You are on page 1of 3

‫املحور الثالث‪ :‬الاندماج املصرفي‬

‫أوال‪ :‬مفهوم الاندماج املصرفي‪ :‬هو اتفاق يؤدي إلى اتحاد بنكين أو أكثر وذوبانهما إراديا في كيان مصرفي واحد‪ ،‬بحيث يكون الكيان الجديد ذو‬
‫قدرة أكبر على تحقيق اهداف ال يمكن تحقيقها قبل إتمام عملية الاندماج‪ ،‬ويسعى الاندماج املصرفي إلى تحقيق ثالثة أبعاد وهي‪:‬‬
‫‪ ‬البعد ألاول‪ :‬تحقيق املزيد من الطمأنينة والثقة لدى الجمهور املتعاملين مع البنك‪.‬‬
‫‪ ‬البعد الثاني‪ :‬خلق وضع تنافس ي أفضل للكيان املصرفي الجديد‪.‬‬
‫‪ ‬البعد الثالث‪ :‬إحالل كيان إداري جديد أكثر خبرة ليؤدي وضائف البنك بأعلى درجة من الكفاءة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع املصرفي‪ :‬يمكن التمييز بين ألانواع التالية لالندماج‪:‬‬
‫‪ .1‬الاندماج املصرفي من حيث طبيعة نشاط الوحدات املندمجة‪ :‬ويضم ألانواع التالية‪:‬‬
‫أ‪ /‬الاندماج املصرفي ألافقي‪ :‬يقصد به الاندماج املصرفي الذي يحدث بين بنكين يعمالن في نفس النشاط‪ ،‬ويتميز هذا النوع من الاندماج‬
‫بحدة الاحتكارات املصرفية وهوما يتطلب تدخل الحكومات لضمان سيادة روح املنافسة‪.‬‬
‫ب‪/‬الاندماج املصرفي الرأس ي‪ :‬وهو الاندماج الذي يتم بين البنوك الصغيرة في املناطق املختلفة والبنك الرئيس ي في املدن الكبرى‪ ،‬وبذلك‬
‫تصبح البنوك الصغيرة امتدادا للبنك الكبير‪.‬‬
‫ج‪/‬الاندماج املصرفي املتنوع‪ :‬هو الاندماج املصرفي الذي يتم بين بنكين أو أكثر يعمالن في أنشطة مختلفة وغير مترابطة فيما بينها‪ ،‬وذلك‬
‫مثل الاندماج الذي يتم بين بنك تجاري مثال وبنك متخصص‪.‬‬
‫‪ .2‬الاندماج املصرفي من حيث طبيعة العالقة بين أطراف عملية الاندماج‪ :‬يضم ألانواع التالية‪:‬‬
‫أ‪ /‬الاندماج املصرفي الطوعي أو الودي‪ :‬هو نوع من الاندماج يتممن خالل تطابق إلادارة والتفاهم املتبادل بين البنكين الدامج واملندمج‬
‫بهدف تحقيق مصلحة مشتركة‪.‬‬
‫ب‪/‬الاندماج املصرفي العدائي‪ :‬هو عبارة عن اندماج ال إرادي يحدث ضد رغبة البنك املستهدف‪ ،‬بحيث يقوم البنك الدامج بعرض شراء‬
‫أسهم مساهمي البنك وبأسعار أعلى من أسعار السائدة في السوق وذلك يمثل حافزا للمساهمين لقبول العرض الذي هو ضد رغبة البنك‬
‫املستهدف وهما يأخذ شكل الاستحواذ‪.‬‬
‫ج‪ /‬الاندماج املصرفي الاجباري أو القسري‪ :‬يحدث هذا الاندماج نتيجة لتعثر أحد البنوك ويتم اللجوء إليه بصفة استثنائية من قبل‬
‫السلطات النقدية من أجل حماية الجهاز املصرفي للدولة‪ ،‬بحيث انه يستعمل كطريقة لتنقية الجهاز املصرفي من البنوك املتعثرة أو التي‬
‫على وشك إلافالس‪.‬‬
‫‪ .3‬تصنيفات أخرى لالندماج املصرفي‪ :‬تشمل ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ /‬الاندماج املصرفي بالضم‪ :‬والذي يحدث من خالل قيام بنك بضم بنك أخر مع الاحتفاظ باسميهما معا‪ ،‬ويفضل استخدام هذا النوع‬
‫من الاندماج إذا كان البنكين يتمتعان بكفاءة جيدة ولهما سمعة حسنة‪.‬‬
‫ب‪ /‬الاندماج املصرفي باملزج‪ :‬حسب هذا ا لنوع من الاندماج يختفي الكيان القانوني للبنكين معا ويظهر كيان جديد مختلف تماما عنهما‬
‫ويحمل اسم وشخصية اعتبارية جديدة‪ ،‬ويستخدم هذا النوع في حالة ما اذا كانت سمعة البنكين غير جدية‪.‬‬
‫ج‪ /‬الاندماج املصرفي باالبتالع‪ :‬وهو أن أحد البنوك يقوم بابتالع بنك أخر ودمجه بحيث يذوب الكيان الخاص بالبنك ألاول (املندمج)‬
‫ويذوب داخل البنك الثاني (الدامج) ويحمل اسمه‪ ،‬ويحدث هذا النوع من الاندماج عندما يتمتع البنك بإمكانيات جيدة ولكن سمعته غير‬
‫جيدة في السوق املصرفية‪.‬‬
‫د‪ /‬الاندماج املصرفي باالمتصاص‪ :‬ويتم هذا النوع من الاندماج من خالل دمج أجزاء من البنك على دفعات إلى أن يتم الدمج الكلي‪ ،‬ويتم‬
‫هذا النوع في حالة وجود فروع ووحدات متناثرة في مناطق جغرافية‬
‫ثالثا‪ :‬مبررات ودوافع الاندماج املصرفي‪ :‬وتقسم إلى‪:‬‬
‫‪ .1‬الدوافع واملبررات الداخلية‪ :‬تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬الاستفادة من وفرات الحجم‪ :‬ألن اندماج بنكين ينتج عنه بنك يعمل بتكاليف أقل من مجموع تكاليف كل بنك على‬
‫حدا وبكفاءة أعلى بما يؤدي إلى زيادة الربحية؛‬
‫‪ ‬تحقيق متطلبات النمو والتوسع‪ ،‬حيث يعتبر الاندماج املصرفي أفضل الوسائل في حالة ضيق ألاسواق املحلية أو فتح الفروع‬
‫الجديدة التي تحتاج إلى تكاليف أعلى؛‬
‫‪ ‬مواجهة حالة التمصرف الزائد‪ ،‬فصغر حجم السوق املصرفية املحاية في بعض الدول قياسا بعدد املصارف املوجودة فيها‬
‫يؤدي إلى عدم كفاءة ألاداء وانخفاض إلانتاجية في هذه ألاسواق؛‬
‫‪ ‬تفادي املصاعب املالية او مخاطر التصفية والافالس؛‬
‫‪ ‬ضعف إلادارة في البنوك‪.‬‬
‫‪ .2‬الدوافع واملبررات الخارجية‪ :‬تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬التوافق مع املعايير الدولية خاصة معايير لجنة بازل للرقابة املصرفية؛‬
‫‪ ‬الثورة التكنولوجية؛‬
‫‪ ‬ألازمات الاقتصادية واملالية العاملية؛‬
‫‪ ‬تحرير تجارة الخدمات املالية؛‬
‫‪ ‬العوملة املالية؛‬
‫‪ ‬سياسات إلاصالح الاقتصادي والتحول نحو ألية السوق بما أدى إلى زيادة درجة املنافسة بين البنوك‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬ضوابط وشروط نجاح عملية الاندماج املصرفي‪ :‬لنجاح الاندماج املصرفي البد من‪:‬‬
‫أن تسبق عملية الاندماج املصرفي عملية إعادة الهيكلة املالية وإلادارية للبنوك الداخلة في عملية الاندماج‪ ،‬ويتطلب ذلك‬ ‫‪‬‬
‫عالج مشاكل معينة مثل‪ :‬العمالة الزائدة‪ ،‬اختالل السيولة واملراكز املالية‪ ،‬الديون املتعثرة‪...‬الخ‪.‬‬
‫تقديم دراسة كاملة عن النتائج املتوقعة من الاندماج املصرفي والجدوى الاقتصادية له‪ ،‬على أن يكون ذلك تحت اشراف‬ ‫‪‬‬
‫النك املركزي للتأكد من سالمتها ومدى دقة نتائجها؛‬
‫ضرورة توافر كل املعلومات الازمة عن البنوك املندمجة وتعميق مبدأ الشفافية؛‬ ‫‪‬‬
‫ضرورة توافر مجموعة من الحوافز املشجعة على الاندماج املصرفي مثل‪ :‬إلاعفاءات الضريبية؛‬ ‫‪‬‬
‫عدم اللجوء إلى الاندماج املصرفي الاجباري إال في اضيق الحدود؛‬ ‫‪‬‬
‫دراسة تجارب الدول لالستفادة منها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خامسا‪ :‬إيجابيات وسلبيات الاندماج املصرفي‪ :‬تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬إلايجابيات املستهدفة من عملية الاندماج املصرفي‪ :‬يمكن توضيحها في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تقليل املخاطر‪ ،‬ذلك أنه في ظل سياسات التحرر الاقتصادي وانفتاح ألاسواق ترتفع درجة املخاطر وتزداد سرعة انتقالها‬
‫عبر ألاواق بما يعرض البنوك صغيرة الحجم ملخاطر التعثر والافالس؛‬
‫‪ ‬زيادة رأس مال البنوك املندمجة بما يجعلها أقل تأثرا باملشاكل التي يمكن أن تتعرض لها؛‬
‫‪ ‬تنامي القدرات التسويقية مع زيادة قدرة البنوك املندمجة على جذب الودائع؛‬
‫‪ ‬زيادة القدرة على الاستثمار في مجل التكنولوجيا املصرفية واملالية بما يكفل استخدامها في تحسين جودة الخدمات املقدمة‬
‫مع خفض التكلفة؛‬
‫‪ ‬تنامي القدرة على تقديم خدمات البنوك الشاملة التي يحتاجها العمالء؛‬
‫‪ ‬تكوين كيانات ضخمة تعمل وفقا ملتطلبات التعامل مع ألاسواق العاملية ويتيح لها زيادة القدرة التنافسية محليا ودوليا‪.‬‬
‫‪ .2‬السلبيات املحتملة من عملية الاندماج املصرفي‪ :‬تتمثل في جملة النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬صعوبة مزج ثقافات وأساليب العمل بين البنوك املندمجة؛‬
‫‪ ‬احتكار عدد محدود من البنوك للسوق املصرفية وما يترتب عليه من غياب دوافع التجديد والتطوير في الخدمات املصرفية‬
‫وحتى رفع أسعار الخدمات املصرفية املقدمة بشكل مبالغ فيه؛‬
‫‪ ‬احتمال اقصاء اعداد كبيرة من العمالة في ظل السعي للوصول إلى الحجم ألامثل للعمالة؛‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬احتماالت رفض العمالء التعامل مع البنك الجديد؛‬
‫‪ ‬الاتجاه نحو املركزية في إدارة البنك مما قد يخفض من كفاءة البنك؛‬
‫‪ ‬ألاعباء والتكاليف املالية التي يمكن أن يتحملها البنك الدامج إلعادة هيكلة البنك املندمج‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬الاندماج املصرفي في الدول العربية‪ :‬يمكن تلخيص التجربة العربية في مجال الاندماج املصرفي من خالل الجدول التالي‪:‬‬
‫البنك الدامج‬ ‫البنك املندمج‬ ‫عدد الاندماجات‬ ‫الدولة‬ ‫سنوات الاندماج‬

‫عدة بنوك‬ ‫عدة بنوك‬ ‫‪ 32‬حالة‬ ‫لبنان‬ ‫‪33/33‬‬


‫عدة بنوك‬ ‫عدة بنوك‬ ‫‪ 71‬حالة‬ ‫مصر‬ ‫‪33/31‬‬
‫بنك فيال ولبنان لالستثمار‬ ‫الشركة ألاردنية لالستثمارات املالية‬ ‫حالة واحدة‬ ‫ألاردن‬ ‫‪39‬‬
‫عدة بنوك‬ ‫عدة بنوك‬ ‫ثالث حاالت‬ ‫سلطنة عمان‬ ‫‪2002/39‬‬
‫الاتحاد الدولي للبنوك‬ ‫بنك تونس لالستثمارات‬ ‫حالة واحدة‬ ‫تونس‬ ‫‪39‬‬
‫مجموعة البنوك الشعبية‬ ‫البنك الشعبي املركزي‬ ‫حالة واحدة‬ ‫املغرب‬ ‫‪39‬‬
‫البنك السعودي التجاري املتحد‬ ‫البنك السعودي‬ ‫حالة واحدة‬ ‫السعودية‬ ‫‪39‬‬
‫البنك السعودي ألامريكي‬ ‫البنك السعودي املتحد‬ ‫حالة واحدة‬ ‫السعودية‬ ‫‪33‬‬
‫بنك الخليج الدولي‬ ‫البنك السعودي العالمي‬ ‫حالة واحدة‬ ‫البحرين‬ ‫‪33‬‬
‫البنك الاماراتي الدولي‬ ‫البنك الاماراتي الدولي‬ ‫حالة واحدة‬ ‫الامارات‬ ‫‪2009‬‬

‫ومن أهم املبررات التي دفعت بالدول العربية إلى تبني منهج الاندماج املصرفي نذكر ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬وجود ظاهرة التمصرف الزائد في العديد من الدول العربية‪ ،‬باإلضافة إلى تركز معظم العمليات البنكية في عدد قليل من البنوك؛‬
‫‪ ‬صغر حجم البنوك العربية وتواضع هياكلها التمويلية وحجم اعمالها؛‬
‫‪ ‬الحاجة إلى قيام البنوك العربية بدور أكبر فعالية مع تزايد العوملة واملنافسة‪.‬‬

‫‪3‬‬

You might also like