You are on page 1of 21

‫اللغة العربية‬

‫ج َرات‬ ‫ورةُ ُ‬
‫احل ُ‬ ‫ُس َ‬
2
3
‫بين يدي السورة‬

‫الح ُجرات‪ ،‬التي‬ ‫الح ُجرات م َد ّنية‪ ،‬وآياتها ثماني عشرة‪ ،‬وس ِّّمّيت بهذا االسم؛ َّ‬
‫ألنها تُ ّبين ُح ْرَمة ُ‬ ‫سورة ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫فسرين سورة "األخالق واآلداب" ِّلما فيها من‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫الم ّ‬
‫وس َّماها بعض ُ‬ ‫سك ُنها نساء النبي (ص)‪َ ،‬‬ ‫كانت تَ ُ‬
‫حديث عن جانب من اآلداب واألخالق‪ ،‬اّلتي ينبغي أن َيتَحّلى بها المؤمن تجاه هللا ورسوله‪ ،‬وفي‬ ‫ٍ‬

‫تعامله مع إخوانه من المؤمنين‪.‬‬

‫محاور السورة‪:‬‬

‫‪ .1‬بيان آداب تعامل المؤمنين مع هللا ورسوله‪.‬‬

‫همة ِّلبناء المجتمع الفاضل‪.‬‬


‫‪ .2‬تقرير دعائم ُم ّ‬
‫‪ .3‬التفريق بين اإليمان واإلسالم‪.‬‬

‫اإلسالمية من القتال بين المؤمنين‪.‬‬


‫ّ‬ ‫األمة‬
‫‪ .4‬موقف ّ‬

‫‪ .5‬تحديد أساس التَّ ُ‬


‫فاضل بين الناس‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الداللة‪:‬‬
‫المعجم و ّ‬

‫ال تجهروا‪ :‬ال ترفعوا أصواتكم‪.‬‬

‫غضون‪َ :‬يخفضون‬
‫ي ّ‬

‫ُح ُجرات‪َ :‬ج ْم ُع ُح ْج َرة وهي‪ :‬ما ُي ْح َج ُر عليه من األرض بحاجز ونحوه‪ .‬والمقصود بيوت نساء النبي‬
‫ّ‬
‫عليه السالم‬

‫الصعوبة‪.‬‬ ‫َّ‬
‫العَن ْت‪ ،‬وهو المشقة و ّ‬
‫لعنتـّ ْـم‪ :‬وقعتم في َ‬
‫َ‬
‫الراشدون‪ :‬جمع راشد‪ ،‬وهو المهتدي إلى محاسن األمور‪.‬‬

‫اعتََدت َوظَل َم ْت‪.‬‬


‫َب َغ ْت‪ْ :‬‬

‫تَفيء‪ :‬تَ ْرِّجع‬

‫أقسطوا‪ :‬اعدلوا‬

‫السخرية‪ :‬االستهزاء واالحتقار‪.‬‬

‫تعيبوا‬ ‫ِّ‬
‫تلم ُزوا‪ُ :‬‬
‫عايروا باأللقاب‪.‬‬
‫ناب ُزوا باألْلَقاب‪ :‬ال تتنادوا‪ ،‬أو تَتَ ُ‬
‫ال تَ َ‬
‫الناس ومعايبهم بالبحث عنها‪.‬‬
‫عورات ّ‬ ‫َّ‬
‫جسس‪ :‬تَتَبع ْ‬
‫تجسـسوا‪ :‬الت ّ‬
‫ّ‬
‫َي ْغتَب‪ :‬يذكر اآلخرين بما يكرهونه‪.‬‬

‫كم‬ ‫ِّ‬ ‫ال َيِّل ُ‬


‫ص ْ‬‫تك ْم‪ :‬ال ُي ْنق ُ‬
‫تابوا‪ :‬لم يشكوا‪.‬‬
‫لم ير ُ‬

‫‪5‬‬
‫النص القرآني‬ ‫شرح َّ‬
‫َُّ‬
‫ْي يَ َدي اَلل َو َر ُسول"‬ ‫‪" .1‬يَا َأ ُُّي َها َُّاَل َ‬
‫ين آ ََم ُنوا ََل ُت َق ُّد ُموا بَ ن َ‬

‫بدأت السورة الكريمة بمخاطبة المؤمنين‪ ،‬وذلك لترسيخ أدب من آداب التّعامل مع هللا َّ‬
‫_عز‬ ‫ّ‬
‫أي ٍ‬ ‫وجل_ ورسوله عليه السالم‪ ،‬وهو عدم المسارعة إلى ِّ‬
‫أمر من األمور‪ ،‬أو‬ ‫الب ّت في ِّّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ض َرة رسول هللا (ص)‪ .‬والتَّقديم بين َي َدي الرسول (ص)‬
‫إصدار حكم‪ ،‬أو إبداء رأي في َح ْ‬
‫وجل_‪.‬‬ ‫بهذا المعنى‪ ،‬هو تقديم بين يدي هللا َّ‬
‫_عز َّ‬

‫وجل_‪،‬‬ ‫مخالفا لمنهج هللا َّ‬


‫_عز َّ‬ ‫ا‬ ‫منهجا‬
‫ا‬ ‫احا‪ ،‬أو‬ ‫فيجب على المؤمن ّأال ُيَق ِّّدم ا‬
‫بديال‪ ،‬أو اقتر ا‬
‫غير‬
‫اقعي أو ُ‬
‫صُل ُح‪ ،‬أو ّأنه و ٌّ‬ ‫َن ال يتناول منهج هللا بالمناقشة من حيث َّأنه َي ْ‬
‫صُل ُح أو ال َي ْ‬ ‫وأ ْ‬
‫وجل_‪ .‬فاإلنسان ينظر إلى األمور _في‬ ‫واقعي‪ ،‬أو أن يقيس خبراته وعلمه بعلم هللا َّ‬
‫_عز َّ‬ ‫ّ‬
‫ِّ‬
‫تقدموا بين يدي هللا ما‬
‫ط بأحوال العباد ومصالحهم‪ .‬فال ّ‬
‫األغلب_ من زاويته‪ ،‬وهللا محي ٌ‬
‫ُيخالف منهجه‪.‬‬

‫عليم‬ ‫الكم‪،‬‬
‫و‬ ‫ألق‬ ‫سميع‬ ‫هللا‬ ‫إن‬ ‫به‪،‬‬ ‫أمركم‬ ‫فيما‬ ‫هللا‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ق‬ ‫يع َعل ٌ‬
‫يم"‪ :‬أي واتَّ‬ ‫اَلل إ َُّن َُّ َ‬
‫اَلل َسم ٌ‬ ‫‪َ " -‬و َُّات ُقوا َُّ َ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫بني ِّ‬
‫َّات ُكم‪.‬‬
‫َ َ ُُّ َ َُّ َ َ ُ َ َ ن َ ُ َ ن َ َ ُ‬
‫ك نم فَ نو َق َص نوت الَُّ ُّ‬
‫ب"‪.‬‬ ‫‪ " .2‬يا أيها اَلين آ َمنوا َل ترفعوا أصوات‬

‫ض المؤمنين‬‫ثان من آداب التَّعامل مع الرسول (ص)‪ ،‬وهو وجوب َخْف ِّ‬ ‫أدب ٍ‬ ‫في اآلية ٌ‬
‫أصواتهم‪ ،‬عندما ُيكِّّلمون نبي هللا‪ ،‬وعدم رفعها إلى درجة تكون أعلى من صوته‪.‬‬
‫ّ‬
‫حد الجهر وهو رفع الصوت‪ ،‬وذلك‬
‫ُ‬
‫ك نم ِلَ نعض" أي وال تبلغوا َّ‬ ‫ن‬ ‫‪َ " -‬و ََل ََتن َه ُروا َ ُل بالن َق نول َك َ‬
‫ج نهر َبعض‬

‫الصوت‬ ‫عند مخاطبته ‪ -‬صلى هللا عليه وسّلم‪ ،-‬واجعلوا صوت حديثكم دون أو َّ‬
‫أقل من ّ‬
‫تعظيما ِّلَق ْد ِّره‪ ،‬وال تخاطبوه‬
‫ا‬ ‫الذي تخاطبون به غيره من ّ‬
‫الناس عند مخاطبتكم له (ص)‪ .‬وذلك‬
‫محمد‪ ،‬ولكن قولوا‪ :‬يا َنِّب َّي هللا‪ ،‬ويا رسول هللا‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫بعضا فتقولوا‪ :‬يا ّ‬
‫بعضكم ا‬
‫باسمه كما ُيخاطب ُ‬
‫إجالال له‪.‬‬
‫الرفيع‪ ،‬و ا‬
‫وذلك مراعاة لمقامه ّ‬

‫‪6‬‬
‫البالغة‬
‫ُ ن َن‬ ‫َ َنَ ُ َُ نَ ن َ َ ن َ ن‬
‫ألن‬
‫ّ‬ ‫ل؛‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫س‬‫ر‬
‫ُْ َ ُ ْ َ‬ ‫م‬ ‫تشبيه‬ ‫"‪،‬‬ ‫ض‬‫ع‬ ‫ِل‬ ‫م‬‫ك‬ ‫ض‬ ‫ع‬ ‫في قوله تعالى‪َ " :‬وَل َتهروا ل بالقول كجهر ب‬
‫األداة مذكورة‪ ،‬ووجه َّ‬
‫الشبه محذوف‪.‬‬

‫َ‬ ‫ن َن َ ن ُ ُ َن َ َن‬
‫‪" -‬أن َت َب َط أع َمالك نم َوأن ُت نم َل تش ُع ُرون"‪ :‬أي خشية أن تذهب أجور أعمالكم‪ ،‬وأنتم ال تشعرون‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫فقد يغضب النبي (ص) من رْف ِّع َّ ِّ‬
‫عمل‬ ‫ضِّبه‪َ ،‬ف ْ‬
‫يحبط ُ‬ ‫ض ُب هللا تعالى ل َغ َ‬
‫الصوت عنده‪َ ،‬فَي ْغ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ ّ‬
‫ضَب ُه‪ ،‬وهو ال يدري‪.‬‬
‫أغ َ‬
‫من ْ‬

‫التّقويم الذاتي رقم (‪)1‬‬


‫ّ‬
‫عما يأتي‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫بعد دراستك لشرح اآليتين األولى والثانية‪ ،‬أجب ّ‬
‫‪ .1‬ما معنى‪:‬‬
‫ج‪ .‬تجهروا‪:‬‬ ‫ب‪َ .‬ي ُغضون‪:‬‬ ‫أ‪ .‬تَ ْحبط‪:‬‬
‫َُّ‬ ‫‪ .2‬ما المقصود بقوله تعالى‪ََ " :‬ل ُت َق ُّد ُموا بَ ن َ‬
‫ْي يَ َدي اَلل َو َر ُسول"؟‬

‫َُّ ُ َ َ َُّ َ ن َ َ َ َُّ ُ ُ ُ َ ُ ن َُّ ن‬ ‫ن‬ ‫َُّ َُّ َ ُ ُُّ َ َ ن َ‬


‫لتق َوى"‬ ‫ين َيغضون أص َوات ُه نم عن َد َر ُسول اَلل أولئك اَلين امتحن اَلل قلوبهم ل‬ ‫‪" .3‬إن اَل‬

‫إن الذين يخفضون أصواتهم في حضرة الرسول (ص)‪ ،‬أولئك الذين أخلص هللا قلوبهم‬
‫أي ّ‬
‫يل أي أخلصها للتّقوى وجعلها ا‬
‫أهال‬ ‫للتَّقوى‪ّ ،‬‬
‫ومرنها عليها‪ ،‬وجعلها صفة راسخة فيها‪َ .‬وِّق َ‬
‫ومحال‪.‬‬
‫ا‬

‫جنات َّ‬
‫يم" ‪ :‬أي لهم في اآلخرة صْف ٌح عن ذنوبهم‪ ،‬وثوابهم َّ‬ ‫َُ ن َ ن ٌَ ََ ن‬
‫ج ٌر َعظ ٌ‬
‫النعيم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪" -‬لهم مغفرة وأ‬

‫‪7‬‬
‫نُ ُ َ َ ن َ ُ ُ َ ن ُ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫‪" .4‬إن َُّاَل َ‬
‫َثه نم َل َيعقلون"‬ ‫ين ُي َنادونك م نن َو َراء احلجرات أك‬

‫طاهرات‪ ،‬أكثرهم ال يعقلون فيما فعلوه؛‬


‫الح ُجرات‪ ،‬وهي بيوت نسائه ال ّ‬
‫أي‪ :‬يدعونك من وراء ُ‬
‫النبي (ص) ومنزلته‪ ،‬وما يناسبه من التّعظيم‪.‬‬ ‫ألن العقل يقتضي مراعاة مقام‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬

‫النبي (ص) وقت الظهيرة وهو في بيته‬ ‫أن اآلية السابقة نزلت في قوم َق ِّد ُموا إلى‬ ‫ِّ‬
‫وُذك َر ّ‬
‫ّ ّ‬
‫ٍ‬
‫ألنهم لم َيعرفوا في ِّّ‬
‫أي ُح ْج َرة هو‪ .‬ونادوه‬ ‫فنادوه‪ ،‬وكان كل واحد منهم ينادي خلف ُح ْج َرة؛ ّ‬
‫اخ ُرْج إلينا‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫بغْل َ ٍ‬
‫اب ِّ‬
‫مناداة األعر ِّ‬
‫حمد‪ْ ،‬‬
‫حمد‪ .‬يا ُم ّ‬
‫ظة َو َجفاء قائلين‪ :‬يا ُم ّ‬ ‫َ‬
‫َ َ َُّ ُ ن َ َ ُ َ َُّ َ ن َ َ ن َ َ َ َ ن ً َ ُ ن‬
‫‪َ " .5‬ول نو أنهم صَبوا حَت َت ُرج إَلنهم لَكن خْيا لهم"‬

‫خير لهم وأفضل‪.‬‬ ‫ولو َّ‬


‫أن هؤالء المنادين انتظروا وتَ َم ّهُلوا حتى تخرج إليهم لكان ذلك اا‬
‫اَلل َغ ُف ٌ‬
‫ور َرح ٌ‬
‫يم " أي‪ِّ :‬لمن تاب منهم ِّ‬
‫ولعباده‪.‬‬ ‫‪َ " -‬و َُّ ُ‬
‫َ‬
‫َ َ ُُّ َ َُّ َ َ ُ ن َ َ ُ ن َ ٌ َ َ َ َ َ َُّ ُ ن ُ ُ َ ن ً َ َ َ َ ُ ن ُ َ َ‬
‫لَع َما َف َعلن ُتمن‬ ‫َ‬
‫‪ " .6‬يا أيها اَلين آ َمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما ِبهالة فتصبحوا‬
‫نَادم َ‬
‫ْي"‬

‫صحته‪ ،‬وتبيَّنوا صدقه‬ ‫أحد _غير موثوق بصدقه وعدالته_ ٍ‬


‫بخبر فتثبَّتوا من ّ‬ ‫أي إذا أتاكم ٌ‬
‫السوء واألذى بمن يتعّلق فيهم‪ ،‬فتصيروا‬ ‫من كذبه؛ خشية أن يكون الخبر ا‬
‫كاذبا‪ ،‬ويلحق ّ‬
‫نادمين على ما فعلتم من الخطأ بالقوم‪.‬‬

‫ويْفهم من اآلية عدم المسارعة إلى تصديق َّ‬


‫الشائعات‪ ،‬وضرورة التَّثَبت من األخبار قبل‬ ‫ُ‬ ‫ُ َُ‬
‫السابق تهذيب‬
‫الربَّاني َّ‬
‫أدب من آداب التّعامل مع اآلخرين وفي األمر َّ‬
‫تداولها‪ .‬وهذا ٌ‬
‫لألخالق‪.‬‬
‫نَن َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ن َ ُ َ َُّ َ ن ُ ُ ُ‬ ‫ن َ َ َُّ‬
‫يعك نم ِف كثْي م َن اْلمر ل َعن ُُّت نم"‪.‬‬ ‫‪َ " .7‬واعل ُموا أن فيكم رسول اَلل لو يط‬

‫الرسول المعصوم من ِّاتّباع الهوى‪ ،‬فع ِّّ‬


‫ظموه‪ ،‬ووِّّقروه‪،‬‬ ‫أي اعلموا _أيها المؤمنون_ َّ‬
‫أن بينكم َّ‬
‫فإنه أعلم بصالحكم‪ ،‬وأشفق عليكم منكم‪ ،‬ورأيه فيكم أفضل من‬ ‫َّ‬
‫وتأدبوا معه‪ ،‬وانقادوا ألمره؛ ّ‬
‫ألدى ذلك إلى معاناتكم وإلى الحرج‪.‬‬
‫رأيكم ألنفسكم‪ ،‬ولو أطاعكم في جميع ما تختارونه ّ‬

‫‪8‬‬
‫كن‬‫ُ‬ ‫َ َ َُّ َُّ َ َ َُّ َ َ ن ُ ُ ن َ َ َ َ َُّ َ ُ ُ ُ‬
‫وحسنه‬
‫َّب اإليمان إلى نفوسكم‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫حب‬ ‫أي‬ ‫"‪.‬‬ ‫م‬ ‫وب‬ ‫‪" -‬ولكن اَلل حبب إَلكم اْليمان وزينه ِف قل‬

‫في قلوبكم‪ ،‬حتى أصبح أغلى عندكم من ُك ِّّل شيء‪.‬‬

‫َّ‬ ‫َ َ َُّ َ َ ن ُ ُ ن ُ ن َ َ ن ُ ُ َ َ ن ن َ َ‬
‫ض إليكم الكفر‪ ،‬والفسوق أي الذنوب‬‫َ‬ ‫وبغ‬ ‫أي‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫"‬ ‫ان‬ ‫‪" -‬وكره إَلكم الكفر والفسوق والعصي‬
‫ِّ‬
‫النعمة‪.‬‬
‫الكبار‪ ،‬والعصيان والمقصود جميع المعاصي‪ ،‬وهذا تدريج لكمال ّ‬

‫البالغة‪:‬‬
‫"كرَه إليكم الكفر‪"...‬‬
‫في هذه اآلية ُمَق َابَلة بين "حبَّب إليكم اإليمان‪ ، "...‬وبين َّ‬
‫المَق َابَلة (نوع من أنواع البديع) وهي‪ :‬أن ُيؤتَى بمعنيين أو أكثر‪ ،‬ثُ َّم ُيؤتَى بما يقابل ذلك‬
‫ُ‬
‫على التّرتيب‪.‬‬
‫مادحا أصحابه من األنصار‪:‬‬ ‫ا‬ ‫مثال‪ :‬قال رسول هللا (ص)‬
‫الف َزع‪( :‬أي تَ ْكثُرون ِّع ْن َد الح ِّ‬
‫روب و َّ‬
‫الشدائد)‬ ‫َّإن ُكم َلتَ ْكثُرون ِّع ْن َد َ‬
‫ُ‬
‫وتَِّقلون عند َّ‬
‫الط َمع‪( :‬أي تَِّقلون عند توزيع الغنائم والعطايا )‬ ‫َ‬
‫الط َمع هو ضد (عكس) قوله‪َ :‬لتَ ْكثُرون ِّع ْن َد َ‬
‫الف َزع‪.‬‬ ‫بي (ص)‪ :‬تَِّقلون عند َّ‬
‫ِّّ‬
‫فمعنى قول َّ‬
‫الن‬
‫السابقتين‪:‬‬
‫قابل في معاني الكلمات داخل الجملتين َّ‬ ‫والحظ التَّ ُ‬
‫فالكلمة األولى في الجملة األولى (تَِّقلون) يقابلها الكلمة األولى في الجملة الثّانية (تَ ْكثُرون)‬
‫(الف َزع)‪.‬‬
‫(الط َمع) يقابلها الكلمة الثّالثة في الجملة الثّانية َ‬ ‫والكلمة الثّالثة في الجملة األولى َّ‬

‫ان‪ "..‬و " َك َّرَه ِّإَل ْي ُك ُم اْل ُكْف َر‪."..‬‬


‫يم َ‬ ‫ِّ‬ ‫وهكذا األمر في قوله تعالى في اآلية الكريمة‪ " :‬حب ِّ‬
‫َّب إَل ْي ُك ُم ْاإل َ‬
‫َ َ‬

‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ َ َ ُ ُ َُّ ُ َ‬


‫زموا‬
‫َ ُ‬‫الت‬ ‫الذين‬ ‫أو‬ ‫ن‬‫هتدو‬ ‫الم‬
‫ُ‬ ‫هم‬ ‫الجليلة‬ ‫عوت‬ ‫الن‬
‫ّ‬ ‫بهذه‬ ‫ن‬‫صفو‬‫ت‬ ‫الم‬
‫َ ُ‬ ‫ك‬‫ئ‬ ‫ل‬
‫َ‬‫ُو‬
‫أ‬ ‫أي‬ ‫‪،‬‬‫"‬ ‫ون‬ ‫‪" -‬أولئك هم الراشد‬

‫داية َوَلم َي ْبتَ ِّع ُدوا عنه‪.‬‬


‫اله َ‬ ‫طريق ِّ‬
‫َ َ‬
‫ن ً‬ ‫َُّ‬ ‫َ ن ً‬
‫‪ " .8‬فضًل م َن اَلل َونع َمة"‪.‬‬

‫ض ٌل من هللا‪ ،‬ونعمة من عنده‬ ‫ان َوَزيََّن ُه ِّفي ُقُل ِّ‬


‫وب ُك ْم)‪ ،‬هو َف ْ‬ ‫يم َ‬ ‫ِّ‬ ‫أي هذا العطاء (حب ِّ‬
‫َّب إَل ْي ُك ُم ْاإل َ‬
‫َ َ‬
‫أنعم بها عليكم‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫حكيم في أقواله‪ ،‬وأفعاله‪،‬‬ ‫ها‪،‬‬ ‫ق‬‫ح‬‫الهداية ممن ال يستَ ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ق‬‫ح‬‫يم"‪ :‬أي عليم بمن يستَ ِّ‬ ‫‪َ " -‬و َُّ ُ‬
‫اَلل َعل ٌ‬
‫يم َحك ٌ‬
‫ٌ‬ ‫َْ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ٌ َ َْ‬
‫وصنعه‪ ،‬وتَدبيره‪.‬‬
‫وشرعه‪ُ ،‬‬
‫َ نُ ن َ نََ ُ ََ ن ُ َن‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫‪ِ" .9‬إَون َطائف َتان من المؤمنْي اقتتلوا فأصلحوا بينهما"‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫أي إذا حدث َّ‬


‫أن فئتين أو جماعتين من إخوانكم المؤمنين جنحوا إلى القتال فاسعوا‬
‫جهدكم لإلصالح بينهما‪ ،‬وإيقافهما عن القتال‪.‬‬

‫أصِّل ُحوا)‬ ‫ِّ‬


‫البالغة‪ :‬طباق إيجاب بين (ا ْقــتَــت ـُلوا‪َ /‬ف ْ‬
‫ِّ‬
‫وضده في الكالم‪ ،‬وهو نوعان‪:‬‬ ‫الج ْم ُع بين الشيء‬ ‫تعريف ال ِّّ‬
‫ّ‬ ‫طباق‪ :‬هو َ‬
‫أ‪ .‬طباق إيجاب‪ :‬أمثلة‪ :‬أبيض _ أسود‬
‫يضحك_ يبكي‬ ‫طويل _ قصير‪،‬‬

‫ب‪ِّ .‬طباق َّ‬


‫السلب‪ :‬أمثلة‪:‬‬
‫السلب تشترك الكلمتان في المادة أو الجذر)‬
‫(الحظ في طباق َّ‬ ‫{‬ ‫نكر _ ال ن ِّ‬
‫نكر‬ ‫ن ِّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َن ْد ُرس _ ال َن ْد ُرس {‬
‫َعَل ُم‪.‬‬ ‫{‬
‫َعَل ُم _ ال أ ْ‬
‫أْ‬
‫أما المقابلة فتكون على مستوى ُ‬
‫الج َمل‪.‬‬ ‫طباق يكون بين المفردات‪ّ ،‬‬ ‫انتبه‪ :‬ال ِّّ‬

‫َ َُّ َ َ َ َ ن َُّ‬ ‫ن‬ ‫َ ن َ َ ن ن َ ُ َ َ َ ن ُ ن َ َ َ ُ َُّ َ‬


‫‪" -‬فإن بغت إحداهما لَع اْلخرى فقاتلوا الَت تبِغ حَت تِفء إَل أمر اَلل"‪ :‬أي فإن اعتدت‬

‫لح‪ ،‬فقاتلوا الفئة الباغية حتى ترجع إلى ُحكم‬


‫ظَل َم ْتها‪ ،‬ولم تقبل الص َ‬
‫إحداهما على األخرى‪ ،‬و َ‬
‫للحق وتطيعه‪.‬‬ ‫ِّّ‬ ‫هللا وشرعه‪ ،‬وتسمع‬

‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ن َ َ ن ََ ن ُ َنَُ َ نَ ن ََن‬


‫الم ْعتَدَية َع ْن عدوانها‪،‬‬
‫فإن َرَج َعت الطائفة ُ‬‫‪" -‬فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا"‪ :‬أي ْ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫ومنهجا في جميع‬‫ا‬ ‫بالعدل‪َ ،‬واتَّخذوا َ‬
‫الع ْد َل لكم طرياقا‬ ‫َوَكفت عن القتال‪ ،‬فأصل ُحوا َب ْيَنهما َ‬
‫أموركم‪.‬‬

‫ظِّلمون في أَح َك ِّ‬


‫امهم‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ذين‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫العادلين‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫ب ال ن ُم نقسط َ‬
‫ْي"‪ :‬أي ي ِّ‬ ‫اَلل ُُي ُُّ‬
‫‪" -‬إ َُّن َُّ َ‬
‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬

‫‪10‬‬
‫َُّ ن ن َ ن‬
‫‪ " .10‬إن َما ال ُمؤم ُنون إخ َوةٌ "‬

‫ِّ‬
‫أن تَكون َب َينهم َعداوة وال َشحناء‪،‬‬ ‫أي تَ ْج َم ُعهم رِّابطة اإليمان‪ ،‬وهم إخوةٌ في ّ‬
‫الدين‪َ .‬فال َي ْنَبغي ْ‬
‫باغض‪ ،‬وال تََق ُاتل‪.‬‬
‫وال تَ ُ‬

‫البالغة‪ :‬التَّشبيه البليغ في قوله تعالى‪ِّ" :‬إَّن َما اْل ُم ْؤ ِّم ُنو َن ِّإ ْخ َوةٌ"‪ ،‬فأصل الكالم المؤمنون‬

‫الشبه وأداة التَّشبيه فأصبح ا‬


‫بليغا‪.‬‬ ‫ناصر‪ .‬وحذف وجه ّ‬ ‫َّ‬
‫كاإلخوة في وجوب التّراحم والت ُ‬

‫ََ ن ُ َنَ َ َ َن ُ‬
‫ك نم"‪ ،‬يعني َِّ‬
‫المْقتَ ِّـتـَلتين‪.‬‬
‫ُ‬ ‫تين‬ ‫ئ‬ ‫الف‬ ‫‪" -‬فأصلحوا بْي أخوي‬

‫‪َ " -‬و َُّات ُقوا َُّ َ‬


‫اَلل" في اإلصالح‪ ،‬وفي جميع األمور‪.‬‬
‫َ َ َُّ ُ ن ُ ن َ ُ َ‬
‫َحون"‪َ ،‬ل َعَّل ُك ْم تنالون رحمته ورضوانه‪.‬‬ ‫‪" -‬لعلكم تر‬

‫ُيْف َهم من اآليتين التاسعة والعاشرة باإلضافة إلى ما سبق‪:‬‬

‫اإلصالح بين َّ‬


‫الناس أو إصالح ذات البين من أعظم األعمال عند هللا‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أحيانا يقتتلون‪.‬‬
‫ا‬ ‫َّ‬
‫أن المؤمنين‬ ‫‪.2‬‬

‫الناس إخوة إذا اتفقوا في أصول اإليمان‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫‪.3‬‬


‫َ‬ ‫ْيا منن ُه نم َو ََل ن َس ٌ‬ ‫َ َ ُُّ َ َُّ َ َ ُ َ َ ن َ ن َ ن ٌ ن َ ن َ َ َ ن َ ُ‬
‫كونُوا َخ ن ً‬
‫اء م نن ن َساء ع ََس‬ ‫‪" .11‬يا أيها اَلين آ َمنوا َل يسخر قوم من قوم عَس أن ي‬
‫َ ن َ ُ َُّ َ ن ً ن‬
‫ْيا من ُه َُّن"‪.‬‬ ‫أن يكن خ‬

‫َي ْنهى هللا تعالى عن السخرية من َّ‬


‫ور‬ ‫ألنه َق ْد َيكون َ‬
‫الم ْس ُخ ُ‬ ‫الناس‪ ،‬أو احتقارهم واالستهزاء بهم؛ ّ‬
‫الم ْحتَِّق ِّر له‪ .‬وقد بدأت‬
‫الساخر منه ُ‬
‫َح َّب إليه من َّ‬ ‫ِّمنه أَ ْع َ‬
‫ظ ُم َق ْد اار ومنزلة عند هللا تعالى‪َ ،‬وأ َ‬
‫بعضهن من بعض‪.‬‬ ‫النساء َعن ُسخرية‬‫ِّ‬ ‫السابقة بنهي ِّّ‬
‫ّ‬ ‫الرجال‪ ،‬وتَاله َن ْه ُي ّ‬ ‫اآلية َّ‬

‫ابتعد‬
‫وجل_ َف َد ِّع السخرية و ْ‬ ‫انتبه‪ :‬قد يكون الذي تسخر منه أفضل منك عند هللا َّ‬
‫_عز َّ‬
‫مجتمع ٍ‬
‫خال من األمراض االجتماعيَّة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫الخُلق السيء‪ ،‬وأسهم في بناء‬
‫عن هذا ُ‬

‫‪11‬‬
‫الهم ُاز َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫كن‬‫ََ َن ُ َنُ َ ُ‬
‫الل َّماز من‬ ‫َّ‬ ‫و‬ ‫ا‪،‬‬‫ض‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ض‬‫ع‬ ‫ب‬
‫َ ْ َْ ُ ُ َْ ا‬‫ب‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫أو‬ ‫ا‪،‬‬
‫و‬ ‫عاب‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫ُ ُ َُ ُ‬‫ا‬
‫و‬ ‫يب‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫أي‬ ‫"‬ ‫م‬ ‫‪" -‬وَل تلمزوا أنفس‬
‫ُ‬ ‫ٌ ُ ُّ ُ‬
‫ذموم ملعو ٌن كما قال تعالى‪" :‬ويل لك ه َم َزة ل َم َزة"‪ .‬وعبر الحق فقال (أنفسكم) وكأن‬ ‫الناس َم ٌ‬‫َّ‬

‫اإلنسان حين يعيب غيره يعيب نفسه ألنه يفتح أعينهم على عيوبه‪ ،‬ويطلق ألسنتهم فيها‪،‬‬
‫فمن يعب غيره يعب نفسه‪.‬‬

‫ضا باأللقاب التي َيسوء َّ‬ ‫نَنَ‬ ‫‪َ " -‬و ََل َت َنابَ ُ‬
‫الشخص‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ض‬
‫َْ ُ ُ َْ ا‬‫ع‬ ‫ب‬ ‫نادي‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫أو‬ ‫ر‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ذ‬
‫ْ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫أي‬ ‫"‬ ‫اب‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫اْل‬ ‫ب‬ ‫وا‬ ‫ز‬

‫سماعها‪ .‬ومنه‪ :‬يا فاسق‪ ،‬يا كافر‪ .... ،‬الخ‬

‫الرسول (ص) إلى المدينة‪،‬‬ ‫ألنه ِّعندما َق ِّدم َّ‬


‫السابقة نزلت في بني سَلمة‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫أن اآلية ّ‬
‫ِّ‬
‫َوُذك َر ّ‬
‫احدا ِّم ْنهم باسم ِّم ْن ِّتْل َك األسماء‪،‬‬
‫النبي (ص) و ا‬ ‫كان للرجل اسمان أو ثالثة‪ ،‬فكان إذا دعا َّ‬
‫يغضب من هذا!‬‫ُ‬ ‫رسول هللا‪َّ ،‬إنه‬
‫َ‬ ‫َقاُلوا‪ :‬يا‬

‫ؤمنا‪.‬‬ ‫م‬ ‫ار‬‫ص‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫ا‬ ‫ق‬ ‫فاس‬ ‫اإلنسان‬ ‫ى‬‫سم‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫س‬ ‫ئ‬ ‫ِّ‬
‫ب‬ ‫أي‬ ‫"‬ ‫ان‬ ‫وق َب نع َد ناْل َ‬
‫يم‬
‫ن ُ نُ ُ ُ‬ ‫ن‬
‫‪" -‬بئ َس اَلسم الفس‬
‫َ َ ُ ا‬ ‫ا‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬

‫نابز باأللقاب ِّفسق‪.‬‬ ‫أن التَّ ُ‬


‫وفي اآلية داللة على َّ‬
‫َ َ ن َ ن َ ُ ن َ ُ َ َ ُ ُ َُّ ُ َ‬
‫إعابِّتهم‪،‬‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ين‪،‬‬
‫ر‬ ‫باآلخ‬ ‫اء‬
‫ز‬ ‫االسته‬ ‫عن‬ ‫ب‬ ‫ت‬‫ي‬
‫َُ‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ن‬‫م‬ ‫و‬
‫ََ‬ ‫أي‬ ‫"‬ ‫ون‬ ‫‪" -‬ومن لم يتب فأولئك هم الظالم‬

‫للعذاب‪.‬‬ ‫عرضون ُ‬ ‫ومناد ِّاتهم باأللقاب َفهو من َّ‬


‫الظالمين َّالذين ُي ِّّ‬
‫أنف َس ُهم َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ َ‬
‫َُّ ن َ َُّ ن‬ ‫َُّ‬ ‫َ ُُّ َ َُّ َ َ ُ ن‬
‫اج َتن ُبوا َكث ً‬
‫ْيا م َن الظ ُّن إن َبعض الظ ُّن إث ٌم"‪.‬‬ ‫‪" .12‬يا أيها اَلين آ َمنوا‬

‫طر‬ ‫الظن هو الخاطر َي ْخ ُ‬ ‫الظن‪ .‬و َّ‬


‫كثير من َّ‬ ‫عز َو َج َّل – ِّعباده المؤمنين عن ٍ‬ ‫َينهى هللا – َّ‬
‫ظ َّن َّ‬ ‫الح َس ِّن – مثال – أ ْن تَ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫ير‪،‬‬
‫بالناس َخ اا‬ ‫بالبال‪َ ،‬وَق ْد يكون َح َسانا أَو َسّيائا‪ ،‬ومن الظن َ‬
‫للناس في غير محِّّله‪ .‬وهو‬ ‫خون َّ‬ ‫َّ‬ ‫والمقصود في اآلية هو َّ‬
‫الظن َّ ِّ‬
‫السّيىء وهو التهمة‪َ ،‬والت ّ‬
‫اإلنسان‬
‫ُ‬ ‫وجل_ بالكثير ِّلَي ْحتاط‬‫عز ّ‬ ‫عضه يوجب العقوبة لصاحبه‪ ،‬وعَّبر _ ّ‬ ‫الم ْنهي عنه؛ أل َّن َب َ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫ويتحقق‪.‬‬ ‫يتأمل‬ ‫في ُك ِّّل ٍّ‬
‫ظن‪َ ،‬وال يسارع فيه‪ ،‬بل َّ‬
‫ٍ‬ ‫ظَّن َن‬
‫ض َي هللا عنه – َّأنه قال‪َ " :‬وال تَ ُ‬ ‫َّ‬
‫الخطاب – ر ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫بكلمة‬ ‫َ‬ ‫المؤمنين ُعمر بن‬ ‫َوُرو َي َع ْن أمير ُ‬
‫أخيك المؤمن إ َّال َخ اا‬
‫ير‪َ ،‬وأَ ْن َت تَ ِّج ُد لها في الخير محمال"‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َخ َرَج ْت ِّمن‬

‫الظن‪ ،‬وابتعد عن الشبهات‪َّ ،‬التي يمكن أن تجلب َّ‬


‫الظن الخطأ‪ .‬فأنت بذلك تحمي‬ ‫ابتعد عن َّ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ين ِّم َن اإل ِّ‬
‫ثم‪.‬‬ ‫نفسك من الظلم‪َ ،‬وتَ ْحمي اآلخر َ‬

‫‪12‬‬
‫بالبحث عنها‪ .‬فعلى سبيل المثال إذا‬ ‫هم‬ ‫معايب‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫اس‬ ‫َّ‬
‫الن‬ ‫ات‬
‫ر‬ ‫و‬ ‫ع‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫بع‬‫َّ‬
‫ت‬ ‫ت‬ ‫ال‬
‫و‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫"‬ ‫وا‬ ‫‪َ " -‬و ََل ََتَ َُّس ُ‬
‫س‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬
‫فقد يهون على بعضهم‬ ‫أمرهُ بين َّ‬
‫الناس ْ‬ ‫استَتَر ٌ ِّ ِّ‬
‫عصية‪َ ،‬فال تتبعه‪ ،‬وتكشف َ‬ ‫الم َ‬‫أحد لَي ْرتَك َب َ‬ ‫ْ َ‬
‫فعل المعصية عندما يعرفون أ َّن غيرهم يرتكبها‪ ،‬فتشيع الفاحشة بين الناس‪ .‬وأ َّما في حال‬
‫مجاهرة العاصي بمعصيته فذاك موضوع آخر‪.‬‬

‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ََ َ نَ ن َن ُ ُ ن َن ً‬


‫كان فيه‬ ‫فإن َ‬ ‫غيره في َغيبته بشيء يكرهه‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫كم‬ ‫أحد‬
‫ُ‬ ‫ر‬ ‫يذك‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫أي‬ ‫‪،‬‬‫"‬‫ا‬ ‫ض‬ ‫‪" -‬وَل يغتب بعضكم بع‬

‫قوبة الغيبة‪ ،‬وإ ْن َل ْم َي ُك ْن فيه‬ ‫ِّ‬ ‫تكون َق ْد‬


‫غيره‪َ ،‬و َعليك ُع َ‬ ‫أن َي ْعرَف ُه َعنه ُ‬ ‫أظهرت َش ايئا ال ُيحب ْ‬ ‫َ‬
‫إثم ْي ِّهما‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫َف ْأن َت َج َم ْع َت بين الغيبة َوالكذب و َ‬
‫كر نه ُت ُموهُ‬‫َ نً َ َ‬ ‫َ ُ ُُّ َ َ ُ ُ ن َ ن َ ن ُ َ َ َ َ‬
‫تاب‬
‫َ ْ َْ ُ‬‫غ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫حال‬ ‫‪-‬‬ ‫وجل‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫عز‬ ‫_‬ ‫ه‬ ‫شب‬
‫َّ‬ ‫‪:‬‬ ‫"‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ي‬‫م‬ ‫يه‬ ‫خ‬ ‫‪" -‬أُيب أحدكم أن يأكل حلنم أ‬

‫فير عنها‪َ ،‬فأَ ْكل‬ ‫بيان ِّلُق ِّ‬


‫بح الغيبة‪َ ،‬وتَْن ٌ‬ ‫كل َل ْح َم الميت‪ ،‬وفي هذا التَّشبيه ٌ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫اآلخرين ب َحال َم ْن َيأ ُ‬
‫اإلنسان في َحَي ِّات ِّه َكأَ ْك ِّل‬
‫ِّ‬ ‫اغتياب‬
‫ُ‬ ‫البشرَّية َوتَكرُهه‪ .‬وإذا كان‬ ‫النفس َ‬ ‫مر ال تَقبُله َّ‬ ‫الميت أ ٌ‬‫حم َ‬ ‫َل ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫قوبتُها َشديدةٌ‪.‬‬ ‫َل ْحمه َب ْع َد َم ْوِّته‪َ ،‬وأنتم َك ِّرْهتُم أَ ْك َل َل ْح ِّم الميت‪ ،‬فاكرُهوا َغ َيبتَ ُه في َحياته؛ ُ‬
‫فع َ‬

‫البالغة ‪ :‬تشبيه تمثيلي‬

‫اَلل إ َُّن َُّ َ‬


‫اَلل تَ َُّو ٌ‬
‫اب َرح ٌ‬
‫يم" ‪ :‬أي احذروا عقابه بامتثال أوامره‪ ،‬واجتناب نواهيه‪َ .‬وُيْف َه ُم من‬ ‫‪َ " -‬و َُّات ُقوا َُّ َ‬

‫قوله تعالى دعوة َمن وقع في الغيبة إلى التَّوبة‪ ،‬والعودة إلى هللا‪ ،‬وطلب المغفرة؛ فهو التَّواب‬
‫الرحيم‪.‬‬
‫َ َ ُنَ‬ ‫َ ُُّ َ َُّ ُ َُّ َ َ ن ُ‬
‫اس إنا خلق َناك نم م نن ذكر َوأنث"‬ ‫‪" .13‬يا أيها ال‬

‫جل‪ -‬عن بعض األخالق المذمومة التي تَُف ِّّك ُك ُعرى المجتمع‪،‬‬‫عز و ّ‬ ‫بعد أن َن َهى هللا – ّ‬
‫الناس في أصل الخلق‪ ،‬فجميعهم لهم أب واحد و أم‬ ‫النص القرآني إلى تأكيد تساوي َّ‬ ‫َي ْنتَِّق ُل ّ‬
‫للناس َّ‬
‫كافة‪،‬‬ ‫موجه َّ‬ ‫واحدة‪ ،‬هما‪ :‬آدم وحواء‪ .‬وجاء الخطاب بـ "أيها َّ‬
‫الناس"‪ ،‬أل َّن المضمون َّ‬
‫َوَي ْعِّنيهم جميعهم‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫َ َ َ نَ ُ ن ُ ُ ً َ ََ َ َ َ َ ُ‬
‫َعم من القبائل التي مفردها‬
‫‪" -‬وجعلناكم شعوبا وقبائل ِلعارفوا"‪ :‬والشعوب‪ :‬جمع َش ْعب وهو أ َ‬
‫قبيلة‪ .‬والقبيلة فيها األفخاذ والفصائل وغير ذلك‪.‬‬

‫ٍ‬ ‫إن الحكم َة اّلتي من أ ِّ‬


‫شعوب َوقبائل هي أن َي ْع ِّرف ُ‬
‫بعض ُكم َن َس َب‬ ‫جلها َج َعَل ُكم على‬ ‫والمعنى‪َّ :‬‬
‫نافع‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الم َ‬ ‫بعض فال ينسبه إلى غير آبائه‪ ،‬كما ُيقال فالن بن فالن من قبيلة كذا‪َ ،‬ولتَتَبادُلوا َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫باآلباء واألجداد‪.‬‬ ‫فاخروا‬ ‫أج ِّل ْ‬
‫أن تَتَ ُ‬ ‫وليس م ْن ْ‬‫المصالح‪َ ،‬‬
‫َّ‬
‫َوتَتَحق َق َل ُكم َ‬
‫اك نم" أي‪َّ :‬إنما يتفاضل َّ‬ ‫َُّ َ ن َ َ ُ ن ن َ َُّ َ ن َ ُ‬
‫الناس بالتَّقوى ال باألحساب واألنساب‪،‬‬ ‫‪" -‬إن أكرمكم عند اَلل أتق‬

‫فمن أراد شرافا في الدنيا‪ ،‬ومنزلة في اآلخرة َفْلَيتَّ ِّق هللا كما قال (ص) ‪" :‬من َّ‬
‫سرهْ أن يكو َن‬
‫الناس َفْلَيتَّ ِّق هللا "‬ ‫أكرم َّ‬
‫ََ‬
‫طِّلع على ظواهرهم وبواطنهم‪ ،‬فيهدي من يشاء وي ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َُّ َُّ َ َ ٌ َ‬
‫ضل‬ ‫َُ‬ ‫َْ‬ ‫‪" -‬إن اَلل عليم خبْي" أي‪ :‬عليم بالعباد‪ُ ،‬م ٌ‬
‫الحكيم‬ ‫ض ُل َم ْن َيشاء على َم ْن َيشاء‪ ،‬وهو‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬ ‫َم ْن َيشاء‪َ ،‬وَي ْرَح ُم َم ْن َيشاء َوُي َع ّذ ُب َم ْن َيشاء‪َ ،‬وُيَف ّ‬
‫بير في ذلك ُكِّّله‪.‬‬ ‫الخ ُ‬
‫ليم َ‬ ‫الع ُ‬
‫َ‬
‫ُ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُن َ ُن‬ ‫‪" .14‬قَالَت ناْلَ نع َر ُ‬
‫اب آ ََم َُّنا قل ل نم تؤم ُنوا َولك نن قولوا أ نسل نم َنا"‪.‬‬

‫اب َّادعاءهم ألنفسهم َمقام اإليمان في بدايات دخولهم‬ ‫وجل_ على األعر ِّ‬
‫عز َّ‬ ‫ُي ْن ِّك ُر هللا _ َّ‬
‫فرق اآلي ُة الكريم ُة بين اإليمان واإلسالم‪.‬‬
‫اإليمان َبعد في قلوبهم‪َ .‬وتُ ِّّ‬
‫ُ‬ ‫اإلسالم‪َ ،‬وَلم َيتَ َم َّك ِّن‬
‫فاإليمان أخص من اإلسالم‪ ،‬وهو في مرتبة أعلى منه‪ ،‬ويعلوهما اإلحسان‪ .‬وقيل لهؤ ِّ‬
‫الء‬
‫َسَل ْمَنا‪ "...‬أي ُق ْل لهم يا محمد (ص)‪َّ :‬إنكم لم‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ديبا‪ُ " :‬ق ْل َل ْم تُ ْؤم ُنوا َوَلك ْن ُقوُلوا أ ْ‬
‫األعراب تأ ا‬
‫اطمئنان قلب‪ ،‬ولم يحصل لكم‪ ،‬و َّإال لما َمـَن ـ ْنـ ـتُ ـ ْم‬
‫ِّ‬ ‫ألن اإليمان تصديق‪ ،‬مع ثقة و‬ ‫تؤمنوا بعد‪َّ ،‬‬
‫الس ْبي‪.‬‬
‫الرسول باإلسالم وترك المقاتلة‪ ،‬ولكن قولوا استسلمنا خوف القتل و َّ‬ ‫على َّ‬

‫ٍ‬
‫جماعة من بني أسد‪َ ،‬ق ِّد ُموا المدينة في سنة قحط‪،‬‬ ‫وقال المفسرون‪ :‬نزلت اآلية السابقة في‬
‫ناك باألثقال والعيال‪ ،‬ولم نقاتلك‬ ‫وأظهروا الشهادتين‪ ،‬وكانوا يقولون لرسول هللا (ص)‪ :‬أَتَْي َ‬
‫الرسول (ص) ‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫الغنائ ِّم‪َ ،‬ويمنون على َّ‬ ‫كما قاتلك بنو فالن وفالن‪ ،‬يريدون َّ‬
‫الصدقة‪َ ،‬وَنْي َل‬

‫‪14‬‬
‫ُ‬
‫ك نم"‪ :‬أي ولم يدخل اإليمان إلى قلوبكم‪ ،‬ولم تَ ِّ‬ ‫ُُ‬ ‫َ َ َُّ َ ن ُ ن َ ُ‬
‫صُلوا إلى حقيقته‬ ‫يمان ِف قلوب‬ ‫‪" -‬ولما يدخل اْل‬

‫يحص ُل لكم اإليمان عند ا ِّّ‬


‫ط َال ِّع ُكم على محاسن‬ ‫َّ‬
‫فيد التوقع‪ ،‬كأنه يقول‪َ :‬و َس ُ‬
‫بعد‪ ،‬ولفظة (َل َّما) تُ ُ‬
‫اإلسالم‪.‬‬

‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ن ُ ُ َُّ َ َ َ ُ َ ُ َ َ ن ُ ن ن َ ن َ ُ‬


‫ك نم َشينئً‬
‫خالص‬‫ط ْعتُم هللا َوَرسوَل ُه باإل‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫إن‬
‫و‬ ‫أي‬ ‫‪،‬‬ ‫"‬‫ا‬ ‫‪ِ" -‬إَون تطيعوا اَلل ورسول َل يلتكم من أعمال‬

‫شيئا‪.‬‬ ‫الم ِّّن َعلى َّ‬


‫الرسول ال ينقصكم من أجوركم ا‬ ‫ِّ ِّ‬
‫الصادق‪ ،‬واإليمان الكامل‪َ ،‬و َع َد ِّم َ‬ ‫َّ‬

‫الرحمة‪.‬‬
‫يم"‪ ،‬أي عظيم المغفرة‪ ،‬واسع َّ‬ ‫اَلل َغ ُف ٌ‬
‫ور َرح ٌ‬ ‫‪ " -‬إ َُّن َُّ َ‬

‫َُّ‬ ‫ون َُّاَل َ‬


‫ين آ ََم ُنوا باَلل َو َر ُسول"‬
‫َُّ َ ن ُ ن ُ َ‬
‫‪" .15‬إنما المؤمن‬

‫بالوحدانية‪،‬‬
‫َّ‬ ‫الصادقون في إيمانهم هم َّالذين َّ‬
‫صدقوا هللا ورسوله‪ ،‬فأقروا هلل‬ ‫أي المؤمنون َّ‬
‫بالرسالة‪ ،‬وذلك عن يقين ر ِّاسخ وإيمان ِّ‬
‫كام ٍل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫سول ِّه ِّّ‬
‫وِّل َر ِّ‬
‫َ‬
‫ُ َ َ‬
‫‪" -‬ث َُّم ل نم يَ نرتابُوا"‪ :‬أي ثُ َّم َلم َي ُشكوا في إيمانهم‪ ،‬بل ثـََـبــتُ ـوا على التَّصديق واليقين‪.‬‬
‫َُّ‬ ‫َنُ‬ ‫َن‬ ‫َ‬
‫‪َ " -‬و َجاه ُدوا بأم َواله نم َوأنفسه نم ِف َسبيل اَلل"‪ :‬أي‪ :‬وبذلوا أموالهم وأرواحهم في سبيل هللا‪ ،‬وابتغاء‬

‫مرضاته‪.‬‬
‫ُ َ َ ُ ُ َُّ ُ َ‬
‫الصادقون"‪ :‬أي‪ :‬في قولهم إذا قالوا َّإنهم مؤمنون‪ ،‬ال كبعض األعراب‪ ،‬اّلذين ليس‬ ‫‪" -‬أولئك هم‬

‫لهم من اإليمان إ َّال الكلمة الظاهرة‪.‬‬

‫وصف هللا المؤمنين بثالث صفات هي‪:‬‬

‫األولى‪ :‬التَّصديق الجازم باهلل ورسوله‪.‬‬

‫الش ِّّك واالرتياب في إيمانهم‪ ،‬والثَّـبات عليه‪.‬‬


‫الثَّانية‪ :‬عدم َّ‬

‫الثالثة‪ :‬الجهاد بالمال و َّ‬


‫النـْفـس‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫التقويم الذاتي رقم (‪)2‬‬

‫بعد دراستك لآليتين (‪ )14-15‬أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬

‫َع َم ِّال ُك ْم َش ْيائا"؟‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬


‫َّللاَ َوَرُسوَل ُه َال َيل ْت ُك ْم م ْن أ ْ‬
‫يعوا َّ‬
‫‪ _1‬ما المقصود بقوله تعالى‪َ " :‬وِّإ ْن تُط ُ‬
‫‪ -2‬هل تَْنفي اآلية (‪ )14‬احتمال تحول األعراب – المذكورين فيها – من مرتبة اإلسالم‬
‫إلى مرتبة اإليمان؟ َعِّّلل إجابتك‪.‬‬

‫‪ِّّ -3‬بين صفات المؤمنين َّ‬


‫الصادقين في إيمانهم‬

‫ُ‬ ‫ُ ن َ ُ َ ُّ ُ َ‬
‫ون َُّ َ‬
‫اَلل بدينك نم"‬ ‫‪" .16‬قل أتعلم‬

‫االستفهام لإلنكار والتَّوبيخ‪ .‬أي‪ُ :‬ق ْل لهم يا محمد‪ :‬أتخبرون هللا بما في ضمائركم وقلوبكم؟‬

‫ُ‬ ‫َ ُ َ ُّ ُ َ‬
‫ون َُّ َ‬
‫اَلل بدينك نم"‪.‬‬ ‫البالغة ‪ :‬االستفهام اإلنكاري للتوبيخ في قوله تعالى‪ ":‬أتعلم‬

‫نَن‬ ‫َ‬ ‫اَلل َي نعلَ ُم َما ِف َُّ‬


‫‪َ " -‬و َُّ ُ‬
‫اوات َوما ِف اْلرض"‪ :‬أي وهو‪َّ -‬‬
‫جل وعال– يعلم بأحوال جميع العباد‪ ،‬وال‬ ‫الس َم َ‬

‫تخفى عليه خافية ال في السماوات وال في األرض‪.‬‬

‫ٍ‬
‫شيء‪ ،‬ال َيخفى عنه مثقال َّ ٍ‬
‫ذرة‪ ،‬وال‬ ‫يم" أي‪ :‬واسع العلم‪ ،‬رقيب على ِّ‬
‫كل‬ ‫ك ُّل َ ن‬
‫َشء َعل ٌ‬ ‫َ َُّ ُ ُ‬
‫‪" -‬واَلل ب‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫أصغر من ذلك وال أكبر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ ُ ُُّ َ َ َ ن َ َ ن َ ن َ‬
‫‪" .17‬يمنون عليك أن أسلموا"‬

‫اب اّلذين أسلموا من غير قتال _بخالف غيرهم من َّالذين أسلموا بعد قتال‬ ‫أي‪َ :‬يعد األعر ُ‬
‫بي_ إسالمهم ِّمَّن اة َوتفض اال عليك يا محمد‪ ،‬يستوجبون عليه الحمد والثناء‪.‬‬ ‫مع َّ‬
‫الن‬
‫ِّّ‬
‫ِّ‬
‫بإسالمكم‪َّ ،‬‬ ‫كن‬ ‫ُ ن َ َ ُ ُُّ َ َ َُّ ن َ َ ُ‬
‫فإن َنْف َع ذلك‬ ‫علي‬
‫َّ‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫تمن‬ ‫ال‬ ‫‪:‬‬‫محمد‬ ‫يا‬ ‫لهم‪،‬‬ ‫ل‬
‫ُْ‬‫ق‬ ‫أي‪:‬‬ ‫"‬ ‫م‬ ‫‪" -‬قل َل تمنوا لَع إسًلم‬

‫عائد عليكم‪.‬‬
‫ٌ‬

‫‪16‬‬
‫يمان إ نن ُكنن ُت نم َصادق َ‬
‫ْي" أي‪ :‬بل هلل ِّ‬ ‫َ َُّ ُ َ ُ ُُّ َ َ ن ُ ن َ ن َ َ ُ‬
‫اك نم ل نْل َ‬
‫المَّن ُة العظمى عليكم‪،‬‬ ‫‪" -‬بل اَلل يمن عليكم أن هد‬

‫بالهداية لإليمان‪ ،‬والتَّثبيت عليه‪ ،‬إن كنتم صادقين في إيمانكم‪.‬‬


‫نَ‬ ‫اَلل َي نعلَ ُم َغين َ‬
‫‪" .18‬إ َُّن َُّ َ‬
‫الس َم َوات َواْل نرض" أي‪ :‬يعلم ما غاب عن األبصار في السماوات وفي‬
‫ب َُّ‬

‫األرض‪.‬‬

‫أعمال ِّ‬
‫العباد‪ ،‬ال تَ ْخفى عليه ِّ‬ ‫َ َُّ ُ َ ٌ َ َ ن َ ُ َ‬
‫ون"‪ :‬أي‪ :‬م َّ‬
‫خافَي ٌة‪.‬‬ ‫َ‬
‫ِّ‬ ‫طِّل ٌع على‬ ‫ُ‬ ‫‪" -‬واَلل بصْي بما تعمل‬

‫بجميع الكائنات‪ ،‬وإحاطته بجميع المخلوقات‪ِّ ،‬لَي ُد َّل‬


‫ِّ‬ ‫بعْل ِّم ِّه‬
‫وجل_ اإلخبار ِّ‬
‫َ‬ ‫كرَر _هللا َّ‬
‫عز َّ‬ ‫َوَق ْد َّ‬
‫الس ِّر والعَلن‪ ،‬و َّ‬
‫الظاهر والباطن‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫على سعة علمه‪ ،‬وشموله لكل صغيرة وكبيرة‪ ،‬في ّ ّ َ‬

‫‪17‬‬
‫إجابات التقويم الذاتي سورة الحجرات‬

‫ال ّتقويم الذاتي رقم (‪)1‬‬


‫ّ‬

‫عما يأتي‪:‬‬ ‫ِّ‬


‫بعد دراستك لشرح اآليتين األولى والثانية‪ ،‬أجب ّ‬

‫‪ .1‬ما معنى‪:‬‬

‫ج‪ .‬تجهروا‪:‬‬ ‫ب‪َ .‬ي ُغضون‪:‬‬ ‫أ‪ .‬تَ ْحبط‪:‬‬

‫ول ِّه"؟‬
‫َّللاِّ وَرس ِّ‬ ‫ِّ‬
‫‪ .2‬ما المقصود بقوله تعالى‪َ " :‬ال تَُق ّد ُموا َب ْي َن َي َد ِّي َّ َ ُ‬

‫‪ .1‬أ‪ .‬تحبط‪ :‬تذهب أجور أعمالكم‬


‫ب‪ .‬يغضون‪ :‬يخفضون‬
‫ج‪ .‬تجهروا‪ :‬ال ترفعوا أصواتكم‪.‬‬

‫أي ٍ‬ ‫‪ .2‬عدم المسارعة إلى ِّ‬


‫ض َرة‬
‫أمر من األمور‪ ،‬أو إصدار حكم‪ ،‬أو إبداء رأي في َح ْ‬ ‫الب ّت في ِّّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫رسول هللا (ص)‪ ،‬والتَّقديم بين َي َدي الرسول (ص) بهذا المعنى‪ ،‬هو تقديم بين يدي هللا‬
‫وجل_‪.‬‬ ‫َّ‬
‫_عز َّ‬
‫وجل_‪،‬‬ ‫مخالفا لمنهج هللا َّ‬
‫_عز َّ‬ ‫ا‬ ‫منهجا‬
‫ا‬ ‫احا‪ ،‬أو‬ ‫فيجب على المؤمن ّأال ُيَق ِّّدم ا‬
‫بديال‪ ،‬أو اقتر ا‬
‫غير‬
‫اقعي أو ُ‬
‫صُل ُح‪ ،‬أو ّأنه و ٌّ‬ ‫َن ال يتناول منهج هللا بالمناقشة من حيث َّأنه َي ْ‬
‫صُل ُح أو ال َي ْ‬ ‫وأ ْ‬
‫وجل_‪.‬‬ ‫واقعي‪ ،‬أو أن يقيس خبراته وعلمه بعلم هللا َّ‬
‫_عز َّ‬ ‫ّ‬

‫‪18‬‬
‫التقويم الذاتي رقم (‪)2‬‬

‫بعد دراستك لآليتين (‪ )14-15‬أجب عن األسئلة اآلتية‪:‬‬

‫َع َم ِّال ُك ْم َش ْيائا"؟‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬


‫َّللاَ َوَرُسوَل ُه َال َيل ْت ُك ْم م ْن أ ْ‬
‫يعوا َّ‬
‫‪ _1‬ما المقصود بقوله تعالى‪َ " :‬وِّإ ْن تُط ُ‬

‫‪ -2‬هل تَْنفي اآلية (‪ )14‬احتمال تحول األعراب – المذكورين فيها – من مرتبة اإلسالم إلى مرتبة‬
‫اإليمان؟ َعِّّلل إجابتك‪.‬‬

‫‪ِّّ _3‬بين صفات المؤمنين َّ‬


‫الصادقين في إيمانهم‬

‫َع َم ِّال ُك ْم َش ْيائا"‪ ،‬أي وإن أَ َ‬


‫ط ْعتُم هللا َوَرسوَل ُه‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َّللاَ َوَرُسوَل ُه َال َيل ْت ُك ْم م ْن أ ْ‬
‫يعوا َّ‬
‫‪َ " .1‬وِّإ ْن تُط ُ‬
‫الرسول ال ينقصكم من أجوركم‬ ‫الم ِّّن َعلى َّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الصادق‪ ،‬واإليمان الكامل‪َ ،‬و َع َد ِّم َ‬ ‫خالص َّ‬ ‫باإل‬
‫شيئا‪.‬‬
‫ا‬
‫وجل_ على األعر ِّ‬
‫اب ادعاءهم ألنفسهم َمقام اإليمان في بدايات دخولهم‬ ‫‪ُ .2‬ي ْن ِّك ُر هللا َّ‬
‫_عز َّ‬
‫اإليمان َبعد في قلوبهم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫اإلسالم‪َ ،‬وَلم َيتَ َم َّك ِّن‬
‫ِّ‬
‫اطمئنان قلب‪،‬‬ ‫الء األعر ِّ‬
‫اب‪َّ :‬إنكم لم تؤمنوا بعد‪َّ ،‬‬
‫ألن اإليمان تصديق‪ ،‬مع ثقة و‬ ‫وقيل لهؤ ِّ‬

‫ولم يحصل لكم‪ ،‬و َّإال لما َم َـنـ ْـن ــتُـ ْـم على َّ‬
‫الرسول باإلسالم وترك المقاتلة‪ ،‬ولكن قولوا‬
‫الس ْبي‪.‬‬‫استسلمنا خوف القتل و َّ‬
‫‪ .3‬يصف هللا المؤمنين بثالث صفات هي‪:‬‬
‫أ‪ .‬التَّصديق الجازم باهلل ورسوله‪.‬‬
‫الش ِّّك واالرتياب في إيمانهم‪ ،‬والثَّـبات عليه‪.‬‬
‫ب‪ .‬عدم َّ‬

‫ج‪ .‬الجهاد بالمال و َّ‬


‫النـْفـس‪.‬‬

‫‪19‬‬

You might also like