206‬‬ ‫[حد السرقة]‬

‫‪207‬‬ ‫[حد الحرابة]‬

‫‪207‬‬ ‫[البغاة]‬

‫‪208‬‬ ‫باب حكم المرتد‬

‫كتاب القضاء والدعاوىـ والبينات‬

‫‪209‬‬ ‫وأنواع الشهادات‬

‫‪213‬‬ ‫باب القسمة‬

‫‪213‬‬ ‫باب اإلقرار‬

‫‪215‬‬ ‫* الفهارس‬

‫‪216‬‬ ‫فهرس اآليات‬

‫‪222‬‬ ‫فهرس األحاديث‬

‫‪236‬‬ ‫فهرس القواعد والضوابطـ الفقهية‬

‫‪241‬‬
‫‪240‬‬ ‫فهرس المحتويات‬

‫‪242‬‬

You might also like