You are on page 1of 5

‫سؤال الكفاءة المهنية برسم سنة ‪:2017‬‬

‫متصرف لوزارة الداخلية‬


‫إلى أي حد يمكن أن نعتبر الحكامة الجيدة أحد العوامل األساسية لتحسين األداء اإلداري‬
‫بالجماعات؟‪.‬‬

‫قبل الجواب عن السؤال ينبغي أوال وضع تصميم في الصفحة األولى بعدها يتم تنزيل جميع األفكار‬
‫حسب ترتيب التصميم في المسودة حتى يتسنى لك وضع جميع النقط و األفكار و إذا ما تم نسيان أي‬
‫فكرة يمكن تداركها أثناء ربط األفكار في المسودة أو أثناء التحرير في ورقة االمتحان‪.‬‬

‫التصميم‬

‫تقديم‪ :‬لمحة تاريخية عن تطور إصالح اإلدارة بالمغرب‬

‫المطلب األول ‪ :‬الحكامة الجيدة و مبادئها‬


‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف و مفهوم الحكامة‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مبادئ الحكامة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األداء اإلداري بالجماعات‬


‫الفقرة األولى‪ :‬اإلكراهات‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الحلول‬


‫المطلب الثالث‪ :‬عالقة الحكامة الجيدة بحسن األداء اإلداري للجماعات‬

‫خاتمة‬
‫لقد مر مسلسل إصالح اإلدارة المغربية عبر محطات عديدة منذ فجر‬
‫االستقالل إلى يومنا هذا و ذلك تماشيا مع التطورات و المستجدات التي‬
‫تعرفها كل حقبة تاريخية و حسب كذلك الظروف السياسية و االقتصادية و‬
‫االجتماعية‪ .‬و لعل تقرير البنك الدولي و اللجن الوطنية إلصالح اإلدارة قد عجل‬
‫بمسلسل اإلصالح بعد تم وضع األصبع على مجموعة من االختالالت و‬
‫المشاكل التي كانت تحد من نجاعة الخدمات التي تقدمها المؤسسات‬
‫العمومية و الجماعات الترابية‪.‬‬

‫و يمكن اعتبار التنظيم االداري و الترابي بالمملكة أحد أسس و قواعد هاته‬
‫اإلصالحات إذ شمل هذا األخير جميع التنظيمات المنظمة لمجالس الجماعات‬
‫الترابية و لعل أهمها مجالس الجماعات الذي عرف عدة تعديالت بدء من ظهير‬
‫‪ 1960‬إلى حدود القانون التنظيمي رقم ‪ 113 .14‬الذي أتى بمستجدات عميقة‬
‫و كثيرة همت جل مناحي حياة االفراد و الجماعات‬

‫و تعتبر الحكامة الجيدة من بين مجموعة من المستجدات التي نص عليها‬


‫دستور ‪ 2011‬و كذلك القانون المومأ رقمه أعاله و التي فرضتها ظروف و عوامل‬
‫آنية من أجل إصالح مؤسساتي شمولي و عادل‪ ،‬إذن فإلى أي حد يمكن‬
‫اعتبار الحكامة أحد العوامل األساسية لتحسين األداء اإلداري بالجماعات؟‬

‫و لإلجابة عن هذه اإلشكالية ينبغي التطرق أوال إلى الحكامة الجيدة و‬


‫مبادئها أوال ثم األداء اإلداري بالجماعات و ما يعتريه من اكراهات و ما هي‬
‫الحلول التي أتى بها االصالح األخير ثانيا و ثالثا يمكن الحديث عن الحكامة‬
‫الجيدة و عالقتها بحسن األداء اإلداري للجماعات‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الحكامة الجيدة و مبادئها‬

‫إن ظهور الحكامة الجيدة كان رهين بمحطات عديدة بحيث يمكن اعتبارها‬
‫أحد افرازات التطور الديمغرافي و االقتصادي و االجتماعي التي عرفها المغرب‬
‫و بذلك كان لزاما التنصيص عليها دستور ‪ 2011‬الذي اعتبرها أحد أسس و‬
‫مقومات االصالح اإلداري‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف و مفهوم الحكامة‬

‫لقد استعصى على جل الباحثين و المختصين بالشأن المحلي و اإلداري‬


‫اعطاء مفهوم و تعريف موحد للحكامة ‪ ،‬إذ اعتبرها البنك الدولي حالة من‬
‫التدبير الجيد و المعقلن و كذا منظمة األمم المتحدة التي اعتبرها غاية‬
‫منشودة لتحقيق عدالة اجتماعية‪ ،‬فعلى العموم يمكن إدماج جميع المفاهيم‬
‫و التعاريف على أنها قاعدة مهمة و سامية لتنظيم الحياة السياسية و اإلدارية‬
‫داخل جميع فضاءات المؤسسات العمومية ترتقي هذه األخيرة إلى تقديم‬
‫خدمات لجميع المواطنين في ظروف صحية و بشكل عادل و متساو‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مبادئ الحكامة‬

‫إلصالح شامل كان ال بد من دراسة الوضع الذي عاشته دواليب اإلدارة من‬
‫سوء في التسيير و على رأسها الجماعات وبذلك فإن دستور ‪ 2011‬و كذا‬
‫القانون التنظيمي رقم‪ 14.113‬قد أعطى مجموعة من المبادئ يمكن اجمالها‬
‫في ما يلي‪:‬‬

‫الشفافية‪ :‬و تعتبر من أهم أسس الحكامة إذ تعطي للمواطن حق االطالع‬


‫على المعلومات في حينها و وقتها كما تلزم مجالس الجماعات بنشر جميع‬
‫المقررات و القرارات‪.‬‬

‫الديمقراطية ‪ :‬و تخص باالساس و بشكل عام حرية التصويت على المقررات‬
‫المتخذة من قبل مجلس الجماعة و كذلك حرية التداول و المصادقة‪.‬‬

‫النجاعة و الفعالية‪ :‬إن جميع القرارات و المقررات المتخذة ينبغي أن يطبعها‬


‫الجدية و الفعالية مراعية بذلك جميع نواحي معطيات الحياة الخاصة باالفراد و‬
‫الجماعات و كذبك الفوارق المجالية‪.‬‬

‫احترام النوع‪:‬في وقت كان يسود فيه الفكر الذكوري على المشهد اإلداري‬
‫بالمغرب و على طائفة دون أخرى فقد نصت من القوانين على التوفيق بين‬
‫جميع أطياف مكونات المجتمع من رجال و نساء و شباب و شابات‪.‬‬

‫ربط المسؤولية بالمحاسبة‪ :‬و لعل هذا المبدأ يعتبر أهم مبادئ الحكامة‬
‫الجيدة بحيث تم التنصيص عليه في دستور ‪ 2011‬فالمسؤولية ال تستقيم‬
‫بدون محاسبة المسؤول على األخطاء التي قد يرتكبها أثناء أداء مهامه‪ ،‬و‬
‫بالتالي فإنه في غياب المحاسبة يسود الفساد و الزبونية و المحسوبية‪ .‬و‬
‫تعتبر المفتشية العامة التابعة لوزارة الداخلية و المجلس األعلى للحسابات و‬
‫اللجنة الوطنية للنزاهة الجهات الساهرة بشكل أو بآخر على تطبيق هذا‬
‫المبدأ‪.‬‬

‫المشاركة و التشارك ) تم كتابة هذا المبدأ مباشرة في ورقة التحرير(‬

‫إن هذه المبادئ جميعها جاءت لتجويد العمل اإلداري بالجماعة حتى تتمكن‬
‫من االنتقال من التسيير إلى التدبير رغم االكراهات و المشاكل التي تحد من‬
‫نجاعة و فعالية الخدمات التي تقدمها الجماعات‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األداء اإلداري بالجماعات‬

‫لقد أتى اإلصالح اإلداري الذي هم قطاع الجماعات منذ عهد االستقالل بناء‬
‫على مجموعة من المشاكل و االكراهات التي عاشتها إلى حدود القانون‬
‫التنظيمي المنظم لمجالس الجماعات المحلية رقم ‪ 113.14‬الذي أتى بحلول‬
‫جديرة بالذكر‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اإلكراهات‬

‫و يمكن اختزالها في أمور تتعلق بطول المساطر اإلدارية و التعقيدات و عدم‬


‫تعليل القرارات و المقررات و كذلك طول أمد الجواب عن الشكايات و التظلمات‬
‫و كذلك سلطة الوصايا التي تحد من نجاعة العمل الجماعي دون أن ننسى‬
‫مستوى األكاديمي للموظف و أعضاء المجلس و كذلك عدم التركيز اإلداري‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الحلول‬

‫لقد أتى قانون ‪ 113.14‬بمجموعة من الحلول من أجل الرقي بالعمل‬


‫ال جماعي و تجويدها و نخص بالذكر هنا مبدأ حسن التدبير الحر ‪ ،‬والذي من‬
‫خالله و في الفصل الثاني اعتبر أن الجماعة تنظيم اداري يتمتع بالشخصية‬
‫االعتبارية و االستقالل المالي و اإلداري‪ ،‬و كذلك قد نص على مبدأ التفريع و‬
‫التمايز الذي خول للجماعة مجموعة من االختصاصات الذاتي و المشتركة و‬
‫المنقولة‪ ،‬كما أنه من بين الحلول التي أتى بها القانون السابق و الذي أعطى‬
‫دفعة مهمة للعمل الجماعي هو تحويل سلطة الوصايا اإلدارية التي كانت‬
‫تمارسها السلطة المكلفة بالحكومة في شخص ممثلها المحلي عامل‬
‫العمالة أو االقليم إلى رقابة قضائية لضمان استقاللية قرارات الجماعات‪.‬‬

‫و تعتبر كذلك الحكامة من ضمن الحلول و المستجدات التي خصص لها‬


‫القانون التنظيمي لسنة ‪ 2015‬مجموعة من الفصول بعينها و ذلك باعتبارها‬
‫أحد العوامل األساسية لتحسين األداء اإلداري للجماعات‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عالقة الحكامة الجيدة بحسن األداء اإلداري للجماعات‬

‫لقد بوأ دستور ‪ 2011‬الجهوية المتقدمة مكانة هامة داخل منظومة التقطيع‬
‫اإلداري بالمملكة و تعتبر مجالس الجماعات أحد أهمها باعتبارها الحلقة‬
‫األقرب و المتصلة مباشرة بهموم و حاجيات األفراد و الجماعات ‪ ،‬و من تم كان‬
‫لزاما و أمرا محتوما بتجويد الخدمات و االنتقال من ما يصطلح عليه بالتسيير‬
‫إلى مرتبة أعلى و أهم و هي التدبير و ال يمكن أن يستقيم هذا األخير بمنأى‬
‫عن مجموعة من المبادئ و القواعد التي تدور في فلك ما يصطلح عليه‬
‫بالحكامة الجيدة‪.‬‬

‫ولعل الفقرة األخيرة من الفصل األول من دستور ‪ 2011‬قد أشارت إلى ضرورة‬
‫ربط المسؤولية بالمحاسبة التي تعتبر أحد أهم مبادئ الحكامة الجيدة إنما‬
‫هي إشارة قوية من أسمى قانون في البالد إلى مكانة الحكامة من أجل‬
‫تقديم خدمات في مستوى ترقى إلى الدرجة السامية للدستور‪ .‬و كذلك ال‬
‫يمكن الحديث عن مبدأ حسن التدبير الحر الذي يعتبر أحد مستجدات القانون‬
‫التنظيمي في غياب الشفافية التي أصبحت مطلب مجتمعي بحكم تطور‬
‫ال منابر اإلعالمية و صفحات التواصل االجتماعي بحيث ألزم مجلس الجماعة‬
‫بتعليق جميع المقررات الصادرة عن المجلس بشكل ديمقراطي و تداولي و‬
‫كذلك القرارات الصادرة عن الرئيس و نشرها‪ ،‬كما أن هذه القرارات أو المقررات‬
‫ينبغي أن تكون ذات نجاعة و فعالية بحيث يجب دراسة المشاريع التنموية عن‬
‫طرح جمع المعطيات و طرح االفكار وفق مقاربة تشاركية مع المجتمع المدنين‬
‫و عقد شراكات مع القطاع الخاص مع امكانية تقديم عرائض و مقترحات من‬
‫قبل الجمعيات النشيطة التي تنتمي إلى تراب الجماعة‪.‬‬

‫و من هذا المنطلق فإن الحكامة الجيدة و مبادئها قد ساهمت بشكل كبير و‬


‫جلي في تجويد االداء االداري بالجماعات بحيث تعتبر أحد العوامل األساسية‬
‫في تحسين الخدمات التي تقدمها الجماعات للعموم المواطنين‪.‬‬

‫خاتمة‬

‫لقد تعددت خطابات صاحب الجاللة الملك محمد السادس الرامية إلى‬
‫ضرورة الرقي بالعمل اإلداري و لعل أهمها خطاب العرش لسنة ‪ 2017‬الذي‬
‫دعا فيه جميع أطياف و مكونات اإلدارة العمومية و االحزاب السياسية إلى‬
‫تظافر الجهود و محاربة كل أنواع التقاعس و التجبر و البطء الحاصل في جميع‬
‫اإلدارات العمومية‪.‬‬

You might also like