You are on page 1of 6

‫‪AlDoha Magazine‬‬ ‫‪http://www.aldohamagazine.com/Print.aspx?n=b1d0e6d7-5b0e-46fc-90...

‬‬

‫العدد ‪ 85‬نوفمبر‪2014‬‬

‫مشكالت في صميم الھوية الثقافية‬

‫د‪ .‬علي بن مبارك‬

‫ب في ھذا الموضوع منذ عشرين سنة أو تكاد نجد فوضى من المعاني والدالالت المتعلّقة بالتطرّف‪ ،‬متباينة‬ ‫عندما نتابع ما ُكتِ َ‬
‫أحيانا ً ومتناقضة أحايين أخرى‪ ،‬فالمعنى يتغيّر بتغيّر مقام التلفظ وسياق الخطاب والخلفيات السياسيّة واأليديولوجية المتحكمة فيه‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فقد يوصف الطرف نفسه بأنّه متطرّف وأنّه غير ذلك من قبل جھات مختلفة وأحيانا ً من الجھة نفسھا‪ ،‬فيتغيّر الوصف والتوصيف‬
‫أن النضال من أجل الحرية والتح ّرر أصبح عند البعض تطرّفا ً يمسّ باألمن والسالم‪ ،‬وأصبح‬ ‫بتغيّر المصالح وتج ّدد السياق‪ ،‬حتّى ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بعض المتطرّفين في عرف آخرين رموزا للسلم والعطاء اإلنسان ّي‪ .‬ومھما حاولنا تدقيق المصطلح لغة واصطالحا‪ّ ،‬‬
‫فإن معنى‬
‫التطرّف يظ ّل رخواً طيّعا ً يمكن توظيفه بع ّدة أشكال‪.‬‬

‫أن »التطرّف« صار حديث السّاعة‪ ،‬ال يخلو خطاب من ذكره أو التلميح إليه أو التعليق عليه‪ ،‬يتنافس اإلعالميون في‬ ‫جدير ّ‬
‫بالذكر ّ‬
‫بيان مواضع التطرّف وأخبار المتطرّفين على سبيل الحقيقة حينا ً والمجاز أحياناً‪ ،‬بل ربّما طغى المجاز وھيمنت االستعارات‪،‬‬
‫فأصبح المشھد غامضا‪ ،‬وبات الحديث عن اإلرھاب والتطرّف ساذجا ً يستخف بعقول الناس‪.‬‬

‫وھذا ما نالحظه‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬في التجربة التونسية الرّاھنة‪ ،‬فبعد قيام ثورة يناير ‪ 2011‬دخلت البالد في حرب ضروس مع‬
‫التطرف والمتطرفين في الجبال والمدن والمساجد‪ ،‬ولكن ال أحد إلى اليوم يفھم المقصود من التطرّف وال أحد عاين متطرّفا ً يتح ّدث‬
‫عن تطرّفه‪ ،‬وأصبح المواطن يشعر بأنّه أمام صور رسمت ال يفقه كنھھا إالّ قلّة قليلة من أصحاب القرار‪ .‬ولم يكن ھذا االضطراب‬
‫مرتبطا ً بالخطاب اإلعالم ّي فحسب‪ ،‬بل أسھم السياسيّون في تزكيته وتفعيله‪ ،‬فرجال السياسة على مختلف توجّھاتھم ينتقدون‬
‫ويحذرون من تداعياته‪ ،‬ولكنّھم نادراً ما يتمثّلون ھذه المسألة في سياقاتھا المختلفة‪ ،‬ولم يكن حديث السّاسة‬
‫ّ‬ ‫التطرّف وين ّددون به‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫عن التطرّف إالّ حديثا وظيفيّا براغماتيا‪ ،‬والمتابع لخطابات زعماء األحزاب السياسية ورؤساء القائمات االنتخابيّة المتعلقة‬
‫بانتخابات تونس )أكتوبر ‪ (2014‬يالحظ من خالل أحاديثھم المتشابھة تركيزھم على محاربة التطرّف ومقاومة المتطرّفين‪،‬‬
‫ويھدفون من خالله أساسا ً إلى تعبئة الجمھور وكسب ثقتھم‪ ،‬في زمن ھيمنت عليه مسألة التطرّف وشغلت النّاس‪ ،‬بل قد يھدفون‬

‫‪1 sur 6‬‬ ‫‪25/02/2016 15:36‬‬


‫‪AlDoha Magazine‬‬ ‫‪http://www.aldohamagazine.com/Print.aspx?n=b1d0e6d7-5b0e-46fc-90...‬‬

‫أحيانا ً من خالل خطاباتھم إلى التكسّب من خالل ھذه القضية أو التزيّن بھا في المحافل الدولية‪ ،‬ويجد المواطن نفسه أمام خطابات‬
‫أن بعضھم ينتقد التطرّف ويمارسه بطريقة أو بأخرى‪ ،‬ويحارب‬ ‫ولكن المفارقة ّ‬
‫ّ‬ ‫سياسيّة رنّانة تدغدغ العواطف وتلعن التطرّف‪،‬‬
‫المتطرّفين ويم ّدھم بالعون والدعم‪.‬‬

‫بأن التطرّف صار لغزاً محيّراً‪ ،‬نتح ّدث عنه كثيراً وال نفھمه إالّ قليالً‪ ،‬وبقدر ما تجابه الحكومات والمنظمات‬
‫ال نبالغ إذا قلنا ّ‬
‫ق من أجل محاربة التطرّف أموا ٌل طائلة‪ ،‬وتعقد من أجل الح ّد‬ ‫والجمعيات واألفراد التطرّف‪ ،‬تزيد ھيمنته وتتضاعف خطورته‪ ،‬تُ ْنفَ ُ‬
‫منه ملتقيات ومؤتمرات وندوات‪ ،‬ولكن ذلك لم يَحُلْ دون تط ّور ھذه الظاھرة وانتشارھا في أشكال متجددة‪ ،‬ولم تستطع مراكز‬
‫البحوث في العالمين اإلسالمي والعرب ّي أن تحسم ھذا األمر‪ ،‬وأن تق ّدم لنا دراسات شافية كافية عن التطرّف وثقافته‪ ،‬وك ّل ما نجده‬
‫محاوالت مبعثرة ھنا وھناك دون تنسيق‪.‬‬

‫البحث في مسألة التطرّف مازالت تنقصه الجرأة والشجاعة‪ ،‬ومازلنا نتحاشى وضع إصبعنا على الداء الحقيق ّي‪ ،‬نحلّق في مدارات‬
‫الظاھرة دون أن نلج إليھا‪ ،‬ولكن ھل يمكن أن نتبيّن العلّة ونبحث عن شفاء صاحبھا دون تشخيص حقيق ّي لھا؟ من العبث تجاوز‬
‫مرحلة التشخيص والتفكيك‪ ،‬فھذا اإلجراء يسھم في فھم الظاھرة وتمثّلھا واإلحاطة بخلفياتھا وسياقاتھا‪ ،‬ومن المضحكات المبكيات‬
‫أن التطرّف استفاد كثيراً من ھذا الوضع الضباب ّي‪ ،‬فاألفكار المريضة تستثمر حالة الفوضى‪ ،‬وتجعل منھا مصدر ق ّوة لھا‪.‬‬
‫ّ‬

‫ال ن ّدعي اإللمام بمختلف جوانب ھذا الموضوع المعقّد الشائك‪ ،‬فھذا طموح يتجاوز طبيعة ھذا البحث‪ ،‬وقصارى جھدنا أن نقف‬
‫عند المسائل المحورية المتعلّقة بالتطرّف‪ ،‬وسنحاول اإلجابة عن مجموعة من اإلشكاليات األساسية‪ ،‬ستكون بمثابة محاور اھتمام‬
‫حف به من اضطرابات وتشويھات؟ ما ھي الدالالت الممكنة‬ ‫نعتمدھا في بناء ھذا المقال‪ :‬كيف يمكن أن نفھم التطرّف بعيداً ع ّما ّ‬
‫للتطرّف؟ وما ھي خلفياته السيكولوجية واالجتماعية والثقافية والسياسية؟ كيف نفھم التطرّف من زاوية ثقافية؟ وما ھي درجاته؟‬
‫وكيف نف ّكك خطابه؟ وما ھي المسائل األخرى المتف ّرعة عنه والمتعلّقة به؟ ثم نعود لمناقشة كيفية استبدال ثقافة التطرّف بثقافة‬
‫االعتدال واالختالف والتنوّع؟‬

‫ھويّات قاتلة‬

‫التطرّف في عرف اللغة الوقوف في طرف الطريق واالبتعاد عنه‪ ،‬وتطرّف في أفكاره بالغ فيھا‪ ،‬ويقابله في ھذا المستوى من‬
‫الداللة التوسّط‪ ،‬وھذا نالحظه في قول الشاعر‪:‬‬

‫كانت ھي الوسط المحم ّي فاكتفت‬

‫بھا الحوادث حتّى أصبحت طرفا‬

‫بأن التطرّف اتّخاذ لموضع واختيار لموقع يكون نقيض ما يتّخذه الناس وضديد ما يعتقده‬ ‫ي ّ‬‫ونفھم من خالل ھذا الشاھد اللغو ّ‬
‫ً‬
‫الجمھور‪ ،‬فالتطرّف موقف انفعال ّي من الثقافة والجماعات واألفراد‪ ،‬وھذا الموقف غالبا ما يكون عدائيّا‪ ،‬ولكن قبل أن نتع ّمق أكثر‬
‫في دالالت التطرّف‪ ،‬ال ب ّد أن نتح ّدث عن المستويات الممكنة للتطرّف‪ ،‬فقد يشمل ھذا السلوك األفراد والجماعات والمؤسسات‬
‫والحكومات‪ ،‬كما يشمل ع ّدة مجاالت تتعلّق بال ّدين والفكر والسياسة واالقتصاد‪ ،‬ولع ّل أھ ّم ھذه المجاالت ما تعلّق منھا بالتطرّف‬
‫الدين ّي وما ارتبط به من خلفيات ثقافية‪ ،‬فالتطرّف الدين ّي أصبح حديث الساعة‪ ،‬وتحوّل إلى شبح مفزع يخيف المسلمين وغيرھم‬
‫على ح ّد سواء‪ ،‬وازداد التطرّف الدين ّي شيوعا ً وانتشاراً بعد ثورات الربيع العرب ّي وما لحقھا من تغيّرات اجتماعية وسياسيّة وما‬
‫نتج عنھا من فوضى‪ ،‬وانتھى األمر بظھور حركات دينيّة متطرّفة في تونس وليبيا وسوريا والعراق‪ ،‬تقتّل النّاس وتد ّمر العمران‬
‫والمعمار‪ ،‬وتحرق المزارع‪ ،‬وتقطّع الرؤوس‪ ،‬وساھم التطرّف الدين ّي الرّاھن في تشكيل صورة قاتمة عن اإلسالم والمسلمين‬
‫انعكست أساسا ً في وسائل اإلعالم الغرب ّي‪ ،‬واستغلّت ھذه الصورة من قبل أطراف سياسية متطرّفة في أوروبا وأميركا لتشويه‬
‫صورة اإلسالم وتنفير الناس منه‪.‬‬

‫أن »نشوء التطرّف‬ ‫أن التطرّف الدين ّي يعكس أزمة خطيرة عاشھا الفكر اإلسالم ّي )ومازال(‪ ،‬وآية ذلك ّ‬ ‫ولنا أن نعترف منذ البداية ّ‬
‫ال يأتي من فراغ‪ ،‬بل ھو نتيجة خلل ما يصيب منظومة القيم والمبادئ التي تحكم العالقة اإلنسانية في بعض وجوھھا«)‪ ،(1‬وھذا‬
‫أن التطرّف حركة تمرّد على »المنوال النموذجي«‪ ،‬الذي يوجّه ثقافة الشعوب وجھة متوازنة ومطمئنة‪ ،‬ولئن كانت‬ ‫يعني ّ‬
‫المجتمعات المتقدمة راسخة في مناويلھا المرجعيّة‪ ،‬فإن المجتمعات اإلسالمية تعيش مخاضا ً ثقافيا ً وتحوّالت اجتماعية وسياسية‬
‫عصيبة‪ ،‬وھذا األمر يجعل المنوال المرجع ّي ھ ّشا ً غامضا ً قابالً لع ّدة تأويالت‪ ،‬ويجعل الھوية المنبثقة عنه ھوية مضطربة وعنيفة‬
‫وربّما قاتلة في بعض األحايين‪ .‬وعلى ھذا األساس ال يمكن الفصل بين مسألة »التطرّف« وإشكالية الھوية‪ ،‬وما التطرّف في‬
‫حقيقته إالّ تحوّل في طبيعة الھوية ذاتھا‪ ،‬إذ تحوّلت من ھوية مبدعة تبحث عن سبل الحياة إلى ھوية قاتلة تجلب الدمار والخراب‪،‬‬
‫ي وخطاب إقصائ ّي وعنف‬ ‫»أن الھوية يمكن أيضا ً أن تقتل وبال رحمة«)‪ ، (2‬إذ قد ينتج عن بعض الھويات فكر دمو ّ‬ ‫وآية ذلك ّ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫رھيب‪ ،‬و»النزاعات الوحشية قد تتغذى من وھم الھوية«)‪ ،(3‬ولكن كيف تستحيل الھوية مجاال للتطرّف؟ وكيف تحوّلت الثقافة‬
‫اإلسالمية من ثقافة حياة وإبداع إلى ثقافة موت وشقاء؟‬

‫اقترن التطرّف في الثقافة اإلسالميّة قديما ً وحديثا ً بما يس ّميه روّاد علم االجتماع الثقافي بالتخلّف الثقافي الذي يعني ّ‬
‫أن »البناء‬
‫الثقاف ّي لم يعد متمسكا ً كما كان من قبل‪ ،‬ومن ث ّم تنعكس آثاره على كفاءة تأديته لوظيفته في إشباع حاجيات أفراد المجتمع«)‪،(4‬‬
‫وتصبح ثقافة المجتمع معتلّة ومختلّة‪.‬‬

‫‪2 sur 6‬‬ ‫‪25/02/2016 15:36‬‬


‫‪AlDoha Magazine‬‬ ‫‪http://www.aldohamagazine.com/Print.aspx?n=b1d0e6d7-5b0e-46fc-90...‬‬

‫دخلت الحضارة اإلسالمية في دائرة مغلقة فأقفلت أبواب االجتھاد‪ ،‬وأحكمت غلقھا‪ ،‬فساد االتباع الساذج والتقليد األعمى‪ ،‬وھيمن‬
‫الجھل والتخلّف‪ ،‬وانقطع التواصل‪ ،‬فانغلقت ك ّل مجموعة دينية على نفسھا‪ ،‬تعيد صياغة مقوالتھا تلخيصا ً وشرحا ً وتھميشا)‪(5‬‬
‫دون تطوير أو تھذيب وأصبحت ك ّل مجموعة تعتقد أنّھا تمثّل الحق ك ّل الح ّ‬
‫ق وأنّھا الفرقة الناجية دون غيرھا من أھل اإليمان‪،‬‬
‫إن المتتبّع لتاريخ األديان بصفة عا ّمة وتاريخ األديان التوحيدية بصفة أخصّ‬ ‫وأن غيرھا من المسلمين في الدرك األسفل من النار‪ّ .‬‬ ‫ّ‬
‫أن ھذا التوصيف الثقافي يخصّ ك ّل المنظومات الدينيّة‪ ،‬فاليھود زمن األسر )سنة ‪ 587‬ق‪.‬م( وبعد سقوط ملكھم انغلقوا على‬ ‫يالحظ ّ‬
‫ذاتھم واكتفوا بتقاليدھم الشفوية ث ّم انقسموا بدورھم إلى مجموعات دينية تلعن ك ّل واحدة منھا غيرھا‪ ،‬وكذلك حال المسيحيين عندما‬
‫تحوّلوا في القرون الوسطى إلى مجموعات منغلقة تحاكم العلم والعقل واإلبداع وترفض االختالف والتنوّع‪ .‬ويُعد االنغــــالق على‬
‫ّ‬
‫الـــذات دلـــــيــــالً‬

‫عـــلـــى وجـــــود تخــــلــــّف ثـــقــافـــــ ّي‬

‫)‪ ،(RETARD CULTUREL‬ويعـــبـــر ھـــــذا الضرب من التخلّف نتيجة طبيعية لتحوّل األ ّمة من حالة ق ّوة وعلم إلى وضع‬
‫أن » النتيجة الحتمية لظھور التخلّف الثقافي واالنحالل أو التفكك االجتماعي ھو‬
‫ضعف وجھل ولقد توصّل علم اجتماع الثقافة إلى ّ‬
‫أن البناء الثّقافي‪ ،‬لم يعد متماسكا ً كما كان من قبل‪ ،‬ومن ث ّم تنعكس آثاره على كفاءة تأديته لوظيفته في إشباع حاجيات أفراد‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫المجتمع وتوجيھھم التوجيه المحكم في تفكيرھم واتجاھھم وسلوكھم‪ ،‬ومن ث ّم يصبح المجتمع في حالة »مرضية« يظھر فيھا الكثير‬
‫م ّما يعرف في علم االجتماع بالمشكالت االجتماعية«)‪ ،(6‬ويمكن اعتبار التطرّف أحد ھذه المشكالت‪ ،‬ولعلّه أعوصھا في العصر‬
‫الحديث‪.‬‬

‫أن البناء الثقافي اإلسالمي أصبح بسبب ما أصابه من تشويھات‪ ،‬مختالّ مضطربا ً ال يفي بحاجيات معتنقيه من أبناء‬ ‫والمالحظ ّ‬
‫مختلف المجموعات اإلسالمية‪ ،‬وھذا ما يفسّر شيوع حاالت التمرّد على المؤسّسات ال ّرسمية الدينية والسياسيّة‪ ،‬وھذا األمر قد‬
‫يساعدنا على اإلجابة عن سؤال ينتابنا دائما ً يتعلّق بوجود مفارقة غريبة بين إجماع علماء المسلمين على حرمة تكفير أھل القبلة‬
‫من جھة‪ ،‬وانتشار ثقافة التكفير بوتيرة تصاعدية من جھة ثانيّة‪ ،‬وتدعو ھذه المفارقة إلى الحيرة والرھبة‪ .‬وعلى ھذا األساس يكون‬
‫خطاب التكفير وجھا ً من وجوه ھذه األزمة الثقافية وعالمة من عالمات األمراض االجتماعية المطروحة على الساحة اإلسالمية‪،‬‬
‫بل لعلّه أخطر ھذه األمراض وأش ّدھا فتكا ً ألنّه يد ّمر المجتمع من الداخل ويعزله عن محيطه الخارجي في اآلن ذاته‪.‬‬

‫شھدت الثقافة اإلسالمية انزياحا ً خطيراً‪ ،‬فتحوّلت من ثقافة تقوم على االختالف والتع ّدد والتنوّع واحترام اآلخر إلى ثقافة حاقدة‬
‫ترفض اآلخرين وال تؤمن إالّ بطريق واحد للخالص وتحصيل الثواب‪ ،‬وزعم ك ّل فريق بأنه الفرقة الناجية التي اختارھا ﷲ دون‬
‫بقية الخلق لتمثّل الحقيقة المطلقة والظفر بالجنّة وحسن المآب‪ ،‬وفي ھذا السّياق أ ّكد بعض الباحثين أسطورة الفرقة النّاجية‬
‫وارتباطھا ّ‬
‫بالذاكرة الدينيّة المذھبيّة المنغلقة)‪ ،(7‬ولقد انتقد مح ّمد أبو زھرة حديث »الفرقة النّاجية«)‪ (8‬أش ّد انتقاد وتح ّدث عن‬
‫تداعياته السلبيّة في مختلف العصور اإلسالميّة)‪ ،(9‬واجتھد عبد المتعال الصّعيدي في دحض ھذه المقولة وتصحيحھا معتبراً ّ‬
‫أن‬
‫صحيحين برغم أھ ّمية‬ ‫ي من ال ّ‬ ‫ك ّل الفرق اإلسالميّة ناجيّة ومعنيّة بالخالص)‪ ،(10‬كما أ ّكد القرضاوي ّ‬
‫أن »الحديث لم يرد في أ ّ‬
‫موضوعه داللة على أنّه لم يص ّح على شرط واحد منھما«)‪ ،(11‬ورأى القرضاوي في ھذا الحديث »تمزيقا لألمة وطعن بعضھا‬
‫في بعض‪ ،‬م ّما يضعفھا جميعاً‪ ،‬ويقوي عد ّوھا عليھا ويغريه بھا«)‪ ،(12‬وبناء على ذلك ال يمكن الوثوق بھذا الحديث والتسليم‬
‫بمعانيه)‪.(13‬‬

‫ولَع ّل من أخطر تداعيات ھذا الحديث بروز ظاھرة الغل ّو في التعصّب المذھب ّي والطّائفي وانتشار ثقافة التكفير والتفسيق والتبديع‪،‬‬
‫أن »التعصّب للمذھب ھو تعصب للفرد‪،‬‬ ‫أن التعصّب لم يكن غير تعصّب لرجاالت المذھب وأصحابه وھو ما يعني ّ‬ ‫ولكن المشكلة ّ‬
‫ّ‬
‫بالذات ال تعصّب لإلسالم‪ ،‬وال لمبدأ من مبادئه«)‪ ،(14‬وقد يتحوّل التعصّب إلى عصبيّة و»ال ّدعوة إلى‬ ‫تعصّب لصاحب المذھب ّ‬
‫العصبيّة أيّا كان شكلّھا ومظھرھا ھي ال ّداء ال ّدفين الذي ذھب بوحدة اإلسالم«)‪ ،(15‬فقد دخلت األ ّمة منذ دخل باب االجتھاد في‬
‫دائرة مغلقة تقوم على التقليد واالتباع وترفض ك ّل تفكير وإبداع‪ ،‬وأصبح كالم الرجال ال يق ّل قدسية عن كتاب التنزيل‪ ،‬وانتشرت‬
‫الفتاوى)‪ ،(16‬وھيمنت على عقول النّاس ووجّھت سلوكھم وجھة مريبة أ ّدت في أغلب األحيان إلى التطرّف والغل ّو فيه‪ ،‬واستفادت‬
‫ھذه الفتاوى من ثورة االتصال في العصر الحديث‪ ،‬إذ ھيمنت الفضائيات والمواقع الدينيّة التي تش ّجع على التطرّف وتدعو إلى‬
‫الكره والقطيعة بين المذاھب واألديان والجماعات‪.‬‬

‫بأن الفضائيات ومواقع الواب تلعب دوراً أساسيا ً في تكريس ثقافة التطرّف الديني وتزكيته‪ ،‬والطريف ّ‬
‫أن‬ ‫وال نبالغ اليوم إذا قلنا ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الزمن الرّاھن أصبح أكثر تش ّددا وتطرّفا وتخلفا فكريا من العصور اإلسالميّة األولى‪ ،‬وأصبح قصارى طموحنا اليوم أمام ھيمنة‬
‫التش ّدد الدين ّي أن نعود إلى سماحة اإلسالم وعدالته وعقالنيته‪ ،‬كما كان سائداً في عصوره األولى‪ ،‬إذ دعا القرآن إلى االختالف‬
‫واستعمال العقل‪ ،‬واحترام اآلخرين مھما كانت معتقداتھم وأفكارھم‪ ،‬وحينما دخل المسلمون في غياھب التقليد والتراجع الثقاف ّي‬
‫استبدلوا ك ّل ذلك بقيم جديدة تقوم على تعطيل العقل وتحريم التفكير ومحاربة االختالف وإقصاء اآلخر‪ ،‬وأصبح ك ّل من يخالف‬
‫أقوال ھذه الجماعة أو تلك كافراً زنديقا ً يجوز قتله والتشنيع به‪.‬‬

‫لذلك ارتبط التطرّف الدين ّي بالتكفير‪ ،‬فعرّف ع ّدة حركات دينيّة بأنّھا حركات متطرّفة وحركات تكفيرية‪ ،‬وليس من السير تناول‬
‫مسألة التكفير في ھذا المقام المخصوص‪ ،‬فھذا المبحث متداخل ومتع ّدد المداخل‪ ،‬وعرف مفھوم التكفير بدوره مجموعة من‬
‫االنزياحات الخطيرة وصلت ح ّد تكفير المسلم الملتزم بتعاليم دينه بتعلّة التباين في الفكر والطرح‪.‬‬

‫‪3 sur 6‬‬ ‫‪25/02/2016 15:36‬‬


‫‪AlDoha Magazine‬‬ ‫‪http://www.aldohamagazine.com/Print.aspx?n=b1d0e6d7-5b0e-46fc-90...‬‬

‫أن استراتيجية التقريب بين المذاھب اإلسالمية الصادرة عن اإليسيسكو سنة ‪ 2004‬نبّھت إلى مخاطر انتشار خطاب‬ ‫جدير ّ‬
‫بالذكر ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التطرّف والتكفير‪ ،‬وأكدت أنه ال يوجد »أثر للتكفير أو التفسيق أو التبديع في مذاھب الفقه اإلسالميّة«)‪ ،(17‬ولئن اقترحت‬
‫إستراتيجيّة اإليسيسكو »البحث عن صيغ فكريّة تنتقل بمسائل الخالف من »خانة األصول« التي يؤدي الخالف حولھا إلى »كفر‬
‫فإن تشخصيھا‬ ‫وإيمان« إلى »خانة الفروع« التي معايير االختالف فيھا ھي »الخطأ والصواب« ميدانا ً أساسا ً للتقريب«)‪ّ ،(18‬‬
‫للعلّة )األزمة( لم يكن دقيقاً‪ ،‬إذ ّ‬
‫إن ثنائية الخطأ والصواب ثنائية سجاليّة بامتياز ال تساعد على تجاوز ثقافة التطرّف‪ ،‬فاالعتقاد‬
‫أن الحقّيقة واحدة تكمن عند طرف مخصوص وعلى الطرف الثاني أن يقبلھا ويسلّم‬ ‫بوجود رأي خاطئ وآخر مصيب يجعلنا نتوھّم ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بدالئلھا وحججھا‪ ،‬وھذا ضرب من الوھم واإليھام‪ ،‬فالحقيقة المطلقة ال يعرفھا إال ﷲ وما اجتھادات البشر إال تمثالت تحاول أن‬
‫تص ّور الحقّائق وتيسّر فھم النّاس لھا‪ ،‬ولذلك وجب االختالف فيھا واالعتدال في طرحھا‪ ،‬لقد أدرك المسلمون اليوم فظاعة التطرّف‬
‫الدين ّي وما ارتبط به من تكفير‪ ،‬وانتابھم فزع وھم يشاھدون على شاشات التليفزيون أشخاصا ً يذبحون إخوانھم في ال ّدين بطرق‬
‫يحذر من »طاعون‬ ‫بشعة بتعلّة مخالفتھم اإلسالم‪ ،‬ولذلك أصدرت اإليسيسكو من خالل إحدى ندواتھا )‪ (1996‬إنذاراً مخيفا ً ّ‬
‫التكفير« المقبل على العالم اإلسالم ّي)‪ ،(19‬ولذلك كان ال ب ّد من البحث عن حلول عمليّة لتجاوز »محنة التطرّف والتكفير«)‪،(20‬‬
‫فالسّاحة الثقافيّة اإلسالميّة مزروعة بألغام التكفير وعلى رجل الفكر أن يحسن »تحديد نطاق ھذه األلغام الفكريّة –‬
‫التكفيرية«)‪ ،(21‬ويتطلّب ھذا العمل »اعتماد منھاج التدرج في تطبيق خطة إزالة ھذه األلغام الفكريّة– التكفيرية من الكتب‬
‫التراثية‪ ،‬وخاصّة الذي يدرس منھا في الحوزات العلميّة والجامعات اإلسالميّة‪ ،‬وذلك بحذفھا من الطبعات الجديدة«)‪.(22‬‬

‫ويكاد مح ّمد عمارة يحصر خلفيات التطرّف في الجانب المعرف ّي التعليم ّي‪ ،‬ولذلك دعا إلى مراجعة البرامج الدراسيّة والمحتويات‬
‫التعليميّة المعتمدة في المدارس الدينيّة السنيّة وال ّشيعيّة‪ ،‬وھذا المنشود التّقريب ّي مفيد نظراً إلى تخلّف البرامج التعليميّة المعتمدة‬
‫وعدم استجابتھا إلى رھانات العصر والتّواصل اإلنسان ّي وإحياء العلوم اإلسالميّة )وخاصّة علم الكالم( دون مراعاة سياقاتھا‬
‫الحضاريّة التي تن ّزلت فيھا‪ .‬فعلم الكالم القديم أصبح مصدراً من مصادر التطرّف الدين ّي‪ ،‬إذ تحوّل في العصور الوسطى من علم‬
‫يدافع عن ال ّدين وعقائده إلى خطاب سجال ّي يدافع عن المذھب والفرقة والنحلة‪ ،‬ويتّھم المخالف بالفسق والزندقة والكفر‪ ،‬وعلى ھذا‬
‫األساس اندلعت حروب مد ّمرة بين أبناء ال ِملّة الواحدة بتعلّة االختالف في العقيدة‪ ،‬ولذلك ظھر تيار فكري جديد يدعو إلى إنشاء‬
‫علم كالم جديد يستجيب إلى حاجيات اإلنسان المعاصر في مجال التواصل والعيش المشترك‪.‬‬

‫ألن المسألة معقّدة يتقاطع فيھا السّياس ّي مع ال ّديني ويتشابك فيھا ّ‬


‫الذاتي مع‬ ‫إن محاولة ضبط سيكولوجيا التطرّف ليست أمراً ھيّناً‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫فإن دراسة ظاھرة التطرّف في عالقتھا بالتش ّدد الدين ّي والتكفير والعنف بك ّل أشكاله‪ ،‬تحتاج مزيداً‬ ‫الموضوعي‪ ،‬وعلى ھذا األساس ّ‬
‫من البحث الج ّدي والمتع ّمق يساھم فيه علماء ال ّدين والمف ّكرون وعلماء النفس واالجتماع واألنتروبولوجيون وخبراء التربية‬
‫أن تناول بعض الباحثين المعاصرين لمسألة التطرّف في الخطابات المعاصرة كان‬ ‫وأخصائيّو اإلعالم والتّواصل‪ ...‬ولقد الحظنا ّ‬
‫تناوالً عاطفيا ً عقديّا ً باألساس ال يقف عند األسباب الحقيقية ويحصرھا في بعد مخصوص دون التع ّمق في بقية األبعاد)‪ (23‬وال‬
‫ّ‬
‫ألن التكفير يولّد الفرقة‪ ،‬والفرقة قد تدفع النّاس عن التفكير في أمور الحكم‬ ‫يمكن إنكار الرّافد السّياس ّي قديما ً وحديثا ً لخطاب التكفير ّ‬
‫ّ‬
‫ولكن من التعسّف أن نحصر المسألة في بعدھا السّياس ّي أو الديني)‪ (24‬بل ھي تتجاوز ذلك لتتحوّل إلى مسألة ثقافيّة‬ ‫ّ‬ ‫والحاكم‪،‬‬
‫ّ‬
‫معقّدة نحتاج من أجل تمثلھا إلى تفكيك بنية المجتمع وتحليل نفسيته وإخضاعه إلى دراسة إجرائية جادة نرى إرھاصاتھا عند‬
‫بعض المفكرين المعاصرين)‪.(25‬‬

‫أصبحت الثقافة اإلسالمية بعد منع التفكير واالجتھاد ثقافة مأزومة‪ ،‬كما ھو حال ك ّل الثقافات المنغلقة على نفسھا‪ ،‬ومن سمات‬
‫الثقافات المأزومة المبالغة في تقديس الذات واحتقار اآلخرين والتعصّب آلراء الجماعة ورجاالتھا‪ ،‬والنزوع نحو استعمال العنف‬
‫بك ّل أصنافه‪ ،‬وك ّل ھذه الصفات تتعلّق بطريقة أو بأخرى بمظاھر التعصّب والتطرّف‪ ،‬والتعصّب كما يُعرّفه فولتير »ھوس دين ّي‬
‫فظيع‪ ،‬ومرض مع ٍد يصيب العقل كالجدري‪ ،‬وھؤالء المتعصّبون قضاة ذوو أعصاب باردة يحكمون باإلعدام على األبرياء الذين‬
‫لم يف ّكروا بنفس طريقتھم«)‪ ،(26‬وفي نفس السياق كتب فولتير )تـ ‪» (1778‬مقبرة التعصّب« )‪ (1936‬ونشره سنة ‪ 1767‬إيمانا ً‬
‫أن ظاھرة التطرّف ظاھرة تاريخية ارتبط وجودھا بظھور اإلنسان‬ ‫أن التعصّب يجلب الخراب ويد ّمر العمران‪ ،‬وھذا يعني ّ‬ ‫منه ّ‬
‫واندماجه في جماعات‪ ،‬وارتبطت ھذه الظاھرة بتط ّور الشعوب والثقافات والعادات والنظم السياسية واالقتصادية والصراع بين‬
‫األطروحات والتص ّورات‪ ،‬وانعكست ھذه التغيّرات على نفسية الشعوب وكيفية فھمھا للمحيط وعالم الغيب الذي يديره‪.‬‬

‫ھوامش‪:‬‬

‫)‪ (1‬مصطفى ملص‪ ،‬قراءة في واقع ظاھرة التطرّف وفي كيفية التعاطي معھا‪ ،‬رسالة التقريب‪ ،‬عدد ‪ 83‬ص ‪.32‬‬

‫)‪ (2‬أمارتيا صن‪ ،‬الھوية والعنف‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬عدد ‪ ،352‬يوليو ‪ ،2008‬المركز الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪،‬‬
‫الكويت‪ ،‬ترجمة‪ :‬سحر توفيق‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫)‪ (3‬أمارتيا صن‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫)‪ (4‬مح ّمد السويدي‪ ،‬مفاھيم علم االجتماع الثقافي ومصطلحاته‪ ،‬الدار التونسية للكتاب‪ ،‬تونس‪ ،1991 ،‬ص‪136‬‬

‫)‪ (5‬نقصد بذلك وضع الحواشي والھوامش‪.‬‬

‫)‪ (6‬محمد السويدي ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.136‬‬

‫‪4 sur 6‬‬ ‫‪25/02/2016 15:36‬‬


‫‪AlDoha Magazine‬‬ ‫‪http://www.aldohamagazine.com/Print.aspx?n=b1d0e6d7-5b0e-46fc-90...‬‬

‫)‪ (7‬انظر‪ :‬عمر بن حمادي‪ ،‬حول حديث افتراق األ ّمة إلى بضع وسبعين فرقة‪ ،‬كراسات تونسيّة‪ ،‬مجلد ‪ ،24‬عدد ‪،116-115‬‬
‫ثالثيّة ‪ ،2-1‬سنة ‪ ،1981‬ص ص ‪.358-287‬‬

‫صارى على اثنتين‬‫)‪ (8‬نصّ الحديث‪» :‬افترقت اليھود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنّة وسبعون في النّار‪ ،‬وافترقت النّ ّ‬
‫ّ‬
‫لتفترقن أ ّمتي على ثالث وسبعين فرقة واحدة في‬ ‫وسبعين فرقة‪ ،‬فإحدى وسبعون في النّار وواحدة في الجنّة‪ ،‬والذي نفس مح ّمد بيده‬
‫الجنّة وثنتان وسبعون في النّار«‪ ،‬أخرجه‪ :‬أبو عبدﷲ مح ّمد ابن ماجه‪ ،‬السنن‪ ،‬كتاب الفتن‪ ،‬باب افتراق األ ّمة‪ ،‬حديث رقم ‪،3992‬‬
‫دار إحياء التراث العربي‪] ،‬د‪.‬ت[‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.1322‬‬

‫)‪ (9‬يقول مح ّمد أبو زھرة‪» :‬ولقد حفظ التّاريخ من أثر ذلك في الماضي ما قوّض شمل اإلسالم وجعل بأس المؤمنين بينھم شديداً‪،‬‬
‫أن األخرى على ضالل‪ ،‬ولقد حدث والتتار غير المسلمين يدقون أسوار‬ ‫ألن كلتيھما تعتقد ّ‬
‫حتى لقد وجدنا المذابح تقام بين فريقين‪ّ ،‬‬
‫بغداد دقا ً ويذبحون المسلمين على طريقتھم‪ ....‬والمذابح بين السنيين والشيعيّين حتى لقد ذكر المؤرخون في ذلك أقواال وأقاويل«‪،‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫مح ّمد أبو زھرة‪ ،‬الوحدة اإلسالميّة‪ ،‬رسالة اإلسالم‪ ،‬عدد ‪ ،38‬ص ‪.139‬‬

‫)‪ (10‬عبد المتعال الصعيدي التّقريب بين المذاھب اإلسالميّة ودراسة علم التوحيد‪ ،‬رسالة اإلسالم‪ ،‬عدد ‪ ،11‬ص ‪.312‬‬

‫)‪ (11‬يوسف القرضاوي‪ ،‬مبادئ أساسيّة فكرية وعملية في التّقريب بين المذاھب اإلسالميّة‪،‬إيسيسكو ‪ ،1996‬ص ‪.170‬‬

‫)‪ (12‬يوسف القرضاوي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.171‬‬

‫)‪ (13‬إسماعيل الدفتار‪ ،‬حديث افتراق األ ّمة في ميزان القبول والر ّد‪ ،‬مؤتمر الدوحة لحوار المذاھب‪ ،‬الدوحة‪ 22-21 ،‬يناير‬
‫‪ ،2007‬وثيقة وزعت على المشاركين في المؤتمر‪.‬‬

‫)‪ (14‬مح ّمد جواد مغنيه‪ ،‬الفرق بين ال ّدين والمذھب‪ ،‬رسالة اإلسالم‪ ،‬السنة ‪ ،8‬عدد ‪ ،1/29‬يناير ‪ ،1956‬جمادي اآلخرة‪،1375 ،‬‬
‫ص ‪.50‬‬

‫)‪ (15‬مح ّمد أبو زھرة‪ ،‬المجتمع القرآني رسالة اإلسالم‪ ،‬عدد‪ ،31‬ذو الحجة ‪ 1375‬ھـ‪ ،‬يوليو ‪ ،1956‬ص ‪.248‬‬

‫)‪ (16‬درسنا دور الفتاوى في صناعة التطرّف في مقالنا‪ :‬علي بن مبارك‪ ،‬دور اإلفتاء في التقريب بين المذاھب اإلسالمية‪ ،‬مجلة‬
‫الحياة‪ ،‬جمعية التراث‪ ،‬غرداية الجزائر‪ ،‬عدد ‪،18‬يوليو ‪ ،2014‬ص ص ‪) 52-38‬القسم األوّل(‪.‬‬

‫)‪ (17‬المنظمة اإلسالمية للتربية والعلوم والثقافة‪ ،‬إستراتيجيا التقريب بين المذاھب اإلسالمية‪ ،‬منشورات المنظمة اإلسالمية‬
‫للتربية والعلوم والثقافة‪ ،‬الرباط‪ ، 2004 ،‬ص ‪.21‬‬

‫)‪ (18‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫)‪ (19‬المنظمة اإلسالمية للتربية والعلوم والثقافة بالرباط‪ ،‬أبحاث الندوة الثانية »التّقريب بين المذاھب اإلسالمية«‪ ،‬من ‪ 27‬إلى ‪29‬‬
‫أغسطس ‪ ،1996‬منشورات المنظمة اإلسالمية للتربية والعلوم والثقافة‪ ،1997 ،‬ص ‪.192‬‬

‫)‪ (20‬مح ّمد عمارة‪ ،‬التّقريب بين المذاھب اإلسالميّة )رأي وتعقيب(‪ ،‬رسالة التّقريب‪ ،‬عدد ‪ ،36‬ص ص ‪.296-285‬‬

‫واعتبر مح ّمد عمارة التطرّف والتكفير لغما ً مغروسا ً في جسد األ ّمة اإلسالميّة يمكن له أن يتف ّجر في ك ّل حين وكلّما سنحت‬
‫الظروف بذلك‪،‬مح ّمد عمارة‪ ،‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.293‬‬

‫)‪ (21‬مح ّمد عمارة‪ ،‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.294‬‬

‫)‪ (22‬مح ّمد عمارة‪ ،‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.294‬‬

‫)‪ (23‬من ذلك ما ذھب إليه يوسف القرضاوي في كتابه »ظاھرة الغل ّو في التكفير« إذ حصر السبب الرئيسي لظاھرة الغل ّو في‬
‫التكفير في معاملة الحكومات القاسية والعنيفة للشباب المسلم‪ ،‬طبعة مكتبة وھبة‪ ،‬عابدين‪ ،‬مصر‪.1990 ،‬‬

‫)‪ (24‬يمكن االستفادة من كتاب »التكفير بين ال ّدين والسّياسة« لمح ّمد يونس‪ ،‬مركز القاھرة لدراسات حقوق اإلنسان‪1999 ،‬‬
‫)سلسلة مبادرات فكرية(‪.‬‬

‫)‪ (25‬نذكر على سبيل المثال ما كتبه علي حرب في السنوات األخيرة من قبيل‪:‬‬

‫‪5 sur 6‬‬ ‫‪25/02/2016 15:36‬‬


‫‪AlDoha Magazine‬‬ ‫‪http://www.aldohamagazine.com/Print.aspx?n=b1d0e6d7-5b0e-46fc-90...‬‬

‫‪ -‬العالم ومأزقه منطق الصدام ولغة التداول‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪2002 ،‬‬

‫‪ -‬أزمنة الحداثة الفائقة‪ :‬اإلصالح‪-‬اإلرھاب‪-‬الشراكة‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪2004 ،‬‬

‫‪ -‬اإلنسان األدنى؛ أمراض ال ّدين وأعطال الحداثة‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بيروت‪.2005 ،‬‬

‫)‪ (26‬مجموعة مؤلّفين‪ ،‬أضواء على التعصّب‪ ،‬دار أمواج‪ ،‬بيروت‪ ،1993 ،‬ص ‪.176‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة لمجلة الدوحة‬

‫‪6 sur 6‬‬ ‫‪25/02/2016 15:36‬‬

You might also like