‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫ﺩ ‪ .‬ﺑﺸﻴﺮ ﺧﻠﻴﻔﻲ‬
‫ﺷﻌﺒﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ‪ -‬ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ‬

‫ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣــﺎ ﻳﻮﺻﻒ اﳌﻨﺘﺞ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ـ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮ ﻲ و اﻹﺳــﻼﻣــﻲ ﺑ وﻋﮫ ﻧﺤﻮ‬
‫اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ‪ ،‬و ﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻔﺴﺮ ﺑﻤﺮﻛﺰ ﺔ أورو ﻴﺔ أﺳﺴﺖ ﻷﺻﻮل و ﻣﻨﻄﻠﻘﺎت اﻟﺘﻔﻠﺴﻒ‬
‫وﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎق ا ﺎدث أﺳﺎﺳﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﺘﺎر ﺨﻴﺔ و اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻤﺎ‬

‫ﻟﻘﺪ اﺗﺠ ﺖ ﻌﺾ اﻟ ﻋﺎت اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ إ اﻻﺣﺘﻔﺎء ﺬﻩ اﳌﺮﻛﺰ ﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹﻗﺮار‬

‫ﺑﺎﳌﻮاءﻣﺔ ا ﺎﺻﻠﺔ ﺑ ن اﻟﺘﻔﻠﺴﻒ ﻛﻤﻤﺎرﺳﺔ ﻓﻜﺮ ﺔ ﺣــﺮة و ﺑ ن ا ﺎل اﻟﺘﺪاو اﻟﻐﺮ ﻲ‬
‫ﻌﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜ ‪.‬‬ ‫اﻟﺬي ﻳﻮﻓﺮ ﺟﻤﻠﺔ اﻟﺸﺮوط اﳌﺆﺳﺴﺔ و اﳌ‬

‫و اﳌﻨﻄﻠﻘﺎت اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻧﻔﺴ ﺎ اﻟ ﺗﺄ ﻰ أن ﺗﺤﺪد‬ ‫ﺑﻴﺪ أن ﺬا اﻟﺒﻘﻮل ﻻ ﻳﺘﻤﺎ‬

‫ﺑﻤﺴﻄﺮة ﺗﻔﻜ واﺣﺪة ‪ ،‬أو أن ﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻨﻤﻮذج ﻌﺴﻔﻲ ﻳﻔﺮض ﻋ اﻷﻓ ﺎر أن ﺗﺄ ﻲ وﻓﻖ‬
‫ﺷﺎ ﻠﺔ ﻣﺤـﺪدة ﺳﻠﻔﺎ ﻟ ﻲ ﻌﻄﻰ ﺿﻤﺎﻧﺔ اﻟﺼﻼﺣﻴﺔ و اﻟﻘﺒﻮل ‪.‬‬

‫ﻨﺎ ﻳﺤﻖ ﻟﻨﺎ أن ﻧ ﺴﺎءل ﻋﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺪاﻓﻌﺔ ﻟ ﺸﻜﻴﻞ و ﺸﺮ ﺬا اﻟﺘﺼﻮر اﳌﺘﻤﺜﻞ‬

‫ر ﻂ ﻓﺮادة اﻹﺑﺪاع اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﻘﺮر ﺿﻮء اﳌﻔﺎ ﻴﻢ اﻟﻐﺎﻟﺒﺔ و اﻟﺮاﺋﺠﺔ‬
‫اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻐﺮ ﻲ ‪ ،‬ﻣﺘﻮﺳﻤ ن ذﻟﻚ ﺑﺎﻹﺳ ﺎﻣﺎت اﻟﻔﻜﺮﺔ اﻟ أﻧﺠﺰ ﺎ اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف اﳌﻐﺮ ﻲ‬
‫ﻴﺌﺔ اﻟﻈﺮوف و اﻷﺳﺒﺎب‬ ‫ﻃﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋ ﻣﺸﺮوﻋﮫ اﳌﻌﺮ اﻟﺬي ﻋﻤﺪ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮫ إ‬
‫اﻟﻨﻈﺮﺔ ا ﺎﻣﻌﺔ ﺑ ن اﻹﺑﺪاع اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ و اﻻرﺗﺒﺎط ﺑﺎ ﺎل اﻟﺘﺪاو ‪.1‬‬

‫‪ - 1‬ﻃﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ ،‬ﺣﻮارات ﻣﻦ أﺟﻞ ا ﺴﺘﻘﺒﻞ ‪ ،‬دار اﻟﻬﺎدي ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ و اﻟﻨﴩ و اﻟﺘﻮزﻳﻊ ‪ ،‬ﺑ وت ‪ ،‬ط ‪1‬‬
‫‪ ، 2003 ،‬ص ‪. 37‬‬
‫‪123‬‬
 ‫ﻃﺮ ﻖ اﻹﺑﺪاع اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ‬

‫ﻟﻘﺪ ﺷ ﻞ ﻋﻨﺼﺮ اﻟﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻹﺑﺪاع اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ و اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬

‫ﺬﻩ ا ﺘﻤﻌﺎت‬ ‫ﺎﺟﺴﺎ ﻣﺮﻛﺰ ﺎ ﻟﺪى ﻃﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ ،‬ﺧﺼﻮﺻﺎ و أن اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ‬
‫ﻇﻞ ر ﻴﻨﺎ ﻟﻠﺘﻘﻠﻴـﺪ ؛ ﺗﻘﻠﻴﺪ اﳌﻨﻘﻮل ﻣﻦ ﺟ ﺔ و ﺗﻘﻠﻴﺪ اﻟﻐﺮب ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ ‪.‬‬

‫إن اﺣﺘﻔﺎء ا ﻄﺎﺑﺎت اﳌﻌﺮﻓﻴﺔ اﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﺬﻩ اﻻﺗﺒﺎﻋﻴﺔ ﻋﺎﺋﺪ ﺑﺎﻷﺳﺎس‬

‫إ ﻏﻴﺎب ﻣﺤﺮك اﻹﺑﺪاع اﻟﺬات اﻟﻌﺮ ﻴﺔ اﳌﺘﻔﻠﺴﻔﺔ ‪ ،‬و ﻟﻦ ﻳ ﻮن ذﻟﻚ ﻧﻈﺮ ﻃﮫ ﻋﺒﺪ‬
‫اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﺸﻜﻴﻞ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻔﻜﺮ ﺔ ﻟﻼﺳﺘﻘﻼل اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ اﳌــﺆدي ﻟﻺﺑﺪاع ‪ ،‬و‬
‫اﳌﺮﺗﺒﻂ أﺳﺎﺳﺎ ﺑﻔﻜﺮة اﻻﻧﻘﻄﺎع ‪. 1‬‬

‫دون أن ﻌ ذﻟــﻚ ﺗﺒ ﻗﻄﻴﻌﺔ ﺎﺋﻴﺔ ‪ ،‬ﻓــﺎﻟـﺘــﺪاول اﳌـﻌــﺮ ـ ـ ﺳﻴﺎﻗﮫ اﻷﻓـﻘــﻲ ﻣﻊ‬

‫اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻐﺮﻴﺔ اﳌﻌﺎﺻﺮة أو ﺳﻴﺎﻗﮫ اﻟﺸﺎﻗﻮ ﻣــﻊ اﻟ اث اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ اﻟﻌﺮ ﻲ و اﻹﺳﻼﻣﻲ‬
‫ﻳﺒﻘﻰ أﻣﺮا ﺑﺎﻟﻐﺎ اﻷ ﻤﻴﺔ ﻟ ﺸﻜﻴﻞ اﻟﺬات اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ اﳌﺒﺪﻋﺔ ‪ ،‬ﺑﻞ أن اﻹﺑﺪاع اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ‬
‫أ ﻢ ﺷﺮوﻃﮫ ر ن ﺬا اﻻرﺗﺒﺎط اﳌﻔﻀـﻲ إ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻷﻓﻜ ــﺎر ﻣﺎﺿ ﺎ و ﺣﺎﺿﺮ ﺎ ‪.‬‬

‫و ﻮ اﻟﺘﺼﻮر اﻟــﺬي ﻳﺆﻛﺪﻩ ﻃﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺗﻔﺼﻴﻠﮫ ﻟﺸﺮوط اﻹﺑــﺪاع ﻛﺤﺎﻟﺔ‬

‫إﺗﻴﺎن ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻤﻘﺎﺑﻞ ﻣﻮاﺟ ﺔ ﻣﺎ ﻊ ﻐﺮض اﻟﺘﺤﺮر ﻣﻨﮫ ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣــﻊ أﺣ ــﺪاث اﻟﻌﺼﺮ و ﺗﻤﺜﻞ أ ـﻌــﺎد اﻟــﻮﺿــﻊ اﻟـﺘــﺎر ـ ـ ‪ ،‬ز ــﺎدة ﻋ ﺗﻮﻓﺮ‬
‫اﻹﻣ ﺎﻧﺎت اﳌﺎدﻳﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻠ ﺎ ﺷــﺮوط أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻹﺑــﺪاع اﻻﺷﺘﻐﺎل اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ‬
‫ﻋ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﻮل و اﳌﻮﻗﻒ‪.‬‬

‫و ﻃﺎﳌﺎ أن اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻘﻮل أﻛ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﺮى ﻃﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻓﺈن اﺳﺘﻘﺎﻣﺔ‬
‫اﻟﻘﻮل ﻧﻈﺮﻩ ﺗــﺆدي ﺑﺎﻟﻀﺮورة إ ـ اﻹﺑــﺪاع اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ‪ ،‬وذﻟــﻚ ﺑﺎﺳﺘﻌﺎب ﻃﺮ ﻘﺔ ﻟﺘﺼﻮر‬
‫‪ - 1‬ﻃﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ ،‬ﻓﻘﻪ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ‪ :‬اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ و اﻟﱰﺟﻤﺔ ‪ ،‬ا ﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎﰲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ‪ ،‬ﺑ وت واﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء ‪،‬‬
‫ط ‪، 2000 ، 2‬ص ‪. 49‬‬
‫‪124‬‬
‫اﳌـﻀـﻤــﻮن و ﺻﻨﻌﮫ ﻋــﻦ ﻃــﺮ ــﻖ إﺧ ـﺮاﺟــﮫ ـ أﺷ ـ ــﺎل ﺑــﻼﻏـﻴــﺔ ﻻ ﻏـ ـ ﻋ ﺎ ‪ ،‬ﺧـﺼــﻮﺻــﺎ وأن‬
‫اﻟﺘﻔﻠﺴﻒ ﻻ ﻳﺤﻴﻞ إ اﻟﺒﻴﺎن أﻛ ﻣﻦ إﺣﺎﻟﺘﮫ إ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻌﺪ ﻋﻤﻼ ﻌ ﻋﻦ ﺴﻴﺞ ﻣﻌﺮ‬
‫ﻳﺨﺮج ﻣﻨﮫ اﻟﻨﺺ ﻣﻘﺮوءا ﻟﻐﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ‪.1‬‬

‫إن ﻣﺸ ﻠﺔ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ـ اﻟـﻌــﺎﻟــﻢ اﻟـﻌــﺮ ــﻲ و اﻹﺳــﻼﻣــﻲ ﺗﺤﻴﻞ ﺑــﺎﻟـﻀــﺮورة إ ـ ﻣﺸ ﻠﺔ‬

‫اﻹ ـﺴــﺎن اﻟــﺬي ﻟــﻢ ﺴﺘﻄﻊ أن ﻳﺤﻘﻖ اﻻﺳﺘﻘﻼل ا ﻀﺎري ﻐﺮض إﺣــﺪاﺛــﮫ ﻟﻠﻮﺛﺒﺔ اﻟ‬
‫ﺗﻤﻜﻨﮫ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ذاﺗــﮫ ‪ ،‬و ﺑﺎﻟﺘﺎ إﻳﺠﺎد اﳌﻌ اﳌﺘﻤﺜﻞ ﻓ ﻤﮫ و ﺳﻴﻄﺮﺗﮫ ﻋ واﻗﻌﮫ ‪،‬‬
‫اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أدى إ اﻟﻮﻗﻮع اﻟﻌﻘﻢ و اﻟﺘﻜﺮار ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ أﺳﺎﺳﺎ إ اﳌﻨﺠﺰ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ‪.‬‬

‫و ﻮ اﻻﺣﺘﻤﺎل اﻷﻏﻠﺐ اﻟﺬي ﻳ ﺘﺼﺮ ﻟﮫ ﻃﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺿﻮء إﻗﺮارﻩ ﺑﺼﻌﻮ ﺔ‬

‫اﻹﺷﺎرة إ وﺟﻮد ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻋﺮ ﻴﺔ إﺳﻼﻣﻴﺔ ﻋ ﻣﺴﺘﻮى اﳌﻨﻄﻠﻘﺎت و اﻟﺘﻔﺼﻴﻼت ‪ ،‬ﻃﺎﳌﺎ أن‬
‫اﳌﺘﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻌﺮب ﻋﻤﻮﻣ ﻢ ﻻ ﻳﺘﻮاﻧﻮن ﻋﻦ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻣﺎ ﻮ ﺣﺎﺻﻞ أورو ﻴﺎ ﻛﺸﺮط أﺳﺎس‬
‫ﻟﻼﻧ ﺴﺎب ﻟ ﺪاﺛـﺔ ‪ ،‬أو ﳌﺎ ﻮ ﺗﺮا ﻲ ﻛﺸﺮط ﻟﻼ ﺴﺎم ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ و اﻣﺘﻼك ا ﻘﻴﻘﺔ و‬
‫ذﻟﻚ ﺑﺎﻻﺣﺘﻔﺎء و اﻻﺣﺘﻤﺎء ﺑﺘﺎرﺦ ﻃﻮ ـﻞ ﻣﻦ اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎ و ﺣ ﺎﻳﺎت اﻟﻴﻮﺗﻮ ﻴﺎت اﳌﺎﺿﻴﺔ‬
‫و اﻵﺗـﻴــﺔ ﺑﺎﻟﺸ ﻞ اﻟــﺬي ﻳﻤﺪ اﻟﻀﻌﻔﺎء ـ ا ـ ــﺎل اﻟـﺘــﺪاو ـ اﻟــﻮﻃـ ـ ‪ ،‬اﻟـﻌــﺮ ــﻲ و اﻹﺳــﻼﻣــﻲ‬
‫ﺑﺎﳌﺘﻨﻔﺲ اﻟ ﺎﺋﻞ اﳌﺘﻤﺜﻞ ﺧﺰان ﺳﻴ ﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺘﻌﻮ ﺾ و اﻟﺘﻠﺬذ ﺑﺎﻟﻘﻮة ‪.‬‬

‫ﻟﺬﻟﻚ ﻌ ض ﻃﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﺎن ﻋ اﻟ ﻮﻧﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ و ذﻟﻚ ﻟﻌﺪم ﺗﻮﻓﺮ اﻟﻄﺎ ﻊ‬

‫اﻟ ﻮ ﻲ ﻓ ﺎ ‪ ،‬ﻓﻤﻦ ﺟ ﺔ إ ﺎ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺴﻴﺎق ﺗﺪاو ﻗﻮﻣﻲ ﻣﻔﺮوض ﺑﻤﻔ ﻮم ﺳ ﻮ ﻲ ﻳﺨ ل‬
‫ﻣﻌﻄﻴﺎت اﻟﺼ ورة و اﻟﺘﻌﺪد ‪ ،‬و ﻣﻦ زاو ﺔ أﺧﺮى إ ﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻌﻤﻴﻤﻴﺔ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﳌﻌﺎﻳ ﻻ‬
‫ﺗﻤﺖ إ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺑﺄﻳﺔ ﺻﻠﺔ ‪. 2‬‬

‫‪ - 1‬ﻃﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ ،‬اﻟﺤﻖ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﰲ اﻻﺧﺘﻼف اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ‪ ،‬ا ﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎﰲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ‪ ،‬ﺑ وت و اﻟﺪار ﺑﻴﻀﺎء‬
‫‪ ،‬ط ‪ ، 2002 ، 1‬ص ‪. 130‬‬
‫‪ - 2‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻔﺴﮫ ‪ ،‬ص ‪. 66‬‬
‫‪125‬‬
 ‫ﺳﺆال ا ﺪاﺛﺔ ﻋﻨﺪ ﻃﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ‬

‫ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﺤﻴﻞ ا ﺪاﺛﺔ ﻣﻌﻨﺎ ﺎ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ إ ذاك اﳌﻨﺠﺰ اﳌﺘﻌﺪد اﻷ ﻌﺎد اﻟﺬي ﺣﺪث‬
‫ﻋﺼﺮ اﻷﻧﻮار ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻ ﻌﻄﺎف اﻟﺪﻳ ﺎر ﻲ ﺑﺈﻋﻼء أ ﻤﻴﺔ اﻟﻌﻘﻞ وا ﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﮫ ﻣﻦ‬
‫ﺗﺼﻮرات اﻟﺸﻚ اﳌﺬ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺸ أﻳﻀـﺎ إ إﺳ ﺎم إﻣﺎﻧﻮ ﻞ ﺎﻧﻂ ﻓﻠﺴﻔﺘﮫ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ‬
‫ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻘﺪﻩ ا ﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻷﺧﻼق وﻛﺬا ا ﻜﻢ ا ﻤﺎ ‪.1‬‬

‫أﻣــﺎ ﻣــﻦ زاو ــﺔ اﻷدب ﻓﺈ ﺎ ﺸ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﺘﻄﻮر ا ﺎﺻﻞ ـ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﻨﺺ اﻷد ــﻲ ‪،‬‬
‫و ذﻟــﻚ ﺑﺘﺨﻠﻴﺼﮫ ﻣﻦ إﻛـﺮا ــﺎت و ﻌﻘﻴﺪات اﻟـﻀــﺮورات اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ اﳌ ﺔ ﻋ اﻟﺸ ﻞ‬
‫ﺧﺼﻮﺻﺎ‪.2‬‬

‫و اﻟــﻮاﻗــﻊ أﻧﻨﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﺘﺤﺪث ﻋــﻦ ا ﺪاﺛﺔ ﻋﻨﺪ ﻃــﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻻ ﻧﺤﻴﻞ إ ـ ﻣﺎ‬
‫ﻳﻘﺎﺑﻞ اﻟﻘﺪاﻣﺔ و ﻻ ﻋ اﳌﻨﺠﺰ اﻟﻐﺮ ﻲ ﺑﺤﺮﻓﻴﺘﮫ و ﺗﻤﺎﻣﮫ ‪ ،‬و إﻧﻤﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ﺎ ﺣﺪﺛﺎ ﻗﺪ ﺣﺼـﻞ‬
‫اﻟﺰﻣﺎن و اﳌ ﺎن ﺷﺮ ﻄﺔ اﻻﻟ ام ﺑﺎ ﺪة و اﻹﺑﺪاع و ﻛﺬا اﻹ ﻐﺎل اﻟﺘﺠﺮﺔ اﻹ ﺴﺎﻧﻴﺔ‬
‫اﻟ ﺗﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﺷﺄن اﻹ ﺴﺎن ﺑ ﻮﻧﮫ ﻓﺮدا ﻋﺎﻗﻼ ‪ ،‬ﺣﺮا و ﻣﺴﺆوﻻ ‪.‬‬

‫إن ﺗﻮﺻﻴﻒ ا ﺪاﺛﺔ ﻋﻨﺪ ﻃﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺟ ار ﻣﻜﺮور ﻟ ﺬا اﳌﻨﺘﺞ‬
‫ﺳﻴﺎﻗﮫ اﻷورو ﻲ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻳﻤﺜﻞ ﺳﻌﻴﺎ أﺻﻴﻼ ﻟﻔ ﻤﮫ داﺧﻞ ا ﺎل اﻟﺘﺪاو اﻹﺳﻼﻣﻲ ‪ ،‬و ذﻟﻚ‬
‫ﺑﺈﻋﻄﺎ ﺎ ﻌﺪا أﺧﻼﻗﻴﺎ ﺑﺎﻟﺸ ﻞ اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻨﮫ ﻣﻦ إﺣﺪاث ﻧﻘﻄﺔ اﻧﻄﻼق ﻟﻺﺑﺪاع اﻟﻌﺎم ‪ ،‬و‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺎ إﻣ ﺎﻧﻴﺔ إﺣﺪاث اﻟﻴﻘﻈﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب و اﳌﺴﻠﻤ ن ﻋﻦ ﻃﺮ ﻖ ا ﺪاﺛﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ أوﻻ‬
‫‪ ،‬ﻇﻞ اﻟﻌﺴﺮ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﻠﻘﺒﺾ ﻋ دﻋﺎﺋﻢ ا ﺪاﺛﺔ ﻛﻤﻨﺠﺰ ﻋﻠ و ﺗﻜﻨﻮﻟﻮ ‪ ،‬ﺬا ﻣﺎ‬
‫دﻓﻌﮫ إ ﻧﻘﺪ ا ﺪاﺛﺔ اﻟﺮاﺋﺠﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋ أﺳﺎس اﻟﻔﺮدﻧﺔ و اﻟﺘﺤﺮر و ﻛﺬا إﻧ ﺎر اﻟﻘﻴﻢ‬
‫ﺑﺎﻟﺸ ﻞ اﻟﺬي ﻌﻴﻖ اﻟﻔﺮد ا ﻐﺮاﻓﻴﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ و اﻟﻌﺮﻴﺔ و اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ذاﺗﮫ‬
‫و اﻟﺘﻌﺒ ﻋﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴ ﺎ ‪ ،‬اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻐﻴﺐ ﺣﻀﻮر اﻟﻌﻘﻞ ﺷ ﻠﮫ اﳌﺴﺪد و اﳌﺆ ﺪ ‪ ،‬و‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺎ ﻳﺼﺮف إ ﺣ ن اﳌﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﳌﻘﺎﺻﺪ اﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ‪.3‬‬
‫‪1 - Ted Honderich ,The Oxford companion to philosophy, Oxford university press ,‬‬
‫‪U.S.A. second edition, 2005,p 617 .‬‬
‫‪2 - Gray martin , A Dictionary of literary terms, Longman York press ,Lebanon ,2‬‬
‫‪edition,1988,p128.‬‬
‫‪ - 3‬ﻃﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ ،‬ﺳﺆال اﻷﺧﻼق ؛ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﰲ اﻟﻨﻘﺪ اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟﻠﺤﺪاﺛﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ‪ ،‬ا ﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎﰲ اﻟﻌﺮﺑﻲ‬
‫‪ ،‬ﺑ وت و اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء ‪ ،‬ط ‪ ، 2005 ، 2‬ص ‪. 71‬‬
‫‪126‬‬
 ‫إن دﻋــﻮة اﻻﻧﺘﻤﺎء إ ا ﺪاﺛﺔ ﻧﻈﺮ ﻃﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺗــﺆدي ﺸ ﻞ ﺿــﺮوري إ‬
‫اﻹﻗﺮار ﺑﺄﺛﻔﻴﺔ اﻹﺑﺪاع ‪ ،‬إذ ﻻ ﻌﻘﻞ أن ﻳﺘﻢ ا ﺪﻳﺚ ﻋ ﺎ ﺷ ﻞ ﻣﺎ ﻊ و ﻼﻣﻲ ﺑﺪون ر ﻄ ﺎ‬
‫ﺑﺎﳌﻌﻄﻰ اﻟـﺘــﺪاو ـ ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ﺎ ﻧﺘﺎﺟﺎ ﻟـﻈــﺮوف ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ‪ ،‬اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ و ﺗﺎر ﺨﻴﺔ‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﺟﺎءت دﻋﻮة ﻃﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻻﺳﺘ ﻨﺎف اﻟﻌﻄﺎء اﳌﻌﺮ اﻹﺳﻼﻣﻲ ‪. 1‬‬

‫و ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺸﺮوع ﻓﻜﺮي ﻳﺘﺤﺪد أﺳﺎﺳﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌﻨﻄﻠﻘﺎت و اﳌﻘﺎﺻﺪ ‪،‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻮﺳﻞ ا ﺎل اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻛﻔﻀﺎء ﻣﺆﻃﺮ ﻟ ﺬا اﻻﺳﺘ ﻨﺎف ‪ ،‬ﺧﺼﻮﺻﺎ و أن اﻟﻈﺎ ﺮة‬
‫اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ـ ﺗﺼﻮر ﻃــﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ رد ــﺎ ﻋ واﻗـﻌــﺔ واﺣــﺪة ‪ ،‬إذ ﻟ ﺴﺖ‬
‫واﻗﻌﺔ ﻣﺘﻌﺪدة اﻟﻮﺟﻮﻩ ‪. 2‬‬ ‫ﻇﺎ ﺮة ﻟﻐﻮ ﺔ ﻣﺤﻀﺔ ‪ ،‬و إﻧﻤﺎ‬ ‫ﻇﺎ ﺮة ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﺻﺮﻓﺔ و ﻻ‬

‫و ﻷﺟــﻞ إﻋ ـﻄــﺎء ﻣـﺸــﺮوﻋــﮫ اﻟـﻔـﻜــﺮي ﺳـﺒــﻞ اﻻﻧـ ـﺸــﺎر و اﻻﺳـﺘـﻤـﺮار ــﺔ ﻋـﻤــﺪ ﻃــﮫ ﻋﺒﺪ‬
‫اﻟﺮﺣﻤﻦ إ اﺳﺘﻘﺼﺎء ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻓﻘﮫ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻛﻤﻌﺮﻓﺔ ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻦ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻟ ﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﺸ ﻞ اﻟﺬي ﻳﺒﺤﺚ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﺮﻗﻴ ﺎ و ﺗﻄﻮ ﺮ ﺎ ‪ ،‬ﻣﻌﺘﻤﺪا ذﻟﻚ ﻋ أﺳﻠﻮب ﻣﺘﻔﺮد‬
‫ـ اﻹﻗـﻨــﺎع اﺟﺘﺒﺎﻩ أوﻻ ﻣــﻦ ﺗﻤﺮﺳﮫ ـ اﳌﻨﻄﻖ اﻟــﺮ ــﺎ ـ و ﻛــﺬا إﳌــﺎﻣــﮫ ﺑﻨﻈﺮ ﺎت ا ﺎج‬
‫ﺑﺎ ﺪ اﻟﻜﺒ اﳌﻮﻇﻒ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻨﻈﺮي و اﳌﻌﺘﻤﺪ أﺳﺎﺳﺎ ﻋ‬ ‫ا ﺘﻠﻔﺔ ‪ ،‬ﻓﻜﺘﺎﺑﺎﺗﮫ‬
‫اﻟﺪﻗﺔ اﻟﻜﺒ ة ﻣﺰاوﺟﺔ اﻻﻋﺘﻨﺎء ا ﻤ ــﻊ و اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﺑ ن اﻟ ﻠﻤﺎت و اﻟﻌﺒﺎرات ﻣﻦ ﺟ ﺔ و‬
‫ﻛﺬا اﳌﻔﺎ ﻴﻢ و اﻟﺘﺼﻮرات ﻣﻦ زاو ﺔ أﺧﺮى ‪. 3‬‬

‫إن دﻋﻮة ﻃﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻟ ﺮوج ﻣﻦ اﻟﻘﻮل اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ا ﺎﻟﺺ إ اﻟﻘﻮل اﻟ‬
‫‪ ، 4‬ﺟ ــﺎءت ﺑــﺎﻷﺳــﺎس ﻷﺟ ــﻞ إﺧ ـﻀــﺎع ﻣـﻔـ ــﻮم ا ـ ــﺪاﺛــﺔ ـ ﺳـﻴــﺎﻗـ ــﺎ اﻟـﻐــﺮ ــﻲ ﻟﻠﻘﻴﻢ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‬
‫ﺎ ا ﺎل اﻟﺘﺪاو اﻟﻌﺮ ﻲ ‪ ،‬ﻣﻊ اﻟﺪﻋﻮة ﻟﺘﻜﺮﺲ ﻓﻌﻞ اﻻﻧﺘﻘﺎد ﻛﺤﺎﻟﺔ ﻣﻼزﻣﺔ‬ ‫اﻟ ﻳﺘﻤ‬
‫ﻟﻼﺷﺘﻐﺎل اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺑﺪرء إﻛﺮا ﺎت اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ا ﺎﻣﺪة اﻟ ﺗﺪﻋﻮ إ اﻻ ﺴﻼخ اﻟﻜ ﻣﻦ‬
‫‪ - 1‬ﻃﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ ،‬ﺣﻮارات ﻣﻦ أﺟﻞ ا ﺴﺘﻘﺒﻞ ‪ ،‬ص ‪. 62‬‬
‫‪ - 2‬ﻃﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ ،‬ﻓﻘﻪ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ‪ :‬اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ و اﻟﱰﺟﻤﺔ ‪ ،‬ص ‪. 21‬‬
‫‪ - 3‬ﻛﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ‪ ،‬أﺳﺌﻠﺔ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﰲ ا ﻐﺮب ‪ ،‬ا ﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎﰲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ‪ ،‬ﺑ وت و اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء ‪ ،‬ط ‪، 1‬‬
‫‪ ، 2003‬ص ‪134‬‬
‫‪ - 4‬ﻃﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ ،‬اﻟﺤﻖ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﰲ اﻻﺧﺘﻼف اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ‪ ،‬ص ‪. 106‬‬
‫‪127‬‬
‫ﺗﺮاث اﻟﺬات اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ‪ ،‬و ﺑﺎﻟﺘﺎ ﺗﺪﺧﻞ إﻃﺎر اﻻﺳ ﺴ ﺎل و اﻻﺳﺘﻼب ﻟﻠﻐﻮاﻳﺎت اﳌﻌﺮﻓﻴﺔ‬
‫اﻟ اﻗﺘﻀﺎ ﺎ اﻟﻐ أن ﺗ ﻮن ‪.‬‬

‫ﻟﺼﺎ ﺣــﺪاﺛــﺔ ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ ﺣﻴﺔ ﺗﺤﺘﻔﻲ ﺑﺎﳌﻨﻄﻠﻘﺎت ‪ ،‬و ذﻟــﻚ ﺑﺨﺮوﺟ ﺎ ﻋــﻦ ﻣﻌﻄﻰ‬
‫اﻟﻠﻮﻏﻮس أو اﻟﻌﻘﻞ ﺻﻴﻐﺘﮫ ا ﺮدة ﻛﻤﺎ ﺟــﺎء اﳌﺪوﻧﺔ اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻟﺼﺎ‬
‫ﻋﻘﻞ ﻳﺒﺼﺮ و ﻳ ﺒﺼﺮ و ﻌﻘﻞ ﺑﺼﺮﻩ و ﺗﺒﺼﺮﻩ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺒﻞ اﻟﺘﺤﻮل و اﻟﺘﺠﺪد ‪ ،‬و ﻳ ﺴﻢ‬
‫ﺑﺨﺎﺻﻴﺔ اﻟﻔﻌﻞ ـ اﳌـ ــﺎن ﻣــﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺣﻤﻠﮫ ﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺘﺪﺑﺮ ﻌﻴﺪا ﻋــﻦ ــﻞ وﺻــﺎﻳــﺔ أو‬
‫إﻛﺮاﻩ ‪.1‬‬

‫ر ﺎﻧﺎت اﳌﻌﻄﻰ اﻟﺘﺪاو‬

‫ر ﻂ ﻃﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺴﺆال اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﺑﺎﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﳌﻌ ة ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻋﻦ ا ﺪﻳﺔ‬

‫و ا ﺪة ‪ ،‬ﺑﺎﳌﻌ اﻟــﺬي ﺸ ط ﻣﻦ ﻃﺎرﺣﮫ أن ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋ اﻟﺼﺪق و اﳌﻘﺼﺪﻳﺔ و ذﻟﻚ‬
‫ﻟﺘﺠﺎوز اﻟﻌﺒ ﻴﺔ و اﻻﺑﺘﺬال ﻣﻦ دون أن ﻌ ذﻟﻚ إﻛﺮا ﺎ أو ﻌﺴﻔﺎ ‪.‬‬

‫و ا ﺎل ﻮ أن ﻃﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺟﺎء ﻣﻌﺎرﺿﺎ ﻟ ﻞ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺗﺄﺳ ﺴﻴﺔ اﺳ ﺒﺪادﻳﺔ‬

‫ﺗﺪ اﻻﻧﻔﺮاد و اﻟﺼﻼﺣﻴﺔ اﻟﺪاﺋﻤﺔ ‪ ،‬و ذﻟﻚ ﻟﺼﺎ اﻏﻨﺎء ا ﻮار اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ إﻃﺎر ﻣﻄﺎرﺣﺔ‬
‫ﺔ‪.‬‬ ‫ﻓﻜﺮ ﺔ ﻳﺘﻢ ﻓ ﺎ اﻹذﻋﺎن ﻟﻠﺼﻮاب ﺗﻤﺎﺷﻴﺎ ﻣﻊ ﻗﻮة ا‬

‫ﻟــﺬﻟــﻚ اﺗـﺠــﮫ ﻋ اﺟـ ـ ــﺎدات ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﻋــﺪﻳــﺪة إ ـ ﺿﺒﻂ ﻗــﻮاﻋــﺪ اﻻﺳ ـﺘــﺪﻻل و ﻛﺬا‬
‫ﺗﺄﺻﻴﻞ ا ــﻮار ﻋ إﺑﺮاز ﻓﻀﺎﺋﻠﮫ و ﺷﺮوط إﻏﻨﺎءﻩ ﺑﺎﻟﺸ ﻞ اﻟﺬي ﺴﻤﺢ ﺑﺘﻘﻠﻴﺺ ﺷﻘﺔ‬
‫ا ﻼف ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺪﺧﻞ اﻷﻃﺮاف ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺳﺘﻔﺎدة اﳌﺸ ﻛﺔ ﻃﺎﳌﺎ أن اﻷﻣﺮ ﺴﺘﺤﻴﻞ إ‬
‫” ﻧﻈﺮ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒ ن ” ‪. 2‬‬
‫‪ - 1‬ﻃﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ ،‬روح اﻟﺤﺪاﺛﺔ ‪ :‬ا ﺪﺧﻞ إﱃ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺤﺪاﺛﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ‪ ،‬ا ﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎﰲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ‪ ،‬ﺑ وت‬
‫و اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء ‪ ،‬ط ‪ ، 2006، 1‬ص ‪. 36‬‬
‫‪ - 2‬ﻃﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ ،‬ﰲ أﺻﻮل اﻟﺤﻮار و ﺗﺠﺪﻳﺪ ﻋﻠﻢ اﻟﻜﻼم ‪ ،‬ا ﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎﰲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ‪ ،‬ﺑ وت و اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‬
‫‪ ،‬ط ‪ ، 2007 ، 3‬ص ‪. 20‬‬
‫‪128‬‬
‫و ﻣــﻦ ﺛﻤﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ـ ﻧﻈﺮ ﻃــﮫ ﻋﺒﺪ اﻟــﺮﺣـﻤــﻦ أن ﻧﻤﻮﺿﻊ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ وﻓــﻖ إﻃــﺎر ــﺎ‬
‫اﻟﺘﺪاو ﺑﺪون إﺑﺪاع ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﳌﻨﻄﻖ ﻛﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﺤﺎﻳﺜﺔ ﺗﻀﺒﻂ آﻟﻴﺎت ا ﻄﺎب‬
‫ﺎﺟﻴﺘﮫ ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ أﻳﻀﺎ ﺑﻤﺎ اﺳ ﺸ ﻞ ﻣﻦ اﳌﻔﺎ ﻴﻢ و اﻟﻮﻗﺎ ﻊ داﺧﻞ‬ ‫ﻣﺪى ﺗﺮﺗ ﺒﮫ و‬
‫اﳌﻌﻄﻰ اﻟﺘﺪاو ﻟﻴ ء اﻟﺘﻔﻠﺴﻒ ﺣﺎﻟﺔ واﻋﻴﺔ ﻣﺴﺎ ﻤﺔ ﺣﻞ ﻣﻌﻀﻼت اﻟﻔﺮد و ﺗﻄﻮ ﺮ‬
‫أداءاﺗ ــﮫ ‪ ،‬و ـ اﻟــﺪﻋــﻮة اﻟﺼﺮﺤﺔ اﻟ دﻋــﺎ ﻃــﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف إ ـ اﻹﺑ ــﺪاع و‬
‫اﻻﻟﺘﺼﺎق ﺑﺎ ﺎل اﻟﺘﺪاو أي ﺑﻤﺠﺎﻟﮫ اﻟﻴﻮﻣﻲ ﻣﻘﻮﻣﺎﺗﮫ وﻣﺤﺪداﺗﮫ ‪. 1‬‬

‫ﺧﺼﺒﮫ و ﻧﻤﺎﺋﮫ ﻋﻨﺪ ﻃﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ‬ ‫و ﻳﺤﻀﺮ اﳌﻌﻄﻰ اﻟﺘﺪاو‬
‫اﻟ ﺟﻤﺔ ﻛﻔﻌﻞ ﺗﺄﺻﻴ ﻌﻤﺪ ﺻﺎﺣﺒﮫ إ ا ﺮوج ﻋﻦ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ا ﺮ و ذﻟﻚ ﺑ ﺸﻜﻴﻠﮫ‬
‫ﻟ ﺟﻤﺎت ﺗﺄﺧﺬ ﻋ ﻋﺎﺗﻘ ﺎ اﳌﺘﻠﻘﻲ اﻟﻌﺮ ﻲ ﻣﺠﺎﻟﮫ اﻟﺘﺪاو ﺑﺎﻟﻄﺮ ﻘﺔ اﻟ ﺗ ﻮن ﻣﻌﮫ‬
‫اﻟ ﺟﻤﺔ ﻣﻮﺻﻮﻟﺔ ﻟﺬ ﻦ اﻟﻘﺎرئ و ﻧﺎﻓﻌﺔ ﻟﮫ و ذﻟﻚ ﺑﺘﺠﺎو ﺎ ﻣﻊ اﳌﻘﺎﺻﺪ اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ أﺳﺎﺳﺎ‬
‫اﻟ ﻮض ﺑﻘﺪرة اﳌﺘﻠﻘﻲ ﻋ اﻟﺘﻔﻠﺴﻒ ‪. 2‬‬

‫إن اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ا ﻴﺔ اﻟ ﻗﺼﺪ ﺎ ﻃﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻌ ﻋﻦ رﻏﺒﺔ ﺗﺒ ﺌﺔ و اﺳﺘ ﺒﺎت‬

‫ا ﻮاﻧﺐ اﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ﻣﻌﻄﺎ ﺎ اﻟﺘﺪاو ‪ ،‬اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻠ ﺎ أﻛ ﻗﺮ ﺎ ﻣﻦ اﻟﻔ ﻢ و اﻹﻓ ﺎم‬
‫ﺎ ﻟﻠﺮا ﻦ و اﳌﻌ ﺶ ﺿﻤﻦ إﻃﺎر اﻟﺴﻴﺎق اﳌ ﺎ ﻲ و اﻟﺰﻣﺎ ﻲ اﻟﺬي ﻳﺤﻴﺎ ﻓﻴﮫ‬ ‫ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ﻣﻌﺎ‬
‫اﻷﻓ ـﺮاد ‪ ،‬ﻃــﺎﳌــﺎ أ ـ ــﻢ ــﻢ اﳌﻌﻨﻴﻮن اﻟﺬﻳـﻦ ﻌﺎﻧﻮن ﻣــﻦ اﻷزﻣ ــﺎت اﻟـﺸــﺪﻳــﺪة ‪ ،‬و ﻟﻌﻞ أﺑــﺮز ــﺎ‬
‫اﻟﺘﺨﻠﻒ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﻣﻨﺠﺰات اﻟﻌﻠﻢ ‪.‬‬

‫ﻣﻦ زاو ﺔ أﺧﺮى ﻻ ﺣﻴﺎة ﻟﻠﻔﻠﺴﻔـﺔ اﻟﻌﺮﻴﺔ ﻧﻈـﺮ ﻃﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻘـﻊ وﺻﻠ ﺎ‬
‫ﺑﺎﻷدب اﻟﻌﺮ ﻲ ﻗﺪﻳﻤﮫ و ﺣﺪﻳﺜﮫ ‪ ، 3‬و ذﻟﻚ ﻻﺣﺘﻮاﺋﮫ ﻷ ﻢ اﻹﺷﺎرات و ﻣﻼﻣﺢ اﳌﻌﻄﻰ اﻟﺘﺪاو‬
‫ﺗﻄﻮرﻩ و ﺗﻨﻮﻋﮫ ‪ ،‬و ﻛﺬا ﻟﻀﺮورﺗﮫ ﺗﺰو ﺪ ا ﻄﺎب اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻋ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﻮل و‬
‫اﻟﻔﻌﻞ ﺑﺄﺟﻤﻞ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ و أﺟﻮد ﺎ ‪ ،‬اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻌﻄﻲ ﻟﻠﻤﺘﻔﻠﺴﻒ ﻣ ﺎرة زاﺋﺪة ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ‬
‫‪ - 1‬ﻃﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ ،‬ﺣﻮارات ﻣﻦ أﺟﻞ ا ﺴﺘﻘﺒﻞ ‪ ،‬ص ‪. 37‬‬
‫‪ - 2‬ﻃﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ ،‬ﻓﻘﻪ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ‪ :‬اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ و اﻟﱰﺟﻤﺔ ‪ ،‬ص ‪. 353‬‬
‫‪ - 3‬ﻃﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ ،‬اﻟﺤﻖ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﰲ اﻻﺧﺘﻼف اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ‪ ،‬ص ‪. 107‬‬
‫‪129‬‬
 ‫ﻣﻊ ﺻﺮاع اﳌﻨﻄﻖ و اﻟﺒﻼﻏﺔ ‪.‬‬

‫و ﻻ ﺣـﻴــﺎة ﻟﻠﻔﻠﺴﻔﺔ اﻹﺳــﻼﻣـﻴــﺔ – ـ ﻧـﻈــﺮ ﻃــﮫ ﻋـﺒــﺪ اﻟــﺮﺣـﻤــﻦ – إن ـ ﻟــﻢ ﺗﺤﺘﻒ‬

‫ﻗﻮﻻ وﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﳌﺴﺪد و اﳌﺆ ﺪ ﺑﺎﻟﺸ ﻞ اﻟﺬي ﺴﻤﺢ ﺑﺎﻹﺑﺪاع اﳌﺴﺘﻤﺮ ﻟﻠﻤﻔﺎ ﻴﻢ‬
‫اﻹﺟﺮاﺋﻴﺔ ﻣﻦ داﺧﻞ ﺬا اﻟ اث ‪ ،‬اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻌﻄﻲ ﻟﻠﻤﺠﺎل اﻟﺘﺪاو اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻷﺣﻘﻴﺔ‬
‫إﺑﺪاع ﺣﺪاﺛﺔ أو ﻳﻘﻈﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﻋ ﻋﺎﺗﻘ ﺎ ” إﺗﻤﺎم ﻣﺎ ﻧﻘﺺ ﺳﺎﺑﻖ اﻷزﻣﺎن ﻣﻦ اﳌ ﺎرم ” ‪. 1‬‬

‫أﺧ ا ‪:‬‬

‫ﻧﺘﺎج ﺸﻜﻴﻞ‬ ‫ﻻ ﻣﺸﺎﺣﺔ أن اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ا ﻴﺔ اﻟ ﻗﺼﺪ ﺎ ﻃﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ‬

‫ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓ ﻢ و ﻋﻄﺎء ﻣﺘﺒﺎدل ﺑ ن اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ اﳌﺒﺪع ﻣﻦ ﺟ ﺔ و اﳌﻌﻄﻰ‬
‫اﻟﺘﺪاو ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ ‪.‬‬

‫و ــﻮ ﻣـﺸــﺮوع أﺧــﺬ ﻋ ﻋﺎﺗﻘﮫ إﺑــﺪاع اﻟﻘﻴﻢ اﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ﺧــﺎرج إﻃــﺎر ﻓﻌﻞ اﻻﺟـ ـ ار ‪،‬‬
‫ﺗﺤﺪﻳﺪا اﺟ ار ﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ اﻷوﻟﻮن و اﻵﺧﺮون ‪.‬‬

‫و ــﻮ اﳌﻄﻠﺐ اﻟــﺬي اﻧﺒ ﺖ ﻋﻠﻴﮫ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻄ ﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮة إ ـ أﺣﻘﻴﺔ ــﻞ ﻗﻮم‬
‫ﺧﺼﻮﺻﻴ ﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺷﺮﻄﺔ اﻻﻋ اف ﻟﻐ ﻢ ﺑﺬات‬ ‫و ﻣﻘﺘ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﻔﻠﺴﻒ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻤﺎ‬
‫ا ﻖ‪.‬‬

‫ﺧﺼﻮﺻﺎ و أن اﳌﻌﻄﻰ اﻟﺘﺪاو ﺑﺎﳌﻌ اﻟﺬي أﺷﺎر إﻟﻴﮫ ﻃﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻻ ﺸ ﻞ‬

‫ﻋﺎﺋﻘﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ و ذﻟــﻚ ﻟﺴ ﺒ ن اﺛﻨ ن ‪ :‬اﻷول أن اﳌﻌﻄﻰ اﻟﺘﺪاو واﻗــﻊ ‪ ،‬و اﻟﻮاﻗﻊ ﺣﺎدث‬
‫اﻟﺴ ورة و اﻟﺼ ورة ﻣﻔﺎدﻩ أن‬ ‫ﻻ ﺿﺮورة ﻓﻴﮫ ‪ ،‬ﺣ ن ﺸ اﻟﺜﺎ ﻲ إ درس ﺗﺎر‬
‫ﻣﺴ ة أﻟﻒ ﺗﺒﺪأ ﺑﺨﻄﻮة واﺣﺪة ‪...‬‬

‫‪ - 1‬ﻃﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ ،‬روح اﻟﺤﺪاﺛﺔ ‪ :‬ا ﺪﺧﻞ إﱃ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺤﺪاﺛﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ‪ ،‬ص ‪. 18‬‬
‫‪130‬‬
 ‫اﳌﺮاﺟ ــﻊ ‪:‬‬

‫أ – ﺑﺎﻟﻌﺮ ﻴﺔ ‪:‬‬

‫‪ - 1‬ﻛﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ‪ ،‬أﺳﺌﻠﺔ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ اﳌﻐﺮب ‪ ،‬اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎ اﻟﻌﺮ ﻲ‬
‫‪ ،‬ﺑ وت و اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء ‪ ،‬ط ‪. 2003 ، 1‬‬

‫‪ - 2‬ﻃﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ ،‬ا ﻖ اﻟﻌﺮ ﻲ اﻻﺧﺘﻼف اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ‪ ،‬اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎ اﻟﻌﺮ ﻲ‬
‫‪ ،‬ﺑ وت و اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء ‪ ،‬ط ‪. 2002 ، 1‬‬
‫‪ -3‬ﻃﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ ،‬ﺣﻮارات ﻣﻦ أﺟﻞ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ‪ ،‬دار اﻟ ﺎدي ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ و اﻟ ﺸﺮ‬
‫و اﻟﺘﻮز ﻊ ‪ ،‬ﺑ وت ‪ ،‬ط ‪. 2003 ، 1‬‬

‫‪ - 4‬ﻃــﮫ ﻋﺒﺪ اﻟــﺮﺣـﻤــﻦ ‪ ،‬روح ا ـ ــﺪاﺛــﺔ ‪ :‬اﳌــﺪﺧــﻞ إ ـ ﺗﺄﺳ ﺲ ا ـ ــﺪاﺛــﺔ اﻹﺳــﻼﻣـﻴــﺔ ‪،‬‬
‫اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎ اﻟﻌﺮ ﻲ ‪ ،‬ﺑ وت و اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء ‪ ،‬ط ‪. 2006 ، 1‬‬
‫‪ - 5‬ﻃﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ ،‬ﻓﻘﮫ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ‪ :‬اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ و اﻟ ﺟﻤﺔ ‪ ،‬اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎ اﻟﻌﺮ ﻲ ‪،‬‬
‫ﺑ وت واﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء ‪ ،‬ط ‪. 2000 ، 2‬‬

‫‪ - 6‬ﻃﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ ،‬أﺻﻮل ا ﻮار و ﺗﺠﺪﻳﺪ ﻋﻠﻢ اﻟﻜﻼم ‪ ،‬اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎ اﻟﻌﺮ ﻲ‬
‫‪ ،‬ﺑ وت و اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء ‪ ،‬ط ‪. 2007 ، 3‬‬

‫‪ - 7‬ﻃﮫ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ‪ ،‬ﺳﺆال اﻷﺧﻼق ؛ ﻣﺴﺎ ﻤﺔ اﻟﻨﻘﺪ اﻷﺧﻼ ﻟ ﺪاﺛﺔ اﻟﻐﺮﻴﺔ‬
‫‪ ،‬اﳌﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎ اﻟﻌﺮ ﻲ ‪ ،‬ﺑ وت و اﻟﺪاراﻟﺒﻴﻀﺎء ‪ ،‬ط ‪. 2005 ، 2‬‬

‫‪131‬‬
 : ‫ ﺑﺎﻻﻧﺠﻠ ﻳﺔ‬-‫ب‬

8
- Ted Honderich ,The Oxford companion to philosophy, Oxford
second edition, 2005. university press , U.S.A.
9
- Gray martin , A Dictionary of literary terms, Longman York press
,Lebanon , 2 edition,1988.

132