Professional Documents
Culture Documents
بمناقب
قطب إلارشاد
تأليف
دمحم عبد املجيد بن دمحم بن كنهي موتي الباقوي الكامل
الثقافي عفي عنهم
MADARIMANHALAMTHODI(HO),TEKKEKARA,MUDIKKODE,
@ جللى العلىم مً مشائخ وعلماء الهىذ وخاسحها اإلاشهىسًٍ بالعلم والصالح مثل
الشيخ العالمت أبىدمحمباوي اإلاعلياسالىٍلخىسي والشيخ الصىفي خعً
اإلاعلياسالتروسوغادي,والشيخ دمحم اإلاعلياس اإلاذوىدي زم الخدم بجامعت " الباكياث
الصالحاث" بىٍلىس,كشٍب حني(اإلاذساط) بخمل هادو -الهىذ ,وجخشج فيهاظى ــت9661
ًىائش56م وهىان أظاجزة هثيـشة مثل الشيخ اإلاشخـىم هماٌ الذًً الباكىي العخين
وىجىي والشيخ صًٍ العـابذًــً الباكىي والشيخ شبير الباكىي الفخامبي زم آلاجىسي
والـشيخ خىيفتالباكىي التروهذفشمي ,زم الخدم بجامعت مشهض الثلافــتالعييت
الاظالمـيت بياسهخىس,والييىث في دوسةالخـخـصـص وجخشج فيهاظىت9662
دٌعمبر55وجللى العلىم مً الـعلماءألاحلت مثل العالمت كمش العلماء الشيـخ أبي
بىش بً اخـمـذالياهذبشمي ومدذر العلماء الشيخ اظماعيل بً اخمذ هلييىحي
اإلاشخىم والشيخ اإلاشخىم هىهي اخمذ الشششىلي وخصل منهم الاحاصة.
وخـصل الاحاصة أًظا مً العالمت اإلاشخـىم العيذ دمحم بً علىي اإلاـالـيي اإلايي ظىت
5775م في مىظم الحج وظمع مىه صحيذ البخاسي وصحيذ معلم والصحاح .
@ كام بخذمت العلم مً ًىائش 9662في حامعت مشهض الثلافـ ــتالعييت الاظالميت
بياسهخىس,والييىث(اإلاذًش للمىخبت الاظالميت).
@ مششبه :اللادسٍت والشفاعيت والشارليت والىلشبىذًت .
@ مزهبه :الشافعيت في الفله وألاشعشٍت في اصىٌ الذًً .
@ م ــؤلــفاجه العلميت - :
( )9الـذسة اإلاظيئت في الىصائذ الىطيئـت(الجضء الاوٌ) :عذدالصفدت -665-طبع
– مىخبت وابيخل والييىث بمجمع ججاس اإلاشهض – ظىت 5772م .
( )5الذسس البهيت في الىصائذ اإلاظيئت(الجضء الثاوي) :عذدالصفدت -9706-طبع –
مىخبت وابيخل والييىث بمجمع ججاس اإلاشهض – ظىت 5776م .
( )0اللشة الىيرة في الىصائذ اإلاشطيت( الجضء الثالث) :عذدالصفدت -9975-طبع
– مىخبت وابيخل والييىث بمجمع ججاس اإلاشهض – ظىت 5799م .
( )1حعالىا الى ولمت الفلهاء – دساظت شاملت لالصطالخاث الفلهيت وخذمت
الفلهاء الشافعيت :عذدالصفدت – 909-طبع باليسخ – 5797م
( )2جدفت الىاعظين :عذدالصفدت –9732 -طبع باليسخ – 5795م
( )3الظىء الضاهش في مىاكب الشيخ عبذ اللادس الجيالوي :عذدالصفدت–955-
طبع باليسخ – 5795م
( )4سظالت الظىء الالمع الى مىاكب أخمذ الىبير الشفاعي :عذدالصفدت–32-
طبع باليسخ – 5775م
( )5صياهت أهل الخىخيذ عً وظىظت أهل الطغيان :عذدالصفدت –22-طبع
باليسخ – 5797م
( )6اللشان هالم هللا حعالى غير مخلىق :عذدالصفدت – 45-طبع باليسخ –
5793م
( )97اإلاعاملت ألهل البذع في طىء الفله ؤلاظالمي :عذدالصفدت – 10-طبع
باليسخ – 5794م
( )99ج ـ ــضٍ ـيـ ــً ألاساه ــً في طىء ليغ في ؤلاميان أبذع مما وان :عذدالصفدت–29-
طبع باليسخ – 5795م
( )95ألاصهاس الخالذًت على ألارواس الشارليت :عذدالصفدت 950-طبع باليسخ-
5795م
( )90جدليم جفعير الجاللين . 5-9عذدالصفدت( الجضء ألاوٌ ) 650والجضء
الثاوي – . )665طبع – SYSفي اوائل 5795م
( )91جدليم فخذ اإلاعين :عذدالصفدت – 577طبع باليسخ – 5792م
( )92إبشاص ألاص ــفي ــاء في إسش ـ ــاد ألال ـ ـ ـ ــباء) مىاكب الذظىقي ) :عذدالصفدت–10 -
طبع باليسخ – 5795م
( )93خـخام ألائمت الل ــششيـت بـبـشوص الـدــظاسة اإلاــطلبـيــت (مىاكب الشافعي ) :
عذدالصفدت – . 071 :طبع باليسخ – 5795م
( )94مىبع اليىاهب العلميت بظهىسالثلافتالفاسظيت )مىاكب ؤلامام الفليه /أبى
خىيفت الىعمان ( عذدالصفدت – . 502 :طبع باليسخ – 5795م
( )95البشاسة العييت في اإلاىاكب ألاخمذًت (مىاكب الشيخ العيذ أخمذ البذوي)
عذدالصفدت – . 517 :طبع باليسخ – 5795م
( )96عـصـمــت ألاهبـياء بين ألادلت اللطعيت .عذدالصفدت –900 :طبع باليسخ
– 5795م
( )57ألادلت الباهشة في اظشاس اخخفاٌ اإلايالد الىبىي .عذدالصفدت –977 :طبع
باليسخ – في أواخش 5795م
( )59الحياة العلميت في اإلاذًىت اإلاىىسة (مىاكب ؤلامام مالً بً أوغ هنع هللا يضر أخذ ألائمت
ألاسبعت) .عذدالصفدت – 094 :طبع باليسخ – في أواخش 5795م.
( )55الــشوض اإلاــجىد في جدشٍش معئلت وخذة الىحــىد.
عذدالصفدت – 27 :طبع باليسخ – في أوائل 5796م.
( )50الىجمت العاطعت في اإلاىاكب ألاخمذًت (مىاكب ؤلامام اخمذ بً خىبل سض ي
هللا عىه أخذ ألائمت ألاسبعت) .عذدالصفدت – 007 :طبع باليسخ – في أوائل
5796م.
( )51غاً ــت ألاماهـي الى وصىٌ الـته ــاوي.
عذدالصفدت – 16 :طبع باليسخ – في ًىهيى 5796م.
( )52مظهش أظشاس الالهىث بـشــهىد مذسط البيذ اإلاعمىس
عذدالصفدت – 16 :طبع باليسخ – في ًىهيى 5796م.
ـىب ِت الص َح َابت ف ــي َج ْذسٍج ُّ
الص ُع َ ٍب َّ صى ُ (َ )53ج ْ
ِ ِ ِ ِ ِ
عذدالصفدت – 909 :طبع باليسخ – في ًىليى 5796م.
ُ ُ ََ ْ ْ
صى ٌِ هال ِم ال َب ِاسي (َ )54م َـى ُاس ال ُـه َـذي ِف ــي أ
عذدالصفدت – 955 :طبع باليسخ – في ًىليى 5796م.
َّ ْ ُ َّ ْ
الع ِّـي ُـذ ال َى ِظ ِيف ُّي ِفي َم َىا ِك ِب ال ُلـط ِب الش ْع َـشا ِوي . ()55
عذدالصفدت – 095 :طبع باليسخ – في أغعطغ 5796م.
(ً )56ىابيع الىعىة جبجيال وحششٍفا لبيذ هللا الىعبت.
عذدالصفدت – 60 :طبع باليسخ – في أغعطغ 5796م.
( )07جىافم الفظائل ف ــي فظائل ألاعماٌ.
عذدالصفدت – 976 :طبع باليسخ – في ظبخمبر 5796م.
( )09الىالًت والطشٍلت بخىطيذ الغىزيت واللطبيت
عذدالصفدت – 557 :طبع باليسخ – في ظبخمبر 5796م.
ذظ َّي ِت ُ َ ّ ُ ْ َ َّ ُ ْ ّ َ َ ْ ُ
( )05اإلاز ِهشة ِؤلاعال ِميت ِباْل ِجدافا ِث الل ِ
عذدالصفدت – 534 :طبع باليسخ – في اهخىبش 5796م.
ـلبت الخـظـشاء املحبـت البيظاء بـجىاس ال ّ (ّ )00
عذدالصفدت – 100 :طبع باليسخ – في هىمبر 5796م.
( )01سخـاٌ ال ـغـشب الـى سحاٌ اإلاـغــشب
عذدالصفدت – 516 :طبع باليسخ – في دٌعمبر 5796م.
( )02جـزهيـش ألاهـام فـي جلـلـين ألامـىاث
عذدالصفدت – 55 :طبع باليسخ – في ًىائش 5757م.
( )03آلاداب اإلاشطيت للىىم وؤلاظديلاظ
عذدالصفدت – 53 :طبع باليسخ – في ًىائش 5757م.
(ً )04امفشج الىشوب
عذدالصفدت – 954 :طبع باليسخ – في ًىائش 5757م.
( )05هـشف البـيـىاث فـي جطىساث غعل ألامىاث
عذدالصفدت – 43 :طبع باليسخ – في ًىائش 5757م.
( )06حشمير الجان فــي حسخير ؤلاه ــغ
عذدالصفدت – 007 :طبع باليسخ – في أبشٍل 5757م.
( )17اإلاذد ًاأهل بذس
عذدالصفدت – 515 :طبع باليسخ – في ماًى 5757م.
( )19أخيام خطبت الجمعت علـى حعيين اشتراط العشبيت
عذدالصفدت – 996 :طبع باليسخ – في ماًى 5757م.
ّ
الىدىلي ( )15اإلاطهش
عذدالصفدت – 19 :طبع باليسخ – في ًىهيى 5757م.
( )10الجفش والجامعت عىذ أهل العىت والجماعت
عذدالصفدت – 09 :طبع باليسخ – في ًىهيى 5757م.
( )11امذاد ال ـ ـ ـفـ ـ ـ ـ ــؤاد بمىاكب كطب ؤلاسشاد
– 231طبع باليسخ – في اغعطغ 5757م. عذدالصفدت :
وإن أولياء حقيقة ًهم علماء الشر يعة وحاملوا لواء الدعوة يقول الإمام
اب}.
الألْب َ ِ
َ
لا ّ ه ُو َ و َال ْمَلائ َ ِك َة ُ و َُّأوْلُوا ْ
وقد زكاهم الل ّه فقال {:شَهِد َ اللّه ُ أَ َّن ّه ُ لا َ ِإلَه َ ِإ َّ
أبوداوود.
وإن تبارك وتعالى إذا أحب عبدا ً نادى جبر يل إن قد أحب فلانا ً
نماذج من شهادة علماء وأولياء عصره ومن بعدهم حتى عصرنا هذا،
وبالل ّه التوفيق واليه يرجع الأمر كله ،ولاحول ولا قوة الا ّ بالل ّه العلي
بسيد الجماعة ومرة يقول -:شيخ القبيلة يعني آل باعلوي ? .وقال عنه
السيد أحمد بن عمر الهندوان -:إنه بلغ رتبة إجتهاد العارفين وهو عين
بالحداد الفائق على الأمثال والأنداد الذي شيد ربوع الفضل وشاد
ودل كثيرا ً من العباد وهداهم إلى سبيل الرشاد وبلغ نهاية السول
والمراد إمام أهل زمانه والداعي إلى الل ّه بسره وإعلانه المناضل عن
الدين الحنيفي بقلمه ولسانه المشار إليه بالبنان في العلوم والعرفان الغني
عن الدليل والتبيان الجامع بين الحقيقة والشر يعة الواصل إلى مراتب
وقال عنه تلميذه الحبيب أحمد بن زين الحبشي - :إن الإمام الحداد
وهذا ما قال عنه مشايخه ومعاصروه وتلامذته وقد أجمع أهل عصره
الإمام الغزالي رضي الل ّه عنه .واستمر اغتباط أهل بلده به وبشعره
ونثره فلا يكاد يعقد مجلس علم في بلده تريم إلا و يقرأ فيه بشيء ٍ من
كتبه أو ينشد فيه بشيءٍ من شعره .وجاء سيدنا الحبيب علي بن محمد
ل أن تنتشر كتب
قال عنه الحبيب محمد الشاطري رحمه تعالى :ق ّ
أحدٍ من أقران الحداد كما انتشرت كتب الحداد وتآليفه فقد طبعت
والتاريخ والحكم وقد طبعت أوراده ورواتبه وشرح بعضها كما طبع
كتبها لمؤلَف الإمام الحداد النصائح الدينية وكان مؤلَفا ً واضحا ً في
ل لقائل
ووساوس الصدر كل شبهة و يعالج كل نزعة حتى لايبقى مقا ٌ
ولاجواب لسائل.
ٌ
ؤلامام الخذاد مجذد اللشن الثاوي غشش
وألف عنه الدكتور مصطفى بدوي كتابه الرائع (الإمام الحداد
مجدد القرن الثاني عشر) واستدل بالحديث الذي رواه أبو داوود
والحاكم (إن الل ّه يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد
الطالبين عنه :قال قطب الإرشاد سيدنا عبد الل ّه بن علوي الحداد
وقال ايضا في حاشية فتح المعين :قال سيدنا القطب الغوث سيدي
ن القطب
الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد .انتهى ،وبه يتبي ّن أ ّ
والطر يقة بتوضيح الغوثية والقطبية " نعم وهذا خلاف العادة وقد
خلافه ،فاذا سرنا الى زمان السيد قطب الزمان السيد علوي الحضرمي
الإسلام ،وهذه الألقاب كل ّها موافق لمرتبته العلي ّة التي شهدت به
السلامية .
قال تلميذه الشيخ أحمد بن عبدال كريم الش َّج ّار الحساوي في كتابه "
تثبيت الفؤاد بذكر مجالس القطب عبدالله الحداد " في مقدمة الكتاب
مشيرا الى حاجة تصنيف هذا الكتاب بقوله " فإني قد جمعت نبذا ً مما
َّ
عبدالل ّه بن علوي الحداد علوي ، الأولياء الأحباب ،سيدي الحبيب
الل ّه عنه ونفعنا ببركاته وأسراره في الدنيا والآخرة ،مما تكلم به
رضي َّ
في مجالسه أو شرحه وفصّ له في بيان مسألة ،أو على حديث أو أي
معنى مما سمعناه منه ،فإنه لسان حال الوقت ،وقطب العصر وإمام
الدهر ،وقدوة هذا الآن ،ومقدم هذا الزمان ،كما أجمع على ذلك
أهل الظاهر وأهل الباطن ،وأهل الشر يعة وأهل الحقيقة ،وأنه
الشر يعة ولواء الحقيقة ،المشتمل عليهما مقام القطبية ،وأنه لا يحمله
النقل وأهل العقل ،من المكاشفات المحققة لذلك ،والمرائي الصادقة ،
سنوضحه في
ّ وقد شهدت بهذه الألقاب الأئمة ال كرام كما
عند ربه ،وقال أيضا ً :نحن ما ُّأذِنَ لنا في هذا الزمان ،والسيد
َّ
عبدالل ّه أذن له ،وقال :لا تغتر في هذا الزمان بأحد ،ولو رأيته
َّ
عبدالل ّه الحداد بالقلب ،وإلا ما جاءوا بشيء ، إن لم ينتموا إلى السيد
َّ
عبدالل ّه إلا بعد موته خصوصا ً العلماء ،فإنه حجة عليهم ،وقال سيدنا
الل ّه به :إن فلانا -وذكره -قال :ما في تريم إلا الفقيه المقدم
نفع َّ
َّ
عبدالل ّه الحداد في الأحياء ،ثم قال سيدنا :نعم في التربة ،والسيد
ذاك قبر ٌ وهذا باب ،يعني نفسه الشر يفة ،ول كن ما يعرفون الباب
حتى يصير قبرا ً ،في عرفون أنه ذلك الباب الذي كانت تنفتح عليهم
منه الأمور.
الل ّه به :ما بقي اليوم
وقال السيد العارف أحمد بن عمر الهندوان نفع َّ
َّ
عبدالل ّه الحداد ،قال :وظهر لي أنه مملي شيخ مرشد إلا السيد
ال كون ،وقال السيد العارف أبوبكر بن سعيد الجفري :ما رأيت
بأزيد من أربعين وليا ً ،ما رأيت أحدا ً يُس َاميه ،وقال أيضاً :مجالسة
َّ
عبدالل ّه علم من غير تعلم ،وفي مجالسته الخير كله . السيد
َّ
عبدالل ّه ظهر في ال كمال ،لأن أمر التصوف قد خفي ،ما ظهر اليوم
َّ
عبدالل ّه َّ
عبدالل ّه العيدروس :السيد بالل ّه علي بن
وقال السيد العارف َّ
سلطان آل أبي علوي ،وقال عبدالعظيم شراحيل :وممن أثنى عليه -
بالل ّه عمر
الل ّه به -شيخه السيد العارف َّ َّ
عبدالل ّه نفع َّ يعني سيدنا الحبيب
الل ّه سعادة ً لأهل وقته ،قال :فلما سمعت ذلك أخبرت به
،إنما أخره َّ
الل ّه ما أنا من أهل َّ
عبدالل ّه ،فقال لي :يا عبدالعظيم أنا بحمد َّ سيدي
قريب بعيد كائن غير كائن ...وحيد فريد في طر يقي وفي قصدي
أقول :وقد رأيت بخط خادمه المحب المبارك عمر باحميد يقول :
سمعته مرة يقول :ما أنا من أهل هذا الزمان ،بل أنا من أهل القرن
الثاني ،ولولا الأدب مع أهل القرن الأول ،لقلت أنا منهم ،لأن
َّ
وعبدالل ّه بن أبي بكر العيدروس رضي وعبدالرحمن بن محمد السقاف ،
الل ّه عنهم ،فهؤلاء الأر بعة هم قوام أمري ،فهؤلاء سادة أهل
َّ
التصوف وأئمتهم ،ودخلت عليه يوما ً وجلست معه ،فتحدث في
الل ّه قد خرجتُ من نفسي والتجأتُ
الفضل ،ثم قال :أما أنا بحمد َّ
إلى ربي ،ولا يطرقني خاطر في الرزق ،ولولا خوف الشهرة لَش َلِّيت
أقول :وقد رأيت بخط سيدي السيد الشر يف الجليل الحبيب أحمد
الحداد ليلة بعد المغرب من التربة ،فقال لي :يا فقيه إن حبيبك -
يعني نفسه -قد له ثلاثة أيام منذ دخل مقام القطبية .انتهى .
أقول :بين قول سيدنا هذا وبين وفاته مدة طو يلة ،أظن نحو ستين
سنة ،وقل أن يبقى في هذا المقام من بلغه إلا القليل من الزمان ،
فإن أكثرهم بقاء ً فيه من يبقى فيه خمس سنين ،وإنما أكثرهم ما
المغرب ،فلما كبرت وبلغت الحلم ،سرت إلى المغرب لز يارة أخوال
وجهات بعيدة للز يارة ،و يفد الناس إليه بالهدايا ،وله سمت عظيم
َّ
عبدالل ّه َّ
عبدالل ّه الحداد باليمن ،فمن حينئذ اعتقدت في السيد
وقد وقفت لسيدنا على رؤ يا رآها هو دالة على ذلك أيضا ً ،رآها
عليها في خطه ،ونقلتها منه حرفا ً بحرف ،وصورة ذلك قال :قال
َّ
عبدالل ّه بن سيدي القطب الرباني ،السيد الأكبر والغوث الأشهر ،
الوقت ،أنت الغوث ،قال :قلت :لا ما هو أنا ،قال :أنت ،حتى
أكثر عليه وهو يقول له :لا ما هو أنا ،ثم بعد ُ خرج هذا الشخص
الل ّه ،
إلى حوش المسجد ،وقال بأعلى صوته :أشهد أن لا إله إلا َّ
الل ّه ،
وأشهد أن محمدا ً رسول َّ
َّ
عبدالل ّه بن علوي الحداد القطب ،قال :ثم بعدُ وأشهد أن سيدنا
أتى إل َّيّ ،وشق على صدري ،ولم أحس لذلك ألما ً وأخرج قلبي
وجعل يغسله ،و يخرج منه أشياء لم أر َهَا ،وكأنه يريد أن يجعل فيه
شيئا ً بعد أن ي فرغه ،قال فذكرت عند ذلك قصة شق قلب المصطفى
صلَّ ّى الل ّه عليه و آله وس َّل ّم ،وإيداع العلم والحكمة فيه ،قال :والرؤ يا
الل ّه
جزء من النبوة ،وهي تسر ولا تغر ،كما قال الإمام مالك رضي َّ
عنه انتهى ،قال الراوي :انتهى من لفظه .
أقول :وقد قرأت أنا هذه الرؤ يا بهذا اللفظ على سيدنا ،وسمعها
ثم قال تلميذه الشجار مصنف كتاب " تثبيت الفؤاد بذكر مجالس
الشيخ أحمد بن عبدال كريم الش َّج ّار الحساوي ،فهذا الكتاب مطبوع
في عصر الإمام أحمد ،رضي الل ّه عنه ،فسموا كل من تمسك بالكتاب
المحققين :هو عالم عمل بعلمه ،مع الإخلاص .وفي كلام بعضهم:
ا جتمع رأي العلماء العاملين على تسمية كل من عمل بما علم ،وخلص
من الآفات صوفيا .انتهى؛ ذكره الشيخ برهان الدين الحلبي في
بن علوي مولى الدو يلة المليبار ية في شرح الراتب للامام الحداد .
ثم قال في كتابه مانصه :أن طر يقة السادة العلو ية هي الطر يقة
الصوفية ،وهي أحكام عقيدة أهل السنة والجماعة ،وهم سلف الأمة
الصالحون من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان .ومعرفة الأحكام
العينية ،أي الواجبات على الأعيان ،أي على كل فرد فرد من
المكلفين .واتباع الآثار النبو ية ،أي المخبرة عن أحواله صلى الل ّه عليه
وهي الطر يقة المثلى ،والمنهج الذي درج عليه ساداتنا آل باعلوي،
طبقة عن طبقة ،أبا عن جد إلى النبي صلى الل ّه عليه وسلم؛ حتى أن
وجملة منهم وصفوا بأنهم حازوا مرتبة الصديقية ال كبرى ،فهم على
وعلومهم علوم القوم ،ورسومهم محو الرسوم ،يرغبون إلى الل ّه بكل
قربة ،و يقولون بأخذ العهد والتلقين ولبس الخرقة ،ودخول الخلوة
والر ياضة والمجاهدة وعقد الصحبة .بل مجاهدتهم في تصفية الفؤاد
وهم القوم الذين جليسهم لا يشقى ،ولا يضام ولا يلقى .والشاذ يلحق
وفي المنقلب.
فلهذا ترى من أدى فرائض الواجبات وترك المحرمات ،ثم تقرب إلى
هذا ،وإن كانت ال كرامة هي الاستقامة وليس لهم مطلب سواها ،ولا
مقصد ورائها ،وإنما ظهرت تلك الآيات ليتحققوا أنهم الوارثون من
رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم على ال كمال ،وأنهم مقتفون له فيما
وتوفى بها سنة 345ه 956/م ،وهم ينتسبون إلى الإمام الحسين بن
علي ابن أبي طالب ابن عم الرسول صلى الل ّه عليه وسلم،وزوج ابنته
وا لمجتمع الماثلة للعيان في القطر اليمني والتي لا يستطيع أحد أن ينكرها
الإسلام بين سلاطين الهنود في جاوا وغيرها ،وإن كان يوجد غيرهم
من عرب حضرموت ،ول كن لم يكن لهم ذلك التأثير) ،وعلل هذا
الإسلام في إندونيسيا.
وكذلك دخل الإسلام إلى جزيرة فلبين في النصف الثاني من القرن
الرابع عشر الميلادي على أيدي جماعة من الأشراف العلو يين الذين
وصلوا إلى تلك البلاد ،وقد حملوا راية الدعوة الإسلامية هناك،
والسياسية.
الملايو وغيرها .انتهى وكذلك دخل إنتشار الاسلام وراثة ،في أنحاء
الهند سيما المليبار بواسطة السادة كالسيد الجفري المذكور والسيد علوي
الل ّه عنهم.
وفي بغية المسترشدين :قال السيد الإمام زين العابدين العيدروس :
أحصوا قبائل بني علوي فبلغوا مائة وخمسا ً وعشرين قبيلة وغالبهم
بن علوي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن عبد الل ّه التريسي بن
بن الفقيه المقدم محمد بن علي بن محمد صاحب مرباط بن علي خالع
طالب ،والإمام علي زوج فاطمة بنت محمد صلى الل ّه عليه وسلم ،فهو
الحفيد 31لرسول الل ّه محمد صلى الل ّه عليه وسلم في سلسلة نسبه.
هجرته إلى مليبار - :
رحل إلى مدينة كاليكوت بمليبار من بلاد الهند راكبا مع إحدى
وأسس مساجد ومدارس دينية كثيرة في أنحاء كيرلا .ثم رحل إلى
الحجاز وتردد بين مدنها زمنا ،ودخل عمان واليمن والشام ومصر ،وعاد
إلى تريم وقضى فيها بعض السنوات ،ثم رجع إلى كاليكوت .وكانت
القضايا الطارئة التي لها مساس بالإسلام والأمة الإسلامية وغير ذلك
«كنز الب راهين ال كسبية والأسرار الغيبية لسادات مشايخ الطر يقة
« نتيجة أشكال قضايا مسلك جوهر الجواهر ية ،وبرهان سلطان مشايخ
«مضاعف الرزانة»
«مقامات»
شرح قصيدة للحبيب عبد الل ّه الحداد
وفاته - :
توفي يوم الخميس ثامن شهر ذي القعدة الحرام سنة 1222ه ،ودفن
بجوار داره في كاليكوت ،و يعرف هذا الدار اليوم باسم "بيت
بن سهل بن عبد الرحمن مولى خيلة بن عبد الل ّه بن علوي بن محمد
مولى الدو يل ة بن علي بن علوي الغيور بن الفقيه المقدم محمد بن علي بن
بن محمد النقيب بن علي بن عبيد الل ّه بن أحمد المهاجر بن عيسى
العر يضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن
بنت محمد صلى الل ّه عليه وسلم ،فهو الحفيد 31لرسول الل ّه محمد صلى
بولاية كيرلا في جنوب الهند سنة 1159ه ،ثم خاله السيد حسن
ضا
بن محمد الجفري وصل إليها سنة 1168ه .فأراد السيد علوي أي ً
أن يسافر إلى مليبار ،و يلتحق بخاليه ،ويشتغل فيها بالدعوة الدينية،
وصوله .ثم خرج من كاليكوت إلى بلدة منفرم حيث كان يقيم خاله
العلماء .
مقاومته للاستعمار - :
كان المسلمون في كيرلا يقودهم العلماء في أمورهم الدينية منذ انتشار
الإسلام في هذه البلاد رغم عدم وجود قيادة سياسية إسلامية ،بل
كانوا يعيشون فيها بسلام آمنين متمسكين بدينهم إلى عهد قدوم
الأوروبيين .ثم تغيرت الأحوال بعد قدوم البرتغاليين إلى كيرلا سنة
زين الدين المخدوم والقاضي محمد الكاليكوتي وغيرهم .ثم أتى الإنجليز
البر يطاني في كيرلا .ولإبنه السيد فضل مقاومة للإنكليز ية ولذا أمر
البر يطانية بعد وفاة أبيه لإنتقال الهند ثم راح أخيرا الى التركية ،وله
ثم رجعوا الى الترك مع إنكسار القلوب ،فوقعت تلك الذلة للمانعين
مؤلفاته - :
كتاب «السيف البتار لمن يوالي ال كفار ويتخذونهم من دون الل ّه
كان هو وأصحابه يرسلونها إلى المساجد لإعداد المسلمين وتحر يضهم على
المسلم من الكافر الذي يدخل إلى بلد مسلم بنوايا استعمار ية ،وتركز
وفاته - :
توفي ليلة الأحد السابع من شهر محرم سنة 1262ه وهو ابن أربع
2216م .
السيد باعلوى ال ْو َزير وهو ابن قطب الزمان مولى
سهل باعلوى ال ْو َزير مولى الدو يلة امير ظفار ال ْمُق ِيم بالآستانة
وهو الامام العلامة الداعي الى الل ّه بقوله وعمله فضل بن علوي بن
وطر يقه النير في نشر الدعوة وتعليم الجهال وبرز علما في مناواة ال كفار
فسافر الى مكة الم كرمة سنة 1268ه ومكث بها نافعا ومنتفعا ثم
سافر منها سنة 1269ه الى تركيا وفي سفره عبر مصر واجتمع
بالخديوي ثم رحل الى القسطنطنية واستقبله السلطان عبد المجيد خان
بمزيد من الرعاية والعناية وقربه وأعجب بعلمه وحلمه ورجاحة رأية ثم
صار يتردد بين مكة وتركيا حتى سنة 1287ه عينته الدولة العلية على
ظفار واليا فتوجه اليها وأحكم ادارتها حتى سنة 1296ه عاد الى
تركيا واستقر بها متفرغا للعلم والدعوة الى الل ّه اكبر اكبر اكبر والنفع
الخط الحديدي من تركيا الى الحجاز ،كما كان ذا همة علية ،شديد
العزم ،لا يخشى في الل ّه أكبر لومة لائم ،ينظر الى الدنيا بعين
الخلافة قريبا ً من ثلاثين سنة لم يملك فيها أرضا ً ولا دارا ً ولم يكنز
درهما ً ولا دينارا ً ،وهناك عاش بقية حياته معززا ً مكرما ً له الهيبة
م َنَاق ِب ال َّ ّ
شي ْخ علوي و َالِد المُصَن ّف.
ميز َان طَبَق َات اهل الحيثيات وتنبيه رجال اهل الديانَات.
وعبتهما مً حيث الخشكت الى كعب
ؤلاسشاد ؤلامام الخذاد
أخذالشيخ السيد ( ابن قطب الزمان ) فضل بن علوي بن سهل
مولى الدو يلة عن أبيه علوي بن محمد بن سهل المتوفى سنة 1262عن
أبيه م حمد عن أبيه سهل مولى الدو يلة عن السيد حسن بن القطب عبد
الل ّه الحداد المتوفى في رمضان سنة 1188عن أبيه القطب عبد الل ّه
بن عبد الرحمن عن أبيه عبد الرحمن عن والده شهاب الدين أحمد عن
والده عبد الرحمن عن والده السيد عليّ بن أبي بكر ،بأسانيده المذكورة
بن أبي بكر الطو يل بن أحمد مسرفة بن محمد بن عبد الل ّه بن الفقيه
بن محمد بن علي العر يضي بن جعفر الصادق الل ّه أحمد بن عيسى
بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن الإمام علي بن أبي
طالب ،والإمام علي زوج فاطمة بنت محمد صلى الل ّه عليه وسلم ،فهو
الحفيد 29لرسول الل ّه محمد صلى الل ّه عليه وسلم في سلسلة نسبه ،وهذا
بن علي بن أبي طالب رضي الل ّه عنهم وابن فاطمة الزهراء بنت سيدنا
والسدان والهند والجزائر رضي الل ّه عنهم ونفعنا بهم في الدارين .
بشوصكعب ؤلاسشاد ؤلامام الخذاد
ولد الإمام الحداد يوم الاثنين 5صفر 1244ه بالسبير أحد
فتاريخ مولده " الشمس قد طلعت " أو بدى في " عابد ضاء الحقّ
1244م .
1244م.
النبيّ المختار صلى الل ّه عليه وسلم فقد روى البخاري ( )4388ومسلم
الل ّه ِ ص ََّل َّّى َّ
الل َّّه ُ عَلَيْه ِ الل َّّه ُ عَن ْه ُ عن رَسُول َّ َّ
( )52عن أبي ه ُر َي ْرَة َ رَضِي َ َّ
ن ه ُ ْم أَ ر ُّ ّ َّ
َق أَ ف ْئِدَة ً و َأَ لْيَنُ قُلُوبًا ،ال ِْإيمَانُ و َس َّ ََّل ّم َ قال ( :أَ تَاك ُ ْم أَ هْ ُ
ل الْيم َ َ ِ
ن ه ُ ْم
ل الْيم َ َ ِ ن و َالْح ِ ْ
كم َة ُ يَمَانيِ َة ٌ ) وفي رواية لمسلم ( ( :ِ )52ج َاء َ أَ هْ ُ يَمَا ٍ
ن و َا ْلح ِ ْ
كم َة ُ يَمَانيِ َة ٌ ) ،وهذا ن و َال ْفِقْه ُ يَمَا ٍ أَ ر ُّ ّ َّ
َق أَ ف ْئِدَة ً ،ال ِْإيمَانُ يَمَا ٍ
صلى الل ّه عليه وسلم .قال الحافظ ابن حجر رحمه الل ّه " :و َاخْ تُل َِف فِي
َت
صدَر ْ شَّا ِم ،بنَِاء عَلَى أَ َّ ّ َّ
ن هَذِه ِ ال ْمَق َالَة َ ن ب ِالن ِّسْبَة ِ لِل َّ ّ
و َال ْمَدِين َة و َهُمَا يَمَان َّيِ َّّتَا ِ
الل َّّه عَلَيْه ِ وَس َّ ََّل ّم َ و َه ُو َ حِينَئِذٍ بِتَب ُوك ،و َيُؤ َي ِّده قَو ْله فِي
الن ّبِيّ ص ََّل َّّى َّ
م ِنْ َّ َّ
ل ال ْم ُرَاد
سل ِم " و َال ِْإيمَان فِي أَ ه ْل الْ حِجَاز " ،و َق ِي َ
حَدِيث ج َاب ِر عِن ْد م ُ ْ
نَّ أَ صْ له ْم م ِنْ الْيم ََن ،و َنُسِبَ ال ِْإيمَان ِإلَيْه ِ ْم ل ِ َأ َّ َّن ّه ُ ْم
ك ال َْأنْصَار ل ِ َأ َّ ّ
بِذَل ِ َ
ك أَ بُو ع ُبَيْد َة فِي " غَر ِيب الْحَدِيث " لَه ُ .
جَم ِيع ذَل ِ َ
جر َاء الْك َلَام عَلَى ظَاه ِره ،و َأَ َّ ّ َّ
ن الصّ َّلَاح ب ِأَ َّن َّّه ُ ل َا م َان ِع م ِنْ ِإ ْ
و َتَع َ َّ ّقَّب َه ُ اِب ْن َّ
ال ْم ُرَاد تَفْضِ يل أَ ه ْل الْيم ََن عَلَى غَي ْره ْم م ِنْ أَ هْل ال ْمَشْر ِق ،و َال َّ ّ
سَّب َب فِي
ك ِإذْعَانه ْم ِإلَى ال ِْإيمَان م ِنْ غَي ْر كَب ِير مَشَ َّ ّقَّة عَلَى ال ْمُسْل ِمِينَ ،بِ خ ِل َ ِ
اف ذَل ِ َ
،و َفِي أَ لْف َاظه أَ يْضًا م َا يَقْتَض ِي أَ َّن َّّه ُ أَ ر َاد َ بِه ِ أَ ق ْوَام ًا ب ِأَ عْيَانِه ِ ْم فأَ َ َ
شار َ ِإلَى
م َنْ ج َاء مِنْه ُ ْم ل َا ِإلَى بلََد م ُع ََّي َّّن ،لِقَو ْلِه ِ فِي بَعْض طُر ُقه فِي َّ
الصّ َّحِيح " َ
أَ تَاك ُ ْم أَ ه ْل الْيم ََن ،ه ُ ْم أَ لْيَن قُلُوبًا و َأَ ر َّق أَ ف ْئِد َة ال ِْإيمَان يَمَان و َالْح ِ ْ
كم َة
ن َّ َّ
الل ّفْظ ل َا يَقْت َضِ يه . ل زَم َان ،ف َِإ َّ ّ َّ
ل أَ هْل الْيم ََن فِي ك ُ ّ
حِينَئِذٍ ل َا ك ُ ّ
ل :و َال ْم ُرَاد ب ِالْف ِ ْقه ِ الْف َ ْهم فِي الد ِّين ،و َال ْم ُرَاد ب ِالْح ِ ْ
كمَة ِ ال ْعِل ْم ال ْمُشْتَمِل قَا َ
الص ّدِيقي ّة ال كبرى والإمامة العظمى ،مجدّد القرن الثاني عشر ،من
ِّ
ذاع صيته واشتهر ،شمس العارفين ،وقدوة السال كين ،وإمام أهل
بن أبي بكر بن أحمد مسرفه ،بن محمد بن عبدالله بن أحمد بن
محمد بن علي العر يضي ابن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر
ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين السبط ابن أمير
المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ،رضي الل ّه عنه وعنهم أجمعين .
أحد أئمة آل البيت ،وأحد أقطاب أهل السنة والجماعة .وحجة على
وهو مصداق قوله صلى الل ّه عليه وسلم أشد الناس بلاء الأنبياء
ش ُّ ّد بَلاء ً ?
س أَ َ الل ّه ِ ،أَ ُّيّ َّ
الن ّا ِ ل َّل :قُل ْتُ :يَا رَسُو َ
رضي الل ّه عنه قَا َ
ف َِإ ْن ك َانَ دِين ُه ُ صُل ْبًا اشْ ت َ َّ ّد بَلاؤُه ُ ،و َِإ ْن ك َانَ فِي دِينِه ِ ر َِّق ّة ٌ اب ْتُلِي َ عَلَى
خط ِيئ َة ٌ .وهذا الحديث ليس له مثال الا ّ مثل هذا الامام ،
عَلَيْه ِ َ
وقد ذكر الل ّه تعالى في كتابه صورا ً من الابتلاء الذي تعرض له
الأنبياء :قال تعالى ( :و َلَق َ ْد آتَي ْنَا م ُوس َى الْكِتَابَ و َق َّ َ ّفي ْنَا م ِنْ بَعْدِه ِ
س أَ فَك ُ َّل ّمَا ات و َأَ َّي ّدْنَاه ُ ب ِر ِ
ُوح الْقُد ُ ِ ن م َ ْري َم َ الْبَي ِّن َ ِ
ل و َآتَي ْنَا ع ِيس َى اب ْ َ
س ِ ب ُّ
ِالر ّ ُ
ج َاءَك ُ ْم رَسُو ٌ
ل بِمَا ل َا تَه ْو َى أَ نْفُسُكُمُ اسْ ت َ ْكبَرْتُم ْ فَفَرِيق ًا ك َ َّ ّذب ْتُم ْ و َفَرِيق ًا
ن بِمَا ُّأنْز ِ َ
ل الل ّه ُ قَالُوا نُؤْم ِ ُ
ل َّل لَه ُ ْم آم ِن ُوا بِمَا أَ ن ْز َ َ
وقال تعالى ( :و َِإذ َا ق ِي َ
ل م ُوس َى لِقَوْمِه ِ يَا قَو ْ ِم لِم َ تُؤْذ ُونَنِي و َق َ ْد تَعْلَم ُونَ أَ ن ِ ّي
وقال تعالى ( :و َِإ ْذ قَا َ
الل ّه ِ ِإلَيْك ُ ْم فَل ََّم ّا ز َاغ ُوا أَ ز َاغَ ا َّلل ّه ُ قُلُو بَه ُ ْم و ََّالل ّه ُ ل َا يَهْدِي الْقَوْم َ
ل َّرَسُو ُ
ن قُلْ ُّأذُنُ
الن ّب ِ َّيّ و َيَق ُولُونَ ه ُو َ ُّأذ ُ ٌ
ن يُؤْذ ُونَ َّ
وقال تعالى ( :وَمِنْهُم ُ ال َّ ّذ ِي َ
قال الل ّه تعالى ( :قَالُوا حَرّ ِقُوه ُ و َانصُر ُوا آلِهَتَك ُ ْم ِإ ْن كُنتُم ْ فَاع ِلِينَ * قلُ ْن َا
ن ) الأنبياء. 72-68/
الأخْ سَر ِي َ
َ
ل يَا بُن َ َّ ّي ِإن ِ ّي وابتلي بالأمر بذبح ابنه إسماعيل ( فَل ََّم ّا بلَ َ َغ مَع َه ُ ال َّ ّ
س ْعي َ قَا َ
ن * فَل ََّم ّا أَ سْ لَمَا و َت َّلَ ّه ُ لِلْجَبِينِ * و َنَادَي ْنَاه ُ الل ّه ُ م ِنْ َّ
الصّ ابِر ِي َ جدُنِي ِإ ْن شَاء َ َّ
سَت َ ِ
هَذ َا لَه ُو َ الْبَلاء ُ ال ْمُبِينُ * و َفَدَي ْنَاه ُ بِذ ْ ٍِبح عَظ ٍِيم )الصافات.127-122/
ق تع ِب فيه آدم
قال ابن القيم في الفوائد ص ( " : )42الطر يق طر ي ٌ
وبيع يوسف بثمن بخس ولبث في السجن بضع سنين ،ونُشر بالمنشار
زكر يا ،وذ ُبح السيد الحصور يحيى ،وقاسى الض َّرّ أيوب ...وعالج
الفقر وأنواع الأذى محمد صلى الل ّه عليه وسلم " انتهى .
س َّل ّم َ بالابتلاء في أول يوم من النبوة :قال و ُّأخبر ُّ
نبي ّنا ص ََّل ّى َّ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ك ورقة بن نوفل ( :ي َا لَي ْتَنِي ف ِيهَا جَذ َعًا ،لَي ْتَنِي أَ كُونُ ح ًَّي ّا ِإ ْذ ُ
يخْرِج ُ َ
ج َّيّ ه ُ ْم ? قَا َ
ل: س َّل ّم َ :أَ و َ ُ
مخْرِ ِ الل ّه ِ ص ََّل ّى َّ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َّل رَسُو ُ
ك ،فَق َا َ
قَوْم ُ َ
جئ ْتَ بِه ِ ِإلا ع ُودِيَ ،و َِإ ْن ي ُ ْدرِكْ نِي ل ق َ ُّ ّط بِمِث ْ ِ
ل م َا ِ نَع َ ْم ،ل َ ْم يَأْ ِ
ت رَج ُ ٌ
المساجد عند خروجه من المدرسة فيصلي من مائة إلى مائتين ركعة .
لقد نشأ في كنف أبو يه ال كريمين والده الحبيب علوي بن محمد الحداد
فنشأ نشأة ً صالحة واشتغل بحفظ القرآن ومجاهدة النفس وطلب العلم
الشر يف حتى فاق أقرانه بل فاق معلميه فبعض من أخذ عنهم في
بدايته رجعوا يأخذون عنه كالشيخ باجبير حيث كان الإمام في بدايته
يقرأ عليه في الفقه في المنهاج ثم لما سافر الشيخ باجبير إلى الهند ورجع
بعد فترة طو يلة صار يقرأ على الحبيب عبد الل ّه في إحياء علوم الدين.
وقد بلغ في العلم مبلغا ً عظيما َ يقول الحبيب أحمد بن زين الحبشي :إن
الإمام الحداد بلغ رتبة الاجتهاد ( المجدّد) في علوم الإسلام والإيمان
علمه الرباني الذي منحه مولاه من باب {وعلمناه من لدنا علماً} ،
وأمام هذا المظهر الرائع وال كرم الواسع والجود الشاسع يقف المترجم
حائرا ً مبهوتا ً من أين يبدأ وكيف يتكلم ?! وعلومه كله من معرفة الل ّه
ل ثنائه .
تعالى ج ّ
هنع هللا يضر
ّ
اشتهشبالخذاد وهى حذاد الللب
اشتهر كسلفه بالحداد وهو حدّاد القلب رضي الل ّه عنه ،وإسم
المراتب العلية،
وعلى هذا اشتهر اسم الراتب " الراتب الحداد " و يقرأ بعض العلماء
ب "راتب الحداد " مشيرا الى إسمه وهو غير لائق لا خطأ ،
(وهو المعاصر للامام الحداد ،الشيخ محمد بن /ابو بكر الشلي باعلوي
الرشاد ،أمام أهل زمانه ،الداعي إلى الل ّه تعالى في سره وإعلانه ،
المناضل عن الدي ن الحنيفي بقلمه ولسانه ،المشار إليه بالبنان في العلوم
والعرفان ،الغني عن الدليل والتبيان ،الجامع بين الحقيقة والشر يعة ،
الكلوم ،صحب أكابر عصره ،وأخذ عن علماء دهره ،ومنحه الل ّه
وشب في ذلك
ّ وجميع أنواع القربات ،وأضاف إلى العلم العمل ،
واكتهل ،وواظب على على ذلك سرا ّ وجهرا ً ،ولا اشتغل إلا بما هو
أولى وأحرى ،حتى نال ما نال ،مما لم يخطر لأحدٍ على بال ،وتلا
ِيم ] ،ثم أظهره الل ّه بدرا ً مشرقا ً استنارت به حنادس الجهل ،
ال ْعَظ ِ
وشمسا ً مضيئة زيّن بها شمس الفضل ،
ونصبه – الل ّه – لتربية المريدين ،وإرشاد السال كين ،فقصده الناس
من أكثر الأمصار ،ونفع الل ّه به غالب الأقطار ،وأخذ عنه الجم
من بح ر فضله الفوائد و الفرائد ،وحلّى لهم عرائس ،ثم شرع في
سِحْ ر
الرضاب ،وأحلى من رضا الحبائب الغضاب ،وله نظم هو ال ّ
،والمساعدة على هدايته بكل حال ،حتى يوصله إلى نهاية الآمال ،
و يصلح ماضي فعله بحسن فعل الإستقبال.....اه .المشرع الروي
(الغ َ َّ ّ
ساني) = سعيد بن محمد ومنهم ابن الحداد = محمد بن أحمد ومنهم
ابن الحَدّاد = محمد بن أحمد ومنهم ابن الحَدّاد = عبد الباقي بن حمزة
الح َّ َ ّدادي = عبد العليم بن محمد ومنهم ابن الحِد َاد َِّي ّة = قيس بن منقذ.
الخذًث اإلاعلعل بئلباط الخشكتَ
الطىفيت هنع هللا يضر
وسنده رضي الل ّه عنه من حيث الخرقة الصوفية الى أسلافه
وأجداده رضي الل ّه عنه ،قال عنه الامام محمد بن أحمد بن سعيد
الح نفي الم كيّ ،شمس الدين ،المعروف كوالده بعقيلة (المتوفى:
مانصه:
َّ
الث ّانِي عشر :الْحَدِيث المسلسل بإلباس الخرقة الصوفية
ن ال َّ ّ
سيِّدِ اس ب ِال ْم ُرَاسَلَة ِ و َال ْمُك َاتَبَة ِ ع َ ِ
َالإلْب َ َ
الإج َازَة َ و ِ
أَ خَذْتُ ِ
الل ّه ِ ب ْ ِن ق ال َّ ّ
سيِّدِ عَبْدِ َّ ح ّق ِ ِ
ل ،الْع َلامَة ِ الْق ُ ْدوَة ِ ،ال ْم ُ َ ل ،و َال َّ ّ
سنَدِ ال ْمَث ِي ِ الْجل َِي ِ
ِي ،و َه ُو َ أَ خَذ َ ع َنْ و َالِدِه ِ بِمَو ْلَى ال ُّد ّو َيْلَة ِ ،و َه ُو َ أَ خَذ َ ع َنْ و َالِدِه ِ ال َّ ّ
سيِّدِ عَلَو ّ ٍ
ُوف ب ِالْف َق ِيه ِ ال ْمُق َ َّ ّد ِم ،و َه ُو َ أَ خَذ َ سيِّدِ مُح ََّم ّدِ ب ْ ِ
ن عَل ِ ٍ ّي ال ْمَعْر ِ شي ِْخ ال َّ ّ
طرِ يق َيْنِ ال َّ ّ َ
ن ا ْلحُس َيْنِ ال َّش ّه ِيرِ ب ِأَ بِي مَدْيَنَ، ْب ب ْ ِشعَي ِ الإسْ لا ِم ُ شي ِْخ ِ الإم َا ِم َ ن ِ عَ ِ
الصالحين قال عنه ولد الحبيب عبدالله :إن والدي كان طاهرا ً مطهرا ً
.وكتب لأخيه حامد يعلمه بوفاة والده ووالدته ( :اعلم أن الل ّه قد
قضى بأمر ٍ ،وفي قضائه الخير والخيرة ،وفي الرضا به الثواب والمنفعة
والروح والراحة عاجلا ً وآجلا ً ،وذلك أنه نقل إلى رحمته ورضاه
بالشديد ،ومات على حالة ٍ مرضية ٍ وطر يقة سديدة ٍ بعد أن نطق بكلمة
الإخلاص التي من كانت آخر كلامه دخل الجنة وهي لا إله إلا الل ّه
) .وبعد وفاته بنحو خمسة أيام مرضت الوالدة ،ودام عليها المرض
قريبا ً من عشرين يوما ً إلى أن توفيت وقدمت على الدار الآخرة بعد
مرضية ٍ في هذا الزمان المفتون وماتا موتة ً حسنة ً تبشر بالنجاة .
ي
كط َ ِ ّ كن ْتُم ْ تُوعَد ُونَ ( )123يَوْم َ ن َ ْطوِي ال َّ ّ
سم َاء َ َ هَذ َا يَوْمُكُم ُ ال َّ ّذ ِي ُ
ق نُع ِيدُه ُ وَعْدًا عَلَي ْنَا ِإ َّن ّا ك َُّن ّا فَاع ِلِينَ ل لِل ْ كُت ُِب كَمَا بَد َأْ نَا أَ َّوّ َ
ل خَل ْ ٍ ج ِّ
س ِ
ال ِّ
وأما إخوانه فهم ثلاثة :عمر وعلي والحامد .وله إليهم مكاتبات
مشهورة ،خصوصا ً مكاتباته إلى أخيه الحامد ،و يظهر أنه لسفره
وبع ده وحلوله بالهند ،ولما مات أخوه الحامد بالهند رثاه بقصيدة
مؤثرة .
صوحخه وبيخه هنع هللا يضر
وله غير واحد من الزوجات كماقال بعض العلماء اليمني ّين .
واسم زوج بنته السيد عبد الرحمن باعلوي وهو تلميذ سيدنا السيد عبد
وفي بغية المسترشدين :وكان سيدنا القطب عبد الل ّه الحداد يأمر
بعض بناته عند اشتغالها بنحو مجلس النساء بنية تأخير الظهر إلى وقت
العصر.انتهى .
أوالده هنع هللا يضر
فأما أولاده :فهم ستة وكلهم قادة أمجاد وعلماء ع َُّب ّاد وهم
خ
قال :حسينٌ أمير ،وعلوي صالح ٌ ،وحسن حكيم ٌ ،وزين شي ٌ
وكان يقول عن ولده محمد :إن ولدي محمد وُلِد َ على الولاية الكاملة ،
َّ ّ
وخص ابنه محمد للقيام بوساطات بالنيابة عنه بين القبائل وغيرهم
وقد نجح ابنه في نزع فتيل الحرب بين بعض للإصلاح بينهم،
وأما حسن وعلوي فهما اللذان قاما مقامه في تدريس العلوم وإطعام
الم كرمة إثر حجه في عام 1153ه ،وحسن توفي بتريم وقد كان
يسميه الحكيم ،وقد طال عمره كما وعده والده وأخذ عنه الحاضر
بذلك البلد جاه وعز رفيع لاعتقاد الناس في والده ،وهو شاعر غزلي
شعبي ،وقد توفي زين بعمان ببلدة صير عام 1157ه .وسالم توطن
المشقاص وأولد بها ورجع إلى تريم وبها توفي عام 1165ه .وأما
ابنه حسين فقد ابتلي في آخر عمره من أمراض تحملها بجميل الصبر
مائة ٍ وأربعين شيخا ً ،ومن أجل ِّهم وأشهرهم سيدنا الإمام العارف
العلماء والأدباء والدعاة ،وقد ذكر منهم العلامة الأديب محمد بن زين
بلفقيه ،والحبيبين محمد وعمر ابني زين بن سميط ،والحبيب عمر بن
حصرهم .
حاوٍه اإلاباسن هنع هللا يضر
استوطن رضي الل ّه عنه الحاوي العظيم سنة 1299ه وفيه ولد
ابنه الحسن .ولما بشر به قال ولد صاحب الحاوي وتنور به المكان
والزمان حييت بالحاوي وزدت مفاخرا ً تعلو على الأرضين والأفاق إذ
كنت مأوى جسم ذاك المجتبى ومحل نعليه من المطراق وذكر المؤرخ
وأتباعه بحيث لايتدخل فيه حاكم تريم ولا يعد أهله من رعاياه
وقد ذكر أن الإمام ابتنى بيته في الحاوي سنة 1274ه ،وسكنه سنة
بالمعروف معرضا ً عن الجاهلين مقتديا ً بسيد المرسلين يقول النبي وآله -:
مكرما ً للضيوف ،و يقول ( :إني أصبح وأمسي وليس عندي على أح ٍد
وفي منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول :قال سيدنا
حب الدنيا والرغبة فيها من القلب ،وهوان الدنيا على العبد؛ حت ّى
ّ
أحب إليه من ضدّه! وهذا من حيث
ّ يكون إدبارها وقل ّة الشيء منها
الحاجات والمستحقين.
لإرشاد هذا الخلق نهج الطر يقة لهم همة في دعوة الخلق جملة إلى الل ّه
بالحلم والعفو ليصلوا إلى غرضهم ،ولا يجعلوا همهم الغضب والانتقام؛
لأن ذلك ينفر المدعوين منهم ولا يحببهم في استماع الدعوة وتفهمها،
يقول الإمام الغزالي" :أما حسن الخلق بعد العلم والورع فضرورة؛
لا يكفيان فيه ،فإن الغضب إذا هاج لم يكف مجرد العلم والورع في
قمعه ما لم يكن في الطبع قبوله ،وعلى التحقيق فلا يتم الورع إلا مع
والغضب ،وبه يصبر الداعي على ما أصابه من دين الل ّه ،وإلا فإذا
أصيب عرضه أو ماله أو نفسه نسي الدعوة ،وغفل عن دين الل ّه،
واستغل بنفسه ،بل ربما يقدم عليه ابتداء لطلب الجاه والاسم".
يقول الشيخ ابن علوي الحداد" :على الدعاة أن يكونوا على نهاية من:
وحسن التأليف ،وإن دخل عليهم شيء من أذى الجاهلين ،عليهم أن
يصبروا ،و يعرضوا ،و يقولوا خيرا؛ لأنهم من عباد الرحمن الذين إذا
و يقول :أما الحقوق التي لنا فقد سمحنا بها ،وأما الحقوق التي لل ّه عز
وجل فلا نسمح بها أبداً .وكان يقول إنا نسمع أن أناسا ً يأكلون
طعامنا ويسبوننا فلا نتأثر بذلك ولا نجد عليهم بل ندعو لهم.
عجب................الخ.
كطيذجه هنع هللا يضر
تفيض عيوني بالدموع السواكب.....الخ.
إلى الحداد* وقل له :يقول لك أبي تسنها ،والطفل لايعرف إلا الحداد
الإمام فدخل عليه وهو في مجلسه وبين أصحابه فقال له الطفل :هذه
المناجل يقول لك أبي أنك تسنها ،فأخذها الإمام وقال تعال لها غدا ً
تجدها مسنونة وأمر من يذهب بها إلى الحداد ليسنها؛ ولهذا اشتهر بأنه
حداد القلوب يوجهها إلى علام الغيوب .وكما قال أحد أبنائه:
يقصد هنا في القصة بالح َّ ّداد الذي يشتغل بمهنة الحِد َادة.
جالجياث اشتهشث غً ؤلامام الخذاد
اشتهر عنه أنه دعى بفمه وقلمه وقدمه -أي رحلاته -وأن
جعل البركة في أبنائه وتلامذته وكتبه ،وأن الأمة تلقت بالقبول كتبه
ق؛
ق ،وماح ٌ
ق ،ولاح ٌ
وأوراده وأشعاره و يقولون :الناس ثلاثة :ساب ٌ
أجمعوا على أن الحبيب عبد الل ّه بن علوي بن محمد الحداد سبق من
قبله وكان حجة ٌ لمن بعده .كما قال سيدنا الحبيب على الحبشي :
الثانية :أن يسخر لوادي حضرموت والي عدل فقيل لي :هذه مالك
فيها فضول.
الثالثة :أن البر لايحرقه البرد بحيث إذا نزل عليه البرد عادهم يحصلون
منه شيء.
أمشها في الابخذاء غلى جالجت أشياء
قال :بنينا أمرنا في الابتداء على ثلاثة أشياء :
وقال :أنه يود ثلاث خصال ؛ لو وضع له كرسي ليعظ من فوقه ،وأن
لو أبدل خطب ابن نباتة ،وأن لو ربط ز يارة نبي الل ّه هود بالتوقيت
وقال :لا يتم النشيد إلا بثلاثة أمور :حسن الصوت والنظم
والشيخ علي بن أبي بكر حين أمر تلميذه باشيبان بخدمة شجرة النسب.
أنجحت.
ّ
مى ـاسالػلىٍ ـيـً
ما أحد أظهر مناركم يا العلو يين مثل عبدالله الحداد ،ولا
باعلوي رضي الل ّه عنه القصيدة التي أسماها ب (مشرع المدد القوي
نظم السند الع َلَوي ) والتي ذكر فيها سلسلة سنده في الأخذ والتلقي
إلى رسول الل ّه ﷺ ومنه إلى جبر يل عليه السلام ومنه إلى رب العزة
ذو الجلال والإكرام – قال فيها عن الإمام الحداد رضي الل ّه عنه.
كلهم ،لأنها جاءت طائفة إلى حضرموت فقابلهم وتصدى لهم وهو
ِث. الل ّه تعالى ،واليه اشارتعالى في كتابه المنير :و َأَ َّمّا بنِِعْمَة ِ ر َب ّ ِ َ
ك فَح َ ّد ْ
ن أحسن م َن يتح َّ ّدث عن الإما ِم الح ّدادِ الإمام ُ الحداد نفسه ،
فإ َّ ّ
أو ك َّو ّة ً دخل له منها بقدر ما يفتح ،ومن لم يفتح لاب َّ ّد وأن يصل
وقال رضي الل ّه عنه :لل ّه علينا نعمتان لا يمكن أن نقوم بشكرهما :
أحدهما :منحنا الل ّه سبحانه وتعالى علما ً لا نحتاج معه إلى علم كل من
على وجه الأرض ،والثانية :أعطان الل ّه عقلا ً كاملا ً لا نحتاج معه
وقال رضي الل ّه عنه نحن على القدم النبوي ،وسيرة سلفنا السابقين
،ومظهرنا إنما هو مظهر علم لا مظهر رؤ ية شيء آخر * .و يقول :ما
من سنة ٍ سنها رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وآله وصحبه وسلم إلا وأرجو
وقال :الآن اليد لنا من النبي صلى الل ّه عليه وآله وصحبه وسلم بغير
وقال رضي الل ّه عنه :إن الل ّه بسط بساطا ً للإمام الجيلاني وطوي
بعده ،ثم بسطه الل ّه للإمام العيدروس الأكبر وطوي بعده ،ثم بسطه
الل ّه لي ،و يُطوى من بعدي .وفي رواية :حتى يخرج الإمام المهدي .
وقال :إن عندنا أمانة من الكتاب والسنة لا يطيق حملها إلا الإمام
المهدي .
قبل مني أهل الزمان العلم بإنصاف لصنفت كتبا ً على معنى آية من
كتاب الل ّه إنها تَر ِد على قلبي علوما ً لا أجد من يعيها ،إن عندنا في
حس َن َة ً ] سبعون
خرَة ِ َ هذه الآية [ :ر َ َّب ّنَا آتنَِا فِي ال ُّد ّن ْيَا َ
حس َنَة ً و َفِي الآ ِ
* وقال :منحنا الل ّه سبحانه وتعالى علما ً لا نحتاج معه إلى علم كل من
الفؤاد :وقد أجمعوا على أن الحبيب عبدالله بن علوي الحداد سبق من
صالح الحداد يقول :قال العلماء الإمام الحداد حجة على أهل البيت
وحجة عليهم ،حجة لهم بما أظهره من العلوم والمعارف ،وحجة عليهم
إذا لم يتبعوه ويسيروا على طر يقته ومنهجه .اه .بمعناه .وما ذكرت
من ذكرت إلا على سبيل الإشارة والإستشهاد ،وإلا فهذا مشهور
ويتكل ّم عما عنه جواب ،ويَر ُ ُّدّ ما فيه من خطاء و يصوب ما
َّ وغيره ،
الع ُجاب ،ما لا يوجد في كتاب ،كذا الآيات القرانية ،من حيث
العلوم الظاهرة والفهوم َّالل ّدُنِّية ،مما تق َ ُّر ّ به العيون ،ولا وقع في
الأفكار والظنون ،من الس ِّر المصون ،والعلم المظنون به على أهل
جئ ْنَا
ل أَ ن تَنف َد َ كَل ِمَاتُ ر َب ِ ّي و َلَو ْ ِ
ات ر َب ِ ّي لَن َفِد َ الْب َحْ ر ُ قَب ْ َ
مِد َادا ً لِّكَل ِم َ ِ
بِمِثْلِه ِ مَد َدا ً ]{ال كهف . }129انتهى كلام الإمام أحمد بن زين من
با علوي الحداد -وهو أيضا ً م ِن كبارهم وله كتب أذكار توزع في مكة
و بَهلَوان أقرانها ،لم يُعْر َْف أنه صلى صلاة ً من الخمس منفردا ً ،ولا
غير أول الوقت ،ولا استعجل في صلاته ،ولا ترك قيام الليل كثير
الذكر لا يكاد يفتر عنه في وقت من الأوقات ،خصوصا ً سنة «لا إله
إلا الل ّه» يعقد منها في كل قليل أعدادا ً معدودة ،وآلافا ً مع َّ ّقدة ،
وكان يدخلها في خلال كلامه ،فربما خاطب أحدا ً وأتى بها في مدة
الوقت لئلا يضيع منه شيء في غير يقضة ٍ ،وشحاحة ً بالزمن أن يمضي
-1ومنها ماقال شارح راتب الحداد :قال الحبيب محمد بن سميط في
أصحاب سيدي – يعني الإمام الحداد – قال :كنت معه سنة من
السنين في ز يارته لنبي الل ّه هود عليه السلام ،فلدغتني عقرب ذات
ليلة ،فأرقت طول اللي ل فلم أرَه ُ نام قط ،فسألته عن ذلك ،فقال :
لي على هذا الحال نحو ثلاثين سنة ،وعاش بعد ذلك عشرين سنة .
الحداد في الأمة تأثيرا ً بالغا ً ،وامتد تأثيره شرقا ً وغربا ً ،ولا يزال
علوم المعاملة إلى المسلمين بكل فئاتهم وطبقاتهم ،فلا تزال أورادُه ُ
وكلماته ووصاياه وأشعاره تُتَناقل على ألسنة المسلمين في أقطار أفر يقيا
:كينيا ،تنزانيا ،و آسيا :إندونيسيا ،ماليز يا ،سنغافورة ،بل أوروبا
فضلا ً عن بلاد العرب ،وذلك نعمة من الل ّه على هذا الإمام بفضل
تفانيه في نشر العلم والدعوة بكلامه ،وقلمه السي ّال في تآليفه التي
القدوة الكاملة للسلوك المحمدي الذي كان عليه ،وبأوراده المباركة ،
وبمن خ َّرّجهم من تلاميذه ،الذين ذكر منهم الإمام محمد بن زين بن
وبالجملة فقد أ َّث ّر في الأمة تأثيرا ً بالغا ً لم يعرف لأحد من الأمة مثله ،
وكل من سلك الطر يقة من بعده مستمدٍ من علم وطر يقة ومنهج
معه حين حج ،فلما وصل إلى المدينة مرض مرضا ً أشرف فيه على
ع ُم ُره -أي :حتى يض َّمّه إلى ع ُم ُر الشيخ -فأول م َن وهبه السيد عمر
فقال :مدة السفر م ِن طيبة إلى مكة اثنا عشر يوماً ،وستة أيام للإقامة
يقول '' :اشترط رجل عليه أن يضم َن له ال َّجن ّة ،فدعا له بال َّجن ّة،
َّ
وشي ّعه السيد عبد الل ّه فحس ُنت حال الرجل ،وانتقل إلى رحمة الل ّه،
المذكور ،وحضر دفن َه ،وجلس عند قبره فتغير وجهه -أي :تغير وجه
باعلوي وهو واقف على القبر ثم ضحك ،واستبشر ،فسئل عن ذلك،
فقا ل :إن الرجل لما سأله الملكان عن ربه :م َن ربك? قال :شيخي
عبد الل ّه باعلوي !! فتعبتُ لذلك !! –أي :عبد الل ّه -فسألاه أيضا ً
فأجاب بذلك ،فقالا :مرحبا ً بك ،وبشيخك عبد الل ّه باعلوي ،فل َّم ّا
قبِله الملَكان ،وقب ِلاني معه فرِحتُ ''.اه وهذا الجواب صحيح .
-6ومنها :قال '' :وم ِن كراماته َّ :أن ّه كان يخبر أصحابه بما في بيوتهم ،أو
بما يضمرونه -أي :في أنفسهم -و يخبر أهلَهم بما يخفونه عنه ،وأخبر
ق ن َّي ّة ٍ وحس ِ
ن الظن إلا أتاه -7ومنهاَّ :أن ّه ما استغاث به أحدٌ بصد ِ
جدة حذف بعض ال كرامات ،و يكتبون تحتها :هاهنا شيء ٌ حذفناه،
ل كن نجد في كتاب :جامع كرامات الأولياء كل هذه ال كرامات
-8وم ِن كراماته أيضاً '' :أن علي بن عبد الل ّه باغريب مرض هو وابنه
ثلاثة أشهر مرضا ً شديداً ،فجاءت به أ ُّمّه إلى السيد باعلوي وهي
لا يموت ابن ثلاثة أشهر ،ودعا له بالعافية فعوفي ،وعاش مائة سن َة ''.
-9ومن كراماته أيضا ً '' :-أنه دخل عليه تلميذه محمد بن حسن قبل
أن يتزوج فقال له :تزوّج فإني أرى في صلبك ابنا ً أمه من غير آل
علوي ،فتزوج مانية بنت الشيخ عبد الل ّه بن محمد بن حكم باقشير
فكان كما أخبر الرجل كما يقولون '' والفقيه باعلوي م ِن أسرة كبيرةٍ
حج
محمد أمين بن فضل الل ّه بن محب الدين بن محمد المحبي الحموي :و َلما ّ
ال َّ ّ
سي ِّد عبد الل ّه بن علوي الْحداد فِي سنة تسع و َسبعين قَام َ فِي خدمته
وأكرمه ِإك ْرَاما عَظ ِيما وأنزله فِي د َاره و َقَام َ بنَِفَق َتِه ِ و َنَفَق َة مريديه وزار
بعض أعمارهم فوهبوه و َتشفع ب َِّالن ّب ِ ِيّ صلى الل ّه عليه وسلم فِي ذَل ِك ف َقبل
َّ
ثم ّ ان ْثَن َْت تدنوا ِإلَي ْنَا واختفت
حق ًا عظيمه
و يحظى بهَا من ك َانَ َ
-33ومنها " القصيدة الحدادية الداخلية " قال الشيخ الدكتور السيد
"شفاء الفؤاد" " :هذه القصيدة العصماء محمد علوي المال كي الم كي
بالل ّه تعالى الشهير السيد الحسيب النسيب الشيخ عبد الل ّه بن علوي
الحداد ..رضي الل ّه تعالى عنه " إلى أن قال " :وقد حظيت أن تنقش
داخل الحجرة النبو ية الشر يفة لإخلاص ناظمها وحبه الأكيد ".
وجاء فيها:
والشعراني نسجها ،والإمام الحداد حضّ اها وقص ّرها ،وقال العلماء :
أن كتاب النصائح الدينية للإمام الحداد جمع ما في كتاب إحياء علوم
باعلوي .
الحرمين الشر يفين لأداء مناسك الحج والعمرة ،فلما وصل مكة خرج
أهل مكة عليه ،وصلى الإمام الحداد إماما ً بالناس في الحرم الم كي
الشر يف فجر يوم الجمعة الأولى من محرم (1282ه ) .ثم بعد ذلك
توجّه إلى الم دينة المنورة ،وهو الطر يق أنشأ قصيدته العظيمة التي
مطلعها :
الركب
ِ تج ِ ُّ ّد بنا الأشواق لا حاديَ
وحظيت هذه القصيدة لصدقه بأن كتبت على الحجرة الشر يفة ،وفي
ْب ع َّ ّ
ظم الرحمن في سي ِّد ال كُت ِ
وأشرقت أنوارها ،فلما وصل هو ومن معه دخلوا المسجد النبوي ،
وصل ّوا في الروضة الشر يفة المطهرة ،ثم وقفوا أمام المواجهة الشر يفة
،وسل ّم الإمام الحداد على النبي صلى الل ّه عليه وآله وسلم فسمع الإمام
الحداد ومن كان معه ( ر َّدّ النبي صلى الل ّه عليه وآله وسلم السلام
ل
وقفنا وسلّمنا على خير مرس ٍ
ر َّدّ عليه السلام ) .وقد انتفع به في رحلته هذه أهل الحجاز وأهل
اليمن ،واعترف العلماء والصالحون بفضله ،وجلسوا منه مجلس المتعل ِّم
،وكان رضي الل ّه عنه لهم نعم المربي والقدوة والمعل ّم .
-14ومنها ،كان الإمام الحداد رضي الل ّه عنه على قدم المتابعة للنبي
والعزيمة في الدين ،كريما ً سخيا ً جوادا ً مكرما ً للضيوف ،و يقول رضي
الل ّه عنه ( :إني أصبح وأمسي وليس عندي على أح ٍد من الخلق حقدٌ
ولا حسدٌ ) ،وقال في كرمه :أموالنا وجميع ما كان لنا إنما هو للبذل
والتكرم على ذوي الحاجات والمستحقين .وكان رضي الل ّه عنه صبورا ً
كاظما ً للغيظ ،حاملا ً لأذى الخلق ،صفوحا ً عنهم ،يقول في ذلك :
أما الحقوق التي لنا فقد سمحنا بها ،وأما الحقوق التي لل ّه عز وجل
فلا نسمح بها أبدا .وكان يقول :إنا نسمع أن أناسا ً يأكلون طعامنا
ُّ
ويسب ّوننا فلا نتأثر بذلك ولا نجد عليهم بل ندعو لهم ،وكان رضي
الل ّه عنه مع ماله من أعمال ومجاهدات واستقامة تامة ونشر للدعوة
غزير الدمعة ،لا يكاد يسمع المخاوف إلا جادت عيناه بالدمع.انتهى .
في العمل بهذه الأخلاق الشر يفة ما لا ينضبط ،وقد رأيتُ منه ُ من
وكنت
ُ ذلك الشيء ال كثير مع تأ ُّ ّ
خر انتسابي إليه وصُ حبتي له ،وكيف
شيخنا المذكور – الإمام الحداد – فلا أراه ُ يقصِّر ُ في شيء منها ،بل
يزيد بأشياء كثيرة ،إلا ما كان م ُقتضى ح ُكم الوقت ،مما ينبغي
غاياته ونهاياته ،ولا يُبالي بإقبال الدنيا وإدبارها ،بل يظهر عليه
التكدر من وإقبالها ،ويبادر بالإنفاق في الحال بغير إمهال ،وإذا ظهر
ُّ
وتعصّ بُهم على ما في أيديهم ،زاد في على الناس مبادىء القحط ،
روحان َّيّ ٌّ لا بشريّ ،وكان شديد الرجاء في الل ّه تعالى والخوف منه
سبحانه ،غزير الدمعة ،وهذا مقتضى التح ُّ ّقق بمقام محبة الل ّه تعالى ،
جميع المسلمين ،ول كنْ ُّأعطينا لسان الخوف رحمة ً بالخلق ،إ ْذ هم
كثيرو الإغترار بالملك الجبار ،و يغل ِبُ علينا الرجاء حتى للمخالفين من
الفرق .
-38ومنها وكان رضي الل ّه عنه في الجود والسخاء والبِرِّ ليس له ثان،
ج في هذه
والجيران ،ولا يدخل عليه شيء ٌ من الفتوح إلا ّ و يخر ُ ُ
الواضع ،من قريب وشاسع .وبحمد الل ّه تعالى وم َن ِّه ،فهذا السيِّدُ
حاب ولا غ ُبار
العظيم مثل الشم س الشارقة في ضحوة النهار ،م ِن غير س ٍ
،في اتِّباعه ِ لج ّدِه المصطفى المختار^ ،لا يجد ُ المعترض فيه ذرّة ً مما
بعدهم إلى زماننا -ليسوا شاكرين ولا سال كين ولا طالبين ،ولا
ل له من َّ
َغل ّة ماله :خمسا ً للفقراء ص ُ
-39ومنها وكان يُخرِج مم ّا يح ُ
سم ُه في آل أبي
والمساكين وغيرهم من مستحقي الزكاة ،وخمسا ً يق ِ
من الصحابة ومن تَبِع َهم بإحسان ،ولأهل البيت المطهرين من
معادهم ومعاشهم ،سليم الصدر لهم ،قوي الصبر عليهم ،ليِّن الجانب
،مُع َام ِلا ً بالعلم ،خليق المجالسة ،يظ ُُّنّ جليسه أنه أحب الناس إليه ،
ل له
ص ُ
ل في بعض الأحوال لمُجال ِسه يح ُ
ول كن هيبة الولاية ،وإذا ن َز َ َ
ُّأ ٌ
نس لا يكاد يحصل مع مجالسة غيره .
-22ومنها وكان رضي الل ّه عنه عند الحوادث المزعجة جبلا ً راسيا ً .
لا يكاد يظهر عليه أثر ،فهذا في الحوادث الخارجة ،وكذلك كان في
غاية التمكين عند طروق الأحوال الباطنة ،فلا تحرِ ّكه ر ياح الحوادث
ُّ
تستفز ّه طوارق الأحوال ،لثبوت أصل شجرة يقينه والأهوال ،ولا
البلد التي يُذك َر ُ فيها .ولهذا الراتب من المنافع ودفع البلايا والمصائب ،
وذكر منها سيدنا الإمام الحبيب علوي بن أحمد الحداد في شرحه لهذا
ظ ِمون
الراتب العجب العجاب ،مما يحي ِّر الألباب .حتى النصارى يُع ّ
هذا الراتب ،فمن ذلك :كما قال الحبيب علوي المذكور ،ما أخبر به
مركب لهم
ٍ يحفظ مراكبهم ،وإن كانوا كفارا ً .و يقال إنهم في كل
يأخذون مسلما ً حتى يقرأ لهم الراتب و يُعطونه أجرة ً على ذلك ،والل ّه
الدولة :الهند ،واسم المدينة :بتنه ،ورقم الحفظ 299 :الملحق.اه ،
قَالَ :ور َت َبَ الشيء ُ ر ُتوبا ً ِإذا انتصب ف َِإ َّن ّم َا ه ُو َ راتبٌ .اه تهذيب اللغة
وفي الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (... :)133 / 1ورتب الشئ
يرتب رتوبا ،إى ثبت ،يقال :ر َت َبَ ر ُتوبَ ال كَعْبُ ،أي انتصب
ن من داوم على
وعلى هذا وجه الشبه للتسمية بالراتب أمر ظاهر ،أ ّ
طهارة القلب والروح والجسد فيتنز ّل عند موته ملائكة الرحمة فيقولون
سَلَام ٌ عَلَيْك ُم بِمَا صَبَرْتُم ْ ۚ فَنِعْم َ عُقْب َى ال َّدّارِ ،فيموت مع كمال الإيمان،
قال في شرح الراتب :وأما في حقيقة الحزب والورد فهو المعمول به
وحصول العلم مع جمع القلب والهم على الل ّه تعالى .ولم يكن في الصدر
الأول ولا من بعدهم وضع شيء من ذلك ،ول كن جرت على أيدي
وفتحا للباب حتى يدخله عوام المؤمنين مع قصر الهم وضعف العزائم،
والمباني.
هذا حاصل ما ذكره شراح أحزاب الإمام النووي وغيرهم (إلى أن
قال) :وقد قيل أن أحزاب المشايخ جامعة بين إفادة العلم ،وآداب
التوجه ،وتعر يف الطر يقة ،وبلوغ الحقيقة ،وذكر جلال الل ّه
صاحب الراتب الشيخ عبد الل ّه الحداد رضي الل ّه تعالى عنه :مقصود
الأوراد وروحها إنما هو الحضور مع الل ّه تعالى فيها؛ فإذا واظبت على
ذلك غشيتك أنوار القرب ،وفاضت عليك أنوار المعرفة؛ فعند ذلك
يقبل قلبك على الل ّه تعالى بكليته ،و يصير الحضور مع الخلق عند
الحاجة إليه وربما لا يقدر عليه ،وعن هذا تنشأ الغيبة والاستغراق
والغناء عما سوى الل ّه تعالى ،إلى غير ذلك من مواجيد أهل الل ّه تعالى.
وأصل ذلك كله المواظبة على الأعمال الظاهرة ،والمحافظة عليها -
لما سمع بخروج الزيدية إلى الجهة الحضرمية في سنة 1271ه طلب
من سيدنا القطب عبد الل ّه الحداد -نفعنا الل ّه به -أن يملي شيئا من
الأذكار النبو ية ،يلهج بها أهل الجهة ،و يجتمعون عليها ،و يجعل فيها
تلبيس تلك الفرقة ولا سيما على العوام؛ فأملى سيدنا هذا الراتب،
المشهور كثير الخير والبركة والنور ،يقرأ بعد صلاة العشاء في الجمع و
بالجهر .كان رضي الل ّه عنه يثني عليه و يوصي به ،و يقول :راتبنا هذا
يحرس البلدة التي يقرأ فيها .وقال رضي الل ّه عنه :من أعرض بظاهره
أو باطنة على أن يقام راتبنا بعد صلاة العشاء لاقى جزاء عمله ،وناله
ما ينال المعرضين عن الذكر الذين أغفل الل ّه قلوبهم .وقال سيدنا
العارف بالل ّه أحمد بن زين الحبشي في بعض مؤلفاته عند ذكر هذا
الراتب :وقد سمعت بعض أهل الصلاح يقول :أن من قرأ الراتب -
سيما الجلالة بأدب وحضور ،و يقين ونية ،وأتم الجلالة ألفا ،لابد أن
يظهر له شيء من الأنوار والفتوح .قال الراوي :وقد عمل بذلك أخ
وكان صاحب الراتب يقول :من واظب على هذا الراتب رزق حسن
الخاتمة -انتهى .و يقال :إن وروده كان ليلة القدر ،وكانت ليلة سبع
وعشرين من رمضان.
وفوائد هذا الراتب كثيرة ،وفضائله شهيرة ،فلا حاجة إلى الإطالة
والراتب .
ن أهل المليباريديمون
عميقة للامام عبد الل ّه الحداد رضي الل ّه عنه ،وأ ّ
هذا الراتب بواسطة قطب الزمان السيد علوي الممبرمي وهو الذي
السبب الأوّليّ لهذا الراتب في المليبار ،لأن ّه رضي الل ّه عنه بعد
الرحيل الى المليبار أقام هذا الراتب في المليبار وظيفة يومية ،فمنذ زمنه
رضي الل ّه عنه يداوم الناس سيّما العلماء والفقهاء والصوفية على هذا
من زمنه رضي الل ّه عنه ،فبعضهم يداوم بعد صلاة العشاء وهو
العمل كان يجري في طفولي ّتي في محلتي وقريتي " المدكود " ،و يقال
في م َلَيَال َ ْم " كُر ِ ح َ َّ ّدا ْد " ،و يأتي الناس الى البيوت من غير دعوة
م وغير ذلك ،فاذا داوم على الراتب الحداد لاياتي اليه الفيروس
والس ّ
ال كرونا بمشية الل ّه تعالى ،ولذلك كان العلماء قديما وحديثا في المليبار
يداوم على هذا الراتب مع تفاوت الإخلاص بيننا وبينهم ،اللهم
أن نروح الى من يريد الشفا فقال الشيخ لاحاجة الى ذلك بل عليكم
أن ينظروا الى الحي ّة ،فبعض من العوام زار ذلك المكان فكانت الحي ّة
الخبر فقال رحمه الل ّه تعالى هذا بسبب هذا الورد الراتب الحداد
قريب كُوت َ َّ ّ
كلْ من ضلع ملابرم كيرالا الهند ،فيوما من الأيام جاء
ل،
رحمه الل ّه تعالى بالأذكار الحدّادية والوظائف السُمّية ،الطف َ
م ،وأخذ منه
الطر يقة الرفاعية وإجازة الراتب الحداد وإجازة الس ّ
أبوبكر المسليار ال كَكِّدِب ُر َ ِم ِيّ المليباري الهندي قبل وفاته بسنين ،
العلامة الفهامة الشيخ عبد الل ّه المسليار ال ك ُر ّب ُر َ ِم ِيّ المليباري الهندي ،
مولانا كمال الدين حضرة الباقوي الستينكوضي تَم ِلْ نَاد ُ الهندي.
محمد الو يلتوري وشيخنا الفقيه كنج أحمد المسليار الش َرْشول َ ِّي المليباري
وشيخنا عبد الل ّه المسليار ال كر ّبرميّ المليباري وشيخنا عبد الل ّه المسليار
صاحب المصنفات ال كثيرة طاب الل ّه ثرانا وثراهم ،وهم أحياء في
أكون معهم في الدنيا والآخرة سيما حال الوحشة والغربة وهو أول
الشيخ أبابكر لايرقي في الماء لمن يريد الشفاء منه الا ّ بقرائة الأذكار ية
خالصة فجاء الى الشيخ بهذا الخبر ،فأرقى الشيخ في الماء وتلى عليه
م ببركة هذا
م ،فشفي هذا الس ّ
الأذكار من الراتب الحداد وإجازة الس ّ
الراتب ،وهكذا كثير من الوقائع لهذا الشيخ ال كريم ببركة هذا الراتب
الحداد :قال الشيخ أحمد بن عبد الحكيم الش َّج ّار ،تلميذ سيدنا القطب
عبد الل ّه بن علوي الحداد :اعلم بان هناك أحاديث كثيرة حجة ً للذين
يجتمعون لذكر الل ّه جهرا ولأهل الرواتب المر َّت ّبة في أوقات مخصوصة ،
كما بعد الع ِشاء للاجتماع عليها لذكر الل ّه .وأكثر من يعتني بذلك أهل
اليمن ،سيما أهل حضرموت من السادة خاصة ومن غيرهم عامة .
فمن السادة من له رات ِبٌ من المتقدمين كالشيخ عبد الل ّه بن باعلوي ،
والشيخ عبد الرحمن السقاف ،وابنه الشيخ عمر المِحضار ،وابن ابنه
الشيخ عبد الل ّه بن أبي بكر العيدروس ،والشيخ أبي بكر صاحب عدن
،وغيرهم من المتأخرين بتريم كالشيخ أحمد بافَر َج ،له رات ِبٌ يُقرأ في
مسجد باعلوي بت َريم ،وفي مسجد جامع شِبام ،والشيخ أحمد الحب َ َشي
شِعب من الجمعة إالى الجمعة ،والشيخ عبد الرحمن الجُفْري بتَر ِيس
في ال ّ
وآخر ُهم رات ِبُ سيدنا الشيخ عبد الل ّه بن علوي الحداد ،فواظَب
وم َدود َة ،وتَر ِيس ،والغُر ْفة ،وجُع ِيمة ،والغ ُر َيب ،ووادِي ثِبِي ،
وعِينَات ،وق َسَم َ ،وفي ه ِينَن ،ووادي ع َم َد ،ود ُوع َن أيضا ،وفي
كالمخََا ،والحُد َيدة ،ومكة المش َّرّفة تلقاء َ الحجر الأسود ،وفي المسجد
النبوي عند باب الرحمة ،بل في مصر في الجامع الأزهر ،وفي الهند
منهم م َن أنكر منه شيئا لا بقلبه ولا بلسانه ،وهم أعرف بالل ّه
يُوبَه ُ له ،وليس شيء ٌ معه من العلم الحقيقي بل مجرد دعوى شيء من
ظاهر العلم ؛ فلولا مزية هذا الراتب عند الل ّه ما أشهره الل ّه هذه الشهرة
وقبِلَت ْه قلوبُ أهل الحق فإنه يُقام تلقاء الحجر الأسود عند البيت الحرام
عند باب الرحمة وفي الحرمين عند علماء الظاهر والباطن وتلقاء النبي
من كل جهات الأرض ولا أجد من أنكر منه شيئا والإجماع حجة
قاطعة .
والشام حتى فى المَغرب وغيرها فما بال المنكر الخبيث يدعى أنه أعلم
وأعرف بالحق من هؤلاء الخلق وقد أشهره الل ّه كما أشهر صاحبه حتى
عند الجن فضلا عن الإنس وقد ج َّرّ بنا ورأينا بالع ِيان والمشاهدة
وكان قد وَرَد َ هذا الراتبُ على مؤل ِّفه نفع الل ّه في بعض ليالي رمضان
بني سعد يقال له عامر السعدي وأقامه بمسجد بلدة م ُوشح بإذن منا ولم
نُقِمْه نحن إلا في شهر عاشوراء المحرم من السنة التي تليها .ثم د َّرّكْنا به
رجلًا يُق ِيم ُه عندنا أي في حضرته .قال نفع الل ّه به :وأقمناه سنة حج ّ ِنا
في الحرمين فيحض ُره جم ٌع فبقي من ذلك الحين يقرأ فيها حتي انتشر اه
الحسنة كتدوين العلوم فإنه لم يوجد في عهده صلى الل ّه عليه وسلم
فكذلك بعض الأذكار فإنه صلى الل ّه عليه وسلم قرره لهم حين سمعهم
؛ فمن ذلك حديث عبد الل ّه بن بريدة رضي الل ّه عنه أنه سمع عليه
الصلاة والسلام رجلا يقول « :أللهم إني أسألك بأنك أنت الل ّه لا إله
إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد »
فقال :لقد سأل الل ّه َ باسمه الأعظم الذي إذا د ُعي َ به أجاب واذا
ومنها حديث أبي هريرة وأبي أيوب في حفظ مال الصدقة في حبسهما
الجني وحلفه لهما أنه لا يعود فيرسلانه حتى قالا له في المرة الأخيرة
ما أنا بتارك لك حتى أذهب بك إلى رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم
فقال :إني أذكر شيئا إذا ذكرتَه في بيتك لا يقربك شيطان ولاغيره
قال :وكنا أحرص شيء ٍ على الخير فذكر له آية ال كرسي فأطلقه وأخبره
كذوب .
ٌ النب ُّيّ صلى الل ّه عليه وسلم لقد صدقك وهو
وحديث أبي سعيد رضي الل ّه عنه في رقيته الملدوغ بالفاتحة فأعطوا
النفر الذين معه قَطي َع غ ٍَنم فأخبره صلى الل ّه عليه وسلم فقال وما
وحديث رفاعة بن رافع رضي الل ّه عنه قال كنا يوما نصلي وراء النبي
صلى الل ّه عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال :سمع الل ّه لمن
حمده ،فقال رجل وراءه :ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا
فيه » فلما انصرف قال من المتكلم ? قال :أنا ،قال :لقد رأيت بضعة
ل.
وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أو َ
وكذا غير ذلك مما يطول ذكره فهذه الأحاديث وأمثالها شواهد على
جواز ابتداء الأذكار والأدعية الغير الواردة عنه رضي الل ّه عنه بل
على ندبه فلا يعد شيء ٌ من ذلك من الب ِدع المنكرة إلا عند بعض
فبُهت .
فلذا قالوا إ َّ ّ
ن لوضع الأحزاب والأوراد شروطًا :منها أن يجري بِ ح ُكم
؛ قال صاحب الراتب رضي الل ّه عنه :مقصود الأوراد وروحها إنما
هو الحضور مع الل ّه فيها فإذا واظبت على ذلك غشيتك أنوار القرب
وفاضت عليك أنوار المعرفة فعند ذلك يُقبل قلب ُك على الل ّه بكليته
و يصير الحضور مع الخلق عند الحاجة إليه فربما لم تقدر عليه ،فإذا
الحداد :قال شيخنا الإمام المحقق أحمد بن الحسين بن الشيخ عبد الل ّه
اعلم أن إنشاء هذا الراتب المبارك كان سنة إحدى وسبعين وألف ،
عبد الل ّه الحداد أن يملي شيئا من الأذكار النبو ية يلهج بها أهل الجهة
معتق َدهم خوفا عليهم من تلبيس أولائك الفرقة ولا سيما على العوام
اثنتين وسبعين والف ومنذ ظهر انتشر وهو يُقرأ وي ُر َّت ّب في مساجد
الجهة الحضرمية وفي الحرمين الشر يفين وفي غالب مساجد أهل
الإسلام من اليمن و الهند والشام وكان رضي الل ّه عنه يثني على هذا
الراتب و يقول :راتبنا هذا يَحرس البلد التي يُقرأ فيها وو ُجد بخط بعض
الفضلاء لما كتب الراتب قال :يقال إنه كان وروده ليلة القدر وكانت
وفي شرح راتب الحداد للحبيب علوي بن أحمد :ورد عليه هذ الراتب
في شهر رمضان ليلة سبع عشرة منه وكانت ليلة القدر سنة ،1271
في كتابه المسمى غاية القصد والمراد في مناقب شيخ البلاد والعباد
القطب عبد الل ّه بن علوي الحداد نفع الل ّه به في الباب التاسع :
الراتب المشهور كثير الخير والبركة والنور يقرأ بعد صلاة العشاء في
وقال رضي الل ّه عنه « :م َن أَ عرض أو أراد بظاهره أو باطنه أن لا
يُقام َ راتبُنا بعد صلاة العشاء لاقَى غائلة َ عملِه [ أي فساده ] وناله ما
ووجدت مكتوبا عليه :هذا راتب مبارك مما فتح الل ّه به علي عبده
الملتجئ الى حمى عزته عبد الل ّه بن علوي الحداد :ينبغي أن يرتبه كل
مريد صادق سيما إن كان صاحبُ الراتب واسطة ً له إلى الل ّه تعالى
فإن رتبه بعد صلاة العشاء والصبح فذلك هو الأكمل و يكفي ترتيبه
في اليوم والليلة مرة والأفضل بعد صلاة العشاء وفي رمضان يقدم
وكان لا يقام بحضرة مؤلفه إلا بعد الفراغ من صلاة العشاء ورواتبها
من سننها البعدية وغيرها وأذكارها المرتبة بعد الصلوات ولا يأذن
العشاء يقرأ بعد صلاة العشاء إلا في رمضان فقبلها وقراءته في جماعة
فإن لم تتفق قراءته في جماعة فيقرأه منفردا .والمقصود بأنه يقرأ في
جماعة لما ورد في الاجتماع لذكر الل ّه من الفضل فمن ذلك ما رواه
مسلم والترمذي عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الل ّه عنهما
عن رسو ل الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم أنه قال « :لا يقعد قوم يذكرون
-4ومنها أنه يحصل على حسن الخا تمة و يعطيه الل ّه له التوفيق للنطق
قال الحبيب عبد الل ّه الحداد في شرح راتب الحداد :قال الشيخ عبد
من واظب على قراءة هذا الراتب ر ُزق حُسن الخاتمة .
-5ومنها قال :وقال سيدنا ال كبير أحمد بن زين الحبشي :وقد سمعت
بعض أهل الصلاح يقول إن سيدنا عبد الل ّه الحداد يقول :من قرأ
الراتب سيما الجلالة بأدب وخضوع و يقين ونية صادقة و يُتم الجلالة
-6ومنها :ما قال الش َّج ّار :لما حَ ججنا و ز ُرنا النبي صلى الل ّه عليه وسلم
ور َجعنا من المدينة علمنا أن قُطاع الطر يق واقفون على ال َّد ّرْب فلما
قر ُبنا منهم قرأنا راتبَ سيدنا عبد الل ّه الحداد بالجهر ومررنا عليهم وما
بيننا وبينهم إلا نحو سبعة عشر ذِراعا ولا قاموا من مجلسهم وعافانا الل ّه
-7ومنها :ما قال الحبيب عبد الل ّه الحداد في شرح راتب الحداد :
أخبرني الأخ الأديب عبد الل ّه بن سيدنا الوالد أحمد قال لما سرنا من
-8ومنها :ما قاله أيضا :أخبرني السيد عوض بركات الشاطري با
بنا المر كب على جبل ولم تكن حينئذ عندنا ريح ٌ فى ذلك الوقت
ل قرأنا راتب السيد الحبيب عبد الل ّه بن
فحين ضرب المركبُ الجب َ
علوي الحداد جهرا فجاء الل ّه بريح طيبة رفعتنا عن الجبل إلى محل
أقرأ راتب سيدنا عبد الل ّه الحداد فرأيتُ في المنام سيدي عبد الل ّه
-31ومنها :ما قاله أيضا :ما قال بعض السادات :قرأتُ الراتب
ن
قريب م ِن رِجلي -وكنتُ جالسًا ناصبًا رُكبتي ،وباط ُ
ٍ فلما جاء إلى
الأخ عبد الل ّه بن مولانا وشيخنا الوالد أحمد بن الجد الأستاذ الحسن
بن القطب الغوث الحبيب عبد الل ّه الحداد قال :أخبرني رجل من
أهل بِيحان (قال) :سافرنا إلى الحج في سنة من السنين وكان معنا
رجل مواظب على قراءة الراتب الشر يف الذي جمعه سيدنا القطب
عبد الل ّه الحداد فليلة من الليالي من بعد قراءة الراتب نام ثم انتبه
والمسروق فلم يَعتر ِف للناس شيء ٌ فقال الرجل الذي سُر ِق ماله :ما
أعرف متاعي وجميع ما أخذ عل َّيّ إلا عند سيدي عبد الل ّه الحداد
متحقق أن متاعه سي َرجع فناموا بأجمعهم آخر الليل ،فلما انتبهوا رأوا
الرجل .
-31ومنها :ما قاله :أخبرني بعض ال َّد ّو َاعِنة من أهل المعرفة أن
ر جلا بالليل حضر عند السيد الفاضل العلامة علي بن حسن العطاس
صب
هات للن ّشرة م ِن ق َ َ
ِ فقال لذلك الرجل :اُخرج من المكان الفلاني
ال ُّذ ّرَة ِ شيئا ،فقال :إن في موضع القصب حيات فقال له :هل
قرأت راتب السيد الحداد ? قال نعم .قال :اُخرج ولا تخف من
عبدالله الحداد التي في شعب جِيَاد مكة المشرفة وهو الشيخ أحمد بن
محمد بامَرْعي باعَشِن قال :فلَيلة ً من الليالي عند اجتماعنا لقراءة راتب
سيدنا الحبيب عبدالله الحداد قرأته وأنا م ُواجِه ٌ للقبلة مستنِدٌ بالجدار في
بعقرب في الجدار
ٍ الراتب طرحتُ رأسي على الجدار متك ِئًا عليه فإذا
سيدنا القطب عبد الل ّه الحداد دائما مدة ما أنا عنده أخدمه ما يَترك
ل صلاة ِ العشاء
الراتبَ فلما أراد الل ّه إنفاذ َ قدرته غلبَ علينا النوم ُ أو َ
عنده فلما أصبحنا احترقَ البيتُ الذي ك ُنا فيه فعرفنا أن ذلك بترك
قراءتنا للراتب تلك الليلة فلم نتركه بعد ذلك فإذا قرأناه اطمأنت قلوبُنا
ولم نخ َْف على بيوتنا وإن كانت من جريد النخل وإذا لم نقرأه لم
الحبشي ساكن بلد مليبار قال :حدثني السيد الفاضل محمد حامد بن
بلد وركبنا في ساعة في البحر فلما توسطنا في البحر في جهة جاوه هاج
البحر وكثرت ا لر ياح الشديدة والأمطار الغزيرة علينا وضيعنا الطر يق
وبقينا متحيرين بين جُز ُر كثيرة العدد كثيرة الأشجار عدد الجزر مقدار
التعب فلما دخل وقت العشاء سمعنا الأذان للصلاة فلما سمعنا الأذان
صلاة العشاء شرعوا في قراءة راتب سيدنا عبد الل ّه الحداد وشرعنا
نحن أيضا في قراءة الراتب على عادتنا فلما سمعوا أصواتنا أصوات
عرب ع َرفوا أنا غ ُرباء فوصلوا إلى عندنا وفرِحنا بهم فلما أصبحنا
بن حامد باعلوي إمام مسجد با علوي بتريم قال :أخبرني بعض
فضلاء زبيد سنة حجنا أنه أنكر على الراتب الشر يف فعوقب في الحال
حال إنكاره عقوبة ً شديدة فتاب في مجلسه ذلك فعافاه الل ّه .
قال :غلبتني عينِي بالنوم ليلة ً من الليالي قبل أن أقرأ الراتب فرأيت
رجال طو يلا جدا في المنام ينبهني وقال قم :اقرإ الراتب فا نتهبتُ
وقرأته.
-38ومنها :ما قاله :أخبرني السيد علي بن الحسن صاحب م ِرباط
قال :نمت ليلة ً ولم أقرأ الراتب فرأيت في المنام م َلَكا يقول « :كل ليلة
نخد ُم لك كذا وكذا» وعد من الخيرات أشياء كثيرة والليلة لم نخد ُم
القبلة ،وحمد الل ّه والصلاة والسلام على رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم
لا يدعوا داع إلا استجاب له ،فإما أن يعجل له ما سأل ،وإما أن
قال جامع الراتب في نصائحه :فينبغي للعبد ألا يزال داعيا ومتضرعا
في رخائه وشدته ،ويسره وعسره ،ولا يستبطئ الإجابة ولا ييأس،
فقد يكون الل ّه تعالى سر وخيرة في تأخير بعض الأمور ،و يكون العبد
في ذلك صلاح ونفع من حيث لا يشعر .فليدع وليفوض كلما سأل
وفيه أيضا ( :تتمة) اعلم أنه ورد ترتيب هذه الأذكار الثلاثة :أعني
قوله (لا إله إلا الل ّه وحده لا شر يك له) إلى آخر أذكار الراتب،
الل ّه وبحمده ،وسبحان الل ّه والحمد لل ّه ولا إله إلا الل ّه والل ّه أكبر،
والصلاة على النبي صلى الل ّه عليه وسلم ،وغير ذلك من أذكار الراتب؛
الراتب.
وأما ما كان في هذا الراتب مما لم يرد في الورد المذكور فله فضائل
الفضائل والأذكار .و يكفي العامل بهذا الراتب مما ورد في الفاتحة،
وآية ال كرسي ،وآمن الرسول من الفوائد والتحصينات والفضائل ،وغير
-انتهى.
قوله (لا إله إلا الل ّه) -خمسا وعشرين مرة؛ أي :يأتي بالجلالة مرتين
في نفس واحد؛ فيتم بذلك خمسون تهليلة بلا نقصان .انتهى.
صلى الل ّه عليه وسلم :ليس على أهل لا إله إلا الل ّه وحشة في قبورهم
ولا في النشور؛ كأني أنظر إليهم عند الصيحة ينفضون رؤوسهم من
شكور )) .وقال عليه الصلاة والسلام (( :إنها أفضل الحسنات ))
وقال رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم (( :يا أبا هريرة ،إن كل حسنة
توزن يوم القيامة إلا شهادة أن لا إله إلا الل ّه فإنها لا توضع في
فيهن كان لا إله إلا الل ّه أرجح من ذلك )) وقال عليه الصلاة
والسلام (( :يا أبا هريرة ،لقن الموتى شهادة أن لا إله إلا الل ّه فإنها
تهدم الذنوب هدما )) قلت ( :يا رسول الل ّه ،هذا للموتى ،فكيف
للأحياء ? ،قال (( :هي أهدم وأهدم )) ثم قال صلى الل ّه عليه وسلم
(( كل كم لتدخلن الجنة إلا من أبى وشرد على الل ّه كشرود البعير عن
أهله )) فقيل :يا رسول الل ّه ،من الذي يأبى !؛ فقال (( :من لم يقل
لا إله إلا الل ّه ،فأكثر من قول لا إله إلا الل ّه قبل أن يحال بينكم وبينها
)) .وروى أن العبد إذا قال (لا إله إلا الل ّه) أتتعلى صحيفته ولا تمر
على خطيئة إلا محتها ،حتى تجد حسنة مثلها فتجلس معها )).
وأما قوله ( لا إله إلا الل ّه محمد رسول الل ّه) فلما ورد في ذلك من قول
ابن عباس رضي الل ّه عنهما :إن الليل والنهار أربعة وعشرون ساعة،
ولا إله إلا الل ّه محمد رسول الل ّه أربعة وعشرون حرفا ،من قال لا إله
إلا الل ّه محمد رسول الل ّه كفر كل حرف ذنوب ساعة ،فلا يبقى عليه
مكتوب على باب الجنة أنا لا إله إلا أنا ،محمد رسول الل ّه ،لا أعذب
بأن الل ّه يعلي درجاتهم ،وينفعنا بهم وبعلومهم وأسرارهم ،و يلحقنا
الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد ،وأصوله وفروعهم بأن الل ّه يعلي
بأن الل ّه يغفر لهم ويرحمهم وينفعنا بهم .و يأتي بما أحب مما يجمع
( )1ولد بتريم حضرموت وتوفي بها سنة 653ه و يلقب أيضا بالأستاذ الأعظم (ا ه ق).
ولا حرج في الز يادة والاختصار ،ولا بأس في الأخيرة بتعيين بعض
مشايخ البلد أو الجهة ،فإن ذلك من الز يادات المستحسنة ،لا سيما إذا
أمكنه ،ثم يقول بعد ذلك )) .أدلة الورد والراتب للسيد الفضل
ورتّبت في حياة الشيخ قطب الإرشاد وقطب الزمان السيد عبد الل ّه
ن المشائخ
الحداد رضي الل ّه عنه ،وهذا هو موقفي في هذا الأمر ،لأ ّ
الل ّه عنهم حين سألته عن إهداء الفاتحة الى حضرته رضي الل ّه عنه.
ّ
الشاجب الخذاد مؤٍذ مً الىخاب والعىت
الىبىٍت
فالراتب الحداد مشتمل على الآيات القرآنية والأحاديث
ل وقت
ن القرآن يقرأ وجوبيا ومندوبيا في ك ّ
الأدلة لقرائة القرآن لأ ّ
الأوقات المنهية بلا خلاف فيثبت مقصودنا أو ًّّلي ّا ،ل كن نشرع اشارة ً
ي وآمن الرسول
الى فضائل الفاتحة والإخلاص والمعوذتين وآية ال كرس ّ
مختصرة :
فضائل الفاجحت
من الفضائل،أنها أفضل سورة في القرآن ؛ فروى الترمذي
سبْع ًا م ِنْ
وأنها السبع المثاني التي قال الل ّه فيها ( :و َلَق َ ْد آتَي ْنَاك َ َ
ال ْمَثَانِي و َالْقُر ْآنَ ال ْعَظ ِيم َ) الحجر ، 87/وروى البخاري :ع َنْ أَ بِي سَع ِيدِ
اُسْ تُث ْن ِي َْت لِهَذِه ِ ا ْل ُّأ َّمّة ل َ ْم تَنْز ِل عَلَى م َنْ قَبْله َا " ،انتهى .
وأنها جمعت بين التوسل إلى الل ّه تعالى بالحمد والثناء على الل ّه تعالى
َاط ال َّ ّذ ِي َ
ن أَ نع َمتَ َاط المُستَق ِيم َ ،صِر َ
والأولياء بقوله تعالى :اهدِنَاــــ الصِّر َ
ن ل ف َُّأولََٰئ ِ َ
ك م َ َع ال َّ ّذ ِي َ عَلَيه ِ ْم .كمافي آية أخرى :وَم َن يُط ِِع َّ
الل ّه َ و َّ
َالر ّسُو َ
ن
حس ُ َ َالص ّدِيق ِينَ و َال ُّش ّهَد َاء ِ و َّ
َالصّ الِ حِينَ ۚ و َ َ ن َّ
الن ّب ِيِّينَ و ّ ِ الل ّه ُ عَلَيْه ِم مّ ِ َ
أَ ن ْعَم َ َّ
ن
حس ُ َ ُّأولََٰئ ِ َ
ك ر َف ِيق ًا .ثم إستقر ّ بحسن التوسل بعد الموت بقوله تعالى :و َ َ
ُّأولََٰئ ِ َ
ك ر َف ِيق ًا .ولايحتاج الى التوسل اللفظ المعي ّن كماتوه ّم بعض
الناس.
ثم جاء سؤال أهم المطالب وأنجح الرغائب وهو الهداية بعد الوسيلة ،
حد ُ
الل ّه ُ ال ْوَا ِ
ل َّالل ّه ِ فَق َا َ
ل َّك يَا رَسُو َ ك عَلَيْه ِ ْم و َقَالُوا أَ ُّي ّنَا يُط ِي ُ
ق ذَل ِ َ ذَل ِ َ
ك َّ ّفيْه ِ ث َُّم ّ نَف َثَ ف ِيهِم َا فَق َرأَ َ ف ِيهِم َا قُلْ ه ُو َ َّ
الل ّه ُ أَ حَدٌ و َ ق ُلْ أَ ع ُوذ ُ لَيْلَة ٍ جَم َ َع َ
س ث َُّم ّ يَمْس َ ُ
ح بِهِم َا م َا اسْ تَط َاعَ م ِنْ َب َّ
الن ّا ِ ق و َ ق ُلْ أَ ع ُوذ ُ ب ِر ِّ
َب الْف َل َ ِ
ب ِر ِّ
ك
ل ذَل ِ َ
جسَدِه ِ ي َ ْفع َ ُ
ل م ِنْ َ جسَدِه ِ يَبْد َ ُّأ بِهِم َا عَلَى ر َأْ ِ
سه ِ وَو َجْ هِه ِ وَم َا أَ ق ْب َ َ َ
ثَلاثَ م َ َّ ّر ٍ
ات رواه البخاري .
س َّل ّم َ بَع َثَ رَج ُلا عَلَى سَر َِّي ّة ٍ وَك َانَ ن ال َّن ّب ِ َّيّ صَلَّ ّى َّ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ وع َنْ عَائِش َة َ أَ َّ ّ
الن ّب ِ ُّيّ
ل َّ ن و َأَ نَا ُّأح ُّ ّ
ِب أَ ْن أَ ق ْرأَ َ بِهَا فَق َا َ صف َة ُ َّ
الر ّحْم َ ِ لأ َّ ّنهَا ِ
ل َفَس َأَ لُوه ُ فَق َا َ
الأع ْلَى و َق ُلْ يَا أَ ُّ ّيهَا الْك َاف ِر ُونَ و َق ُلْ ه ُو َ َّ
الل ّه ُ أَ حَدٌ ك َ يُوت ِر ُ بِس َب ِّحْ اسْم َ ر َب ّ ِ َ
النسائي .
س َّل ّم َ .. الل ّه ِ ص ََّل ّى َّ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َّل لَق ِيتُ رَسُو َ
ن عَامِرٍ قَا َ
وع َنْ عُقْب َة َ ب ْ ِ
ل عُقْب َة ُ فَمَا أَ ت َْت عَل ََّيّ لَيْلَة ٌ ِإلا ق َرأْ َ تُه َُّنّ ف ِيهَا وَح َُّقّ ل ِي أَ ْن لا
س قَا َ َّ
الن ّا ِ
.
س َّل ّم َ سَم ِ َع رَج ُلا يَقْر َُّأ ق ُلْ ه ُو َ الن ّب ِ َّ ّي ص ََّل ّى َّ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ن َّو ع َنْ أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ أَ َّ ّ
وقال صلى الل ّه عليه وسلم " :من قرأ قل هو الل ّه أحد عشر مرات
وذكر الدارمي أبو محمد في مسنده ،قال« :حدثنا عبد الل ّه بن بريد قال:
حدثنا حيوة ،قال أخبرني أبو عقيل أنه سمع سعيد بن المسيب يقول
إن نبي الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم قال :من قرأ قل هو الل ّه أحد عشر
مرات بني له قصر في الجنة ،ومن قرأها عشرين مرة بني له قصران
في الجنة ،ومن قرأها ثلاثين مرة بني له ثلاث قصور في الجنة .التذكرة
قال محمد بن أحمد المروروذي سمعت أحمد بن حنبل رضي الل ّه عنه
يقول :إذا دخلتم المقابر فاقرؤوا بفاتحة الكتاب والمعوذتين وقل هو الل ّه
أحد واجعلوا ذلك لأهل المقابر فإنه يصل إليهم .التذكرة بأحوال
وقد خرج السلفي «من حديث علي بن أبي طالب رضي الل ّه عنه،
قال :قال رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم :من مر على المقابر وقرأ قل
هو الل ّه أحد إحدى عشرة مرة ثم وهب أجره للأموات أعطي من
الأجر بعدد الأموات .التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة للقرطبي .
روى أبو نعيم «من حديث أبي العلاء يزيد بن عبد الل ّه بن الشخير عن
أبيه قال :قال رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم :من قرأ {قل هو الل ّه
وسلم :من مات مريضا ً مات شهيداً ،ووقى فتنة القبر ،وغدى وريح
عليه برزقه من الجنة» .التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة للقرطبي .
كيفية معي ّنة أو بغير تقييد من المر ّات لأن ّه من جملة العموم
فقد روى أبو داود واللفظ له ،والترمذي وقال حسن صحيح غريب،
والنسائي عن عبد الل ّه بن خبيب رضي الل ّه عنه قال :قال رسول الل ّه
صلى الل ّه عليه وسلم :قل ،قلت يا رسول الل ّه ما أقول? قال :قل هو الل ّه
أحد ،والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من
كل شيء .ومن السنة أيضا ً قراءة السور الثلاث دبر الصلوات مرة
واحدة.
فعن عقبة بن عامر قال :أمرني رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم أن أقرأ
قال الامام النووي :وفي رواية أبي داود "بالمعوذات" فينبغي أن يقرأ
الل ّه -صلى الل ّه عليه وسلم -بأنها أفضل آية في كتاب الل ّه ..عن ُّأبي
هو ابن كعب أن النبي -صلى الل ّه عليه وسلم -سأله أي آية في كتاب
الل ّه أعظم قال :الل ّه ورسوله أعلم فرددها مرارا ثم قال :آية ال كرسي
قال" ليهنك العلم أبا المنذر والذي نفسي بيده إن لها لسانا وشفتين
تقدس الملك عند ساق العرش" وقد رواه مسلم ..وليس عنده ز يادة
وعن عبدالله بن أبي بن كعب أن أباه أخبره أنه كان له جرن فيه تمر
قال :فكان أبي يتعاهده فوجده ينقص قال فحرسه ذات ليلة فإذا هو
بدابة شبيه الغلام المحتلم قال :فسلمت عليه فرد السلام قال :فقلت ما
أنت? جني أم إنسي? قال :جني .قال :قلت له ناولني يدك قال فناولني
يده فإذا يد كلب وشعر كلب فقلت هكذا خلق الجن? قال لقد
علمت الجن ما فيهم أشد مني .قلت فما حملك على ما صنعت? قال
فقال له أبي فما الذي يجيرنا منكم? قال :هذه الآية آية ال كرسي ثم غدا
إلى النبي -صلى الل ّه عليه وسلم -فأخبره فقال النبي صدق الخبيث ..
وروى الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عثمان بن عتاب قال:
سمعت أبا السليل قال :كان رجل من أصحاب النبي -صلى الل ّه عليه
وسلم -يحدث الناس حتى يكثروا عليه فيصعد على سطح بيت
فيحدث الناس قال :قال رسول الل ّه -صلى الل ّه عليه وسلم -أي آية
في القرآن أعظم فقال رجل "الل ّه لا إله إلا هو الحي القيوم" قال
فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي أو قال فوضع يده بين
ثديي فوجدت بردها بين كتفي وقال ليهنك العلم يا أبا المنذر " ..
وعن أبي ذر -رضي الل ّه عنه -قال :أتيت النبي -صلى الل ّه عليه
قال قم فصل قال فقمت فصليت ثم جلست فقال يا أبا ذر تعوذ بالل ّه
من شاء أقل ومن شاء أكثر قال :قلت يا رسول الل ّه فالصوم? قال
فرض مجزئ وعند الل ّه مزيد قلت يا رسول الل ّه فالصدقة? قال
أضعاف مضاعفة قلت يا رسول الل ّه فأيها أفضل? قال جهد من مقل
أو سر إلى فقير قلت يا رسول الل ّه أي الأنبياء كان أول? قال آدم
قلت يا رسول الل ّه ونبي كان? قال نعم نبي مكلم قلت يا رسول الل ّه
كم المرسلون قال ثلاثمائة وبضعة عشر جما غفيرا وقال مرة وخمسة
عشر قلت يا رسول الل ّه أ ي ما أنزل عليك أعظم? قال آية ال كرسي
وقد ذكر البخاري ..عن أبي هريرة ..قال :وكلني رسول الل ّه -صلى
الل ّه عليه وسلم -بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام
فأخذته وقلت :لأرفعنك إلى رسول الل ّه -صلى الل ّه عليه وسلم -قال:
دعني فإني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال فخليت عنه
فأصبحت فقال النبي -صلى الل ّه عليه وسلم -يا أبا هريرة ما فعل
أسيرك البارحة? قال :قلت يا رسول الل ّه شكا حاجة شديدة وعيالا
فرحمته وخليت سبيله قال أما إنه قد كذبك وسيعود فعرفت أنه
سيعود لقول رسول الل ّه -صلى الل ّه عليه وسلم -أنه سيعود فرصدته
فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الل ّه صلى الل ّه
عليه وسلم قال :دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته وخليت
سبيله فأصبحت فقال لي رسول الل ّه -صلى الل ّه عليه وسلم -يا أبا
هريرة ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الل ّه شكا حاجة وعيالا
فرحمته فخليت سبيله قال أما إنه قد كذبك وسيعود فرصدته الثالثة
فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الل ّه بها وهذا
آخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود فقال :دعني أعلمك
قال :إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية ال كرسي "الل ّه لا إله إلا هو الحي
القيوم" حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الل ّه حافظ ولا
الل ّه -صلى الل ّه عليه وسلم -ما فعل أسيرك البارحة? قلت يا رسول
الل ّه زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الل ّه بها فخليت سبيله قال :ما هي?
قال :قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية ال كرسي من أولها حتى
تختم الآية "الل ّه لا إله إلا هو الحي القيوم" وقال لي لن يزال عليك من
الل ّه حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شيء على
الخير فقال النبي -صلى الل ّه عليه وسلم -أما إنه صدقك وهو كذوب
شيطان .
وفي رواية :كنت آخذا إلا لأهل بيت من الجن فقراء فخلى عنه ثم
عاد الثانية ثم عاد الثالثة فقلت أليس قد عاهدتني ألا تعود? لا أدعك
اليوم حتى أذهب بك إلى النبي صلى الل ّه عليه وآله وسلم قال :لا تفعل
فإنك إن تدعني علمتك كلمات إذا أنت قلتها لم يقربك أحد من الجن
صغير ولا كبير ذكر ولا أنثى قال له لتفعلن? قال نعم قال :ما هن ?
قال " :الل ّه لا إله إلا هو الحي القيوم" قرأ آية ال كرسي حتى ختمها
فتركه فذهب فلم يعد فذكر ذلك أبو هريرة للنبي -صلى الل ّه عليه وسلم
-فقال له رسول الل ّه -صلى الل ّه عليه وسلم -أما علمت أن ذلك
وقد تقدم لأبي بن كعب كائنة مثل هذه أيضا فهذه ثلات وقائع.
وقال أبو عبيد في كتاب الغريب :حدثنا أبو معاو ية عن أبي عاصم
علمتك آية إذا قرأتها حين تدخل بيتك لم يدخل شيطان فصارعه
فصرعه فقال :إني أراك ضئيلا شخيتا كأن ذراعيك ذراعا كلب
أفهكذا أنتم أيها الجن كل كم أم أنت من بينهم? فقال إني بينهم لضليع
فعاودني فصارعه فصرعه الإنسي فقال :تقرأ آية ال كرسي فإنه لا يقرأها
أحد إذا دخل بيته إلا خرج الشيطان وله خيخ كخيخ الحمار فقيل
لابن مسعود :أهو عمر? فقال :من عسى أن يكون إلا عمر قال أبو
المهملة الضراط.
وعن أبي هريرة أن رسول الل ّه -صلى الل ّه عليه وسلم -قال :سورة
البقرة فيها آية سيدة آي القرآن لا تقرأ في بيت فيه شيطان إلا خرج
منه :آية ال كرسي وكذا رواه من طر يق آخر عن زائدة عن حكيم بن
جبير ثم قال :صحيح الإسناد ولم يخرجاه كذا قال وقد رواه الترمذي
من حديث زائدة ولفظه لكل شيء سنام وسنام القرآن سورة البقرة
وعن ابن عمر عن عمر بن الخطاب أنه خرج ذات يوم إلى الناس
وهم سماطات فقال :أيكم يخبرني بأعظم آية في القرآن فقال ابن
مسعود على الخبير سقطت سمعت رسول الل ّه -صلى الل ّه عليه وسلم -
وفي اشتمالها على اسم الل ّه الأعظم قال الإمام أحمد :عن أسماء بنت
يزيد بن السكن قالت :سمعت رسول الل ّه -صلى الل ّه عليه وسلم -
يقول في هاتين الآيتين "الل ّه لا إله إلا هو الحي القيوم" و "الم الل ّه لا
إله إلا هو الحي القيوم" إن فيهما اسم الل ّه الأعظم وكذا رواه أبو داود
عن مسدد والترمذي عن علي بن خشرم وابن ماجه عن أبي بكر بن
أبي شيبة ثلاثتهم عن عيسى بن يونس عن عبيد الل ّه بن أبي ز ياد به
أجاب في ثلاث :سورة البقرة وآل عمران وطه وقال هشام وهو ابن
عمار خطيب دمشق :أما البقرة "الل ّه لا إله إلا هو الحي القيوم" وفي
آل عمران "الم الل ّه لا إله إلا هو الحي القيوم" وفي طه "وعنت الوجوه
للحي القيوم".
وعن أبي أمامة في فضل قراءتها بعد الصلاة الم كتوبة قال :قال
رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم :من قرأ دبر كل صلاة مكتوبة آية
ال كرسي لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت .وهكذا رواه النسائي
من حديث محمد بن حمير وهو الحمصي من رجال البخاري أيضا فهو
الل ّه عليه وسلم قال :الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة
ل بِمَا ُّأنْز ِ َ
ل ِإلَيْه ِ م ِنْ ر َبِّه ِ ...إلى نهاية ن َّ
الر ّسُو ُ وهما من قوله تعالىَ :آم َ َ
قال الامام النووي في تبوبيه لصحيح مسلم باب الحث على قراءة
حديث عبد الل ّه بن مسعود رضي الل ّه عنه وفيه أن النبي صلى الل ّه عليه
المقحمات.
ومنها :أيضا ً حديث عبد الل ّه بن عباس وفيه :أن جبر يل قال للنبي
صلى الل ّه عليه وسلم :أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك :فاتحة
الكتاب ،وخواتيم سورة البقرة ،لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته.انتهى
.
وقال ابن جرير الطبري :حدثنا ابن حميد ،حدثنا جرير ،عن بيان
،عن حكيم عن جابر قال :لما نزلت على رسول الل ّه صلى الل ّه عليه
وسلم ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالل ّه
وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) قال جبر يل :إن الل ّه قد أحسن
الثناء عليك وعلى أمتك ،فسل تعطه .فسأل ( :لا يكلف الل ّه نفسا
سُورَة ِ الْبَق َرَة ِ ب ِالذِّكْر ِ )) ثم أورد الحديث بقوله - 2177 :ح َ َّ ّدثَنَا أَ بُو
ك
ن ع ُم َر َ ،أَ خْب َرَنا م َال ِ ُ
ن مُك ْر َ ٍم ،حدثنا عُثْم َانُ ب ْ ُ
ن بْ ُ
يَعْق ُوبَ ،حدثنا الْحَس َ ُ
ل الْق َ َّ ّ
طانُ ،حدثنا أَ بُو ن الْف َضْ ِ ن مِغْوَلٍ ،ح و َأَ خْب َر َنَا مُح ََّم ّد ُ ب ْ ُ
ن م ُوس َى ب ْ ِ بْ ُ
ن مَسْع ُودٍ ،قَالَ" : ِف الْيَا ِم ِيّ ،ع َنْ م ُ َّرّة َ ،ع َ ِ
ن اب ْ ِ ن م ُصَرّ ٍ
ي َ ْذك ُر ُ ع َنْ طَلْح َة َ ب ْ ِ
ج م ِنْ ساب ِع َة ُ أَ وِ ال َّ ّ
سادِسَة ُ ِإلَيْهَا يَنْت َهِ ي م َا عَر َ َ سم َاء ُ ال َّ ّ
ال ْمُنْتَهَى ،وَهِي َ في ال َّ ّ
تحْتِهَا فَيُقْب َُض مِنْهَا ،و َِإلَيْهَا يَنْت َهِ ي م َا ه َب ََط م ِنْ فَو ْقِه َا فيُقْب َُض مِنْهَا قَالَ:
َ
سل ِم ٌ م ِنْ
خرَج َه ُ م ُ ْ
ِيث أَ بِي ال ْمُنْذِرِ أَ ْ
ْظ حَد ِ
حم َاتُ " لَف ُ ُّأ َّمّتِه ِ ب ِالل ّه ِ َ
شي ْئًا ال ْم ُ ْق ِ
فينبغي على المسلم الإكثار من قراءتها والتعوذ بها وفقه معناها ،ولذا
كان الإمام قطب الإرشاد عبد الل ّه الحداد الباعلوي رضي الل ّه عنه
صفوفا مستقبل القبلة بشكل خاص وبصوت عال كماأشار اليه جمع
محقّقون من حضر موت ،وعليه العلامة شمس العلماء /محمد المسليار
المعروف ب " الق ُ ْطب ِي " المرحوم في جوكضي قريب ماهي ،طاب الل ّه
قريب كودولي وهو تلميذ الشيخ شمس العلماء محمد المسليار ،وكاتبه
الفتيا ،ثم أردف الشيخ أبوبكر احمد الباقوي بقوله عن شيخه بوكر
كوتي المسليار " وكان في طلبته في ذلك الزمان مَو ْلَو ّ ٌّ
ْي يقال له "
ب َر َ ُّب ّو ْر مَو ْلَوِي " وهو لايعتقد هذا الراتب وهو يقول مستهزئا لشمس
العلماء محمد المسليار بقوله " ياذا الجلال وال كرام أمتنا على دين
بخوف بليغ وصوت عال إضافة الى الغير ،ثم كان هذا الطالب
المذكور وه ّابي ّا بعد زمان ثم صار من أهل الملحدين حقيقة ،ثم وقع
الى حضرة الشيخ شمس العلماء القطبي محمد المسليار مع شيخه بوكر
الباقوي المليباري حفظه الل ّه ورعاه ،ودعا له دعوة خالصة ،أمّن تلك
الدعوة الشيخ بوكر كوتي المسليار ،ثم أظهر الل ّه إجابة تلك الدعوة في
مسير حياته الطي ّبة ،وتلك الدعوة وأمثالها ظاهرة في عمله وفي عبادته
وفي شغله وفي تدريسه وفي وجهه ،ووجهه كالقمر في الليلة المستنيرة
،اللهم ارزقه حياة طيبة فوق المائة مع العافية والسلامة ،اللهم أمتني
على حب ّه و على عيشه وأحيني حياة طي ّبة في يوم كان مقداره خمسين
الترمذي ،عن عمارة بن شبيب ،قال :قال رسول الل ّه صلى الل ّه عليه
لعمارة بن شبيب سماعا من النبي صلى الل ّه عليه وسلم .قلت :وقد رواه
النسائي في كتاب " عمل اليوم والليلة " من طر يقين .أحدهما :هكذا،
عساكر :هذا الثاني هو الصواب .قلتُ :قوله " :م َسلحة " بفتح الميم
وإسكان السين المهملة وفتح اللام وبالحاء المهملة :وهم الحرس .انتهى
.
ابن السني في عمل اليوم والليلة ،ص ،77باب ما يقول إذا دخل
الل ّهِ ،و َالْحم َْد ُ ل َِّل ّهِ ،وَل َا ِإلَه َ ِإ َّلّا
سب ْح َانَ َّ ل الْك َلَا ِم ُ ض ُ س َّل ّم َ قَالَ« :أَ ف ْ َ
عَلَي ْه ِ و َ َ
الل ّهُ ،و ََّالل ّه ُ أَ كْ ب َر ُ» .علقه البخاري ،وقد أخرجه أحمد ( )36/4رقم:
َّ
( ،)16459وقال شعيب الأرناؤوط" :إسناده صحيح ،رجاله ثقات
ل
وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ( - 16839 :)88 / 12وَع َنْ رَج ُ ٍ
الل ّهِ ،و َالْحم َْد ُ ل َِّل ّهِ ،وَل َا ِإلَه َ ِإ َّلّا َّ
الل ّهُ ،و ََّالل ّه ُ أَ كْ ب َر ُ» ". ب ِأَ َّي ّتِه َِّنّ بَد َأْ تَ ُ :
سب ْح َانَ َّ
ن ".
ن الْقُر ْآ ِ الصّ ح ِ
ِيح غَي ْر ُ قَو ْلِه ِ " :بَعْد َ الْقُر ْآنِ ،و َه َُّنّ م ِ َ قلُ ْتُ :ه ُو َ فِي َّ
الصّ ح ِ
ِيح.انتهى . ل َّ
رَو َاه ُ أَ حْمَد ُ ،وَرِج َالُه ُ رِج َا ُ
قال الإمام الطيبي رحمه الل ّه" :الخفة مستعارة للسهولة ،شبه سهولة
جر يان الكلمتين على اللسان بما يخف على الحامل من بعض الأمتعة،
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الل ّه" :قوله(( :خفيفتان على اللسان،
على ملازمته؛ لأن جميع التكاليف شاقة على النفس ،وهذا سهل،
ومع ذلك يثقل في الميزان ،كما تثقل الأفعال الشاقة ،فلا ينبغي
َّ ّ
وخص الرحمن من الأسماء الحسنى؛ للتنبيه إيصال الخير له والتكريم،
على سعة رحمة الل ّه؛ حيث يجازي على العمل القليل بالثواب الجز يل".
ل الل ّه ِ
ل رَسُو ُ
وفي صحيح مسلم( :)2272 / 4ع َنْ أَ بِي ه ُر َي ْرَة َ ،قَالَ :قَا َ
هذا العمل دعوا الل ّه أن يتقبل منهما عملهما ،حتى يحصل فيه النفع
العميم للأمة الإسلامية وكذلك صلاتنا وسائر أعمالنا حتى يحصل لنا
الحج وكان له ابن فقال ابنه الى اين تقصد فقال الى بيت الل ّه فظن
معك فقال أنت لا تصلح لذلك فبكى الغلام فحمله معه فلما بلغا
الميقات احرما ولبيا ودخلا الحرم فلما شوهد البيت تحرم الغلام عند
رؤيته فخر ميتا فدهش والده وقال اين ولدي وقطعة كبدى فنودى
من زاو ية البيت أنت طلبت البيت فوجدته وهو طلب رب البيت
فوجد رب البيت فرفع الغلام من بينهم فهتف هاتف انه ليس في
مقتدر فمن اعرض سره عن الجهة في توجهه الى الل ّه صار الحق قبلة
له فيكون هو قبلة الجميع كآدم عليه السلام كان قبلة الملائكة لانه
وسيلة الحق بينه وبين ملائكته لما عليه من كسوة جماله وجلاله.
انتهى .
-1روي :انه لما اتى ابراهيم بإسماعيل وهاجر ووضعهما بمكة وأتت
على ذلك مدة ونزلها الجرهميون وتزوج إسماعيل منهم امرأة وماتت
ان لا ينزل فقدم ابراهيم وقد ماتت هاجر فذهب الى بيت إسماعيل
فقال لامرأته اين صاحبك قالت ذهب يتصيد وكان إسماعيل يخرج
من الحرم فيصيد فقال لها ابراهيم هل عندك ضيافة قالت ليست
فقال لها إذا جاء زوجك فاقرأيه السلام وقولى له فليغير عتبة بابه
والمراد ليطلقك فانك لا تصلحين له امرأة وذهب ابراهيم فجاء
إسماعيل فوجد ريح أبيه فقال لامرأته هل جاءك أحد قالت جاءنى
شيخ صفته كذا وكذا كالمستخفة بشانه وقال فما قال لك قالت قال
أقرئى زوجك السلام وقولى له فليغير عتبة بابه قال ذلك ابى وقد
فاذنت له وشرطت عليه ان لا ينزل فجاء ابراهيم حتى انتهى الى باب
إسماعيل فقال لامرأته اين صاحبك قالت ذهب يتصيد وهو يجئ
الآن ان شاء الل ّه فانزل رحمك الل ّه قال هل عندك ضيافة قالت نعم
فجاءت باللبن واللحم وسألها عن عيشهم قالت نحن في خير وسعة فدعا
لهما بالبركة ولو جاءت يومئذ بخبز برّ او شعير او تمر لكانت اكثر
ارض الل ّه بر ّا او شعيرا او تمرا وقالت له انزل حتى اغسل رأسك فلم
ينزل فجاءت بالمقام فوضعته على شقه الايمن فوضع قدمه عليه وهو
شق رأسه الأيسر فبقى اثر قدميه عليه وقال لها إذا جاء زوجك
فاقرئيه السلام وقولى له قد استقامت عتبة بابك فلما جاء إسماعيل
وجد ريح أبيه فقال لامرأته هل جاءك أحد قالت نعم جاء شيخ
اح سن الناس وجها وأطيبهم ر يحا فقال لى كذا وكذا وغسلت رأسه
وهذا موضع قدميه فقال ذاك ابراهيم وأنت عتبة بابى أمرني ان
امسكك ثم لبث عنهم ما شاء الل ّه ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبرى
نبلا تحت دوحة قريبة من زمزم فلما رآه قام اليه فصنع كما يصنع
ان الل ّه أمرني بامر أتعينني عليه قال أعينك عليه قال أمرني ان ابني
هاهنا بيتا فعند ذلك رفعا القواعد من البيت فجعل إسماعيل يأتى
بالحجارة وابراهيم يبنى فلما ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام
ابراهيم على حجر المقام وهو يبنى وإسماعيل يناوله الحجر وهما يقولان
ك أَ ن ْتَ ال َّ ّ
سمِي ُع الْعَل ِيم ُ ثم لما فرغ من بناء ال كعبة قيل ر َ َّب ّنا تَق ََّب ّلْ م َِّن ّا ِإ َّن ّ َ
له اذن في الناس بالحج فقال كيف أنادي وانا بين الجبال ولم
يحضرنى أحد فقال الل ّه عليك النداء وعليّ البلاغ فصعد أبا قبيس
وصعد هذا الحجر وكان قد خبئ في ابى قبيس ايام الطوفان فارتفع هذا
الحجر حتى علا كل حجر في الدنيا وجمع الل ّه له الأرض كالسفرة
أيضا ً فإنكم أولى بذلك وقولوا اللهم صل على محمد {وَسَل ِّم ُوا تَسْلِيماً}.
س َّل ّم .ف في شروح الدلائل قال الأستاذ أبو بكر محمد جبر عن أنس بن
وَ َ
مالك رضي الل ّه عنه قال قال رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم من قال
اللهم صل على محمد وعلى آله وسلم وكان قائما ً غ ُف ِر َ له قبل أن يَقْعُد َ
وقال صلى الل ّه عليه وسلم{:ص َُّل ّوا عَل ََّيّ ف َِإ َّ ّ
ن صَلات ََك عَل ََّيّ زَك َاة ٌ ل َك ُ ْم و َِإ َّ ّنهَا
وكان صلى الل ّه عليه وسلم يقول{:ص َُّل ّوا عَل ََّيّ ف َِإ َّ ّ
ن الل ّه ع َ َّ ّز وَج َ َّ ّ
ل يُصَل ِّي
عَلَيْكُمْ}.
تج ْع َلُوا قَبْرِي عِيدا ً وَص َُّل ّوا عَل ََّيّ ف َِإ َّ ّ
ن وقال صلى الل ّه عليه وسلم{ :لا َ َ
تَب ْلُغُنِي}.
ن لل ّه م َلائَ ِكَة ً سَي ّاحِينَ يُبَل ِّغ ُونِي ع َنْ ُّأ ُّمّتِي
وسلم{:إ ُّ ّ
ِ وقال صلى الل ّه عليه
ال َّ ّ
سلاَم َ}.
وقال صلى الل ّه عليه وسلم{:م َنْ ص َُّل ّى عَل َُّيّ بلََغَتْنِي صَلات َُه ُ وَص َُّل ّي ْتُ عَلَيْه ِ
ات}.
حس َن َ ٍ
ك عَشْر ُ َ
وَكُت ِبَ لَه ُ سِو َى ذَل ِ َ
وقال صلى الل ّه عليه وسلم{:م َنْ صَلُّ ّى عَل َُّيّ عِنْد َ قَبْر ِي سَمِعْت ُه ُ وَم َنْ صَلُّ ّى
وقال صلى الل ّه عليه وسلم{:م َا م ِنْ أَ حَدٍ يُسَل ِ ّم ُ عَل َُّيّ ِإ َّ
لا ّ ر َ َّ ّد الل ّه عَل ََّيّ
ْس أَ حَدٌ يُصَل ِّي عَل ََّيّ صَلاَة ً صَادِقا ً ق قَائِم ٌ عَلَى ق َبْرِي ِإذ َا م ُّ ّ
ُت فَلَي َ الْخَلائَ ِ ِ
الر ّ ُّ ّ
ب ل فَيُصَل ِّي َّ
ن قَا َ
ن فُلا َ ٍ
ن اب ْ ُ لا ّ قَالَ :يَا مُح َُّم ّدٌ ص ََّل ّى عَلَي ْ َ
ك فُلا َ ٌ م ِنْ قلَ ْبِه ِ ِإ َّ
وعن أبي طلحة رضي الل ّه عنه قال:دخلت على النبي صلى الل ّه عليه
وَم َنْ ص ََّل ّى عَل ََّيّ عَش ْرا ً ص ََّل ّى الل ّه م ِائَة ً وَم َنْ ص ََّل ّى عَل ََّيّ م ِائَة ًكَت َبَ الل ّه لَه ُ
ك َّ ّفارَة ٌ
الصّ لاَة ِ عَل ََّيّ ك ُ َّل ّمَا ذُكِر ْتُ ف َِإ َّ ّنهَا َ ن َّ م َ َع ال ُّش ّهَد َاء ِ فأَ َ كْ ث ِر ُوا م ِ َ
لِس َي ِّئَاتِكُمْ}.
حدَة ً ص ََّل ّى الل ّه عَلَيْه ِ
وقال صلى الل ّه عليه وسلم{:م َنْ ص ََّل ّى عَل ََّيّ م َ َّرّة ً و َا ِ
ص ََّل ّى عَل ََّيّ م ِائَة َ مَرًة ٍ ص ََّل ّى الل ّه عَلَيْه ِ أَ ل َْف م َ َّرّة ٍ وَم َنْ ص ََّل ّى عَل ََّيّ أَ ل َْف م َ َّرّةٍ
ت صَلات َُه ُ عَل ََّيّ ن ُورا ً لَه ُ يَوْم َ الْق ِيَامَة ِ عَلَى
خرَة ِ عِنْد َ ال ْمَسْأَ لَة ِ وَج َاء َ ْ
الآ ِ
ل صَلاَة ٍ ص َّ
َلا ّهَا قَص ْرا ً فِي سمِائَة ِ عَا ٍم و َأَ ْعط َاه ُ الل ّه بِك ُ ّ ِ
الصِّر َاطِ مَسِيرَة َ خَم ْ ِ
ك أَ ْو كَثُر َ} .وفي رواية{ :وَم َنْ ص ََّل ّى عَل ََّيّ أَ ل ْفا ً ز َاحَم َْت الْج َّنَ ّة ِ ق َ َّ ّ
ل ذَل ِ َ
وقال صلى الل ّه عليه وسلم{:م َنْ ص ََّل ّى عَل ََّيّ صَلاَة ً م ِنْ ُّأ َّمّتِي كَت َبَ الل ّه لَه ُ
اب} .وفي رواية{ :م َنْ ص ََّل ّى عَل ََّيّ م ِنْ ُّأ َّمّت ِي صَلاَة ً
ل عَشْر ِ رِق َ ٍ
لَه ُ ع َ ْد َ
مخْل ِصا ً م ِنْ قلَ ْبِه ِ ص ََّل ّى الل ّه عَلَيْه ِ بِهَا عَشْر َ صَلَو َ ٍ
ات وَر َفَع َه ُ بِهَا عَشْر َ ُ
ات}.
محَا عَن ْه ُ عَشْر َ سَي ِّئ َ ٍ
ات و َ َ
حسَن َ ٍ
َات وَكَت َبَ لَه ُ بِهَا عَشْر َ َ
دَرَج ٍ
ونقل الحافظ السخاوي عن أمير المؤمنين علي رضي الل ّه عنه وكرم الل ّه
وجهه أنه قال{ :لولا أن أنسى ذكر الل ّه ع َّ ّز وجل ما تقربت إلا
بالصلاة على النبي صلى الل ّه عليه وسلم فإني سمعت رسول الل ّه صلى الل ّه
وقال صلى الل ّه عليه وسلم لأبي كاهل الصحابي رضي الل ّه عنه{:يَا أَ بَا
ك الْيَوْم َ.
وَذَل ِ َ
وقال صلى الل ّه عليه وسلم{:م َنْ ص ََّل ّى عَل ََّيّ صَلاَة ًكَت َبَ الل ّه لَه ُ ق ِي َراطا ً م ِ َ
ن
ل ُّأحُدٍ}.
َاط مِث ْ ُ
جر ِ و َالْق ِير ُ
الأ ْ
َ
وقال صلى الل ّه عليه وسلم{:م َنْ ص ََّل ّى عَل ََّيّ صَلاَة ً ل َ ْم ت َز َ ِ
ل ال ْمَلائ َ ِك َة ُ تُصَل ِّي
وروى أبو غسان المدني{:من صلى على رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم
مائة مرة في اليوم كان كمن داوم العبادة طول الليل والنهار}.
سيدي عليا ً الخواص رحمه الل ّه يقول :صلاة الل ّه تعالى على عبده لا
يدخلها العدد لأنه ليس لصلاته تعالى ابتداء ولا انتهاء وإنما دخلها
العدد من حيث مرتبة العبد المصلي لأنه محصور مقيد بالزمان فتن َّزّل
الحق تعالى للعبد بحسب شاكلة العبد وأخبر أنه تعالى يصلي على عبده
بكل مرة عشرا ً فافهم و يؤيد ما قلنا كون العبد يسأل الل ّه تعالى أن
يصلي على نبيه دون أن يقول هو اللهم إني صليت على محمد مثلا ً لأن
العبد إذا كان يجهل رتبة رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم فرتبة الحق
تعالى أولى فعلم أن تعداد الصلوات على النبي صلى الل ّه عليه وسلم إنما
هو من حيث سؤالنا نحن الل ّه أن يصلي عليه فيحسب لنا كل سؤال
أبو الحسن الشاذلي رضي الل ّه عنه{ :كنت في سياحتي فبت ليلة في
موضع كثير السباع فجعلت السباع تهمهم عل َّيّ فجلست على ربوة عالية
وقلت والل ّه لأصلين على رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم فإنه قال من
صلى عل َّيّ مرة صلى الل ّه عليه بها عشرا ً فإذا صلى الل ّه عل َّيّ عشرا ً أبيت
في أمن الل ّه قال ففعلت ذلك فلم أخف شيئا ً}.
وقال العارف بالل ّه تاج الدين بن عطاء الل ّه السكندري في كتابه تاج
الجامعة فإنه إذا فعل ذلك صار العمر القصير طو يلا ً كقوله سبحان
الل ّه العظيم وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم فإنك لو فعلت في جميع عمرك كل
طاعة ثم صلى الل ّه عليك صلاة واحدة رجحت تلك الصلاة الواحدة
واحدة فكيف إذا صلى عليك عشرا ً بكل صلاة كما جاء في الحديث
الصحيح فما أحسن العيش إذا أطعت الل ّه فيه بذكر الل ّه تعالى أو
الصلاة على رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم} ا.ه .
قال الشيخ ابن عطاء الل ّه{:من صلى عليه ربنا صلاة واحدة كفاه هم
بذلك بل لو قيل للعاقل أيما أحب إليك أن تكون أعمال جميع الخلائق
في صحيفتك أو صلاة من الل ّه عليك لما اختار غير الصلاة من الل ّه
تعالى فما ظنك بمن يصلي عليه ربنا سبحانه وجميع ملائكته على الدوام
والاستمرار يعني إذا داوم العبد على الصلاة على النبي صلى الل ّه عليه
وسلم فكيف يحسن بالمؤمن أن لا يكثر من الصلاة عليه صلى الل ّه عليه
ع َن ِ ّي}.
وكان صلى الل ّه عليه وسلم يقول{:ال َّصّ لاَة ِ عَل ََّيّ ن ِور ٌ يَوْم َ ال ْق ِيَامَة ِ عَنْد َ ظِل ْمَة ِ
وكان صلى الل ّه عليه وسلم يقول{:م َنْ س َ َّرّه ُ أَ ْن يلَْقَى الل ّه تَع َالَى و َه ُو َ عَن ْه ُ
ن َّ
الصّ لاَة ِ َت عَلَيْه ِ ح َاجَت ُه ُ فلَ ْي ُكْ ثِرْ م ِ َ
وقال صلى الل ّه عليه وسلم{:م َنْ ع َسُر ْ
الأ ْرز َاقَ و َت َ ْقض ِي عَل ََّيّ ف َِإ َّ ّنهَا ت َ ْكش ُ
ِف ال ْهُم ُوم َ و َال ْغُم ُوم َ و َال ْك ُر ُوبَ و َتُكْ ث ِر ُ َ
الْحَو َ ِ
ائج َ}.
أَ كْ ثَرُكْم ُ عَل ََّيّ صَلاَة ً فِي د َارِ ال ُّد ّن ْيَا ِإ َّن ّه ُ ق َ ْد ك َانَ فِي الل ّه وَم َلائ َِكَتِه ِ ِ
كف َاي َة ٌ
ْض عَل ََّيّ أَ ق ْوَام ٌ لا َ أَ ْعر ِفُه ُ ْم وكان صلى الل ّه عليه وسلم يقول{ :لَيَرِد َ َّ ّ
ن الْحَو َ
وكان صلى الل ّه عليه وسلم يقول{:أَ كْ ثَرُك ُ ْم أَ ْزو َاجا ً فِي الْج َّنَ ّة ِ أَ كْ ثَرُك ُ ْم
س بِي يَوْم َ الْق ِيَامَة ِ أَ كْ ث َر ُه ُ ْم عَل ََّ ّي وقال صلى الل ّه عليه وسلم{:أَ وْلَى َّ
الن ّا ِ
صَلاَة ً}.
ُوب م ِنْ ُّأ َّمّتِي وأَ حْ ي َى س َُّن ّتِي و َأَ كْ ثَر َ َّ
الصّ لاَة َ عَل ََّيّ}. مَك ْر ٍ
وفي رسالة الإمام أبي القاسم القشيري عن ابن عباس رضي الل ّه عنهما
قال{:أوحى الل ّه ع َّ ّز وجل إلى موسى عليه السلام أني قد جعلت فيك
عشرة آلاف سمع حتى سمعت كلامي وعشرة آلاف لسان حتى
أَ جبتني وأَ حب ما تكون إل َّيّ وأقربه ُ إذا أكثرت الصلاة على محمد صلى
القول البديع رحمهم الل ّه أجمعين :أنهم ذكروا في كتبهم هذه عن
كعب الأحبار رضي الل ّه عنه قال{ :أَ وحى الل ّه عز وجل إلى موسى
على نبينا وعليه الصلاة والسلام في بعض ما أوحى إليه يا موسى لولا
المساكين فسائلهم كما تسائل الأغنياء فإن لم تفعل ذلك فاجعل كل
القيامة قال إلهي نعم قال فأَ كثر الصلاة على محمد صلى الل ّه عليه
وسلم}.
عبد مسرف على نفسه فلما مات قد غفرت له قال يا ربي وبماذا قال
إنه فتح التوراة يوما ً ووجد فيها اسم محمد صلى الل ّه عليه وسلم فصلى
وعن ُّأب َ ِيّ بن كعب رضي الل ّه عنه قال:كان رسول الل ّه صلى الل ّه عليه
ت
اس اذْك ُر ُوا الل ّه ج َاء َ ِ وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال :يا أ ُّ ّيها َّ
الن ّ ُ
ل
ك فَك َ ْم أَ جْ ع َ ُ ل الل ّه ِإني ُّأكْ ثِر ُ َّ
الصّ لاَة َ عَلَي ْ َ ْب :يَا رَسُو َ
كع ٍ ل ُّأب َُّيّ ب ْ ُ
ن َ فَق َا َ
ل م َا شِئ ْتَ .قَالَُّ :
الر ّبْعَ? قال :ما شِئ ْتَ ،و َِإ ْن ك م ِنْ صَلاَتِي? فَق َا َ
لَ َ
وفي طبقات الإمام الشعراني في ترجمة أبي المواهب الشاذلي رضي الل ّه
عنهما قال{:رأيت النبي صلى الل ّه عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول
وقال الإمام الشعراني في كشف الغمة :قال بعض العلماء رضي الل ّه
عنهم{ :وأقل الإكثار من الصلاة عليه صلى الل ّه عليه وسلم سبعمائة
كل ليلة}.
وقال رضي الل ّه عنه في كتابه لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود
المحمدية{:أخذ علينا العهد العام من رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم أن
نكثر من الصلاة والتسليم على رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم ليلا ً
فيه كل الترغيب إظهارا ً لمحبته صلى الل ّه عليه وسلم وأن جعلوا لهم
وردا ً كل يوم وليلة صباحا ً ومساء من ألف صلاة إلى عشرة آلاف
كالصلاة ذات الركوع والسجود .وإن لم تكن الطهارة لها شرطا ً في
صحتها ،ثم قال فمن واظب على ما ذ كرناه كان له أجر عظيم وهو من
أولى ما يتقرب به إليه صلى الل ّه عليه وسلم وما في الوجود من جعل
الل ّه تعالى له الحل والربط دنيا وأخرى مثله صلى الل ّه عليه وسلم فمن
جميع المؤمنين كما ترى ذلك في من كان مقربا ً عند ملوك الدنيا ومن
خدم السيد خدمته العبيد وكان ورد شيخنا وقدوتنا إلى الل ّه تعالى
الشيخ نور الدين الشوني كل يوم عشرة آلاف وكان ورد الشيخ أحمد
الصلاة على النبي صلى الل ّه عليه وسلم حتى يصير يجالسنا يقظة ونصبحه
الحفاظ عندنا ونعمل بقوله صلى الل ّه عليه وسلم فيها وما لم يقع لنا ذلك
على النبي صلى الل ّه عليه وسلم من أقرب الطرق فمن لم يخدمه صلى الل ّه
عليه وسلم الخدمة الخاصة به وطلب دخول حضرة الل ّه فقد رام المحال
ولا يمكّنه حجاب الحضرة أن يدخل وذلك لجهله بالأدب مع الل ّه
واسطة فافهم فعليك يا أخي بالإكثار من الصلاة على رسول الل ّه صلى
الل ّه عليه وسلم فإن خدام النبي صلى الل ّه عليه وسلم لا يتعرض لهم
الزبانية يوم القيامة إكراما ً لرسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم فقد نفعت
إلى رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم الاستناد الخاص ووالل ّه ليس
مقصود كل صادق من جمع الناس على ذكر الل ّه إلا المحبة في الل ّه ولا
من جمعهم على الصلاة على رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم إلا المحبة
فيه وقد قدمنا أوائل العهود أن صحبة النبي صلى الل ّه عليه وسلم
البرزخية تحتاج إلى صفاء عظيم حتى يصلح العبد لمجالسته صلى الل ّه
على عبادة الثقلين كما لم تنفع صحبة المنافقين ومثل ذلك تلاوة ال كفار
للقرآن لا ينتفعون بها لعدم إيمانهم بأحكامه وقد حكى الثعقلي في
كتاب العرائس أن لل ّه تعالى خلقا ً وراء جبل قاف لا يعلم عددهم إلا
الل ّه ليس لهم عبادة إلا الصلاة على رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم}
شيخه غوث الزمان سيدنا عبد العزيز الدباغ{:أن سيدنا الخضر على
نبينا وعليه السلام أعطاه وردا ً في بداية أمره أن يذكر كل يوم سبعة
آلاف مرة اللهم يا رب بجاه سيدنا محمد بن عبد الل ّه صلى الل ّه عليه
وسلم اجمع بيني وبين سيدنا محمد بن عبد الل ّه في الدنيا قبل الآخرة
وداوم على هذا الورد رضي الل ّه عنه وذكر في الكتاب المذكور في
أماكن متعددة أنه كان رضي الل ّه عنه يجتمع بالنبي صلى الل ّه عليه
وسلم يقظة ويسأله مسائل فيجيبه بأجوبة مطابقة لما ذكره أئمة العلماء
مع أنه رضي الل ّه عنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب}.
وقال سيدي عبد الغني النابلسي في شرح صلوات سيدي الغوث
الشيخ عبد القادر الكيلاني رضي الل ّه عنهما عند قوله وأتحفنا
خمس بعد المائة والألف بالشيخ الإمام الهمام الفاضل الكامل العالم
العامل محمود ال كردي رحمه الل ّه تعالى وكنت أجلس معه عند باب
الحجرة النبو ية على ساكنها أشرف الصلاة وأكمل السلام والتحية وكان
يخبرني أنه يرى النبي صلى الل ّه عليه وسلم يقظة ويتكلم معه و يأتي مرة
إلى الحجرة فيقال له ذهب يزور عمه حمزة رضي الل ّه عنه و يحكي له
وقائع جرت بينه وبين النبي صلى الل ّه عليه وسلم في اليقظة وأنا مؤمن
بذلك ومصدق له فيه وهو رجل من العلماء الصادقين حتى أنه مرة
دعاني إلى بيته داخل المدينة وأضافني وأخرج لي تفسيرا ً جمعه للقرآن
العظيم في ثمان مجلدات ورأيت له كتابا ً في الصلاة على النبي صلى الل ّه
عليه وسلم مثل كتاب دلائل الخيرات المشهور وأكبر منه وله غير
ذلك}.
وذكر الشهاب ابن حجر الهيثمي في شرح همز ية المديح النبوي{:قال في
بعدهم أنهم رأوه صلى الل ّه عليه وسلم في المنام ورأوه بعد ذلك في
اليقظة وسألوه عن أشياء غيبية فأخبرهم بها فكانت كما أَ خبر قال ابن
أبي جمرة وهذه من جملة كرامات الأولياء فيلزم منكرها الوقوع في
ورطة إنكار كراماتهم وفي المنقذ من الضلال للغزالي رحمه الل ّه أن
ويسمعون منهم أصواتا ً و يقتبسون منهم فوائد ومن المعلوم أنه صلى الل ّه
عليه وسلم حي في قبره وأنه لا يراه في اليقظة الرؤ ية النافعة إلا وليّ
وأنه لا يبعد أنه م ن أكرم برؤيته أن يكرم بإزالة الحجب بينه وبينه
صلى الل ّه عليه وسلم مع كونه في قبره فقد يراه الأولياء في اليقظة في
قبره و يحادثونه وإن بعدت ديارهم واختلفت مراتبهم ولا يلزم من
وقوع ذلك منهم على جهة ال كرامة الباهرة أنهم صحابة لأن الصحبة
انقطعت بموته صلى الل ّه عليه وسلم وإذا كان من رآه بعد موته قبل
دفنه غير صحابي فهؤلاء كذلك بالأولى فاندفع قول فتح الباري هذا
قال الشهاب ابن حجر أن القطب أبا العباس المرسي تلميذ القطب
وسلم يقظة مرارا ً لا سيما عند قبر والده بالرافة ولقد كان شيخي
وشيخ والدي الشمس محمد بن أبي الحمائل يرى النبي صلى الل ّه عليه
وسلم ثم يدخل رأسه في جيب قميصه ثم يقول قال النبي صلى الل ّه عليه
وسلم فيه كذا فيكون كما أخبر لا يتخلف ذلك أبدا ً فاحذر من إنكار
ذلك فإنه السم الموحى} .قال النابلسي :وليس هذا بأمر عجيب ولا
شأن غريب فإن أرواح الموتى مطلقا ً لم تمت ولا تموت أبدا ً ول كنها
الروح الأمين جبر يل عليه السلام في صورة أعرابي وفي صورة دحية
الكلبي كما ورد في الأحاديث الصحيحة عن رسول الل ّه صلى الل ّه عليه
وسلم وإذا كان هذا في أرواح عامة الناس الذين لم تحبس أرواحهم
بالتبعات والحقوق التي ماتوا وهي عليه من كما قال تعالى كل نفس بما
كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين فما بالك بأرواح النبيين والمرسلين
عليهم صلوات الل ّه وسلامه أجمعين وليس الموت بإعدام للأرواح وإن
أهل السنة والجماعة والسؤال والنعيم والعذاب إنما يكون في عالم البرزخ
لا في عالم الدنيا وعالم البرزخ بابه القبر وليس في القبور إلا أجسام
الموتى لأن القبور من عالم الدنيا وأرواح الموتى في عالم البرزخ إحياء
على ما كانت ،وإنما الموت نقلة من عالم إلى عالم ،فالأرواح المكلفة
غير المرهونة بما كسبت تسرح في عالم البرزخ وهي في صور أجسامها
للمؤمن أن يشكك فيه لأنه مبني على قواعد الإسلام وأصول الأحكام
ولا يرتاب فيه إلا المبتدعة الضالون الجاحدون على ظواهر العقول
والأفهام والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وهو بكل شيءٍ
ّ
عليم}.
وذكر الجندي في شرح الفصوص{ :أن الشيخ الأكبر قدس الل ّه سره
كان بعد موته يأتي إلى بيته يزور أم ولد له و يقول لها كيف حالك
وأي عمل أنفع ،من الصلاة على من صلى الل ّه عليه وجميع ملائكته،
وخصه بالقربة العظيمة منه في دنياه وآخرته ،فالصلاة عليه صلى الل ّه
عليه وسلم أعظم نور ،وهي التجارة التي لا تبور ،وهي ديدن الأولياء
في المساء والبكور ،فكن مثابرا ً على الصلاة على نبيك صلى الل ّه عليه
وسلم فبذلك تظهر من غيك ويزكو منك العمل ،وتبلغ غاية الأمل،
مع الإخلاص والمهابة ول كونه الواسطة العظمى صلى الل ّه عليه وسلم
وفاء بحقه العظيم أو ولو قصد الر ياء {قطع الإمام الشاطبي والسنوسي
بحصول ثوابها للمصلي ولو قصد الر ياء} وحقق العلامة الأمير في
حاشيته على عبد السلام نقلا ً عن بعض المحققين أن لها جهتين فمن
ومن جهة القدر الواصل للمصلي فكبقية الأعمال لا ثواب فيه إلا
وذم ضده في الكل أيضاً} ا.ه .من أفضل الصلوات للامام النبهاني .
الطالة اإلاػشوفت غىذ أهل اإلاليباسملسو هيلع هللا ىلص-:
فمنها الطالة الخاحيت - :
الل ّه عنه
الشيخ عبدالرحمن السق اف بن محمد مولى الدو يلة بن علي بن علوي ابن
الفقيه المقدم محمد بن علي بن محمد صاحب مرباط ابن علي بن علوي
بن محمد صاحب الصومعة ابن علوي بن عبيد الل ّه بن الإمام المهاجر
إلى الل ّه أحمد بن عيسى بن محمد النقيب بن علي العر يضي بن جعفر
بن أبي طالب وابن فاطمة الزهراء بنت سيدنا محمد خاتم النبيين صلى
الل ّه وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين .فهو الحفيد 25لرسول الل ّه محمد
بن........
وفي هدية العارفين :السقاف -الشيخ أبو بكر بن سالم بن عبد الل ّه بن
عبد الرحمن ابن عبد الل ّه بن عبد الرحمن الحضرمي اليمنى الشهير
وتسعين وتسعمائة،
له من ال كتب فتح باب المواهب وبغية مطلب الطالب .معارج
. 238
محمد بن سهل بن عبد الرحمن مولى خيلة بن عبد الل ّه بن علوي بن محمد
مول ى الدو يلة بن علي بن علوي الغيور بن الفقيه المقدم محمد بن علي بن
محمد صاحب مرباط بن علي خالع قسم بن علوي بن محمد بن علوي بن
عبيد الل ّه بن أحمد المهاجر بن عيسى بن محمد النقيب بن علي العر يضي
بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين
السبط بن الإمام علي بن أبي طالب ،والإمام علي زوج فاطمة بنت
سيدنا محمد خاتم النبيين صلى الل ّه وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين .
المشهور .
وهو :عبد الل ّه بن علوي بن محمد بن أحمد بن عبد الل ّه بن محمد بن
علوي بن أحمد الحداد بن أبي بكر بن أحمد بن محمد بن عبد الل ّه بن
مرباط بن علي خالع قسم بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيد الل ّه بن
خاتم النبيين صلى الل ّه وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين .
صالح حسن الفضالة ،لل دكتور" و"الشمس الظهيرة " و"المشرع الروي
" و" تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار تاريخ الجبرتي / 3-1عبد
اللواء الركن – مصنف :السيد يوسف بن عبد الل ّه جمل الليل " و"
ضيغتالطالة الخاحيت
ق وَاْلع َلَم َ
اج وَاْلبُر َا ِ
اج وَاْلمِعْر َ ِ ِب َّ
الت ّ ِ ل عَلَى سَيِّدِنَا مُح ََّم ّدٍ صَاح ِ ا َّل َ ّله ُ َّ ّم َ
ص ِّ
ُوب مَرْفُوعٌض وَاْلاَلَم َ .اِسْم ُه ُ مَكْت ٌ د َاف ِِع اْلبَلَاء ِ وَاْلو َبَاء ِ و َالْق َحْ طِ وَاْلمَر َ ِ
س اْلغَرِيبِينَ رَحْمَة ٍ لِل ْع َالم َي ِنَ ر َاحَة ِ اْلع َاشِق ِينَ مُر َادِ شَف ِ
ِيع اْلمُذْنبِِينَ أَ نِي ِ
ن عَبْدِ الل ّه ِ نُو ٍر م ِنْ نُورِ الل ّه ِ يَا أَ ُّ ّيهَا اْلمُشْتَاقُونَ بنِ ُورِ جَمَالِه ِ صَل ّوُا عَلَيْه ِ
مُح ََّم ّدِ ب ْ ِ
والل ّه اعلم].
وفي جوار مقبرة قطب الزمان الممبرمي الفقير الأعمى وهو يقرأ هذه
الناس ،وتلك القرائة من صميم قلبه رحمه الل ّه تعالى كمارأيتُ في ليالي
يوم الجمعة حين كنتُ متعلما عند الشيخ الفقيه مولانا /أبومحمد باوا
الن ّاس الصّ لاة الن ّار ي ّة اسم ُها في الأصل الصّ لاة ُ الت ّاز ي ّة ن ِسب َة للشّيخ
العارف بالل ّه إبراهيم الت ّازي الوهراني وهو التازي الأول لاالثاني وهو
والصلاة النار ية ليست صلاة ً قائمة على السجود والركوع -كما يظن
البعض -بل هي صيغة من صيغ الصلاة على النبي محمد -صلى الل ّه
عليه وسلم ،-وسميت بهذا الاسم لسرعة تحقيقها للمطلوب؛ حيث إنها
إذا قرئت بنية تحصيل أمر من الأمور ،تحققه كالنار في الهشيم ،ولها
مسميات أخرى غير هذا الاسم كالتفر يجية؛ لأنها بتفرج الهموم
وال كرب لمن يواظب عليها ،والقرطبية نسبة ً الى العالم في القرطب لا
الامام المشهور بالقرطبي المفسر ،أو بالتاز ية نسبة للسيد إبراهيم
التازي ،وهو مصنف هذه الصلاة العظيمة ،لا الامام القرطبي المفس ّر
الألفاظ المشهورة مصن ّفة من المغرب ولذا نقلت هذه الصلاة عن
سقَى الغَم َام ُ ب ِو َجْ هِه ِ ال كَر ِيمِ ،و َعَلَى آلِه ِ
ن الخَوَات ِِيم ،و َيُسْت َ ْ
س ُ
ح ْ َّ
الر َّّغَائ ِبُ ،و َ ُ
ل مَعْلُو ٍم لَكَ.
س ب ِعَدَدِ ك ُ ّ ِ
ل لَم ْحَة ٍ و َنَف َ ٍ
و َصَ ح ْبِه ِ في ك ُ ّ ِ
ألادلت لهزه الطالة :
ل
ْب رَضِي َ الل ّه ُ عَن ْه ُ قَالَ :ك َانَ رَسُو ُ
كع ٍ روى الترمذي ع َنْ ُّأب َ ِيّ ب ْ ِ
ن َ
َّ
الر ّادِف َة ُ ،ج َاء َ المَو ْتُ بِمَا ف ِيه ِ ،ج َاء َ المَو ْتُ بِمَا ف ِيه ِ».
ك».
شِئ ْتَ ،ف َِإ ْن زِدْتَ فَه ُو َ خَيْر ٌ ل َ َ
ك
ل لَ َ
ك» .قُل ْتُ :أَ جْ ع َ ُ
شئ ْتَ ،ف َِإ ْن زِدْتَ فَه ُو َ خَيْر ٌ ل َ َ ف َ ُّ
الث ّلُثَيْنِ? قَالَ« :م َا ِ
ك». صَلَاتِي ك َُّل ّه َا .قَالَِ « :إذ َا ً تُكْ فَى ه ََّم ّكَ ،و َيُغْف َر ُ ل َ َ
ك ذَن ْب ُ َ
ل لِس َي ِّدِنَا رَسُو ِ ِ فَس َي ِّد ُنَا ُّأب َُّ َّيّ ب ْ ُ
ل الل ّه صَلَّ ّى الل ّه ُ ْب رَضِي َ الل ّه ُ عَن ْه ُ قَا َ
كع ٍ
ن َ
ك». الن ّب ِ ُّ َّيّ ص ََّل ّى الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َعلى آلِه ِ و َصَ ح ْبِه ِ و َ َ
س َّل ّم َ« :ف َِإ ْن زِدْتَ فَه ُو َ خَيْر ٌ ل َ َ َّ َّ
ن إلى َّ
الصّ َّلَاة ِ ك َّ َّ
الز ّم َ ِ ْف ذَل ِ َ وَوَجْه ُ كِف َايَة ِ هُم ُو ِم ال ُّدَّ ّن ْيَا و َالآ ِ
خرَة ِ ب ِصَر ِ
س َّل ّم َ.
و َعلى آلِه ِ و َصَ ح ْبِه ِ و َ َ
ل
اب رَضِي َ الل ّه ُ عَن ْه ُ قَالَ :قَا َ
ط ِن ا ْلخ َ َّ ّ
وقد روى البيهقي ع َنْ ع ُم َر َ ب ْ ِ
ن الل ّه َ تَع َالَى يَق ُولُ: ل الل ّه ِ صَلَّ ّى الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َعلى آلِه ِ و َصَ ح ْبِه ِ و َ َ
س َّل ّم َِ « :إ َّ ّ رَسُو ُ
ل م َا ُّأ ْعط ِي ال َّ ّ
سائِلِينَ» .وبناء ض َ
م َنْ شَغَلَه ُ ذِكْر ِي ع َنْ مَسْأَ لَتِي أَ ْعطَي ْت ُه ُ أَ ف ْ َ
ل الل ّه ِ ص ََّل ّى الل ّه ُ عَلَيْه ِ على ذلك :ف َِإذ َا ك َان َِت َّ
الصّ َّلَاة ُ على سَي ِّدِنَا رَسُو ِ
كف َايَة ِ اله َ ِمِّ ،إ ْن ك َانَ دُن ْيَو َِّي َّّا ً و َِإ ْن ك َانَ
س َّل ّم َ سَبَبَا ً في ِ
و َعلى آلِه ِ و َصَ ح ْبِه ِ و َ َ
ُّأ ْ
خرَوِ َّي َّّا ً،
ن
الإنْس َا ِ الن َّّارِ َّ َّي ّة ِ? ِإذ َا ك َان َ ْ
ت في حَيَاة ِ ِ الصّ َّلَاة ِ َّ
ن الشِّرْك ُ في َّ ن يَ ْ
كم ُ ُ فأَ َ ي ْ َ
ن الشِّرْك ُ ن يَ ْ
كم ُ ُ ك»? فأَ َ ي ْ َ س َّل ّم َِ « :إذ َا ً ت ُ ْكفَى ه ََّم ّكَ ،و َيُغْف َر ُ ل َ َ
ك ذَن ْب ُ َ و َصَ ح ْبِه ِ و َ َ
ولهذه الصلاة فائدة عظيمة فقد بي ّنتها في كتابي " رحال الغرب الى
الأقطاب ،
الأنجاب ،وقطب َ
الأمة سيد َ
الأئمة وشيخ َ
قال ِإمام َ
الدين :خذوا مني هذه الصلاة فإني قد أخذتها ِبإلهام من الل ّه ع ّز
وجل ثم عرضتها على النبي صلى الل ّه عليه وعلى آله وصحبه وسلم
وأَ ردت أن أسأله عن ثوابها فأخبرني قبل أن أسأله فقال لي :لها من
الفضل شيء غريب لا ينحصر ِفإنها ترفع أصحابها إلى أعلى الدرجات
وإذا قصد أمر لا يخيب ظنه ولا ترد له دعوة عند الل ّه ومن قرأها
مرة واحدة غفر الل ّه تعالى له ولمن في المجلس وإن حضر أجله عند
والرابع :بيده طاسة من الذهب مملؤة من ثمار الجنة ،و يقول الل ّه
تعالى له :أبشر يا عبد الل ّه انْظُر ْ لك منزلا ً في الجنة فينظر فيراه بعينيه
قبل أن تخرج روحه ويدخل الجنة ،وفي قبره آمنا ً ولا يرى فيه
وحشة ولا ضيقا ً ،و يفتح له أَ ربعون بابا ً من الرحمة و يعلق على رأَ سه
قنديل من النور يبعث به يوم القيامة ،وعن يمينه ملك يبش ّره ،وعن
عليه ،ولا يرى حسرة ،ولا ندامة ولا يحاسب بسؤ العمل ِ ،وإذا
مرّ على الصراط فتقول له النار ج ُ ْز سر يعا ً يا عتيق الل ّه إنني محرمة
ِإليه ،ولكل باب أربعون قُب ّة من الفضة في كل قبة مائة خيمة من
من الحور العين خلقها الل ّه تعالى من الطيب المطيب كأَ نها البدر ليلة
إلى حضرة ربه فقال الل ّه عز وجل وعلا :السموات له عليه وعلى آله
وصحبه وسلم ومنعه الحياء ُ أن يقول شيئا ً ،فقال له الجليل جلا وعلا
أَ نت لمن صلى عليك زاد تشر يفا ً وتعظيما ً ،فقال له سيدي عبد القادر
ا لجيلاني هذه الصلاة يليق بها الحديث وهذه الصلاة تفتح سبعين بابا ً
ق ألف
من الرحمة وتظهر عجائبها من عن طر يق الحكمة ،وخير من عِت ِ
نسمة ،ونحر ألف بدنة وصدقة ألف دين وصيام أَ لف شهر ،
مُكِيِنُ الدين :كانت هذه الصلاة لا تعطى إلا لرجل كامل الخصائل
وكثير النوائل وأن صاحب هذه الصلاة إذا أَ همه أَ مر من ُّأمور الدنيا
والآخرة كُــ ُّ ّ
ل صلاة قرأَ ها من هذه الصلاة كانت له شفاعة عند النبي
صلى الل ّه عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،وهى صلاة للمصلين ،وقرآن
على سيدنا محمد البشير المبشر للمؤمنين بما قال الل ّه العظيم و َبَشِّر ِ ال ْمُؤْم ِنِينَ
جر َ ال ْمُؤْم ِنِينَ ،اللهم صل وسلم على سيدنا محمد نَّ َّ
الل َّّه َ لا َ يُضِ ي ُع أَ ْ و َأَ َّ ّ
البشير المبشر للذاكرين بما قال الل ّه العظيم :فَاذْك ُر ُونِي أَ ذْكُرْك ُ ْم اذْك ُر ُوا
الل َّّه َ ذِك ْرًا كَث ِيرا ً وَسَب ِّحُوه ُ بُك ْرَة ً و َأَ صِيلا ً ه ُو َ َّ َّال ّذِي يُصَل ِ ّي عَلَيْك ُ ْم وَم َلائِكَت ُه ُ
َّ
ل مِّنك ُم البشير المبشر للعاملين بما قال الل ّه العظيم :أَ ن ِ ّي لا َ ُّأضِي ُع ع َم َ َ
ل عَام ِ ٍ
لأ َّ َّوّابِينَ
سيدنا محمد البشير المبشر للأوابين بما قال الل ّه العظيم :ف َِإ َّن َّّه ُك َانَ ل ِ َ
غَف ُور ًا لَه ُم َّمَّّا يَش َاءونَ عِند َ ر َبِّه ِ ْم ذَل ِ َ
ك جَز َاء ال ْم ُحْ سِنِينَ ،اللهم صل
ن َّ
الل َّّه َ وسلم على سيدنا محمد البشير المبشر للتوابين بما قال الل ّه العظيمِ :إ َّ ّ َّ
ل َّ َّ
الت ّو ْبَة َ ع َنْ عِبَادِه ِ ن و َه ُو َ َّ َّال ّذِي يَقْب َ ُ يح ُّ ّ َّ
ِب ال ْمُتَط َ ّه ِرِي َ الت ّ َّو َّّابِينَ و َ ُ يح ُّ ّ َّ
ِب َّ َّ ُ
للمخلصين بما قال الل ّه العظيم :فَم َن ك َانَ يَرْجُو لِق َاء ر َب ّ ِه ِ فلَ ْيَعْم َلْ ع َمَلا ً
على سيدنا محمد البشير المبشر للمصلين بما قال الل ّه العظيم :و َأَ ق ِ ِم َّ
الصّ َّلاة َ
أَ َّ َّن ّه ُم ُّمَّّلاَق ُو ر َبِّه ِ ْم و َأَ َّ َّن ّه ُ ْم ِإلَيْه ِ ر َاجِع ُونَ َّ َّال ّذِي َ
ن ي َ ْذك ُر ُونَ َّ
الل َّّه َ ق ِيَاما ً و َقُع ُود ًا
جر َه ُم البشير المبشر للصائمين بما قال الل ّه العظيمِ :إ َّ َّن ّم َا يُو ََّف َّّى َّ
الصّ َّاب ِر ُونَ أَ ْ
اب، ك ه ُ ْم ُّأوْلُوا َ
الألْب َ ِ الل َّّه ُ و َ ُّأوْلَئ ِ َ
ن هَد َاهُم ُ َّ َاب ُّأوْلَئ ِ َ
ك َّالَّ ّذِي َ حس ٍب ِغَيْر ِ ِ
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد البشير المبشر للخائفين بما قال الل ّه
محمد البشير المبشر للمتقين بما قال الل ّه العظيم :وَرَحْمَتِي وَسِع َْت ك ُ َّ ّ َّ
ل
ْف بِمَا عَم ِلُوا و َه ُ ْم فِي الن ّب ِ َّ َّيّ ال ُّأ ِم ّ َّ َّيّ لَه ُ ْم جَز َاء ِّ
الضع ِ ل َّ َّ ن ي ََّت َّّب ِع ُونَ َّ َّ
الر ّسُو َ َّالَّ ّذِي َ
ن يُؤ ْتُونَ م َا آتَوا َّوَّّقُلُو بُه ُ ْم وَجِلَة ٌ أَ َّ َّن ّه ُ ْم ِإلَى ر َبِّه ِ ْم ر َاجِع ُونَ
قُلُو بُه ُ ْم و ََّالَّ ّذِي َ
ن سيدنا محمد البشير المبشر للصابرين بما قال الل ّه العظيم :و َبَشِّرِ َّ
الصّ َّابِر ِي َ
ن ِإذ َا أَ صَابَتْه ُم ُّمَّّصِ يبَة ٌ قَالُوا ْ ِإ َّن َّّا لِلّه ِ و َِإ َّن َّّا ِإلَيْه ِ ر َاجِعونَ ِإن ِ ّي جَز َيْتُهُم ُ
َّ َّال ّذِي َ
الْيَوْم َ بِمَا صَبَر ُوا أَ َّ َّن ّه ُ ْم هُم ُ الْف َائ ِز ُونَ ،اللهم صل وسلم على سيدنا محمد
البشير المبشر للكاظمين بما قال الل ّه العظيم :و َالْك َاظِمِينَ ال ْغَي َْظ و َال ْع َافِينَ
الل ّه ِ ِإ َّن َّّه ُ
جرُه ُ عَلَى َّ َّ
ح فأَ َ ْ يح ُّ ّ َّ
ِب ال ْم ُحْ سِنِينَ فَم َنْ عَف َا و َأَ صْ ل َ َ س و ََّالل َّّه ُ ُ ن َّ
الن َّّا ِ عَ ِ
يح ُّ ّ َّ
ِب الظالمين ،اللهم صل وسلم على سيدنا محمد البشير المبشر لا ُ
يح ُّ ّ َّ
ِب ال ْم ُحْ سِنِينَ ،م َن ن َّ
الل َّّه َ ُ للمحسنين بما قال الل ّه العظيم :و َأَ حْ سِن ُوا ِإ َّ ّ َّ
يج ْز َى ِإ َّ َّ
لا ّ مِث ْلَه َا ج َاء ب ِالْحَس َنَة ِ فلََه ُ عَشْر ُ أَ مْثَالِهَا وَم َن ج َاء ب ِال َّ ّ
سَّي ِّئَة ِ فَلا َ ُ
يجْزِي ن َّ
الل َّّه َ َ ص َّ ّدَّقُوا ْ خَيْر ٌ َّ َّل ّك ُ ْم ِإ َّ ّ َّ
للمتصدقين بما قال الل ّه العظيم :و َأَ ن ت َ َ
صدِّقِينَ ،اللهم صل وسلم على سيدنا محمد البشير المبشر للمنفقين بما
ال ْمُت َ َ
يء ٍ فَه ُو َ ُ
يخْلِف ُه ُ قال الل ّه العظيم :وَم َِّم َّّا رَز َق ْنَاه ُ ْم يُنفِق ُونَ وَم َا أَ نفَقْتُم مِّن ش َ ْ
و َه ُو َ خَيْر ُ َّ
الر َّّازِقِينَ ،اللهم صل وسلم على سيدنا محمد البشير المبشر
كفَرْتُم ْ ِإ َّ ّ َّ
ن عَذ َابِي لَش َدِيد ٌ ،اللهم صل وسلم لأزِيد َّ ََّن ّك ُ ْم و َلئَِن َ
لئَِن شَكَرْتُم ْ َ
على سيدنا محمد البشير المبشر للسائلين بما قال الل ّه العظيم :ف َِإن ِ ّي قَرِيبٌ
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد البشير المبشر للصالحين بما قال الل ّه
ن آم َن ُوا ص َُّل َّّوا عَلَيْه ِ وَسَلِّم ُوا تَسْلِيم ًا يُؤ ْتِك ُ ْم كِفْلَيْنِ م ِن
الن ّب ِ ِيّ يَا أَ ُّ َّي ّه َا َّالَّ ّذِي َ
َّ َّ
يج ْع َل َّلَّ ّك ُ ْم نُور ًا تَمْش ُونَ بِه ِ و َيَغْفِر ْ ل َك ُ ْم و ََّالل َّّه ُ غَف ُور ٌ َّ َّرّحِيم ٌ ،اللهم
َّ َّرّحْمَتِه ِ و َ َ
صل وسلم على سيدنا محمد البشير المبشر للمبشر ين بما قال الل ّه العظيم:
ات لَهُم ُ الْبُشْر َى فِي الْحَياة ِ ال ُّ َّد ّن ْيَا و َفِي و َبَشِّر ِ َّالَّ ّذِين آم َن ُوا ْ و َعَم ِلُوا ْ َّ
الصّ َّالِ ح َ ِ
على سيدنا محمد البشير المبشر للفائزين بما قال الل ّه العظيم :وَم َن يُط ِِع
َّ
الل َّّه َ وَرَسُولَه ُ فَق َ ْد فَاز َ فَوْز ًا عَظ ِيماً ،اللهم صل وسلم على سيدنا محمد
ك ثَوَابًا وَخَيْر ٌ أَ م َلاً ،اللهم صل ال ُّ َّد ّن ْيَا و َالْبَاق ِيَاتُ َّ
الصّ َّالِ حَاتُ خَيْر ٌ عِند َ ر َب ّ ِ َ
وسلم على سيدنا محمد البشير المبشر للأميين بما قال الل ّه العظيم :كُنتُم ْ
ن ال ْمُنكَر ِ
ُوف و َتَنْهَوْنَ ع َ ِ َت ل ِ َّلن َّّا ِ
س تَأْ مُر ُونَ ب ِال ْمَعْر ِ خَيْر َ ُّأ َّ َّمّة ٍ ُّأ ْ
خرِج ْ
على سيدنا محمد البشير المبشر للمذنبين بما قال الل ّه العظيم :ق ُلْ يَا عِبَادِيَ
المبشر للمستغفرين بما قال الل ّه العظيم :وَم َن يَعْم َلْ سُوءًا أَ ْو ي َ ْظلِم ْ ن َ ْفسَه ُ
الل َّّه َ غَف ُور ًا َّ َّرّحِيماً ،اللهم صل وسلم على سيدنا محمد
يجِدِ َّ ث َّ َُّم ّ يَسْتَغْفِرِ َّ
الل َّّه َ َ
َّ َّال ّذِي كُنتُم ْ تُوعَد ُونَ ،اللهم صل وسلم على سيدنا محمد البشير المبشر
ات و َال ْمُؤْم ِنِينَ للمسلمين بما قال الل ّه العظيمِ :إ َّ ّ
نَّ ال ْمُسْل ِمِينَ و َال ْمُسْل ِم َ ِ
ات
صدِّق َ ِ
صدِّق ِينَ و َال ْمُت َ َ
َات و َال ْمُت َ َ
شع َِات و َالْخا َشِعِينَ و َالْخا َ ِ و َّ
َالصّ َّاب ِر ِ
ن َّ
الل َّّه َ َات و َال َّذ َّّاكِر ِي َ
جه ُ ْم و َالْحَافِظ ِ
ات و َالْحَافِظ ِينَ ف ُر ُو َ َالصّ َّائِمِينَ و َّ
َالصّ َّائِم َ ِ و َّ
ن
لإنس َا ِ الل َّّه ُ لَه ُم َّ َّمّغْف ِرَة ً و َأَ جْرا ً عَظ ِيما ً و َأَ ن َّ َّل ّي َ
ْس ل ِ ِ ات أَ ع َ َّ ّدَّ َّ
كَث ِير ًا و َال َّذ َّّاك ِر َ ِ
الأوْفَى و َأَ َّ ّ
نَّ ِإلَى ْف ي ُر َى ث َّ َُّم ّ ُ
يج ْزَاه ُ الْجَزَاء َ سو َ
سعْي َه ُ َ سع َى و َأَ َّ ّ َّ
ن َ ِإ َّ َّ
لا ّ م َا َ
القادر ية .وفي بعض النسخ ز يادة على هذا ،والجمع بين النسخ
المعروف ب " أدكّ غّل " ،الإجازة ُ العالية لهذه الصلاة العظيمة ،وهو
لهذه الصلاة العظيمة ،فراجع اليه ،وهو حيّ الآن ،وهو عالم فقيه
الهند ،وهو مستجاب الدعوة ،أطال الل ّه بقائه في طاعة الل ّه وفي علوم
للولي ال كبير وعلم العلم الشهير قطب دائرة الوجود وسلالة أبي بكر
الصديق الذي ورث عنه مقام الصديقية حتى بلغ في دقائق المعارف
الإلهية على درجات التحقيق سيدنا ومولانا أبي المكارم الشيخ محمد
شمس ابن أبي الحسن البكري رضي الل ّه عنهما وعن أسلافهما
وأما الصلاة الرابعة :وهي اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق إلى آخرها .فقد ذكر سيدي أحمد
الصاوي في شرحه على ورد الدردير أنها تسمى صلاة الفاتح وأنها
تنسب لسيدي محمد البكري وذكر أن من صلى بها مرة واحدة فيع
مره لا يدخل النار قال بعض سادات المغرب أنها نزلت عليه في
صحيفة من الل ّه .وقال بعضهم المرة منها تعدل عشرة آلاف وقيل
ستمائة ألف من داوم عليها أربعين يوما ً تاب الل ّه عليه من جميع
اجتمع بالنبي صلى الل ّه عليه وسلم وتكون التلاوة بعد صلاة أربع
ركعات يقرأ في الأولى سورة القدر وفي الثانية الزلزلة كذلك وفي
الثالثة الكافرون كذلك وفي الرابعة المعوذتين و يخر عند التلاوة بعود
وذكرها الأستاذ السيد أحمد دحلان رحمه الل ّه في مجموعته وقال أنها
الجيلاني رضي الل ّه عنه .قال وهي مما هو نافع للمبتدىء والمنتهى
والم توسط فقد ذكر كثير من العارفين لها من الأسرار والعجائب ما
تتحير فيه الألباب وأن من واظب عليها كل يوم مائة مرة انكشف له
كثير من الحجب وحصل له من الأنوار وقضاء الأوطار ما لا يعلم
و يؤيد أنها لسيدي محمد البكري كما قاله العارف الصاوي أن محدث
الشام الشيخ عبد الرحمن ال كزبري ال كبير رحمه الل ّه ذكرها مع جملة
أن صاحبها الأستاذ قال من قرأ هذه الصلاة مرة واحدة في عمره
ودخل النار يقبضني بين يدي الل ّه تعالى وهي اللهم صل على سيدنا
محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق الناصر الحق بالحق الهادي إلى
صراطك المستقيم صلى الل ّه عليه وعلى آله وأصحابه حق قدره ومقداره
العظيم انتهت عبارة ال ك زبري وهي بلا واو عطف قبل الناصر وقبل
الهادي.
قال عشر كلمات عند دبر كل صلاة غداة وجد الل ّه تعالى عندهن
مكفيا ً مجز يا ً خمس للدنيا وخمس للأخرى .حسبي الل ّه لمن حسدني.
حسبي الل ّه لمن كادني بسوء .حسبي الل ّه عند الموت .حسبي الل ّه عند
المسألة في القبر .حسبي الل ّه عند الميزان .حسبي الل ّه عند الصراط.
وقد رأيت أن أذكر شيئا ً من أحوال سيدي محمد ابن أبي الحسن
فيها وملازمة لقراءتها فإن ز يادة فضلها وجلالة قدرها يعلمان بز يادة
فضل مؤلفها وجلالة قدره ذكره الإمام الشعراني رضي الل ّه عنه في
المحمدية الكامل ابن الكامل سيدي محمد البكري رضي الل ّه عنه وشهرته
تغني عن تعر يفه وماذا يقول القائل في حق من أفرغ الل ّه تعالى عليه
أكثر علماء من مصر ولم يكن في مصر أحد مثله وأجمع أهل الأمصار
ومما قاله في المنن ولعمري من يرى في طول عمره مثل سيدي محمد
صغر سن ّه ولم يعتقده فهو محروم من مدد أهل العصر كله فإن سيدي
وذكره في كتابه عقود العهود ونقل عنه كرامة جليلة وقعت له معه.
يعني سيدي محمد البكري رضي الل ّه عنه أنه حج سنة من السنين وزار
قبر النبي صلى الل ّه عليه وسلم شفاها وقال له بارك الل ّه فيك وفي
ذريتك ثم قال قال الشيخ محمد المغربي الشاذلي رضي الل ّه عنه ونفعنا
ببركاته أنه حج سنة من السنين إلى بيت الل ّه الحرام وكان بالحج
قال فذهبت إلى المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام
فدخلت يوما ً أزور قبر النبي صلى الل ّه عليه وسلم فوجدت الشيخ محمد
البكري بالحرم النبوي وقد عمل درسا ً قال في أثنائه ُّأمرت أن أقول
الآن قدمي هذا على رقبة كل وليّ لل ّه تعالى مشرقا ً كان أو مغربا ً
فعلمت أنه أعطي القطبانية ال كبرى وهذا لسان حالها فبادرت إليه
فمما قاله المناوي سمعته رضي الل ّه عنه يقول إن لل ّه عبد أبين أظهركم
معكم في مجلسكم هذا ينزل إليه في كل يوم ملك صبيحة اليوم يأمره
عبد القادر المحلي مشافهة قال إذا كان لك حاجة إلى الل ّه وأنت في
أي مكان من الأرض فتوجه نحو قبر الشيخ محمد البكري وقل يا شيخ
محمد يا ابن أبي الحسن يا أبيض الوجه يا بكري توسلت بك إلى الل ّه
تعالى في قضاء حاجتي كذا وكذا فإنها تقضي وهي مجربة .ا.ه .وقبره
رضي الل ّه عنه في مصر توفي فيها سنة أربع وتسعين وتسعمائة وقد
كانت ولادته في ثالث عشر ذي الحجة سنة ثلاثين وتسعمائة ومن أراد
ز يادة الاطلاع على مناقبه ومناقب أسلافه وأعقابه رضي الل ّه عنهم
رضي الل ّه عنه رزقني الل ّه وله الحمد والمنة في مدينة بيروت غلاما ً من
من وجوه مدينة بيروت وذوي البيوت القديمة ال كريمة فيها فسميته
محمدا ً ولقبته شمس الدين وكنيته أبا المكارم تبركا ً باسم النبي صلى الل ّه
عليه وسلم وهو المقصود الأصلي واسم سيدي محمد البكري المذكور
ولقبه وكنيته رضي الل ّه عنه وكانت ولادة ولدي المذكور في نصف
العام التاسع بعد الثلاثمائة وألف بعد حمل أمه به أربعة عشر شهرا ً
وسبعة عشر يوما ً فقد وقع الحمل به يوم الجمعة الرابع من شهر شوال
من العام الماضي وقد عرفنا ذلك بجملة علامات وقرائن قو ية دلتنا على
وقوع الحمل في ذلك اليوم بيقين بحيث لم يبق عندنا في ذلك شك
وبعد الحمل به بنحو الأربعة أشهر وهو وقت دخول الروح فيه كما ثبت
حق إن شاء الل ّه تعالى وهي أنها رأت في منامها أن الشمس طلعت
من مشرقها مشرقة وعلت في السماء مقدار علوها وقت الضحى ثم
بهذه الرؤ يا المباركة في صباح تلك الليلة فسررت جدا ً وكنت عازما ً
إذا رزقني الل ّه ولدا ً أن أسميه محمدا ً وألقبه ناصر الدين لأنه لقب أحد
أجدادي فلما قصّ ت عليّ هذه الرؤ يا صممت على تلقيبه شمس الدين
وأخبرت بذلك كثيرا ً من أصدقائي قبل الولادة وبعد إكمال مدة
التسعة أشهر التي هي غالب مدة الحمل ظهرت علامات الولادة ثم
ذهبت وصارت تذهب وتجيء حتى عجبنا من هذا الحال ولم يزل
الأمر كذلك إلى أن ولد في الوقت المذكور ومما يدل على أن هذا
قربت من والدته في المرة التي حملت به فيها كنت أزهد ما كنت في
الوهاب الشعراني رضي الل ّه عنه في كتبه على أن المولد يكون على
الحالة التي كان عليها والده حين نزول النطفة التي تخلق منها وإذ قد
وافق وفقه الل ّه سيدي محمدا ً البكري بالاسم وال كنية واللقب وشهر
والعمل والمعارف اللدنية والقبول التام عند الل ّه وعند رسوله وسائر
عباده الصالحين بجاهه صلى الل ّه عليه وسلم وآله وصحبه لا سيما صديقه
الأكبر وذريته المباركة خصوصا ً الأستاذ المذكور رضي الل ّه عنه
وعنهم أجمعين ونفعنا ببكراته آمين .وفي نفسي أن أجمع إن شاء الل ّه
وأنشره تقربا ً إليه وإلى جده الصديق وسائر أفراد سلالته الطاهرة
ق [ثَلاثًا ].
ات م ِنْ شَر ِّ م َا خ َل َ َ ات الل ّه ِ َّ
الت ّا َّمّ ِ أَ ع ُوذ ُ بِكَل ِم َ ِ
ل الل ّه -صلى الل ّه عليه وسلم
ِيم قالت :سمعت رَسُو ِ
خو ْلَة َ بِن ْت الحَك ِ
ع َن َ
ل ل ِ ( :إ َّ ّ
ن أَ بَاكُمَا ك َانَ يُعَوِ ّذ ُ بِهَا ِإسْمَاعِي َ ن و َالْحُس َيْنَ و َيَق ُو ُ
يُعَوِ ّذ ُ الْحَس َ َ
ق .وَم ِنْ
ق .م ِنْ شَرِّ م َا خ َل َ َ
َب الْف َل َ ِ
قال الل ّه عز وجل ( :ق ُلْ أَ ع ُوذ ُ ب ِر ِّ
كجهنم .
ق ) أي :من شر
قال الحافظ ابن كثير رحمه الل ّه ( " :م ِنْ شَرِّ م َا خ َل َ َ
وقال العلامة السعدي رحمه الل ّه " :أي ( :قل ) متعوذ ًا ( أَ ع ُوذ ُ )
شر ما يكون في الليل حين يغشى الناس وتنتشر فيه كثير من الأرواح
الن ّ َّ ّفاث َ ِ
ات فِي الْعُقَدِ ) أي : الشريرة والحيوانات المؤذية ( .وَم ِنْ شَرِّ َّ
ومن شر السواحر اللاتي يَسْتع ِنّ على سحرِهن بالنفث في العقد التي
الذي يحب زوال النعمة عن المحسود ،فيسعى في زوالها بما يقدر عليه
من الأسباب ،فاحتيج إلى الاستعاذة بالل ّه من شره وإبطال كيده ،
يخشى من ضرره ،ويستعاذ بالل ّه منه ومن أهله " انتهى .تيسير ال كريم
وكلمات الل ّه :هي القرآن .و"كلمات" :جمع قلة دال على ال كثرة لوجود
ات ر َب ِ ّي لَنَفِد َ
الدليل ،قال تعالى ﴿ :ق ُلْ لَو ْ ك َانَ الْب َحْ ر ُ مِد َاد ًا لِكَل ِم َ ِ
جئ ْنَا بِمِثْلِه ِ مَدَد ًا ﴾ [ال كهف:
ل أَ ْن تَنْفَد َ كَل ِمَاتُ ر َب ِ ّي و َلَو ْ ِ
الْب َحْ ر ُ قَب ْ َ
.]129وأبلغ من هذا قوله تعالى ﴿ :و َلَو ْ أَ َّن ّمَا فِي ال َْأ ْر ِ
ض م ِنْ شَ ج َرَةٍ
الل ّه َ
ن َّالل ّه ِ ِإ َّ ّ
َت كَل ِمَاتُ َّ أَ ق ْلَام ٌ و َالْب َحْ ر ُ يَم ُ ُّ ّده ُ م ِنْ بَعْدِه ِ َ
سبْع َة ُ أَ بْ ح ُ ٍر م َا نَفِد ْ
وفي تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير ال كبير :وَج َاء َ فِي
الل ّه ِ ِ َكّ أَ َّ ّ
ات وَل َا ش َّ الل ّه ِ َّ
الت ّا َّمّ ِ
ل أَ سْمَاء َّض َ ن أَ ف ْ َ ات َّ
ِيث :أَ ع ُوذ ُ بِكَل ِم َ ِ
ال َْأح َاد ِ
ن عَالَم َ ال َْأ ْرو ِ
َاح َات أَ َّ ّ الل ّه ُ .وفيه ايضا :و َأَ يْضًا ثَب َتَ فِي عِلْم ِ ال ْمَعْق ُول ِ ه ُو َ َّ
ل عَلَى عَال َِم ال َْأجْ س َا ِم ،و َِإ َّن ّمَا هِي َ ال ْمُدَب ّ ِر َاتُ ل ِ ُّأم ُورِ هَذ َا ال ْع َال َِم كَمَا
مُسْتَو ْ ٍ
الل ّه ِ
ات َّ
ات ]5 :فَقَو ْلُهُ( :أَ ع ُوذ ُ بِكَل ِم َ ِ ِرات أَ مْرا ً َّ
[الن ّازِع َ ِ ل تَع َالَى :فَال ْمُدَب ّ ِ
قَا َ
ظل ْمَان َّيِ ّة ِ ال ْك َ ِدرَة ِ، طي ِّبَة ِ فِي د َف ِْع شُر ُورِ ال َْأ ْرو ِ
َاح الْخبَ ِيثَة ِ ال َّ ّ طاه ِرَة ِ ال َّ ّ
ال َّ ّ
ح ال ْع َالِي َة ُ ال َّ ّ
طاه ِرَة ُ.انتهى وبه ك ال َْأ ْرو َا ُ
ات تِل ْ َ الل ّه ِ َّ
الت ّا َّمّ ِ ات َّ
فَال ْم ُرَاد ُ بِكَل ِم َ ِ
والجنيّ .
سم َاء ِ ب ِس ْ ِم الل ّه ِ ال َّ ّذ ِي لا َ يَض ُ ُّر ّ م َ َع اسْمِه ِ شَيْء ٌ فِي الأَ رْ ِ
ض و َلا َ فِي ال َّ ّ
و َه ُو َ ال َّ ّ
سمِي ُع العَل ِيم ْ [ ثَلاثًا ].
وهذا ثابت عن النبي صلى الل ّه عليه وسلم كما ذكر ذلك أهل العلم .
ْت
فعن أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان رضي الل ّه عنه قال :سَمِع ُ
ح
ح ،وَم َنْ قَالَهَا حِينَ يُصْ ب ِ ُ َّات ل َ ْم تُصِ ب ْه ُ فَج ْأَ ة ُ بَلَاء ٍ ح ََّت َّّى يُصْ ب ِ َ
ثَلَاثَ م َ َّرّ ٍ
يقول الشيخ عبد الرزاق البدر :هذا من الأذكار العظيمة التي ينبغي
ل
ح ،وقو ٌ
القرطبي رحمه الل ّه عن هذا الحديث " :هذا خبَر ٌ صحي ٌ
صادق علمناه دليلَه دليلا ً وتجربة ،فإن ِ ّي منذ سمعته عملت به فلم يض َّرَّّني
قد نسيت أن أتعوذ بتلك الكلمات " -انظر " الفتوحات الربانية "
وثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الل ّه عنه قال( :
ق ل َ ْم تَض ُ َّ َّ
رّك َ ) رواه مسلم . َّات م ِنْ شَرِّ م َا خ َل َ َ ات الل ّه ِ َّ
الت َّّا َّمّ ِ بِكَل ِم َ ِ
ك َّ َّ
الل ّيْلَة ِ ) . َّات م ِنْ شَرِّ م َا خ َلَقَ ،ل َ ْم يَض ُ َّ َّ
رّه ُ حُم َة ٌ تِل ْ َ ات الل ّه ِ َّ
الت َّّا َّمّ ِ بِكَل ِم َ ِ
عقب الحديث عن س ُهيل بن أبي صالح -أحد رواته َّ -أن َّّه قال ( :
(.)14-12/3
ومن الأذكار التي تقي من السوء وتدفع الضرر بإذن الل ّه ما رواه عبد
الل ّه بن خبيب رضي الل ّه عنه قال (:خَر َجْ نَا فِي لَيْلَة ِ مَطَ ٍر وَظُل ْمَة ٍ
ل ل َّ َّ
الل ّه ِ ! م َا أَ قُو ُ شي ْئًا .ث َّ َُّم ّ قَا َ
ل :قُلْ .فَق ُل ْتُ :يَا رَسُو َ قُلْ .فَل َ ْم أَ قُلْ َ
والأذى بجميع أنواعه بإذن الل ّه تعالى ،ول كن ليس على وجه اللزوم ،
فمن أصابه من البلاء مع محافظته على هذه الأذكار فذلك بقدر الل ّه
تعالى ،وله سبحانه الحكمة البالغة في أمره وقَدَرِه .قال الل ّه تعالى ( :
الرعد. 11/
يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ،فإذا جاء قدر الل ّه خ َ َّل َّّوا عنه .
وقال مجاهد :ما من عبد إلا له م َلَك موكل ،يحفظه في نومه و يقظته
من الجن والإنس والهوام ،فما منها شيء يأتيه يريده إلا قال الملك :
وراءك ؛ إلا شيء يأذن الل ّه فيه فيصيبه .من تفسير ابن كثير .
وقال الامام القرطبي -رحمه الل ّه -عن هذا الحديث :هذا خبر صحيح
وقول صادق علمناه دليله دليلا وتجربة ،فإني منذ سمعته عملت به فلم
الموت قال لخادمه ان لك عليّ حقا حق الخدمة فعل ّمه الدعاء وقال له
قل ((بسم الل ّه الرحمن الرحيم بسم الل ّه خير الأسماء بسم الل ّه الذي لا
يضر مع اسمه شىء فى الأرض ولا فى السماء)) وانس رضى الل ّه
عنه من خ ُ ّدام رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم خدمه عشر سنين
وانتقل الى البصرة فى خلافة عمر رضى الل ّه عنه وهو آخر من مات
ل
ل رَسُو ُ
« - 2391وَع َنْ أَ بَانَ ب ْ ِن عُثْم َانَ قَالَ :سَمِعْتُ أَ بِي يَق ُولُ :قَا َ
ل فِي صَب َ ِ
ل يَو ْ ٍم
اح ك ُ ّ ِ س َّل ّم َ ( -م َا م ِنْ عَبْدٍ يَق ُو ُ الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َالل ّه ِ -ص ََّل ّى َّ
َّ
ض وَل َا الل ّه ِ ال َّ ّذ ِي ل َا يَض ُ ُّرّ م َ َع اسْمِه ِ شَيْء ٌ فِي ال َْأ ْر ِ و َمَس َاء ِ ك ُ ّ ِ
ل لَيْلَة ٍ ب ِس ْ ِم َّ
ات فَي َض ُ َّرّه ُ شَيْءٌ) فَك َانَ أَ بَانُسمِي ُع ال ْعَل ِيم ُ ثَلَاثَ م َ َّرّ ٍ سم َاء ِ و َه ُو َ ال َّ ّفِي ال َّ ّ
ل لَه ُ أَ بَانُ :م َا تَنْظ ُر ُ
ل يَنْظ ُر ُ ِإل َيْه ِ ،فَق َا َ ل َّ
الر ّج ُ َ لَج فَجَع َ َ
ق َ ْد أَ صَابَه ُ طَر َُف فَا ٍ
الل ّه ُ عَل ََّ ّي
كن ِ ّي ل َ ْم أَ قلُ ْه ُ يَوْم َئ ِ ٍذ لِيم ُْضِي َ َّ ن الْحَدِيثَ كَمَا ح َ َّ ّدث ْت ُ َ
ك ،و َل َ ِ ِإل ََّيّ أَ م َا ِإ َّ ّ
وقال الشيخ ابن تيمية :قال عثمان بن عفان رضي الل ّه عنه« :قال
رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم :ما من عبد يقول في صباح كل يوم،
ومساء كل ليلة :بسم الل ّه الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا
في السماء ،وهو السميع العليم ،ثلاث مرات ،لم يضره شيء» قال
عليه وسلم قال :من قال حين يمسي :رضيت بالل ّه ربا ً وبالإسلام ديناً،
وبمحمد صلى الل ّه عليه وسلم نبيا ً كان حقا ً على الل ّه أن يرضيه» قال
وفي سنن أبي داود ( :)87 / 2ح َ َّ ّدثَنِي أَ بُو هَانِئٍ الْخَوْل َان ِ ُّيّ ،أَ َّن ّه ُ سَم ِ َع
ل َّ ِ
الل ّه ص ََّل ّى الل ّه ُ ن رَسُو َ أَ بَا عَل ِ ٍيّ الْجن َْب ِ َّيّ ،أَ َّن ّه ُ سَم ِ َع أَ بَا سَع ِي ٍد الْخ ُ ْدر َِّيّ ،أَ َّ ّ
س َّل ّم َ قَالَ ":م َنْ قَالَ :رَضِيتُ ب َِّالل ّه ِ ر َ ًّب ّا ،و َب ِال ِْإسْ لَا ِم دِينًا ،و َب ِمح ُ َ َّمّ ٍد عَلَيْه ِ و َ َ
رَسُول ًا ،وَجَب َْت لَه ُ الْج َّنَ ّة ُ ".وقال في صحيح ابي دادود :صحيح .
الل ّه ِ
وفي المدخل إلى السنن ال كبرى للبيهقي - 284 :و َأَ خْب َر َنَا أَ بُو عَبْدِ َّ
الر ّاز ُِّيّ بِبُخَار َى ،ثنا مُح ََّم ّد ُ الل ّه ِ مُح ََّم ّد ُ ب ْ ُ
ن أَ حْمَد َ َّ الْحَاف ُِظ ،أَ خْب َرَنِي أَ بُو عَبْدِ َّ
شعْب َة ُ ،ع َنْ
ل ،أنا ُ
ن شُمَي ْ ٍ
الن ّضْر ُ ب ْ ُ ن أَ ُّي ّوبَ ،أبنا مَح ْم ُود ُ ب ْ ُ
ن غَي ْلَانَ ، ،أبنا َّ بْ ُ
س َّل ّم َ
الن ّب ِ َّيّ صَلَّ ّى الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
ِك قَالَ :بلَ َ َغ َّ
ن م َال ٍ
َس ب ْ ِ
س ،ع َنْ أَ ن ِ
ن أَ ن َ ٍ
م ُوس َى ب ْ ِ
َت عَل ِ َّيّ الْج َّنَ ّة ُ و ََّالن ّار ُ ،وَم َا ه ُو َ ك َائ ِ ٌن ،
صحَابِه ِ شَيْء ٌ فَق َالَ« :عُرِض ْ
ع َنْ أَ ْ
حكْتُم ْ قَلِيلًا ،و َلَبَكَي ْتُم ْ كَث ِير ًا» فَغ َ ُّ ّ
طوا ر ُءُوسَه ُ ْم ض ِ
و َلَو ْ تَعْلَم ُونَ م َا أَ ع ْلَم ُ ،ل َ َ
الل ّه ِ رِبًا ،و َب ِال ِْإسْ لَا ِم دِينًا ،و َب ِمح ُ َ َّمّدٍ ص ََّل ّى الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
س َّل ّم َ نَب ًِّي ّا رَضِيتُ ب ِ َّ
الل ّهِ? فَق َالَ« :أَ بُوك َ فُلَا ٌ
ن» ل َّل فَق َالَ :م َنْ أَ بِي يَا رَسُو َ ك َّ
الر ّج ُ ُ ،فَق َام َ ذَل ِ َ
ن آم َن ُوا ل َا ت َسْأَ لُوا ع َنْ أَ شْ يَاء َ ِإ ْن تُبْد َ ل َك ُ ْم ت هَذِه ِ الْآيَة ُ {يَا أَ ُّ ّيهَا ال َّ ّذ ِي َ
فَن َزَل َ ْ
ن ال ْوَلِيدِ الْجا َر ُود ُِّيّ . ِيح ع َنْ مُنْذِرِ ب ْ ِ الصّ ح ِ تَسُؤْكُمْ} .رَو َاه ُ ال ْب ُخ َار ُِّيّ فِي َّ
ن.
ن غَي ْلَا ِ
سل ِم ٌ ع َنْ مَح ْم ُودِ ب ْ ِ
ح ،وَرَو َاه ُ م ُ ْ
ل وَر َ ْو ٌ
ن شُمَي ْ ٍ قَالَ :وَرَو َاه ُ َّ
الن ّضْر ُ ب ْ ُ
انتهى .
س َّل ّم َ فأَ َ كْ ثَر ُوا ال ْمَسْأَ لَة َ، الن ّب ِ َّيّ ص ََّل ّى َّ
الل ّه عَلَيْه ِ و َ َ رَو َى أَ ن ٌَس أَ َّ ّنه ُ ْم سَأَ لُوا َّ
س»
ن قَي ْ ٍ ل يَا نَبِ َّ ّي َّ
الل ّه م َنْ أَ بِي فقال« :أبو حُذ َافَة ُ ب ْ ُ ن فِي نَس َبِه ِ ،فَق َا َ
يُطْع َ ُ
وَجَب َْت لَت َرَكْ تُم ْ ،و َلَو ْ ت َرَكْ تُم ْ ل َكَفَرْتُم ْ فَات ْرُكُونِي م َا ت َرَكْ تُك ُ ْم ف َِإ َّن ّمَا هَل َ َ
ك م َنْ
كث ْرَة ِ سُؤَالِه ِ ْم ف َِإذ َا أَ مَرْتُك ُ ْم ب ِشَيْء ٍ فَائ ْت ُوا مِن ْه ُ م َا اسْ تَطَعْتُم ْ
ك َانَ قَبْل َك ُ ْم ب ِ َ
ن
الل ّه أَ ي ْ َ
ل َّو َِإذ َا نَهَي ْتُك ُ ْم ع َنْ شَيْء ٍ فَاجْ تَن ِب ُوه ُ» و َقَام َ آخَر ُ فَق َالَ :يَا رَسُو َ
قَام َ ع ُم َر ُ و َقَالَ:
وفي الدر المنثور في التفسير بالمأثور ............ :فَق َام َ عمر بن
ِإم َام ًا ِإ َّن ّا يَا رَسُول الل ّه حَدِيث عهد بجاهلية وشرك و َالل ّه أعلم م َنْ
آبَاؤ ُنَا فسكن غَضَبه و َنزلت هَذِه الْآي َة {يَا أَ يهَا ال َّ ّذين آمن ُوا ل َا تسألوا
وعبارة السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا
الحكيم الخبير للخطيب الشربيني ......... :فقام عمر رضي الل ّه تعالى
عنه فقال :يا رسول الل ّه رضينا بالل ّه ربا ً وبالإسلام دينا ً وبالقرآن إماما ً
وبك نبيا ً فاعف عنا عفا الل ّه تعالى عنك ،فقال النبيّ صلى الل ّه عليه
وفي الر ياض النضرة في مناقب العشرة :وعن أبي قتادة قال :أتى
النبي -صلى الل ّه عليه وسلم -رجل فقال :يا رسول الل ّه كيف تصوم?
قال :فغضب رسول الل ّه -صلى الل ّه عليه وسلم -فلما رأى ذلك عمر بن
الخطاب قال :رضينا بالل ّه ر ًّب ّا ،وبالإسلام دينًا ،وبمحمد -صلى الل ّه
فجعل عمر يردد ذلك حتى سكن النبي -صلى الل ّه عليه وسلم -من
س َّل ّم َ نَب ًِّي ّا، رَضِيتُ ب َِّالل ّه ِ ر َ ًّب ّا ،و َب ِال ِْإسْ لَا ِم دِينًا ،و َب ِمح ُ َ َّمّدٍ ص ََّل ّى َّ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ
الل ّه ُ مِن ْه ُ .انتهى . ن ِإم َام ًا وَح ُكْ مًا َّ
نَج ّاه ُ َّ و َب ِالْقُر ْآ ِ
ل العبد ُ في الساعة ِ
نفسِك .فالعبيد ُ متقلِّبون بين توفيقه ِ وخذلانِه ِ ،ب ِ
خذْلانِه ِ.
دائر ٌ بين توفيق ِه و ِ
وفيه ايضا :من لواز ِم ((رضيتُ بالل ّه ِ رباً ،وبالإسلام ديناً ،وبمحم ٍد -
فترضى بأحكام ِه ،وترضى بقضائ ِه وقدرِه ِ ،خير ِه وشر ِه ،ح ُلو ِه
الل ّه ُ عَن ْه ُ
ن أَ بِي أَ وْفَى ،رَضِي َ َّ
ن اب ْ ِ
وفي مسند البزار = البحر الزخار :ع َ ِ
انتهى .
الل ّه ِ و َالْحم َْد ُ ل َِّل ّه ِ) عَلَى شافِع ِ ُّيّ ،وَلَه ُ -الجنب -أَ ْن يَق ُو َ
ل( :ب ِس ْ ِم َّ ل ال َّ ّ
قَا َ
وفي "تفسير ابن مردو يه" من حديث أبي فاطمة مرفوعًا" :كان نوح لا
يعمل شيئًا صغير ًا ولا كبير ًا إلا قال :بسم الل ّه والحمد لل ّه فسماه الل ّه
الملقن .
ل يوم من
والإيمان بالقَدَرِ خيره وشرّه فرض على المسلم ،ففي ك ّ
ل يوم من
والمصيبة كمافي زمان ال كرونا ،وهذا العهد ينبغي أن يجدّد ك ّ
الأيام ولذا أوصل رضي الل ّه عنه هذا الذكر في هذا الراتب.
قلَ ْب َه ُ} [التغابن :آية .]11وقال تعالى :ف َِإذ َا ق ُضِ ي َِت َّ
الصّ لاة ُ فَانتَشِر ُوا فِي
والشر مخلوقان لل ّه ،وهذا من كمال علمه وقدرته جل جلاله ،إلا أنه
ليس من الأدب نسبة الشر والض ُر إلى الل ّه ،وإن كان سبحانه هو
خالقه وموجده ،قال الل ّه تعالى على لسان إبراهيم عليه الصلاة
والسلام( :و َِإذ َا مَر ِضْ تُ فَه ُو َ يَشْف ِينِ) الشعراء ،82/فنبي الل ّه إبراهيم لم
يقل وإذا أمرضني ،وقال جل جلاله حكاية عن أيوب( :و َأَ ُّي ّوبَ ِإ ْذ
وما وقع منه الشر فليس معنى ذلك أن الل ّه حمله عليه ورضيه له ،وإنما
قال الامام النووي رحمه الل ّه في شرحه على مسلم" :مذهب أهل الحق
أن كل المحدثات فعل الل ّه تعالى وخلقه سواء خيرها وشرها" انتهى.
عمل) :أي :فحيث كان الخير والشر من الل ّه ،فهو الخالق لعبده،
والمراد منه كل مخلوق ،والمعنى أن الل ّه خالق لعبيده وما عملوه من
وفي حاشية البيجوري على جوهرة التوحيد " :مع أن الفعل خيره
والشر للنفس كسباً ،وإن كان منسوبا ً لل ّه إيجاداً ،قال تعالى( :م َا
سكَ)
سي ِّئَة ٍ فم َ ِنْ ن َ ْف ِ الل ّه ِ وَم َا أَ صَاب َ َ
ك م ِنْ َ ن َّحسَنَة ٍ فم َ ِ َ
ك م ِنْ َ
أَ صَاب َ َ
النساء ،79/أي :كسبا ً كما يفسره قوله تعالى( :وَم َا أَ صَابَك ُ ْم م ِنْ
الل ّهِ) النساء ،78 /فرجوع للحقيقة .والل ّه تعالى أعلم. ك ُ ّ ٌّ
ل م ِنْ عِنْدِ َّ
ل و َِإ ْسحَاقَ و َيَعْق ُوبَ و َال َْأسْ بَاطِ ل ِإل َي ْنَا وَم َا ُّأنْز ِ َ
ل ِإلَى ِإب ْر َاه ِيم َ و َِإسْمَاعِي َ ُّأنْز ِ َ
وفي تفسير الطبري = جامع البيان :ع َنْ مَعْمَرٍ ،قَالَ :ك َانَ قَتَادَة ُ ِإذ َا
الل ّه ُ ب ِأَ حْكَم ِ ا ْلحا َكِم ِينَ} [التين ]8 :قَالَ« :بلََى ،و َأَ نَا عَلَى
ْس َّ
تَلَا{ :أَ لَي َ
ك
ْس ذَل ِ َ
ن» أَ حْ سِب ُه ُك َانَ يَرْف َ ُع ذَلِكَ؛ و َِإذ َا قَرأَ َ { :أَ لَي َ ن ال َّ ّ
شاهِدِي َ ك مِ َ
ذَل ِ َ
يح ْ ِيي َ ال ْمَو ْتَى} [القيامة ]42 :قَالَ« :بلََى» ،و َِإذ َا تَلَا:
بِق َادِ ٍر عَلَى أَ ْن ُ
ِيث ب َعْدَه ُ يُؤْم ِن ُونَ} [المرسلات ]52 :قَالَ« :آمَن ْتُ ب َِّالل ّهِ،
ي حَد ٍ
{فَب ِأَ ّ ِ
ل» .انتهى .
و َبِمَا أَ ن ْز َ َ
وفي تفسير السمرقندي = بحر العلوم :عن عروة ،عن أبيه قال :قال
ق السماء? فيقول :الل ّه ،فيقول :من خلق الأرض? فيقول :الل ّه.
خ َل َ َ
فيقول :من خلق الل ّه تعالى? فإذا اف ْتُتِنَ أَ حَدُكُم ُ بِذَلِكَ ،فَل ْيَق ُلْ آمَن ْتُ
ن عَبْدِ
سفْيَانَ ب ْ ِ
ن ع ُ ْروَة َ ع َنْ أَ بيِه ِ ع َنْ ُ
وفي تفسير البغوي :ع َنْ هِش َا ِم ب ْ ِ
الل ّه ِ َّ
الث ّقَفِيّ ِ قَالَ: َّ
الل ّه ِ ق ُلْ ل ِي فِي ال ِْإسْ لَا ِم قَوْل ًا ل َا أَ سْ أَ ُ
ل عَن ْه ُ أَ حَدًا ل َّقلُ ْتُ :يَا رَسُو َ
بَعْدَك َ ،قَالَ« :قُلْ آمَن ْتُ ب َِّالل ّه ِ ث َُّم ّ اسْ ت َق ِ ْم» .انتهى .
ومن لوازم هذا الإقرار الإيمان باليوم الآخر والتوبة النصوح ،واليه
اشار رضي الل ّه عنه بقوله (تُب ْنَا اِلَى الل ّه ِ بَاطِنًا وَظَاه ِرًا ) من غير نفاق
حقائق هذه الأذكار فلذا نالوا مانالوا من المراتب العلية ،وهم السرج
يكفي للردّ ،ولاحاجة الى دليل آخر ،وأحوالنا اذا كوشفت حتى في
مصداق قوله تعالى ( :ل َا يُك َل ّ ُِف ٱ َّلل ّه ُ ن َ ْفسًا ِإ َّلّا و ُسْ عَه َا ۚ لَهَا م َا َ
كسَب َْت
خذْن َ ٓا ِإن نَّ ّسِين َ ٓا أَ ْو أَ خْ ط َأْ نَا ۚ ر َ َّب ّنَا وَل َا
و َعَلَيْهَا م َا ٱكْ تَسَب َْت ۗ ر َ َّب ّنَا ل َا تُؤَا ِ
ْف ع ََّن ّا و َٱغْفِر ْ لَنَا و َٱ ْرحَم ْن َ ٓا ۚ أَ نتَ مَو ْلَٰنَا ف َٱنصُرْنَا عَلَى
طَاقَة َ لَنَا بِه ِۦ ۖ و َٱع ُ
ن).
ٱلْقَو ْ ِم ٱل ْ كََٰفِرِي َ
معنى قوله تعالى :دين الل ّه يسر لا مشقة فيه ،فلا يطلب الل ّه م ِن
عباده ما لا يطيقونه ،فمن فعل خير ًا نال خير ًا ،ومن فعل شرّا ً نال
شرّاً .ربنا لا تعاقبنا إن نسينا شيئًا مما افترضته علينا ،أو أخطأنا في
فِعْل شيء نهيتنا عن فعله ،ر َّب ّنا ولا تكلفنا من الأعمال الشاقة ما
كلفته م َن قبلنا من العصاة عقوبة لهم ،ربنا ولا تُحَم ِّل ْنَا ما لا نستطيعه
وحدانيتك ،وك َّ ّذبوا نبيك محمدًا صلى الل ّه عليه وسلم ،واجعل العاقبة لنا
ي رَحِم َه ُ الل ّهُ" : ل الْحل َِيمِ ُّ ّ الصّ لَاة ِ قَا َ الت ّش َ ُّهّد َ فِي َّفَع ََّل ّمَنَا َّ م َِّم ّا ع ََّل ّم َ َ
ك الل ّه ُ
س َّل ّم َ ل َّلِ ّذ ِي سَأَ لَه ُ أَ ْن جَوَام ِِع الْكَل ِ ِم قَو ْلُه ُ ص ََّل ّى َّ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ و َيُق َالُِ :إ َّ ّ
ن م ِنْ
ْس شَيْء ٌ م ِنْ أَ ْمر ِ ال ُّد ّن ْيَا يَه ْن َُّأ ل ِإ َّلّا ب ِالْي َق ِينِ ،و َلَي َ
خرَة ِ يُتَق ََّب ّ ُ
ل لِلْآ ِ يُعْم َ ُ
حدَةٍ و َأَ ْمر َ ال ُّد ّن ْيَا ك َُّل ّه ُ فِي كَل ِمَة ٍ ُّأ ْ
خر َى " .اه شعب الإيمان كَل ِمَة ٍ و َا ِ
الل ّه ِ عَل ِّمْنِي َ
شي ْئًا ل َّ وع َن ال ْع ََّب ّاس بن عبد الْمطلب قَا َ
ل قُل ْتُ يَا رَسُو َ
الل ّه ِ
ل َّك الْع َاف ِي َة َ) ث َُّم ّ أَ تَي ْت ُه ُ أَ يْضًا فَق ُل ْتُ يَا رَسُو َ
ل (سَلْ ر ََّب ّ َ
الل ّه َ فَق َا َ
ل َّأَ سْ أَ ُ
الل ّه ِ
ل َّاس يَا ع َ َّ ّم رَسُو ِ
ل (يَا ع ََّب ّ ُ شي ْئًا أَ سْ أَ لُه ُ ر َب ِ ّي ع َ َّ ّز وَج َ َّ ّ
ل فَق َا َ عَل ِّمْنِي َ
كتاب ابن ماجه [رقم ]3848 :؛ عن أنس -رضي الل ّه عنه ُ ،أن
رجلا ً جاء إلى النبيّ -صلى الل ّه عليه وسلم -فقال :يا رسول الل ّه! ُّ ّ
أي
أعطيتَ العاف ِي َة َ في ال ُّد ّن ْيا ،و ُّأ ْعط ِيتَها في الآخرة ِ؛ فَق َ ْد أفْلَحْ ت" .قال
ل و َال ِْإك ْرَا ْم ،أَ م ِت ْنَا عَلَى دِي ِن ال ِْإسْ لَامْ [ سَبع ًا ].
يَا ذ َا الجلََا ِ
ل و َال ِْإك ْرَا ِم
ك ذِي الْجل ََا ِ
وهذا الذكر معنى قوله تعالى :تَبَارَك َ اسْم ُ ر َب ّ ِ َ
كتابه صحيح الجامع ( :صحيح) انظر حديث رقم 1252 :في صحيح
الجامع .
والمقصود به :إجلال الل ّه تعالى وإكرامه من قبل خلقه ،فهو " أهل أن
يُجل فلا يعصى ،وأن يكرم فيعبد ،ويشكر فلا يكفر ،وأن يذكر فلا
قال الحافظ المناوي رحمه الل ّه ( ":ألظوا بياذا الجلال والإكرام) :
بفتح الهمزة وكسر اللام ،وبظاء معجمة مشددة .أي :الزموا هذه
وفي رواية سندها قوي ،من حديث ابن عمر ( :أَ لِ ُّح ّوا ) ، ..
ومعناهما متقارب ،ذكره ابن حجر .وأيما كان ؛ فالمراد :دوموا على
قول كم ذلك في دعائكم ،واجعلوه هِ ج ِّيراكم ،لئلا تركنوا ،أو تطمئنوا
لغيره ...
عزا وتكبر ا ،عن نعت الموجودات؛ فجلاله صفة استحقها لذاته ،
كالعاصي ،والإكرام لمن يحبه و يعزه ،ومنه سمي ما أكرم الل ّه به
فندب المصطفى صلى الل ّه عليه وعلى آله وسلم إلى الإكثار من قولك :
،و يقر في السر تعظيم الل ّه وهيبته ،ويمتلىء الصدر بمراقبة جلاله ؛
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي -رحمه الل ّه -كما في مجموع رسائله :وقد
بالل ّه عَلَى حب لقائه ،إما لما له عنده من كثرة الطاعات ،أو لما
الظن َّ
الل ّه عز وجل ،فيحسن ظنه به ،كما قال بعض السلف:
عنده من محبة َّ
لقد سئمتُ من الحياة ،حتى لو وجدت الموت يباع لاشتريته ،شوقًا
ومنهم من يتمنى الموت شوقًا ِإلَى لقاء الل ّه عز وجل .وسنذكر أخبارهم
بالنار؛ فإنه لا يدري لعله يهجم بعد الموت عَلَى ما هو أعظم وأشد مما
هو فيه ،فإن وثق بعمله ،فقد تمناه للضر بعض السلف.
وتارة يتمناه خشية فتنة في الدين ،فهذا جائز عند أكثر الع ُلَمَاء ،وقد
تمناه عمر بن الخطاب -رضي الل ّه عنه -في آخر حجة حجها ،فإنه قال:
"اللهم إنه قد كبرت سني ،ورق عظمي ،وانتشرت رعيتي ،فاقبضني
وتمنت زينب بنت جحش رضي الل ّه عنها لما جاءها عطاء عمر
فاستكثرته ،وقالت :اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعدها ،فماتت قبل أن
ن لعمر.
يدركها عطاء ثا ٍ
وطُل ِبَ كثير من السلف الصالح ِإلَى بعض الولايات؛ فدعوا لأنفسهم
بالموت فماتوا ،واشتهر بعضهم ،واطلع عَلَى بعض عمل أحدهم ،أو
معاملته مع الل ّه فدعا لنفسه بالموت ،فمات ،وفي الحديث" :و َِإذ َا أَ رَدْتَ
وأيضا :ولاحرج عليك في الدعاء بأن يتوفاك الل ّه على عمل صالح
كالموت أثناء السجود مثلا ً ،أو ببقعة مباركة كالمدينة المنورة ونحو
ذلك ،فهذا دليل على حسن الخاتمة ،وسؤاله مشروع ففي صحيح
البخاري أن عمر بن الخطاب رضي الل ّه عنه كان يقول :اللهم ارزقني
وفي سنن الترمذي من حديث أنس قال :قال رسول الل ّه صلى الل ّه
عليه وسلم :إذا أراد الل ّه بعبد خيرا ً استعمله فقيل كيف يستعمله يا
رسول الل ّه ،قال :يوفقه لعمل صالح قبل الموت .قال أبو عيسى :هذا
غالبة والعاقبة غائبة ،فلا ينبغي لأحد أن يغتر بظاهر الحال ،ومن ثم
شرع الدعاء بالثبات على الدين و بحسن الخاتمة .انتهى .وفي مجمع الأنهر
وهو حنفي :ثم يسأل الل ّه حاجته وأعظم الحاجات سؤال حسن
الخاتمة وطلب المغفرة .انتهى .والدعاء لا ينافي القدر لأن الدعاء من
حسن الخاتمة ،وذلك بأن تتوجه إلى الل ّه -عز وجل -بالدعاء،
َّ
وتتذل ّل بين يديه -سبحانه -بأن يُثب ِّت قلبك على الإيمان ،وأن وتبكي
فها هو حبيبك صلى الل ّه عليه وسلم كان لا يفت ُر لسانه عن هذا الدعاء:
((يا م ُقل ِّب القلوب ،ثب ِّت قلبي على دينك))؛ (الترمذي عن أنس -
وها هو الحق جل وعلا :-يُعل ِّمنا و يحثنا على أن ندعو بهذا الدعاء
العظيم ﴿ :ر َ َّب ّنَا ل َا تُز ِ ْغ قُلُوبَنَا بَعْد َ ِإ ْذ هَد َي ْتَنَا و َه َْب لَنَا م ِنْ لَدُن ْ َ
ك رَحْمَة ً
َّ
يتوف ّاهم الل ّه ُ تعالى على الإيمان ،وأن وكان من دعاء الصالحين أن
يُك ّف ِر عنهم السي ِّئات ،وأن يتوفاهم مع الأبرار ،وفي ذلك يقول عنهم
الل ّه تعالى ﴿ :ر َ َّب ّنَا ِإ َّن ّنَا سَمِعْنَا م ُنَادِيًا يُنَادِي لِل ْ ِإيمَا ِ
ن أَ ْن آم ِن ُوا ب ِر َبِّك ُ ْم
ك ّفِر ْ ع ََّن ّا سَي ِّئَاتنَِا و َتَو ََّف ّنَا م َ َع ال َْأب ْر َارِ ﴾ [آل
فَآم ََّن ّا ر َ َّب ّنَا فَا ْغفِر ْ لَنَا ذ ُنُوبَنَا و َ َ
عمران.]193 :
انقضاء أجلِه وذ َهاب عم ُره أن يُميت َه على الإسلام ،و يَحشر َه في ز ُمرة
ك
ن ال ْمُل ْ ِ
َب ق َ ْد آتَي ْتَنِي م ِ َ الصالحين ،كما قال ر ُّ ّ
ب العالمين عنه ﴿ :ر ِّ
.]121فاعلم أخي الحبيب ..أنه لا ملجأ من الل ّه إلا إليه؛ فعليك أن
ن الخاتمة ،وأن يُكرمك بصحبة النبي صلى الل ّه عليه وسلم في الج َّنَ ّة،
حس َ
والتوبة:
الل ّه ِ جَم ِيع ًا أَ ُّي ّه َ ال ْمُؤْم ِن ُونَ لَع َ َّل ّ ك ُ ْم تُفْلِحُونَ}
قال تعالى{ :و َتُوبُوا ِإلَى َّ
الل ّه ِ تَو ْبَة ً [النور ،]31:وقال تعالى{ :يَا أَ ُّ ّيهَا الَّ ّذ ِي َ
ن آم َن ُوا تُوبُوا ِإلَى َّ
تجْرِي سي ِّئَاتِك ُ ْم و َي ُ ْدخِل َك ُ ْم ج ََّن ّ ٍ
ات َ نَصُوح ًا ع َس َى ر َُّب ّك ُ ْم أَ ْن ي ُ َ
ك ّف ِر َ عَنْك ُ ْم َ
ل بَيْنَ أَ يْدِيه ِ ْم و َب ِأَ يْمَانِه ِ ْم يَق ُولُونَ ر َ َّب ّنَا أَ ت ْم ِ ْم لَنَا نُور َنَا و َاغْفِر ْ لَنَا ِإ َّن ّ َ
ك عَلَى ك ُ ّ ِ
أحمد) عن النبي صلى الل ّه عليه وسلم قال« :إن الل ّه عز وجل يَقبل
توبة العبد ما لم يُغرغر» .وثبت عند ابن ماجه من حديث عبدالله بن
مسعود رضي الل ّه عنه أن النبي صلى الل ّه عليه وسلم قال« :التائب من
ال َّذ ّنب كم َن لا ذنب له» (صحيح الجامع) .فم َن تاب ومات على تلك
ل الذنوب ،كما قال النبي صلى الل ّه عليه وسلم« :م َن مات على شيء،
ك ِّ
بعثه الل ّه عليه» ،فهذه الأذكار ومثلها كلها من حسن الخاتمة فكن
الل ّه َ ذِك ْرا ً كَث ِيرا ً القسمين في قوله تعالى ( :يَا أَ ُّ ّيهَا ال َّ ّذ ِي َ
ن آم َن ُوا اذْك ُر ُوا َّ
* وَسَبِّحُوه ُ بُك ْرَة ً و َأَ صِيلا ً ) سورة الأحزاب ، 42-41:وقوله تعالى :
. 41
والذكر المطلق :هو الذكر الذي لم يقيد بزمان أو مكان أو حال ،بل
يذكر الإنسان فيه ربه على كل حال ،كما كان عليه الصلاة والسلام
يفعل ذلك ،فقد روى مسلم ( )373عن عائشة رضي الل ّه عنها
قالت :كان النبي صلى الل ّه عليه وسلم يذكر الل ّه على كل أحيانه .
والإكثار من هذا النوع من الذكر مرغوب فيه شرعا ً ،فقد قال تعالى :
وروى مسلم ( ) 2676عن أبي هريرة رضي الل ّه عنه قال :كان
رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم يسير في طر يق مكة ،فمر على جبل ،
قالوا :وما المفردون يا رسول الل ّه ? قال ( :ال َّذ ّاك ِر ُونَ َّ
الل ّه َ كَث ِير ًا
ومثال هذا النوع :الأذكار الواردة دبر الصلوات ،وأذكار النوم ،
قال الحافظ ابن حجر رحمه الل ّه " :واستنبط من هذا أن مراعاة العدد
أضيفوا لها التهليل ثلاثا وثلاثين ،وقد كان بعض العلماء يقول :إن
الأعداد الواردة كالذكر عقب الصلوات إذا رتب عليها ثواب مخصوص
فالأصل فيها التوقيف ،من جهة الصيغة والعدد ،فينبغي للمسلم أن
يراعي ذلك ،و يحافظ علي ه ،فلا يزيد في العدد المحدد ولا في الصيغة
ولا ينقص من ذلك ولا يحرف فيه واليه أشار الحافظ العسقلاني .
ويدل على أنه يُقتصر على الوارد في الذكر المقيد :أنه عليه الصلاة
والسلام لم ينقل عنه أنه زاد على الصيغة الواردة في بعض الأذكار ،
كأذكار أدبار الصلوات مثلا ً ،بل لما شكا له فقراء المهاجرون أن
الأغنياء صاروا يقولون الذكر الوارد عقب الصلاة ،لم يشرع لهم
الز يادة على العدد ( ثلاثا وثلاثين ) بل قال ( ذلك فضل الل ّه يؤته
من يشاء ) ،فدل ذلك على أن الذكر محصور بعدد معين .
ح
ل حِينَ يُصْ ب ِ ُ
وأما الجواب عن الحديث الذي جاء فيه ( :م َنْ قَا َ
فيقال :الحديث فيه احتمال أن تكون الز يادة من نفس الذكر ،
فيكون هذا الذكر مستثنى من جواز الز يادة على الوارد بهذا النص ،
ك ) هذا فيه دليل على أنه لو قال هذا ِإ َّلّا أَ ح َد عَم ِ َ
ل أَ كْ ث َر م ِنْ ذَل ِ َ
التهليل أكثر من مائة مرة في اليوم ،كان له هذا الأجر المذكور في
الحديث على المائة ،و يكون له ثواب آخر على الز يادة ،وليس هذا
من الحدود التي نهى عن اعتدائها ومجاوزة أعدادها ،وأن ز يادتها لا
الصلاة .و يحتمل أن يكون المراد :الز يادة من أعمال الخير لا من
نفس التهليل ،و يحتمل أن يكون المراد مطلق الز يادة ،سواء كانت
من التهليل أو من غيره ،أو منه ومن غيره ،وهذا الاحتمال أظهر
محدد ،بل يذكر الإنسان ربه قدر استطاعته ،أما المقيد ،فالأصل
فيه أن يتقيد الذاكر فيه بما ورد صيغة ً وعددا ً ،إلا ما دل النص أنه
يزاد فيه على الوارد ،كقول ( :سبحان الل ّه وبحمده مائة ) ،وقول :
( لا إله إلا الل ّه وحده لا شر يك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل
شيء قدير مائة ) ،ففي هذه الحالة لو زاد الشخص على مائة ،فلا
وهذه الراتبة يرشدنا اليه وعليه مشائخنا قديما وحديثا جزائهم الل ّه خير
الجزاء .
وفي لفظه :ما من عبد يقول لا إله إلا الل ّه مائة مرة إلا بعثه الل ّه يوم
القيامة وجهه كالقمر ليل ة البدر ،ولم يرفع لأحد يومئذ من عمل أفضل
من عمله إلا من قال مثل قوله أو زاد .وكذلك تكرير الصلاة على
النبي صلى الل ّه عليه وسلم مائة مرة فقد ورد فيها حديث كثير لاتحد
حديث قدسي ،بلفظ " ومن صلى عليك في اليوم والليلة مائة مرة
صليت عليه ألفي صلاة ،و يقضي له ألف حاجة أيسرها أن يعتقه الل ّه
من النار" وان كان في هذين الحديثين مقال ل كن يسامح بقول الحافظ
على النبي صلى الل ّه عليه وسلم ،فهذا الحديثان صحيح بالمعنى.
ل وقت معين
وذكر" لا إله إلا ّ الل ّه بعد عصر يوم الجمعة مثلا ،ولك ّ ٍ
على ما قرر في كتب الطر يقة ،وإنما يُجتَم َ ُع للوظيفة والهيللة ،وقد
صرح المشائخ بأنه تلقى ذلك كله عن الرسول صلى الل ّه عليه وسلم .
والذي قرره غير واحد من محققي أهل العلم أن ما يقع للصوفية من
ال كشف فهو حق لاشكّ فيه ،قال الإمام الجليل ناصر السنة أبو
إسحاق الشاطبي في الباب الرابع من كتابه الإعتصام ما نصه « :
الرؤ يا من غيرالأنبياء لا يحكم بها شرعا على حال إلا ّ أن تعرض على
خاصة ،وأما استفادة الأحكام فلا .انتهى كلامه فهذا القول في حي ّز
القبول،
كما يحكى عن الكتاني رحمه الل ّه قال :رأيت النبي صلى الل ّه عليه وسلم
في المنام فقلت :أدع الل ّه أن لا يميت قلبي ،فقال :قل في كل يوم
أربعين مرة " يا حيّ يا قي ّوم ،لا إله إلا ّ أنت " ،فهذا كلام حسن
لا إشكال في صحته ،وكون الذكر يحيي القلوب صحيح شرعا».اه .
فانظر إلى قول الإمام الشاطبي « :فهذا كلام حسن لا إشكال في
وإذا تقرر هذا فأوراد الطر يقة المباركة ووظيفتها استغفار ،و ذكر الل ّه
،وصلاة وسلام على رسوله صلى الل ّه عليه وسلم ،وكل ذلك مشروع
.قال الل ّه تعالى :استغفروا ربكم إنه كان غفارا ( ، )1وقال :
اذكروا الل ّه ذكرا كثيرا ( ، )2وقال :إن الل ّه وملائكته يُصَل ّون على
النبيء يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (. )3
وأما تحديد ذلك بالعدد والوقت ،فله أصل في الشر يعة ،إذ كثير
من حديث أبي هريرة أن رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم قال « :من
قال لا إله إلا ّ الل ّه وحده لا شر يك له له الملك وله الحمد وهو على كل
شئ قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة
حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك
حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به الا ّ رجل عمل أكثر منه
» ،وقال « ومن قال في يوم سبحان الل ّه وبحمده مائة مرة حطت
عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر » .فهذا تحديد بالعدد .
وعليه فما يرو يه مشائخ الطر يقة كالامام الحداد عن رسول الل ّه صلى
الل ّه عليه وسلم من تحديد الأوراد والوظيفة بالعدد والوقت ،مما له
أصل في الشر يعة .وأما الأداء والقضاء فيها ،واليه اشار الامام
وفي شرح النووي على مسلم :ف َِإ ْن ك َان َْت لَه ُ وَظِيفَة ٌ عَا َّمّة ٌ َ
كوِل َايَة ٍ
ك ال ْوَظِيفَة ِ و َعَلَى هَذ َا ل تِل ْ َ ل ب ِشَيْء ٍ م ِنْ كَمَا ِ نَش َاطِه ِ و َغَيْرِه ِ م ِنْ غَيْر ِ ِإخْلَا ٍ
ندب له تداركها وإذا سلم عليه رد السلام ثم عاد إلى الذكر وكذا لو
عطس عنده إنسان فليشمته أو سمع مؤذنا فليجبه أو رأى منكرا فليزله
أو مسترشدا فلينصحه ثم يرجع إلى الذكر وكذا يقطعه إذا غلبه نعاس
وفي الأذكار للنووي :ينبغي لمن كان له وظيفة ٌ من الذكر في وقت من
يتداركها و يأتي بها إذا تمكن منها ولا يهملها ،فإنه إذا اعتاد الملازمة
حزْبِه ِ أَ ْو
عنه قال :قال رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم( :م َنْ نام َ ع َنْ ِ
ع َنْ شئ منه فقرأه ما بَيْنَ صَلاة ِ الف َجْ رِ وصلاة الظهر كتب له كأنما
قرأه من َّ
الل ّيل) .انتهى .
والوفاء بما يعاقد العبد ربه عليه في وقت معين من القربات واجب
العقود والعهود ،كان ذلك سببا لز يغه ،وخرق سفينته .قال الل ّه
تعالى :ياأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ( ، )4كبر مقتا عند الل ّه
من كلام الشيخ ابن السائح .انظر كتاب بغية المستفيد لشرح منية
ق وَمُز َار َعَةٍ سه ِ ،م ِنْ بَي ٍْع و َشِر َاء ٍ و َِإج َارَة ٍ وَك ِرَاء ٍ وَم ُنَا َ
كحَة ٍ وَطَلَا ٍ ن َ ْف ِ
سه ِ ل َِّل ّه ِ م ِ َ
ن ن ال َّش ّر ِيعَة ِ ،وَكَذَل ِ َ
ك م َا عَقَدَه ُ عَلَى ن َ ْف ِ ك غَيْر َ خ َار ٍِج ع َ ِ
ذَل ِ َ
ات م َِّل ّة ِ ال ِْإسْ لَا ِم .و َأَ َّمّا ن َ ْذر ُ المباح فلا يلزم بإجماع من الامة.
م ِنْ طَاع َ ِ
فيما بينهم من عقود الأمانات والمعاملات ونحوهما مما يجب الوفاء به
،أو يحسن دينا ،ثم قال في خاتمة كلامه ما نصه :وفي القول بالعموم
رغب الراغب كما هو الظاهر فقد قال " :العقود باعتبار المعقود
والعقائد ثلاثة أضرب ،عقد بين الل ّه تعالى وبين العبد ،وعقد بين
العبد ونفسه ،وعقد بينه وبين غيره من البشر ،وكل واحد باعتبار
الموجب له ضربان ،ضرب أوحيه العقل وهو ما ركز الل ّه معرفته في
ل عليه
الانسان ،فيتوصل إليه إما ببديهة العقل ،وإما بأدنى نظر ،د ّ
و َأَ شْهَد َه ُ ْم عَل َى أَ نْفُسِه ِ ْم أَ لَسْتُ ب ِر َبِّك ُ ْم قَالُوا بلََى شَهِدْنَا أَ ْن تَق ُولُوا يَوْم َ
ال ْق ِيَامَة ِ ِإ َّن ّا ك َُّن ّا ع َنْ هَذ َا غَافِلِينَ ( .) 8وضرب أوجبه الشرع ،وهو ما
دلنا عليه كتاب الل ّه تعالى ،وسنة نبيه صلى الل ّه عليه وسلم .فذلك ستة
به ،و يجوز تركه ،كمن حلف على ترك فعل مباح ،فإن له أن يُك ّف ِر َ
عن يمينه و يفعل ذلك ،والثالث يستحب ترك الوفاء به ،وهو كما
قال صلى الل ّه عليه وسلم " :إذا حلف أحدكم على شئ ،فرأى غيره
واجب ترك الوفاء به ،نحو أن يقول :عليّ أن أقتل فلانا المسلم " ،
ولاتغفل » اه .
وأما الإستدلال بقوله تعالى :كَبُر َ مَقْتًا عِنْد َ الل ّه ِ أَ ْن تَق ُولُوا م َا لا َ
مانصه « :هذه ا لآية توجب على كل من ألزم نفسه عملا فيه طاعة
فقد قيل المراد بما عاهدوا الل ّه عليه من الثبات مع رسول الل ّه صلى
الل ّه عليه وسلم ،وقيل الطاعات مطلقا ،ويدخل الثبات فيما ذكر
الصادقين ،والن ّحْ بُ ،على ما قال الراغب ،النذر المحكوم بوجوبه .
بعض الأخبار أن الن ّحب هنا بمعنى النذر ،وقضاؤه أداؤه والوفاء به
» اه .فتبين لك بما نقلناه أولا ً وآخرا ً ،أن سالك الطر يقة ملتزم
للقيام بأذكار ،وأن الوفاء بما التزمه واجب عليه ،كما دل ّْت عليه
كان عبد الل ّه بن عمرو بن العاص رضي الل ّه عنهما يصوم النهار و يقوم
الليل ،ولم ينكر النبي صلى الل ّه عليه وسلم عليه التزامه من حيث أنه
التزام ،بل من حيث أنه مظنة للعجز عن الدوام عليه ،كما هو نص
عمرو بن العاص رضي الل ّه عنهما أن رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم
قال له « :يا عبد الل ّه ألم ُّأخْبَرْ أنك تصوم النهار وتقوم الليل ? ،قلت
ن
م وأفطر ،وق ُ ْم ونَم ْ ،فإ ّ
:بلى يا رسول الل ّه ،قال :فلا تفعل ،ص ْ
ن لزوجك عليك
ن لعينك عليك حقا ،وإ ّ
لجسدك عليك حقا ،وإ ّ
أيام ،فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها ،فإن ذلك صيام الدهر كل ّه ،
فشددت فش ُ ّدد َ عليّ ،قلت :يا رسول الل ّه إني أجد قوة ،قال :فصم
صيام نبي الل ّه داود ولا تزد عليه ،قلت :وما كان صيام نبي الل ّه
داود ? قال :نصف الدهر ،وكان عبد الل ّه يقول بعد ما كبر :يا
المكلف تحت أحكام الشر يعة في كتاب " المقاصد من الموافقات " ما
بمعنى الدوام عليها .بهذا ف ُسرت الإقامة حيث ذكرت مضافة إلى
الصلاة ،وجاء هذا كله في معرض المدح ،وهو دليل على قصد
الشارع إليه .وجاء الأمر صر يحا في مواضع كثيرة كقوله :و َأَ ق ِيم ُوا
ن
» ،وقال صلى الل ّه عليه وسلم « :خذوا من العمل ما تطيقون فإ ّ
ل حتى تملوا » .وكان عليه السلام إذا عمل عملا أثبته .
الل ّه لن يَم َ ّ
وكان عمله ديمة .وأيضا ،فإن في توقيت الشارع وظائف العبادات ،
إلى إدامة العمل .وقد قيل في قوله تعالى في الذين ترهبوا :فَمَا
رع ُوهَا ح ََّقّ رِعَايَتِهَا ( ) 12إن عدم مراعاتهم لها هو تركها بعد
فصــل :فمن هنا يؤخذ حكم ما ألزمه الصوفية أنفسهم من الأوراد في
الأوقات ،وأمروا بالمحافظة عليها بإطلاق .ل كنهم قاموا بأمور لا
يقوم بها غيرهم ،فالمكلف إذا أراد الدخول في عمل غير واجب ،
فمن حقه أن لا ينظر إلى سهولة الدخول فيه ابتداء حتى ينظر في مآله
فيه ،وهل يقدر على الوفاء به طول عمره أم لا ? فإن المشقة التي
الأوراد إذا علم المكلف من نفسه القدرة على المضي فيه ،فهو مما لا
الإعتصام ،ومما جاء فيه « :أن الإلتزام على وجهين :نذري ،وغير
نذري .فأما الأول فالوفاء به واجب ،وأما الثاني فالأدلة تق تضي
رحمه الل ّه في أول فصل له من هذا الباب مانصه « :إذا ثبت هذا
داوم عليه أورث مللا ،ينبغي أن يعتقد أن هذا الإلتزام مكروه ابتداء
أفضل رسل الل ّه صلى عليه وسلم في أوقات معي ّنة ،والأوقات الباقية
في معيشتنا اليومية فهذا القدر يكفي لنا ،وهذا يكفي لنا للوصلة الى
رب العالمين ،فأذكّركم أوّلا وثانيا المداومة على الراتب الحداد .
ّ
وأما الإجتماع للذكر ،فالخلاف فيه قديم بين أهل العلم وهو ،وإن
كرهه الإمام مالك رحمه الل ّه ،فالجمهور على جوازه بدون كراهة .
،الثاني " :وكر ّه ،يعني الإمام ،اجتماع الق ُراء ،يقرؤون على سورة
واحدة .قلت أي ابن ناجي واستمر العمل على الجواز ،لحديث :
« هُم ُ القوم لا يشقى بهم جليسهم » .وفي " المعيار " «:إن جواز
لايفو ّته صلاة المصلّين وهو عادتنا ،وتلك المسئلة محمولة على فعل
المساجد فعلى المصلّين المحافظة على هذه الأمور ،امّا أن هذا المصل ّي
يراعي على جماعة المسلمين أو بعد الرواتب ،فيد الل ّه على الجماعة فاحذر
ل من المحلا ّت
ل المح ّ
ن في ك ّ
الجماعة أو بعد الوظائف في المساجد لأ ّ
الإلتزامات والقوانين فوفاء هذه العهود واجبة على المسلمين كماذكره
العلماء والفقهاء في كتبهم ن فعدم الوفاء يفضي الى الفتنة والفتنة ُ أش ّد
ولهزا الشاجب ّ
الخذاد ششائغ لللشائت
و نقل السيد حفيد صاحب الراتب الحبيب علوي بن أحمد بن
إن كانت بجَم ٍْع أن يجتمع الجماعة ُ صفا مستقبلين القبلة والذي يَقرؤ ُه
لهم يَقعد ُ مقابِلَهم وإن استدبر القبلة كما يفعله الإمام بعد السلام [ أي
على مقابل الراجح ] ،ثم يشرع فيقرأ الفاتحة وآية ال كرسي وآمن
الرسول إلى أواخرها جهرًا وهم سر ًا ،ثم يقولون :برفع الصوت إما
معا وإما تعقيبًا بقية الأذكار كما سبق ،و يقولون ﴿ل َا إٍله َ ا َِّلّا الل ّه ُ ل َا
إٍله َ ا َِّلّا الل ّهۡ﴾ هكذا تهليلتان في نف َس واحد أقله خمسة وعشرين لا
ينقص عنها ليتم بها خمسون تهليلة بلا نقصان ولا حد لأكثره .ثم
يختمون بقول :لا إله الا الل ّه محمد رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم إلى
يا أرحم الراحمين ثم يقرأ جهرا وهم سرا الإخلاص ثلاثا والمعوذتين
مرة مرة ثم يقول عناوين الفاتحة و يقرؤها هو جهرا وهم سرا ثم
أولى بأن يدعو و يكون الدعاء عاما ،و يختمون الدعاء رافعين أصواتهم
وبه تم الراتب اه من شرح شيخنا الامداد فراجع اليه فانه مهم .
بن عبد الرحمن السلمي أنا أبو القاسم الحسيني أنا رشأ بن نظيف أنا
الحسن بن إسماعيل أنا أبو بكر أحمد بن مروان ثنا عمرو بن حفص
الشيباني ثنا ابن خبيق ثنا أبي قال :صحب يوسف بن أسباط فتى من
أهل الجزيرة فلم يكلمه إلا بعد عشر سنين وكان يوسف يرى من
جزعه وفزعه وعبادته آناء الليل والنهار فقال له يوسف :ما كان
عملك? فإني لا أراك تهدأ من البكاء فقال له :كنت نباشا فقال له
يوسف :فأي شيء كنت ترى إذا وصلت إلى اللحد قال :كنت أرى
قليلا فاختلط يوسف :على المكان وذهب عقله حتى كان يحتاج أن
أنبأنا عبد الرحمن بن علي الإمام قال :أنا إبراهيم بن دينار الفقيه أنا
إسماعيل بن محمد بن ملة أنا عبد العزيز بن أحمد أنا عبد الل ّه بن محمد
بن جعفر بن حيان ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين ثنا أبو موسى
الطرسوسي ثنا هارون بن ز ياد المصيصي ثنا أبو إسحاق الفزاري قال:
كان رجل يكثر الجلوس إلينا ونصف وجهه مغطى فقلت له :إنك
تكثر الجلوس إلينا ونصف وجهك مغطى أطلعني على هذا? فقال:
قال :كنت نباشا فدفنت امرأة فأتيت قبرها فنبشت حتى وصلت إلى
اللبن ثم رفعت اللبن فضربت بيدي إلى الرداء ثم ضربت بيدي إلى
ركبتي فمددت فرفعت يدها فلطمتني وكشف وجهه فإذا أثر خمس
قال :ثم رددت عليها لفافتها وإزارها ثم رددت التراب وجعلت على
قال :فكتبت بذلك إلى الأوزاعي فكتب إلي الأوزاعي و يحك! سله
عمن مات من أهل التوحيد ووجهه إلى القبلة أحول وجهه أم ترك
وجهه إلى القبلة? .قال :فجاءني الكتاب فقلت له :أخبرني عمن مات
من أهل الإسلام أترك وجهه على ما كان أم ماذا? فقال :أكثر ذلك
حول وجهه عن القبلة .فكتبت بذلك إلى الأوزاعي فكتب إلي ِإ َّن ّا
َّلل ّه ِ و َِإ َّن ّا ِإلَيْه ِ ر َاجِع ُونَ -ثلاث مرات -أما من حول وجهه عن القبلة
فإنه مات على غير السنة .انتهى التوابين لابن قدامة .وهكذا تكون في
بلداننا ...فاحذر ياأخي ال كريم سيّما أهل البدع والزندقة نعوذ بالل ّه
تعالى ،ولذا كان مشائخنا جزائهم الل ّه خير الجزاء ،قديما وحديثا
القوة " كما سيأتي واليه الإشارة في قوله تعالى :فَل ََّم ّا ج َاء أَ مْر ُنَا َّ
نَج ّي ْنَا َ
ن ر ََّب ّ َ
ك ه ُو َ ي يَوْم ِئ ِ ٍذ ِإ َّ ّ ن آم َن ُوا م َع َه ُ ب ِرَحْمَة ٍ م َِّن ّا وَم ِنْ ِ
خ ْز ِ صَالِ حاً و َال َّ ّذ ِي َ
ِيف ب ِع ِبَادِه ِ يَرْز ُقُ م َنْ يَش َاء ُ و َه ُو َ الْقَوِ ُّيّ الْعَزِيز ُ .
الل ّه ُ لَط ٌ
وقال تعالى َّ :
[الشورى.]19 :
الر ّ َّزّاقُ ذ ُو الْق ُ َّو ّة ِ ال ْمَتِينُ} [الذار يات.]58 :
الل ّه َ ه ُو َ َّ
ن َّوقال تعالى ِ :إ َّ ّ
وهذه الآيات ترشدنا المداومة على مثل هذه الأذكار :يَا قَو ُِّيّ يَا
ف ش َ َّرّ ال َّ ّ
ظالِمِي ْن ،مع أنها دفع عن الافات والمصيبات م َتِي ْن ،ا ِكْ ِ
السلاطين ،فقد كان المسلمون في الهند في زمان السلطنة البر يطاني ّة
ومن بعدهم أمناء على أنفسهم وأموالهم بمثل هذه الوظائف والأوراد
،فهذه الأذكار أمناء أيضا على أنفسنا وعلى أولادنا وعلى أموالنا
كن ْتُم ْ مُؤْم ِنِينَ .والمداخلة على المسلمين سهولة في مثل هذه
ال َْأع ْلَوْنَ ِإ ْن ُ
فاذا حارب المسلمين فكانوا أذلا ّء كما وقع في أرض البدر ،فليس لنا
على القدرة التامة ،والمتانة تدل على شدة القوة والل ّه تعالى من حيث
انه بالغ القدرة تامها قوي ومن حيث انه شديد القوة متين وذلك
يقوى بقوة الل ّه على قهر الشيطان وجنوده التي هى قوى نفسه من
فلا يقاو يه شيء من خلق الل ّه الا قهره ولا يناو يه أحد الا غلبا وعبد
المتين هو القوى في دينه الذي لم يتأثر ممن أراد إغواءه ولم يكن لم
أزله عن ا لحق بشدته ل كونه امتن كل متين فعبد القوى هو المؤثر في
وفي روح البيان :وخاصية هذا الاسم ظهور القوة في الوجود فما
تلاه ذوهمة ضعيفة إلا وجد القوة ولا ذو جسم ضعيف الا كان له
ذلك ولو ذكره مظلوم بقصد إهلاك الظالم الف مرة كان له ذلك
ك م ِنْ خادِ ٍم? تُسب ِّحينَ ثلاثًا فقال لها(( :ألا أد ُُّل ّ ِ
ك على ما هو خَيْر ٌ ل ِ
وثلاثين ،وتَحْمَدِين ثلاثًا وثلاثين ،وتُكب ِّر ين أ ْر بَع ًا وثلاثين ،حين تأْ خُذِين
فهذا من أسباب القوة ،فالل ّه تعالى يُحب القوة والأقو ياء؛ الأقو ياء
الخػىر مً ّ
شش الظاإلاين وظؤال هللا أن ًشصكه الخير
وهذا الإستعاذة شامل على ظلم النفس وظلم الغير من الظالمين،
وفي الحديث أن رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم كان إذا خاف قوما
وفي صحيح مسلم وغيره أن رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم كان يقول
إذا عصفت الريح :اللهم إني أسألك خيرها و خير ما فيها و خير ما
وما رواه أصحاب السنن عن شكل بن حميد قال :أتيت النبي صلى الل ّه
عليه وسلم فقلت :يا رسول الل ّه علمني تعوذا أتعوذ به ،قال :فأخذ
الاستغفار الذي جاء في صحيح البخاري وغيره ،وهو :اللهم أنت ربي
لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك ،وأنا على عهدك ووعدك ما
لك بذنبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .قال النبي صلى الل ّه عليه
وسلم :من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي دخل
الجنة ،ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح دخل
الجنة.
الل ّه تعالى العافية ،والسلامة لجميع المؤمنين ،من نقمة معي ّنة أوبلاء
والأصل جواز الدعاء لعموم الأمة ،فقد كان النبي صلى الل ّه عليه
وسلم يدعو لها دعاء عاما ،ففي صحيح ابن حبان عن عائشة رضي الل ّه
عنها أنها قالت :لما رأيت من النبي صلى الل ّه عليه وسلم طيب نفس،
قلت :يا رسول الل ّه ادع الل ّه لي ،فقال :اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من
ذنبها ،وما تأخر ،وما أسرت ،وما أعلنت ،فضحكت عائشة حتى
سقط رأسها في حجرها من الضحك ،قال لها رسول الل ّه صلى الل ّه عليه
وسلم :أيسرك دعائي? فقالت :وما لي لا يسرني دعاؤك ،فقال صلى الل ّه
سنه
عليه وسلم :والل ّه إنها لدعائي لأمتي في كل صلاة .والحديث ح ّ
الحذاق .
ومن الموانع التي ينبغي أن ينتبه إليها السائل :الاستعجال وترك الدعاء،
ل كن وظيفتنا الدعوة الخالصة ،كما قال صلى الل ّه عليه وسلم :يستجاب
ومسلم.
قال الامام ابن عبد البر في التمهيد :في هذا الحديث دليل على
ليست على عمومها ،ألا ترى أن هذه السنة الثابتة خصت منها الداعي
إذا عجل.
وقال الحافظ ابن حجر :قال ابن بطال :المعنى أنه يسأم فيترك الدعاء
العطاء ...وفي هذا الحديث أدب من آداب الدعاء ،وهو أنه يلزم
وإظهار الافتقار ،حتى قال بعض السلف :لأنا أشد خشية أن أحرم
وقال قد دعوت فلم يستجب لي أن يحرم الإجابة وما قام مقامها من
الادخار والتكفير.
وفي سنن الترمذي أيضا ً من حديث عبادة بن الصامت رضي الل ّه عنه
قال :قال رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم :ما على الأرض مسلم يدعو
الل ّه بدعوة إلا أتاه الل ّه إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع
بإثم أو قطيعة رحم فقال رجل إذا نكثر قال الل ّه أكثر .وقال الحذاق
:حسن صحيح.
لأحدكم يحتمل الوجوب والجواز ،فإن كان الخبر الأول فلابد من
إحدى الثلاث ،فإذا عجل بطل وجوب أحدها وتعرى الدعاء عن
جميعها.
حاضر ،وقال أيضاً :والدعاء إنما وضع لمزيد التذلل وإظهار الافتقار
الدعاء ،ولا تيأس من الإجابة ولا تيأس من الرغبة ،فمن فعل ذلك
وعن جابر رضي الل ّه عنه أن النبي صلى الل ّه عليه وسلم قال :اللهم
اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا نافعا غير ضار عاجلا غير آجل .قال:
مباشرة بحيث لو تأخرت الإجابة فإنه يترك الدعاء ،كما جاء ذلك
مفسرا ً في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الل ّه
عل يه وسلم أنه قال :لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة
رحم ما لم يستعجل .قيل :يا رسول الل ّه ما الاستعجال? قال :يقول قد
دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي ،فيستحسر عند ذلك ويدع
الدعاء.
وأيضا قال الامام في كتابه " النصائح الدينية والوصايا الإيمانية :
قال الإمام النووي رحمه الل ّه :وينبغي أن يكون أكثر دعائه عند الختم
وذكر طرفا ً من الأدعية التي ينبغي أن ي ُ ْدعَى بها عند ختم القرآن،
من آداب حملة القرآن وقراءته قدرا ً صالحاً ،ولا يستغني حامل القرآن
يَا عَل ِ ُّيّ يَا كَب ِيرْ ،يَا عَل ِيم ُ يَا قَد ِيرْ ،يَا سَم ِي ُع يَا بَصِ يرْ ،يَا
خزيمة وأبو عوانة وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني وأبو
عبد الل ّه بن منده في التوحيد وابن مردو يه وأبو نعيم والبيهقي في كتاب
الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال :قال رسول الل ّه صلى الل ّه عليه
و سلم " إن لل ّه تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل
وأخرج أبو نعيم وابن مردو يه عن أبي هريرة قال :قال رسول الل ّه
صلى الل ّه عليه و سلم " لل ّه مائة اسم غير اسم من دعا بها استجاب الل ّه
وأخرج الدار قطني في الغرائب عن أبي هريرة قال :قال رسول الل ّه
صلى الل ّه عليه و سلم " قال :قال الل ّه عز و جل :لي تسعة وتسعون
وأخرج ابن مردو يه وأبو نعيم عن ابن عباس وابن عمر قالا :قال
رسول الل ّه صلى الل ّه عليه و سلم " إن لل ّه تسعة وتسعين اسما مائة إلا
وأخرج الترمذي وابن المنذر وابن حبان وابن منده والطبراني والحاكم
وابن مردو يه والبيهقي عن أبي هريرة قال :قال رسول الل ّه صلى الل ّه
عليه و سلم " إن لل ّه تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها
دخل الجنة إنه وتر يحب الوتر هو الل ّه الذي لا إله إلا هو الرحمن
العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي ال كبير الحفيظ
المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي
المبدىء المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الأحد
الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن البر
المتعال المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار النافع النور الهادي
وأخرج ابن أبي الدنيا في الدعاء والطبراني كلاهما وأبو الشيخ والحاكم
وابن مردو يه وأبو نعيم والبيهقي عن أبي هريرة قال :قال رسول الل ّه
صلى الل ّه عليه و سلم " إن لل ّه تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل
الجنة اسأل الل ّه الرحمن الرحيم الإله الرب الملك القدوس السلام
المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارىء المصور الحليم العليم
السميع البصير الحي القيوم الواسع اللطيف الخبير الحنان المنان البديع
الغفور الودود
الشكور المجيد المبدىء المعيد النور البادىء وفي لفظ :القائم الأول
الآخر الظاهر الباطن العفو الغفار الوهاب الفرد وفي لفظ :القادر
والإكرام المولى النصير الحق المبين الوارث المنير الباعث القدير وفي
لفظ :المجيب المحيي المميت الحميد وفي لفظ :الجميل الصادق الحفيظ
الرزاق العلام العلي العظيم الغني المليك المقتدر الأكرم الرؤوف المدبر
المالك القاهر الهادي الشاكر ال كريم الرفيع الشهيد الواحد ذا الطول ذا
الل ّه عليه و سلم " إن لل ّه تسعة وتسعون اسما من أحصاها دخل الجنة
وأخرج أبو نعيم عن محمد بن جعفر قال :سألت أبي جعفر بن محمد
وفي البقرة ثلاثة وثلاثون اسما :يا محيط يا قدير يا عليم يا حكيم يا علي
يا عظيم يا تواب يا بصير يا ولي يا واسع يا كافي يا رؤوف يا بديع يا
يا غفور يا حليم يا إله يا قريب يا مجيب يا عزيز يا نصير يا قوي يا
شديد يا سر يع يا خبير
وفي النساء :يا رقيب يا حسيب يا شهيد يا مقيت يا وكيل يا علي يا
كبير
وفي الأنعام :يا فاطر يا قاهر يا لطيف يا برهان
باقي يا مهيمن
وفي الحشر :يا ملك يا قدوس يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا
قال :قال رسول الل ّه صلى الل ّه عليه و سلم " من أصابه هم أو حزن
فليقل :اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي في يدك
ف ي علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور بصري
وذهاب همي وجلاء حزني قال رسول الل ّه صلى الل ّه عليه و سلم :ما
قالوا :يا رسول الل ّه افلا نتعلم هذه الكلمات ? قال :بلى فتعلموهن
وعلموهن "
وأخرج البيهقي عن عائشة أنها قالت :يا رسول الل ّه علمني اسم الل ّه
الذي إذا دعى به أجاب قال لها " قومي فتوضئي وادخلي المسجد
فصلي ركعتين ثم ادعي حتى أسمع ففعلت فلما جلست للدعاء قال
فقالت :اللهم إني أسالك بجميع أسمائك الحسنى كلها ما علمنا منها وما
لم نعلم واسألك بإسمك العظيم الأعظم ال كبير الأكبر الذي من دعاك
به أجبته ومن سألك به أعطيته قال النبي صلى الل ّه عليه و سلم :
أصبته أصبته " .انتهى .من الدر المنثور للامام السيوطي .
ولكل من هذه الأسماء فوائد ،ولايعلم حقيقتها الا ّ للعارفين ،منهم
قطب الإرشاد عبد الل ّه الحداد رضي الل ّه عنه ولذا إختار رحمه الل ّه
العلي - :
ص َّو ّر أَ ن يكون علي ّا م ُطلق ًا ِإ ْذ ل َا
قال الامام الغزالي :تَن ْب ِيه ٌ :العَب ْد ل َا يت َ َ
ينَال دَرَج َة ِإ َّلّا و َيكون فِي ال ْوُجُود م َا ه ُو َ فَو ْقه َا و َه ُو َ دَرَج َات ال َْأن ْب ِيَاء
يفوقه وَهِي دَرَج َة نَبينَا مُح ََّم ّد صلى الل ّه عَلَيْه ِ و َسلم و َل كنه قَاص ِر
ضافَة ِإلَى
ب ِال ِْإضَافَة ِإلَى ال ْع ُلُو ّ ال ْم ُطلق من و َجْ ه َي ْن أَ حدهمَا أَ نه علو ب ِال ِْإ َ
بعض الموجودات و َالْآخر أَ نه علو ب ِال ِْإضَافَة ِإلَى ال ْوُجُود ل َا بطرِ يق
ال ْوُجُوب بل يقارنه ِإ ْمك َان وجود ِإنْس َان فَو ْقه فالعلي ال ْم ُطلق ه ُو َ ال َّ ّذ ِي
لَه ُ الْفَو ْق َِّي ّة ل َا ب ِال ِْإضَاف َة و بحسب ال ْوُجُوب ل َا بِ ح َسب ال ْوُجُود ال َّ ّذ ِي
صف َات كَمَاله بل تسري ِإلَى غَيره فَلَا يجالسه أحد ِإ َّلّا
تقتصر عَلَيْه ِ ِ
شي ْئا من كَمَاله وَكَمَال العَب ْد فِي عقله وورعه و َعلمه فال كبير
و َيف ِيض عَلَيْه ِ َ
ق َّ
الصّ الح ل ِ َأن يكون قدوة من عباده ه ُو َ ال ْع َالم التقي المرشد لِلْخل ِ
ل ع ِيس َى عَلَيْه ِ ال َّ ّ
سلَام من علم يقتبس من أنواره وعلومه وَلذَل ِك قَا َ
الأسنى .
العليم - :
قال الامام الغزالي :تَن ْب ِيه ٌ :ال ْ كَب ِير من ال ْعباد ه ُو َ الْك َام ِل ال َّ ّذ ِي ل َا
صف َات كَمَاله بل تسري ِإلَى غَيره فَلَا يجالسه أحد ِإ َّلّا
تقتصر عَلَيْه ِ ِ
شي ْئا من كَمَاله وَكَمَال العَب ْد فِي عقله وورعه و َعلمه فال كبير
و َيف ِيض عَلَيْه ِ َ
ق َّ
الصّ الح ل ِ َأن يكون قدوة من عباده ه ُو َ ال ْع َالم التقي المرشد لِلْخل ِ
ل ع ِيس َى عَلَيْه ِ ال َّ ّ
سلَام من علم يقتبس من أنواره وعلومه وَلذَل ِك قَا َ
و َعمل فَذَل ِك يدعى عَظ ِيما فِي مل كوت ال َّ ّ
سم َاء .انتهى .المقصد
الأسنى .
القدير - :
قال ابن جرير الطبري :عند قوله تعالى :و َلَو ْ شَاء اللّه ُ لَذ َه َبَ بِسَمْعِه ِ ْم
نفسه –جل ذكره -بالقدرة على كل شيء في هذا الموضع ،لأنه حذر
خداعي وخداع رسولي وأهل الإيمان بي ،لا أحل بكم نقمتي ،فإني
ومعنى (قدير) :قادر ،كما معنى (عليم) :عالم ،على ما وصفت فيما
السّمع ل كنه قَاص ِر ف َِإ َّن ّه ُ ل َا يدْرك جَم ِيع المسموعات بل م َا قرب من
الصّ و ْت قصر ع َن ال ِْإ ْدر َاك و َِإن بعد لم يدْرك و َِإن عظم َّ
الصّ و ْت ر ُبمَا َّ
بَطل السّمع واضمحل ،و َِإ َّن ّمَا حَظه الديني مِن ْه ُ أَ ْمر َا ِ
ن أَ حدهمَا أَ ن يعلم
و ََّالث ّانِي أَ ن يعلم أَ نه لم يخلق لَه ُ السّمع ِإ َّلّا ليسمع ك َلَام الل ّه عز و َجل
وَكتابه ال َّ ّذ ِي أنزله ُ وَحَدِيث رَسُول الل ّه صلى الل ّه عَلَيْه ِ و َسلم فيستفيد بِه ِ
ال ْهِد َايَة ِإلَى َطرِ يق الل ّه عز و َجل فَلَا يسْتَعْمل سَمعه ِإ َّلّا ف ِيه ِ .انتهى .
المقصد الأسنى.
البصير - :
حي ْثُ الْحس من وصف
قال الامام الغزالي :تَن ْب ِيه ٌ :ح َّظ العَب ْد من َ
الْب َص َر ظَاهر و َل كنه ضَع ِيف قَاص ِر ِإ ْذ ل َا يَم ْت َد ِإلَى م َا بعد وَل َا يتغلغل
أَ حدهمَا :أَ ن يعلم أَ نه خلق لَه ُ الْب َص َر لين ْظر ِإلَى الْآيَات و َِإلَى عجائب
سم َوَات فَلَا يكون نظرة ِإ َّلّا عِب ْر َة قيل لعيسى عَلَيْه ِ ال َّ ّ
سلَام المل كوت و َال َّ ّ
و ََّالث ّانِي :أَ ن يعلم أَ نه بمرأى من الل ّه عز و َجل ومسمع فَلَا يستهين
بنظره
ِإلَيْه ِ واطلاعه عَلَيْه ِ و َمن أخْ فى ع َن غير الل ّه م َا ل َا يخفيه ع َن الل ّه فقد
فَمن قارف مَعْصِ ي ّة و َه ُو َ يعلم أَ ن الل ّه عز و َجل ير َاه ُ فَمَا أجسره وَم َا
أخسره و َمن ظن أَ ن الل ّه تَع َالَى ل َا ير َاه ُ فَمَا أظلمه وأكفره .انتهى .
اللطيف - :
قال الامام الغزالي :تَن ْب ِيه ٌ :ح َّظ العَب ْد من هَذ َا ال ْو َصْ ف الر ِّف ْق بعباد
الل ّه عز و َجل والتلطف بهم فِي الدعْو َة ِإلَى الل ّه تَع َالَى و َال ْهِد َايَة ِإلَى
خر َة من غير إزراء وعنف و َمن غير تعصب وخصام
سَع َاد َة الْآ ِ
و َأحسن وُجُوه اللطف ف ِيه ِ الجذب ِإلَى قب ُول الْحق بالشمائل والسيرة
الصّ الِ حَة ف َِإ َّ ّنهَا أوقع وألطف من ال َْألْف َاظ المزينة.
المرضية والأعمال َّ
الخبير - :
قال الامام الغزالي :تَن ْب ِيه ٌ :ح َّظ الع َب ْد من ذَل ِك أَ ن يكون خَب ِيرا بِمَا
يجْرِي فِي عالمه وعالمه قلبه وبدنه والخفايا َّال ّتِي ي ََّت ّصِ ف ال ْقلب بهَا من
ال ْغ ِّش والخيانة والتطواف حول العاجلة وإضمار ال َّش ّرّ و َِإظْ ه َار الْخيَ ْر
وتشمر لمعاداتها و َأخذ الحذر مِنْهَا فَذَل ِك من ال ْعباد جدير ب ِأَ ن يُسمى
ص َّو ّر فِي
صف َاته وأسمائه ب ِقدر م َا يت َ َ
بأخلاق الل ّه تَع َالَى والتحلي بمعاني ِ
وقال ايضا في الأسنى ِ :إ َّن ّمَا حَملَنِي على ذكر هَذِه َّ
الت ّن ْب ِيهَات ردف
َالصف َات قَول رَسُول الل ّه صلى الل ّه عَل َيْه ِ و َسلم تخلقوا
هَذِه ال َْأسَامِي و ّ ِ
من تخلق ب ِوَاحِد مِنْهَا دخل ال َّْجن ّة وَم َا تداولته أَ لْسِن َة ُّ
الصّ وف َِّي ّة من
كَل ِمَات تُشِير ِإلَى م َا ذ َكر ْنَاه ُ ل َكِن على و َجه يُوهم عِن ْد غير المحصل
تصير أوصافا لل ْع َبد السالك و َه ُو َ بعد فِي السلوك غير و َاصل و َهَذ َا ال َّ ّذ ِي
شي ْئا يُنَاسب م َا أوردناه فَه ُو َ صَ ح ِيح وَل َا يظنّ بِه ِ ِإ َّلّا
ذكره ِإن أَ ر َاد َ بِه ِ َ
يخ ْلُو ِإ َّمّا ع َنى بِه ِ مثله َا م ُطلق ًا من كل و َجه و َِإ َّمّا أَ نه ع َنى بِه ِ مثله َا من
َ
الصف َات من الرب ِإلَى العَب ْد أَ و ل َا ان ْتِق َال ف َِإن لم يكن بالانتقال فَلَا
ِّ
يخ ْلُو ِإ َّمّا أَ ن يكون باتحاد ذ َات العَب ْد بِذ َات الرب ح ََّت ّى يكون ه ُو َ ه ُو َ
َ
صف َاته و َِإ َّمّا أَ ن يكون بطرِ يق الْحلُُول و َهَذِه أَ قس َام ثَلَاثَة و َه ُو َ
فَتكون ِ
الصف َات ُّأم ُور تناسبها على الْجم ُْلَة وتشاركها فِي الِاس ْم و َل َكِن ل َا
هَذِه ّ ِ
الأرْض و َال َّ ّ
سم َوَات وَم َا بَينهم َا ال ْمَخْلُوقَات ح ََّت ّى يكون ه ُو َ بهَا خ َالق َ
ص َّو ّر هَذ َا لغير الل ّه تَع َالَى وَكَيف يكون العَب ْد خ َالق ال َّ ّ
سم َوَات وَكَيف يت َ َ
و َال َْأرْض وَم َا بَينهَا و َه ُو َ من جملَة م َا بَينهم َا فَكيف يكون خ َالق نَفسه
ومحالات
ال ْمُن ْت َقل ع َنه ُ فَي ُوجب أَ ن تعرى ال َّذ ّات َّال ّتِي عَنْهَا ان ْتِق َال ّ ِ
الصف َات
اتحَاد فَذَل ِك أَ ي ْضا أظهر بطلانا ل ِ َأن قَول و َأما ال ْقسم َّ
الر ّاب ِع و َه ُو َ ال ِ ِ ّ
الْق َائ ِل ِإن العَب ْد صَار ه ُو َ الرب ك َلَام متناقض فِي نَفسه بل يَن ْبَغ ِي أَ ن
سب ْح َانَه ُ و َتَع َالَى ع َن أَ ن يجْرِي اللِّس َان فِي حَقه بأمثال هَذِه
ينزه الرب ُ
لأنا نق ُول ِإذا عقل زيد و َحده و َعَم ْرو و َحده َّ
ثم ّ محَال على ال ِْإطْ لَاق َ
كِلَاهُمَا موجودين أَ و كِلَاهُمَا معدومين أَ و زيد مَوْجُودا و َعَم ْرو مَعْد ُوما
ف َِإن ك َانَا موجودين فَلم يصر عين أَ حدهمَا عين الآخر بل عين كل
و َاحِد مِنْهُم َا مَوْجُود و َِإ َّن ّمَا ال ْغ َايَة أَ ن يتحد مكانهما وَذَل ِ َ
ك ل َا يُوجب
اتحَاد ِإ ْذ ل َا يتحد
جودا فَلَا ِ ّ
و َِإن ك َانَ أَ حدهمَا مَعْد ُوما و َالْآخر مَو ْ ُ
مَوْجُود بمعدوم
شي ْئَيْنِ م ُطلق ًا محَال و َهَذ َا ج َار فِي الذوات المتماثلة فضلا
فالاتحاد بَين َ
ع َن ال ْم ُخْ تَلف َة ف َِإ َّن ّه ُ يَسْتَحِيل أَ ن يصير هَذ َا السوَاد ذ َاك السوَاد كَمَا
يَسْتَحِيل أَ ن يصير هَذ َا السوَاد ذَل ِك الْبيَاض أَ و ذَل ِك ال ْعلم والتباين بَين
العَب ْد والرب أعظم من التباين بَين السوَاد و َالْبَيَاض و َالْجهل و َال ْعلم
تحْسِين موقع الْك َلَام من الإفهام يسل كون سَب ِيل الِاسْ ت ِع َار َة كَمَا
لأجل َ
يَق ُول ال َّ ّ
شاعِر
ف َِإ َّن ّه ُ مُسْتَغْرق ال ْهم بِه ِكَمَا يكون ه ُو َ مُسْتَغْرق ال ْهم بنِ َف ِ
سه ِ فيعبر ع َن هَذِه
ل انسلخت من
حي ْثُ قَا َ
و َعَلِيه ِ يَن ْبَغ ِي أَ ن يحمل قَول أبي يز ِيد ر َحم َه الل ّه َ
نَفس ِي كَمَا تنسلخ الْح َّي َ ّة من جلده َا فَنَظَرت ف َِإذا أَ نا ه ُو َ و َيكون مَعْنَاه ُ
أَ ن من يَنْس َل ِخ من شهوات نَفسه وهواها وهمها فَلَا يب ْقى ف ِيه ِ متسع
ال ْقلب ِإ َّلّا جلال الل ّه وجماله ح ََّت ّى صَار مُسْتَغْرقا بِه ِ يصير ك َأَ َّن ّه ُ ه ُو َ ل َا
تح ْق ِيقا و َفرق بَين قَو ْلنَا ك َأَ َّن ّه ُ ه ُو َ و َبَين قَو ْلنَا ه ُو َ ه ُو َ ل َكِن قد يعبر
أَ نه ه ُو َ َ
راسخ فِي المعقولات ر ُبمَا لم يتمَ ََّي ّز لَه ُ أَ حدهمَا ع َن الآخر فَين ْظر ِإلَى كَمَال
ذ َاته و َقد تزين بِمَا تلألأ ف ِيه ِ من حلية الْحق فيظن أَ نه ه ُو َ فَيَق ُول أَ نا
الْحق .
حي ْثُ ر َأَ وْا ذَل ِك فِي ذ َات ال ْمَسِيح ع ِيس َى و َه ُو َ غالط غلط َّ
الن ّصَار َى َ
عَلَيْه ِ ال َّ ّ
سلَام فَق َالُوا ه ُو َ ال ِْإلَه بل ه ُو َ غلط من ينظر ِإلَى مرْآة قد انطبع
ك ُّ
الصّ ور َة هِي َ صُور َة الْمر ْآة و َأَ ن ف ِيهَا صُور َة متلونة بتلونه فيظن أَ ن تِل ْ َ
ذَل ِك َّ
الل ّو ْن لون الْمر ْآة وهيهات بل الْمر ْآة فِي ذ َاتهَا ل َا لون لَه َا وشأنها
قب ُول صور الألوان على و َجه يتخايل ِإلَى الناظرين ِإلَى ظَاهر ا ْل ُّأم ُور أَ ن
الهيئات و َِإ َّن ّم َا هيآته قب ُول م َع َاني الهيئات والصور والحقائق فَمَا يحله
ِإذا رأى زجاجة ف ِيهَا خمر ل َا يدْرك تباينهما فَتَار َة يَق ُول ل َا خمر و َتار َة
ل
حي ْثُ قَا َ يَق ُول ل َا زجاجة كَمَا عبر ع َنه ُ ال َّ ّ
شاعِر َ
فَك َأَ َّن ّمَا خمر وَل َا قدح ...وكأنما قدح وَل َا خمر
اللاهوت بالناسوت
ل أبي يز ِيد ر َحم َه الل ّه ِإن صَ َّ ح ّ ع َنه ُ سبحاني م َا أعظم شأني ِإ َّمّا أَ ن
و َقَو ُ
يكون ذَل ِك ج َارِ يا على لِس َانه فِي معرض الْحِك َايَة ع َن الل ّه عز و َجل كَمَا
لَو سمع و َه ُو َ يَق ُول ل َا ِإلَه ِإ َّلّا أَ نا فاعبدني لَك َانَ يحمل على الْحِك َايَة و َِإ َّمّا
أَ ن يكون قد شَاهد كَمَال حَظه من صفة الْق ُدس على م َا ذكرنَا فِي
يعلم أَ ن قدسه و َعظم شَأْ نه ب ِال ِْإضَاف َة ِإلَى الْخلق وَل َا نِسْب َة لَه ُ ِإلَى قدس
الرب تَع َالَى وتقدس و َعظم شَأْ نه و َيكون قد جرى هَذ َا َّ
الل ّفْظ فِي
سكره وغلبات ح َاله ف َِإن ُّ
الر ّجُوع ِإلَى الصحو واعتدال الْحَال يُوجب
حفظ اللِّس َان ع َن ال َْألْف َاظ الموهمة وَح َال السكر ر ُبمَا ل َا يح ْت َمل ذَل ِك
اتحَاد فَذَل ِك محَال قطعا فَلَا ينظر ف َِإن ج َاو َزت هذ َي ْن َّ
الت ّأْ و يلَيْنِ ِإلَى ال ِ ِ ّ
ِإلَى مناصب الر ِ ّج َال ح ََّت ّى يصدق بالمحال بل يَن ْبَغ ِي أَ ن يعرف الر ِ ّج َال
ل
ب ِالْحَقّ ِ ل َا الْحق ب ِالر ِ ّج َا ِ
تبَارك و َتَع َالَى حل فِي العَب ْد أَ و العَب ْد حل فِي الرب تَع َالَى رب
بل تبقى صفة للْحَال كَمَا ك َانَ و َوجه اسْ ت ِح َالَة الْحلُُول ل َا يفهم ِإ َّلّا بعد
ص ُّو ّر لم فهم معنى الْحلُُول ف َِإن الْمع َانِي المفردة ِإذا لم تدْرك بطرِيق َّ
الت ّ َ
يُمكن أَ ن يفهم نَفيهَا أَ و ِإث ْبَاتهَا فَمن ل َا ي ْدرِي معنى الْحلُُول فَمن أَ ي ْن
ن:
فَنَق ُول ال ْم َ ْفه ُوم من الْحلُُول أَ مْر َا ِ
أَ حدهمَا النِّسْب َة َّال ّتِي بَين الْجِس ْم و َبَين مَك َانَه ُ ال َّ ّذ ِي يكون ف ِيه ِ وَذَل ِ َ
ك ل َا
يكون ِإ َّلّا بَين جسمين فالبريء ع َن معنى الجسمية يَسْتَحِيل فِي حَقه
ذَل ِك
و ََّالث ّانِي النِّسْب َة َّال ّتِي بَين ال ْعرض والجوهر ف َِإن ال ْعرض يكون قوامه
سه ِ فدع عَن ْك ذكر الرب تَع َالَى وتقدس فِي هَذ َا المعرض ف َِإن كل
بنِ َف ِ
سب ْح َانَه ُ و َتَع َالَى على سَب ِيل الْحَق ِيق َة لم يب ْق لق َولهم معنى ِإ َّلّا م َا أَ ش َرنَا ِإلَيْه ِ
ُ
ك يم ْن َع من ِإطْ لَاق القَو ْل ب ِأَ ن م َع َاني أَ سمَاء الل ّه تَع َالَى فِي َّ
الت ّن ْب ِيهَات وَذَل ِ َ
و َاصل فَمَا معنى السلوك وَم َا معنى ال ْوُصُول على ر َأْ ي هَذ َا الْق َائ ِل فَاع ْلَم
ك اشْ ت ِغ َال
أَ ن السلوك ه ُو َ تَهْذِيب ال َْأخْلَاق والأعمال والمعارف وَذَل ِ َ
ال ْوُصُول ه ُو َ أَ ن ينْكَشف لَه ُ جلية الْحق و َيصير مُسْتَغْرقا بِه ِ ف َِإن نظر ِإلَى
مَعْرفَته فَلَا يعرف ِإ َّلّا الل ّه و َِإن نظر ِإلَى همته فَلَا همة لَه ُ سواه ُ فَيكون
كُله مَشْغ ُول ًا بكله مُش َاهد َة وهما ل َا يل ْت َفت فِي ذَل ِك ِإلَى نَفسه ليعمر
ظَاهره ب ِال ْعبَاد َة أَ و بَاطِنه بتهذيب ال َْأخْلَاق وكل ذ َل ِك َطه َار َة وَهِي
الْبِد َايَة و َِإ َّن ّمَا النِّهَايَة أَ ن يَنْسَل ِخ من نَفسه ب ِالْك ُل َِّّي ّة ِ ويتجرد لَه ُ فَيكون ك َأَ َّن ّه ُ
ال ْول َايَة و َال ْعقل يقص ر ع َن د َرك ذَل ِك وَم َا ذكرتموه تصرف ببضاعة
ال ْعقل فَاع ْلَم أَ نه ل َا يجوز أَ ن يظْهر فِي طور ال ْول َايَة م َا ي ْقض ِي ال ْعقل
ب ِمج ُ ََّر ّد ال ْعقل م ِثَاله أَ نه يجوز أَ ن يكاشف ال ْو َلِيّ ب ِأَ ن فلَانا سيموت غ َدا
وَل َا يدْرك ذَل ِك ببضاعة ال ْعقل بل يقصر ال ْعقل ع َنه ُ وَل َا يجوز أَ ن
سب ْح َانَه ُ و َتَع َالَى غ َدا سيخلق مثل نَفسه ف َِإن ذَل ِك
يكاشف ب ِأَ ن الل ّه ُ
يحيله ال ْعقل ل َا أَ نه يقصر ع َنه ُ و َأب ْعد من ذَل ِك أَ ن يَق ُول ِإن الل ّه تبَارك
و َتَع َالَى سيجعلني مثل نَفسه و َأب ْعد مِن ْه ُ أَ ن يَق ُول ِإن الل ّه عز و َجل
خ َالق ال َّ ّ
سم َوَات و َال َْأرضين و َهَذ َا معنى قَو ْله نظرت
ف َِإذا أَ نا ه ُو َ ِإذا لم يؤول و َمن صدق بِمثل هَذ َا فقد انخلع ع َن غريزة
ال ْعقل و َلم يتمَ ََّي ّز عِن ْده م َا يعلم ع ََّم ّا ل َا يعلم فليصدق ب ِأَ َّن ّه ُ يجوز أَ ن يكاشف
الصدْق كذبا ف َِإ َّن ّمَا يَق ُوله ببضاعة ال ْعقل ف َِإن انقلاب الصدْق كذبا
ْس بأبعد من انقلاب الْحا َدِث قَدِيما و َال ْعَب ْد ر َ ًّب ّا و َمن لم يفرق بَين م َا
لَي َ
أَ ح َاله ُ ال ْعقل و َبَين م َا ل َا يَنَاله ُ ال ْعقل فَه ُو َ أخس من أَ ن يُخَاطب فليترك
[ ثَلاثًا ].
المقصود من هذا الذكر الدعاء بكشف ال كرب من كرب الدنيا،
العالمين .فاذا داوم على هذا الذكر يسهل عليه كشف ال كربات كما في
ك وفي الدعاء للامام الطبراني - 1241 :ح َ َّ ّدثَنَا عَل ِ ُّيّ ب ْ ُ
ن ال ْمُبَار َ ِ
سل ِ ٍم ال ْ كَش ِّ ُّ ّ
ي ن يَز ِيد َ ،ح وَح َ َّ ّدثَنَا عَل ِ ُّيّ ب ْ ُ
ن عَبْدِ الْعَزِيز ِ ،و َأَ بُو م ُ ْ س بْ ِ
يُون ُ َ
خرَة ِ وَرِحِيمَهُم َا ،أَ ن ْتَ رَحْمَانِي فَا ْرحَمْنِي رَحْم َة ً تُغْن ِينِي بِهَا ع َنْ رَحْمَة ِ
و َالْآ ِ
.
وفي الأسماء والصفات للبيهقي - 127 :أَ خْب َر َنَا أَ بُو طَاه ِ ٍر الْفَق ِيه ُ ،أَ نَا
سلَم ِ ُّ ّ
ي ،ثنا ع ُبَيْد ُ ُف [ص ]165:ال ُّ ّ
ن يُوس َ أَ بُو بَكْرٍ الْق َ َّ ّ
طانُ ،ثَمَا أَ حْمَد ُ ب ْ ُ
ن ع ََّب ّا ٍ
س، سع َر ٌ ،ع َنْ قَتَادَة َ ،ع ََّم ّنْ أَ خْب َرَه ُ ع َ ِ
ن اب ْ ِ الل ّه ِ ب ْ ُ
ن م ُوس َى ،أَ نَا م ِ ْ َّ
كن ْتُ أَ ْدرِي م َا قَو ْلُهُ :اف ْت َحْ بَي ْنَنَا ح ََّت ّى
الل ّه ُ عَنْهُم َا قَالَ " :م َا ُ
رَضِي َ َّ
ك ُّأقَاضِي َ
ك ل ُّأفَاتِ ح ُ َ
سَمِعْتُ بِن ْتَ ذِي ي َزَنَ أَ وِ اب ْن َة َ ذِي يَزَنَ تَق ُولُ :تَع َا َ
ي :وَل َا ي ُ ْدعَى بِهَذ َا الِاس ْ ِم ِإ َّلّا مُضَافًا ِإلَى شَيْءٍ فَيُق َالُ :يَا
ل الْحل َِيمِ ُّ ّ
قَا َ
ِف
ج و َال ْمُجَل ِّي ي َ ْكش ُ
ْب ،وَمَعْنَاه ُ الْف َارِ ُ ِف ال ُّض ّرِّ ،أَ ْو ك َاش َ
ِف ال ْكَر ِ ك َاش َ
الل ّه ُ
ل َّج ال ْه َ َّ ّم و َيُز ِيح ُ ال ُّض ّ َّرّ و َالْغ َ َّ ّم قُل ْتُ :قَا َ
يجْل ِي الْق َل ْبَ ،و َيُف َرِ ّ ُ
ال ْكَر ْبَ و َ َ
ِف لَه ُ ِإ َّلّا ه ُو َ} [الأنعام]17 : الل ّه ُ ب ِضُرٍّ فَلَا ك َاش َ ك َّ تَع َالَى{ :و َِإ ْن يَمْس َ ْس َ
ِف ال ْغ َ ِ ّم».
ج ال ْه َ ِ ّم ك َاش َ ِيث د ُعَاء ِ ال ْمَدْيُونَِّ « :
الل ّه ُ َّ ّم فَارِ َ وَرُوِيَ ف ِي حَد ِ
انتهى .
الأصْ بَهَان ِ ُّ ّي م ِنْ حَدِي ِِث أَ ن ٍَس رَضِيَ الل ّه ُ عَن ْه ُ و َل ْفظُه ُ ،
وفي حديث رَو َاه ُ َ
ك و َاسْ تَغْفِر ْ
ل عَلى نَب ِي ِّ َ
ص ِّ
ل رَكْ ع َتَيْنِ ،و َاحْمَدِ الل ّه َ و َاَث ْ ِن عَلَيْه ِ و َ َ تَو ََّضّ أْ و َ َ
ص ِّ
الل ّه ُ َّ ّم أَ ن ْتَ َ
تحْكُم ُ بَيْنَ عِبَادِك َ ات ،ث َُّم ّ ق ُلْ َّ « :
ك وَلِل ْمُؤْم ِنِينَ و َالمُؤْم ِن َ ِ
س َ
لِن َ ْف ِ
يخ ْتَلِف ُونَ ،لا ِإله َ ِإ َّلّا الل ّه ُ ال ْعَل ِ ُّيّ ال ْعَظ ِيم ُ ،لا ِإله َ ِإ َّلّا الل ّه ُ ف ِيم َا ك َانُوا ف ِيه ِ َ
.
ك
ل بِ َ
ل ِ :إذ َا ن َز َ َ
ات ،فَق َا َ ل عَلَيْه ِ ال َّ ّ
سلام ُ بِدَعْو َ ٍ س َّل ّم َ « :ج َاءَني ِ
جبْر ِي ُ وَ َ
مج ِيبَ
الر ّا ِحم ِينَ ،يَا ُ سوء ِ ،يَا أَ ْر َ
حم َ َّ ِف ال ُّ ّ
غِيَاثَ المُسْت َغ ِيثِينَ ،يَا ك َاش َ
ك ُّأنْز ِ ُ
ل ح َاجَتي ،و َأَ ن ْتَ أَ ع ْلَم ُ بِهَا ن ،يَا ِإله َ ال ْع َالم َي ِنَ ،ب ِ َ
د َ ْعوَة ِ المُضْ ط َرِّي َ
وعن عبد الل ّه بن مسعود رضي الل ّه عنه قال :قال رسول الل ّه صلى الل ّه
عليه وسلم(( :م َا أَ صَابَ أَ حَدًا ق ُّ َّط ه َ ّم ٌّ و َلا َ حَزَنٌ ،فَق َالََّ :
الل ّه ُ َّ ّم ِإن ِ ّي
الل ّه ُ ه ََّم ّه ُ وَحُزْنَه ُ ،و َأَ بْدَلَه ُ مَك َانَه ُ ف َرَح ًا ،قَالَ: وَذ َهَابَ هَم ِّيِ ،إ َّ
لا ّ أَ ذْه َبَ َّ
ل الل ّه ِ ،أَ لا َ نَت َع ََّل ّمُه َا? فَق َالَ :بلََى ،يَن ْبَغ ِي لم َِنْ سَمِعَه َا أَ ْن
فَق ِيلَ :يَا رَسُو َ
أخرجه أحمد وابن أبي شيبة ،وفي ((مسنده)) ،وابن حبان ،
وعن أبي موسى رضي الل ّه عنه قال :قال رسول الل ّه صلى الل ّه عليه
ات يَق ُولُ :أَ نَا وسلم (( :م َنْ أَ صَابَه ُ ه َ ّم ٌّ أَ ْو حَز َ ٌ
ن فَل ْي َ ْدع ُ بِهَذِه ِ الْكَل ِم َ ِ
ل اس ْ ٍم ه ُو َ لَكَ ،سَ َّم ّي ْتَ بِه ِ ن َ ْفسَكَ ،أَ ْو ل ف ِ َّيّ قَضَاؤُك َ ،أَ سْ أَ ل ُ َ
ك بِك ُ ّ ِ ع َ ْد ٌ
أَ ن ْزَلْت َه ُ فِي كِتَابِكَ ،أَ ْو ع ََّل ّم ْت َه ُ أَ حَدًا م ِنْ خ َل ْقِكَ ،أَ وِ اسْ ت َأْ ثَرْتَ بِه ِ فِي عِلْم ِ
ص ْدرِي ،وَر َبيِ َع قلَْبِي ،وَج َلَاء َ ل الْقُر ْآنَ نُور َ َتج ْع َ َ
ْب عِنْدَك َ ،أَ ْن َ
ال ْغَي ِ
الل ّهِ،
ل َّن الْقَو ْ ِم :يَا رَسُو َ
ل مِ َ
ل رَج ُ ٌ
ح ُ ْزنِي ،وَذ َهَابَ هَم ِّي و َغ ُم ِّي " .فَق َا َ
حجر في ((نتائج الأفكار)) .فهذا الذكر وهذا الرتب بعد صلاة العشاء
من الل ّه؛ قال الل ّه عز وجل في الحديث القدسي(( :يا ابن آدم ،إنك
ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ،يا ابن
آدم ،لو ب لغت ذنوبك عنان السماء ،ثم استغفرتني غفرت لك ولا
أبالي ،يا ابن آدم ،لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ،ثم لقيتني لا
ففي سنن أبي داود عن بلال بن يسار قال حدثني أبي عن جدي أنه
سمع النبي صلى الل ّه عليه وسلم يقول :من قال أستغفر الل ّه العظيم الذي
لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فارا من
الصحيح ولفظه :سيد الاستغفار أن تقول :اللهم أنت ربي لا إله إلا
أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ،أعوذ
بك من شر ما صنعت ،أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي
فإنه لا يغفر الذنوب إلى أنت ،ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من
يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ،ومن قالها من الليل وهو موقن
والندم ﴿ قَال َا ر َ َّب ّنَا ظَلَم ْنَا أَ نْفُسَنَا و َِإ ْن ل َ ْم تَغْفِر ْ لَنَا و َتَرْحَم ْنَا لَنَكُون ََّنّ م ِ َ
ن
ن ﴾ [الأعراف.]23 :
الْخَاسِر ِي َ
-2وها هو نوح عليه السلام حين سأل الل ّه أن يُنجي ابن َه ،ع َّ ّد هذا
ل
السؤال ذنب ًا يُوجِب الاستغفار؛ بل خش ي من الخس ران بقوله ﴿ :قَا َ
ن ﴾ [هود.]47 :
ن الْخَاسِر ِي َ
و َتَرْحَمْنِي أَ كُنْ م ِ َ
َب اغْفِر ْ ل ِي و َل ِوَالِد ََّيّ و َلم َِنْ دَخ َ َ
ل بَيْتِي َ -3وقال نوح عليه السلام ﴿ :ر ِّ
حم ُ َّ
الر ّا ِحم ِينَ ﴾ ك و َأَ ن ْتَ أَ ْر َ
َب اغْفِر ْ ل ِي و َل ِ َأخِي و َأَ ْدخِل ْنَا فِي رَحْمَت ِ َ
ر ِّ
[الأعراف.]151 :
-6و يونس عليه السلام يُنادي في الظلمات بقوله ﴿ :ل َا ِإلَه َ ِإ َّلّا أَ ن ْتَ
ن ال َّ ّ
ظالِمِينَ ﴾ [الأنبياء.]87 : كن ْتُ م ِ َ
ك ِإن ِ ّي ُ
سب ْح َان َ َ
ُ
أَ َّن ّمَا فَت ََّن ّاه ُ فَاسْ تَغْف َر َ ر ََّب ّه ُ وَخ َ َّرّ ر َا ِ
كع ًا و َأَ نَابَ ﴾ [ص.]24 :
-9و يعقوب عليه السلام عندما أتى أبناؤه يطلبون المغفرة ﴿ :قَالُوا يَا
-12ونبينا محمد صلى الل ّه عليه وسلم يقول(( :والل ّه ،إني لأستغفر ُ الل ّهَ،
-11وأبو بكر رضي الل ّه عنه يقول للرسول صلى الل ّه عليه وسلم :يا
رسول الل ّه ،علمني دعاء ً أدعو به في صلاتي ،في ُعل ِّمه رسول الل ّه صلى
الل ّه عليه وسلم أن يقول(( :اللهم أني ظلمت نفسي ظلمًا كثير ًا ،ولا
-12وعمر رضي الل ّه عنه يطلب من الرسول صلى الل ّه عليه وسلم أن
يستغفر له ،فيقول :يا رسول الل ّه ،استغفر لي .متفق عليه.
-13وأبو هريرة رضي الل ّه عنه يقول" :إني لأستغفر ُ الل ّه ،وأتوب
إليه ،كل يوم ألف مرة ،وذلك على قدر ديتي ،وكان يقول لغلمان
الكتاب قولوا :اللهم اغفر لأبي هريرة ،فيؤمّ ِن على دعائهم" .رواه
مسلم.
فنبينا محمد صلى الل ّه عليه وسلم كان كثير الاستغفار ،لا يَد َع وقتا ً
فقطب الإرشاد عبد الل ّه الحداد رضي الل ّه عنه إختار في راتبه كثيرا
قانون الإجازة ولذا كان العوام في المليبار يداومون على هذا الراتب
ن هذا الراتب استقر ّ أوّلا وظيفة ً يومية ً في
من غير إجازة ،نعم ا ّ
محلات المليبار سيد ُنا قطبُ الزمان العلوي الممبرمي رضي الل ّه عنه
ن
ثم بإجازته إنتشر الراتب الحداد في المليبار ،من غير ذكر السند ،لأ ّ
بلا ذكر السند ،وأكثر المشائخ في المليبار ليس عندهم السند المتصل
الى قطب الإرشاد عبد الل ّه الحداد رضي الل ّه عنهم ،ل كن الإجازة
الهندي ،مفتي الديار الهندية ،لأن ّه حفظه الل ّه ،أخذ إجازة الحداد
بن أبي بكر بن أحمد مسرفة بن محمد بن عبد الل ّه بن الفقيه أحمد بن
بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن الإمام علي
بن أبي طالب ،والإمام علي زوج فاطمة بنت محمد صلى الل ّه عليه وسلم
فهو الحفيد 36لرسول الل ّه محمد صلى الل ّه عليه وسلم ،وتوفي عصر يوم
ونقل جثمانه إلى مكة الم كرمة للصلاة عليه في الحرم الم كي فجر يوم
فالمداومة على هذا الراتب سبب لنيل شفاعته رضي الل ّه عنه في
فضيلة التهليل ،ومزي ّة ُ الإستغفار مق ّدم ٌ على أذكار الل ّه تعالى كمايناسب
فضيلة التهليل ،وتطهير القلوب قبل شروع الى التهليل ،وهذه الأمور
كل ّها أركان لإستقرار لفظة "الل ّه " في القلب ،ولذاكان العارفون
محرّكين القلب الى يمين والى شمال بقولهم" ل َا إٍله َ ا َِّلّا الل ّه ُ " ،فيبتدئون
التهليل من يمين القلب عند ذكر " ل َا إٍله َ " وينتهون الى شمال القلب
بقول " ا َِّلّا الل ّه ۡ " ،فنوع هذا التهليل ومنهجه كمن يسلى سيفه من
غلافه و يقطع به على شيئ ،فهذا المهلّل يسلى السيف بعدم الإلهية
مقر ّا ب" الا ّ الل ّه " و يقطع على شمال القلب مع الإقرار ضمنيا ،لتطهير
القلب ،فيصل الى مرتبة فَلاَشيئ ٌ الا ّ الل ّهُ ،وكم من علماء اهل الطر يقة
والحقيقة يلفّظون هذا التهليل من صميم قلوبهم ،فلا نسمع لفظة "الا
الل ّه " أو " لفظة " الل ّه " ،فهذه العادات عادات أهل الطرائق الموصلة
ولهذا الذكر فضل كبير على المسلم ،وهو القول الذي يثبت الل ّه به
قلب المؤمن على إيمانه بالل ّه عز وجل وقد وردت في هذا الفضل
(قُل هو َ الل ّه ُ أحدٌ) مائة ألف مرة فقد اشترى نفسه من الل ّه،ونادى
مناد من قبل الل ّه تعالى في سماواته وأرضه :ألا إن فلانا ع َتيق الل ّه”.
قال الامام الصاوي في حاشيته على الجلالين :هي عتاقة من
النار بشرط ألا يكون عليه حقوق العباد أصلاً،أو عليه وهو عاجز عن
أدائها ،أما من قَد َر عليها فهو كالمُسْتهزئ برب ّ ِه.حاشية الصاوي على
الجلالين .
الصغرى - :
تهليل 72,222
ض الذِّك ْر ِ )
وفي الشرواني على تحفة المحتاج في شرح المنهاج ( :قَو ْلُه ُ لِمحَ ْ ِ
سب ْعِينَ أَ ل َْف م َ َّرّة ٍ ال ْمَشْه ُور ُ ب ِال ْع َتَاقَة ِ ُّ
الصّ غْر َى .اه ي ك َال َّتّه ْلِي ِ
ل َ أَ ْ
. 158/6
َّ
فضائل ال إله إال هللا ( التهليل)
إ َّ ّ
ن كلمة التوحيد :لا إله إلا ّ الل ّه ،هي أصل الدين وأساسه ورأس
ال َّ ّ
طاغ ُوتَ سورة النحل ،الآية ، )36( :وقال -تعالى -في أول سورة
ِالر ّ ِ
وح م ِنْ أَ ْمرِه ِ عَلَى م َن َّي ّش َاء ُ م ِنْ عِبَادِه ِ أَ ْن ل المَلائ َ ِك َة َ ب ُّ
النحل :يُنَز ِّ ُ
ل ذلك على أ َّ ّ
ن التوفيق لذلك هو أعظم نعم الل ّه تعالى التي السورة ،فد ّ
أسبغها على عباده كما قال -سبحانه :-و َأَ سْ ب َ َغ عَلَيْك ُ ْم ن ِعَم َه ُ ظَاه ِرَة ً
و َبَاطِن َة ً [لقمان ]22 :قال مجاهد« :لا إله إلا الل ّه .رواه ابن جرير
من أن ع َّرّفهم لا إله إلا الل ّه .ذكره ابن رجب في ((كلمة
الإخلاص)) .
ن الل ّه وصفها في القرآن بأ َّ ّنها الكلمة الطي ّبة ،قال الل ّه
ومن فضائلها :أ َّ ّ
الث ّاب ِِت فِي الْحي ََاة ِ ال ُّد ّن ْيَا و َفِي الْآ ِ
خرَة ِ ل َّ الل ّه ُ ال َّ ّذ ِي َ
ن آم َن ُوا ب ِالْقَو ْ ِ تعالى :يُثَب ِّتُ َّ
الل ّه ُ م َا يَش َاء ُ [إبراهيم ]27 :ومن فضائلها:
ل َّ الل ّه ُ ال َّ ّ
ظالِمِينَ و َي َ ْفع َ ُ ل َّو َيُضِ ُّ ّ
أ َّ ّنها العروة الوثقى التي من تمسّك بها نجا ،ومن لم يتمسّك بها هلك،
ال ْوُثْقَى ل َا ان ْفِصَام َ لَهَا و ََّالل ّه ُ سَم ِي ٌع عَل ِيم ٌ [البقرة ]256 :وقال تعالى:
جعَلَه َا كَل ِم َة ً بَاق ِيَة ً فِي ع َق ِبِه ِ لَع َ َّل ّه ُ ْم يَرْجِع ُونَ [الزخرف - 26 :
( )27و َ َ
]28وهي كلمة التقوى التي ألزمها الل ّه أصحاب رسول الل ّه صلى الل ّه
ل ال َّ ّذ ِي َ
ن جع َ َ عليه وسلم وكانوا أ َّ
حقّ بها وأهلَها ،قال الل ّه -تعالى ِ :-إ ْذ َ
الت ّقْو َى وَك َانُوا أَ ح ََّقّ بِهَا و َأَ ه ْلَه َا وَك َانَ َّ
الل ّه ُ و َعَلَى ال ْمُؤْم ِنِينَ و َأَ ل ْزَمَه ُ ْم كَل ِم َة َ َّ
روى أبو إسحاق السبيعي ،عن عمرو بن ميمون قال :ما تكلّم َ الناس
بشيء أفضل من لا إله إلا الل ّه ،فقال سعد بن عياض« :أتدري ما
هي يا أبا عبد الل ّه? هي والل ّه كلمة التقوى ألزمها الل ّه أصحاب محمد صلى
الل ّه عليه وسلم ،وكانوا أحقّ بها وأهلَها رضي الل ّه عنهم .رواه الطبراني
ومن فضائل هذه الكلمة :أ َّ ّنها منتهى الصواب وغايته ،قال الل ّه تعالى:
ن ص ًّ ّفا ل َا يَتَك َ َّل ّم ُونَ ِإ َّلّا م َنْ أَ ذِنَ لَه ُ َّ
الر ّحْم َ ُ ح و َال ْمَلَائ ِك َة ُ َ يَوْم َ يَق ُوم ُ ُّ
الر ّو ُ
صوَابًا [النبأ ]38 :روى علي بن طلحة ،عن ابن عباس -
ل َ
و َقَا َ
ل صَوَابا ً
ن و َقَا َ لا ّ م َنْ أَ ذِنَ لَه ُ َّ
الر ّحْم َ ُ رضي الل ّه عنهما -في قوله تعالى?ِ :إ َّ
وقال عكرمة« :الصواب :لا إله إلا الل ّه .رواه الطبراني في الدعاء .
ومن فضائل هذه الكلمة :أ َّ ّنها أفضل الحسنات ،قال الل ّه -تعالى :-
م َنْ ج َاء َ ب ِالْحَس َنَة ِ فلََه ُ خَيْر ٌ مِنْهَا و َه ُ ْم م ِنْ فَز ٍَع يَوْم َئِذٍ آم ِن ُونَ [النمل :
أ َّ ّ
ن المراد بالحسنة« :لا إله إلا الل ّه .الدعاء للطبراني .وعن عكرمة -
رحمه الل ّه -في قول الل ّه عز وجل? :م َن ج َاء َ ب ِالحَس َنَة ِ فلََه ُ خَيْر ٌ مِنْهَا?
قال« :قول :لا إله إلا الل ّه .قال :له منها خير؛ َّ
لأن ّه لا شيء خير من
لا إله إلا الل ّه( .أورده ابن البنا في ((فضل التهليل وثوابه الجز يل))
قال :قلت :يا رسول الل ّه عَل ِّمني عملا ً يُقر ّبني من الجنة ويُباعدني من
النار .فقال« :إذا عملتَ سي ّئة ً فاعمل حسنة ً فإ َّ ّنها عشر أمثالها» .قلت:
ن الحسنات لا إله إلا الل ّه? قال« :نعم هي أحسن
يا رسول الل ّه ،أفم َ ِ َ
ق
ل عِت َ ومن فضائلها :أ َّ ّنها أفض ُ
ل الأعمال وأكثر ُها تضعيفاً ،وتَعدِ ُ
هريرة رضي الل ّه عنه عن النبي صلى الل ّه عليه وسلم قال« :من قال :لا
ل شيء
ك وله الحمد ُ وهو على ك ّ ِ
إله إلا الل ّه وحده لا شر يك له ،له المل ُ
قدير ٌ في يوم مائة مرّة كانت له عِدْل عشر ِ رقاب ،وكُتب له مائة
محي عنه مائة سي ّئة ،ولم يأت أحدٌ بأفضل مما جاء به ،إلا
حسنة ،و ُ
وفيهما -أيضا ً -عن أبي أيوب الأنصاري رضي الل ّه عنه عن النبي
ق
صلى الل ّه عليه وسلم قال« :من قالها عشر َ مرات كان كمن أَ عت َ
ومن فضائلها:
أ َّ ّنها أفضل ما قاله النبي ّون ،لما ثبت في الحديث عن النبي صلى الل ّه
عليه وسلم َّأن ّه قال« :أفضل ما قلتُ أنا والنبي ّون عشية َ عَر َف َةَ :لا إله
ل شيء
ك وله الحمد ُ وهو على ك ّ ِ
إلا الل ّه وحده لا شر يك له ،له المل ُ
قدير( .أخرجه الطبراني في الدعاء ،وفي لفظ« :خير ُ الدعاء ِ دعاء ُ يوم
ُّ
والنبي ّون من قبلي :لا إله إلا الل ّه وحده لا عرفة ،وخير ُ ما قلته أنا
حديث عبد الل ّه بن عمرو بن العاص -رضي الل ّه عنهما -الم ُ َّخر ّج في
صلى الل ّه عليه وسلم َّأن ّه قال « :يُصاح برجل من أمّتي على رؤوس
ل منها م ّد الخلائق يوم القيامة ِ ،فيُنشر ُ له تسعة ٌ وتسعون سِ ج ِلا ً ،ك ُّ ّ
ل سِ ج ِ ّ ٍ
البصر ،ثم يقول الل ّه تبارك وتعالى له :أَ تُنكر من هذا شيئا? فيقول :لا يا
سج َّ
ِلا ّت وثق ُلت البطاقة .المسند ،سنن الترمذي ، كِ َّ ّفة ،فطاشت ال ِ
ولا ريب أ َّ ّ
ن هذا قد قام بقلبه من الإيمان ما جعل بطاقته التي
فيها لا إله إلا الل ّه تطيش بتلك السِجلا ّت ،إذ الناس متفاضلون في
إلا الل ّه لا يحصل له مثل هذا لضعف إيمانه بها في قلبه ،فقد ورد في
الل ّه عليه وسلم َّأن ّه قال« :يخرج من النار من قال لا إله إلا الل ّه وفي
قلبه وزن شعيرة ٍ من خير ،و يخرج من النار من قال لا إله إلا الل ّه
وفي قلبه وزن بر ّة من خير و يخرج من النار من قال لا إله إلا الل ّه
ل
وفي قلبه وزن ذرة من خي ر .صحيح البخاري ،وصحيح مسلم ،فد ّ
ذلك على أ َّ ّ
ن أهل لا إله إلا الل ّه متفاوتون فيها بحسب ما قام في
قلوبهم من إيمان.
ومن فضائل هذه الكلمة :أ َّ ّنها لو وُزِنت بالسموات والأرض
رجحت بهنّ كما في المسند عن عبد الل ّه بن عمرو ،عن النبي صلى الل ّه
ن نوحا ً قال لابنه عند موته :آمُر ُك بلا إله إلا الل ّه ،فإ َّ ّ
ن عليه وسلم« :أ َّ ّ
إله إلا الل ّه في كفة رجحت بهنّ لا إله إلا الل ّه ،ولو أ َّ ّ
ن السموات
السبع في حلقة مبهمة لقصمتهنّ لا إله إلا الل ّه .المسند ،وصححه
الحذاق.
ومن فضائلها :أ َّ ّنها ليس لها دون الل ّه حجاب ،بل تخرق الحُجب
حتى تصل إلى الل ّه عز وجل ،ففي الترمذي بإسناد حسن عن أبي
هريرة رضي الل ّه عنه ،عن النبي صلى الل ّه عليه وسلم َّأن ّه قال« :ما قال
عبدٌ لا إله إلا الل ّه مخلصا ً إلا فُتحت له أبواب السماء حتى تُفضي إلى
ومن فضائلها :أ َّ ّنها نجاة ٌ لقائلها من النار ،ففي صحيح مسلم :أ َّ ّ
ن النبي
صلى الل ّه عليه وسلم سمع مؤذِّنا ً يقول :أشهد أن لا إله إلا الل ّه ،فقال:
شُعب الإيمان ،ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الل ّه عنه:
أ َّ ّ
ن النبي صلى الل ّه عليه وسلم قال« :الإيمان بضع وسبعون شعبة،
أعلاها قول لا إله إلا الل ّه ،وأدناها إماطة الأذى عن الطر يق .صحيح
في الترمذي وغيره من حديث جابر بن عبد الل ّه -رضي الل ّه عنهما -
قال :سمعت رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم يقول« :أفضل الذِّكر :لا إله
إلا الل ّه ،وأفضل الدعاء :الحمد لل ّه .سنن وحسنه في صحيح الجامع .
الرسول ال كريم صلى الل ّه عليه وسلم يوم القيامة ،كما في الصحيح من
حديث أبي هريرة رضي الل ّه عنه َّأن ّه قال :قيل :يا رسول الل ّه من
أَ سعد الناس بشفاعتك يوم القيامة? قال رسول الل ّه صلى الل ّه عليه
أول منك لما رأيت من حِرصك على الحديث ،أَ سعد ُ الناس بشفاعتي
يوم القيامة من قال لا إله إلا الل ّه خالصا ً من قلبه أو نفسه .صحيح
البخاري .
وصححاه أخرجه أبو يعلى ،والحاكم ،وابن حبان ،وأبو نعيم فى
الزوائد .
س َّل ّم َ :لَي َ
ْس عَلَى الل ّه ِ ص ََّل ّى َّ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ل َّل رَسُو ُ
ل :قَا َ
ن ع ُم َر َ ،قَا َ
ن اب ْ ِ
عَ ِ
الل ّه ُ و َحْ شَة ٌ فِي قُب ُورِه ِ ْم ،و َلا مَن ْشَر ِه ِ ْم ،وَك َأَ ن ِ ّي أَ نْظُر ُ
ل لا ِإلَه َ ِإلا َّ
أَ ه ْ ِ
:الْحم َْد ُ ل َِّل ّه ِ ال َّ ّذ ِي أَ ذْه َبَ ع ََّن ّا الْحَزَنَ .المعجم الأوسط ،المعجم ال كبير
من الل ّه بعتق رقبتك من النار بأن تقول لا إله إلا الل ّه سبعين ألف
مرة فإن الل ّه يعتق رقبتك أو رقبة من تقولها عنه بها ورد به خبر نبوي
كان على مائدة وقد ذكر هذا الذكر عليها صبي صغير من أهل
ال كشف فلما مد يده للطعام بكى فقيل :ما شأنك قال :هذه جهنم
أراها وأمي فيها فقال المالقي في نفسه :اللهم إني قد جعلت هذه
صحة الحديث قال ابن عربي :وقد عملت أنا على ذلك ورأيت بركته.
وأقره .
ن ال ْع َر َب ِ ِيّ فِي
ن ر ُشْ دٍ فِي ال َْأجْ وِبَة ِ و َاب ْ ُ
ص اب ْ ُو َأَ َّمّا الْق ِرَاءَة ُ عَل َى الْقَبْرِ فَق َ ْد ن َ َّ ّ
مح َ ُّ ّ
ل الْحا َجَة ِ مِن ْه ُ . َ
اجّ فِي
ن الْح َ ِ
ل اب ْ ُ
ح نَع َ ْم قَا َ
ق صَ ح ِي ٌ
اط وَم َا قَالَه ُ فِي هَذ َا الْفَر ْ ِ ن ال َّ ّ
ش ِّ ل اب ْ ُ
و َقَا َ
سن ُوس ِ ُّ ّ
ي و َغَي ْرُه ُ حسْبَم َا ذ َك َرَه ُ ال َّ ّ
ْف م َ َّرّة ٍ َ
سب ْعِينَ أَ ل ِ فِدْيَة ُ ل َا إلَه َ إ َّلّا َّ
الل ّه ُ َ
اب الْجنََائِز ِ
ي فِي ب َ ِ هَذ َا ال َّ ّذ ِي فَهِم َه ُ مِن ْه ُ ال َْأئ َِّم ّة ُ اُنْظُر ْ الْح َ َّ ّ
طابَ ه ُنَا أَ ْ
اب ال ِْإج َارَة ِ .اه أنوار البروق في أنواع الر ّم َاص ِ َّ ّ
ي فِي ب َ ِ وَم ُصْ طَفَى َّ
الفروق
على أن تشتري نفسك من الل ّه بعتق رقبتك من النار بأن تقول لا إله
إلا الل ّه سبعين ألف مرّة فإن الل ّه يعتق رقبتك بها من النار أو رقبة
من تقولها عنه من الناس ورد في ذلك خبر نبوي ولقد أخبرني أبو
بمصر قال في هذا الأمر أن الشيخ أبا الربيع ال كفيف المالقي كان على
مائدة طعام وكان قد ذكر هذا الذكر وما وهبه لأحد وكان معهم على
إلى الطعام بكى فقال له الحاضرون ما شأنك تبكي فقال هذه جهنم
أراها وأرى أمي فيها وامتنع من الطعام فأخذ في البكاء قال الشيخ أبو
الربيع فقلت في نفسي الله ّم إنك تعلم أني قد هللت بهذه السبعين ألفا ً
وقد جعلتها عنق أمّ هذا الصبيّ من النار هذا كله في نفسي فقال
فصح عندي هذا الخبر النبوي بكشف هذا الصبيّ وصح عندي
الل ّه ِ ب ِعِت ْ ِ
ق ر َقَبَت ِك م ِنْ بِه ِ عَلَى أَ ْن تُحَافِظ َه ُ عَلَى أَ ْن تَشْتَرِيَ ن َ ْفس َك م ِنْ َّ
ق بِهَا
الل ّه َ يُعْت ِ ُ
ن َّسب ْع ِينَ أَ ل َْف م َ َّرّةٍ ف َِإ َّ ّ ل ل َا إلَه َ إ َّلّا َّ
الل ّه ُ َ َّ
الن ّارِ ب ِأَ ْن تَق ُو َ
ك خ َبَر ٌ
س .وَرَد َ فِي ذَل ِ َ الن ّارِ أَ ْو ر َقَب َة َ م َنْ يَق ُولُهَا م ِنْ َّ
الن ّا ِ ر َقَبَت َك م ِنْ َّ
خ أَ بَا
شي ْ َ سط ََّل ّان ِ ُّيّ أَ َّ ّ
ن ال َّ ّ ن عَل ِ ٍ ّي الْق َ ْ
س أَ حْمَد ُ ب ْ ُ نَبَو ّ ٌّ
ِي و َلَق َ ْد أَ خْبَرَنِي أَ بُو الْع ََّب ّا ِ
الر ّبيِ ِع ال ْمَالِق َِّيّ ك َانَ عَلَى م َائِدَة ِ طَع َا ٍم ،وَك َانَ ق َ ْد ذ َك َر َ هَذ َا الذِّك ْر َ ،وَك َانَ َّ
ل بِه ِ
ل هَذ َا الْخبََرِ و َِإ ْن ضَع ِيف ًا ل َكِنْ يَج ُوز ُ ال ْعَم َ ُ ْف هَذ َا َّ
الصّ ب ِ ِيّ فم َِث ْ ُ كش ُ
وَ َ
ص و َل َ ْم يُخَال ِْف ال ْق ِي َ َ
اس و َلِهَذ َا و َق َ َع ل َِّ
س ّيم َا فِي تَأْ ييِدِ ن َ ّ ٍ ل ال َْأعْمَا ِ
فِي فَضَائ ِ ِ
شك َاة ِ
ل وَو َق َ َع فِي م ِ ْ
كمَا ِ
ن ال ْ َ ل بَعْضٍ وَوَصَايَاه ُ كَم ُ َّل ّا ُ
خس ْرو و َاب ْ ِ فِي ع َم َ ِ
سه ِ
ك لِن َ ْف ِ
ض كُت ُِب عَل ِ ٍيّ الْق َارِي فَال َْأوْلَى أَ ْن يَأْ تِي َ ذَل ِ َ
ْض الثِّقَة ِ ع َنْ بَعْ ِ
بَع ُ
ُوف
ك ق َ ْد يَكُونُ م ُت َع َار َفًا و َال ْمَعْر ُ ل َكِنْ ال َْأوْلَى عَدَم ُه ُ أَ يْضًا ؛ ل ِ َأ َّ ّ
ن ذَل ِ َ
ق ال ْمُعْط ِي .اه بر يقة محمودية في شرح طر يقة محمدية وشر يعة نبو ية
مُطْل َ ِ
.459/2
وح كى أيضا ً فيه عن الشيخ أبي زيد القرطبي قال :سمعت في بعض
الآثار أن من قال :لا اله إلا الل ّه سبعين ألف مرة كانت له فداء من
النار ،فعملت على ذلك رجاء بركة الوعد فعملت منها لأهلي وعملت
منها أعمالا ً ادخرتها لنفسي وكان إذ ذاك يبيت معنا شاب يقال إنه
يكاشف في بعض الأوقات بالجنة والنار ،وكانت الجماعة ترى له
فضلا ً على صغر سنه ،وكان في قلبي منه شيء ،فاتفق أن استدعانا
بعض الإخوان إلى منزله ،فنحن نتناول الطعام والشاب معنا إذ صاح
صيحة منكرة ،واجتمع في نفسه وهو يقول :يا عم هذه أمي في النار،
وهو يصيح بصياح عظيم لا يشك من سمعه أنه عن أمر ،فلما رأيت ما
به من الانزعاج قلت في نفسي اليوم أجرب صدقه فألهمني الل ّه
السبعين ألفا ً ،ولم يطلع على ذلك أحد إلا الل ّه ،فقلت في نفسي :الأثر
حق ،والذين رووه صادقون :اللهم إن السبعين ألفا ً فداء هذه المرأة أمّ
هذا الشاب ،فما استتمت الخاطر في نفسي إلا أن قال :يا ع ّم ها هي
وقال أبو العباس أحمد القسطلاني سمعت الشيخ أبا عبد الل ّه القرشي
يقول سمعت أبا زيد القرطبي يقول في بعض الآثار أن من قال لا إله
إلا الل ّه سبعين ألف مرة كانت فداءه من النار فعملت ذلك رجاء
بركة الوعد ففعلت منها لأهلي وعملت أعمالا ادخرتها لنفسي وكان إذ
ذاك يبيت معنا شاب يكاشف بالجنة والنار وكانت الجماعة ترى له
فضلا على صغر سنه وكان في قلبي منه شيء فاتفق أن استدعانا بعض
الإخوان إلى منزله فنحن نتناول الطعام والشاب معنا إذ صاح صيحة
الانزعاج قلت اليوم أجرب صدقه فألهمني الل ّه تعالى السبعين ألفا ولم
يطلع على ذلك إلا الل ّه تعالى فقلت في نفسي الأثر حق والذين رووه
لنا صادقون اللهم أن هذه السبعين ألفا فداء أم هذا الشاب من النار
سب ْعِينَ أَ ل َْف م َ َّرّةٍ ،و َأَ هْد َاه ُ لِل ْمَي ّ ِِت ،يَكُونُ ب َر َاءَة ً سُئِلَ :ع ََّم ّنْ {ه َ َّل ّ َ
ل َ
هَذ َا حَدِيثًا صَ ح ِيح ًا ،وَل َا ضَع ِيف ًا .و َا َ َّلل ّه ُ أَ ع ْلَم ُ.اه الفتاوى ال كبرى .
الصّ غْر َى ( قَو ْلُه ُ و َال ُّد ّعَاء ُ ع َق ِب َه ُ ) ظَاه ِرُه ُ أَ َّن ّه ُ شَر ٌ
ْط م َ َّرّة ٍ ال ْمَشْه ُور ُ ب ِال ْع َتَاقَة ِ ُّ
كو ْنِه ِ عِنْد َ الْقَبْر ِ ( قَو ْلُه ُ ل ِصِ َّح ّة ِ الِاسْ تِئ ْج َارِ للِذِّكْر ِ و َأَ َّن ّه ُ ل َا يَق ُوم ُ مَق َام َه ُ َ
نح ْو ُ َ
ل
جعْ ُ
ن ( قَو ْلُه ُ ج َائِز ٌ إلَخ ْ ) ق َ ْد يُؤْخَذ ُ مِن ْه ُ َ ي ق ِرَاءَة ِ الْقُر ْآ ِبَعْد َهَا ) أَ ْ
ِي و َفِي عن سم عَلَى حَ ج ّ ا ه رَشِيد ّ ٌّ ك أَ ْو مِثْلِه ِ فِي صَ ح ِيفَة ِ فُلَا ٍاب ذَل ِ َ
ثَو َ ِ
ش
ل ع ََّم ّا يَق َ ُع م ِنْ ال َّد ّاع ِينَ عَق ِبَ الْخت ََم ِ
َات م ِنْ قَو ْلِه ِ ْم ( فَائِدَة ٌ ) و َق َ َع ال ُّ ّ
سؤَا ُ
س َّل ّم َ ث ُ َّم ّ الل ّه ُ َّ ّم ثَوَابَ م َا ق َرأْ َ ت زِيَادَة ً فِي شَر َفِه ِ صَلَّ ّى َّ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ اجْ ع َلْ َّ
ِيم ال ْم َ ْدعُوِ ّ
ك ه َلْ يَج ُوز ُ أَ ْم يَم ْتَن ِ ُع لم َِا ف ِيه ِ م ِنْ إشْ ع َارِ تَعْظ ِ
نح ْو َ ذَل ِ َ
صَ ح ِيف َت َه ُ أَ ْو َ
ل ص ََّل ّى َّ
الل ّه ُ َاف م َا د َعَا بِه ِ ل ِ َّلر ّسُو ِ
حي ْثُ اعْت َن َى بِه ِ فَد َعَا لَه ُ ب ِأَ ضْ ع ِ
ك َ
لَه ُ بِذَل ِ َ
س َّل ّم َ ل َا مح َّ َ ّقق َة ٌ و َغَي ْرُه ُ لِبُعْدِ ر ُت ْبَتِه ِ ع ََّم ّا ُّأ ْعط ِي َه ُ صَلَّ ّى َّ
الل ّه ُ عَلَيْه ِ و َ َ ب ِالنِّسْبَة ِ لَه ُ ُ
ق ال ِْإج َابَة ُ لَه ُ ،بَلْ ق َ ْد ل َا تَكُونُ مَظْن ُونَة ً فَنَاسَبَ تَأْ كِيد َ ال ُّد ّعَاء ِ لَه ُ
ت َتَح َّ َ ّق ُ
سمعت الشيخ أبا إسحاق إبراهيم بن طر يف يقول لما حضرت الشيخ أبا
الحسن بن غالب الوفاة قال لأصحابه اجتمعوا وهللوا سبعين ألف مرة
واجعلوا ثوابها لي فإنه بلغني أنها فداء كل مؤمن من النار قال
والحكمة بهذا العدد ما رواه عبد الرزاق :حدثنا يزيد بن هارون عن
عبد قال بلغني أنه يحرق أحدهم في اليوم سبعين ألف مرة.اه
وفي الاعانة :ومن ذكره سبعين ألف مرة في موضع خال عن
ولايرد علينا مافي المدخل لابن الحاج :وقد تقدم الذكر جهرا وجماعة
وما فيه و يحتجون على فعل ذلك بما حكي عن بعض الشيوخ من
المتأخرين أنه رأى في منامه بعض الموتى في عذاب فذكر لا إله إلا الل ّه
سبعين ألف مرة ثم أهداها له فرآه في منامه بعد ذلك في هيئة حسنة
فسأله عن ذلك فأخبره أنه غفر له بإهدائه له ثواب السبعين ألفا وهذا
ليس فيه دليل من وجهين أحدهما أنه منام والمنام لا يترتب عليه
حكم والثاني أنه إنما فعلها وحده في خاصة نفسه وأهدى له ثوابها ولم
يجمع لذلك الناس كما يفعلون في هذا الزمان من الشهرة حتى صار
ذلك عندهم أمرا معمولا به ،أما لو فعل ذلك أحد في خاصة نفسه
وأهدى ثوابه لمن شاء فلا يمنع لأنه قد فعل خيرا اه المدخل لابن
ل إلَيْه ِ ثَوَاب ُه ُ
ِت يَصِ ُ الحاج .والحاصل :اذا ه َ َّل ّ َ
ل ال ِْإنْس َانُ و َأَ هْد َاه ُ إلَى ال ْمَي ّ ِ
ك ما نواه .ثم ّ بعد الأذكار إقترن بإيصال و َ ُّأهْدِي َْت إلَيْه ِ نَفَع َه ُ َّ
الل ّه ُ بِذَل ِ َ
الثواب والدعاء ،فها نشرع الى المقصود ونقول إيصال الثواب الى
نفعهما ،ولم يشذ عن ذلك إلا المبتدعة الذين قالوا لا يصل إلى الميت
خلاف).
عنه وصلاة التطوع وقراءة القرآن ونحو ذلك .وذهب أحمد وأبو
واستدل الفر يق الثاني بقوله تعالى( :وأن ليس للإنسان إلا ما سعى )
[النجم ]39:وبقوله صلى الل ّه عليه وسلم" :إذا مات ابن آدم انقطع
فم ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمال كية والشافعية والحنابلة ،أن
إهداء ثواب العمل الصالح للأموات جائز ،وأنه يصل إليهم بإذن الل ّه
عليه وسلم( :استغفروا لأخيكم؛ فإنه الآن يُسأل) رواه أبو داود.
في باب الحج عن الغير بأن للإنسان أن يجعل ثواب عمله لغيره صلاة
وذهب بعض فقهاء الشافعية إلى أن ثواب العمل الصالح لا يصل إلى
الأموات ،جاء في [فتاوى العز بن عبد السلام]" :من فعل طاعة لل ّه
ْس
تعالى ثم أهدى ثوابها إلى حي أو ميت لم ينتقل ثوابها إليه؛ إذ (لَي َ
ن ِإ َّلّا م َا َ
سع َى) النجم .39 /وهذا الامام سلطان العلماء العز ّ لِل ْ ِإنْس َا ِ
رجع عن قوله المشهور كما قلتُ في كتابي " الأزهار الخالدية على
وقوله القديم للعز ّ :فإن شرع في الطاعة ناو يا ً أن يقع عن الميت لم يقع
عنه إلا فيما استثناه الشرع؛ كالصدقة ،والصوم ،والحج" ،وهو قول
وأما إذا اقترن العمل الصالح بالدعاء للأموات ،فهو يصل اتفاقا ً،
فإن الدعاء ينفع الحي والميت إجماعا ً ،قال الخطيب الشربيني" :قال ابن
دعاء ،ولا يختلف في ذلك القريب والبعيد ،وينبغي الجزم بنفع هذا؛
لأنه إذا نفع الدعاء وجاز بما ليس للداعي فلأن يجوز بما له أولى،
و يصل ثوابه إلى الميت كما هو عند الجمهور وإن اقترن بالدعاء له فيصل
-1قال العلامة أبو بكر (المشهور بالبكري) بن محمد شطا الدمياطي :
الإخوان.
ربهم يتوكلون فكو نوا منهم ،إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم
-2قال العلامة أبو بكر (المشهور بالبكري) بن محمد شطا الدمياطي :
قال سيدنا القطب الغوث سيدي الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد:
(واعلم) أسعدك الل ّه أن يوم الجمعة سيد الأيام ،وله شرف عند الل ّه
العظيم ،وفيه خلق الل ّه آدم عليه السلام ،وفيه يقيم الساعة ،وفيه يأذن
لأهل الجنة في ز يارته ،والملائكة تسمي يوم الجمعة يوم المزيد ل كثرة ما
يفتح الل ّه فيه من أبواب الرحمة ،و يفيض من الفضل ،ويبسط من
الخير.
وفي هذا اليوم ساعة شر يفة يستجاب فيها الدعاء مطلقا ،وهي مبهمة في
فإن هذا اليوم للآخرة خصوصا ،وكفى بشغل بقية الأيام بأمر الدنيا
غبنا وإضاعة .وكان ينبغي للمؤمن أن يجعل جميع أيامه ولياليه مستغرقة
بالعمل لآخرته ،فإذا لم يتيسر ذلك وعوقته عنه أشغال دنياه فلا أقل
-3قال العلامة أبو بكر (المشهور بالبكري) بن محمد شطا الدمياطي :
قال سيدنا الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد في نصائحه الدينية :وإياك
والمن بالصدقة على الفقراء ،فقد ورد فيه وعيد شديد ،ولا تطلب ممن
فإن طلبت شيئا من ذلك على صدقتك كان حظك ونصيبك منها.
وقد كان السلف الصالح يكافئون الفقير على دعائه لهم عند التصدق
الشحاري ،ثم المراوعي ،ثم الم كي :قال سيدنا الحبيب عبد الل ّه بن
فيها من القلب ،وهوان الدنيا على العبد؛ حت ّى يكون إدبارها وقل ّة
من سائر أمتعتها -مأكلا؛ وملبسا؛ ومسكنا وغير ذلك -على ما لا ب ّد
منه دون النعم والتمتع بشهواتها ،انتهى .منتهى السؤل على وسائل
أربعة أجزاء :العلم ،وبه يُعر َف حق الل ّه تعالى .والعمل بالعلم ،وهو
القيام بأمر الل ّه .والإخلاص في العلم والعمل ،وهو تصفية ما لل ّه.
والبراءة من الحول والقوة ،وهو الاعتماد على الل ّه .فمن عرف َّ
حقّ
الل ّه ،وقام بأمر الل ّه ،وصفى ما لل ّه ،واعتمد على الل ّه ،فهو الإنسان
ثلاث طبقات :فدنيا فيها الثواب ،وأخرى فيها الحساب ،وثالثة فيها
العذاب .فأما التي فيها الثواب :فهي التي تصل بواسطتها إلى الخير و
تنجو بواسطتها عن قلع الشر ،وهي مطية المؤمن ومزرعة الآخرة ،وهي
ال كفاف عن الحلال .وأما التي فيها الحساب :فهي التي لا تشتغل
بسببها عن أداء مأمور ولا ترتكب في طلبها أمرا ً محظوراً ،وهذه الدنيا
الجنة بنصف يوم وهو خمس مائة عام .وأما التي فيها العذاب :فهي
زاد صاحبها إلى النار و م ُ ْدرِجَته إلى دار البوار ،وإليه الإشارة بما
روي(( :إن الل ّه يأمر بالدنيا إلى النار فتقول :أشياعي و أتباعي?
حق ُون
فيقول سبحانه و تعالى :ألحِق ُوا بها أشياعها و أتباعها ،فيُل ْ َ
بها)).انتهى .
-7وفي الإمداد والإستمداد في ترجمة الإمام الحداد :قال رضي الل ّه
عنه :يستدل على عمارة القلب واستنارته بثلاثة أشياء :الأول :
يراك إلا الل ّه مع الأمن من الافتضاح عند الناس .والثاني :أن لا
تبالي كيف تكون عند الخَل ْق إذا كنت عند الل ّه مرضيا ً .والثالث :
أن لا تبالي بما ذهب من الدنيا إذا كان الدين سالما ً .وأضداد هذه
من الليل بقلب منكسر وجوارح خاشعة .واستع ِنْ على هذه الثلاثة
-9وفي الإمداد والإستمداد في ترجمة الإمام الحداد :قال رضي الل ّه
عنه :واعلم أن روح جميع العبادات ومعناها إنما هو الحضور مع الل ّه
وقال :الج ُّ َ ّد في الج ِ ّدِ والحرمان في ال كسل .وقال :لا تسابق من لا
أنجحت.انتهى .
-11من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
تتم المحافظة على صحة الموالاة بحفظ أصول ثلاثة :الأول :محبة المولى
عنه ولا يتم إلا بترك ملابسة الذنب ومخالطة الخلق إلا فيما لابد منه
وهو ما يرجو الإ نسان على فعله ثوابا ً و يخاف على تركه عقابا ً .الثالث:
ومن كلامه :النائم يوقظ والغافل يذكر ومن لم يجدي فيه الإيقاظ
فال أول ظاهر الثاني ،والثاني باطنه ،والثالث خالصهما وهو الغاية من
وقال :في حديث ماء زمزم لما شرب له قال -:يعني من شربه لمرضٍ
شفاه الله أو ل ٍ
جوع أشبعه الل ّه أو لحاجة ٍ قضاها الل ّه لأنها في الأصل ّ
للاستغاثة أعان الل ّه بها إسماعيل عليه السلام وقد جربه كثير ٌ من الأئمة
يحتاج إلى نية ٍ وإخلاص ،ما هو لكل الناس .بشرى الفؤاد بترجمة
الإمام الحداد للشيخ السيد علوي بن حسن الحداد الم كي الحسيني .
-12من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
( ) 152وسئل عن قول الصوفيه :نور العقل ونور العلم ونور الحق
فهل هذه الأنوار أرواح مختلفة تحل في القلب أو لا شيء إلا نور
فأجاب رضي الل ّه عنه بقوله :الحمد لل ّه وقفنا على السؤال المبارك ،وهو
والإجابة والإستجابة ،فيعلم السائل وفقه الل ّه :أن تعدد الأنوار غير
كذلك.
بعضها على بعض .كما تقول :نور البصر ونور البصيرة ونور السريرة،
فيظهر التعدد التغاير .وفي نحو هذا المثال يقول القائل :السريرة هي
والبصيرة أخص .و يطول الكلام في مثل ذلك .فقد ألف الإمام حجة
الإسلام كتابا ً سماه( :مشكاة الأنوار) ذكر فيه الأنوار ومراتبها وأشياء
-13من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
فأجاب أمتع الل ّه به بقوله :اعلم أنه ذكر بعض العارفين في حزب
وذكر بعضهم وأظنه ابن بنت الميلق وهو من مشايخ الشاذلية الجامعين:
إنه ينبغي أن يقرأ حزب البر بعد صلاة الصبح .وهو الحزب ال كبير
للشيخ أبي الحسن وسماه ال كيمياء الأكبر .وحزب النور بعد الظهر
وحزب البحر بعد العصر وحزب التوحيد بعد المغرب وكلها للشيخ أبي
الحسن .وحزب الحمد والشكر بعد العشاء وهو للشيخ أبي العباس
المرسي تلميذ الشيخ ووارثه .نعم وينبغي أن يقرأ على أكمل الأحوال
والدعوات .فذلك ذكره المعتنون بهذا الشأن .والسر :في صدق التوجه
-14من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
الل ّه عنه :سمعنا فيما بلغنا :إن َّلل ّه ملائكة موكلين بخزائن
قال رضي َّ
أرزاق العباد ،وإن للعبد في كل وقت رزقا ً معلوماً ،فإذا أطاع العبد
،فيتسع عليه رزقه فيه ،وإذا عصى وأساء المعاملة أمر الخَزَنة وقال :
معاملته لربه ،ولعل هذا في بعض الناس ،وبعضهم وسع عليه على
أي حال ،وبعضهم بالعكس .انتهى تثبيت الفؤاد بذكر مجالس
-35من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
ن
الل ّه عنه :تلك حقائق العلوم التي هي غاية كل علم ،فإ ّ
فقال رضي َّ
كل علم له حقيقة وسب ب يتوصل به إلى حقيقته ،كمعرفة الملائكة
وما ذكر من أمور الآخرة ،فتوصّ ل الصوفية إلى تحصيلها بالمجاهدة ،
حتى بلغوا حق اليقين فيها الذي لا شك فيه فصار قولهم قولا ً واحدا ً
الشيء بالشيء فيقاس عليه ،فلم يبلغوا من حقيقة اليقين مثل ما بلغ
إليه أولئك ،ولهذا ترى لهم في المسألة عشرة أقوال ،ل كون مبلغ
اليقين ،والصوفية إنما كان قولهم قولا ً واحدا ً ،لما حصل معهم من
تحقق حقيقة اليقين .انتهى تثبيت الفؤاد بذكر مجالس القطب عبدالله
الحداد .
-36من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
الل ّه عنه :قيل :كل كلام يخرج وعليه كسوة القلب الذي
قال رضي َّ
خرج منه ،فإن كان القلب منورا ً خرج منه الكلام وعليه النور وإن
كان الكلام مظلما ً ،وإن كان القلب مظلما ً خرج منه الكلام وعليه
واللغة والنحو وغير ذلك ،حتى أتقن علوم الآلات ،فجاء واستأذن
أباه أن يتكلم على الناس ،فأذن له ،فلما خرج إليهم جعل يتكلم ،
حكَم ِه :كلام
الل ّه به في ِ
واستغاثوا بالشيخ والده .وقد قال سيدنا نفع َّ
أهل الإخلاص والصدق نور وبركة ،وإن كان غير فصيح ،وكلام
أهل الر ياء والتكلف ظلمة ووحشة ،وإن كان فصيحا ً انتهى .تثبيت
-37من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
يجيء ،وقد تكون العقوبات على أشياء سبقت وأشياء نُسِي َت ،لأن
القرآن أقواما ً كثيرين .انتهى تثبيت الفؤاد بذكر مجالس القطب عبدالله
الحداد .
-38من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
ض َّل ّلوا أهل السنة بالقضاء والقدر ،قالوا لهم أما رضيتم
فإن المبتدعة َ
حتى ك َّ ّذبتم ربكم ،والإعراض عن مثل هذا أحسن ،فإن الغلو ّ في
مثل ذلك ما يحصل منه إلا التضليل ،وفساد الدين ،أو كما قال
-39من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
الل ّه ذلك بلا تعب ،أَ و َ يجلسون جالسين و يطلبون ذلك ،
أعطاهم َّ
س َّو ّى َّ
الل ّه بين الناس ،ولم يتميز أحد منهم على أحد ،فقلت :إنه كان َ
قد أعطاهم هذه الهمة العظيمة ،فبها سبقوا غيرهم ،فقال :عرفوا
الحق فطلبوه ،من عرف ما يَطلب هان عليه ما يَبذل .انتهى تثبيت
-11من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
طر يقة السلف ،كالحسن البصري وغيره .انتهى تثبيت الفؤاد بذكر
-13من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
بالل ّه ،ويذكرهم بوعده ووعيده؛ لأن في الغالب عليهم الغفلة عن الل ّه
-11من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
عن السري السقطي (رحمه الل ّه) أنه أخذ أيام كان يتجر شيئا ً من اللوز
بستين ديناراً ،وكتب عليه الربح ثلاثة دنانير :فمكث أياما ً قلائل ثم جاء
الدلال ليأخذ منه اللوز وقال له بكم? فقال :بثلاثة وستين ديناراً .فقال
له الدلال :قد صارت قيمته في هذا الحين تسعين ديناراً .فقال
السري :إني قد نويت ألا أربح فيه إلا ثلاثة دنانير .وقال الدلال :إني
وذكر الإمام الغزالي رحمه الل ّه منها طرفا ً صالحا ً ،وهاتان الحكايتان من
-11من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
وقد ألف الشيخ الإمام أحمد بن محمد بن حجر الهيتمي -رحمه الل ّه
ما يزيد على الأربعمائة ول كنه قد يقي ّد في أول تراجمها بقيود وينب ّه
في آخرها بتنبيهات يكاد يسلم بذلك من الاعتراض عليه في ع ّدِ ذلك
من الكبائر .وقد ذكر الشيخ أبو طالب الم كي -ر حمه الل ّه تعالى -في
كتاب ( قوت القلوب) أن الكبائر سبع عشرة ،ثم ع َّ ّدها فقال :الكبائر
سب ُع عشرة ،أربع في القلب :الشرك بالل ّه ،والإصرار على المعصية،
والقنوط من رحمة الل ّه ،والأمن من مكر الل ّه .وأربع في اللسان:
القذف ،وشهادة الزور ،والسحر -وهو كل كلام يغي ِّر الإنسانَ أو
شيئا ً من أعضائه واليمين الغموس وهي التي يُبط ِل بها ح ًّ ّقا أو يثب ِت
بها باطلا ً .وثلاث في البطن :أكل مال اليتيم ظلماً ،وأكل الربا،
َّ ّ
فرب صغيرة قد تكون على صاحبها أضرّ من كبيرة. وكبائرها؛
-14من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
أو تلاوة قرآن أو ذكر لل ّه تعالى :من تسبيح أو تهليل أو نحو ذلك.
قال النبي عليه الصلاة والسلام ((:من صلى بعد المغرب ست
وورد أيضا ً :أن من صلى بين المغرب والعشاء عشرين ركعة بني له
بيت في الجنة.
قبل صلاة العشاء ،فاحذر منه وهو من عادة اليهود .وفي الحديث :
((من نام قبل صلاة العشاء الآخرة فلا أنام الل ّه عينه)) .انتهى
-15من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
امتثال ما أمره الل ّه به وعلى اجتناب ما نهاء عنه ،وأنه ليس مستقلا
بذلك ولا خالقا له فقد أصاب السنة ودخل في الجماعة وسلم من
البدعة ،ولهذا شرح طو يل وهو سبيل وعر قد تخبط فيه وضل عنه
خلق كثير ،وتحته سر القدر الذي حارت فيه الألباب ،وأمر
-16من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
واعلم أنه كثيرا ً ما يختم بالسوء للذين يتهاونون بالصلاة المفروضة ،
في أمور الدين والدنيا ،والذين يُك َ ّذِبون أولياء الل ّه ،وينكرون عليهم بغير
ومن أخوف ما يخاف منه على صاحبه سوء الخاتمة ،البدعة في الدين
من ذلك غاية الحذر ،ولا عاصم من أمر الل ّه إلا من رحم.
وأما الاحتجاج بالقدر الذي يجر يه الشيطان اللعين على ألسنة كثير من
عامة المسلمين ففيه خطر كبير .وهو أن أحدهم إذا قيل له -وقد
وخالفت أمر الل ّه وأمر رسوله ? ؛ فيقول :ذلك مق َّ ّدر عل َّيّ ،
ي ٌّ ،يَعْذُر ُ بذلك نفسه ،ويرفع الحرج عنها ،و ي ُّ
حتجّ ومكتوب ومقض ّ
على الل ّه تعالى الذي له الحجة البالغة على جميع خلقه في كل حال (لا
ل ع ََّم ّا ي َ ْفع َ ُ
ل و َه ُ ْم يُسْأَ لُونَ)[الأنبياء.]23: يُسْأَ ُ
وأقول :إن قول العاصي هذا أعظم من معصيته ،وأكثر ضررا ً عليه في
اعتقاد باطن على تزلزل قواعد دينه من أصلها ،فمتى يتوب هذا
العاصي ،ومتى يندم على فعله القبيح ،ومتى يستغفر منه! وهو لا يرى
له فعلا ً و يرى أنه مجبورمقهور ،ليس له اختيار ولا قدرة .وهذا هو
بعينه مذهب الجبر ية :وهم فرقة من المبتدعين في الدين ،يقولون بعدم
الاختيار على ض ّدِ ما تقوله المعتزلة :وهم فرقة أخرى من أهل البدعة.
ومعتقد أهل الحق و السنة و الجماعة :وسط بين هاتين الفرقتين .وهو
للشاربين .
ومعتقد أهل السنة جعلنا الل ّه منهم بفضله :أنه لا يكون كائن صغيرة
لا كبير إلا بقضاء الل ّه تعالى ومشيئته ،وإرادته وقدرته .وأ َّ ّ
ن العباد
وأفعالهم خيرها وش ُّرّها خلق الل ّه تعالى ،ثم بعد ذلك يطالبون أنفسهم
وإن وقعوا في شيء منها بادروا إلى الل ّه تعالى بالتوبة والاستغفار .وإن
فرطوا في شيء من الأوامر بادروا بقضائه وتابوا إلى الل ّه تعالى من
تركه .ولا يحتجون لأنفسهم على الل ّه أبداً ،ولا يعذرونها بسبق القدر،
ولا يرخصون في ذلك لأحد ،فإن الل ّه تعالى وصف بعض أعدائه في
كتابه بالاحتجاج بالمشيئة ثم أنكر عليهم ذلك وو بخهم عليه ،ولم يقبله
ل ال َّ ّذ ِي َ
ن أَ شْرَكُوا ْ ل َو ْ شَاء منهم ورده عليهم وكذبهم فقال تعالى ( :سَيَق ُو ُ
.]149
ل ِإ َّ
لا ّ ال ْبَلاغ ُ ال ْمُبِينُ)[النحل.]35: س ِ ن م ِن قَب ْلِه ِ ْم فَه َلْ عَلَى ُّ
الر ّ ُ ل ال َّ ّذ ِي َ
فَع َ َ
ل
وحسب ُك من القدر الإيمان به خيره وشرِّه ،ثم كل ّ ِْف نفسَك الامتثا َ
لأمر الل ّه والاجتنابَ لنهيه ،وت ُْب على الدوام من تقصيرك عن القيام
بحقه تعالى ،واستعن بالل ّه تعالى ،وتوكل عليه ،وقد قال عليه الصلاة
وسأل رجل عليا ً رضي الل ّه عنه ،عن القدر? فقال له في جوابه :هو
بحر عميق فلا تلجه ،وطر يق مظلم فلا تسل كه ،س ُّرّ الل ّه تعالى قد خفي
شه ِ .
عليك فلا ت ُ ْف ِ
وسأل رجل من ولاة الأمور محمد بن واسع -رحمه الل ّه عن القدر ?
عن القدر.
وقد مضى عمل السلف والخلف من أهل الحق على الإيمان بالقدر
خيره وشرِّه .وانعقد إجماعهم -رحمة الل ّه عليهم -على ذلك ،وعلى
فاقت ْد بهم ،واسلكْ سبيلهم ،وإلا فقد سمعت ما قال الل ّه تعالى
َّ
للمت ّبعين غير سبيل المؤمنين ،واسمعه الآن ،قال الل ّه تعالى ( :وَم َن
ل م ِن بَعْدِ م َا تَب َ َّي ّنَ لَه ُ ال ْهُد َى و َي ََّت ّب ِعْ غَي ْر َ سَب ِي ِ
ل ال ْمُؤْم ِنِينَ ق َّ
الر ّسُو َ يُش َاق ِ ِ
جه َ َّن ّم َ و َس ْ
َاءت م َصِ ير ًا)[النساء.]115:انتهى . نُوَل ِّه ِ م َا تَو ََّل ّى و َنُصْ لِه ِ َ
-18من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
هذه الأمة واختلفت أيضا ً على وفق ما أخبر به رسول الل ّه -صلَّ ّى الل ّه
عليه وآله وس َّل ّم -في قوله (( :افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة،
وقد افترقت هذه الأمة على هذا العدد من زمان قديم َّ ،
وتم ّ ما وعد
به الصادق الأمين على وحي الل ّه تعالى وتنز يله ،ولما سئل عليه الصلاة
ولم يزال أهل السنة بحمد الل ّه تعالى من الزمن الأول إلى اليوم هم
َّ
وصح ّ أنهم الفرقة الناجية بفضل الل ّه لذلك ، السواد الأعظم،
-19من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
وسألته أيضا ً نفع الل ّه به عن قول الإمام الغزالي رحمه الل ّه تعالى ،في
باب الشكر من الإحياء :إن الملائكة المقربين أكثر قياما ً بالشكر لل ّه
تعالى ،من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ،أو كلام نحو هذا قريب بما
يقتضي أو يوهم تفضيل الملائكة عليهم? .فأجابني رضي الل ّه تعالى عنه:
اعلم أن ذلك قول لبعض أهل السنة وقد قيل :إن الإمام الغزالي رحمه
وأقول :إن كلام الإمام الغزالي رحمه الل ّه تعالى في هذا المحل وفي
ذلك كما يقول رحمه الل ّه تعالى ،ولا أستجيز أن أنبه عليه لأنه من
العلوم الإلهية السر ية ،والذي عليه العمل هو قول جمهور أهل السنة
وعليه الإمام الغزالي كما يدل عليه كلامه في مواضع يقصد منها تحقيق
( )28وسألته أيضا ً نفع الل ّه به :عن الذكر والدعاء بالأسماء العجمية
فأجابني رضي الل ّه تعالى عنه :إنا قد ذكرنا ل كم شفاها أن مثل ذلك
فما على الذاكر بذلك والداعي به من بأس .وهم مقلدون فيه وهم
وأما إذا وقع في كلام من ليس بهذه المثابة فلا ينبغي أن يذكر به
حتى يعرف معناه ،فإنه ربما كان ذلك كفرا ً أو قريبا ً منه كما قاله
بعض المحققين .وأما الذكر بياهو ياهو ،فلا ينبغي إلا للمستغرقين كما
قاله الشيخ زروق رحمه الل ّه تعالى ،إلا إذا وقع في كلام أهل
التحقيق ،فالإنسان فيه متبع غير مدع ولا مبتدع .انتهى .النفائس
وسألته نفع الل ّه به :عن معنى قول الشيخ القطب السيد أبي بكر ابن
فأجابني رضي الل ّه تعالى عنه :كان الذي أشكل منه قوله :أو
والذي يظهر لنا في معنى كلام الشيخ هذا :أن مشيئة الل ّه تعالى لو
تعلقت بالأمر المستحيل لوجد وكان ،ولم تعجز قدرته الغالبة عن
وقد أفهم الشيخ رحمه الل ّه تعالى هذا المعنى بقوله :يفعل ما يشاء فلو
و يحتمل قول الشيخ رحمه الل ّه تعالى معنى آخر ،هو أن يكون أراد
واللسان العربي منطلق بتسمية ذلك محالا ،كما يقال كثيرا ً لبعض
الأمور المستبعدة هذا محال وهذا من المحال ومثل ذلك سائغ في
و يحتمل قول الشيخ رحمه الل ّه تعالى معنى ثالثا ً لا يجوز ذكره إلا بإذن
إلهي لأهله لأنه يدق فهمه وتكل أكثر العقول عن إدراكه ،هذا ما
ظهر لنا في معنى كلام الشيخ نفع الل ّه به.انتهى النفائس العلو ية في
-11من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم لعياله لبيان الجواز ،وأما هو صلى الل ّه
عليه وسلم فما كان يدخر لنفسه شيئا ً إلى غد وربما ادخر له غيره فنهاه
عند الشعور به .ولما سئل عليه الصلاة والسلام عن السبعين الألف
الذين يدخلون الجنة بغير حساب من أمته فقال" :هم الذين لا
يخاف إلا الل ّه ،وعلامة ذلك أن لا يدع القول بالحق عند من يرجى
يدخل قلبه ه ّم الرزق ثقة بضمان الل ّه بحيث يكون سكون قلبه عند
ومن هذا القبيل ما حكي أن سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني نفع
الل ّه به كان يتكلم في القدر فسقطت عليه حية عظيمة ففزع الحاضرون
فَرقا ً فالت َّ ّفت على عنق الشيخ ودخلت من أحد كميه وخرجت من
كنت تفكر حين طُرحت للسبع قال في حكم سؤر السباع من العلم.
الحسيني التريمي.
-11من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
(واعلم) أن محبة رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم وسائر أنبياء الل ّه
تعالى .قال صلى الل ّه عليه وسلم" :أحبوا الل ّه لما يغذوكم به من نعمه
وأحبوني بحب الل ّه وأحبوا أهل بيتي بحبي" وقال عليه الصلاة والسلام
عن الل ّه" :وجبت محبتي للمتحابين ف َّيّ والمتجالسين ف َّيّ والمتزاورين ف َّيّ
والمتباذلين ف َّيّ".
وللمحبة الصادقة علامات ُّ
أجل ّها وأعلاها كمال المتابعة برسول صلى
الل ّه عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأخلاقه قال الل ّه تعالى( :قل إن كنتم
تحبون الل ّه فاتبعوني يحببكم الل ّه) و بحسب المحبة لل ّه تكون المتابعة
لحبيب الل ّه إن كثيرا ً فكثير وإن قليلا ً فقليل ،والل ّه على ما نقول وكيل.
-14من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
رحمه الل ّه تعالى :عن القطب أهو الغوث أو غيره? وكذا عن الأوتاد
فأجابه جزاه الل ّه أفضل الجزاء ونفعنا به :اعلم يا أخي أن في الباب
أخبارا ً ترفع إلى رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم وآثارا ً تستند إلى أولياء
الل ّه تعالى .وسأقتصر من ذلك على ذكر خبر وأثر وأطراف أخر.
روى اليافعي رحمه الل ّه تعالى في روضه عن ابن مسعود رضي الل ّه عنه
قال :قال رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم( :لل ّه تعالى في أرضة ثلاثمائة
قلوبهم على قلب آدم ،وأربعون قلوبهم على قلب موسى ،وله سبعة
قلوبهم على قلب إبراهيم ،وله خمسة قلوبهم على قلب جبر يل ،وله
ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل ،وله واحد قلبه على إسرافيل على نبينا
وعليهم الصلاة والسلام فإذا مات الواحد جعل الل ّه تعالى مكانه من
الثلاثة وإذا مات من الثلاثة جعل الل ّه مكانه من الخمسة ،وإذا مات
من الخمسة جعل الل ّه مكانه من السبعة ،وإذا مات من السبعة جعل
الل ّه تعالى مكانه من الأربعين ،وإذا مات من الأربعين جعل الل ّه
قال الإمام اليافعي رحمه الل ّه تعالى:وهذا الواحد الذي على قلب
وعن الشيخ عبدالقادر الجيلاني ،رحمه الل ّه تعالى :أن الأبدال سبعة.
وعن الشيخ أحمد الرفاعي رحمه الل ّه تعالى :أن الأوتاد أربعة.
وعن الشيخ محمد بن عربي رحمه الل ّه تعالى :يكتنف القطب رجلان
يقال لهما :الإمام ،أحدهما عن يمينه ونظره إلى عالم المل كوت والآخر
عن شماله ونظره إلى عالم الملك ،فإذا مات القطب جعل مكانه الذي
وذكر أيضا ً رحمه الل ّه تعالى أن الأولياء رجالا ً يقال لهم :الأفراد لا
احتمال.
وفي كلام الشيخ عبدالقادر رحمه الل ّه تعالى ما يدل على أن الأفراد
وقد اجتمع في وقت الشيخ عبدالقادر رحمه الل ّه تعالى ،من الأولياء
اثنى عشر ألفا ً( ،وما يعلم جنود ربك إلا هو).
أوصافه ومواجيده في كلام نقله عنه اليافعي رخمه الل ّه في آخر حكاية
والقطبانية بمعنى السيادة وكذا يطلق اسم القطب مجازا ً على من له
سيا دة خاصة على أهل مقام أو حال ،فيقال :قطب المتوكلين ،وقطب
الراضين إلى غير ذلك ،ولعله إنما قال لصاحب الصديقية ال كبرى:
المجاز.
فهذا القدر من البيان كاف في هذا الباب ،وبين القوم خلاف في
أسماء أهل هذه المراتب وأعدادهم ،وإذا اعتبرته وجدته لفظيا ً.
وبسط الكلام على تحقيق هذه المسألة يستدعي ذكر مواجيد أهل
دائرة الولاية وذكر علامتهم الدالة عليهم ،وتفاوت أهل كل رتبة في
رتبتهم إلى غير ذلك .وهذا أمر لا يستقل بتحقيقه إلا القطب الغوث،
وعلى الجملة فهذه المسألة من الأمور التي لا يقنع فيها بدون ال كشف
والعيان ،فمن أراد ذلك فعليه بتهذيب أخلاق نفسه وتلطيف كثافتها
المزينة بالحضور الدائم مع الل ّه تعالى ،بوصف حسن الأدب على بساط
الربوبية.
فإذا أحكم العبد هذين الأصلين اللذين أحدهما حسن الر ياضة والآخر
وأما نحن معاشر المحجوبين فليس لنا من هذا الأمر وما يجري مجراه
إلا مجرد الوصف وليس بقليل إذا لم يقع الجمود عليه ،لأنه ينتج المحبة
وعنها يكون الشوق ،وعنه يكون الطلب ومن طلب وجد ،ولكل نبأ
-15من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
الل ّه عنه أقواما ً يدّعون أنهم فقراء للشيخ أحمد بن علوان ،
وذكر رضي َّ
وآخرين أنهم فقراء للشيخ أحمد الرفاعي ،يقال لهم الرفاعية ،
الرفاعي مناقبه عندنا ،ليس فيها هذه الأفعال ،وإنما هي بدعة ،وإذا
يحتاج إليه يقتصر منه على الحاجة إلى القلة .انتهى تثبيت الفؤاد بذكر
-16من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
الل ّه به رؤ يا رآها
وقد ذكر الشيخ عبدالقادرباعشن ،لسيدنا نفع َّ
وهي :إنه رأى أنه زار بعض الفضلاء ،فرآه متغشيا ً بغشاء ،وإنه
كلمه أولا ً ثم رفع غشاه ،فَغَش َاه عند ذلك نور عظيم ،حتى لا يكاد
يطيق فتح عينيه ،فانتبه وفي قلبه حلاوة لقائه ،فقال سيدنا في
كان يغلب على موسى عليه الصلاة والسلام ،حتى إنه بعد رجوعه
من المناجاة يتبرقع من شدة نوره ،وقد أقيم في هذا المقام السيد
كرامات خالي ،دحي ِّم باهارون فعرفت كراماته فصدقت بها من
سائر الأولياء وكان الشيخ أحمد باجحدب يقول :إن دحيم باهارون في
-17من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
الل ّه عنه :الشيخ أبو يُع َ َّز ّى المغربي ،والشيخ أحمد البدوي
قال رضي َّ
في المقام الموسوي ،عليهما هيبة وجلالة ،حتى إن الشيخ أبا مدين لما
أتى إلى أبي يعزى ليأخذ منه الطر يق بمجرد رؤيته له غشي بصره ،
وهذا معنى كون الولي في مقام النبي ،فيكون مشابها ً له في الدرجة
في المقام المحمدي ،و يكون كرامة كل ولي مثل معجزة ذلك النبي ،
مقامه ،فيكون قائما ً على حكم الكتاب أو كما قال .انتهى تثبيت الفؤاد
-18من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
وسألناه ،قال :نحن نستمد منكم ونطلب الإفادة من لدنكم ،فلم نر
من يَشفي الغليل ،وكلما رأينا أحدا ً ممن يُن ْسب إلى العلوم الظاهرة ،
وسألناه ،قال :أنا مستمد ،وطلب القراءة علينا ،فنتركه يقرأ على
نيته ،ومن رأيناه ممن ينسب إلى العلوم الباطنة ،وسألناه عن شيء ،
انخفض وقال :أنا أريد أ ن تعطوني الطر يق وتُلبسوني ،حتى إن
الاجتماع في خلوة فقال :إن طلعتم الليلة إلى مكة حصل ذلك ،
وإلا الوعد في المدينة ،فلم يتفق لنا الطلوع إلى مكة تلك الليلة ،وهي
ليلة العيد ،فلم نتفق به إلا في المدينة ،فاستضافنا وطلب منا الإلباس
-19من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
يطلب ذلك آخر الليل ،عند بقاء ثلث أو ربع من الليل ،حيث ما
في المطاف إلا واحد أو اثنان ،فعند ذلك يكون الحضور والخشوع ،
لأنه إذا حصل التجلي الإلهي ،يَتَق َ َّس ّم على من حضر ،فإن كان
الناس قليلا ً كثر لهم النصيب ،وإن كثروا قل ،كمن يقسم مالا ً على
الناس ،فيقل إن كثروا و يكثر إن قلوا .انتهى تثبيت الفؤاد بذكر
-41من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
الل ّه عنه :أيما أفضل المدينة أو مكة? ،فقال :أما مكة ،
وسألته رضي َّ
الل ّه ،فهي أفضل ،وإن كان بالنسبة إلى إبراهيم
فإن كان بالنسبة إلى َّ
،والمدينة إلى النبي صلَّ ّى الل ّه عليه و آله وس َّل ّم ،فالمدينة أفضل .انتهى
وعب ّر الامام بقوله " فالمدينة أفضل" ل كونه مرقدا للنبيّ صلى الل ّه عليه
وسلم ،فالفضيلة للمدينة من حيث إنها مرقدا للنبيّ صلى الل ّه عليه
وسلم ،فاذا نسبت هذه الفضيلة الى ضريح المصطفي صلى الل ّه عليه
ل شيئ حتى
وسلم في مكان خاص الذي وقع الإجماع على أفضلية ك ّ
الشر يعة والحقيقة والطر يقة يحب ّون السكنى في المدينة المنورة على سائر
البلاد،
فاذا نظرنا الى حياة الامام بحر الشر يعة مولانا /القاضي أبوشجاع
رضي الل ّه عنه مصن ّف متن الغاية ،وحياة شيخ شيوخ الصوفية
أبو شجاع مائة وستين سنة ولم يختل عضو من أعضائه فقيل له في ذلك
? فقال :ما عصيت الل ّه بعضو منها ،فلما حفظتها في الصغر عن
وأربعمائة وتولى الوزارة سنة سبع وأربعين ،فنشر العدل والدين ،
يأخذه في الحق لومة لائم ،وكان له عشرة أنفار يفرقون على الناس
يد الواحد منهم مائة وعشرين ألف دينار ،فعم إنعامه الصالحين
والأخيار ،ثم زهد الدنيا وأقام بالمدينة المنورة يقم المسجد الشر يف
الشر يفة فأخذ وظيفته إلى أن مات ودفن بمسجده الذي بناه عند
باب جبر يل أي الذي كان ينزل منه جبر يل على النبي صلى الل ّه عليه
وسلم ورأسه بالقرب من الحجرة الشر يفة صلى الل ّه على صاحبها من
الجهة الشرقية وهي جهة البقيع القريب .اه .حاشية البجيرمي على
الخطيب.
وكان يكنس الحجرة الشر يفة بلحيته المباركة ،حتى توفى ،وقد دفن
بمسجده الذى بناه فى منزله عند باب جبر يل عليه السلام ورأسه
قريب جدا من الحجرة النبو ية.اه .تحقيق حاشية النبراوي على شرح
الاقناع – الشيخ محمد بن عبد الل ّه النبراوي .التحقيق :محمد العزازي ،
الل ّه عنه :ولما طلب منا المجاورة ،يعني أهل الحرمين ،
قال رضي َّ
قلنا :إن مكة لا تصلح إلا لأحد رجلين ،إما خامل لا يُعرف أبدا ً
كالتراب ،فَلَو ْ دُحِق لا يبالي ،أو سايح في الجبال ،كابن الفارض ،
أو بحر لا يتكَدّر ولا يضيق من كثرة الناس وإقبالهم ،ولا يشغلونه
-41من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
قال رضي الل ّه عنه :أركان الد ِّين عندنا وقواعده أربعة " :البخاري"
ال كتب الجامعة "إحياء علوم الد ِّين" ،هذه القواعد التي عليها البناء ،
وطَالعنا كتبا ً كثيرة ،ولم نر أجمع منها ،والو َق ْت قَصير ،والق َوَاعد هي
التي عليها البناء ،وهي العُم ُد ،وما مذهبنا إلا الكتاب والسنة ،حتى
إنه سألَنا بعض َّ
الن ّاس ف ي الحرمين سنة حججنا عن مذهبنا ،فقلت :
ولم تقول أنت شافعي ،وأنت مذهبك الحديث ،فقلت :كيف? إن
أسلافنا كلهم على مذهب الإمام الشافعي .انتهى تثبيت الفؤاد بذكر
بالكتاب والسنة على الإطلاق ،و بحر في العلم الباطن متبحر فيه ،
الحرمين أحدا ً منهما ،ولم نعلم أهما اختفيا في تلك السنة أم فُق ِدا? ،
المدينة ،فلم نتفق به إلا بالمدينة ،وكنا ظنناه متجردا ً ،وإذا به له
البيوتات ،
مذهبي شافعي ،فقال :لا ،إنما مذهبك الكتاب والسنة ،فقلت :
أسلافنا كلهم على مذهب الإمام الشافعي ،فقال لي :ولِم َ تقول إنك
شافعيّ ،وإنما مذهبك الكتاب والسنة ،ولم يكاشفنا أحد إلا هذا ،
لنا عَو ْدة إلى الحرمين غير الأولى التي حججنا فيها الفرض ،فكاشفني ،
وقال :يكون ذلك بعد مدة طو يلة ،وكثيرا ً ما يقول سيدنا :نحن
موعودون بعودة إلى الحرمين ،يشير إلى هذا .انتهى تثبيت الفؤاد
والسلام" :كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" وقال عليه السلام" :من
وهي ما رآه أئمة الهدى مما يوافق الكتاب والسنة من حيث إيثار
والأذان الأول يوم الجمعة لعثمان ،وأحكام قتال البغاة لعلي رضي الل ّه
والثانية" :بدعة مذمومة" على لسان الزهد والورع والقناعة فقط وذلك
والسنة أو خرق إجماع الأمة ،وقد وقع من هذا النوع للمبتدعة كثير في
مكانة من الل ّه تعالى ،فلا تلتفت إليه ولا تعرِّج عليه ،وإن طار في
وتلبيسا ً إلى كونه كرامة وتأييدا ً إلا وجود الاستقامة فيمن ظهر عليه،
وهذا المغرور وأمثاله إنما يلبسون على الغوغاء والسفلة الذين يعبدون
الل ّه على شك ،وأما أولو العقول والألباب فقد علموا أن تفاوت
وأنه كلما كانت المتابعة أكمل كانا لقرب من الل ّه أتم وكانت المعرفة به
أجل.
وقد قصد أبو يزيد البسطامي إلى ز يارة رجل يوصف بالولاية فقعد له
في المسجد فلما خرج حضرته نُخامة فرمى بها في حائط المسجد فرجع
أبو يزيد ولم يجتمع به وقال كيف يؤمن على أسرار الل ّه من لم يحسن
وقال سهل بن عبد الل ّه رحمه الل ّه لا معين إلا الل ّه ولا دليل إلا رسول
الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم ولا زاد إلا التقوى ولا عمل إلا الصبر
-44من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
أمرك الل ّه بالرجوع إليه في قوله تعالى( :فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا
وجه الل ّه تعالى الزاهدون في الدنيا الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن
ذكر الل ّه تعالى الداعون إلى الل ّه على بصيرة المكاشفون بأسرار
الأهدل اليمني الحسيني :عن الصلاة والسلام على رسول الل ّه صلى الل ّه
عليه وسلم بعد الأذان برفع الصوت إلى آخر ما سأل به :مما يأتي
حاصله في الجواب.
فأجابه رضي الل ّه تعالى عنه فقال في جوابه :وصل كتابكم وذكرتم أنه
جرت عندكم مذاكرة في شأن الصلاة والسلام على رسول الل ّه صلى
الل ّه عليه وسلم بعد الأذان من المؤذنين برفع الصوت على النحو
المعروف المعتاد ،وأنكم نقلتم في تقرير ذلك ،ما ذكره الشيخ صفي
الدين بن حجر في (شرح العباب) له ،وأنه حصل بعد ذلك إنكار من
ثم صورتم سؤالا ً في ذلك مستقيما ً إلى الشيخ الصفي مفتي الإسلام
أحمد بن عمر الحبيشي وأجاب على ذلك وقد أصاب وأفاد وأجاد،
حجر ،والبحث الواقع على أثره والرد على المنكر ،والسؤال والجواب
فنقول على سبيل التبرك والتيامن بذكر رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم،
أما حقه على أمته صلى الل ّه عليه وسلم فهو أعظم الحقوق وأوجبها
وألزمها بعد حق الل ّه عز وجل ،ولا يقدر أحد منهم على القيام بما عليه
من ذلك ،ولو فعل ما عساه أن يفعل ولو بذل ما عساه أن يبذل،
عباده في كتابه العزيز ،بقوله تعالى ،بقوله تعالى( :إن الل ّه تعالى
اشتهر وانتشر ،ومن كلام السلف والخلف الصالح ،ما لا يعد ولا
وقد ألف الشيخ ابن حجر الثاني في ذلك كتابا فريدا سماه( :الدر
السخاوي إلى وضع كتاب في ذلك سماه (القول البديع في الصلاة على
إنكارها ،بعد أن ورد الأمر بالصلاة والسلام على الرسول صلى الل ّه
عليه وسلم في الكتاب والسنة ،من تقييد بوقت ولا حال ولا زمان ولا
مكان .وإنما خصت بعض الأوقات والأحوال من حيث ز يادة
شيء من ذلك لعينه ،ولا يستقيم حتى يدل عليه دليل ،ولم ينقل ذلك
فسقط قول المنكر ولم يبق في يده شيء ،لأن هذا الموطن الذي هو
والغافلين من أمته صلى الل ّه عليه وسلم ،ز يادة من الخير والبر.
وهذا التذكير بالصلاة والسلام على رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم،
بعد الأذان على النحو مما ذكرتم من شعائر أهل الحرمين الشر يفين
ومن دأبهم بعد الأذان لكل صلاة سوى المغرب لضيق وقتها وإلا
الصبح فإنهم يجعلونه قبل ال أذان ،و يفعل عندنا بحضرموت ول كن في
بعض الأوقات وفي بعض الأماكن ولو فعله أحد من المؤذنين بعد
كل أذان عندنا ما كنت أحسب أن ينكر عليه منكر ولا أن يعارضه
معارض.
فمن ينكر هذا الفعل المبارك أو يعترض عليه لعينه معاذ الل ّه ،وكذلك
يقرأ الآية الشر يفة التي ذكرتموها كثيرون من المؤذنين عندنا بعد
مناقبه وفضائله التي يتضمنها تذكير المذكر ،مع الصلاة والسلام عليه
صلى الل ّه عليه وسلم جميع ذلك من أعظم القربات وأجل الطاعات.
وهي من المقو يات للإيمان والمؤكدات له ،والموجبات للز يادة في المحبة
والتعظيم للرسول صلى الل ّه عليه وسلم في حق المُذَك ِّر وفي حق غيره من
السامعين من المؤمنين.
ف ليت شعري أي عذر يبقى لمن ينكر العمل الذي يكون بهذه المثابة
و يكون فيه جميع هذه الفوائد والمصالح وغيرها من الفضائل التي وعد
الل ّه سبحانه وتعالى بها المصلين والمسلين على رسوله صلى الل ّه عليه
وسلم ،من أنه لا يصلي عليه أحد من أمته واحدة إلا و يصلي الل ّه عز
فإن كان المنكر أنكر أصل هذا التذكير على الإطلاق ،فقد جهل
الأفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل وإن كان أنكر وقوعه بعد كل
واستثقله وذلك يكون مثله كثيرا ً للمترسمين الذي تغلب عليهم أحكام
الطبائع والعوايد.
وإن كان أنكره لا لعينه ول كن لأنه يشوش أعني الجهر بذلك على
في الصلاة الجهر ية ،ولا يخفى عليكم ولم تذكروا في جملة ما ذكرتم لا
تلو يحا ولا تصر يحا :من هو المنكر ،شخصه وطبقته? وفي ذكره غرض
ما.
و يختلف بسببه الكلام على الواقعة ،لأن من الناس المتعصب ومنهم
بعض الأوقات? أم في سائرها بعد كل أذان? فإن لذكر ذلك شيئا ً من
الفائدة أيضا ً .ولع ل هذا المنكر إنما اشتد إنكاره بعد أن رددتم عليه
وإن كان صدر منكم ذلك الرد بعد التعر يف له برفق ولطف ،فلم
إنكاره على ما ذكرتم في الإنكار فرضا ً وتوز يعا ً على تلك المراتب ،فقد
أصبتم وأجملتم وشكر الل ّه سعيكم ،وإلا فإني أوصيكم إذا أمرتم بمعروف
أو نهيتم عن منكر ،أن يكون ذلك في أتم ما يكون من اللطف والرفق
فإنه أدعى إلى القبول وإحسم لمواد الفتنة وأسد لأبواب الخصومة
شيء إلا شانه) وورد أيضا ً (أن الل ّه سبحانه وتعالى وفيق يحب
-46من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
وذلك من فروض ال كفايات المتأكدات .وقد قال رسول الل ّه صلَّ ّى
وسئل سفيان الثوري رحمه الل ّه تعالى ،فقيل له الرجل يتعلم القرآن
أحب إليك ،أو يغزو في سبيل الل ّه? فقال :بل يتعلم القرآن.
وينبغي للقارئ لكتاب الل ّه :أن يستكثر من تلاوته آناء الليل والنهار،
هجران التلاوة ،وترك تعهد القرآن! فيتعرض بذلك لنسيانه الذي هو
أو آية أوتيها رجل ثم نسيها ))...الحديث .وفي حديث آخر(( :إن
الذي ينسى القرآن بعد حفظه يلقى الل ّه يوم القيامة وهو أجذم)).
وقد أمر عليه الصلاة والسلام صاحب القرآن بتعهده ،وأخبر أن
القرآن أسرع ُّ
تفل ّتا ً من صدور الرجال من الإبل من عُق ُلها.
وقد كان للسلف -رحمهم الل ّه -عناية تامة بقراءة القرآن ،ولهم في
في كل عشر ليال ،وفي كل ثمان ليال ،وفس كل سبع -ومنهم في
قال الإمام النووي رحمه الل ّه :وهذا أكثر ما بلغنا ،يعني الختم في اليوم
والليلة ثمان مرات .وكره بعضهم الختم في أقل من ثلاثة أيام ،أعني
المداومة عل ى ذلك .وقد قال عليه الصلاة والسلام (( :لا يفقه من
النشاط والتيسير ،ولا يترك ذلك ولا يكسل عنه ،فقد ورد في
الحديث(( :أن القرآن والصوم يشفعان في العبد عند الل ّه ،فيقول
القرآن :منعته النوم بالليل فشفعني فيه و يقول الصوم :منعته من
الإيمانية .
-47من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
المتغايرة ما كثر وانتشر ،وقد رتبها عليه لأمته ،ورغبهم فيها ،لتكون
سببا ً لهم إلى نيل الخير والخيرات ،والسلامة من الشر والآفات الواقعة
بمشيئة الل ّه تعالى في تلك الأحوال والأوقات .فمن حافظ عليها نجا
وسلم ،وفاز وغنم .ومن فرط فيها وأهمل العمل بها فلا يلومن إلا
صالحا ً رحمه الل ّه .و قد جمعنا لأصحابنا من أذكار الصباح والمساء خاصة
نبذة مختصرة مباركة إن شاء الل ّه تعالى .والل ّه يقول ال َّحقّ وهو يهدي
-48من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
وفي كتاب تثبيت الفؤاد بذكر مجالس القطب عبدالله الحداد :
وهو يعتقد إنه الحق ،فاعرف بهذا .انتهى ،لاأدري ماذا أراد رحمه
الل ّه تعالى بهذه الالفاظ في حقّ الامام النووي رضي الل ّه عنه ،مع
أن ّه على جلالته أن ّه الصوفيّ الحقيقيّ وأهل التصو ّف ،ولم يعش رحمه
الل ّه تعالى طول الزمن بل توفي وسن ّه دون الخمسين كماقال الامام
الحداد ،بل ولد رحمه الل ّه تعالى ولي ّا ومرشدا وصن ّف كتبا كثيرة
فأي
ّ بال كرامة فصار محر ّر المذهب الشافعيّ بل صار قطب الوجود ،
مرتبة من المراتب على هذا ،ولولاه ماكان مذهب الامام الشافعيّ في
ن الامام الغزاليّ
العالم فهو أيضا من كرامته ل كن لاكالامام الغزالي لأ ّ
ترك الدنيا قاطبة وهو المراد من قول الامام قطب الإرشاد عبد الل ّه
الحداد ،واليه أشرت في كتابي " الولاية والطر يقة بتوضيح الغوثية
والقطبية " بقولي انتقال الامام الغزالي الى حقيقة التصوف وسببه،
ولم يرد الامام الحداد الا ّ هذا المعنى ولذا قال الامام القطب الحداد
في كتابه المشهور رسالة المعاونة والمظاهرة والمؤازرة :ومن أراد العمل
بما ذكرناه فعليه بمطالعة كتاب الأذكار للإمام النووي رحمه الل ّه وجزاه
-49من كلام الحبيب عبد الل ّه بن علوي الحداد رحمه الل ّه آمين :
وبلغنا عن بعض مشايخ مصر ،أنه توضأ ثم اضطجع وقال لنقيبه :لا
توقظني حتى أستيقظ بنفسي فمرت سبع عشرة سنةه وهو في نومته .ثم
وقا ل سهل :يأتي على الناس زمان يذهب الحلال من أيدي أغنياءهم،
وتكون أموالهم من غير حلها ،فيسلط الل ّه بعضهم على بعض فتذهب
ولا يجد لذة العيش إلا ّ عبيدهم ومماليكم ،و يكون ساداتهم في بلاء
وقال الجنيد بن محمد -رحمه الل ّه :-البلاء سراج العارفين ،و يقظة
الأدب .وقال :يا معشر الشباب ،ج ُّ ّدوا قبل أن تعجزوا ،واجتهدوا
قبل أن تطلبوا أثرا ً بعد عين؛ فإني تذكرت مجاهدات كانت لي تقب ِّح
في عيني بَطالتي اليوم .قال منصور بن علي :وكانت حالته إذ ذاك من
أعظم أنواع المجاهدات .انتهى الدعوة التامة والتذكرة العامة .قلتُ :
كتابه " تثبيت الفؤاد بذكر مجالس القطب عبدالله الحداد" ونص عبارته
:
وأوصى رضي الل ّه عنه رجلا ً ور َّغّبه في مطالعة كتب الإمام الغزالي ،
كالخصار في الطعام ،بل أعلى من ذلك ،فإن الطعام إذا لم تَشْتهه في
وقت ت َرَكْ ته إلى وقت أخر ،وهذه لا يَسْتغنى عنها بحال ،لأنه جَم َع
عند ذكر الحقائق حد لها حدودا ً ،وشرط لها شروطا ً ،ليتحقق من
أرادها ،أنه من دخل إليها من غير بابها أنه ضال م ّدِع ،وقد رأى
بعضهم بعدما صُن ّف "الإحياء" الشيطانَ يحثو على رأسه التراب ،
فقال له ما بالك .قال :صُن ِّف في الإسلام كتاب ،أخشى أن
َّ
كالن ّار المحرقة ،أو الناس يتبعونه .وعلوم الحقائق هذه رأيتها أنها
َّ
وإلا ّ احترق ،و يحس كالمياه المغرقة ،إذا دخلها الإنسان إ َّمّا غرق ،
الإنسان إذا نظر إلى الإحياء أنه كتاب مطول ،وإنما هو مختصر،
وقد قال الإمام النووي :كاد الإحياء أن يكون قرآنا ً ،وهل ذلك
فشابَه القرآن من هذا الوَجْه ،وهذا أقرب ،ومعنى كونه معجزا ً أنه
على منوال لم يُسْبق إلى مثله ،و يعسر على من أراد أن يُصَنف مثله
وقال رضي الل ّه عنه :الإحياء بالن ِّسبة لما اشتمل عليه مختصر ٌ جدا ً ،ولو
فُصّ ل ما ذكر فيه لبلغ ستين مجلدا ً ،قال :سمعت عن بعض أهلنا
أهل الظاهر ،لأنهم إذا طعنوهما بمَسلة طَع َنَاهم برمح :الشيخ
وقال رضي الل ّه عنه :عن الشيخ عبد الل ّه العيدروس :الإحياء
،أنه لم يُس َ َّل ّ ْم له فيها ،بل كل ّما تك َلّم في مسألة ،وفيها كلام لغيره ،
الل ّه سبحانه وتعالى ذكر في غير موضع من القرآن ،إنما يقال ذلك في
وذكر يوما ً رضي الل ّه عنه الإمام الغزالي ،ثم قال :هو وال ُّس ّهروردي ،
للإمام الغزالي ،تك َلّم كثيرا ً في ذلك المجلس ،فمن ذلك قال :سبحان
الل ّه ،كلام الإمام الغزالي يكفي عن غيره ،وغَي ْر ُه لا يكفي عنه ،
صد َق من قال :لو يجوز خروج نبي ،كان الإمام الغزالي ،وثَبَتت
و َ
وس َّل ّم ،فقال عليه السلام :أتحب أ ْن كنتَ قد أدركتني ،فقال :
،أن لا أكون أدركته ُ ،فقال :م َن هو? ،قال :الإمام الغزالي ،
فقال عليه السلام :ذاك هو الإمام الزاهد الفاعل ،حتى عدد مائة
خصلة ،وكذلك ما رآه الشيخ أحمد الزبيدي ليلة مات الغزالي ،وهو
أنه رأى أنه خرج من قبره ،وعرج به من سماء إلى سماء حتى غاب
قصته هذه ،ومكاشفته ،وكذلك ما رآه الشيخ أبو الحسن الشاذلي ،
نفع الل ّه به آمين ،قال :نمت في المسجد الأقصى ،فرأيت خلقا ً كثيرا ً
ثم نَظَر فإذا نبينا صلَّ ّى الل ّه عليه و آله وس َّل ّم جالس على التخت
بانفراده ،وجَميع الأنبياء ُّ
والر ّسل جالسون على الأرض ،مثل إبراهيم
صل ّى الل ّه عليه و آله وس َّل ّم ،فقال :إنك قلت :علماء أمتي
موسى محمدا ً َّ
فقال له :هذا ،وأشار إلى الإمام الغزالي ،فَس َأله موسى سؤالا ً
وارد عليك أيضا ً حين سئلت :وما تلك بيمينك ياموسى ،فكان
جوابك أن قلت :هي عصاي أتوكأ عليها ،وأهش بها على غ َن َمي ،
صفات كثيرة فابتهر سيدنا
ٍ ولي فيها مآرب آخرى ،فعددتَ لها
فإذا بالقي ِّم يشعل قناديل المَسْجد الأقصى ،فقال :أتتعجب أن الكل
خلقوا من نوره ،فخررت مغشي ّا ً عليّ ،فلما أقاموا الصلاة أفقت ،
وذكر ال َّش ّرجي في ترجمته للإمام الغزالي ،عن أخيه أحمد ،قال :لما
وضع في قَب ْره ،رأى يدا ً تناولته من ال َّ ّلحد ،وبقي فارغا ً لَي ْس فيه أحد
،وهذه الق َِّصّ ة تؤيد ما رآه الشيخ أحمد الصياد المذكور آنفا ً ،والل ّه
وفيه ايضا :ألا ترى إن الإمام الغزالي بعدما ملأ الأرض علما ً ،لما
سبب ظاهر ،فهذا بأي سبب كان ،حتى قيل :إن عينا أصابت
الإسلام .انتهى تثبيت الفؤاد بذكر مجالس القطب عبدالله الحداد ،
ابن حجر على اثنين أبيه وأبي بكر بافقيه ،فأخذ عن أبيه عن بافقيه ،
وهو أخذ الفقه عن ابن حجر ،قال :وكان ابن حجر يذكر مسائل من
يحفظ من "الإحياء".
وسندنا الى الامام عبد الل ّه الحداد على طر يق العلامة الفهامة سلطان
طه وهو عن والده عمر وهو عن والده علوي وهو عن والده محمد وهو
عن والده أحمد وهو عن والده عبد الل ّه وهو عن والده محمد وهو عن
والده علوي وهو عن والده أحمد الحداد رضي الل ّه عنهم أجمعين ،
ل
وإجازة مطالعة ال كتب وإجازة الفقه عن شيخه أحمد بن طه ،وك ّ
أبوبكر بن أحمد المليباري الهندي رضي الل ّه عنهم :الأستاذ /محمد عبد
( 2222م).
إظىادها الى غبذ هللا الخذاد غلى ظشٍم
مىلى الذوٍلت العيذ اإلامبرمي اإلاليباسي
أخذالشيخ قطب الوجود السيد علوي بن سهل مولى الدو يلة عن
أبيه علوي بن محمد بن سهل المتوفى سنة 1262عن أبيه محمد عن أبيه
سهل مولى الدو يلة عن السيد حسن بن القطب عبد الل ّه الحداد
الحداد .
ابن الحاجّ محي الدين مسليار الانلوري عليهما رحمة الل ّه الباري الغفور
والشيخ المفتي الجليل العالي كنج علوي مسليار ابن كجال المدكدي
الالنور عليهما رحمة الل ّه الباري المتوفى 1391سنة ولد 1312سنة ،
وهو اخذ عن الشيخ الأستاذ ال كبير مولانا أحمد بن نور الدين الملوي
عن الشيخ العلامة الولي العارف بالل ّه القاضي عمر بن الشيخ علي
الل ّه المسليار سماعا منه البعض وإجازة للباقي ،ومنهم العلامة شيخنا
كثيرة فمنهم العلامة ابواسامة صدقة الل ّه المسليار الوندوري وهو عن
بالقطبي وهو عن الاشياخ فمنهم الشيخ كنج احمد المسليار الشالل كت ّي
علي البلنكوتي شهير في المليبار ( .راجع الى تحشيتي على فتح المعين).
وكذلك أخذ الشيخ بحر العلوم زين الدين بن علي حسن الأدكغل ّي
عن الشيخ عبد الرحمن المسليار الشهير بالعروس وهو عن والد زوجته
الشيخ ال كبير أحمد الصغير ابن الشيخ محمد البلنكوتي المعروف بكد ُّ
ّيم ّ
مسليار .
ال كبير مولانا أحمد بن نور الدين الملوي الفانكي المارّ سنده ومنهم
شمس العلماء محمد المسليار المعروف ب" القطبي " المار ذكره .
العلماء محمد المسليار المعروف بالقطبي في بيته " جوكضي قريب ماهي
" ،ولذا كان شيخنا عالماراسخا في الفقه ،وله مع العلماء المناظرة في
الفقه .
راجع .
أحمد بن نور الدين الملوي الفانكي المارّ سنده ومنهم العلامة الفهامة
يارب
ّ المسليار المذكور .اللهم اجعلنا معهم في الدنيا والآخرة آمين
العالمين .
كائمتاإلاؤلفاث لالمام الخذاد
وقدذكرنا سابقا ً إشادة ال علماء بكتب الإمام الحداد وأن الأمة تلقتها
بالقبول فطبعت عدة طبعات وترجمت إلى عدة لغات وهذه ال كتب
هي- :
علماء الحرمين :لما وقف على كتاب النصائح الدينية هذا الكتاب عين
صوفية.
-12النفائس الع ُلو ية في المسائل ال ُ
تعالى.
- 14ديوانه العظيم(( :الدر المنظوم لذوي العقول والفهوم )) جمع
والعلوم والرقائق ،وقد قال عنه :إن ف ي كلامنا المنظوم علوما لا توجد
في غيره من ال كتب ومن كان عنده كفاه ،وقال أيضاً :أربع قصائد
)2والرائية ال كبرى.
)3والعينية ال كبرى.
الباطنة،
أو بعبارة أخرى :أحكام تتعلق ببدن الإنسان وجسمه ،وأعمال تتعلق
بقلبه.
وأما الأعمال القلبية فهي أيضاً :أوامر ونواه ٍ ؛ أما الأوامر :فكالإيمان
والخشوع والتوكل...
وأما النواهي :فكال كفر والنفاق وال كبر والعجب والر ياء والغرور
الأول عند الشارع وإن كان الكل مُه َّمَّّا ً لأن الباطن أساس الظاهر
الأعمال الظاهرة ،وفي ذلك قال تعالى{ :فم َنْ كان يرجو لقاء َ رب ِّه
ولهذا كان رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم يوجه اهتمام الصحابة
فسد الجسد كله ،ألا وهي القلب" [رواه البخاري في كتاب الإيمان.
كان عليه الصلاة والسلام يعلم ُهم أن محل نظر الل ّه إلى عباده إنما هو
القلب" :إن الل ّه لا ينظر ُ إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ،ول كن ينظر ُ
من الصفات المذمومة التي نهانا الل ّه عنها ،وتحليته بالصفات الحسنة
التي أمرنا الل ّه بها ،وعندئذٍ يكون القلب سليما ً صحيحا ً ،و يكون صاحبه
قال الإمام جلال الدين السيوطي رحمه الل ّه( :وأما علم القلب ومعرفة
أمراضه من الحسد والعجب والر ياء ونحوها ،فقال الغزالي :إنها فرض
الفواحش ما ظهر
َ آ فمن الكتاب 1 :قوله تعالى{ :قُلْ َّإن َّّما ح َّ َّرّم َ ر بِّي َ
[الأنعام.]151 :
والفواحش الباطنة كما قال المفسرون هي :الحقد والر ياء والحسد
والنفاق...
الل ّه ،وأدنا ها إماطة الأذى عن الطر يق ،والحياء شعبة من الإيمان"
هريرة رضي الل ّه عنه] .فكمال الإيمان بكمال هذه الشعب والتحلي بها،
وز يادته بز يادة هذه الصفات ،ونقصه بنقصها ،وإن الأمراض الباطنة
التي تحتاج إلى توبة مستقلة ،قال صاحب "جوهرة التوحيد" :وأم ُ ْر
ما ذكره؛ يعد اهتماما ً بعيوب النفس ،فإن بقاءها مع إصلاح الظاهر
والع الم بعلمه ،فهذا حرام ،وكذلك الر ياء فهو حرام .ومثل العجب
الظلم ُ والبغي وال كبر وداء الحسد والمراء والجدل ["شرح الجوهرة"
مما هو مبين في ربع المهلكات من "الإحياء" .قال فيه :ولا ينفك عنها
بشر ،فيلزمه أن يتعلم منها ما يرى نفسه محتاجا ً إليه .وإزالتها فرض
عين ،ولا يمكن إلا بمعرفة حدودها وأسبابها وعلاماتها وعلاجها ،فإن
من لا يعرف الشر يقع فيه) ["حاشية ابن عابدين" المسماة رد المحتار
والإجماع على تحريم الحسد ،واحتقار المسلمين ،وإرادة الم كروه بهم،
وال كبر والعجب والر ياء والنفاق ،وجملة الخبائث من أعمال القلوب،
بل السمع والبصر والفؤاد ،كل ذلك كان عنه مسؤولاً ،مما يدخل
مفتقرا ً إليه ،وهو يتفضل بالمن بقضاء حوائجه المضطر بها عطفا ً عليه،
فتكون عبدا ً فردا ً للمالك الأحد الفرد ،لا يسترقك شيء من الأشياء
وبما كلفه به وارتضاه ،قام فأ َّ ّدَّاه ،ح َّ ّفَّته ُ العناية حيثما توجه َّ
وتيم َّّم،
َّ
وعل َّّمه ما لم يكن يعلم.
الخفية ،وهو محل نظر الل ّه سبحانه وتعالى :تط َب ِّبُ جسم َك الفاني ليبقى
وتترك قلب َك الباقي مريضا ً لأن الأمراض القلبية سبب بُعد العبد عن
الل ّه تعالى ،وبعده عن جنته الخالدة ؛ قال رسول الل ّه صلى الل ّه عليه
نفسه ،وتدق عليه علل قلبه ،فيعتقد في نفسه ال كمال ،وهو أبعد ما
يكون عنه ،فما السبيل إلى اكتشاف أمراضه ،والتعرف على دقائق
علل قلبه ? وما الطر يق العملي إلى معالجة هذه الأمراض ،والتخلص
وت زكية النفس والتخلص من صفاتها الناقصة .قال ابن زكوان في
فائدة التصوف وأهميته :علم ٌ به تصفية ُ البواطنْ م ِن كدَر َات النفس في
المواطنْ
قال العلامة المنجوري في شرح هذا البيت( :التصوف علم يعرف به
المذمومة كالغل والحقد والحسد والغش وحب الثناء وال كبر والر ياء
وصفاتها الخبيثة ،حتى يتوصل بذلك إلى تخلية القلب عن غير الل ّه
تعالى ،وتحليته بذكر الل ّه سبحانه وتعالى) ["النصرة النبو ية" للشيخ
فللصوفية بذلك الحظ الأوفر من الوراثة النبو ية ،في العلم والعمل .قد
فالتصوف هو الذي اهتم بهذا الجانب القلبي بالإضافة إلى ما يقابله من
العبادات البدنية والمالية ،ورسَم َ الطر يق العملي الذي يوصل المسلم إلى
ق أذكار فحسب،
وليس كما يظن بعض الناس قراءة َ أوراد وحِل َ َ
هذا الدين أعمالا ً ظاهر ية وأمورا ً شكلية فحسب لا روح فيها ولا
إلا حين فقدوا روح الإسلام وجوهره ،ولم يبق فيهم إلا شبحه
فرض عين ،إذ لا يخلو أحد من عيب إلا الأنبياء عليهم الصلاة
ص .]26وقال أبو الحسن الشاذلي رضي الل ّه عنه( :من لم يتغلغل في
علمنا هذا مات مصرا ً على الكبائر وهو لا يشعر) .وفي هذا القول يقول
ابن َّ
علا َّّن الصديقي (ولقد صدق فيما قال يعني أبا الحسن الشاذلي
فأي شخص يا أخي يصوم ولا يعجب بصومه ? وأي شخص يصلي ولا
الحكم" لابن عجيبة ص .]7ولما كان هذا الطر يق صعب المسالك على
ينقذ نفسه من بُعد الل ّه وغضبه .قال الفضيل بن عياض رضي الل ّه
عنه( :عليك بطر يق الحق ،ولا تستوحش لقلة السال كين ،وإياك
تفردك فانظر إلى الرفيق السابق ،واحرص على اللحاق بهم ،وغ َّ ّ َّ
ُض
َّ ّ َّ
التفت إليهم صاحوا بك في طر يق سيرك فلا تلتفت إليهم فإنك متى
المليبار على تلك الإسمين ،فأكثر المليبار ية الباعلو ية إمّا عرضا ككثير
المل يبار ية الذين يواظبون على الراتب الحدّاديّ والورد اللطيف وسائر
الأحزاب .
وفي الدعوة التامة والتذكرة العامة له :ومن أهل البيت السادة آل
أبي علوي جماعة يطول تعدادهم كانوا على ذلك الوصف ،يعرف
ومن رجال هذه الطر يقة من كان شأنه الاقتصار من العلم على ما لا
بد منه ،والأخذ في العبادة والتبتل إلى الل ّه والانقطاع إليه ،والتفرغ
التوكل على الل ّه ،والإخلاص له ،والزهد في الدنيا ،وفي المال والجاه،
( )1هو أبو يحيى الزاهد .كان يكتب المصاحف بالأجرة ،ويتقوت بأجرته ،مات سنة 127ه -
( )2أدرك الحسن البصري المتوفى سنة 112ه -واستمر يصلي الغداة بوضوء العشاء أربعين سنة.
( )3هو عتبة بن أبان .وسمي بالغلام لأنه كان في العبادة كأنه غلام رهبان؛ لا لصغر سنه .كان
يأوي إلى المقابر والصحاري و يخرج إلى السواحل فيقيم فيها؛ فإذا كان يوم الجمعة دخل البصرة
فيشهد الجمعة؛ ثم يأتي إخوانه فيسلم عليهم .مات رضي الل ّه عنه شهيدا ً في قتال الروم( .طبقات ص
42ج .)1
( )4ابن عائذ ال كوفي ،مات رضي الل ّه عنه سنة 67ه -أيام معاو ية.
( )5هو ثابت بن أسد البناني .قيل لما مات كان الناس يسمعون من قبره تلاوة القرآن.
وكان الأكثر من رجال الل ّه على مثل هذا الوصف وهذا السبيل.
وكان أحدهم إذا كثر عليه الناس يترك الجلوس و يقوم عنهم ،وربما
أمر بعضهم بغلق الباب عليه وعلى أصحابه من الخاصة؛ لدقة العلوم
وفي الدعوة التامة والتذكرة :وقد ر َّدّ بعضهم أصول هذه الطر يقة إلى
أربعة :قلة الطعام ،وقلة المنام ،وقلة الكلام ،واعتزال الأنام .قال:
وبها صار الأبدال أبدالا ً ،وهي أركان بيت الولاية .انتهى .
قال الامام العلامة الحبيب فضل بن علوي مولى الدو يلة رحمه الل ّه
أما بعد، ( 1319 - 1242ه ) في كتابه مقدمة ادلة الراتب :
فاعلم -يا أخي -أن طر يقة السادة العلو ية هي الطر يقة الصوفية ،وهي
أحكام عقيدة أهل السنة والجماعة ،وهم سلف الأمة الصالحون من
وفي النفائس الع ُلو ية في المسائل الصوفية له )68( :وسأله رضي الل ّه
علي علوي? نفع الل ّه بهما آمين ،وحققنا بحقائق علومهما ،ورضي عنهما
فأجابه رضي الل ّه تعالى عنه وجزاه عنا وعن المسلمين خيرا:
اعلم علمك الل ّه تعالى أن الشيخ عبدالقادر رضي الل ّه تعالى عنه ،ممن
جمع الل ّه تعالى له بين علمي الظاهر والباطن وسلوك الطر يقة وشهود
المحققون ،وكانت وفاته قبل السنة التي ولد فيها سيدنا وإمامنا ومن
عليه بعد الل ّه تعالى ورسوله معتمدنا ،شيخ الطر يقة والحقيقة ،وإمام
أهل الظاهر والباطن ،القطب الر بّاني المقدم محمد بن علي علوي رضي
مقرب.
وانتفاعنا واعتمادنا على السيد المقدم أكثر وأظهر ،لأنه الأب والشيخ
ط ِب
وكذلك الشيخ أبو مدين رضي الل ّه عنه إمام عظيم جامع ،وممن ق ُ ّ
الشيخ أبي مدين إلى الشيخ الفقيه المقدم ،على الترتيب لإتساع المدة،
قال سيدنا الشيخ الإمام عبدالرحمن بن محمد السقاف رضي الل ّه تعالى
عنه :ما نفضّ ل على الفقيه المقدم بعد الصحابة إلا من ورد بتفضيله
نص ،كأويس القرني رضي الل ّه تعالى عن الجميع ،ورضي عنا بهم
قال الامام القاضي شيخ الإسلام زكر يا الأنصاري رحمه الل ّه تعالى:
القشير ية" ص 7توفي شيخ الإسلام زكر يا الأنصاري سنة 929ه ].
و يقول الشيخ أحمد زروق رحمه الل ّه( :التصوف علم قصد لإصلاح
قال سيد الطائفتين الإمام الجنيد رحمه الل ّه( :التصوف استعمال كل
خلق سني ،وترك كل خلق دني) ["النصرة النبو ية" للشيخ مصطفى
وقال بعضهم( :التصوف كله أخلاق ،فمن زاد عليك بالأخلاق زاد
وقال أبو الحسن الشاذلي رحمه الل ّه( :التصوف تدريب النفس على
وقال ابن عجيبة رحمه الل ّه( :التصوف :هو علم يعرف به كيفية السلوك
مكفوف ["كشف
ُ س
م َنْ ليس يشهده وكيف يشهد ضوء َ الشم ِ
وفسر بوجوه تبلغ نحو الألفين ،مرجع كلها لصدق التوجه إلى الل ّه
من الل ّه تعالى كرامته .ففضلت بهذه الأوصاف سيدنا ومولانا قطب
الزمان وقطب الإرشاد وغوث الزمان فنال رحمه الل ّه تعالى مانال من
ال كرامات العديدة ،ولم يملّله ماأصاب رضي الل ّه عنه منذ صغره ،وبه
كلها تحته رضي الل ّه عنه كالشيخ عبد القادر الجيلانيّ وكانت تحته
مولانا عبد الل ّه الحداد رضي الل ّه عنه في خرقة الصوفية الآداب
الل ّه عنه ،ولذا كان العلماء في وقته تابعاله في حركاته وسكناته الطي ّبة
العلي ّة في كتابه المشرع الرويّ كماقلت قبلُ ،فهو رضي الل ّه عنه قائدنا
حسين ابن الشيخ علي لما سمع أرجوز ته التي نظمها في لبس الخرقة ،
س
الن ّا ِ م ِنْ أَ وْلِيَاء ِ الل ّه ِ ر ِّ
َب َّ
س
لإل ْبَا ِ
الإسْ نَاد َ ل ِ ِ
ك ِفِى ن َ ْظمِ َ
سدِيدِ
و َال ْعِلْم ِ و َالَيِق ِينِ و َالت َ ْ
ق و َالْحَق ِيقَةْ
طرِ ي ِ م َشا َ ِ ِ
يخ ال َّ ّ
ص ْفهْ ص َّ ّفى ل ِ ِ
لإله ِ َ صُوفِى م ُ َ
ل ع َ َّ
لا ّ ٍم ِإم َا ٍم ق ُ ْدو َ ْه م ِنْ ك ُ ّ ِ
ُوب
ْب و َالخُط ِ
وَغ َوثُنَا فِى ال ْكَر ِ
ُوب
ل و َالجُد ِ
ه ُ ْم غَي ْثُنَا فِى المحَ ْ ِ
ْس بِهِه ْ و َيَدْفَعْ
ِف البُؤ َ
و َي َ ْكش ُ
ل و َالمَع َادِ
خَيْر َ الْجَزَا فِى الحا َ ِ
ى َّ
الن ّاظِم َ لِإسْ نَادِ يجْزِ ِ
وَ َ
الأم ِينِ
الصّ فْوة ِ َ م َ َع ات ّبِ َ ِ
اع َّ
ل ب ِالي َق ِينِ
يخْت ِم ُ الآج َا َ
وَ َ
تمت قصائد الديوان المبارك بحمد الل ّه تعالى وتوفيقه .انتهى .
سحال خشكخه هنع هللا يضر مً لفظه ،وله في الخشكت
هالم بذٌؼ
ورجال خرقته رضي الل ّه عنه من لفظه رضي الل ّه عنه ،وله في
قال رضي الل ّه عنه :فاعلم أنا قد لقينا وأخذنا عن خلق كثير ،وجماعة
والظاهر أنا لو عددناهم ربما يريد عددهم على المائة من بين عالم
ذلك عوارض الزمان وقلة رغبة أهله في هذه الشأن وموانع أخر .وما
كل عذر يتهيأ ذكره كما قال الإمام مالك بن أنس رحمه الل ّه ،ولكنا
فاعلم أنا أخذنا العلم الظاهر عن جماعة من أهله واشتغلنا عليهم اشتغالا ً
معتبرا ً في أوقات صالحة لذلك ثم أخذنا علوم الطر يقة عن جماعة من
فمن أجل ّهم أعني أهل الطر يق السيد الصوفي المَلام َتيّ عقيل بن
ولبسنا منه الخرقة وذكر لي عند الإلباس أنه لم يلبس أحدا ً غيري.
ولقينا السيد القدوة العالم الجامع أبا بكر بن السيد القدوة عبدالرحمن
وإلباس الخرقة.
ظاهراً ،وقد لبسنا منه بالمكاتبة أيضا ً رحم الل ّه الجميع ونفعنا بهم وأعاد
وأما الإسناد فنذكر منه طرفا ً قريبا ً ونبدأ بإسناد السيد محمد بن علوي
وعن السيد العارف الشيخ عبدالله بن علي صاحب الوهط ،وهو عن
وأخذ السيد عبدالله عن عمه الشيخ القطب الشهير أبي بكر بن الشيخ
وأخذ السيد علوي عن أخيه السيد الشيخ القطب أبي بكر بن عبدالله
صاحب عدن فاجتمع إسناد السيد شيخ والسيد عمر إلى الشيخ أبي
بكر على حسب ما ترى في هذا السياق إلى الشيخ أبي بكر.
وأخذ الشيخ أبوبكر عن السيد الشيخ عمر بن محمد باشيبان فيما سمعنا.
ذكره.
عن والده قطب العارفين عبدالله بن أبي بكر ،وعن عمه الشيخ المحقق
وأما السيد عمر بن محمد باشيبان فقد قدمنا أنه أخذ عن الشيخ
علي وعن عمه الشيخ عبدالله بن أبي بكر العيدروس المتقدم ذكره
وإذا أردت تمام هذه الأسانيد فانظر في (كتاب البرقة) لسيدنا الشيخ
الأستاذ علي بن أبي بكر وهو كتاب ألفه في إلباس الخرقة وفي ذكر من
سيدنا الشيخ القطب أبوبكر بن عبدالله العيدروس فيمن أخذ عنه وفي
وهناك أسانيد كثيرة ترجع إلى سيدنا الأستاذ الأكبر الفقيه المقدم
محمد بن علي علوي ،وإلى سيدنا الأستاذ المعظم الشيخ محي الدين
التأليفين اللذين سمناهما( :كتاب البرقة) لسيدنا الشيخ علي بن أبي بكر،
وإلا كتبت إلينا نرسلهما إليك ،والل ّه تعالى يأخذ بنواصينا إلى كل
ثلث القرآن ،وما روى عن عائشة رضي الل ّه عنها (( أن النبي صلى
الل ّه عليه وسلم بعث رجلا في سر ية فكان يقرأ في صلاته فيختم بقل
هو الل ّه أحد؛ فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم
فقال (( سلوه لأي شيء يصنع ذلك ?)) فسألوه فقال (( إنها صفة
الرحمن ،وأنا أحب أن أقرأ بها )) فقال صلى الل ّه عليه وسلم ((
أخبروه أن الل ّه يحبه )) .وورد أنه صلى الل ّه عليه وسلم سمع رجلا يقرأ
وروى أنس أن النبي صلى الل ّه عليه وسلم قال (( :من قرأ قل هو الل ّه
أحد خمسين مرة غفرت له ذنوب خمسين سنة ))؛ وعن سعيد ابن
المسيب أن رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم قال (( من قرأ قل هو الل ّه
أحد إحدى عشرة مرة بنى الل ّه له قصرا في الجنة ،ومن قرأها عشرين
مرة بنى الل ّه له قصرين في الجنة ،ومن قرأها ثلاثين مرة بنى الل ّه له
ثلاثة قصور في الجنة )) فقال عمر رضي الل ّه عنه( :إذن تكثر قصورنا
?) فقال صلى الل ّه عليه وسلم (( :فضل الل ّه أوسع من ذلك )).
وروى الطبراني عن أبي هريرة رضي الل ّه عنه أنه صلى الل ّه عليه وسلم
قال (( :من قرأ قل هو الل ّه أحد إثنتي عشرة مرة فكأنما قرأ القرآن
أربع مرات ،وكان أفض ل أهل الأرض يومئذ إذا اتقى ))؛ وروى
أنه صلى الل ّه عليه وسلم قال (( :من قرأ قل هو الل ّه أحد في مرضه
الذي يموت فيه لم يفتن في قبره ،وأمن ضغطة القبر ،وحملته الملائكة
بأكفها حتى تجيزه على الصراط إلى الجنة )) .ونقل السجاعي عن
شرح العباب لابن حجر أنه قال (( :من قرأها مائة مرة غفر الل ّه له
ذنوب مائة سنة ،ومن قرأها ألف مرة فقد اشترى نفسه من الل ّه
تعالى )).
أنه قال( :خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي صلى الل ّه عليه
وسلم ليصلي بنا فأدركناه؛ قال (( :قل )) فلم أقل شيئا ،ثم قال ((
شيء ))؛ رواه أبو داود والترمذي وغيرهما ،ومعنى (( تكفك ))
أي :تدفع عنك من أول مراتب السوء إلى آخرها؛ وقوله (( ثلاث
وفي المشكاة عن عقبة بن عامر قال :بينما أنا أسير مع النبي صلى الل ّه
عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة ،فجعل
رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم يقرأ بأعوذ برب الفلق ،وأعوذ برب
الناس و يقول (( يا عقبة ،تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما )) رواه
أبو داود .قال ابن الحجر في شرح المشكاة :لا أبلغ في إزالة السحر
جرب .انتهى.
وورد في هذه السور الثلاث قراءتها عند النوم ثلاثا مع مسح ما
استطاع من بدنه ،وورد معها النفث -في رواية -قبل القراءة ،وفي
أخرى بعدها؛ فيحسن الجمع بينهما .والنفث هنا :نفخ بلا ر يق .وفي
الخبر أنه صلى الل ّه عليه وسلم لما عجز عنها في مرض موته كان يأمر
عائشة رضي الل ّه عنها تفعل ذلك به؛ وما ذاك إلا لسر عظيم .وقال
قوله (رب أعوذ بك …الخ) وذلك لما ورد في السنن عن عمرو ابن
شعيب عن أبيه عن جده قال :كان رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم
يعلمنا كلمات نقولهن عن الفزع من النوم :بسم الل ّه ،أعوذ بكلمات الل ّه
رضي الل ّه عنه قال :وجهنا رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم في سر ية
فأمرنا أن نقرأ إذا أمسينا وأصبحنا( :أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا …( -
الآية؛ فقرأناها فغنمنا وسلمنا ،وروى البغوي بسنده إلى أنس :أن
رجلا مصابا مر به على ابن مسعود رضي الل ّه تعالى عنه فرقاه في أذنه
(أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون …( حتى أتم السورة
فبرأ؛ فقال رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم (( :والذي نفسي بيده لو
أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال )) -انتهى .قوله (فسبحان الل ّه
حين تمسون … ( وذلك لما ورد في سنن أبي داود عن ابن عباس
رضي الل ّه عنهما عن رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم أنه قال (( :من
قال حين يصبح (فسبحان الل ّه حين تمسون وحين تصبحون … ( إلى
قوله ( … تخرجون ( ،أدرك ما فاته من يومه .ومن قالهن حين يمسي
وخير .وعن محمد ابن واسع :من قال حين يصبح ثلاث مرات
فسبحان الل ّه حين تمسون وحين تصبحون لم يفته خير كان قبله من
الليل ولم يدركه يومه شر ،ومن قالها حين يمسي مثله .وكان إبراهيم
خليل الرحمن يقولها ثلاث مرات إذا أصبح ،وثلاث مرات إذا
أمسى .وورد أن الل ّه سماه خليل الرحمن لأنه كان يقولها كلما أصبح -
انتهى.
قوله (أعوذ بالل ّه … ( وذلك لما روى عن معقل بن يسار رضي الل ّه
عنه عن النبي صلى الل ّه عليه وسلم (( :من قالها حين يصبح ثلاث
مرات أعوذ بالل ّه السميع العليم من الشيطان الرجيم ،أو قرأ ثلاث
آيات من سورة الحشر ،وكل الل ّه له سبعين ألف ملك يحفظونه حتى
يمسي ،فإن مات في ذلك اليوم مات شهيدا .ومن قالها حين يمسي
أمامة رضي الل ّه عنه (( :أن من تعوذ بالل ّه من الشيطان الرجيم ،ثم
قرأ آخر سورة الحشر بعث الل ّه سبعين ملكا يطردون عنه شياطين
الإنس والجن ،إن كان ليلا حتى يصبح ،وإن كان نهارا حتى يمسي
)).
واعلم أنه قد ورد في آخر سورة الحشر مع غيرها ما تقدم من ذلك ما
روى عنه البراء بن عازب رضي الل ّه عنه قال :قلت لعلي رضي الل ّه
عنه :يا أمير المؤمنين ،أسألك بالل ّه ورسوله ألا خصصتني بأعظم ما
خصك به رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم واختصه به جبر يل عليه
تدعوا الل ّه باسمه الأعظم فاقرأ من أول سورة الحديد إلى آخر أربع
آيات منها -إلى عليم بذات الصدور -وسورة الحشر -يعني أربع
آيات من آخرها -ثم ارفع يديك وقل :يا من هو كذا أسألك بحق
هذه الأسماء أن تصلي على سيدنا محمد وأن تفعل لي كذا وكذا؛
فوالذي لا إله غيره لتنقلبن بحاجتك إن شاء الل ّه تعالى )) .وأخرج
ابن الضريس والدرامى عن عقبة رضي الل ّه عنه قال :حدثنا أصحاب
النبي صلى الل ّه عليه وسلم أنه قال (( :من قرأ خواتيم سورة الحشر
حين يصبح أدرك ما فاته من ليلته وكان محفوظا إلى أن يمسي ،ومن
قرأها حين يمسي أدرك ما فاته من يومه وكان محفوظا إلى أن يمسي،
وإن مات أوجب ))؛ وفي رواية لهما عن الحسن قال :من قرأ ثلاث
آيات من آخر سورة الحشر إذا أصبح فمات من يومه طبع بطابع
الشهداء .عن أبي هريرة أنه قال :سألت خليلي أبا القاسم صلى الل ّه
عليه وسلم عن اسم الل ّه الأعظم فقال (( :عليك بآخر سورة الحشر
قوله (سلام على نوح …)؛ أخرج ابن عساكر عن أبي أمامة رضي
الل ّه عنه قال :قال رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم (( :من قال حين
يمسي صلى الل ّه على نوح وعلى نوح السلام لم تلدغه عقرب تلك الليلة
)) -انتهى.
قوله (( أعوذ بكلمات الل ّه التامات …الخ )) لما ورد في صحيح مسلم
عن أبي هريرة رضي الل ّه عنه قال :جاء رجل إلى النبي صلى الل ّه عليه
وسلم فقال :يا رسول الل ّه ،ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة ?؛
قال (( :أما قلب حين أمسيت :أعوذ بكلمات الل ّه التامات من شر ما
خلق لم تضرك ))؛ وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الل ّه عنه قال:
قال رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم (( :من قال أعوذ بكلمات الل ّه
س ُم .وفي رواية (( لم يضره شيء ))؛ وعن خوله بنت حكيم رضي
الل ّه عنها قالت :سمعت رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم يقول (( :إذا
فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه ))؛ قال الشيخ ابن حجر في
ابن عفان رضي الل ّه عنه (( :ما من عبد يقول صباح كل يوم ومساء
كل ليلة -باسم الل ّه الذي لا يضر …الخ -لم يضره شيء )) وفي
رواية أبي داود (( لم تصبه فجاءة بلاء )) -انتهى .وقد ذكر في
حاشية الأذكار آثارا؛ منها أن أبان بن عثمان رضي الل ّه عنهما كان
ملازما لهذا الذكر صباحا ومساء ،فنسيه يوما فأصابه فيه الفالج -
والعياذ بالل ّه عز وجل -وآخر كان يقوله صباحا ومساء ،فنساه يوما
قوله (( اللهم إني أصبحت … الخ )) وذلك لما ورد في كتاب ابن
السن ّي عن ابن عباس رضي الل ّه عنهما قال :قال رسول الل ّه صلى الل ّه
عليه وسلم (( :من قال إذا أصبح :اللهم إن ّي أصبحت منك في نعمة
(ثلاث مرات) إذا أصبح وإذا أمسى كان حقا على الل ّه أن يتم عليه
)) -انتهى.
قوله (( اللهم إني أصبحت أشهدك …الخ )) وذلك لما ورد في سنن
أبي داود عن أنس بن مالك رضي الل ّه عنه أن رسول الل ّه صلى الل ّه
عليه وسلم قال (( :من قال حين يصبح أو يمسي -اللهم إني أصبحت
أشهدك …الخ -أعتق الل ّه ربعه من النار ،ومن قالها مرتين أعتق الل ّه
نصفه من النار ،ومن قالها ثلاثا أعتق الل ّه ثلاثة أرباعه ،وإن قالها
أربعا عتقه الل ّه من النار ))؛ فقوله (( :أشهدك )) بضم الهمزة قال
بعض الأشياخ :تكرير هذه الكلمات أربع مرات تبلغ حروفها ثلثمائة
وستين حرفا ،وابن آدم مركب من ثلثمائة وستين عضوا ،فعتق الل ّه
وهذا الذكر المواظبة عليه من أسباب حسن الخاتمة؛ كما نقل عن
رحمه الل ّه تعالى في الأذكار في كتاب الحمد عن أبي نصر التمار عن محمد
بن النضر رحمه الل ّه تعالى قال :قال آدم صفي الل ّه عليه السلام (( :يا
رب ،شغلتني بكسب يدي فعلمني شيئا فيه مجامع الحمد والتسبيح ))
فأوحى الل ّه تبارك وتعالى إليه (( :يا آدم ،إذا أصبحت فقل ثلاثا وإذا
أمسيت فقل ثلاثا :الحمد لل ّه رب العالمين حمدا يوافي نعمه و يكافئ من
وقد ذكر أئمتنا في كتاب الإيمان :أن الإنسان إذا حلف ليحمد الل ّه
عز وجل بمجامع الحمد أو أجله أو بأجل المحامد كان بره بما ذكر من
الجنود من الروحانيين فلم يقدروا عليه قال :إني أقول إذا أصبحت
آمنت بالل ّه العظيم -إلى سميع عليم -ثلاث مرات .رواه ابن أبي الدنيا
قوله (( رضيت بالل ّه ربا … الخ )) وذلك لما ورد في كتاب الترمذي
عن ثوبان رضي الل ّه عنه قال :قال رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم(( :
من قال حين يمسي رضيت بالل ّه ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الل ّه
عليه وسلم نبيا كان حقا على الل ّه أن يرضيه ))؛ قال محيي الدين
النووي رحمه الل ّه تعالى :ووقع في رواية أبي داود وغيره (( وبمحمد
بينهما فيقول (( نبيا ورسولا )) .ولو اقتصر على أحدهما كان عاملا
بالحديث - .انتهى.
قال ابن علان في حاشيته :و يقول (( ورسولا )) بواو العطف؛ لأن
المراد إثبات الوصفين له عملا بصيغة الخبر .وفي رواية أبي داود عن
أبي سعيد الخدري (( وجبت له الجنة )) .وهذا الذكر المواظبة عليه
من أسباب حسن الخاتمة؛ كما نقل عن السيد أحمد بن علوي جمل
قوله (( حسبي الل ّه …الخ )) وذلك لما روي في كتاب ابن السني عن
أبي الدرداء رضي الل ّه عنه أن النبي صلى الل ّه عليه وسلم قال (( :من
قال حين يصبح وحين يمسي حسبي الل ّه لا إله إلا هو عليه توكلت
وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الل ّه تعالى ما أهمه من أمر
الدرداء قال :قال رسول الل ّه صلى الل ّه وسلم (( :من صلى علي حين
يصبح وحين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة ))؛ وفي هذه
تبشير بالموت على الإسلام؛ كما ذكر السيد أحمد بن علوي جمل الليل
أنه من أسباب حسن الخاتمة .وقد ورد في فضل الصلاة على النبي
صلى الل ّه عليه وسلم أحاديث كثيرة منها قوله صلى الل ّه عليه وسلم(( :
من صلى علي واحدة صلى الل ّه عليه عشرا ))؛ قال بعض العلماء :لو
صلى الل ّه على العبد طول عمره مرة واحدة ل كفاه ذلك شرفا وكرامة؛
فكيف بعشر صلوات على كل صلاة يصليها المسلم على نبيه !؛ ذكره
سيدنا الجامع لهذا الورد في الفاتحة .وقال السيد أحمد بن عطاء الل ّه في
كتابه (تاج العروس) :من فاته كثرة الصيام والقيام شغل نفسه
بالصلاة على رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم؛ فإنك لو فعلت في عمرك
في عمرك من جميع الطاعات؛ لأنك تفعل على قدر وسعك وهو يصلي
عليك على حسب ربوبيته .هذا إذا كانت صلاة واحده ،فكيف إذا
صلى عليك بكل صلاة عشرا ! كما جاء في الحديث الصحيح .وقال
صلى الل ّه عليه وسلم (( :من صلى علي مائة مرة قضى الل ّه مائة حاجة،
قوله (( اللهم إني أسألك …الخ )) الفجاءة -بضم الفاء وفتح الجيم
وبالمد ،أو بفتح الفاء وسكون الجيم بلا مد : -هو ما يأتي من الخير
بغتة من غير تقدم سبب ،ومثله في الشر .فإذا أتى بغتة كان أعظم
و أكثر سرورا أو حزنا .ا ه .ومما ورد في ذلك ما رواه ابن السني عن
أنس رضي الل ّه عنه أن رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم كان يدعوا
بهذه الدعوة إذا أصبح وإذا أمسى (( اللهم إني أسألك … الخ ))
انتهى.
صلى الل ّه عليه وسلم قال (( :سيد الاستغفار - :اللهم أنت ربي لا إله
إلا أنت خلقتني …الخ -إذا قال ذلك حين يمسي فمات دخل الجنة،
[وإذا قاله حين يصبح فمات من يومه مثله ])) .وفي رواية (( :من
قاله ا في النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل
الجنة ،ومن قالها في الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من
قوله (( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت …الخ )) وذلك
لما ورد في كتاب ابن السني عن طلق بن حبيب قال :جاء رجل إلى
أبي الدرداء قال :يا أبا الدرداء ،قد احترق بيتك؛ فقال :ما احترق !
ولم يكن الل ّه عز وجل ليفعل ذلك -بكلمات سمعتهن من رسول الل ّه
صلى الل ّه عليه وسلم من قالها أول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسي،
ومن قالها آخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح (( :اللهم أنت ربي
لا إله إلا أنت -إلى قوله -على صراط مستقيم )) .قال محيي الدين
تكرر مجيء رجل يقول :أدرك دارك فقد احترقت ،وهو يقول :ما
احترقت؛ لأني سمعت الرسول صلى الل ّه عليه وسلم يقول (( :من قال
حين يصبح هذه الكلمات -وذكر هذه الكلمات -لم يصبه في نفسه
ولا في أهله ولا في ماله شيء يكرهه )) وقد قلتها اليوم .ثم قال:
انهضوا بنا؛ فقام وقاموا معه ،فانتهوا إلى داره وقد احترق ما حولها ولم
يصبها شيء.
وقد جاء في (( لا حول ولا قوة إلا بالل ّه )) أنها كنز من كنوز
الجنة ،وقال مكحول :فمن قالها ثم قال :لا منجا من الل ّه إلا إليه؛
وروى الطبراني والحاكم عن أبي هريرة رضي الل ّه عنه أنه قال(( :
من قال لا حول ولا قوة إلا بالل ّه العلي العظيم كانت له دواء من
بالل ّه )) أمن من الآفات .ومن قال (( :وأفوض أمري إلى الل ّه إن
الل ّه بصير بالعباد )) أمن مكر الناس .ومن قال (( :لا إله إلا أنت
حاشية الأذكار.
(الأول) فيما يقال في الصباح والمساء -في كتاب ابن السني عن
أنس رضي الل ّه عنه قال :قال رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم لفاطمة
رضي الل ّه عنها (( :ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به ،قولي إذا
شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين )) وفي الحصن (( يا حي
(الثاني) عن أنس قال :كان رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم إذا أكربه
دعاء المضطر (( :اللهم رحمتك أرجوا فلا تكلني إلى نفسي طرفة
عين ،واصلح لي شأني كله ،لا إله إلا أنت ))؛ فقوله (( طرفة عين
)) أي قدر ذلك ،هو أقل ما كان .قال العلامة ابن علان في حاشية
الأ ذكار :ورد في رواية (( ولا أقل من ذلك ،وذلك إن تكلني إلى
قوله (( اللهم إني أعوذ بك من الهم …الخ )) وذلك لما ورد في سنن
أبي داود عن أبي سعيد الخدري رضي الل ّه تعالى عنه قال :دخل
رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو رجل من
الأنصار يقال له (أبو أمامة) ،فقال (( :يا أبا أمامة ،مالي أراك
جالسا في غير وقت صلاة ?)) قال( :هموم لزمتني ،وديون يا رسول
الل ّه) ،قال (( :أفلا أعلمك كلاما إذا قلته أذهب الل ّه عنك همك
وقضى دينك ?)) قلت( :بلى يا رسول الل ّه) ،قال (( :قل إذا
أصبحت وإذا أمسيت :اللهم إني أعوذ بك …إلى قوله …وقهر الرجال
)) ،قال( :ففعلت ذلك فأذهب الل ّه همي وقضى ديني) .وعن علي
رضي الل ّه عنه أن مكاتبا جاءه فقال( :إني عجزت عن مكاتبتي فأعن ّي،
قال( :ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم ،لو
كان عليك مثل جبل ثبير دينا أداه الل ّه عنك ?)؛ قال( :قل اللهم
الترمذي .وروى صاحب الفردوس ،عن أنس رضي الل ّه عنه أن
النبي صلى الل ّه عليه وسلم قال (( :من قال يوم الجمعة اللهم أغنني
بحلالك عن حرامك ،وبفضلك عمن سواك سبعين مرة ،لم تمر به
جمعتان حتى يغنيه الل ّه )) .وأصل الحديث أخرجه الإمام أحمد
قول (( اللهم إني أسألك العافية … الخ )) وذلك لما ورد في الأسانيد
الصحيحة عن أبي داود والنسائي وابن ماجه عن ابن عمر رضي الل ّه
عنهما قال :لم يكن النبي صلى الل ّه عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات
حين يصبح ،وحين يمسي (( :اللهم إني أسألك العافية …إلى قوله …
اغتال من تحتي ))قال وكيع :يعني الخسف؛ والدعاء بالعافية أجمع
الأدعية .وفي بهجة المجالس عن عائشة رضي الل ّه عنها قالت( :قلت يا
رسول الل ّه :ما العافية ?) قال (( :العافية في الدنيا القوت ،وصحة
علان.
قوله (( اللهم أنت خلقتني … الخ )) وذلك لما ورد عن سمرة بن
جندب رضي الل ّه تعالى عنه قال :قال رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم:
(( من قال إذا أصبح ،وإذا أمسى اللهم أنت خلقتني …الخ -سبع
قوله (( أصبحنا على فطرة الإسلام …الخ ))وذلك لما ورد عن عبد
الرحمن بن أبزي رضي الل ّه تعالى عنه قال :كان رسول الل ّه صلى الل ّه
عليه وسلم إذا أصبح قال (( :أصبحنا على فطرة الإسلام …الخ ))،
وينبغي لمن يقرأ هذه أن يقول إذا قرأها ليلا :أمسينا على فطرة
الإسلام -بدل أصبحنا ،و يقول فيما سيأتي بدل أصبحنا وأصبح
الملك لل ّه (( :أمسينا وأمسى الملك لل ّه )) ،وقد رسمنا في هذه النسخة
الصحيحة عن أبي هريرة رضي الل ّه عنه ،عن النبي صلى الل ّه عليه
وسلم أنه كان يقول إذا أصبح (( :اللهم بك أصبحنا …الخ )) وإذا
مالك الأشعري رضي الل ّه تعالى عنه ،أن رسول الل ّه صلى الل ّه عليه
وسلم قال (( :إذا أصبح أحدكم فليقل أصبحنا وأصبح الملك لل ّه رب
العالمين ،اللهم إني أسألك خير هذا اليوم ،فتحه ونصره ،ونوره وبركته
وهذاه ،وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده؛ ثم إذا أمسى فليقل
خير هذه الليلة ،فتحها ونصرها ،ونورها وبركتها وهداها ،اللهم إني
قوله (( اللهم ما أصبح بي …الخ )) وذلك لما ورد عن عبد الل ّه بن
غنام البياضي رضي الل ّه عنه أن رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم قال:
شر يك لك؛ فلك الحمد ،ولك الشكر -فقد أدى شكر يومه .ومن قال
مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته )) -أخرجه أبو داود
قوله (( سبحان الل ّه وبحمده )) -مائة مرة؛ وذلك لحديث أبي هريرة
رضي الل ّه تعالى عنه قال :قال رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم (( :من
قال حين يصبح وحين يمسي :سبحان الل ّه وبحمده مائة مرة لم يأت
أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد
عليه )) أخرجه مسلم .وفي الحصن الحصين (( :من قال سبحان الل ّه
وبحمده مرة كتبت له عشرا ،ومن قالها عشرا كتبت له مائة ،ومن
قالها مائة حطت خطاياه ،وإن كانت مثل زبد البحر )) أخرجه جمع
من الحفاظ في الأذكار المطلقة .وفي صحيح مسلم ،عن أبي ذر،
رضي الل ّه تعالى عنه قال :قال رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم (( :ألا
أخبرك بأحب الكلام إلى الل ّه تعالى ? إن أحب الكلام إلى الل ّه:
ولملائكته أو لعباده :سبحان الل ّه وبحمده )) ،وفي كتاب الترمذي عن
جابر رضي الل ّه تعالى عنه عن النبي صلى الل ّه عليه وسلم قال (( :من
فائدة- :
...قال الشيخ ابن حجر رحمه الل ّه تعالى في شرح الأربعين النوو ية:
وبحمده ألف مرة ،فقد اشترى نفسه من الل ّه عز وجل ،وكان آخر
يومه عتيقا من النار )) فأعجب من بيع آيل إلى عتق وسيادة،
قوله (( سبحان الل ّه العظيم وبحمده )) -مائة مرة؛ وذلك لما ورد في
صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الل ّه تعالى عنه قال :قال رسول الل ّه
صلى الل ّه عليه وسلم (( من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الل ّه
وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد
قال مثل ما قال أو زاد عليه )) .وفي رواية أبي داود (( :سبحان
سبحان الل ّه العظيم وبحمده )) أخرجها أبو داود ،ولفظه (( :من قال
إذا أصبح مائة مرة وإذا أمسى مائة مرة سبحان الل ّه العظيم وبحمده
غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر )) ه .وبهذا نعلم ما في
التسبيح قبل طلوع الشمس وقبل غروبها لما ورد ذلك من الآيات
ال كريمة جامعا في عمله هذا بين ما جاء في الكتاب والسنة ،ولذا ينبغي
أن يجمع بين الروايتين ،فيقول (( :سبحان الل ّه العظيم وبحمده مائة مرة
)).
قوله (( سبحان الل ّه والحمد لل ّه ولا إله إلا الل ّه والل ّه أكبر )) -مائة
ورد عن أبي هريرة رضي الل ّه تعالى عنه قال :قال رسول الل ّه صلى
الل ّه عليه وسلم (( :لأن أقول سبحان الل ّه والحمد لل ّه ولا إله إلا الل ّه
والل ّه أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس )) أخرجه مسلم
والترمذي .وفي مسلم عن سمرة بن جندب قال :قال رسول الل ّه صلى
الل ّه عليه وسلم (( :أحب الكلام إلى الل ّه أربع :سبحان الل ّه والحمد لل ّه
ولا إله إلا الل ّه والل ّه أكبر ،لا يضرك بأيهن بدأت )).
وعن ابن مسعود رضي الل ّه تعالى عنه قال :قال رسول الل ّه صلى الل ّه
عليه وسلم (( :لقيت ابراهيم ليلة أسرى بي فقال :يا محمد ،أقرئ امتك
مني السلام ،وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء ،وأنها قيعان،
وأن غراسها سبحان الل ّه والحمد لل ّه ولا إله إلا الل ّه والل ّه أكبر ))
أخرجه الترمذي وحسنه .وفي هذه تبشير لقائل هذه الكلمات بالموت
على الإسلام؛ إذ هي سبب لدخول قائلها ل كثرة أشجاره فيها .وأما
الباقيات الصالحات التي يحططن الخطايا كما تحط الشجرة ورقها فهذه
الأربع الكلمات ،وز يادة بعد والل ّه أكبر ،و (( لا حول ولا قوة إلا
انتهى.
وفي شرح الورد ال كبير :روى الطبراني (( :سبحان الل ّه مائة تعدل
مائة رقبة تعتق )) -الحديث .وفي لفظه (( ومن قال الحمد لل ّه مائة
مرة كان عدل مائة فرس مسرج ملجم في سبيل الل ّه تعالى ))؛ وفي
لفظ (( الل ّه أكبر مائة مرة تعدل مائة بدنة مقلدة مجللة متقبلة تهدي
إلى بيت الل ّه تعالى )) .ذكرت هذه الأحاديث في الحصن الحصين،
وفي الحصن الحصين (( :أما يستطيع أحدكم مثل أحد عملا ?)) أي
أن يعمل مثل أحد عملا ،قالوا ( :يا رسول الل ّه ،ومن يستطيع ذلك
?) قال (( :كل كم يستطيعه ))؛ قالوا (يا رسول الل ّه ،ماذا ?)؛ قال:
(( سبحان الل ّه أعظم من أحد ،والحمد لل ّه أعظم من أحد ،ولا إله
قوله (( ويزيد صباحا :لا إله إلا الل ّه وحده لا شر يك له ،له الملك
وله الحمد وهو على كل شيء قدير )) -مائة مرة أي يأتي بهذا الذكر
في وقت الصباح دون المساء؛ لما روي البخاري ومسلم (( أن من
قال لا إله إلا الل ّه وحده لا شر يك له …الخ -مائة مرة كانت له
عدل عشر رقاب ،وكتبت له مائة حسنة ،ومحيت عنه مائة سيئة،
وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ،ولم يأت أحد
وقد ورد هذا الذكر أحاديث كثيرة بروايات مختلفة وفي أوقات
مختلفة؛ من ذلك قوله صلى الل ّه عليه وسلم (( :أفضل ما قلته أنا
ورد أنها أكثر دعائه عليه السلام يوم عرفة ،وأنها أفضل الأذكار بعد
القرآن ،وأنه ينبغي أن تكرر في يوم عرفة مائة أو ألفا ،وتطلب هذه
الصيغة بعد كل صلاة بلا قيد عدد بل مرة .وروي بز يادة (يحيي
ويميت) ومقيدة بعشر م رات بعد الصبح وبعد المغرب وبعد العصر.
وبز يادة (( وهو ثان رجليه وقبل أن يتكلم )) -رواه الترمذي عن
أبي ذر قال :قال رسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم (( :من قال في دبر
صلاة الصبح وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم :لا إله إ لا الل ّه وحده لا
شر يك له ،له الملك وله الحمد ،يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير
من الشيطان الرجيم .ولم ينبغي لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا
له بكل كلمة عتق رقبة من ولد إسماعيل عن كل رقبة اثنا عشر ألفا،
ومن قالها بعد كل صلاة كان له مثل ذلك )) وفي رواية النسائي في
أعطي مثل ذلك في ليلته )) -انتهى من شرح الراتب للشيخ عبد الل ّه
1266ه .وإلى هنا .انتهى شرح الورد اللطيف للسيد الفضل بن
[آية ال كرسي]..
ل لَرَأي ْت َه ُ
بسم الل ّه الرحمن الرحيم { ..لَو ْ أَ نزَلْنا ه َذا الْق ُرآنَ على جَب َ ٍ
س ل َ َّعل ّه ُ ْم
ل نَضر ِ بُها لِلنا ِ خشْيَة ِ الل ّه ِ وتِل َ
ك الأمثا ُ خاشِعا ً ُّمّت َ َ
ص ّدِعا ً م ِن َ
ن
الر ّحم ُ يتَف َ َّك ّرونَ * ه ُو َ الل ّه ُ ال َّ ّذي لآ إله َ إلا ّ ه ُو َ عالِم ُ الغ ِ
َيب وال َّش ّهادة ِ هو َ َّ
ن
سلام ُ ال ْمُؤْم ِ ُ ك الْق ُ ُّ ّد ُ
وس ال َّ ّ الر ّحيم ُ * ه ُو َ الل ّه ُ ال َّ ّذي لآ إله َ َّ
إلا ّ ه ُو َ ال ْمَل ِ ُ َّ
ُ سب ْحانَ الل ّه ِ ع ََّم ّا يُشْرِكُونَ * ه ُو َ الل ّه ن الْع َزيز ُ الْج َّب َ ّار ُ ال ْمُت َ َ
كبِّر ُ ُ ال ْمُهَيْمِ ُ
َوات
سم ِ ح له ُو م َا في ال َّ ّ
صوِ ّر ُ لَه ُ الأسْمآء ُ الْحُسْن َى يُس َب ِّ ُ
ق الْبارِئ ُ ال ْم ُ َ
الخال ِ ُ
َّ
ويتكل ّم ُ يَسم ُع ُّبأذ ُنَين ،ويُبصر ُ بعينَين ،ويمشي برِجْلَين ،وي َ ُ
بطش بيد َين،
أخاف
ُ َّ
حصّ نتُ نفسي بالل ّه الخالق الأكبر ،من شرّ ما بشَف َتَين؛
وأحذر ..من الجنّ والإنس وأن يحض ُرون؛ ع َّزّ جارُه ُ ..وج َّ ّ
ل ثَناؤه ُ..
وبأسماء اللّه ،وبآيات اللّه ،وملائكة اللّه ،وأنبياء اللّه ،ورُسُل اللّه،
الله َّ ّم ُّأحرسني بعينك التي لاتنام ،واكنفني بكنفك الذي لاي ُرام،
قدير.
ِشف أنت
رب الناس ..أذهب البأس ،ا ِ
ّ بسم اللّه ر ُق ِيتُ ؛ الله َّ ّم
َب
سق َما ً ولا أَ لما؛ ياكافي ياوافي ياحميد يامجيد ..ارفع عن ّي كل تَع ٍ
َ
ك أن
تأييدك ..يا ذا الجلال والإكرام ،والمواهب العظام ..أسأل َ
اللّه على سيدنا محمد وآله ِ وصحبه وسل ّم تسليما ً كثيرا ً طيبا ً مباركا ً فيه..
إنه رحمه الل ّه في مرضه كان كثير التكرير لآخر حديث في البخاري ولم
يزل يله جبه وهو قوله صلى الل ّه عليه وسلم ( :كلمتان خفيفتان على
ولما خرجت روحه الزكية رؤيت بارقة من نور وكان ذلك نحو ثلث
الليل الأول ،وما ظهر خبر وفاته إلا صباحا ً ،و ارتجت الأرض
وتولى غسله ولده الحبيب الحسن والسيد عمر بن حامد باعلوي ،وما
ترك الناس شيئا ً م ن غ َسله يسقط على الأرض تبركا ً به ،وصلى عليه
بالناس ولده الحبيب علوي وحضر جنازته نحوا ً من عشرين ألفا ً ودفن
الهندي رحمه الل ّه تعالى تاريخ وفاته بقوله المنير " هو خاتم الأمجاد " -
الشيخ أحمد بن عبدال كريم الش َّج ّار الحساوي :وقد رأيت بخط السيد
َّ
عبدالل ّه بن علوي الحداد قُضِ ي َت له سبعون حاجة ،فكيف من السيد
وفي شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق للامام النبهاني :ثم إن
الامام النبهاني رحمه الل ّه تعالى ذكر في آخر الفصل الرابع تتمة في
الولي بعد وفاته تتعلق روحه بمريديه ،فيحصل لهم ببركته أنوار
وفيوضات،
ثم قال :وممن صرح بذلك قطب الإرشاد سيدي عبد الل ّه بن علوي
الحداد ،فإنه قال :الولي يكون اعتناؤه بقرابته واللائذين به بعد موته
أكثر من اعتنائه بهم في حيا ته ،لأنه في حياته كان مشغولا ً بالتكليف
وبعد موته طرح عنه الأعباء وتجرد ،والحي فيه خصوصية وبشر ية،
البشر ية ،والميت ما فيه إلا الخصوصية فقط - .إلى أن قال :-
وكان الشيخ أبو المواهب أيضا ً يقول :من الأولياء من ينفع مريده
الصادق بعد مماته أكثر مما ينفعه حال حياته ،ومن العباد من تولى الل ّه
تعالى تربيته بنفسه بغير واسطة ،ومنهم من تولاه بواسطة بعض أوليائه
ولو ميتا ً في قبره فيربى مريده وهو في قبره ويسمع مريده صوته من
القبر ،ولل ّه عباد يتولى تربيتهم النبي صلى الل ّه عليه وسلم بنفسه من غير
ثم نقل كلام الإمام فخر الدين الرازي الجامع بين المنقول والمعقول-
"إن الإنسان إذا ذهب إلى قبر إنسان قوي النفس كامل الجواهر
ووقف هناك ساعة وحصل تأثير في نفسه حين حصل من الزائر تعلق
بز يارة تلك التربة فلا يخفى أن لنفس ذلك الميت تعلقا ً بتلك التربة
أيضا ً ،فحينئذ يحصل لنفس الزائر الحي ولنفس ذلك الإنسان الميت
تعلق بتلك التربة وملاقاة بسبب اجتماعهما بتلك التربة أيضاً ،فصار
نور إلى روح هذا الحي الزائر ،وبهذه الطر يقة تصير تلك الز يارة سببا ً
لحصول تلك المنفعة ال كبرى والبهجة العظمى لروح هذا الزائر ،فهذا
هو السبب والأصل في مشروعية الز يارة ،ولا يبعد أن يحصل منها
أسرار أخرى أدق وأخفى مما ذكرنا ،وتمام الحقائق ليس إلا عند الل ّه
قلتُ ( الفقير المؤلف) :وهذا كلام الرازي رحمه الل ّه تعالى ليس
الجوهر .
ثم قال :قال الشيخ أبو المواهب :قال بعض العارفين :وللأولياء عند
ز يارة الأولياء و قائع كثيرة تدل على اعتناء المزور بالزائر وتوجهه إليه
بالكلية على قدر توجهه وقابليته .قال الامام النبهاني" :انتهى ما نقلته
وفي ذلك الكتاب للنبهاني :ذكر قصة بلال التي ذكرها الامام
منامه النبي صلى الل ّه عليه وسلم وهو يقول له :ما هذه الجفوة يا بلال؛
عنده ويمر ّغ وجهه عليه كماقال الامام النبهاني وهو عادة الصحابة ،
ولذا قال سيدنا الحسن البصري التابعي رضي الل ّه عنه لتلامذته كماقال
الامام ابوطالب الم كيّ في قوته والإمام الغزالي في احيائه والامام عبد
الل ّه الحداد في كتابه " الدعوة التامة والتذكرة العامة " والعبارة له :قال
الحسن البصري رحمه الل ّه :-و يحك يا ابن آدم هل لك بمحاربة الل ّه
طاقة ل َِّل ّه ِ إنه من عصى الل ّه فقد حاربه ،والل ّه لقد أدركت سبعين
بدر يا ً أكثر لباسهم الصوف ،لو رأيتموهم قلتم مجانين؛ ولو رأوا خياركم
لقالوا ما لهؤلاء من خ َلاق ،ولو رأوا شراركم :ما يؤمن هؤلاء بيوم
الحساب.
تحت قدمه .ولقد رأيت أقواما ً يمسي أحدهم ولا يجد عنده إلا ّ قوته،
فيقول :لا أجعل هذا كله في بطني ،لأجعلن بعضه لل ّه ،فيتصدق
للامام الدياربكري :وفى المنتقى :قال أبو بكر لبلال أعتقتك وكنت
مؤذنا لرسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم وبيدك أرزاق رسله ووفوده
فكن مؤذنا لي كما كنت لرسول الل ّه صلى الل ّه عليه وسلم وكن خازنا
لي كما كنت خازنا له فقال له يا أبا بكر صدقت كنت مملوكك
أبو بكر وقال اعتقتك لاخذ الثواب من المولى فلا أعجلها فى الدنيا ،
فخرج بلال الى الشام فمكث زمانا فرأى النبىّ صلى الل ّه عليه وسلم فى
فانتبه بلال وقصد المدينة وذلك بقريب من موت فاطمة فلما انتهى
الى المدينة تلقاه الناس فأخبر بموت فاطمة فصاح وقال بضعة النبىّ ما
أسرع ما لقيت بالنبىّ صلى الل ّه عليه وسلم وقالوا له اصعد فأذن فقال
لا أفعل بعد ما أذنت لمحمد صلى الل ّه عليه وسلم فألحوا عليه فصعد
أذانه فلما قال الل ّه أكبر الل ّه أكبر صاحوا وبكوا جميعا
ن محمدا
فلما قال أشهد أن لا اله الا الل ّه ضجوا جميعا فلما قال أشهد أ ّ
العذارى والابكار من خدورهنّ يبكين وصار كيوم موت رسول الل ّه
حتى فرغ من أذانه فقال أبشركم انه لا تمس النار عينا بكت على
كل سنة مرّة فينادي بالاذان الى أن مات .انتهى مافي الخميس.
الرفاعي ،فقال" :إن الز يارة وصلة مع الحبيب ،وقد وقع لبعض
العارفين مخاطبته له صلى الل ّه علي ه وسلم وردّه عليه ،ومن ذلك المعنى
الشر يف من قوله:
في حالة البعد روحي كنت أرسلها ...تقبل الأرض عني وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد حضرت ...فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
اه
ثم إن الامام النبهاني عقد بابا ً آخر في مشروعية الاستغاثة به صلى الل ّه
أولها :ذكر فيه أحاديث وردت في اسغاثة الناس به صلى الل ّه عليه
وسلم في حياته.
ورابعها :في توضيح هذه المسألة من قبل مؤلف الكتاب .انتهى .
فراجع الى ذلك الكتاب وهو كنز من كنوز الل ّه تعالى .
ن المدد
ل على أ ّ
وهذ العبارات وأمثالها من ال كتب للأئمة الأعلام تد ّ
من الأنبياء والعلماء والأولياء أمرمه ّم ولاينال لنا الفوز الأخرويّ الا ّ
بهذا المدد والنصر والفتوح من الأنبياء والعلماء العاملين وأولياء الل ّه
تعالى وهم أهل الصدق والوفا وبهم نفوز ونحيى حياة طي ّبة في
ثم التركي :نقلا عن العارف بالل ّه ،والدال عليه السيد الشر يف ،والعلم
والعرفان)
وبيان ذلك -أن (الشر يعة) :أحكام الل ّه تعالى التي كلف بها العباد،
(والطر يقة) :السير بتلك الشر يعة إلى الل ّه تعالى على ما يستطاع،
إلى مطلع الجود ومنبع الوجود { :الل ّه ولي الذين آمنوا يخرجهم من
(والحقيقة) :تجلى الحق بنوره على عبده بالتحقيق بغاية التنز يه وظهور
ولنوضح المثال في نسبة الأعمال :فإن الل ّه خلق العبد وقدرته وعمله
بقدرة واحدة؛ فنسبة العمل إلى الل ّه تعالى (حقيقة ونسبته للعبد
بإثبات الل ّه تعالى (شر يعة) .وعمل العبد بقدرته مع شهود الفعل من
ربه بلا منافاة (طر يقة)؛ قال الل ّه تعالى{ :وما رميت}( ،طر يقة)،
و يقول العبد أصلى مثلا (شر يعة) ،وأصلي بالل ّه (طر يقة) ،وصلى
الل ّه لي ،أي خلق الصلاة ،أي خلق الصلاة وجعلها بنسبتي
وجه؛ لأنها نورانية لطيفة مجردة من الشكل وال كيفية ،بضد الجسد
في ذلك .والروح الحيواني برزخ بينهما من كل منهما ،وصار الجميع
إنسانا واحدا؛ فكذلك الشر يعة والحقيقة مع الطر يقة دين واحد،
ومعنى جامع كنسبه الأعمال إلى الل ّه وعبده في أمر واحد ،لأن القوة
لل ّه جميعا ،وإليه يرجع الأمر كله ،هو الأول والآخر ،والظاهر
والباطن ،وهو بكل شيء عليم ،وهو على كل شيء شهيد ،وهو بكل
شيء محيط ،وهو على كل شيء قدير ،ألا إلى الل ّه تصير الأمور ،دنيا
كل شيء بنوره؛ لأنه نور السموات والأرض ،ولولا نوره المحيط بكل
شيء ما ظهر شيء ،فهو أظهر من كل شيء ،فلا يتوهم أنه مستور
محجوب ،لأن المحجوب مقهور ،وهو القاهر ،وإنما حجب الخلق عنه
والز يغ والضلال -إلى الميل إلى قول أهل الإلحاد والحلول والاتحاد؛
فحاشا الل ّه! وحاشا أهل الدين ،والعلم واليقين وال كمال بل من أنصف
وتقرر عنده ما ذكره أهل العقائد في الكلام على مسألة الكلام في
وهذه العلوم مزلة اقدام أهل الإقدام ،فكل من يستقر له تمكن في
واحتكام ،فالأولى به التوقف فيها وعنها والإحجام ،وما يدركها إلا من
نور الل ّه قلبه ،وشرح بنور اليقين صدره ،فصلح في الل ّه أمره ،وما كان
ينبغي ذكرها هنا والخوض فيها على هذا البناء إلا لمجرد التشو يق إليها،
والمدح لها والثناء ،وإنها كنز الغنى ،وأولى من جميع الأمور بكل
الآتية - :
متقدم الوفاة على الإمام بأربعين سنة!! .وهذا من النوادر ،أن يترجم
ول كن الشلي رحمه الل ّه كان على درجة عالية من الأدب والأخلاق،
الحسن.
وترجمة الإمام في الجزء الثاني «المشرع»وجاء في هامش :أن وفاة
الأخذ عنهم.
ذكر من مؤلفاته:
والديوان. .4
مصادر شفاهية ،ورسالة الإمام الحداد للشيخ حسين بافضل الم كي،
وغير ذلك.
الكتاب الثاني :غاية القصد والمراد في مناقب شيخ العباد
والبلاد
ألفه العلامة محمد بن زين بن سميط ،المتوفى سنة 1172ه .وكان
شرع في جمعه بعد موت شيخه الإمام بسنة واحدة ،بإشارة من أكبر
الباب الأول :في بدء أمر الإمام الى وفاته .وفيه 8 :فصول وخاتمة.
وخاتمة.
الهمة.
الباب الخامس :في الكلام على مصنفاته.
الباب السادس :في الكلام على نظمه وأشعاره .وخاتمته :في كلماته
الباب السابع :في أوراده في الليل والنهار ،وهي أربعة ،وبعض صيغ
الباب الثامن :في ذكر ش يء من المدائح التي قيلت فيه .والخاتمة في
لت وفر مادة تار يخية نادرة فيه عن جمهرة كبيرة من علماء حضرموت.
خاتمة الخاتمة :في ترجمة كبير تلاميذ الإمام ،وأجل خلفائه في العلم
تأليف هذا الكتاب ،وقد أسماها «قرة العين وجلاء الرين في ذكر
.2ما وجده بخط علوي بن عبدالله الحداد ،أو سمعه منه (.)8/1
(.)9/1
في 271ص.
الكتاب الذي هو من كنوز التراث الى حيز الطباعة ،ول كن :الحاجة
اليوم ملحة الى اعادة نشره في حلة جديدة ،مع اعداد فهارس شاملة
شيخه الحبشي ،وتحدث معه حول كبر حجم الكتاب ،وأنه يريد أن
يختصره ،فنهاه شيخه ،وأمره أن يبقي الأصل على حاله ،ثم إذا تسنى
له وقت فراغ أن يلخص منه مهماته .فقام بذلك بعد وفاة شيخه
سماه «بهجة الفؤاد وبغية المرتاد في مناقب شيخ العباد» .وهو متوفر
بقية أعمامه وكبار أفراد الأسرة الحدادية المباركة ،وأسمى كتابه ذلك
ووقف كاتب هذه السطور على نسخة من هذا التتميم ،في مكتبة
المناقب» ،فلعل الحبيب علوي عدل عن التسمية السابقة الى هذه ،أو
لعله سمى الكتاب باسمين كما يفعله بعض المؤلفين .وحبذا لو تتوجه
خ محمد
الشر يف ،الحبيب طه بن عمر بن علوي الحداد .وقد ألف الشي ُ
«نبذة ً» بطلبه ،في مناقب الحبيب عبدالله الحداد ،لو تمت لظهر بها
وكتاب ِه «بهجة الفؤاد» .وقد ترك كثيرا ً ممن أخذ َ عن الحبيب عبدالله
«إنه جمع فيه (أي «بهجة الفؤاد») أسماء َ البعض ممن ماتَ وقد أخذ
بعض من قد ماتَ
ُ أمرهم ،إلا من شاء الل ّه منهم ،وربما غاب عنه
منهم ،لأنه اتصل بالحبيب عبدالله آخر عمره ،ومع ذلك فقد حف َِظ
يأت أحدٌ بمثله ،فجزاه الل ّه خير الجزاء .وقد ترجم في أول
وجمع ما لم ِ
ل ذلك عند ذكر فضلاء
«النبذة» المذكورة لجدنا طه ،وقد سبق نق ُ
الرباط».
فقهاء آل العمودي وصلحائهم ،ممن أخذ عنه ،ولو كملت لكانت من
وقال في (الرشيد) «:و يحتمل أنه كان في بلد الرشيد فقهاء ُ لم تدوّن
أخبار ُهم ،فإن دوعن كان يس َّمَّّى وادي الفقهاء ،وقد ذكر الشيخ
ق
العمودي ،الذين أخذوا عن الحبيب عبدالله الحداد ،فكيف بمن سب َ
ت
س ْ
منهم ،أو من غيرهم ،كبيوت الفقه َاء المشهوين بالفقه ،وإن اندر َ
وغيرهم».
الكتاب الرابع :المواهب والعطايا والإمداد
تأليف الشيخ عبدالله بن محمد باشراحيل الأشرم الشبامي .فرغ من
كما تقدم.
جميل ،وكلها حكايات وأخبار ،مما جرى للمؤلف ،أو سمعه وأسنده
توجد منها نسخة خطية فريدة في مكتبة جامعة الملك سعود بالر ياض.
تقع في 13ورقة .بقلم الشيخ محمد تاج بن محمد فرج غزاوي ،كتبها
الل ّه مهتما ً بهذا اللون من المناقب ،لأنها تلخص للناس ما ينبغي لهم أن
رحمه الل ّه ما نصه« :الحمدلله عز شأنه .قد اطلعت على هذه الخلاصة
وغوث العباد الحبيب عبدالله بن علوي الحداد ،وأعاد المولى علينا من
أسراره وبركاته في الدارين ،آمين .قاله فقير عفو ربه المجيد عمر بن
هي أقدم ترجمة ضمنية للإمام ،أي :غير مستقلة ،وهي في الجزء الثالث
-1أن المرادي يسوق بعض الكلام الذي على لسان الشلي ،ولا يغير
في سياق النسب .وتابعه على هذا الخطأ كثير من المؤرخين الذين
المؤلفين» ،وغيرهما.
الكتاب السابع :الإمام الحداد مجدد القرن الثاني عشر الهجري،
سيرته ومنهجه.
السيرة المصورة.
كلاهما من تأليف وجمع د .مصطفى البدوي ،نز يل المدينة المنورة.
أبوبكر باذيب »
الكتاب الثاني عشر « :مناقب الامام الحداد للشيخ محمد ملكان
ذلك الكتاب صغيرا في الحجم ل كنه كبير في مناقبه رضي الل ّه عنه .
شعرمجموع كلامه و «تثبيت الفؤاد بذكر مجالس القطب عبد الل ّه
العباد إلى زاد المعاد رحمهم الل ّه تعالى ونفعنا بعلومهم في الدارين سيّما
وحشة القبر وغربة القبر وضيق القبر ،وفي يوم كان مقداره خمسين
وبه أختتم كتابي هذا متبركا بأسماء الل ّه تعالى وبأسمائه صلى الل ّه عليه
وسلم .
وصلى الل ّه على سيدنا محمد صلى الل ّه عليه وسلم وعلى اله واصحابه
واتباعه الى يوم الدين والحمد لل ّه رب العالمين اللهم إنا نسألك قبول ًا تا ًّمّا
وثباتًا على سنة رسولك صلى الل ّه عليه وسلم حتى نلقاك ،وصلى الل ّه
على نبينا محمد صلى الل ّه عليه وسلم ،وعلى آله وصحبه وأتباعه الى يوم
والعلماء 8
1262ه ) 12
الخلق 15
اشتهر بالحداد وهو حدّاد القلب رضي الل ّه عنه 62 21
تك َّل ّم ُه ُ رضي الل ّه عنه على مقالات العلماء 94 ،
الحداد 52
164 ي
فضائل آية ال كرس ّ 65
ك وَلَه ُ 177
ك لَه ُ لَه ُ ال ْمُل ْ ُ
حدَه ُ لا َ شَر ِي َ
الل ّه ُ و َ ْ لا َ ِإلَه َ ِإ َّ
لا ّ َّ
ل شَيْء ٍ قَدِير ٌ [
يح ْ ِيي و َيُمِيتُ و َه ُو َ عَلَى ك ُ ّ ِ
الحم َْد ُ ُ
الل ّه ُ و ََّالل ّه ُ أَ كْ بَر ُ 179 سب ْح َانَ الل ّه ِ و َالحم َْد ُ ل َِّل ّه ِ و َلا َ ِإلَه َ ِإ َّ
لا ّ َّ ُ
عليه 73
وسلم-: 74
الخيرات" 86
الجيلاني 87
ق 242
ات م ِنْ شَرِّ م َا خ َل َ َ ات الل ّه ِ َّ
الت ّا َّمّ ِ أَ ع ُوذ ُ بِكَل ِم َ ِ 91
[ثَلاثًا ].
سم َاء ِ و َه ُو َ ال َّ ّ
سمِي ُع العَل ِيم ْ [ ض و َلا َ فِي ال َّ ّ
الأ ْر ِ
َ
رَضِينَا ب َِّالل ّه ِ ر َ ًّب ّا و َب ِِالإسْ لا َ ِم دِينًا و َب ِمح ُ َ َّمّدٍ نَب ًِّي ّا [ 253
ب ِس ْ ِم الل ّه ِ و َالحم َْد ُ ل َِّل ّه ْ ،اَلخيَ ْر ُ و َال َّش ّ ُّرّ بِمَشِيئَة ِ الل ّه ْ [ 258
،أَ مِت ْنَا عَلَى دِي ِن 267 ل و َال ِْإك ْرَا ْم
يَا ذ َا الجل ََا ِ 99
ال ِْإسْ لَا ْم [ سَبع ًا ].
125الخير
يَا عَل ِ ُّيّ يَا كَب ِيرْ ،يَا عَل ِيم ُ يَا قَدِيرْ ،يَا سَم ِي ُع 329
ح ْم [ ثَلاثًا
129يَغْفِر ْ و َيَرْ َ
ن 341 أَ سْ تَغْف ِر ُ الل ّه َ ر َّ ّ
َب ال ْب َر َايَا ،أَ سْ تَغْف ِر ُ الل ّه َ م ِ َ
112التهليل
118المذاهب الأربعة
132ماذكر
522 133فائدة
528 134فائدة
َّ
/عبدالل ّه بن علوي الحداد قُضِ ي َت 522 ز يارة سيدنا
139ز يارتنا
1441 141هــ
551 142الفهرست
إمداد ال ـ ـ ـف ـ ـ ـ ـ ـؤاد