Professional Documents
Culture Documents
html
إدارة األعمال الدولية تتأثر بمجموعة من البيئات التي تحيط بها ،سواء كانت البيئة السياسية أو
البيئة االقتصادية أو البيئة القانونية وأيضً ا البيئة الثقافية واالجتماعية.
يحاول بعض العلماء التأكيد على تقارب الثقافات بين األمم والشعوب؛ ممّا يسبب ذوبان
االختالفات التي تراكمت عبر الزمن الطويل من التاريخ الثقافي ،وهذا نتيجة لتقدم تقنيات
االتصاالت والمعلومات التي مكنت اإلنسان من أن يطلع ويتعرف 8على مختلف بيئات الثقافة
العالمية من جهة ،والتوجه نحو ترسيخ القيم والمعتقدات لبعض الثقافات الوافدة مثل الثقافة
األمريكية التي أصبحت تغزو 8أعلب دول العالم؛ بسبب الكمية الهائلة من المكونات الثقافية التي
تصدرها وتقوم بنشرها 8عبر المؤسسات العلمية والثقافية واإلعالمية؛ حيث بدأت العديد من
البلدان المتقدمة وضع سياسات واستراتيجيات 8لتحافظ 8على تراثها الثقافي بعيدة عن االنحراف
نحو الثقافة الدخيلة .والثقافات 8تتالحق وتتقارب ومن الممكن أن تتشابه في البيئات المتشابهة،
لكنها ال يمكن أن تتطابق لتصبح ثقافة نمطية واحدة موحدة ُتطبق على الجميع .والدارس لهذه
الفوارق الثقافية يتأكد بأن الفوارق 8الثقافية قائمة وموجودة في بلد واحد وستبقى هذه المشكلة
قائمة ،ويجب أن تقوم إدارة األعمال الدولية أن تراعيها وأن ال تقلل من أهميتها .االتجاهات
على المستوى العالمي لتشابه واختالف الثقافات :تقارب المسافات الزمنية وانتشار القنوات
الفضائية واالنترنت الذي يزيد من معرفة الشعوب بثقافة الدول األخرى .تشابه األشكال
التنظيمية في المؤسسات 8اإلنتاجية والخدمية وأيضً ا في المنظمات غير الربحية .التشابه في
الذوق االستهالكي من حيث المأكل واللباس والسكن وغيرها .التشابه بين المكونات الثقافية
للشعوب قد يكون ظاهرً ا ،لكن أفراد المجتمع في المضمون مختلفين من حيث العادات والتقاليد
والمعتقدات وغيرها من الموروث الثقافي ،والمؤشرات 8على ذلك كثرة الهجرات إلى الكثير من
الدول المتقدمة من العرب وغيرهم الذين ما زالوا متمسكين بقيمهم ومعتقداتهم ،رغم مرور 8عِ َّدة
أجيال في بالد المهجر .طرق الترفيه المنتشرة عالميًا مثل السياحة الخارجية والسياحة الداخلية،
زيارة المتاحف والمراكز الثقافية ومشاهدة المباريات .والمهم في ظل هذه التباينات الثقافية في
الجوهر باقية ومؤثرة والمطلوب ،هو معرفة درجات االختالف ومدى التأثير على البرامج
والسياسات لشركات األعمال الدولية عندما تدخل السوق للدول المضيفة ،وال يمكن الوثوق8
بإمكانية االعتماد على التقنيات واالتصاالت والمعلومات ،كوسيلة تقود األمم والشعوب والدول
في قالب واحد .البدائل التي تعتمد لمواجهة اختالف الثقافات في إدارة األعمال الدولية :المبالغة
بوجود الفروق بين الثقافات ،حيث أن الشركة الدولية أسيرة لهذا االختالف ،مهما كانت طبيعتها
بسيطة عن طريق 8قيامها بحل هذه المسائل وفق 8رؤية الدولة المضيفة ،وهذا يحتاج من السلطات
الفرعية إلدارة الشركة في البلد المضيف صالحية اتخاذ القرار المناسب في المواقف المختلفة،
قد يحمل الشركة الدولية تكاليف 8إضافية مرتفعة إلدخال بعض التعديالت التي تراها مناسبة،
وف ًقا للذوق السائد في الدولة المضيفة خال ًفا لِما هو عليه الحال في الشركة األم ،خصوصًا
بالنسبة لألساليب اإلدارية المتبعة ،ولذلك يجب اإلشارة هنا عدم الحاجة الشركة الدولية بهذه
الفروقات األولية التفصيلية التي قد تكون سبب رئيسي إلفشال عملها في الدولة المضيفة.
االحتفاظ باإلطار العام للسلعة في البلد األم مع إدخال بعض التعديالت الخفيفة عليها ،من حيث
الشكل والمضمون؛ حتى تكون أكثر انسجام مع ذوق المستهلك في الدولة المضيفة ،وفي 8بعض
الحاالت ال تكون المشكلة في المنتج نفسه وصفاته االستهالكية بقدر ما يكون االختالف والتباين
في طبيعة السوق ،وطريقة التكيف معه هو المشكلة بحد ذاتها .إهمال وإنكار الفروقات بين
الثقافات ،من خالل اعتبار الشركة الدولية بأن الفروقات 8الثقافية المنتشرة مع البلد المضيف هي
هامشية وفرعية وأثرها معدوم ،وبالتالي تقوم باعتماد نفس األسلوب اإلداري وبإنتاج السلع
بنفس المواصفات وتستخدم 8نفس المزيج التسويقي المنتشر في البلد األم .وإن عدم االهتمام بهذه
الفروقات الثقافية من قبل الشركة الدولية قد يكون مضر بمصالحها الحالية والمستقبلية .ودخول
األسواق العلمية بالنسبة لشركات األعمال الدولية ،تتطلب منها القيام بإجراء دراسات ومسوحات8
ميدانية خاصة لمعرفة طبيعة ومتطلبات 8السوق المستهدف وثقافته السائدة ،مع مراعاة الكثير من
االعتبارات التي تتمكن الشركة عن طريقها أن تفرض بعض التغييرات ،التي ال تتعارض مع
هدف وثقافة الدولة المضيفة ،شرط أن تكون تدريجية ومقبولة من الطرف المتلقي ،وهذا
األسلوب يساهم في إدخال طرق وأساليب متقدمة في اإلنتاج واإلدارة والتسويق 8للبلد المضيف
وتحقق مصالحه من خاللها.